تفسير سورة الأنعام

غريب القرآن

تفسير سورة سورة الأنعام من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أَخبرنا أَبو جعفر، قَالَ حدّثنا عَليُّ بن أَحمد، قَالَ حدَّثنا عطاءُ بن السائب قالَ : حدَّثنا أبو خالد الواسطي عَن الإِمَامِ الشَّهيدِ أَبي الحسين زيد بن علي عليهما السَّلامُ. في قولهِ تعالى :﴿ وَجَعَلَ الظُّلُمَتِ وَالنُّورَ ﴾ معناهُ خَلَقَها. والظُّلماتُ الكُفرُ. والنُّورُ : الإِيمانُ.
وقوله تعالى :﴿ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ معناهُ يَجْعَلُونَ لَهُ مِثْلاً. ويُشْركُونَ بهِ.
وقوله تعالى :﴿ قَضَى أَجَلاً ﴾ معناهُ وقتٌ، وَهَو المَوتُ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ﴾ وَهوَ الآخِرةُ. ويُقالُ قَضَى أَجلاً : معناهُ مَا بَينَ أَنْ يُخْلَقَ إِلى أَنْ يَموتَ. وأَجلٌ مُسَمّى مَا بينَ أَنْ يَموتَ إِلى أَنْ يُبْعَثَ. ويقال ( أجلاً ) : الدُّنيا، وأَجلٌ مُسَمَّى عِندَهُ : الآخِرةُ.
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ﴾ معناه تَشكُّونَ.
وقوله تعالى :﴿ أَنْبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ ﴾ معناهُ أَخْبَارٌ.
وقوله تعالى :﴿ مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ ﴾ معناه من أمَّةٍ.
وقوله تعالى :﴿ مَّكَّنَّهُمْ فِي الأَرْضِ ﴾ معناه جَعَلنَا لَهُم مَنَازِلَ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَنْشَأْنَا ﴾ معناه ابتَدَأَنَا.
وقوله تعالى :﴿ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنْفُسَهُمْ ﴾ معناهُ غَشُّوا أَنفُسَهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ فَاطِرِ السَّمَوَتِ وَالأَرْضِ ﴾ معناهُ مُبتدئءُ خَلْقِها. والفُطُورُ : الصِّدُوعُ.
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ ﴾ معناهُ معذرتُهمْ.
وقوله تعالى :﴿ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ ﴾ معناهُ غِطَاءٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً ﴾ معناهُ صَمَمٌ.
وقوله تعالى :﴿ أَسَطِيرُ الأَوَّلِينَ ﴾ معناهُ الأَبَاطِيلُ.
وقوله تعالى :﴿ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ﴾ معناه يَتَباعدُونَ عَنهُ.
وقوله تعالى :﴿ أَوْزَارَهُمْ ﴾ معناهُ آثَامُهُم. واحِدُهَا وِزرٌ.
وقوله تعالى :﴿ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ ﴾ معناهُ طريقٌ وهَو السِّربُ.
وقوله تعالى :﴿ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَآءِ ﴾ معناهُ مَصعدٌ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ﴾ معناهُ : المؤمنونَ الَّذِينَ يَقْبلونُ. ﴿ وَالْمَوْتَى ﴾ [ معناهُ ] : الكُفَّارُ. ﴿ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ﴾ معناهُ : يُحْييهِم الله.
وقوله تعالى :﴿ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾ معناه أَصْنَافٌ مُصَنفَةٌ تُعرفُ بأَسمَائِهَا.
وقوله تعالى :﴿ مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَبِ مِن شَيْءٍ ﴾ معناه مَا ضَيَّعنَا.
وقوله تعالى :﴿ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾ معناهُ أجْنَاسٌ.
وقوله تعالى :﴿ فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ ﴾ معناه نَادِمُونَ.
وقوله تعالى :﴿ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ ﴾ معناهُ آخِرُهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ ﴾ معناهُ يَعْرِضُونَ.
وقوله تعالى :﴿ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً ﴾ فالبَغتةُ : معنا [ هَا ] الفَجْأةُ وجَهرةٌ معنا [ ها ] عَلانِيةٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ ﴾ معناهُ نُميِّزُها.
وقوله تعالى :﴿ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي ﴾ معناهُ عَلَى بَيانٍ.
وقوله تعالى :﴿ جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ﴾ معناهُ كَسَبْتُم.
وقوله تعالى :﴿ وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ﴾ معناهُ لا يَخَلُونَ شَيئاً.
وقوله تعالى :﴿ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ ﴾ معناهُ إِلى رَبِّهمْ.
وقوله تعالى :﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ﴾ معناهُ : أَو يَخْلِطكُمْ شِيعاً، أي : فِرقاً، واحدُهَا شِيعَةٌ.
وقوله تعالى :﴿ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ ﴾ معناهُ تُرتَهَن وتُسَلَّم. ويقالُ : تُجزَى.
وقوله تعالى :﴿ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ ﴾ معناه حَيَّرتهُ.
وقوله تعالى :﴿ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ﴾ فالصُّورُ : القِرنُ، والصُّورُ : جَمعُ صُورةٍ.
وقوله تعالى :﴿ مَلَكُوتَ السَّمَوَتِ وَالأَرْضِ ﴾ معناه مَلِكُهَا. ويقال سُلْطانُها.
وقوله تعالى :﴿ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الْلَّيْلُ ﴾ معناهُ غَطّاهُ.
وقوله تعالى :﴿ فَلَمَّآ أَفَلَ ﴾ معناه غَابَ وزَالَ.
وقوله تعالى :﴿ فَلَمَّآ رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً ﴾ معناهُ طَالِعٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ ﴾ معناهُ اخْتَرنَاهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً ﴾ معناهُ فَقدْ رَزَقْنَاهَا قَوماً.
وقوله تعالى :﴿ وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ معناهُ مَا عَرَفوا الله حَقَّ مَعْرِفَتِهِ وَلاَ عَظَّمُوهُ حَقَّ عَظَمتِهِ.
وقوله تعالى :﴿ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ﴾ معناه الهَوَانُ.
وقوله تعالى :﴿ فُرَدَى ﴾ معناهُ فَردٌ.
وقوله تعالى :﴿ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ﴾ معناهُ خالِقُهُمَا.
وقوله تعالى :﴿ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ﴾ وَهَو جَمعُ حِسابٍ.
وقوله تعالى :﴿ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ﴾ معناهُ فَمُسْتَقَرٌ فِي صُلْبِ الأَبِ ومُسْتَودعٌ فِي رَحمِ الأُمِ.
وقوله تعالى :﴿ قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ ﴾ فالقِنو : هو العِذقُ. والاثْنَانُ : قنوَانُ. ودَانيةٌ : معناه قَريبَةٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَيَنْعِهِ ﴾ معناهُ مَدرَكَهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَتٍ ﴾ معناهُ اخْتَلَقُوا
وقوله تعالى :﴿ بَدِيعُ السَّمَوَتِ وَالأَرْضِ ﴾ معناهُ مُبتَدِعُهَا.
وقوله تعالى :﴿ قَدْ جَآءَكُمْ بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ ﴾ معناهُ حُجَجٌ.
وقوله تعالى :﴿ دَرَسْتَ ﴾ معناهُ قَرَأتَ وتعلَّمَت.
وقوله تعالى :﴿ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْواً ﴾ معناهُ اعْتِداءٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَمَا يُشْعِرُكُمْ ﴾ معناهُ ما يُدْرِيكُمْ.
وقوله تعالى :﴿ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ﴾ معناهُ : أَصنَافاً واحدُهَا قُبلٌ.
وقوله تعالى :﴿ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ﴾ معناهُ : مُزيّنٌ مُحسَّنٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ ﴾ معناه تَميلُ والأَفْئِدَةُ جَمعُ فوْادٍ. ويقالُ : صَغوتُ إِليهِ، وأَصْغَيتُ إِليهِ.
وقوله تعالى :﴿ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴾ معناه يَتَوافَقُوا وَيَعْمَلوا.
وقوله تعالى :﴿ يَخْرُصُونَ ﴾ معناه : يَظُنُونَ ويَكذِبُونَ.
وقوله تعالى :﴿ لِيَمْكُرُواْ فِيهَا ﴾ معناه : يَخْدَعَوا ويحتَالُوا.
وقوله تعالى :﴿ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ ﴾ وهو أَشَدُّ الذُّلِّ.
وقوله تعالى :﴿ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ وهو العَذَابُ. والرِجْزُ مِثلُهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَمَآ أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ﴾ معناهُ : بفَائِتينَ.
وقوله تعالى :﴿ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ ﴾ معناهُ : عَلَى نَاحِيتِكُم.
وقوله تعالى :﴿ وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ ﴾ معناهُ : خَلَقَ. وَبَرَأَ مِثْلُه.
وقوله تعالى :﴿ لِيُرْدُوهُمْ ﴾ معناهُ : ليهْلِكوهم.
وقوله تعالى :﴿ هَذِهِ أَنْعَمٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ ﴾، معناهُ : حَرامٌ.
وقوله تعالى :﴿ جَنَّتٍ مَّعْرُوشَتٍ ﴾ قَد عَرُشَ عِنَبُها ﴿ وَغَيْرَ مَعْرُوشَتٍ ﴾ من النَّخلِ وَمن سَائِرِ الشَّجرِ.
وقوله تعالى :﴿ حَمُولَةً وَفَرْشاً ﴾ فالحَمولةُ : الكِبارُ مِن الإِبلِ والفَرشُ : الصِغار. ويقالُ الفَرشُ : الغَنمُ.
وقوله تعالى :﴿ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ ﴾ معناهُ حَمَلتْ.
وقوله تعالى :﴿ أَوِ الْحَوَايَآ ﴾ معناهُ المَباعرُ.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُمْ مِّنْ إمْلاَقٍ ﴾ معناهُ من فَقرٍ وَفَاقَةٍ.
وقوله تعالى :﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلائِكَةُ ﴾ معناهُ تَنتَظرُونَ. قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ :﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلائِكَةُ ﴾ قالَ : المَوتُ :﴿ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ ﴾ قال : القِيامةُ ﴿ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ﴾ قالَ : هُوَ طُلُوعُ الشَّمسِ مِن مَغْرِبِهَا.
وقوله تعالى :﴿ مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ﴾ معناهُ دِينَ إِبْرَاهيمَ.
سورة الأنعام
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

لم تَحْتَوِ سورةُ (الأنعام) على كثيرٍ من الأحكام الشَّرعية كأخواتِها من السُّوَر الطِّوال؛ بل اهتمَّت بتحقيقِ مقصدٍ عظيم؛ وهو (توحيدُ الألوهية، وتثبيتُ مسائلِ العقيدة)، وكما قال أبو إسحاقَ الأَسْفَرَائينيُّ: «في سورةِ الأنعام كلُّ قواعدِ التوحيد»؛ فقد رسَمتِ السورةُ معالمَ على طريق الهداية، ذاكرةً قصَّةَ إبراهيمَ في البحث عن الحنيفيَّةِ الخالصة بما حَوَتْهُ من حُجَجٍ عقلية، وبراهينَ قاطعة؛ فعنايةُ السورة بالعقيدة كانت واضحةً جليَّة؛ لكي يُحقِّقَ العبدُ ما افتُتحت به السورةُ: {اْلْحَمْدُ لِلَّهِ اْلَّذِي خَلَقَ اْلسَّمَٰوَٰتِ وَاْلْأَرْضَ} [الأنعام: 1].

ترتيبها المصحفي
6
نوعها
مكية
ألفاظها
3055
ترتيب نزولها
55
العد المدني الأول
167
العد المدني الأخير
167
العد البصري
166
العد الكوفي
165
العد الشامي
166

* قوله تعالى: ﴿وَلَا تَطْرُدِ اْلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِاْلْغَدَوٰةِ وَاْلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۥۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٖ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٖ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ اْلظَّٰلِمِينَ﴾ [الأنعام: 52]:

عن سعدِ بن أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه، قال: «فِيَّ نزَلتْ: ﴿وَلَا تَطْرُدِ اْلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِاْلْغَدَوٰةِ وَاْلْعَشِيِّ [الأنعام: 52].

قال: نزَلتْ في ستَّةٍ؛ أنا وابنُ مسعودٍ منهم، وكان المشركون قالوا له: تُدْني هؤلاء؟!».

وفي روايةٍ: «كنَّا مع النبيِّ ﷺ في ستَّةِ نفَرٍ، فقال المشركون للنبيِّ ﷺ: اطرُدْ هؤلاء؛ لا يَجترِئون علينا!

قال: وكنتُ أنا وابنُ مسعودٍ ورجُلٌ مِن هُذَيلٍ وبلالٌ ورجُلانِ لستُ أُسمِّيهما، فوقَعَ في نفسِ رسولِ اللهِ ﷺ ما شاءَ أن يقَعَ، فحدَّثَ نفسَهُ؛ فأنزَلَ اللهُ: ﴿وَلَا تَطْرُدِ اْلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِاْلْغَدَوٰةِ وَاْلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۥۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٖ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٖ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ اْلظَّٰلِمِينَ﴾ [الأنعام: 52]». أخرجه مسلم (٢٤١٣).

* قوله تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اْسْمُ اْللَّهِ عَلَيْهِ﴾ [الأنعام: 121]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «جاءت اليهودُ إلى النبيِّ ﷺ، فقالوا: نأكلُ ممَّا قتَلْنا، ولا نأكلُ ممَّا قتَلَ اللهُ؟ فأنزَلَ اللهُ: ﴿وَلَا تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اْسْمُ اْللَّهِ عَلَيْهِ﴾ [الأنعام: 121] إلى آخِرِ الآيةِ». أخرجه أبو داود (٢٨١٩).

* قوله تعالى: ﴿مَن جَآءَ بِاْلْحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشْرُ أَمْثَالِهَاۖ﴾ [الأنعام: 160]:

صحَّ عن أبي ذَرٍّ الغِفَاريِّ رضي الله عنه أنه قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «مَن صامَ ثلاثةَ أيَّامٍ مِن كلِّ شهرٍ، فذلك صيامُ الدَّهْرِ؛ فأنزَلَ اللهُ تصديقَ ذلك في كتابِهِ: ﴿مَن جَآءَ بِاْلْحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشْرُ أَمْثَالِهَاۖ﴾ [الأنعام: 160]؛ فاليومُ بعشَرةِ أيَّامٍ». أخرجه الترمذي (٧٦٢).


سُمِّيتْ سورةُ (الأنعام) بذلك؛ لأنَّها السورةُ التي عرَضتْ لذِكْرِ (الأنعام) على تفصيلٍ لم يَرِدْ في غيرها من السُّوَر.

* جاء في فضلِ سورة (الأنعام): أنَّها نزَلتْ وحولها سبعون ألفَ مَلَكٍ يُسبِّحون:

دلَّ على ذلك ما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما، قال: «نزَلتْ سورةُ الأنعامِ بمكَّةَ ليلًا جُمْلةً، حولَها سبعون ألفَ مَلَكٍ، يَجأرون حولها بالتَّسْبيحِ». "فضائل القرآن" للقاسم بن سلَّام (ص240)، وصحَّح إسنادَه أحمد شاكر في "عمدة التفسير" (1/761).

وقريبٌ منه ما جاء عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «نزَلتْ سورةُ الأنعامِ على النَّبيِّ ﷺ ومعها مَوكِبٌ مِن الملائكةِ سَدَّ ما بين الخافِقَينِ، لهم زَجَلٌ بالتَّسْبيحِ والتَّقْديسِ، والأرضُ تَرتَجُّ، ورسولُ اللهِ ﷺ يقولُ: سُبْحانَ اللهِ العظيمِ، سُبْحانَ اللهِ العظيمِ». "المعجم الأوسط" للطبراني (٦٤٤٧).

اشتمَلتِ السُّورةُ على عِدَّة موضوعات جاءت مُرتَّبةً كالآتي:

الاستفتاح بالحمد، وخَلْق الإنسان وبَعْثه (١-٣).

إعراض المشركين (٤-١١).

مع الله حُجَج بالغة (١٢-٢٠).

في موقف الحشر (٢٢-٣٢).

تسليةٌ وتثبيت (٣٣-٣٥).

لماذا الإعراض؟ (٣٦-٤١).

سُنَنٌ ربانية (٤٢-٤٧).

مهمة الرسل عليهم السلام (٤٨- ٥٨).

مفاتيح الغيب (٥٩-٦٧).

تجنُّب مجال الخائضين (٦٨-٧٠).

معالمُ على طريق الهداية (٧١-٧٣).

قصة إبراهيمَ عليه السلام (٧٤-٩٠).

الاحتجاج على منكِري البعث (٩١-٩٤).

من دلائلِ القدرة (٩٥-٩٩).

الرد على مزاعمِ المشركين، وتقرير العقيدة (١٠٠-١٠٥).

منهج التعامل مع المشركين (١٠٦-١٠٨).

تعنُّتٌ وإصرار (١٠٩-١١١).

الإعلام المضلِّل وموقف الإسلام منه (١١٢-١١٤).

قواعدُ وأصول في العقيدة والدعوة (١١٥-١١٧).

قواعد وأصول في التحليل والتحريم (١١٨-١٢١).

من مظاهرِ الصُّدود وأسبابه (١٢٢-١٢٦).

وعدٌ ووعيد (١٢٧-١٣٥).

من جهالات المشركين (١٣٦-١٤٠).

حُجَجٌ باهرة، ونِعَمٌ ظاهرة (١٤١-١٥٠).

الوصايا العَشْرُ (١٥١-١٥٣).

من مشكاةٍ واحدة (١٥٤-١٥٧).

وماذا بعد الحُجَج؟ (١٥٨-١٦٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (2 /393).

أُقيمت هذه السُّورةُ على مقصدٍ عظيمٍ جدًّا؛ ألا وهو (تحقيق التَّوحيد)؛ وذلك بإشعار الناس بأنَّ حقَّ الحمد ليس إلا للهِ؛ لأنَّه مُبدِعُ العوالِمِ: جواهرَ وأعراضًا؛ فعُلِم أنه المتفرِّدُ بالإلهيَّة، وأنَّ الأصنامَ والجِنَّ تأثيرُها باطلٌ؛ فالذي خلَق الإنسانَ ونظامَ حياته وموته بحِكْمته هو المستحِقُّ لوصفِ الإلهِ المتصرِّف. وجاءت السورةُ بتنزيه اللهِ عن الولَدِ والصاحبة، وكما قال أبو إسحاقَ الأَسْفَرَائينيُّ: «في سورةِ الأنعامِ كلُّ قواعدِ التوحيد». واشتمَلتِ السورةُ على موعظة المُعرِضين عن آياتِ القرآن والمكذِّبين بالدِّين الحقِّ، وتهديدِهم بأن يحُلَّ بهم ما حَلَّ بالقرونِ المكذِّبين من قبلِهم والكافرين بنِعَمِ الله تعالى، وأنَّهم ما يضُرُّون بالإنكارِ إلا أنفسهم، ووعيدِهم بما سيَلقَون عند نزعِ أرواحهم، ثم عند البعثِ.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (7 /123).