تفسير سورة الإسراء

غريب القرآن

تفسير سورة سورة الإسراء من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أخبرنا أبو جعفر. قالَ : حدّثنا علي بن أحمد. قال حدّثنا عطاءُ بن السائب عن أبي خالد عن الإِمامِ زيد بن علي عليهما السَّلامُ في قولهِ تعالى :﴿ سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾ فَسُبحان : تَنزِيهٌ لَهُ تَعالى عَن كُلِّ سُوءٍ.
وقوله تعالى :﴿ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً ﴾ معناه كافل. والوَكيلُ : الحَافظُ.
وقوله تعالى :﴿ وَقَضَيْنَآ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ معناهُ أَخْبَرنَاهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ ﴾ معناهُ قَتلُوا. وخلالُ الدِّيارِ معناهُ بَينَ الدِّيارِ.
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ ﴾ معناهُ أَعْقَبنا لَكُم الدَّولَة.
وقوله تعالى :﴿ أَكْثَرَ نَفِيراً ﴾ معناهُ الذين نَفَرُوا مَعهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَلِيُتَبِّرُواْ ﴾ معناهُ لِيُدَمَّروا.
وقوله تعالى :﴿ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً ﴾ معناهُ مَحْبِسٌ.
وقوله تعالى :﴿ فَمَحَوْنَآ آيَةَ الَّيلِ ﴾ قال زيدُ بن علي عليهما السلام المَحو : هو السَّوادُ الذي فِي القَمَرِ.
وقوله تعالى :﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ ﴾ معناه كِتابهٌ. قالَ صَلواتُ الله عَليهِ وَسَلامُهُ : هو عَمَلُهُ وحَظُّهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ ﴾ معناه آثِمةٌ ﴿ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ يعني إِثمَ أُخرى. أَثِمتَهُ، وَلَمْ تَأْثَمْهُ الأَخرى مَنهُما.
وقوله تعالى :﴿ وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا ﴾ معناهُ أَمرْناهُم بالطَّاعةِ فَعَصُوا، قالَ الإِمامُ زيدُ بن علي عليهما السلام : وتقرأ أمَّرَنا من الإِمارة. وآمَرنا : معناهُ كَثّرَنا.
وقوله تعالى :﴿ فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ ﴾ يعني وَجَبَ عَليها العَذابُ.
وقوله تعالى :﴿ مَّدْحُوراً ﴾ معناه مُبعدٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا ﴾ معناهُ عَمِل لَها عَمَلَها.
وقوله تعالى :﴿ فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا ﴾ قالَ الإِمامُ الشهيدُ أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام معناه : لاَ تَمْنَعْهُمَا شَيئاً أراداهُ، وإِنْ وَجدتَ مِنهُمَا رِيحاً يُؤذِيكَ، فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفّ.
وقوله تعالى :﴿ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً ﴾ قال الإِمامُ الشهيدُ زيد بن علي عليهما السلام : الأَوابُ : الذي يُذنِبُ سِراً، ويَتوبُ سِراً.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ﴾ قالَ الإِمامُ الشهيدُ أبو الحسين زيد بن علي عليهما السلام : التّبذِيرُ : إِنْفاقُ المَالِ فِي غَيرِ حَقّهِ.
وقوله تعالى :﴿ فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً ﴾ يعني معروفاً. ويقال : لَيناً. ويقالُ : حَسناً.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً ﴾ قالَ الإِمامُ عليه السلام معناهُ : لا تَمتنعْ عَن إِنفاقِ مَا يَجبُ إِنفاقُهُ فِي وُجُوهِهِ. ولا تَبْسُطهَا : لاَ تُسْرفْ فِيهَا ؛ فَتَقعدَ مَلُوماً عِندَ النَّاسِ مَّحسوراً مِن المَالِ : أَي خَالياً مِنهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ ﴾ معناه : فَقرٌ وَفاقةٌ.
وقوله تعالى :﴿ فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً ﴾ معناهُ حُجةٌ. وكُلُّ سُلطانٍ فِي القُرآنِ فَهو الحُجةٌ.
وقوله تعالى :﴿ فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ﴾ وهو أَنْ تَقْتُلَ غَيرَ قَاتِلكَ، أَو تَقتُلَ اثنين بِوَاحدٍ، أَوْ تُمثِّلَ بِقاتِلِكَ.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ معناه بالتّجارةِ فيهِ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ﴾ معناهُ مطلوبٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ﴾ معناهُ العَدلُ. واسم القِسطاسِ لَفظةٌ رُومِيةٌ، ومعناهُ بِالعَدلِ.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ معناهُ : ولا تَتبع شَهادَةَ الزّورِ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ ﴾ معناه : تَقْطَعُها بِعَظَمتِكَ، ﴿ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً ﴾ بِطولِكَ.
وقوله تعالى :﴿ أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ ﴾ معناه : اخْتَصَّكُمْ بهِ.
وقوله تعالى :﴿ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً ﴾ أي صَمَماً.
وقوله تعالى :﴿ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً ﴾ أي لَهُ سِحرٌ.
وقوله تعالى :﴿ عِظَاماً وَرُفَاتاً ﴾ أَي حُطاماً.
وقوله تعالى :﴿ أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ﴾ فالخَلقُ : السِّحرُ. ومعنى يَكبرُ : يَعظُمُ.
وقوله تعالى :﴿ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ ﴾ معناه : يُحرِّكونَها استهزاءً مِنهُم.
وقوله تعالى :﴿ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً ﴾ قالَ الإِمامُ عليه السلام : عَسَى من الله وَاجبةٌ فِي كُلِّ القُرآنِ. وكُلُّ شَيءٍ دُونَ السَّاعةِ فَهْوَ قَرِيبٌ.
وقوله تعالى :﴿ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ ﴾ قالَ الإِمامُ زيد بن علي عليهما السَّلامُ : يَخرُجُونَ مِن قِبُورِهم يَقُولُونَ سُبحانَكَ وبِحَمْدِكَ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ﴾ معناه : يُفْسِدُ ويَهِيجُ.
وقوله تعالى :﴿ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ﴾ معناه : القُربَةُ.
وقوله تعالى :﴿ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا ﴾ بالمَوتِ ﴿ أَوْ مُعَذِّبُوهَا ﴾ بالسَّيفِ.
وقوله تعالى :﴿ كَانَ ذلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً ﴾ معناهُ : مَكتوبٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا ﴾ معناه : كفروا
وقوله تعالى :﴿ وَمَا جَعَلْنَا الرُّءْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ ﴾ فالفِتنةُ : البَِلاءُ. والشَّجرةُ المَلعونِة : الزَّقومُ.
وقوله تعالى :﴿ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ معناهُ : لاَسْتَمِيلَنهُم. والاحْتِنَاكُ : معناه : الغَلبةُ والقَهرُ والاستِيلاءُ. والقَليلُ : هُم المَعْصُومُونَ.
وقوله تعالى :﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ﴾ استَفزِرْ بمعنى : اسْتَخفْ، واستَجهلْ. والصَوتُ : الغِناءُ وشِبْهُهُ. وَخَيلهُ : كُلُّ دَابةٍ سَارتْ فِي مَعصيةِ الله تعالى. ﴿ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ ﴾ [ والأَمَوالُ ] : كُلُّ مالٍ أُصيبَ مِن حَرَامٍ أَو مِنْ رِبا أَو غَيرِ ذَلكَ. والأَولادُ : أَولادُ الزِّنا. ويقالُ : الرَّجِلُ جَمعُ رَاجلٍ.
وقوله تعالى :﴿ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ﴾ معناهُ : رِيحٌ شَديدٌ تَحْصِبُ التُّرابَ.
وقوله تعالى :﴿ تَارَةً أُخْرَى ﴾ يعني : مرةً أُخرى. والجَمعُ : تاراتٌ وتيرٌ.
وقوله تعالى :﴿ فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِّنَ الرِّيحِ ﴾ معناه : حاطمٌ يَحطِمُ كُلَّ شَيءٍ.
وقوله تعالى :﴿ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً ﴾ معناه : من يَطلُبُكُم بِتَبعةٍ.
وقوله تعالى :﴿ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾ قال : الإِمام زيد بن علي عليهما السلامُ : معى التفضيلُ ها هنا : أنهُ لَيسَ مِن دَابةٍ إِلاَّ تَأكلُ بفَمِها، إِلاَّ بَني آدم فإنهُ يَأكلُ بيَدهِ.
وقوله تعالى :﴿ يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ [ بِإِمَامِهِمْ ] ﴾ معناهُ : بِنَبيهِم. وقال : بأعمَالِهِم. وقالَ : بِكِتَابِهم.
وقوله تعالى :﴿ ضِعْفَ الْحَيَاةِ ﴾ أي عَذابين.
وقوله تعالى :﴿ وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ ﴾ معناه : يستَخِفّونَكَ لِيُخرِجُوكَ من المدينةِ. وأرادَ بهم اليَهودَ، لأَنَّهم قَالوا للنبي صلّى الله عليهِ وآله وسلّمَ : ما هذه البَلدة بِبلادِ الأَنبياءِ عليهم الصَّلاةُ والسّلامُ، وإِنّما بِلاَدُهم الشَّامُ ؛ فإنْ كُنتَ نبياً فاخْرجْ إِليهَا، حَسداً منهم.
وقوله تعالى :﴿ وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ ﴾ معناه : بَعدكَ. ويقالُ : خِلافُكَ وخَلفُكَ.
وقوله تعالى :﴿ أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ﴾ مَعْنَاهُ : غُرُوبُها. وقال : زَوالُهَا. ﴿ غَسَقِ الَّيلِ ﴾ حِينَ غَرَبتْ الشَّمسُ. وقَالَ : العِشاءُ الآخرُ. وقالَ : صَلاةُ العَصرِ.
وقوله تعالى :﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلام : فقرآن الفَجرِ : مَا يُقرأ بهِ صَلاَة الفَجرِ. ومشهودٌ : تَحضُرُهُ مَلائِكةُ الليلِ ومَلائكةُ النَّهارِ. فإِذَا انصرفوا صَعدتْ مَلائكةُ الليلِ، وبَقيتْ مَلائكةُ النَّهارِ.
وقوله تعالى :﴿ وَمِنَ الْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ ﴾ قال زيد بن علي عليهما السلام : التَّهجّدُ : القَيامُ بَعدَ النَّومِ. والهُجودُ : النَّومَ أيضاً.
وقوله تعالى :﴿ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً ﴾ فالمَقامُ المَحمودُ : الشَّفاعةُ.
وقوله تعالى :﴿ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ﴾ معناه : بالرّسالةِ والنُبوةِ. وقالَ : في الإِسلامِ. وقالَ : فِي جَميعِ مَا أرسلتَني من أَمرِكَ. وأَخرِجْني كَذِلكَ.
وقوله تعالى :﴿ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً ﴾ معناهُ حُجةٌ ثَابتَةٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَنَأَى بِجَانِبِهِ ﴾ معناهُ : تَباعدَ بِجَانِبِه وقُربهِ.
وقوله تعالى :﴿ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوساً ﴾ [ أي ] قَنُوطاً شَديدَ اليَأسِ.
وقوله تعالى :﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾ معناهُ : على نِيتهِ. وقال : عَلَى ناحِيَتِهِ. وقال : عَلَى طَريقَتهِ.
وقوله تعالى :﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾ معناه : من عِلمِ رَبّي، فإِنكُم لا تَعلمُونَهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ ﴾ يعني : وَجّهنَا وبيّنا.
وقوله تعالى :﴿ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعاً ﴾ معناه : ماءٌ يَنْبَعُ.
وقوله تعالى :﴿ أَوْ تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً ﴾ معناه : قِطعٌ.
وقوله تعالى :﴿ أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً ﴾ معناه : مُقَابَلةٌ. وهي المُعاينةُ. ويقالُ : كَفيلٌ.
وقوله تعالى :﴿ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ ﴾ يعني : مَنْ ذَهبَ.
وقوله تعالى :﴿ كُلَّمَا خَبَتْ ﴾ معناه : طَفِئتْ. ﴿ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً ﴾ معناه : وقودٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَكَانَ الإنْسَانُ قَتُوراً ﴾ معناه مُقترٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ﴾ قال : الإِمامُ أَبو الحُسين زيد بن علي عليهما السَّلامُ : وهي الطُّوفانُ، والمَوتُ والجَرادُ، والقمَّلُ، والضَّفَادعُ، والدَّمُ، ولِسَانُهُ وعَصاهُ والبَحرُ. ويقالُ الطُّوفانُ، والجَرادُ، والقُمّلُ، والضَّفادعُ، والدَّمُ، والعَصا، والسِنينُ ونَقصٍ منَ الثَّمراتِ، وَيَدُّهُ. ويقالُ [ الطُّوفان ] والجَرادُ، والقُمّلُ، والضَّفادعُ، والدَّمُ، وعَصَاه، ويَدُّه، قال الإِمام زيد بن علي عليهما السلام : وكانتْ عَصا مُوسى عَليهِ السَّلامُ مِن عَوسجٍ، وَلَم تُسَخرْ لأحدٍ بَعدَهُ. وكان اسمُها مَاسا.
وقوله تعالى :﴿ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يفِرْعَونُ مَثْبُوراً ﴾ يعني مَلعُوناً وقالَ : مَمنوعٌ وقال : مُهلكٌ.
وقوله تعالى :﴿ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً ﴾ يعني مِن كُلِّ قَومٍ مِنْ هَا هُنَا ومِنْ هَا هنا. ويقال جَميعٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ﴾ قال الإمام زيد بن علي عليهما السلام فَرَقنَاهُ لِتَقْرَأَهُ أَي بَيّناهُ. وفَرَّقْناهُ أَي جَعلنَاه مُتفرقاً. وعَلَى مَكثٍ : يعني تَؤدةٍ.
وقوله تعالى :﴿ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ ﴾ يكُونَ [ والأَذقانُ ] واحدُها ذِقنٌ وهو مَجمعُ اللحَيين.
وقوله تعالى :﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ﴾ معناهُ لَم يَكنْ لَهُ حَليفٌ وَلاَ نَاصرٌ.
سورة الإسراء
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الإسراء) أو سورةُ (سُبْحانَ) من السُّوَر المكية، وقد تضمَّنتْ مِحْورَينِ رئيسَينِ:

الأول: الحديث عن معجزةِ (الإسراء والمِعراج)، وما دلَّ ذلك عليه من عظيمِ قدرة الله تعالى، وتصرُّفِه في الكون كيف شاء، وما تَبِع ذلك من مُحاجَجة المشركين في إنكارِهم البعثَ، والجزاء، وغير ذلك.

أما المحور الثاني: فقد دلَّ عليه الاسمُ الآخَر للسورة؛ وهو (سُبْحانَ)، فجاءت السورةُ لتنزيهِ الله عزَّ وجلَّ عن كلِّ نقصٍ وعيبٍ؛ فهو صاحبُ القَدْر والملكوت، المستحِقُّ للعبادة، وقد أُثِر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قراءتُه لسورة (الإسراء) قبل أن ينامَ على فراشه.

ترتيبها المصحفي
17
نوعها
مكية
ألفاظها
1563
ترتيب نزولها
50
العد المدني الأول
110
العد المدني الأخير
110
العد البصري
110
العد الكوفي
111
العد الشامي
110

* قوله تعالى: {أُوْلَٰٓئِكَ اْلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ اْلْوَسِيلَةَ} [الإسراء: 57]:

عن عبدِ اللهِ بن عُتْبةَ بن مسعودٍ، عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «نزَلتْ في نَفَرٍ مِن العرَبِ كانوا يعبُدون نَفَرًا مِن الجِنِّ، فأسلَمَ الجِنِّيُّونَ، والإنسُ الذين كانوا يعبُدونهم لا يشعُرون؛ فنزَلتْ: {أُوْلَٰٓئِكَ اْلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ اْلْوَسِيلَةَ} [الإسراء: 57]». أخرجه مسلم (٣٠٣٠).

* قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِاْلْأٓيَٰتِ إِلَّآ أَن كَذَّبَ بِهَا اْلْأَوَّلُونَۚ وَءَاتَيْنَا ثَمُودَ اْلنَّاقَةَ مُبْصِرَةٗ} [الإسراء: 59]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «سألَ أهلُ مكَّةَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يَجعَلَ لهم الصَّفَا ذهَبًا، وأن يُنحِّيَ الجبالَ عنهم فيَزْدَرِعُوا، فقيل له: إن شِئْتَ أن تستأنيَ بهم، وإن شِئْتَ أن تؤتيَهم الذي سألوا، فإن كفَروا أُهلِكوا كما أهلَكْتُ مَن قَبْلهم، قال: لا، بل أستأني بهم؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل هذه الآيةَ: {وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِاْلْأٓيَٰتِ إِلَّآ أَن كَذَّبَ بِهَا اْلْأَوَّلُونَۚ وَءَاتَيْنَا ثَمُودَ اْلنَّاقَةَ مُبْصِرَةٗ} [الإسراء: 59]». أخرجه النسائي(١١٢٩٠)، وأحمد (٢٣٣٣).

* قوله تعالى: {وَيَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلرُّوحِۖ قُلِ اْلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ اْلْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلٗا} [الإسراء: 85]:

عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «بَيْنا أنا أمشي مع النبيِّ ﷺ في بعضِ حَرْثِ المدينةِ وهو يَتوكَّأُ على عَسِيبٍ معه، فمرَرْنا على نَفَرٍ مِن اليهودِ، فقال بعضُهم لبعضٍ: سَلُوه عن الرُّوحِ، فقال بعضُهم: لا تَسألوه؛ أن يَجِيءَ فيه بشيءٍ تَكرَهونه، فقال بعضُهم: لَنَسألَنَّهُ، فقامَ إليه رجُلٌ منهم، فقال: يا أبا القاسمِ، ما الرُّوحُ؟ فسكَتَ عنه النبيُّ ﷺ، فعَلِمْتُ أنَّه يُوحَى إليه، فقال: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتُوا مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85]». قال الأعمَشُ: «هكذا في قراءتِنا». أخرجه البخاري (٧٤٦٢). قوله: «هكذا في قراءتِنا»: يَقصِدُ قولَه: (أُوتُوا).

* قوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَاْبْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلٗا} [الإسراء: 110]:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «أُنزِلتْ ورسولُ اللهِ ﷺ مُتَوَارٍ بمكَّةَ، فكان إذا رفَعَ صوتَه سَمِعَ المشركون، فسَبُّوا القرآنَ ومَن أنزَلَه ومَن جاءَ به، فقال اللهُ تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}: {لَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} حتى يَسمَعَ المشركون، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عن أصحابِك فلا تُسمِعُهم، {وَاْبْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلٗا}: أسمِعْهم ولا تَجهَرْ؛ حتى يأخذوا عنك القرآنَ». أخرجه البخاري (٧٤٩٠).

لسورة (الإسراء) اسمانِ آخران غيرُ هذا؛ هما:

* سورةُ (بني إسرائيل):

وقد ثبَت ذلك في حديث عائشةَ رضي الله عنها، قالت: «كان النبيُّ ﷺ لا ينامُ على فراشِه حتى يَقرأَ (بني إسرائيلَ)، و(الزُّمَرَ)». أخرجه الترمذي (٢٩٢٠).

وجهُ تسميتِها بذلك: أنها اشتملت على ذِكْرِ أحوال بني إسرائيل؛ كما أسلفنا في موضوعات السورة.

* سورة (سُبْحانَ):

ودلَّ على ذلك افتتاحُ السورة بهذا اللفظ.

صحَّ في فضلها ما يلي:

* كان صلى الله عليه وسلم يَقرؤُها قبل أن ينامَ على فراشه:

عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «كان النبيُّ ﷺ لا ينامُ على فراشِه حتى يَقرأَ (بني إسرائيلَ)، و(الزُّمَرَ)». أخرجه الترمذي (٢٩٢٠).

والمقصودُ بـ(بني إسرائيل): سورةُ (الإسراء).

* أنَّها من قديم ما تعلَّمَه الصحابةُ من النبي صلى الله عليه وسلم:

عن عبدِ الرَّحْمنِ بن يَزيدَ بن جابرٍ، قال: «سَمِعْتُ ابنَ مسعودٍ يقولُ في (بني إسرائيلَ)، و(الكهفِ)، و(مَرْيمَ)، و(طه)، و(الأنبياءِ): إنَّهنَّ مِن العِتَاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِن تِلَادي». أخرجه البخاري (٤٩٩٤).

قال أبو عُبَيدٍ: «قولُه: «مِن تِلادي»: يعني: مِن قديم ما أخذتُ من القرآن؛ وذلك أن هذه السُّوَرَ نزَلتْ بمكَّةَ». "فضائل القرآن" للقاسم بن سلام (ص247).

اشتمَلتِ السُّورةُ على عدَّة موضوعات؛ جاءت كما يلي:

1. قصةُ الإسراء (١).

2. إكرام سيِّدنا موسى عليه السلام (٢-٣).

3. أحوال بني إسرائيلَ في التاريخ (٣-٨).

4. أهداف القرآن الكريم (٩-١١).

5. التذكير بنِعَم الله، ودلائلِ قدرته (١٢-١٧).

6. من أراد الدنيا، ومن أراد الآخرة (١٨-٢٢).

7. توجيهاتٌ ربانية في المعاملات والأخلاق (٢٣- ٣٩).

8. إبطالُ دعوى الشريك لله تعالى (٤٠- ٤٤).

9. السر في كفرِ المشركين وعنادِهم (٤٥- ٤٨).

10. إنكار المشركين للبعث، والرد عليهم (٤٩- ٥٥).

11. مناقشة المشركين في عقائدهم الفاسدة (٥٦- ٦٠).

12. الحسد أصلُ الداء (٦١- ٦٥).

13. من نِعَم الله تعالى على الإنسان (٦٦- ٧٠).

14. من مشاهدِ يوم القيامة (٧١- ٧٢).

15. محاولةُ المشركين فتنةَ النبي صلى الله عليه و سلم (٧٣-٧٧).

16. أوامرُ وإرشاداتٌ للنبي عليه السلام (٧٨- ٨٥).

17. إعجاز القرآن الكريم (٨٦-٨٩).

18. اقتراحُ مشركي مكة الآياتِ الحسيةَ (٩٠-٩٣).

19. بعض شُبهات المشركين، والردُّ عليها (٩٤-١٠٠).

20. آيات موسى، وصفة القرآن الكريم (١٠١-١٠٩).

21. الدعاء بأسماء الله الحسنى (١١٠-١١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (4 /212).

بيَّنتْ هذه السورةُ معجزةً عظيمة؛ وهي معجزةُ (الإسراء والمعراج)، فجاءت تدعو إلى الإقبالِ على الله وحده، وخَلْعِ كل ما سِواه؛ لأنه وحده المالكُ لتفاصيل الأمور، وتفضيلِ بعض الخَلْق على بعض.

وذلك هو العملُ بالتقوى؛ التي أدناها: خَلْعُ الأنداد واعتقادُ التَّوحيد، وأعلاها: الإحسانُ.

كما أنها قامت على تنزيهِ الله عزَّ وجلَّ عن كل عيبٍ ونقص.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /230).