١٠ -﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا﴾ «ظلما» مصدر في موضع الحال. وجملة «إنما يأكلون» في محل رفع خبر إنَّ. و «إنما» كافة مكفوفة لا محل لها.
١١ -﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾
جملة «للذكر مثل حظ الأنثيين» تفسيرية لا محل لها. وقوله «فوق اثنتين» : ظرف مكان متعلق بنعت لـ «نساء». وجملة «إن كان له ولد» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. الجار «مما» متعلق بحال
165
من «السدس». والجار «من بعد وصية» متعلق بفعل مقدر أي: يستحقون ذلك، وجملة «يستحقون ذلك» المقدرة مستأنفة. وقوله «لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا» :«أيهم» : اسم استفهام مبتدأ، والضمير مضاف إليه، و «أقرب» خبره. والجار متعلق بأقرب، و «نفعا» : تمييز، وجملة «أيهم أقرب» مفعول به لـ «تدرون». «فريضة» : مفعول مطلق لعامل مقدر أي: فرض الله ذلك فريضة. الجار «من الله» متعلق بنعت لـ «فريضة»، جملة «إن الله كان عليما» مستأنفة، «حكيما» خبر ثان لـ «كان».
«يورث». جملة «وله أخ» حال من ضمير «يورث» و «غير» حال من الفاعل في «يوصي». وقوله «وصية من الله» : مفعول مطلق لعامل محذوف أي: يوصيكم وصية، والجار «من الله» متعلق بنعت لـ «وصية». «حليم» خبر ثان.
١٩ -﴿لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾
المصدر المؤول «أن ترثوا» فاعل «يحل». «كرها» : حال من «النساء». والمصدر «أن يأتين» منصوب على نزع الخافض «في»، أي: إلا في حال إتيان الفاحشة، فلا يحل العضل في كل حال إلا في هذه الحال. وجملة «فإن كرهتموهن» معطوفة على جملة «تعضلوهن» لا محل لها. قوله «فعسى أن تكرهوا» : الفاء رابطة، و «عسى» فعل ماض جامد تام، والمصدر المؤول فاعل «عسى». «ويجعل» : الواو للمعية، والفعل منصوب بأن مضمرة وجوبا، والمصدر معطوف على مصدر متصيد من الكلام المتقدم أي: قد يكون رجاء كرهٍ منكم وجَعْل خيرٍ من الله.
٢١ -﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ﴾ «كيف» اسم استفهام حال، وجملة «وكيف تأخذونه» مستأنفة لا محل -[١٧٠]- لها. وجملة «وقد أفضى» حالية في محل نصب من الواو في ﴿أَتَأْخُذُونَهُ﴾.
٤٤ -﴿أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ﴾
جملة «يشترون» في محل نصب حال من واو الجماعة، والمشترى به مقدّر أي: بالهدى، والمصدر «أن تضلوا» مفعول به.
٤٧ -﴿مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ﴾ «مصدقًّا» : حال منصوبة، واللام بعدها زائدة و «ما» اسم موصول مفعول به لاسم الفاعل منصوب. وقوله «كما لعنَّا» : الكاف اسم بمعنى مثل نائب مفعول مطلق و «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مضاف إليه، والتقدير: نلعنهم لعنًا مثل لعننا.
٥٤ -﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾
جملة «أم يحسدون» مستأنفة لا محل لها. وجملة «فقد آتينا» معطوفة على جملة «يحسدون» لا محل لها.
٥٧ -﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلا ظَلِيلا﴾ «خالدين» : حال من الهاء في «سندخلهم»، والجار «فيها» متعلق به، وقوله «أبدا» : ظرف زمان متعلق بـ «خالدين»، وجملة «لهم أزواج» حال من الهاء في «سندخلهم» في محل نصب، وجملة «وندخلهم» معطوفة على جملة «لهم أزواج» في محل نصب.
٥٨ -﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ﴾
المصدر «أن تؤدوا» منصوب على نزع الخافض الباء، وقوله «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا» : الواو عاطفة، «إذا» ظرف مجرد من معنى الشرط، متعلق بـ «يأمركم» والمصدر «أن تحكموا» معطوف على المصدر السابق «أنْ تُؤَدُّوا» أي: يأمركم بتأدية الأمانات وبالحكم بالعدل، فيكون -[١٨٢]- قد فصل بين حرف العطف والمعطوف بالظرف، وهذا جائز. وقوله «نعمَّا» :«نعْم» فعل ماض للمدح وأصل العين السكون، فلما وقعت بعدها «ما» وأدغمت ميم نعم فيها كسرت العين لالتقاء الساكنين، «ما» : اسم موصول فاعل «نعم»، والمخصوص محذوف أي: تأدية الأمانة.
٦١ -﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا﴾ «تعالوا» : فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل. وجملة «قيل» في محل جر مضاف إليه، وتعلقت «إذا» بجوابها. وجملة «رأيت» جواب الشرط -[١٨٣]- لا محل لها، وجملة «يصدون» في محل نصب حال.
٦٢ -﴿فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا﴾ «فكيف» : الفاء مستأنفة، و «كيف» اسم استفهام في محل نصب حال أي: كيف يصنعون؟ وجملة «فكيف» مستأنفة. وجملة «يحلفون» في محل نصب حال من الواو في «جاءوك». «إن» نافية، و «إلا» للحصر. وجملة «إن أردنا» جواب القسم.
٦٥ -﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي -[١٨٤]- أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ﴾
الفاء مستأنفة، «لا» نافية، والواو حرف قسم وجر، و «ربك» مجرور متعلق بأقسم، و «لا» الثانية زائدة للتأكيد، وجملة القسم معترضة، وجملة «لا يؤمنون» جواب القسم لا محل لها. الجار «مما» متعلق بنعت لـ «حرجًا».
٦٧ -﴿وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا﴾
الواو عاطفة، «إذًا» حرف جواب. واللام واقعة في جواب «لو» مقدرة أي: لو ثبتوا لآتيناهم. وجملة «وإذًا لو ثبتوا» معطوفة على جملة ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا﴾. وجملة «لآتيناهم» جواب الشرط المقدر لا محل لها.
٦٨ -﴿وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾
الواو عاطفة، واللام واقعة في جواب الشرط السابق المقدر، وجملة «ولهديناهم» معطوفة على جملة «آتيناهم» لا محل لها. وقوله «صراطاً» : مفعول ثانٍ.
٧٥ -﴿وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا﴾
قوله «وما لكم لا تقاتلون» : الواو عاطفة، والجملة معطوفة على جملة ﴿فَلْيُقَاتِلْ﴾ لا محل لها. «ما» اسم استفهام مبتدأ، والجار متعلق بالخبر، وجملة «لا تقاتلون» حال من الضمير في «لكم» وقوله «الظالم أهلها» : نعت، و «أهلها» فاعل باسم الفاعل. وقوله «لدنك» : اسم ظرفي مبني على السكون -[١٨٧]- في محل جر متعلق بحال من «وليًّا».
٨٧ -﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا﴾
قوله «لا إله إلا هو» :«لا» نافية للجنس، «إله» اسمها مبني على الفتح، والخبر محذوف تقديره مستحق للعبادة «إلا» للحصر، و «هو» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف. وجملة «لا إله إلا هو» في محل رفع خبر الجلالة، وجملة «ليجمعنكم» جواب قسم مقدر. وجملة «لا ريب فيه» في محل -[١٩١]- نصب حال من «يوم القيامة». وقوله «ومن أصدق من الله حديثا» : الواو مستأنفة، و «من» اسم استفهام مبتدأ، و «أصدق» خبر، والجار متعلق بـ «أصدق»، و «حديثا» تمييز.
٨٨ -﴿فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا﴾
الفاء مستأنفة، «ما» اسم استفهام مبتدأ والجار بعده الخبر، والجارّ الثاني متعلق بالاستقرار الذي تعلّق به الخبر. وقوله «فئتين» : حال من الكاف والميم في «لكم». وجملة «والله أركسهم» حالية.
٩٣ -﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾
قوله «متعمدا» : حال من فاعل «يقتل». قوله «خالدا» : حال من مقدر أي: جازاه خالدا، وليست حالا من الهاء في قوله «فجزاؤه» ؛ لأنه لا يفصل بين الحال وصاحبها بأجنبي، وهو الخبر، والجار متعلق بـ «خالدا». وجملة «وغضب الله» معطوفة على جملة «جازاه» لا محل لها.
١٠١ -﴿فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا﴾
المصدر المؤول «أن تقصروا» منصوب على نزع الخافض (في). والمصدر «أن يفتنكم» مفعول به. وأفرد لفظ «عدوا» وإن كان المراد به جمعا، لأنه أشبه المصادر في الوزن كالقَبول. وجملة «إن خفتم» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
١٠٤ -﴿وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾
جملة «إن تكونوا تألمون» في محل نصب حال من الواو في «تهنوا». «كما» : الكاف نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية، والمصدر مضاف إليه، والتقدير: يألمون ألمًا مثل ألمكم. جملة «وكان الله عليما» مستأنفة لا محل لها.
١٠٩ -﴿هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلا﴾
قوله «ها أنتم هؤلاء جادلتم» :«ها» للتنبيه، و «أنتم» ضمير منفصل مبتدأ. «هؤلاء» : الهاء للتنبيه، «أولاء» اسم مبني على الكسر في محل نصب على الاختصاص. وجملة «جادلتم» خبر المبتدأ، وجملة «أخصُّ هؤلاء» -[١٩٨]- اعتراضية. «فمن يجادل» : الفاء رابطة لجواب شرط مقدر أي: إن كان الأمر كذلك فمن يجادل؟ وجملة «أم من يكون» مستأنفة لا محل لها.
١٢٢ -﴿وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا﴾ «وعد الله حقا» : مفعول مطلق منصوب، وكذا «حقا». جملة «ومن أصدق» مستأنفة لا محل لها، و «قيلا» تمييز.
١٢٣ -﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا﴾ -[٢٠١]-
اسم «ليس» ضمير يعود على ما يدل عليه اللفظ، وهو الإيمان المفهوم من قوله ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾. والجار «من دون» متعلق بحال من «وليا».
١٢٩ -﴿وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ﴾
جملة «ولو حرصتم» حالية في محل نصب، والواو حالية للعطف على حال مقدرة أي: لن تستطيعوا في كل حال ولو في حال الحرص، وهذا لاستقصاء الأحوال، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وقوله «كل -[٢٠٣]- الميل» : نائب مفعول مطلق. «فتذروها كالمعلقة» : الفاء سببية، والفعل منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء، والمصدر معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: لا يكن منكم ميل فترك، والجار متعلق بحال من الهاء في «تذروها».
١٣٥ -﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا﴾
الجار «بالقسط» متعلق بـ «قوامين»، الجار «لله» متعلق بـ «شهداء». وقوله «ولو على أنفسكم» : الواو حالية للعطف على حال محذوفة أي: كونوا كذلك في كل حال، ولو في حال كون الشهادة مستقرة على أنفسكم، والجار متعلق بمحذوف خبر كان مقدرة أي: ولو كانت الشهادة مستقرة على أنفسكم، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله. وقوله «فالله أولى بهما» : الفاء عاطفة على جواب الشرط المحذوف أي: وإن يكن المشهود عليه غنيا أو فقيرا فليشهد عليه، فالله أولى بجنسي الغني والفقير، وقوله «فالله... » ليس جوابا للشرط بل هو دالٌّ عليه؛ وذلك لأن العطف بـ «أو»، فلا يجوز المطابقة تقول: زيد أو عمرو أكرمته، ولا يجوز: أكرمتهما. وقوله «فلا تتبعوا» : جواب شرط مقدر أي: إن كان الأمر كذلك فلا تتبعوا، والمصدر «أن تعدلوا» مفعول لأجله أي: محبة أن تعدلوا.
١٣٩ -﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾
الجار «من دون المؤمنين» متعلق بـ «أولياء». وقوله «فإنّ العزة لله جميعا» : الفاء رابطة لجواب شرط مقدر أي: إن كان الأمر كذلك، و «جميعا» حال من الضمير المستتر في الاستقرار الواقع خبرا.
١٤٢ -﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى -[٢٠٦]- يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا﴾
جملة «وهو خادعهم» حالية من الجلالة، وقوله «كسالى» : حال من الواو، وجملة «يراءون» حالية من الضمير في «كسالى» في محل نصب. وجملة الشرط معطوفة على جملة «يخادعون» في محل رفع. «قليلا» : نائب مفعول مطلق، نابت عنه صفته.
١٥١ -﴿أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا﴾ -[٢٠٨]- «أولئك» : اسم إشارة مبتدأ وخبره «الكافرون»، و «هم» ضمير فصل لا محل له. «حقا» : مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة. وجملة «وأعتدنا» مستأنفة.
١٥٩ -﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾
الواو مستأنفة، و «إن» نافية، والجار متعلق بصفة لمبتدأ محذوف والتقدير: وما أحد كائن من أهل الكتاب إلا والله ليؤمنن به، وجملة القسم -[٢١٠]- خبر. والظرف «يوم القيامة» متعلق بـ «شهيدا». وجملة «يكون» معطوفة على الجملة الإسمية المستأنفة: «وإن من أهل الكتاب».
١٦٤ -﴿وَرُسُلا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾
قوله «ورسلا» : الواو عاطفة، و «رسلا» مفعول به لفعل محذوف تقديره: وقصصنا، وجملة «وقصصنا» المقدرة معطوفة على جملة ﴿وَآتَيْنَا﴾ لا محل لها، وجملة «قصصنا» المذكورة تفسيرية لا محل لها، و «رسلا لم نقصصهم» كذلك. وجملة «وكلّم الله» معطوفة على الجملة المقدرة «لم نقصص» لا محل لها.
١٦٦ -﴿لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ -[٢١٢]- «لكن» حرف استدراك لا عمل له، جملة «أنزله» اعتراضية بين المتعاطفين، جملة «والملائكة يشهدون» معطوفة على جملة «الله يشهد»، والباء في لفظ الجلالة زائدة.
تُعَدُّ سورةُ (النِّساء) إحدى السُّوَر الطِّوال التي مَن أخذها عدَّه الصحابةُ حَبْرًا، وقد دلَّ اسمُ السورة على مقصدِها الأعظم؛ وهو إيضاحُ كثير من الأحكام التي تتعلَّقُ بالمرأة، وقد أعْلَتْ هذه السورةُ من شأنِ المرأة في الإسلام وكرَّمتها، وأوضَحتْ ما لها وما عليها؛ لذلك كانت تُسمَّى بسورة (النِّساء الكبرى). وقد اشتمَلتْ أيضًا على آياتٍ أصَّلتْ لعلم الفرائض، الذي به يُعلَم تقسيمُ الميراث، وجاءت ببيانِ تشريع معاملات الأقرباء وحقوقِهم، وأوضَحتْ علاقةَ المسلمين بالكفار، متعرِّضةً لصفةِ صلاة الخوف، وما يَتبَع ذلك من أحكامٍ؛ فمَن أخَذها فقد أخذ علمًا وافرًا.
صحَّ عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها: «أنَّ رجُلًا كانت له يتيمةٌ، فنكَحَها، وكان لها عَذْقٌ، وكان يُمسِكُها عليه، ولم يكُنْ لها مِن نفسِهِ شيءٌ؛ فنزَلتْ فيه: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُواْ فِي اْلْيَتَٰمَىٰ﴾، أحسَبُه قال: كانت شريكتَه في ذلك العَذْقِ، وفي مالِه». أخرجه البخاري (٤٥٧٣).
عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «عادَني النبيُّ ﷺ وأبو بكرٍ في بني سَلِمةَ ماشيَينِ، فوجَدَني النبيُّ ﷺ لا أعقِلُ شيئًا، فدعَا بماءٍ، فتوضَّأَ منه، ثم رَشَّ عليَّ، فأفَقْتُ، فقلتُ: ما تأمُرُني أن أصنَعَ في مالي يا رسولَ اللهِ؟ فنزَلتْ: ﴿يُوصِيكُمُ اْللَّهُ فِيٓ أَوْلَٰدِكُمْۖ﴾». أخرجه البخاري (٤٥٧٧).
عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «كانوا إذا ماتَ الرَّجُلُ كان أولياؤُه أحَقَّ بامرأتِه: إن شاءَ بعضُهم تزوَّجَها، وإن شاؤوا زوَّجوها، وإن شاؤوا لم يُزوِّجوها؛ فهم أحَقُّ بها مِن أهلِها؛ فنزَلتْ هذه الآيةُ في ذلك». أخرجه البخاري (٦٩٤٨).
عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «نزَلتْ في عبدِ اللهِ بنِ حُذَافةَ بنِ قيسِ بنِ عَدِيٍّ إذ بعَثَه النبيُّ ﷺ في سَرِيَّةٍ». أخرجه البخاري (٤٥٨٤).
عن عُرْوةَ بن الزُّبَيرِ، قال: «خاصَمَ الزُّبَيرُ رجُلًا مِن الأنصارِ في شَرِيجٍ مِن الحَرَّةِ، فقال النبيُّ ﷺ: «اسقِ يا زُبَيرُ، ثم أرسِلِ الماءَ إلى جارِك»، فقال الأنصاريُّ: يا رسولَ اللهِ، أَنْ كان ابنَ عَمَّتِكَ؟! فتلوَّنَ وجهُ رسولِ اللهِ ﷺ، ثم قال: «اسقِ يا زُبَيرُ، ثم احبِسِ الماءَ حتى يَرجِعَ إلى الجَدْرِ، ثم أرسِلِ الماءَ إلى جارِك»، واستوعى النبيُّ ﷺ للزُّبَيرِ حقَّه في صريحِ الحُكْمِ حين أحفَظَه الأنصاريُّ، كان أشارَ عليهما بأمرٍ لهما فيه سَعةٌ، قال الزُّبَيرُ: فما أحسَبُ هذه الآياتِ إلا نزَلتْ في ذلك: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾». أخرجه البخاري (٤٥٨٥).
عن عطاءٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «كان رجُلٌ في غُنَيمةٍ له، فلَحِقَه المسلمون، فقال: السَّلامُ عليكم، فقتَلوه، وأخَذوا غُنَيمتَه؛ فأنزَلَ اللهُ في ذلك إلى قولِه: ﴿تَبْتَغُونَ عَرَضَ اْلْحَيَوٰةِ اْلدُّنْيَا﴾[النساء: 94]؛ تلك الغُنَيمةُ»، قال: «قرَأ ابنُ عباسٍ: السَّلَامَ». أخرجه البخاري (٤٥٩١).
عن محمَّدِ بن عبدِ الرحمنِ أبي الأسوَدِ، قال: «قُطِعَ على أهلِ المدينةِ بَعْثٌ، فاكتُتِبْتُ فيه، فلَقِيتُ عِكْرمةَ مولَى ابنِ عباسٍ، فأخبَرْتُه، فنهاني عن ذلك أشَدَّ النَّهْيِ، ثم قال: أخبَرَني ابنُ عباسٍ: أنَّ ناسًا مِن المسلمين كانوا مع المشركين يُكثِّرون سوادَ المشركين على عهدِ رسولِ اللهِ ﷺ، يأتي السَّهْمُ فيُرمَى به فيُصِيبُ أحدَهم فيقتُلُه، أو يُضرَبُ فيُقتَلُ؛ فأنزَلَ اللهُ: {إِنَّ اْلَّذِينَ تَوَفَّىٰهُمُ اْلْمَلَٰٓئِكَةُ ظَالِمِيٓ أَنفُسِهِمْ} الآيةَ». أخرجه البخاري (4596).
سُمِّيتْ سورةُ (النِّساء) أيضًا بسورة (النِّساء الكُبْرى)، أو (الطُّولى):
للحديثِ الوارد عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «نزَلتْ سُورةُ النِّساءِ القُصْرى بعد الطُّولى». أخرجه البخاري (٤٥٣٢).
وسورةُ (النِّساء الصُّغْرى أو القُصْرى) هي سورةُ (الطَّلاق).
وإنما سُمِّيتْ سورة (النِّساء) بسورة (النِّساء الكُبْرى)؛ لكثرةِ ما فيها من أحكامٍ تتعلق بالنِّساء.
* أنَّ رسولَ الله ﷺ بكى لسماعها:
فقد صحَّ عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه أنَّه قال: «قالَ لي النبيُّ ﷺ: «اقرَأْ عَلَيَّ»، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، آقرَأُ عليك وعليك أُنزِلَ؟! قال: «نَعم»، فقرَأْتُ سورةَ النِّساءِ حتى أتَيْتُ إلى هذه الآيةِ: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةِۭ بِشَهِيدٖ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ شَهِيدٗا﴾[النساء: 41]، قال: «حَسْبُك الآنَ»، فالتفَتُّ إليه فإذا عَيْناهُ تَذرِفانِ». أخرجه البخاري (5055).
* مَن أخَذ سورةَ (النِّساءِ) عُدَّ حَبْرًا:
فعن عائشةَ رضي الله عنها، عن رسولِ اللهِ ﷺ، قال: «مَن أخَذَ السَّبْعَ الأُولَ مِن القرآنِ، فهو حَبْرٌ». أخرجه أحمد (24575).
ثبَتتْ قراءتُه ﷺ لسورةِ (النِّساء) في قيامِه بالليل:
جاء عن حُذَيفةَ بن اليمانِ رضي الله عنهما أنه قال: «صلَّيْتُ مع النبيِّ ﷺ ذاتَ ليلةٍ، فافتتَحَ البقرةَ، فقلتُ: يَركَعُ عند المائةِ، ثم مضى، فقلتُ: يُصلِّي بها في ركعةٍ، فمضى، فقلتُ: يَركَعُ بها، ثم افتتَحَ النِّساءَ فقرَأها، ثم افتتَحَ آلَ عِمْرانَ فقرَأها، يَقرأُ مُترسِّلًا». أخرجه مسلم (772).
اشتَملتِ السُّورةُ على عِدَّةِ موضوعات، جاءت على الترتيبِ الآتي:
أصل البشرية، وخالقها واحد؛ فلا عدوانَ على المال والنسل (١-١٨).
تكريم المرأة وحقها كزوجة (١٩-٢٨).
استقلال المرأة بنفسها ومالها (١٩-٢١).
المُحرَّمات من النساء (٢٢-٢٤).
نكاح الإماء (٢٥).
تعقيب وموعظة (٢٦-٢٨).
حُرْمة الأموال، والقوامة المالية في الأسرة (٢٩-٤٣).
دور اليهود التخريبي، أمر الله يقوم على العدل (٤٤-٥٨).
أساس الدِّين، وطاعة الله والرسول (٥٩-٧٠).
قتال أعداء الحقِّ ضروريٌّ لتحرير المستضعَفِين وحماية الحق (٧١-٩٤).
علاقة الهجرة بالتحرير والقتال (٩٥-١٠٤).
حُكْمُ الله عدلٌ مطلق، وجزاؤه حقٌّ وعدل (١٠٥-١٣٥).
وَلاية الكافرين نفاق (١٣٦-١٤٩).
انحرافات أهل الكتاب الاعتقادية والسلوكية (١٥٠-١٦٢).
الوحيُ لتحرير الناس لم ينقطع من بداية البشرية إلى البعثة (١٦٣-١٧٠).
الغلوُّ عند أهل الكتاب أخرَجهم من الإيمان (١٧١-١٧٣).
القرآن دليلٌ قاطع، وحُجَّةٌ واضحة (١٧٤-١٧٦). ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (2 /40).
يدور محورُ هذه السُّورةِ حول بيانِ تشريع معاملات الأقرباء وحقوقهم، وأحكام المعاملات بين جماعة المسلمين في الأموال والدِّماء، وأحكامِ القتل عمدًا وخطأً، وتأصيلِ الحُكْمِ الشرعي بين المسلمين في الحقوق، والدفاعِ عن المعتدَى عليه، والتحذيرِ من اتِّباع الهوى، والأمرِ بالبِرِّ، والمواساة، وأداء الأمانات، والتمهيدِ لتحريم شُرْبِ الخمر. ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (4 /213).