تفسير سورة الأعراف

تفسير النسائي

تفسير سورة سورة الأعراف من كتاب تفسير النسائي
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

٢٠٢- أنا محمد بن بشار، نا محمد، نا شعبة، عن سلمة قال: سمعت مسلم البَطِين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كانت المرأة تطوف بالبيت، وهي عُريانة وتقول: اليوم يبدو بعضه أو كُلُّه   وما بدا منه فلا أُحِلُّهفنزلت ﴿ يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [٣١].
ذيل التفسيرقوله تعالى: [ ﴿ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [٣١] ]
قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ ﴾ [٣٣]٢٠٣- أنا محمد بن آدم بن سليمان، ومحمد بن العلاء، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا أحد أغيرُ من الله، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحبُّ إليه المَدح من الله ". اللفظ لابن العلاء.
قوله تعالى: ﴿ وَنُودُوۤاْ أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [٤٣]٢٠٤- أنا محمد بن إدريس، نا عبيد بن يعيش، نا يحيى بن آدم، عن حمزة بن حبيب، عن أبي إسحاق، عن الأَغرِّ، عن أبي هريرة، وأبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَنُودُوۤاْ أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ ﴾ قال:" نودوا أن صِحُّوا فلا تَسْقموا، وانعَمُوا فلا تَبْؤُسوا، وشِبُّوا فلا تَهْرَموا ".
قوله تعالى: ﴿ فَأَتَوْاْ عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱجْعَلْ لَّنَآ إِلَـٰهاً ﴾ [١٣٨]٢٠٥- أنا محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، أنا مَعْمر، عن الزُّهري، عن سنان بن أبي سنان الدِّيلي، عن أبي واقد الليثي قال:" خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَل / حُنَيْن، فمررنا بِسِدْرَة فقلت: يا رسول الله، اجعل لنا هذه ذات أنواط كما للكفار ذات أنواط، وكان الكفار يَنُوطُون سلاحهم بِسِدْرة ويعكُفُون حولها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الله أكبر، هذا كما قالت بنو إسرائيل: ﴿ ٱجْعَلْ لَّنَآ إِلَـٰهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾ إنكم تركبون سَنَنَ الذين من قَبلكم " ".
قوله تعالى: ﴿ يٰمُوسَىٰ إِنِّي ٱصْطَفَيْتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي ﴾ [١٤٤]٢٠٦- أنا حميد بن مسعدة، نا بشر، نا داود، عن عامر، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:" لقي موسى آدم عليهما السلام، فقال: أنت آدم أبو البشر الذي أَشقيت الناس، وأخرجتهم؟ قال: نعم، قال: ألست موسى الذي اصطفاك الله برسالته وكلامه؟ قال: بلى، قال: أفليس تجد في ما أنزل الله عليك أنه سيُخرجني منها قبل أن يُدخلينها؟ قال: بلى، فَخَصم آدم موسى ".
قوله تعالى: ﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي ٱلأَلْوَاحِ ﴾ [١٤٥]٢٠١- أنا محمد بن عبد الله بن يزيد، نا سفيان، عن عمرو، عن طاووس، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" قال موسى لآدم: أنت الذي خيَّبْت الناس وأخرجتهم من الجنة؟ فقال آدم: أنت الذي اصطفاك الله، وكتب لك بيده التوراة؟ أتلومني على أمر قد قدره الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ ".
قوله تعالى: ﴿ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ ﴾ [١٦٠]٢٠٨- إنا إسحاق بن أبراهيم، أنا النضر، أنا شعبة، أنا عبد الملك بن عُمير قال: سمعت عمرو بن حُريث يقول: سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" الكَمَأة من المَنِّ، وماؤُها شفاءٌ للعين ". ٢٠٩- أنا محمد بن المُثنى، وعمرو بن يزيد، عن محمد، نا شعبة، أخبرني الحكم، عن الحسن العُرني، عن عمرو بن حُريث، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: سمعته لما حدثني به الحكم، لم أُنكره من حديث عبد الملك.
قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ﴾ [١٧٢]٢١٠- أنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد، عن مسلم بن يسار الجُهني، أن عمر بن الخطاب سُئل عن هذه الآية ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴾ فقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسئَل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" " إن الله عزَّ وجل خلق آدم، فمسح ظهره بيمينه، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره، فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون " فقال رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " [إن الله عزَّ وجل] إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل أهل الجنة، فيُدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار، استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل أهل النار، فيُدخله به النار " ". ٢١١- أنا محمد بن عبد الرحيم، أنا الحسين بن محمد، أنا جرير بن حازم، عن كلثوم بن جَبر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أخذ الله تبارك وتعالى الميثاق من ظهر آدم بنَعْمَن - يعني عرفة - فأخرج من صُلبه كل ذرية ذرأَها، فنثرهم بين يديه كالذَّر، ثم كلمهم فتلا قال ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴾ "إلى آخر الآية./[قال النسائي: وكلثوم هذا ليس بالقوي، وحديثه ليس بالمحفوظ].
قوله تعالى: ﴿ ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا ﴾ [١٧٥]وذكر الاختلاف فيه٢١٢- أنا محمد بن عبد الأعلى، نا خالد، نا شعبة، أخبرني يعلى بن عطاء، قال: سمعت نافع بن عاصم يقول: قال عبد الله: قوله ﴿ ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا ﴾ قال: نزلت في أُميَّة. ٢١٣- أنا حُميد بن مسعدة، نا بشر - يعني ابن المفضل، أنا شعبة، عن منصور، عن أبي الضُحى، عن مسروق، عن عبد الله في قوله ﴿ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِيۤ ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا ﴾ قال: هو بَلعَم.
{ وقال: نزلت في أمية].
٢١٤- أنا عمرو بن علي، نا عبد الرحمن، نا سعيد بن السائب، عن غُطيف بن أبي سفيان، عن يعقوب، ونافع ابني عاصم، عن عبد الله بن عمرو في هذه الآية ﴿ ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا ﴾ قال: هو أُمية بن أبي الصَّلت.
قوله تعالى: ﴿ خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ ﴾ [١٩٩]٢١٥- أنا هارون بن إسحاق، نا عَبدة، عن هشام، عن أبيه، عن ابن الزُّبير قال: إنما أنزل الله تبارك وتعالى ﴿ خُذِ ٱلْعَفْوَ ﴾ من أخلاق الناس.
سورة الأعراف
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

افتُتِحت هذه السُّورة بالتنويه بعظمةِ هذا الكتاب، موضِّحةً مهمةَ القرآن ووجوبَ اتِّباعه، محذِّرةً من الشَّيطان وفتنتِه، كما وصَفتْ هذه السُّورةُ العظيمة أهوالَ يومِ القيامةِ، وخطابَ أهل النَّار لأهل الجنَّة، وحالَ الأعراف، واصفةً ما يَتبَع تلك الأحداثَ، وكذلك اشتملت على كثيرٍ من قصص الأنبياء؛ للدَّلالة على عظمةِ الله وقوَّته، وقهرِه وقُدْرته، وبيَّنتْ حُكْمَ من أطاع واتَّبَع، وحُكْمَ من عصى وابتدع؛ داعيةً للرجوع إلى الله؛ للفوز بالجنَّة، والنَّجاة من النار، وقد أُثِر عن النبيِّ ﷺ قراءتُه لها في صلاة المغرب.

ترتيبها المصحفي
7
نوعها
مكية
ألفاظها
3343
ترتيب نزولها
39
العد المدني الأول
206
العد المدني الأخير
206
العد البصري
205
العد الكوفي
206
العد الشامي
205

* قوله تعالى: ﴿خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٖ وَكُلُواْ وَاْشْرَبُواْ﴾ [الأعراف: 31]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «كانت المرأةُ تطُوفُ بالبيتِ وهي عُرْيانةٌ، فتقولُ: مَن يُعِيرُني تِطْوافًا؟ تَجعَلُهُ على فَرْجِها، وتقولُ:

اليَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ***فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلُّهُ

فنزَلتْ هذه الآيةُ: ﴿خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٖ﴾ [الأعراف: 31]». أخرجه مسلم (٣٠٢٨).

* (الأعراف):

سُمِّيتْ بذلك؛ لأنَّ فيها ذِكْرَ (الأعراف).

* (طُولَى الطُّولَيَينِ):

لِما جاء عن مَرْوانَ بن الحكَمِ، قال: قال لي زيدُ بن ثابتٍ: «ما لك تَقرَأُ في المغربِ بقِصَارٍ وقد سَمِعْتُ النبيَّ ﷺ يَقرَأُ بطُولَى الطُّولَيَيْنِ؟!». أخرجه البخاري (764).

ولعلَّ الإطلاقَ الوارد في السورة من بابِ الوصف، لا من باب التسمية؛ وهذا أقرب.

انظر: "أسماء سور القرآن الكريم وفضائلها" لمنيرة الدوسري (ص196).

* مَن أخَذها عُدَّ حَبْرًا:

فعن عائشةَ رضي الله عنها، عن رسولِ الله ﷺ، قال: «مَن أخَذَ السَّبْعَ الأُوَلَ مِن القرآنِ، فهو حَبْرٌ». أخرجه أحمد (24575).

* ومِن عظيم فضلها أنها تقابِلُ التَّوْراةَ مع بقيةِ السُّوَر الطِّوال:

فعن واثلةَ بن الأسقَعِ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله ﷺ: «أُعطِيتُ مكانَ التَّوْراةِ السَّبْعَ الطِّوالَ». أخرجه أحمد (17023).

أُثِر عن النبيِّ ﷺ قراءتُه لسورة (الأعراف) في صلاةِ المغرب:

فعن مَرْوانَ بن الحكَمِ: أنَّ زيدَ بنَ ثابتٍ قال: «ما لي أراكَ تَقرأُ في المغربِ بقِصارِ السُّوَرِ وقد رأيتُ رسولَ اللهِ يَقرأُ فيها بأطوَلِ الطُّوليَينِ؟! قلتُ: يا أبا عبدِ اللهِ، ما أطوَلُ الطُّوليَينِ؟ قالَ: الأعرافُ». أخرجه النسائي (٩٨٩).

اشتمَلتْ سورةُ (الأعراف) على عِدَّة موضوعاتٍ؛ وهي على الترتيب:

مهمَّة القرآن ووجوبُ اتباعه (١-٩).

خَلْقُ آدم وعداوةُ الشيطان له (١٠-٢٥).

تحذير الناس من فتنة الشيطان (٢٦-٣٠).

إباحةُ الطيِّبات، وتحريم الفواحش (٣١-٣٤).

إرسال الرسول، وعاقبة التكذيب (٣٥-٤١).

بين أصحاب الجنَّة وأصحاب النار (٤٢-٤٥).

أصحاب الأعراف (٤٦-٥٣).

مظاهر قدرة الله تعالى (٥٤-٥٨).

قصة نوح عليه السلام (٥٩-٦٤).

قصة هود عليه السلام (٦٥-٧٢).

قصة صالح عليه السلام (٧٣-٧٩).

قصة لوط عليه السلام (٨٠-٨٤).
قصة شُعَيب عليه السلام (٨٥-٩٣).

أقوام الأنبياء وموقفُهم من الدعوة (٥٩-٩٣).

سُنَّة الله في المكذِّبين (٩٤-١٠٢).

قصة موسى عليه السلام (١٠٣-١٧١).

موقف فِرْعونَ من دعوة موسى (١٠٣-١٢٦).

البِطانة الفاسدة (١٢٧-١٢٩).

عاقبة الكفار، وحُسْنُ عاقبة المؤمنين (١٣٠-١٣٧).

بنو إسرائيل وعبادة الأصنام (١٣٨-١٤١).

مجيء موسى للميقات (١٤٢-١٤٧).

بنو إسرائيل وعبادة العِجل (١٤٨-١٥٩).

مخالفات بني إسرائيل وانحرافاتهم (١٦٠-١٧١).

أخذُ الميثاق على بني آدم (١٧٢-١٧٨).

أهل النار أضَلُّ من الأنعام (١٧٩-١٨٦).

السؤال عن الساعة (١٨٧-١٨٨).

الناس مخلوقون من نفسٍ واحدة (١٨٩-١٩٥).

أولياء الرحمن (١٩٦-٢٠٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي" لمجموعة من العلماء (3 /9).

اشتملت السُّورةُ على جملةٍ من المقاصدِ العظيمة، ذكَرها ابنُ عاشور رحمه الله؛ وهي:

«التنويهُ بالقرآن، والوعد بتيسيره على النبي ﷺ ليُبلِّغَه.

النهيُ عن اتخاذ الشركاء من دون الله، وإنذارُ المشركين عن سُوءِ عاقبة الشرك في الدنيا والآخرة، ووصفُ حال المشركين وما حَلَّ بهم.

تذكيرُ الناس بنعمة خَلْق الأرض، وتحذيرُهم من التلبُّس ببقايا مكرِ الشيطان.

وصفُ أهوالِ يوم الجزاء للمجرمين، وكراماتِه للمتَّقين.

التذكير بالبعث، وتقريبُ دليله.

النهيُ عن الفساد في الأرض التي أصلَحها اللهُ لفائدة الإنسان.

التذكير ببديعِ ما أوجَده الله لإصلاحِها وإحيائها.

التذكير بما أودَع اللهُ في فطرة الإنسان من وقتِ تكوين أصله أن يَقبَلوا دعوةَ رُسُلِ الله إلى التقوى والإصلاح».

"التحرير والتنوير" لابن عاشور (8/8).