.
ﰡ
(قلت لها قفي فقالت قاف............ )
أي وقفت. قوله عز وجل ﴿كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ﴾ يعني القرآن. ﴿فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ﴾ وفي الحرج ها هنا ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه الضيق، قاله الحسن، وهو أصله. قال الشماخ بن ضرار:
(ولو ردت المعروف عندي رددتها | لحاجة لا العالي ولا المتحرج) |
(آليت لولا حرج يعروني | ما جئت أغزوك ولا تغزوني) |
﴿ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ ﴾ وفي الحرج ها هنا ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه الضيق، قاله الحسن، وهو أصله. قال الشماخ بن ضرار :
ولو ردّت المعروف عندي رددتها لحاجة لا العالي ولا المتحرج
ويكون معناه : فلا يضيق صدرك خوفاً ألاّ تقوم بحقه.
والثاني : أن الحرج هنا الشك، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والسدي. قال الراجز :
آليت لولا حرج يعروني | ما جئت أغزوك ولا تغزوني |
والثالث : فلا يضيق صدرك بأن يكذبوك، قاله الفراء.
ثم قال :﴿ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ فجعله إنذاراً للكافرين وذكرى للمؤمنين ليعود نفعه على الفريقين.
(كم عمة لك يا جرير وخالة | فدعاء قد حلبت على عشاري) |
( أحدهما ) لنسألن الذين أرسل إليهم عن قبول الرسالة والقيام بشروطها، ولنسألن المرسلين عن أداء الرسالة والأمانة فيها.
والثاني : لنسألن الذين أرسل إليهم عن حفظ حرمان الرسل، ولنسألن المرسلين عن الشفقة على الأمم.
أحدهما : أنه أُهْبِط من السماء لأنه كان فيها، قاله الحسن.
والثاني : من الجنة.
والثالث : أنه أهبط من المنزلة الرفيعة التي استحقها بطاعة الله إلى المنزلة الدِنيةِ التي استوجبها لمعصيته، قاله ابن بحر١
﴿ فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا ﴾ وليس لأحد من٢ المخلوقين أن يتكبر فيها ولا في غيرها، وإنما المعنى : فما لمن يتكبر أن يكون فيها وإنما المتكبر في غيرها.
وفي التكبر وجهان :
أحدهما : تكبر عن الله أن يمتثل له.
والثاني : تكبر عن آدم أن يسجد له.
﴿ فَاخْرُجْ ﴾ فيها قولان :
أحدهما : من المكان الذي كان فيه من السماء أو الجنة.
والثاني : من جملة الملائكة الذين كان منهم أو معهم.
﴿ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : بالمعصية في الدنيا لأن العاصي ذليل عند من عصاه.
والثاني : بالعذاب في الآخرة لأن المعذب ذليل بالعذاب.
وفي هذا القول من الله تعالى لإبليس وجهان :
أحدهما : أنه قال ذلك على لسان بعض٣ الملائكة.
والثاني : أنه أراه معجزة تدله٤ على ذلك.
٢ من: ليست في ك..
٣ بعض : زيادة من ق..
٤ تدله: في ك له..
أحدهما : أنه سأله الإنظار بالعقوبة إلى البعث وهو يوم القيامة.
والثاني : أنه سأله الإنظار بالحياة إلى يوم يبعثون وهو يوم القيامة لئلا يذوق الموت، فَأُجِيْبَ بالإنظار إلى يوم الوقت المعلوم وهي النفخة الأولى ليذوق الموت بين النفختين وهو أربعون سنة، قاله الكلبي.
فإن قيل : فكيف قدر الله مدة أجله١ وفي ذلك إغواؤه بفعل المعاصي تعويلاً على التوبة في آخر الأجل ؟
قيل : قد علم الله من حاله أنه لا يتوب من معصيته بما أوجبه من لعنته بقوله تعالى :﴿ وَأَنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَومِ الدِّينِ ﴾ فجاز مع علمه بهذه أن يقدر له مدة أجله ولو كان كغيره ما قدرت له مدة أجله.
فإن قيل : كيف أقدم إبليس على هذا السؤال مع معصيته ؟ قيل : كما ينبسط الجاهل في سؤال ما لا يستحقه.
فإن قيل : فكيف أجاب الله سؤاله مع معصيته ؟ قيل : في إجابته دعاء أهل المعاصي قولان :
أحدهما : لا تصح إجابتهم لأن إجابة الدعاء تكرمة للداعي وأهل المعاصي لا يستحقون الكرامة، فعلى هذا إنما أنظره الله تعالى وإن كان عقيب سؤاله ابتداء منه لا إجابة له.
والثاني : أنه قد يجوز أن تجاب دعوة أهل المعاصي على وجه البلوى وتأكيد الحجة، فتكون إجابة المطيعين تكرمة، وإجابة العصاة بلوى.
فإن قيل : فهل ينظر غير إبليس إلى الوقت الذي سأل وقد قال من المنظرين ؟ قيل : نعم وهو من لم يقض الله تعالى عليه الموت من عباده الذين تقوم عليهم الساعة.
(فمن يلق خيراً يحمد الناس أمره | ومن يغو لا يعدم على الغي لائماً) |
(معطفة الأثناء ليس فصيلها | برازئها دراً ولا ميِّت غوى) |
(جذامة لم يأخذوا الحق بل | زاغت قلوبهم قبل القتال ذأماً) |
(وسوس يدعو مخلصاً رب الفلق | سراً وقد أوّن تأوين العقق) |
وسوس يدعو مخلصاً رب الفلق | سراً وقد أوّن تأوين العُقق |
فعنه ثلاثة أجوبة هي أقاويل اختلف فيها أهل التأويل :
أحدها : أنه وسوس إليها وهما في الجنة في السماء، وهو في الأرض، فوصلت وسوسته بالقوة التي خلقها الله له إلى السماء ثم الجنة، قاله الحسن.
والثاني : أنه كان في السماء وكانا يخرجان إليه فيلقاهما هناك. والثالث : أنه خاطبهما من باب الجنة وهما فيها.
﴿. . . وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الْشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴾ وهذا هو الذي ألقى به٢ من الوسوسة إليهما استغواءً لهما بالترغيب في فضل المنزلة ونعيم الخلود.
فإن قيل : هل تصورا ذلك مع كمال معرفتهما ؟
قيل : إنما كملت معرفتهما بالله تعالى لا بأحكامه.
وفي قول إبليس ذلك قولان :
أحدهما : أنه أوهمهما أن ذلك في حكم الله جائز أن يقلب صورتهما إلى صور الملائكة وأن يخلدهما في الجنة.
والثاني : أنه أوهمهما أنهما يصيران بمنزلة الملائكة في علو المنزلة مع علمهما بأن قلب٣ الصور لا يجوز.
٢ به من: سقط من ق..
٣ سقطت من ق..
ويحتمل وجهاً آخر : أن يكون معنى قوله :﴿ وَقَاسَمَهُمَا ﴾ أي قال لهما : إن كان ما قلته خيراً فهو لكما دوني وإن كان شراً فهو عليّ دونكما ومن فعل ذلك معكما فهو من الناصحين لكما، فكانت هذه مقاسمتهما أن قسم الخير لهما والشر له على وجه الغرور لتنتفي عنه التهمة ويسرع إليه القبول.
(وما مزاحك بعد الحلم والدين | وقد علاك مشيب حين لا حين) |
(إليك أشكو شدة المعيش | وجهد أعوام نتفن ريشي) |
(فريشي منكم وهواي معكم | وإن كانت زيارتكم لماما) |
أحدهما : بالصدق.
والثاني١ : بالعدل.
﴿ وَأقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ فيه أربعة تأويلات :
أحدها : معناه توجهوا حيث كنتم في الصلاة إلى الكعبة، قاله مجاهد.
والثاني : معناه اجعلوا سجودكم خالصاً لله تعالى دون ما سواه من الأوثان والأصنام، قاله الربيع بن أنس.
والثالث : معناه اقصدوا المسجد في وقت كل صلاة [ فهذا ] أمر بالجماعة لها ندباً عند الأكثرين وحتماً عند الأقلين.
والرابع : أن أي موضع أدركت فيه وقت الصلاة فصلّ فيه فإنه مسجد ولا تؤخرها إلى حضور المسجد٢.
﴿ وَاْدعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : يعني أقروا له بالوحدانية وإخلاص الطاعة.
والثاني : ارغبوا إليه في الدعاء بعد٣ إخلاصكم له الدّين.
﴿ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴾ فيه أربعة٤ أقاويل :
أحدها : كما بدأكم شقياً وسعيداً، كذلك تبعثون يوم القيامة، قاله ابن عباس.
الثاني : كما بدأكم فآمن بعضكم وكفر بعضكم، كذلك تبعثون يوم القيامة. روى أبو سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" تُبْعَثُ كُلُّ نَفْسٍ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ ".
والثالث : كما خلقكم ولم تكونوا شيئاً، كذلك تعودون بعد الفناء أحياء، قاله الحسن، وابن زيد.
والرابع : كما بدأكم لا تملكون شيئاً، كذلك تبعثون يوم القيامة.
روى سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرلاً وَأَوَّلُ مَنْ يُكَسَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيهِ السَّلاَمُ " ثم قرأ
﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلينَ٥ ﴾.
٢ سقط من ق..
٣ سقطت من ك..
٤ في ق ثلاثة..
٥ آية ١٠٤ الأنبياء. وهذا الحديث رواه مسلم إلى عراة غرلا، عن عائشة. وفيه بعد ذلك فقلت يا رسول الله النساء والرجال جميعا ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر إلى بعض. انظر الحديث رقم ١٩٥٠ مختصر صحيح مسلم..
(شربت الإثم حتى ضَلَّ عقلي | كذاك الإثم تذهب بالعقول) |
(إذا شاب الغراب أتيت أهلي | وعاد القار كاللبن الحليب) |
﴿ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ﴾ فيها ثلاثة أوجه :
أحدها : أنها اللحف.
والثاني : اللباس.
والثالث : الظلل، قاله الحسن.
والمراد بذلك أن النار من فوقهم ومن تحتهم، فعبر عما تحتهم بالمهاد، وعما فوقهم بالغواش٢.
٢ سقط من ق..
أحدها : الأهواء والبدع، قاله سهل بن عبد الله.
١والثاني : التباغض والتحاسد.
والثالث : الحقد.
والرابع : نزع من نفوسهم أن يتمنوا ما لغيرهم. وفي نزعه وجهان :
أحدهما : أن الله نزع ذلك من صدورهم بلطفه.
والثاني : إن ما هداهم إليه من الإيمان هو الذي نزعه من صدورهم.
وفي هذا الغل قولان :
أحدهما : أنه غل الجاهلية، قاله الحسن.
والثاني : أنهم لا يتعادون ولا يتحاقدون بعد الإيمان، وقد روي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير ممن قال الله فيهم :﴿ وَنََزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِنْ غِلٍّ ﴾.
وقيل : إنها نزلت في أهل بدر.
ويحتمل قوله :﴿ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذا ﴾ وجهين :
أحدهما : هدانا لنزع من صدورنا.
والثاني : هدانا لثبوت الإيمان في قلوبنا حتى نزع الغل من صدورنا.
وفيه وجه ثالث : قال جويبر : هدانا لمجاوزة الصراط ودخول الجنة.
(كل كتاب لجمعه موافي | كالعلم الموفي على الأعراف.) |
(وآخرون على الأعراف قد طمعوا | بجنة حفها الرمان والخضر.) |
كل كتاب لجمعه موافي | كالعلم الموفي على الأعراف. |
أحدها : أنهم فضلاء المؤمنين وعلماؤهم، قاله الحسن، ومجاهد، قال أمية بن أبي الصلت :
وآخرون على الأعراف قد طمعوا | بجنة حفها الرمان والخضر. |
أحدهما : أن يكون أمية قد وصل إلى علمه من الصحف الشرعية.
والثاني : أن يكون الله قد أنطق به أمية إلهاماً لتصديق ما جاء به القرآن.
والثاني : أنهم ملائكة يُرَون في صور الرجال، قاله أبو مجلز.
والثالث : أنهم قوم بطأت بهم صغائرهم إلى آخر الناس، قاله حذيفة.
والرابع : أنه قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فجعلوا هنالك حتى يقضي الله من أمرهم ما يشاء ثم يدخلهم الجنة، قاله ابن مسعود.
والخامس : أنهم قوم قتلوا في سبيل الله وكانوا عصاة لآبائهم، قيل إنهم غزوا بغير إذنهم، وقد روى محمد بن عبد الرحمن عن أبيه قال :
سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال :" هُمْ قَومٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِمَعْصِيةِ آبَائِهِمْ، فَمَنَعَهُمْ قَتْلُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَنِ النَّارِ ومنعهم مَعْصِيَةُ آبَائِهِم أَنْ يَدْخُلُواْ الجَنَّةَ "
ومعنى قوله :﴿ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ ﴾ يعني يعرفون أهل النار وأهل الجنة بعلامتهم التي يتميزون بها، وعلامتهم في وجوههم وأعينهم، قال الحسن البصري : علامة أهل النار سواد الوجوه وزرقة العيون، وعلامة أهل الجنة بياض الوجوه وحسن العيون.
١فإن قيل في أصحاب الأعراف : إنهم فضلاء المؤمنين كان ذلك زيادة في ثوابهم ومبالغة في كرامتهم لأنهم يرون منازلهم في الجنة فيستمتعون بها، ويرون عذاب النار فيفرحون بالخلاص منها.
وإن قيل : إنهم المفضلون وأصحاب الصغائر من المؤمنين كان ذلك لنقص ثوابهم عن استحقاق الدخول للجنة.
وإن قيل : إنهم الملائكة، احتمل أمرهم ثلاثة أوجه :
أحدها : أن يؤمروا بذلك حمداً لأهل الجنة وذماً لأهل النار وزيادة في الثواب والعقاب.
والثاني : أن يكونوا حفظة الأعمال في الدنيا الشاهدين بها عند الله في الآخرة أمروا بذلك، ما أدوه من الشهادة تبشيراً لأهل الجنة وتوبيخاً لأهل النار.
والثالث : أن يكونوا خزنه الجنة والنار، فإن من الملائكة من أفرد لخزنة الجنة، ومنهم من أفرد لخزنة النار، ويكون هؤلاء قد جمع لهم بين الأمرين، والله أعلم بغيب ذلك.
وحكى ابن الأنباري أن قوله :﴿ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ ﴾ معناه على معرفة أهل الجنة والنار رجال، وأن قوله :﴿ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوفٌ عَلَيكُم ﴾ الآية من قول أصحاب الأعراف، وهو مخالف لقول جميع المفسرين.
أحدهما : عاقبته من الجزاء، قاله الحسن.
والثاني : ما فيه من البعث والنشور والحساب.
﴿ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : القضاء به، قاله الحسن.
الثاني : عاقبة ما وعدهم الله به في الدنيا والآخرة، قال الكلبي.
﴿ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : معنى نسوه أعرضوا عنه فصار كالمنسي، قاله أبو مجلز.
والثاني : تركوا العمل به، قاله الزجاج.
﴿ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : أنبياء الله في الدنيا بكتبه المنذرة.
والثاني : الملائكة عند المعاينة بما بشروهم به من الثواب والعقاب.
(قد اسْتَوَى بِشْرٌ على العِرَاقِ | مِن غَيْرِ سَيْفٍ ودم مُهْرَاقٍ) |
(عَشِيَّة لاَ عَفْرَاءَ مِنكِ قَرِيبَةٌ | فَتَدْنُو ولا عَفْرَاءُ مِنْكِ بَعِيدُ) |
أحدها : لا تفسدوها بالكفر بعد إصلاحها بالإيمان.
والثاني : لا تفسدوها بالظلم بعد إصلاحها بالعدل.
والثالث : لا تفسدوها بالمعصية بعد إصلاحها بالطاعة، قاله الكلبي.
والرابع : لا تفسدوها بقتل المؤمن بعد إصلاحها ببقائه، قاله الحسن.
﴿ وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : خوفاً من عقابه وطمعاً في ثوابه.
والثاني : خوفاً من الرد وطمعاً في الإجابة.
﴿ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ فإن قيل : فلم أسقط الهاء من قريب والرحمة مؤنثة ؟
فعن ذلك جوابان :( أحدهما ) أن الرحمة من الله إنعام منه فَذُكِّرَ على المعنى وهو أن إنعام الله قريب من المحسنين، قاله الأخفش.
والثاني : أن المراد به مكان الرحمة، قاله الفراء، كما قال عروة بن حزام :
عَشِيَّة لاَ عَفْرَاء مِنكِ قَرِيبَةٌ | فَتَدْنُو ولا عَفْرَاءُ مِنْكِ بَعِيدُ |
(وَأَعْطِ مَا أَعَطْيتَهُ طَيِّباً | لاَ خَيْرَ فِي الْمَنْكُودِ وَالنَّاكِد) |
﴿ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ﴾ يعني يخرج نباته حسناً جيداً.
﴿ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أن النكد القليل الذي لا ينتفع به، قاله السدي.
والثاني : أنه العسر بشدته المانع من خيره، قال الشاعر :
وأعط مَا أَعَطْيتَهُ طَيِّباً | لاَ خَيْرَ فِي الْمَنْكُودِ وَالنَّاكِد |
(أَبْيَضُ لاَ يَرْهَبُ الهزَالَ وَلاَ | يَقْطَعُ رَحِمَاً وَلاَ يَخُونُ إِلَى) |
أَبْيَضُ لاَ يَرْهَبُ الهزَالَ وَلاَ | يَقْطَعُ رَحِماً وَلاَ يَخُونُ إِلَى |
(أَلاَ لَحَى اللَّهُ بَنِي السَّعْلاَةِ | عَمْرِو بنِ يَرْبُوعَ لِئَامَ النَّاتِ) |
يريد الناس، وأكياس. قوله عز وجل: ﴿... فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا﴾ يعني الأصنام، وفي مراده بتسميتهم وجهان: أحدهما: في تسميتها آلهة يعبدونها. والثاني: أنه تسميتهم لبعضها أنه يسقيهم المطر، والآخرة أنه يأتيهم بالرزق، والآخر أنه يشفي المريض، والآخر يصحبهم في السفر. وقيل: إنه ما أمرهم هود إلا بتوحيد الله والكف عن ظلم الناس فأبوا وقالوا: من أشد منا قوة، فأهلكوا.
أحدها : أنه العذاب، قاله زيد بن أسلم.
والثاني : السخط، قاله ابن عباس.
والثالث : أن ١الرجس والرجز بمعنى واحد إلا أن الزاي قلبت سيناً كما قلبت السين تاء في قول الشاعر :
أَلاَ لَحَى اللَّهُ بَنِي السَّعْلاَةِ لَيْسَوا بِأَعْفَافٍ وَلاَ أَكْيَاتِ | عَمْرو بنِ يَرْبُوعَ لِئَامَ النَّاتِ |
قوله عز وجل :﴿. . . فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا ﴾ يعني الأصنام، وفي مراده بتسميتهم وجهان :
أحدهما : في تسميتها آلهة يعبدونها.
والثاني : أنه تسميتهم لبعضها أنه يسقيهم المطر، والآخرة أنه يأتيهم بالرزق، والآخر أنه يشفي المريض، والآخر يصحبهم في السفر.
وقيل : إنه ما أمرهم هود إلا بتوحيد الله والكف عن ظلم الناس فأبوا وقالوا : من أشد منا قوة، فأهلكوا.
(وَبُوِّئَتْ فِي صَمِيمِ مَعْشَرِهَا | فَتَمَّ فِي قَوْمِهَا مَبْوَؤُهَا) |
وَبُوِّئَتْ فِي صَمِيمِ مَعْشَرِهَا | فَتَمَّ فِي قَوْمِهَا مَبْوَؤُهَا |
﴿ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً ﴾ والقصور ما شيد وعلا من المنازل اتخذوها في سهول الأرض ليصيِّفوا فيها.
﴿ وَتَنْحِتَونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً ﴾ لتكون مساكنهم في الشتاء لأنها أحصن وأبقى وأدفأ فكانوا طوال الآمال طوال الأعمار.
﴿ فَاْذْكُرُوا ءَالآءَ اللَّهِ ﴾ فيه ما قدمنا، أي نعمه أو عهوده.
﴿ ولا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفسِدِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لا تعملوا فيها بالمعاصي.
والثاني : لا تدعوا إلى عبادة غير الله.
وفي العبث١ وجهان :
أحدهما : أنه السعي في الباطل.
والثاني : أنه الفعل المؤدي لضير فاعله.
أحدها : أنها حركة الأرض تضطرب من تحتهم.
والثاني : أنها الصيحة، قاله مجاهد، والسدي.
والثالث : أنها زلزلة أهلكوا بها، قاله ابن عباس.
﴿ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِم جَاثِمِينَ ﴾ قال محمد بن مروان السدي : كل ما في القرآن من ﴿ دَارِهِمْ ﴾ فالمراد به مدينتهم، وكل ما فيه من ﴿ دِيَارِهِم ﴾ فالمراد به٢ مساكنهم، وفي الجاثم قولان :
أحدهما : أنه البارك على ركبتيه لأنهم أصبحوا موتى على هذه الحال.
والثاني : معناه أنهم أصبحوا كالرماد الجاثم لأن الصاعقة أحرقتهم.
وقيل : إنه كان بعد العصر.
٢ سقط من ق..
(قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا سَدُّوا مَآزِرَهُم | دَونَ النِّسَاءِ وَلَو بَانَتْ بِأَطْهَارِ) |
قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا سَدُّوا مَآزِرَهُم | دُونَ النِّسَاءِ وَلَو بَاتَتْ بِأَطْهَارِ |
(فَمَا وَنَى مُحَمَّدٌ مُذْ أَنْ غَفَر | لَهُ الإِلَهُ مَا مَضَى وَمَا غَبَر) |
(أَفَبَعْدَنَا أو بَعْدَهُمْ | يُرْجَى لِغَابِرِنَا الْفَلاَحُ) |
(شَحَنَّا أَرْضَهُمْ بِالْخَيْلِ حَتَّى | تَرَكْنَاهُمْ أَذَلَّ مِنَ الصِّرَاطِ) |
شَحَنَّا أَرْضَهُمْ بِالْخَيْلِ حَتَّى | تَرَكْنَاهُمْ أَذَلَّ مِنَ الصِّرَاطِ٢ |
أحدها : أنهم كانوا يقعدون على الطريق إلى شعيب يؤذون من قصده للإيمان به ويخوفونه بالقتل، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة.
والثاني : أنه نهاهم عن قطع الطريق، قاله أبو هريرة.
والثالث : أنهم العشّارون نهاهم عن تعشير أموال الناس٣.
﴿ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِهِ ﴾ ويحتمل وجهين :
أحدهما : تصدون المؤمنين عن طاعة الله وعبادته.
والثاني : تصدون من أراد الإيمان بإغوائه ومخادعته.
﴿ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً ﴾ قال قتادة : يعني تبغون السبيل عوجاً عن الحق.
والفرق بين العوج بالكسر وبالفتح أن العوج بكسر العين ما كان في الدين، ولا يُرَى، والعوج بفتح العين ما كان في العود، وما يرى.
﴿ وَاذْكُرواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ ﴾ حكى الزجاج فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : كثر عددكم بعد٤ القلة قال ابن عباس : وذلك أن مدين بن إبراهيم تزوج زينا بنت لوط وولد آل مدين٥ منها.
والثاني : كثركم بالغنى بعد الفقر.
والثالث : كثركم بالقوة بعد الضعف.
وذكر بعض المفسرين وجهاً رابعاً : أنه كثرهم بطول الأعمار بعد قصرها من قبل٦.
٢ سقط من ق..
٣ سقط من ق..
٤ سقط من ك..
٥ سقط من ق..
٦ سقط من ق..
(لَئِن كَانَت الأَيَّامُ أَحْسَنَّ مَرَّةً | إِلَيَّ فَقَدْ عَادَتْ لَهُنَّ ذُنُوبُ) |
(أَتَى دَونَ حُلْوِ الْعَيْشِ شَيْءٌ أُمِرُّهُ | كُرُوبٌ عَلَى آثَارِهِنّ كُرُوبُ) |
(أَلاَ أَبْلِغْ بَنِي عُصَمَ رَسُولاً | بِأَنِّي عَنْ فَتَّاحِكُمُ غَنِي) |
لَئِن كَانَت الأَيَّامُ أَحْسَنَّ مَرَّةً | إِلَيَّ فَقَدْ عَادَتْ لَهُنَّ ذُنُوبُ |
أَتَى دَونَ حُلْوِ الْعَيْشِ شَيْءٌ أُمرُّهُ | كُرُوبٌ عَلَى آثَارِهِنّ كُرُوبُ |
أحدهما : أن نعود في القرية إلاّ أن يشاء الله، قاله بعض المتكلمين.
والثاني : وهو قول الجمهور أن نعود في ملة الكفر وعبادة الأوثان.
فإن قيل فالله تعالى لا يشاء عبادة الأوثان فما وجه هذا القول من شعيب ؟ فالجواب عنه من ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه قد كان في ملتهم ما يجوز التعبد به.
والثاني : أنه لو شاء عبادة الوثن لكانت عبادته طاعة لأنه شاءه كتعبده بتعظيم الحجر الأسود.
والثالث : أن هذا القول من شعيب على التعبيد والامتناع كقوله تعالى :
﴿ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ ﴾ [ الأعراف : ٤٠ ] وكقولهم : حتى يشيب الغراب.
ثم قال :﴿ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَومِنَا بِالْحَقِّ وََأَنتَ خَيرُ الْفَاتِحِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : اكشف بيننا وبين قومنا، قاله قتادة.
والثاني : احكم بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الحاكمين. وذكر الفراء، أن [ أهل ] عُمان يسمون القاضي الفاتح والفتاح. وقال غيره : إنه لغة مراد، قال الشاعر :
أَلاَ أَبْلِغْ بَنِي عُصَمَ رَسُولاً | بِأَنِّي عَنْ فَتَّاحِكُمُ غَنِي |
وقيل : إنه سمي بذلك لأنه يفتح باب العلم الذي قد انغلق على غيره.
فإن قيل : فما معنى قوله ﴿ بِالْحَقِّ ﴾ ومعلوم أن الله لا يحكم إلا بالحق ؟.
ففي الجواب عنه أربعة٢ أوجه : أحدها : أنه قال ذلك صفة لحكمه لا طلباً له.
والثاني : أنه سأل الله أن يكشف [ الحق ] لمخالفه من قومه أنه على حق.
والثالث : أن معناه احكم بيننا [ بالحكم ] الذي هو الحق، قاله ابن بحر.
والرابع : احكم في الدنيا بنصر الحق، قاله السدي٣.
٢ في ق وجهان أحدهما..
٣ سقط من ق..
أحدها : كأن لم يقيموا فيها، قاله ابن قتيبة.
والثاني : كأن لم يعيشوا فيها، قاله الأخفش.
والثالث : كأن لم ينعموا فيها، قاله قتادة.
والرابع : كأن لم يعمروا فيها، قاله ابن عباس.
﴿ الَّذِينَ كَذَّبُوْا شُعَيْباً كَانُواْ هم الخَاسِرِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : بالكفر.
والثاني : بالهلاك، قاله ابن عباس٢.
٢ من : والثالث، كان لم ينعموا إلى هنا..
(وَأنَاسٌ بَعْدَ قَتْلٍ قَدْ عَفَواْ | وَكَثِيرٌ زَالَ عَنْهُمْ فَانْتَقَلْ) |
(فَلَمَّا أَنْ عَفَا وَأَصَابَ مَالاً | تَسَمَّنَ مَعْرِضاً فِيهِ ازْوِرَارُ) |
وَأنَاسٌ بَعْدَ قَتْلٍ قَدْ عَفَواْ | وَكَثِيرٌ زَالَ عَنْهُمْ فَانْتَقَلْ٢ |
والثالث : حتى سُرّوا، قاله قتادة.
والرابع : حتى سمنوا، قاله الحسن، ومنه قول بشر بن أبي حازم :
فَلَمَّا أَنْ عَفَا وَأَصَابَ مَالاً | تَسَمَّنَ مَعْرِضاً فِيهِ ازْوِرَارُ |
٢ البيت من قصيدة له كما في ديوانه ص ١٥. وكان عمر بن الخطاب يأمر بروايتها بمطلعها
أن تقوى ربنا خير نفل | وبإذن الله ريثي وعجل. ٣ سقط من ق.. |
(دَعَوْتُ اللَّهَ حَتَّى خِفْتُ أَلاَّ | يَكُونَ اللَّهُ يَسْمَعُ مَا أَقُولُ) |
أحدهما : أن العهد الطاعة، يريد : ما وجدنا لأكثرهم من طاعة لأنبيائهم، لأنه قال بعده ﴿ وَإن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمُ لَفَاسِقِينَ ﴾ وتكون ﴿ مِنْ ﴾ في هذا الموضع على هذا التأويل زائدة.
والثاني : أنه محمول على ظاهر١ العهد أي من وفاء بعهده.
وفي المراد بالعهد هنا ثلاثة أقاويل. أحدها : الميثاق الذي أخذه الله عليهم في ظهر آدم قاله أبو جعفر الطبري.
والثاني : ما جعله الله في عقولهم من وجوب شكر٢ النعمة، وأن الله هو المنعم، قاله علي بن عيسى.
والثالث : أنه ما عهد إليهم مع الأنبياء أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، قاله الحسن ﴿ وإن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُم لَفَاسِقِينَ ﴾ في قوله ﴿ لَفَاسِقِينَ ﴾ وجهان :
أحدهما : خارجين عن طاعته.
والثاني : خائنين في عهده، ٣وهذا يدل على أن العصاة أكثر من المطيعين.
٢ شكر: سقطت من ك..
٣ سقط من ق..
أحدهما : حريص، قاله أبو عبيدة.
والثاني : واجب، مأخوذ من وجوب الحق.
وفي قوله :﴿ إلاَّ الْحَقَّ ﴾ وجهان :
أحدهما : إلا الصدق.
والثاني : إلا ما فرضه الله عليّ من الرسالة.
أحدهما : معناه أخِّرْهُ، قاله ابن عباس والحسن.
والثاني : أحبسه، قاله قتادة والكلبي.
﴿ وَأَرْسِلْ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴾ قال ابن عباس : هم أصحاب الشُرَط وهو قول الجماعة أرسلهم في حشر السحرة وكانوا اثنين وسبعين رجلاً.
(أَنْتَ عَصَا مُوسَى الَّتِي لَمْ تَزَلْ | تَلْقَمُ مَا يَأْفِكُهُ السَّاحِرُ) |
﴿ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ ﴾ معنى تلقف هو سرعة التناول إلا أن المراد هنا سرعة ابتلاعه بالفم. قال أبو حاتم : وهي في بعض القراءات تلقم بالميم والتشديد، قال الشاعر :
أَنْتَ عَصَا مُوسَى الَّتِي لَمْ تَزَلْ | تَلْقَمُ مَا يَأْفِكُهُ السَّاحِرُ |
أحدهما : معناه يقلبون، ومنه المؤتفكات أي المنقلبات، قاله ابن عيسى.
والثاني : معناه يكذبون لأن الإفك هو الكذب، قاله مجاهد.
فإن قيل : فلم أمر موسى السحرة أن يلقوا وذلك منهم كفر ولا يجوز أن يأمر به نبيّ ؟
قيل عن ذلك جوابان.
أحدهما : أن مضمون أمره إن كنتم محقين فألقوا.
والثاني : القول على ما يصح ويجوز لا على ما يفسد ويستحيل.
أحدهما : ظهرت عصا موسى على حبال السحرة.
والثاني : ظهرت نبوة موسى على ربوبية فرعون١.
أحدهما : أنهم سجدوا لموسى تسليماً له وإيماناً به.
والثاني : أنهم سجدوا لله إقراراً بربوبيته، لأنهم ﴿ قَالُوا ءَامَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ﴾.
وفي سجودهم قولان :
أحدهما : أن الله ألهمهم ذلك لطفاً بهم.
والثاني : أن موسى وهارون سجدا شكراً لله عند ظهور الحق على الباطل فاقتدوا بهما في السجود لله طاعة.
أحدهما : أنهم سجدوا لموسى تسليماً له وإيماناً به.
والثاني : أنهم سجدوا لله إقراراً بربوبيته، لأنهم ﴿ قَالُوا ءَامَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ﴾.
وفي سجودهم قولان :
أحدهما : أن الله ألهمهم ذلك لطفاً بهم.
والثاني : أن موسى وهارون سجدا شكراً لله عند ظهور الحق على الباطل فاقتدوا بهما في السجود لله طاعة.
(وَلَمْ أَذْكُرِ الرُّعْبَ حَتَّى انْتَقَلْتُ | قُبَيْلَ الإِلاَهَةِ مِنْهَا قرِيباً) |
أحدها : أنه أشرافهم.
والثاني : رؤساؤهم.
والثالث : أنهم الرهط والنفر الذين آمنوا معهم.
والفرق بين الرهط والنفر من وجهين :
أحدهما : كثرة الرهط وقلة النفر.
والثاني : قوة الرهط وضعف النفر، وفي تسميتهم بالملأ وجهان :
أحدهما : أنهم مليئون بما يراد منهم.
والثاني : لأنهم تملأ النفوس هيبتهم.
وفيه وجه ثالث : لأنهم يملأون صدور المجالس.
فإن قيل : فما وجه إقدامهم على الإنكار على فرعون مع عبادتهم له ؟ قيل : لأنهم رأوا منه خلاف عادته وعادة الملوك في السطوة بمن أظهر العناد وخالف، وكان ذلك من لطف الله بموسى.
وفي قوله :﴿ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ ﴾ وجهان :
أحدهما : ليفسدوا فيها بعبادة غيرك والدعاء إلى خلاف دينك.
والثاني : ليفسدوا فيها بالغلبة عليها وأخذ قومه منها.
ثم قالوا :﴿ وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَ ﴾ فإن قيل : فما وجه قولهم ذلك له وهم قد صدقوه على قوله :﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ﴾ [ النازعات : ٢٤ ]. قيل الجواب عن ذلك من ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه كان يعبد الأصنام وكان قومه يعبدونه، قاله الحسن.
والثاني : أنه كان يعبد ما يستحسن من البقر ولذلك أخرج السامري عجلاً جسداً له خوار وقال هذا إلهكم وإله موسى، وكان معبوداً في قومه، قاله السدي.
والثالث : أنها كانت أصناماً يعبدها قومه تقرباً إليه، قاله الزجاج.
وقرأ ابن عباس ﴿ وَيَذَرَكَ وَإِلاَهَتَكَ ﴾ أي وعبادتك.
قال الحسن : وكان فرعون يَعبُد ويُعبَد. وعلى هذه القراءة يسقط السؤال. وذكر ابن قتيبة في هذه القراءة تأويلاً ثانياً : أن الإلاهة الشمس، والعرب تسمي الشمس الإلاهة واستشهد بقول الأعشى :
وَلَمْ أَذْكُرِ الرُّعْبَ حَتَّى انْتَقَلْتُ | قُبَيْلَ الإِلاَهَةِ مِنْهَا قرِيباً |
﴿ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيي نِسَاءَهُمْ ﴾ وإنما عدل عن قتل موسى إلى قتل الأبناء لأنه علم أنه لا يقدر على قتل موسى إما لقوته وإما تصوره أنه مصروف عن قتله، فعدل إلى قتل الأبناء ليستأصل قوم موسى من بني إسرائيل فيضعف عن فرعون ﴿ وَنَسْتَحِيي نِسَاءَهُمُ ﴾١ فيه قولان :
أحدهما : أن نفتش أرحامهن فننظر ما فيهن من الولد، مأخوذ من الحياء وهو اسم من أسماء الفرج، حكاه ابن بحر.
والثاني : الأظهر أن معناه : نستبقيهن أحياء لضعفهن عن المنازعة وعجزهن عن المحاربة.
أحدهما : أنه أمرهم بذلك تسلية لهم من وعيد فرعون كما يقول من نالته شدة : استعنت بالله.
والثاني : أنه موعد منه بأن الله سيعينهم على فرعون إن استعانوا به.
ثم قال :﴿ وَاصْبِرُواْ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : واصبروا على ما أنتم فيه من الشدة طمعاً في ثواب الله.
والثاني : أنه أمرهم بالصبر انتظاراً لنصر الله.
﴿ إنَّ الأَرْض لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أنه قال ذلك تسلية لقومه في أن الدنيا لا تبقي على أحد فتبقي على فرعون لأنها تنتقل من قوم إلى قوم.
والثاني : أنه أشعرهم بذلك أن الله يورثهم أرض فرعون.
﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : يريد في الآخرة بالثواب.
والثاني : في الدنيا بالنصر.
أحدها : أن الأذى من قبل ومن بعد أخذ الجزية. قاله الحسن.
والثاني : أن الأذى من قبل : تسخيرهم بني إسرائيل في أعمالهم لنصف النهار وإرسالهم في بقيته ليكسبوا لأنفسهم. والأذى من بعد : تسخيرهم في جميع النهار بلا طعام ولا شراب، قاله جويبر.
والثالث : أن الأذى الذي كان من قبل : الاستعباد وقتل الأبناء، والذي كان من بَعد : الوعيد بتجديد ذلك عليهم، حكاه ابن عيسى.
والرابع : أن الأذى الذي كان من قبل أنهم كانوا يضربون اللبن ويعطيهم التبن، والأذى من بعد أن صاروا يضربون اللبن ويجعل عليهم التبن، قاله الكلبي.
وفي قولهم :﴿ مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ﴾ قولان :
أحدهما : من قبل أن تأتينا بالرسالة ومن بعد ما جئتنا بها، قاله ابن عباس.
والثاني : من قبل أن تأتينا بعهد الله إليك أنه يخلصنا ومن بعد ما جئتنا به. وفي هذا القول منهم وجهان :
أحدهما : أنه شكوى ما أصابهم من فرعون واستعانة بموسى.
والثاني : أنهم٢ قالوه استبطاء لوعد موسى، حكاه ابن عيسى.
﴿ قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِك عَدُوَّكُمْ ﴾ ﴿ عَسَى ﴾ في اللغة طمع وإشفاق. قال الحسن عسى من الله واجبة. وقال الزجاج :﴿ عَسَى ﴾ من الله يقين.
﴿ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ في قوله :﴿ فَينظُرَ ﴾ وجهان :
أحدهما : فيرى.
والثاني : فيعلم وفي قول موسى ذلك لقومه أمران :
أحدهما : الوعد بالنصر والاستخلاف في الأرض.
والثاني : التحذير من الفساد فيها لأن الله تعالى ينظر كيف يعملون.
٢ سقط من ق..
أحدهما : أن الحسنة الخصب، والسيئة القحط.
والثاني : أن الحسنة الأمن، والسيئة الخوف.
﴿ قَالُوا لَنَا هَذِهِ ﴾ أي كانت حالنا في أوطاننا وقبل اتباعنا لك، جهلاً منهم بأن الله تعالى هو المولي لها.
﴿ وَإن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَن معَهُ ﴾ أي يتشاءَمون بموسى ويقولون هذا من اتباعنا إياك وطاعتنا لك، على ما كانت العرب تزجر الطير فتتشاءم بالبارح وهو الذي يأتي من جهة الشمال، وتتبرك بالسانح وهو الذي يأتي من جهة اليمين١، ثم قال رداً لقولهم.
﴿ أَلا إنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ ﴾ أي طائر البركة وطائر الشؤم٢.
٢ أي ما قدر لهم أو عليهم عند الله وبيده..
(غَيَّرَ الْجِدَّةَ مِنْ عِرْفَانِهِ | خُرُقُ الرِّيحِ وَطُوفَانُ الْمَطَرِ) |
(وَمَرَّ طُوفَانٌ فِبِتُّ شَهْراً | فَرْداً شَآبِيبَ وَشَهْراً مدراً) |
(قَوْماً تُعَالِجُ قُمَّلاً أَبْنَاؤهُهُمْ | وَسَلاَسِلاً أُجُداً وَبَاباً مُؤْصَداً) |
أحدها : أنه الغرق بالماء الزائد، قاله ابن عباس.
والثاني : أنه الطاعون، قاله مجاهد.
والثالث : أنه الموت، قاله عطاء. وروت عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الطُّوفَانُ الْمَْوتُ ".
والرابع : أنه أمر من الله طاف بهم، وهو مروي أيضاً عن ابن عباس.
والخامس : أنه كثرة المطر والريح، واستدل قائل ذلك بقول الحسن بن عرفطة :
غَيَّرَ الْجِدَّةَ مِنْ عِرْفَانِهِ | خُرُقُ الرِّيحِ وَطُوفَانُ الْمَطَرِ |
وَمَرَّ طُوفَانٌ فِبِتُّ شَهْراً | فَرْداً شَآبِيبَ وَشَهْراً مدراً |
أحدها : أنه الدَبَى وهو صغار الجراد لا أجنحة له.
والثاني : أنه السوس الذي في الحنطة قاله ابن عباس١.
والثالث : البراغيث، قاله ابن زيد.
والرابع : القردان٢، قاله أبو عبيدة.
والخامس : هو دواب سود صغار، قاله الحسن، وسعيد بن جبير، وشاهده قول الأعشى.
قَوْماً تُعَالِجُ قُمَّلاً أَبْنَاؤهُهُمْ | وَسَلاَسِلاً أُجُداً وَبَاباً مُؤْصَداً |
وأما الضفادع فواحدها ضفدع وهو مشهور. وقيل إنه كان يوجد في فراشهم وآنيتهم، ويدخل في ثيابهم فيشتد أذاه لهم.
وأما الدم ففيه قولان :
أحدهما : أن ماء شربهم كان يصير دماً عبيطاً، فكان إذا غرف القبطي من الماء صار دماً وإذا غرف الإسرائيلي كان ماء.
والثاني : أنه رعاف كان يصيبهم، قاله زيد بن أسلم.
﴿ ءَاياتٍ مفَصَّلاَتٍ ﴾ فيها قولان :
أحدهما : مبينات لنبوة موسى.
والثاني : مفصل بعضها عن بعض لأن هذه الآيات لم تجتمع في وقت واحد بل كانت تأتي شهراً بعد شهر فيكون في تفرقتها مع الإنذار إعذار، وكان بين كل آيتين شهر.
﴿ فَاسْتَكْبَرُواْ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : عن الانزجار بالآيات.
والثاني : عن الإيمان بموسى.
﴿ وَكَانُواْ قَوماً مُجْرِمِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : كافرين.
والثاني : متعدّين.
٢ القردان: واحده قراد وهي حشرة معروفة..
٣ القمل بتشديد الميم غير القمل بتسكينها..
أحدهما : أنه العذاب، قاله الحسن ومجاهد وقتادة وابن زيد.
والثاني : هو الطاعون أصابهم فمات به من القبط سبعون ألف إنسان، قاله سعيد بن جبير.
﴿ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : بما تقدم إليك به أن تدعوه به فيجيبك كما أجابك في آياتك.
والثاني : ما هداك به أن تفعله في قومك، قاله السدي.
والثالث : أن ذلك منهم على معنى القسم كأنهم أقسموا عليه بما عهد عنده أن يدعو لهم.
﴿ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ ﴾ هذا قول قوم فرعون، ويحتمل وجهين :
أحدهما : لنصدقنك يا موسى أنك نبي.
والثاني : لنؤمنن بك يا الله أنك إله واحد.
أحدهما : يستقلون.
والثاني : يستذلون وهم بنو إِسرائيل.
﴿ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : يريد الشرق والغرب، قاله ابن عيسى.
والثاني : أرض الشام ومصر، قاله الحسن.
والثالث : أرض الشام وحدها شرقها وغربها، قاله قتادة.
﴿ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ﴾ فيه قولان :
أحدهما : بالخصب.
والثاني : بكثرة الأنهار والأشجار والثمار.
﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ ﴾ فيها قولان :
أحدهما : أن تمام كلمة الحسنى ما وعدهم من هلاك عدوهم واستخلافهم في الأرض بقوله :﴿ عَسَى رَبُّكُم أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُم وَيَسْتَخْلِفَكُم ﴾ وسماها الحسنى لأنه وعد بما يحبون.
والثاني : هو قوله تعالى :﴿ وَنُرِيدُ أَن نمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُم فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم ما كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾ [ القصص : ٥، ٦ ].
وفي قوله :﴿ بِمَا صَبَرُواْ ﴾ وجهان :
أحدهما : بما صبروا على أذى فرعون.
والثاني : بما صبروا على طاعة الله.
أحدها : باطل، قاله الكلبي.
والثاني : ضلال، حكاه أبو اليسع.
والثالث :١مهلك، ومنه التبر، الذهب. وفي تسميته بذلك قولان :
أحدهما : لأن موسى يهلكه.
والثاني : لكسره، وكل إناء مكسور متبّر قاله الزجاج. وقال الضحاك هي كلمة نبطية لما ذكرنا.
﴿ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ العَذابِ ﴾ أي أشد العذاب.
﴿ يُقَتّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴾ أي يقتلون أبناءكم صغاراً ويستحيون نساءكم للاسترقاق والاستخدام كباراً.
﴿ وَفِي ذَلِكُم بَلاَءٌ مِن ربِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : أن ما فعله فرعون بكم من قتل الأبناء واسترقاق النساء بلاء عليكم عظيم، قاله الكلبي.
والثاني : أنه ابتلاء لكم واختبار عظيم، قاله الأخفش.
والثالث : أن في خلاصكم من ذلك بلاء عظيم، أي نعمة عظيمة، قاله ابن قتيبة.
أحدهما : فرضنا، كقوله تعالى :
﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾ [ البقرة : ١٨٣ ] أي فرض.
والثاني : أنه كتابة خط بالقلم في ألواح أنزلها الله عليه١.
واختلفوا في الألواح من أي شيء كانت على أربعة أقاويل :
أحدها : أنها كانت من زمرد أخضر، قاله مجاهد.
والثاني : أنها كانت من ياقوت، قاله ابن جبير.
والثالث : أنها كانت من زبرجد، قاله أبو العالية.
والرابع : قاله الحسن كانت الألواح من خشب، واللوح مأخوذ من أن المعاني تلوح بالكتابة فيه.
وفي قوله :﴿ مِن كُلِّ شَيْءٍ ﴾ قولان :
أحدهما : من كل شيء يحتاج إليه في دينه من الحلال والحرام والمباح والمحظور والواجب وغير الواجب.
والثاني : كتب له التوراة فيها من كل شيء من الحكم والعبر.
وفي قوله :﴿ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً. . . ﴾ تأويلان :
أحدهما : أن الموعظة النواهي، والتفصيل : الأوامر، وهو معنى قول الكلبي.
والثاني : الموعظة : الزواجر، والتفصيل : الأحكام، وهو معنى قول مقاتل.
قال : وكانت سبعة ألواح.
﴿ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ ﴾ فيه أربعة٢ أقاويل :
أحدها : بجد واجتهاد قاله السدي.
والثاني : بطاعة، قاله الربيع بن أنس.
والثالث : بصحة عزيمة، قاله علي بن عيسى.
والرابع : بشكر، قاله جويبر٣.
﴿ وَأمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا ﴾ لم يقل ذلك لأن فيها غير حسن، وفيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : أن أحسنها : المفروضات، وغير الأحسن : المباحات.
والثاني : أنه الناسخ دون المنسوخ.
والثالث : أن فعل ما أمر به أحسن من ترك ما نهي عنه لأن العمل أثقل من الترك وإن كان طاعة.
﴿ سَأُرِيكُمْ دَارَ الفَاسِقِينَ ﴾ فيها أربعة أقاويل :
أحدها : هي جهنم، قاله الحسن ومجاهد.
والثاني : هي منازل من هلك بالتكذيب من عاد وثمود٤ والقرون الخالية، لتعتبروا بها وبما صاروا إليه من النكال، قاله قتادة.
والثالث : أنها منازل سكان الشام الجبابرة والعمالقة.
والرابع : أنها دار فرعون٥ وهي مصر.
وقرأ قسامة٦ بن زهير ﴿ سَأُوْرِثُكُمْ ﴾.
٢ في ق: ثلاثة..
٣ سقط من ق..
٤ في ق: منازلهم، والباقي سقط منها..
٥ أي سأريكم إياها خالية عنهم، وهذا القول مروي عن سعيد بن جبير..
٦ من هنا إلى: غافلين عن الجزاء سقط من ق..
(يَا ابْنَ أُمِّي وَيَا شقيقَ نَفْسِي | أَنْتَ خَلَّيْتَنِي لأَمْرٍ شَدِيدٍ) |
أحدها : أنه المتأسف على فوت ما سلف، قاله علي بن عيسى.
والثاني : أنه الحزين، قاله ابن عباس.
والثالث : هو الشديد الغضب، قاله الأخفش.
والرابع : المغتاظ، قاله السدي.
والخامس : النادم، قاله ابن قتيبة.
وفي غضبه وأسفه قولان :
أحدهما : غضبان من قومه على عبادة العجل ؟ أسفاً على ما فاته من مناجاة ربه.
والثاني : غضبان على نفسه في ترك قومه حتى ضلوا، أسفاً على ما رأى في قومه من ارتكاب المعاصي.
وقال بعض المتصوفة إن غضبه للرجوع عن مناجاة الحق إلى مخاطبة الخلق.
﴿ قَالَ بِئْسَ مَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدي ﴾ يعني بعبادة العجل.
﴿ أَعَجِلْتُم أَمْرَ رَبِّكُمْ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : يعني وعد ربكم الذي وعدني به من الأربعين ليلة، وذلك أنه قَدَّروا أنه قد مات لمَّا لم يأت على رأس الثلاثين ليلة، قاله الحسن والسدي.
والثاني : وعد ربكم بالثواب على عبادته حتى عدلتم إلى عبادة غيره، قاله بعض المتأخرين. والفرق بين العجلة والسرعة أن العجلة : التقدم بالشيء قبل وقته والسرعة : عمله في أقل أوقاته.
﴿ وَأَلْقَى الألْوَاحَ ﴾ وفي سبب إلقائها قولان :
أحدهما : غضباً حين رأى عبادة العجل، قاله ابن عباس.
والثاني : أنه ألقاها لما رأى فيها فضائل غير قومه من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنهم خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله، قال : رب فاجعلهم أمتي قال : تلك أمة أحمد، فاشتد عليه فألقاها، قاله قتادة.
وكانت التوراة سبعة أسباع فلما ألقى موسى الألواح فتكسرت رفع منها ستة أسباعها وكان فيما رفع تفصيل كل شيء الذي قال الله ﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألْوَاحِ من كُلِّ شَيْءٍ موْعِظَةً وَتَفْضِيلاً لكُلِّ شَيْءٍ ﴾ وبقي الهدى والرحمة في السبع الباقي، وهو الذي قاله الله :﴿ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفي نُسْخَتِهَا هُدىً وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾.
وقال ابن عباس : ألقى موسى الألواح فتكسرت ورفعت إلا سدُسها.
﴿ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أنه أخذ بأذنه.
والثاني : أخذ بجملة رأسه.
فإن قيل : فلم قصده بمثل هذا الهوان ولا ذنب له ؟
فعن ذلك جوابان :
أحدهما : أن هذا الفعل مما قد يتغير حكمه بالعادة فيجوز أن يكون في ذلك الزمان بخلاف ما هو عليه الآن من الهوان.
والثاني : أن ذلك منه كقبض الرجل منا الآن على لحيته وعضه على شفته.
﴿ قَالَ ابْنَ أُمَّ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أنه قال ذلك لأنه كان أخاه لأمه، قاله الحسن.
والثاني : أنه قال ذلك على عادة العرب استعطافاً بالرحم، كما قال الشاعر :
يَا ابْنَ أُمِّي وَيَا شقيقَ نَفْسِي | أَنْتَ خَلَّيْتَنِي لأَمْرٍ شَدِيدٍ |
﴿ وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَومِ الظَّالِمِينَ ﴾ أي لا تغضب عليّ كغضبك عليهم ولست منهم فأدركته الرقة :﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لي ولأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾.
أحدها : يعني أنهم تابوا من المعصية واستأنفوا عمل الإيمان بعد التوبة.
والثاني : يعني أنهم تابوا بعد المعصية وآمنوا بتلك التوبة.
والثالث : وآمنوا بأن الله قابل التوبة.
الجواب عند ذلك من ثلاثة أوجه :
أحدها : أنهم الذين تمسكوا بالحق في وقت ضلالتهم بقتل أنبيائهم، ولا يدل هذا على استدامة حاله على الأبد.
والثاني : أنهم قوم وراء الصين لم تبلغهم دعوة الإسلام، قاله ابن عباس، والسدي.
والثالث : أنهم من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وابن صوريا وغيرهما، قاله الكلبي.
أحدهما : لأن الماء يقرى إليها أي يجمع، من قولهم قرى الماء في حوضه إذا جمعه.
والثاني : لأن الناس يجتمعون إليها كما يجتمع الماء في الحوض.
واختلف في هذه القرية على قولين :
أحدهما : أنها بيت المقدس، قاله قتادة.
والثاني : هي أرض١ الشام، قاله الحسن.
فإنه قيل : فكيف سمى المأوى مسكناً والإنسان في مسكنه متحرك ؟ قيل لأنه يترك فيه التصرف فصار في أكثر أحواله ساكناً وإن كان في بعضها متحركاً.
﴿ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَونَ عَنِ السُّوءِ ﴾ وهم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
﴿ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ وهم الذين تركوا المعروف وفعلوا المنكر.
﴿ بِعَذَابٍ بَئِيس ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : شديد، قاله مجاهد.
والثاني : رديء، قاله الأخفش.
الثالث : أنه العذاب المقترن بالفقر وهو البؤس.
وأما الفرقة الثالثة التي لم تنه ولم تفعل ففيها قولان :
أحدهما : أنها نُجِّيَتْ مع الذين نهوا.
والثاني : ما قاله ابن عباس : لا أدري ما فعل بها٢.
٢ من فلما نسوا ما ذكروا به سقط من ق..
(أَذَّنَ الْقَوْمُ جِيرَتِي بِخُلُوفِ | صَرَمُوا حَبْلَ آلِفٍ مَأْلُوفِ) |
(خلفت خلفاً ليت بهم | كان، لا بِكَ التلف) |
خلفت خلفاً ليت بهم *** كان، لا بِكَ التلف
وفي الخلف وجهان :
أحدهما : القرن، قاله الفراء.
والثاني : أنه جمع خالف.
﴿ وَرِثُواْ الْكِتَابَ ﴾ يعني انتقل إليهم انتقال الميراث من سلف إلى خلف وفيهم قولان :
أحدهما : أنهم من خلف اليهود من أبنائهم. والكتاب الذي ورثوه التوراة لانتقالها لهم.
والثاني : أنهم النصارى : لأنهم خلف من اليهود. والكتاب الذي ورثوه : الإنجيل لحصوله معهم، قاله مجاهد١.
﴿ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى ﴾ يعني الرشوة على الحكم في قول الجميع وسماه عرضاً لقلة بقائه. وفي وصفه بالأدنى وجهان :
أحدهما : لأخذه في الدنيا الدانية.
والثاني : لأنه من المحرمات الدنية٢.
﴿ وَيَقُولُونَ : سَيُغْفرُ لَنَا ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : أنه مغفور، لا نؤاخذ به.
والثاني : أنه ذنب لكن الله قد يغفره لنا تأميلاً منهم لرحمته.
﴿ وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أنهم أهل إصرار على الذنوب، قاله مجاهد وقتادة والسدي.
والثاني : أنهم لا يشبعهم شيء، فهم لا يأخذونه لحاجة، قاله الحسن.
﴿ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم ميثَاقُ الْكِتَابِ أَن لا يَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : ألا يقولوا على الله إلا الحق في تحريم الحكم بالرشا.
والثاني : في جميع الطاعات والمعاصي والأوامر والنواهي.
﴿ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : تركوا ما فيه أن يعملوا به حتى صار دارساً.
والثاني : أنهم قد تلوه ودرسوه فهم لا يجهلون ما فيه ويقومون على مخالفته مع العلم به.
٢ سقط من ق..
(قد جرّبوا أخلاقنا الجلائلا.. | ونتقوا أحلامنا الأثاقلا) |
(لم يحرموا حسن الغذاء وأمهم | طفحت عليك بناتقٍ مذكار.) |
(أعمى إذا ما جارتي خرجت | حتى يُواري جارتي الجدر) |
(وأصم عما كان بينهما | سمعي وما في سمعي الوقر) |
أعمى إذا ما جارتي خرجت | حتى يُواري جارتي الجدر |
وأصم عما كان بينهما | سمعي وما في سمعي الوقر |
(متى يعمه إلى عثمان يعمه | إلى ضخم السرادق والقطار.) |
متى يعمه إلى عثمان يعمه | إلى ضخم السرادق والقطار. |
(أيان تقضي حاجتي أيانا | أما ترى لنجحها أوانا) |
٨٩ (وأنكأ شيء حين يفجؤك البغتُ} ٩
﴿يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا﴾ فيه تأويلان: أحدهما: معناه عالِمٌ بها، قاله مجاهد، والضحاك، وابن زيد، ومعمر. والثاني: معنى الكلام يسألونك عنها كأن حفي بهم، على التقديم والتأخير، أي كأنك بينك وبينهم مودة توجب برهم، من قوله: ﴿إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً﴾ [مريم: ٤٦] قاله ابن عباس.
وقال الحسن وقتادة : إن المكنّى عنه بقوله :﴿ جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا ءَاتَاهُمَا ﴾ ابن آدم وزوجته، وليس براجع إلى آدم وحواء.
﴿ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ﴾ يعني في الدفع عنكم.
﴿ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ﴾ يعني مضاركم من منافعكم.
﴿ أَمْ لَهُمْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ﴾ دعاءَكم وتضرعكم.
فإن قيل فلم أنكر عبادة من لا رجل له ولا يد ولا عين ؟
قيل عنه جوابان :
أحدهما : أن من عبد جسماً لا ينفع كان ألوم ممن عبد جسماً ينفع.
والثاني : أنه عرفهم أنهم مفضلون عليها، فكيف يعبدون من هم أفضل منه.
أحدها : أن النزغ الانزعاج.
والثاني : الغضب.
والثالث : الفتنة، قاله مقاتل.
﴿ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ سميع بجهل من جهل، عليم بما يزيل عنك النزغ.
وسبب نزولها ما قاله كفار مكة
﴿ وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً ﴾ [ الفرقان : ٦٠ ].
فأنزل الله تعالى هذه الآية وأعلمهم أن الملائكة المقربين إذا كانوا على هذه الحال في الخضوع والرغبة فأنتم بذلك أولى والله أعلم بالصواب.
سورة الأعراف
افتُتِحت هذه السُّورة بالتنويه بعظمةِ هذا الكتاب، موضِّحةً مهمةَ القرآن ووجوبَ اتِّباعه، محذِّرةً من الشَّيطان وفتنتِه، كما وصَفتْ هذه السُّورةُ العظيمة أهوالَ يومِ القيامةِ، وخطابَ أهل النَّار لأهل الجنَّة، وحالَ الأعراف، واصفةً ما يَتبَع تلك الأحداثَ، وكذلك اشتملت على كثيرٍ من قصص الأنبياء؛ للدَّلالة على عظمةِ الله وقوَّته، وقهرِه وقُدْرته، وبيَّنتْ حُكْمَ من أطاع واتَّبَع، وحُكْمَ من عصى وابتدع؛ داعيةً للرجوع إلى الله؛ للفوز بالجنَّة، والنَّجاة من النار، وقد أُثِر عن النبيِّ ﷺ قراءتُه لها في صلاة المغرب.
ترتيبها المصحفي
7نوعها
مكيةألفاظها
3343ترتيب نزولها
39العد المدني الأول
206العد المدني الأخير
206العد البصري
205العد الكوفي
206العد الشامي
205* قوله تعالى: ﴿خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٖ وَكُلُواْ وَاْشْرَبُواْ﴾ [الأعراف: 31]:
عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «كانت المرأةُ تطُوفُ بالبيتِ وهي عُرْيانةٌ، فتقولُ: مَن يُعِيرُني تِطْوافًا؟ تَجعَلُهُ على فَرْجِها، وتقولُ:
اليَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ***فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلُّهُ
فنزَلتْ هذه الآيةُ: ﴿خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٖ﴾ [الأعراف: 31]». أخرجه مسلم (٣٠٢٨).
* (الأعراف):
سُمِّيتْ بذلك؛ لأنَّ فيها ذِكْرَ (الأعراف).
* (طُولَى الطُّولَيَينِ):
لِما جاء عن مَرْوانَ بن الحكَمِ، قال: قال لي زيدُ بن ثابتٍ: «ما لك تَقرَأُ في المغربِ بقِصَارٍ وقد سَمِعْتُ النبيَّ ﷺ يَقرَأُ بطُولَى الطُّولَيَيْنِ؟!». أخرجه البخاري (764).
ولعلَّ الإطلاقَ الوارد في السورة من بابِ الوصف، لا من باب التسمية؛ وهذا أقرب.
انظر: "أسماء سور القرآن الكريم وفضائلها" لمنيرة الدوسري (ص196).
* مَن أخَذها عُدَّ حَبْرًا:
فعن عائشةَ رضي الله عنها، عن رسولِ الله ﷺ، قال: «مَن أخَذَ السَّبْعَ الأُوَلَ مِن القرآنِ، فهو حَبْرٌ». أخرجه أحمد (24575).
* ومِن عظيم فضلها أنها تقابِلُ التَّوْراةَ مع بقيةِ السُّوَر الطِّوال:
فعن واثلةَ بن الأسقَعِ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله ﷺ: «أُعطِيتُ مكانَ التَّوْراةِ السَّبْعَ الطِّوالَ». أخرجه أحمد (17023).
أُثِر عن النبيِّ ﷺ قراءتُه لسورة (الأعراف) في صلاةِ المغرب:
فعن مَرْوانَ بن الحكَمِ: أنَّ زيدَ بنَ ثابتٍ قال: «ما لي أراكَ تَقرأُ في المغربِ بقِصارِ السُّوَرِ وقد رأيتُ رسولَ اللهِ يَقرأُ فيها بأطوَلِ الطُّوليَينِ؟! قلتُ: يا أبا عبدِ اللهِ، ما أطوَلُ الطُّوليَينِ؟ قالَ: الأعرافُ». أخرجه النسائي (٩٨٩).
اشتمَلتْ سورةُ (الأعراف) على عِدَّة موضوعاتٍ؛ وهي على الترتيب:
مهمَّة القرآن ووجوبُ اتباعه (١-٩).
خَلْقُ آدم وعداوةُ الشيطان له (١٠-٢٥).
تحذير الناس من فتنة الشيطان (٢٦-٣٠).
إباحةُ الطيِّبات، وتحريم الفواحش (٣١-٣٤).
إرسال الرسول، وعاقبة التكذيب (٣٥-٤١).
بين أصحاب الجنَّة وأصحاب النار (٤٢-٤٥).
أصحاب الأعراف (٤٦-٥٣).
مظاهر قدرة الله تعالى (٥٤-٥٨).
قصة نوح عليه السلام (٥٩-٦٤).
قصة هود عليه السلام (٦٥-٧٢).
قصة صالح عليه السلام (٧٣-٧٩).
قصة لوط عليه السلام (٨٠-٨٤).
قصة شُعَيب عليه السلام (٨٥-٩٣).
أقوام الأنبياء وموقفُهم من الدعوة (٥٩-٩٣).
سُنَّة الله في المكذِّبين (٩٤-١٠٢).
قصة موسى عليه السلام (١٠٣-١٧١).
موقف فِرْعونَ من دعوة موسى (١٠٣-١٢٦).
البِطانة الفاسدة (١٢٧-١٢٩).
عاقبة الكفار، وحُسْنُ عاقبة المؤمنين (١٣٠-١٣٧).
بنو إسرائيل وعبادة الأصنام (١٣٨-١٤١).
مجيء موسى للميقات (١٤٢-١٤٧).
بنو إسرائيل وعبادة العِجل (١٤٨-١٥٩).
مخالفات بني إسرائيل وانحرافاتهم (١٦٠-١٧١).
أخذُ الميثاق على بني آدم (١٧٢-١٧٨).
أهل النار أضَلُّ من الأنعام (١٧٩-١٨٦).
السؤال عن الساعة (١٨٧-١٨٨).
الناس مخلوقون من نفسٍ واحدة (١٨٩-١٩٥).
أولياء الرحمن (١٩٦-٢٠٦).
ينظر: "التفسير الموضوعي" لمجموعة من العلماء (3 /9).
اشتملت السُّورةُ على جملةٍ من المقاصدِ العظيمة، ذكَرها ابنُ عاشور رحمه الله؛ وهي:
«التنويهُ بالقرآن، والوعد بتيسيره على النبي ﷺ ليُبلِّغَه.
النهيُ عن اتخاذ الشركاء من دون الله، وإنذارُ المشركين عن سُوءِ عاقبة الشرك في الدنيا والآخرة، ووصفُ حال المشركين وما حَلَّ بهم.
تذكيرُ الناس بنعمة خَلْق الأرض، وتحذيرُهم من التلبُّس ببقايا مكرِ الشيطان.
وصفُ أهوالِ يوم الجزاء للمجرمين، وكراماتِه للمتَّقين.
التذكير بالبعث، وتقريبُ دليله.
النهيُ عن الفساد في الأرض التي أصلَحها اللهُ لفائدة الإنسان.
التذكير ببديعِ ما أوجَده الله لإصلاحِها وإحيائها.
التذكير بما أودَع اللهُ في فطرة الإنسان من وقتِ تكوين أصله أن يَقبَلوا دعوةَ رُسُلِ الله إلى التقوى والإصلاح».
"التحرير والتنوير" لابن عاشور (8/8).