تفسير سورة الأعراف

غريب القرآن

تفسير سورة سورة الأعراف من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أَخبرنا أَبو جعفر، قالَ : حدّثنا علي بن أحمد، قال : أخبرنا عطاء بن السائب عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي عليهما السلام في قولِه تعالى :﴿ المص ﴾ معناه أنا الله أفصلُ و :﴿ الم ﴾ [ البقرة : ١ ] [ آل عمران : ١ ] أنا الله أعلمُ و :﴿ الر ﴾ [ يونس : ١ ] أنا الله أَرى.
وقوله تعالى :﴿ فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ ﴾ معناهُ ضِيقٌ ويقالُ : شكٌ.
وقوله تعالى :﴿ فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً ﴾ أي ليلاً بيتهم بياتاً وهم نيامٌ.
وقوله تعالى :﴿ أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ ﴾ أي نَهاراً إِذا أَقالُوا.
وقوله تعالى :﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ﴾ معناهُ العَدلُ.
وقوله تعالى :﴿ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾ معناهُ حَسَنَاتُهُ
﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴾ معناهُ سَيئاتُهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ﴾ قال زيد بن علي عليهما السَّلامُ : خلقناكُم فِي أَصلابِ الرِّجالِ، وصوّرناكُمْ فِي أَرحامِ النِّساءِ.
وقوله تعالى :﴿ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً ﴾ معناهُ معيبٌ مرجومٌ ﴿ مَّدْحُوراً ﴾ معناه مُبعدٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَقَاسَمَهُمَآ ﴾ معناه حَلَفَ لَهُمَا.
وقوله تعالى :﴿ وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ﴾ معناهُ فَجَعَلا يَخْصِفان الورقَ بَعضَهُ إِلى بَعض يُنظِّمانه. والوَرقُ والوَراقُ واحدٌ.
وقوله تعالى :﴿ سَوْءَاتُهُمَا ﴾ معناهُ فروجُهُما.
وقوله تعالى :﴿ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ معناهُ إِلى وَقتٍ. والمَتاعُ : الزَّادُ.
وقوله تعالى :﴿ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ﴾ والرِّيشُ والرِّياشُ : ما ظَهَرَ من اللباسِ. والرِّياشُ أيضاً : المعاشُ والخِصْبُ.
وقوله تعالى :﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ﴾ الحياءُ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ ﴾ [ معناه ] هو وأَمرُهُ.
وقوله تعالى :﴿ حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً ﴾ معناهُ اجتمعوا فِيها.
وقوله تعالى :﴿ عَذَاباً ضِعْفاً ﴾ معناهُ عَذابين.
وقوله تعالى :﴿ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ﴾ والجَمَلُ : وَلَدُ النَّاقةِ والجُمَّلُ : حِبال القَلْسِ. وَيلِجُ : يَدخُلُ. والخِيَاطُ : الإِبرَةُ. وسَمُّها : ثَقْبُهَا، والجمعُ سُمُومٌ. وكلُّ ثَقبٍ مِن أُذنٍ أَو عَينٍ أو أنفٍ أو غَيرِ ذَلِكَ فَهو سَمٌّ.
وقوله تعالى :﴿ لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ ﴾ معناه فِراشٌ ﴿ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ﴾ معناه لحفٌ تُغَطِيهمْ.
وقوله تعالى :﴿ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ هو سورٌ بين الجَنةِ والنَّارِ. والأَعرافُ : كُلُّ موضعٍ مُرتفعٍ مُشرفٍ.
وقوله تعالى :﴿ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ النَّارِ ﴾ معناه حِيالُهم.
وقوله تعالى :﴿ بِسِيمَاهُمْ ﴾ معناه بِعَلاماتِهِمْ.
وقوله تعالى :﴿ فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ ﴾ معناهُ نُؤخِرهُم ونتركُهمْ من الرَّحمةِ.
وقوله تعالى :﴿ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَذَا ﴾ معناهُ تَكُوهُ وجَحَدُوهُ ولَمْ يُؤمنوا بِه.
وقوله تعالى :﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : معناهُ هل يَنظرُونَ إِلاَّ مَعانِيهِ وتَفْسيرَهُ. ويقالُ عَاقِبَتُهُ.
وقوله تعالى :﴿ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ﴾ معناهُ مِن كُلِّ مَهبٍ وَجانبٍ ونَاحيةٍ.
وقوله تعالى :﴿ أَقَلَّتْ سَحَاباً ﴾ معناهُ سَاقتْ.
وقوله تعالى :﴿ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً ﴾ معناهُ إَلا قَليلاً عَسراً في شِدةٍ.
وقوله تعالى :﴿ آلآءَ اللَّهِ ﴾ معناهُ نِعمُ الله واحدُها إِلَى وأَلَى.
وقوله تعالى :﴿ رِجْسٌ ﴾ معناهُ عَذابٌ وغَضبٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ﴾ معناه تَجبّروا وأَنكرُوا.
وقوله تعالى :﴿ جَاثِمِينَ ﴾ معناهُ بعضُهم عَلَى بَعضٍ جثُوم. والجَاثمُ : المَيتُ.
وقوله تعالى :﴿ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾ معناهُ من الباقينَ. ويقالُ من الباقينَ فِي عَذابِ الله.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ﴾ معناه لا تَنقُصُوهُم ولا تَظْلِمُوهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً ﴾ وهو الاعوِجَاجُ فِي الدِّينِ. والعَوَجُ : المَيْلُ.
وقوله تعالى :﴿ افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ ﴾ معناهُ احكِمْ بَينَنَا وبينَهُمْ. والفَتَّاحُ : القَاضِي. وسُؤالُ الحُكمِ بِالحَقِّ إِنَّما هُوَ سُؤالُ الانتِقَامِ فِي عَاجِلِ الدّنيا. وسُؤالُ الحُكمِ بالحَقِ فِي الآخِرةِ لاَ وجهَ لِسُؤالِهِ.
وقوله تعالى :﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ﴾ معناهُ الحَرَكةُ مِنَ الأَرضِ.
وقوله تعالى :﴿ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا ﴾ معناهُ لَّمْ يَنزِلُوا، وَلم يَعِيشوا.
وقوله تعالى :﴿ فَكَيْفَ آسَى ﴾ معناهُ أَحْزنُ وأَتوجعُ.
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْاْ ﴾ فقال زيد بن علي عليهما السَّلامُ : إنَّ السَّيِّئةَ الشّدةُ. والحَسنةَ مكانُ الرَّخاءِ وحتَّى عَفَوا معناهُ سَرُّوا بِذَلك. ويقال عَفَوا يعني كَثُروا.
وقوله تعالى :﴿ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ ﴾ معناهُ لَرَزقناهُم.
وقوله تعالى :﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ ﴾ معناه أَوَلَمْ نُبيِّن لَهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾ معناهُ نَخْتِمُ عَلَيهَا.
وقوله تعالى :﴿ وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ ﴾ معناه مِنْ وَفاءٍ.
وقوله تعالى :﴿ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴾ وهو الذَّكرُ مِن الحيَّاتِ.
وقوله تعالى :﴿ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ﴾ [ طه : ٢٢ ] معناه من غَيرِ مَرضٍ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ ﴾ معناهُ شُرَطٌ.
وقوله تعالى :﴿ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ ﴾ معناهُ أَخِرْهُ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّ لَنَا لأَجْراً ﴾ معناهُ ثوابٌ وجَزاءٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ ﴾ معناهُ خَوَّفوهُم.
وقوله تعالى :﴿ تَلْقَفُ ﴾ معناهُ تَلْتَقِمُ.
وقوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ ﴾ معناهُ الجِدوبُ وآلُ فِرعونَ : أَهلُ دِينهِ.
وقوله تعالى :﴿ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ ﴾ [ معناهُ ] حَظُّهُمْ وشأنُهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ ﴾ معناهُ الموتُ الذريعُ. ويقالُ : الماءُ. فأَمطرنَا عَلَيهم مَطراً دَائِماً ثَمانية أَيام بِلِيالِيهَا. ﴿ الْقُمَّلَ ﴾ السّوسُ ويقالُ : الجَرادُ الذي لاَ أجنِحَةَ لَهُ وهو الدُّبَى. ويقالُ : هي بَناتُ الجَرادِ. والقُمَّلُ. ضَربٌ مِن القِردَانِ.
﴿ الرِّجْزَ ﴾ الطَّاعونُ.
وقوله تعالى :﴿ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ﴾ معناه بَمَا أَوصاكَ بِهِ.
وقوله تعالى :﴿ فِي الْيَمِّ ﴾ معناهُ فِي البَحْرِ.
وقوله تعالى :﴿ يَعْكُفُونَ ﴾ معناهُ يُقيمونَ.
وقوله تعالى :﴿ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ ﴾ معناهُ مُهلكٌ.
وقوله تعالى :﴿ أَبْغِيكُمْ إِلَهاً ﴾ معناه أَجعَلُ لَكم إِلهاً.
وقوله تعالى :﴿ جَعَلَهُ دَكّاً ﴾ معناهُ مُستوٍ مع وَجهِ الأَرضِ.
وقوله تعالى :﴿ خُوَارٌ ﴾ معناهُ لَهُ صوتٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ ﴾ معناهُ نَدِمُوا.
وقوله تعالى :﴿ غَضْبَانَ أَسِفاً ﴾ معناهُ مَتغضِبٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَلَماَّ سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ ﴾ معناهُ سَكنٌ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ ﴾ معناهُ تُبنَا إِليكَ.
وقوله تعالى :﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [ معناهُ ] فِي الدّنيا البِرُّ والفَاجِرُ. وفي الآخرةِ المتقون خاصة.
وقوله تعالى :﴿ فَانبَجَسَتْ ﴾ معناه انفَجرتْ.
وقوله تعالى :﴿ أَسْبَاطاً ﴾ معناهُ قَبَائلُ.
وقوله تعالى :﴿ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ ﴾ معناهُ يَتَعدون فيهِ.
وقوله تعالى :﴿ شُرَّعاً ﴾ معناهُ ظاهرٌ. ويقالُ بيضٌ سِمَانٌ.
وقوله تعالى :﴿ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ ﴾ معناهُ شَديدٌ. ويقالُ وجيعٌ أليمٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً ﴾ معناهُ فَرّقنَاهُم فِرقاً.
وقوله تعالى :﴿ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ﴾ فالحَسَناتُ : الخِصْبُ. والسَّيِّئاتُ : الجَدبُ.
وقوله تعالى :﴿ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى ﴾ والعَرَضُ : الطَّمعُ. والأَدنى : الأَقربُ.
وقوله تعالى :﴿ وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ ﴾ معناهُ رَفعناهُ فَوقَهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ ﴾ معناهُ نَزَعَ وَرَكَنَ.
وقوله تعالى :﴿ وَللَّهِ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ معناهُ فَلَهُ تِسعةٌ وتِسعونَ اسماً قَدْ أَمَرَ أَن يُدْعى بِهَا.
وقوله تعالى :﴿ وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ ﴾ معناهُ اترُكُوا المُلحِدينَ. وهُمْ الحَائِرونَ فِي الحَقِّ الّذِينَ لاَ يستقيمونَ للواجِبِ عَلَيهِمْ.
وقوله تعالى :﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ الاْستِدْرَاجُ : أَن يَأتِيهِ الشَّيءُ مِنْ حَيثُ لاَ يَعْلَمُ وَلاَ يَشْعُرُ.
وقوله تعالى :﴿ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ معناه شَدِيدٌ قَويٌ.
وقوله تعالى :﴿ مَا بِصَاحِبِهِمْ مِّن جِنَّةٍ ﴾ معناهُ من جنونٍ.
وقوله تعالى :﴿ لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ﴾ معناهُ لا يُظهرُهَا.
وقوله تعالى :﴿ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَتِ وَالأَرْضِ ﴾ معناهُ عَظمُ ذِكرهَا.
وقوله تعالى :﴿ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ﴾ معناه مَتَى ذَاكَ.
وقوله تعالى :﴿ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَتِ وَالأَرْضِ ﴾ معناهُ كَبُرتْ وعَظمَتْ فَثَقُلَ عِلْمُها عَلَى أَهلِ السَّمواتِ والأَرضِ أَنهم لاَ يَعلمونَ.
وقوله تعالى :﴿ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ﴾ معناهُ بَارٌ بِها. ويقالُ عَالِمٌ بِهَا، وأَنتَ لاَ تَعلمُهَا.
وقوله تعالى :﴿ فَمَرَّتْ بِهِ ﴾ معناهُ استَمَر بِهَا الحَملُ فأَتَمتْهُ.
وقوله تعالى :﴿ لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً ﴾ معناهُ غُلامٌ.
وقوله تعالى :﴿ خُذِ الْعَفْوَ [ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ ] ﴾ معناهُ الفَضلُ. والعُرفُ : المَعروفُ.
وقوله تعالى :﴿ وَإِماَّ يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ ﴾ معناهُ يَسَخِفنَّكَ مَنهُ خِفةً وعَجلةً. ونَزَغَ الشَّيطانِ : الإِفْسادُ بَينَ النَّاسِ.
وقوله تعالى :﴿ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ ﴾ معناهُ جنونٌ. وطَائِفٌ من الشَّيطانِ. معناهُ يُريدُ بِهِ الغَضب.
وقوله تعالى :﴿ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا ﴾ معناهُ هلاَّ تَلقيتَها مِن رَبِّكَ. ويقالُ هلاّ جِئتَ بِهَا مِن رَبِّكَ.
سورة الأعراف
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

افتُتِحت هذه السُّورة بالتنويه بعظمةِ هذا الكتاب، موضِّحةً مهمةَ القرآن ووجوبَ اتِّباعه، محذِّرةً من الشَّيطان وفتنتِه، كما وصَفتْ هذه السُّورةُ العظيمة أهوالَ يومِ القيامةِ، وخطابَ أهل النَّار لأهل الجنَّة، وحالَ الأعراف، واصفةً ما يَتبَع تلك الأحداثَ، وكذلك اشتملت على كثيرٍ من قصص الأنبياء؛ للدَّلالة على عظمةِ الله وقوَّته، وقهرِه وقُدْرته، وبيَّنتْ حُكْمَ من أطاع واتَّبَع، وحُكْمَ من عصى وابتدع؛ داعيةً للرجوع إلى الله؛ للفوز بالجنَّة، والنَّجاة من النار، وقد أُثِر عن النبيِّ ﷺ قراءتُه لها في صلاة المغرب.

ترتيبها المصحفي
7
نوعها
مكية
ألفاظها
3343
ترتيب نزولها
39
العد المدني الأول
206
العد المدني الأخير
206
العد البصري
205
العد الكوفي
206
العد الشامي
205

* قوله تعالى: ﴿خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٖ وَكُلُواْ وَاْشْرَبُواْ﴾ [الأعراف: 31]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «كانت المرأةُ تطُوفُ بالبيتِ وهي عُرْيانةٌ، فتقولُ: مَن يُعِيرُني تِطْوافًا؟ تَجعَلُهُ على فَرْجِها، وتقولُ:

اليَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ***فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلُّهُ

فنزَلتْ هذه الآيةُ: ﴿خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٖ﴾ [الأعراف: 31]». أخرجه مسلم (٣٠٢٨).

* (الأعراف):

سُمِّيتْ بذلك؛ لأنَّ فيها ذِكْرَ (الأعراف).

* (طُولَى الطُّولَيَينِ):

لِما جاء عن مَرْوانَ بن الحكَمِ، قال: قال لي زيدُ بن ثابتٍ: «ما لك تَقرَأُ في المغربِ بقِصَارٍ وقد سَمِعْتُ النبيَّ ﷺ يَقرَأُ بطُولَى الطُّولَيَيْنِ؟!». أخرجه البخاري (764).

ولعلَّ الإطلاقَ الوارد في السورة من بابِ الوصف، لا من باب التسمية؛ وهذا أقرب.

انظر: "أسماء سور القرآن الكريم وفضائلها" لمنيرة الدوسري (ص196).

* مَن أخَذها عُدَّ حَبْرًا:

فعن عائشةَ رضي الله عنها، عن رسولِ الله ﷺ، قال: «مَن أخَذَ السَّبْعَ الأُوَلَ مِن القرآنِ، فهو حَبْرٌ». أخرجه أحمد (24575).

* ومِن عظيم فضلها أنها تقابِلُ التَّوْراةَ مع بقيةِ السُّوَر الطِّوال:

فعن واثلةَ بن الأسقَعِ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله ﷺ: «أُعطِيتُ مكانَ التَّوْراةِ السَّبْعَ الطِّوالَ». أخرجه أحمد (17023).

أُثِر عن النبيِّ ﷺ قراءتُه لسورة (الأعراف) في صلاةِ المغرب:

فعن مَرْوانَ بن الحكَمِ: أنَّ زيدَ بنَ ثابتٍ قال: «ما لي أراكَ تَقرأُ في المغربِ بقِصارِ السُّوَرِ وقد رأيتُ رسولَ اللهِ يَقرأُ فيها بأطوَلِ الطُّوليَينِ؟! قلتُ: يا أبا عبدِ اللهِ، ما أطوَلُ الطُّوليَينِ؟ قالَ: الأعرافُ». أخرجه النسائي (٩٨٩).

اشتمَلتْ سورةُ (الأعراف) على عِدَّة موضوعاتٍ؛ وهي على الترتيب:

مهمَّة القرآن ووجوبُ اتباعه (١-٩).

خَلْقُ آدم وعداوةُ الشيطان له (١٠-٢٥).

تحذير الناس من فتنة الشيطان (٢٦-٣٠).

إباحةُ الطيِّبات، وتحريم الفواحش (٣١-٣٤).

إرسال الرسول، وعاقبة التكذيب (٣٥-٤١).

بين أصحاب الجنَّة وأصحاب النار (٤٢-٤٥).

أصحاب الأعراف (٤٦-٥٣).

مظاهر قدرة الله تعالى (٥٤-٥٨).

قصة نوح عليه السلام (٥٩-٦٤).

قصة هود عليه السلام (٦٥-٧٢).

قصة صالح عليه السلام (٧٣-٧٩).

قصة لوط عليه السلام (٨٠-٨٤).
قصة شُعَيب عليه السلام (٨٥-٩٣).

أقوام الأنبياء وموقفُهم من الدعوة (٥٩-٩٣).

سُنَّة الله في المكذِّبين (٩٤-١٠٢).

قصة موسى عليه السلام (١٠٣-١٧١).

موقف فِرْعونَ من دعوة موسى (١٠٣-١٢٦).

البِطانة الفاسدة (١٢٧-١٢٩).

عاقبة الكفار، وحُسْنُ عاقبة المؤمنين (١٣٠-١٣٧).

بنو إسرائيل وعبادة الأصنام (١٣٨-١٤١).

مجيء موسى للميقات (١٤٢-١٤٧).

بنو إسرائيل وعبادة العِجل (١٤٨-١٥٩).

مخالفات بني إسرائيل وانحرافاتهم (١٦٠-١٧١).

أخذُ الميثاق على بني آدم (١٧٢-١٧٨).

أهل النار أضَلُّ من الأنعام (١٧٩-١٨٦).

السؤال عن الساعة (١٨٧-١٨٨).

الناس مخلوقون من نفسٍ واحدة (١٨٩-١٩٥).

أولياء الرحمن (١٩٦-٢٠٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي" لمجموعة من العلماء (3 /9).

اشتملت السُّورةُ على جملةٍ من المقاصدِ العظيمة، ذكَرها ابنُ عاشور رحمه الله؛ وهي:

«التنويهُ بالقرآن، والوعد بتيسيره على النبي ﷺ ليُبلِّغَه.

النهيُ عن اتخاذ الشركاء من دون الله، وإنذارُ المشركين عن سُوءِ عاقبة الشرك في الدنيا والآخرة، ووصفُ حال المشركين وما حَلَّ بهم.

تذكيرُ الناس بنعمة خَلْق الأرض، وتحذيرُهم من التلبُّس ببقايا مكرِ الشيطان.

وصفُ أهوالِ يوم الجزاء للمجرمين، وكراماتِه للمتَّقين.

التذكير بالبعث، وتقريبُ دليله.

النهيُ عن الفساد في الأرض التي أصلَحها اللهُ لفائدة الإنسان.

التذكير ببديعِ ما أوجَده الله لإصلاحِها وإحيائها.

التذكير بما أودَع اللهُ في فطرة الإنسان من وقتِ تكوين أصله أن يَقبَلوا دعوةَ رُسُلِ الله إلى التقوى والإصلاح».

"التحرير والتنوير" لابن عاشور (8/8).