تفسير سورة العلق

معاني القرآن

تفسير سورة سورة العلق من كتاب معاني القرآن
لمؤلفه الفراء . المتوفي سنة 207 هـ

بسم الله الرحمن الرحيم.
وقوله عزَّ وجلَّ :﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾.
هذا أول ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن.
وقوله عز وجل :﴿ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾.
قيل : من علق، وإنما هي علقةٌ، لأنّ الإنسان في معنى جمع، فذهب بالعلق إلى الجمع لمشاكلة رءوس الآيات.
وقوله عز وجل :﴿ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى ﴾.
ولم يقل : أن رأى نفسه ؛ والعرب إذا أوقعت فعلا يكتفي باسم واحد على أنفسها، أو أوقعته من غيرها على نفسه جعلوا موضع المكنى نفسه، فيقولون : قتلتَ نفسك، ولا يقولون : قتلتَك، قتلته، ويقولون : قتل نفسَه، وقتلتُ نفسي، فإذا كان الفعل يريد اسما وخبرا طرحوا النفس فقالوا : متى تراك خارجاً، ومتى نظنك خارجاً ؟ وقوله عز وجل :﴿ أَنْ رَّآهُ اسْتَغْنَى ﴾ من ذلك.
وقوله جل وعز :﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى * عَبْداً إِذَا صَلَّى ﴾.
نزلَت في أبي جهل : كان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصلاّه، فيؤذيه وينهاه، فقال الله تبارك وتعالى، ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذَا صَلَّى ﴾ ؟ يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال جل وعز :﴿ أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾.
وفيه عربية، مثله من الكلام لو قيل : أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلّى وهو كاذب متولٍّ عن الذكر ؟ أي : فما أعجب من ذا.
ثم قال : وَيْلَهُ !، ﴿ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾.
يعني : أبا جهل، ثم قال :﴿ كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ [ ١٤٤/ا ] لَنَسْفَعاً بِالناصِيَةِ ﴾.
ناصيته : مقدم رأسه، أي : لَنَهْصرنها، لنأخذن بها لَنُقْمِئَنَّه ولنذلّنه، ويقال : لنأخذن بالناصية إلى النار، كما قال جلّ وعز، ﴿ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي والأَقْدَامِ ﴾، فيُلقَون في النار، ويقال : لتسوّدَنَّ وجهه، فكفَتِ الناصية من الوجه ؛ لأنها في مقدّم الوجه.
وقوله عز وجل :﴿ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ﴾ قومه.
والعرب تقول : النادي يشهدون عليك، والمجلس، يجعلون : الناديَ، والمجلس، والمشهد، والشاهد القوم قوم الرجل، قال الشاعر :
لهمْ مجلِسٌ صُهْبُ السِّبَالِ أذِلَّةٌ سواسيةٌ أحرارُها وعبيدُها
أي : هم سواء.
وقوله عز وجل :﴿ لَنَسْفَعًا بالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ ﴾.
على التكرير، كما قال :«إلَى صِرَاطِ مُّسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللهِ » المعرفة تُرد على النكر بالتكرير، والنكرة على المعرفة، ومن نصب ( ناصيةً ) جعله فعلا للمعرفة وهي جائزة في القراءة.
وقوله عز وجل :﴿ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ﴾.
فهم أقوى وهم يعملون بالأيدي والأرجل، والناقة قد تزْبِن الحالب وتركضه برجلها.
وقال الكسائي : بأَخَرة واحد الزبانية زِبْنِيٌّ.
وكان قبل ذلك يقول : لم أسمع لها بواحد، ولست أدري أقياسًا منه أو سماعاً. وفي قراءة عبد الله :«كَلاَّ لئِن لَّمْ يَنْتَهِ لأسْفَعاً بِالناصِيَةِ »، وفيها :«فَلْيَدْعُ إليّ نادِيَه فَسَأَدْعُو الزَّبَانِيَة ».
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤:ثم قال : وَيْلَهُ !، ﴿ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾.
يعني : أبا جهل، ثم قال :﴿ كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ [ ١٤٤/ا ] لَنَسْفَعاً بِالناصِيَةِ ﴾.
ناصيته : مقدم رأسه، أي : لَنَهْصرنها، لنأخذن بها لَنُقْمِئَنَّه ولنذلّنه، ويقال : لنأخذن بالناصية إلى النار، كما قال جلّ وعز، ﴿ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي والأَقْدَامِ ﴾، فيُلقَون في النار، ويقال : لتسوّدَنَّ وجهه، فكفَتِ الناصية من الوجه ؛ لأنها في مقدّم الوجه.
وقوله عز وجل :﴿ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ﴾ قومه.
والعرب تقول : النادي يشهدون عليك، والمجلس، يجعلون : الناديَ، والمجلس، والمشهد، والشاهد القوم قوم الرجل، قال الشاعر :
لهمْ مجلِسٌ صُهْبُ السِّبَالِ أذِلَّةٌ سواسيةٌ أحرارُها وعبيدُها
أي : هم سواء.
وقوله عز وجل :﴿ لَنَسْفَعًا بالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ ﴾.
على التكرير، كما قال :«إلَى صِرَاطِ مُّسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللهِ » المعرفة تُرد على النكر بالتكرير، والنكرة على المعرفة، ومن نصب ( ناصيةً ) جعله فعلا للمعرفة وهي جائزة في القراءة.
وقوله عز وجل :﴿ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ﴾.
فهم أقوى وهم يعملون بالأيدي والأرجل، والناقة قد تزْبِن الحالب وتركضه برجلها.
وقال الكسائي : بأَخَرة واحد الزبانية زِبْنِيٌّ.
وكان قبل ذلك يقول : لم أسمع لها بواحد، ولست أدري أقياسًا منه أو سماعاً. وفي قراءة عبد الله :«كَلاَّ لئِن لَّمْ يَنْتَهِ لأسْفَعاً بِالناصِيَةِ »، وفيها :«فَلْيَدْعُ إليّ نادِيَه فَسَأَدْعُو الزَّبَانِيَة ».

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤:ثم قال : وَيْلَهُ !، ﴿ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾.
يعني : أبا جهل، ثم قال :﴿ كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ [ ١٤٤/ا ] لَنَسْفَعاً بِالناصِيَةِ ﴾.
ناصيته : مقدم رأسه، أي : لَنَهْصرنها، لنأخذن بها لَنُقْمِئَنَّه ولنذلّنه، ويقال : لنأخذن بالناصية إلى النار، كما قال جلّ وعز، ﴿ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي والأَقْدَامِ ﴾، فيُلقَون في النار، ويقال : لتسوّدَنَّ وجهه، فكفَتِ الناصية من الوجه ؛ لأنها في مقدّم الوجه.
وقوله عز وجل :﴿ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ﴾ قومه.
والعرب تقول : النادي يشهدون عليك، والمجلس، يجعلون : الناديَ، والمجلس، والمشهد، والشاهد القوم قوم الرجل، قال الشاعر :
لهمْ مجلِسٌ صُهْبُ السِّبَالِ أذِلَّةٌ سواسيةٌ أحرارُها وعبيدُها
أي : هم سواء.
وقوله عز وجل :﴿ لَنَسْفَعًا بالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ ﴾.
على التكرير، كما قال :«إلَى صِرَاطِ مُّسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللهِ » المعرفة تُرد على النكر بالتكرير، والنكرة على المعرفة، ومن نصب ( ناصيةً ) جعله فعلا للمعرفة وهي جائزة في القراءة.
وقوله عز وجل :﴿ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ﴾.
فهم أقوى وهم يعملون بالأيدي والأرجل، والناقة قد تزْبِن الحالب وتركضه برجلها.
وقال الكسائي : بأَخَرة واحد الزبانية زِبْنِيٌّ.
وكان قبل ذلك يقول : لم أسمع لها بواحد، ولست أدري أقياسًا منه أو سماعاً. وفي قراءة عبد الله :«كَلاَّ لئِن لَّمْ يَنْتَهِ لأسْفَعاً بِالناصِيَةِ »، وفيها :«فَلْيَدْعُ إليّ نادِيَه فَسَأَدْعُو الزَّبَانِيَة ».

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤:ثم قال : وَيْلَهُ !، ﴿ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾.
يعني : أبا جهل، ثم قال :﴿ كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ [ ١٤٤/ا ] لَنَسْفَعاً بِالناصِيَةِ ﴾.
ناصيته : مقدم رأسه، أي : لَنَهْصرنها، لنأخذن بها لَنُقْمِئَنَّه ولنذلّنه، ويقال : لنأخذن بالناصية إلى النار، كما قال جلّ وعز، ﴿ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي والأَقْدَامِ ﴾، فيُلقَون في النار، ويقال : لتسوّدَنَّ وجهه، فكفَتِ الناصية من الوجه ؛ لأنها في مقدّم الوجه.
وقوله عز وجل :﴿ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ﴾ قومه.
والعرب تقول : النادي يشهدون عليك، والمجلس، يجعلون : الناديَ، والمجلس، والمشهد، والشاهد القوم قوم الرجل، قال الشاعر :
لهمْ مجلِسٌ صُهْبُ السِّبَالِ أذِلَّةٌ سواسيةٌ أحرارُها وعبيدُها
أي : هم سواء.
وقوله عز وجل :﴿ لَنَسْفَعًا بالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ ﴾.
على التكرير، كما قال :«إلَى صِرَاطِ مُّسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللهِ » المعرفة تُرد على النكر بالتكرير، والنكرة على المعرفة، ومن نصب ( ناصيةً ) جعله فعلا للمعرفة وهي جائزة في القراءة.
وقوله عز وجل :﴿ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ﴾.
فهم أقوى وهم يعملون بالأيدي والأرجل، والناقة قد تزْبِن الحالب وتركضه برجلها.
وقال الكسائي : بأَخَرة واحد الزبانية زِبْنِيٌّ.
وكان قبل ذلك يقول : لم أسمع لها بواحد، ولست أدري أقياسًا منه أو سماعاً. وفي قراءة عبد الله :«كَلاَّ لئِن لَّمْ يَنْتَهِ لأسْفَعاً بِالناصِيَةِ »، وفيها :«فَلْيَدْعُ إليّ نادِيَه فَسَأَدْعُو الزَّبَانِيَة ».

سورة العلق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (العَلَق) من السُّوَر المكية، وهي أولُ سورةٍ نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بدأت بأمرِ النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة؛ ليُعلِّمَه اللهُ عز وجل هذا الكتابَ، وقد جاءت على ذِكْرِ عظمة الله، وتذكيرِ الإنسان بخَلْقِ الله له من عدمٍ، وخُتمت بتأييد الله للنبي صلى الله عليه وسلم، ونصرِه له، وكفايتِه أعداءَه.

ترتيبها المصحفي
96
نوعها
مكية
ألفاظها
72
ترتيب نزولها
1
العد المدني الأول
20
العد المدني الأخير
20
العد البصري
19
العد الكوفي
19
العد الشامي
18

* قوله تعالى: {كَلَّآ إِنَّ اْلْإِنسَٰنَ لَيَطْغَىٰٓ ٦ أَن رَّءَاهُ اْسْتَغْنَىٰٓ ٧ إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ اْلرُّجْعَىٰٓ ٨ أَرَءَيْتَ اْلَّذِي يَنْهَىٰ ٩ عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰٓ ١٠ أَرَءَيْتَ إِن كَانَ عَلَى اْلْهُدَىٰٓ ١١ أَوْ أَمَرَ بِاْلتَّقْوَىٰٓ ١٢ أَرَءَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰٓ ١٣ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اْللَّهَ يَرَىٰ ١٤ كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعَۢا بِاْلنَّاصِيَةِ ١٥ نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ ١٦ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُۥ ١٧ سَنَدْعُ اْلزَّبَانِيَةَ ١٨ كَلَّا لَا تُطِعْهُ} [العلق: 13-19]:

عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: «قال أبو جهلٍ: هل يُعفِّرُ مُحمَّدٌ وجهَه بَيْنَ أظهُرِكم؟ قال: فقيل: نَعم، فقال: واللَّاتِ والعُزَّى، لَئِنْ رأَيْتُه يَفعَلُ ذلك، لَأَطأنَّ على رقَبتِه، أو لَأُعفِّرَنَّ وجهَه في التُّرابِ، قال: فأتى رسولَ اللهِ ﷺ وهو يُصلِّي، زعَمَ لِيطأَ على رقَبتِه، قال: فما فَجِئَهم منه إلا وهو يَنكِصُ على عَقِبَيهِ، ويَتَّقي بيدَيهِ، قال: فقيل له: ما لكَ؟ فقال: إنَّ بَيْني وبَيْنَه لَخَنْدقًا مِن نارٍ، وهَوْلًا، وأجنحةً، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «لو دنَا منِّي، لَاختطَفَتْهُ الملائكةُ عضوًا عضوًا»، قال: فأنزَلَ اللهُ عز وجل - لا ندري في حديثِ أبي هُرَيرةَ، أو شيءٌ بلَغَه -: {كَلَّآ إِنَّ اْلْإِنسَٰنَ لَيَطْغَىٰٓ ٦ أَن رَّءَاهُ اْسْتَغْنَىٰٓ ٧ إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ اْلرُّجْعَىٰٓ ٨}؛ يَعني: أبا جهلٍ، {أَرَءَيْتَ اْلَّذِي يَنْهَىٰ ٩ عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰٓ ١٠ أَرَءَيْتَ إِن كَانَ عَلَى اْلْهُدَىٰٓ ١١ أَوْ أَمَرَ بِاْلتَّقْوَىٰٓ ١٢ أَرَءَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰٓ ١٣ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اْللَّهَ يَرَىٰ ١٤ كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعَۢا بِاْلنَّاصِيَةِ ١٥ نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ ١٦ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُۥ ١٧ سَنَدْعُ اْلزَّبَانِيَةَ ١٨ كَلَّا لَا تُطِعْهُ} [العلق: 13-19]». زاد عُبَيدُ اللهِ في حديثِه قال: «وأمَرَه بما أمَرَه به». وزادَ ابنُ عبدِ الأعلى: «{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُۥ}؛ يَعني: قومَهُ». أخرجه مسلم (٢٧٩٧).

* سورة (العَلَق):

سُمِّيت سورة (العَلَق) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (العَلَق) في أولها؛ قال تعالى: {اْقْرَأْ بِاْسْمِ رَبِّكَ اْلَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ اْلْإِنسَٰنَ مِنْ عَلَقٍ} [العلق: 1-2].

* وكذلك تُسمَّى بسورة {اْقْرَأْ}، و{اْقْرَأْ بِاْسْمِ رَبِّكَ}؛ للسبب نفسه.

1. الخَلْقُ والتعليم مُوجِب للشكر (١-٥).

2. انحرافُ صِنْفٍ من البشر عن الشكر (٦-٨).

3. صورة من صُوَر طغيان البشر (٩-١٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /253).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «تلقينُ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الكلامَ القرآني وتلاوتَه؛ إذ كان لا يَعرِف التلاوةَ من قبل.
والإيماء إلى أنَّ عِلْمَه بذلك مُيسَّر؛ لأن اللهَ الذي ألهم البشرَ العلمَ بالكتابة قادرٌ على تعليم من يشاءُ ابتداءً.
وإيماء إلى أن أمَّتَه ستَصِير إلى معرفة القراءة والكتابة والعلم.
وتوجيهه إلى النظر في خلقِ الله الموجودات، وخاصةً خَلْقَه الإنسانَ خَلْقًا عجيبًا مستخرَجًا من علَقةٍ، فذلك مبدأ النظر.
وتهديد مَن كذَّب النبيَّ صلى الله عليه وسلم وتعرَّضَ ليصُدَّه عن الصلاة والدعوة إلى الهدى والتقوى.
وإعلام النبي صلى الله عليه وسلم أن اللهَ عالمٌ بأمرِ مَن يناوُونه، وأنه قامِعُهم، وناصرُ رسولِه.
وتثبيت الرسول على ما جاءه من الحقِّ، والصلاة، والتقرب إلى الله.
وألا يعبأ بقوةِ أعدائه؛ لأن قوَّةَ الله تقهرهم». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /434).