تفسير سورة العلق

إعراب القرآن للدعاس

تفسير سورة سورة العلق من كتاب إعراب القرآن المعروف بـإعراب القرآن للدعاس.
لمؤلفه مجموعة من المؤلفين .

سورة العلق
[سورة العلق (٩٦) : آية ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)
«اقْرَأْ» أمر فاعله مستتر «بِاسْمِ» الباء زائدة «اسم» مفعول به «رَبِّكَ» مضاف إليه «الَّذِي» صفة ربك «خَلَقَ» ماض فاعله مستتر والجملة صلة وجملة اقرأ.. ابتدائية لا محل لها.
[سورة العلق (٩٦) : آية ٢]
خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢)
«خَلَقَ» بدل من سابقه فاعله مستتر «الْإِنْسانَ» مفعول به «مِنْ عَلَقٍ» متعلقان بالفعل.
[سورة العلق (٩٦) : آية ٣]
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣)
«اقْرَأْ» أمر فاعله مستتر والجملة مؤكدة لسابقتها «وَ» الواو حالية «وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ» مبتدأ وخبره والجملة حال.
[سورة العلق (٩٦) : آية ٤]
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤)
«الَّذِي» صفة ثانية لربك «عَلَّمَ» ماض والفاعل مستتر «بِالْقَلَمِ» متعلقان بالفعل والجملة الفعلية صلة.
[سورة العلق (٩٦) : آية ٥]
عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (٥)
«عَلَّمَ» ماض فاعله مستتر وهو بدل من سابقه «الْإِنْسانَ» مفعول به أول «ما» مفعول به ثان «لَمْ يَعْلَمْ» مضارع مجزوم بلم والجملة صلة ما.
[سورة العلق (٩٦) : آية ٦]
كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (٦)
«كَلَّا» حرف ردع وزجر «إِنَّ الْإِنْسانَ» إن واسمها «لَيَطْغى» اللام المزحلقة ومضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.
[سورة العلق (٩٦) : آية ٧]
أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (٧)
«أَنْ رَآهُ» أن حرف مصدري ونصب وماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول لأجله «اسْتَغْنى» ماض فاعله مستتر والجملة مفعول به ثان.
[سورة العلق (٩٦) : آية ٨]
إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (٨)
«إِنَّ»
حرف مشبه بالفعل «إِلى رَبِّكَ»
خبر إن المقدم «الرُّجْعى»
اسمها المؤخر والجملة مستأنفة.
[سورة العلق (٩٦) : آية ٩]
أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩)
«أَرَأَيْتَ» الهمزة حرف استفهام وماض وفاعله «الَّذِي» مفعول به «يَنْهى» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة.
[سورة العلق (٩٦) : آية ١٠]
عَبْداً إِذا صَلَّى (١٠)
«عَبْداً» مفعول به «إِذا» ظرف زمان «صَلَّى» ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة.

[سورة العلق (٩٦) : آية ١١]

أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (١١)
«أَرَأَيْتَ» الهمزة حرف استفهام وماض وفاعله «إِنْ» حرف شرط جازم «كانَ» ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط واسمه مستتر «عَلَى الْهُدى» متعلقان بمحذوف خبر كان والجملة ابتدائية لا محل لها.
[سورة العلق (٩٦) : آية ١٢]
أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (١٢)
«أَوْ» حرف عطف «أَمَرَ» ماض فاعله مستتر «بِالتَّقْوى» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها.
[سورة العلق (٩٦) : آية ١٣]
أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣)
«أَرَأَيْتَ» الهمزة حرف استفهام وماض وفاعله «إِنْ» حرف شرط جازم «كَذَّبَ» ماض فاعله مستتر «وَتَوَلَّى» معطوف على كذب والجملة ابتدائية لا محل لها.
[سورة العلق (٩٦) : آية ١٤]
أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى (١٤)
«أَلَمْ يَعْلَمْ» ألم الهمزة حرف استفهام وتقرير ومضارع مجزوم بلم «بِأَنَّ اللَّهَ» الباء حرف جر زائد وأن واسمها «يَرى» مضارع فاعله مستتر والجملة خبر أن والمصدر المؤول من أن وما بعدها سد مسد مفعولي يعلم.
[سورة العلق (٩٦) : آية ١٥]
كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥)
«كَلَّا» حرف ردع وزجر «لَئِنْ» اللام، موطئة للقسم وإن حرف شرط جازم «لَمْ يَنْتَهِ» مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة «لَنَسْفَعاً» اللام واقعة في جواب القسم ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة والفاعل مستتر «بِالنَّاصِيَةِ» متعلقان بالفعل والجملة جواب القسم لا محل لها وجملة لم ينته ابتدائية لا محل لها.
[سورة العلق (٩٦) : آية ١٦]
ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (١٦)
«ناصِيَةٍ» بدل من الناصية «كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ» صفتان.
[سورة العلق (٩٦) : آية ١٧]
فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧)
«فَلْيَدْعُ» الفاء الفصيحة ومضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة والفاعل مستتر «نادِيَهُ» مفعول به والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها.
[سورة العلق (٩٦) : آية ١٨]
سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨)
«سَنَدْعُ» السين للاستقبال ومضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو المحذوفة قراءة والفاعل مستتر «الزَّبانِيَةَ» مفعول به. والجملة مستأنفة لا محل لها.
[سورة العلق (٩٦) : آية ١٩]
كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩)
«كَلَّا» حرف ردع وزجر «لا تُطِعْهُ» مضارع مجزوم بلا الناهية والهاء مفعوله والفاعل مستتر والجملة الفعلية مستأنفة «وَاسْجُدْ» فعل أمر فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها «وَاقْتَرِبْ» معطوف على اسجد.
سورة العلق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (العَلَق) من السُّوَر المكية، وهي أولُ سورةٍ نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بدأت بأمرِ النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة؛ ليُعلِّمَه اللهُ عز وجل هذا الكتابَ، وقد جاءت على ذِكْرِ عظمة الله، وتذكيرِ الإنسان بخَلْقِ الله له من عدمٍ، وخُتمت بتأييد الله للنبي صلى الله عليه وسلم، ونصرِه له، وكفايتِه أعداءَه.

ترتيبها المصحفي
96
نوعها
مكية
ألفاظها
72
ترتيب نزولها
1
العد المدني الأول
20
العد المدني الأخير
20
العد البصري
19
العد الكوفي
19
العد الشامي
18

* قوله تعالى: {كَلَّآ إِنَّ اْلْإِنسَٰنَ لَيَطْغَىٰٓ ٦ أَن رَّءَاهُ اْسْتَغْنَىٰٓ ٧ إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ اْلرُّجْعَىٰٓ ٨ أَرَءَيْتَ اْلَّذِي يَنْهَىٰ ٩ عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰٓ ١٠ أَرَءَيْتَ إِن كَانَ عَلَى اْلْهُدَىٰٓ ١١ أَوْ أَمَرَ بِاْلتَّقْوَىٰٓ ١٢ أَرَءَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰٓ ١٣ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اْللَّهَ يَرَىٰ ١٤ كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعَۢا بِاْلنَّاصِيَةِ ١٥ نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ ١٦ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُۥ ١٧ سَنَدْعُ اْلزَّبَانِيَةَ ١٨ كَلَّا لَا تُطِعْهُ} [العلق: 13-19]:

عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: «قال أبو جهلٍ: هل يُعفِّرُ مُحمَّدٌ وجهَه بَيْنَ أظهُرِكم؟ قال: فقيل: نَعم، فقال: واللَّاتِ والعُزَّى، لَئِنْ رأَيْتُه يَفعَلُ ذلك، لَأَطأنَّ على رقَبتِه، أو لَأُعفِّرَنَّ وجهَه في التُّرابِ، قال: فأتى رسولَ اللهِ ﷺ وهو يُصلِّي، زعَمَ لِيطأَ على رقَبتِه، قال: فما فَجِئَهم منه إلا وهو يَنكِصُ على عَقِبَيهِ، ويَتَّقي بيدَيهِ، قال: فقيل له: ما لكَ؟ فقال: إنَّ بَيْني وبَيْنَه لَخَنْدقًا مِن نارٍ، وهَوْلًا، وأجنحةً، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «لو دنَا منِّي، لَاختطَفَتْهُ الملائكةُ عضوًا عضوًا»، قال: فأنزَلَ اللهُ عز وجل - لا ندري في حديثِ أبي هُرَيرةَ، أو شيءٌ بلَغَه -: {كَلَّآ إِنَّ اْلْإِنسَٰنَ لَيَطْغَىٰٓ ٦ أَن رَّءَاهُ اْسْتَغْنَىٰٓ ٧ إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ اْلرُّجْعَىٰٓ ٨}؛ يَعني: أبا جهلٍ، {أَرَءَيْتَ اْلَّذِي يَنْهَىٰ ٩ عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰٓ ١٠ أَرَءَيْتَ إِن كَانَ عَلَى اْلْهُدَىٰٓ ١١ أَوْ أَمَرَ بِاْلتَّقْوَىٰٓ ١٢ أَرَءَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰٓ ١٣ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اْللَّهَ يَرَىٰ ١٤ كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعَۢا بِاْلنَّاصِيَةِ ١٥ نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ ١٦ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُۥ ١٧ سَنَدْعُ اْلزَّبَانِيَةَ ١٨ كَلَّا لَا تُطِعْهُ} [العلق: 13-19]». زاد عُبَيدُ اللهِ في حديثِه قال: «وأمَرَه بما أمَرَه به». وزادَ ابنُ عبدِ الأعلى: «{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُۥ}؛ يَعني: قومَهُ». أخرجه مسلم (٢٧٩٧).

* سورة (العَلَق):

سُمِّيت سورة (العَلَق) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (العَلَق) في أولها؛ قال تعالى: {اْقْرَأْ بِاْسْمِ رَبِّكَ اْلَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ اْلْإِنسَٰنَ مِنْ عَلَقٍ} [العلق: 1-2].

* وكذلك تُسمَّى بسورة {اْقْرَأْ}، و{اْقْرَأْ بِاْسْمِ رَبِّكَ}؛ للسبب نفسه.

1. الخَلْقُ والتعليم مُوجِب للشكر (١-٥).

2. انحرافُ صِنْفٍ من البشر عن الشكر (٦-٨).

3. صورة من صُوَر طغيان البشر (٩-١٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /253).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «تلقينُ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الكلامَ القرآني وتلاوتَه؛ إذ كان لا يَعرِف التلاوةَ من قبل.
والإيماء إلى أنَّ عِلْمَه بذلك مُيسَّر؛ لأن اللهَ الذي ألهم البشرَ العلمَ بالكتابة قادرٌ على تعليم من يشاءُ ابتداءً.
وإيماء إلى أن أمَّتَه ستَصِير إلى معرفة القراءة والكتابة والعلم.
وتوجيهه إلى النظر في خلقِ الله الموجودات، وخاصةً خَلْقَه الإنسانَ خَلْقًا عجيبًا مستخرَجًا من علَقةٍ، فذلك مبدأ النظر.
وتهديد مَن كذَّب النبيَّ صلى الله عليه وسلم وتعرَّضَ ليصُدَّه عن الصلاة والدعوة إلى الهدى والتقوى.
وإعلام النبي صلى الله عليه وسلم أن اللهَ عالمٌ بأمرِ مَن يناوُونه، وأنه قامِعُهم، وناصرُ رسولِه.
وتثبيت الرسول على ما جاءه من الحقِّ، والصلاة، والتقرب إلى الله.
وألا يعبأ بقوةِ أعدائه؛ لأن قوَّةَ الله تقهرهم». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /434).