ترجمة سورة الأنفال

الترجمة الصينية

ترجمة معاني سورة الأنفال باللغة الصينية من كتاب الترجمة الصينية.
من تأليف: محمد مكين .

他们问你战利品(应该归谁)你说:“战利品应该归安拉和使者,你们应当敬畏安拉,应该调停你们的纷争,应当服从安拉及其使者,如果你们是信士。”
只有这等人是信士:当有人记念安拉的时候,他们的内心感觉恐惧;当有人宣读安拉的迹象的时候,那些迹象增加了他们的信仰,他们只托靠他们的主;
他们谨守拜功,并分舍我赐予他们的财物。
这等人确是信士,他们将来在主那里得享受许多品级、饶恕和优厚的给养。
这正如你的主本真理而使你从家中出去,而一部分信士对此确是憎恶的。
真理昭著之后,他们为真理与你争论,好像他们是被押去受死刑,而他们亲眼看见(刑具)似的。
当时,安拉应许你们两伙人中的一伙,你们要的是没有武装的那一伙,而安拉欲以他的言辞证实真理,并根绝不信道的人,
以便他证实真理而破除虚妄,即使罪人们不愿意。
当时,你们求援于你们的主,他就答应了你们:“我要陆续降下一千天使去援助你们。”
安拉只以这个答复向你们报喜,以便你们的心境因此而安定。援助只是从安拉那里发出的,安拉确是万能的,确是至睿的。
当时,他使你们睡眠以便你们获得从他发出的安宁;他从天上降下雨水,以便洗涤你们,替你们消除恶魔的蛊惑,并使你们的心绪安静,使你们的步伐稳健。
当时,你的主启示众天使:“我是与你们同在的,故你们当信道者坚定。我要把恐怖投在不信道者的心中。”故你们当斩他们的首级,断他们的指头。
这是因为他们违抗安拉及其使者。谁违抗安拉及其使者,安拉就严惩谁。
这种(刑罚)你们尝试一下吧,不信道的人,将来必受火刑。
信道的人们啊!当你们遇到不信道的人向你们进攻的时候,你们不要以背向敌。
除非因为转移阵地,或加入友军。在那日,谁以背向敌,谁要受安拉的谴怒,他们的归宿是火狱,那归宿真恶劣。
你们没有杀戮他们,而是安拉杀戮了他们;当你射击的时候,其实你并没有射击,而是安拉射击了。(他这样做)原为要把从自己发出的嘉惠赏赐信道的人们。安拉确是全聪的,确是全知的。
这个(赏赐是真实的)。安拉一定使不信道者的计谋受挫。
如果你们祈祷胜利,那么,胜利已降临你们了;如果你们停战,那对于你们是更好的。如果你们卷土重来,我就再次援助信士们,你们的部队虽多,对于你们却无裨益,安拉确实是和信士们在一起的。
信道的人们啊!你们当顺从安拉及其使者,你们聆听(他讲话)的时候,不要违背他。
你们不要仿效那些人,他们说:“我们已听从了。”其实他们不听从。
据安拉看来,最劣等的动物确是那些装聋作哑,不明真理的人。
假若安拉知道他们心中还有一点儿善意,必使他们能听;纵使他们能听,他们也还是要违背正道的。
信道的人们啊!当使者号召你们去遵循那使你们获得生命的(教训)的时候,你们当响应安拉和使者。你们当知道安拉能干涉个人的心灵,你们只被召集到他那里。
你们当防备一种灾难,(否则)受害的绝不限于你们中的不义者,你们要知道,安拉的刑罚确是严厉的。
你们应当记得,当时你们在地方上是少数,是被人认为软弱可欺的,你们生怕当别人的俘虏,但他使你们安居,并以他的援助辅助你们,以佳美的食物供给你们,以便你们感谢。
信道的人们啊!你们不要背叛安拉和使者,不要明知故犯地不忠于你们所受的信托。
你们应当知道你们的财产和子孙只是一种考验,在安拉那里有重大的报酬。
信道的人们啊!如果你们敬畏安拉,他将以鉴识赏赐你们,并原谅你们的罪行,饶恕你们。安拉是有鸿恩的。
当时,不信道的人对你用计谋,以便他们拘禁你,或杀害你,或驱逐你;他们用计谋,安拉也用计谋,安拉是最善于用计谋的。
当别人对他们宣读我的迹象的时候,他们说:“我们确已听见过了,假若我们意欲,我们必说出与此相似的文词来;这只是古人的(神话)。”
当时,他们说:“安拉啊!如果这就是从你降示的真理,那么,求你从天上降下雨点般的石头来毁灭我们,或以痛苦的刑罚来惩治我们吧!”
你在他们中间的时候,安拉是不会惩治他们的,他们正在求饶的时候,安拉也不致于惩治他们。
他们阻止别人入禁寺的时候,安拉怎能不惩治他们呢?他们不是禁寺的保护者,禁寺的保护者只能是敬畏的人,但他们大半不知道。
他们在禁寺附近的礼拜,只是打呼哨和拍掌。(不信道的人们啊!)你们为不信道而尝试刑罚吧。
不信道的人花费他们的钱财,以便阻止(别人遵循)安拉的大道;他们在花费之后,必定后悔,而且被战胜。不信道的人只被集合到火狱去。
以便安拉甄别恶劣的人和善良的人,然后把恶劣的人一层层地通统堆积起来,然后把他们投入火狱,这等人就是亏折的人。
你告诉不信道的人们:如果他们停止战争,那么,他们以往的罪恶将蒙赦宥;如果他们执迷不悟,那么,古人的常道已逝去了。
你们要与他们战斗,直到迫害消除,一切宗教全归安拉;如果他们停战,那么,安拉确是明察他们的行为的。
如果他们背叛,那么,你们应当知道,安拉确是你们的保佑者。保佑者真优美!援助者真优美!
你们应当知道:你们所获得的战利品,无论是什么,都应当以五分之一归安拉、使者、至亲、孤儿、赤贫、旅客,如果你们确信安拉和两军交锋而真伪判分之日,以及我所启示我的仆人的迹象。安拉对于万事确是全能的。
当时,你们在山谷的近岸,敌军在远岸,而商队在你们的下面。假若你们约定相会,你们必定爽约,但(安拉集合你们),以便他判决一件必行的事,以便灭亡者见明证而后灭亡,生存者见明证而后生存。安拉确是全聪的,确是全知的。
当时安拉使你在梦中看见敌人是少数的;假若他使你们看见他们是多数的,你们必定胆怯,必定为战争而争论,但安拉使你们得免于此。他确是全知心事的。
当你们相遇的时候,他使你们看见的敌军是少数的,又使你们在他们的眼里变成少数的;以便安拉判决一件必行的事。万事只归安拉裁决。
信道的人们啊!当你们遇见一伙敌军的时候,你们应当坚定,应当多多记念安拉,以便你们成功。
你们当服从安拉及其使者,你们不要纷争;否则,你们必定胆怯,你们的实力必定消失;你们应当坚忍,安拉确是同坚忍者同在的。
你们不要仿效那等人,他们骄傲自满地、沽名钓誉地从家乡出去,并阻止别人遵循安拉的大道。安拉是洞察他们的行为的。
当时,恶魔以他们的行为蛊惑他们,他说:“今天,任何人不能战胜你们,我确是你们的保护者。”当两军对垒的时候,他向后转,他说:“我与你们确是无干的,我的确能看见你们所不能看见的,我的确畏惧安拉。安拉的刑罚是严厉的。”
当时,伪信的人和心中有病的人都说:“这等人的宗教已欺骗你们了。”谁托靠安拉,(谁必胜利),因为安拉确是强大的,确是至睿的。
众天仙将鞭挞不信教者的脸部和脊背,而使他们死去,(并且说):“你们尝试烈火的刑罚吧!”当时,假若你看见他们的情状……
这是因为你们所犯的罪恶,又因为安拉绝不是亏枉众仆的。
(他们的常态)犹如法老的百姓和以前的民族的常态一样,他们不信安拉的迹象,故安拉因他们的罪行而惩治他们。安拉确是全能的,他的刑罚确是严厉的。
这是因为安拉不变更他所施于任何民众的恩典,直到他们变更自己的情况,又因为安拉是全聪的,是全知的。
(他们的常态)犹如法老的百姓和以前的民族的常态一样,他们否认自己的主的迹象。故我因他们的罪恶而毁灭他们,把法老的百姓淹死在海里,他们原本都是不义者。
在安拉看来,最劣等的动物确是不信道的人,他们是不信道的。
你和他们中的某些人缔结盟约,而他们每次都违反他们的盟约,他们并不敬畏。
如果你在战争中遇见他们,你就应当以(惩治)他们而驱散在他们后面的人,以便他们觉悟。
如果你怕某部落不忠于盟约,你就应当公开地把他们的盟约掷还他们。安拉确是不喜欢欺诈者的。
不信道的人绝不要以为自己已逃避了天谴;他们确是不能逃避天谴的。
你们应当为他们而准备你们所能准备的武力和战马,你们借此威胁安拉的敌人和你们的敌人,以及他们以外的别的敌人,你们不认识那些敌人,安拉却认识他们。凡你们为主道而花费的,无论是什么,都将得到完全的报酬,你们不会吃亏。
如果他们倾向和平,你也应当倾向和平,应当托靠安拉。他确是全聪的,确是全知的。
如果他们想欺骗你,那么,安拉必定使你满足,他将以他的援助和信士们辅助你。
他曾联合信士们的心;假若你费尽大地上所有的财富,你仍不能联合他们的;但安拉已联合他们了。他确是万能的,确是至睿的。
先知啊!安拉能使你满足,能使追随你的信士们满足。
先知啊!你应当鼓励信士们奋勇抗战,如果你们中有二十个坚忍的人,就能战胜二百个敌人;如果你们中有一百个人,就能战胜一千个不信道的人;因为不信道者是不精明的民众。
现在,安拉已减轻你们的负担,他知道你们中有点虚弱;如果你们中有一百个坚忍的人,就能战胜二百个敌人;如果你们中有一千个人,就能本安拉的意旨而战胜两千个敌人。安拉是与坚忍者同在的。
先知在大地上重惩敌人之前,不该有俘虏。你们欲得尘世的浮利,而安拉愿你们得享后世的报酬。安拉是万能的,是至睿的。
假若没有从安拉发出的以往的判决,那么,你们必为收纳赎金而遭受重大的刑罚。
你们可以吃自己所获得的合法而佳美的战利品,你们当敬畏安拉。安拉确是至赦的,确是至慈的。
先知啊!你对你们手中的俘虏说:“如果安拉知道你们心中有善意,那么,他要把比你们所纳的赎金更好的东西赏赐你们,而且要饶恕你们。安拉是至赦的,是至慈的。”
如果他们想欺骗你,那么,他们以前对于安拉确已表示欺骗了;但安拉使你战胜他们。安拉是全知的,是至睿的。
信道而且迁居,并以自己的财产和生命为安拉而奋斗的人和款留(使者),赞助(正道)的人,这等人互为监护者。信道而未迁居的人,绝不得与你们互为监护人,直到他们迁居;如果他们为宗教事而向你们求援,那么,你们应当援助他们,除非他们的敌人与你们有盟约关系。安拉是明察你们的行为的。
不信道的人互为监护人。如果你们不遵守这个命令,那么,地方上将要发生迫害和大乱。
信道而且迁居,并且为安拉而奋斗的人和款留(使者),赞助(正道)的人,这等人确是真实的信士,他们将获赦宥和优厚的给养。
此后信道而且迁居,并与你们共同奋斗的人,这等人是你们的同教。骨肉至亲互为监护人,这是载在天经中的,安拉确是全知万物的。
سورة الأنفال
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

اعتنَتْ سورةُ (الأنفال) ببيانِ أحكامِ الحرب والغنائمِ والأَسْرى؛ ولذا سُمِّيتْ بهذا الاسمِ، وقد نزَلتْ هذه السورةُ في المدينةِ بعد غزوة (بَدْرٍ)؛ لذا تعلَّقتْ أسبابُ نزولها بهذه الغزوة، وقد أبانت السورةُ عن قوانين النَّصر المادية: كتجهيز العَتاد، والمعنوية: كوَحْدة الصَّف، وأوضَحتْ حُكْمَ الفِرار من المعركة، وقتالِ الكفار، وما يَتبَع ذلك من أحكامٍ ربانيَّة، كما أصَّلتْ - بشكل رئيسٍ - لقواعدِ عَلاقة المجتمع المسلم بغيره.

ترتيبها المصحفي
8
نوعها
مدنية
ألفاظها
1243
ترتيب نزولها
88
العد المدني الأول
76
العد المدني الأخير
67
العد البصري
76
العد الكوفي
75
العد الشامي
77

تعلَّقتْ سورةُ (الأنفال) بوقائعَ كثيرةٍ؛ لذا صحَّ في أسبابِ نزولها الكثيرُ؛ من ذلك:

* ما جاء عن سعيدِ بن جُبَيرٍ رحمه الله، قال: «قلتُ لابنِ عباسٍ: سورةُ التَّوبة؟ قال: التَّوبةُ هي الفاضحةُ، ما زالت تَنزِلُ: ﴿وَمِنْهُمْ﴾ ﴿وَمِنْهُمْ﴾ حتى ظَنُّوا أنَّها لن تُبقِيَ أحدًا منهم إلا ذُكِرَ فيها، قال: قلتُ: سورةُ الأنفالِ؟ قال: نزَلتْ في بَدْرٍ، قال: قلتُ: سورةُ الحشرِ؟ قال: نزَلتْ في بني النَّضِيرِ». أخرجه مسلم (٣٠٣١).

* قوله تعالى: ﴿يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلْأَنفَالِۖ قُلِ اْلْأَنفَالُ لِلَّهِ وَاْلرَّسُولِۖ فَاْتَّقُواْ اْللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْۖ وَأَطِيعُواْ اْللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [الأنفال: 1]:

عن سعدِ بن أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه، قال: «لمَّا كان يومُ بدرٍ جئتُ بسيفٍ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ اللهَ قد شَفَى صدري مِن المشركين - أو نحوَ هذا -، هَبْ لي هذا السيفَ، فقال: «هذا ليس لي، ولا لك»، فقلتُ: عسى أن يُعطَى هذا مَن لا يُبلِي بلائي، فجاءني الرسولُ، فقال: «إنَّك سألْتَني وليس لي، وإنَّه قد صار لي، وهو لك»، قال: فنزَلتْ: ﴿يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلْأَنفَالِۖ﴾ الآيةَ». أخرجه الترمذي (٣٠٧٩).

وعن عُبَادةَ بن الصامتِ رضي الله عنه، قال: «خرَجْنا مع النبيِّ ﷺ، فشَهِدتُّ معه بدرًا، فالتقى الناسُ، فهزَمَ اللهُ العدوَّ، فانطلَقتْ طائفةٌ في آثارِهم يَهزِمون ويقتُلون، وأكَبَّتْ طائفةٌ على العسكرِ يَحْوُونه ويَجمَعونه، وأحدَقتْ طائفةٌ برسولِ الله ﷺ؛ لا يُصِيبُ العدوُّ منه غِرَّةً، حتى إذا كان الليلُ وفاءَ الناسُ بعضُهم إلى بعضٍ، قال الذين جمَعوا الغنائمَ: نحن حوَيْناها وجمَعْناها؛ فليس لأحدٍ فيها نصيبٌ! وقال الذين خرَجوا في طلبِ العدوِّ: لستم بأحَقَّ بها منَّا؛ نحن نفَيْنا عنها العدوَّ وهزَمْناهم! وقال الذين أحدَقوا برسولِ اللهِ ﷺ: لستم بأحَقَّ بها منَّا؛ نحن أحدَقْنا برسولِ اللهِ ﷺ، وخِفْنا أن يُصِيبَ العدوُّ منه غِرَّةً، واشتغَلْنا به! فنزَلتْ: ﴿يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلْأَنفَالِۖ قُلِ اْلْأَنفَالُ لِلَّهِ وَاْلرَّسُولِۖ فَاْتَّقُواْ اْللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْۖ﴾ [الأنفال: 1]، فقسَمَها رسولُ اللهِ ﷺ على فُوَاقٍ بين المسلمين، قال: وكان رسولُ اللهِ ﷺ إذا أغارَ في أرضِ العدوِّ نفَّلَ الرُّبُعَ، وإذا أقبَلَ راجعًا وكَلَّ الناسُ نفَّلَ الثُّلُثَ، وكان يَكرَهُ الأنفالَ، ويقولُ: «لِيَرُدَّ قويُّ المؤمنين على ضعيفِهم»». أخرجه أحمد (٢٢٧٦٢).

* قوله تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاْسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٖ مِّنَ اْلْمَلَٰٓئِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ [الأنفال: 9]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «حدَّثني عُمَرُ بن الخطَّابِ، قال: لمَّا كان يومُ بَدْرٍ نظَرَ رسولُ اللهِ ﷺ إلى المشركين وهم ألفٌ، وأصحابُه ثلاثُمائةٍ وتسعةَ عشَرَ رجُلًا، فاستقبَلَ نبيُّ اللهِ ﷺ القِبْلةَ، ثم مَدَّ يدَيهِ، فجعَلَ يَهتِفُ برَبِّهِ: اللهمَّ أنجِزْ لي ما وعَدتَّني، اللهمَّ آتِ ما وعَدتَّني، اللهمَّ إن تَهلِكْ هذه العصابةُ مِن أهلِ الإسلامِ لا تُعبَدْ في الأرضِ، فما زالَ يَهتِفُ برَبِّهِ، مادًّا يدَيهِ، مستقبِلَ القِبْلةِ، حتى سقَطَ رداؤُهُ عن مَنكِبَيهِ، فأتاه أبو بكرٍ، فأخَذَ رداءَهُ، فألقاه على مَنكِبَيهِ، ثم التزَمَه مِن ورائِه، وقال: يا نبيَّ اللهِ، كفَاك مُناشَدتُك ربَّك؛ فإنَّه سيُنجِزُ لك ما وعَدَك؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاْسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٖ مِّنَ اْلْمَلَٰٓئِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ [الأنفال: 9]، فأمَدَّه اللهُ بالملائكةِ». أخرجه مسلم (١٧٦٣).

* قوله تعالى: ﴿وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٖ دُبُرَهُۥٓ﴾ [الأنفال: 16]:

عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه، قال: «نزَلتْ في يومِ بدرٍ: ﴿وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٖ دُبُرَهُۥٓ﴾ [الأنفال: 16]». أخرجه أبو داود (٢٦٤٨).

* قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اْللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْۚ وَمَا كَانَ اْللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ٣٣ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اْللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ اْلْمَسْجِدِ اْلْحَرَامِ} [الأنفال: 33، 34]:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «قال أبو جهلٍ: اللهمَّ إن كان هذا هو الحقَّ مِن عندِك، فأمطِرْ علينا حجارةً مِن السماءِ، أو ائتِنا بعذابٍ أليمٍ؛ فنزَلتْ: {وَمَا كَانَ اْللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْۚ وَمَا كَانَ اْللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ٣٣ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اْللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ اْلْمَسْجِدِ اْلْحَرَامِ} الآيةَ». أخرجه البخاري (٤٦٤٩).

سُمِّيتْ سورةُ (الأنفال) بذلك؛ لأنها بدأت بالحديثِ عن (الأنفال).

كما سُمِّيتْ أيضًا بسورة (بَدْرٍ): لِما صحَّ عن سعيدِ بن جُبَيرٍ رحمه الله، قال: «قلتُ لابنِ عباسٍ: سورةُ الأنفالِ؟ قال: تلك سورةُ بَدْرٍ». أخرجه مسلم (٣٠٣١).

ووجهُ التسمية بذلك ظاهرٌ؛ لأنها نزَلتْ بعد غزوةِ (بَدْرٍ)، وتحدَّثتْ بشكلٍ رئيس عن هذه الغزوةِ.

* أنَّ من أخَذها عُدَّ حَبْرًا:

فعن عائشةَ رضي الله عنها، عن رسولِ الله ﷺ، قال: «مَن أخَذَ السَّبْعَ الأُوَلَ مِن القرآنِ، فهو حَبْرٌ». أخرجه أحمد (24575).

* أنها تقابِلُ التَّوْراةَ مع بقيَّةِ السُّوَر الطِّوال:

فعن واثلةَ بن الأسقَعِ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله ﷺ: «أُعطِيتُ مكانَ التَّوْراةِ السَّبْعَ الطِّوالَ». أخرجه أحمد (17023).

جاءت موضوعاتُ سورةِ (الأنفال) كما يلي:

* قوانينُ ربَّانية {وَمَا ‌اْلنَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اْللَّهِۚ}:

1. الأنفالُ وصفاتُ المؤمنين الصادقين (١ -٤).

2. غزوة (بدر) (٥-١٤).

3. حرمةُ الفرار من المعركة، ومِنَّة الله بالنصر والتأييد (١٥-١٩).

4. طاعة الله ورسوله، والنهيُ عن خيانة الأمانة (٢٠-٢٩).

5. نماذجُ من عداوة المشركين للمؤمنين (٣٠-٤٠).

6. توزيعُ غنائمِ (بدر) مع التذكير بما دار في المعركة (٤١-٤٤).

* قوانينُ مادية {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اْسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٖ}:

7. من شروط النصر، وأسباب الهزيمة (٤٥-٤٩).

8. نماذجُ من تعذيب الله للكافرين (٥٠-٥٤).

9. قواعد السلم والحرب والمعاهَدات الدولية (٥٥-٦٣).

10. وَحْدة الصف، والتخفيف في القتال (٦٤-٦٦).

11. العتاب في أُسارى (بدر) (٦٧- ٧١).

12. قواعدُ في علاقة المجتمع الإسلامي بغيره (٧٢-٧٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (3 /131).

افتُتِحت السُّورةُ بمقصدٍ عظيم؛ وهو بيانُ أحكامِ (الأنفال)، والأمرُ بتقوى الله وطاعتِه وطاعة رسوله، في ذلك وغيره، وأمرُ المسلمين بإصلاح ذاتِ بينهم، وأن ذلك من مقوِّمات معنى الإيمان الكامل، واشتمَلتْ على تذكيرِ النبي ﷺ بنعمةِ الله عليه إذ أنجاه من مكرِ المشركين به بمكَّةَ، وخلَّصه من عنادِهم. ثمَّ قصَدتْ دعوةَ المشركين للانتهاء عن مناوأةِ الإسلام، وإيذانِهم بالقتال، والتحذيرِ من المنافقين، وضربِ المَثَل بالأُمم الماضية التي عانَدتْ رُسُلَ الله ولم يشكروا نعمةَ الله، كما قصَدتْ بيانَ أحكام العهد بين المسلمين والكفار، وما يَترتَّب على نقضِهم العهدَ، ومتى يحسُنُ السلمُ.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (9 /248).