تفسير سورة سورة الإخلاص من كتاب التفسير الوسيط
المعروف بـالتفسير الوسيط لطنطاوي.
لمؤلفه
محمد سيد طنطاوي
.
المتوفي سنة 1431 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الإخلاصمقدمة وتمهيد
١- سورة " الإخلاص " من السور ذات الأسماء المتعددة، وقد ذكر لها الجمل في حاشيته عشرين اسما، منها أنها تسمى سورة التفريد، والتجريد، والتوحيد، والنجاة، والولاية، والمعرفة، والصمد، والأساس، والمانعة، والبراءة.. ( ١ ).
٢- وقد ورد في فضلها أحاديث متعددة، منها ما أخرجه البخاري عن أبي سعيد الخدري، أن رجلا سمع رجلا يقرأ هذه السورة، ويرددها، فلما أصبح ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن " ( ٢ ).
قال بعض العلماء : ومعنى هذا الحديث : أن القرآن أنزل على ثلاثة أقسام : ثلث منها الأحكام، وثلث منها وعد ووعيد، وثلث منها الأسماء والصفات، وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات.
٣- وقد ذكروا في سبب نزولها روايات منها : أن المشركين قالوا : يا محمد، انسب لنا ربك، فأنزل الله –تعالى- هذه السورة الكريمة.. ( ٣ ).
وجمهور العلماء على أنها السورة الثانية والعشرون في ترتيب النزول. ويرى بعضهم أنها مدنية، والأول أرجح ؛ لأنها جمعت أصل التوحيد، وهذا المعنى غالب في السور المكية.
وعدد آياتها خمس آيات في المصحف الحجازي والشامي، وأربع آيات في الكوفي والبصري.
١ - حاشية الجمل على الجلالين ج ٤ ص ٦٠٢..
٢ - راجع تفسير القرطبي ج ٢٠ ص ٢٤٧..
٣ - تفسير ابن كثير ج ٧ ص ٥٣٨..
٢ - راجع تفسير القرطبي ج ٢٠ ص ٢٤٧..
٣ - تفسير ابن كثير ج ٧ ص ٥٣٨..
ﰡ
التفسير قال الله- تعالى-:
[سورة الإخلاص (١١٢) : الآيات ١ الى ٤]
وقد افتتحت بفعل الأمر «قل» لإظهار العناية بما بعد هذا الأمر من توجيهات حكيمة، ولتلقينه ﷺ الرد على المشركين الذين سألوه أن ينسب لهم ربه.
وهُوَ ضمير الشأن مبتدأ، والجملة التي بعده خبر عنه.
والأحد: هو الواحد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله، وفي كل شأن من شئونه، فهو منزه عن التركيب من جواهر متعددة، أو من مادة معينة، كما أنه- عز وجل- منزه عن الجسمية والتحيز، ومشابهة غيره.
وفي الإتيان بضمير الشأن هنا: إشارة إلى فخامة مضمون الجملة، مع ما في ذلك من زيادة التحقيق والتقرير، لأن الضمير يشير إلى شيء مبهم تترقبه النفس، فإذا جاء الكلام من بعده زال الإبهام، وتمكن الكلام من النفس فضل تمكن.
وجيء بالخبر نكرة وهو لفظ «أحد» لأن المقصود الإخبار عن الله- تعالى- بأنه واحد، ولو قيل:
مقدمة وتمهيد
١- سورة «الفلق» تسمى- أيضا- سورة «قل أعوذ برب الفلق» وتسمى هي والتي بعدها بالمعوّذتين، وكان نزولهما على الترتيب الموجود في المصحف.
ويرى الحسن وعطاء وعكرمة أنهما مكيتان، ويرى قتادة وجماعة أنهما مدنيتان...
قال الآلوسى عند تفسيره لهذه السورة: هي مكية في قول الحسن... ومدنية في رواية عن ابن عباس. وفي قول قتادة وجماعة، وهو الصحيح، لأن سبب نزولها سحر اليهود... «١».
وقد سار السيوطي في إتقانه على أنهما مكيتان، وأن نزول سورة الفلق كان بعد نزول سورة «الفيل» وقبل سورة «الناس»، وأن نزول سورة «الناس» كان بعد سورة «الفلق» وقبل سورة «الصمد».
٢- وعدد آياتها خمس آيات، والغرض الأكبر منها: تعليم النبي ﷺ كيف يستعيذ بالله- تعالى- من شرور الحاقدين والجاحدين والسحرة والفاسقين عن أمر ربهم...
[سورة الإخلاص (١١٢) : الآيات ١ الى ٤]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤)وقد افتتحت بفعل الأمر «قل» لإظهار العناية بما بعد هذا الأمر من توجيهات حكيمة، ولتلقينه ﷺ الرد على المشركين الذين سألوه أن ينسب لهم ربه.
وهُوَ ضمير الشأن مبتدأ، والجملة التي بعده خبر عنه.
والأحد: هو الواحد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله، وفي كل شأن من شئونه، فهو منزه عن التركيب من جواهر متعددة، أو من مادة معينة، كما أنه- عز وجل- منزه عن الجسمية والتحيز، ومشابهة غيره.
وفي الإتيان بضمير الشأن هنا: إشارة إلى فخامة مضمون الجملة، مع ما في ذلك من زيادة التحقيق والتقرير، لأن الضمير يشير إلى شيء مبهم تترقبه النفس، فإذا جاء الكلام من بعده زال الإبهام، وتمكن الكلام من النفس فضل تمكن.
وجيء بالخبر نكرة وهو لفظ «أحد» لأن المقصود الإخبار عن الله- تعالى- بأنه واحد، ولو قيل:
الله الأحد، لأفاد أنه لا واحد سواه، وليس هذا المعنى مقصودا هنا، وإنما المقصود إثبات أنه واحد في ذاته وصفاته وأفعاله | ونفى ما زعمه المشركون وغيرهم، من أنه- تعالى- مركب من أصول مادية أو غير مادية، أو من أنه له شريك في ملكه. |
الله- تعالى- هو الذي يصمد إليه الخلق في حوائجهم، ويقصدونه وحده بالسؤال والطلب | مأخوذ من قولهم صمد فلان إلى فلان. بمعنى توجه إليه بطلب العون والمساعدة. |
وبغير ذلك من الأقاويل الفاسدة والعقائد الزائفة | - سبحانه وتعالى- عما يقولون علوا كبيرا. |
542
بسم الله الرّحمن الرّحيم
تفسير سورة الفلقمقدمة وتمهيد
١- سورة «الفلق» تسمى- أيضا- سورة «قل أعوذ برب الفلق» وتسمى هي والتي بعدها بالمعوّذتين، وكان نزولهما على الترتيب الموجود في المصحف.
ويرى الحسن وعطاء وعكرمة أنهما مكيتان، ويرى قتادة وجماعة أنهما مدنيتان...
قال الآلوسى عند تفسيره لهذه السورة: هي مكية في قول الحسن... ومدنية في رواية عن ابن عباس. وفي قول قتادة وجماعة، وهو الصحيح، لأن سبب نزولها سحر اليهود... «١».
وقد سار السيوطي في إتقانه على أنهما مكيتان، وأن نزول سورة الفلق كان بعد نزول سورة «الفيل» وقبل سورة «الناس»، وأن نزول سورة «الناس» كان بعد سورة «الفلق» وقبل سورة «الصمد».
٢- وعدد آياتها خمس آيات، والغرض الأكبر منها: تعليم النبي ﷺ كيف يستعيذ بالله- تعالى- من شرور الحاقدين والجاحدين والسحرة والفاسقين عن أمر ربهم...
(١) تفسير الآلوسى ج ٣٠ ص ٢٧٨.
543