ﰡ
﴿ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ : حافظاً، وقال أبو دُؤاد الإيادِيّ :
كمَقاعِد الرُّقباءِ للضُّرباء أيديهم نَواهِدْ
الضريب الذي يضرب بالقِدَاح ؛ نهدت أيديهم أي مدّوها.
وإنَّ مُهاجرَينِ تكنَّفاه | غداةَ إذٍ لقد خَطئا وحابا |
ولا تُخْنوا عليّ ولا تَشطُّوا | بقول الفَخْر إنَّ الفخر حُوبُ |
﴿ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى ﴾ أي ثنتين، ولا تنوين فيها، قال ابن عَنَمة الضَّبي :
يباعون بالبُعْرَان مَثْنَى ومَوْحِدا ***
وقال الشاعر :
ولكنما أهلي بوادٍ أَنيسُه ***ذِئابٌ تَبَغَّي الناس مَثْنَى ومَوْحِدا
قال النحويون : لا ينوّن ﴿ مَثْنَى ﴾ لأنه مصروف عن حدّه، والحدّ أن يقولوا : اثنين ؛ وكذلك ثُلاثُ ورُباعُ لا تنوين فيهما، لأنه ثَلاثٌ وأربعٌ في قول النحويين، قال صَخْر بن عمرو بن الشّرِيد السُلَمِيّ :
ولقد قتلتكم ثُناءَ ومَوْحداً | وتركتُ مُرّةَ مثلَ أَمسِ المُدْيرِ |
منَتْ لَك أن تُلاقيَني المَنَايا | أُحادَ أحادَ في شهْرٍ حلالِ |
فلم يَسترِيثوكَ حتى رَمي | تَ فوقَ الرِّجال خِصالاً عُشارا |
﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ ألاَّ تَعْدِلُوا ﴾ : مجازه : أيقنتم، قالت ليلَى بنت الحِماس :
قلتُ لكم خافوا بألف فارسِ | مُقَنَّعِينَ في الحديد اليابسِ |
﴿ ذَلِكَ أدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا ﴾ أي أقرب ألا تجوروا، تقول : عُلتَ عليّ أي جُرت عليّ.
﴿ وبِدَاراً ﴾ أي مبادرة قبل أن يُدْرَك فيؤنَس منه الرُّشد فيأخذ منك.
﴿ فَلْيأكُلْ بِالْمَعْرُوف ﴾ أي لا يتأثَّلْ مالاً، التأثل : اتخاذ أصل مالٍ، والأَثلة : الأصل، قال الأعشى :
ألستَ مُنْتهياً عن نَحْت أثْلَتِنَا | ولستَ ضائِرَها ما أطَّتِ الإِبلُ |
أخُلَيْد إنَّ أباكِ ضافَ وِسادَهُ | هَمَّانِ باتا جَنْبةً ودَخيلا |
طَرَقا فتلك هَما هِمى أقريهما | قُلُصاً لوَاقح كالقِسيِّ وَحُولا |
﴿ أقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً ﴾ أدْنَى نفعاً لكم.
﴿ كَلاَلَةً ﴾ : كل من لم يرثه أب أو ابن أو أخ فهو عند العرب كلالة.
﴿ يُورَثُ كلالةً ﴾ : مصدرٌ مِنَ تَكلَّلَهُ النسبُ، أي تعطّف النسب عليه، ومن قال :﴿ يُورثُ كلالة ﴾ فهم الرجال الورثة، أي يعطف النسب عليه.
مِن اللّوَاتي والّتِي واللاَّتي | زعمن أني كبرتْ لِدَاتي |
مِن اللّواتي إذا لانت عَرِيكتُها | يَبقَى لها بعدَه آلٌ ومَجْلودُ |
﴿ مِيثَاقاً ﴾ : المِيثاق، مِفْعال من الوثيقة بيمين، أو عهد، أو غير ذلك، إذا استوثقت.
﴿ إنَّه كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾ أي بئس طريقةً ومَسْلَكا، ومن كان يتزوج امرأة أبيه فوُلد له منها، يقال له : مَقْتِيّ، ومقْتَوِىٌ من قَتَوْتُ، وهذا من مَقَت ؛ " كان الأشْعَث بن قيس منهم، تزوج قيس بن مَعْدِي كَرِب امرأة أبيه، فولدت له الأشْعَثَ، وكان أبو عمرو بن أمَيَّة خلف على العامرية امرأةِ أبيه فولدت له أبا مُعيط ".
﴿ فِي حُجُورِكُمْ ﴾ في بيوتكم، ويقال : إن عائشة كتبت إلى حَفْصة : إن ابن أبي طالب بعث ربِيبَه ربيبَ السَّوء، تعنى محمد بن أبي بكرٍ، وكانت أمه أسماء بنت عُمَيْس، عند علي بن أبي طالب ؛ ويقال للزوج أيضاً : هو ربيب ابن امرأته، وهو رابٌّ له، فخرجت مخرج عليم في موضع عالم.
﴿ وَحَلاَئِلُ أبْنَائِكُمْ ﴾ حليلة الرجل : امرأتُهُ.
مِنَ اللاتي لم يَحْجُجنَ يَبِغين حِسْبةً | ولكن لِيَقْتُلْنَ البَرِئَ المغَفَّلاَ |
وحاصنٍ مِنْ حَاصناتٍ مُلْسِ | من الأذَى ومن قِرَافِ الوَقْسِ |
﴿ كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ ﴾ أي : كتَبَ اللهُ ذاك عليكم، والعرب تفعل مثل هذا إذا كان في موضع " فعَل " أو " يفعل "، نصبوه.
عن أبي عمرو بن العلاء، قال كَعْب بن زهير :
تَسْعَى الوُشَاةُ جَنَابَيْهَا وَقِيَلهُمُ | إنّك يَا بْنَ أَبي سُلْمَي لَمَقْتُولُ |
﴿ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ ﴾ : ما سوى ذلك.
﴿ مُسَافِحِينَ ﴾ : المُسَافح، الزاني، ومصدره : السِّفاح.
﴿ ولاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ﴾ : لا إثم عليكم، ولا تَبِعة.
﴿ فَتَيَاتكُم ﴾ إماءِكم، وكذلك العبيد، يقال للعبد : فتى فلانٍ.
﴿ وَاءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ﴾، أي : مهورهنَّ.
﴿ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ﴾ من عقوبة الحدّ.
﴿ العَنَتَ ﴾ كل ضررٍ، تقول : أَعنتنِى.
ومَوْلىً كداءِ البطن لو كان قادراً | على المَوْت أَفنى الموتُ أهلي وماليا |
مَهْلاً بنى عمّنا مَهْلاً موالينا | لا تُظهرُنَّ لنا ما كان مَدْفونا |
ومَوْلىً كَمَولى الزِّبِرْقَان أدّملتهُ | كما اندملتْ ساقٌ يُهَاضُ بها كَسْرُ |
﴿ وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ عاقده، حالفه.
﴿ نُشُوزَهُنَّ ﴾ النشوز : بعض الزوج.
﴿ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا ﴾ أي تباعد.
﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبىَ ﴾ القريب، ﴿ وَالْجَارِ الْجُنُبِ ﴾ الغريب، يقال : ما تأتينا إلا عن جنابة، أي من بعيد، قال عَلْقَمة بن عَبْدة :
فلا تَحرِمني نائلاً عن جنابَةٍ | فإني امرُؤٌ وَسْطَ القِبابِ غَرِيبُ |
أتَيْتُ حُرَيثاً زائراً عن جنابةٍ | فكان حُرَيثٌ عن عَطائِيَ جامدا |
﴿ مُخْتَالاً ﴾ : المختال، ذو الْخُيَلاء والخال، وهما واحد، ويجىء مصدراً، قال العجَّاج :
والخالُ ثوبٌ مِنْ ثِيَابِ الْجُهَّالْ ***
وقال العَبدِيّ :
فَإنْ كنتَ سَيِّدَنَا سُدْتَنَا | وإن كنتَ لِلخالِ فاذهبْ فخَلْ |
﴿ يُضاعِفْها ﴾ أضعافاً، ويضعِّفها ضعيفَين.
﴿ أوْ عَلَى سَفَرٍ ﴾ : أو في سفر، وتقول : أنا على سفر، في معنى آخر : تقول : أنا متهىّءٌ له.
﴿ أوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنُكُمْ مِنَ الغَائِطِ ﴾ : كناية عن حاجة ذي البطن، والغائط : الفَيْح من الأرض المتصوِّبُ وهو أعظم من الوادي.
﴿ أوْ لاَمَسْتُمْ النِّسَاءَ ﴾ : اللماس النكاح : لمستم، ولامستم أكثر.
﴿ فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ﴾ أي فتعمدوا ذاك، والصعيدُ : وجه الأرض.
﴿ فتِيلا ﴾، الفتيل الذي في شقِّ النَّواة.
﴿ أهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا ﴾ : أقوم طريقةً.
﴿ فَإنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شيْءِ ﴾ أي اختلفتم.
﴿ فَرُدُّوهُ إِلى اللهِ ﴾ أي حُكمُه إلى الله فالله أعلم.
﴿ لاَ يَجِدُوا فِي أنْفُسِهِمْ حَرَجاً ﴾ أي ضيقاً.
﴿ مَا فَعَلُوهُ إلا قَلِيلٌ مَنْهُمْ ﴾ ما فعلوه : استثناء قليل من كثير، فكأنه قال : ما فعلوه، فاستثنى الكلام، ثم قال : إلا أنه يفعل قليل منهم. ومنهم من زعم : أن ﴿ ما فعلوه ﴾ في موضع : ما فعله إلاَّ قليل منهم، وقال عمرو بن مَعْدي كَربِ :
وكل أخٍ مُفارِقهُ أخوه | لعَمر أبيك إلاَّ الفَرْقَدانِ |
﴿ مَا يُوعَظونَ بِهِ ﴾ : ما يُؤمَرون به.
﴿ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً ﴾ : من الإثبات، منها : اللَّهم ثبِّتنا على مِلّة رسولك.
فقُلنا أَسلمِوا إنَّا أخوكم | فقد بَرِئَتْ مِن الإحَنِ الصدورٌ |
وقد أغدو على ثُبَةٍ كرام | نَشَاوى واجدين لمِا نشاء |
فأمَّا يَوْم خَشيتِنا عليهم | فتُصِبح خيلُنا عُقَبَا ثِبينَا |
﴿ لَوْلاَ أَخَّرْتَنَا إلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ ﴾ معناها : هلاّ أخرتنا.
﴿ مُشيَّدَةٍ ﴾ : مطوّلة والمشيد المزّيَّن، الشِّيد : الجِصّ والصَّاروج، والبروج : القصور.
أتَوْني فلم أرضَ ما بيّتوا | وكانوا أتَوْني بشيءٍ نُكُرْ |
لأُنكِحَ أَيِّمَهُم مُنِذراً | وهل يُنكِحُ العبد حُرٌّ لِحُرْ |
هبَّتْ لتعذُلَني من الليل أسمعي | سَفَهاً تَبَيّتُكِ المَلاَمةَ فَاهْجَعي |
أَذَاعَ بهِ في النَّاس حتى كأنه | بعَلْياءَ نارٌ أوقدتْ بِثُقُوبِ |
﴿ الّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ ﴾ : يستخرجونه، يقال للرَّكية إذا استُخرجتْ هي نَبَطٌ إذا أَمهاها يعنى استخرج ماءها.
﴿ عَسَى اللهُ ﴾ هي إيجاب من الله، وهي في القرآن كلَّها واجبة، فجاءت على إحدى لغتى العرب، لأن عسى في كلامهم رجاءٌ ويقين، قال ابن مُقْبِل :
ظَنّي بهم كعَسَى وهم بتَنُوفَةٍ | يتنازعون جَوائزَ الأمثالِ |
﴿ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً ﴾ أي حافظاً محيطاً، قال اليهوديّ في غير هذا المعنى :
ليت شِعْرِي وأَشعرنَّ إذا ما | قَرّبوها مَطويةً ودُعَيتُ |
أَليّ الفضلُ أم عليّ إذا حوسب | ت إني على الحِساب مُقِيتُ |
إذا اتصلتْ قالت أَبكْرَ بن وائلٍ | وَبكرٌ سَبَتْها والأنُوفُ رَواغِمُ |
﴿ وَأَلْقَوْا إلَيْكُمْ السَّلَمَ ﴾ أي المقادة، يقول : استسلموا.
من البِيض لم تَظْعَن بعيداً ولم تطأ | على الأرض إلا ذَيل مِرْطٍ مُرَحَّلِ |
وَبَلْدةٍ لَيْسَ بها أَنيسُ | إلاَّ اليَعافيرُ وإلاَّ العِيسُ |
أَمْسَى سُقامُ خلاءً لا أَنيسَ به | إلا السِّباع ومَرّ الريح بالغَرَف |
كطَوْدٍ يُلاذُ بِأَرْكَانِهِ | عَزيز المرُاغَم والمَهْرَبِ |
﴿ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ ﴾ أي أَتمّوها.
﴿ كِتَاباً مَوْقُوتاً ﴾ أي مُوَقّتاً وقَّته الله عليهم.
لا نَأْلَم الْحَرب ونَجزِى بها الْ | أعْداءَ كَيْلَ الصّاعِ بالصّاعِ |
وقد خِفْتُ حتى ما تزيدُ مخَافتي | على وَعَلٍ فِي ذِي القِفارة عاقِلِ |
﴿ شَيْطَاناً مَريداً ﴾ أي متمرداً.
يُحُوذُهُنَّ ولهُ حُوذِىّ | كما يحُوذ الفِئةَ الكَمِىُّ |
﴿ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾ أي ختم
وما مرَّ بك من أسماء الأنبياء لم تحسن فيه الألف واللام فإنه لا ينصرف، وما كان في آخره ﴿ ى ﴾ فإنه لا ينون نحو عِيسَى ومُوسَى.
لا يَبْعَدَنْ قَوْمِي الذين هُمُ | سمُّ العُداةِ وآفة الجُزْرُ |
النازلين بكل مُعْتَرِكٍ | والطيّبون معَاقِدَ الأزْرِ |
خُمْصانةٌ قَلِقٌ موشَّحُها | رُؤْدُ الشبابِ غَلاَبها عَظْمُ |
﴿ وَرُوح مِنْهُ ﴾ أحياه الله فجعله روحاً.
﴿ وَلاَ تَقُولوُا ثَلاَثَةٌ ﴾ أي لا تقولوا : هم ثلاثة.