تفسير سورة العصر

لطائف الإشارات

تفسير سورة سورة العصر من كتاب لطائف الإشارات
لمؤلفه القشيري . المتوفي سنة 465 هـ
قوله جل ذكره :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم ﴾.
كلمة من سمعها لم يدخر عنها ماله ؛ لأنه علم أنه – سبحانه – يحسن مآله، ومن عرفها لم يؤثر عليها نفسه ؛ لأنه لم يجد بدونها أنسه.
كلمة من صحبها لم يمنع عنها روحه ؛ إذ وجد الحياة الأبدية له ممنوحة.

قوله جلّ ذكره :﴿ وَالعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾.
﴿ العصر ﴾ : الدهر، أقسم به.
ويقال : أراد به صلاة َ العصر. ويقال : هو العَشِيّ.
﴿ الإنسَانَ ﴾ : أراد به جنْسَ الإنسان. " والخُسْر " : الخسران.
والمعنى : إن الإنسان لفي عقوبةٍ من ذنوبه. ثم استثنى المؤمنين فقال :
الذين أخلصوا في العبادة وتواصوا بما هو حقُّ، وتواصوا بما هو حَسَنٌ وجميلٌ، وتواصوا بالصبر.
وفي بعض التفاسير : قوله :﴿ الذين آمنوا ﴾ يعني أبا بكر، ﴿ وعملوا الصالحات ﴾ : يعني عمر.
و﴿ تواصوا بالحقِّ ﴾ يعني عثمان، و﴿ تواصوا الصبر ﴾ يعني عليًّا، رضي الله عنهم أجمعين.
والخسرانُ الذي يلحق الإنسان على قسمين : في الأعمال، ويتبيَّن ذلك في المآل، وفي الأحوال، ويتبيَّن ذلك في الوقت والحال ؛ وهو القبضُ بعد البسط، والحجبةُ بعد القربة، والرجوعُ إلى الرُّخَصِ بعد إيثار الأَشَقِّ والأَوْلَى.
﴿ وتواصوا بالحقِّ ﴾ : وهو الإيثارُ مع الخَلْق، والصدقُ مع الحقِّ.
﴿ وتواصوا بالصبر ﴾ : على العافية. . . فلا صبرَ أَتَمُّ منه.
ويقال : بالصبر مع الله. . وهو أشدُّ أقسام الصبر.
سورة العصر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (العصر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الشَّرح)، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بـ(العصر)؛ وهو: الدَّهر، وفي هذه السورة إثباتُ الفلاح للمؤمنين الذين اتبَعوا طريق الحق، وتواصَوْا به، وصبَروا عليه، وبيَّنتِ السورة الكريمة منهجَ الحياة، وسبب سعادة الإنسان أو شقاوته، ومما يشار إليه: أن الصحابةَ كانوا يَتواصَون بهذه السورة.

ترتيبها المصحفي
103
نوعها
مكية
ألفاظها
14
ترتيب نزولها
13
العد المدني الأول
3
العد المدني الأخير
3
العد البصري
3
العد الكوفي
3
العد الشامي
3

* سورة (العصر):

سُمِّيت سورة (العصر) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(العصر)؛ وهو: الدَّهْر.

منهج الحياة، وسبب سعادة الإنسان أو شقاوته (١-٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /329).

إثباتُ الخسران والضَّلال لكلِّ مَن ابتعد عن منهج الله، والفائزُ مَن آمن بالله، واتبَع هُداه، ودعا الناسَ إلى هذا الطريق القويم.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /528).