تفسير سورة العصر

صفوة البيان لمعاني القرآن

تفسير سورة سورة العصر من كتاب صفوة البيان لمعاني القرآن
لمؤلفه حسنين مخلوف . المتوفي سنة 1410 هـ
مكية، وآياتها ثلاث.
والعصر ( ١ ) إن الإنسان لفي خسر ( ٢ ) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( ٣ )

﴿ والعصر ﴾ أقسم الله بصلاة العصر لفضلها ؛ لأنها الصلاة الوسطى عند الجمهور. أو بوقتها ؛ " لفضيلة صلاته، كما أقسم بالضحى، أو بعصر النبوة ؛ لأفضليته بالنسبة لما سبقه من العصور، أو بالزمان كله ؛ لما يقع فيه من الأقدار الدالة على عظيم القدرة الباهرة.
وجواب القسم﴿ إن الإنسان لفي خسر ﴾ أي إن جنس الإنسان لا ينفك عن خسران ونقصان في مساعيه وأعماله وعمره، أو إن الكافر لفي خسر، أي هلكة، أو شر، أو نقص.
﴿ إلا الذين آمنوا ﴾ استثناء منضل إذا أريد بالإنسان الجنس. ومنقطع إذا أريد به خصوص الكافر. والأعمال الصالحات تشمل جميع ما يعمله الإنسان مما فيه خير ونفع وبر. ﴿ تواصوا بالحق ﴾ أوصى بعضهم بعضا بالتمسك بالحق. ومنه الثبات على الإيمان بالله وكتبه ورسله، والعمل بشريعتة في كل عقد وعمل ؛ وذلك هو الأمر الثابت الذي لا سبيل إلى إنكاره، ولا زوال في الدارين لمحاسن آثاره. ﴿ وتواصوا بالصبر ﴾ أي أوصى بعضهم بعضا بالصبر عن المعاصي، التي تميل إليها النفوس بالطبيعة البشرية. والصبر على الطاعات التي يشق على النفوس أداؤها ؛ ومنها الجهاد في سبيله، وعلى البلايا والمصائب التي تصيب الناس في الدنيا، ويصعب على النفوس احتمالها.
والله أعلم.
سورة العصر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (العصر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الشَّرح)، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بـ(العصر)؛ وهو: الدَّهر، وفي هذه السورة إثباتُ الفلاح للمؤمنين الذين اتبَعوا طريق الحق، وتواصَوْا به، وصبَروا عليه، وبيَّنتِ السورة الكريمة منهجَ الحياة، وسبب سعادة الإنسان أو شقاوته، ومما يشار إليه: أن الصحابةَ كانوا يَتواصَون بهذه السورة.

ترتيبها المصحفي
103
نوعها
مكية
ألفاظها
14
ترتيب نزولها
13
العد المدني الأول
3
العد المدني الأخير
3
العد البصري
3
العد الكوفي
3
العد الشامي
3

* سورة (العصر):

سُمِّيت سورة (العصر) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(العصر)؛ وهو: الدَّهْر.

منهج الحياة، وسبب سعادة الإنسان أو شقاوته (١-٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /329).

إثباتُ الخسران والضَّلال لكلِّ مَن ابتعد عن منهج الله، والفائزُ مَن آمن بالله، واتبَع هُداه، ودعا الناسَ إلى هذا الطريق القويم.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /528).