تفسير سورة العصر

التيسير في أحاديث التفسير

تفسير سورة سورة العصر من كتاب التيسير في أحاديث التفسير
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ
ولنستقبل الآن سورة " العصر " المكية أيضا، ومدار الحديث في هذه السورة على التعريف بالقيمة الحقيقية لحياة الإنسان، والإشارة إلى أن العبرة في حياته إنما هي بنوع المساعي التي يسعى فيها، والتصرفات التي يتصرفها، خيرا أو شرا، صلاحا أو فسادا.

وفي هذه السورة قسم من الله " بالعصر "، وهو مفرد العصور، والمراد به الزمن الذي يقطعه الإنسان في حياته، وتقع فيه شتى حركاته وتصرفاته، وكما ذكر كتاب الله هنا لفظ " العصر " الذي هو مفرد العصور، ذكر في آية أخرى لفظ " الدهر " الذي هو مفرد الدهور.
والمقسم عليه هنا هو إثبات أن الإنسان يظل خاسرا لنفسه ولحياته، ولا يعتبر من الفائزين المفلحين، إلا إذا تحول من إنسان جاحد، فاسد، أناني، إلى إنسان مؤمن بالله، قائم بالعمل الصالح، متمسك بالحق، " وموص " لغيره بالتمسك به، معتصم بالصبر، و " موص " لغيره بالاعتصام به، وذلك قوله تعالى بعد البسملة :﴿ والعصر١ إن الإنسان لفي خسر٢ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر٣ ﴾، وقد كتب عمر بن الخطاب إلى أبي الحسن الأشعري يقول :( عليك بالصبر، واعلم أن الصبر صبران : أحدهما أفضل من الآخر، الصبر في المصيبات حسن، وأفضل منه الصبر عما حرم الله تعالى ). وقال علي بن أبي طالب : " بنيّ الإيمان على أربع دعائم : اليقين، والصبر، والجهاد، والعدل ".
سورة العصر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (العصر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الشَّرح)، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بـ(العصر)؛ وهو: الدَّهر، وفي هذه السورة إثباتُ الفلاح للمؤمنين الذين اتبَعوا طريق الحق، وتواصَوْا به، وصبَروا عليه، وبيَّنتِ السورة الكريمة منهجَ الحياة، وسبب سعادة الإنسان أو شقاوته، ومما يشار إليه: أن الصحابةَ كانوا يَتواصَون بهذه السورة.

ترتيبها المصحفي
103
نوعها
مكية
ألفاظها
14
ترتيب نزولها
13
العد المدني الأول
3
العد المدني الأخير
3
العد البصري
3
العد الكوفي
3
العد الشامي
3

* سورة (العصر):

سُمِّيت سورة (العصر) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(العصر)؛ وهو: الدَّهْر.

منهج الحياة، وسبب سعادة الإنسان أو شقاوته (١-٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /329).

إثباتُ الخسران والضَّلال لكلِّ مَن ابتعد عن منهج الله، والفائزُ مَن آمن بالله، واتبَع هُداه، ودعا الناسَ إلى هذا الطريق القويم.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /528).