تفسير سورة العصر

فتح الرحمن في تفسير القرآن

تفسير سورة سورة العصر من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن المعروف بـفتح الرحمن في تفسير القرآن.
لمؤلفه مجير الدين العُلَيْمي . المتوفي سنة 928 هـ

سُوْرَةُ العَصْر
مكية، وآيها: ثلاث آيات، وحروفها: أحد وسبعون حرفًا، وكلمها: أربع عشرة كلمة.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿وَالْعَصْرِ (١)﴾
[١] ﴿وَالْعَصْرِ﴾ هو الدهر، وقيل: هو ما بعد الزَّوال إلى الغروب.
* * *
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢)﴾.
[٢] وجواب القسم: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ﴾ اسمُ جنس ﴿لَفِي خُسْرٍ﴾ نقصانٍ وسوءِ حال، والمراد: الكافرُ العاملُ بغير طاعة الله؛ لأنّه استثنى بعده المؤمنين.
* * *
﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (٣)﴾.
[٣] فقال: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾ أي:
428
أوصى بعضهم بعضًا بالإقامة على التوحيد والإيمان ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ على الطّاعة، وعن المعصية، فليسوا في خسران.
وخطب ابن عبّاس -رضي الله عنهما- على المنبر فقال: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾: أبو جهل، ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾: أبو بكر، وعملوا الصالحات: عمر، ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾: عثمان، ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾: علي رضي الله عنهم" (١)، والله أعلم.
* * *
(١) انظر: "تفسير الثعلبي" (١٠/ ٢٨٤)، و"تفسير القرطبي" (٢٠/ ١٨٠).
429
سورة العصر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (العصر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الشَّرح)، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بـ(العصر)؛ وهو: الدَّهر، وفي هذه السورة إثباتُ الفلاح للمؤمنين الذين اتبَعوا طريق الحق، وتواصَوْا به، وصبَروا عليه، وبيَّنتِ السورة الكريمة منهجَ الحياة، وسبب سعادة الإنسان أو شقاوته، ومما يشار إليه: أن الصحابةَ كانوا يَتواصَون بهذه السورة.

ترتيبها المصحفي
103
نوعها
مكية
ألفاظها
14
ترتيب نزولها
13
العد المدني الأول
3
العد المدني الأخير
3
العد البصري
3
العد الكوفي
3
العد الشامي
3

* سورة (العصر):

سُمِّيت سورة (العصر) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(العصر)؛ وهو: الدَّهْر.

منهج الحياة، وسبب سعادة الإنسان أو شقاوته (١-٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /329).

إثباتُ الخسران والضَّلال لكلِّ مَن ابتعد عن منهج الله، والفائزُ مَن آمن بالله، واتبَع هُداه، ودعا الناسَ إلى هذا الطريق القويم.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /528).