تفسير سورة المجادلة

إعراب القرآن للدعاس

تفسير سورة سورة المجادلة من كتاب إعراب القرآن المعروف بـإعراب القرآن للدعاس.
لمؤلفه مجموعة من المؤلفين .

سورة المجادلة
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١)
«قَدْ سَمِعَ» حرف تحقيق وماض «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله والجملة ابتدائية لا محل لها «قَوْلَ» مفعول به مضاف «الَّتِي» مضاف إليه «تُجادِلُكَ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة «فِي زَوْجِها» متعلقان بالفعل. «وَتَشْتَكِي» مضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها «إِلَى اللَّهِ» متعلقان بالفعل. «وَاللَّهُ» لفظ الجلالة مبتدأ «يَسْمَعُ» مضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية حال.
«تَحاوُرَكُما» مفعول به. «إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ» إن واسمها وخبراها والجملة الاسمية تعليلية.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ٢]
الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٢)
«الَّذِينَ يُظاهِرُونَ» مبتدأ ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة صلة «مِنْكُمْ» متعلقان بمحذوف حال «مِنْ نِسائِهِمْ» متعلقان بالفعل «ما» نافية تعمل عمل ليس «هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ» اسمها وخبرها والجملة خبر الذين وجملة الذين.. استئنافية لا محل لها. «إِنْ» نافية «أُمَّهاتِهِمْ» مبتدأ «إِلَّا» حرف حصر «اللَّائِي» اسم الموصول خبر المبتدأ والجملة استئنافية لا محل لها. «وَلَدْنَهُمْ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة صلة. «وَإِنَّهُمْ» إن واسمها «لَيَقُولُونَ» اللام المزحلقة ومضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الفعلية خبر إنهم والجملة الاسمية حالية «مُنْكَراً» صفة مفعول مطلق محذوف «مِنَ الْقَوْلِ» صفة لمنكر «وَزُوراً» معطوف على منكرا. «إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ» إن واسمها واللام المزحلقة وعفو غفور خبران والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ٣]
وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٣)
«وَالَّذِينَ» الواو استئنافية ومبتدأ «يُظاهِرُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة «مِنْ نِسائِهِمْ» متعلقان بالفعل «ثُمَّ» حرف عطف «يَعُودُونَ» معطوف على يظاهرون «لِما» متعلقان بالفعل «قالُوا» ماض وفاعله والجملة صلة ما «فَتَحْرِيرُ» الفاء زائدة وتحرير مبتدأ مضاف «رَقَبَةٍ» مضاف إليه والخبر محذوف والجملة الاسمية خبر الذين وجملة الذين.. استئنافية لا محل لها، «مِنْ قَبْلِ» متعلقان بتحرير «أَنْ يَتَمَاسَّا» مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون والألف فاعله وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالإضافة، «ذلِكُمْ» مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب «تُوعَظُونَ» مضارع مبني للمجهول والواو
نائب فاعل والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها «بِهِ» متعلقان بالفعل «وَاللَّهُ» لفظ الجلالة مبتدأ «بِما» متعلقان بخبير «تَعْمَلُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة ما «خَبِيرٌ» خبر والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ٤]
فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (٤)
«فَمَنْ» اسم شرط مبتدأ «لَمْ يَجِدْ» مضارع مجزوم بلم فاعله مستتر «فَصِيامُ» الفاء رابطة وصيام مبتدأ خبره محذوف «شَهْرَيْنِ» مضاف إليه «مُتَتابِعَيْنِ» صفة شهرين والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط وجوابه خبر من «مِنْ قَبْلِ» متعلقان بصيام «أَنْ يَتَمَاسَّا» مضارع منصوب بأن والألف فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بالإضافة. «فَمَنْ» الفاء حرف عطف اسم شرط مبتدأ «لَمْ يَسْتَطِعْ» مضارع مجزوم بلم «فَإِطْعامُ» الفاء رابطة «إطعام» مبتدأ خبره محذوف والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر من.. وجملة فمن لم.. معطوفة على ما قبلها «سِتِّينَ» مضاف إليه مجرور بالياء «مِسْكِيناً» تمييز «ذلِكَ» مبتدأ «لِتُؤْمِنُوا» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها «بِاللَّهِ» متعلقان بالفعل «وَرَسُولِهِ» معطوف على ما قبله «وَتِلْكَ حُدُودُ» مبتدأ وخبره «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة معطوفة على ما قبلها. «وَلِلْكافِرِينَ» خبر مقدم «عَذابٌ» مبتدأ «أَلِيمٌ» صفة عذاب والجملة معطوفة على ما قبلها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ٥]
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (٥)
«إِنَّ الَّذِينَ» إن واسمها «يُحَادُّونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به «وَرَسُولَهُ» معطوف على ما قبله، «كُبِتُوا» ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة خبر إن والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها. «كَما كُبِتَ» الكاف حرف جر وتشبيه وما مصدرية وماض مبني للمجهول «الَّذِينَ» نائب فاعل «مِنْ قَبْلِهِمْ» متعلقان بمحذوف صلة الموصول والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف «وَقَدْ» حرف تحقيق «أَنْزَلْنا آياتٍ» ماض وفاعله ومفعوله «بَيِّناتٍ» صفة آيات والجملة حال «وَلِلْكافِرِينَ» خبر مقدم «عَذابٌ» مبتدأ مؤخر «مُهِينٌ» صفة عذاب والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ٦]
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٦)
«يَوْمَ» ظرف زمان «يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ» مضارع ومفعوله ولفظ الجلالة فاعله «جَمِيعاً» حال منصوبة والجملة في
محل جر بالإضافة «فَيُنَبِّئُهُمْ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر «بِما» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها «عَمِلُوا» ماض وفاعله والجملة صلة، «أَحْصاهُ اللَّهُ» ماض ومفعوله ولفظ الجلالة فاعله والجملة استئنافية لا محل لها «وَنَسُوهُ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة حال. «وَاللَّهُ» لفظ الجلالة مبتدأ «عَلى كُلِّ» متعلقان بشهيد «شَيْءٍ» مضاف إليه «شَهِيدٌ» خبر والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ٧]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧)
«أَلَمْ تَرَ» الهمزة للاستفهام ومضارع مجزوم بلم والفاعل مستتر «أَنَّ اللَّهَ» أن واسمها «يَعْلَمُ» مضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر أن والمصدر المؤول من أن وما بعدها مفعول به والجملة الفعلية ألم تر.. استئنافية لا محل لها. «ما» اسم موصول مفعول به «فِي السَّماواتِ» صلة الموصول «وَما فِي الْأَرْضِ» معطوفة على ما قبله. «ما» نافية «يَكُونُ» مضارع تام «مِنْ نَجْوى» مجرور لفظا بمن الزائدة مرفوع محلا فاعل يكون «ثَلاثَةٍ» مضاف إليه «إِلَّا» حرف حصر «هُوَ رابِعُهُمْ» مبتدأ وخبره والجملة حال والواو حرف عطف «لا» نافية «خَمْسَةٍ» معطوف على ثلاثة «إِلَّا» حرف حصر «هُوَ سادِسُهُمْ» مبتدأ وخبره والجملة حال، «وَلا» الواو حرف عطف «لا» نافية «أَدْنى» معطوف على لفظ نجوى «مِنْ ذلِكَ» متعلقان بأدنى «وَلا أَكْثَرَ» معطوف على ولا أدنى «إِلَّا» حرف حصر «هُوَ مَعَهُمْ» مبتدأ وخبره والجملة حال «أَيْنَ ما» ظرف مكان وما زائدة «كانُوا» ماض تام وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة «ثُمَّ» حرف عطف «يُنَبِّئُهُمْ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها «بِما» متعلقان بالفعل «عَمِلُوا» ماض وفاعله والجملة صلة ما، «يَوْمَ» ظرف زمان «الْقِيامَةِ» مضاف إليه «أَنَّ اللَّهَ» إن واسمها «بِكُلِّ» متعلقان بعليم «شَيْءٍ» مضاف إليه «عَلِيمٌ» خبر إن والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ٨]
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨)
«أَلَمْ تَرَ» انظر الآية السابقة. «إِلَى الَّذِينَ» متعلقان بالفعل «نُهُوا» ماض مبني للمجهول ونائب فاعل والجملة صلة «عَنِ النَّجْوى» متعلقان بالفعل، «ثُمَّ» حرف عطف «يَعُودُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «لِما» متعلقان بالفعل «نُهُوا» ماض مبني للمجهول ونائب فاعل «عَنْهُ» متعلقان بالفعل والجملة صلة «وَيَتَناجَوْنَ» معطوف على يعودون «بِالْإِثْمِ» متعلقان بالفعل «وَالْعُدْوانِ» معطوف على الإثم «وَمَعْصِيَةِ» معطوف على العدوان «الرَّسُولِ» مضاف إليه. «وَإِذا»
ظرفية شرطية غير جازمة «جاؤُكَ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة في محل جر بالإضافة «حَيَّوْكَ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة جواب الشرط لا محل لها «بِما» متعلقان بالفعل «لَمْ يُحَيِّكَ» مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة والكاف مفعول به «بِهِ» متعلقان بالفعل «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل والجملة صلة ما، «وَيَقُولُونَ» مضارع وفاعله «فِي أَنْفُسِهِمْ» متعلقان بالفعل «لَوْلا» حرف تحضيض «يُعَذِّبُنَا» مضارع ومفعوله «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله «بِما» متعلقان بالفعل وجملة يعذبنا مقول القول «نَقُولُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة ما، «حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ» مبتدأ وخبره والجملة استئنافية لا محل لها «يَصْلَوْنَها» مضارع وفاعله ومفعوله والجملة الفعلية حال «فَبِئْسَ» ماض جامد لإنشاء الذم «الْمَصِيرُ» فاعل والجملة استئنافية لا محل لها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ٩]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٩)
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» : سبق إعرابها، «إِذا» ظرفية شرطية غير جازمة «تَناجَيْتُمْ» ماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة «فَلا تَتَناجَوْا» الفاء رابطة ومضارع مجزوم بلا والواو فاعله والجملة جواب الشرط لا محل لها. «بِالْإِثْمِ» متعلقان بالفعل «وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ» معطوفان على الإثم «الرَّسُولِ» مضاف إليه، «وَتَناجَوْا» أمر مبني على حذف النون والواو فاعله «بِالْبِرِّ» متعلقان بالفعل «وَالتَّقْوى» معطوف على البر، «وَاتَّقُوا اللَّهَ» أمر وفاعله ولفظ الجلالة مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها «الَّذِي» صفة لله «إِلَيْهِ» متعلقان بتحشرون «تُحْشَرُونَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة صلة.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ١٠]
إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٠)
«إِنَّمَا» كافة ومكفوفة «النَّجْوى» مبتدأ «مِنَ الشَّيْطانِ» خبر المبتدأ والجملة الاسمية تعليل لا محل لها.
«لِيَحْزُنَ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر ثان «الَّذِينَ» مفعول به «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «وَلَيْسَ» ماض ناقص اسمه مستتر «بِضارِّهِمْ» مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس «شَيْئاً» مفعول به والجملة حال.
«إِلَّا» حرف حصر «بِإِذْنِ» متعلقان بمحذوف حال «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه. «وَعَلَى اللَّهِ» حرف عطف ومتعلقان بيتوكل «فَلْيَتَوَكَّلِ» الفاء حرف استئناف ومضارع مجزوم بلام الأمر «الْمُؤْمِنُونَ» فاعل والجملة استئنافية لا محل لها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ١١]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١)
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا» تقدم إعرابها «قِيلَ» ماض مبني للمجهول «لَكُمْ» متعلقان بالفعل والجملة في محل
جر بالإضافة «تَفَسَّحُوا» أمر وفاعله «فِي الْمَجالِسِ» متعلقان بالفعل والجملة مقول القول «فَافْسَحُوا» الفاء رابطة وأمر وفاعله والجملة جواب الشرط لا محل لها «يَفْسَحِ» مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل «لَكُمْ» متعلقان بالفعل «وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا» تقدم إعراب مثيله. «يَرْفَعِ اللَّهُ» مضارع مجزوم ولفظ الجلالة فاعله «الَّذِينَ» اسم الموصول مفعول به «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «مِنْكُمْ» متعلقان بمحذوف حال «وَالَّذِينَ» معطوف على ما قبله «أُوتُوا» ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل «الْعِلْمَ» مفعول به ثان «دَرَجاتٍ» منصوب بنزع الخافض. «وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ» سبق إعرابها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ١٢]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢)
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا» سبق إعرابها «ناجَيْتُمُ» ماض وفاعله «الرَّسُولَ» مفعوله والجملة في محل جر بالإضافة «فَقَدِّمُوا» الفاء رابطة وأمر وفاعله والجملة جواب الشرط لا محل لها «بَيْنَ» ظرف مكان مضاف «يَدَيْ» مضاف إليه «نَجْواكُمْ» مضاف إليه «صَدَقَةً» مفعول به «ذلِكَ خَيْرٌ» مبتدأ وخبره والجملة استئنافية لا محل لها «لَكُمْ» متعلقان بخير «وَأَطْهَرُ» معطوف على خير «فَإِنْ» الفاء حرف استئناف وإن شرطية «لَمْ تَجِدُوا» مضارع مجزوم بلم والواو فاعله والجملة استئنافية لا محل لها، «فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» إن واسمها وخبراها والجملة الاسمية تعليل.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ١٣]
أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٣)
«أَأَشْفَقْتُمْ» الهمزة حرف استفهام وماض وفاعله «أَنْ تُقَدِّمُوا» مضارع منصوب بأن والواو فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل منصوب بنزع الخافض وجملة أشفقتم استئنافية لا محل لها «بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ» سبق إعرابها «صَدَقاتٍ» مفعول به «فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا» إذ ظرف لما مضى من الزمن ومضارع مجزوم بلم والواو فاعله وو الجملة في محل جر بالإضافة وجملة إذ استئنافية لا محل لها. «وَتابَ اللَّهُ» ماض وفاعله «عَلَيْكُمْ» متعلقان بالفعل والجملة حال «فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ» الفاء رابطة وأمر وفاعله ومفعوله والجملة جواب إذ لا محل لها «وَآتُوا الزَّكاةَ، وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ» معطوفتان على ما قبلهما.
«وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ» سبق إعرابها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ١٤]
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤)
«أَلَمْ تَرَ» سبق إعرابها «إِلَى الَّذِينَ» متعلقان بالفعل «تَوَلَّوْا» ماض وفاعله والجملة صلة «قَوْماً» مفعول به وجملة ألم تر استئنافية لا محل لها «غَضِبَ اللَّهُ» ماض وفاعله «عَلَيْهِمْ» متعلقان بالفعل والجملة
صفة قوما «ما» نافية لا عمل لها «هُمْ» مبتدأ «مِنْكُمْ» خبر المبتدأ والجملة استئنافية لا محل لها «وَلا» الواو حرف عطف «لا» نافية «مِنْهُمْ» معطوف على منكم «وَيَحْلِفُونَ» مضارع وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «عَلَى الْكَذِبِ» متعلقان بالفعل «وَهُمْ يَعْلَمُونَ» الواو حالية ومبتدأ ويعلمون مضارع وفاعله والجملة الفعلية خبر هم والجملة الاسمية حال.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ١٥]
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٥)
«أَعَدَّ اللَّهُ» ماض وفاعله والجملة استئنافية لا محل لها «لَهُمْ» متعلقان بالفعل «عَذاباً» مفعول به «شَدِيداً» صفة «إِنَّهُمْ» إن واسمها «ساءَ» ماض لإنشاء الذم والفاعل مستتر وجوبا «ما» نكرة مبنية على السكون في محل نصب على التمييز وجملة ساء خبر إن. وجملة إنهم.. استئنافية لا محل لها «كانُوا» كان واسمها «يَعْمَلُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر كانوا والجملة الفعلية صفة ما.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ١٦]
اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (١٦)
«اتَّخَذُوا» ماض وفاعله «أَيْمانَهُمْ» مفعوله الأول «جُنَّةً» مفعوله الثاني والجملة الفعلية مفسرة لجملة ساء.. ، «فَصَدُّوا» ماض وفاعله «عَنْ سَبِيلِ» متعلقان بالفعل «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة معطوفة على ما قبلها. «فَلَهُمْ» خبر مقدم «عَذابٌ» مبتدأ مؤخر «مُهِينٌ» صفة عذاب والجملة معطوفة على ما قبلها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ١٧]
لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١٧)
«لَنْ تُغْنِيَ» مضارع منصوب بلن «عَنْهُمْ» متعلقان بالفعل «أَمْوالُهُمْ» فاعل «وَلا أَوْلادُهُمْ» معطوف على أموالهم «مِنَ اللَّهِ» متعلقان بتغني «شَيْئاً» مفعول مطلق «أُولئِكَ أَصْحابُ» مبتدأ وخبره «النَّارِ» مضاف إليه والجملة استئنافية لا محل لها «هُمْ» مبتدأ «فِيها» متعلقان بخالدون «خالِدُونَ» خبر والجملة استئنافية لا محل لها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ١٨]
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٨)
«يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ» ظرف زمان ومضارع ومفعوله «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله والجملة في محل جر بالإضافة «جَمِيعاً» حال، «فَيَحْلِفُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة معطوفة على يبعثهم «لَهُ» متعلقان بالفعل «كَما» صفة مفعول مطلق محذوف «يَحْلِفُونَ» مضارع مرفوع الواو فاعله والجملة صلة الموصول الحرفي «لَكُمْ» متعلقان بالفعل «وَيَحْسَبُونَ» مضارع وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «أَنَّهُمْ» أن واسمها «عَلى شَيْءٍ» خبر أنهم والمصدر المؤول من أن وما بعدها سد مسد مفعولي يحسبون «أَلا» حرف تنبيه واستفتاح «أَنَّهُمْ» إن واسمها «هُمُ» ضمير فصل «الْكاذِبُونَ» خبر والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.

[سورة المجادلة (٥٨) : آية ١٩]

اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٩)
«اسْتَحْوَذَ» ماض «عَلَيْهِمُ» متعلقان بالفعل «الشَّيْطانُ» فاعله والجملة استئنافية لا محل لها «فَأَنْساهُمْ» ماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر «ذِكْرَ» مفعوله الثاني «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة معطوفة على ما قبلها، «أُولئِكَ حِزْبُ» مبتدأ وخبره «الشَّيْطانُ» مضاف إليه والجملة استئنافية لا محل لها. «أَلا» حرف تنبيه واستفتاح «إِنَّ حِزْبَ» إن واسمها «الشَّيْطانُ» مضاف إليه «هُمُ» ضمير فصل «الْخاسِرُونَ» خبر إن والجملة استئنافية لا محل لها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ٢٠]
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (٢٠)
«إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» سبق إعرابها. «أُولئِكَ» اسم الإشارة مبتدأ، «فِي الْأَذَلِّينَ» خبر وجملة أولئك خبر إن وجملة إن استئنافية لا محل لها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ٢١]
كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١)
«كَتَبَ» ماض «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله والجملة استئنافية لا محل لها «لَأَغْلِبَنَّ» اللام واقعة في جواب قسم محذوف ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة «أَنَا» تأكيد للفاعل المستتر «وَرُسُلِي» معطوف على أنا. والجملة جواب القسم المحذوف لا محل لها. «إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ» إن واسمها وخبراها والجملة استئنافية لا محل لها.
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ٢٢]
لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٢٢)
«لا» نافية «تَجِدُ» مضارع فاعله مستتر «قَوْماً» مفعول به «يُؤْمِنُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله «بِاللَّهِ» متعلقان بالفعل والجملة صفة قوما «وَالْيَوْمِ» معطوف على ما قبله «الْآخِرِ» صفة اليوم وجملة لا تجد..
استئنافية لا محل لها «يُوادُّونَ» مضارع وفاعله «مَنْ» مفعول به والجملة حال «حَادَّ اللَّهَ» ماض فاعله مستتر ولفظ الجلالة مفعول به والجملة صلة من «وَرَسُولَهُ» معطوف على الله، والواو حالية «وَلَوْ» الواو للحال ولو وصلية «كانُوا آباءَهُمْ» كان واسمها وخبرها والجملة حال، «أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ» معطوف على آباءهم «أُولئِكَ» اسم الإشارة مبتدأ «كَتَبَ» ماض فاعله مستتر والجملة خبر أولئك والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها «فِي قُلُوبِهِمُ» متعلقان بالفعل «الْإِيمانَ» مفعول به، «وَأَيَّدَهُمْ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر
322
«بِرُوحٍ» متعلقان بالفعل «مِنْهُ» صفة روح والجملة معطوفة على كتب «وَيُدْخِلُهُمْ» مضارع ومفعوله الأول والفاعل مستتر «جَنَّاتٍ» مفعول به ثان والجملة استئنافية لا محل لها. «تَجْرِي» مضارع «مِنْ تَحْتِهَا» متعلقان بالفعل «الْأَنْهارُ» فاعل والجملة صفة جنات «خالِدِينَ» حال «فِيها» متعلقان بخالدين «رَضِيَ اللَّهُ» ماض وفاعله والجملة استئنافية لا محل لها. «عَنْهُمْ» متعلقان بالفعل «وَرَضُوا عَنْهُ» معطوف على ما قبله «أُولئِكَ حِزْبُ» مبتدأ وخبره «اللَّهَ» لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة استئنافية لا محل لها. «أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» سبق إعرابها برقم ١٩.
323
سورة المجادلة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المجادلة) من السُّوَر المدنية، نزَلتْ لتحريم عادةٍ من عادات الجاهلية؛ وهي (الظِّهار)، وذلك في حادثةِ مظاهرة أوسِ بن الصامت مِن زوجِه خَوْلةَ، وقد جاءت السورةُ بمقصدٍ عظيم؛ وهو إثبات علمِ الله، وإحاطتِه بكل شيء، ومِن كمال ألوهيته سبحانه: الحُكْمُ العدل فيما يصلُحُ لهم من الشرائع، وخُتمت السورة ببيان حال أعداء الله، وحالِ أوليائه.

ترتيبها المصحفي
58
نوعها
مدنية
ألفاظها
475
ترتيب نزولها
105
العد المدني الأول
28
العد المدني الأخير
28
العد البصري
29
العد الكوفي
29
العد الشامي
28

* قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اْللَّهُ قَوْلَ اْلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِيٓ إِلَى اْللَّهِ وَاْللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ اْللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1]:

عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «الحمدُ للهِ الذي وَسِعَ سَمْعُه الأصواتَ، لقد جاءت خَوْلةُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تشكو زوجَها، فكان يَخفَى عليَّ كلامُها؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {قَدْ سَمِعَ اْللَّهُ قَوْلَ اْلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] إلى آخرِ الآيةِ». أخرجه النسائي (٣٤٦٠)، وابن ماجه (١٨٨).

* قوله تعالى: {وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اْللَّهُ} [المجادلة: 8]:

عن عبدِ اللهِ بن عمرٍو رضي الله عنهما، قال: «إنَّ اليهودَ كانوا يقولون لرسولِ اللهِ ﷺ: سامٌ عليك! ثم يقولون في أنفسِهم: {لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اْللَّهُ بِمَا نَقُولُۚ} [المجادلة: 8]؛ فنزَلتْ هذه الآيةُ: {وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اْللَّهُ} [المجادلة: 8] إلى آخرِ الآيةِ». أخرجه أحمد (٦٥٨٩).

* قوله تعالى: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى اْلْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [المجادلة: 14]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يدخُلُ عليكم رجُلٌ ينظُرُ بعينِ شيطانٍ، أو بعَيْنَيْ شيطانٍ»، قال: فدخَلَ رجُلٌ أزرَقُ، فقال: يا مُحمَّدُ، علامَ سبَبْتَني -أو: شتَمْتَني، أو نحوَ هذا-؟ قال: وجعَلَ يَحلِفُ، قال: فنزَلتْ هذه الآيةُ في المجادلةِ: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى اْلْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [المجادلة: 14]، والآيةُ الأخرى». أخرجه أحمد (٢١٤٧).

قال محقِّقو "المسند" (4 /48): «قوله: «فقال: يا مُحمَّدُ، علامَ سبَبْتَني؟»؛ كذا جاء في جميع الأصول، وكذلك هو في "مسند البزار"، وزيادة: «يا محمد» - كما قال الشيخُ أحمد شاكر- خطأٌ ينافي السياق؛ فإن الذي نُسِب إليه السبُّ والشَّتم هنا هو المنافقُ الأزرق، ورسولُ الله يَسأله ويتَّهِمُه، وهو يَحلِف كاذبًا يَتبرَّأ من التُّهمة، وقد جاء في "تفسير الطبري" على الصواب بإسقاطِ هذه الزيادة، وسيأتي على الصواب أيضًا عند أحمد (2407)»، انظر السبب الآتي.

* قوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اْللَّهُ جَمِيعٗا فَيَحْلِفُونَ لَهُۥ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍۚ أَلَآ إِنَّهُمْ هُمُ اْلْكَٰذِبُونَ} [المجادلة: 18]:

عن سعيدِ بن جُبَيرٍ، أنَّ ابنَ عباسٍ رضي الله عنهما حدَّثه، قال: «كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في ظلِّ حُجْرةٍ مِن حُجَرِه، وعنده نَفَرٌ مِن المسلمين، قد كاد يَقلِصُ عنهم الظِّلُّ، قال: فقال: «إنَّه سيأتيكم إنسانٌ ينظُرُ إليكم بعَيْنَيْ شيطانٍ، فإذا أتاكم، فلا تُكلِّموه»، قال: فجاء رجُلٌ أزرَقُ، فدعاه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فكلَّمَه، قال: «علامَ تَشتِمُني أنتَ، وفلانٌ، وفلانٌ؟»، نَفَرٌ دعَاهم بأسمائهم، قال: فذهَبَ الرَّجُلُ، فدعَاهم، فحلَفوا باللهِ واعتذَروا إليه، قال: فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {فَيَحْلِفُونَ لَهُۥ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ ...} [المجادلة: 18] الآيةَ» أخرجه أحمد (2407).

* سورةُ (المجادلة):

سُمِّيت سورةُ (المجادلة) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقصَّة مجادلةِ امرأةِ أوس بن الصامت عند النبي صلى الله عليه وسلم.

وتُسمَّى كذلك بـ (قَدْ سَمِعَ)؛ لافتتاحها بهذا اللفظِ.

1. الظِّهار وكفَّارته (١-٤).

2. خَسارة مَن عادى اللهَ، وتعدَّى حدوده (٥-١٩).

3. حال أعداء الله، ومدحُ أوليائه (٢٠-٢٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /34).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله عن مقصد السورةِ: «الحُكْمُ في قضيَّة مظاهرة أوسِ بن الصامت من زوجه خَوْلة.
وإبطالُ ما كان في الجاهلية من تحريم المرأة إذا ظاهَر منها زوجُها، وأن عملهم مخالفٌ لِما أراده الله، وأنه من أوهامهم وزُورِهم التي كبَتَهم اللهُ بإبطالها، وتخلَّصَ من ذلك إلى ضلالاتِ المنافقين؛ ومنها مناجاتُهم بمرأى المؤمنين ليَغِيظوهم ويحزُنوهم.
ومنها موالاتهم اليهودَ، وحَلِفُهم على الكذب، وتخلَّل ذلك التعرُّض لآداب مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم.

وشرع التصدُّق قبل مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

والثناء على المؤمنين في مجافاتهم اليهودَ والمشركين.

وأن اللهَ ورسوله وحِزْبَهما هم الغالبون». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (28 /6).