ﰡ
ويقال : معنى الْخُسْرِ ها هنا نقصانُ العُمرِ، كلُّ إنسانٍ رأسُ ماله " العمر "، والمؤمنُ وإنْ كان ينقصُ من عُمره الذي هو رأسُ ماله، فإنه يربحُ عليه بالطاعةِ فلا يعدُّ ذلك خُسراناً ؛ لأنه لا يتوصَّلُ إلى الربحِ إلاّ بإخراجِ رأسِ المال من يده، فمعنى الخسران لا يتحقَّقُ إلاّ في الكافرِ.
وفي الحديثِ عن النبيِّ ﷺ أنه قالَ :" مَنِ اسْتَوَى يَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ، وَإنْ كَانَ يَوْمُهُ خَيْراً مِنْ أمْسِهِ فَهُوَ مَغْبُوطٌ، وَمَنْ كَانَ يَوْمُهُ شَرّاً مِنْ أمْسِهِ فَهُوَ مَلْعُونٌ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِي الزِّيَادَةِ فَهُوَ فِي النُّقْصَانِ، وَمَنْ كَانَ فِي النُّقْصَانِ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ مِن الْحَيَاةِ ".
وعن أُبَيِّ بن كعبٍ قال : قَرَأتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا تَفْسِيرُهَا ؟ فَقَالَ :" أقْسَمَ رَبُّكَ بآخِرِ النَّهَار ﴿ إِنَّ الإِنسَانَ ﴾ وَهُوَ أبُو جَهْلٍ ﴿ لَفِى خُسْرٍ ﴾، ﴿ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ يَعْنِي أبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ﴿ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ﴾ يَعْنِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب، ﴿ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ ﴾ يَعْنِي عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانٍ، ﴿ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ ﴾ يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أبي طَالِبٍ " رضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ.