تفسير سورة العصر

البحر المديد في تفسير القرآن المجيد

تفسير سورة سورة العصر من كتاب البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
لمؤلفه ابن عجيبة . المتوفي سنة 1224 هـ
سورة العصر
مكية، وهي ثلاث آيات. ولما كان اللهو بالدنيا والتكاثر منها يؤدي إلى تضييع العمر، وهو الخسران، أقسم تعالى على ذلك، فقال :
بسم الله الرحمان الرحيم :
﴿ وَالْعَصْرِ ﴾*﴿ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾*﴿ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ ﴾.

يقول الحق جلّ جلاله :﴿ والعَصْرِ ﴾، أقسم تعالى بصلاة العصر لفضلها الباهر، إذ قيل : هِي الصلاة الوسطى، أو : بالعشيِّ الذي هو ما بين الزوال والغروب، كما أقسم بالضُحى، أو بعصر النبوة، لظهور فضله على سائر الأعصار، أو بالدهر مطلقاً ؛ لانطوائه على تعاجيب الأمور النافعة والضارة، وجوابه :﴿ إِنَّ الإِنسانَ لفي خُسْرٍ ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة :﴿ والعصر ﴾ أي : عصر الذاكرين، ﴿ إنَّ الإنسان لفي خُسر ﴾ حيث احتجب عن ربه بنفسه وبرؤيته وجوده، ﴿ إلاّ الذين آمنوا ﴾ إيمان الخصوص، ﴿ وعملوا ﴾ عمل الخصوص، وهو خرق العوائد واكتساب الفوائد، حتى وصلوا إلى كشف الحجاب، فلم يروا مع الله غيره، غابوا عن أنفسهم، وعن وجودهم ووجود غيرهم، في شهود محبوبهم، فلمّا تكملوا اشتغلوا بتكميل غيرهم، كما قال تعالى :﴿ وتواصَوْا بالحق ﴾ أي : بفعل الحق، وهو ما يثقل على النفس، حتى لا يثقل عليها شيء، أو بالإقبال على الحق، وتواصَوْا على مشاق السير، ثم على عكوف الهم في حضرة الحق. وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، وسلّم.
﴿ إِنَّ الإِنسانَ لفي خُسْرٍ ﴾ ؛ لفي خسران في متاجرهم ومساعيهم، وصرف أعمارهم في حظوظهم وأمانيهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة :﴿ والعصر ﴾ أي : عصر الذاكرين، ﴿ إنَّ الإنسان لفي خُسر ﴾ حيث احتجب عن ربه بنفسه وبرؤيته وجوده، ﴿ إلاّ الذين آمنوا ﴾ إيمان الخصوص، ﴿ وعملوا ﴾ عمل الخصوص، وهو خرق العوائد واكتساب الفوائد، حتى وصلوا إلى كشف الحجاب، فلم يروا مع الله غيره، غابوا عن أنفسهم، وعن وجودهم ووجود غيرهم، في شهود محبوبهم، فلمّا تكملوا اشتغلوا بتكميل غيرهم، كما قال تعالى :﴿ وتواصَوْا بالحق ﴾ أي : بفعل الحق، وهو ما يثقل على النفس، حتى لا يثقل عليها شيء، أو بالإقبال على الحق، وتواصَوْا على مشاق السير، ثم على عكوف الهم في حضرة الحق. وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، وسلّم.
﴿ إلاَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ فإنهم اشتروا الآخرة بالدنيا، فربحوا وسعدوا، أو : فإنهم في تجارةٍ لن تبور، حيث باعوا الفاني الخسيس، وآثروا الباقي النفيس، واستبدلوا الباقيات الصالحات بالعاديات الرائحات، فيا لها من صفقة ما أربحها !
وهذا بيان لتكميلهم لأنفسهم، وقوله تعالى :﴿ وتواصَوْا بالحق ﴾ بيان لتكميلهم لغيرهم، أي : وصَّى بعضُهم بعضاً بالأمر الثابت، الذي لا سبيل إلى إنكاره، ولا زوال في الدارين لمحاسن آثاره، وهو الخير كله، من الإيمان بالله عزّ وجل، واتباع كتبه ورسله في كل عقد وعمل، ﴿ وتواصَوْا بالصبرِ ﴾ عن المعاصي التي تُساق إليها النفس الأمّارة، وعلى الطاعة التي يشق عليها أداؤها، وعلى البلية التي تتوجه إليه من جهة قهريته تعالى، وعلى النعمة بالقيام بتمام شكرها، وتخصيص هذا التواصي بالذكر، مع اندراجه تحت التواصي بالحق ؛ لإبراز كمال الاعتناء به، أو : لأن الأول عبارة عن رتبة العبادة، التي هي فعل ما يُرضي الله عزّ وجل، والثاني عن العبودية التي هي الرضا بما فعل اللهُ تعالى، فإنَّ المراد ليس مجرد حبس النفس عمّا تتوق إليه من فعلٍ وترك ؛ بل هو تلقي ما يَرِد منه تعالى بالجميل والرضا ظاهراً وباطناً. قاله أبو السعود.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة :﴿ والعصر ﴾ أي : عصر الذاكرين، ﴿ إنَّ الإنسان لفي خُسر ﴾ حيث احتجب عن ربه بنفسه وبرؤيته وجوده، ﴿ إلاّ الذين آمنوا ﴾ إيمان الخصوص، ﴿ وعملوا ﴾ عمل الخصوص، وهو خرق العوائد واكتساب الفوائد، حتى وصلوا إلى كشف الحجاب، فلم يروا مع الله غيره، غابوا عن أنفسهم، وعن وجودهم ووجود غيرهم، في شهود محبوبهم، فلمّا تكملوا اشتغلوا بتكميل غيرهم، كما قال تعالى :﴿ وتواصَوْا بالحق ﴾ أي : بفعل الحق، وهو ما يثقل على النفس، حتى لا يثقل عليها شيء، أو بالإقبال على الحق، وتواصَوْا على مشاق السير، ثم على عكوف الهم في حضرة الحق. وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، وسلّم.
سورة العصر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (العصر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الشَّرح)، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بـ(العصر)؛ وهو: الدَّهر، وفي هذه السورة إثباتُ الفلاح للمؤمنين الذين اتبَعوا طريق الحق، وتواصَوْا به، وصبَروا عليه، وبيَّنتِ السورة الكريمة منهجَ الحياة، وسبب سعادة الإنسان أو شقاوته، ومما يشار إليه: أن الصحابةَ كانوا يَتواصَون بهذه السورة.

ترتيبها المصحفي
103
نوعها
مكية
ألفاظها
14
ترتيب نزولها
13
العد المدني الأول
3
العد المدني الأخير
3
العد البصري
3
العد الكوفي
3
العد الشامي
3

* سورة (العصر):

سُمِّيت سورة (العصر) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(العصر)؛ وهو: الدَّهْر.

منهج الحياة، وسبب سعادة الإنسان أو شقاوته (١-٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /329).

إثباتُ الخسران والضَّلال لكلِّ مَن ابتعد عن منهج الله، والفائزُ مَن آمن بالله، واتبَع هُداه، ودعا الناسَ إلى هذا الطريق القويم.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /528).