تفسير سورة المجادلة

المصحف المفسّر

تفسير سورة سورة المجادلة من كتاب المصحف المفسّر
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة المجادلة مدنية وآياتها ثنتان وعشرون

تفسير الألفاظ :
﴿ تحاوركما ﴾ أي تراجعكما الكلام.
تفسير المعاني :
قد سمع الله يا محمد قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تراجعكما الكلام، إن الله سميع بصير.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:روى أن خولة بنت ثعلبة ظاهر منها زوجها، فاستفتت رسول الله. فقال : حرمت عليه. فقالت : ما طلقني ! فقال : حرمت عليه. فاغتمت لصغر أولادها، وشكت إلى الله تعالى فنزلت هذه الآيات الأربع. وقد قبل الله دعاءها، ففرج عنها كربها، ووضع حدا لعادة المظاهرة، كما سيتبين لك من تفسير الآيات في الصفحة التالية.
تفسير الألفاظ :
﴿ الذين يظاهرون منكم من نسائهم ﴾ كان من عادة العرب أنه إذا غضب أحد من زوجته قال لها : أنت علي كظهر أمي، فتحرم عليه. وهذا هو الظهار.
﴿ إن أمهاتهم ﴾ أي ما أمهاتهم. ﴿ اللائي ﴾ أي اللاتي.
تفسير المعاني :
الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم في الحقيقة، ما أمهاتهم إلا اللاتي ولدنهم، وإن قولهم لنسائهم : إنهن كأمهاتهم، قول منكر وباطل، وإن الله لكثير العفو والمغفرة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:روى أن خولة بنت ثعلبة ظاهر منها زوجها، فاستفتت رسول الله. فقال : حرمت عليه. فقالت : ما طلقني ! فقال : حرمت عليه. فاغتمت لصغر أولادها، وشكت إلى الله تعالى فنزلت هذه الآيات الأربع. وقد قبل الله دعاءها، ففرج عنها كربها، ووضع حدا لعادة المظاهرة، كما سيتبين لك من تفسير الآيات في الصفحة التالية.
تفسير الألفاظ :
﴿ ثم يعودون لما قالوا ﴾ أي ثم يعودون لما قالوه بالتدارك. ﴿ فتحرير رقبة ﴾ أي فعتق رقيق. ﴿ من قبل أن يتماسا ﴾ أي عليهما الكفارة من قبل أن يستمتع كل من المظاهر، والمظاهر منها.
تفسير المعاني :
والذين يظاهرون ثم يحبون الرجوع إلى زوجاتهم، فعليهم كفارة عتق رقيق من قبل أن يستمتع أحدهما بالآخر.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:روى أن خولة بنت ثعلبة ظاهر منها زوجها، فاستفتت رسول الله. فقال : حرمت عليه. فقالت : ما طلقني ! فقال : حرمت عليه. فاغتمت لصغر أولادها، وشكت إلى الله تعالى فنزلت هذه الآيات الأربع. وقد قبل الله دعاءها، ففرج عنها كربها، ووضع حدا لعادة المظاهرة، كما سيتبين لك من تفسير الآيات في الصفحة التالية.
تفسير الألفاظ :
﴿ فإطعام ستين مسكينا ﴾ قيل يعطى كل مسكين نصف صاع من قمح أو صاعا من غيره. ﴿ ذلك ﴾ أي ذلك البيان.
تفسير المعاني :
فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا... تلك حدود الله فلا تتعدوها، وللكافرين عذاب أليم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:روى أن خولة بنت ثعلبة ظاهر منها زوجها، فاستفتت رسول الله. فقال : حرمت عليه. فقالت : ما طلقني ! فقال : حرمت عليه. فاغتمت لصغر أولادها، وشكت إلى الله تعالى فنزلت هذه الآيات الأربع. وقد قبل الله دعاءها، ففرج عنها كربها، ووضع حدا لعادة المظاهرة، كما سيتبين لك من تفسير الآيات في الصفحة التالية.
تفسير الألفاظ :
﴿ يحادون الله ورسوله ﴾ أي يعادونهما فإن كلا من المتعاديين في حد غير حد الآخر. وقيل يحادون معناه أنهم يضعون أو يختارون حدودا غير حدودهما.
تفسير المعاني :
إن الذين يتخذون لهم حدودا غير حدود الله أولئك يذلون ويهلكون كما فعل بسابقيهم من كفار الأمم، وقد أنزلنا آيات واضحات تدل على صدق الرسول، وللكافرين عذاب مهين.
تفسير الألفاظ :
﴿ كبتوا ﴾ أي أهلكوا وأذلوا. يقال كبته يكبته، أذله وأهلكه وصرعه.
تفسير المعاني :
يوم يبعثهم الله من الموت جميعا فيخبرهم بما عملوه في دنياهم، أحاط الله به عددا، ونسوه. وهو على كل شيء شهيد.
تفسير الألفاظ :
﴿ نجوى ﴾ النجوى الإسم من المناجاة والسر، والمتسارون. فيكون وصفا بالمصدر يستوي فيه المفرد والجمع والمذكر والمؤنث، يقال هم نجوى، ويقال ناجاه ساره، وتناجى القوم تساروا.
تفسير المعاني :
ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض، فما يتسار ثلاثة إلا كان الله رابعهم، ولا خمسة إلا كان سادسهم، ولا أقل من ذلك ولا أكثر إلا كان معهم في أي مكان كانوا، ثم يخبرهم يوم القيامة بما عملوه إنه بكل شيء عليم.
تفسير الألفاظ :
﴿ نهوا عن النجوى ﴾ هم طائفة من المنافقين كانوا إذا رأوا مؤمنا يتسارون ويتغامزون. ﴿ لولا يعذبنا ﴾ أي هلا يعذبنا، ﴿ حسبهم جهنم ﴾ أي نكفيهم جهنم. ﴿ يصلونها ﴾ أي يدخلونها. يقال صلى النار يصلاها صليا.
تفسير المعاني :
ألم تر إلى الذين نهوا عن التسار في سبيل أذى المؤمنين ومعصية الرسول، ثم يعودون لارتكاب ما نهوا عنه، وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله، وهو قوله :﴿ وسلام على عباده الذين اصطفى ﴾، ويقولون : هلا يعذبنا الله بما نقول لو كان محمد نبيا حقا، كفاهم جهنم يدخلونها وبئس المصير.
تفسير المعاني :
يا أيها الذين آمنوا إذا تساررتم فلا تتساروا لارتكاب الذنوب وتعدي الحدود ومعصية الرسول، ولكن تساروا لتأييد البر والتقوى، واتقوا الله الذي إليه تحشرون.
تفسير الألفاظ :
﴿ وليس بضارّهم ﴾ أي وليس بمضرّهم، وضارّ اسم فاعل من ضرّ بمعنى أضرّ.
تفسير المعاني :
إنما هذا التسار الآثم من الشيطان، ليتكدر الذين آمنوا وليس بملحق بهم ضررا إلا بإذن الله، وعلى الله فليتوكل المؤمنون غير مبالين بنجوى المنافقين.
تفسير الألفاظ :
﴿ انشزوا ﴾ أي انهضوا للتوسعة أو ارتفعوا في المجلس. يقال نشز الرجل من مقامه ينشز، وينشز ارتفع وامتنع، ونشز أيضا قام من مقامه.
تفسير المعاني :
يا أيها المؤمنون إذا قيل لكم : توسعوا في المجالس، أي ليفسح بعضكم لبعض، فافسحوا يفسح الله لكم، وإذا قيل لكم قوموا من مقاعدكم للتوسعة فأطيعوا، يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات، والله بما تعملون خبير.
تفسير الألفاظ :
﴿ ناجيتم ﴾ أي ساررتم.
تفسير المعاني :
يا أيها الذين آمنوا إذا ساررتم الرسول لأمر يهمكم فقدموا بين يدي مسارتكم، أي قدّامها صدقة، ذلك خير لكم لأنفسكم من الريبة، فإن لم تجدوا فلا بأس عليكم إن الله غفور رحيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ أأشفقتم ﴾ أي أخفتم.
تفسير المعاني :
أخفتم الفقر من تقديم الصدقة ؟ فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم بأن رخص لكم ألا تفعلوه، فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله في جميع الأوامر والله خبير بما تعملون.
تفسير الألفاظ :
﴿ تولوا قوما ﴾ أي اتخذوهم أولياء.
تفسير المعاني :
ألم تر إلى الذين والوا قوما غضب الله عليهم " يعني اليهود الذين كانوا مجاورين للمدينة " ، ما هم منكم ولا منهم، لأنهم منافقون مذبذبون، ويحلفون على الكذب، وهو ادّعاء الإسلام، وهم يعلمون بأنهم يكذبون.
تفسير المعاني :
أعد الله لهم عذابا شديدا في حياتهم الأخرى إنهم ساء ما كانوا يعملون.
تفسير الألفاظ :
﴿ جنة ﴾ الجنة هي الوقاية. وكل أداة تقي من السلاح في الحرب جمعها جنن.
تفسير المعاني :
جعلوا أيمانهم وقاية لهم دون دمائهم وأموالهم، وأظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، فصدوا الناس عن دين الله بالتثبيط فلهم عذاب مهين، اتخذ هؤلاء المنافقون إيمانهم وقاية دون أموالهم وأنفسهم ليعتبروا مسلمين فلا يتعرض لهم واحد. فتمكنوا بهذا الأمن من صد الناس عن سبيل الله فلهم عذاب مهين.
تفسير المعاني :
لن تفيدهم أموالهم ولا أولادهم شيئا في دفع عذاب الله عنهم، أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
تفسير المعاني :
يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون لكم بأنهم منكم، ويحسبون أنهم على شيء من شدة ما لعب التخيل بعقولهم، ألا إنهم كاذبون في عالم الغيب كذبهم في عالم الشهادة.
تفسير الألفاظ :
﴿ استحوذ ﴾ أي استولى. ﴿ الخاسرون ﴾ أي المضيعون، يقال خسر يخسر خسرا وخسرانا وخسارة ضد ربح.
تفسير المعاني :
استولى عليهم الشيطان فصرفهم عن الخير، إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون.
تفسير الألفاظ :
﴿ يحادون الله ﴾ أي يعادونه ويغاضبونه وأصله أن يتخذوا حدا لأنفسهم غير حد لله. يقال حادّت أرضه أرض فلان أي جاورتها. يقال داري محادة لداره أي مجاورتها.
تفسير المعاني :
إن الذين يعادون الله ورسوله أولئك في جملة هم أذل خلق الله.
تفسير الألفاظ :
﴿ كتب الله ﴾ أي كتب في اللوح المحفوظ.
تفسير المعاني :
كتب الله في اللوح المحفوظ بأنه ليغلبن هو ورسله أعداء الحق إن الله قوي عزيز.
تفسير الألفاظ :
﴿ يوادون ﴾ أي يتوددون.
﴿ وأيدهم ﴾ أي قواهم. من الأبد وهو القوة، يقال فلان أيد أي قوى.
تفسير المعاني :
لا تجد قوما يؤمنون بالله وباليوم الآخر يتوددون إلى من عاند الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم. أولئك في قلوبهم الإيمان، أي أثبته فيها، وقواهم بروح من الله، وقيل : المراد بكلمة روح : نور القلب، وقيل : القرآن أو النصر على الأعداء. وقيل : الضمير في منه للإيمان ؛ فإنه سبب لحياة القلب. ﴿ ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار، رضي الله عنه بانقيادهم له ورضوا عنهم ﴾ بقضائه، أولئك أنصار دينه، ﴿ ألا إن حزب الله هم المفلحون ﴾.
سورة المجادلة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المجادلة) من السُّوَر المدنية، نزَلتْ لتحريم عادةٍ من عادات الجاهلية؛ وهي (الظِّهار)، وذلك في حادثةِ مظاهرة أوسِ بن الصامت مِن زوجِه خَوْلةَ، وقد جاءت السورةُ بمقصدٍ عظيم؛ وهو إثبات علمِ الله، وإحاطتِه بكل شيء، ومِن كمال ألوهيته سبحانه: الحُكْمُ العدل فيما يصلُحُ لهم من الشرائع، وخُتمت السورة ببيان حال أعداء الله، وحالِ أوليائه.

ترتيبها المصحفي
58
نوعها
مدنية
ألفاظها
475
ترتيب نزولها
105
العد المدني الأول
28
العد المدني الأخير
28
العد البصري
29
العد الكوفي
29
العد الشامي
28

* قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اْللَّهُ قَوْلَ اْلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِيٓ إِلَى اْللَّهِ وَاْللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ اْللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1]:

عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «الحمدُ للهِ الذي وَسِعَ سَمْعُه الأصواتَ، لقد جاءت خَوْلةُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تشكو زوجَها، فكان يَخفَى عليَّ كلامُها؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {قَدْ سَمِعَ اْللَّهُ قَوْلَ اْلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] إلى آخرِ الآيةِ». أخرجه النسائي (٣٤٦٠)، وابن ماجه (١٨٨).

* قوله تعالى: {وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اْللَّهُ} [المجادلة: 8]:

عن عبدِ اللهِ بن عمرٍو رضي الله عنهما، قال: «إنَّ اليهودَ كانوا يقولون لرسولِ اللهِ ﷺ: سامٌ عليك! ثم يقولون في أنفسِهم: {لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اْللَّهُ بِمَا نَقُولُۚ} [المجادلة: 8]؛ فنزَلتْ هذه الآيةُ: {وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اْللَّهُ} [المجادلة: 8] إلى آخرِ الآيةِ». أخرجه أحمد (٦٥٨٩).

* قوله تعالى: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى اْلْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [المجادلة: 14]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يدخُلُ عليكم رجُلٌ ينظُرُ بعينِ شيطانٍ، أو بعَيْنَيْ شيطانٍ»، قال: فدخَلَ رجُلٌ أزرَقُ، فقال: يا مُحمَّدُ، علامَ سبَبْتَني -أو: شتَمْتَني، أو نحوَ هذا-؟ قال: وجعَلَ يَحلِفُ، قال: فنزَلتْ هذه الآيةُ في المجادلةِ: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى اْلْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [المجادلة: 14]، والآيةُ الأخرى». أخرجه أحمد (٢١٤٧).

قال محقِّقو "المسند" (4 /48): «قوله: «فقال: يا مُحمَّدُ، علامَ سبَبْتَني؟»؛ كذا جاء في جميع الأصول، وكذلك هو في "مسند البزار"، وزيادة: «يا محمد» - كما قال الشيخُ أحمد شاكر- خطأٌ ينافي السياق؛ فإن الذي نُسِب إليه السبُّ والشَّتم هنا هو المنافقُ الأزرق، ورسولُ الله يَسأله ويتَّهِمُه، وهو يَحلِف كاذبًا يَتبرَّأ من التُّهمة، وقد جاء في "تفسير الطبري" على الصواب بإسقاطِ هذه الزيادة، وسيأتي على الصواب أيضًا عند أحمد (2407)»، انظر السبب الآتي.

* قوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اْللَّهُ جَمِيعٗا فَيَحْلِفُونَ لَهُۥ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍۚ أَلَآ إِنَّهُمْ هُمُ اْلْكَٰذِبُونَ} [المجادلة: 18]:

عن سعيدِ بن جُبَيرٍ، أنَّ ابنَ عباسٍ رضي الله عنهما حدَّثه، قال: «كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في ظلِّ حُجْرةٍ مِن حُجَرِه، وعنده نَفَرٌ مِن المسلمين، قد كاد يَقلِصُ عنهم الظِّلُّ، قال: فقال: «إنَّه سيأتيكم إنسانٌ ينظُرُ إليكم بعَيْنَيْ شيطانٍ، فإذا أتاكم، فلا تُكلِّموه»، قال: فجاء رجُلٌ أزرَقُ، فدعاه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فكلَّمَه، قال: «علامَ تَشتِمُني أنتَ، وفلانٌ، وفلانٌ؟»، نَفَرٌ دعَاهم بأسمائهم، قال: فذهَبَ الرَّجُلُ، فدعَاهم، فحلَفوا باللهِ واعتذَروا إليه، قال: فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {فَيَحْلِفُونَ لَهُۥ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ ...} [المجادلة: 18] الآيةَ» أخرجه أحمد (2407).

* سورةُ (المجادلة):

سُمِّيت سورةُ (المجادلة) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقصَّة مجادلةِ امرأةِ أوس بن الصامت عند النبي صلى الله عليه وسلم.

وتُسمَّى كذلك بـ (قَدْ سَمِعَ)؛ لافتتاحها بهذا اللفظِ.

1. الظِّهار وكفَّارته (١-٤).

2. خَسارة مَن عادى اللهَ، وتعدَّى حدوده (٥-١٩).

3. حال أعداء الله، ومدحُ أوليائه (٢٠-٢٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /34).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله عن مقصد السورةِ: «الحُكْمُ في قضيَّة مظاهرة أوسِ بن الصامت من زوجه خَوْلة.
وإبطالُ ما كان في الجاهلية من تحريم المرأة إذا ظاهَر منها زوجُها، وأن عملهم مخالفٌ لِما أراده الله، وأنه من أوهامهم وزُورِهم التي كبَتَهم اللهُ بإبطالها، وتخلَّصَ من ذلك إلى ضلالاتِ المنافقين؛ ومنها مناجاتُهم بمرأى المؤمنين ليَغِيظوهم ويحزُنوهم.
ومنها موالاتهم اليهودَ، وحَلِفُهم على الكذب، وتخلَّل ذلك التعرُّض لآداب مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم.

وشرع التصدُّق قبل مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

والثناء على المؤمنين في مجافاتهم اليهودَ والمشركين.

وأن اللهَ ورسوله وحِزْبَهما هم الغالبون». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (28 /6).