تفسير سورة المعارج

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن

تفسير سورة سورة المعارج من كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن
لمؤلفه زكريا الأنصاري . المتوفي سنة 926 هـ

قوله تعالى :﴿ * إن الإنسان خلق هلوعا ﴾ [ المعارج : ١٩ ].
فسّر " هلوعا " بقوله :﴿ إذا مسّه الشر جزوعا وإذا مسّه الخير منوعا ﴾ [ المعارج : ٢٠، ٢١ ].
فإن قلتَ : الإنسان في حال خلقه، لم يكن موصوفا بذلك ؟
قلتُ : " هلوعا " حال مقدّرة أي مقدّر في خلقه الهلع، كما في قوله تعالى :﴿ محلّقين رؤوسكم ﴾ [ الفتح : ٢٧ ] أي لتدخلنّ المسجد الحرام مقدّرين حلق رؤوسكم.
قوله تعالى :﴿ الذين هم على صلاتهم دائمون ﴾ [ المعارج : ٢٣ ].
ختمه هنا بقوله " دائمون " وبعدُ بقوله : " يحافظون " لأن المراد بدوامهم عليها، ألا يتركوها في وقت من أوقاتها، وبمحافظتهم عليها، أن يأتوا بها على أكمل أحوالها( ١ )، من الإتيان بها بجميع واجباتها وسُننها، ومنها الاجتهاد في تفريغ القلب عن الوسوسة، والرياء، والسُّمعة.
١ - لما كانت الصلاة عمود الإسلام، بُولغ في التوكيد فيها، فذُكرت في أول الخصال التي اتصف بها المؤمنون الصادقون، وفي آخرها، لينبهنا تعالى على عظيم شأنها، وجليل قدرها، فهم يواظبون على الصلاة في أوقاتها دون تأخير، ويحافظون عليها بأدائها على أكمل الوجوه، من الخضوع والخشوع، والمحافظة على أركانها وواجباتها وسننها، والبعد عن كل شيء يخلّ بما يجب أن يتحقّق فيها..
سورة المعارج
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المعارج) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الحاقة)، وقد أكدت وقوعَ يوم القيامة بأهواله العظيمة، التي يتجلى فيها جلالُ الله وعظمته، وقُدْرتُه الكاملة على الجزاء، وأن مَن استحق النار فسيدخلها، ومَن أكرمه الله بجِنانه فسيفوز بذلك، وخُتمت ببيانِ جزاء مَن آمن، وتهديدٍ شديد للكفار؛ حتى يعُودُوا عن كفرهم.

ترتيبها المصحفي
70
نوعها
مكية
ألفاظها
217
ترتيب نزولها
79
العد المدني الأول
44
العد المدني الأخير
44
العد البصري
44
العد الكوفي
44
العد الشامي
43

* سورة (المعارج):

سُمِّيت سورة (المعارج) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (المعارج) فيها؛ قال تعالى: {مِّنَ اْللَّهِ ذِي اْلْمَعَارِجِ} [المعارج: 3]، قال ابنُ جريرٍ: «وقوله: {ذِي اْلْمَعَارِجِ} يعني: ذا العُلُوِّ، والدرجاتِ، والفواضلِ، والنِّعمِ». " جامع البيان" للطبري (29 /44).

1. المقدمة (١-٥).

2. مُنكِرو البعث (٦-٢١).

3. المؤمنون بالبعث (٢٢-٣٥).

4. هل يتساوى الجزاءانِ؟ (٣٦-٤١).

5. تهديدٌ شديد (٤٢-٤٤).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /343).

يقول ابن عاشور عن مقصدها: «تهديدُ الكافرين بعذاب يوم القيامة، وإثباتُ ذلك اليوم، ووصفُ أهواله.
ووصفُ شيء من جلال الله فيه، وتهويلُ دار العذاب - وهي جهنَّمُ -، وذكرُ أسباب استحقاق عذابها.
ومقابلةُ ذلك بأعمال المؤمنين التي أوجبت لهم دارَ الكرامة، وهي أضدادُ صفات الكافرين.
وتثبيتُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتسليتُه على ما يَلْقاه من المشركين.
ووصفُ كثيرٍ من خصال المسلمين التي بثها الإسلامُ فيهم، وتحذير المشركين من استئصالهم وتبديلهم بخيرٍ منهم». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /153).