تفسير سورة النّاس

التفسير الحديث

تفسير سورة سورة الناس من كتاب التفسير الحديث
لمؤلفه دروزة . المتوفي سنة 1404 هـ
سورة الناس
في السورة تعليم بالاستعاذة من وسوسة الموسوسين وشرهم إنسا كانوا أم جنا.
وبعض الروايات تذكر أنها مكية، وبعضها تذكر أنها مختلف في مكيتها ومدنيتها، ومعظم روايات ترتيب النزول تسلكها في سلك السور المكية المبكرة في النزول. وأسلوبها يسوغ ترجيح مكيتها وتبكير نزولها.
ولقد أوردنا الأحاديث النبوية التي تذكر تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم بهذه السور وأمره بذلك، ونوهنا بما في ذلك من حكمة في مطلع تفسير السورة السابقة، فنكتفي بهذه الإشارة.

بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ قل أعوذ برب الناس( ١ ) ملك الناس( ٢ ) إله الناس( ٣ ) من شر الوسواس١ الخناس٢ ( ٤ ) الذي يوسوس في صدور الناس( ٥ ) من الجنة٣ والناس( ٦ ) ﴾ [ ١-٦ ].
في آيات السورة أمر رباني موجه للنبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة بالله من وسوسة الإنس والجن، وإغرائهم وإغوائهم.
وهي مثل سابقتها في معرض تعليم المسلمين الاستعاذة بالله وحده، ونبذ ما سواه من كل وسوسة ظاهرة وخفية، من جن وإنس.
والمتبادر أن المقصود من وسوسة الإنس هو ما يحاوله ويقوم به ذوو الأخلاق السيئة، والسرائر الفاسدة، من إغراء وإغواء، وإيحاء، وتلقين بالشرور والمنكرات والبغي، وإقامة العثرات في سبيل الخير والصلاح، والحق والبر.
أما وسوسة الجنة فالمقصود منها كما هو المتبادر أيضا وسوسة تلك العناصر الخفية التي توسوس في صدور الناس، وتغريهم بالشر والفساد والمنكرات والبغي والكفر، وعبادة غير الله، وجحود نعمته. وتزينه لهم، وتمنعهم عن الإيمان والخير والمعروف والبر، والتي سماها القرآن بأسماء إبليس وجنوده وذريته وقبيله والشيطان والشياطين، مما هو مستفيض في فصول القرآن المكية والمدنية استفاضة تغني عن التمثيل.
وروح الآيات تلهم أن السامعين يعرفون ما يفعله الوسواس الخناس من الجنة والناس.
وقد تضمنت السورة أهدافا جليلة، وتلقينات بليغة. فالوساوس سواء أكانت تلك التي تأتي في أعماق النفس وعناصر الشر الخفية، أم تلك التي تأتي عن طريق وألسنة الشر وأعوان السوء من البشر، من شأنها أن تثير مختلف الهواجس ونوازع الشر والإثم، وتسبب نتائج خطيرة في علاقات الناس ببعضهم، وتزلزل فكرة الخير والمعروف والثقة والتضامن والسكينة والطمأنينة فيهم. فالأمر بالاستعاذة بالله منها ومن شر مسببيها يتضمن التحذير والتنبيه والتنديد من جهة، والدعوة إلى الازورار عن الموسوسين ونبذهم من جهة، وتلقين تغليب نوازع الخير وإقامة الناس علاقاتهم فيما بينهم على أساس الروح الطيبة، والنية الحسنة، وحسن الظن، والتواثق من جهة، وعدم الاستسلام لسوء الظن الذي تثيره الوساوس، وعدم الإصغاء إلى كل كلمة يقولها المرجفون والدساسون، وكل خبر يذيعونه، وعدم الاندماج فيما ينصبونه من مكايد، ويحيكونه من مؤامرات من جهة.
وبعض الروايات تذكر أنها نزلت مع سورة الفلق في مناسبة حادث سحر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. وقد علقنا على هذا الحادث في سياق السورة السابقة. ولا تبدو صلة ظاهرة بين هذه السورة وبين الحادث المذكور ؛ بل إن روايات نزول السورتين متتابعتين، وفي ظرف واحد تبعد السورتين معا عن ذلك الحادث. ومعظم روايات ترتيب السور تسلك هذه السورة كما تسلك السورة السابقة في سلك السور المكية المبكرة في النزول. وروح السورة وأسلوبها يجعلان النفس مطمئنة إلى ذلك، ولا سيما أن مضمونها عام شامل، وفيها صورة لما كان يجري بين الكفار إزاء الدعوة النبوية ؛ حيث كان زعماؤهم يبثون الدعاية والوساوس ضدها، ويكيدون لها، ويتآمرون عليها ليلا ونهارا على ما حكته آيات قرآنية مكية عديدة أوردنا أمثلة منها في المناسبات السابقة. هذا إلى ما ذكرته آيات كثيرة مكية ومدنية من وساوس الشيطان وإبليس اللذين عنتهما كلمة " الجنة " في السورة على الأرجح، ونزغاتهما وإغراءاتهما للكفار، وتزيينهما لهم مواقف الجحود والعناد والبغي، مثل ما جاء في آية سورة فصلت هذه :﴿ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم٣٦ ﴾، وآية سورة ( ص ) هذه :﴿ قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين٨٢ إلا عبادك منهم المخلصين٨٣ ﴾١، وآية سورة فاطر هذه :﴿ إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير٦ ﴾، ومثل آية سورة العنكبوت هذه :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين ﴾، وآيات سورة المؤمنين هذه :﴿ وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين٩٧ وأعوذ بك رب أن يحضرون٩٨ ﴾، وآية سورة الكهف هذه ﴿ وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا٥٠ ﴾.
١ - الآيتان من سلسلة قصة آدم وإبليس..
( ١ ) الوسوسة : الإيحاء والتلقين والإغراء والإغواء والصوت الخفي الهامس.
( ٢ ) الخناس : الذي يأتي ويعود ويختفي ويتربص.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ قل أعوذ برب الناس( ١ ) ملك الناس( ٢ ) إله الناس( ٣ ) من شر الوسواس١ الخناس٢ ( ٤ ) الذي يوسوس في صدور الناس( ٥ ) من الجنة٣ والناس( ٦ ) ﴾ [ ١-٦ ].
في آيات السورة أمر رباني موجه للنبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة بالله من وسوسة الإنس والجن، وإغرائهم وإغوائهم.
وهي مثل سابقتها في معرض تعليم المسلمين الاستعاذة بالله وحده، ونبذ ما سواه من كل وسوسة ظاهرة وخفية، من جن وإنس.
والمتبادر أن المقصود من وسوسة الإنس هو ما يحاوله ويقوم به ذوو الأخلاق السيئة، والسرائر الفاسدة، من إغراء وإغواء، وإيحاء، وتلقين بالشرور والمنكرات والبغي، وإقامة العثرات في سبيل الخير والصلاح، والحق والبر.
أما وسوسة الجنة فالمقصود منها كما هو المتبادر أيضا وسوسة تلك العناصر الخفية التي توسوس في صدور الناس، وتغريهم بالشر والفساد والمنكرات والبغي والكفر، وعبادة غير الله، وجحود نعمته. وتزينه لهم، وتمنعهم عن الإيمان والخير والمعروف والبر، والتي سماها القرآن بأسماء إبليس وجنوده وذريته وقبيله والشيطان والشياطين، مما هو مستفيض في فصول القرآن المكية والمدنية استفاضة تغني عن التمثيل.
وروح الآيات تلهم أن السامعين يعرفون ما يفعله الوسواس الخناس من الجنة والناس.
وقد تضمنت السورة أهدافا جليلة، وتلقينات بليغة. فالوساوس سواء أكانت تلك التي تأتي في أعماق النفس وعناصر الشر الخفية، أم تلك التي تأتي عن طريق وألسنة الشر وأعوان السوء من البشر، من شأنها أن تثير مختلف الهواجس ونوازع الشر والإثم، وتسبب نتائج خطيرة في علاقات الناس ببعضهم، وتزلزل فكرة الخير والمعروف والثقة والتضامن والسكينة والطمأنينة فيهم. فالأمر بالاستعاذة بالله منها ومن شر مسببيها يتضمن التحذير والتنبيه والتنديد من جهة، والدعوة إلى الازورار عن الموسوسين ونبذهم من جهة، وتلقين تغليب نوازع الخير وإقامة الناس علاقاتهم فيما بينهم على أساس الروح الطيبة، والنية الحسنة، وحسن الظن، والتواثق من جهة، وعدم الاستسلام لسوء الظن الذي تثيره الوساوس، وعدم الإصغاء إلى كل كلمة يقولها المرجفون والدساسون، وكل خبر يذيعونه، وعدم الاندماج فيما ينصبونه من مكايد، ويحيكونه من مؤامرات من جهة.
وبعض الروايات تذكر أنها نزلت مع سورة الفلق في مناسبة حادث سحر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. وقد علقنا على هذا الحادث في سياق السورة السابقة. ولا تبدو صلة ظاهرة بين هذه السورة وبين الحادث المذكور ؛ بل إن روايات نزول السورتين متتابعتين، وفي ظرف واحد تبعد السورتين معا عن ذلك الحادث. ومعظم روايات ترتيب السور تسلك هذه السورة كما تسلك السورة السابقة في سلك السور المكية المبكرة في النزول. وروح السورة وأسلوبها يجعلان النفس مطمئنة إلى ذلك، ولا سيما أن مضمونها عام شامل، وفيها صورة لما كان يجري بين الكفار إزاء الدعوة النبوية ؛ حيث كان زعماؤهم يبثون الدعاية والوساوس ضدها، ويكيدون لها، ويتآمرون عليها ليلا ونهارا على ما حكته آيات قرآنية مكية عديدة أوردنا أمثلة منها في المناسبات السابقة. هذا إلى ما ذكرته آيات كثيرة مكية ومدنية من وساوس الشيطان وإبليس اللذين عنتهما كلمة " الجنة " في السورة على الأرجح، ونزغاتهما وإغراءاتهما للكفار، وتزيينهما لهم مواقف الجحود والعناد والبغي، مثل ما جاء في آية سورة فصلت هذه :﴿ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم٣٦ ﴾، وآية سورة ( ص ) هذه :﴿ قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين٨٢ إلا عبادك منهم المخلصين٨٣ ﴾١، وآية سورة فاطر هذه :﴿ إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير٦ ﴾، ومثل آية سورة العنكبوت هذه :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين ﴾، وآيات سورة المؤمنين هذه :﴿ وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين٩٧ وأعوذ بك رب أن يحضرون٩٨ ﴾، وآية سورة الكهف هذه ﴿ وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا٥٠ ﴾.
١ - الآيتان من سلسلة قصة آدم وإبليس..

( ٣ ) الجنة : مرادفة لكلمة الجن، ومعناها في الأصل الخفي المستتر غير الظاهر.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ قل أعوذ برب الناس( ١ ) ملك الناس( ٢ ) إله الناس( ٣ ) من شر الوسواس١ الخناس٢ ( ٤ ) الذي يوسوس في صدور الناس( ٥ ) من الجنة٣ والناس( ٦ ) ﴾ [ ١-٦ ].
في آيات السورة أمر رباني موجه للنبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة بالله من وسوسة الإنس والجن، وإغرائهم وإغوائهم.
وهي مثل سابقتها في معرض تعليم المسلمين الاستعاذة بالله وحده، ونبذ ما سواه من كل وسوسة ظاهرة وخفية، من جن وإنس.
والمتبادر أن المقصود من وسوسة الإنس هو ما يحاوله ويقوم به ذوو الأخلاق السيئة، والسرائر الفاسدة، من إغراء وإغواء، وإيحاء، وتلقين بالشرور والمنكرات والبغي، وإقامة العثرات في سبيل الخير والصلاح، والحق والبر.
أما وسوسة الجنة فالمقصود منها كما هو المتبادر أيضا وسوسة تلك العناصر الخفية التي توسوس في صدور الناس، وتغريهم بالشر والفساد والمنكرات والبغي والكفر، وعبادة غير الله، وجحود نعمته. وتزينه لهم، وتمنعهم عن الإيمان والخير والمعروف والبر، والتي سماها القرآن بأسماء إبليس وجنوده وذريته وقبيله والشيطان والشياطين، مما هو مستفيض في فصول القرآن المكية والمدنية استفاضة تغني عن التمثيل.
وروح الآيات تلهم أن السامعين يعرفون ما يفعله الوسواس الخناس من الجنة والناس.
وقد تضمنت السورة أهدافا جليلة، وتلقينات بليغة. فالوساوس سواء أكانت تلك التي تأتي في أعماق النفس وعناصر الشر الخفية، أم تلك التي تأتي عن طريق وألسنة الشر وأعوان السوء من البشر، من شأنها أن تثير مختلف الهواجس ونوازع الشر والإثم، وتسبب نتائج خطيرة في علاقات الناس ببعضهم، وتزلزل فكرة الخير والمعروف والثقة والتضامن والسكينة والطمأنينة فيهم. فالأمر بالاستعاذة بالله منها ومن شر مسببيها يتضمن التحذير والتنبيه والتنديد من جهة، والدعوة إلى الازورار عن الموسوسين ونبذهم من جهة، وتلقين تغليب نوازع الخير وإقامة الناس علاقاتهم فيما بينهم على أساس الروح الطيبة، والنية الحسنة، وحسن الظن، والتواثق من جهة، وعدم الاستسلام لسوء الظن الذي تثيره الوساوس، وعدم الإصغاء إلى كل كلمة يقولها المرجفون والدساسون، وكل خبر يذيعونه، وعدم الاندماج فيما ينصبونه من مكايد، ويحيكونه من مؤامرات من جهة.
وبعض الروايات تذكر أنها نزلت مع سورة الفلق في مناسبة حادث سحر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. وقد علقنا على هذا الحادث في سياق السورة السابقة. ولا تبدو صلة ظاهرة بين هذه السورة وبين الحادث المذكور ؛ بل إن روايات نزول السورتين متتابعتين، وفي ظرف واحد تبعد السورتين معا عن ذلك الحادث. ومعظم روايات ترتيب السور تسلك هذه السورة كما تسلك السورة السابقة في سلك السور المكية المبكرة في النزول. وروح السورة وأسلوبها يجعلان النفس مطمئنة إلى ذلك، ولا سيما أن مضمونها عام شامل، وفيها صورة لما كان يجري بين الكفار إزاء الدعوة النبوية ؛ حيث كان زعماؤهم يبثون الدعاية والوساوس ضدها، ويكيدون لها، ويتآمرون عليها ليلا ونهارا على ما حكته آيات قرآنية مكية عديدة أوردنا أمثلة منها في المناسبات السابقة. هذا إلى ما ذكرته آيات كثيرة مكية ومدنية من وساوس الشيطان وإبليس اللذين عنتهما كلمة " الجنة " في السورة على الأرجح، ونزغاتهما وإغراءاتهما للكفار، وتزيينهما لهم مواقف الجحود والعناد والبغي، مثل ما جاء في آية سورة فصلت هذه :﴿ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم٣٦ ﴾، وآية سورة ( ص ) هذه :﴿ قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين٨٢ إلا عبادك منهم المخلصين٨٣ ﴾١، وآية سورة فاطر هذه :﴿ إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير٦ ﴾، ومثل آية سورة العنكبوت هذه :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين ﴾، وآيات سورة المؤمنين هذه :﴿ وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين٩٧ وأعوذ بك رب أن يحضرون٩٨ ﴾، وآية سورة الكهف هذه ﴿ وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا٥٠ ﴾.
١ - الآيتان من سلسلة قصة آدم وإبليس..

سورة الناس
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الناس) من السُّوَر المكية، وتسمى مع سورة (الفَلَق) بـ(المُعوِّذتَينِ)، ومحورها يدور حول تعليمِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين الالتجاءَ إلى الله عز وجل؛ ليَحمِيَهم ويُعِيذَهم من شرِّ الخلق الظاهر والباطن، وقد أمَر صلى الله عليه وسلم بقراءتها في غير موضع: بعد كل صلاةٍ، وصباحًا ومساءً، وكان صلى الله عليه وسلم إذا تأذى أحدٌ من أهلِ بيته قرأ عليه (المُعوِّذتَينِ)، وفيها الاستعاذة من الشيطان الذي يوسوس ليُفسِدَ الأعمال.

ترتيبها المصحفي
114
نوعها
مكية
ألفاظها
20
ترتيب نزولها
21
العد المدني الأول
6
العد المدني الأخير
6
العد البصري
6
العد الكوفي
6
العد الشامي
7

* سورة (النَّاس):

سُمِّيت سورة (النَّاس) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقول الله عزَّ وجلَّ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اْلنَّاسِ} [الناس: 1].

* وتُسمَّى مع سورة (الفَلَق) بـ(المُعوِّذتَينِ):

عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يَتعوَّذُ مِن عينِ الجانِّ، وعينِ الإنسِ، فلمَّا نزَلتِ المُعوِّذتانِ، أخَذَ بهما، وترَكَ ما سِوى ذلك». أخرجه النسائي (٥٥٠٩).

* أمَر صلى الله عليه وسلم بقراءة (المُعوِّذتَينِ) بعد كل صلاة:

عن عُقْبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه، قال: «أمَرَني النبيُّ ﷺ أن أقرَأَ المُعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ». أخرجه أبو داود (١٥٢٣).

* كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَرقِي أهلَه بـ(المُعوِّذات):

عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا مَرِضَ أحدٌ مِن أهلِ بيتِه، نفَثَ عليه بالمُعوِّذاتِ...». أخرجه مسلم (٢١٩٢).

* وصفهنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنْ لا مثيلَ لهن:

عن عُقْبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «ألَمْ ترَ آياتٍ أُنزِلتِ اللَّيلةَ لم يُرَ مِثْلُهنَّ قطُّ؟! {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اْلْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اْلنَّاسِ}». أخرجه مسلم (٨١٤).

قرأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم (المُعوِّذتَينِ) في غير موضع:

* في صلاة الفجر:

عن عُقْبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه: «أنَّ النبيَّ ﷺ أَمَّهم بالمُعوِّذتَينِ في صلاةِ الصُّبْحِ». أخرجه ابن حبان (١٨١٨).

* في الوتر:

عن عبدِ العزيزِ بن جُرَيجٍ، قال: «سألتُ عائشةَ أمَّ المؤمنين: بأيِّ شيءٍ كان يُوتِرُ رسولُ اللهِ ﷺ؟ قالت: كان يَقرأُ في الركعةِ الأُولى بـ {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، وفي الثانيةِ بـ{قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}، وفي الثالثةِ بـ{قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}، والمُعوِّذتَينِ». أخرجه أحمد (25906).

* قبل النوم:

عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها: «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أوَى إلى فراشِه، جمَعَ كفَّيْهِ، ثم نفَثَ فيهما، وقرَأَ فيهما بـ {قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اْلْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اْلنَّاسِ}، ثمَّ يَمسَحُ بهما ما استطاعَ مِن جسدِه، يَفعَلُ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ». أخرجه ابن حبان (٥٥٤٤).

* أمَر صلى الله عليه وسلم بقراءة (المُعوِّذتَينِ) صباحًا ومساءً:

عن عبدِ اللهِ بن خُبَيبٍ رضي الله عنه، قال: «خرَجْنا في ليلةِ مطَرٍ وظُلْمةٍ شديدةٍ نطلُبُ رسولَ اللهِ ﷺ ليُصلِّيَ لنا، فأدرَكْناه، فقال: «أصلَّيْتم؟»، فلَمْ أقُلْ شيئًا، فقال: «قُلْ»، فلَمْ أقُلْ شيئًا، ثم قال: «قُلْ»، فلَمْ أقُلْ شيئًا، ثم قال: «قُلْ»، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما أقولُ؟ قال: {قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ} والمُعوِّذتَينِ حينَ تُمسِي وحينَ تُصبِحُ ثلاثَ مرَّاتٍ: تَكفِيك مِن كلِّ شيءٍ»». أخرجه أبو داود (٥٠٨٢).

* أمَر صلى الله عليه وسلم بقراءة (المُعوِّذتَينِ) بعد كل صلاة:

عن عُقْبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه، قال: «أمَرَني النبيُّ ﷺ أن أقرَأَ المُعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ». أخرجه أبو داود (١٥٢٣).

الاستعاذة بالله من شرِّ الخلق الباطن (١-٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /481).

إرشاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن يَتعوَّذَ من شرِّ الوسواس الذي يُفسِد الأعمالَ؛ فالله هو المُجِيرُ والحافظ من الشرور كلِّها.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /632)