ﰡ
الباب الأول حياة الرّسول
صلّى الله عليه وسلّم
كان إلى الغرب والشمال من الجزيرة العربية المملكة البيزنطية «الروم»، وفى يديها مصر والشام، وإلى الشرق والجنوب منها مملكة الفرس وفى يديها العراق واليمن، وكلتا المملكتين كانت طامعة فى السيطرة على الجزيرة العربية، وكانت بينهما بسبب ذلك حروب طاحنة امتدت حقبة طويلة.
ولقد أظل الإسلام الجزيرة والحرب قائمة، لم تخمد نارها إلا مع العام الثامن والثلاثين بعد الستمائة. وحين أخفق الروم فى بسط نفوذهم على الجزيرة حربا أخذوا ينفذون إليها سلما، فمدوا أيديهم إلى الغساسنة فى شمالى الجزيرة يجعلون منهم أعوانهم على هذا الغزو السامى، وكما فعل الرومان فعل الفرس، فإذا هم الآخرون يمدون أيديهم إلى المناذرة، ملوك الحيرة فى الشرق، يجعلون منهم أعوانهم على الوقوف أمام الغزو الرومانى.
وإذ كان الروم نصارى لقن الغساسنة طرفا من النصرانية، وإذ كان الفرس مجوسا أخذ المناذرة بطرف من المجوسية، وإذا النصرانية تعرف طريقها إلى الجزيرة العربية عن طريق الشام، كما التمست المجوسية طريقها إلى الجزيرة العربية عن طريق الحيرة، وإذ الحرب التى كان يلتقى فيها السيف بالسيف، تصبح وقد التقى فيها الرأى بالرأى، يقف المجوس، ومن ورائهم اليهود والنصارى، ويقف النصارى للمجوس واليهود، والجزيرة العربية تشهد هذا الصراع فى الرأى فتشارك فيه، موزعة بين المجوسية واليهودية والنصرانية، ويزيد البيئة العربية توزعا توزع اليهود إلى ربانيين وقرائين وسامريين، وتوزع النصارى إلى يعاقبة ونساطرة وأريوسيين، هذا إلى توزع الجزيرة العربية توزعا آخر بين عبادة الكواكب وعبادة الأصنام، وإذ العرب أوزاع
ويقال: إن أول ما كانت عبادة الحجارة فى بنى إسماعيل، فكان لا يظعن من مكة ظاعن منهم، حين ضاقت عليهم والتمسوا الفسح فى البلاد، إلا حمل معه حجرا من حجارة الحرم تعظيما له، فحيثما نزلوا وضعوه، فطافوا به كطوافهم بالكعبة حتى خرج بهم ذلك إلى إن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة، حتى نسوا ما كانوا عليه، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره، فعبدوا الأوثان، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلالات.
وكان فيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم يتمسكون بتعظيم البيت، والطواف به، والحج والعمرة، مع إدخالهم فيه ما ليس منه.
وكان الذين اتخذوا تلك الأصنام من ولد إسماعيل وغيرهم:
هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، اتخذوا «سواعا» برهاط «١».
وكلب بن وبرة، من قضاعة، اتخذوا «ودّا» بدومة الجندل «٢».
وأنعم، وطيىء، وأهل جرش، من مذحج، اتخذوا «يغوث بجرش» «٣».
(٢) من أعمال المدينة.
(٣) من مخاليف اليمن من جهة مكة.
وذو الكلاع من حمير، اتخذوا «نسرا» بأرض حمير.
وكان لخولان صنم يقال له: «عميانس» يقسمون له من أنعامهم وحروثهم قسما.
وكان لبنى ملكان بن كنانة بن خزيمة صنم يقال له: «سعد» صخرة طويلة بفلاة من أرضهم.
وكان روس صنم، يقال له: «ذو الكفين».
واتخذت قريش صنما على بئر فى جوف الكعبة يقال له: «هبل».
واتخذوا «أسافا» و «نائلة» على موضع زمزم، ينحرون عندهما.
واتخذ أهل كل دار فى دارهم صنما يعبدونه، فإذا أراد الرجل منهم سفرا تمسّمح به حين يركب، فكان ذلك آخر ما يصنع حين يتوجّه إلى سفره، وإذا قدم من سفره تمسح به، فكان ذلك أول ما يبدأ به قبل أن يدخل على أهله.
وكانت لبنى كنانة «العزى» بنخلة «١».
وكانت «اللات» لثقيف، بالطائف.
وكانت «مناة» للأوس والخزرج، ومن دان بدينهم من أهل يثرب.
وكان «ذو الخلصة» لدوس وخثعم، وبجيلة.
وكانت «فلس» لطيىء.
وكان لحمير وأهل اليمن ببيت بصنعاء يقال له: «رثام».
وكانت «رضاء» بينا لنى ربيعة بن كعب بن سعد.
وكان «ذو الكعبات» لمكر وتغلب، ابنى وائل.
تلك كانت حال الجزيرة العربية من توزع دينى جر إلى توزع اجتماعى، فشخصت أبصار القلة الواعية من رجالات الجزيرة الراشدين إلى السماء تنشد العون وتستمطر الرحمة، وجمعت البلبلة الفاشية بين أربعة من هذه القلة الواعية، وهم: ورقة بن نوفل، وعبيد الله بن جحش، وعثمان بن الحويرث، وزيد ابن عمرو بن نقيل، ينظرون لأنفسهم ولأمتهم، فما انتهوا إلى رأى، وإذا هم أشتات حين انفضوا كما كانوا أشتاتا حين اجتمعوا، لأن الأمر كان أجل من أن يحمل عبئه غير رسول مؤيد من السماء.
وكانت الإرهاصات تشير إلى ميلاد هذا الرسول، وإلى أن هذا الرسول اسمه محمد، وأحمد، وبهما كان يسمى صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى:
النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ. [الأعراف/ ١٥٦]، ويقول تعالى: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ [الصف ٦]، ويقول تعالى: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ [الأنعام ٣٠]، ويقول تعالى: قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [آل عمران ٩٣]، فمما لا شك فيه ولا تعترضه شبهة أنه لا يجوز للخصم المخالف أن يستشهد على خصمه بما فى كتابه، وينتصر عليه بالتسمية من غير أصل ثابت عنده، أو مرجع واضح لديه، وهل الاستشهاد على هذا إلا بمنزلة الاستشهاد على المحسوس، الذى لا يكاد يقع الاختلاف فيه؟
وعلى الرغم مما دخل إلى التوراة من تحريف وتبديل فثمة فيها ما يحمل هذه الإشارة إلى محمد، ولقد جاء هذا التحريف والتبديل إلى التوراة بعد ما خرّب بختنصر بيت المقدس، وأحرق التوراة، وساق بنى إسرائيل إلى أرض بابل.
ثم إنه ثمة توراة فى أيدى السامرة تخالف تلك التى فى أيدى سائر اليهود فى التواريخ والأعياد وذكر الأنبياء، كما أنه ثمة توراة فى اليونانية تخالف التوراة العبرانية فى السنين بما يربى على ألف وأربعمائة سنة، وهذا التخالف محال إن يتصف به كتاب من عند الله.
وينقل صاحب البدء والتاريخ عن نسخة من التوراة لأبى عبد الله المازنى:
يا داود، قل لسليمان من بعدك إن الأرض لى أورثها محمدا ليست صلاتهم بالطنابير، ولا يقدسونى بالأوتار. وفيها: إن الله عز وجل يظهر من صهيون إكليلا محمودا.
والإكليل هو الرياسة والإمامة، والمحمود: محمد صلى الله عليه وسلم.
وفى التوراة العبرية، من قول الله تعالى لإبراهيم: سمعت دعاءك فى إسماعيل، هاه باركت إياه، وكثرت عدده وأنميته جدّا جدّا حتى لا تعد كثرته اثنا عشر ملكا يولد، وأظهره لأمه عظيمة.
وفيها: وجاء الرب من سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلن من فاران.
وساعير جبال فلسطين حيث ظهر عيسى، وفاران: مكة،
ولقد جاء بعد موسى عيسى، وهو من بنى إسرائيل، ومقتضى الآية أن يكون ثمة نبى مرتقب بعد عيسى، ومحمد من ولد إسماعيل، وإسماعيل أخو إسحاق، وإسحاق جد بنى إسرائيل، وإخوتهم هم بنو إسماعيل.
وتزكّى هذا الآية الثامنة عشرة من الإصحاح الخامس والعشرين، من سفر التكوين حيث تقول: وسكنوا- أى أبناء إسماعيل- من حويلة إلى شور التى إمام مصر، حينما تجىء نحو أشور أمام جميع إخوته نزل.
وكذا تزكيه الآية الثانية عشرة من الإصحاح السادس عشر، من سفر التكوين: وأمام إخوته يسكن.
وفى إنجيل يوحنا (الإصحاح: ١٤، الآية: ١٥، الإصحاح: ١٦، الآية: ٦- ٧ م) ما يشير إلى إتيان الفار قليط، ومعنى الفار قليط: الكثير الحمد، وهذا المعنى هو ما تعطيه كلمة أحمد، التى هى من أسماء النبى.
غير أن النص العربى من الإنجيل، جعل مكان الفار قليط فى الموضعين:
المعزى. ففى الموضع الأول يقول الإنجيل: ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا إليكم من الأب روح الحق الذى من عند الأب ينبثق فهو يشهد لى.
والنص فى غير النسخة العربية، على لسان عيسى وهو يخاطب الحواريين:
أنا أذهب وسيأتيكم الفار قليط روح الحق الذى لا يتكلم من تلقاء نفسه وهو يشهد لى بما شهدت له، وما جئتكم به سرّا يأتيكم به جهرا.
وفى الموضع الثانى يقول: وأما الآن فأنا ماض إلى الذى أرسلنى وليس
والنص فى غير النسخ العربية: إن الفاقليط روح الحق الذى أرسله أبى باسمى هو الذى يعلمكم كل شىء. والفارقليط لا يحكم ما لم أذهب.
وفى سفر رؤيا يوحنا (الإصحاح: ١٩، الآية: ١١، ١٥) :«ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أمينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب».
ومحمد يدعى الأمين الصادق.
وفيه أيضا (١٩: ١٥) «ومن فمه يخرج سيف ماض لكى يضرب به الأمم وهو سير عاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر».
والقرآن الكريم فى مضاء السيف أذعنت له الأمم، ومحمد حرم الخمر وما حرمها عيسى.
٣- نصب الرسول
والعرب كلها من ولد إسماعيل، ومن عدنان تفرقت القبائل، وهو عدنان ابن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرج بن يعرب بن يشجب بن نابت (نبت) ابن إسماعيل، وأم إسماعيل: هاجر، من أم العرب «١».
فولد عدنان رجلين: معد بن عدنان، وعك بن عدنان.
وولد معد بن عدنان أربعة نفر: قضاعة بن معد، وقنص بن معد، ونزار ابن معد، وإياد بن معد.
وأما قنص بن معد فهلكت بقيتهم. وكان منهم النعمان بن المنذر، ملك الحيرة.
وولد نزار بن معد: مضر بن نزار، وربيعة بن نزار، وأنمار بن نزار، وإياد بن نزار.
فولد مضر بن نزار رجلين: إلياس بن مضر، وعيلان بن مضر.
فولد إلياس بن مضر ثلاثة نفر: مدركة بن إلياس وكان اسمه عامرا، وطابخة بن إلياس، وكان اسمه عمرا، وقمعة بن إلياس، وكان اسمه عميرا، وأمهم خندف، امرأة من اليمن.
فولد مدركة بن إلياس رجلين: خزيمة بن مدركة، وهذيل بن مدركة.
فولد خزيمة بن مدركة أربعة نفر: كنانة بن خزيمة، وأسد بن خزيمة، وأسدة بن خزيمة، والهون بن خزيمة.
فولد كنانة بن خزيمة أربعة نفر: النضر بن كنانة، ومالك بن كنانة، وعبد مناة بن كنانة، وملكان بن كنانة.
فولد النضر بن كنانة رجلين: مالك بن النضر، ويخلد بن النضر.
فولد مالك بن النضر: فهر بن مالك، وهو قريش، فمن كان من ولده فهو قرشى، ومن لم يكن من ولده فليس بقرشى.
فولد فهر بن مالك أربعة نفر: غالب بن فهر: ومحارب بن فهر.
والحارث بن فهر. وأسد بن فهر.
فولد لؤى بن غالب أربعة نفر: كعب بن لؤى، وعامر بن لؤى، وسامة ابن لؤى، وعوف بن لؤى.
فأما سامة بن لؤى فخرج إلى عمان، فبينما هو يسير على ناقته، إذ وضعت رأسها ترتع، فأخذت حية بمشفرها فهصرتها، حتى وقعت الناقة لشقها، ثم نهشت الحية «سامة» فقتلته.
وأما عوف بن لؤى فإنه خرج فى ركب من قريش، حتى إذا كان بأرض غطفان آخاه ثعلبة بن سعد بن ذبيان، فشاع نسبه فى بنى ذبيان.
وولد كعب بن لؤى ثلاثة نفر: مرة بن كعب. وعدى بن كعب، وهصيص بن كعب.
فولد مرة بن كعب ثلاثة نفر: كلاب بن مرة، وتيم بن مرة، ويقظة ابن مرة.
فولد كلاب بن مرة رجلين: قصى بن كلاب، وزهرة بن كلاب.
فولد قصى بن كلاب أربعة نفر وامرأتين: عبد مناف بن قصى، وعبد الدار بن قصى، وعبد العزى بن قصى، وعبد قصى بن قصى، وتخمر بنت قصى، وبرة بنت قصى.
فولد عبد مناف- واسمه المغيرة بن قصى- أربعة نفر: هاشم ابن عبد مناف، وعبد شمس بن عبد مناف، والمطلب بن عبد مناف، ونوفل ابن عبد مناف.
فولد عبد المطلب بن هاشم عشرة نفر وست نسوة: العباس، وحمزة، وعبد الله وأبا طالب، واسمه عبد مناف- والزبير، والحارث، وحجلا، والمقوم، وضرارا، وأبا لهب- واسمه عبد العزى- وصفية، وأم حكيم البيضاء، وعاتكة، وأميمة، وأروى، وبرة.
فولد عبد الله بن عبد المطلب، رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد ولد آدم محمدا، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (شيبة) بن هاشم (عمرو) ابن عبد مناف (المغيرة) بن قصى (زيد) بن كلاب بن مرة بن كعب ابن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (عامر) بن مضر بن معد بن عدنان.
وأمه: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر.
وأمها: برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصى بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر.
وأم برة: أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر.
وأم أم حبيب: برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدى بن كعب ابن لؤى بن غلب بن فهر بن مالك بن النضر.
٤- ولاية البيت
ولما توفى إسماعيل بن إبراهيم، ولى البيت بعده ابنه نابت بن إسماعيل، ثم ولى البيت بعده مضاض بن عمرو الجرهمى.
ونشر الله ولد إسماعيل بمكة، وأخوالهم من جرهم ولاة البيت والحكام، لا ينازعهم ولد إسماعيل فى ذلك لخؤولتهم وقرابتهم.
ثم إن جرهما بغوا بمكة، فظلموا من دخلها من غير أهلها، وأكلوا مال الكعبة الذى يهدى لها. فلما رأت بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة، وغبشان من خزاعة، ذلك، أجمعوا لحربهم وإخراجهم من مكة، فآذنوهم بحرب فاقتتلوا فغلبهم بنو بكر وغبشان، فنفوهم من مكة.
ثم إن غبشان، من خزاعة، وليت البيت دون بنى بكر بن عبد مناة، وكان الذى يليه عمرو بن الحارث الغبشانى، وقريش إذ ذاك متفرقون فى قومهم من كنانة، فوليت خزاعة البيت يتوارثون ذلك كابرا عن كابر، حتى كان آخرهم حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعى.
ثم إن قصى بن كلاب خطب إلى حليل بن حبشية ابنته «حبى»، فرغب فيه حليل فزوجه فولدت له عبد الدار، وعبد مناف، وعبد العزى، وعبدا.
فلما انتشر ولد قصى، وكثر ماله، وعظم شرفه، هلك حليل، فرأى قصى أنه أولى بالكعبة وبأمر مكة من خزاعة وبنى بكر، وأن قريشا نخبة إسماعيل بن إبراهيم وصريح ولده، فكلم رجالا من قريش وبنى كنانة ودعاهم إلى إخراج خزاعة وبنى بكر من مكة، فأجابوه. فكتب إلى أخيه
وكان الغوث بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر يلى الإفاضة للناس بالحج من عرفة، وولده من بعده، وكان يقال له ولولده: صوفة، وإنما ولّى ذلك الغوث بن مر لأن أمه كانت امرأة من جرهم، وكانت لا تلد، فنذرت إن هى ولدت رجلا أن تصدق به على الكعبة عبدا لها يخدمها ويقوم عليها، فولدت: الغوث، فكان يقوم على الكعبة مع أخواله من جرهم، وولده من بعده حتى انقرضوا.
وكانت صوفة تدفع بالناس من عرفة أو تجيز بهم إذا نفروا من منى.
فإذا كان يوم النفر أتو الرمى الجمار، ورجل من صوفة يرمى للناس، لا يرمون حتى يرمى.
فكان ذوو الحاجات المتعجلون يأتونه فيقولون له: قم فارم حتى نرمى معك. فيقول: لا والله، حتى تميل الشمس. فيظل ذوو الحاجات الذين يحبون التعجل يرمونه بالحجارة، ويستعجلون بذلك، ويقولون له: ويلك! قم، فارم، فيأبى عليهم، حتى إذا مالت الشمس قام فرمى، ورمى الناس بعده.
فإذا فرغوا من رمى الجمار وأرادوا النقر من «منى» أخذت صوفة بجانبى العقبة فحبسوا الناس وقالوا: أجيزى صوفة، فلم يجز أحد من الناس حتى يمروا، فإذا نفرت صوفة ومضت خلى سبيل الناس، فانطلقوا بعدهم.
٥- ولاية قصى البيت
فولّى قصى البيت وأمر مكة، وجمع قومه من منازلهم إلى مكة، وتملك على قومه وأهل مكه فملكوه، إلا أنه قد أقر للعرب ما كانوا عليه، حتى جاء الإسلام، فهدم الله به ذلك كله.
وكان قصى أول بنى كعب بن لؤى أصاب ملكا، فكانت إليه الحجابة، والسقاية، والرفادة «١»، والندوة «٢»، واللواء «٣».
فحاز قصى شرف مكة كلها، وسمته قريش مجمعا، لما جمع من أمرها، وتيمنت بأمره، فما تنكح امرأة، ولا يتزوج رجل من قريش، وما يتشاورون فى أمر نزل بهم، ولا يعقدون لواء لحرب قوم من غيرهم، إلا فى داره.
فكان أمره فى قومه من قريش فى حياته، ومن بعد موته، كالدين
(٢) الندوة: الاجتماع للمشورة.
(٣) اللواء، يعنى: الحرب
فلما كبر قصى ورقّ عظمه، وكان عبد الدار يكره، وكان عبد مناف قد شرف فى زمان أبيه وذهب كل مذهب، وكذلك عبد العزى، وعبد قصى، قال قصى لعبد الدار: أما والله يا بنى لألحقنك بالقوم وإن كانوا قد شرفوا عليك: لا يدخل رجل منهم الكعبة حتى تكون أنت تفتحها له، ولا يعقد لقريش لواء لحربها إلا أنت بيدك، ولا يشرب أحد إلا من سقاينك، ولا يأكل أحد من أهل الموسم طعاما إلا من طعامك، ولا تقطع قريشا أمرا من أمورها إلا فى دارك. فأعطاه دار الندوة، التى لا تقضى قريش أمرا من أمورها إلا فيها، وأعطاه الحجابة واللواء والسقاية والرفادة.
فجعل قصى إليه كل ما كان بيده من أمر قومه، وكان، قصى لا يخالف ولا يرد عليه شىء صنعه.
٦- ولاية هاشم بن عبد مناف الرفادة والسقاية
ثم إن قصى بن كلاب هلك، فأقام أمره فى قومه وفى غيرهم بنوه من بعده، وأقامت على ذلك قريش معهم ليس بينهم اختلاف ولا تنازع.
ثم إن بنى عبد مناف بن قصى: عبد شمس، وهاشما، والمطلب، ونوفلا، أجمعوا على أن يأخذوا ما بأيدى بنى عبد الدار بن قصى، مما كان قصى جعل إلى عبد الدار، من الحجابة واللواء والسقاية والرفادة، ورأوا أنهم أولى بذلك منهم لشرفهم عليهم وفضلهم فى قومهم، فتفرقت عند ذلك قريش، فكانت طائفة مع بنى عبد مناف على رأيهم، يرون أنهم أحق به من بنى عبد الدار
فكان صاحب أمر بنى عبد مناف عبد شمس بن عبد مناف، وذلك أنه كان أسن بنى عبد مناف، وكان صاحب أمر بنى عبد الدار عامر ابن هاشم بن عبد مناف.
وكان بنو أسد بن عبد العزى بن قصى، وبنو زهرة بن كلاب، وبنو تيم بن مرة بن كعب، وبنو الحارث بن فهر بن مالك بن النضر، مع بنى عبد مناف.
وكان بنو مخزوم بن يقظة بن مرة، وبنو سهم بن عمرو بن هصيص ابن كعب، وبنو جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب، وبنو عدى بن كعب، مع بنى عبد الدار.
وخرجت عامر بن لؤى، ومحارب بن فهر، فلم يكونوا مع واحد من الفريقين.
وعقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا على ألا يتخاذلوا، ولا يسلم بعضهم بعضا، وأخرج بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيبا، ثم غمس القوم أيديهم فيها، فتعاقدوا وتعاهدوا وحلفاؤهم، ثم مسحوا الكعبة بأيديهم وتوكيدا على أنفسهم، فسموا: المطيبين.
وتعاقد بنو عبد الدار وتعاهدوا هم وحلفاؤهم عند الكعبة حلفا مؤكدا على ألا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضا، فسموا: الأحلاف.
(م ٢- الموسوعة القرآنية- ج ١)
فولّى الرفادة والسقاية هاشم بن عبد مناف، وذلك أن عبد شمس كان رجلا سفارا قلّما يقيم بمكة، وكان مقلا ذا ولد، وكان هاشم موسرا، فكان إذا حضر الحاج قام فى قريش فقال: يا معشر قريش، إنكم جيران الله وأهل بيته، وإنه يأتيكم فى هذا الموسم زوّار الله وحجّاج بيته، وهم ضيف الله، وأحق الضيف بالكرامة ضيفه، فاجمعوا لهم ما تصنعون لهم به طعاما أيامهم هذه التى لا بد لهم من الإقامة بها، فإنه والله لو كان مالى يسع لذلك ما كلفتكموه.
فيخرجون لذلك خرجا من أموالهم، كل امرىء بقدر ما عنده، فيصنع به للحجاج طعاما حتى يصدروا من مكة.
وكان هاشم فيما يزعمون أول من سن الرحلتين لقريش رحلتى الشتاء والصيف، وأول من أطعم الثريد بمكة، وإنما كان اسمه عمرا، فما سمى هاشما إلا بهشمه الخبز بمكة لقومه.
ثم هلك هاشم بن عبد مناف بغزة من أرض الشام تاجرا، فولّى السقاية
٧- ولاية المطلب ثم عبد المطلب ما كان يليه هاشم
وكان هاشم بن عبد مناف قدم المدينة، فتزوج سلمى بنت عمرو، فولدت لهاشم: عبد المطلب، فسمته شيبة. فتركه هاشم عندها حتى كان غلاما دون المراهقة أو فوق ذلك.
ثم خرج إليه عمه المطلب ليقبضه فيلحقه ببلده وقومه، فقالت له سلمى:
لست بمرسلته معك، فقال لها المطلب: إنى غير منصرف حتى أخرج به معى.
أن ابن أخى قد بلغ، وهو غريب فى غير قومه، ونحن أهل بيت شرف فى قومنا، نلى كثيرا من أمورهم، وقومه وبلده وعشيرته خير له من الإقامة فى غيرهم. وقال شيبة: لست بمفارقها إلا أن تأذن لى، فأذنت له، ودفعته إليه.
فاحتمله المطلب ودخل به مكة مردفه معه على بعيره، فقالت قريش:
عبد المطلب ابتاعه، فبها سمى شيبة: «عبد المطلب». فقال المطلب: ويحكم، إنما هو ابن أخى هاشم، قدمت به من المدينة.
ثم هلك المطلب بأرض اليمن، فولى عبد المطلب بن هاشم السقاية والرفادة، بعد عمه المطلب، فأقامها للناس، وأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون قبله
وعظم خطره فيهم.
٨- حفر زمزم
ثم إن عبد المطلب بينما هو نائم فى الحجر إذ أمر بحفر زمزم، فلما بين لعبد المطلب شأنها، ودل على موضعها، غدا بمعوله، ومعه ابنه الحارث بن عبد المطلب، ليس له يومئذ ولد غيره، وقام ليحفر حيث أمر، فقامت إليه قريش حين رأوا جده، فقالوا: والله لا نتركك تحفر عند وثنينا هذين اللذين فنحر عندهما إساف ونائلة. فقال عبد المطلب لابنه الحارث: ذد عنى حتى أحفر، فو الله لأمضين لما أمرت به.
فلما عرفوا أنه غير نازع خلّوا بينه بين الحفر، وكفّوا عنه. فلم يحفر إلا يسيرا حتى بدائه الطى، فكبر وعرف أنه قد صدق.
وكانت قريش قبل حفر زمزم قد احتفرت بئارا بمكة:
حفر عبد شمس بن عبد مناف «الطوى»، وهى البئر التى بأعلى مكة، عند دار محمد بن يوسف الثقفى.
وحفر هاشم بن عبد مناف «بذر»، وهى البئر التى على فم شعب أبى طالب.
وحفر أمية بن عبد شمس «الحفر» لنفسه.
وحفرت بنو أسد بن عبد العزى «سقية».
وحفرت بنو عبد الدار «أم أحراد».
وحفرت بنو سهم «الغمر».
فعفت زمزم على البئار التى كانت قبلها، وانصرف الناس إليها لمكانها من المسجد الحرام، ولفضلها على ما سواها من المياه، ولأنها بئر إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وافتخرت بها بنو عبد مناف على قريش كلها، وعلى سائر العرب.
٩- نذر عبد المطلب
وكان عبد المطلب بن هاشم قد نذر حين لقى من قريش ما لقى عند حفر زمزم: لئن ولد له عشرة نفر، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه، لينحرن أحدهم لله عند الكعبة.
فلما توافى بنوه عشرة، وعرف أنهم سيمنعونه، جمعهم، ثم أخبرهم بنذره، ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك، فأطاعوه وقالوا: كيف نصنع؟ قال:
ليأخذ كل رجل منسكم قدحا، ثم يكتب فيه اسمه، ثم ائتونى، ففعلوا ثم أتوه.
ثم قال عبد المطلب لصاحب القداح: اضرب على بنى هؤلاء بقداحهم هذه، وأخبره بنذره الذى نذر، فأعطاه كل رجل منهم قدحه الذى فيه اسمه.
وكان عبد الله بن عبد المطلب أصغر بنى أبيه، كان هو والزبير
وكان عبد الله أحب ولد عبد المطلب إليه، فلما أخذ صاحب القداح القداح ليضرب بها، قام عبد المطلب يدعو الله، ثم ضرب صاحب القداح، فخرج القدح على عبد الله فأخذه عبد المطلب بيده، وأخذ الشفرة، ثم أقبل به ليذبحه، فقامت إليه قريش فقالوا: ماذا تريد يا عبد المطلب؟ قال: أذبحه، فقالت له قريش وبنوه: والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه، لئن فعلت هذا لا زال الرجل يأتى بابنه حتى يذبحه، فما بقاء الناس على هذا، انطلق به إلى الحجاز، فإن به عرافة لها تابع، فسلها، ثم أنت على رأس أمرك، إن أمرتك بذبحه ذبحته، وإن أمرتك بأمر لك وله فيه فرج قبلته.
فانطلقوا حتى قدموا المدينة فوجدوها بخير، فركبوا حتى جاءوها فسألوها، وقص عليها عبد المطلب خبره وخبر ابنه، وما أرادوا به، ونذره فيه، فقالت لهم: ارجعوا عنى اليوم حتى يأتينى تابعى فأسأله، فرجعوا من عندها، فلما خرجوا عنها قام عبد المطلب يدعو الله، ثم عدوا عليها، فقالت لهم: قد جاءنى الخبر، كم الدية فيكم؟ قالوا: عشرة من الإبل- وكانت كذلك- قالت: فارجعوا إلى بلادكم ثم قربوا صاحبكم، وقربوا عشرة من الإبل، ثم اضربوا عليها وعليه بالقداح، فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم، وإن خرجت على الإبل فانحروها عنه، فقد رضى ربكم ونجا صاحبكم.
فخرجوا حتى قدموا مكة، فلما أجمعوا على ذلك من الأمر، قام
ثم انصرف عبد المطلب آخذا بيد عبد الله، فمر به على امرأة من بنى أسد بن عبد العزى بن قصى، وهى أخت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، وهى عند الكعبة، فقالت له، حين نظرت إلى وجهه: أين تذهب يا عبد الله؟
قال: مع أبى. قالت: لك مثل الإبل التى نحرت عنك وتزوجنى. قال:
أنا مع أبى ولا أستطيع خلافه ولا فراقه.
فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وهو يومئذ سيد بنى زهرة نسبا وشرفا. فزوّجه ابنته آمنة بنت وهب، وهى يومئذ أفضل امرأة فى قريش نسبا وموضعا.
فدخل عليها مكانه، فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم خرج من عندها فأتى المرأة التى عرضت عليه ما عرضت. فقال لها: مالك لا تعرضين علىّ اليوم ما كنت عرضت بالأمس؟ قالت له: فارقك النور الذى كان معك بالأمس.
وقد كانت تسمع من أخيها ورقة بن نوفل، أنه سيكون فى هذه الأمة نبى.
١١- ولادته صلى الله عليه وسلم
وأتيت آمنة حين حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل لها: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع إلى الأرض فقولى: أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد، ثم سميه محمدا. ورأت حين حملت به أنه خرج منها نور رأت به قصور بصرى، من أرض الشام.
ثم لم يلبث عبد الله بن عبد المطلب، أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن هلك، وأم رسول الله ﷺ حامل به.
وكان مولده ﷺ بمكة عام الفيل، بعد قدوم أبرهة بخمسين
وولد ﷺ لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول، وقيل لاثنتى عشرة ليلة خلت منه. والصحيح أن ولادته كانت يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول، كما حقق ذلك المرحوم محمود حمدى الفلكى فى رسالته، وهذا اليوم يوافق العشرين من أبريل سنة ٥٧١ م، وكانت ولادته ﷺ بالدار التى عند الصفا، والتى كانت بعد لمحمد بن يوسف أخى الحجاج، فصيرتها الخيزران، زوج المهدى، مسجدا.
وكانت قابلته التى نزل على يديها الشفاء، أم عبد الرحمن بن عوف.
فلما وضعته أمه ﷺ أرسلت إلى جده عبد المطلب: أنه قد ولد لك غلام، فأته فانظر إليه، فأتاه فنظر إليه، وحدثته بما رأت حين حملت به، وما قيل لها فيه، وما أمرت به أن تسميه.
١٢- حديث رضاعه صلى الله عليه وسلم
فأخذه عبد المطلب فدخل به الكعبة، فقام يدعو الله ويشكر له ما أعطاه، ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها، والتمس لرسول الله ﷺ المراضع، فاسترضع له امرأة من بنى سعد بن بكر، يقال لها: حليمة بنت أبى ذؤيب.
واسم أبيه الذى أرضعه صلى الله عليه وسلم: الحارث بن عبد العزى.
وإخوته من الرضاعة، عبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، وحذافة بنت الحارث، وهى الشيماء، غلب ذلك على اسمها فلا تعرف فى قومها إلا به، وهم لحليمة بنت أبى ذؤيب.
وذلك فى سنة شهباء لم تبق شيئا.
قالت: فخرجت على أتان لى قمراء «١»، معنا شارف «٢»، والله ما تبض بقطرة، وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذى معنا، من بكائه من الجوع، ما فى ثديى ما يغنيه، وما فى شارفنا ما يغذيه، ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج.
فخرجت على أتانى تلك حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله ﷺ فتأباه، إذا قيل لها إنه يتيم، وذلك أنا إنما كنا نرجو المعروف من أبى الصبى فكنا نقول: يتيم، وما عسى أن تصنع أمه وجده! فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمت معى إلا أخذت رضيعا غيرى.
فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبى: والله إنى لا أكره أن أرجع من بين صواحبى، ولم آخذ رضيعا، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه. قال:
لا عليك أن تفعلى، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة.
قالت: فذهبت إليه فأخذته، وما حملنى على أخذه إلا أنى لم أجد غيره، فلما أخذته رجعت به إلى رحلى، فلما وضعته فى حجرى أقبل عليه ثدياى بما شاء من لبن، فشرب حتى روى، وشرب معه أخوه حتى روى، ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك. وقام زوجى إلى شارفنا تلك، فإذا هى حافل، فحلب منها ما شرب، وشربت معه، حتى انتهينا ريّا وشبعنا، فبتنا بخير ليلة.
(٢) الشارف الناقة المسمنة.
قالت: ثم خرجنا. وركبت أنا أتانى، وحملته عليها معى، فو الله لقطعت بالركب ما يقدر عليها شىء من حمرهم، حتى إن صواحبى ليقلن لى:
يا ابنة أبى ذؤيب، ويحك! وأربعى «١» علينا، أليست هذه أتانك التى كنت خرجت عليها، فأقول لهن: بلى والله، إنها لهى هى. فيقلن: والله إن لها لشأنا.
قالت: ثم قدمنا منازلنا من بلاد بنى سعد، وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها، فكانت غنمى تروح على حين قدمنا به شباعا لبنا، فنحلب ونشرب وما يحلب إنسان قطرة لبن، ولا يجدها فى ضرع، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم: ويلكم! اسرحوا حيث يسرح راعى بنت أبى ذؤيب.
فتروح أغنامهم جياعا ما تبض بقطرة لبن، وتروح غنمى شباعا لبنا.
فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته، وكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا «٢».
قالت: فقدمنا به على أمه، ونحن أحرص شىء على مكثه فينا، لما كنا نرى من بركته، فكلمنا أمه وقلت لها: لو تركت بنى عندى حتى يغلظ، فإنى أخشى عليه وباء مكة.
قالت: فلم نزل بها حتى ردته معنا، فرجعنا به.
وبعد أشهر حملته حليمة إلى أمه، فكان رسول الله ﷺ مع
(٢) جفرا: شديدا.
١٣- وفاة أمه وكفالة جده عبد المطلب له
فلما بلغ رسول الله ﷺ ست سنين توفيت أمه آمنة بنت وهب بالأيواء، بين مكة والمدينة، وكانت قد قدمت به على أخواله من بنى عدى بن النجار، تزيره إياهم، فماتت وهى راجعة به إلى مكة.
فكان رسول الله ﷺ مع جده عبد المطلب بن هاشم، وكان يوضع لعبد المطلب فراش فى ظل الكعبة، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له.
فكان رسول الله ﷺ يأتى، وهو غلام شديد، حتى يجلس عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب، إذا رأى ذلك منهم:
دعوا ابنى، فوالله إن له لشأنا، ثم يجلسه معه على الفراش، ويمسح ظهره بيده، ويسره ما يراه يصنع.
١٤- موت عبد المطلب وكفالة عمه أبى طالب
فلما بلغ رسول الله ﷺ ثمانى سنين هلك عبد المطلب بن هاشم، وذلك بعد الفيل بثمانى سنين.
فلما هلك عبد المطلب بن هاشم ولّى زمزم والسقاية عليها بعده العباس بن عبد المطلب، وهو يومئذ من أحدث إخوته سنا، فلم تزل إليه حتى قام الإسلام
وكان رسول الله ﷺ بعد عبد المطلب مع عمه أبى طالب.
وكان عبد المطلب يوصى به عمه أبا طالب، وذلك لأن عبد الله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا طالب، أخوان لأب وأم، أمهما فاطمة بنت عمرو ابن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم، فكان أبو طالب هو الذى يلى أمر رسول الله ﷺ بعد جده، فكان إليه ومعه.
وكان رجل من «لهب»، «١» وكان عاثفا، فكان إذا قدم مكة أتاه رجال من قريش بغلمانهم ينظر إليهم ويعتاف لهم فيهم، فأتى أبو طالب بالنبى ﷺ وهو غلام مع من يأتيه، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم شغله عنه شىء، فلما فرغ قال: الغلام، علىّ به، فلما رأى أبوطالب حرصه عليه غيبه عنه، فجعل يقول: ويلك! ردوا علىّ الغلام الذى رأيت آنفا، فوالله ليكونن له شأن. فانطلق به أبو طالب.
١٥- حديث بحيرى الراهب
ثم إن أبا طالب خرج فى ركب تاجرا إلى الشام، فلما تهيأ للرحيل وأجمع السير تعلق به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرقّ له، وقال: والله لأخرجن به معى، ولا يفارقنى ولا أفارقه أبدا.
فخرج به معه، فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام، وبها راهب- يقال له: بحيرى فى صومعة له، وكان إليه علم أهل النصرانية، فلما نزلوا ذلك
فلما رأى ذلك بحيرى نزل من صومعته ثم أرسل إليهم فقال: إنى قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش، فأنا أحب أن تحضروا كلكم، صغيركم وكبيركم، عبدكم وحركم. فقال له رجل منهم: والله يا بحيرى إن لك لشأنا اليوم، فما كنت تصنع هذا بنا، وقد كنا نمر بك كثيرا، فما شأنك اليوم؟
قال له بحيرى: صدقت، قد كان ما تقول، ولكنكم ضيف، وقد احببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلوا منه كلكم.
فاجتمعوا إليه، وتخلف رسول الله ﷺ من بين القوم، لحداثة سنه، فى رحال القوم تحت الشجرة.
فلما نظر بحيرى فى القوم لم ير الصفة التى يعرف، فقال: يا معشر قريش لا يتخلفن أحد منكم عن طعامى. قالوا له: يا بحيرى، ما تخلف عنك أحد ينبغى أن يأتيك إلا غلام، وهو أحدث القوم سنّا، فقال: لا تفعلوا، ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم.
فقال رجل من قريش مع القوم: واللات والعزى، إن كان للوم بنا أن يتخلف ابن عبد المطلب عن طعام من بيننا، ثم قام إليه فاحتضنه وأجلسه مع القوم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسألنى باللات والعزى، فوالله ما أيغضت شيئا قط بغضهما.
فقال له بحيرى: فبالله إلا ما أخبرتنى عما أسألك عنه، فقال له: «سلنى عما بدا لك» فجعل يسأله عن أشياء من حاله فى نومه وهيئته وأموره، فجعل رسول الله ﷺ يخبره، فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته.
ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التى عنده، فلما فرغ أقبل على عمه أبى طالب فقال له: ما هذا الغلام منك؟ قال:
ابنى. قال له بحيرى: ما هو بابنك، وما ينبغى لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا. قال: فإنه ابن أخى: قال: فما فعل أبوه؟ قال، مات وأمه حبلى به.
قال: صدقت، فارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه يهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرّا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم.
فأسرع به إلى بلاده.
فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة، حين فرغ من تجارته بالشام، وشب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى بكاؤه ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية لما يريد من كرامته ورسالته، حتى بلغ أن كان رجلا، وأفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقا، وأكرمهم حسبا، وأحسنهم جوارا،
فلما بلغ رسول الله ﷺ أربع عشرة سنة، هاجت حرب الفجار بين قريش ومن معهم من كنانة، وبين قيس عيلان، فشهد رسول الله ﷺ بعض أيامهم، أخرجه أعمامه معهم، فكان ينبل على أعمامه، أى يرد عليهم نبل عدوهم إذا رموهم بها.
١٦- زواجه ﷺ من خديجة
ولما بلغ رسول الله ﷺ خمسا وعشرين سنة، تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب ابن لؤى بن غالب، وكان سنها حين ذاك، أربعين عاما.
وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال فى مالها بشىء تجعله لهم.
فلما بلغها عن رسول الله ﷺ ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج فى مال لها إلى الشام تاجرا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار، مع غلام لها يقال له: ميسرة.
فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج فى مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام.
فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فأضعف.
وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة، يلتقى نسبها مع نسبه فى جده الأعلى قصى، كما يلتقى نسبها مع نسب أمه فى كلاب بن مرة مع ما أراد الله بها من كرامته. فلما أخبرها ميسرة بما أخبرها به بعثت إلى رسول الله ﷺ فقالت له: يا بن عم، إنى قد رغبت فيك لقرابتك وشرفك فى قومك، وأمانتك وحسن خلقك، وصدق حديثك.
ثم عرضت عليه نفسها، وكانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسبا، وأعظمهن شرفا، وأكثرهن مالا، كل قومها كان حريصا على ذلك منها، لو يقدر عليه.
١٧- خلاف قريش فى بنيان الكعبة
فلما بلغ رسول الله ﷺ خمسا وثلاثين سنة، اجتمعت قريش لبنيان الكعبة، وكانوا يهمون بذلك ليقفوها، ويهابون هدمها.
وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جدة لرجل من تجار الروم فتحطمت، فأخذوا خشبها، فأعدوه لتسقيفها. وكان بمكة رجل قبطى نجار، فتهيأ لهم فى أنفسهم بعض ما يصلحها.
فلما أجمعوا أمرهم فى هدمها وبنائها قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم، فقال: يا معشر قريش، لا تدخلوا فى بنائها من كسبكم (م ٣- الموسوعة القرآنية- ج ١)
ثم إن الناس هابوا هدمها وفرقوا منه، فقال الوليد بن المغيرة: أنا أبدؤكم فى هدمها، فأخذ المغول ثم قام عليها وهو يقول: اللهم إنا لا نريد إلا الخير، ثم هدم من ناحية الركنين.
فتربص الناس تلك الليلة وقالوا: ننظر، فإن أصيب لم نهدم منها شيئا ورددناها كما كانت، وإن لم يصبه شىء، فقد رضى الله صنعنا، فهدمنا.
فأصبح الوليد من ليلته غاديا على عمله، فهدم وهدم الناس معه، حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الأساس- أساس إبراهيم عليه السلام- وأفضوا إلى حجارة خضراء أخذ بعضها بعضا، فانتهوا عن ذلك الأساس.
ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها، كل قبيلة تجمع على حدة، ثم بنوها، حتى بلغ البنيان موضع الركن، فاختصموا فيه، كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى، حتى أعدوا للقتال.
فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما، ثم تعاقدوا هم وبنو عدى بن كعب ابن لؤى على الموت، وأدخلوا أيديهم فى ذلك الدم فى تلك الجفنة، فسموا:
لعقة الدم.
فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمسا، ثم إنهم اجتمعوا فى المسجد وتشاوروا وتناصفوا.
ثم إن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وكان عامئذ أسن قريش كلها، قال: يا معشر قريش، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد، يقضى بينكم فيه، ففعلوا.
هذا الأمين، رضينا، هذا محمد.
فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلم إلىّ ثوبا، فأتى به فأخذ الركن فوضعه فيه بيده، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا، ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه هو بيده، ثم بنى عليه.
١٨- علم اليهود والنصارى بمبعثه صلى الله عليه وسلم
وكانت الأحبار من يهود، والرهبان من النصارى، والكهان من العرب قد تحدّثوا بأمر رسول الله ﷺ قبل مبعثه، لما نقارب من زمانه.
ويحدث رجال من المسلمين: أن مما دعانا إلى الإسلام، لما كنا نسمع من رجال يهود، وكنا أهل شرك أصحاب أوثان، وكانوا أهل كتاب، عندهم علم ليس لنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: إنه قد تقارب زمان نبى يبعث الآن، فكنّا كثيرا ما نسمع ذلك منهم.
فلما بعث الله رسول الله ﷺ أجبناه حين دعانا إلى الله تعالى، فبادرناهم إليه، آمنا به وكفروا به.
وكان سلمة، من أصحاب بدر، يقول: كان لنا جار من يهود فى بنى عبد الأشهل، فخرج علينا يوما من بيته حتى وقف على بنى عبد الأشهل، فذكر القيامة والبعث والحساب والميزان والجنة والنار، فقالوا له: ويحك يا فلان، أو ترى
فنظر إلىّ- وأنا من أحدثهم سنّا، فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه.
قال سلمة: فو الله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله محمدا رسولا صلى الله عليه وسلم.
١٩- مبعثه صلى الله عليه وسلم
ولما بلغ محمد رسول الله ﷺ أربعين سنة بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، وبشيرا للناس كافة.
وكان أول ما بدئ به رسول الله ﷺ من النبوة، حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به، الرؤيا الصادقة، لا يرى رسول الله ﷺ رؤيا فى نومه إلا جاءت كفلق الصبح، وحبب الله تعالى إليه الخلوة، فلم يكن شىء أحب إليه من أن يخلو وحده.
ومكث رسول الله ﷺ كذلك إلى أن جاءه جبريل عليه السلام بما جاءه من كرامة الله، وهو بحراء فى شهر رمضان، وكان رسول الله ﷺ يعتكف فى حراء ذلك الشهر من كل سنة، يطعم من جاء من المساكين، فإذا قضى رسول الله ﷺ اعتكافه من شهره ذلك، كان أول ما يبدأ به الكعبة قبل أن يدخل بيته، فيطوف بها سبعا، أو ما شاء الله من ذلك، ثم يرجع إلى بيته.
حتى إذا كان الشهر الذى أراد الله تعالى به فيه ما أراد من كرامته، من السنة التى بعثه الله تعالى فيها، وذلك الشهر رمضان،
خرج رسول الله
ما أنا بقارئ. قال: فأخذنى فغطنى «١» حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى فقال:
اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذنى فغطنى الثالثة ثم أرسلنى فقال: اقرأ باسم ربك الذى خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. فرجع بها رسول الله ﷺ يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضى الله عنها فقال: زملونى زملونى، فزملوه حتى ذهب عنه الروع. فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسى. فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا.
ثم قامت فجمعت عليها ثيابها، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل، وهو ابن عمها- وكان ورقة قد تنصر وقرأ الكتب، وسمع من أهل التوراة والإنجيل- فأخبرته بما أخبرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال ورقة:
والذى نفس ورقة بيده، لئن كنت صدقتنى يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر، الذى كان يأتى موسى، وإنه لنبىّ هذه الأمة، فقولى له: فليثبت.
فرجعت خديجة إلى رسول الله ﷺ فأخبرته بقول ورقة.
فلما قضى رسول الله ﷺ اعتكافه وانصرف، صنع كما كان يصنع، بدأ بالكعبة فطاف بها، فلقيه ورقة وهو يطوف بالكعبة فقال:
يابن أخى، أخبرنى بما رأيت وسمعت، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال له ورقة: والذى نفسى بيده، إنك لنبى هذه الأمة، ولقد جاءك الناموس
ثم أدنى رأسه منه فقبل يافوخه. ثم انصرف رسول الله ﷺ إلى منزله.
٢٠- بدء التنزيل
فابتدئ رسول الله ﷺ بالتنزيل فى شهر رمضان، يقول الله عزوجل: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ.
ثم تتام الوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مؤمن بالله مصدق بما جاء منه. ومضى رسول الله ﷺ على أمر الله، على ما يلقى من قومه من الخلاف والأذى.
فآمنت به خديجة بنت خويلد وصدقت بما جاء من الله، وكانت أول من آمن بالله ورسوله، وصدق بما جاء منه، فخفف الله بذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم، لا يسمع شيئا مما يكرهه، من رد عليه وتكذيب له، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها.
ثم فتر الوحى عن رسول الله ﷺ فترة، حتى شق ذلك عليه فأحزنه، فجاءه جبريل بسورة الضحى، يقسم له ربه، وهو الذى أكرمه بما أكرمه، ما ودعه وما قلاه، يقول تعالى: وَالضُّحى. وَاللَّيْلِ إِذا سَجى. ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى. وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى. وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى. أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى. وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى. وَوَجَدَكَ عائِلًا
فجعل رسول الله ﷺ يذكر ما أنعم الله به عليه وعلى العباد من به من النبوة، سرّا إلى من يطمئن إليه من أهله.
٢١- فرض الصلاة
وافترضت الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، أتاه جبريل وهو بأعلى مكة، فهمز له يعقبه فى ناحية الوادى فانفجرت منه عين، فتوضا جبريل عليه السلام، ورسول الله ﷺ ينظر إليه، ليريه كيف الطهور للصلاة، ثم توضأ رسول الله ﷺ كما رأى جبريل يتوضأ، ثم قام جبريل، فصلى به، وصلى رسول الله ﷺ بصلاته. ثم انصرف جبريل عليه السلام.
فجاء رسول الله ﷺ خديجة فتوضأ لها، ليريها كيف الطهور للصلاة، كما أراه جبريل، فتوضأت كما توضأ لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى بها رسول الله ﷺ كما صلى به جبريل، فصلت بصلاته.
ويقول ابن عباس: لما افترضت الصلاة على رسول الله ﷺ أتاه جبريل عليه السلام فصلى به الظهر حين مالت الشمس، ثم صلى به العصر حين كان ظله مثله، ثم صلى به المغرب حين غابت الشمس، ثم صلى به العشاء الآخرة حين ذهب الشفق، ثم صلى به الصبح حين طلع الفجر، ثم جاءه فصلى به الظهر من غد حين كان ظله مثله، ثم صلى العصر به حين كان ظله مثليه.
ثم صلى به المغرب حين غابت الشمس لوقتها بالأمس، ثم صلى به العشاء
٢٢- إسلام على بن أبى طالب
وكان أول ذكر من الناس آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى معه، وصدق بما جاءه من الله تعالى: على بن أبى طالب بن عبد المطلب ابن هاشم، وهو يومئذ ابن عشر سنين.
وكان من نعمة الله على على بن أبى طالب، ومما صنع الله له، وأراد ربه من الخير،
أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة، فقال رسول الله ﷺ للعباس عمه، وكان من أيسر بنى هاشم:
يا عباس، إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه فلنخفف عنه من عياله، آخذ من بنيه رجلا، وتأخذ أنت رجلا، فقال العباس: نعم.
فانطلقنا حتى أتيا أبا طالب فقالا له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه، فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لى عقيلا فاصنعا ما شئتما.
فأخذ رسول الله ﷺ عليّا فضمه إليه، وأخذ العباس جعفرا فضمه إليه. فلم يزل علىّ مع رسول الله ﷺ حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبيّا، فاتبعه على رضى الله عنه وآمن به وصدقه، ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه.
فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا، ثم إن أبا طالب عثر عليهما يوما وهما يصليان، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بن أخى، ما هذا الدين الذى أراك تدين به؟
قال: أى عم، هذا دين الله، ودين ملائكته، ودين رسله، ودين أبينا إبراهيم، بعثنى الله به رسولا إلى العباد، وأنت- أى عم- أحق من بذلت له النصيحة، ودعوت إلى الهدى، وأحق من أجابنى إليه وأعاننى عليه.
فقال أبو طالب: أى ابن أخى، إنى لا أستطيع أن أفارق دين آبائى وما كانوا عليه، ولكن والله لا يخلص إليك بشىء تكرهه ما بقيت.
٢٣- إسلام زيد بن حارثة
ثم أسلم زيد بن حارثة. وكان حكيم بن حزام بن خويلد قدم من الشام برقيق، فيهم زيد بن حارثة وصيف، فدخلت عليه عمته خديجة بنت خويلد، وهى يومئذ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها: اختارى يا عمة أى هؤلاء الغلمان شئت فهو لك، فاختارت زيدا، فأخذته، فرآه رسول الله ﷺ عندها، فاستوهبه منها، فوهبته له، فأعتقه رسول الله ﷺ وتبناه، وذلك قبل أن يوحى إليه.
وكان أبوه حارثة قد جزع عليه جزعا شديدا، ثم قدم عليه وهو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فلم يزل عند رسول الله ﷺ حتى بعثه الله فصدقه، وأسلم، وصلى معه.
٢٤- إسلام أبى بكر
ثم أسلم أبو بكر بن أبى قحافة، واسمه عتيق. واسم أبى قحافة عثمان ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى ابن غالب بن فهر.
فلما أسلم أبو بكر رضى الله عنه أظهر إسلامه، ودعا إلى الله وإلى رسوله.
وكان أبو بكر رجلا مألفا «١» لقومه، محببا سهلا، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بها، وبما كان فيها من خير وشر، وكان رجلا تاجرا ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألقونه، لعلمه وتجارته وحسن مجالسه، فجعل يدعو إلى الله وإلى الإسلام من وثق به قومه، ممن يغشاه ويجلس إليه.
٢٥- من اسلم بدعوة أبى بكر
فأسلم بدعاء أبى بكر عثمان بن عفان بن أبى العاصى بن أمية بن عبد شمس،
فجاء بهم إلى رسول الله ﷺ حين استجابوا له فأسلموا وصلوا،
وكان رسول الله ﷺ يقول: ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت فيه عنده كبوة ونظر وتردده، إلا ما كان من أبى بكر بن أبى قحافة، ما تلبث عنه حين ذكرته له، وما تردد فيه.
٢٦- من أسلموا بعد ذلك
ثم أسلم أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم، والأرقم بن أبى الأرقم عبد مناف بن أسد بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم، وعثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى، وأخواه قدامة، وعبد الله، ابنا مظعون، وعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى، وامرأته فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، أخت عمر بن الخطاب، وأسماء بنت أبى بكر، وعائشة بنت أبى بكر- وهى يومئذ صغيرة- وخباب بن الأرت، حليف بنى زهرة، وعمير بن أبى وقاص- أخو سعد بن أبى وقاص- وعبد الله
ثم دخل الناس فى الإسلام أرسالا من الرجال والنساء، حتى فشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به.
٢٧- الجهر بالدعوة
ثم إن الله عز وجل أمر رسوله ﷺ أن يصدع بما جاءه
وكان أصحاب رسول الله ﷺ إذا صلوا ذهبوا فى الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينا سعد بن أبى وقاص فى نفر من أصحاب رسول الله ﷺ فى شعب من شعاب مكة، إذا ظهر عليهم نفر من المشركين، وهم يصلون، فنا كروهم وعابوا عليهم ما يصنعون، حتى قاتلوهم.
فضرب سعد بن أبى وقاص يومئذ رجلا من المشركين بعظم فشجه، فكان أول دم هريق فى الإسلام.
فلما بادى رسول الله ﷺ قومه بالإسلام وصدع به كما أمره الله لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه، حتى ذكر آلهتهم وعابها، فلما فعل ذلك ناكروه وأجمعوا خلافه وعداوته، إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام، وهم قليل.
وحدب على رسول الله ﷺ عمه أبو طالب، ومنعه وقام دونه. ومضى رسول الله ﷺ على أمر الله مظهرا لأمره، لا يرده عنه شىء.
فلما رأت قريش أن رسول الله ﷺ لا يعتبهم»
من شىء
ومضى رسول الله ﷺ على ما هو عليه، يظهر دين الله ويدعو إليه، ثم اشتد الأمر بينه وبينهم حتى تباعد الرجال وتعادوا، وأكثرت قريش ذكر رسول الله ﷺ بينها، وحض بعضهم بعضا عليه.
ثم إنهم مشوا إلى أبى طالب مرة أخرى، فقالوا له: يا أبا طالب، إن لك سنّا وشرفا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك فى ذلك حتى يهلك أحد الفريقين، ثم انصرفوا عنه.
فعظم على أبى طالب فراق قومه وعداوتهم، ولم يطب نفسا بإسلام رسول الله ﷺ ولا خذلانه.
فظن رسول الله ﷺ أنه قد بدا لعمه فيه رأى أنه خاذله، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يا عم، والله لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى، على أن أترك هذا الأمر، حتى يظهره الله أو أهلك فيه، ما تركته». ثم استعبر رسول الله ﷺ فبكى، ثم قام.
فلما ولى ناداه أبو طالب فقال: أقبل يا ابن أخى. فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: اذهب يا بن أخى فقل ما أحببت، فو الله لا أسلمك لشىء أبدا.
ثم إن قريشا حين عرفوا أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول الله ﷺ وإسلامه، وإجماعه لفراقهم فى ذلك وعداوتهم، مشوا إليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة، فقالوا له: يا أبا طالب، هذا عمارة بن الوليد، أنهد «١» فتى فى قريش وأجمله، فخذه واتخذه ولدا فهو لك، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذى قد خالف دينك ودين آبائك، وفرق جماعة قومك، وسفه أحلامهم، فنقتله، فإنما هو رجل برجل.
فقال المطعم بن عدى بن نوفل: والله يا أبا طالب، لقد أنصفك قومك.
وجهدوا على التخلص مما تكرهه، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا.
فقال أبو طالب للمطعم: والله ما أنصفونى، ولكنك قد أجمعت خذلانى ومظاهرة القوم علىّ، فاصنع ما بدا لك.
فاشتد الأمر، وحميت الحرب، وتنابذ القوم، وبادى بعضهم بعضا.
٢٨- تآمر قريش على المسلمين
ثم إن قريشا تذامروا بينهم على من فى القبائل منهم من أصحاب رسول الله ﷺ الذين أسلموا معه، فوثبت كل قبيلة على من فيهم من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم، ومنع الله رسوله ﷺ منهم بعمه أبى طالب.
وقد قام أبو طالب، حين رأى قريشا يصنعون ما يصنعون فى بنى هاشم وبنى المطلب، فدعاهم إلى ما هو عليه، من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقيام دونه. فاجتمعوا إليه، وقاموا معه، وأجابوه إلى ما دعاهم إليه، إلا ما كان من أبى لهب، عدو الله.
ثم إن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش، وكان ذا سن فيهم، وقد حضر الموسم، فقال لهم: يا معشر قريش، إنه قد حضر هذا الموسم،
قالوا: فأنت يا أبا عبد شمس، فقل وأقم لنا رأيا نقول به.
قال: بل أنتم فقولوا أسمع. قالوا: نقول: كاهن قال: لا والله ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان، فما هو بكلام الكاهن ولا سجعه. قالوا:
فنقول: مجنون. قال: ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون وعرفناه. قالوا:
فنقول: شاعر. قال: ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر كله، فما هو بالشعر.
قالوا: فنقول: ساحر. قال: ما هو بساحر، لقد رأينا السحار وسحرهم، قالوا: فما نقول يا أبا عبد شمس؟ قال: والله إن لقوله لحلاوة، وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل، وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا:
ساحر جاء بقول هو سحر يفرق بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرء وعشيرته.
فتفرقوا منه بذلك، فجعلوا يجلسون بطرق الناس حين قدموا الموسم، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه، وذكروا لهم أمره.
وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتشر ذكره فى بلاد العرب كلها.
فلما انتشر أمر رسول الله ﷺ فى العرب ويلغ البلدان.
(م ٤- الموسوعة القرآنية- ج ١)
٢٩- ما لقى الرسول من قومه
ثم إن قريشا اشتد أمرهم، للشقاء الذى أصابهم فى عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أسلم معه منهم، فأغروا برسول الله ﷺ سفهاءهم، فكذبوه وآذوه ورموه بالشعر والسحر والكهانة والجنون، ورسول الله ﷺ مظهر لأمر الله لا يستخفى به مباد لهم بما يكرهون من عيب دينهم، واعتزال أوثانهم، وفراقه إياهم على كفرهم.
واجتمع أشرافهم يوما فى الحجر فذكروا رسول الله ﷺ فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من أمر هذا الرجل قط، سفه أحلامنا، وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرق جماعتنا، وسب آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم.
فبينما هم فى ذلك، إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل يمشى حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفا بالبيت، فلما مر بهم غمزوه ببعض القول، فعرف ذلك فى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مضى، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها، فعرف ذلك فى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها، فوقف ثم قال: «أتسمعون يا معشر قريش. أما والذى نفسى بيده، لقد جئتكم بالذبح «١» ».
فأخذت القوم كلمته، حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع، حتى إن أشدهم فيه
فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان الغد اجتمعوا فى الحجر، فقال بعضهم لبعض ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه، حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه.
فبينماهم فى ذلك طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوثبوا إليه وثبة رجل واحد، وأحاطوا به يقولون: أنت الذى تقول كذا وكذا؟ - لما كان يقول من عيب آلهتهم ودينهم- فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
نعم، أنا الذى أقول ذلك.
فأخذ رجل منهم بمجمع ردائه. فقام أبو بكر رضى الله عنه دونه، وهو يبكى ويقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله؟ فانصرفوا عنه.
٣٠- إسلام حمزة
ثم إن أبا جهل مر برسول الله ﷺ عند الصفا، فآذاه وشتمه، ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه والتضعيف لأمره، فلم يكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومولاة لعبد الله بن جدعان فى مسكن لها تسمع ذلك، ثم انصرف عنه، فعمد إلى ناد من قريش عند الكعبة فجلس معهم.
فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه أن أقبل متوشحا قوسه، راجعا من صيد له- وكان صاحب صيد يخرج له، وكان إذا رجع من صيده لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، وكان إذا فعل ذلك لم يمر على
فاحتمل حمزة الغضب، لما أراد الله به من كرامته، فخرج يسعى ولم يقف على أحد، معدّا لأبى جهل إذا لقيه أن يوقع به، فلما دخل المسجد نظر إليه جالسا فى القوم، فأقبل نحوه، حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضر به بها فشجه شجة منكرة، ثم قال: أنشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول، فرد ذلك على إن استطعت! فقامت رجال من بنى مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل، فقال أبو جهل:
دعوا أبا عمارة، فإنى قد والله سببت ابن أخيه سبّا قبيحا.
ونم حمزة رضى الله عنه على إسلامه، وعلى ما تابع عليه رسول الله ﷺ من قوله.
فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله ﷺ قد عز وامتنع، وأن حمزة سيمنعه، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه.
٣١- ما كان بين عتبة والرسول
وحين أسلم حمزة، ورأت قريش أصحاب رسول الله ﷺ يزيدون ويكثرون، قال عتبة بن ربيعة، وكان سيدا، وهو جالس فى نادى قريش، ورسول الله ﷺ جالس فى المسجد وحده: يا معشر
فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله ﷺ فقال:
يا بن أخى، إنك منا حيث قد علمت من الشرف فى العشيرة، والمكان فى النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع منى أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل يا أبا الوليد، أسمع، قال: يابن أخى، إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا سوّدناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا ملّكناك علينا، وإن كان هذا الذى يأتيك رئيا «١» تراه، لا تستطيع رده عن نفسك، طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع «٢» على الرجل حتى يداوى منه.
حتى إذا فرغ عتبة، ورسول الله ﷺ يستمع منه، قال:
أقد فرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم. قال: فاسمع منى. قال: أفعل. فقال:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. حم. تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ. وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ. ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٢) التابع: من يتبع من الجن.
فقام عتبة إلى أصحابه. فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذى ذهب به. فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائى أنى قد سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة، يا معشر قريش، أطيعونى واجعلوها بى، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذى سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزّه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، قالوا:
سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه. قال: هذا رأيى فيه، فاصنعوا ما بدا لكم.
٣٢- الرسول واشراف قومه
وجعل الإسلام يفشو بمكة فى قبائل قريش فى الرجال والنساء، وقريش تحبس من قدرت على حبسه، وتفتن من استطاعت فتنته من المسلمين، فاجتمع أشراف قريش من كل قبيلة بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، ثم قال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه. فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك فأتهم.
فجاءهم رسول الله ﷺ سريعا، وهو يظن أن قد بدا لهم فيما كلمهم فيه رأى، وكان عليهم حريصا يحب رشدهم، حتى جلس إليهم.
فقالوا له: يا محمد، إنا قد بعثنا إليك لنكلمك، وإنا والله ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك، وما بقى أمر قبيح إلا قد
فقال لهم صلوات الله وسلامه عليه: ما بهذا بعثت إليكم، إنما جئتكم من الله بما بعثنى به، وقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم، فإن تقبلوه فهو حظكم فى الدنيا والآخرة، وإن تردوه علىّ أصبر لأمر الله تعالى حتى يحكم الله بينى وبينكم. قالوا: فإذا لم تفعل هذا لنا فخذ لنفسك، سل ربك أن يبعث معك ملكا يصدقك بما تتمول، وسله فليجعل لك جنانا وقصورا وكنوزا من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغى، فإنك تقوم بالأسواق كما نقوم، وتلتمس المعاش كما نلتمسه، حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك، إن كنت رسولا كما تزعم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بعثت إليكم بهذا، ولكن الله بعثنى بشيرا ونذيرا. قالوا: فأسقط السماء علينا كسفا، كما زعمت أن ربك إن شاء فعل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك إلى الله إن شاء أن يفعله بكم فعل.
وقام عنهم رسول الله ﷺ حزينا آسفا، لما فاته مما كان يطمع به من قومه حين دعوه، ولما رأى من مباعدتهم إياه.
قالوا: والله لا نسلمك لشىء أبدا، فامض لما تريد. فلما أصبح أبو جهل أخذ حجرا كما وصف، ثم جلس لرسول الله ﷺ ينتظره، وغدا رسول الله ﷺ كما كان يغدو، وكان رسول الله ﷺ قبلته إلى الشام، فكان إذا صلى جعل الكعبة بينه وبين الشام، فقام يصلى، وقد غدت قريش فجلسوا فى أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل.
فلما سجد رسول الله ﷺ احتمل أبو جهل الحجر، ثم أقبل نحوه، حتى إذا دنا منه رجع منهزما منتقعا لونه مرعوبا قد يبست يداه على الحجر، حتى قذف الحجر من يده. وقامت إليه رجال قريش فقالوا له:
ما لك يا أبا الحكم؟ قال: قمت إليه لأفعل ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه عرض لى دونه فحل من الإبل، لا والله ما رأيت مثل هامته قط ولا أنيابه لفحل قط، فهم أن يأكلنى.
فلما قال لهم ذلك أبو جهل، قام النضر بن الحارث، فقال: يا معشر قريش، إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاما حدثا، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم فى صدغيه الشيب، وجاءكم بما جاءكم به قلتم: ساحر! لا والله ما هو بساحر! وقلتم: كاهن! لا والله ما هو بكاهن! وقلتم: شاعر! لا والله
وكان النضر بن الحارث من شياطين قريش، وممن كان يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبنصب له العداوة، وكان قد قدم الحيرة وتعلم بها، فكان إذا جلس رسول الله ﷺ مجلسا فذكر فيه بالله، خلفه فى مجلسه إذا قام، ثم قال: أنا والله يا معشر قريش، أحسن حديثا منه، فهلم إلىّ، ثم يحدثهم عن ملوك فارس، ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثا منى؟
٣٣- أول جهر بالقرآن
واجتمع يوما أصحاب رسول الله ﷺ فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهره لها به قط، فمن رجل يسمعهموه؟ فقال عبد الله ابن مسعود، أنا. قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه. قال: دعونى فإن الله سيمنعنى.
فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام فى الضحى، وقريش فى أنديتها، حتى قام عند المقام ثم قرأ: (بسم الله الرّحمن الرّحيم) رافعا بها صوته الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ثم استقبلها يقرؤها. فتأملوه فجعلوا يقولون: ماذا قال ابن مسعود؟
ثم قالوا: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد. فقاموا إليه فجعلوا يضربون فى وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه، وقد أثروا فى وجهه، فقالوا له: هذا الذى خشينا عليك. فقال: ما كان أعداء الله أهون علىّ منهم الآن، وائن شئتم لأغادينهم بمثلها غدا؟ قالوا: لا، حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون.
وخرج ليلة أبو سفيان بن حرب، وأبو جهل بن هشام، والأخنس ابن شريق، ليستمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يصلى من الليل فى بيته، فأخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه، وكل لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع القمر تفرقوا، فجمعهم الطريق، فتلاوموا، وقال بعضهم لبعض. لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم فى نفسه شيئا، ثم انصرفوا.
حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة، ثم انصرفوا.
حتى إذا كانت الليلة الثانية أخذ كل رجل منهم مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض: لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود. فتعاهدوا على ذلك، ثم تفرقوا.
فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه، ثم خرج حتى أتى أبا سفيان فى بيته، فقال: أخبرنى يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال:
يا أبا ثعلبة، والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها، وسمعت أشياء ما عرفت معناها، ولا ما يراد بها.
قال الأخنس: وأنا والذى حلفت به كذلك.
ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه فى بيته فقال: يا أبا الحكم، ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال: ماذا سمعت! تنازعنا نحن وبنو عبد مناف
فقام عنه الأخنس وتركه.
٣٥- عدوان قريش على المستضعفين من المسلمين
ثم إن قريشا عدوا على من أسلم يعذبون من استضعفوا منهم، فيفتنونهم عن دينهم، فمنهم من يفتن من شدة البلاء الذى يصيبه، ومنهم من يصلب لهم ويعصمه الله.
وكان بلال، لبعض بنى جمح، مولى من مواليهم، وكان صادق الإسلام، طاهر القلب، وكان أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح يخرجه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره فى بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى. فيقول بلال وهو فى ذلك البلاء: أحد، أحد.
حتى مر به أبو بكر الصديق رضى الله عنه يوما، وهم يصنعون ذلك به وكانت دار أبى بكر فى بنى جمح، فقال لأمية بن خلف: ألا تتقى الله فى هذا المسكين! حتى متى؟ قال: أنت الذى أفسدته فأنقذه مما ترى. فقال أبو بكر:
أفعل، عندى غلام أسود أقوى منه. على دينك، أعطيكه به. قال: قد قبلت فقال: هو لك. فأعطاه أبو بكر عنه غلامه ذلك، وأخذه فأعتقه.
ثم أعتق معه على الإسلام قبل أن يهاجر إلى المدينة ست رقاب، بلال سابعهم. فقال أبوه أبو قحافة: يا بنى، إنى أراك تعتق رقابا ضعافا، فلو أنك إذا فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك! فقال أبو بكر: يا أبت، إنما أريد ما أريد لله.
فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: صبرا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة.
فأما أمه فقتلوها، وهى تأبى إلا الإسلام.
وكان أبو جهل إذا سمع بالرجل قد أسلم، له شرف، أنبّه، وإن كان تاجرا قال: لتكسدن تجارتك، وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به.
٣٦- الهجرة الاولى إلى الحبشة
فلما رأى رسول الله ﷺ ما يصيب أصحابه من البلاء، وأنه لا يقدر أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء، قال لهم: لو خرجتم إلى أرض الحبشة حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه.
فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله ﷺ إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة، وفرارا إلى الله بدينهم، فكانت أول هجرة فى الإسلام.
فكان جميع من لحق بأرض الحبشة، وهاجر إليها من المسلمين، سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم معهم صغارا وولدوا بها، ثلاثة وثمانين رجلا.
فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله ﷺ قد آمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة، وأنهم قد أصابوا بها دارا وقرارا، ائتمروا بينهم أن يبعثوا فيهم منهم رجلين من قريش إلى النجاشى، فيردهم عليهم ليفتنوهم فى دينهم، ويخرجوهم من ديارهم التى اطمأنوا بها وآمنوا فيها.
فخرجا حتى قدما على النجاشى. فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن بكلما النجاشى، وقالا لكل بطريق منهم: إنه قد لجأ إلى بلد الملك غلمان مناسفهاء، فإذا كلمنا الملك فيهم، فأشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم. فقالوا لهما: نعم.
ثم إنهما قدّما هدايا هما إلى النجاشى، فقبلها منهما، ثم كلماه وكلمه البطارقة، فغضب النجاشى وقال: لا أسلمهم أبدا حتى أدعوهم فأسألهم عما يقولون، فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما، وأحسنت جوارهم ما جاورونى.
فأرسل النجاشى إلى أصحاب رسول الله ﷺ فدعاهم فقال لهم: ما هذا الدين الذى فارقتم فيه قومكم؟
فقال له جعفر بن أبى طالب: أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، فصدقناه وآمنا به، فعدا علينا قومنا فعذبونا ليردونا إلى عبادة الأوثان، فلما قهرونا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك.
فقال لهما النجاشى: انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكما، ولا يكادون.
ولما قدم عمرو بن العاص، وعبد الله بن أبى ربيعة على قريش، ولم يدركا ما طلبا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وردهما النجاشى بما يكرهون، وأسلم عمر بن الخطاب- وكان رجلا ذا شكيمة لابرام ما وراء ظهره- امتنع به أصحاب رسول الله ﷺ وبحمزة، حتى غلبوا قريشا.
وكان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله ﷺ إلى الحبشة.
وتقول أم عبد الله بنت أبى حثمة: والله إنا لنترحل إلى أرض الحبشة، وقد ذهب عامر زوجى فى بعض حاجاتنا، إذ أقبل عمر بن الخطاب حتى وقف علىّ وهو على شركه- وكنا نلقى منه البلاء أذى لنا وشدة علينا- فقال:
إنه للانطلاق يا أم عبد الله! قلت: نعم، والله لنخرجن فى أرض الله آذيتمونا وقهرتمونا، حتى يجعل الله مخرجا. فقال: صحبكم الله. ورأيت له رقة لم أكن أراها. ثم انصرف وقد أحزنه خروجنا.
فجاء عامر بحاجته تلك فقلت له: يا أبا عبد الله. لو رأيت عمر آنفا ورقته وحزنه علينا! قال: أطمعت فى إسلامه؟ قلت: نعم. قال: فلا يسلم الذى رأيت حتى يسلم حمار الخطاب..... يأسا منه، لما كان يرى من غلظته وقسوته على الإسلام.
وكانت أخته فاطمة بنت الخطاب، عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وكانت قد أسلمت، وأسلم بعدها سعيد بن زيد، وهما مستخفيان بإسلامهما من عمر.
وكان خبّاب بن الأرت يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن، فخرج عمر يوما متوشحا سيفه يريد رسول الله ﷺ ورهطا من أصحابه قد ذكروا أنهم قد اجتمعوا فى بيت عند الصفا، وهم قريب من أربعين ما بين رجال ونساء، ومع رسول الله ﷺ عمه حمزة ابن عبد المطلب، وأبو بكر، وعلى بن أبى طالب، فى رجال من المسلمين، ممن كان أقام مع رسول الله ﷺ بمكة، ولم يخرج فيمن خرج إلى أرض الحبشة.
فلقيه نعيم بن عبد الله فقال له: أين تريد يا عمر؟ فقال: أريد محمدا هذا الذى فرق أمر قريش فأقتله. فقال له نعيم: والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر، أترى بنى عبد مناف تار كيك تمشى على الأرض، وقد قتلت محمدا؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم! فقال: وأى أهل بيتى؟ قال: ختنك وابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو، واختك فاطمة بنت الخطاب، فقد والله أسلما وتابعا محمدا على دينه فعليك بهما. فرجع عمر عائدا إلى أخته وختنه، وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة فيها (طه) يقرئهما إياها، فلما سمعوا صوت عمر، تغيب خبّاب فى مخدع لهم، وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها.
وقد سمع عمر حين دنا إلى البيت قراءة خباب عليهما، فلما دخل قال:
وبطش بختنه سعيد بن زيد. فقامت إليه أخته فاطمة بنت الخطاب لتكفه عن زوجها، فضربها فشجها. فلما فعل ذلك قالت له أخته وختنه: نعم قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما بدا لك.
فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع فارعوى، وقال لأخته:
أعطنى هذه الصحيفة التى سمعتكم تقرءون آنفا أنظر ما هذا الذى جاء به محمد، وكان عمر كاتبا، فلما قال ذلك، قالت له أخته: إنا نخشاك عليها.
قال: لا تخافى، وحلف لها بآلهته ليردنها- إذا قرأها- إليها.
فلما قال ذلك طمعت فى إسلامه، فقالت له: يا أخى، إنك نجس، على شركك، وإنه لا يمسها إلا الطاهر.
فقام عمر فاغتسل، فأعطته الصحيفة، وفيها (طه)، فقرأها، فلما قرأ منها صدرا قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه.
فلما سمع ذلك خباب خرج إليه، فقال له: يا عمر، والله إنى لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه، فإنى سمعته أمس وهو يقول: «اللهم أيّد الإسلام بأبى الحكم بن هشام، أو بعمر بن الخطاب، فالله الله يا عمر».
فقال له عند ذلك عمر: فدلنى يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم. فقال له خباب: هو فى بيت عند الصفا، معه فيه نفر من أصحابه.
فرجع إلى رسول الله ﷺ وهو فزع، فقال: يا رسول الله، هذا عمر بن الخطاب متوشحا السيف.
فقال حمزة بن عبد المطلب: فأذن له، فإن كان يريد خيرا بذلناه له، وإن كان يريد شرّا قتلناه بسيفه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائذن له. فأذن له الرجل. ونهض رسول الله ﷺ حتى لقيه فى الحجرة، فأخذ بمجمع ردائه ثم جذبه جذبة شديدة، وقال: ما جاء بك يا بن الخطاب؟ فو الله ما أرى أن تنتهى حتى ينزل الله بك قارعة.
فقال عمر: يا رسول الله، جئتك لأؤمن بالله ورسوله، وبما جاء من عند الله.
فكبّر رسول الله ﷺ تكبيرة عرف أهل البيت من أصحاب رسول الله ﷺ أن عمر قد أسلم.
فتفرق أصحاب رسول الله ﷺ من مكانهم، وقد عزوا فى أنفسهم حين أسلم عمر مع إسلام حمزة، وعرفوا أنهما سيمنعان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتصفون بهما من عدوهم.
وكان عمر يقول: لما أسلمت تلك الليلة تذكرت أى أهل مكة أشد لرسول الله ﷺ عداوة حتى آتيه فأخبره أنى قد أسلمت؟
قلت: أبو جهل، فأقبلت حين أصبحت حتى ضربت عليه بابه، فخرج إلىّ (م ٥- الموسوعة القرآنية- ج ١)
فضرب الباب فى وجهى وقال: قبحك الله وقبح ما جئت به.
٣٨- تحالف الكفار وحديث الصحيفة
ولما رأت قريش أن أصحاب رسول الله ﷺ قد نزلوا بلدا أصابوا به أمنا وقرارا، وأن النجاشى قد منع من لجأ إليه منهم، وأن عمر قد أسلم فكان هو وحمزة بن عبد المطلب مع رسول الله ﷺ وأصحابه، وجعل الإسلام يفشو فى القبائل، اجتمعوا وائتمروا بينهم أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بنى هاشم، وبنى المطلب، على ألا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم، ولا يبيعوهم شيئا، ولا يبتاعوا منهم.
فلما اجتمعوا لذلك كتبوه فى صحيفة، ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة فى جوف الكعبة توكيدا على أنفسهم.
فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبى طالب ابن عبد المطلب فدخلوا معه فى شعبه واجتمعوا إليه، وخرج من بنى هاشم أبو لهب إلى قريش فظاهرهم.
ولقى أبو جهل حكيم بن حزام، معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد، وهى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه فى الشعب، فتعلق به، وقال: أتذهب إلى بنى هاشم! والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة.
فجاءه أبو البخترى بن هاشم فقال: ما لك وله؟ فقال: يحمل الطعام إلى
فأبى أبو جهل حتى نال أحدهما من صاحبه. فأخذ له أبو البخترى عظم بعير فضربه فشجه، ووطعه وطعا شديدا.
وحمزة بن عبد المطلب قريب يرى ذلك، وهم يكرهون أن يبلغ ذلك رسول الله ﷺ وأصحابه فيشمتوا بهم.
ورسول الله ﷺ على ذلك يدعو قومه ليلا ونهارا، سرّا وجهرا، مناديا بأمر الله لا يتقى فيه أحدا من الناس.
٣٩- ما لقى الرسول من اذى قومه
فجعلت قريش حين منعه الله منها، وقام عمه وقومه من بنى هاشم وبنى المطلب دونه وحالوا بينهم وبين ما أرادوا من البطش به، يهمزونه ويستهزئون به ويخاصمونه، وجعل القرآن ينزل فى قريش بأحداثهم وفيمن نصب لعداوته منهم، فمنهم من سمى لنا، ومنهم من نزل فيه القرآن فى عامة من ذكر الله من الكفار، فكان ممن سمى لنا من قريش ممن نزل فيه القرآن:
أبو لهب بن عبد المطلب، وامرأته أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب، وإنما سماها الله تعالى حمالة الحطب لأنها كانت تحمل الشوك فتطرحه على طريق رسول الله ﷺ حيث يمر، فأنزل الله تعالى فيها: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ. ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ. سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ، وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ.
ثم إن أم جميل حمالة الحطب حين سمعت ما نزل فيها وفى زوجها من القرآن أتت رسول الله ﷺ وهو جالس فى المسجد عند الكعبة ومعه
وكانت قريش إنما تسمى رسول الله ﷺ مذمما، ثم يسبونه.
فكان رسول الله ﷺ يقول: ألا تعجبون لما يصرف الله عنى من أذى قريش؟ يسبون ويهجون مذمما، وأنا محمد.
وكان أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، إذا رأى رسول الله ﷺ همزه ولمزه، فأنزل الله تعالى فيه: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ. الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ. يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ. كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ. وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ. نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ. الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ. إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ. فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ.
وكان خباب بن الأرت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قينا بمكة يعمل السيوف، وكان قد باع من العاص بن وائل سيوفا عملها له، حتى كان له عليه مال، فجاءه يتقاضاه. فقال له: يا خباب، أليس يزعم محمد صاحبكم هذا الذى أنت على دينه أن فى الجنة ما ابتغى أهلها من ذهب، أو فضة أو ثياب، أو خدم؟ قال خباب: بلى فقال: فأنظرنى إلى يوم القيامة يا خباب حتى أرجع إلى تلك الدار فأقضيك هنا لك حقك فو الله لا تكون أنت وصاحبك يا خباب آثر عند الله منى ولا أعظم حظّا فى ذلك. فأنزل الله تعالى فيه:
وجلس رسول الله ﷺ يوما مع الوليد بن المغيرة فى المسجد فجاء النضر بن الحارث حتى جلس معهم فى المجلس، وفى المجلس غير واحد من رجال قريش، فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض له النضر بن الحارث، فكلمه رسول الله ﷺ حتى أفحمه.
ثم قام رسول الله ﷺ وأقبل عبد الله بن الزبعرى السهمى حتى جلس، فقال الوليد بن المغيرة لعبد الله بن الزبعرى: والله ما قام النضر ابن الحارث لابن عبد المطلب آنفا وما قعد، وقد زعم محمد أنا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم. فقال عبد الله بن الزبعرى: أما والله لو وجدته لخصمته، فسلوا محمدا: أكل ما يعبد من دون الله فى جهنم مع من عبده؟ فنحن نعبد الملائكة، واليهود تعبد عزيرا، والنصارى تعبد عيسى بن مريم «عليهما السلام» فعجب الوليد ومن كان معه فى المجلس من قول عبد الله بن الزبعرى، ورأوا أنه قد احتج وخاصم، فذكر ذلك لرسول الله ﷺ من قول ابن الزبعرى،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كل من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده، إنهم إنما يعبدون الشياطين، ومن أمرتهم بعبادته. فأنزل الله تعالى عليه فى ذلك: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ. لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ.
ومشى أبىّ بن خلف إلى رسول الله ﷺ يعظم بال قد تكسّر، فقال: يا محمد، أنت تزعم أن الله يبعث هذا بعد ما رمّ، ثم فتّه فى يده ثم نفخه فى الريح نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، أنا أقول ذلك، يبعثه الله وإياك بعد ما تكونان هكذا، ثم يدخلك الله النار. فأنزل الله تعالى فيه: وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ. قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ. الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ.
واعترض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يطوف بالكعبة: الأسود بن
ووقف الوليد بن المغيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله ﷺ يكلمه وقد طمع فى إسلامه، فبينا هو فى ذلك إذ مر به ابن أم مكتوم الأعمى، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل يستقرئه القرآن، فشق ذلك منه على رسول الله ﷺ حتى أضجره، وذلك أنه شغله عما كان فيه من أمر الوليد، وما طمع فيه من إسلامه، فلما أكثر عليه انصرف عنه عابسا وتركه. فأنزل الله تعالى فيه: عَبَسَ وَتَوَلَّى. أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى إلى قوله تعالى: فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ. مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ.
٤٠- رجوع مهاجرى الحبشة
وبلغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين خرجوا إلى أرض
فجميع من قدم عليه مكة من أصحابه من أرض الحبشة ثلاثة وثلاثون رجلا.
٤١- ابن مظعون ورده لجوار الوليد
ولما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله ﷺ من البلاء- وهو يغدو وبروح فى أمان من الوليد بن المغيرة- قال: والله إن غدوى ورواحى آمنا بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابى وأهل دينى يلقون من البلاء والأذى فى الله ما لا يصيبنى، لنقص كبير فى نفسى، فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له: لم يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، قد رددت إليك جوارك. فقال له: لم يابن أخى؟ لعله آذاك أحد من قومى. قال: لا، ولكنى أرضى بجوار الله، ولا أريد أن أستجير بغيره. قال: فانطلق إلى المسجد فاردد علىّ جوارى علانية كما أجرتك علانية. فانطلقا فخرجا حتى أتيا المسجد، فقال الوليد: هذا عثمان قد جاء يرد علىّ جوارى. قال: صدق وجدته وفيّا كريم الجوار، ولكنى قد أحببت ألا أستجير بغير الله، فقد رددت عليه جواره.
ثم انصرف عثمان، ولبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب فى مجلس من قريش ينشدهم، فجلس معهم عثمان، فقال لبيد:
ألا كل شىء ما خلا الله باطل
قال عثمان: صدقت. قال لبيد:
وكل نعيم لا محالة زائل
يا معشر قريش، والله ما كان يؤذى جليسكم، فمتى حدث هذا فيكم؟
فقال رجل من القوم: إن هذا سفيه فى سفهاء معه، قد فارقوا ديننا فلا تجدن فى نفسك من قوله. فرد عليه عثمان حتى شرى أمرهما، فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها. والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان، فقال: أما والله يا بن أخى إن كانت عينك عما أصابها لغنية، لقد كنت فى ذمة منيعة. فيقول عثمان: بل والله، إن عينى الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها فى الله، وإنى لفى جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس. فقال له الوليد: هلم يا ابن أخى، إن شئت فعد إلى جوارك. فقال: لا.
٤٢- استجارة أبى سلمة بابى طالب
ثم إن أبا سلمة لما استجار بأبى طالب، مشى إليه رجال من بنى مخزوم، فقالوا له: يا أبا طالب، لقد منعت منا ابن أخيك محمدا، فمالك ولصاحبنا تمنعه منا؟ قال: إنه استجار بى، وهو ابن أختى، وإن أنا لم أمنع ابن أختى لم أمنع ابن أخى. فقام أبو لهب فقال: يا معشر قريش، والله لقد أكثرتم على هذا الشيخ، ما تزالون تتواثبون عليه فى جواره من بين قومه، والله لتنتهن عنه أو لتقومن معه فى كل ما قام فيه، حتى يبلغ ما أراد. فقالوا:
بل تنصرف عما تكره يا أبا عتبة، وكان لهم وليّا وناصرا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبقوا على ذلك. فطمع فيه أبو طالب حين سمعه يقول ما يقول، ورجا أن يقوم معه فى شأن رسول الله صلى الله
٤٣- أبو بكر ورده لجوار بن الدغنة
وقد كان أبو بكر الصديق رضى الله عنه، حين ضاقت عليه مكة وأصابه فيها الأذى، ورأى من تظاهر قريش على رسول الله ﷺ وأصحابه ما رأى، استأذن رسول الله ﷺ فى الهجرة فأذن له، فخرج أبو بكر مهاجرا، حتى إذا سار من مكة يوما أو يومين، لقيه ابن الدغنة أخو بنى الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وهو يومئذ سيد الأحابيش، فقال ابن الدغنة: أين يا أبا بكر؟ قال:
أخرجنى قومى وآذونى وضيقوا علىّ. قال: ولم؟ فو الله إنك لتزين العشيرة، وتعين على النوائب، وتفعل المعروف، وتكسب المعدوم، ارجع فأنت فى جوارى. فرجع معه، حتى إذا دخل مكة قام ابن الدغنة فقال:
يا معشر قريش، إنى فد أجرت ابن أبى قحافة، فلا يعرضن له أحد إلا بخير.
فكفوا عنه.
وكان لأبى بكر مسجد عند باب داره فى بنى جمح، فكان يصلى فيه، وكان رجلا رقيقا، إذا قرأ القرآن استبكى، فيقف عليه الصبيان والعبيد والنساء يعجبون لما يرون من هيئته. فمشى رجال من قريش إلى ابن الدغنة، فقالوا له: يابن الدغنة، إنك لم تجر هذا الرجل ليؤذينا، إنه رجل إذا صلى، وقرأ ما جاء به محمد يرق ويبكى، فنحن نتخوف على صبياننا ونسائنا وضعفتنا أن يفتنهم، فانهه ومره أن يدخل بيته فليصنع فيه ما شاء،
قال: أو أرد عليك جوارك وأرضى بجوار الله؟ قال: فاردد علىّ جوارى. قال: قد رددته عليك. فقام ابن الدغنة فقال: يا معشر قريش، إن ابن أبى قحافة قد رد علىّ جوارى فشأنكم بصاحبكم.
فلقيه سفيه من سفهاء قريش، وهو عامد إلى الكعبة، فحثا على رأسه ترابا. فمر بأبى بكر الوليد بن المغيرة- أو العاصى بن وائل- فقال أبو بكر: ألا ترى إلى ما يصنع هذا السفيه؟ قال: أنت فعلت ذلك بنفسك.
٤٤- نقض الصحيفة
ثم إنه قام فى نقض تلك الصحيفة، التى تكاتبت فيها قريش على بنى هاشم وبنى المطلب، نفر من قريش، ولم يبل فيها أحد أحسن من بلاء هشام ابن عمرو بن ربيعة بن الحارث، وذلك أنه كان ابن أخى نضلة بن هاشم ابن عبد مناف لأمه، فكان هشام لبنى هاشم واصلا، وكان ذا شرف فى قومه، فكان يأتى بالبعير، وبنو هاشم وبنو المطلب فى الشعب ليلا، قد أوقره طعاما، حتى إذا أقبل به فم الشعب خلع خطامه من رأسه، ثم ضرب على جنبه، فيدخل الشعب عليهم، ثم يأتى به قد أوقره بزّا فيفعل به مثل ذلك.
ابغنا رجلا ثالثا. فذهب إلى المطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف فقال له: يا مطعم، أقد رضيت أن يهلك بطنان من بنى عبد مناف، وأنت شاهد على ذلك، موافق لقريش فيه؟ أما والله لئن أمكنتموهم من هذه، لتجدنهم إليها منكم سراعا. قال: ويحك! فماذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد. قال:
قد وجدت ثانيا. قال: من هو؟ قال: أنا. قال: ابغنا ثالثا. قال: قد فعلت. قال: من هو؟ قال: زهير بن أبى أمية. قال: ابغنا رابعا.
فذهب إلى أبى البخترى بن هشام، فقال له نحوا مما قال للمطعم بن عدى، فقال: وهل من أحد يعين على هذا؟ قال: نعم. قال: من هو؟ قال: زهير ابن أبى أمية، والمطعم بن عدى. وأنا معك. قال: ابغنا خامسا.
فذهب إلى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد فكلمه، وذكر له قرابتهم وحقهم، فقال له: وهل على هذا الأمر الذى تدعونى إليه من أحد؟
قال: نعم، ثم سمى له القوم.
فاتعدوا خطم الحجون ليلا بأعلى مكة، فاجتمعوا هنالك، فأجمعوا أمرهم
والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة.
قال أبو جهل، وكان فى ناحية المسجد: كذبت والله لا تشق. قال زمعة بن الأسود: أنت والله أكذب، ما رضينا كتابتها حيث كتبت. قال أبو البخترى: صدق زمعة، لا نرضى ما كتب فيها، ولا نقر به. قال المطعم بن عدى: صدقتما وكذب من قال غير ذلك، نبرأ إلى الله منها، ومما كتب فيها. وقال هشام بن عمرو نحوا من ذلك. فقال أبو جهل: هذا أمر قضى بليل، تشوور فيه بغير هذا المكان.
وأبو طالب جالس فى ناحية المسجد، فقام المطعم إلى الصحيفة ليشقها فوجد الأرضة قد أكلتها إلا «باسمك اللهم».
٤٥- إسلام الطفيل بن عمرو
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ما يرى من قومه، ببذل لهم النصيحة ويدعوهم إلى النجاة مما هم فيه، وجعلت قريش، حين منعه الله منهم، يحذرون الناس ومن قدم عليهم من العرب.
وكان الطفيل بن عمرو الدوسى يحدث أنه قدم مكة ورسول الله ﷺ بها، فمشى إليه رجال من قريش، وكان الطفيل رجلا شريفا شاعرا لبيبا، فقالوا له: يا طفيل، إنك قدمت بلادنا، وهذا الرجل
قال: فو الله ما زالوا بى حتى أجمعت ألا أسمع منه شيئا ولا أكلمه، حتى حشوت فى أذنى حين غدوت إلى المسجد كرسفا «٢» فرقا من أن يبلغنى شىء من قوله، وأنا لا أريد أن أسمعه. قال: فعدوت إلى المسجد، فإذا رسول الله ﷺ قائم يصلى عند الكعبة. قال: فقمت منه قريبا، فأبى الله إلا أن يسمعنى بعض قوله: فسمعت كلاما حسنا. فقلت فى نفسى: واثكل أمى! والله إنى لرجل لبيب شاعر ما يخفى على الحسن من القبيح، فما يمنعنى أن أسمع من هذا الرجل ما يقول، فإن كان الذى يأتى به حسنا قبلته، وإن كان قبيحا تركته.
فمكثت حتى انصرف رسول الله ﷺ إلى بيته فاتبعته، حتى إذا دخل بيته دخلت عليه، فقلت: يا محمد، إن قومك قد قالوا لى كذا وكذا، للذى قالوا، فو الله ما برحوا يخوفوننى أمرك حتى سددت أذنى بكرسف لئلا أسمع قولك، ثم أبى الله إلا أن يسمعنى قولك، فسمعته قولا حسنا، فأعرض علىّ أمرك. قال: فعرض علىّ رسول الله ﷺ الإسلام، وتلا علىّ القرآن، فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمرا أعدل منه. قال: فأسلمت وشهدت شهادة الحق، وقلت: يا نبى الله، إنى
(٢) السكر سف: القطن.
٤٦- الإسراء والمعراج
ثم أسرى برسول الله ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو بيت المقدس من إيلياء، وقد فشا الإسلام بمكة فى قريش، وفى القبائل كلها.
وأتى رسول الله ﷺ بالبراق- وهى الدابة التى كانت تحمل عليها الأنبياء قبله- فحمل عليها، ثم خرج به صاحبه، يرى الآيات فيما بين السماء والأرض، حتى انتهى إلى بيت المقدس، فوجد فيه إبراهيم الخليل وموسى وعيسى فى نفر من الأنبياء قد جمعوا له، فصلى معهم، ثم أتى بثلاثة آنية: إناء فيه لبن، وإناء فيه خمر، وإناء فيه ماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فسمعت قائلا يقول حين عرضت على: إن أخذ الماء غرق وغرقت أمته، وإن أخذ الخمر غوى وغوت أمته، وإن أخذ اللبن هدى وهديت أمته قال: فأخذت إناء اللبن، فشربت منه، قال لى جبريل عليه السلام: هديت وهديت أمتك يا محمد.
ثم انصرف رسول الله ﷺ إلى مكة، فلما أصبح غدا على قريش فأخبرهم الخبر، فقال أكثر الناس هذا والله الأمر «١» البين! والله إن العير لتطرد شهرا من مكة إلى الشام مدبرة، وشهرا مقبلة، أفيذهب ذلك محمد فى ليلة واحدة ويرجع إلى مكة؟ فارتد كثير ممن كان أسلم، وذهب
قال: نعم. قال: يا نبى الله، فصفه لى، فإنى قد جئته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فرفع لى حتى نظرت إليه، فجعل رسول الله ﷺ يصفه لأبى بكر، ويقول أبو بكر: صدقت، أشهد أنك رسول الله، كلما وصف له منه شيئا، قال: صدقت، أشهد أنك رسول الله، حتى إذا انتهى، قال رسول الله ﷺ لأبى بكر: وأنت يا أبا بكر الصديق فيومئذ سماه الصديق.
٤٧- خروج الرسول إلى الطائف
ولما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله ﷺ من الأذى ما لم تكن تنال منه فى حياة عمه أبى طالب، فخرج رسول الله ﷺ إلى الطائف، يلتمس النصرة من ثقيف، والمنعة بهم من قومه.
ورجاء أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله عز وجل، فخرج إليهم وحده.
ولما انتهى رسول الله ﷺ إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف هم يومئذ سادة ثقيف، وأشرافهم، وهم إخوة ثلاثة: عبد باليل بن عمرو
فقام رسول الله ﷺ من عندهم وقد يئس من خير ثقيف، وقد قال لهم: إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عنى.
وكره رسول الله ﷺ أن يبلغ قومه عنه فيثيرهم ذلك عليه.
فلم يفعلوا، وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم، وألجئوه إلى بستان لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، وهما فيه، ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه، فعمد إلى ظل شجرة من عنب، فجلس فيه، وابنا ربيعة ينظران إليه، ويريان ما لقى من سفهاء أهل الطائف.
فلما اطمأن رسول الله ﷺ قال: اللهم إليك أشكو ضعف قوّتى، وقلّة حيلتى، وهوانى على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربى، إلى من تكلنى؟ إن لم يكن بك علىّ غضب فلا أبالى، ولكن عافيتك هى أوسع لى، أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بى غضبك، أو يحل على سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.
فلما رآه ابنا ربيعة: عتبة وشيبة، وما لقى، تحركت له رحمهما «١»، فدعوا
(م ٦- الموسوعة القرآنية- ج ١).
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرية الرجل الصالح يونس بن متى.
فقال له عداس: وما يدريك ما يونس بن متى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك أخى، كان نبيّا وأنا نبى.
فأكب عدّاس على رسول الله ﷺ يقبل رأسه ويديه وقدميه. فلما جاءهما عداس قالا له:
ويلك يا عداس! مالك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه؟ قالا: يا سيدى، ما فى الأرض شىء خير من هذا، لقد أخبرنى بأمر ما يعلمه إلا نبى. قال له:
ويحك يا عداس! لا يصرفنك عن دينك، فإن دينك خير من دينه.
٤٨- عرض الرسول نفسه على قبائل مكة
ثم قدم رسول الله ﷺ مكة، وقومه أشد ما كانوا عليه من خلافة وفراق دينه، إلا قليلا مستضعفين، ممن آمن به، فكان رسول الله ﷺ يعرض نفسه فى المواسم، إذا كانت، على قبائل العرب يدعوهم إلى الله، ويخبرهم أنه نبى مرسل، ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبين لهم الله ما بعثه به.
قال: وخلفه رجل أحول وضىء، له غديرنان عليه حلة عدنية. فإذا فرغ رسول الله ﷺ من قوله وما دعا إليه، قال ذلك الرجل: يا بنى فلان، إن هذا يدعوكم أن تسلخوا اللات والعزى من أعناقكم إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تطيعوه ولا تسمعوا منه.
قال: فقلت لأبى: يا أبت، من هذا الذى يتبعه ويرد عليه ما يقول؟
قال: هذا عمه عبد العزى بن عبد المطلب، أبو لهب.
وأتى رسول الله ﷺ بنى عامر بن صعصعة، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم نفسه، فقال له رجل منهم: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء. فقال له: أفنهدف «١» نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه.
فلما صدر الناس رجعت بنو عامر إلى شيخ لهم، قد كانت أدركته السن، حتى لا يقدر أن يوافى معهم المواسم، فكانوا إذا رجعوا إليه حدثوه
فكان رسول الله ﷺ على ذلك من أمره، كلما اجتمع له الناس بالموسم أتاهم يدعو القبائل إلى الله وإلى الإسلام، ويعرض عليهم نفسه، وما جاء به من الله من الهدى والرحمة، وهو لا يسمع بقادم يقدم مكة من العرب، له اسم وشرف إلا تصدى له، فدعاه إلى الله، وعرض عليه ما عنده.
٤٩- إسلام الانصار
وقدم أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بنى عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذ، يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج.
فسمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم: هل لكم فى خير مما جئتم له؟ فقالوا له: وما ذاك؟ قال: أنا رسول الله بعثنى إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأنزل على الكتاب، ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن.
فقال إياس بن معاذ، وكان غلاما حدثا: أى قوم، هذا والله خير مما جئتم له. فأخذ أنس بن رافع حفنة
فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه وإعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم، وإنجاز موعده له، خرج رسول الله ﷺ فى الموسم الذى لقيه فيه النفر من الأنصار، فعرض نفسه على قبائل العرب، كما كان يصنع فى كل موسم، فبينما هو عند العقبة وجد رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا.
ولما لقيهم رسول الله ﷺ قال: من أنتم؟ قالوا: نفر من الخزرج. قال: أمن موالى يهود؟ قالوا: نعم. قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟ قالوا: بلى، فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله عزوجل، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن.
وكان مما صنع الله بهم فى الإسلام، أن يهود كانوا معهم فى بلادهم، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا هم أهل شرك وأصحاب أوثان، وكانوا قد غزوهم ببلادهم فكانوا إذا كان بينهم شىء قالوا لهم: إن نبيّا مبعوث الآن، قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم. فلما كلم رسول الله ﷺ أولئك النفر، ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعض: يا قوم، تعلموا والله إنه للنبى الذى توعدكم به يهود، فلا تسبقكم إليه. فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا: إنا قد تركه قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقد
ثم انصرفوا عن رسول الله ﷺ راجعين إلى بلادهم وقد آمنوا وصدقوا.
فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله ﷺ ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم، فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا فلقوه بالعقبة فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما انصرف عنه القوم بعث رسول الله ﷺ معهم مصعب ابن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى، وأمره أن يقرئهم القرآن، ويعلمهم الإسلام، ويفقهم فى الدين، فكان يسمى المقرئ بالمدينة:
مصعب، وكان ينزل على أسعد بن زرارة بن عدس أبى أمامة، وهو أول من جمع بمن أسلم بالمدينة، وكانوا أربعين رجلا.
٥٠- مبايعة الأنصار للرسول
وخرج من خرج من الأنصار من المسلمين إلى الموسم مع حجاج قومهم من أهل الشرك، حتى قدموا مكة، فواعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول كعب بن مالك: ثم خرجنا إلى الحج، وواعدنا رسول الله ﷺ العقبة من أوسط أيام التشريق، قال: فلما فرغنا من الحج، وكانت الليلة التى واعدنا رسول الله ﷺ لها، ومعنا أبو جابر عبد الله ابن عمرو بن حرام، سيد من سادتنا، وشريف من أشرافنا، أخذناه معنا، وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا، فكلمناه وقلنا له:
يا أبا جابر، إنك سيد من سادتنا، وشريف من أشرافنا، وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبا للنار غدا، ثم دعوناه إلى الإسلام، وأخبرناه بميعاد رسول الله ﷺ إيانا العقبة، فأسلم وشهد معنا العقبة، وكان نقيبا.
فنمنا تلك الليلة مع قومنا فى رحالنا، حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، نتسلل تسلل القطا مستخفين حتى اجتمعنا فى الشعب عند العقبة، ونحن ثلاثة وسبعون رجلا، ومعنا امرأتان من نسائنا.
فاجتمعنا فى الشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبد المطلب، وهو يومئذ على دين قومه، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له، فلما جلس كان أول متكلم العباس بن عبد المطلب، فقال: يا معشر الخزرج- وكانت العرب إنما يسمون هذا الحى
فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلا القرآن، ودعا إلى الله، ورغب فى الإسلام، ثم قال: أبايعكم على أن تمنعونى مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم.
فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال: نعم، والذى بعثك بالحق نبيّا، لتمنعك مما نمنع منه أزرنا «١»، فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة «٢»، ورثناها كابرا عن كابر. فاعترض القول- والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم- أبو الهيثم بن التيهان، فقال: يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالا، وإنا قاطعوها- يعنى اليهود- فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: بل الدم الدم، والهدم الهدم «٣»، أنا منكم وأنتم منى، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالتم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرجوا إلى منكم اثنى عشر نقيبا،
(٢) الحلقة: السلاح.
(٣) الهدم: أى حرمتى حرمتكم.
ثم إن رسول الله ﷺ قال للنقباء: أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء، ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم، وأنا كفيل على قومى- يعنى المسلمين- قالوا: نعم.
وكان أول من ضرب على يد رسول الله ﷺ البراء بن معرور، ثم بايع بعده القوم.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارفضوا إلى رحالكم. فقال له العباس بن عبادة بن نضلة: والله الذى بعثك بالحق، إن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلى رحالكم
، فرجعنا إلى مضاجعنا، فنمنا عليها حتى أصبحنا.
فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش، حتى جاءونا فى منازلنا، فقالوا:
يا معشر الخزرج، إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخر جونه من بين أظهرنا، وتبايعونه على حربنا، وإنه والله ما من حى من العرب أبغض إلينا، أن تنشب الحرب بيننا وبينهم، منكم. فانبعث من هناك من مشركى قومنا يحلفون بالله ما كان من هذا شىء، وما علمناه.
ونفر الناس من «منى»، فبحث القوم الخبر، فوجدوه قد كان، وخرجوا فى طلب القوم، فأدركوا سعد بن عباد بأذاخر «١»، والمنذر بن عمرو، أخا
٥١- الهجرة إلى المدينة
وكان رسول الله ﷺ قبل بيعة العقبة لم يؤذن له فى الحرب، إنما يؤمر بالدعاء إلى الله والصبر على الأذى، والصفح عن الجاهل.
وكانت قريش قد اضطهدت من اتبعه من المهاجرين حتى فتنوهم عن دينهم ونفوهم من بلادهم، فهم من بين مفتون فى دينه ومن بين معذب فى أيديهم، ومن بين هارب فى البلاد فرارا منهم، منهم من بأرض الحبشة، ومنهم من بالمدينة، وفى كل وجه. فلما عتت قريش على الله عزوجل، وردوا عليه ما أرادهم به من الكرامة، وكذبوا نبيه صلى الله عليه وسلم، وعذبوا ونفوا من عبده، ووحده وصدق نبيه واعتصم بدينه، أذن الله عزوجل لرسوله ﷺ فى القتال والانتصار ممن ظلمهم وبغى عليه.
فلما أذن الله تعالى له ﷺ فى الحرب، وبايعه هذا الحى من الأنصار على الإسلام والنصرة له ولمن اتبعه، وأوى إليهم من المسلمين، أمر رسول الله ﷺ أصحابه من المهاجرين من قومه، ومن معه بمكة من المسلمين، بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها، واللحوق بإخوانهم من الأنصار، وقال: إن الله عزوجل قد جعل لكم إخوانا ودارا تأمنون بها.
فخرجوا أرسالا، وأقام رسول الله ﷺ بمكة ينتظر أن يأذن له ربه فى الخروج من مكة، والهجرة إلى المدينة.
وتقول أم سلمة: لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل لى بعيره، ثم حملنى عليه، وحمل معى ابنى سلمة فى حجرى، ثم خرج بى يقود بعيره، فلما رأته رجال بنى المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتك هذه؟ علام نتركك تسير بها فى البلاد! فنزعوا خطام البعير من يده فأخذونى منه. وغضب عند ذلك بنو عبد الأسد، رهط أبى سلمة، فقالوا: لا والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا، فتجاذبوا ابنى سلمة بينهم حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، وحبسنى بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجى أبو سلمة إلى المدينة ففرق بينى وبين زوجى وبين ابنى، فكنت أخرج كل غداة أجلس بالأبطح فما أزال أبكى حتى أمسى، سنة أو قريبا منها، حتى مربى رجل من بنى عمى، أحد بنى المغيرة، فرأى ما بى فرحمنى، فقال لبنى المغيرة: ألا تخرجون هذه المسكينة! فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها! فقالوا لى: الحقى بزوجك إن شئت. ورد بنو عبد الأسد إلى عند ذلك ابنى، فارتحلت بعيرى، ثم أخذت ابنى فوضعته فى حجرى، ثم خرجت أريد زوجى بالمدينة، وما معى أحد من خلق الله، فقلت أتبلغ بمن لقيت
فكانت تقول: والله ما أعلم أهل بيت فى الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبى سلمة، وما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة.
ثم خرج عمر بن الخطاب، وعياش بن أبى ربيعة المخزومى، حتى قدما المدينة. قال عمر بن الخطاب: اتعدت، لما أردنا الهجرة إلى المدينة، أنا وعياش ابن أبى ربيعة، وهشام بن العاصى بن وائل السهمى، التناضب «٢»، وقلنا
(٢) التناضب: موضع.
فلما قدمنا المدينة نزلنا فى بنى عمرو بن عوف بقباء، وخرج أبو جهل ابن هشام، والحارث بن هشام، إلى عياش بن أبى ربيعة، وكان ابن عمهما وأخاهما لأمهما، حتى قدما علينا المدينة، ورسول الله ﷺ بمكة، وقالا:
إن أمك قد نذرت ألا يمس رأسها مشط حتى تراك، ولا تستظل من شمس حتى تراك، فرق لها. فقلت له: يا عياش، إنه والله إن يريدك القوم إلا ليفتنوك عن دينك فاحذرهم، فو الله لو قد آذى أمك القمل لامتشطت، ولو قد اشتد عليها حر لاستظلت. فقال: أبر قسم أمى، ولى هنالك مال آخذه.
فقلت: والله إنك لتعلم أنى لمن أكثر قريش مالا، فلك نصف مالى ولا تذهب معهما. فأبى علىّ إلا أن يخرج معهما، فلما أبى إلا ذلك، قلت له:
أما إذا فعلت ما فعلت، فخذ ناقتى هذه، فإنها ناقة نجيبة ذلول، فالزم ظهرها، فإن رابك من القوم ريب، فانج عليها.
فخرج عليها معهما، حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قال له أبو جهل:
يابن أخى، والله لقد استغلظت بعيرى هذا، أفلا تعقبنى على ناقتك هذه؟ قال:
بلى. فأناخ، وأناخا ليتحول عليها، فلما استوى بالأرض عدوا عليه، فأوثقاه وربطاه، ثم دخلا به مكة، وفتناه فافتتن.
ثم إنهما حين دخلا به مكة دخلا به نهارا موثقا، ثم قالا: يا أهل مكة، هكذا فافعلوا بسفهائكم، كما فعلنا بسفيهنا هذا.
وأقام رسول الله ﷺ بمكة بعد أصحابه من المهاجرين ينتظر أن يؤذن له فى الهجرة، ولم يتخلف معه بمكة أحد من المهاجرين إلا من حبس أو فتن، إلا على بن أبى طالب، وأبو بكر بن أبى قحافة الصديق رضى الله عنهما، وكان أبو بكر كثيرا ما يستأذن رسول الله ﷺ فى الهجرة،
فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا
، فيطمع أبو بكر أن يكونه.
ولما رأت قريش أن رسول الله ﷺ قد صارت له شيعة وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم، ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم، عرفوا أنهم قد نزلوا دارا، وأصابوا منهم منعة، فحذروا خروج رسول الله ﷺ إليهم، وعرفوا أنه قد أجمع لحربهم، فاجتمعوا له فى دار الندوة- وهى دار قصى بن كلاب التى كانت قريش لا تقضى أمرا إلا فيها- يتشاورون فيها ما يصنعون فى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حين خافوه.
فقال بعضهم لبعض: إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم، فإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا فيمن قد اتبعه من غيرنا، فأجمعوا فيه رأيا.
فتشاوروا ثم قال قائل منهم: احبسوه فى الحديد، وأغلقوا عليه باباثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله، زهيرا، والنابغة، ومن مضى منهم، من هذا الموت، حتى يصيبه ما أصابهم. ثم قال
فأتى جبريل عليه السلام رسول الله ﷺ فقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذى كنت تبيت عليه. فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بايه يرصدونه متى ينام، فيثبون عليه. فلما رأى رسول الله ﷺ مكانهم قال لعلى بن أبى طالب: نم على فراشى وتسج ببردى هذا الحضرمى الأخضر، فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شىء تكرهه منهم.
وكان رسول الله ﷺ ينام فى برده ذلك إذا نام.
وخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه فلا يرونه، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم، فقال: ما تنتظرون ها هنا؟
قالوا: محمدا. قال: خيبكم الله! قد والله خرج عليكم محمد، ثم جعلوا
وكان أبو بكر رضى الله عنه رجلا ذا مال، فكان حين استأذن رسول الله ﷺ فى الهجرة،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعجل، لعل الله يجعل لك صاحبا
، قد طمع بأن يكون رسول الله ﷺ إنما يعنى نفسه، حين قال له ذلك، فابتاع راحلتين، فاحتبسهما فى داره، يعلفهما إعدادا لذلك.
تقول عائشة: كان رسول الله ﷺ لا يخطئ أن يأتى بيت أبى أحد طرفى النهار إما بكرة وإما عشية، حتى إذا كان اليوم الذى أذن فيه لرسول الله ﷺ فى الهجرة، والخروج من مكة بين ظهرى قومه، أتانا رسول الله ﷺ بالهاجرة، فى ساعة كان لا يأتى فيها. فلما رآه أبو بكر، قال: ما جاء رسول الله ﷺ إلا لأمر حدث.
فلما دخل ﷺ تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس عند أبى بكر إلا أنا وأختى أسماء بنت أبى بكر، فقال، رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرج عنى من عندك،
فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله. قال: الصحبة.
ثم قال:
يا نبى الله، إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا. فاستأجرا عبد الله بن أريقط، رجلا من بنى الدئل بن بكر، وكانت أمه امرأة من بنى سهم بن عمرو- وكان مشركا- يدلهما على الطريق، فدفعا إليه راحلتيهما، فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما. ولم يعلم بخروج رسول الله ﷺ أحد حين خرج، إلا على بن أبى طالب.
وأبو بكر الصديق، وآل أبى بكر، أما على، فإن رسول الله ﷺ أخبره بخروجه، وأمره أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدى عن رسول الله ﷺ الودائع التى كانت عنده للناس وكان رسول الله ﷺ ليس بمكة أحد عنده شىء يخشى عليه إلا وضعه عنده، لما يعلم من صدقه وأمانته، صلى الله عليه وسلم.
فلما أجمع رسول الله ﷺ الخروج، أتى أبا بكر بن أبى قحافة، فخرجا من خوخة لأبى بكر فى ظهر بيته، ثم عمدا إلى غار بثور- جبل بأسفل مكة- فدخلاه، وأمر أبو بكر ابنه عبد الله بن أبى بكر أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره، ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون فى ذلك اليوم من الخبر، وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره، ثم يريحها عليهما، يأتيهما إذا أمسى فى الغار. وكانت أسماء بنت أبى بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما.
وانتهى رسول الله ﷺ وأبو بكر إلى الغار ليلا، فدخل (م ٧- الموسوعة القرآنية- ج ١)
فأقام رسول الله ﷺ فى الغار ثلاثا ومعه أبو بكر، وجعلت قريش فيه، حين فقدوه، مائة ناقة، لمن يرده عليهم. وكان عبد الله بن أبى بكر يكون فى قريش نهاره معهم، يسمع ما يأتمرون به، وما يقولون فى شأن رسول الله ﷺ وأبى بكر، ثم يأتيهما إذا أمسى فيخبرهما الخبر.
وكان عامر بن فهيرة، مولى أبى بكر رضى الله عنه، يرعى فى رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبى بكر فاحتلبا وذبحا، فإذا عبد الله بن أبى بكر غدا من عندهما إلى مكة، اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفى عليه. حتى إذا مضت الثلاث، وسكن عنهما الناس، أتاهما صاحبهما الذى استأجراه ببعيريهما وبعير له، وأتتهما أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها بسفرتها، ونسيت أن تجعل لها عصاما «١»، فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة فإذا ليس لها عصام، فتحل نطاقها فتجعله عصاما، ثم علقتها به.
فكان يقال لأسماء بنت أبى بكر: ذات النطاق، لذلك.
فلما قرب أبو بكر، رضى الله عنه، الراحلتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم له أفضلهما، ثم قال: اركب، فداك أبى وأمى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنى لا أركب بعيرا ليس لى. قال: فهى لك يا رسول الله بأبى أنت وأمى. قال: لا، ولكن ما الثمن الذى ابتعتها به؟ قال: كذا
قال: هى لك يا رسول الله فركبها وانطلقا، وأردف أبو بكر الصديق رضى الله عنه عامر بن فهيرة مولاه خلفه، ليخدمهما فى الطريق.
وتقول أسماء: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر رضى الله عنه، أتانا نفر من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبى بكر، فخرجت إليهم، فقالوا: أين أبوك يا بنت أبى بكر؟ قلت:
لا أدرى والله أين أبى؟ فرفع أبو جهل يده- وكان فاحشا خبيثا- فلطم خدى لطمة طرح منها قرطى ثم انصرف، فمكثنا ثلاث ليال وما ندرى أين وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا أربعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، الصديق رضى الله عنه، وعامر بن فهيرة مولى أبى بكر، وعبد الله بن أريقط دليلهما.
وتقول أسماء: ولما خرج رسول الله ﷺ وخرج أبو بكر معه احتمل أبو بكر ماله كله، ومعه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف، فانطلق بها معه. قالت: فدخل علينا جدى أبو قحافة، وقد ذهب بصره، فقال: والله إنى لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه. قلت: كلا يا أبت! إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا. قالت: فأخذت أحجارا فوضعتها فى كوة فى البيت الذى كان أبى يضع ماله فيها، ثم وضعت عليها ثوبا، ثم أخذت بيده، فقلت:
يا أبت، ضع يدك على هذا المال، فوضع يده عليه، فقال: لا بأس، إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن، وفى هذا بلاغ لكم، ولا والله ما ترك لنا شيئا، ولكنى أردت أن أسكن الشيخ بذلك.
فبينا أنا جالس فى نادى قومى إذ أقبل رجل منّا، حتى وقف علينا، فقال:
والله لقد رأيت ركبة ثلاثة مروا علىّ آنفا، إنى لأراهم محمدا وأصحابه فأومأت إليه بعينى: أن اسكت، ثم قلت: إنما هم بنو فلان، يتبعون ضالة لهم. قال: لعله، ثم سكت، ثم مكثت قليلا، ثم قمت فدخلت بيتى، ثم أمرت بفرسى، فقيد لى إلى بطن الوادى، وأمرت بسلاحى، فأخرج لى من دبر حجرتى، ثم أخذت قداحى التى أستقسم بها، ثم انطلقت، فلبست لأمتى «١»، ثم أخرجت قداحى فاستقسمت بها، فخرج السهم الذى أكره «لا يضره»، وكنت أرجو أن أرده على قريش فآخذ المائة الناقة، فركبت على أثره، فبينما فرسى يشتد بى عثر بى فسقطت عنه، فقلت: ما هذا؟ ثم أخرجت قداحى فاستقسمت بها، فخرج السهم الذى أكره «لا يضره»، فأبيت إلا أن أتبعه، فركبت فى أثره، فبينما فرسى يشتد بى عثر بى فسقطت عنه، فقلت: ما هذا؟
ثم أخرجت قداحى فاستقسمت بها، فخرج السهم الذى أكره «لا يضره» فأبيت إلا أن أتبعه، فركبت فى أثره، فبينما فرسى يشتد بى عثر بى فسقطت عنه فقلت: ما هذا؟ ثم أخرجت قداحى فاستقسمت بها، فخرج السهم الذى أكره «لا يضره»، فأبيت إلا أن أتبعه، فركبت فى أثره. فلما بدا لى القوم ورأيتهم، عثر بى فرسى، فذهبت يداه فى الأرض، وسقطت عنه، فعرفت حين رأيت ذلك، أنه قد منع منى، فناديت القوم فقلت: أنا سراقة بن جعشم، انظرونى أكلمكم، فو الله لا أريبكم ولا يأتيكم منى شىء تكرهونه
فقال رسول
قلت: تكتب لى كتابا يكون آية بينى وبينك. قال: اكتب له يا أبا بكر.
ثم ألقاه إلىّ، فأخذته، فجعلته فى كنانتى، ثم رجعت، فسكت فلم أذكر شيئا مما كان، حتى إذا كان فتح مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرغ من حنين والطائف، خرجت ومعى الكتاب لألقاه، فرفعت يدى بالكتاب، ثم قلت: يا رسول الله، هذا كتابك لى، أنا سراقة بن جعشم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم وفاء وبر، ادنه، فدنوت منه فأسلمت.
ويقول رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما سمعنا بمخرج رسول الله ﷺ من مكة، كنا نخرج إذا صلينا الصبح، إلى ظاهر حرتنا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فو الله لا نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلال، فإذا لم نجد ظلا دخلنا، وذلك فى أيام حارة، حتى إذا كان اليوم الذى قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، جلسنا كما كنا نجلس، حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا، وقدم رسول الله ﷺ حين دخلنا البيوت، فكان أول من رآه رجل من اليهود، فصرخ بأعلى صوته: يا بنى قيلة «١»، هذا جدكم قد جاء. فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو فى ظل نخلة، ومعه أبو بكر رضى الله عنه فى مثل سنه، وأكثرنا لم يكن رأى رسول الله ﷺ قبل ذلك، وركبه الناس- وما يعرفونه من أبى بكر- حتى زال الظل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أبو بكر وأظله بردائه، فعرفناه عند ذلك.
فنزل رسول الله ﷺ على كلثوم بن هدم، أخى بنى عمرو ابن عوف.
وأقام على بن أبى طالب عليه السلام بمكة ثلاث ليال وأيامها، حتى أدى عن رسول الله ﷺ الودائع التى كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل معه على كلثوم ابن هدم.
فأقام رسول الله ﷺ بقباء، فى بنى عمرو بن عوف، يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس، وأسس مسجده.
ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة، فأدركت رسول الله ﷺ الجمعة فى بنى سالم بن عوف، فصلاها فى المسجد الذى فى بطن الوادى، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة.
٥٤- مسجد الرسول بالمدينة وبيته
فأتاه رجال من بنى سالم بن عوف فقالوا: يا رسول الله، أقم عندنا فى العدد والعدة والمنعة. قال: خلوا سبيلها، فإنها مأمورة، لناقته، فخلوا سبيلها، فانطلقت، حتى إذا وازنت دار بنى بياضة، تلقاه رجال من بنى بياضة، فقالوا:
يا رسول الله، هلم إلينا، إلى العدد والعدة والمنعة. قال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فخلوا سبيلها، فانطلقت، حتى إذا مرت بدار بنى ساعدة اعترضه رجال من بنى ساعدة فقالوا: يا رسول الله، هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة.
قال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فخلوا سبيلها، فانطلقت، حتى إذا وازنت دار بنى الحارث بن الخزرج، قالوا: يا رسول الله، هلم إلينا إلى العدد والعدة
ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأل عن المريد لمن هو؟ فقال له معاذ بن عفراء: هو يا رسول الله لسهل وسهيل ابنى عمرو، وهما يتيمان لى، وسأرضيهما منه، فاتخذه مسجدا.
فأمر به رسول الله ﷺ أن يينى مسجدا، ونزل رسول الله ﷺ على أبى أيوب حتى بنى مسجده ومساكنه، فعمل فيه رسول الله ﷺ ليرغب المسلمين فى العمل فيه، فعمل فيه المهاجرون والأنصار، ودأبوا فيه.
فأقام رسول الله ﷺ فى بيت أبى أيوب حتى بنى له مسجده ومساكنه.
وتلاحق المهاجرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يبق بمكة منهم أحد إلا مفتون أو محبوس، ولم يوعب أهل هجرة من مكة بأهليهم وأموالهم إلى الله تبارك وتعالى، وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أهل دور
ولما خرج بنو جحش بن رئاب من دارهم، عدا عليها أبو سفيان بن حرب، فباعها من عمرو بن علقمة، فلما بلغ بنى جحش ما صنع أبو سفيان بدارهم، ذكر ذلك عبد الله بن جحش لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترضى يا عبد الله أن يعطيك الله بها دارا خيرا منها فى الجنة؟ قال: بلى. قال: فذلك لك.
فلما افتتح رسول الله ﷺ مكة كلمه أبو أحمد بن جحش فى دارهم، فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الناس لأبى أحمد: يا أبا أحمد، إن رسول الله ﷺ يكره أن ترجعوا فى شىء من أموالكم أصيب منكم فى الله عز وجل، فأمسك عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٥٥- المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
وأخى رسول الله ﷺ بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فقال:
تآخوا فى الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد على بن أبى طالب، فقال:
هذا آخى.
فلما اطمأن رسول الله ﷺ بالمدينة، واجتمع إليه إخوانه من المهاجرين، واجتمع أمر الأنصار، استحكم أمر الإسلام، فقامت الصلاة، وفرضت الزكاة والصيام، وقامت الحدود، وفرض الحلال والحرام، وتبوّأ
٥٦- حديث الآذان
وقد كان رسول الله ﷺ حين قدم المدينة إنما يحتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها، بغير دعوة، فهم رسول الله ﷺ حين قدمها أن يجعل بوقا كبوق اليهود الذين يدعون به لصلاتهم، ثم كرهه.
فبينما هم على ذلك، إذ رأى عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه، أخو بلحارث بن الخزرج، النداء، فأتى رسول الله ﷺ فقال له:
يا رسول الله، إنه طاف بى هذه الليلة طائف، مربى رجل عليه ثوبان أخضران، يحمل ناقوسا فى يده، فقلت له: يا عبد الله، أتبيع هذا الناقوس؟
قال: وما تصنع به؟ قلت: ندعو به إلى الصلاة. قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قلت: وما هو؟ قال: تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حىّ على الصلاة، حىّ على الصلاة، حىّ على الفلاح، حىّ على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.
فلما أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألقها عليه، فليؤذن بها، فإنه أندى صوتا منك.
فلما أذن بها بلال سمعها عمر بن الخطاب، وهو فى بيته، فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجر رداءه، وهو يقول: يا نبى الله، والذى بعثك
٥٧- الرسول ويهود المدينة
ونصبت عند ذلك أحبار يهود لرسول الله ﷺ العداوة، بغيا وحسدا وضغنا، لما خص الله تعالى به العرب من أخذه رسوله منهم، وانضاف إليهم رجال من الأوس والخزرج، ممن كان بقى على جاهليته، فكانوا أهل نفاق على دين آبائهم من الشرك والتكذيب بالبعث، إلا أن الإسلام قهرهم بظهوره واجتماع قومهم عليه، فظهروا بالإسلام واتخذوه جنة من القتل، ونافقو فى السر، وكان هواهم مع يهود، لتكذيبهم النبى صلى الله عليه وسلم، وجحودهم الإسلام، وكانت أحبار يهودهم هم الذين يسألون رسول الله ﷺ ويتعنتونه، ويأتونه باللبس، ليلبسوا الحق بالباطل، فكان القرآن ينزل فيهم فيما يسألون عنه، إلا قليلا من المسائل فى الحلال والحرام، كان المسلمون يسألون عنها.
وكان من حديث عبد الله بن سلام حين أسلم، وكان حبرا عالما، قال: لما سمعت برسول الله ﷺ عرفت صفته واسمه وزمانه الذى كنا نتوقع له، فكنت مسرّا لذلك، صامتا عليه، حتى قدم رسول الله ﷺ المدينة.
فلما نزل بقباء، فى بنى عمرو بن عوف، أقبل رجل حتى أخبر بقدومه، أنو فى رأس نخلة لى أعمل فيها، وعمتى خالدة بنت الحارث تحتى جالسة، فلما
وكان من حديث مخيريق، وكان حبرا عالما، وكان رجلا غنيّا كثير الأموال من النخل، وكان يعرف رسول الله ﷺ بصفته، وما يجد فى علمه، وغلب عليه إلف دينه، فلم يزل على ذلك، حتى إذا كان يوم أحد، وكان يوم أحد يوم السبت، قال: يا معشر يهود، والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق. قالوا: إن اليوم يوم السبت. قال:
لا سبت لكم. ثم أخذ سلاحه،
فخرج حتى أتى رسول الله ﷺ بأحد، وعهد إلى من وراءه من قومه: إن قتلت هذا اليوم، فأموالى لمحمد ﷺ يصنع فيها ما أراه الله. فلما اقتتل الناس، قاتل حتى قتل، فكان رسول الله ﷺ يقول: مخيربق خير يهود.
وقبض رسول الله ﷺ أمواله
، فعامة صدقات رسول الله ﷺ بالمدينة منها.
وكان حيى بن أخطب، وأخوه أبو ياسر بن أخطب، من أشد يهود
وكان ممن انضاف إلى يهود: جلاس بن سويد بن الصامت، وأخوه الحارث بن سويد.
وجلاس الذى قال- وكان ممن تخلف عن رسول الله ﷺ فى غزوة تبوك-: ائن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمر. فرفع ذلك من قوله إلى رسول الله ﷺ عمير بن سعد، وكان فى حجر جلاس، خلف جلاس على أمه بعد أبيه، فقال له عمير بن سعد: والله يا جلاس، إنك لأحب الناس إلىّ، وأحسنهم عندى يدا، وأعزهم على أن يصيبه شىء يكرهه، ولقد قلت مقالة لئن رفعتها عليك لأفضحنك، ولئن صمت عليها ليهلكن دينى، ولإحداهما أيسر على من الأخرى. ثم مشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر له ما قاله جلاس، فحلف جلاس بالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
لقد كذب على عمير، وما قلت ما قال عمير بن سعد. فأنزل الله عز وجل فيه:
يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ.
فزعموا أنه تاب فحسنت توبته، حتى عرف منه الخير والإسلام. وأخوه الحارث بن سويد، الذى قتل المجذر بن ذياد البلوى، وقيس بن زيد، أحد
ونبتل بن الحارث، وهو الذى قال له رسول الله ﷺ من أحب أن ينظر إلى الشيطان، فلينظر إلى نبتل بن الحارث.
وكان رجلا جسيما أسود ثائر شعر الرأس، أحمر العينين، أسفع الخدين، وكان يأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتحدث إليه، فيسمع منه، ثم ينقل حديثه إلى المنافقين، وهو الذى قال: إنما محمد أذن من حدثه شيئا صدقه. فأنزل الله عز وجل فيه.
وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.
ومربع بن قيظى، وهو الذى قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أجاز فى بستانه ورسول الله ﷺ عامد إلى أحد: لا أحل لك يا محمد، إن كنت نبيّا، أن تمر فى بستانى، وأخذ فى يده حفنة من تراب، ثم قال:
والله لو أعلم أنى لا أصيب بهذا التراب غيرك لرميتك به. فابتدره القوم ليقتلوه، فقال رسول الله ﷺ دعوه. فهذا الأعمى أعمى القلب، أعمى البصيرة.
فضربه سعد بن زيد، أخو بنى عبد الأشهل، بالقوس فشجه.
وعبد الله بن أبىّ بن سلول، وكان رأس المنافقين وإليه يجتمعون،
وكان ممن تعوذ بالإسلام ودخل فيه مع المسلمين وأظهره، وهو منافق، من أحبار يهود: زيد بن اللصيت، الذى قاتل عمر بن الخطاب رضى الله عنه بسوق بنى قينقاع، وهو الذى قال، حين ضلت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم: يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء وهو لا يدرى أين ناقته!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاءه الخبر بما قال عدو الله فى رحله، ودل الله تبارك وتعالى رسوله ﷺ على ناقته: إن قائلا قال: يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء ولا يدرى أين ناقته؟ وإنى والله ما أعلم إلا ما علمنى الله وقد دلنى الله عليها، فهى فى هذا الشعب، قد حبستها شجرة بزمامها. فذهب رجال من المسلمين، فوجدوها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما وصف.
ورافع بن حريملة، وهو الذى قال له الرسول الله صلى الله عليه وسلم، حين مات: قد مات اليوم عظيم من عظماء المنافقين.
وكان هؤلاء المنافقون يحضرون إلى المسجد فيستمعون أحاديث المسلمين ويسخرون ويستهزئون بدينهم، فاجتمع يوما فى المسجد منهم ناس، فرآهم رسول الله ﷺ يتحدثون بينهم خافضى أصواتهم، قد لصق بعضهم ببعض، فأمر بهم رسول الله ﷺ فأخرجوا من المسجد إخراجا عنيفا.
وكان يهود يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله ﷺ قبل مبعثه، فلما بعثه الله من العرب كفروا به، وجحدوا ما كانوا يقولون فيه، فقال لهم معاذ بن جبل، وبشر بن البراء بن معرور، أخو بنى سلمة: يا معشر يهود، اتقوا الله وأسلموا، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل شرك، وتخبروننا أنه مبعوث، وتصفونه لنا بصفته. فقال سلام ابن مشكم، أحد بنى النضير: ما جاءنا بشىء نعرفه، وما هو بالذى كنا نذكره لكم، فأنزل الله فى ذلك من قولهم: وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ.
وقال رافع بن حريملة، ووهب بن زيد، لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد، ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه، وفجر لنا أنهارا، نتبعك ونصدقك.
فأنزل الله تعالى فى ذلك من قولهما: أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ.
ولما قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله ﷺ أتتهم أحبار يهود، فتنازعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رافع ابن حريملة: ما أنتم على شىء، وكفر بعيسى وبالإنجيل، فقال رجل من
وقال رافع بن حريملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد، إن كنت رسولا من الله كما تقول، فقل لله فليكلمنا حتى نسمع كلامه. فأنزل الله تعالى فى ذلك من قوله: وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ.
ولما صرفت القبلة عن الشام إلى الكعبة، وصرفت فى رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم رسول الله ﷺ بالمدينة، أتى رسول الله ﷺ رفاعة بن قيس وآخرون، فقالوا: يا محمد، ما ولاك عن قبلتك التى كنت عليها وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه؟ ارجع إلى قبلتك التى كنت عليها، نتبعك ونصدقك، وإنما يريدون بذلك فتنته عن دينه، فأنزل الله تعالى فيهم: سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.
وقدم على رسول الله ﷺ وفد نصارى نجران، ستون راكبا، فيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم، فى الأربعة عشر منهم ثلاثة نفر إليهم يئول أمرهم: العاقب، أمير القوم وذو رأيهم، وصاحب مشورتهم، والذى لا يصدرون إلا عن رأيه، واسمه عبد المسيح، والسيد، ثمالهم «١»، وصاحب رحلهم ومجتمعهم، واسمه الأيهم، وأبو حارثة بن علقمة، أحد بنى بكر ابن وائل، أسقفهم وحبرهم وإمامهم، وصاحب مدارسهم.
وكان أبو حارثة قد شرف فيهم، ودرس كتبهم، حتى حسن عمله فى دينهم، فكانت ملوك الروم من النصرانية قد شرّفوه وموّلوه وأخدموه.
وبنوا له الكنائس، وبسطوا عليه الكرامات، لما يبلغهم عنه من علمه واجتهاده فى دينهم.
فلما رجعوا إلى رسول الله ﷺ من نجران، جلس أبو حارثة على بغلة له موجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى جنبه أخ له، يقال له: كرز بن علقمه، فعثرت بغلة أبى حارثة، فقال كرز: تعس الأبعد، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له أبو حارثة: بل أنت تعست. فقال:
ولم يا أخى؟ قال: والله إنه للنبى الذى كنا ننتظر. فقال له كرز: ما يمنعك منه وأنت تعلم هذا؟ قال: ما صنع بنا هؤلاء القوم، شرّفونا وموّلونا وأكرمونا، وقد أبوا إلاخلافه، فلو فعلت نزعوا منا كل ما ترى. فأضمر عليها منه أخوه كرز بن علقمة، حتى أسلم بعد ذلك.
ولما قدموا على رسول الله ﷺ المدينة، فدخلوا عليه مسجده
(م ٨- الموسوعة القرآنية- ج ١)
فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: أبو حارثة بن علقمة، والعاقب عبد المسيح، والأيهم السيد، وهم من النصرانية على دين الملك، مع اختلاف من أمرهم، يقولون: هو الله، ويقولون: هو ولد الله، ويقولون:
هو ثالث ثلاثة. وكذلك قول النصرانية.
فلما كلمه الحبران، قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلما. قالا:
قد أسلمنا. قال: إنكما لم تسلما فأسلما. قالا: بلى، قد أسلمنا قبلك. قال:
كذبتما، يمنعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدا، وعبادتكما الصليب، وأكلكما الخنزير. قالا: فمن أبوه يا محمد؟ فصمت عنهما رسول الله ﷺ فلم يجبهما.
فأنزل الله تعالى فى ذلك من قولهم، واختلاف أمرهم كله، صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها.
ولما أمر رسول الله ﷺ بما أمر من ملاعنتهم، دعاهم إلى ذلك.
فقالوا له: يا أبا القاسم، دعنا ننظر فى أمرنا، ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوننا إليه. فانصرفوا عنه، ثم حلوا بالعاقب- وكان ذا رأيهم- فقالوا:
يا عبد المسيح، ماذا ترى؟ فقال: يا معشر النصارى، لقد عرفتم أن محمدا لنبى
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتونى العشية أبعث معكم القوى الأمين.
فكان عمر بن الخطاب يقول: ما أحببت الإمارة قط حبى إياها يومئذ، رجاء أن أكون صاحبها، فرحت إلى الظهر مهجرا، فلما صلى بنا رسول الله ﷺ الظهر سلم، ثم نظر عن يمينه، وعن يساره، فجعلت أتطاول له ليرانى، فلم يزل يلتمس ببصره، حتى رأى أبا عبيدة بن الجراح، فدعاه، فقال: اخرج معهم، فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه. قال عمر: فذهب بها أبو عبيدة.
٥٩- من أخبار منافقى المدينة
وقدم رسول الله ﷺ المدينة، وسيد أهلها عبد الله بن أبى بن سلول العوفى، لا يختلف عليه فى شرفه من قومه اثنان، لم تجتمع الأوس والخزرج قبله ولا بعده على رجل من أحد الفريقين غيره، حتى جاء الإسلام، ومعه فى الأوس رجل، هو فى قومه من الأوس شريف مطاع، أبو عامر عبد عمرو بن صيفى بن النعمان، أحد بنى ضبيعة بن زيد، وهو أبو حنظلة، الغسيل يوم أحد، وكان قد ترهب فى الجاهلية، ولبس المسوح، وكان يقال له:
الراهب، فثقيا بشرفهما وضرهما.
وأما أبو عامر فأبى إلا الكفر والفراق لقومه، حين اجتمعوا على الإسلام فخرج منهم إلى مكة ببضعة عشر رجلا، مفارقا للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا: الراهب.
ولكن قولوا الفاسق.
وكان أبو عامر أتى رسول الله ﷺ حين قدم المدينة، قبل أن يخرج إلى مكة، فقال: ما هذا الدين الذى جئت به؟ فقال: جئت بالحنيفية دين إبراهيم. قال: فأنا عليها. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنك لست عليها. قال: بلى. قال: إنك أدخلت يا محمد فى الحنيفية ما ليس منها قال: ما فعلت، ولكن جئت بها بيضاء نقية. قال: الكاذب أماته الله طريدا غريبا وحيدا- يعرض برسول الله صلى الله عليه وسلم- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل، فمن كذب فعل الله تعالى ذلك به. فكان هو ذلك عدو الله، خرج إلى مكة، فلما افتتح رسول الله ﷺ مكة خرج إلى الطائف، فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام، فمات بها طريدا غريبا وحيدا.
وقدم رسول الله ﷺ المدينة يوم الاثنين، حين اشتد الضحاء، وكادت الشمس تعتدل، لثنتى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، ورسول الله ﷺ يومئذ ابن ثلاث وخمسين سنة. وذلك بعد أن بعثه الله عز وجل بثلاث عشرة سنة، فأقام بها بقية شهر ربيع الأول، وشهر ربيع الآخر، وجماديين، ورجبا، وشعبان، وشهر رمضان، وشوالا، وذا القعدة، وذا الحجة، والمحرم، ثم خرج غازيا فى صفر، على رأس اثنى عشر شهرا من مقدمه المدينة واستعمل على المدينة سعد بن عبادة.
حتى بلغ ودان، وهى غزوة الأبواء، يريد قريشا. وبنى ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، فوادعته فيها بنو ضمرة، وكان الذى وادعه منهم عليهم مخشى بن عمرو الضمرى، وكان سيدهم فى زمانه ذلك. ثم رجع رسول الله ﷺ إلى المدينة، ولم يلق كيدا، فأقام بها بقية صفر، وصدرا من شهر ربيع الأول. وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى مقامه ذلك بالمدينة، عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصى، فى ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، فسار حتى بلغ ماء بالحجاز، بأسفل ثنية المرة، فلقى بها جمعا عظيما من قريش، فلم يكن بينهم قتال، إلا أن سعد بن أبى وقاص قد رمى يومئذ بسهم، فكان أول سهم رمى به فى الإسلام.
ثم انصرف القوم عن القوم، وللمسلمين حامية، وفر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهرانى، حليف بنى زهرة، وعتبة بن غزوان بن جابر المازنى، حليف بنى نوفل بن عبد مناف، وكانا مسلمين، ولكنهما خرجا ليتوصلا بالكفار، وكان على القوم عكرمة بن أبى جهل.
ثم، غزا رسول الله ﷺ فى شهر ربيع الأول يريد قريشا، واستعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعون، حتى بلغ بواط من ناحية رضوى، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا، فلبث بها بقية شهر ربيع الآخر، وبعض جمادى الأولى.
ثم غزا قريشا، فاستعمل على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد، فسلك على نقب بنى دينار، ثم على فيفاء الخبار، فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر، يقال لها:
ذات الساق، فصلى عندها. فثم مسجده صلى الله عليه وسلم، ثم ارتحل رسول الله ﷺ فترك الخلائق «١» بيسار، وسلك شعبة يقال لها: شعبة عبد الله، وذلك اسمها اليوم، ثم صب لليسار حتى هبط بليل، فنزل بمجتمعه ومجتمع الضبوعة، واستقى من بئر بالضبوعة، ثم سلك الفرش- فرش ملل- حتى لقى الطريق بصحيرات اليمام، ثم اعتدل به الطريق، حتى نزل العشيرة من بطن ينبع، فأقام بها جمادى الأولى وليالى من جمادى الآخرة، ووادع فيها بنى مدلج وحلفاءهم من بنى ضمرة، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا.
وقد كان بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما بين ذلك من غزوة، سعد
ولم يقم رسول الله ﷺ بالمدينة حين قدم من غزوة العشيرة إلا ليالى قلائل، لا تبلغ العشرة، حتى أغار كرز بن جابر الفهرى على سرح المدينة، فخرج رسول الله ﷺ فى طلبه واستعمل على المدينة زيد بن حارثة.
حتى بلغ واديا، يقال له: صفوان، من ناحية بدر، وفاته كرز بن جابر، فلم يدركه، وهى غزوة بدر الأولى، ثم رجع رسول الله ﷺ إلى المدينة، فأقام بها بقية جمادى الآخرة، ورجبا وشعبان.
وبعث رسول الله ﷺ عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدى فى رجب، مقفله من بدر الأولى، وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين، وليس فيهم من الأنصار أحد، وكتب له كتابا، وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه، فيمضى لما أمره به، ولا يستكره من أصحابه أحدا.
فلما سار عبد الله بن جحش يومين فتح الكتاب، فنظر فيه، فإذا فيه:
إذا نظرت فى كتابى هذا فامض حتى تنزل نخلة، بين مكة والطائف، فترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم. فلما نظر عبد الله بن جحش فى الكتاب، قال: سمعا وطاعة، ثم قال لأصحابه: قد أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسلك على الحجاز، حتى إذا كان بمعدن، فوق الفرع، يقال له: بحران، أضل سعد بن أبى وقاص، وعتبة بن غزوان، بعيرا لهما، كانا يعتقانه، فتخلفا عليه فى طلبه، ومضى عبد الله بن جحش وبقية أصحابه حتى نزل بنخلة، فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما، وتجارة من قريش، فيها عمرو بن الحضرمى، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، وأخوه نوفل بن عبد الله، المخزوميان، والحكم بن كيسان، مولى هشام بن المغيرة.
فلما رآهم القوم هابوهم، وقد نزلوا قريبا منهم، فأشرف لهم عكاشة بن محصن، وكان قد حلق رأسه، فلما رأوه أمنوا، وقالوا: عمار، لا بأس عليكم منهم، وتشاور القوم فيهم، وذلك فى آخر يوم من رجب، فقال القوم:
والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم، فليمتنعن منكم به، ولئن قتلتموهم لتقتلنهم فى الشهر الحرام، فتردد القوم وهابوا الإقدام، ثم شجعوا أنفسهم عليهم، وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم، وأخذ ما معهم، فرمى واقد بن عبد الله التميمى عمرو بن الحضرمى بسهم فقتله، واستأسر عثمان ابن عبد الله، والحكم بن كيسان، وأفلت القوم نوفل بن عبد الله، فأعجزهم، وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير والأسيرين، حتى قدموا على رسول الله ﷺ المدينة.
قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام، وسفكوا فيه الدم، وأخذوا فيه الأموال، وأسروا فيه الرجال.
فلما أكثر الناس فى ذلك أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم:
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ.
فلما نزل القرآن بهذا الأمر، وفرج الله تعالى عن المسلمين ما كانوا فيه من الخوف، قبض رسول الله ﷺ العير والأسيرين، وبعثت إليه قريش فى فداء عثمان بن عبد الله، والحكم بن كيسان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نفديكموهما حتى يقدم صاحبانا- يعنى: سعد بن أبى وقاص، وعتبة بن غزوان- فإنا نخشاكم عليهما، فإن تقتلوهما نقتل صاحبيكم. فقدم سعد وعتبة، فأفداهما رسول الله ﷺ منهم.
فأما الحكم بن كيسان فأسلم، فحسن إسلامه، وأقام عند رسول الله ﷺ حتى قتل يوم بئر معونة شهيدا، وأما عثمان بن عبد الله فلحق بمكة، فمات بها كافرا.
٦١- غزوة بدر
ثم إن رسول الله ﷺ سمع بأبى سفيان بن حرب مقبلا من
ولما سمع رسول الله ﷺ بأبى سفيان مقبلا من الشام، ندب المسلمين إليهم، وقال: هذه عير قريش، فيها أموالهم، فاخرجوا إليها، لعل الله ينفلكموها.
فانتدب الناس، فخف بعضهم، وثقل بعضهم، وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله ﷺ يلقى حربا. وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار ويسأل من لقى من الركبان، تخوفا على أمر الناس، حتى أصاب خبرا من بعض الركبان: أن محمد قد استنفر أصحابه لك ولعيرك، فحذر عند ذلك، فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفارى، فبعثه إلى مكة، وأمره أن يأتى قريشا، فيستنفرهم إلى أموالهم، ويخبرهم أن محمدا قد عرض لها فى أصحابه. فخرج ضمضم بن عمرو سريعا إلى مكة.
وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب، قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال، رؤيا أفزعتها فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب، فقالت له: يا أخى، والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفزعتنى، وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة، فاكتم عنى ما أحدثك به. فقال لها: وما رأيت؟ قالت: رأيت راكبا أقبل على بعير له، حتى وقف بالأبطح، ثم صرخ بأعلى صوته: ألا انفروا بالغدر «١» لمصارعكم، فى ثلاث، فأرى الناس اجتمعوا إليه، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه، فبينما
والله إن هذه لرؤيا، وأنت فاكتمها، ولا تذكريها لأحد.
ثم خرج العباس، فلقى الوليد بن عتبة بن ربيعة، وكان له صديقا، فذكرها له واستكتمه إياها، فذكرها الوليد لأبيه عتبة، ففشا الحديث بمكة، حتى تحدثت به فى أنديتها.
قال العباس: فغدوت لأطوف بالبيت، وأبو جهل بن هشام فى رهط من قريش قعود، يتحدثون برؤيا عاتكة، فلما رآنى أبو جهل، قال: يا أبا الفضل، إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا، فلما فرغت أقبلت، حتى جلست معهم، فقال لى أبو جهل: يا بنى عبد المطلب، متى حدثت فيكم هذه النبية؟ قلت وما ذاك؟ قال: تلك الرؤيا التى رأت عاتكة. فقلت: وما رأت؟ قال: يا بنى عبد المطلب، أما رضيتهم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم؟ قد زعمت عاتكة فى رؤياها أنه قال: انفروا، فى ثلاث، فسنتريص بكم هذه الثلاث، فإن يك حقّا ما تقول فسيكون، وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شىء، نكتب عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت فى العرب. قال العباس: فوالله ما كان منى إليه كبير، إلا أنى حجدت ذلك، وأنكرت أن تكون رأت شيئا. قال: ثم تفرقنا.
فلما أمسيت، لم تبق امرأة من بنى عبد المطلب إلا أتتنى، فقالت: أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع فى رجالكم، ثم قد تناول النساء وأنت تسمع، ثم لم يكن
فغدوت فى اليوم الثالث من رؤيا عاتكة، وأنا حديد مغضب، أرى أنى قد فاتنى منه أمر أحب أن أدركه منه، فدخلت المسجد فرأيته، فوالله إنى لأمشى نحوه أتعرضه ليعود لبعض ما قال، فأقع به- وكان رجلا خفيفا، حديد الوجه، حديد اللسان، حديد النظر- إذ خرج نحو باب المسجد يشتد. فقلت فى نفسى:
ما له لعنه الله، أكل هذا فرق منى أن أشاتمه، وإذا هو قد سمع ما لم أسمع: صوت ضمضم بن عمرو الغفارى، وهو يصرخ ببطن الوادى واقفا على بعيره، قد جدع بعيره، وحول رجله، وشق قميصه، وهو يقول: يا معشر قريش، الاطيبة «١»، اللطيمة، أموالكم مع أبى سفيان قد عرض لها محمد فى أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث. فشغلنى عنه، وشغله عنى، ما جاء من الأمر.
فتجهز الناس سراعا، وقالوا: أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمى، كلا والله ليعلمن غير ذلك. فكانوا بين رجلين: إما خارج، وإما باعث مكائه رجلا. وأوعبت قريش، فلم يتخلف من أشرافها أحد.
إلا أن أبا لهب بن عبد المطلب تخلف، وبعث مكانه العاصى بن هشام ابن المغيرة، وكان قد لاط له بأربعة آلاف درهم كانت له عليه، أفلس بها، فاستأجره بها، على أن يجزىء عنه، بعثه فخرج عنه، وتخلف أبو لهب.
ولما فرغوا من جهازهم، وأجمعوا السير، ذكروا ما كان بينهم وبين بنى بكر بن عبد مناة بن كنانة من الحرب، فقالوا: إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا، وكاد ذلك يثنيهم، فتبدى لهم إبليس فى صورة سراقة بن مالك
وخرج رسول الله ﷺ فى ليال مضت من شهر رمضان فى أصحابه، واستعمل عمرو بن أم مكتوم- أخا بنى عامر بن لؤى- على الصلاة بالناس، ثم رد أبا لبابة من الروحاء واستعمله على المدينة.
ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، وكان أبيض.
وكان أمام رسول الله ﷺ رايتان سوداوان: إحداهما مع على بن أبى طالب، يقال لها: العقاب، والأخرى مع بعض الأنصار.
وكانت إبل أصحاب رسول الله ﷺ يومئذ سبعين بعيرا، فاعتقبوها، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى بن أبى طالب، ومرثد ابن أبى مرثد الغنوى، يعتقبون بعيرا، وكان حمزة بن عبد المطلب، وزيد ابن حارثه، وأبو كبشة، وأنسة، موليا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعتقبون بعيرا، وكان أبو بكر، وعمر، وعبد الرحمن بن عوف، يعتقبون بعيرا.
وجعل على الساقة قيس بن أبى صعصعة، أخا بنى مازن بن النجار. وكانت راية الأنصار مع سعد بن معاذ. فسلك طريقه من المدينة إلى مكة، على نقب المدينة، ثم على العقيق، ثم على ذى الحليفة، ثم على أولات الجيش.
ولقوا رجلا من الأعراب، فسألوه عن الناس، فلم يجدوا عنده خبرا، فقال له الناس: سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: أوفيكم رسول الله؟ قالوا: نعم، فسلم عليه، ثم قال: إن كنت رسول الله فأخبرنى عما فى بطن ناقتى هذه. قال له سلمة بن سلامة بن وقش: لا تسأل رسول الله صلى
ونزل رسول الله ﷺ سجسج، وهى بئر الروحاء، ثم ارتحل منها، حتى إذا كان بالمنصرف، ترك طريق مكة بيسار، وسلك ذات اليمين على النازية، يريد بدرا، فسلك فى ناحية منها، حتى جزع واديا، يقال له: رحقان، بين النازية وبين مضيق الصفراء، بعث بسبس بن الجهنى، حليف بنى ساعدة، وعدى بن أبى الزغباء الجهنى، حليف بنى النجار، إلى بدر يتحسان له الأخبار، عن أبى سفيان بن حرب وغيره، ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قدمهما. فلما استقبل الصفراء، وهى قرية بين جبلين، سأل عن جبليها ما اسماهما؟ فقالوا: يقال: لأحدهما، هذا مسلح، وللآخر: هذا مخرىء، وسأل عن أهلهما، فقيل: بنو النار، وبنو حراق، بطنان من بنى غفار، فكرههما رسول الله ﷺ والمرور بينهما، وتفائل باسميهما وأسماء أهلهما، وتركهما رسول الله ﷺ والصفراء بيسار، وسلك ذات اليمين على واد يقال له: ذفران، فجزع فيه، ثم نزل.
وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار الناس، وأخبرهم عن قريش، فقام أبو بكر الصديق، فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو، فقال: يا رسول الله، امض لما أراك الله، فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا، إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكما مقاتلون، فو الذى بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه، حتى تبلغه، فقال له رسول الله ﷺ خيرا، ودعا له به.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشيروا علىّ أيها الناس. وإنما يريد الأنصار، وذلك أنهم عدد الناس، وأنهم حين بايعوه بالعقبة، قالوا: يا رسول الله. إنا برآء من ذمامك، حتى تصل إلى ديارنا، فإذا وصلت إلينا فأنت فى ذمتنا، نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتخوف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه، وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم. فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل. قال: لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فو الذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته، لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن نلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبر فى الحرب، صدق فى اللقاء. ففرح رسول الله ﷺ بقول سعد، ونشطه ذلك، ثم قال:
سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدنى إحدى الطائفتين، والله لكأنى الآن أنظر إلى مصارع القوم.
ثم ارتحل رسول الله ﷺ فنزل قريبا من بدر، فركب هو وأبو بكر حتى وقف على شيخ من العرب، فسأله عن قريش، وعن محمد وأصحابه، وما بلغه عنهم، فقال الشيخ: لا أخبر كما حتى تخبرانى ممن أنتما؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أخبرتنا أخبرناك. قال: أذاك بذاك؟
قال: نعم قال الشيخ: فإنه بلغنى أن محمدا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذى أخبرنى فهم اليوم بمكان كذا وكذا، للمكان الذى به رسول
فلما فرغ من خبره، قال: ممن أنتما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
نحن من ماء، ثم انصرف عنه. قال: يقول الشيخ: ما من ماء؟ أمن ماء العراق؟
ثم رجع رسول الله ﷺ إلى أصحابه، فلما أمسى بعث على ابن أبى طالب، والزبير بن العوام، وسعد بن أبى وقاص، فى نفر من أصحابه، إلى ماء بدر، يلتمسون الخبر له عليه، فأصابوا راوية لقريش فيها أسلم، غلام بنى الحجاج، وعريض أبو يسار، غلام بنى العاص بن سعيد، فأتوا بهما، فسألوهما، ورسول الله ﷺ قائم يصلى، فقالا: نحن سقاة قريش، بعثونا نسقيهم من الماء، فكره القوم خبرهما، ورجوا أن يكونا لأبى سفيان، فضربوهما، فلما بالغوا فى ضربهما قالا: نحن لأبى سفيان، فتركوهما، وركع رسول الله ﷺ وسجد سجدتين ثم سلم، وقال: إذا صدقاكم ضربتموهما، وإذا كذباكم تركتموهما، صدقا، والله إنهما لقريش، أخبرانى عن قريش؟
قالا: هم والله وراء هذا الكثيب الذى ترى بالعدوة القصوى- والكثيب:
العقنقل- فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم القوم؟
قالا: كثير. قال: ما عدتهم؟ قالا: لا ندرى. قال: كم ينحرون كل يوم؟
قالا: يوما تسعا، ويوما عشرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القوم فيما بين التسعمائة والألف. ثم قال لهما: فمن فيهم من أشراف قريش؟ قالا:
عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو البخترى بن هشام، وحكيم بن حزام، ونوفل بن خويلد، والحارث بن عامر بن نوفل، وطعيمة بن عدى بن نوفل،
وكان بسبس بن عمرو، وعدى بن أبى الزغباء، قد مضيا حتى نزلا بدرا، فأناخا إلى تل قريب من الماء، ثم أخذا شنّا لهما يستقيان فيه، ومجدى بن عمرو الجهنى على الماء، فسمع عدى وبسبس جاريتين من جوارى الحاضر، وهما يتلازمان على الماء، والملزومة تقول لصاحبتها: إنما تأتى العبر غدا أو بعد غد، فأعمل لهم، ثم أقضيك الذى لك. قال مجدى: صدقت، ثم خلص بينهما.
وسمع ذلك عدى وبسبس، فجلسا على بعيريهما، ثم انطلقا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبراه بما سمعا.
وأقبل أبو سفيان بن حرب، حتى تقدم العير حذرا، حتى ورد الماء، فقال لمجدى بن عمرو: هل أحسست أحدا؟ فقال: ما رأيت أحدا أنكره، إلا أنى قد رأيت راكبين قد أناخا إلى هذا التل، ثم استقيا فى شن لهما، ثم انطلقا. فأتى أبو سفيان مناخهما، فأخذ من أبعار بعيريهما، ففته، فإذا فيه النوى، فقال: هذه والله علائف يثرب، فرجع إلى أصحابه سريعا، فضرب وجه عيره عن الطريق، فساحل بهما، وترك بدرا بيسار، وانطلق حتى أسرع.
وأقبلت قريش، فلما نزلوا الجحفة، رأى جهيم بن الصلت بن مخزمة بن المطلب بن عبد مناف رؤيا، فقال: إنى رأيت فيما يرى النائم، وإنى لبين النائم واليقظان، إذ نظرت إلى رجل قد أقبل على فرس، حتى وقف، ومعه بعير له، ثم قال: قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية (م ٩- الموسوعة القرآنية- ج ١)
فبلغت أبا جهل، فقال: وهذا أيضا نبى آخر من بنى المطلب، سيعلم غدا من المقتول إن نحن التقينا.
ولما رأى أبو سفيان أنه قد أحرز عيره، أرسل إلى قريش: إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم، فقد نجاها الله، فارجعوا. فقال أبو جهل بن هشام: والله لا نرجع حتى نرد بدرا- وكان بدر موسما من مواسم العرب، يجتمع لهم به سوق كل عام- فنقيم عليه ثلاثا، فننحر الجزر، ونطعم الطعام، ونسقى الخمر، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدا بعدها، فامضوا.
وقال الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفى، وكان حليفا لبنى زهرة، وهم بالجحفة: يا بنى زهرة، قد نجى الله لكم أموالكم، وخلص لكم صاحبكم مخرمة بن نوفل، وإنما نفرتم لتمنعوه وماله، فاجعلوا لى جبنها وارجعوا، فإنه لا حاجة لكم بأن تخرجوا فى غير ضيعة، لا ما يقول هذا، يعنى أبا جهل، فرجعوا، فلم يشهدها زهرى واحد أطاعوه، وكان فيهم مطاعا.
ولم يكن بقى من قريش بطن إلا وقد نفر منهم ناس، إلا بنى عدى، من كعب، لم يخرج منهم رجل واحد، فرجعت بنى زهرة مع الأخنس بن شريق، فلم يشهد بدرا من هاتين القبيلتين أحد، ومضى القوم. وكان بين طالب بن أبى طالب- وكان فى القوم- وبين بعض قريش محاورة، فقالوا: والله لقد عرفنا يا بنى
ومضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادى، وبعث الله السماء، وكان الوادى دهسا، فأصاب رسول الله ﷺ وأصحابه منها ما لبد لهم الأرض، ولم يمنعهم عن السير، وأصاب قريش منها ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه، فخرج رسول الله ﷺ يبادرهم إلى الماء، حتى إذا جاء أدنى ماء من بدر نزل به.
ثم إن الحباب بن المنذر بن الجموح قال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلا أنزلكه الله، ليس لنا أن تتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأى والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأى والحرب والمكيدة. فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى تأتى أدنى ماء من القوم، فنزله، ثم نغور ماوراءه من القلب، ثم نبنى عليه حوضا، فنملؤه ماء، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أشرت بالرأى. فنهض رسول الله ﷺ ومن معه من الناس، فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه، ثم أمر بالقلب فغورت، وبنى حوضا على القليب الذى نزل عليه، فملىء ماء، ثم قذفوا فيه الآنية.
ثم إن سعد بن معاذ قال: يا نبى الله، ألا نبنى لك عريشا تكون فيه، ونعد عندك ركائبك، ثم نلقى عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا، كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى، جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا، فقد تخلف عنك أقوام- يا نبى الله- ما نحن بأشد لك حبّا منهم، ولو خلنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم، يناصحونك ويجاهدون
وقد ارتحلت قريش حين أصبحت، فأقبلت، فلما رآها ﷺ تصوب من العقنقل- وهو الكثيب الذى جاءوا منه إلى الوادى- قال:
اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها، تحادك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذى وعدتنى، اللهم أحنهم الغداة.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- وقد رأى عتبة بن ربيعة فى القوم على جمل له أحمر- إن يكن فى أحد من القوم خير، فعند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا.
وقد كان خفاف بن أيماء بن رحضة الغفارى، أو أبوه أيماء بن رحضة الغفارى، بعث إلى قريش، حين مروا به، ابنا له بجزائر أهداها لهم، وقال:
إن أحببتم أن نمدكم بسلاح ورجال فعلنا. فأرسلوا إليه مع ابنه: أن وصلتك رحم، قد قضيت الذى عليك، فلعمرى لئن كنا إنما نقاتل الناس فما بنا من ضعف عنهم، ولئن كنا إنما نقاتل الله كما يزعم محمد، فما لأحد بالله من طاقة.
فلما نزل الناس أقبل نفر من قريش حتى وردوا حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهم حكيم بن حزام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوهم، فما شرب منه رجل يومئذ إلا قتل، إلا ما كان من حكيم بن حزام فإنه لم يقتل
، ثم أسلم بعد ذلك، فحسن إسلامه. فكان إذا اجتهد فى بمينه قال: لا والذى نجانى من يوم بدر.
ولما اطمأن القوم، بعثوا عمير بن وهب الجمحى، فقالوا: احزر لنا أصحاب محمد. فاستجال بفرسه حول العسكر، ثم رجع إليهم، فقال: ثلثمائة رجل يزيدون
فروا رأيكم.
فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى فى الناس، فأتى عتبة بن ربيعة، فقال:
يا أبا الوليد، إنك كبير قريش وسيدها، والمطاع فيها، هل لك إلى أن لا تزال تذكر فيها بخير إلى آخر الدهر؟ قال: وما ذاك يا حكيم؟ قال: ترجع بالناس وتحمل أمر حليفك عمرو بن الحضرمى. قال: قد فعلت، أنت على بذلك، إنما هو حليفى، فعلى عقله وما أصيب من ماله، فأت ابن الحنظلية فإنى لا أخشى أن يشجر أمر الناس غيره. ثم قام عتبة بن ربيعة خطيبا، فقال: يا معشر قريش إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمدا وأصحابه شيئا، والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر فى وجه رجل يكره النظر إليه، قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلا من عشيرته، فارجعوا وخلوا بين محمد وبين سائر العرب، فإن أصابوه فذاك الذى أردتم، وإن كان غير ذلك ألقاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون.
قال حكيم: فانطلقت حتى جئت أبا جهل، فوجدته قد نثل درعا له من جرابها- فهو يهيئها- فقلت له: يا أبا الحكم، إن عتبة أرسلنى إليك بكذا وكذا، للذى قال، فقال: انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه، كلا والله لا ترجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد، وما بعتبة ما قال، ولكنه قد رأى
فقام عامر بن الحضرمى، فاكتشف ثم صرخ: واعمراه! واعمراه! فحميت الحرب، وحقب أمر الناس، واستوسقوا على ما هم عليه من الشر، وأفسد على الناس الرأى الذى دعاهم إليه عتبة.
فلما بلغ عتبة قول أبى جهل «انتفخ والله سحره»، قال: سيعلم مصفر استه من انتفخ سحره، أنا أم هو؟
ثم التمس عتبة بيضة ليدخلها فى رأسه، فما وجد فى الجيش بيضة تسعه، من عظم هامته، فلما رأى ذلك اعتجر على رأسه ببرد له.
وقد خرج الأسود بن عبد الأسد المخزومى، وكان رجلا شرسا سيئ الخلق، فقال: أعاهد الله لأشربن من حوضهم، أو لأهدمنه، أو لأموتن دونه. فلما خرج، خرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه، وهو دون الحوض، فوقع على ظهره تشخب رجله دما نحو أصحابه، ثم حبا إلى الحوض، حتى اقتحم فيه، يريد أن يبر بمينه، وأتبعه حمزة فضربه، حتى قتله فى الحوض.
ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة، بين أخيه شيبة بن ربيعة، وابنه الوليد ابن عتبة، حتى إذا فصل من الصف، دعا إلى المبارزة، فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة، وهم: عوف، ومعوذ- ابنا الحارث، وأمهما عفراء- ورجل آخر، يقال: هو عبد الله بن رواحة، فقالوا: من أنتم؟ فقالوا: رهط من الأنصار. قالوا: ما لنا بكم من حاجة.
ثم نادى مناديهم: يا محمد، أخرج إلينا
عبيدة، وقال حمزة: حمزة، وقال على: على. قالوا: نعم، أكفاء كرام.
فبارز عبيدة، وكان أسن القوم، عتبة بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة، وبارز علىّ الوليد بن عتبة. فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله، وأما على فلم يمهل الوليد أن قتله، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه، وكر حمزة وعلىّ بأسيافهما على عتبة فذفقا عليه، واحتملا صاحبهما، فحازاه إلى أصحابه.
ثم تزاحف الناس، ودنا بعضهم من بعض، وقد أمر رسول الله ﷺ أصحابه ألا يحملوا حتى يأمرهم، وقال: إن اكتنفكم القوم فانضحوهم عنكم بالنبل
، ورسول الله ﷺ فى العريش، معه أبو بكر الصديق.
فكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من شهر رمضان.
ثم إن رسول الله ﷺ عدل صفوف أصحابه يوم بدر، وفى يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية، حليف بنى عدى بن النجار، وهو مستنتل «١» من الصف، فطعن فى بطنه بالقدح، وقال: استويا سواد فقال:
يا رسول الله. أوجعتنى: وقد بعثك الله بالحق والعدل. قال: فأقدنى، فكشف رسول الله ﷺ عن بطنه، وقال: استقد. قال: فاعتنقه، فقبل بطنه، فقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسول الله، حضر ما ترى
وبعد أن عدل رسول الله ﷺ الصفوف رجع إلى العريش فدخله، ومعه فيه أبو بكر الصديق ليس معه فيه غيره، ورسول الله ﷺ يناشد ربه ما وعده من النصر، ويقول فيما يقول: اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد. وأبو بكر يقول: يا نبى الله، بعض مناشدتك ربك، فإن الله منجز لك ما وعدك. وقد خفق رسول الله ﷺ خفقة وهو فى العريش، ثم انتبه فقال: أبشر يا أبا بكر، أتاك نصر الله، هذا جبريل أخذ بعنان فرس يقوده، على ثناياه النقع.
وقد رمى مهجع، مولى عمر بن الخطاب، بسهم فقتل، فكان أول قتيل من المسلمين ثم رمى حارثة بن سراقة، أحد بنى عدى بن النجار، وهو يشرب من الحوض، بسهم، فأصاب نحره، فقتل.
ثم خرج رسول الله ﷺ إلى الناس فحرضهم، وقال:
والذى نفس محمد بيده، لا يقاتلهم رجل فيقتل صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة. فقال عمير بن الحمام، أخو بنى سلمة، وفى يده ثمرات يأكلهن: بخ بخ، أفما بينى وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلى هؤلاء؟
ثم قذف التمرات من يده، وأخذ سيفه، فقاتل القوم حتى قتل.
ثم إن عوف بن الحارث، وهو بن عفراء، قال: يا رسول الله، ما
ولما التقى الناس، ودنا بعضهم من بعض، قال أبو جهل بن هشام:
اللهم أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا يعرف، فأحنه الغداة. فكأن هو المستفتح.
ثم إن رسول الله ﷺ أخذ حقنة من الحصباء، فاستقبل قريشا بها، ثم قال: شاهت الوجوه، ثم نقحهم بها، وأمر أصحابه، فقال:
شدوا، فكانت الهزيمة، فقتل الله تعالى من قتل من صناديد قريش، وأسر من أسر من أشرافهم. فلما وضع القوم أيديهم يأسرون، ورسول الله ﷺ فى العريش، وسعد بن معاذ قائم على باب العريش، الذى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، متوشح السيف، فى نفر من الأنصار يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخافون عليه كرة العدو، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم؟ قال:
أجل والله يا رسول الله، كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك. فكان الإثخان بأهل الشرك أحب إلى من استبقاء الرجال.
ثم إن النبى ﷺ قال لأصحابه يومئذ: إنى قد عرفت أن رجالا من بنى هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها، لا حاجة لهم بقتالنا، فمن لقى منكم أحدا من بنى هاشم فلا يقتله، ومن لقى أبا البخترى بن هشام بن الحارث ابن أسد فلا يقتله، ومن لقى العباس بن عبد المطلب، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يقتله، فإنه إنما خرج مستكرها. فقال أبو حذيفة: أنقتل آباءنا
فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لعمر بن الخطاب: يا أبا حفص- قال عمر: والله إنه لأول يوم كنانى فيه رسول الله ﷺ بأبى حفص- أيضرب وجه عم رسول الله ﷺ بالسيف؟ فقال عمر:
يا رسول الله، دعنى فلأضرب عنقه بالسيف، فو الله لقد نافق.
فكان أبو حذيفة يقول: ما أنا بآمن من تلك الكلمة التى قلت يومئذ، ولا أزال منها خائفا، إلا أن تكفرها عنى الشهادة. فقتل يوم اليمامة شهيدا.
وإنما نهى رسول الله ﷺ عن قتل أبى البخترى، لأنه كان أكف القوم عن رسول الله ﷺ وهو بمكة، وكان لا يؤذيه، ولا يبلغه عنه شىء يكرهه، وكان ممن قام فى نقض الصحيفة، التى كتبت قريش على بنى هاشم وبنى المطلب، فلقيه المجذر بن ذياد البلوى، حليف الأنصار، ثم من بنى سالم بن عوف، فقال المجذر لأبى البخترى: إن رسول الله ﷺ قد نهانا عن قتلك- ومع أبى البخترى زميل له، قد خرج معه من مكة، وهو جنادة بن مليحة بنت زهير بن الحارث بن أسد، وجنادة رجل من بنى ليث. واسم أبى البخترى: العاص- قال: وزميلى؟ فقال له المجذر:
لا والله، ما نحن بتاركى زميلك، ما أمرنا رسول الله ﷺ إلا بك وحدك. فقال: لا والله، إذن لأموتن أنا وهو جميعا، لا تتحدث عنى نساء مكة أنى تركت زميلى حرصا على الحياة.
ثم إن المجذر أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: والذى بعثك بالحق، لقد جهدت عليه أن يستأسر فآتيك به، فأبى إلا أن يقاتلنى، فقاتلته فقتلته.
فأقول: نعم. فيقول: فإنى لا أعرف الرحمن، فاجعل بينى وبينك شيئا أدعوك به، أما أنت فلا تجيبنى باسمك الأول، وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف.
قال: فكان إذا دعانى: يا عبد عمرو، لم أجب. قال: فقلت له: يا أبا على، اجعل ما شئت، قال: فأنت عبد الإله. قال: فقلت: نعم. قال: فكنت إذا مررت به قال: يا عبد الإله، فأجيبه فأتحدث معه، حتى إذا كان يوم بدر، مررت به وهو واقف مع ابنه، على بن أمية، آخذ بيده، ومعى أدراع، قد استلبتها، فأنا أحملها، فلما رآنى قال لى: يا عبد عمرو، فلم أجبه، فقال: يا عبد الإله؟
فقلت: نعم. قال: هل لك فى، فأنا خير لك من هذه الأدراع التى معك؟
قلت: نعم، ها الله ذا. فطرحت الأدراع من يدى، وأخذت بيده ويد ابنه، وهو يقول: ما رأيت كاليوم قط، أمالكم حاجة فى اللبن؟ ثم خرجت أمشى بهما.
قال لى أمية بن خلف، وأنا بينه وبين أبنه، آخذ بأيديهما: يا عبد الإله، من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة فى صدره؟ قلت: ذاك حمزة بن عبد المطلب.
قال: ذاك الذى فعل بنا الأفاعيل. قال عبد الرحمن: فو الله إنى لأقودهما إذا رآه بلال معى- وكان هو الذى يعذب بلالا بمكة على ترك الإسلام، فيخرجه إلى رمضاء مكة إذا حميت، فيضجعه على ظهره، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول: لا تزال هكذا أو تفارق دين محمد، فيقول بلال:
أحد أحد- قال: فلما رآه، قال: رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن
ويقول رجل من بنى غفار: أقبلت أنا وابن عم لى، حتى أصعدنا فى جبل يشرف بنا على بدر، ونحن مشركان، ننتظر الوقعة على من تكون الدبرة، فننتهب مع من ينتهب. قال: فبينما نحن فى الجبل، إذ دنت منا سحابة، فسمعنا فيها حمحمة الخيل، فسمعت قائلا يقول: اقدم حيزوم، فأما ابن عمى فانكشف قناع قلبه. فمات مكانه، وأما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت.
ولم تقاتل الملائكة فى يوم سوى بدر من الأيام، وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عددا ومددا. لا يضربون.
وكان شعار أصحاب رسول الله ﷺ يوم بدر: أحد أحد.
فلما فرغ رسول الله ﷺ من عدوه، أمر بأبى جهل أن يلتمس فى القتلى.
ثم عاش بعد ذلك حتى كان زمان عثمان.
ثم مر بأبى جهل، وهو عقير، معوذ بن عفراء، فضربه حتى أثبته، فتركه وبه رمق، وقاتل معوذ حتى قتل،
فمر عبد الله بن مسعود بأبى جهل، حين أمر رسول الله ﷺ أن يلتمس فى القتلى، وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: انظروا، إن خفى عليكم فى القتلى إلى أثر جرح فى ركبته، فإنى ازدحمت يوما أنا وهو على مأدبة لعبد الله بن جدعان، ونحن غلامان، وكنت أشف منه بيسير، فدفعته، فوقع على ركبته، فجحش فى إحداهما جحشا لم يزل أثره به. قال عبد الله بن مسعود: فوجدته بآخر رمق، فعرفته، فوضعت، رجلى على عنقه- قال: وقد كان ضيث بن مرة بمكة. فآذانى ولكزنى، ثم قلت له: هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال: وبماذا أخزانى؟ أعمد من رجل «١» قتلتموه! أخبرنى لمن الدائرة اليوم؟ قلت: لله ولرسوله.
ثم احتززت رأسه، ثم جئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت يا رسول الله، هذا رأبى عدو الله أبى جهل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
نعم- والله الذى لا إله غيره، ثم ألقيت رأسه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله.
وقاتل عكاشة بن محصن بن حرثان الأسدى، حليف بنى عبد شمس بن عبد مناف، يوم بدر بسيفه، حتى انقطع فى يده، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه جذلا من حطب، فقال: قاتل، بهذا يا عكاشة، فلما أخذه من رسول الله ﷺ هزه، فعاد سيفا فى يده طويل القامة، شديدة المتن، أبيض الحديدة، فقاتل به حتى فتح الله تعالى على المسلمين، وكان ذلك السيف يسمى: العون. ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قتل فى الردة، وهو عنده، قتله طليحة بن خويلد الأسدى وعكاشة بن محصن الذى قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدخل الجنة سبعون ألفا من أمتى على صورة القمر ليلة البدر، قال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلنى منهم. قال: إنك منهم، أو اللهم اجعلنى منهم. فقام رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلنى منهم، فقال: سبقك بها عكاشة، وبردت الدعوة «١».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما بلغنا عن أهله: منا خير فارس فى العرب، قالوا: ومن هو يا رسول الله قال عكاشة بن محصن فقال ضرار بن الأزور الأسدى: ذاك رجل منا يا رسول الله: قال ليس منكم ولكنه منا للحلف.
فلما ألقاهم فى القليب وقف عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقّا، فإنى قد وجدت ما وعدنى ربى حقّا. فقال له أصحابه: يا رسول الله، أتكلم قوما موتى؟ فقال لهم: لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حقّا.
ولما أمر رسول الله ﷺ أن يلقوا فى القليب، أخذ عنبة ابن ربيعة، فسحب إلى القليب، فنظر رسول الله ﷺ فى وجه أبى حذيفة بن عتبة، فإذا هو كئيب قد تغير لونه، فقال: يا أبا حذيفة، لعلك قد دخلك من شأن أبيك شىء؟ - أو كما قال صلى الله عليه وسلم- فقال: لا والله يا رسول الله، ما شككت فى أبى ولا فى مصرعه، ولكننى كنت أعرف من أبى رأيا وحلما وفضلا فكنت أرجوا أن يهديه ذلك إلى الإسلام، فلما رأيت ما أصابه، وذكرت مامات عليه من الكفر، بعد الذى كنت أرجو له، أحزننى ذلك، فدعا له رسول الله ﷺ بخير، وقال له خيرا.
ثم إن رسول الله ﷺ أمر بما فى العسكر، مما جمع الناس، فجمع، فاختلف المسلمون فيه، فقال من جمعه: هو لنا، وقال الذين كانوا يقاتلون العدو ويطلبونه: والله لولا نحن ما أصبتموه، لنحن شغلنا عنكم القوم حتى أصبتم ما أصبتم، وقال الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم، مخافة أن يخالف إليه العدو: والله ما أنتم بأحق به منا، والله لقد رأينا أن
ثم بعث رسول الله ﷺ عند الفتح عبد الله بن رواحة بشيرا إلى أهل العالية بما فتح الله عز وجل على رسول الله ﷺ وعلى المسلمين، وبعث زيد بن حارثة إلى أهل السافلة. قال أسامة بن زيد: فأتانا الخبر- حين سوينا التراب على رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتى كانت عند عثمان بن عفان. كان رسول الله ﷺ خلفنى عليها مع عثمان- أن زيد بن حارثة قدم. قال: فجئته، وهو واقف بالمصلى قد غشيه الناس، وهو يقول: قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، وزمعة بن الأسود، وأبو البخترى العاص بن هشام، وأمية بن خلف، ونبيه، ومنبه، ابنا الحجاج. قال: قلت: يا أبت، أحق هذا؟ قال: نعم، والله يا بنى.
ثم أقبل رسول رسول الله ﷺ قافلا إلى المدينة، ومعه الأسارى من المشركين، وفيهم عقبة بن أبى معيط، والنضر بن الحارث.
واحتمل رسول الله ﷺ معه النفل الذى أصيب من المشركين، وجعل على النفل عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول.
ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا خرج من مضيق الصفراء، نزل على كثيب بين المضيق وبين النازية، فقسم هناك النفل الذى أفاء الله عن المسلمين من المشركين على السواء،
ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ثم مضى رسول الله ﷺ حتى قدم المدينة قبل الأسارى بيوم واحد.
وقدم بالأسارى حين قدم بهم، وسودة بنت زمعة زوج النبى ﷺ عند آل عفراء، فى مناحتهم على عوف ومعوذ ابنى عفراء، وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب.
تقول سودة: والله إنى لعندهم إذ أتينا، فقيل: هؤلاء الأسارى قد أتى بهم. قالت: فرجعت إلى بيتى، ورسول الله ﷺ فيه، وإذا أبو يزيد سهيل بن عمرو فى ناحية الحجرة، مجموعة يداه إلى عنقه بجبل. قالت:
فلا والله ما ملكت نفسى حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه، أن قلت:
أعطيتم بأيديكم، ألا متم كراما؟ فو الله ما أنبهنى إلا قول رسول الله ﷺ من البيت: يا سودة، أعلى الله ورسوله تحرضين؟ قلت:
يا رسول الله، والذى بعثك بالحق، ما ملكت نفسى حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه، أن قلت ما قلت.
ثم إن رسول الله ﷺ حين أقبل بالأسارى، فرقهم بين أصحابه، وقال: استوصوا بالأسارى خيرا.
(م ١٠- الموسوعة القرآنية- ج ١)
ويقول أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت، فأسلم العباس، وأسلمت أم الفضل، وأسلمت، وكان العباس يهاب قومه، ويكره خلافهم، وكان يكتم إسلامه، وكان ذا مال كثير متفرق فى قومه، وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر، فبعث مكانه العاصى بن هشام بن المغيرة، وكذلك كانوا صنعوا، لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا، فلما جاءه الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش، كبته الله وأخزاه، ووجدنا فى أنفسنا قوة وعزّا.
ويقول أبو رافع: وكنت رجلا ضعيفا، وكنت أعمل الأقداح، أنحتها فى حجرة زمزم، فو الله إنى لجالس أنحت أقداحى، وعندى أم الفضل جالسة، وقد سرنا ما جاءنا من الخبر، إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه بشر، حتى جلس على طنب الحجرة، فكان ظهره إلى ظهرى، فبينما هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب قد قدم. فقال له أبو لهب: هلم إلى، فعندك لعمرى الخبر. فجلس إليه والناس قيام عليه، فقال: يابن أخى، أخبرنى كيف
وناحت قريش على قتلاهم، ثم قالوا: لا تفعلوا فيبلغ محمدا وأصحابه، فيشمتوا بكم، ولا تبعثوا فى أسراكم حتى تستأنوا بهم «١»، لا يأرب «٢» عليكم محمد وأصحابه فى الفداء. وكان الأسود بن عبد المطلب قد أصيب له ثلاثة من ولده: زمعة بن الأسود، وعقيل بن الأسود، والحارث بن زمعة، وكان يحب أن يبكى على بنيه، فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة من الليل فقال لغلام له، وقد ذهب بصره: انظر هل أحل النحب، هل بكت قريش على قتلاها؟
لعلى أبكى على أبى حكيمة، يعنى زمعة، فإن جوفى قد احترق. فلما رجع إليه الغلام قال: إنما هى امرأة تبكى على بعير لها أضلته.
وكان فى الأسارى أبو وداعة بن ضبيرة السهمى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن له بمكة ابنا كيسا تاجرا ذا مال، وكأنكم به قد جاءكم فى طلب فداء أبيه.
فلما قالت قريش: لا تعجلوا بفداء أسراكم،
(٢) لا يأرب: لا يشتد.
لا تعجلوا، وانسل من الليل فقدم المدينة، فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم، فانطلق به.
ثم بعثت قريش فى فداء الأسارى، فقيل لأبى سفيان: افد عمرا ابنك.
قال: أيجمع على دمى ومالى، قتلوا حنظلة، وأفدى عمرا، دعوه فى أيديهم، يمسكوه ما بدا لهم.
فبينما هو كذلك، محبوس بالمدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ خرج سعد بن النعمان بن أكال، معتمرا، ومعه مرية «١» له، وكان شيخا مسلما، فى غنم له بالنقيع، فخرج من هناك معتمرا، ولا يخشى الذى صنع به، لم يظن أنه يحبس بمكة، إنما جاء معتمرا، وقد عهد قريشا لا يتعرضون لأحد جاء حاجّا، أو معتمرا، الا بخير، فعدا عليه أبو سفيان بن حرب بمكة، فحبسه بابنه عمرو، ومشى بنو عمرو بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخبروه خبره، وسألوه أن يعطيهم عمرو بن أبى سفيان، فيفكوا به صاحبهم، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعثوا به إلى أبى سفيان، فخلى سبيل سعد.
وقد كان فى الأسارى أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس.
ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته زينب.
وكان رسول الله ﷺ قد زوج عتبة بن أبى لهب رقية، أو أم كلثوم. فلما بادى قريشا بأمر الله تعالى وبالعداوة، قالوا: إنكم قد فرغتم محمدا من همه، فردوا عليه بناته، فاشغلوه بهن، فمشوا إلى أبى العاص، فقالوا له: فارق صاحبتك ونحن نزوجك أى امرأة من قريش شئت. قال:
لا والله، إنى لا أفارق صاحبتى، وما أحب أن لى بامرأتى امرأة من قريش.
وكان رسول الله ﷺ يثنى عليه فى صهره خيرا. ثم مشوا إلى عتبة بن أبى لهب، فقالوا له: طلق بنت محمد ونحن ننكحك أى امرأة من قريش شئت. فقال: إن زوجتمونى بنت أبان بن سعيد بن العاص، أو بنت سعيد بن العاص، فارقتها، فزوجوه بنت سعيد بن العاص وفارقها، ولم يكن دخل بها، فأخرجها الله من يده كرامة لها، وهوانا له، وخلف عليها عثمان بن عفان بعده.
وكان رسول الله ﷺ لا يحل بمكة ولا يحرم، مغلوبا على أمره. وكان الإسلام قد فرق بين زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولما بعث أهل مكة فى فداء أسرائهم، بعثت زينب بنت رسول الله ﷺ فى فداء أبى العاص بن الربيع بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أخلتها بها على أبى العاص حين بنى عليها، فلما رآها رسول الله ﷺ رق لها رقة شديدة، وقال: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها مالها فافعلوا، فقالوا: نعم يا رسول الله. فأطلقوه، وردوا عليها الذى لها.
وكان رسول الله ﷺ قد أخذ عليه، أن يخلى سبيل زينب إليه، فلما قدم أبو العاص مكة، أمرها باللحوق بأبيها، فخرجت تجهز.
فلما فرغت بنت رسول الله ﷺ من جهازها، قدم لها حموها كنانة بن الربيع أخو زوجها، بعيرا، فركبته، وأخذ قوسه وكنانته، ثم خرج بها نهارا يقود بها، وهى فى هودج لها. وتحدث بذلك رجال من قريش، فخرجوا فى طلبها، حتى أدركوها بذى طوى، فكان أول من سبق إليها هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، والفهرى، فروعها هبار بالرمح، وهى فى هودجها، وكانت المرأة حاملا- فيما يزعمون- فلما ريعت طرحت ذا بطنها، وبرك حموها كنانة، ونثر كنانته، ثم قال: والله لا يدنو منى رجل إلا وضعت فيه سهما، فرجع الناس عنه. وأتى أبو سفيان فى جلة من قريش فقال: أيها الرجل، كف عنا نبلك حتى نكلمك، فكف، فأقبل
وأقام أبو العاص بمكة، وأقامت زينب عند رسول الله ﷺ بالمدينة، حين فرق بينهما الإسلام. حتى إذا كان قبيل الفتح،
خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام، وكان رجلا مأمونا، بمال له وأموال لرجال من قريش، أبضعوها معه، فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلا، لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصابوا ما معه، وأعجزهم هاربا، فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله، أقبل أبو العاص تحت الليل، حتى دخل على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستجار بها، فأجارته، وجاء فى طلب ماله، فلما خرج رسول الله ﷺ إلى الصبح، فكبر وكبر الناس معه، صرخت زينب من صفة النساء: أيها الناس، إنى قد أجرت أبا العباس بن الربيع، فلما سلم رسول الله ﷺ من الصلاة، أقبل على الناس، فقال: أيها الناس، هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم، قال:
أما والذى نفس محمد بيده، ما علمت بشىء من ذلك حتى سمت ما سمعتم، إنه يجير على المسلمين أدناهم. ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل
ثم إن رسول الله ﷺ بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبى العاص، فقال لهم: إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالا، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذى له، فإنا نحب ذلك، وإن أبيتم فهو فىء الله الذى أفاء عليكم، فأنتم أحق به. فقالوا: يا رسول الله، بل نرده عليه، فردوه عليه، حتى إن الرجل ليأتى بالدلو، ويأتى الرجل بالشنة، وبالإداوة، حتى إن أحدهم ليأتى بالشظاط، حتى ردوا عليه ماله بأسره، لا يفقد منه شيئا.
ثم احتمل إلى مكة، فأدى إلى كل ذى مال من قريش ماله، ومن كان أيضع معه، ثم قال: يا معشر قريش، هل بقى لأحد منكم عندى مال لم يأخذه، قالوا: لا، فجزاك الله خيرا، فقد وجدناك وفيّا كريما. قال: فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، والله ما منعنى من الإسلام عنده.
إلا تخوف أن تظنوا أنى إنما أردت أن آكل أموالكم، فلما أداها الله إليكم، وفرغت منها، أسلمت
، ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجلس عمير بن وهب الجمحى مع صفوان بن أمية، بعد مصاب أهل بدر من قريش، فى الحجر بيسير، وكان عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش، وممن كان يؤذى رسول الله ﷺ وأصحابه، ولقى منه عناء وهو بمكة، وكان ابنه وهب بن عمير فى أسارى بدر.
فقال له عمير: فاكتم شأنى وشأنك. قال: أفعل.
ثم أمر عمير بسيفه، فشحذ له، وسم، ثم انطلق حتى قدم المدينة، فبينما عمر بن الخطاب فى نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر، ويذكرون ما أكرمهم الله به، وما أراهم من عدوهم، إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب، حين أناخ على باب المسجد متوشحا السيف، فقال: هذا الكلب عدو الله عمير ابن وهب، والله ما جاء إلا لشر، وهو الذى حرش بيننا، وحزرنا «١» للقوم يوم بدر.
ثم دخل عمر على رسول الله ﷺ فقال: يا نبى الله، هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه، قال: فأدخله علىّ فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه فى عنقه فلببه بها، وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار:
ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجلسوا عنده، واحذروا عليه من هذا الخبيث، فإنه غير مأمون، ثم دخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بحمالة سيفه فى عنقه، قال:
أرسله يا عمر، ادن يا عمير، فدنا ثم قال: أنعموا صباحا، وكانت تحية أهل
قال: ما جئت إلا لذلك، قال: بل قعدت أنت وصفوان بن أمية فى الحجر، فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا دين علىّ وعيال عندى، لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمل لك صفوان بدينك وعيالك، على أن تقتلنى له، والله حائل بينى وبين ذلك، قال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحى، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فو الله إنى لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذى هدانى للإسلام وساقنى هذا المساق، ثم شهد شهادة الحق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقهوا أخاكم فى دينه، وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره، ففعلوا.
ثم قال يا رسول الله، إنى كنت جاهدا على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله عز وجل، وأنا أحب أن تأذن لى، فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله تعالى، وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى الإسلام لعل الله يهديهم، وإلا آذيتهم فى دينهم، كما كنت أوذى أصحابك فى دينهم.
فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلحق بمكة.
وكان صفوان بن أمية حين خرج عمير بن وهب، يقول: أبشروا بوقعة تأتيكم الآن فى أيام تنسيكم وقعة بدر. وكان صفوان يسأل عن الركبان، حتى قدم راكب فأخبره عن إسلامه، فحلف ألا يكلمه أبدا، ولا ينفعه بنفع أبدا.
وأسر من المشركين من قريش يوم بدر ثلاثة وأربعون رجلا.
٦٢- غزوة السويق
ثم غزا أبو سفيان بن حرب غزوة السويق فى ذى الحجة، وكان أبو سفيان حين رجع إلى مكة، ورجع فل «١» قريش من بدر، نذر ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا صلى الله عليه وسلم، فخرج فى مائتى راكب من قريش، ليبر يمينه، فسلك النجدية حتى نزل بصدر قناة إلى جبل يقال له: ثيب، من المدينة على بريد أو نحوه، ثم خرج من الليل، حتى أتى بنى النضير تحت الليل، فأتى حيى بن أخطب، فضرب عليه بابه، فأبى أن يفتح له بابه وخافه، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم، وكان سيد بنى النضير فى زمانه ذلك، وصاحب كنزهم، فاستأذن عليه، فأذن له، فقراه وسقاه، وأعلمه من خبر الناس. ثم خرج فى عقب ليلته حتى أتى أصحابه، فبعث رجالا من قريش إلى المدينة، فأتوا ناحية منها، يقال لها: العريض، فحرقوا فى أصوار- جماعة من نخل بها- ووجدوا بها رجلا من الأنصار وحليفا له فى حرث لهما، فقتلوهما، ثم انصرفوا راجعين، ونذر بهم الناس. فخرج رسول الله ﷺ فى طلبهم، واستعمل على المدينة بشير بن عبد المنذر، وهو أبو لبابة، حتى بلغ قرقرة الكدر، ثم انصرف راجعا، قد فاته أبو سفيان- وأصحابه، وقد رأوا أزوادا من أزواد القوم قد طرحوها فى الحرث، يتخففون منها للنجاة.
فقال المسلمون حين رجع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أتطمع أن تكون لنا غزوة؟ قال: نعم.
٦٣- غزوة ذى أمر
فلما رجع رسول الله ﷺ من غزوة السويق، أقام بالمدينة بقية ذى الحجة أو قريبا منها، ثم غزا نجدا، يريد غطفان، وهى غزوة ذى أمر. واستعمل على المدينة عثمان بن عفان، فأقام بنجد صفرا كله، أو قريبا من ذلك، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيدا. فلبث بها شهر ربيع الأول كله، أو إلا قليلا منه.
٦٤- غزوة الفرع
ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يريد قريشا، استعمل على المدينة ابن أم مكتوم، حتى بلغ بحران، معدنا بالحجاز من ناحية الفرع، فأقام بها شهر بيع الآخر وجمادى الأولى، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا.
٦٥- حديث بنى قينقاع
وقد كان فيما بين ذلك، من غزو رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر بنى قينقاع،
وكان من حديث بنى قينقاع أن رسول الله ﷺ جمعهم يسوق بنى قينقاع، ثم قال: يا معشر يهود، احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة، وأسلموا، فإنكم قد عرفتم أنى نبى مرسل، تجدون ذلك فى كتابكم وعهد الله إليكم قالوا: يا محمد، إنك ترى أنا قومك، لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنّا نحن الناس.
وكان من أمر بنى قينقاع أن امرأة من العرب قدمت يجلب لها، فباعته بسوق بنى قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديّا، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون، فوقع الشر بينهم وبين بنى قينقاع.
فحاصرهم رسول الله ﷺ حتى نزلوا على حكمه، فقام إليه عبد الله ابن أبىّ بن سلول، حين أمكنه الله منهم، فقال: يا محمد، أحسن فى موالى-- وكانوا حلفاء الخزرج- فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
يا محمد، أحسن فى موالى، فأعرض عنه، فأدخل يده فى جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلنى، وغضب رسول الله ﷺ حتى رأوا لوجهه ظللا، ثم قال: ويحك، أرسلنى. قال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن فى موالى، أربعمائة حاسر وثلثمائة دارع وقد منعونى من الأحمر والأسود وتحصدهم فى غداة واحدة، إنى والله امرؤ أخشى الدوائر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم لك.
ولما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم، تشبث بأمرهم عبد الله ابن أبىّ بن سلول، وقام دونهم، ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أحد بنى عوف، لهم من حلفه مثل الذى لهم من عبد الله بن أبىّ، فخلعهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبرأ إلى الله عز وجل، وإلى رسوله ﷺ من حلفهم، وقال: يا رسول الله، أتولى الله ورسوله ﷺ والمؤمنين. وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم.
٦٦- سرية زيد
وأما سرية زيد بن حارثة، التى بعثه رسول الله ﷺ فيها، حين أصاب عير قريش، وفيها أبو سفيان بن حرب، على القردة: ماء من مياه نجد، فكان من حديثها أن قريشا خافوا طريقهم الذى كانوا يسلكون إلى الشام، حين كان من وقعة بدر ما كان، فسلكوا طريق العراق، فخرج منهم تجار، فيهم: أبو سفيان بن حرب، ومعه فضة كثيرة، وهى عظم تجارتهم، واستأجروا رجلا من بنى بكر بن وائل، يقال له: فرات بن حيان، يدلهم فى ذلك على الطريق.
٦٧- مقتل كعب بن الأشرف
وكان من حديث كعب بن الأشرف، أنه لما أصيب أصحاب بدر، وقدم زيد بن حارثة إلى أهل السافلة، وعبد الله بن رواحة إلى أهل العالية،
قال كعب بن الأشرف، حين بلغه الخبر: أحق هذا؟ أترون محمدا قتل هؤلاء الذين يسمى هذان الرجلان- يعنى زيدا وعبد الله بن رواحة- فهؤلاء أشراف العرب، وملوك الناس، والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم، لبطن الأرض خير من ظهرها.
فلما تيقن عدو الله الخبر، خرج حتى قدم مكة، فنزل على المطلب بن أبى وداعة بن ضبيرة السهمى وعنده عاتكة بنت أبى العيص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف، فأنزلته وأكرمته، وجعل يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينشد الأشعار، ويبكى أصحاب القليب من قريش، الذين أصيبوا ببدر.
ثم رجع كعب بن الأشرف إلى المدينة فشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لى بابن الأشرف؟ فخرج إليه محمد ابن مسلمة فقتله.
٦٨- غزوة أحد
ولما أصيب يوم بدر من كفار قريش أصحاب القليب، ورجع فلهم إلى مكة، ورجع أبو سفيان بن حرب بعيره، مشى عبد الله بن أبى ربيعة، وعكرمة بن أبى جهل، وصفوان بن أمية، فى رجال من قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم يوم بدر، فكلموا أبا سفيان بن حرب، ومن كانت له فى تلك العير من قريش تجارة، فقالوا: يا معشر قريش، إن محمدا قد وتركم، وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه، فلعلنا ندرك منه ثأرنا بمن أصاب منا، ففعلوا.
فاجتمعت قريش لحرب رسول الله ﷺ حين فعل ذلك
يا أبا عزة، إنك امرؤ شاعر، فأعنا بلسانك، فاخرج معنا، فقال: إن محمدا قد منّ على فلا أريد أن أظاهر عليه، قال: بلى، فأعنا بنفسك فلك والله علىّ إن رجعت أن أغنيك وإن أصبت أن أجعل بناتك مع بناتى، يصيبهن ما أصابهن من عسر ويسر. فخرج أبو عزة يسير فى تهامة، ويدعو بنى كنانة.
وخرج مسافع بن عبد مناف بن وهب بن حذافة بن جمح إلى بنى مالك ابن كنانة، يحرضهم ويدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا جبير بن مطعم غلاما له حبشيّا يقال له: وحشى، يقذف بحربة له قذف الحبشة، فلما يخطئ بها، فقال له: اخرج مع الناس، فإن أنت قتلت حمزة عم محمد، يعنى طعيمة بن عدى، فأنت عتيق.
فخرجت قريش بحدها وجدها وحديدها وأحابيشها، ومن تابعها من بنى كنانة، وأهل تهامة، وخرجوا معهم بالظعن، التماس الحفيظة وألا يفروا، فخرج أبو سفيان بن حرب، وهو قائد الناس، بهند بنت عتبة، وخرج عكرمة بن أبى جهل بأم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة، وخرج الحارث بن هشام بن المغيرة بفاطمة بنت الوليد بن المغيرة، وخرج صفوان بن أمية ببرزة بنت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفية، وهى أم عبد الله بن صفوان ابن أمية.
وكانت هند بنت عتبة كلما مرت بوحشى أو مر بها، قالت: ويها أباد سمة، اشف واستشف! وكان وحشى يكنى بأبى دسمة، فأقبلوا حتى نزلوا بعينين، بجبل ببطن السبخة، من قناة على شفير الوادى، مقابل المدينة.
فلما سمع بهم رسول الله ﷺ والمسلمون قد نزلوا حيث نزلوا، قال رسول الله ﷺ للمسلمين: إنى قد رأيت والله خيرا، رأيت بقرا، ورأيت فى ذباب سيفى ثلما، ورأيت أنى أدخلت يدى فى درع حصينة، فأولتها المدينة.
فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا، فإن أقاموا أقاموا بشر مقام، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها. وكان رأى عبد الله بن أبىّ بن سلول مع رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرى رأيه فى ذلك، وألا يخرج إليهم. وكان رسول الله ﷺ يكره الخروج، فقال رجال من المسلمين، ممن أكرم الله بالشهادة يوم أحد وغيره، ممن كان فاته بدر: يا رسول الله، اخرج بنا إلى أعدائنا، لا يرون أنا جبنا عنهم وضعفنا! فقال عبد الله بن (م ١١- الموسوعة القرآنية- ج ١)
حتى إذا كانوا بالشرط بين المدينة وأحد، انخزل عنه عبد الله بن أبىّ ابن سلول بثلث الناس، وقال: أطاعهم وعصانى، ماندرى علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس، فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق والريب، واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام، أخو بنى مسلمة، يقول: يا قوم، أذكركم الله ألا تخذلوا قومكم ونبيكم، عند ما حضر من عدوهم، فقالوا: لوا نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم، ولكنا لا نرى أنه يكون قتال فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم، قال: أبعدكم الله أعداء فسيغنى الله عنكم نبيه.
ومضى رسول الله ﷺ حتى سلك فى حرة بنى حارثة،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحب الفأل ولا يعتاف، لصاحب السيف: شم سيفك، فإنى أرى السيوف ستسل اليوم.
ثم قال رسول الله ﷺ لأصحابه: من رجل يخرج بنا على القوم من كثب، أى من قرب، من طريق لا يمر بنا عليهم؟ قال أبو خيثمة أخو بنى حارثة بن الحارث: أنا يا رسول الله، فنفذ به فى حرة بنى حارثة وبين أموالهم، حتى سلك فى مال لمربع بن قيظى، وكان رجلا منافقا ضرير البصر، فلما سمع حسّ رسول الله ﷺ ومن معه من المسلمين، قام يحثى فى وجوههم التراب، ويقول: إن كنت رسول الله فإنى لا أحل لك أن تدخل حائطى، وأخذ حقنة من تراب فى يده، ثم قال: والله لو أعلم أنى لا أصيب بها غيرك يا محمد، لضربت بها وجهك. فابتدره القوم ليقتلوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقتلوه فهذا الأعمى أعمى القلب، أعمى البصر. وقد بدر إليه سعد بن زيد، أخو بنى الأشهل، قبل نهى رسول الله ﷺ عنه، فضربه بالقوس فى رأسه فشجه.
ومضى رسول الله ﷺ حتى نزل الشعب من أحد، فى عدوة الوادى إلى الجبل، فجعل ظهره وعسكره إلى أحد، وقال:
لا يقاتلن أحد منكم حتى تأمره بالقتال.
وتهيأ رسول الله ﷺ للقتال، وهو فى سبعمائة رجل، وأمر على الرماة عبد الله بن جبير، أخا بنى عمرو بن عوف، وهو معلم يومئذ بثياب بيض، والرماة خمسون
وأجاز رسول الله ﷺ يومئذ سمرة بن جندب الفزارى، ورافع بن خريج، أخا بنى حارثة، وهما ابنا خمس عشرة سنة، وكان قد ردهما، فقيل له: يا رسول الله، إن رافعا رام، فأجازه، فلما أجاز رافعا، قيل له:
يا رسول الله، فإن سمرة يصرع رافعا، فأجازه. ورد رسول الله ﷺ أسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، أحد بنى مالك بن النجار، والبراء بن عازب، أحد بنى حارثة، وعمرو بن حزم، أحد بنى مالك بن النجار، وأسيد بن ظهير، أحد بنى حارثة، ثم أجازهم يوم الخندق، وهم أبناء خمس عشرة سنة.
وتعبأت قريش، وهم ثلاثة آلاف رجل، ومعهم مئتا فرس قد جنبوها، فجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد، وعلى ميسرتها عكرمة بن أبى جهل.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فقام إليه رجال، فأمسكه عنهم، حتى قام إليه أبو دجانة سماك بن خرشة، أخو بنى ساعدة، فقال: وما حقه يا رسول الله؟ قال: أن تضرب به العدو حتى ينحنى، قال: أنا آخذه يا رسول الله بحقه، فأعطاه إياه. وكان أبو دجانة رجلا شجاعا يختال عند الحرب، إذا كانت، وكان إذا أعلم بعصابة له حمراء، فاعتصب بها، علم الناس أنه سيقاتل، فلما أخذ السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ثم إن أبا عامر، عبد عمرو بن صيفى بن مالك بن النعمان، أحد بنى ضبيعة، وقد كان خرج حين خرج إلى مكة مباعدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، معه خمسون غلاما من الأوس- وبعض الناس كان يقول: كانوا خمسة عشر رجلا- وكان يعد قريشا أن لو قد لقى قومه، لم يختلف عليه منهم رجلان. فلما التقى الناس كان أول من لقيهم أبو عامر فى الأحابيش وعبدان أهل مكة، فنادى: يا معشر الأوس، أنا أبو عامر، قالوا: فلا أنعم الله بك عينا يا فاسق- وكان أبو عامر يسمى فى الجاهلية: الراهب، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفاسق- فلما سمع ردهم عليه قال: لقد أصاب قومى بعدى شر، ثم قاتلهم قتالا شديدا، ثم راضخهم بالحجارة.
وقد قال أبو سفيان لأصحاب اللواء من بنى عبد الدار يحرضهم بذلك على القتال: يا بنى عبد الدار، إنكم قد وليتم لواءنا يوم بدر، فأصابنا ما قد رأيتم، وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم، إذا زالت زالوا، فإما أن تكفونا لواءنا، وإما أن تخلو بيننا وبينه، فنكفيكموه، فهموا به، وتواعدوه، وقالوا:
نحن نسلم إليك لواءنا؟ ستعلم غدا إذ التقينا كيف نصنع! فلما التقى الناس، ودنا بعضهم من بعض، قامت هند بنت عتبة فى النسوة اللاتى معها، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال، ويحرضنهم.
فاقتتل الناس حتى حميت الحرب، وقاتل أبو دجانة حتى أمعن فى الناس، فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله، وكان فى المشركين رجل لا يدع جريحا إلا ذفف عليه،
وقال أبو دجانة سماك بن خرشة: رأيت إنسانا يخمش الناس خمشا شديدا، فصمدت له، فلما حملت عليه السيف ولول، فإذا امرأة، فأكرمت سيف رسول الله ﷺ أن أضرب به امرأة.
وقال وحشى، غلام جبير بن مطعم، والله إنى لأنظر إلى حمزة يهد الناس بسيفه ما يليق به شيئا، مثل الجمل الأورق، إذ تقدمنى إليه سباع بن عبد العزى، فقال له حمزة: هلم إلى يابن مقطعة البظور، فضربه ضربة فكأن ما أخطأ رأسه، وهززت حربتى، حتى إذا رضيت منها، دفعتها عليه، فوقعت فى ثنته حتى خرجت من بين رجليه، فأقبل نحوى، فغلب فوقع، وأمهلته حتى إذا مات جئت فأخذت حربتى، ثم تنحيت إلى العسكر، ولم تكن لى بشىء حاجة غيره.
وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله ﷺ حتى قتل، وكان الذى قتله ابن قمئة الليثى، وهو يظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع إلى قريش، فقال: قتلت محمدا. فلما قتل مصعب بن عمير، أعطى رسول الله ﷺ اللواء إلى على بن أبى طالب، وقاتل على بن أبى طالب ورجال من المسلمين.
ولما اشتد القتال يوم أحد، جلس رسول الله ﷺ تحت راية الأنصار، وأرسل رسول الله ﷺ إلى على بن أبى طالب
وقاتل عاصم بن ثابت بن أبى الأفلح، فقتل مسافع بن طلحة، وأخاه الجلاس بن طلحة، كلاهما يشعره سهما، فأتى أمه سلافة، فيضع رأسه فى حجرها، فتقول: يا بنى، من أصابك؟ فيقول: سمعت رجلا حين رمانى وهو يقول.
خذها وأنا ابن أبى الأقلح، فنذرت إن أمكنها الله من رأس عاصم أن تشرب فيه الخمر، وكان عاصم قد عاهد الله ألا يمس مشركا أبدا، ولا يمسه مشرك.
والتقى حنظلة بن أبى عامر الغسيل وأبو سفيان، فلما استعلاه حنظلة ابن أبى عامر، رآه شاد بن الأسود، وهو بن شعوب، قد علا أبا سفيان، فضربه شداد فقتله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صاحبكم، يعنى حنظلة، لتغسله الملائكة فسألوا أهله وما شأنه؟ فسئلت صاحبته عنه، فقالت:
خرج وهو جنب حين سمع الهاتفة.
ثم أنزل الله نصره على المسلمين، وصدقهم وعده، فحسوهم بالسيوف، حتى كشفوهم عن العسكر، وكانت الهزيمة لا شك فيها.
ثم إن اللواء لم يزل صريعا حتى أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية، فرفعته لقريش، وكان اللواء مع صؤاب، غلام لبنى أبى طلحة، حبشى، وكان آخر من أخذه منهم، فقاتل به حتى قطعت يداه، ثم برك عليه، فأخذ اللواء بصدره وعنقه حتى قتل عليه، وهو يقول: اللهم هل أعزرت.
وانكشف المسلمون، فأصاب فيهم العدو، وكان يوم بلاء وتمحيص، أكرم الله فيه من أكرم من المسلمين بالشهادة، حتى خلص العدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأصيب بالحجارة، حتى وقع لشقه، فأصيبت رباعيته، وشج فى وجهه، وكلمت شفته، وكان الذى أصابه عتبة بن أبى وقاص.
ووقع رسول الله ﷺ فى حفرة من الحفر التى عمل أبو عامر، ليقع فيها المسلمون، وهم لا يعلمون، فأخذ على بن أبى طالب بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفعه طلحة بن عبيد الله، حتى استوى قائما، ومص مالك بن سنان، أبو أبى سعيد الخدرى، الدم عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ازدرده،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مس دمى دمه لم تصبه النار.
إنما هو عمارة بن يزيد بن السكن- فقاتلوا دون رسول الله ﷺ رجلا ثم رجلا، يقتلون دونه حتى كان آخرهم زياد، أو عمارة، فقاتل حتى أثبتته الجراحة، ثم فاءت فئة من المسلمين فأجهضوهم عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادنوه منى، فأدنوه منه، فوسده قدمه، فمات وخده على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويقول عمارة: خرجت أول النهار، وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعى سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو فى أصحابه، والدولة والربح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون، انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقمت أبا شر القتال، وأذب عنه بالسيف، وأرمى عن القوس، حتى خلصت الجراح إلىّ.
ولما ولى الناس عن رسول الله ﷺ أقبل رجل يقول:
دلونى على محمد، فلا نجوت إن نجا، فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير، وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربنى هذه الضربة، ولكن فلقد ضربنه على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كان عليه درعان.
وترس دون رسول الله ﷺ أبو دجانة بنفسه، يقع النبل فى ظهره، وهو منحن عليه، حتى كثر فيه النبل. ورمى سعد بن أبى وقاص دون رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال سعد: فلقد رأيته يناولنى النبل وهو يقول: ارم، فداك أبى وأمى، حتى إنه ليناولنى السهم ماله نصل، فيقول: ارم به.
وانتهى أنس بن النضر، عم أنس بن مالك، إلى عمر بن الخطاب، وطلحة ابن عبيد الله فى رجال من المهاجرين والأنصار، وقد ألقوا بأيديهم، فقال:
ما يجلسكم؟ قالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فماذا تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل.
ولقد وجدوا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة، فما عرفه إلا أخته، عرفته ببنانه.
وكان أول من عرف رسول الله ﷺ بعد الهزيمة، وقول الناس: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم: كعب بن مالك، قال:
عرفت عينيه تزهران من تحت المعفر، فناديت بأعلى صوتى: يا معشر المسلمين، أبشروا، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إلىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن أنصت.
فلما عرف المسلمون رسول الله ﷺ نهضوا به، ونهض معهم نحو الشعب، معه أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلى بن أبى طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، رضوان الله عليهم، والحارث ابن الصمة، ورهط من المسلمين.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوه، فلما دنا، تناول رسول الله ﷺ الحربة من الحارث بن الصمة، فلما أخذها رسول الله ﷺ منه، انتفض بها انتفاضة، تطايرنا عنه تطاير الشعراء عن ظهر البعير إذ انتفض بها
- والشعراء: ذباب له لدغ- ثم استقبله فطعنه فى عنقه طعنة تدأدأ منها عن فرسه مرارا.
وكان أبىّ بن خلف، يلقى رسول الله ﷺ بمكة، فيقول:
يا محمد، إن عندى العوذ، فرسا أعلفه كل يوم فرقا «١» من ذرة، أقتلك عليه، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أنا أقتلك إن شاء الله. فلما رجع إلى قريش وقد خدشه فى عنقه خدشا غير كبير، فاحتقن الدم، قال:
قتلنى والله محمد! قالوا له: ذهب والله فؤادك، والله إن بك من بأس، قال:
إنه قد كان قال لى بمكة: أنا أقتلك، فو الله لو بصق علىّ لقتلنى. فمات عدو الله بسرف «٢»، وهم قافلون به إلى مكه.
فلما انتهى رسول الله ﷺ إلى فم بالشعب، خرج على بن أبى طالب حتى ملأ درقته ماء من المهراس، فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه
(٢) موضع على سته أميال من مكة.
اشتد غضب الله على من أدمى وجه رسوله.
فبينا رسول الله ﷺ بالشعب، معه أولئك النفر من أصحابه، إذ علت عالية من قريش الجبل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم إنه لا ينبغى لهم أن يعلونا! فقاتل عمر بن الخطاب ورهط معه من المهاجرين، حتى أهبطوهم من الجبل. ونهض رسول الله ﷺ إلى صخرة من الجبل ليعلوها، وقد كان رسول الله ﷺ ظاهر بين درعين، فلما ذهب لينهض ﷺ لم يستطع، فجلس تحته طلحة بن عبيد الله، فنهض به، حتى استوى عليها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوجب طلحة، حين صنع برسول الله ﷺ ما صنع.
ثم إن النبى ﷺ صلى الظهر يوم أحد قاعدا من الجراح التى أصابته، وصلى المسلمون خلفه قعودا.
ولما خرج رسول الله ﷺ إلى أحد، رفع حسيل بن جابر، وهو اليمان أبو حذيفة بن اليمان، وثابت ابن وقش، فى الآطام مع النساء والصبيان، فقال أحدهما لصاحبه، وهما شيخان كبيران: لا أبا لك أما تنتظر؟ فو الله ما بقى لواحد منا من عمره إلا ظمء حمار، إنما نحن هامة اليوم أو غد، أفلا نأخذ أسيافنا، ثم نلحق برسول
ثم إن رجلا منهم كان يدعى حاطب بن أمية بن رافع، وكان له ابن يقال له يزيد بن حاطب أصابته جراحة يوم أحد، فأتى به إلى دار قومه وهو بالموت، فاجتمع إليه أهل الدار، فجعل المسلمون يقولون له من الرجال والنساء:
أبشر يابن حاطب بالجنة، قال: وكان حاطب شيخا قد عسا فى الجاهلية، فنجم يومئذ نقافة، فقال: بأى شىء تبشرونه، بجنة من حرمل؟ غررتم والله هذا الغلام من نفسه.
ويقول عاصم بن عمر بن قتادة: كان فينا رجل أتى «١» لا يدرى ممن هو، يقال له: قزمان، وكان رسول الله ﷺ يقول، إذا ذكر له:
إنه لمن أهل النار.
فلما كان يوم أحد قاتل قتالا شديدا، فقتل وحده ثمانية أو سبعة من المشركين، وكان ذا بأس، فأثبتته الجراحة، فاحتمل إلى دار بنى ظفر، فجعل رجال من المسلمين يقولون له: والله لقد أبليت اليوم يا قزمان،
وكان ممن قتل يوم أحد مخيريق، فإنه لما كان يوم أحد، قال: يا معشر يهود، والله لو علمتم أن نصر محمد عليكم لحق، قالوا: إن اليوم يوم السبت.
قال: لا سبت لكم، فأخذ سيفه وعدته، وقال: إن أصبت فمالى لمحمد سيصنع فيه ما يشاء، ثم غدا إلى رسول الله ﷺ فقاتل معه حتى قتل،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مخيريق خير يهود.
وكان عمرو بن الجموح رجلا أعرج شديد العرج، وكان له بنون أربعة مثل الأسد، يشهدون مع رسول الله ﷺ المشاهد، فلما كان يوم أحد، أرادوا حبسه، وقالوا له: إن الله عز وجل قد عذرك، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن بنى يريدون أن يحبسونى عن هذا الوجه، والخروج معك فيه، فو الله إنى لا أرجو أن أطأ بعرجتى هذه فى الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت فقد عذرك الله، فلا جهاد عليك.
فقال لبنيه: ما عليكم ألا تمنعوه، لعل الله أن يرزقه الشهادة، فخرج معه، فقتل يوم أحد.
ووقعت عند بنت عتبة، والنسوة التى معها، يمثلن بالقتلى، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجد عن الآذان والأنف، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وآنفهم خدما وقلائد، وأعطت خدمها وقلائدها
ثم إن أبا سفيان بن حرب، حين أراد الانصراف، أشرف على الجبل، ثم صرخ بأعلى صوته، فقال: أنعمت فعال «١»، إن الحرب سجال، يوم بيوم، أعل هبل- أى أظهر دينك- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قم يا عمر فأجبه، فقال: الله أعلى وأجل، لاسواه، قتلانا فى الجنة، وقتلاكم فى النار. فلما أجاب عمر أبا سفيان، قال له أبو سفيان: أنشدك الله يا عمر، أقتلنا محمدا؟ قال عمر: اللهم لا، وإنه ليسمع كلامك الآن، قال: أنت أصدق عندى من ابن قمئة وأبر، لقول ابن قمئة لهم: إنى قد قتلت محمدا.
ولما انصرف أبو سفيان ومن معه، نادى: إن موعدكم بدر للعام القابل.
فقال رسول الله ﷺ لرجل من أصحابه: قل: نعم، هو بيننا وبينكم موعد.
ثم بعث رسول الله ﷺ على بن أبى طالب، فقال:
اخرج فى آثار القوم، فانظر ماذا يصنعون وما يريدون؟ فإن كانوا قد جنبوا الخيل، وامتطوا الإبل، فإنهم يريدون مكة، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل، فإنهم يريدون المدينة. والذى نفسى بيده، لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها، ثم لأناجزنهم. قال على: فخرجت فى آثارهم أنظر ماذا يصنعون، فجنبوا الخيل، وامتطوا الإبل، ووجهوا إلى مكة.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، يلتمس حمزة بن عبد المطلب، فوجده ببطن الوادى قد بقر بطنه عن كبده، ومثل به فجدع أنفه وأذناه.
فقال رسول الله ﷺ حين رأى ما رأى: لولا أن تحزن صفية، ويكون سنة من بعدى لتركته، حتى يكون فى بطون السباع وحواصل الطير، ولئن أظهرنى الله على قريش فى موطن من المواطن، لأمثلن بثلاثين رجلا منهم. فلما رأى المسلمون حزن رسول الله ﷺ وغيظه على من فعل بعمه ما فعل، قالوا: ولئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب.
ولما وقف رسول الله ﷺ على حمزة قال: لن أصاب بمثلك أبدا، ما وقفت موقفا قط أغيظ إلى من هذا! ثم قال: جاءنى جبريل
حمزة بن عبد المطلب، أسد الله، وأسد رسوله.
ثم أمر رسول الله ﷺ بحمزة فسجى ببردة، ثم صلى عليه، فكبر سبع تكبيرات، ثم أتى بالقتلى، فيوضعون إلى حمزة، فصلى عليهم وعليه معهم، حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة.
وأقبلت صفية بنت عبد المطلب، لتنظر إليه، وكان أخاها لأبيها وأمها، فقال رسول الله ﷺ لا بنها الزبير بن العوام: القها فأرجعها، لا ترى ما بأخيها، فقال لها: يا أمه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأمرك أن ترجعى، قالت: ولم؟ وقد بلغنى أن قد مثّل بأخى، وذلك فى الله، فما أرضانا بما كان من ذلك، لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله. فلما جاء الزبير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره بذلك. قال: خل سبيلها، فأتته، فنظرت إليه، فصلّت عليه، واسترجعت، واستغفرت له، ثم أمر به رسول الله ﷺ فدفن.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يومئذ، حين أمر بدفن القتلى:
أنظروا إلى عمرو بن الجموح، وعبد الله بن عمرو بن حرام، فإنهما كانا متصافيين فى الدنيا، فاجعلوهما فى قبر واحد.
ثم انصرف رسول الله ﷺ راجعا إلى المدينة، فلقيته حمنة بنت جحش، فلما لقيت الناس نعى إليها أخوها عبد الله بن جحش، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعى لها خالها حمزة بن عبد المطلب، فاسترجعت واستغفرت له، (م ١٢- الموسوعة القرآنية- ج ١)
ومر رسول الله ﷺ بدار من دور الأنصار من بنى عبد الأشهل وظفر، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم، فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكى، ثم قال: لكن حمزة لا بواكى له، فلما رجع سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، إلى دار بنى عبد الأشهل، أمرا نساءهم أن يتحزمن، ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما سمع رسول الله ﷺ بكاءهن على حمزة خرج عليهن، وهن على باب مسجده يبكين عليه، فقال: ارجعن يرحمكن الله، فقد آسيتن بأنفسكن.
ومر رسول الله ﷺ بامرأة من بنى دينار، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله ﷺ بأحد، فلما نعوا لها، قالت:
فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خيرا يا أم فلان، وهو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل، تريد صغيرة.
فلما انتهى رسول الله ﷺ إلى أهله، وناول سيفه ابنته فاطمة، فقال: اغسلى عن هذا دمه يا بنية، فو الله لقد صدقنى اليوم، وناولها على بن أبى طالب سيفه، فقال: وهذا أيضا، فاغسلى عنه دمه،
ثم إن رسول الله ﷺ قال لعلى بن أبى طالب: لا يصيب المشركون منا مثلها، حتى يفتح الله علينا.
وكان يوم أحد يوم السبت للنصف من شوال.
فلما كان الغد من يوم الأحد، لست عشرة ليلة مضت من شوال، أذن مؤذن رسول الله ﷺ فى الناس بطلب العدو، فأذن مؤذنه:
ألا يخرجن معنا أحد حضر إلا أحد يومنا بالأمس. فكلمه جابر بن عبد الله ابن عمرو بن حرام، فقال: يا رسول الله، إن أبى كان خلفنى على أخوات لى سبع، وقال: يا بنى، إنه لا ينبغى لى ولا لك أن نترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن، ولست بالذى أو ثرك بالجهاد مع رسول الله ﷺ على نفسى، فتخلف على أخواتك، فتخلفت عليهن، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج معه، وإنما خرج رسول الله ﷺ مرهبا للعدو، وليبلغهم أنه خرج فى طلبهم، ليظنوا به قوة، وأن الذى أصابهم، لم يوهنهم عن عدوهم.
وكان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من بنى عبد الأشهل، شهد أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: شهدت أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنا وأخ لى، فرجعنا جريحين، فلما أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالخروج فى طلب العدو، قلت لأخى أو قال لى: أتفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ والله مالنا من دابة
فخرج رسول الله ﷺ حتى انتهى إلى حمراء الأسد، وهى من المدينة على ثمانية أميال، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، فأقام بها الاثنين والثلاثاء والأربعاء، ثم رجع إلى المدينة.
وقد مر به معبد بن أبى معبد الخزاعى، وكانت خزاعة، مسلمهم ومشركهم، عيبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بتهامة، لا يخفون عنه شيئا كان بها، ومعبد يومئذ مشرك، فقال: يا محمد، أما والله لقد عز علينا ما أصابك، ولوددنا أن الله عافاك فيهم، ثم خرج رسول الله ﷺ بحمراء الأسد، حتى لقى أبا سفيان بن حرب ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا الرجعة إلى رسول الله ﷺ وأصحابه، وقالوا: أصبنا حد أصحابه وأشرافهم وقادتهم، ثم نرجع قبل أن نستأصلهم! لنكرّن على بقيتهم، فلنقرغن منهم. فلما رأى أبو سفيان معبدا، قال: ما وراءك يا معبد؟ قال: محمد قد خرج فى أصحابه يطلبكم فى جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا، قد اجتمع معه من كان تخلف عنه فى يومكم، وندموا على ما صنعوا، فيهم من الحنق عليكم شىء لم أر مثلة قط، قال: ويحك ما تقول؟ قال: والله ما أرى أن ترتحل حتى أرى نواصى الخيل، قال: فو الله لقد أجمعنا الكرة عليهم، لنستأصل بقيتهم. قال: فإنى أنهاك عن ذلك.
ثم إن أبا سفيان بن حرب لما انصرف يوم أحد، وأراد الرجوع إلى المدينة، ليستأصل بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لهم صفوان
فقال النبى صلّى الله عليه وسلم، وهو بحمراء الأسد، حين بلغه أنهم هموا بالرجعة: والذى نفسى بيده، لقد سومت لهم حجارة، لو صبحوا بها لكانوا كأمس الذاهب.
وأخذ رسول الله ﷺ فى جهة ذلك، قبل رجوعه إلى المدينة، معاوية بن المغيرة بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس، وهو جد عبد الملك ابن مروان، أبو أمه عائشة بنت معاوية، وأبا عزة الجمحى، وكان رسول الله ﷺ أسره ببدر، ثم منّ عليه، فقال: يا رسول الله، أقلنى، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: والله لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول:
خدعت محمدا مرتين، اضرب عنقه يا زبير. فضرب عنقه.
وكان يوم أحد يوم بلاء ومصيبة وتمحيص، اختبر الله به المؤمنين، ومحن به المنافقين، وممن كان يظهر الإيمان بلسانه، وهو مستخف بالكفر فى قلبه، ويوما أكرم الله فيه من أراد كرامته بالشهادة من أهل ولايته.
وكان جميع من استشهد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار خمسة وسبعين رجلا.
٦٩- يوم الرجيح
وقدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعد أحد رهط من عضل والقارة
وأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم على القوم مرثد بن أبى مرثد الغنوى، فخرج مع القوم، حتى إذا كانوا على الرجيع، ماء لهذيل بناحية الحجاز، على صدور الهداة «١» غدروا بهم، فاستصرخوا عليهم هذيلا، فلم يرع القوم وهم فى رحالهم، إلا الرجال بأيديهم السيوف، قد غشوهم، فأخذوا أسيافهم ليقاتلوهم، فقالوا لهم: إنا والله ما نريد قتلكم، ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة، ولكم عهد الله وميثاقه ألا نقتلكم.
فأما مرثد بن أبى مرثد، وخالد بن البكير، وعاصم بن ثابت، فقالوا:
والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا.
فلما قتل عاصم أرادت هذيل أخذ رأسه، ليبيعوه من سلافة بنت سعد ابن شهيد، وكانت قد نذرت حين أصاب ابنيها يوم أحد: لئن قدرت على
إن الدبر منعته: يحفظ الله العبد المؤمن، كان عاصم نذر ألا يمسه مشرك ولا يمس مشركا أبدا فى حياته، فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع منه فى حياته.
وأما زيد بن الدثنة وخبيب بن عدى، وعبد الله بن طارق، فلانوا ورقوا، ورغبوا فى الحياة، فأعطوا بأيديهم، فأسروهم، ثم خرجوا إلى مكة، ليبيعوهم بها، حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من القران «٢»، ثم أخذ سيفه واستأخر عنه القوم، فرموه بالحجارة حتى قتلوه، فقبره رحمه الله، بالظهران.
وأما خبيب بن عدى وزيد بن الدثنة، فقدموا بهما مكة، فابتاع خبيبا حجير بن أبى إهاب التميمى، حليف بنى نوفل، لعقبة بن الحارث بن عامر نوفل، وكان أبو إهاب أخا الحارث بن عامر لأمه، ليقتله بأبيه.
وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية، ليقتله بأبيه، أمية بن خلف، وبعث به صفوان بن أمية مع مولى له، يقال له نسطاس، إلى التنعيم، وأخرجوه من الحرم ليقتلوه، واجتمع رهط من قريش، فيهم أبو سفيان بن حرب، فقال
(٢) القران: الحبل.
ثم خرجوا بخبيب، حتى إذا جاءوا به إلى التنعيم ليصلبوه، قال لهم:
إن رأيتم أن تدعونى حتى أركع ركعتين، فافعلوا، قالوا: دونك فاركع.
فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما، ثم أقبل على القوم، فقال: أما والله لولا أن تظنوا أنى إنما طولت جزعا من القتل، لاستكثرت من الصلاة.
فكان خبيب بن عدى أول من سن هاتين الركعتين عند القتل للمسلمين.
ثم رفعوه على خشبة، فلما أو ثقوه، قال: اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك، فبلغه الغداة ما يصنع بنا، ثم قال: اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا. ثم قتلوه رحمه الله.
٧٠- حديث بئر معونة
فأقام رسول الله صلّى الله عليه وسلم بقية شوال وذا القعدة وذا الحجة، ثم بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم أصحاب بئر معونة فى صفر، على رأس أربعة أشهر من أحد.
وقدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأ سنة على رسول الله ﷺ المدينة، فعرض عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلم الإسلام، ودعاه، فلم يسلم ولم يبعد من الإسلام، وقال: يا محمد، لو بعثت رجالا من
أنا لهم جار، فابعثهم، فليدعوا الناس إلى أمرك.
فبعث رسول الله ﷺ المنذر بن عمرو، أخا بنى ساعدة، فى أربعين رجلا من أصحابه من خيار المسلمين. فساروا حتى نزلوا بئر معونة، وهى بين أرض بنى عامر وحرة بنى سليم، كلا البلدين منها قريب، وهى إلى حرة بنى سليم أقرب.
فلما نزلوها بعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى عدو الله عامر بن الطفيل، فلما أتاه لم ينظر فى كتابه، حتى عدا على الرجل فقتله، ثم استصرخ عليهم بنى عامر، فأبوا أن يجيبوه إلى ما دعاهم إليه، وقالوا:
لن نخفر أبا براء، وقد عقد لهم عقدا وجوارا، فاستصرخ عليهم قبائل من بنى سليم، فأجابوه إلى ذلك، فخرجوا حتى غشوا القوم، فأحاطوا بهم فى رحالهم، فلما رأوهم أخذوا سيوفهم، ثم قاتلوهم حتى قتلوا من عند آخرهم، يرحمهم الله، إلا كعب بن زيد، فإنهم تركوه وبه رمق، فعاش حتى قتل يوم الخندق شهيدا رحمه الله.
وكان فى سرح القوم عمرو بن أمية الضمرى، ورجل من الأنصار، فلم ينبئهما بمصاب أصحابهما إلا الطير تحوم على العسكر، فقالا: والله إن لهذه الطير لشأنا، فأقبلا لينظرا، فإذا القوم فى دمائهم، وإذا الخيل، التى أصابتهم واقفة، فقال الأنصارى لعمرو بن أمية: ما ترى؟ قال! أرى أن نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فنخبره الخبر، فقال الأنصارى: لكنى ما كنت لأرغب بنفسى عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو، وما كنت لتخبرنى عنه الرجال، ثم قاتل القوم حتى قتل.
فخرج عمرو بن أمية، حتى إذا كان بالقرقرة «١»، أقبل رجلان من بنى عامر حتى نزلا معه فى ظل هو فيه. وكان مع العامر بين عقد من رسول الله ﷺ وجوار، لم يعلم به عمرو بن أمية، وقد سألهما حين نزلا:
ممن أنتما؟ فقالا: من بنى عامر، فأمهلهما، حتى إذا ناما، عدا عليهما فقتلهما، وهو يرى أنه قد أصاب بهما ثأرا من بنى عامر، فيما أصابوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما قدم عمرو بن أمية على رسول الله ﷺ فأخبره الخبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد قتلت قتيلين لأدينهما.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: هذا عمل أبى براء، قد كنت لهذا كارها متخوّفا.
فبلغ ذلك أبا براء، فشق عليه إخفار عامر إياه، وما أصاب أصحاب رسول الله ﷺ بسببه وجواره، وكان فيمن أصيب عامر ابن فهيرة.
٧١- إجلاء بنى النضير
ثم خرج رسول الله ﷺ إلى بنى النضير يستعينهم فى دية ذينك القتيلين من بنى عامر، اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمرى، للجوار الذى كان رسول الله ﷺ عقد لهما، وكان بين بنى النضير وبين بنى عامر عقد وحلف، فلما أتاهم رسول الله ﷺ يستعينهم فى دية ذينك
فأتى رسول الله ﷺ الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وخرج راجعا إلى المدينة، فلما استلبث النبى ﷺ أصحابه، قاموا فى طلبه، فلقوا رجلا مقبلا من المدينة، فسألوه عنه، فقال: رأيته داخلا المدينة. فأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى انتهوا إليه صلى الله عليه وسلم، فأخبرهم الخبر، بما كانت اليهود أرادت من الغدر به.
وأمر رسول الله ﷺ بالتهيؤ لحربهم، والسير إليهم.
واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم. ثم سار بالناس حتى نزل بهم، وذلك فى شهر ربيع الأول، فحاصرهم ست ليال، ونزل تحريم الخمر، فتحصنوا منه فى الحصون،
فأمر رسول الله ﷺ بقطع النخيل، والتحريق فيها
، فنادوه: أن يا محمد، قد كنت تنهى عن الفساد، وتعيبه على من صنعه، فما بال قطع النخل وتحريقها؟
وقد كان رهط من بنى عوف بن الخزرج، منهم عدو الله عبد الله ابن أبىّ بن سلول، ووديعة، ومالك بن أبى قوقل، وسويدا وداعس،
فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل، فكان الرجل منهم يهدم بيته عن عتبة بابه فيضعه على ظهر بعيره، فينطلق به، فخرجوا إلى خيبر، ومنهم من سار إلى الشام. وخلوا الأموال لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت لرسول الله ﷺ خاصة يضعها حيث يشاء، فقسمها رسول الله ﷺ على المهاجرين الأولين دون الأنصار. إلا أن سهل بن حنيف، وأبا دجانة سماك بن خرشة، ذكرا فقرا، فأعطاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولم يسلم من بنى النضير إلا رجلان، يأمين بن عمير، أبو كعب ابن عمرو بن جحاش، وأبو سعد بن وهب، أسلما على أموالهما، فأحرزاها.
٧٢- غزوة ذات الرقاع
ثم أقام رسول الله ﷺ بالمدينة بعد غزوة بنى النضير، شهر ربيع الآخر وبعض جمادى، ثم غزا نجدا يريد بنى محارب وبنى ثعلبة من غطفان، واستعمل على المدينة أباذر الغفارى، حتى نزل نخلا «١»، وهى غزوة ذات الرقاع، وإنما قيل لها: غزوة ذات الرقاع، لأنهم رقعوا فيها راياتهم. فلقى بها جمعا عظيما من غطفان، فتقارب الناس، ولم تكن بينهم حرب، وقد خاف الناس
ولما قدم رسول الله ﷺ من غزوة ذات الرقاع، أقام بها بقية جمادى الأولى وجمادى الآخرة ورجبا.
٧٣- غزوة بدر الآخرة
ثم خرج فى شعبان إلى بدر، لميعاد أبى سفيان، حتى نزله.
واستعمل على المدينة عبد الله بن عبد الله بن أبىّ بن سلول الأنصارى، فأقام عليه ثمانى ليال ينظر أبا سفيان. وخرج أبو سفيان فى أهل مكة حتى نزل مجنة، من ناحية الظهران، ثم بدا له فى الرجوع، فقال: يا معشر قريش، إنه لا يصلحكم إلا عام خصيب ترعون فيه الشجر، وتشربون فيه اللبن، وإن عامكم هذا عام جدب، وإنى راجع، فارجعوا، فرجع الناس. فسماهم أهل مكة جيش السويق، يقولون: إنما خرجتم تشربون السويق.
ولما قام رسول الله ﷺ على بدر ينتظر أبا سفيان لميعاده أتاه محشى بن عمرو الضمرى، وهو الذى كان وادعه على بنى ضمرة فى غزوة ودان، فقال: يا محمد، أجئت للقاء قريش على هذا الماء؟ قال: نعم، يا أخا بنى ضمرة، وإن شئت مع ذلك رددنا إليك ما كان بيننا وبينك، ثم جالدناك حتى يحكم الله بيننا وبينك. قال: لا والله يا محمد ما لنا بذلك منك من حاجة.
٧٤- غزوة دومة الجندل
ثم انصرف رسول الله ﷺ إلى المدينة، فأقام بها أشهرا، حتى مضى ذو الحجة، وهى سنة أربع، ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم
٧٥- ثم كانت غزوة الخندق فى شوال سنة خمس
وكان من حديث الخندق أن نفرا من اليهود، منهم: سلام بن أبى الحقيق النضرى، وحيى بن أخطب النضرى، وكنانة بن أبى الحقيق النضرى، وهوذة بن قيس الوائلى، وأبو عمار الوائلى، فى نفر من بنى النضير، ونفر من بنى وائل، وهم الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرجوا حتى قدموا على قريش مكة، فدعوهم إلى حرب رسول الله ﷺ وقالوا: إنا سنكون معكم عليه، حتى نستأصله. فقالت لهم قريش: يا معشر يهود، إنكم أهل الكتاب الأول، والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد، أفديننا خير أم دينه؟ قالوا: بل دينكم خير من دينه، وأنتم أولى بالحق منه.
فلما قالوا ذلك لقريش، سرهم ونشطوا لما دعوهم إليه من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجتمعوا لذلك، واتعدوا له. ثم خرج أولئك النفر من يهود، حتى جاءوا غطفان من قيس عيلان، فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبروهم أنهم سيكونون معهم عليه. وأن قريشا قد تابعوهم على ذلك، فاجتمعوا معهم فيه.
فخرجت قريش، وقائدها أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان وقائدها
فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أجمعوا له من الأمر، ضرب الخندق على المدينة، فعمل فيه رسول الله ﷺ ترغيبا للمسلمين فى الأجر، وعمل معه المسلمون فيه، فدأب فيه ودأبوا، وأبطأ عن رسول الله ﷺ وعن المسلمين فى عملهم ذلك، رجال من المنافقين، وجعلوا يورون بالضعيف من العمل ويتسللون إلى أهليهم بغير علم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا إذن، وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته نائبة، من الحاجة التى لا بد له منها، يذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستأذنه فى اللحوق بحاجته، فيأذن له، فإذا قضى حاجته رجع إلى ما كان فيه من عمله، رغبة فى الخير، واحتسابا له.
ولما فرغ رسول الله ﷺ من الخندق، أقبلت قريش، حتى نزلت بمجتمع الأسيال من رومة، فى عشرة آلاف من أحابيشهم، ومن تبعهم من بنى كنانة وأهل تهامة. وأقبلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد، حتى نزلوا إلى جانب واحد، وخرج رسول الله ﷺ والمسلمون، حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع، فى ثلاثة آلاف من المسلمين، فضرب هناك عسكره، والخندق بينه وبين القوم.
واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وأمر بالذرارى والنساء فجعلوا فى الآطام.
وخرج عدو الله حيى بن أخطب النضرى، حتى أتى كعب بن أسد
فلما انتهى إلى رسول الله ﷺ الخبر وإلى المسلمين، بعث رسول الله ﷺ سعد بن معاذ بن النعمان، وهو يومئذ سيد الأوس، وسعد بن عبادة بن دليم، أحد بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج، وهو يومئذ سيد الخزرج، ومعهما عبد الله بن رواحة، أخو بنى الحارث بن الخزرج، وخوات بن جبير، أخو بنى عمرو بن عوف، فقال: انطلقوا حتى تنظروا، أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا؟ فإن كان حقّا، فألحنو لى لحنا
لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد. فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه، وكان رجلا فيه حدة، فقال له سعد بن عبادة: دع عنك مشاعتهم، فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة.
ثم أقبل سعد وسعد ومن معهما، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلموا عليه، ثم قالوا: عضل والقارة- أى كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع، خبيب وأصحابه- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر، أبشروا يا معشر المسلمين.
وعظم عند ذلك البلاء، واشتد الخوف، وأتاهم عدوهم من فوقهم ومن أسفل منهم، حتى ظن المؤمنون كل ظن، ونجم النفاق من بعض المنافقين، حتى قال معتب بن قشير، أخو بنى عمرو بن عوف: كأن محمدا يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط.
وحتى قال أوس بن قيظى، أحد بنى حارثة بن الحارث: يا رسول الله، إن بيوتنا عورة من العدو، وذلك عن ملأ من رجال قومه، فائذن لنا أن نخرج فنرجع إلى دارنا، فإنها خارج المدينة. فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام عليه المشركون بعضا وعشرين ليلة، قريبا من شهر، لم تكن بينهم حرب إلا المراماة بالنبل والحصار.
فلما اشتد على الناس البلاء، بعث رسول الله ﷺ إلى عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر، وإلى الحارث بن عوف بن أبى حارثة المرى، وهما قائدا غطفان، فأعطاهما ثلث ثمار المدينة، على أن (م ١٣- الموسوعة القرآنية- ج ١)
قال: بل شىء أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا لأننى رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة، وكالبوكم من كل جانب. فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما. فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله، قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان، لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها تمرة إلا قرى أو بيعا، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له، وأعزنا بك وبه، نعطيهم أموالنا؟ والله ما لنا بهذا من حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف، حتى يحكم الله بيننا وبينهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأنت وذاك. فتناول سعد بن معاذ الصحيفة فمحا ما فيها من الكتاب، ثم قال: ليجهدوا علينا.
فأقام رسول الله ﷺ والمسلمون، وعدوهم محاصروهم، ولم يكن بينهم قتال، إلا أن فوارس من قريش، منهم عمرو بن عبدود بن أبى قيس، أخو بنى عامر بن لؤى، وعكرمة بن أبى جهل، وهبيرة بن أبى وهب، المخزوميان، وضرار بن الخطاب الشاعر، ابن مرداس، أخو بنى محارب بن فهر، تلبسوا للقتال، ثم خرجوا على خيلهم، حتى مروا بمنازل بنى كنانة، فقالوا: تهيئوا يا بنى كنانة للحرب، فستعلمون من الفرسان
والله إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها.
ثم تيمموا مكانا ضيقا من الخندق، فضربوا خيلهم، فاقتحمت منه فجالت بهم فى السبخة بين الخندق وسلع، وخرج على بن أبى طالب رضى الله عنه فى نفر من المسلمين، حتى أخذوا عليهم الثغرة التى أقحموا منها بخيلهم.
وأفبلت الفرسان تعنق نحوهم، وكان عمرو بن عبدود قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة، فلم يشهد يوم أحد، فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مكانه.
فلما وقف هو وخيله، قال: من يبارز؟ فبرز له على بن أبى طالب، فقال له: يا عمرو، إنك قد كنت عاهدت الله ألا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه؟ قال له: أجل، قال له على: فإنى أدعوك إلى الله وإلى رسوله وإلى الإسلام، قال: لا حاجة لى بذلك. قال: فإنى أدعوك إلى النزال. فقال له: يا بن أخى، فو الله ما أحب أن أقتلك، قال له على:
لكنى والله أحب أن أقتلك، فحمى عمرو عند ذلك، فاقتحم عن فرسه، فعقره، وضرب وجهه ثم أقبل على علىّ، فتنازلا وتجاولا، فقتله على رضى الله عنه، وخرجت خيلهم منهزمة، حتى اقتحمت من الخندق هاربة.
وأقام رسول الله ﷺ وأصحابه، فيما وصف الله من الخوف والشدة، لتظاهر عدوهم عليهم، وإتيانهم إياهم من فوقهم ومن أسفل منهم.
ثم إن نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فخرج نعيم بن مسعود حتى أتى بنى قريظة، وكان لهم نديما فى الجاهلية، فقال: يا بنى قريظة، قد عرفتم ودى إياكم، وخاصة ما بينى وبينكم، قالوا: صدقت، لست عندنا بمتهم، فقال لهم:
إن قريشا وغطفان ليسوا كأنتم، البلد بلدكم، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره، وإن قريشا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فليسوا كأنتم، فإن رأوا نهزة أصابوها، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم، يكونون بأيديكم ثفة لكم، على أن تقاتلوا معهم محمدا حتى تناجزوه. فقالوا له: لقد أشرت بالرأى ثم خرج حتى أتى قريشا، فقال لأبى سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش: قد عرفتم ودى لكم وفراقى محمدا، وإنه قد بلغنى أمر قد رأيت على حقّا أن أبلغكموه، نصحا لكم فاكتموا عنى، فقالوا: نفعل، قال: تعلمون أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد، وقد أرسلوا إليه:
إنا قد ندمنا على ما فعلنا، فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين، من قريش وغطفان، رجالا من أشرافهم، فنعطيكهم، فتضرب أعناقهم، ثم نكون معك على من بقى منهم حتى نستأصلهم؟ فأرسل إليهم: أن نعم. فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهنا من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلا واحدا
فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة خمس، وكان من صنع الله لرسوله ﷺ أن أرسل أبو سفيان بن حرب ورءوس غطفان إلى بنى قريظة عكرمة بن أبى جهل فى نفر من قريش وغطفان فقالوا لهم: إنا لسنا بدار مقام، قد هلك الخف والحافر، فاغدوا القتال، حتى نناجز محمدا، ونفرغ مما بيننا وبينه، فأرسلوا إليهم: إن اليوم يوم السبت وهو يوم لا نعمل فيه شيئا، وقد كان أحدث فيه بعضنا حدثا، فأصابه ما لم يخف عليكم، ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم محمدا حتى تعطونا رهنا من رجالكم، يكونون بأيدينا ثقة لنا، حتى نناجز محمدا، فإنا نخشى أن ضرستكم الحرب، واشتد عليكم القتال أن تنشمروا إلى بلادكم وتتركونا، والرجل فى بلدنا، ولا طاقة لنا بذلك منه. فلما رجعت إليهم الرسل بما قالت بنو قريظة، قالت قريش وغطفان: والله إن الذى حدثكم نعيم بن مسعود لحق. فأرسلوا إلى بنى قريظة: إنا والله لا ندفع إليكم رجلا واحدا من رجالنا، فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا، فقالت بنو قريظة، حين انتهت الرسل إليهم بهذا: إن الذى ذكر لكم نعيم بن مسعود لحق، ما يريد القوم إلا أن يقاتلوا، فإن رأوا فرصة انتهزوها. وإن كان غير ذلك انشمروا إلى بلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل فى بلدكم، فأرسلوا إلى قريش وغطفان: إنا والله لا نقاتل معكم محمدا حتى تعطونا رهنا.
فأبوا عليهم، وخذل الله بينهم. وبعث الله عليهم الريح فى ليال شانية باردة
قال حذيفة: فذهبت فدخلت فى القوم والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء. فقام أبو سفيان، فقال: يا معشر قريش، لينظر امرؤ من جليسه؟ قال حذيفة: فأخذت بيد الرجل الذى كان إلى جنبى، فقلت: من أنت؟ قال: فلان ابن فلان.
ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذى نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فإنى مرتحل. ثم قام إلى جمله وهو معقول، فجلس عليه، ثم ضربه، فوثب به على ثلاث، فو الله ما أطلق عقاله إلا وهو قائم، ولولا عهد رسول الله ﷺ إلى «أن لا تحدث شيئا حتى تأتينى» ثم شئت لقتلته بسهم.
قال حذيفة: فرجعت إلى رسول الله ﷺ وهو قائم يصلى فى مرط لبعض نسائه، مراجل، فلما رآنى أدخلنى إلى رجليه، وطرح علىّ طرف المرط، ثم ركع وسجد، وإنى لقيه، فلما سلم أخبرته الخبر، وسمعت غطفان بما فعلت قريش، فانشمروا راجعين إلى بلادهم.
ولما أصبح رسول الله ﷺ انصرف عن الخندق راجعا إلى المدينة والمسلمون، ووضعوا السلاح.
فأمر رسول الله ﷺ مؤذنا، فأذن فى الناس، من كان سامعا مطيعا، فلا يصلينّ العصر إلا ببنى قريظة. واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم.
وقدم رسول الله ﷺ علىّ بن أبى طالب برأيته إلى بنى قريظة، وابتدرها الناس. فسار على بن أبى طالب، حتى إذا دنا من الحصون سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع حتى لقى رسول الله ﷺ بالطريق، فقال: يا رسول الله، لا عليك ألا تدنو من هؤلاء الأخابث، قال: لم؟ أظنك سمعت منهم لى أذى؟ قال: نعم يا رسول الله، قال لو: رأونى لم يقولوا من ذلك شيئا. فلما دنا رسول الله ﷺ من حصونهم. قال: يا إخوان القردة، هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته؟ قالوا: يا أبا القاسم، ما كنت جهولا.
ومر رسول الله ﷺ بنفر من أصحابه بالصورين «١» قبل أن يصل إلى بنى قريظة فقال: هل مر بكم أحد؟ قالوا: يا رسول الله، قد مر بنا دحية بن خليفة الكلبى، على بغلة بيضاء عليها رحالة، عليها قطيفة ديباج. فقال
ولما أتى رسول الله ﷺ بنى قريظة نزل على بئر من آبارها من ناحية أموالهم، يقال لها: بئرأنىّ.
وتلاحق به الناس، فأتى رجال منهم من بعد العشاء الآخرة، ولم يصلوا العصر، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يصلينّ أحد العصر إلا ببنى قريظة»، فشغلهم ما لم يكن منه بد فى حربهم، وأبوا أن يصلوا، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حتى تأتوا بنى قريظة» فصلوا العصر بها بعد العشاء الآخرة،
فما عابهم الله بذلك فى كتابه، ولا عنفهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاصرهم رسول الله ﷺ خمسا وعشرين ليلة، حتى جهدهم الحصار وقذف الله فى قلوبهم الرعب.
وقد كان حيى بن أخطب دخل مع بنى قريظة فى حصنهم، حين رجعت عنهم قريش وغطفان، وفاء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه. فلما أيقنوا بأن رسول الله ﷺ غير منصرف عنهم حتى يناجزهم، قال كعب بن أسد لهم: يا معشر يهود، قد نزل بكم من الأمر ما ترون، وإنى عارض عليكم خلالا ثلاثا، فخذوا أيها شئتم، قالوا: وما هى؟
قال: نتابع هذا الرجل ونصدقه، فو الله لقد تبين لكم إنه لنبى مرسل، وإنه للذى تجدونه فى كتابكم، فتأمنون على دمائكم وأموالكم وأبنائكم ونسائكم، قالوا: لا نفارق حكم التوراة أبدا، ولا نستبدل به غيره قال:
فإذا أبيتم على هذه، فهلم فلنقتل أبناءنا ونساءنا، ثم نخرج إلى محمد وأصحابه رجالا مصلتين السيوف، لم نترك وراءنا ثقلا، حتى يحكم الله بيننا وبين محمد،
فإن أبيتم علىّ هذه، فإن الليلة ليلة السبت، وإنه عسى أن يكون محمد وأصحابه قد أمنونا فيها، فانزلوا لعلنا نصيب من محمد وأصحابه غرة، قالوا: نفسد سبتنا علينا، ونحدث فيه ما لم يحدث من كان قبلنا إلا من قد علمت، فأصابه ما لم يخف عليك من المسخ؟ قال: ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة واحدة من الدهر حازما.
ثم إنهم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ابعث إلينا أبا لبابة ابن عبد المنذر أخا بنى عمرو بن عوف، وكانوا حلفاء الأوس، لنستشيره فى أمرنا. فأرسله رسول الله ﷺ إليهم، فلما رأواه قام إليه الرجال، وجهش إليه النساء والصبيان يبكون فى وجهه، فرقّ لهم. وقالوا له:
يا أبا لبابة! أترى أن ننزل على حكم محمد؟ قال: نعم، وأشار بيده إلى حلقه. إنه الذبح. قال أبو لبابة: فو الله ما زالت قدماى من مكانهما حتى عرفت أنى قد خنت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ثم انطلق أبو لبابة على وجهه،
ولم يأت رسول الله ﷺ حتى ارتبط فى المسجد إلى عمود من عمده، وقال: لا أبرح مكانى هذا حتى يتوب الله على مما صنعت، وعاهد الله ألا أطأ بنى قريظة أبدا، ولا أرى فى بلد خنت الله ورسوله فيه أبدا.
فلما بلغ رسول الله ﷺ خبره، وكان قد استبطأه، قال:
أما إنه لو جاءنى لاستغفرت له، فأما إذ قد فعل ما فعل، فما أنا بالذى أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه.
قال: بلى، إن شئت. فقامت على باب حجرتها- وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب- فقالت: يا أبا لبابة، أبشر فقد تاب الله عليك. فثار الناس إليه ليطلقوه، فقال: لا والله حتى يكون رسول الله ﷺ هو الذى يطلقنى بيده، فلما مر عليه رسول الله ﷺ خارجا إلى صلاة الصبح أطلقه.
وقد أقام أبو لبابة مرتبطا بالجذع ست ليال، تأتيه امرأته فى كل وقت صلاة، فتحله للصلاة، ثم يعود فيرتبط بالجذع، ثم إن ثعلبة بن سعية، وأسيد ابن سعية، وأسد بن عبيد، وهم نفر من بنى هدل، ليسوا من بنى قريظة ولا النضير، هم بنو عم القوم، أسلموا تلك الليلة التى نزلت فيها بنو قريظة على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وخرج فى تلك الليلة عمرو بن سعدى القرظى، فمر بحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه محمد بن مسلمة تلك الليلة، فلما رآه قال: من هذا؟ قال: أنا عمرو بن سعدى- وكان عمرو قد أبى أن يدخل مع بنى قريظة فى غدرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: لا أغدر بمحمد أبدا- فقال محمد بن مسلمة حين عرفه: اللهم لا تحرمنى إقالة عثرات الكرام، ثم خلى سبيله.
فخرج على وجهه حتى أتى باب مسجد رسول الله ﷺ بالمدينة تلك الليلة، ثم ذهب فلم يدر أين توجه من الأرض
يا أبا عمرو، أحسن فى مواليك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يقولون:
يا أبا عمرو، أحسن فى مواليك، فإن رسول الله ﷺ إنما ولاك ذلك لتحسن فيهم، فلما أكثروا عليه قال: لقد آن لسعد ألا تأخذه فى الله لومة لائم. فرجع بعض من كان معه من قومه إلى دار بنى عبد الأشهل، فنعى لهم رجال بنى قريظة، قبل أن يصل إليهم سعد، عن كلمته التى سمع منه، فلما انتهى سعد إلى رسول الله ﷺ والمسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا
فقال رسول الله ﷺ لسعد: «لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة»، ثم استنزلوا، فحبسهم رسول الله ﷺ بالمدينة فى دار بنت الحارث، امرأة من بنى النجار، ثم خرج رسول الله ﷺ إلى سوق المدينة، التى هى سوقها اليوم، فخندق بها خنادق، ثم بعث إليهم، فضرب أعناقهم فى تلك الخنادق، يخرج بهم إليه أرسالا، وفيهم عدو الله حيى بن أخطب، وكعب بن أسد، رأس القوم، وهم ستمائة أو سبعمائة، والمكثر لهم يقول: كانوا بين الثمانمائة والتسعمائة. ولقد قالوا لكعب بن أسد، وهم يذهب بهم إلى رسول الله ﷺ أرسالا: يا كعب، ما تراه يصنع بنا؟ قال: فى كل موطن لا تعقلون؟ ألا ترون الداعى لا ينزع، وأنه من ذهب به منكم لا يرجع؟ هو والله القتل. فلم يزل ذلك الدأب حتى فرغ منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأتى بحيى بن أخطب عدو الله، وعليه حلة له من الوشى قد شقها عليه
قالت: أنا والله. قالت: قلت لها: ويلك! ما لك؟ قالت: أقتل. قلت: ولم؟ قالت:
لحدث أحدثته. قالت: فانطلق بها، فضربت عنقها، فكانت عائشة تقول: فو الله ما أنسى عجبا منها، طيب نفسها وكثرة ضحكها، وقد عرفت أنها تقتل.
وكان ثابت بن قيس بن الشماس قد أتى الزبير بن باطا القرظى، وكان الزبير قد من على ثابت بن قيس بن شماس فى الجاهلية، أخذه يوم بغاث فجز ناصيته، ثم خلى سبيله، فجاءه ثابت وهو شيخ كبير، فقال: يا أبا عبد الرحمن، هل تعرفنى؟ قال: وهل يجهل مثلى مثلك، قال: إنى قد أردت أن أجزيك بيدك عندى، قال: إن الكريم يجزى الكريم. ثم أتى ثابت بن قيس رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، إنه قد كانت للزبير علىّ منّة، وقد أحببت أن أجزيه بها، فهب لى دمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هو لك، فأتاه فقال: إن رسول الله ﷺ قد وهب لى دمك، فهو لك، قال: شيخ كبير لا أهل له ولا أهل له ولا ولد فما يصنع بالحياة؟ قال: فأتى ثابت رسول الله ﷺ فقال: بأبى أنت وأمى يا رسول الله: هب لى امرأته وولده، قال: هم لك. قال: فأتاه، فقال: قد وهب لى رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو لك.
فأتاه ثابت فقال: قد أعطانى رسول الله ﷺ مالك، فهو لك، قال: أى ثابت، ما فعل الذى كان وجهه مرآة صينية يتراءى فيها عذارى الحى، كعب بن أسد، قال: قتل. قال: فما فعل سيد الحاضر والبادى حيى بن أخطب؟ قال: قتل، قال: فما فعل مقدمتنا إذا شددنا، وحاميتنا إذا فررنا، عزال بن سموءل؟ قال: قتل. قال: فما فعل المجلسان؟
يعى بنى كعب بن قريظة وبنى عمرو بن قريظة، قال: ذهبوا، قتلوا قال:
فإنى أسألك يا ثابت بيدى عندك إلا ألحقتنى بالقوم، فو الله ما فى العيش بعد هؤلاء من خير، فما أنا بصابر لله فتلة دلو ناضح «١» حتى ألقى الأحبة، فقدمه ثابت، فضرب عنقه.
ثم إن رسول الله ﷺ قسم أموال بنى قريظة ونساءهم وأبناءهم على المسلمين. ثم بعث رسول الله ﷺ سعد بن زيد الأنصارى، أخا بنى عبد الأشهل، بسبايا من سبايا بنى قريظة إلى نجد، فابتاع لهم بها خيلا وسلاحا.
وكان رسول الله ﷺ قد اصطفى لنفسه من نسائهم ريحانة بنت عمرو، إحدى نساء بنى عمرو بن قريظة، فكانت عند رسول الله ﷺ حتى توفى عنها وهى فى ملكه، وقد كان رسول الله ﷺ عرض عليها أن يتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول
ولما انصرف أهل الخندق عن الخندق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا، لو كنتم تغزونهم.
فلم تغزهم قريش بعد ذلك، وكان هو الذى يغزوها حتى فتح الله عليه مكة.
ولما انقضى شأن الخندق، وأمر بنى قريظة، وكان سلام بن أبى الحقيق، وهو أبو رافع. فيمن حزّب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت الأوس قبل أحد قتلت كعب بن الأشرف، فى عداوته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحريضه عليه، استأذنت الخروج رسول الله ﷺ فى قتل سلام بن أبى الحقيق، وهو بخيبر، فأذن لهم.
٧٦- غزوة بنى لحيان
ثم أقام رسول الله ﷺ بالمدينة ذا الحجة والمحرم وصفرا وشهرى ربيع، وخرج فى جمادى الأولى، على رأس ستة أشهر من فتح قريظة، إلى بنى لحيان، يطلب بأصحاب الرجيع: خبيب بن عدى وأصحابه، وأظهر أنه يريد الشام، ليصيب من القوم غرة. فخرج من المدينة صلى الله عليه وسلم، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، فسلك على غراب، جبل بناحية المدينة، على طريقه إلى الشام، ثم استقام به الطريق، على المحجة من طريق
وراح رسول الله ﷺ قافلا، وهو يقول حين وجه راجعا: آيبون تائبون، إن شاء الله، لربنا حامدون، أعوذ بالله من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر فى الأهل والمال.
٧٧- غزوة ذى قرد
ثم قدم رسول الله ﷺ المدينة، فلم يقم بها إلا ليال قلائل، حتى أغار عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزارى، فى خيل من غطفان، على لقاح لرسول الله ﷺ بالغابة، وفيها رجل من بنى غفار وامرأة له، فقتلوا الرجل، واحتملوا المرأة فى اللقاح.
وكان أول من نذر بهم سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمى، غدا يريد الغابة متوشحا قوسه ونبله، ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله، معه فرس له يقوده، حتى إذا علا ثنية الوداع، نظر إلى بعض خيولهم فأشرف فى ناحية سلع، ثم صرخ: واصباحاه! ثم خرج يشتد فى آثار القوم، وكان مثل السبع، حتى لحق بالقوم، فجعل يردهم بالنبل، ويقول إذا رمى: خذها وأنا ابن الأكوع، فإذا وجهت الخيل نحوه، انطلق هاربا، ثم عارضهم، فإذا أمكنه الرمى رمى، ثم قال: خذها وأنا ابن الأكوع.
وبلغ رسول الله ﷺ صياح ابن الأكوع، فصرخ بالمدينة: الفزع الفزع! فترامت الخيول إلى رسول
فخرج الفرسان فى طلب القوم، حتى تلاحقوا. واستعمل رسول الله ﷺ على المدينة ابن أم مكتوم، وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى نزل بالجبل من ذى قرد، وتلاحق به الناس، فنزل رسول الله ﷺ به، وأقام عليه يوما وليلة، وقسم رسول الله ﷺ فى أصحابه فى كل مائة رجل جزورا، وأقاموا عليها، ثم رجع رسول الله ﷺ قافلا حتى قدم المدينة. فأقام رسول الله ﷺ بالمدينة بعض جمادى الآخرة ورجبا.
٧٨- غزوة بنى المصطلق
ثم غزا بنى المصطلق من خزاعة، فى شعبان سنة ست، واستعمل على المدينة أبا ذر الغفارى. وكان بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن بنى المصطلق يجمعون له، وقائدهم الحارث بن أبى ضرار، أبو جويرية بنت الحارث، زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما سمع رسول الله ﷺ بهم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء يقال له: المريسيع، من ناحية قديد إلى الساحل، فتزاحف الناس واقتتلوا، فهزم الله بنى المصطلق وقتل من قتل منهم، ونفل رسول الله ﷺ أبناءهم ونساءهم وأموالهم فأفاءهم عليه.
فبينما رسول الله ﷺ على ذلك الماء، وردت واردة الناس.
ومع عمر بن الخطاب أجير له من بنى غفار، يقال له: جهجاه بن مسعود، يقود فرسه، فازدحم جهجاه وسنان بن وبر الجهنى، حليف بنى عوف بن الخزرج على (م ١٤- الموسوعة القرآنية- ج ١)
زيد بن أرقم، غلام حدث، فقال: أو قد فعلوها؟ أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. ثم أقبل على من حضره من قومه، فقال لهم: هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتوهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم، لتحولوا إلى غير داركم.
فسمع ذلك زيد بن أرقم، فمشى به إلى رسول الله ﷺ وذلك عند فراغ رسول الله ﷺ من عدوه، فأخبره الخبر، وعنده عمر بن الخطاب، فقال: مر به عباد بن بشر فليقتله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه! لا، ولكن أذن بالرحيل، وذلك فى ساعة لم يكن رسول الله ﷺ يرتحل فيها، فارتحل الناس.
وقد مشى عبد الله بن أبىّ بن سلول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حين بلغه أن زيد بن أرقم قد بلغه ما سمع منه، فحلف بالله: ما قلت ما قال، ولا تكلمت به- وكان فى قومه شريفا عظيما- فقال من حضر رسول الله ﷺ من الأنصار من أصحابه: يا رسول الله، عسى أن يكون الغلام قد أوهم فى حديثه، ولم يحفظ ما قال الرجل، حدبا على ابن أبىّ بن سلول ودفعا عنه.
فلما استقل رسول الله ﷺ وسار، لقيه أسيد بن حضير، فحياه بتحية النبوة، وسلم عليه، ثم قال: يا نبى الله، والله لقد رحت فى ساعة منكرة، ما كنت تروح فى مثلها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو
ثم قال: يا رسول الله، ارفق به، فو الله لقد جاءنا الله بك، وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه، فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكا.
ثم مشى رسول الله ﷺ بالناس يومهم ذلك حتى أمسى، وليلتهم حتى أصبح، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس، ثم نزل بالناس، فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض، فوقعوا نياما. وإنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليشغل الناس عن الحديث الذى كان بالأمس، من حديث عبد الله ابن أبى، ثم راح رسول الله ﷺ بالناس، وسلك الحجاز، حتى نزل على ماء بالحجاز، فويق النقيع، يقال له: بقعاء.
فلما راح رسول الله ﷺ هبت على الناس ريح شديدة، آذتهم وتخوفوها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تخافوها، فإنما هبت لموت عظيم من عظماء الكفار.
فلما قدموا المدينة وجدوا رفاعة بن زيد بن التابوت، أحد بنى قينقاع، وكان عظيما من عظماء يهود، وكهفا للمنافقين، مات فى ذلك اليوم.
ثم إن عبد بن عبد الله بن أبى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
يا رسول الله إنه بلغنى أنك تريد قتل عبد الله بن أبى فيما بلغك عنه، فإن كنت لابد فاعلا، فمرنى به، فأنا أحمل إليك رأسه، فو الله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده منى، وإنى أخشى أن تأمر به غيرى فيقتله، فلا تدعنى نفسى أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبى يمشى فى الناس، فأقتله، فأقتل رجلا
قد والله علمت لأمر رسول الله ﷺ أعظم بركة من أمرى.
وكان رسول الله ﷺ قد أصاب من بنى المصطلق سبيا كثيرا، فقاسمه المسلمون، وكان فيمن أصيب يومئذ من السبابا، جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار. ولما انصرف رسول الله ﷺ من غزوة بنى المصطلق، ومعه جويرية بنت الحارث- وكان بذات الجيش- دفع جويرية إلى رجل من الأنصار وديعة، وأمره بالاحتفاظ بها، وقدم رسول الله ﷺ المدينة، فأقبل أبوها الحارث بن أبى ضرار بفداء ابنته، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التى جاء بها للفداء، فرغب فى بعيرين منها، فغيبهما فى شعب من شعاب العقيق، ثم
أتى إلى النبى ﷺ وقال: يا محمد، أصبتم ابنتى، وهذا فداؤها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأين البعيران اللذان غيبتهما بالعقيق، فى شعب كذا وكذا؟ فقال الحارث: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله، فو الله ما اطلع على ذلك إلا الله، فأسلم الحارث
، وأسلم معه ابنان له، وناس من قومه، وأرسل إلى البعيرين، فجاء بهما، فدفع الإبل إلى النبى صلى الله عليه وسلم، ودفعت إليه ابنته جويرية، فأسلمت، وحسن إسلامها،
٧٩- حديث الإفك
وتقول عائشة: كان رسول الله ﷺ إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فأيهن خرج سهمها خرج بها معه، فلما كانت غزوة بنى المصطلق أقرع بين نسائه كما كان يصنع، فخرج سهمى عليهن معه، فخرج بى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت إذا رحل لى بعيرى، جلست فى هودجى، ثم يأتى القوم الذين يرحلون لى ويحملوننى، فيأخذون بأسفل الهودج، فيرفعونه، فيضعونه على ظهر البعير، فيشدونه بحباله، ثم يأخذون برأس البعير، فينطلقون به. فلما فرغ رسول الله ﷺ من سفره ذلك، رجع قافلا، حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا، فبات به بعض الليل، ثم أذن فى الناس بالرحيل، فارتحل الناس، وخرجت لبعض حاجتى، وفى عنقى عقد لى، فيه جزع ظفار «١»، فلما فرغت انسل من عنقى ولا أدرى، فلما رجعت إلى الرحل، ذهبت ألتمسه فى عنقى، فلم أجده، وقد أخذ الناس فى الرحيل، فرجعت إلى مكانى الذى ذهبت إليه، فالتمسته حتى وجدته، وجاء القوم خلافى، الذين كانوا يرحلون لى البعير، وقد فرغوا من رحلته، فأخذوا الهودج، وهم يظنون أنى فيه، كما كنت أصنع، فاحتملوه، فشدوه على البعير، ولم يشكوا أنى فيه، ثم أخذوا برأس البعير، فانطلقوا به، فرجعت إلى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب. قد انطلق الناس.
ثم قدمنا المدينة، فلم ألبث أن اشتكيت شكوى شديدة، ولا يبلغنى من ذلك شىء، وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى أبوى، لا يذكرون لى منه قليلا ولا كثيرا، إلا أنى قد أنكرت من رسول الله ﷺ بعض لطفه بى، كنت إذا اشتكيت رحمنى، ولطف بى، فلم يفعل ذلك بى فى شكواى تلك، فأنكرت ذلك منه، كان إذا دخل علىّ وعندى أمى تمرضنى، قال: كيف تيكم، لا يزيد على ذلك، حتى وجدت فى نفسى، فقلت: يا رسول الله، حين رأيت ما رأيت من جفائه لى: لو أذنت لى فانتقلت إلى أمى، فمرضتنى؟ قال: لا عليك. فانتقلت إلى أمى، ولا علم لى بشىء مما كان، حتى نقهت من وجعى بعد بضع وعشرين ليلة. وكنا قوما عربا، لاتتخذ فى بيوتنا هذه الكنف التى تتخذها الأعاجم، نعاقها ونكرهها، إنما كنا نذهب فى فسح المدينة، وإنما كانت النساء يخرجن
بئس لعمر الله ما قلت لرجل من المهاجرين قد شهد بدرا، قالت: أو ما بلغك الخير يا بنت أبى بكر؟ قلت: وما الخبر؟ فأخبرتنى بالذى كان من قول أهل الإفك، قالت: قلت: أو قد كان هذا؟ قالت: نعم والله لقد كان. قالت:
فو الله ما قدرت على أن أقضى حاجتى، ورجعت. فو الله ما زلت أبكى حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدى، وقلت لأمى: يغفر الله لك، تحدث الناس بما تحدثوا به، ولا تذكرين لى من ذلك شيئا. قالت: أى بنية، خففى عليك الشأن، فو الله لقلما كانت امرأة حسناء، عند رجل يحبها. لها ضرائر، إلا كثرن وكثر الناس عليها. قالت:
وقد قام رسول الله ﷺ فى الناس يخطبهم ولا أعلم بذلك، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، ما بال رجال يؤذوننى فى أهلى، ويقولون عليهم غير الحق، والله ما علمت منهم إلا خيرا، ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا، وما يدخل بيتا من بيوتى إلا وهو معى.
وكان كبر ذلك عند عبد الله بن أبىّ بن سلول، فى رجال من الخزرج، مع الذى قال مسطح وحمنة بنت جحش، وذلك أن أختها زينب بنت جحش كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن من نسائه امرأة تناصبنى «١» فى المنزلة عنده غيرها، فأما زينب فعصمها الله تعالى بدينها، فلم تقل إلا خيرا، وأما حمنة بنت جحش، فأشاعت من ذلك ما أشاعت تضادنى لأختها، فشقيت بذلك.
يا رسول الله، إن يكونوا من الأوس نكفكهم، وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج، فمرنا بأمرك، فو الله إنهم لأهل أن نضرب أعناقهم، قالت: فقام سعد بن عبادة- وكان قبل ذلك يرى رجلا صالحا- فقال: كذبت لعمر الله، لا نضرب أعناقهم، أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنهم من الخزرج، ولو كانوا من قومك ما قلت هذا. فقال أسيد: كذبت لعمر الله، ولكنك منافق، تجادل عن المنافقين، وتساور الناس، حتى كاد يكون بين هذين الحيين من الأوس والخزرج شر. ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل على. فدعا على بن أبى طالب رضوان الله عليه، وأسامة بن زيد، فاستشارهما، فأما أسامة فأثنى علىّ خيرا وقاله، ثم قال: يا رسول الله، أهلك ولا نعلم منهم إلا خيرا، وهذا الكذب والباطل.
وأما علىّ فإنه قال: يا رسول الله، إن النساء لكثير، وإنك لقادر على أن تستخلف، وسل الجارية، فإنها ستصدقك. فدعا رسول الله ﷺ بريرة ليسألها، قالت: فقام إليها على بن أبى طالب، فضربها ضربا شديدا، ويقول: اصدقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فتقول: والله ما أعلم إلا خيرا، وما كنت أعيب على عائشة شيئا، إلا أنى كنت أعجن عجينى، فآمرها أن تحفظه، فتنام عنه، فتأتى الشاة فتأكله.
ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندى أبواى، وعندى امرأة من الأنصار، وأنا أبكى، وهى تبكى معى، فجلس، فحمدالله، وأثنى عليه، ثم قال: يا عائشة، إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس، فاتقى الله، وإن كنت قد فارفت سوءا
قالت: وايم الله، لأنا كنت أحقر فى نفسى، وأصغر شأنا من أن ينزل الله فى قرآنا يقرأ به فى المساجد، ويصلى به، ولكنى قد كنت أرجو أن يرى رسول الله ﷺ فى نومه شيئا، يكذب به الله عنى، لما يعلم من براءتى، أو يخبر خبرا، فأما قرآن ينزل فىّ، فو الله لنفسى كانت أحقر عندى من ذلك. قالت: فلما لم أر أبواى يتكلمان، قلت لهما: ألا تجيبان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالا: والله ما ندرى بماذا نجيبه! قالت: والله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبى بكر، فى تلك الأيام، فلما أن استعجما علىّ، استعبرت فبكيت، ثم قلت: والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدا، والله إنى لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس، والله يعلم أنى منه بريئة، لأقولن ما لم يكن، ولئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقوننى، ثم ألتمست اسم يعقوب فما أذكره، فقلت: ولكن سأقول كما قال أبو يوسف: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ.
فو الله ما برح رسول الله ﷺ مجلسه حتى تغشاه من الله ما تغشاه، فسجى بثوبه، ووضعت له وسادة من أدم تحت رأسه، فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت، فو الله ما فزعت ولا باليت، قد عرفت أنى بريئة، وأن الله عز وجل غير ظالمى، وأما أبواى، فو الذى نفس عائشة بيده. ما سرى عن
ثم سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، وإنه ليتحدر منه مثل الجمان فى يوم شات، فجعل يسمح العرق عن جبينه، ويقول: أبشرى يا عائشة، فقد أنزل الله براءتك، قالت: قلت: بحمد الله. ثم خرج إلى الناس، فخطبهم، وتلا عليهم ما أنزل الله عليه من القرآن فى ذلك، ثم أمر بمسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش، وكانوا ممن أفصح بالفاحشة، فضربوا حدهم.
فلما نزل هذا فى عائشة، وفيمن قال لها ما قال، قال أبو بكر، وكان ينفق على مسطح لقرابته وحاجته: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا، ولا أنفعه بنفع أبدا، بعد الذى قال لعائشة، وأدخل علينا، فأنزل الله فى ذلك: وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ «١».
فقال أبو بكر: بلى والله: إنى لأحب أن يغفر الله لى، فرجع إلى مسطح نفقته التى كان ينفق عليه وقال: والله لا أنزعها منه أبدا.
وكانت عائشة تقول: لقد سئل عن أبى المعطل فوجدوه رجلا حصورا، ما يأتى النساء، ثم قتل بعد ذلك شهيدا.
ثم أقام رسول الله ﷺ بالمدينة شهر رمضان وشوالا، وخرج فى ذى القعدة معتمرا، لا يريد حربا.
واستعمل على المدينة نميلة بن عبد الله الليثى، واستنفر العرب ومن حوله من أهل البوادى من الأعراب، ليخرجوا معه، وهو يخشى من قريش الذى صنعوا، أن يعرضوا له بحرب، أو يصدوه عن البيت، فأبطأ عليه كثير من الأعراب، وخرج رسول الله ﷺ بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق به من العرب، وساق معه الهدى وأحرم بالعمرة، ليأمن الناس من حربه، وليعلم الناس أنه إنما خرج زائرا لهذا البيت، معظما له.
وساق معه الهدى سبعين بدنة، وكان الناس أربعمائة رجل، فكانت كل بدنة عن عشرة نفر، حتى إذا كان رسول الله ﷺ بعسفان «١» لقيه بشر بن سفيان الكعبى، فقال: يا رسول الله، هذه قريش، قد سمعت بمسيرك، فخرجوا معهم العوذ المطافيل «٢»، قد لبسوا جلود النمور، وقد نزلوا بذى طوى «٣»، يعاهدون الله لا تدخلها عليهم أبدا، وهذا خالد بن الوليد فى خيلهم قد قدموها إلى كراع الغميم «٤». فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ويح قريش! لقد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلوا بينى وبين سائر العرب، فإن هم أصابونى كان الذى أرادوا، وإن أظهرنى الله عليهم دخلوا فى الإسلام وافرين، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة، فما تظن قريش،
(٢) العوذ المطافيل: النساء والصبيان.
(٣) ذو طوى: موضع قرب مكة.
(٤) كراع الغميم: موضع بين مكة والمدينة.
قال رجل من أسلم: أنا يا رسول الله، فسلك بهم طريقا وعرا بين شعاب، فلما خرجوا معه- وقد شق ذلك على المسلمين- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا نستغفر الله ونتوب إليه. فقالوا ذلك. فقال:
والله إنها للحطة «٢» التى عرضت على بنى إسرائيل فلم يقولوها.
ثم أمر رسول الله ﷺ الناس، فقال: اسلكوا ذات اليمين، فسلك الجيش ذلك الطريق، فلما رأت خيل قريش غبار الجيش، قد خالفوا طريقهم، رجعوا راكضين إلى قريش، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا سلك فى ثنية المرار بركت ناقته، فقال الناس: خلأت «٣» الناقة، قال: ما خلأت، وما هو لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة، لا تدعونى قريش اليوم إلى خطة يسألوننى فيها صلة الرحم، إلا أعطيتهم إياها. ثم قال للناس: انزلوا، قيل له: يا رسول الله، ما بالوادى ماء ننزل عليه، فأخرج سهما من كنانته، فأعطاه رجلا من أصحابه، فنزل به فى قليب من تلك القلب، فغرزه فى جوفه، فجاش بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعطن.
فلما اطمأن رسول الله ﷺ أتاه بديل بن ورقاء الخزاعى، فى رجال من خزاعة، فكلموه وسألوه: ما الذى جاء به؟ فأخبرهم أنه لم
(٢) يريد قوله تعالى لبنى إسرائيل: وَقُولُوا حِطَّةٌ.
(٣) خلأت: بركت.
ثم بعثوا إليه مكرز بن حفص، فلما رآه رسول الله ﷺ مقبلا قال: هذا رجل غادر. فلما انتهى إلى رسول الله ﷺ وكلمه، قال له رسول الله ﷺ نحوا مما قال لبديل وأصحابه، فرجع إلى قريش فأخبرهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم بعثوا إليه الحليس بن علقمة، وكان يومئذ سيد الأحابيش، فلما رآه رسول الله ﷺ قال: إن هذا من قوم يتألهون، فابعثوا الهدى فى وجهه حتى يراه.
فلما رأى الهدى يسيل عليه من عرض الوادى فى قلائده، وقد أكل أوباره من طول الحبس عن محله، رجع إلى قريش، ولم يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إعظاما لما رأى، فقال لهم ذلك. فقالوا له: اجلس: فإنما أنت أعرابى لا علم لك.
ثم إن الحليس غضب عند ذلك، وقال: يا معشر قريش، والله ما على هذا حالفنا كم، ولا على هذا عاقدناكم، أيصد عن بيت الله من جاء معظما له؟ والذى نفس الحليس بيده، لتخلن بين محمد وبين ما جاء له، أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد. فقالوا له: مه، كف عنا يا حليس، حتى نأخذ لأنفسنا ما ترضى به.
قال: من هذا يا محمد؟ قال: هذا ابن أبى قحافة، قال: أما والله لولا يد كانت لك عندى لكافأتك بها، ولكن هذه بها، ثم جعل يتناول لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يكلمه، والمغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول الله ﷺ فى الحديد، فجعل يقرع يده إذا تناول لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول: اكفف يدك عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل ألا تصل إليك، فيقول عروة: ويحك! ما أفظعك وأغلظك! قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عروة: من هذا يا محمد؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة، قال: أى غدر! وهل غسلت سوءتك إلا بالأمس؟
أراد عروة بقوله هذا أن المغيرة بن شعبة قبل إسلامه قتل ثلاثة عشر رجلا من بنى مالك، من ثقيف، فتهايج الحيان من ثقيف: بنو مالك رهط المقتولين، والأحلاف رهط المغيرة، فودى عروة المقتولين ثلاث عشر دية
فكلمه رسول الله ﷺ بنحو مما كلم به أصحابه، وأخبره أنه لم يأت يريد حربا.
وقد رأى عروة ما يصنع به أصحابه فرجع إلى قريش فقال: يا معشر قريش، إنى قد جئت كسرى فى ملكه، وقيصر فى ملكه، والنجاشى فى ملكه، وإنى والله ما رأيت ملكا فى قوم قط مثل محمد فى أصحابه، ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشىء أبدا، فروا رأيكم.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعا خراش بن أمية الخزاعى، فبعثه إلى قريش بمكة وحمله على بعير له، يقال له: الثعلب، ليبلغ أشرافهم عنه ما جاء له. فعقروا به جمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرادوا قتله، فمنعته الأحابيش، فخلوا سبيله، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إن قريشا كانوا بعثوا أربعين رجلا منهم، أو خمسين رجلا، وأمروهم أن يطيفوا بمعسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليصيبوا لهم من أصحابه أحدا، فأخذوا أخذا، فأتى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعفا عنهم، وخلى سبيلهم، وقد كانوا رموا فى معسكر رسول الله ﷺ بالحجارة والنبل.
ثم دعا عمر بن الخطاب، ليبعثه إلى مكة، فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له، فقال: يا رسول الله، إنى أخاف قريشا على نفسى، وليس بمكة من بنى عدى ابن كعب أحد يمنعنى. وقد عرفت قريش عداوتى إياها، وغلظتى عليها، ولكنى أدلك على رجل أعز بها منى: عثمان بن عفان. فدعا رسول الله ﷺ عثمان بن عفان، فبعثه إلى أبى سفيان وأشراف قريش، يخبرهم
ما كنت لأفعل حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم. واحتبسته قريش عندها فبلغ رسول الله ﷺ والمسلمون أن عثمان ابن عفان قد قتل.
٨١- بيعة الرضوان
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال، حين بلغه أن عثمان قد قتل:
لا نبرح حتى نناجز القوم. فدعا رسول الله ﷺ الناس إلى البيعة
، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، فكان الناس يقولون:
بايعهم رسول الله ﷺ على الموت. وكان جابر بن عبد الله يقول: إن رسول الله ﷺ لم يبايعنا على الموت، ولكن بايعنا على ألا نفر.
فبايع رسول الله ﷺ الناس، ولم يتخلف عنه أحد من المسلمين حضرها، إلا الجد بن قيس، أخو بنى سلمة، فكان جابر ابن عبد الله يقول: والله لكأنى أنظر إليه لاصقا بإبط ناقته، يستتر بها من الناس.
٨٢- الهدنة
ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو، أخا بنى عامر بن لؤى، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا له: إيت محمدا فصالحه، ولا يكن فى صلحه إلا ان يرجع عنا عامه هذا، فو الله لا تحدث العرب عنا أنه دخلها علينا عنوة أبدا.
فأتاه سهيل بن عمرو،
فلما رآه رسول الله ﷺ مقبلا، قال:
قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل.
فلما انتهى سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تكلّم، فأطال الكلام، وتراجعا، ثم جرى بينهما الصلح.
فلما التأم الأمر، ولم يبق إلا الكتاب، وثب عمر بن الخطاب، فأتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، أليس برسول الله؟ قال: بلى، قال: أو لسنا بالمسلمين؟ قال: بلى، قال: أو ليسوا بالمشركين؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطى الدنية فى ديننا؟ قال أبو بكر: يا عمر، الزم غرزه «١»، فإنى أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله. ثم
أتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، ألست برسول الله؟ قال: بلى، قال: أولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى، قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى.
قال: فعلام نعطى الدنية فى ديننا؟ قال: أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يضيعنى!
فكان عمر يقول: ما زلت أتصدق وأصوم وأصلى وأعتق، من
(م ١٥- الموسوعة القرآنية- ج ١)
ثم دعا رسول الله ﷺ على بن أبى طالب رضوان الله عليه، فقال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال سهيل: لا أعرف هذا، ولكن اكتب: باسمك اللهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اكتب باسمك اللهم، فكتبها. ثم قال: اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو، فقال سهيل: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب: اسمك واسم أبيك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله، سهيل بن عمرو، اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر منين يأمن فيهن الناس، ويكف بعضهم عن بعض، على أنه من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده عليهم، ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليه، وأنه من أحب أن يدخل فى عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل فى عقد قريش وعهدهم دخل فيه.
فتواثبت خزاعة فقالوا: نحن فى عقد محمد وعهده، وتواثبت بنو بكر، فقالوا: نحن فى عقد قريش وعهدهم، وإنك ترجع عنا عامك هذا، فلا تدخل علينا مكة، وإنه إذا كان عام قابل، خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك، فأقمت بها ثلاثا، معك سلاح الراكب، السيوف فى القرب، لا تدخلها بغيرها.
ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على رسول الله ﷺ المدينة، فدخل على ابنته أم حبيبة بنت أبى سفيان. فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله ﷺ طوته عنه، فقال: يا بنية، ما أدرى أرغبت بى عن هذا الفراش أم رغبت به عنى؟ قالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت رجل مشرك نجس، ولم أحب أن تجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: والله لقد أصابك يا بنية بعدى شر، ثم خرج حتى أتى رسول الله ﷺ فكلمه، فلم يرد عليه شيئا، ثم ذهب إلى أبى بكر، فكلمه أن يكلم له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أنا بفاعل، ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه، فقال: أأنا أشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فو الله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به.
ثم خرج فدخل على علىّ بن أبى طالب رضوان الله عليه، وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضى عنها، وعندها الحسن بن علىّ، غلام يدب بين يديها، فقال: يا على، إنك أمس القوم بى رحما، وإنى قد جئت فى حاجة، فلا أرجعن كما جئت خائبا، فاشفع لى إلى رسول الله، فقال: ويحك يا أبا سفيان! والله لقد عزم رسول الله ﷺ على أمر، ما نستطيع أن نكلمه فيه.
فالتفت إلى فاطمة فقال: يابنة محمد، هل لك أن تأمرى بنيك هذا فيجير بين
فلما فرغ رسول الله ﷺ من الصلح قدم إلى هديه فنحره، ثم جلس فحلق رأسه. فلما رأى الناس أن رسول الله ﷺ قد نحر وحلق، تواثبوا ينحرون ويحلقون.
ثم انصرف رسول الله ﷺ من وجهه ذلك قافلا، حتى إذا كان بين مكة والمدينة، نزلت سورة الفتح. فما فتح فى الإسلام فتح قبله كان أعظم منه، وإنما كان القتال حيث التقى الناس، فلما كانت الهدنة، ووضعت الحرب، وأمن الناس بعضهم بعضا، والتقوا فتفاوضوا فى الحديث والمنازعة، فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه، ولقد دخل فى تينك السنتين مثل من كان فى الإسلام قبل ذلك، أو أكثر.
٨٣- غزوة خيبر
ثم أقام رسول الله ﷺ بالمدينة، حين رجع من الحديبية، ذا الحجة وبعض المحرم، ثم خرج فى بقية المحرم إلى خيبر.
واستعمل على المدينة نميلة بن عبد الله الليثى، ودفع الراية إلى على بن أبى طالب رضى الله عنه، وكانت بيضاء.
ويقول أنس بن مالك: وكان رسول الله ﷺ إذا غزا قوما لم يغر عليهم حتى يصبح، فإن سمع أذائا أمسك، وإن لم يسمع أذانا أغار.
فنزلنا خيبر ليلا، فبات رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا أصبح لم يسمع أذانا، فركب وركبنا معه، فركبت خلف أبى طلحة، وإن قدمى لتمس قدم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين!
وتدنى «١» رسول الله ﷺ الأموال يأخذها مالا مالا، ويفتحها حصنا حصنا، وأصاب رسول الله ﷺ منهم سبايا، منهن: صفية بنت حيى بن أخطب وكانت عند كنانة بن الربيع بن أبى الحقيق وبنتى عم لها، فاصطفى رسول الله ﷺ صفية لنفسه.
وكان دحية بن خليفة الكلبى قد سأل رسول الله ﷺ صفية، فلما اصطفاها لنفسه، أعطاه ابنتى عمها، وفشت السبايا من خيبر فى المسلمين.
وأتى رسول الله ﷺ بكنانة بن الربيع، وكان عنده كنز بنى النضير، فسأله عنه، فجحد أن يكون يعرف مكانه، فأتى رسول الله ﷺ رجل من يهود، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنى رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة، فقال رسول الله ﷺ لكنانة: أرأيت إن وجدناه عندك: أأقتلك؟ قال: نعم. فأمر رسول الله ﷺ بالخربة فحفرت، فأخرج منها بعض كنزهم، ثم سأله عما بقى، فأبى أن يؤديه، فأمر به رسول الله ﷺ الزبير بن العوام، فقال: عذبه حتى تستأصل ما عنده
، فكان الزبير يقدح بزند فى صدره حتى أشرف على نفسه، ثم دفعه رسول الله ﷺ إلى محمد بن مسلمة، فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة.
وأما رسول الله ﷺ فلفظها، ثم قال: إن هذا العظم ليخبرنى أنه مسموم، ثم دعا بها، فاعترفت، فقال: ما حملك على ذلك؟ قالت:
بلغت من قومى ما لم يخف عليك، فقلت: إن كان ملكا استرحت منه، وإن كان نبيّا فسيخبر، فتجاوز عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات بشر من أكلته التى أكل.
فلما فرغ رسول الله ﷺ من خيبر، قذف الله الرعب فى قلوب أهل فدك، حين بلغهم ما أوقع الله تعالى بأهل خيبر، فبعثوا إلى رسول الله ﷺ ويصالحونه على النصف من فدك، فقدمت عليه رسلهم بخيبر، أو بالطائف، أو بعد ما قدم المدينة، فقبل ذلك منهم، فكانت فدك لرسول الله ﷺ خالصة، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
وقدم على رسول الله ﷺ يوم فتح خيبر جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه، فقبل رسول الله ﷺ بين عينيه والتزمه وقال:
ما أدرى بأيهما أنا أسر: بفتح خيبر أم يقدوم جعفر؟
فلما رجع رسول الله ﷺ إلى المدينة من خيبر، أقام بها شهرى ربيع وجماديين ورجبا وشعبان ورمضان، وشوالا، يبعث فيما بين ذلك من غزوه وسراياه صلى الله عليه وسلم، ثم خرج فى ذى القعدة فى الشهر الذى صده فيه المشركون معتمرا عمرة القضاء مكان عمرته التى صدوه عنها.
واستعمل على المدينة عويف بن الأضبط الديلى، ويقال لها: عمرة القصاص، لأنهم صدوا رسول الله ﷺ فى ذى القعدة فى الشهر الحرام من سنة ست، فاقتص رسول الله ﷺ منهم. فدخل مكة فى ذى القعدة وفى الشهر الحرام الذى صدوه فيه، من سنة سبع.
وخرج معه المسلمون ممن كان صد معه فى عمرته تلك، وهى سنة سبع، فلما سمع به أهل مكة خرجوا عنه، وتحدثت قريش بينها أن محمدا وأصحابه فى عسرة وجهد وشدة، وصفوا له عند دار الندوة، لينظروا إليه، وإلى أصحابه،
فلما دخل رسول الله ﷺ المسجد اضطجع بردائه، وأخرج عضده اليمنى، ثم قال: رحم الله أمرا أراهم اليوم من نفسه قوة
، ثم استلم الركن وخرج يهرول ويهرول أصحابه معه، حتى إذا واراه البيت منهم واستلم الركن اليمانى، مشى حتى يستلم الركن الأسود، ثم هرول كذلك ثلاثة أطواف، ومشى سائرها فكان ابن عباس يقول: كان الناس يظنون أنها ليست عليهم، وذلك أن رسول الله ﷺ إنما صنعها لهذا الحى من قريش للذى بلغه عنهم، حتى إذا حج حجة الوداع فلزمها، فمضت السنة بها.
ثم إن رسول الله ﷺ تزوج ميمونة بنت الحارث فى سفره ذلك وهو حرام، وكان الذى زوجه إياها العباس بن عبد المطلب، وكانت
فأقام رسول الله ﷺ بمكة ثلاثا، فأتاه حويطب بن عبد العزى فى نفر من قريش، فى اليوم الثالث، وكانت قريش قد وكلته بإخراج رسول الله ﷺ من مكة، فقالوا له: إنه قد انقضى أجلك، فأخرج عنا.
فقال النبى صلى الله عليه وسلم: وما عليكم لو تركتمونى فأعرست بين أظهركم، وصنعنا لكم طعاما فحضرتموه؟ قالوا: لا حاجة لنا فى طعامك، فأخرج عنا.
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلف أبا رافع مولاه على ميمونة، حتى أتاه بها بسرف، فبنى بها رسول الله ﷺ هنا لك، ثم انصرف رسول الله ﷺ إلى المدينة فى ذى الحجة، فأقام بها بقية ذى الحجة، والمحرم وصفر وشهرى ربيع.
٨٥- غزوة مؤتة
وبعث رسول الله ﷺ بعثة إلى مؤتة، فى جمادى الأولى سنة ثمان، واستعمل عليهم زيد بن حارثة، وقال: إن أصيب زيد فجعفر بن أبى طالب على الناس، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس.
فتجهز الناس ثم تهيئوا للخروج، وهم ثلاثة آلاف، فلما حضر خروجهم، ودع الناس أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسلموا عليهم، فلما ودع عبد الله بن رواحة من ودع، من أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، بكى،
فمضى الناس، حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء، لقيتهم جموع هرقل، من الروم والعرب، بقرية من قرى البلقاء، يقال لها: مشارف، ثم دنا العدو، وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها: مؤتة، فالتقى الناس عندها، فتعبأ لهم المسلمون، فجعلوا على ميمنتهم رجلا من بنى عذرة، يقال له: قطبة بن قتادة، وعلى ميسرتهم رجلا من الأنصار، يقال له: عباية بن مالك، ثم التقى الناس واقتتلوا، فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله ﷺ حتى شاط «١» فى رماح القوم.
فلما قتل جعفر، أخذ عبد الله بن رواحة الراية، ثم تقدم بها، وهو على فرسه، فجعل يستنزل نفسه، ويتردد بعض التردد، ثم نزل. فلما نزل أتاه ابن عم له بعرق من لحم، فقال: شد بهذا صلبك، فإنك قد لقيت فى أيامك هذه ما لقيت، فأخذه من يده، ثم انتهش منه نهشة، ثم سمع الحطمة «١» فى ناحية الناس، فقال: وأنت فى الدنيا! ثم ألقاه من يده، ثم أخذ سيفه فتقدم، فقاتل حتى قتل.
ثم أخذ الراية ثابت بن أقرم، أخو بنى العجلان، فقال: يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم، قالوا: أنت، قال: ما أنا بفاعل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية دافع القوم، وحاشى بهم، ثم انحاز وانحيز عنه، حتى انصرف بالناس.
ولما أصيب القوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخذ الراية زيد بن حارثة، فقاتل بها حتى قتل شهيدا، ثم أخذها جعفر، فقاتل بها حتى قتل شهيدا، ثم صمت رسول الله ﷺ حتى تغيرت وجوه الأنصار، وظنوا أنه قد كان فى عبد الله بن رواحة بعض ما يكرهون، ثم قال:
ثم أخذها عبد الله بن رواحة، فقاتل بها حتى قتل شهيدا، ثم قال: لقد رفعوا إلى فى الجنة، فيما يرى النائم، على سرر من ذهب، فرأيت فى سرير
مضيا، وتردد عبد الله بعض التردد، ثم مضى.
ولما دنوا من حول المدينة، تلقاهم رسول الله ﷺ والمسلمون، ولقيهم الصبيان يشتدون، ورسول الله ﷺ مقبل مع القوم على دابة، فقال: خذوا الصبيان فاحملوهم، وأعطونى ابن جعفر، فأتى بعبد الله، فأخذه فحمله بين يديه، وجعل الناس يحثون على الجيش التراب، ويقولون:
يا فرار، فررتم فى سبيل الله! فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى.
ثم أقام رسول الله ﷺ بعد بعثه إلى مؤتة جمادى الآخرة ورجبا.
٨٦- فتح مكة:
ثم إن بنى بكر بن عبد مناة بن كنانة عدت على خزاعة، وهم على ماء لهم بأسفل مكة، وكان الذى هاج ما بين بنى بكر وخزاعة، أن رجلا من بنى الحضرمى، خرج تاجرا، فلما توسط أرض خزاعة، عدوا عليه فقتلوه، وأخذوا ماله، فعدت بنو بكر على رجل من خزاعة فقتلوه، فبينا بنو بكر وخزاعة على ذلك حجز بينهم الإسلام، وتشاغل الناس به، فلما كان صلح الحديبية بين رسول الله ﷺ وبين قريش، كان فيما شرطوا لرسول الله ﷺ وشرط لهم، أنه من أحب أن يدخل فى عقد رسول الله ﷺ وعهده فليدخل فيه، ومن أحب أن يدخل فى عقد قريش وعهدهم فليدخل فيه، فدخلت بنو بكر فى عقد قريش وعهدهم، ودخلت خزاعة فى عقد
فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة، وأصابوا منهم ما أصابوا، ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله ﷺ من العهد والميثاق، بما استحلوا من خزاعة- وكانوا فى عقده وعهده- خرج عمرو بن سالم الخزاعى، أحد بنى كعب، حتى قدم على رسول الله ﷺ المدينة- وكان ذلك مما هاج فتح مكة- فوقف عليه وهو جالس فى المسجد بين ظهرانى الناس، فقال:
يا رب إنى ناشد محمدا | حلف أبينا وأبيه الأتلدا |
ثم خرج بديل بن ورقاء فى نفر من خزاعة، حتى قدموا على رسول الله ﷺ المدينة، فأخبروه بما أصيب منهم، وبمظاهرة قريش بنى بكر عليهم، ثم انصرفوا راجعين إلى مكة،
وقد قال رسول الله ﷺ للناس: كأنكم بأبى سفيان قد جاءكم ليشد العقد، ويزيد فى المدة.
ومضى بديل بن ورقاء وأصحابه حتى لقوا أبا سفيان بن حرب بعسفان،
ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على رسول الله ﷺ المدينة، فدخل على ابنته أم حبيبة بنت أبى سفيان. فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، طوته عنه، فقال: يا بنية، ما أدرى أرغبت بى عن هذا الفراش أم رغبت به عنى؟ قالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت رجل مشرك نجس، ولم أحب أن تجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: والله لقد أصابك يا بنية بعدى شر، ثم خرج حتى أتى رسول الله ﷺ فكلمه، فلم يرد عليه شيئا، ثم ذهب إلى أبى بكر، فكلمه أن يكلم له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أنا بفاعل، ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه، فقال: أأنا أشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فو الله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به.
ثم خرج فدخل على علىّ بن أبى طالب رضوان الله عليه، وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضى عنها، وعندها الحسن بن علىّ، غلام يدب بين يديها، فقال: يا على، إنك أمس القوم بى رحما، وإنى قد جئت فى حاجة، فلا أرجعن كما جئت خائبا، فاشفع لى إلى رسول الله، فقال: ويحك يا أبا سفيان! والله لقد عزم رسول الله ﷺ على أمر، ما نستطيع أن نكلمه فيه.
فالتفت إلى فاطمة فقال: يا بنة محمد، هل لك أن تأمرى بنيك هذا فيجير بين
يا أبا الحسن، إنى أرى الأمور قد اشتدت على، فانصحنى. قال: والله ما أعلم لك شيئا يغنى عنك شيئا، ولكنك سيد بنى كنانة، فقم فأجر بين الناس، ثم الحق بأرضك، قال: أو ترى ذلك مغنيا عنى شيئا؟ قال: لا والله ما أظنه، ولكنى لا أجد لك غير ذلك.
فقام أبو سفيان فى المسجد، فقال: أيها الناس، إنى قد أجرت بين الناس، ثم ركب بعيره فانطلق. فلما قدم على قريش، قالوا: ما وراءك؟ قال: جئت محمدا فكلمته، فو الله مارد علىّ شيئا، ثم جئت ابن أبى قحافة، فلم أجد فيه خيرا، ثم جئت عليّا فوجدته ألين القوم، وقد أشار على بشىء صنعته، فو الله ما أدرى هل يغنى ذلك شيئا أم لا؟ قالوا: ويلك! والله إن زاد الرجل على أن لعب بك، فما يغنى عنك ما قلت، قال: لا والله، ما وجدت غير ذلك.
وأمر رسول الله ﷺ بالجهاز، وأمر أهله أن يجهزوه، فدخل أبو بكر على ابنته عائشة رضى الله عنها، وهى تحرك بعض جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أى بنية: أأمركم رسول الله ﷺ أن تجهزوه؟ قالت: نعم، فتجهز، قال: فأين قرينه يريد؟ قالت: لا والله ما أدرى.
ثم إن رسول الله ﷺ أعلم الناس أنه سائر إلى مكة، وأمرهم بالجهد والتهيؤ، وقال: اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها فى بلادها.
فتجهز الناس.
وأتى رسول الله ﷺ الخبر من السماء بما صنع حاطب، فبعث على بن أبى طالب والزبير ابن العوام، رضى الله عنهما، فقال: أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبى بلتعة بكتاب إلى قريش، يحذرهم ما قد أجمعنا له فى أمرهم. فخرجا حتى أدركاها بالخليفة «١» فاستنزلاها، فالتمسا فى رحلها، فلم يجدا شيئا، فقال لها على ابن أبى طالب: إنى أحلف بالله ما كذب رسول الله ﷺ ولا كذبنا، ولتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك. فلما رأت الجد منه، قالت: أعرض، فأعرض، فحلت قرون رأسها، فاستخرجت الكتاب منها، فدفعته إليه، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله ﷺ حاطبا، فقال: يا حاطب، ما حملك على هذا؟ فقال: يا رسول الله، أما والله إنى لمؤمن بالله ورسوله، ما غيرت ولا بدلت، ولكنى كنت امرأ ليس لى فى القوم من أصل ولا عشيرة، وكان لى بين أظهرهم ولد وأهل، فصانعتهم عليهم. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، دعنى فلأضرب عنقه، فإن الرجل قد نافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك يا عمر، لعل الله قد اطلع إلى أصحاب بدر يوم بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم.
فلما نزل رسول الله ﷺ من الظهران، وقد عميت الأخبار عن قريش فلم يأتهم خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يدرون ما هو فاعل. وخرج فى تلك الليالى أبو سفيان بن حرب، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء، يتحسسون الأخبار، وينظرون هل يجدون خبرا، أو يسمعون به. وقد كان العباس بن عبد المطلب لقى رسول الله ﷺ ببعض الطريق، وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن أبى أمية بن المغيرة، قد لقيا رسول الله ﷺ أيضا بنيق العقاب، فيما بين مكة والمدينة، فالتمسا الدخول عليه،
فكلمته أم سلمة فيهما، فقالت: يا رسول الله، ابن عمك وابن عمتك وصهرك. قال: لا حاجة لى بهما، أما ابن عمى فهتك عرضى، وأما ابن عمتى وصهرى فهو الذى قال لى بمكة ما قال.
فلما خرج الخبر إليهما بذلك، ومع أبى سفيان بنى له، فقال: والله ليأذنن لى أو لآخذن بيدى بنى هذا ثم لنذهبن فى الأرض حتى نموت عطشا وجوعا. فلما بلغ ذلك رسول الله ﷺ رق لهما، ثم أذن لهما، فدخلا عليه فأسلما.
ثم إن رسول الله ﷺ حين فرق جيشه من ذى طوى، أمر الزبير بن العوام أن يدخل فى بعض الناس من كدى، وكان الزبير على المجنبة اليسرى، وأمر سعد بن عبادة أن يدخل فى بعض الناس من كداء.
وأمر رسول الله ﷺ خالد بن الوليد فدخل من الليط، أسفل مكة، فى بعض الناس، وكان خالد على المجنبة اليمنى، وفيها أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من قبائل العرب. وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين، ينصب لمكة بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ودخل رسول الله ﷺ من أذاخر، حتى نزل بأعلى مكة، وضربت له هنالك قبته.
ثم إن صفوان بن أمية، وعكرمة بن أبى جهل، وسهيل بن عمرو، كانوا قد جمعوا ناسا بالخندمة ليقاتلوا، وقد كان حماس بن قيس بن خالد، أخو بنى بكر، يعد سلاحا قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصلح منه، فقالت له امرأته: لماذا تعد ما أرى؟ قال: لمحمد وأصحابه، قالت: والله ما أراه يقوم لمحمد وأصحابه شىء، قال: والله إنى لأرجو أن أخدمك بعضهم. ثم شهد الخندمة مع صفوان وسهيل وعكرمة. فلما لقيهم المسلمون من أصحاب خالد بن (م ١٦- الموسوعة القرآنية- ج ١)
وأصيب من جهينة سلمة بن الميلاء، من خيل خالد بن الوليد، وأصيب من المشركين ناس قريب من اثنى عشر رجلا، أو ثلاثة عشر رجلا، ثم انهزموا فخرج حماس منهزما، حتى دخل بيته، ثم قال لامرأته: أغلقى على بابى، فقالت: فأين ما كنت تقول؟ فقال:
إنك لو شهدت يوم الخندمه | إذ فر صفوان وفر عكرمه |
لهم نهيت «١» خلفنا وهمهمه | لم تنطقى فى اللوم أدنى كلمه |
فلما قضى طوافه، دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، ففتحت له، فدخلها، فوجد فيها حمامة من عيدان فكسرها بيده ثم طرحها، ثم وقف على باب الكعبة وقد استدار له الناس فى المسجد، ثم
جلس رسول الله ﷺ فى المسجد، فقام إليه على بن أبى طالب ومفتاح الكعبة فى يده، فقال يا رسول الله، أجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين عثمان بن طلحة؟ فدعى له، فقال: هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء.
ولما سمعت هوازن برسول الله صلى الله عليه وسلم، وما فتح الله عليه من مكة، جمعها مالك بن عوف النصرى. ولما سمع بهم نبى الله ﷺ بعث إليهم عبد الله بن أبى حدرد الأسلمى، وأمره أن يدخل فى الناس، فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم، ثم يأتيه بخبرهم. فانطلق بن أبى حدرد، فدخل فيهم فأقام فيهم، حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا له من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمع من مالك وأمر هوازن ما هم عليه، ثم أقبل حتى
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره الخبر. فدعا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عمر بن الخطاب، فأخبره الخبر. فقال عمر: كذب ابن أبى حدرد. فقال ابن أبى حدرد: إن كذبتنى فربما كذبت بالحق يا عمر، فقد كذبت من هو خير منى.
فقال عمر: يا رسول الله، ألا تسمع ما يقول ابن أبى حدرد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد كنت ضالا فهداك الله يا عمر.
فلما أجمع رسول الله ﷺ السير إلى هوازن ليلقاهم، ذكر له أن عند صفوان بن أمية أدراعا له وسلاحا، فأرسل إليه- وهو يومئذ مشرك- فقال: يا أبا أمية، أعرنا سلاحك هذا، نلق فيه عدونا غدا، فقال:
صفوان: أغصبا يا محمد؟ قال: بل عارية ومضمونة حتى نؤديها إليك، قال:
ليس بهذا بأس.
فأعطاه مائة درع بما يكفيها من السلاح، فزعموا أن رسول الله ﷺ سأله أن يكفيهم حملها، ففعل.
ثم خرج رسول الله ﷺ معه ألفان من أهل مكة، مع عشرة آلاف من أصحابه الذين خرجوا معه، ففتح الله بهم مكة، فكانوا اثنى عشر ألفا. واستعمل رسول الله ﷺ عتاب بن أسيد بن أبى العيص
ويقول جابر: لما استقبلنا وادى حنين انحدرنا فى واد من أودية تهامة أجوف حطوط، إنما ننحدر فيه انحدارا، فى عماية الصبح، وكان القوم قد سبقونا إلى الوادى، فكمنوا لنا فى شعابه وأحنائه ومضايقه، وقد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا، فو الله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدوا علينا شدة رجل واحد، واستمر الناس راجعين، لا يلوى أحد على أحد، وانحاز رسول الله ﷺ ذات اليمين، ثم قال: أين أيها الناس؟ هلموا لى، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله.
فانطلق الناس، إلا أنه قد بقى مع رسول الله ﷺ نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته، فلما انهزم الناس، ورأى من كان مع رسول الله ﷺ من جفاة أهل مكة الهزيمة، تكلم رجال منهم بما فى أنفسهم من الضغن.
ويقول العباس بن عبد المطلب: إنى لمع رسول الله ﷺ آخذ بحكمة بغلته البيضاء، وكنت امرأ جسما شديد الصوت، ورسول الله ﷺ يقول، حين رأى ما رأى من الناس: أين أيها الناس؟ فلم أر الناس يلوون على شىء، فقال: يا عباس، اصرخ، يا معشر الأنصار، يا معشر أصحاب السمرة! فأجابوا: لبيك! لبيك! قال: فيذهب الرجل ليثنى بعيره، فلا يقدر على ذلك، فيأخذ درعه، فيقذفها فى عنقه، ويأخذ سيفه وترسه، ويقتحم عن بعيره، ويخلى سبيله، فيؤم الصوت، حتى ينتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة، استقبلوا الناس
باللخزرج! وكانوا صبرا عند الحرب. فأشرف رسول الله ﷺ فى ركائبه، فنظر إلى مجتلد القوم وهم يجتلدون، فقال: الآن حمى الوطيس، والتفت رسول الله ﷺ إلى أبى سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وكان ممن صبر يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان حسن الإسلام حين أسلم، وهو آخذ بسير بغلته، فقال: من هذا؟ قال: أنا ابن أمك، يا رسول الله.
ولما انهزم المشركون، أتو الطائف، ومعهم مالك بن عوف، وعسكر بعضهم بأوطاس، وتوجه بعضهم نحو نخلة، ولم يكن فيمن توجه نحو نخلة إلا بنو غيرة من ثقيف، وتبعت خيل رسول الله ﷺ من سلك فى نخلة من الناس، ولم تتبع من سلك الثنايا.
وبعث رسول الله ﷺ فى آثار من توجه قبل أوطاس أبا عامر الأشعرى، فأدرك من الناس بعض من انهزم، فناوشوه القتال، فرمى أبو عامر بسهم فقتل، فأخذ الراية أبو موسى الأشعرى، وهو ابن عمه، فقاتلهم، ففتح الله على يديه وهزمهم.
ثم إن رسول الله ﷺ مر يومئذ بامرأة، وقد قتلها خالد ابن الوليد والناس مزدحمون عليها، فقال: ما هذا؟ فقالوا؟ امرأة قتلها خالد ابن الوليد: فقال رسول الله ﷺ لبعض من معه: أدرك خالدا فقل له: إن رسول الله ينهاك أن تقتل وليدا أو امرأة أو عسيفا «١».
ولما قدم فل ثقيف الطائف، أغلقوا عليهم أبواب مدينتها، وصنعوا الصنائع للقتال. ثم صار رسول الله ﷺ إلى الطائف حين فرغ من حنين، فسلك رسول الله ﷺ على نخلة اليمانية، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى نزل قريبا من الطائف، فضرب به عسكره، فقتل به ناس من أصحابه بالنبل، وذلك أن العسكر اقترب من حائط الطائف، فكانت النبل تنالهم، ولم يقدر المسلمون على أن يدخلوا حائطهم، أغلقوه دونهم، فلما أصيب أولئك النفر من أصحابه بالنبل، وضع عسكره عند مسجده الذى بالطائف اليوم، فحاصرهم بضعا وعشرين ليلة، ومعه امرأتان من نسائه، إحداهما أم سلمة بنت أبى أمية، فضرب لهما قبتين، ثم صلى بين القبتين، ثم أقام. فلما أسلمت ثقيف بنى على مصلى رسول الله ﷺ عمرو بن أمية مسجدا، وكانت فى ذلك المسجد سارية، فيما يزعمون فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتلهم قتالا شديدا، وتراموا بالنبل.
ورماهم رسول الله ﷺ بالمنجنيق، حتى إذا كان يوم الشدخة عند جدار الطائف، دخل نفر من أصحاب رسول الله ﷺ تحت دبابة، ثم زحفوا بها إلى جدران الطائف ليخرقوه، فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار فخرجوا من تحتها، فرمتهم ثقيف بالنبل، فقتلوا منهم رجالا، فأمر رسول الله ﷺ بقطع أعناب ثقيف، فوقع الناس فيها يقطعون.
ثم إن خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، وهى امرأة عثمان، قالت: يا رسول الله، أعطنى إن فتح الله عليك الطائف حلى
أن رسول الله ﷺ قال لها: وإن كان لم يؤذن لى فى ثقيف يا خويلة؟ فخرجت خويلة، فذكرت ذلك لعمر بن الخطاب، فدخل على رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله ما حديث حدثتنيه خويلة، زعمت أنك قلته؟ قال: قد قلته، قال: أو ما أذن لك فيهم يا رسول الله؟ قال: لا. قال: أفلا أؤذن بالرحيل؟ قال: بلى. قال:
فأذن عمر بالرحيل.
وتزل على رسول الله ﷺ فى إقامته ممن كان محاصرا بالطائف عبيد، فأسلموا، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما أسلم أهل الطائف تكلم نفر منهم فى أولئك العبيد،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، أولئك عتقاء الله.
ثم خرج رسول الله ﷺ حين انصرف عن الطائف فيمن معه من الناس، ومعه من هوازن سى كثير.
وقد قال له رجل من أصحابه يوم ظعن عن ثقيف: يا رسول الله، ادع عليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد ثقيفا وائت بهم.
ثم إن وفد هوازن أتوا رسول الله صلى الله عليه وقد أسلموا، فقالوا:
يا رسول الله، إنا أصل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك، فامنن علينا، منّ الله عليك. وقام رجل من هوازن فقال: يا رسول الله، إنما فى الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتى كن يكفلنك، ولو أنا ملحنا «١»
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم؟ فقالوا: يا رسول الله، خيرتنا بين أموالنا وأحسابنا، بل ترد إلينا نساءنا وأبناءنا، فهو أحب إلينا. قال لهم: أماما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لكم، وإذا ما أنا صليت الظهر بالناس، فقوموا فقولوا: إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله، فى أبنائنا ونسائنا، فسأعطيكم عند ذلك، وأسأل لكم. فلما صلى رسول الله ﷺ بالناس الظهر، قاموا، فتكلموا بالذى أمرهم به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وأما ما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لكم. فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما فرغ رسول الله ﷺ من رد سبايا حنين إلى أهلها، ركب، واتبعه الناس يقولون: يا رسول الله، أقسم علينا فيئنا من الإبل والغنم، حتى ألجئوه إلى شجرة، فاختطفت عنه رداءه، فقال: أدوا على ردائى، أيها الناس، فو الله أن لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم، ثم ما ألفيتمونى بخيلا ولا جبانا ولا كذابا، ثم قام إلى جنب بعير، فأخذه وبرة من سنامه، فجعلها بين إصبعيه، ثم رفعها، ثم قال: أيها الناس، والله مالى من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم.
ولما أعطى رسول الله ﷺ ما أعطى من تلك العطايا، فى قريش وفى قبائل العرب، ولم يكن فى الأنصار منها شىء، وجد هذا الحى من الأنصار فى أنفسهم، حتى كثرت منهم القالة، حتى قال قائلهم: لقد لقى والله رسول الله ﷺ قومه. فدخل عليه سعد بن عبادة، فقال:
يا رسول الله، إن هذا الحى من الأنصار قد وجدوا عليك فى أنفسهم، لما صنعت فى هذا الفىء الذى أصبت، قسمت فى قومك، وأعطيت عطايا عظاما فى قبائل العرب، ولم يك فى هذا الحى من الأنصار منها شىء. قال: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ قال: يا رسول الله، ما أنا إلا من قومى. قال: فاجمع لى قومك فى هذه الحظيرة. فخرج سعد، فجمع الأنصار فى تلك الحظيرة، فجاء رجال من المهاجرين فتركهم، فدخلوا وجاء آخرون فردهم.
فلما اجتمعوا له أتاه سعد، فقال: قد اجتمع لك هذا الحى من الأنصار، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: يا معشر الأنصار، ما قالة بلغتنى عنكم، وجدة وجدتموها علىّ فى أنفسكم؟ ألم آتكم ضلالا فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟ قالوا: بلى، الله ورسوله أمن وأفضل. ثم قال: ألا تجيبوننى يا معشر الأنصار؟ قالوا:
بماذا نجيبك يا رسول الله؟ لله ولرسوله المنّ والفضل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما والله لو شئتم لقلتم، فلصدقتم ولصدّقتم: أتيتنا مكذبا فصدقناك:
ومخذولا فنصرناك، وطريدا فاويناك، وعائلا فآسيناك، أوجدتم يا معشر الأنصار فى أنفسكم فى أنفسكم فى لعاعة «١» من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم
فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظّا، ثم انصرف رسول الله ﷺ وتفرقوا.
ثم خرج رسول الله ﷺ من الجعرانة معتمرا، وأمر ببقايا الفىء فحبس بمجنة، بناحية مر الظهران، فلما فرغ رسول الله ﷺ من عمرته انصرف راجعا إلى المدينة، واستخلف عتاب بن أسيد على مكة، وخلف معه معاذ بن جبل، يفقه الناس فى الدين، ويعلمهم القرآن، واتبع رسول الله ﷺ ببقايا الفىء.
ولما استعمل النبى ﷺ عتاب بن أسيد على مكة رزقه كل يوم درهما، فقام فخطب الناس، فقال: أيها الناس، أجاع الله كبد من جاع على درهم، فقد رزقنى رسول الله ﷺ درهما كل يوم، فليست بى حاجة إلى أحد.
وكانت عمرة رسول الله ﷺ فى ذى القعدة، فقدم رسول الله ﷺ المدينة فى بقية ذى القعدة، أو فى ذى الحجة.
وحج الناس تلك السنة، على ما كانت العرب تحج عليه، وحج بالمسلمين تلك السنة عتاب بن أسيد، وهى سنة ثمان.
وأقام أهل الطائف على شركهم وامتناعهم فى طائفهم، ما بين ذى القعدة، إذ انصرف رسول الله ﷺ إلى شهر رمضان من سنة تسع.
٨٩- غزوة تبوك
ثم أقام رسول الله ﷺ بالمدينة، وذلك فى زمان من عسرة الناس، وشدة من الحر، وجدب من البلاد، وحين طابت الثمار، والناس يحبون المقام فى ثمارهم وظلالهم، ويكرهون الشخوص على الحال من الزمان الذى هم عليه. وكان رسول الله ﷺ قلما يخرج فى غزوة إلا كنى عنها، وأخبر أنه يريد غير الوجه الذى يصند له، إلا ما كان من غزوة تبوك، فإنه بينها للناس، لبعد الشقة، وشدة الزمان، وكثرة العدو الذى يصمد له، ليتأهب الناس لذلك أهبته، فأمر الناس بالجهاز، وأخبرهم أنه يريد الروم.
فقال رسول الله ﷺ ذات يوم، وهو فى جهازه ذلك، للجدين قيس، أحد بنى سلمة: يا جد، هل لك العام فى جلاد بنى الأصفر؟
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن ناسا من المنافقين يجتمعون فى بيت سويلم اليهودى، يثبطون الناس عن رسول الله ﷺ فى غزوة تبوك، فبعث إليهم النبى ﷺ طلحة بن عبيد الله فى نفر من أصحابه، وأمره أن يحرق عليهم بيت سويلم، ففعل طلحة، فاقتحم الضحاك بن حليفة من ظهر البيت، فانكسرت رجله، واقتحم أصحابه، فأفلتوا.
ثم إن رسول الله ﷺ جد فى سفره، وأمر الناس بالجهاز والانكماش، وحفص أهل الغنى على النفقة والحملان «١» فى سبيل الله، فحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا، وأنفق عثمان بن عفان فى ذلك نفقة عظيمة، لم ينفق أحد مثلها.
ثم إن رجالا من المسلمين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم البكاءون، وهم سبعة نفر من الأنصار وغيرهم، فاستحملوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا أهل حاجة،
فقال: لا أجد ما أحملكم عليه
، فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون.
وجاءه المعذرون من الأعراب، فاعتذروا إليه، فلم يعذرهم الله تعالى.
واستعمل على المدينة محمد بن مسلمة الأنصارى، فلما سار رسول الله ﷺ تخلف عنه عبد الله بن أبى، فيمن تخلف من المنافقين وأهل الريب.
وخلف رسول الله ﷺ على بن أبى طالب، رضوان الله عليه، على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون، وقالوا:
ما خلفه إلا استثقالا له، وتخففا منه، فلما قال ذلك المنافقون
أخذ على بن أبى طالب، رضوان الله عليه، سلاحه، ثم خرج حتى أتى رسول الله ﷺ وهو نازل بالجرف، فقال: يا نبى الله، زعم المنافقون أنك إنما خلفتنى أنك استثقلتنى وتخففت منى، فقال: كذبوا، ولكننى خلفتك لما تركت ورائى، فارجع فاخلفنى فى أهلى وأهلك، أفلا ترضى يا على أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبى بعدى، فرجع على إلى المدينة، ومضى رسول الله ﷺ على سفره.
وقد كان أدرك أبا خيثمة عمير بن وهب الجمحى فى الطريق، يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فترافقا، حتى إذا دنوا من تبوك، قال أبو خيثمة لعمير بن وهب: إن لى ذنبا، فلا عليك أن تخلف عنى حتى آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعل، حتى إذا دنا من رسول الله ﷺ وهو نازل بتبوك، قال الناس: هذا راكب على الطريق مقبل،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن أبا خيثمة، فقالوا: يا رسول الله، هو والله أبو خيثمة.
فلما أناخ أقبل فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولى لك يا أبا خيثمة. ثم أخبر رسول الله صلى الله
وقد كان رسول الله ﷺ حين مر بالحجر نزلها، واستقى الناس من بئرها، فلما راحوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تشربوا من مائها شيئا، ولا تتوضئوا منه للصلاة، وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل، ولا تأكلوا منه شيئا، ولا يخرجن أحد منكم الليلة إلا ومعه صاحب له. ففعل الناس ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن رجلين من بنى ساعدة خرج أحدهما لحاجته، وخرج الآخر فى طلب بعير له.
فأما الذى ذهب لحاجة فإنه خنق على مذهبه، وأما الذى ذهب فى طلب بعيره، فاحتملته الريح، حتى طرحته بجبلى طيىء، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألم أنهكم أن يخرج منكم أحد إلا ومعه صاحبه. ثم دعا رسول الله ﷺ للذى أصيب على مذهبه فشفى، وأما الآخر الذى وقع بجبلى طيىء، فإن طيئا أهدته لرسول الله ﷺ حين قدم المدينة.
ولما مر رسول الله ﷺ بالحجر سجى ثوبه على وجهه، واستحث راحلته، ثم قال: لا تدخلوا بيوت الذين ظلموا إلا وأنتم باكون، خوفا أن يصيبكم مثل ما أصابهم.
فلما أصبح الناس ولا ماء معهم، شكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل الله سبحانه سحابة، فأمطرت حتى ارتوى الناس، واحتملوا حاجتهم من الماء.
أليس محمد يزعم أنه نبى، ويخبركم عن خبر السماء، وهو لا يدرى أين ناقته؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمارة عنده: إن رجلا قال: هذا محمد يخبركم أنه نبى، ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء، وهو لا يدرى أين ناقته؟ وإنى والله ما أعلم إلا ما علمنى الله، وقد دلنى الله عليها، وهى فى هذا الوادى، فى شعب كذا وكذا، قد حبستها شجرة بزمامها، فانطلقوا حتى تأتونى بها.
فذهبوا، فجاءوا بها. فرجع عمارة بن حزم إلى رحله، فقال: والله لعجب من شىء حدثناه رسول الله ﷺ آنفا، عن مقالة قائل أخبره الله عند بكذا وكذا، للذى قال زيد بن اللصيت. فقال رجل ممن كان فى رحل عمارة، ولم يحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم: زيد والله قال هذه المقالة قبل أن تأتى. فأقبل عمارة على زيد يضرب فى عنقه ويقول: إلى عباد الله، إن فى رحلى لداهية وما أشعر! اخرج أى عدو الله من رحلى، فلا تصحبنى.
ثم مضى رسول الله ﷺ سائرا، فجعل يتخلف عنه الرجل، فيقولون: يا رسول الله، تخلف فلان، فيقول: دعوه فإن يك فيه خير فسيلحقه الله تعالى بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه، حتى قيل: يا رسول
يا رسول الله، هو والله أبوذر، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله أباذر، يمشى وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده.
وقد كان رهط من المنافقين، يشيرون إلى رسول الله ﷺ وهو منطلق إلى تبوك، فقال بعضهم لبعض: أتحسبون جلاد بنى الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضا؟ والله لكأنا بكم غدا مقرنين فى الحبال.. إرجانا وترهيبا المؤمنين.
وقال رسول الله ﷺ لعمار بن ياسر: أدرك القوم، فإنهم قد احترقوا «٢» فسلهم عما قالوا، فإن أنكروا فقل: بلى، قلتم كذا وكذا.
فانطلق عمار، فقال ذلك لهم، فأتوا رسول الله ﷺ يعتذرون إليه.
ثم أقبل رسول الله ﷺ حتى نزل بذى أوان، بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار، وكان أصحاب مسجد الضرار قد كانوا أتوه وهو يتجهز إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله، إنا قد بنينا مسجدا لذى العلة والحاجة
(٢) احتراقو: هلكوا.
(م ١٧- الموسوعة القرآنية- ج ١)
فلما نزل بذى أوان، أتاه خبر المسجد، فدعا رسول الله ﷺ مالك بن الدخشم أخا بنى سالم بن عوف، ومعن بن عدى، أخا بنى العجلان، فقال:
انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله، فاهدماه وحرقاه فخرجا سريعين حتى أتيا بنى سالم بن عوف، وهم رهط مالك بن الدخشم، فقال مالك لمعن: أنظرنى حتى أخرج إليك بنار من أهلى. فدخل إلى أهله، فاخذ سعفا من النخل، فأشعل فيه نارا، ثم خرجا يشتدان حتى دخلاه وفيه أهله، فحرقاه وهدماه، وتفرقوا عنه.
وكانت مساجد رسول الله ﷺ فيما بين المدينة إلى تبوك معلومة مسماة.
وقدم رسول الله ﷺ المدينة، وكان قد تخلّف عنه رهط من المنافقين، وتخلّف ثلاثة من المسلمين من غير شك ولا نفاق: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية،
فقال رسول الله ﷺ لأصحابه: لا تكلمن أحدا من هؤلاء الثلاثة، فاعتزل المسلمون كلام أولئك النفر الثلاثة.
ويقول كعب: وآذن رسول الله ﷺ الناس بتوبة الله علينا، حين صلى الفجر، فذهب الناس يبشروننا، وذهب نحو صاحبى مبشرون، وركض رجل إلى فرسا، وسعى ساع من أسلم، حتى أوفى على الجبل، فكان الصوت أسرع من الفرس. فلما جاءنى الذى سمعت صوته
فقام إلى طلحة بن عبد الله، فحيانى وهنأنى، فلما سلمت على رسول الله ﷺ قال لى، ووجهه يبرق من السرور: أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك، قلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: بل من عند الله.
٩٠- إسلام ثقيف
وقدم رسول الله ﷺ المدينة من تبوك فى رمضان، وقدم عليه فى ذلك الشهر وفدثفيف.
وكان من حديثهم أن رسول الله ﷺ لما انصرف عنهم، اتبع أثره عروة بن مسعود الثقفى، حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة، فأسلم وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهم قاتلوك وعرف رسول الله ﷺ أن فيهم نخوة الامتناع الذى كان منهم، فقال عروة: يا رسول الله، أنا أحب إليهم من أبكارهم.
وكان فيهم كذلك محببا مطاعا، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام، رجاء ألا يخالفوه، لمنزلته فيهم، فلما أشرف لهم على علية له، وقد دعاهم إلى الإسلام، وأظهر لهم دينه، رموه بالنبل من كل وجه، فأصابه سهم فقتله، فقيل لعروة:
ثم أقامت ثقيف بعد قتل عروة أشهرا، ثم إنهم ائتمروا بينهم، ورأوا أنه لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب، وقد بايعوا وأسلموا.
فلما أسلموا وكتب لهم رسول الله ﷺ كتابهم، أمر عليهم عثمان بن أبى العاص، وكان أحدثهم سنّا، وذلك لأنه كان أحرصهم على التفقه فى الإسلام، وتعلم القرآن. فقال أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنى رأيت هذا الغلام منهم من أحرصهم على التفقه فى الإسلام، وتعلم القرآن.
فلما فرغوا من أمرهم، وتوجهوا إلى بلادهم راجعين، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، معهم أبا سفيان بن حرب، والمغيرة بن شعبة، فى هدم الطاغية، فهرجا مع القوم، حتى إذا قدموا الطائف أراد المغيرة بن شعبة أن يقدم أبا سفيان، فأبى ذلك أبو سفيان عليه، وقال: ادخل أنت على قومك، وأقام أبو سفيان بماله، فلما دخل المغيرة بن شعبة علاها يضربها بالمعول، وقام قومه دونه، بنو معتب، خشية أن يرمى أو يصاب كما أصيب عروة، وخرج نساء ثقيف حسرا يبكين عليها.
ثم أقام رسول الله ﷺ بقية شهر رمضان وشوالا وذا القعدة، ثم بعث أبا بكر أميرا على الحج من سنة تسع، ليقيم للمسلمين حجتهم، والناس من أهل الشرك على منازلهم من حجهم. فخرج أبو بكر رضى الله عنه ومن معه من المسلمين.
ونزلت براءة فى نقض ما بين رسول الله ﷺ وبين المشركين من العهد، الذى كان عليه فيما بينه وبينهم: ألا يصد عن البيت أحد جاءه، ولا يخاف أحد فى الشهر الحرام. وكان ذلك عهدا عاما بينه وبين الناس من أهل الشرك.
وكانت بين ذلك عهود بين رسول الله ﷺ وبين قبائل من العرب خصائص، إلى آجال مسماة، فنزلت فيه وفيمن تخلف من المنافقين عنه فى تبوك، وفى قول من قال منهم، فكشف الله تعالى فيها أسرار أقوام كانوا يستخفون بغير ما يظهرون.
٩٢- سنة الوفود وهى سنة تسع.
وكانت تبوك آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما افتتح رسول الله ﷺ مكة، وفرغ من تبوك، وأسلمت ثقيف وبايعت، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه. وإنما كانت العرب تربص بالإسلام أمر هذا الحى من قريش، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن قريشا كانوا إمام الناس وهاديهم، وأهل البيت الحرام،
فقدمت على رسول الله ﷺ وفود العرب. فقدم عليه عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس التميمى، فى أشراف بنى تميم.
وقدم على رسول الله ﷺ وفد بنى عامر، فيهم عامر ابن الطفيل.
فقدم عامر بن الطفيل عدو الله، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يريد الغدر به، وقد قال له قومه: يا عامر، إن الناس قد أسلموا فأسلم.
قال: والله لقد كنت آليت ألا أنتهى حتى تتبع العرب عقبى، فأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش! ثم قال لأربد: إذا قدمنا على الرجل، فإنى سأشغل عنك وجهه، فإذا فعلت ذلك فاعله بالسيف.
فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عامر بن الطفيل: يا محمد، خالنى «١»، قال: لا والله حتى تؤمن بالله وحده. قال: يا محمد، خالنى. وجعل يكلمه وينتظر من أريد ما كان أمره به، فجعل أريد لا يحير شيئا. فلما رأى عامر ما يصنع أربد، قال:
يا محمد، خالنى، قال: لا، حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له. فلما أبى عليه
فلما ولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اكفنى عامر بن الطفيل.
فلما خرجوا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عامر لأربد: ويلك يا أربد! أين ما كنت أمرتك به؟ والله ما كان على ظهر الأرض رجل هو أخوف عندى على نفسى منك، وايم الله لا أخافك بعد اليوم أبدا. قال:
لا أبالك! لا تعجل علىّ، والله ما هممت بالذى أمرتنى به من أمره، إلا دخلت بينى وبين الرجل، ما أرى غيرك، أفأضربك بالسيف؟
وخرجوا راجعين إلى بلادهم، حتى إذا كانوا ببعض الطريق، بعث الله على عامر بن الطفيل الطاعون فى عنقه، فقتله الله فى بيت امرأة من بنى سلول.
ثم خرج أصحابه، حين واروه، حتى قدموا أرض بنى عامر شاتين، فلما قدموا أتاهم قومهم فقالوا: ما وراءك يا أربد؟ قال: لا شىء والله، لقد دعانا إلى عبادة شىء لوددت أنه عندى الآن، فأرميه بالنبل حتى أقتله، فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين، معه جمل له يتبعه، فأرسل الله تعالى عليه وعلى جمله صاعقة، فأحرقتهما. وكان أربد بن قيس أخا لبيد بن ربيعة لأمه.
وبعثت بنو سعد بن بكر إلى رسول الله ﷺ رجلا منهم، يقال له: ضمام بن ثعلبة، وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم عليه وأناخ بعيره على باب المسجد، ثم عقله، ثم دخل المسجد ورسول الله ﷺ جالس فى أصحابه. وكان ضمام رجلا جلدا أشعر ذا غديرتين، فأقبل حتى وقف على رسول الله ﷺ فى أصحابه، فقال:
أيكم ابن عبد المطلب؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا ابن عبد المطلب.
أنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك، الله بعثك إلينا رسولا؟ قال: اللهم نعم. قال: فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، الله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئا، وأن نخلع هذه الأنداد التى كان آباؤنا يعبدون معه؟ قال: اللهم نعم.
قال: فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آلله أمرك أن نصلى هذه الصلوات الخمس؟ قال: اللهم نعم. قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة: الزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام كلها، ينشده عند كل فريضة منها، كما ينشده فى التى قبلها، حتى إذا فرغ قال: فإنى أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، وسأؤدى هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتنى عنه، ثم لا أزيد ولا أنقص. ثم انصرف إلى بعيره راجعا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة.
فأتى بعيره فأطلق عقاله، ثم خرج حتى قدم على قومه، فاجتمعوا إليه، فكان أول ما تكلم به أن قال: بئست اللات والعزى. قالوا: مه يا ضمام! اتق البرص، اتق الجذام، اتق الجنون، قال: ويلكم! إنهما والله لا يضران ولا ينفعان، إن الله قد بعث رسولا، وأنزل كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإنى أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به، وما نهاكم عنه.
فو الله ما أمسى من ذلك اليوم فى حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما.
يا محمد، إنى كنت على دين، وإنى تارك دينى لدينك، أفتضمن لى دينى؟
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، أنا ضامن أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه. فأسلم وأسلم أصحابه، ثم سأل رسول الله ﷺ الحملان «١»، فقال: والله ما عندى ما أحملكم عليه. قال: يا رسول الله، فإن بيننا وبين بلادنا ضوال من ضوال الناس، أفنتبلغ عليها إلى بلادنا؟
قال: لا، إياك وإياها فإنما تلك حرقى النار.
فخرج من عنده الجارود راجعا إلى قومه، وكان حسن الإسلام، صلبا على دينه، حتى هلك وقد أدرك الردة. فلما رجع من قومه من كان أسلم منهم إلى دينهم الأول، مع الغرور بن المنذر بن النعمان بن المنذر، قام الجارود فتكلم، فتشهد شهادة الحق، ودعا إلى الإسلام، فقال: أيها الناس، إنى أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأكفر من لم يشهد.
وقد كان رسول الله ﷺ بعث العلاء بن الحضرمى قبل فتح مكة إلى المنذر بن ساوى العبدى، فأسلم وحسن إسلامه، ثم هلك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل ردة أهل البحرين، والعلاء عنده، أميرا لرسول الله ﷺ على البحرين.
وقدم على رسول الله ﷺ وفد طىء، فيهم زيد الخيل، وهو سيدهم، فلما انتهوا إليه كلموه، وعرض عليهم رسول الله ﷺ الإسلام، فأسلموا، فحسن إسلامهم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ذكر لى رجل من العرب بفضل ثم جاءنى إلا رأيته دون ما يقال فيه، إلا زيد الخيل، فإنه لم يبلغ كل ما كان فيه، ثم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم: زيد الخير، فخرج من عند رسول الله ﷺ راجعا إلى قومه
، فلما انتهى إلى ماء من مياهه، أصابته الحمى بها فمات.
وأما عدى بن حاتم فكان يقول: ما من رجل من العرب كان أشد كراهية لرسول الله ﷺ حين سمع به منى، فلما سمعت برسول الله ﷺ كرهته، فقلت لغلام كان لى عربى، وكان راعيا لإبلى: لا أبالك، أعدد لى من إبلى أجمالا ذللا سمانا، فاحتبسها
وتخالفنى خيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتصيب ابنة حاتم، فيمن أصابت، فقدم بها على رسول الله ﷺ فى سبايا من طيئ،
وقد بلغ رسول الله ﷺ هربى إلى الشام. قال: فجعلت بنت حاتم فى حظيرة بباب المسجد، كانت السبايا يحبسن فيها، فمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقامت إليه، وكانت امرأة جزلة، فقالت: يا رسول الله، هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن علىّ منّ الله عليك. قال: ومن وافدك؟ قالت:
عدى بن حاتم. قال: الفار من الله ورسوله؟ قالت: ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركنى، حتى إذا كان من الغد مربى، فقلت له مثل ذلك، وقال لى مثل ما قال بالأمس. قالت: حتى إذا كان الغد، مربى، وقد يئست منه، فأشار إلى رجل من خلفه: أن قومى فكلميه، قالت: فقمت إليه، فقلت: يا رسول الله، هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن علىّ منّ الله عليك. فقال صلى الله عليه وسلم: قد فعلت، فلا تتعجلى بخروج، حتى تجدى من قومك من يكون لك ثقة، حتى يبلغك إلى بلادك، ثم آذنينى. فسألت عن الرجل الذى أشار إلى أن أكلمه، فقيل: على بن أبى طالب رضوان الله عليه، وأقمت حتى قدم ركب من بلى أو قضاعة قالت: وإنما أريد أن آتى أخى بالشام. قالت: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله،
قال عدى: فو الله إنى لقاعد فى أهلى، إذ نظرت إلى ظعينة تصوب إلى تؤمنا، فقلت: ابنة حاتم؟ فإذا هى هى. فلما وقفت على، أخذت فى اللوم تقول:
القاطع الظالم، احتملت بأهلك وولدك، وتركت بقية والدك عورتك! قلت:
أى أخية، لا تقولى إلا خيرا، فو الله مالى من عذر، لقد صنعت ما ذكرت.
قال: ثم نزلت فأقامت عندى، فقلت لها، وكانت امرأة حازمة: ماذا ترين فى أمر هذا الرجل؟ قالت: أرى والله أن تلحق به سريعا، فإن يكن الرجل نبيّا، فللسابق إليه فضله، وإن يكن ملكا، فلن تذل فى عز اليمن، وأنت أنت. قال: قلت: والله إن هذا الرأى.
قال: فخرجت حتى أقدم على رسول الله ﷺ المدينة، فدخلت عليه، وهو فى مسجده، فسلمت عليه، فقال: من الرجل؟ فقلت:
عدى بن حاتم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق بى إلى بيته، فو الله إنه لعامد بى إليه، إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة، فاستوقفته، فوقف لها طويلا تكلمه فى حاجتها. قال: قلت فى نفسى: والله ما هذا بملك، قال:
ثم مضى بى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا دخل بى بيته، تناول وسادة من أدم محشوة ليفا، فقذفها إلى، فقال: اجلس على هذه، قلت: بل أنت فاجلس عليها، فقال: بل أنت، فجلست عليها، وجلس رسول الله ﷺ بالأرض. قال: قلت فى نفسى: والله ما هذا بأمر ملك، ثم قال: إيه يا عدى بن حاتم، ألم تك ركوسيّا «١» ؟ قلت: بلى. قال: أولم
ثم قال: لعلك يا عدى إنما يمنعك من دخول فى هذا الدين، ما ترى من حاجتهم، فو الله ليوشكن المال أن يفيض فيهم، حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه، ما ترى من كثرة عدوهم، وقلة عددهم، فو الله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت، لا تخاف، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه، أنك ترى أن الملك والسلطان فى غيرهم، وايم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم، قال: فأسلمت.
وقدم فروة بن مسبك المرادى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مفارقا لملوك كندة، ومباعدا لهم، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كان قبيل الإسلام بين مراد وهمدان وقعة، أصابت فيها همدان من مراد ما أرادوا، حتى أتخنوهم فى يوم كان يقال له: يوم الردم.
فلما انتهى إلى رسول الله ﷺ قال: يا رسول الله، من ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومى يوم الردم لا يسوءه ذلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إن ذلك لم يزد قومك فى الإسلام إلا خيرا.
واستعمله النبى ﷺ على مراد وزبيد ومذحج كلها، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة، فكان معه فى بلاده، حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأبى عليه قيس ذلك وسفه رأيه، فركب عمرو بن معديكرب حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدقه وآمن به.
فلما بلغ ذلك قيس بن مكشوح أوعد عمرا، واشتد عليه، وقال: خالفنى وترك رأيى. فأقام عمرو بن معديكرب فى قومه من بنى زبيد، وعليهم فروة ابن مسيك. فلما توفى رسول الله ﷺ ارتد عمرو بن معديكرب.
وقدم على رسول الله ﷺ الأشعث بن قيس، فى وفد كندة فى ثمانين راكبا من كندة، فدخلوا على رسول الله ﷺ مسجده، وقد رجلوا جممهم وتكحلوا عليهم جبب الحبرة، وقد كففوها بالحرير.
فلما دخلوا على رسول الله ﷺ قال: ألم تسلموا؟ قالوا: بلى.
قال: فما بال هذا الحرير فى أعناقكم، قال: فشقوه منها، فألقوه.
وقدم على رسول الله ﷺ صرد بن عبد الله الأزدى، فأسلم، وحسن إسلامه، فى وفد من الأزد، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم
فخرج صرد بن عبد الله يسير بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى نزل بجرش، وهى يومئذ مدينة مغلقة، وبها قبائل من قبائل اليمن، وقد ضمت إليهم خثعم، فدخلوها معهم، حين سمعوا بسير المسلمين إليهم.
فحاصروهم فيها قريبا من شهر، وامتنعوا فيها منه، ثم إنه رجع عنهم قافلا، حتى إذا كان إلى جبل لهم يقال له شكر، ظن أهل جرش أنه إنما ولى عنهم منهزما، فخرجوا فى طلبه، حتى إذا أدركوه، عطف عليهم، فقتلهم قتلا شديدا.
ثم بعث رسول الله ﷺ خالد بن الوليد، فى شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى، سنة عشر، إلى بنى الحارث بن كعب بنجران، أمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثا، فإن استجابوا فأقبل منهم، وإن لم يفعلوا فقاتلهم. فخرج خالد حتى قدم عليهم، فبعث الركبان يضربون فى كل وجه، ويدعون إلى الإسلام، ويقولون: أيها الناس، أسلموا تسلموا، فأسلم الناس، ودخلوا فيما دعوا إليه. فأقام فيهم خالد يعلمهم الإسلام، وكتاب الله وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم، وبذلك كان أمره رسول الله ﷺ إن هم أسلموا ولم يقاتلوا.
وقدم على رسول الله ﷺ فى هدنة الحديبية، قبل خيبر، رفاعة بن زيد الجدامى ثم الضبيبى. فأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وقدم وفد همدان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقوا رسول الله ﷺ مرجعه من تبوك.
٩٣- حجة الوداع
ولما دخل على رسول الله ﷺ ذو القعدة، تجهز للحج، وأمر الناس بالجهاز له، لا يذكر ولا يذكر الناس إلا الحج. حتى إذا كان بسرف، وقد ساق رسول الله صلى الله عليه وسلم، معه الهدى وأشراف من أشراف الناس، أمر الناس أن يحلوا بعمرة إلا من ساق الهدى.
ثم إن رسول الله ﷺ كان بعث عليّا رضى الله عنه إلى نجران، فلقيه بمكة وقد أحرم، فدخل على فاطمة بنت رسول الله ﷺ ورضى الله عنها، فوجدها قد حلت وتهيأت، فقال: مالك يا بنت رسول الله؟ قالت: أمرنا رسول الله ﷺ أن نحل بعمرة، فحللنا. ثم أتى رسول الله صلى الله عليه، وسلم فلما فرغ من الخبر عن سفره، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق فطف بالبيت، وحل كما حل أصحابك؟ قال: يا رسول الله، إنى أهللت كما أهللت، فقال: ارجع فاحلل كما حل أصحابك. قال: يا رسول الله، إنى قلت حين أحرمت: اللهم إنى أهل بما أهل به نبيك وعبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم، قال: فهل معك من هدى؟ قال: لا.
فأشركه رسول الله ﷺ فى هديه، وثبت على إحرامه مع رسول الله ﷺ حتى فرغ من الحج ونحر
ثم مضى رسول الله ﷺ على حجه، فأرى الناس مناسكهم، وأعلمهم سنن حجهم، وخطب الناس خطبته التى بين فيها ما بين، وقضى رسول الله ﷺ الحج، وقد أراهم مناسكهم، وأعلمهم ما فرض الله عليهم من حجهم: من الموقف، ورمى الجمار، وطواف بالبيت، وما أحل لهم من حجهم، وما حرم عليهم، فكانت حجة البلاغ، وحجة الوداع، وذلك أن رسول الله ﷺ لم يحج بعدها.
ثم قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقام بالمدينة بقية ذى الحجة والمحرم وصفر، وضرب على الناس بعثا إلى الشام، وأمر عليهم أسامة بن زيد ابن حارثة مولاه، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، فتجهز الناس، وأوعب مع أسامة بن زيد المهاجرون الأولون.
وقد كان رسول الله ﷺ بعث إلى الملوك رسلا من أصحابه، وكتب معهم إليهم يدعوهم إلى الإسلام.
وكان جميع ما غزا رسول الله ﷺ بنفسه سبعا وعشرين غزوة.
وكانت بعوثه ﷺ وسراياه ثمانية وثلاثين، من بين بعث وسرية.
(م ١٨- الموسوعة القرآنية- ج ١)
ومرض رسول الله ﷺ فخرج يمشى بين رجلين من أهله:
الفضل بن العباس، وعلى بن أبى طالب، عاصبا رأسه، تخط قدماه، حتى دخل بيت عائشة، ثم غمر «١» رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشتد عليه وجعه، فقال:
هريقوا على سبع قرب من آبار شتى، حتى أخرج إلى الناس، فأعهد إليهم.
تقول عائشة: فأقعدناه فى مخضب «٢» لحفصة بنت عمر، ثم صببنا عليه الماء حتى طفق يقول: حسبكم حسبكم.
ثم إن رسول الله ﷺ خرج عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر، ثم كان أول ما تكلم به أنه صلى على أصحاب أحد، واستغفر لهم، فأكثر الصلاة عليهم، ثم قال: إن عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله. ففهمها أبو بكر، وعرف أن نفسه يريد، فبكى وقال: بل نحن نفديك بأنفسنا وأبنائنا، فقال: على رسلك يا أبا بكر، ثم قال: انظروا هذه الأبواب اللافظة «٣» فى المسجد، فسدوها إلا بيت أبى بكر، فإنى لا أعلم أحدا كان أفضل فى الصحبة عندى يدا منه.
واستبطأ رسول الله ﷺ الناس فى بعث أسامة بن زيد، وهو فى وجعه، فخرج عاصبا رأسه، حتى جلس على المنبر، وقد كان الناس قالوا فى إمرة أسامة: أمّر غلاما حدثا على جلة المهاجرين والأنصار.
(٢) المخضب: إناء يغسل فيه.
(٣) اللافظة: النافذة.
ثم نزل رسول الله ﷺ وانكمش «١» الناس فى جهازهم، واستعز برسول الله ﷺ وجعه، فخرج أسامة، وخرج جيشه معه حتى نزلوا الجرف، من المدينة على فرسخ، فضرب به عسكره، وتتام إليه الناس، وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقام أسامة والناس، لينظروا ما الله قاض فى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاجتمع إليه ﷺ نساء من نسائه: أم سلمة، وميمونة، ونساء من نساء المسلمين، منهن: أسماء بنت عميس، وعنده العباس عمه، فأجمعوا أن يلدوه «٢». وقال العباس: لألدنه، فلدوه. فلما أفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من صنع بى هذا؟ قالوا:
يا رسول الله، عمك. قال: هذا دواء أتى به نساء جئن من نحو هذه الأرض، وأشار نحو أرض الحبشة. ثم قال: ولم فعلتم ذلك؟ فقال عمه العباس: خشينا يا رسول الله أن يكون بك ذات الجنب، فقال: إن ذلك لداء ما كان الله عز وجل ليقذفنى به، لا يبق فى البيت أحد إلا لد إلاعمى، فلقد لدت ميمونة وإنها لصائمة، لقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، عقوبة لهم بما صنعوا به.
(٢) أى أن يجعلوا الدواء فى شق منه.
ولما استعز برسول الله ﷺ قال: مروا أبابكر فليصل بالناس.
قالت عائشة: قلت: يا نبى الله، إن أبا بكر رجل رقيق، ضعيف الصوت، كثير البكاء إذا قرأ القرآن. قال: مروه فليصل بالناس.
قالت: فعدت بمثل قولى، فقال: إنكن صواحب يوسف، فمروه فليصل بالناس. قالت: فو الله ما أقول ذلك إلا أنى كنت أحب أن يصرف ذلك عن أبى بكر، وعرفت أن الناس لا يحبون رجلا قام مقامه أبدا، وأن الناس سيتشاءمون به فى كل حدث كان، فكنت أحب أن يصرف ذلك عن أبى بكر.
ثم إنه لما كان يوم الاثنين الذى قبض الله فيه رسوله صلى الله عليه وسلم، خرج إلى الناس، وهم يصلون الصبح، فرفع الستر، وفتح الباب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام على باب عائشة، فكاد المسلمون يفتتنون فى صلاتهم برسول الله ﷺ حين رأوه، فرحا به، وتفرجوا، فأشار إليهم: أن اثبتوا على صلاتكم. فتبسم رسول الله ﷺ سرورا لما رأى من هيئتهم فى صلاتهم، وما رأيت رسول الله ﷺ أحسن هيئة منه تلك الساعة، ثم رجع وانصرف الناس وهم يرون أن رسول الله ﷺ قد برئ من وجعه. فرجع أبو بكر إلى أهله بالسنح.
نعم، فأخذته، فمضغته له، حتى لينته، ثم أعطيته إياه فاستن كأشد ما رأيته يستن بسواك قط، ثم وضعه. ووجدت رسول الله ﷺ يثقل فى حجرى، فذهبت أنظر فى وجهه، فإذا بصره قد شخص، وهو يقول: بل الرفيق الأعلى من الجنة، فقلت: خيرت فاخترت والذى بعثك بالحق.
قالت: وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين سحرى ونحرى، حين اشتد الضحى من يوم الاثنين لاثنتى عشرة خلت من شهر ربيع الأول، سنة عشرين من الهجرة وشهرين واثنى عشر يوما، فوضعت رأسه على وسادة، وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهى.
ولما توفى رسول الله ﷺ قام عمر بن الخطاب، فقال:
إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله ﷺ قد توفى، وإن رسول الله ﷺ والله ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه، كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات. والله ليرجعن رسول الله ﷺ كما رجع موسى، فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم، زعموا أن رسول الله ﷺ مات.
أيها الناس، إنه من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حىّ لا يموت. ثم تلا هذه الآية: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ.
فو الله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت، حتى تلاها أبو بكر يومئذ، وأخذها الناس عن أبى بكر، فإنما هى فى أفواههم.
قال عمر: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعقرت «١»، حتى وقعت إلى الأرض ما تحملنى رجلاى، وعرفت أن رسول الله ﷺ قد مات.
وعلىّ يغسله، قد أسنده إلى صدره، وعليه قميصه يدلكه به من ورائه، لا يفضى بيده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى يقول: بأبى أنت وأمى، ما أطيبك حيا وميتا!
ولم ير من رسول الله ﷺ شيئا مما يرى من الميت.
ولما أرادوا غسل رسول الله ﷺ اختلفوا فيه، فقالوا:
والله ما ندرى أنجرد رسول الله ﷺ من ثيابه، كما نجرد موتانا، أو نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم، حتى ما منهم رجل إلا ذقنه فى صدره، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت، لا يدرون من هو:
أن اغسلوا النبى وعليه ثيابه. فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغسلوه وعليه قميصه، ويصبون الماء فوق القميص، ويدلكونه والقميص دون أيديهم.
ثوبين صحاربين «١» وبرد حبرة أدرج فيها إدراجا. ولما أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو عبيدة بن الجراح يضرح كحفر أهل مكة، وكان أبو طلحة زيد بن سهل هو الذى يحفر لأهل المدينة، فكان يلحد فدعا العباس رجلين، فقال لأحدهما: اذهب إلى أبى عبيدة بن الجراح، وللآخر:
اذهب إلى أبى طلحة، اللهم خر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد صاحب أبى طلحة أبا طلحة، فجاء به، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما فرغ من جهاز رسول الله ﷺ يوم الثلاثاء وضع على سريره فى بيته. وقد كان المسلمون اختلفوا فى دفنه، فقال قائل: ندفنه فى مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع أصحابه،
فقال أبو بكر: إنى سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما قبض نبى إلا دفن حيث يقبض
، فرفع فراش رسول الله ﷺ الذى توفى عليه، فحفر له تحته. ثم دخل الناس على رسول الله ﷺ يصلون عليه أرسالا، دخل الرجال، حتى إذا فرغوا، أدخل النساء، حتى إذا فرغ النساء أدخل الصبيان. ولم يؤم الناس على رسول الله ﷺ أحد. ثم دفن رسول الله ﷺ من وسط اللّيل ليلة الأربعاء.
وكان الذين نزلوا فى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: على بن أبى طالب، والفضل بن عباس، وقثم بن عباس، وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كان المغيرة بن شعبة يدعى أنه أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول: أخذت خاتمى، فألقيته فى القبر، وقلت: إن خاتمى سقط منى، وإنما طرحته عمدا، لأمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكون أحدث الناس عهدا به صلى الله عليه وسلم.
وكان على رسول الله ﷺ خميصة سوداء، حين اشتد به وجعه، فهو يضعها مرة على وجهه، ومرة يكشفها عنه، ويقول: قاتل الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد!
يحذر من ذلك على أمته.
وكان آخر ما عهد رسول الله ﷺ أن قال: لا يترك بجزيرة العرب دينان.
وتوفى رسول الله ﷺ عن تسع من زوجاته، هن:
عائشة بنت أبى بكر، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وأم حبيبة بنت أبى سفيان، وأم سلمة بنت أبى أمية بن المغيرة، وسودة بنت زمعة بن قيس، وزينب بنت جحش بن رئاب، وميمونة بنت الحارث بن حزن، وجويرية بنت الحارث بن أبى ضرار، وصفية بنت حيى بن أخطب.
وكان جميع من تزوج رسول الله ﷺ ثلاث عشرة:
خديجة، وهى أولى من تزوج، زوجه إياها أبوها خويلد بن أسد، ويقال أخوها عمرو بن خويلد، وأصدقها رسول الله ﷺ عشرين بكرة.
وكانت خديجة قبله عند أبى هالة بن مالك، أحد بنى أسيد بن عمرو بن تميم، حليف بنى عبد الدار، فولدت له: هند بنت أبى هالة، وزينب بنت أبى هالة، وكانت قبل أبى هالة عند عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فولدت له: عبد الله، وجارية.
وتزوج رسول الله ﷺ عائشة بنت أبى بكر الصديق بمكة، وهى بنت عشر سنين، ولم يتزوج رسول الله ﷺ بكرا غيرها زوجه إياها، أبوها أبو بكر، وأصدقها رسول الله ﷺ أربعمائة درهم.
وتزوج رسول الله ﷺ سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى، زوجه
وكانت قبله عند السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك ابن حسل.
وتزوج رسول الله ﷺ زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية، زوجه إياها أخوها أبو أحمد بن جحش، وأصدقها رسول الله ﷺ أربعمائة درهم
، وكانت قبله عند زيد بن حارثة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتزوج رسول الله ﷺ أم سلمة بنت أمية بن المغيرة المخزومية، واسمها هند، زوجه إياها سلمة بن أبى سلمة ابنها، وأصدقها رسول الله ﷺ فراشا حشوه ليف، وقدحا، وصحفة، ومجشة «١».
وكانت قبله عند أبى سلمة عبد الله بن عبد الأسد، فولدت له: سلمة، وعمر، وزينب، ورقية.
وتزوج رسول الله ﷺ حفصة بنت عمر بن الخطاب، زوجه إياها أبوها عمر بن الخطاب، وأصدقها رسول الله ﷺ أربعمائة درهم
، وكانت قبله عند خنيس بن حذافة السهمى.
وتزوج رسول الله ﷺ أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان بن حرب، زوجه إياها خالد بن سعيد بن العاص، وهما بأرض الحبشة، وأصدقها النجاشى عن رسول الله ﷺ أربعمائة درهم
، وهو الذى كان
وتزوج رسول الله ﷺ جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار الخزاعية، وكانت فى سبايا بنى المصطلق، من خزاعة، ودفعها رسول الله ﷺ إلى رجل من الأنصار وديعة. فلما قدم رسول الله ﷺ المدينة أقبل أبوها الحارث بن ضرار بفداء ابنته، ثم كان أن أسلم الحارث، وأسلم معه ابنان له، ودفعت إليه ابنته جويرية، فأسلمت، وخطبها رسول الله ﷺ إلى أبيها، فزوجه إياها، وأصدقها أربعمائة درهم.
وكانت قبل رسول الله ﷺ عند ابن عم لها يقال له:
عبد الله.
وتزوج رسول الله ﷺ صفية بنت حيى بن أخطب، سباها من خيبر فاصطفاها لنفسه
، وكانت قبله عند كنانة بن الربيع بن أبى الحقيق.
وتزوج رسول الله ﷺ ميمونة بنت الحارث، زوجه إياها العباس بن عبد المطلب، وأصدقها العباس عن رسول الله ﷺ أربعمائة درهم
، وكانت قبله عند أبى رهم بن عبد العزى، ويقال:
إنها هى التى وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم.
وتزوج رسول الله ﷺ زينب بنت خزيمة بن الحارث، وكانت تلقب: أم المساكين، لرحمتها إياهم ورقتها عليهم، زوجه إياها قبيصة ابن عمرو الهلالى، وأصدقها رسول الله ﷺ أربعمائة درهم
فهؤلاء اللائى بنى بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إحدى عشرة، فمات قبله منهن اثنتان، وهما: خديجة بنت خويلد، وزينب بنت خزيمة.
وثمة ثنتان لم يدخل بهما، وهما: أسماء بنت النعمان الكندية، تزوجها فوجد بها بياضا «١»، فمنعها وردها إلى أهلها، وعمرة بنت يزيد الكلابية، وكانت حديثة عهد بكفر، فلما قدمت على رسول الله ﷺ استعاذت منه، فردها إلى أهلها.
والقرشيات من أزواج الرسول الله ﷺ ست، وهن:
خديجة، وعائشة وحفصة، وأم حبيبة، وأم سلمة، وسودة.
والعربيات ست، وهن: زينب بنت جحش، وميمونة بنت الحارث، وزينب بنت خزيمة، وجويرية بنت الحارث، وأسماء بنت النعمان، وعمرة بنت يزيد.
ومن غير العربيات: صفية بنت حيى.
٩٦- سراريه صلى الله عليه وسلم
وأما سراريه صلى الله عليه وسلم، فقيل إنهن أربعة:
مارية القبطية، أهداها إليه المقوقس فى سنة سبع من الهجرة
وكان ﷺ يطؤها بملك اليمين
، وكانت من كورة أنصفا من صعيد مصر، على البر الشرقى فى مقابلة الأشمونين.
وكان ﷺ يطؤها بملك اليمين.
ونفيسة، جارية زينب بنت جحش، وهبتها له زينب.
وجارية أصلبها ﷺ فى بعض السبى.
٩٧- أولاده صلى الله عليه وسلم
وأما أولاده ﷺ فكلهم من خديجة، ما عدا إبراهيم فإنه من مارية القبطية، فولدت له خديجة: القاسم، وكان أول من ولد لرسول الله ﷺ قبل النبوة، وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم، ثم ولدت له: زينب، ورقية، وفاطمة، وأم كلثوم، ثم ولد له فى الإسلام: عبد الله، والطيب «الطاهر». ومات عبد الله بمكة. فأما القاسم، والطيب «الطاهر» فماتا فى الجاهلية. وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم.
وأما إبراهيم فإنه من مارية القبطية ولدته أمه فى سنة ثمان من الهجرة، وقد مات إبراهيم صغيرا، مات وهو ابن ثمانية عشر شهرا.
٩٨- أعمامه وعمامته صلى الله عليه وسلم
وكان له ﷺ اثنا عشر عمّا، هم بنو عبد المطلب، وهم:
الحارث، وأبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب عبد العزى، والفيداق، والمقوم، وضرار، وقثم، والزبير: الكعبة، وجحل.
والذين أدركهم الإسلام من أعمامه، هم: عبد مناف، وأبو لهب، والعباس، وحمزة، لم يسلم منهم غير اثنين: حمزة والعباس.
وأما عماته صلى الله عليه وسلم. فست، بنات عبد المطلب، وهن: عاتكة، وأميمة، والبيضاء، وأم حكيم، وبرة، وصفية، وأروى.
لم تسلم منهن على الأصح غير صفية، أم الزبير بن العوام.
٩٩- جداته صلى الله عليه وسلم
وأما جداته ﷺ من جهة أبيه، فهن: فاطمة بنت عمرو بن عائذ، أم عبد الله أبيه، وسلمى بنت عمرو، من بنى النجار، وهم أم عبد المطلب، وعاتكة بنت عمرة بن هلال بن فالج بن ذكوان، وهى أم هاشم، وعاتكة بنت فالج بن ذكوان، وهى أم عبد مناف، وفاطمة بنت سعد، من أزد السراة، وهى أم قصى، ونعم، وقيل: هند بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث، وهى أم كلاب، ووحشية بنت شيبان بن محارب، وهى أم مرة، وسلمى بنت محارب من فهم، وهى أم كعب، وخشية بنت مدلج بن مرة، وهى أم لؤى، وسلمى بنت سعد بن هذيل، وهى أم غالب، وجندلة بنت الحارث بن مضاض، وهى أم فهر، وهند- وقيل: عاتكة- بنت عدوان، وهى أم مالك، وبرة بنت مرة، وهى أم النضير، وعوانة بنت سعد بن قيس عيلان، وهى أم كنانة، وأم خزيمة، امرأة من قضاعة، وخندف بن عمران القضاعية، وهى أم مدركة، وأم إلياس جرهمية، وسودة بنت عك بن عدنان، وهى أم مضر، والأمينة، وهى أم معد.
نرة بنت عوف بن عبيد بن عدى بن كعب بن لؤى، وأم برة بنت عوف:
قلابة بنت الحارث بن طابخة بن صعصعة بن عائذ بن لحيان بن هذيل، وأم قلابة: هند بنت يربوع، من ثقيف.
١٠٠- أخواته صلى الله عليه وسلم
وأما إخوته عليه الصلاة والسلام من الرضاعة: حمزة، عمه، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد، أرضعتهما معا معه ثويبة، جارية أبى لهب بلبن ابنها مسروح، ولقد أرضعته ثويبة ﷺ أياما قلائل قبل أن تأخذه حليمة، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، أرضعته ورسول الله ﷺ حليمة السعدية، وعبد الله بن الحارث بن عبد العزى السعدى، وآسية بنت الحارث السعدية، وجدامة، وقيل: خذامة. وقيل: حذافة، وتعرف بالشيماء، والثلاثة أولاد حليمة من زوجها الحارث.
وكانت حاضنته ﷺ أم أيمن بركة بن ثعلبة بن حصن ابن مالك، وكنيت باسم ابنها أيمن، وهى أم أسامة بن زيد، تزوجها زيد بعد موت عبيد بن زيد الذى كان قد تزوجها فى الجاهلية بمكة، ثم نقلها إلى يثرب فولدت له أيمن، ثم مات عنها فرجعت إلى مكة، فتزوجها زيد بن حارثة، فولدت له أسامة.
١٠١- خدمه صلى الله عليه وسلم
وأما خدمه صلى الله عليه وسلم، فمنهم من الرجال:
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد الأنصارى الخزرجى، ويكنى:
أبا حمزة، خدم النبى ﷺ سبع سنين أو عشر، وأمه أم سليم هى التى أتت به النبى ﷺ لما قدم المدينة فقالت له: هذا أنس غلام يخدمك.
ومنهم: ربيعة بن كعب بن مالك، أبو فراس الأسلمى، صاحب وضوئه.
ومنهم: أيمن، ابن أم أيمن، وهو أيمن بن عبيد بن زيد بن عمرو بن بلال الأنصارى الخزرجى، صاحب مطهرته.
ومنهم: عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلى، وكان صاحب الوسادة والنعلين.
ومنهم: عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو الجهنى، وكان صاحب بغلته، يقودها به فى الأسفار.
ومنهم: أسلع بن شريك بن عوف، صاحب راحلته، الذى كان ينزل الرحل عنها ويضعه عليها.
ومنهم: سعد، مولى أبى بكر الصديق.
ومنهم: أبو ذر جندب بن جنادة، الزاهد المشهود.
ومنهم: أبو حذيفة مهاجر، مولى أم سلمة.
ومنهم: حنين، مولى عباس بن عبد المطلب.
(م ١٩- الموسوعة القرآنية- ج ١)
ومنهم: أبو الحمراء هلال بن الحارث.
ومنهم: أبو السمع إياد.
ومنهم: من النساء:
بركة أم أيمن، وهى والدة أسامة بن زيد.
وخولة، جدة حفص بن سعد.
وسلمى، أم رافع، زوج أبى رافع.
وميمونة بنت سعد.
وأم عياش، مولاة رقية بنت النبى صلى الله عليه وسلم.
١٠٢- مواليه صلى الله عليه وسلم
وأما مواليه ﷺ فمنهم:
أسامة بن زيد بن حارثة، وزيد بن حارثة، وثوبان بن بجدد، وأبو كبشة، من مولدى مكة، وشقران صالح بن عدى، حبشى، وقيل: فارسى، ورباح الأسود النوبى. وهو مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويسار النوبى الراعى، وزيد النوبى، ومدعم، وكان لرفاعة بن زيد، فأهداه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسلم أبو رافع القبطى، كان للعباس فوهبه للنبى صلى الله عليه وسلم، وسفينة، اشتراه صلى الله عليه وسلم، فأعتقه، وأبو واقد، القبطى الخصى، وهو من جملة من أهداه المقوقس للنبى صلى الله عليه وسلم، وأنجشة الحبشى، وسلمان بن عبد الله الفارسى، وشمعون بن زيد أبو ريحانة، أبو بكرة نفيع بن الحارث بن كلدة.
أما كتّابه صلى الله عليه وسلم، فهم:
أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، وطلحة بن عبد الله التميمى، والزبير بن خويلد الأسدى، وسعيد بن العاص. بن أمية، وسعد بن أبى وقاص، وعامر بن فهيرة التميمى، مولى أبى بكر، وعبد الله بن الأرقم القرشى الزهرى، وأبى بن كعب بن قيس الأنصارى، وثابت ابن قيس بن شماس الأنصارى الخزرجى، وحنظلة بن الربيع بن صيفى، وأبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، ومعاوية بن أبى سفيان، وزيد بن ثابت بن الضحاك الأنصارى الخزرجى، وشرحبيل بن حسنة، وخالد بن الوليد بن المغيرة المخزومى، وعمرو بن العاص بن وائل القرشى السهمى، والمغيرة بن شعبة الثقفى، وعبد الله بن رواحة الخزرجى الأنصارى، ومعيقيب بن أبى فاطمة الدوسى، وحذيفة بن اليمان، وحويطب بن عبد العزى.
١٠٤- مؤذنوه صلى الله عليه وسلم
أما مؤذنوه ﷺ فأربعة، اثنان بالمدينة، وهما:
بلال بن رباح، وهو أول من أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن أم مكتوم القرشى الأعمى.
وأذن له ﷺ بقباء: سعد بن عائذ، المعروف بسعد القرظ، مولى عمار بن ياسر.
وأذن له ﷺ بمكة: أبو محذورة الجمحى القرشى.
وأما شعراؤه صلى الله عليه وسلم:
فكعب بن مالك الأنصارى السلمى، وعبد الله بن رواحة الخزرجى الأنصارى، وحسان بن ثابت الأنصارى الخزرجى.
١٠٦- سلاحه صلى الله عليه وسلم
وأما أسيافه صلى الله عليه وسلم، فكانت تسعة، وهى:
مأثور، والعضب، وذو الفقار، والقلعى، والبتار، والحتف، والمخذم، والرسوب، والقضيب.
وأما أدراعه ﷺ فكانت سبعة، وهى:
ذات الفضول، وذات الوشاح، والسعدية، والغين، ووفضة، والبتراء، والخرنق.
وأما أقواسه ﷺ وكانت ستة، وهى:
الزوراء، والروحاء، والصفراء، وشوحط، والكتوم، والسداد.
١٠٧- دوابه صلى الله عليه وسلم
وأما خيله ﷺ فكانت سبعة، وهى:
السكب، وهو أول فرس ملكه، اشتراه ﷺ بعشر أواق،
فقال صلى الله عليه وسلم: لا تشتره
، وسبحة، وكانت فرسا شقراء، اشتراها ﷺ من أعرابى.
وكان له عليه الصلاة والسلام من البغال:
دلدل، وكانت شهباء، وفضة، أهداها له فروة بن عمرو الجذامى، فوهبها لأبى بكر.
وأخرى أهداها له ابن العلماء، صاحب أيلة.
وأخرى أهداها له صاحب دومة الجندل.
وأخرى أهداها له كسرى.
وكان له عليه الصلاة والسلام من الحمير: عفير، أهداه له المقوقس.
ويعفور، أهداه له فروة بن عمرو الجذامى.
وكان له عليه الصلاة والسلام من اللقاح:
القصواء، وهى التى هاجر عليها، اشتراها من أبى بكر بثمانمائة درهم.
والعضباء، والجدعاء.
فالرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، وهو- كما مر بك:
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب «شيبة» بن هاشم «عمرو» بن عبد مناف «المغيرة» بن قصى «زيد» بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب ابن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة «عامر» بن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان.
إلى هنا ينتهى النسب الصحيح، وما فوق ذلك فهو من صنع النسابين.
وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر، يلتقى نسبها مع نسب أبيه ﷺ عند جدهما الأعلى: كلاب بن مرة.
ولقد مات أبوه عبد الله بالمدينة وأمه حامل به لشهرين، وكان قد خرج فى تجارة فمرض فعرج بالمدينة يسلم بأخواله من بنى النجار، فأقام عندهم شهرا مات بعده عن خمسة وعشرين عاما.
وكان مولده، صلى الله عليه وسلم، يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول- ٢٠ من أبريل سنة ٥١- على الصحيح، بالدار التى عند الصفا، والتى كانت بعد لمحمد بن يوسف، أخى الحجاج، وقد بنتها زبيدة مسجدا حين حجت.
وكانت قابلته التى نزل على يديها: الشفاء، أم عبد الرحمن بن عوف.
وأرضعته امرأة من بنى سعد بن بكر بن هوازن، يقال لها: حليمة بنت أبى ذؤيب.
وكان إخوته فى الرضاعة: عبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، والشيماء حذافة بنت الحارث.
وحين بلغ محمد ست سنين توفيت أمه آمنة بنت وهب بالأبواء- موضع بين مكة والمدينة، وعمرها ثلاثون عاما.
وبعد وفاة آمنة بسنتين توفى جده عبد المطلب، وكان يكفله، وعمر محمد عندها ثمانى سنين.
فكان محمد بعد وفاة جده عبد المطلب مع عمه أبى طالب، وأبو طالب وعبد الله- أبو رسول الله- أخوان لأب وأم، وأمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
وحين بلغ محمد أربعة عشر عاما- أو خمسة عشر- كانت حرب الفجار بين قريش ومن معهم من كنانة وبين قيس عيلان. ولقد شهد محمد بعض أيامها، أخرجه أعمامه معهم ينبل عليهم، أى يرد عليهم نبل عدوهم إذا رموهم به.
ولما بلغ محمد خمسة وعشرين عاما تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد المعزى بن قصى بن كلاب بن مرة، يلتقى نسبها مع نسبه فى جدهما الأعلى قصى، كما يلتقى نسبها مع نسب أمه آمنة فى كلاب بن مرة.
وكانت خديجة أول امرأة تزوجها محمد، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، وكانت سنها حين بنى بها محمد أربعين عاما. ولقد تزوجها قبل محمد رجلان هما: أبو هالة بن زرارة التميمى، وعتيق بن عائذ المخزومى.
وولدت خديجة لمحمد أولاده كلهم إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية، فولدت له القاسم، وبه كان يكنى، والطيب «الطاهر»، ورقية، وزينب، وأم كلثوم، وفاطمة.
ومات القاسم والطيب فى الجاهلية. وأدركت بناته كلهن الإسلام وأسلمن.
وحين بلغ محمد خمسة وثلاثين أخذت قريش فى تجديد بناء الكعبة، وكانت قد أصابها حريق، ومن بعد الحريق سيل. وحين بلغت قريش موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يكون له الشرف فى وضعه موضعه، وكاد الخلاف يثير بينهم حربا، ثم انتهوا إلى أن يكون الفصل بينهم إلى أول داخل عليهم من باب بنى شيبة، وكان محمد أول داخل عليهم من هذا الباب، فارتضوه حكما فيما شجر بينهم، فبسط محمد رداءه ووضع الحجر عليه، وأمر كل قبيلة أن تأخذ بطرف من أطراف الرداء، حتى إذا ما استووا رفع الحجر بيديه ووضعه مكانه.
ولقد عرفت قريش محمدا صبيّا فلم تعهد عليه ما تعهد مثله على الصبيان من إسفاف أو تدن، وعرفته يافعا فلم تعد له نزوة أو زلة، ثم عرفته زوجا فى سن مبكرة فعرفته أطهر الأزواج ذيلا.
وهو منذ أن درج بين أهله ووعى كان الصادق الأمين، لا يقول إلا صدقا، ولا يعطى أو يأخذ إلا أمينا حين يعطى، أمينا حين يأخذ، أمينا
ولقد حبّب إلى محمد التحنث والتحنف شأن الصادفين عن متاع الحياة، العازفين عن لينها المفضى إلى الاستنامة إليها، فكان يعتكف فى حراء- جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال منها- شهرا من كل سنة، يجعله خالصا لعبادة ربه على ما رسم إبراهيم، ومن بعده إسماعيل عليهما السلام.
وبقى محمد على هذا الذى أخذ به نفسه يختلف إلى غار حراء شهرا من كل عام، إلى أن كانت السنة التى اختاره الله فيها رسولا لرسالته، وكان عندها فى الأربعين من عمره.
وهكذا كان محمد حين دبت قدماه على أرض مكة من الجزيرة العربية محط الأبصار، وشغل الأفكار، حاطه ربه باليمين وليدا، إيذانا منه لعباده بما سيؤهله له، وصانه عن اللهو العابث صبيّا ليرتفع به عما يتدنى فيه غيره كى يمهد لإجلاله، وأجرى الصدق على لسانه، وبسط بالأمانة يديه، وملأ بالرحمة قلبه، وبالحكمة رأسه، ليرى الناس فيه ما يفقدون من صفات فيلتفوا حوله اليوم تمهيدا لالتفافهم حوله فى غد.
وحين استوى محمد شابّا، واستوت باستوائه صفات الكمال كلها فيه، رأى الناس أنهم بين يدى عجب استعصى على عامتهم تأويله، ولم يستعص على خاصتهم من أولى الكتاب، فعرفوا أنه النبى المرتقب.
ومضى محمد فى طريقه المرسوم يهيئه الله لتلقى ما سوف يوحى به إليه.
فغدا لا يرى فى منامه رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصبح، وغدت الخلوة
وفيما كان محمد فى غار حراء خاليا يتحنث تمثل له جبريل يحمل إليه الوحى من ربه، ويؤذنه بدعوة قومه إلى الله الواحد الأحد وترك عبادة الأوثان.
وكان ابتداء الوحى فى شهر رمضان وفى السابع عشر منه، يشير إلى قوله تعالى فى سورة البقرة: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ. ويشير إلى الثانية قوله تعالى فى سورة الأنفال: إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وكان التقاء الجمعين- أعنى المسلمين والمشركين يوم بدر- فى السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة.
وكان أول ما نزل عليه من الوحى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ.
ولقد تلقاه الرسول مجهودا وانصرف به مشدوها، ووقف فى مكانه بعد خروجه من حراء ناظرا فى آفاق السماء، لا يتقدم أمامه ولا يرجع إلى الوراء، إلى أن ارتدت إليه نفسه وانتهى إلى خديجة وهو يحس هزة المقرور.
وفتر الوحى فترة بلغت أعواما ثلاثة، كانت لتلك النفس البشرية المختارة بمثابة الفترة التى سبقت الرحى وحبّب فيها إلى الرسول أن يتحنث، فلقد هيأ هذا التحنث نفس محمد لهذا التلقى وقارب بها منه، وإذا هى على الرغم من هذا التقريب وذاك الإعداد تهتز لجلال ما ترى وتسمع، وإذا هى بهذا قد انتهت من مرحلة لتبدأ فى مرحلة، وإذا المرحلة الجديدة فى حاجة إلى زاد كما كانت المرحلة الأولى فى حاجة إلى زاد، وإذا هذا الزاد الجديد فترة يخلو فيها محمد إلى نفسه بما شاهد يتمثله مرة وسرة لتراح إليه روحه، وليأنس به
وحركت فترة الوحى ألسنة أهل مكة بالقول فاسترسلوا يقولون: ودعه ربه؟؟
وقلاه. يرددها لسان الضلال شماتة بلسان الحق، ويحاول العقل الغافل أن يخدع بها العقل الواعى ليصرفه عن الدعوة الجديدة.
وانضمت هذه التى خلا بها الخصوم من شماتة إلى تلك التى خلا بها الرسول من لهفة، فإذا هو بعد هذه وتلك أحزن ما يكون على انقطاع الوحى، وأشوق ما يكون إلى اتصاله.
ومع هذا التهيؤ الكامل لهذه النفس البشرية المختارة اتصل الوحى ونزل على محمد قوله تعالى: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى. ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى يرد على المتقولين. ونزل عليه قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ يأمره أن يكون رسول ربه إلى الناس يدعوهم إليه وإلى الحق، ويصرفهم عن الأوثان وعن الباطل.
وأخذ محمد يدعو إلى ربه، وإلى هذا الدين الجديد الذى اصطفاه ربه له، فى بيئة قد عرفت لها إيغالها فى الباطل واستكانتها إليه، وبين قوم أشربوا الضلال فعاندوا عليه، فاقتضت الحكمة الحكيمة أن تأخذ الدعوة طريقها سرّا لاعلانية، وخفية لا جهرا، تضم إليها الآنس بها وتجمع عليها من تفتح قلبه لها.
وكان أقرب الناس إلى الرسول من الرجال أبو بكر، وكان له صديقا وإلفا، ومن الصبيان على بن أبى طالب، فى ظله نشأ وبين يديه شب، ومن
وكان الصدام بين الحق والباطل. وما جبلت النفوس الغافلة أن تخرج من غفلتها فى يسر، ولا سيما إذا كانت تلك الغفلة تظلها عقيدة وبحميها تقليد، وكانت تلك العقيدة وذلك التقليد إرث قرون.
ومشت قريش إلى الرسول تساومه على أن يطلب ما يشاء من ملك أو سيادة أو مال على أن يترك ما يدعو إليه، فعادوا بغير ما كانوا يأملون، ولقد كانت لهم فيها عظة لو كانوا يتدبرون.
من أجل هذا عنف هذا الصدام وقسا، وذاق دعاة الحق من عنفه ومن قسوته الشىء الكثير، وكان ماذاقوا ابتلاء لهذا الحق وابتلاء لهم، إذ لو كان هو زيفا ما ضمهم إليه على عسره، ولو كانوا هم على غير اليقين به ما انضموا إليه حاملين ما يمر.
ومضى محمد يشق الطريق بمن تبعه وسط هو جاء عاصفة، يدبر للدعوة
فلقد كان رسولا، وكان فى عافية بمكانه من رسالته، لا يخشى أن يزلزل إيمانه بها ترغيب أو ترهيب، وكان أتباعه على حسن إيمانهم وعظيم صبرهم بشرا يجوز عليهم ما يجوز على البشر من الوعد والإيعاد، ولقد وفى أكثرهم لمعتقده فلم يصرفه إيذاء كما لم يحوله إعطاء، وهلك نفر منهم تحت سوط البلاء، كما لان نفر منهم فأعطوا بألسنتهم وما نظنهم أعطوا بقلوبهم.
فلقد تتبع مشركو مكة من يسلمون بألوان الأذى كلها لا يقصدون، فآذوهم فى أموالهم وآذوهم فى أهليهم وآذوهم فى أجسادهم، وعز على رسول الله ما يلقى أصحابه، وكانوا كلهم قد تخلت قبائلهم عن حمايتهم، فمن كان منهم ذا بأس هابوه، ومن كان منهم مستضعفا حملوا عليه.
وهنا يرى الرسول رأيا، ويراه معه الذين استضعفوا أمرا، لقد رأى الرسول لهؤلاء أن يهاجروا إلى الحبشة بعد أن سمع عن النجاشى عدله وإنصافه، فخرج إلى الحبشة نفر من المسلمين، على ما فى هذه الرحلة من ألم الفراق ووعثاء الطريق وعذاب الغربة.
ولكن قريشا لم ترض لمسلم أن يقر آمنا، وإن كان على أرض غير أرضهم، فحين بلغهم أن المسلمين أصابوا بالحبشة دارا وقرارا بعثوا فى إثرهم رجلين من من رجالهم وحملوهما هدايا للنجاشى وبطارقته، وكاد الرجلان أن يكيدا للمسلمين عند النجاشى، ولكن النجاشى حين استمع لهما واستمع للمسلمين رد الرجلين خائبين وترك المسلمين آمنين.
ويسلم حمزة بن عبد المطلب، ويسلم عمر بن الخطاب، وكانا رجلى بأس
ويفقد الرسول نصير بن عزيز بن إلى نفسه كريمين عليه، الواحد بعد الآخر، قبل أن يهاجر إلى المدينة بنحو من ثلاث سنين، فلقد فقد عمه أبا طالب، وكان نعم العون له، كفله بعد وفاة جده عبد المطلب، ووقف إلى جانبه منذ بعث يناصره ويرد عنه كيد المشركين، وكان المشركون يهابون أبا طالب فلم يقدموا على كثير مما كانوا يريدون، وبعد أيام ثلاثة فقد زوجته خديجة بعد زواج دام أربعة وعشرين سنة وستة أشهر، ولقد علمت موقف خديجة من الرسول قبل أن يبعث وبعد أن بعث، وكانت أول مسلمة وأول مناصرة، رعت الرسول وقامت فى عونه أيام لاعون.
وكما حزن المشركون لإسلام حمزة وعمر فرحوا لموت أبى طالب وخديجة، واشتطوا يمعنون فى الأذى، غير أن الرسول ما أبه لأذى المشركين وما قعد عن لقاء الناس فى الأسواق يدعو لعقيدته.
وكان الإسراء الذى تم ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم المعراج إلى السماء. وفى تلك الليلة فرضت الصلاة على المسلمين، وكان ذلك قبل الهجرة بسنة.
ولسنا نحب أن نخوض فيما خاض فيه المجتهدون من قبل حول الإسراء
لقد أسرى بالرسول، وعرج به، ما فى ذلك شك، ولقد فرضت الصلاة فى تلك الليلة، ما فى ذلك شك، بهدا حدثنا الرسول ونطق القرآن. ولو شاءا تفصيلا لزادا، ولكنهما أعطيانا مانعى وما يعنينا وحجبا عنا ما بعد ذلك.
ولعل نظرة المشركين للإسراء يناقشون صورته التى وقع بها هى التى حفزت المسلمين بعد إلى أن يكدوا أنفسهم فى هذا الخلاف، وليست صورة الوحى تبعد كثيرا عن صورة الإسراء، ومن آمن بالأولى يؤمن بالثانية، فكما اتصل محمد بربه فى تلك اتصل محمد بربه فى هذه، وكما تلقى محمد عن ربه فى الأولى تلقى محمد عن ربه فى الثانية.
وحين ازداد المشركون إيذاء ازداد الرسول تعرضا للقبائل يعرض عليها ما نزل عليه من السماء، وبينما هو عند العقبة قريبا من مكة لقى نفرا من
حتى إذا كان العام المقبل لقى الرسول من الأنصار رجالا آخرين فبايعوه على الإيمان به، وفى اللقية الثانية كان الاتفاق بين الأنصار والرسول على خروج الرسول إلى المدينة، واستوثق الرسول واستوثق له عمه العباس، وكان حاضرا فى هذا الاجتماع، وكانت الهجرة إلى المدينة، خرج إليها المسلمون وأقام الرسول بمكة يدبر لأمر خروجه.
وعلى الرغم من حيطة قريش خرج الرسول ومعه أبو بكر وركبا إلى المدينة، وخرجت قريش فى إثرهما تطلبهما، ففوت الله عليهم ما يطلبون.
وكان خروج الرسول من مكة يوم الخميس فى اليوم الأول من ربيع الأول، وكان بلوغه المدينة لاثنتى عشرة ليلة خلت منه، وكان ذلك ظهر يوم اثنين، وكان عمره إذ ذاك ثلاثا وخمسين سنة.
ولقد علم المسلمون أول ما علموا أن هذا البلاء زاد المسلم إلى الجنة، وعصمته يوم الميعاد، وما على الرسول إلا البيان، وأن عليهم التمكن لهذا البيان، ونصر الله صنو جهاد العبد وكفاحه وصبره، على هذا رسالات السماء، وعلى هذا رسل السماء إلى العباد، يهبط الهدى حين تنتشر الظلمة، ويتلقف الهدى رسول مختار، يصطفيه الله صادقا جلدا صبورا، فإذا الناس معه على الطريق لهم مثل همه، نصرا نصراء للحق ينصرونه بصدقهم وجلدهم وصبرهم، لا يحرصون على الحياة، ولا يغريهم متاعها، وإذا هم حين يؤيدون رسالة السماء، قد أيدتهم رسالة السماء، وإذا الدنيا معهم على هذا الحق، وإذا هم سادة الدنيا بهذا الحق.
على هذا عرف المسلمون محمدا، وبهذا قدم محمد نفسه للمسلمين، لم يطمعوا
على هذا عاهد المسلمون الله، وعلى هذا عاهد المسلمون الرسول، وعاهدوا الله على أن يناصروا رسوله، وعاهدوا الرسول على أن يناصروا رسالته، ثم عاهدوا أنفسهم على البذل للتمكين للرسالة، لا يسألون الله نصرا قبل أن يسألوا أنفسهم بذلا.
وعلى هذا عاش منهم فى مكة من أنس فى نفسه قوة على احتمال الأذى ولم يخش أن يفتن فى دينه، وهاجر منهم إلى الحبشة من لم يقو على احتماله الأذى وخاف أن يفتن فى دينه، حتى إذا كانت الهجرة إلى المدينة لم ينظر المهاجرون إلى وطن عزيز عليهم، وأهل قريبين إلى نفوسهم، ومال هو قوام حياتهم، وإنما نظروا إلى عقيدة هى لهم الحياة كلها وطنا وأهلا ومالا، وسرعان ما لحق بهم الرسول إلى المدينة ليبدأ بالمهاجرين معه من مكة وبالأنصار أهل المدينة مرحلة جديدة من مراحل الدعوة كانت معها حروب، وكانت معها تضحيات، وكان نصر الله صنو نصر المسلمين لرسوله ولرسالته، وكتب الله بجهاد المجاهدين لهذه الدعوة أن تستقر، وكتب لها أن تدخل بهم مكة فاتحين ليمحوا كلمة الإثم ويردوا أهلها إلى الهدى.
وغزا رسول الله بالمسلمين سبعا وعشرين غزوة، كما بعث بعوثا وأرسل سرايا بلغت جميعا ثمانيا وثلاثين. وكانت هذه البعوث والسرايا والغزوات (م ٢٠- الموسوعة القرآنية- ج ١)
قوله: اصبروا فإنى لم أومر بقتالهم.
وكانت حكمة السماء فى هذا الصبر أن يخرج الرسول بالأمة العربية من بعده على ود لم يعكره عداء أو عدوان، وكانت حكمتها فى الإرخاء فيه إلى أن بلغ ثلاثة عشر عاما أن تعذر إلى من لم يسلموا، ولم يكونوا غير أهل وإخوان، الإعذار كله فلا تذر فى أيديهم سببا من أسباب اللوم، ثم كانت حكمة السماء فى هذا الصبر الطويل أن تخلق فى المسلمين قوة الاحتمال والجلد والأناة والترفق، إلى غير ذلك من صفات تعوز النفوس المقبلة على مهام جسمية، وهل كانت رسالة الإسلام إلا رسالة جسمية؟
حتى إذا ما أعذر المسلمون إلى إخوانهم وأبلغوا فى الإعذار، وصبروا وأمعنوا فى الصبر، لم يكن بد من أن تتولى حكمة السماء هؤلاء الصابرين بتدبر يحفظ عليهم صبرهم من أن ينفد، ويحفظ عليهم وجودهم من أن يستذل، وترعى لهم كيانهم من أن يهان، وما جاءت الدعوة الجديدة إلا لتحمى لهؤلاء وجودهم وكيانهم، لهذا أذن للرسول فى أن يدفع عن نفسه، وعن المسلمين.
فلقد خرج حمزة على أول بعث بعد سبعة أشهر من الهجرة ليلقى عيرا لقريش فيها أبو جهل قادمة من الشام، وكان هذا البعث الأول نذيرا لقريش عله يكفها عن غيها، لم يقصد فيه المسلمون إلا إلى هذا، فحين دخل بين الفريقين رجل صلح كف المسلمون أيديهم ولم يدخلوا فى قتال.
وبعد شهر من هذا البعث خرجت سرية لتلقى أبا سفيان فى نفر من أصحابه، وكانت بين الفريقين مناوشة أصيب فيها سعد بن أبى وقاص بسهم من سهام المشركين، فكان أول سهم أصيب به مسلم فى الإسلام.
ثم كانت سرية سعد بن أبى وقاص التى خرجت تعترض عيرا لقريش، فمرت العير ولم تقع عليها السرية.
وعلى رأس اثنى عشر شهرا من الهجرة خرج رسول الله وجمع من المسلمين يريدون ودان- الأبواء- حيث عير لقريش، وحيث بنو ضمرة الذين كانوا يعينون عليه. ورجع رسول الله بمن معه من هذه الغزوة بعد أن صالحته بنو ضمرة على ألا تعين عليه. ولقد فاتته عير قريش فى هذه الغزوة كما فاتته فى غزوة بعدها هى غزوة بواط، وكانت بعد شهر من غزوة ودان.
وبعد غزوة بواط كانت غزوة بدر الأولى التى خرج فيها رسول الله ﷺ ليدرك كرز بن جابر الفهرى، وكان قد أغار على المدينة واستاق سرحا لها. غير أن كرزا فات جيش المسلمين فلم يدركوه.
وعلى رأس ستة عشر شهرا من الهجرة خرج حمزة بن عبد المطلب فى نفر
وبعد شهر خرجت سرية فى اثنى عشر رجلا تبغى نخلة، وهو مكان بين مكة والطائف، لترصد قريشا وتعرف ما عندها، غير أن تلك السرية التقت بعير لقريش فكان بينهما عدوان تورط فيه المسلمون وعادوا بغنائم وأسرى، وكانوا فى رجب، وهو شهر حرام، فعاتبهم الرسول عليها حين عادوا إليه.
ثم كانت غزوة بدر الثانية فى السابع عشر من رمضان فى السنة الثانية من الهجرة، وكانت بسبب تلك العير التى فاتت المسلمين فى العشيرة، وفيها كانت الحرب بين المسلمين والمشركين، وفيها انتصف المسلمون من المشركين على الرغم من قلة عدد المسلمين وكثرة عدد المشركين.
وبعد ليال سبع من مرجع المسلمين من بدر خرج الرسول يريد بنى سليم، وحين أحس بنو سليم بالمسلمين يطلبونهم ولوا هاربين.
وهكذا بدأت رهبة المسلمين تدب فى قلوب المشركين، وبعد أن كانوا قلة مستضعفين غدوا كثرة مرهوبين.
وهنا أحب أن أقف بك وقفة قصيرة، فالحديث عن هذه الغزوات والسرايا والبعوث ذو شقين، ينتهى شقه الأول إلى ما قبل بدر الثانية، ثم هو منذ بدر الثانية ذو شق آخر.
ولقد مر بك فى هذا الشق الأول عرض لكل ما كان فيه من هذه السرايا والبعوث والغزوات، ولقد رأيت فيها المسلمين قد شمروا لإثبات وجودهم وليظهروا فى مظهر القوى بعد أن عاشوا فى مظهر المستضعف، وأن ذلك كان منذ أن استقرت أقدامهم فى المدينة بقليل، وأنهم لم يلبثوا غير سبعة أشهر فى المدينة كان بعدها خروجهم لهذا الإعلان عن قوتهم.
ولقد خرج المسلمون من المدينة فى تلك السرايا والبعوث والغزوات ليثبتوا للملأ من حولهم أنهم خرجوا عن صبرهم، وليثبتوا للملأ من حولهم أنهم قوة تملك أن ترهب.
ولا غرو أن نرى هذا الشق الأول كله يمضى فى التعرض لعير بعد عير، فلقد كان هذا أسلوب ذلك العصر فى الإرهاب، وما أراد المسلمون غير أن يهابوا ويرهبوا وأن يبادلوا جيرانهم هذا الأسلوب الإرهابى.
ولم يكن فيه عليهم غضاضة، فلقد رأيتهم فى كل ما فعلوا لم يقصدوا إلا الإعلان عن خروجهم، ولقد فاتتهم العير فى الكثير من خرجاتهم، وحين التقوا بخصومهم مرة كان هذا الصلح الذى ثم بين حمزة وأبى جهل فى البعث الأول، ثم لقد رأيت كيف عاتب الرسول أصحابه على ما كان منهم فى نخلة.
إذن لم يكن صحيحا ما اتهم به المغرضون محمدا وأصحابه عن هذا الشق الأول من الحروب بأنها كانت للسلب، فلقد رأيت معى كم سلب المسلمون فيها وكم عيرا لقوا. والصحيح كما ثبت لك أن هذه الحروب- إن صح أنها كانت حروبا- لم يقصد منها المسلمون إلا الذى حدثتك عنه، وأنها لم تكن غير وثبة بعد صبر طويل، وكانت وثبة تحكى وثبات العصر فى شىء وتخالفه فى شىء، تحكيه فى مظهرها الإرهابى وتخالفه فى مظهرها السلبى.
فكانت غزوة بنى سليم التى حدثتك عنها، ثم غزوة بنى قينقاع يهود المدينة، وكانوا على غير صفاء مع المسلمين، وبعد هذه الغزوة كانت غزوة السويق التى خرج فيها أبو سفيان ليثأر لبدر.
وحين رجع الرسول من غزوة السويق خرج يغزو غطفان، وكان قد بلغه أنهم أعدوا العدة لغزوه.
ثم كانت غزوة أحد التى خرج فيها المشركون ليثأروا من المسلمين بيوم بدر، وفيها خالف رماة المسلمين أمر الرسول وتدبيره فكانت الغلبة للمشركين.
وبلغ رسول الله عقب قفوله من «أحد» أن المشركين يهمون بالرجوع إلى المدينة بعد أن كسبوا شيئا من النصر فى أحد، فخرج الرسول بأصحابه الذين كانوا معه فى أحد وحدهم إلى حمراء الأسد على ثمانية أميال من المدينة حتى لا يطمع فيه عدوه.
وفى ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة كانت غزوة بنى النضير من يهود المدينة، وكانوا قد كادوا للرسول وهموا بقتله.
ثم كانت غزوة بدر الأخيرة، وقد كان أبو سفيان حدد موعدها بعد بدر الثانية، غير أنه خشى بأس المسلمين فلم ينهض إليهم.
ولمثل ما خرج إليه الرسول يوم ذات الرقاع كان خروجه إلى دومة الجندل- مدينة بينها وبين دمشق خمس ليال وتبعد عن المدينة خمس عشرة ليلة- فلقد بلغ الرسول أن قوما يعسفون، وأنهم على أن يمتدوا بعسفهم إلى المدينة، فخرج إليهم فإذا هم يقرون، فعاد المسلمون وقد غنموا شيئا.
ولمثل هذا أيضا كان خروج الرسول إلى المريسيع.
واتفقت كلمة اليهود مع كلمة المشركين على أن يغزو محمدا فى المدينة مجتمعين، فكانت غزوة الخندق التى حفر فيها الرسول خندقا حول المدينة يحميها من هذا الهجوم، ولقد كتب فيها النصر للمسلمين وارتد المشركون عن المدينة مدحورين.
ولم يكن بد من أن يأخذ المسلمون اليهود بمناصرتهم لقريش فى غزوة الخندق، فما كاد المشركون يرتدون عن المدينة حتى خرج المسلمون لغزو بنى قريظة وإملاء شروطهم عليهم.
وكانت بعد هذه غزوات وسرايا، كان الخروج إليها لمثل تلك الأسباب التى مرت بك، إلى أن كان أمر الحديبية حين خرج رسول الله يريد مكة بعد ست سنوات من الهجرة وحيث كانت المصالحة بينه وبين قريش على أن يرجع عنهم عامهم هذا.
وبين غزوة خيبر سنة سبع وفتح مكة سنة ثمان كانت سرايا وغزوات لرد عدوان أو كبت خصومة. وبفتح مكة عاد الإسلام إلى موطن الرسالة ومكان البيت، وقضى على كلمة الشرك القضاء الأخير بعد أن اقتحم عليه معقله.
ولقد خاض المسلمون بعد فتح مكة حربين حملوا عليهما، كانت أولى هاتين الحربين غزوة حنين التى تهيأت فيها هوازن لحرب الرسول، وكانت بينهم وبين المسلمين حرب طاحنة كتب فيها النصر أخيرا للمسلمين.
وتبعت هذه الحرب حرب ثانية كانت امتدادا للحرب الأولى وهى غزوة الطائف.
وكانت بعد غزوة الطائف سرايا من نوع ما سبق من سرايا، إلى أن كانت غزوة تبوك سنة تسع وكانت آخر غزواته صلى الله عليه وسلم، وكان قد خرج فيها للقاء الروم، ولم يكن لقاء.
وإن نظرة إلى جيش المجاهدين المسلمين عند أول بعث خرجوا له، وعند آخر جيش تعبئوا له، ندرك كيف بدأ المسلمون وكيف انتهوا، فلقد كان بعث حمزة ثلاثين راكبا وكان جيش تبوك ثلاثين ألفا، وكانت الخيل فيه عشرة آلاف.
وهكذا خلقت العقيدة من القلة كثرة، ومن الضعف قوة، وبعد أن كان المؤمنون قلة مستضعفين غدوا كثرة مرهوبين. وكان نصر الله فى ظل راياتهم أنى تخفق، ومع خطوات جيوشهم أنى تسير.
وفى أواخر صفر من السنة الحادية عشر للهجرة أخذ المرض رسول الله ولبث مريضا أياما، يقدرها بعضهم بسبعة أيام ويقدرها بعضهم بثلاثة عشر يوما.
وفى يوم الاثنين الثانى عشر من ربيع الأول من تلك السنة- أعنى السنة الحادية عشرة للهجرة- قبض رسول الله عن ثلاث وستين سنة قمرية.
وكانت أعوام بعثته، منذ بعثه الله إلى أن قبضه إليه، نحوا من ثلاثة وعشرين عاما، قضى أكثرها وما يزيد على نصفها فى مكة تسانده زوجته خديجة إلى أن ماتت قبل الهجرة إلى المدينة بنحو من أعوام ثلاثة.
وفى المدينة عاش الرسول نحوا من أحد عشر عاما وقعت فيها الغزوات كلها، والسرايا والبعوث كلها، وعلى الصحيح فى تسع منها، لأن أول بعث كان فى السنة الثانية من الهجرة. ولقد علمت من قبل أن مجموع تلك الحروب كانت نحوا من خمس وستين، لتعلم هنا أن نصيب كل عام من تلك الأعوام من هذه الحروب بلغ السبع، أى أنه ﷺ كان له فى كل شهر تدبير جيش ولقاء عدو، هذا إلى تلك التشريعات الكثيرة التى وضعها عن أمر ربه والحدود التى بينها بوحى من ربه، ثم ما بين هذا وذاك من لقاء وفود ولقاء أفراد، وكتب إلى الملوك والأمراء، وقيام بأمور المسلمين جميعا، وما كان أكثرها.
ترى فى ظل هذا كله كيف كان الرسول يفرغ لشأنه، وكم من ساعات
هذه هى حياة أعوام تسعة رأيت كيف ملأت الواجبات الثقال صفحاتها، ورأيت كيف شغل فيها الرسول بتدبير شئون العقيدة شغلا متصلا.
ومن الغريب أن هذه الأعوام التسعة التى لا نكاد نجد فيها بين ساعاتها ساعة كانت للرسول خاصة، هى الأعوام التى يتطاول المتقولون فيقولون:
إن الرسول عاش فيها لمتاعه بثلاث عشرة امرأة.
وهذا التطاول يرده ما قدمت، ويرده أن الرسول فى شبابه لم تعهد عليه ريبة، فقد بنى على خديجة وهو فى الخامسة والعشرين وهى فى الأربعين، وبقى معها إلى أن توفاها الله قبل الهجرة بأعوام ثلاثة كما مر بك، وكان عمره إذ ذاك خمسين سنة.
وكانت أول امرأة تزوجها بعد وفاة خديجة هى سودة بنت زمعة، وكانت تحت ابن عمها السكران بن عمرو، وكان السكران هو وزوجته من مهاجرة الحبشة، وحين رجع بزوجته من الحبشة إلى مكة مات بها ولم يكن له عقب يرعى سودة فتزوجها الرسول.
ولم يتزوج الرسول بكرا غير عائشة بنت أبى بكر وبنى بها بالمدينة، كما تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب، وكانت تحت خنيس بن حذافة السهمى، ثم مات خنيس فعرضها عمر على أبى بكر فلم يجب، ثم عرضها على عثمان فسكت، ورأى الرسول الأسى فى وجه عمر فضم حفصة إليه.
وضم إليه الرسول زينب بنت خزيمة بعد أن قتل عنها زوجها عبد الله ابن جحش يوم أحد.
وبعد زينب ضم إليه الرسول أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان، وكانت هاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة بعد أن أسلما، ثم تنصر زوجها هناك فى الحبشة ومات بها، وأبت هى أن تتنصر وبقيت على إسلامها فتزوجها الرسول وهى بالحبشة.
وضم إليه الرسول أم سلمة هند بنت أبى أمية، وكانت هى الأخرى من مهاجرات الحبشة توفى عنها زوجها وخلف لها ولدين وبنتين.
وضم إليه الرسول خالة خالد بن الوليد ميمونة بنت الحارث، وكانت قبله عند أبى رهم العامرى.
وضم إليه رسول الله صفيه بنت حيى بن أخطب، وكانت زوجة لسلام ابن مشكم اليهودى، ثم لكنانة بن أبى الحقيق، فقتل عنها كنانة يوم خيبر.
وضم إليه رسول الله جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار، وكانت فى سبى غزوة المصطلق، وما إن علم المسلمون بزواج الرسول منها حتى أطلقوا ما فى أيديهم من بنى المصطلق، وقد بلغ عدد من أعتقوا مائة.
وأنت ترى أن اثنتين منهن، وهما عائشة وحفصة، كانتا ابنتى صحابيين جليلين هما أبو بكر وعمر، وأن ثلاثا منهن كن من المهاجرات إلى الحبشة اللاتى فقدن أزواجهن، وهن: سودة، ورملة، وهند، وأن واحدة منهن، وهى زينب بنت خزيمة، قتل عنها زوجها يوم أحد، وأن واحدة منهن، وهى ميمونة بنت الحارث كانت خالة لخالد بن الوليد الفارس المعروف، وكان بناء الرسول بها مع دخول خالد فى الإسلام، وأن واحدة منهن،
وأن واحدة منهن، وهى بنت عمه زينب بنت جحش، كان بناؤه بها تشريعا فى الإسلام فى إبطال جعل الموالى لهم حكم الأبناء.
وأن واحدة منهن، وهى خولة بنت حكيم، كانت قد وهبت نفسها للنبى.
وأما عن صفية بنت حيى اليهودية فلقد كادت تثير لجاجا بين المسلمين حين وقعت فى نصيب دحية بن خليفة الكلبى، فحسم الرسول هذا الخلاف ببنائه بها، وكانت من بيت رياسة فى اليهود.
أرأيت إلى الرسول ومن بنى بهن وكيف بنى بهن، ثم أرأيت إلى أن هذا كله كان فى تلك الأعوام التى أحيطت بالشدائد وكان عبء تدبير هذا كله على عاتقه. ثم استمع لتعلم كيف كان الرسول فى حياته، لقد كان زاهدا فى دنياه غليظا على نفسه فى مسكنه وما كله ومشربه وملبسه، وكثيرا ما كان يجتزىء بالخبز والماء.
وكم كانت الشهور تمضى دون أن توقد فى داره نار لطهى، وكثيرا ما رئى وهو يرفو ثوبه بيده، وكان ﷺ يرقد ليس بينه وبين الأرض إلا حصير قد أثر بجنبه، وتحت رأسه وسادة من أدم محشوة ليفا، وكانت بيوته من لبن، والحجر من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود.
ولقد دخلت امرأة من الأنصار على عائشة فرأت فراش رسول الله ﷺ عباءة مثنية فانطلقت فبعثت إليها بفراش حشوه صوف، فدخل عليها رسول الله ﷺ فقال: ما هذا؟ فأخبرته، فأمرها بردها ثلاثا، فلم تفعل، فقال لها صلى الله عليه وسلم: يا عائشة لو شئت لأجرى الله معى جبال الذهب
فأية دنيا تلك التى أرادها الرسول بهذا الزواج؟ وإن حياة الرسول الأولى لتملى عليه حياته الثانية، ولقد كان الرسول عفّا فى شبابه، عفّا فى زواجه من خديجة، أثقل أعباء مع عفته فى حياته الأخيرة.
صفحات من جهاد طويل متصل أخرج بها محمد الجزيرة العربية من عماية الضلال إلى نور الحقيقة، ومن رجس الشرك إلى طهر الإيمان، ومن آثام الباطل إلى صالحات الأعمال.
فإذا الجزيرة العربية على دين الإسلام تؤمن برب واحد حق بعد أن كانت موزعة بين أرباب كثيرة زائفة، برئت من الأوثان والأصنام وكانت آفة العقل، واطرحت وأد البنات وكانت سبة الأبد، وعفت عن الآثام وكانت غارقة فيها للأذقان، واستقامت على الطريق لتحمل راية الدعوة تبشر بها الآفاق فإذا هى بعد قليل قد أظلت برأيتها بقاعا لا تحصى وخلقا لا يعد.
تلك حياة الرسول أجملت لك مآثرها وماتم منها، وما تم هذا كله بعيدا عن تدبير السماء، وما تم هذا كله إلا عن وحى متصل يملى على الرسول بكرة وعشيّا فيمليه هو على قومه.
وهذا الوحى الذى تلقاه الرسول عن ربه وتلقاه المسلمون عن رسولهم إلى أن قبضه الله إليه، هو هذا الكتاب الكريم الذى جمع للمسلمين دينهم، وجمعهم على دينهم، وحفظ لهم حياتهم أمة مسلمة، وحفظهم على حياتهم أخوة مسلمين.
تلك كانت معجزة القرآن الأولى يوم طالع الرسول العرب، وهم ما هم بيانا وفصاحة، فخروا لها ساجدين وأذعنوا لها مسلمين.
أما عن معجزته الثانية فهى فى حمايته أمة من أن تشيع فى أمم، ولغة من أن تذوب فى لغات.
فما نعرف شيئا حمى اللغة العربية من الضياع- مع تلك الأزمات العاصفة التى مرت بها والتى كم أودت مثيلات لها من لغات وبلبلت من ألسنة- غير هذا الكتاب الكريم، أبعدت ما أبعدت الشعوب العربية عن الكلام بلغتها العربية وكان هو مردها إليها، كلما أو شكت أن تنفصم صلتها بها ربطها هو بها.
وهكذا عاشت الأمة العربية بعيدة بكل ما فى يديها عن لغتها قريبة بهذا الكتاب وحده إلى لغتها.
وحين حمى هذا الكتاب اللغة لأهلها حمى هؤلاء من أن يتفرقوا أيدى سبأ، فلو أن الزمن بلبل ألسنتهم أمما مختلفة ذات ألسنة مختلفة ما وجدت بينهم هذه الصلة الضامة من اجتماع على تراث خالد، كان هو بمثابة الأب الروحى الذى يصل بين الأرواح والنفوس والقلوب.
وكما حفظ هذا الكتاب الكريم هذا المقوم للأمة العربية، وهو اللغة، حفظ مقوما آخر هو الدين، فلقد عاش هذا الكتاب على الألسنة وفى القلوب فوق ما هو مكتوب يسمع ويتلى فى أوقات متلاحقة متصلة، لا يكاد الناس ينسون حتى يتذكروا، ولا يكادون يبعدون حتى يقربوا، فإذا هم على دينهم كما هم على لغتهم، وإذا هذه اللغة وذاك الدين يمسكان الأمة العربية فلا تضل عنها لغتها ولا تضل هى عن دينها.
ولا غرو أن كانت للمسلمين به عنايات متصلة طالت وتنوعت، وهذا أوان ضم هذا كله فى سرد مختصر جامع يعرف به المسلم ما يتصل بقرآنه فى يسر يسير، دون أن يفوته شىء أو يبهم عليه أمر.
(م ٢١- الموسوعة القرآنية- ج ١)
لقد كان محمد صلوات الله عليه أميّا لا يعرف أن يقرأ ولا يعرف أن يكتب، ما فى ذلك شك، يدلك على ذلك اتخاذه بعد أن أوحى إليه كتّابا يكتبون عنه الوحى، منهم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وعلىّ بن أبى طالب، والزّبير بن العوام، وأبىّ بن كعب بن قيس، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبى سفيان، ومحمد بن مسلمة، والأرقم بن أبى الأرقم، وأبان بن سعيد بن العاص، وأخوه خالد بن سعيد، وثابت بن قيس، وحنظلة بن الربيع، وخالد بن لوليد، وعبد الله بن الأرقم، والعلاء بن عتبة، والمغيرة بن شعبة، وشرحبيل بن حسنة. وكان أكثرهم كتابة عنه: زيد بن ثابت، ومعاوية «١».
كما يدلك على ذلك أيضا ما ذكره المؤرخون عند الكلام على غزوة «أحد» أن العباس وهو بمكة كتب إلى النبى كتابا يخبره فيه بتجمّع قريش وخروجهم، وأن العباس أرسل هذا الكتاب مع رجل من بنى غفار، وأن النبىّ حين جاءه الغفارىّ بكتاب العبّاس استدعى أبىّ بن كعب- وكان كاتبه- ودفع إليه الكتاب يقرؤه عليه، وحين انتهى «أبىّ» من قراءة الكتاب استكتمه النبىّ.
ولو كان النبى غير أمى لكفى نفسه دعوة «أبىّ» لقراة كتاب العبّاس فى أمر ذى بال.
وثمة ثالثة يذكرها المؤرخون أيضا عند قدوم وفد ثقيف على النبى، فلقد سألوا النبى حين أسلموا أن يكتب لهم كتابا فيه شروط، فقال لهم: اكتبوا ما بدا لكم ثم ائتونى به. فسألوه فى كتابهم أن يحل لهم الرّبا والزّنا. فأبى علىّ بن أبى طالب أن يكتب لهم. فسألوا خالد بن سعيد بن العاص أن يكتب لهم. فقال له على: تدرى ما تكتب؟ قال: أكتب ما قالوا ورسول الله أولى بأمره. فذهبوا بالكتاب إلى رسول الله فقال للقارىء: اقرأ. فلما انتهى إلى الرّبا، قال له الرسول: ضع يدى عليها. فوضع يده. فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا «٢» ثم محاها. فلما بلغ الزّنا وضع يده ثم قال: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى «٣» ثم محاها، وأمر بكتابنا أن ينسخ لنا «٤».
(٢) البقرة ٢٧٨.
(٣) الإسراء: ٣٢.
(٤) أسد الغابة ترجمة (تميم بن جراشه).
ومن قبل هذه الأدلة يقول تعالى فى الرسول: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ «١». ويقول تعالى فى الرسول أيضا: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ «٢».
ولم تكن البيئة العربية على هذا بيئة كاتبة قارئة، بل كان ذلك فيها شيئا يعد ويحصى، وكان حظّ المدينة من ذلك دون حظ مكة، ولم يكن فى المدينة حين هاجر إليها الرسول غير بضعة عشر رجلا يعرفون الكتابة، منهم: سعيد بن زرارة، والمنذر بن عمر، وأبى بن وهب، وزيد بن ثابت، ورافع ابن مالك، وأوس بن خولى. ولقد أحس الرسول ذلك بعد هجرته إلى المدينة، فكان أول ما فعله بعد انتصاره فى «بدر» وأسره من أسر من رجال قريش القارئين الكاتبين، أن جعل فدية هؤلاء أن يعلّم كلّ رجل منهم عشرة من صبيان المسلمين، وبهذا بدأت الكتابة تروج سوقها فى المدينة.
حتى إذا كان عهد عمر بن الخطاب أمر بجمع الصّبيان فى المكتب، وأمر عبد عامر بن عبد الخزاعىّ أن يتعهدّهم بالتعليم، وجعل له رزقا على ذلك يتقاضاه من بيت المال.
وكان المعلّم يجلس للصبيان بعد صلاة الصّبح إلى أن يرتفع الضحى، ومن بعد صلاة الظهر إلى صلاة العصر.
وحين خرج عمر إلى الشام وغاب عن المدينة شهرا استوحش إليه الناس، وخرج صبيان المكتب للقائه على مسيرة يوم من المدينة، وكان ذلك يوم الخميس، ورجعوا معه إلى المدينة يوم الجمعة، وقد انقطعوا عن المكتب يومين أجازهما لهم عمر، وكانت بعد ذلك عادة متبعة «٣».
وحين اختار الله لرسالته «محمدا» اختار فيه صفات حسّية وصفات معنوية. أمدّهما به وطبعه عليهما، فوهبه من الأولى نفسا قوية، وروحا عالية، وقلبا كبيرا، وذهنا وقّادا، وبصيرة نفاذة، ولسانا مبينا،
(٢) العنكبوت: ٤٨.
(٣) عنوان البيان، الفواكه الدوانى على رسالة أبى زيدون القيروانى.
وكان اختيار الله له أميّا لا يقرأ ولا يكتب يضيف إلى إذعان الناس له وإيمانهم برسالته سببا يفسره تعالى فى قوله: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ «١». ويبيّنه صدور هذا الوحى على لسانه يتلوه على قومه بكرة وعشيّا، ولا تبديل فيه ولا تغيير، وما يقوى على مثلها إلا من يملك أسفارا يعود إليها ليستظهر ما فيها.
وليس فى منطق الرسالات أن تكون الحجّة للناس عليها، بل لا تطالع الناس إلا والحجّة لها عليهم، كما لا تطالعهم إلا وفى صفحاتها الجواب على كل ما يصوّره لهم تصوّرهم، تحوط السماء رسالاتها بهذا كله لكيلا يكون للناس على الله حجة، وليكون منطق الرسالات من منطق الناس، لا تلتوى عليهم الرسالة فيلتووا هم عليها.
ولم يكن اختيار محمد ﷺ قارئا وكاتبا شيئا يعزّ على السماء، ولكنه كان شيئا إن تمّ يهوّن من حجّة السماء فى نفوس الناس، وكانوا عندها يملكون أن يقولوا باطلا ما حرص القرآن على ألا يقولوه: من أن هذا الذى جاء به الرسول قد أخذه من أسفار سابقة.
وهذه التى ألزمتها حجة السماء السلف من قبل، فأذعنوا لها عن وعى وبصر- وأعنى بها أمية الرسول- أراد أن يثيرها نفر من الخلف من بعد ليخرجوا على حجة السماء عن غير وعى ولا بصر.
غير أننا نفيد من هذا الذى يريد الخلف أن يثيروه تأكيد المعنى الذى قدّمناه من أن حجة السماء تجىء أشمل ما تكون بشكوك العقول، محيطة بكل ما يصدر عنها، يستوى فى ذلك أولهم وآخرهم.
وقد ننسى، مع هؤلاء المخالفين الطاعنين، تقرير القرآن الصادق عن أمية محمد والادلّة القائمة فى ظلّ القرآن على ذلك، قد ننسى هذا وذاك لنسائلهم: أى جديد يفيدهم هذا- إن صح- وقد مضى على رسالة محمد ما يقرب من أربعة عشر قرنا خطا فيها العلم والبحث خطوات سريعة، وما وجدنا شيئا ينال من هذه الرسالة من قرب أو من بعد، جهر به أو أسرّ من يريدون أن يجعلوا محمدا قارئا كاتبا، وأن يجعلوا من هذا سببا إلى أنه نقل عن أسفار سابقة.
وقد تقدم أن ابتداء نزول الوحى كان فى السابع عشر من رمضان، من السنة الحادية والأربعين من ميلاد الرسول، وأن قوله تعالى: إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ «١» يشير إلى ذلك، فالتقاء الجمعين- أعنى المسلمين والمشركين ببدر- كان فى السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة، وفى مثلها من السنة الحادية والأربعين من مولده كان ابتداء نزول الفرقان، ينضم إلى هذه الآية قوله تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ «٢».
والصحيح أن أوّل ما نزل من القرآن قوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ «٣»، ثم كانت فترة الوحى التى أشرنا إليها من قبل والتى مكثت سنين ثلاثا. وبعدها أخذ القرآن ينزل على الرسول منجّما، فنزلت: ن والقلم، ثم المزمل، ثم: المدثر، إلى غير ذلك مما نزل مقامه صلّى الله عليه وسلم بمكة، منذ بعث إلى أن هاجر، وكان ذلك اثنتى عشرة سنة وخمسة أشهر وثلاثة عشر يوما، أى منذ اليوم السابع عشر من رمضان من سنة إحدى وأربعين من مولده إلى اليوم الأول من شهر ربيع الأول من سنة أربع وخمسين من مولده.
وقد ذكر ابن النديم بإسناده عن محمد بن نعمان بن بشير السور على ترتيب نزولها المكى والمدنى، وقد عرض لهذا أيضا البقاعى إبراهيم بن عمر (٨٨٥ هـ) فى كتابه «نظم الدرر فى تناسب الآى والسور».
غير أن بين ما ساق ابن النديم وبين ما ساق البقاعى خلافا.
وثمة جداول تنظم ترتيب ابن النديم المكى ثم المدنى، كما تنظم ترتيب البقاعى المكى والمدنى، ومن المساقين نستطيع أن نتبين هذا الخلاف:
. (٢) البقرة: ١٨٥.
(٣) العلق: ١.
(أ) المكية
الرقم/ السورة/ الرقم/ السورة ١/ اقرأ باسم ربك الذى خلق، إلى قوله: علم الإنسان/ ٢٥/ والشمس وضحاها ما لم يعلم/ ٢٦/ والسماء ذات البروج ٢/ ن والقلم/ ٢٧/ والتين والزيتون ٣/ يأيها المزمل. وآخرها بطريق مكة/ ٢٨/ لإيلاف قريش ٤/ المدثر/ ٢٩/ القارعة ٥/ تبت يدا أبى لهب/ ٣٠/ لا أقسم بيوم القيامة ٦/ إذا الشمس كورت/ ٣١/ ويل لكل همزة ٧/ سبح اسم ربك الأعلى/ ٣٢/ المرسلات ٨/ ألم نشرح لك صدرك/ ٣٣/ ق. والقرآن ٩/ والعصر/ ٣٤/ لا أقسم بهذا البلد ١٠/ والفجر/ ٣٥/ الرحمن ١١/ والضحى/ ٣٦/ قل أوحى ١٢/ والليل/ ٣٧/ يس ١٣/ والعاديات ضبحا/ ٣٨/ المص ١٤/ إنا أعطيناك الكوثر/ ٣٩/ تبارك الذى نزل الفرقان ١٥/ ألهكم/ ٤٠/ الملائكة ١٦/ أرأيت الذى/ ٤١/ الحمد الله فاطر ١٧/ قل يأيها الكافرون/ ٤٢/ مريم ١٨/ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل/ ٤٣/ طه ١٩/ قل هو الله أحد/ ٤٤/ إذا وقعت ٢٠/ قل أعوذ برب الفلق/ ٤٥/ طسم (الشعراء) ٢١/ قل أعوذ برب الناس (وقيل: إنها مدنية) / ٤٦/ طس ٢٢/ والنجم/ ٤٧/ طسم (الآخرة) ٢٣/ عبس وتولى/ ٤٨/ بنى إسرائيل ٢٤/ إنا أنزلناه/ ٤٩/ هود
(ب) المدنية
١/ البقرة/ ٧/ إذا زلزلت ٢/ الأنفال/ ٨/ الحديد ٣/ الأعراف/ ٩/ الذين كفروا ٤/ آل عمران/ ١٠/ الرعد ٥/ الممتحنة/ ١١/ هل أتى على الإنسان ٦/ النساء/ ١٢/ يأيها النبى إذا طلقتم النساء
(٢) - ترتيب نزول السور كما رواها البقاعى (أ) المكية
١/ الحمد (نزلت بعد المدثر) / ١١/ الكهف (بعد الغاشية، إلا آية ٢٨، ومن آية ٢/ الأنعام (نزلت بعد الحجر، إلا الآيات، ٢٠، ٢٣، // ٨٣- ١٠١ فمدنية) ٩١، ٩٣، ١١٤، ١٥١، ١٥٢، ١٥٣ فمدنية) / ١٢/ مريم (بعد فاطر، إلا آيتى ٥٨، ٧١ فمدنيتان) / ١٣/ طه (بعد مريم، إلا آيتى ١٣٠، ١٣١ فمدنيتان) ٣/ الأعراف (بعد ص، إلا من: ١٦٣- ١٧٠ فمدنية) / ١٤/ الأنبياء (بعد إبراهيم) ١٥/ المؤمنون (بعد الأنبياء) ٤/ يونس (بعد الإسراء، إلا الآيات: ٩٤، ٩٥، / ١٦/ الفرقان (بعد يس، إلا الآيات ٩٨، ٦٩، ٧٠ ٨٦ فمدنية) // فمدنية) ٥/ هود (بعد يونس، إلا الآيات ١٢، ١٧، ١١٤/ ١٧/ الشعراء (بعد الواقعة، إلا الآية ١٩٧، ومن فمدنية) // ٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية) ٦/ يوسف (بعد هود، إلا الآيات: ١، ٢، ٣، ٧/ ١٨/ النمل (بعد الشعراء) فمدنية) / ١٩/ القصص (بعد النمل، إلا من آية ٥٢- ٥٥ ٧/ إبراهيم (بعد نوح، إلا الآيتين: ٨، ٢٨/ فمدنية، وآية ٨٥ فبالجحفة أثناء الهجرة) فمدنيتان) / ٢٠/ العنكبوت (بعد الروم، إلا ١١ فمدنية) ٨/ الحجر (بعد يوسف، إلا آية ٧٨ فمدنية) / ٢١/ الروم (بعد الانشقاق، إلا ١٧ فمدنية) ٩/ النحل (بعد الكهف، إلا الآيات الثلاث الأخيرة) / ٢٢/ لقمان بعد الصافات، إلا الآيات ٢٧، ٢٨، ٢٩ فمدنية) ١٠/ الإسراء (بعد القصص، إلا الآيات ٢٦، ٣٢، / ٢٣/ السجدة (بعد المؤمنون، إلا من ١٦- ٢٠ فمدنية) ٥٧، ومن آية ٧٣- ٨٠ فمدنية) / ٢٤/ سبأ (بعد لقمان، إلا ٦ فمدنية)
(ب) المدنية
١/ البقرة (أول سورة نزلت بالمدينة، إلا ٢٨١ فنزلت/ ١٣/ الحجرات (بعد المجادلة) بمنى فى حجة الوداع) / ١٤/ الرحمن (بعد الرعد) ٢/ آل عمران (بعد الأنفال). / ١٥/ الحديد (بعد الزلزلة) ٣/ النساء (بعد الممتحنة) / ١٦/ المجادلة (بعد المنافقون) ٤/ المائدة (بعد الفتح، إلا ٣ فنزلت بعرفات فى حجة/ ١٧/ الحشر (بعد البينة) الوداع) / ١٨/ الممتحنة (بعد الأحزاب) ٥/ الأنفال (بعد البقرة، إلا من ٣٠- ٣٦ فمكية) / ١٩/ الصف (بعد التغابن) ٦/ التوبة (بعد المائدة، إلا الآيتين الأخيرتين فمكيتان) / ٢٠/ الجمعة (بعد الصف) ٧/ الرعد (بعد محمد) / ٢١/ المنافقون (بعد الحج) ٨/ الحج (بعد النور، إلا ٥٢ و ٣٥ و ٥٤ و ٥٥ فبين/ ٢٢/ التغابن (بعد التحريم) مكة والمدينة) / ٢٣/ الطلاق (بعد الإنسان) ٩/ النور (بعد الحشر) / ٢٤/ التحريم (بعد الحجرات) ١٠/ الأحزاب (بعد آل عمران) / ٢٥/ الإنسان (بعد الرحمن) ١١/ محمد (بعد الحديد، إلا ١٣ فنزلت فى الطريق أثناء/ ٢٦/ البينة (بعد الطلاق) الهجرة) / ٢٧/ الزلزلة (بعد النساء) ١٢/ الفتح (بعد الجمعة، وقد نزلت فى الطريق بعد/ ٢٨/ النصر (آخر ما نزل من السور، وقد نزلت بمنى الانصراف من الحديبية) / فى حجة الوداع، فتعد مدنية)
والمتّفق عليه، وعليه المصحف الذى بين أيدينا، أن المدنى من سور القرآن ثمان وعشرون سورة هى.
(١) البقرة (٢) آل عمران (٣) النساء (٤) المائدة (٥) الأنفال (٦) التوبة (٧) الرعد (٨) الحج (٩) النور (١٠) الأحزاب (١١) محمد (١٢) الفتح (١٣) الحجرات (١٤) الرحمن (١٥) الحديد (١٦) المجادلة (١٧) الحشر (١٨) الممتحنة (١٩) الصف (٢٠) الجمعة (٢١) المنافقون (٢٢) التغابن (٢٣) الطلاق (٢٤) التحريم (٢٥) الإنسان (٢٦) البينة (٢٧) الزلزلة (٢٨) النصر.
وما بعد هذه السور الثمانى والعشرين فهو مكّى، أعنى نزل بمكة وما حواليها. أما على رأى من يقول:
إن المراد بالمكى هو ما جاء خطابا لأهل مكة، وأن المدنى هو ما جاء خطابا لأهل المدينة، فالأمر يختلف.
وإذا عرفنا أن سور القرآن عددها أربع عشرة ومائة سورة «١»، كان ما نزل بمكة هو ست وثمانون سورة.
وإذا شئت مزيدا من الحصر فعدد آيات السور المدنية الثمانى والعشرين هو ثلاث وعشرون وستمائة وألف آية (١٦٢٣)، وعدد آيات السور المكية الست والثمانين هو ثلاث عشرة وستمائة وأربعة آلاف آية (٤٦١٣) فيكون مجموع آى القرآن مدنية ومكية: ستّا وثلاثين ومائتين وستة آلاف (٦٣٢٦). وهذا هو المعتد به.
وأنت بهذا تجد أن أكثر القرآن نزل بمكة قبل الهجرة، وأن السور المدنية تكاد تعدل الثلث من مجموع السور المكية، تزيد على الثلث قليلا، وأن مجموع آيات السور المدنية يكاد يعدل الثلث من مجموع آيات السور المكية، ينقص عن الثلث قليلا».
٤- عدد الآيات:
والآية، طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها، وهى مسألة توقيفية أخذت عن الرسول.
وهذا الاختلاف الذى وقع بين السلف فى عدد الآيات مرجعه إلى اختلاف السامعين عن الرسول فى ضبط الوقف والوصل، فالمعروف
أنه كان ﷺ يقف على رءوس الآى للتوقيف
، فإذا علم محلّها وصل للتّمام، فوهم بعض السامعين عند الوصل أن ليس ثمة فصل، ومن هنا كان الخلاف.
وسور القرآن بالنظر إلى اختلاف عدد آياتها ثلاثة أقسام:
(٢) انظر الفهرست الجامع للآيات مكيها ومدنيها: وهو من أبواب هذه الموسوعة.
ب- قسم اختلف فيه تفصيلا لا إجمالا.
ج- قسم اختلف فيه تفصيلا وإجمالا.
أ- فالقسم الأول الذى لم يختلف فيه إجمالا وتفصيلا أربعون سورة، وهى:
(١) يوسف: ١١١- (٢) الحجر: ٩٩- (٣) النحل: ١٢٨- (٤) الفرقان: ٧٧- (٥) الأحزاب: ٧٣- (٦) الفتح: ٢٩- (٧) الحجرات: ١٨- (٨) التغابن: ١٨- (٩) ق: ٤٥- (١٠) الذاريات: ٦٠- (١١) القمر: ٥٥- (١٢) الحشر: ٢٤- (١٣) الممتحنة: ١٣- (١٤) الصف: ١٤- (١٥) الجمعة: ١١- (١٦) المنافقون: ١١- (١٧) الضحى: ١١- (١٨) العاديات: ١١- (١٩) التحريم: ١٢- (٢٠) ن: ٥٢- (٢١) الإنسان: ٣١- (٢٢) المرسلات: ٥٠- (٢٣) التكوير: ٢٩- (٢٤) الانفطار: ١٩- (٢٥) سبح: ١٩- (٢٦) التطفيف: ٣٦- (٢٧) البروج: ٢٢- (٢٨) الغاشية: ٢٦- (٢٩) البلد: ٢٠- (٣٠) الليل: ٢١- (٣١) ألم نشرح: ٨- (٣٢) التين: ٨- (٣٣) الهاكم: ٨- (٣٤) الهمزة: ٩- (٣٥) الفيل: ٥- (٣٦) الفلق: ٥- (٣٧) تبت: ٥- (٣٨) الكافرون: ٦- (٣٩) الكوثر: ٣- (٤٠) النصر: ٣.
ب- والقسم الثانى: وهو الذى اختلف فيه تفصيلا لا إجمالا، أربع سور، وهى:
(١) القصص: ٨٨- يعد أهل الكوفة (طسم) آية، وبعد غيرهم بدلها أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ (الآية: ٢٢).
(٢) العنكبوت: ٦٩- يعد أهل الكوفة «ألم» آية. وبعد البصريّون بدلها مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (الآية: ٦٥). والشاميون وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ (الآية: ٢٩).
(٣) الجن: ٢٨- يعد المكى لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ (الآية ٢٢). ويعد غيره بدلها وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (الآية: ٢٢).
(٤) والعصر: ٣- الكثرة تعد «والعصر» آية، غير المدنى فإنه يعد بدلها وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ (الآية: ٣).
ج- وأما القسم الثالث، وهو الذى اختلف فيه تفصيلا وإجمالا، سبعون سورة، وهى:
(١) الفاتحة- من حيث التفصيل، فالجمهور على أنها سبع آيات، يعد الكوفى والمكى البسملة دون أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ. ويعكس الباقون. ومن حيث الإجمال: فالحسن يعد آياتها ثمانى آيات حين يعد البسملة
(٢) البقرة: ٢٥٨، وقيل: ٢٥٧، وقيل: ٢٥٦.
(٣) آل عمران: ٢٠٠، وقيل: ١٩٩.
(٤) النساء: ١٧٥، وقيل: ١٧٦، وقيل: ١٧٧.
(٥) المائدة: ١٢٠، وقيل: ١٢٢، وقيل: ١٢٣.
(٦) الأنعام: ١٦٥، وقيل: ١٦٦، وقيل: ١٦٧.
(٧) الأعراف: ٢٠٥، وقيل: ٢٠٦.
(٨) الأنفال: ٧٥، وقيل: ٧٦، وقيل: ٧٧.
(٩) براءة: ١٣٠، وقيل: ١٢٩.
(١٠) يونس: ١١٠، وقيل: ١٠٩.
(١١) هود: ١٢١، وقيل: ١٢٢، وقيل: ١٢٣.
(١٢) الرعد: ٤٣، وقيل: ٤٤، وقيل: ٤٧.
(١٣) إبراهيم: ٥١، وقيل: ٥٢، وقيل: ٥٤، وقيل: ٥٥.
(١٤) الإسراء: ١١٠، وقيل: ١١١.
(١٥) الكهف: ١٠٥، وقيل: ١٠٦، وقيل: ١١٠، وقيل: ١١١.
(١٦) مريم: ٩٩، وقيل: ٩٨.
(١٧) طه: ١٣٠، وقيل: ١٣٢ وقيل: ١٣٤، وقيل: ١٣٥، وقيل: ١٤٠.
(١٨) الأنبياء: ١١١، وقيل: ١١٢.
(١٩) الحج: ٧٤، وقيل: ٧٥، وقيل: ٧٦، وقيل: ٧٨.
(٢٠) المؤمنون: ١١٨، وقيل: ١١٩.
(٢١) النور: ٦٢، وقيل: ٦٤.
(٢٢) الشعراء: ٢٢٦، وقيل: ٢٢٧.
(٢٣) النمل: ٩٢، وقيل: ٩٤،: وقيل: ٩٥.
(٢٤) الروم: ٦٠، وقيل: ٥٩.
(٢٦) السجدة: ٣٠، وقيل: ٢٩.
(٢٧) سبأ: ٥٤، وقيل: ٥٥.
(٢٨) فاطر: ٦٤، وقيل: ٦٥.
(٢٩) يس: ٨٣، وقيل: ٨٢.
(٣٠) الصافات: ١٨١، وقيل: ١٨٢.
(٣١) ص: ٨٥، وقيل: ٨٦، وقيل: ٨٨.
(٣٢) الزمر: ٧٢، وقيل: ٧٣، وقيل: ٧٥.
(٣٣) غافر: ٨٢، وقيل: ٨٤، وقيل: ٨٥، وقيل: ٨٦.
(٣٤) فصلت: ٥٢، وقيل: ٥٣، وقيل: ٥٤.
(٣٥) الشورى: ٥٣، وقيل: ٥٠.
(٣٦) الزخرف: ٨٩، وقيل: ٨٨.
(٣٧) الدخان: ٥٦، وقيل: ٥٧، وقيل: ٥٩.
(٣٨) الجاثية: ٣٦، وقيل: ٣٧.
(٣٩) الأحقاف: ٣٤، وقيل: ٣٥.
(٤٠) القتال: ٤٠، وقيل: ٣٩، وقيل: ٣٩، وقيل: ٣٨.
(٤١) الطور: ٤٧، وقيل: ٤٨، وقيل: ٤٩.
(٤٢) النجم: ٦١، وقيل: ٦٢.
(٤٣) الرحمن: ٧٧، وقيل: ٧٦، وقيل: ٧٨.
(٤٤) الواقعة: ٩٩، وقيل: ٩٧، وقيل: ٩٦.
(٤٥) الحديد: ٣٨، وقيل: ٣٩.
(٤٦) المجادلة: ٢٢، وقيل: ٢١.
(٤٧) الطلاق: ١١، وقيل: ١٢.
(٤٨) الملك: ٣٠، وقيل: ٣١، والصحيح الأول.
(٤٩) الحاقة: ٥١، وقيل: ٥٢.
(٥٢) المزمل: ٢٠، وقيل: ١٩، وقيل: ١٨. (٥٣) المدثر: ٥٥، وقيل: ٥٦.
(٥٤) القيامة: ٤٠، وقيل: ٣٩. (٥٥) النبأ: ٤٠، وقيل: ٤١.
(٥٦) النازعاب: ٤٥، وقيل: ٤٦. (٥٧) عبس: ٤٠، وقيل: ٤١، وقيل: ٤٢.
(٥٨) الانشقاق: ٢٥، وقيل: ٢٤، وقيل: ٢٣. (٥٩) الطارق: ١٧، وقيل: ١٦.
(٦٠) الفجر: ٣٠، وقيل: ٢٩، وقيل: ٣٢. (٦١) الشمس: ١٥، وقيل: ١٦.
(٦١) العلق: ٢٠، وقيل: ١٩. (٦٣) القدر: ٥، وقيل: ٦.
(٦٤) البينة: ٨، وقيل: ٩. (٦٥) الزلزلة: ٩، وقيل: ٨.
(٦٦) القارعة: ٨، وقيل: ١٠، وقيل: ١١. (٦٧) قريش: ٤، وقيل: ٥.
(٦٨) الماعون: ٧، وقيل: ٦. (٦٩) الإخلاص: ٤، وقيل: ٥.
(٧٠) الناس: ٧، وقيل: ٦.
٥- ترتيب الآيات
وكما كان ضبط الآيات بفواصلها توقيفا كذلك كان وضعها فى مواضعها توقيفا، دليل ذلك الآية وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ- البقرة: ٢٨١- كانت آخر ما نزل، فوضعها النبى عن وحى من ربه بين آيتى الرّبا والدّين من سورة البقرة، وهكذا كان الأمر فى سائر الآيات.
(١) ففى سورة الأنعام- وهى مكية- الآيات: ٢٠ و ٢٣ و ٩١ و ٩٣ و ١١٤ و ١٤١ و ١٥١ و ١٥٣، فهى مدنية.
(٢) وفى سورة الأعرف- وهى مكية- الآيات من ١٦٣- ١٧٠، فهى مدنية.
(٣) وفى سورة يونس- وهى مكية- الآيات: ٤٠ و ٩٤ و ٩٥ و ٩٦، فهى مدنية.
(٤) وفى سورة هود- وهى مكية- الآيات: ١٢ و ١٧ و ١١٤، فهى مدنية.
(٥) وفى سورة يوسف- وهى مكية- الآيات: ١ و ٢ و ٣ و ٧، فهى مدنية.
(٦) وفى سورة إبراهيم- وهى مكية- الآيتان: ٢٨ و ٢٩، فهما مدنيتان.
(٧) وفى سورة الحجر- وهى مكية- الآية: ٨٧، فهى مدنية.
(٩) وفى سورة الإسراء- وهى مكية- الآيات: ٢٦ و ٣٢ و ٣٣ و ٥٧ و ٧٣ و ٨٠، فهى مدنية.
(١٠) وفى سورة الكهف- وهى مكية- الآيات: ٢٨ و ٨٣- ١٠١، فهى مدنية.
(١١) وفى سورة مريم- وهى مكية- الآيتان: ٥٨ و ٧١، فهما مدنيتان.
(١٢) وفى سورة طه- وهى مكية- الآيتان: ١٣٠ و ١٣١، فهما مدنيتان.
(١٣) وفى سورة الفرقان- وهى مكية- الآيات: ٦٨ و ٦٩ و ٧٠ فهى مدنية.
(١٤) وفى سورة الشعراء- وهى مكية- الآيات: ١٩٧ و ٢٢٤- إلى آخر السورة، فهى مدنية.
(١٥) وفى سورة القصص- وهى مكية- الآيات: ٥٢- ٥٥، فهى مدنية.
(١٦) وفى سورة العنكبوت- وهى مكية- الآيات من ١- ١١، فهى مدنية.
(١٧) وفى سورة الروم- وهى مكية- الآية: ١٧، فهى مدنية.
(١٨) وفى سورة لقمان- وهى مكية- الآيات: ٢٧ و ٢٨ و ٢٩، فهى مدنية.
(١٩) وفى سورة السجدة- وهى مكية- الآيات من ١٦- ٢٠، فهى مدنية.
(٢٠) وفى سورة سبأ- وهى مكية- الآية: ٦، فهى مدنية.
(٢١) وفى سورة يس- وهى مكية- الآية: ٤٥، فهى مدنية.
(٢٢) وفى سورة الزمر- وهى مكية- الآيات: ٥٢ و ٥٣ و ٥٤، فهى مدنية.
(٢٣) وفى سورة غافر- وهى مكية- الآيتان: ٥٦ و ٥٧، فهما مدنيتان.
(٢٤) وفى سورة الشورى- وهى مكية- الآيات: ٢٣ و ٢٤ و ٢٥ و ٢٧، فهى مدنية.
(٢٥) وفى سورة الزخرف- وهى مكية- الآية: ٥٤، فهى مدنية.
(٢٦) وفى سورة الأحقاف- وهى مكية- الآيات: ١٠ و ١٥ و ٣٥، فهى مدنية.
(٢٧) وفى سورة ق- وهى مكية- الآية: ٣٨، فهى مدنية.
(٢٨) وفى سورة النجم- وهى مكية: الآية: ٣٢، فهى مدنية.
(٢٩) وفى سورة القمر- وهى مكية- الآيات: ٤٤ و ٤٥ و ٤٦، فهى مدنية.
(٣٠) وفى سورة الواقعة- وهى مكية- الآيتان: ٨١ و ٨٢، فهما مدنيتان.
(٣١) وفى سورة القلم- وهى مكية- الآيات: ١٧ و ٣٣ و ٣٨ و ٤٨- ٥٠، فهى مدنية.
(٣٢) وفى سورة المزمل- وهى مكية- الآيات: ١٠ و ١١ و ٢٠، فهى مدنية.
(٣٣) وفى سورة المرسلات- وهى مكية- الآية: ٤٨، فهى مدنية.
(م ٢٢- الموسوعة القرآنية- ج ١)
هذا عن السور المكية وما فيها من الآيات المدنية، أما عن السور المدنية وما فيها من آيات مكية (٣٥) ففى سورة البقرة- وهى مدنية- الآية: ٢٨١، فقد نزلت بمنى فى حجة الوداع.
(٣٦) وفى سورة المائدة- وهى مدنية- الآية: ٣، فقد نزلت بعرفات فى حجة الوداع.
(٣٧) وفى سورة الأنفال- وهى مدنية- الآيات من ٣٠- ٣٦، فهى مكية.
(٣٨) وفى سورة التوبة- وهى مدنية- الآيتان الأخيرتان، فهما مكيتان.
(٣٩) وفى سورة الحج- وهى مدنية- الآيات: ٥٢ و ٥٣ و ٥٤ و ٥٥، فقد نزلت بين مكة والمدينة.
(٤٠) وفى سورة محمد- وهى مدنية- الآية: ١٣، فقد نزلت فى الطريق أثناء الهجرة. «١»
ويرتب الفقهاء على عدد الآيات أحكاما فقهية، من ذلك مثلا: من لم يحفظ الفاتحة فيجب عليه فى الصلاة بدلها سبع آيات. هذا فيمن عدّ الفاتحة سبعا، كما لا تصح الصلاة بنصف آية.
وحدّ السورة فى القرآن أنها تشتمل على آيات ذات فاتحة وخاتمة. وأقلّ الآيات التى تشتمل عليها السورة ثلاث.
٦- أسماء السور
وكما كانت الآيات بفواصلها وبترتيبها توقيفا كذلك كانت الحال فى السور فى جمعها وفى أسمائها، فكلاهما- أعنى اسم السورة وما تنتظمه من آيات- توقيف.
وقد يكون للسورة اسم واحد، وعليه الكثرة من سور القرآن، وقد يكون لها اسمان فأكثر من ذلك مثلا:
(١) الفاتحة (١)، فهى تسمى أيضا: أم الكتاب، والسبع المثانى، والحمد، والواقية، والشافية.
(٢) الإسراء (١٧)، وتسمى أيضا: بنى إسرائيل.
(٣) النمل (٢٧)، فهى تسمى أيضا: سورة سليمان.
(٤) السجدة (٣٢)، فهى تسمى أيضا: سورة المضاجع.
(٥) فاطر (٣٥)، فهى تسمى أيضا: سورة الملائكة.
(٦) الزمر (٣٩)، فهى تسمى أيضا. سورة الغرف.
(٧) غافر (٤٠)، فهى تسمى أيضا: سورة المؤمن.
(٨) حم السجدة (٤١)، وتسمى أيضا: فصلت.
(١٠) محمد (٤٧)، فهى تسمى أيضا: سورة القتال.
(١١) الممتحنة (٦٠) وتسمى أيضا: الامتحان.
(١٢) الصف (٦١)، فهى تسمى أيضا: سورة الحواريين.
(١٣) تبارك (٦٧)، فهى تسمى أيضا: سورة الملك.
(١٤) عم (٧٨)، فهى تسمى أيضا: سورة النبأ، والتساؤل، والمعصرات.
(١٥) لم يكن (٩٨)، فهى تسمى أيضا: سورة أهل الكتاب، والبينة، والقيامة.
٧- ترتيب السور
أما عن ترتيب السور، فمن السّلف من يقول: إنه توقيفى، ويستدلّ على ذلك بورود الحواميم مرتّبة ولاء، وكذا الطّواسين، على حين لم ترتّب المسبّحات ولاء، بل جاءت مفصولا بين سورها، وفصل بين «طسم» الشعراء، و «طسم» القصص ب «طس»، مع أنها أقصر منها، ولو كان الترتيب اجتهادا لذكرت المسبحات ولاء وأخرت «طس» عن «القصص».
كما يجعلون فيما نقله «الشهرستانى» محمد بن عبد الكريم فى تفسيره «مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار» عند الكلام على قوله تعالى وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي: هى السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، دليلا على أن هذا الترتيب كان بتوقيف من النبىّ.
والذين يقولون إن ترتيب السور اجتهادىّ يستدلون على ذلك بورود السور مختلفة الترتيب فى المصاحف الخمسة التى أثرت عن خمسة من كبار الصحابة، هم: على بن أبى طالب، وأبىّ بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وأبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق.
أما عن مصحف «علىّ» فيعزى إليه أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبىّ صلّى الله عليه وسلم، فأقسم ألّا يضع على ظهره رداءه حتى يجمع القرآن، فجلس فى بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن، فكان أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه.
ويروى ابن النديم فى كتابه «الفهرست» أن هذا المصحف كان عند أهل جعفر، ويقول: ورأيت أنا فى زماننا عند «أبى يعلى حمزة الحسنى» وحجة الله، مصحفا قد سقطت منه أوراق بخطّ على بن أبى طالب يتوارثه «بنو حسن» على مرّ الزمان، وهذا ترتيب السور من ذلك المصحف».
ونجد اليعقوبى أحمد بن أبى يعقوب، وهو من رجال القرن الثالث الهجرى، يطالعنا بما سقط من الفهرست فى الجزء الثانى من تاريخه (١٥٢- ١٥٤) طبعة «بريل» سنة ١٨٨٣ م. فيقول قبل أن يسوق الترتيب:
وروى بعضهم أن علىّ بن أبى طالب عليه السلام كان جمعه- يعنى القرآن- لما قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وأتى به يحمله على جمل فقال: هذا القرآن جمعته، وكان قد جزأه سبعة أجزاء: جزء البقرة، جزء آل عمران، جزء النساء، جزء المائدة، جزء الأنعام، جزء الأعراف، جزء الأنفال، وذلك باعتبار أول كل جزء «١».
ويروى غير واحد أن مصحف «على» كان على ترتيب النّزول، وتقديم المنسوخ على الناسخ «٢».
وأما عن مصحف «أبىّ» فيقول ابن النديم: قال الفضل بن شاذان: أخبرنا الثّقة من أصحابنا قال:
كان تأليف السّور فى قراءة أبىّ بن كعب بالبصرة فى قرية يقال لها: قرية الأنصار، على رأس فرسخين، عند محمد بن عبد الملك الأنصارى، أخرج إلينا مصحفا وقال: هو مصحف «أبىّ» رويناه عن آبائنا.
فنظرت فيه فأستخرجت أوائل السور وخواتم الرّسل وعدد الآى. ثم مضى يذكر السور مرتبة كما جاء فى هذا المصحف.
وأما عن مصحف عبد الله بن مسعود فينقل ابن النديم عن الفضل بن شاذان أيضا فيقول: قال:
وجدت فى مصحف عبد الله بن مسعود تأليف سور القرآن على هذا الترتيب. ثم يسوق ابن النديم هذا الترتيب.
ثم يقول ابن النديم: قال ابن شاذان: قال ابن سيرين: وكان عبد الله بن مسعود لا يكتب المعوذتين فى مصحفه، ولا فاتحة الكتاب.
ثم يقول ابن النديم: رأيت عدة مصاحف ذكر نسّاخها أنها مصحف ابن سعود، ليس فيها مصحفان متفقان، وأكثرها فى رقّ كثير النسخ. وقد رأيت مصحفا قد كتب منذ نحو مائتى سنة فيه فاتحة الكتاب.
وأما عن مصحف عبد الله بن عباس (٦٨ هـ) وكان رأس المفسّرين، فقد ذكر الشهرستانى محمد ابن عبد الكريم (٥٤٨ هـ) هذا الترتيب فى مقدمة تفسيره «مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار».
وأما عن مصحف الإمام أبى عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين (١٤٨ هـ) فقد ذكره الشهرستانى أيضا فى مقدمة تفسير، «مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار».
(٢) تاريخ القرآن للزنجانى (ص: ٢٦).
مصحف على/ مصحف أبى/ مصحف ابن مسعود/ مصحف ابن عباس/ مصحف حبشى الصادق (١) البقرة/ فاتحة الكتاب/ البقرة/ اقرأ/ اقرأ (٢) يوسف/ البقرة/ النساء/ ن/ ن (٣) العنكبوت/ النساء/ آل عمران/ والضحى/ المزمل (٤) الروم/ آل عمران/ المص/ المزمل/ المدثر (٥) لقمان/ الأنعام/ الأنعام/ المدثر/ تبت (٦) حم السجدة/ الأعراف/ المائدة/ الفاتحة/ كورت (٧) الذاريات/ المائدة/ يونس/ تبت يدا/ الأعلى (٨) هل أتى على الإنسان/ الأنفال/ براءة/ كورت/ والليل (٩) ألم تنزيل/ التوبة/ النحل/ الأعلى/ والفجر (١٠) السجدة/ هود/ هود/ والليل/ والضحى (١١) النازعات/ مريم/ يوسف/ والفجر/ ألم نشرح (١٢) إذا الشمس كورت/ الشعراء/ بنى إسرائيل/ ألم نشرح لك/ والعصر (١٣) إذا السماء انفطرت/ الحج/ الأنبياء/ الرحمن/ والعاديات (١٤) إذا السماء انشقت/ يوسف/ المؤمنون/ والعصر/ الكوثر (١٥) سبح اسم ربك الأعلى/ الكهف/ الشعراء/ الكوثر/ التكاثر (١٦) لم يكن/ النحل/ الصافات/ التكاثر/ الدين
فهذا جزء البقرة
(١٧) آل عمران/ الأحزاب/ الأحزاب/ الدين/ الكافرون (١٨) هود/ بنى إسرائيل/ القصص/ الفيل/ الفيل (١٩) الحج/ الزمر/ النور/ الكافرون/ الفلق (٢٠) الحجر/ حم تنزيل/ الأنفال/ الإخلاص/ الناس (٢١) الأحزاب/ طه/ مريم/ النجم/ الإخلاص (٢٢) الدخان/ الأنبياء/ العنكبوت/ الأعمى/ والنجم (٢٣) الرحمن/ النور/ الروم/ القدر/ الأعمى (٢٤) الحاقة/ المؤمنون/ يس/ والشمس/ القدر (٢٥) سأل سائل/ حم المؤمن/ الفرقان/ البروج/ والشمس (٢٦) عبس وتولى/ الرعد/ الحج/ التين/ البروج
وهذا جزء آل عمران
(٣٣) النساء/ ص/ القمر/ البلد/ ق (٣٤) النحل/ يس/ الزمر/ الطارق/ البلد (٣٥) المؤمنون/ أصحاب الحجر/ الحواميم المسبحات/ القمر/ الطارق (٣٦) يس/ حم. عسق/ حم المؤمن/ ص/ القمر (٣٧) حم. عسق/ الروم/ حم الزخرف/ الأعراف/ ص (٣٨) الواقعة/ الزخرف/ السجدة/ الجن/ الأعراف (٣٩) تبارك الملك/ حم السجدة/ الأحقاف/ يس/ الجن (٤٠) يأيها المدثر/ إبراهيم/ الجاثية/ الفرقان/ يس (٤١) أرأيت/ الملائكة/ الدخان/ الملائكة/ الفرقان (٤٢) تبت/ الفتح/ إنا فتحنا/ مريم/ الملائكة (٤٣) قل هو الله أحد/ محمد/ الحديد/ طه/ مريم (٤٤) والعصر/ الحديد/ سبح/ الشعراء/ طه (٤٥) القارعة/ الظهار/ الحشر/ النمل/ الواقعة (٤٦) والسماء ذات البروج/ تبارك/ تنزيل/ القصص/ الشعراء (٤٧) والتين والزيتون/ الفرقان/ السجدة/ بنى إسرائيل/ النمل (٤٨) طس/ الم تنزيل/ ق/ يونس/ القصص (٤٩) النمل/ نوح/ الطلاق/ هود/ بنى إسرائيل
وهذا جزء النساء
(٥٠) المائدة/ الأحقاف/ الحجرات/ يوسف/ يونس (٥١) يونس/ ق/ تبارك الذى بيده الملك/ الحجر/ هود (٥٢) مريم/ الرحمن/ التغابن/ الأنعام/ يوسف
وهذا جزء المائدة
(٦٦) الأنعام/ عبس/ الحاقة/ الكهف/ الذاريات (٦٧) سبحان/ المطففين/ إذا وقعت/ النحل/ الغاشية (٦٨) اقترب/ إذا السماء انشقت/ ن والقلم/ نوح/ الكهف (٦٩) الفرقان/ التين/ النازعات/ إبراهيم/ النحل (٧٠) موسى/ اقرأ باسم ربك/ سأل سائل/ الأنبياء/ نوح (٧١) فرعون/ الحجرات/ المدثر/ المؤمنون/ إبراهيم (٧٢) حم/ المنافقون/ المزمل/ الرعد/ الأنبياء (٧٣) المؤمن/ الجمعة/ المطففين/ الطور/ المؤمنون (٧٤) المجادلة/ النبى/ عبس/ الملك/ الم السجدة (٧٥) الحشر/ الفجر/ الدهر/ الحاقة/ الطور (٧٦) الجمعة/ الملك/ القيامة/ المعارج/ الملك (٧٧) المنافقون/ والليل إذا يغشى/ المرسلات/ النساء/ الحاقة (٧٨) ن والقلم/ إذا السماء انفطرت/ عم يتساءلون/ والنازعات/ المعارج
وهذا جزء الأنعام
(٨٤) الأعراف/ عبس/ الفجر/ البقرة/ العنكبوت (٨٥) إبراهيم/ الصف/ البروج/ الأنفال/ المطففون (٨٦) الكهف/ الضحى/ انشقت/ آل عمران/ البقرة (٨٧) النور/ ألم نشرح/ اقرأ باسم ربك/ الحشر/ الأنفال (٨٨) ص/ القارعة/ لا أقسم بهذا البلد/ الأحزاب/ آل عمران (٨٩) الزمر/ التكاثر/ والضحى/ النور/ الأحزاب (٩٠) الشريعة/ الخلع/ ألم نشرح/ الممتحنة/ الممتحنة (٩١) الذين كفروا/ الجيد/ والسماء والطارق/ الفتح/ النساء (٩٢) الحديد/ اللهم إياك نعبد/ والعاديات/ النساء «١» / إذا زلزلت (٩٣) المزمل/ إذا زلزلت/ أرأيت/ إذا زلزلت/ الحديد (٩٤) لا أقسم بيوم القيامة/ العاديات/ القارعة/ الحج/ محمد (٩٥) عم يتساءلون/ أصحاب الفيل/ لم يكن الذين كفروا/ الحديد/ الرعد (٩٦) الغاشية/ التين/ الشمس وضحاها/ محمد/ الرحمن (٩٧) والفجر/ الكوثر/ التين/ الإنسان/ الإنسان (٩٨) والليل إذا يغشى/ القدر/ ويل لكل همزة/ الطلاق/ الطلاق (٩٩) إذا جاء نصر الله/ الكافرون/ الفيل/ لم يكن/ لم يكن
وهذا جزء الأعراف
(١٠٠) الأنفال/ النصر/ لإيلاف قريش/ الجمعة/ الحشر (١٠١) براءة/ أبى لهب/ التكاثر/ الم السجدة/ النصر (١٠٢) طه/ قريش/ إنا أنزلناه/ المنافقون/ النور (١٠٣) الملائكة/ الصمد/ والعصر/ المجادلة/ الحج
وهذا جزء الأنفال
٨- الحكمة فى نزول القرآن منجّما
وفيما بين السابع عشر من رمضان- من السنة الحادية والأربعين من ميلاد الرسول، وكان بدء نزول الوحى، وإلى ما قبل موته صلّى الله عليه وسلم بأيام لا تجاوز الواحد والثمانين ولا تنقص عن العشرة، وكان آخر ما نزل من الوحى، أى فى نحو من إحدى وعشرين سنة، أو على الأصح فى نحو من ثمانى عشرة سنة، بإسقاط المدة التى فتر فيها الوحى والتى بلغت ثلاث سنين- نزل هذا القرآن منجّما يشرّع للناس، ويتابع الأحداث، ويجيب ويبين. قال تعالى: وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً «١».
وقال تعالى: وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا «٢».
وما كانت حكمة السماء تقضى إلا بهذا مع أمة يراد لها التحول من عقائد إلى عقيدة، والخروج من وثنية إلى دين، ومن أوهام وظنون إلى منطق وحق، ومن جحود إلى إيمان.
تلك خطوة أولى كان من الحكمة أن تبدأ بها الدعوة وتفرغ لها، حتى إذا ما ضمت الناس على الطريق
(٢) الإسراء: ١٠٦.
ثم إن هذه الدعوة السماوية بدأت جهادا وعاشت جهادا، أملته الأيام وتمخضت عنه الأعوام، وهو وإن كان فى علم السماء قبل أن يقع لكنّه كان على علم الناس جديدا لم يقع، وكان لا بد أن يلقونه مع زمانه وأوانه.
ثم ما أكثر ما أخذ الناس وأعطوا فى ظلّ الدعوة لتثبت أركانها فى نفوسهم، وهذا- وإن كان فى علم السماء قبل أن يقع- لكنّه كان على حياة الناس جديدا لم يقع، وكان لا بد أن يلقنوا بيانه مع زمانه وأوانه.
وهكذا لم تكن الرسالة كلمة ساعتها، وإنما كانت كلمات أعوام ثمانية عشر، وكانت هذه الكلمات كلها فى علم السماء وفى اللوح المحفوظ، ولكنها نزلت إلى علم الناس مع زمانها وأوانها.
لهذا نزل القرآن منجّما.
ولقد خال المشركون أن دعوة الرسول إليهم كلمة، وأن صفحته معهم صفحة، وفاتهم أن الدعوة معها خطوات، وأن هذه الخطوات معها جديد على علمهم لا على علم السماء، وما أحوجهم مع كل جديد إلى بيان، ومن أجل هذا الذى فاتهم استنكروا أن ينزل القرآن منجّما وقالوا: لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً «١»، وكان جواب السماء عليهم: كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا «٢» أى:
جعلنا بعضه فى إثر بعض، منه ما نزل ابتداء، ومنه ما نزل فى عقب واقعة أو سؤال، ليكون فى تتابعه مع الأحداث، وما تثيره من شكوك، ما يردّ النفوس إلى طمأنينة، والأفئدة إلى ثبات.
وإنك لو تتبّعت أسباب النّزول فى القرآن ومواقع الآيات لتبينت أن رسالة الرسول لم تكن جملة واحدة ليكون القرآن جملة واحدة، بل كانت أحداثا متلاحقة تقتضى كلمات متلاحقة.
فلقد نزلت آية الظّهار فى سلمة بن صخر، ونزلت آية اللّعان فى شأن هلال بن أمية، ونزلت آية حدّ القذف فى رماة عائشة، ونزلت آية القبلة بعد الهجرة وبعد أن استقبل المسلمون بيت المقدس بضعة
(٢) الفرقان: ٣٢.
٩- نزول القرآن على سبعة أحرف
وهذا الوحى ألهم الرسول معناه كما ألهم لفظه، فهو بمعناه ولفظه من صنع السماء، والرسول ناطق بلسان السماء، يملى على قومه ما أملته السماء عليه، وبصوّر ما تصوّر فى وعيه، وينطق بما أنطقته السماء، تفيض عليه السماء. فإذا هو قد خلص لهذا الفيض بكليّاته، وإذا هو إشعاع لهذا الفيض يصدر عنه ويشكّل جرسه، فإذا ما انفصل عنه هذا الفيض عاد يصدر عن نفسه يطوع له نطقه.
ولسان الرسول عربى، ولهذا جرى القرآن على لسانه عربيّا، يمثّل أعلى ما ينتظمه اللسان العربى من لغات، وأحوى ما يجمع من لهجات، وكانت لغة مضر أعلى ما يجرى على لسان قريش وأحواه، فنزل بها القرآن، وفى هذا يقول عمر: نزل القرآن بلغة مضر: وكانت لغة مضر هذه تنتظم لغات سبعا لقبائل سبع، هم: هذيل، وكنانة، وقيس، وضبة، وتيم الرّباب، وأسد بن خزيمة، وقريش.
ولقد مثّل القرآن هذه اللغات السبع كلها مفرّقة فيه. لكل لغة منه نصيب. وهو أولى الأقوال بتفسير
الحديث «نزل القرآن على سبعة أحرف».
١٠- اسم كتاب الله
ولقد سمى الله ما أنزله على رسوله: قرآنا، وكتابا، وكلاما، وفرقانا، وذكرا، وقولا.
وكان أكثر هذه الأسماء دورانا هو لفظ القرآن، فقد جاء فى نحو سبعين آية، وكان فيها صريحا فى اسميته ومدلوله الخاص. من أجل ذلك كتبت لهذا اللفظ الغلبة على غيرها، وصارت الاسم الغالب
(٢) التوبة: ٢٩.
فهو غير مهموز، لم يؤخذ من قراءة، ولكنه اسم لكتاب الله مثل: التوراة والإنجيل.
ويقول الزجّاج: إنّ ترك الهمز فيه من باب التخفيف. ونقل حركة الهمز إلى الساكن الصحيح قبلها.
والقائلون بالهمز مختلفون، وأوجه ما فى خلافهم رأيان:
أولهما: أنه مصدر لقرأت، مثل الرّجحان والغفران، سمّى به الكتاب المقروء، من باب تسمية المفعول بالمصدر.
والرأى الثانى: أنه وصف على فعلان، مشتق من القرء، بمعنى الجمع.
وأما تسميته بالمصحف فكانت تسمية متأخرة جاءت بعد جمع القرآن وكتابته، وكانت من وضع الناس، فإنهم يحكون أن عثمان حين كتب المصحف التمس له اسما فانتهى الناس إلى هذا الاسم. غير أن هذا يكاد يكون مردودا، فلقد سبق أن علمت أن ثمة مصاحف كانت موجودة قبل جمع عثمان، هى مصحف على، ومصحف أبىّ، ومصحف ابن مسعود، ومصحف ابن عباس، ومصحف جعفر الصادق.
والمصحف: هو الجامع للصّحف المكتوبة بين الدفتين.
ويقال فيه: مصحف، ومصحف، بضم الميم وكسرها مع فتح الحاء، والضمة هى الأصل، والكسرة لاستثقال الضمة، فمن ضم جاء به على أصله، ومن كسر فلاستتقال الضمة.
١١- جمع القرآن
ولقد مات رسول الله والقرآن كله مكتوب على العسب جريد النّخل- واللّخاف- صفائح الحجارة- والرّقاع- والأديم والأكتاف- عظام الأكتاف- والأقتاب- ما يوضع على ظهور الإبل- كما كان محفوظا فى صدور الرّجال يحفظه حفظة من المسلمين.
وقبل أن يقبض الله رسوله إليه عارض الرسول ما أنزله عليه ربّه بسوره وآياته على ما حفظه عنه حفظة المسلمين، فكان ما فى صدور الحفظة صورة ممّا كان فى صدر الرّسول.
وكان لا بد لهذا المكتوب على الرّفاع وغيرها من أن يعارض على المحفوظ فى الصّدور ليخرج من
ويحرّك الله المسلمين لهذه الحسنة حين استحر القتل يوم اليمامة بقرّاء القرآن، فيخف عمر بن الخطاب إلى أبى بكر، وكان عندها خليفة، وكان الذى استخف عمر إلى أبى بكر فزعه من أن يتخطف الموت القرّاء فى مواطن أخرى، كما تخطفهم فى ذلك الموطن- أعنى اليمامة- فيضيع على المسلمين جمّاع دينهم ويعزّ عليهم كتابهم.
وحين جلس عمر إلى أبى بكر أخذ يناقشه فيما أتى إليه، من جمع القرآن، بعد أن بسط السّبب الحافز، وتلبّث أبو بكر يراجع نفسه، ثم أرسل إلى زيد بن ثابت، وكان من كتّاب الوحى، كما مرّ بك، وحضر زيد مجلس أبى بكر وعمر وسمع منهما ما هما فيه، فإذا هو معهما فى الرأى، وإذا أبو بكر حين يجد من زيد حسن الاستجابة يتّجه إليه يقول: إنّك شابّ عاقل لا نتّهمك، وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله، فتتبّع القرآن فاجمعه.
ومضى زيد يتتبع القرآن يجمعه ويكتبه، وكان زيد حافظا، فيسّر عليه حفظه ما كلّف به، ولكنه كان إلى هذا لا يقنع فى إثبات الآية يختلف فيها إلا بشهادة.
واجتمعت هذه الصّحف فى بيت أبى بكر حياته، ثم فى بيت عمر حياته.
١٢- مصحف عثمان
وكما حرّكت محنة اليمامة عمر إلى حسنة، حرّكت محنة أخرى- بعد مقتل عمر- عثمان إلى حسنة، فقد قدم حذيفة بن اليمان من حرب أرمينية وأذربيجان على عثمان فزعا من اختلاف المسلمين فى قراءة القرآن، يقول لعثمان: أدرك الأمّة قبل أن يختلفوا.
وكما استجاب أبو بكر إلى عمر استجاب عثمان إلى حذيفة، فأرسل عثمان يطلب الصّحف من عند حفصة بنت عمر، زوج النبى. وأرسلت حفصة بالصّحف إلى عثمان، وجمع عثمان إليه زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزّبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وكلّهم من كتّاب
فأرسل بها إليه عبد الله بن عمر، فأمر بها مروان فشقّقت. فقال مروان: إنما فعلت هذا لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب فى شأن هذه الصّحف مرتاب، أو يقول: إنه قد كان شىء منها لم يكتب «٣».
ولا ندرى إلى أى حد كان توفيق مروان فيما فعل، ولكنه، وهو الرجل الذى كان معاصرا لما وقع، كان عليه أن يطمئنّ إلى أن الأمر قد تمّ على أحسن ما يكون دقة وضبطا، وما نظنه غاب عنه كيف احتاط عثمان لذلك، وما نظنه إلا كان شاهد عثمان وهو يخطب الناس يناشدهم أن يأتوه بما معهم من كتاب الله، وكان عهدهم بالنبىّ قريبا، إذ لم يكن قد مضى على وفاته أكثر من ثلاث عشر سنة. وما نظن الناس إلا وفّوا لعثمان، وجاءه كلّ رجل بما كان عنده، فلقد كان الرجل يأتيه بالورقة والأديم فيه القرآن.
ولقد جمع من ذلك عثمان الشىء الكثير. وما وقف عثمان عند هذه بل لقد دعاهم رجلا رجلا فيناشده:
لسمعت رسول الله ﷺ وهو أملاه عليك؟ فيقول الرجل: نعم. حتى إذا فرغ من ذلك قال: من أكتب الناس؟ فقال الناس: كاتب رسول الله زيد بن ثابت. قال عثمان: فأىّ الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص- وكان سعيد أشبههم لهجة برسول الله- قال عثمان: فليمل سعيد وليكتب زيد.
هذا كله فعله عثمان، وفعل إلى جانبه الاستئناس بالصّحف التى تمّ جمعها فى عهد أبى بكر وشارك فيها عمر، والتى كانت عند حفصة، تلك الصّحف التى مثلت المصحف الأول المعتمد.
(٢) المصاحف للسجستانى (س: ١٠).
(٣) المصاحف (٢٤- ٢٥).
هو الذى جمعه عثمان ثانية واستخلف الناس عليه.
ويحكى المؤرخون أن زيدا وسعيدا لم يختلفا إلا فى حرف واحد فى سورة البقرة، فقال أحدهما «التابوت». وقال الآخر «التابوه». واختيرت قراءة زيد بن ثابت، لأنه كاتب الوحى.
وأرسل عثمان ستّا من هذه المصاحف إلى مكة، والشام، واليمن، والبحرين، والبصرة، والكوفة، وحبس مصحفا بالمدينة، وأمر عثمان فحرق ما كان مخالفا لمصحفه.
وقد مرّ بك أن على بن أبى طالب كان له مصحف باسمه، أعنى كان إليه جمعه، وأنه بعد موت النبى كان قد أقسم ألّا يرتدى برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن فى مصحف، ففعل.
وينقل أبو بكر السّجستانى «١» بسند متّصل عن أشعث، عن ابن سيرين، أنه حين تخلف علىّ عن بيعة أبى بكر أرسل إليه أبو بكر يقول له: أكرهت إمارتى يا أبا الحسن؟ فقال علىّ: لا والله، إنى أقسمت ألّا أرتدى برداء إلا لجمعة. فبايعه ثم رجع.
ثم يقول أبو بكر: لم يذكر «المصحف» أحد إلّا أشعث، وهو ليّن الحديث. وإنما قال: حتى أجمع القرآن، يعنى أتمّ حفظه.
غير أن ابن النديم- فيما نقلت إليك عنه قبل- يذكر أنه رأى عند أبى يعلى حمزة الحسنى مصحفا سقطت منه أوراق بخطّ على بن أبى طالب يتوارثه بنو الحسن، ثم أورد ترتيب السّور فيه، وقد نقلناها لك فيما سبق.
ولقد كان إلى مصحف علىّ مصاحف أخرى مرّت بك، هى مصحف أبىّ، ومصحف ابن مسعود، ومصحف ابن عباس، ومصحف جعفر الصادق. وكان ثمة مصاحف أخرى هى: مصحف لأبى موسى الأشعرى، ومصحف للمقداد بن الأسود، ومصحف لسالم، مولى أبى حذيفة.
ولقد كانت هذه المصاحف موزّعة فى الأمصار، فكان أهل الكوفة على مصحف ابن مسعود، وأهل البصرة على مصحف أبى موسى الأشعرى، وأهل دمشق على مصحف المقداد بن الأسود. وأهل الشام على مصحف أبىّ بن كعب.
فثمة مراحل ثلاث مرّ بها تدوين المصحف:
أولى هذه المراحل: تلك التى كانت فى حياة النبىّ صلى الله عليه وسلم، فلقد كان من حوله كتّابه يكتبون ما يملى عليهم، وكان الرسول حريصا على ألّا يكتب عنه غير القرآن، حتى لا يلتبس به شىء آخر.
ويروون عنه صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: لا تكتبوا عنّى شيئا سوى القرآن، فمن كتب عنى شيئا سوى القرآن فليمحه.
ولم يترك رسول الله دنياه إلى آخرته إلا بعد أن عارض ما فى صدره على ما فى صدور الحفظة الذين كانوا كثرة، وحسبك ما يقال عن كثرتهم أنه فى «غزوة بئر معونة» قتل منهم- أى من القرآء- سبعون. ثم حسبك عن كثرتهم أنه كانت منهم سيّدة، هى أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث،
وكان رسول الله يزورها ويسميها الشهيدة، وكانت قد جمعت القرآن، وقد أمرها رسول الله أن تؤم أهل دارها «١».
ثم حسبك دليلا على أن القرآن كتب فى حياة الرسول، وأنه كتب فى صحّة وضبط، ما
رواه البراء مع نزول قوله تعالى: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ «٢» قال الرسول: ادع لى زيدا وليجئ باللّوح والدّواة والكتف، ثم قال: اكتب «لا يستوى» أى إن الرسول كان يملى على كاتبه لساعته.
ثم لعلّك تذكر فى إسلام عمر أن رجلا من قريش قال له: أختك قد صبأت- أى خرجت عن دينك- فرجع إلى أخته ودخل عليها بيتها ولطمها لطمة شجّ بها وجهها. فلما سكت عنه الغضب نظر فإذا صحيفة فى ناحية البيت فيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ «٣» واطّلع على صحيفة أخرى فوجد فيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى «٤» فأسلم بعد ما وجد نفسه بين يدى كلام معجز ليس من قول بشر.
(٢) النساء: ٩٥.
(٣) الحديد: ١.
(٤) طه: ١.
والثانية من تلك المراحل: ما كان من عمر مع أبى بكر حين استحرّ القتل بالقرّاء فى «اليمامة»، وما انتهى إليه الرأى بين أبى بكر وعمر فى أن يكلا إلى زيد بن ثابت جمع المصحف، لتكون معارضة بين ما هو مكتوب فى الألواح وبين ما هو محفوظ فى الصّدور، قبل أن تأتى الحروب على حفظة القرآن، فما من شكّ فى أن الاثنين يكمّل أحدهما الآخر، لمن أراد أن يبلغ الكمال والدّقة والضبط.
وما يمنع من هذا الذى فكّر فيه عمر أن يكون هناك جمع سابق على يد نفر من الصحابة، مثل ما فعل «علىّ» ومثل ما فعل «ابن مسعود»، ومثل ما فعل «ابن عباس»، ومثل ما فعل غيرهم.
وما كان هذا يغيب عن «عمر» ولكن كان ثمّة فرق بين ما فكّر فيه «عمر» وما سبق بعض الصحابة به، فلقد كان الرأى عند «عمر» أن يبادر فى ظلّ وجود القرّاء إلى إيجاد مصحف رسمىّ بتكليف من الخليفة، والخليفة أقوى على حشد الجهود العظيمة لهذا العمل العظيم.
ولقد أحسّ زيد بثقل المهمة التى أرادها عمر، وأرادها معه أبو بكر، فأبو بكر وعمر لم يريدا عملا فرديّا يحمل عبئه فرد واحد، وإنما أراد عملا جماعيّا تحمل عبئه الخلافة وباسم الخلافة يصدر.
من أجل ذلك قال زيد: فو الله لو كلّفونى نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علىّ ممّا كان أمرونى به من جمع القرآن.
ومن أجل ذلك مضى زيد يتحرّى، لم يكتف بما فى صدره وما بين يديه، بل لقد تلمّس آية يفقدها فوجدها عند رجل من الأنصار يدوّنها، وهى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ «١».
ومن أجل ذلك قال أبو بكر لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد فمن جاء كما بشاهدين على شىء من كتاب الله فاكتباه.
ومن أجل ذلك لم يقعد زيد عن السّعى ليجد آخر المطاف آخر سورة التوبة مع خزيمة بن ثابت.
(م ٢٣- الموسوعة القرآنية- ج ١)
والمرحلة الثالثة والأخيرة هى المرحلة التى تمت على يد عثمان، وكانت تتمّة للمرحلة الرّسميّة التى بدأت فى عهد أبى بكر وشاركه فيها عمر. فلقد وقع الذى كان يخشاه عمر، والذى فكّر من أجله فى هذا الجمع الرسمى، وعجل به القتل عن أن يمضى فيه إلى آخره.
فلقد مرّ بك كيف استقل كلّ مصر بمصحف، وكانت مصاحف فردية لم يجتمع لها ما اجتمع لمصحف أبى بكر الذى انتهى إلى حفصة، ثم انتهى إلى عثمان، من جهد جماعىّ مستوعب، ولقد سعى «على» جهده، وسعى «أبىّ» جهده، وسعى «ابن عباس» جهده، وسعى «جعفر الصادق» جهده، ولكن هذه الجهود لو تلاقت كما تلاقت حياة أبى بكر وعمر لخضعت لتعديل كثير، ودليلنا على ذلك أنه لما خرج إلى الأمصار مصحف عثمان دان الناس لتحريره قبل أن يدينوا لسلطان الخليفة، وما يستطيع أحد أن يظن بالمسلمين اللّين والضّعف عن أن يقفوا لأقوى الخلفاء يلزموه رأيهم، إن كانوا يعرفون أنهم على الحق وأن الخليفة على غير الحق فى مثل هذا الأمر الدينىّ الجلل، ولكن انصياع المسلمين فى الأمصار كلها لمصحف عثمان، وما كان عثمان بالعنيف، يدلّك على أن المصحف العثمانى خرج من إجماع اطمأنت القلوب إليه.
ويروى أبو بكر السّجستانى بسند متّصل عن «على» فى المصاحف وحرق «عثمان» لها: «لو لم يصنعه عثمان لصنعته «١» ».
ولقد كان «على» صاحب مصحف اختفى بظهور مصحف عثمان. ولكن هذا لم يمنعه من نصرة الحق الذى جاهد من أجله حياته كلها.
والذى قبله «علىّ» قبله «ابن مسعود»، ولكن بعد لأى «٢»، وقبله يعد هذين كثيرون من الصحابة.
يروى أبو بكر السّجستانى بسند متّصل عن مصعب بن سعد، قال: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف، فأعجبهم ذلك ولم ينكر ذلك منهم أحد.
(٢) المصاحف: (ص: ١٨).
وحسبك أن تعلم أن الحال فى اختلاف الناس لم تكن أيام عثمان فى الأمصار دون المدينة، بل لقد شملت المدينة أيضا، فلقد كان المعلّمون فيها لكل معلّم قراءته، فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون. فكان هذا لعثمان، إلى ما بلغه من حذيفة، مما أفزعه وجعله يقوم بين الناس خطيبا، ويقول: أنتم عندى مختلفون فيه فتلحنون، فمن نأى عنّى من الأمصار أشدّ فيه اختلافا وأشدّ لحنا، اجتمعوا يا أصحاب محمد واكتبوا للنّاس إماما.
ومن أجل هذا سمّى مصحف عثمان: الإمام.
وقد أرسل عثمان من هذا المصحف نسخا للأمصار- كما مر بك- وأمر بأن يحرق ما عداها.
ويحكى ابن فضل الله العمرى فى كتابه «مسالك الأبصار» «١». وهو يصف مسجد دمشق: «وإلى جانبه الأيسر المصحف العثمانى بخطّ أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه».
ومعنى هذا أن المصحف كان بدمشق حياة العمرى، أى إلى النصف الأول من القرن الثامن الهجرى، فلقد كانت وفاة العمرى سنة ٧٤٩ هـ.
ويرجّح المتصلون بالترات العربى أن هذا المصحف هو الذى كان فى دار الكتب بمدينة لينجراد، ثم انتقل منها إلى إنجلترا، ولا يزال بها إلى اليوم.
ويروى السّفاقسى فى كتابه «غيث النفع» «٢» :«ورأيت فيه- يعنى مصحف عثمان- أثر الدّم، وهو بالمدرسة الفاضليّة بالقاهرة».
ولقد كان فى دار الكتب العلوية فى النّجف مصحف بالخطّ الكوفى مكتوب فى آخره: «كتبه علىّ ابن أبى طالب فى سنة أربعين من الهجرة»، وهى السنة التى توفى فيها علىّ.
١٣- كتب المصاحف
ولقد كتب نفر من السّلف كتبا عرضوا فيها للمصاحف القديمة التى سبقت مصحف عثمان، والتى جاء مصحف عثمان ملغيا لها، نذكر منها:
(٢) غيث النفع فى القراءات السبع (ص: ٢٣٠).
٢- اختلاف مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة، عن الكسائى، المتوفى سنة ١٨٩ هـ.
٣- اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام فى المصاحف، للفراء، المتوفى سنة ٢٠٧ هـ.
٤- اختلاف المصاحف لخلف بن هشام، المتوفى سنة ٢٢٩ هـ.
٥- اختلاف المصاحف وجامع القراءات، للمدائنى، المتوفى سنة ٢٣١ هـ.
٦- اختلاف المصاحف، لأبى حاتم سهل بن محمد السجستانى، المتوفى سنة ٢٤٨ هـ.
٧- المصاحف والهجاء، لمحمد بن عيسى الأصبهانى، المتوفى سنة ٢٥٣ هـ.
٨- المصاحف، لأبى عبد الله بن أبى داود السجستانى، المتوفى سنة ٣١٦ هـ.
٩- المصاحف، لابن الأنبارى، المتوفى سنة ٣٢٧ هـ.
١٠- المصاحف، لابن أشته الأصبهانى، المتوفى سنة ٣٦٠ هـ.
١١- غريب المصاحف للوراق.
وترى من هذا العرض لهذه الكتب ومؤلفيها أن المصحف الإمام لم يلغ المصاحف، التى جاء ليلغيها، إلغاء تامّا، وأن هذه المصاحف بخلافها على المصحف الإمام ظلّت حيّة، إن لم تكن كتابة فحفظا، وإن كنا نرجّح الأولى. وأول كتاب فى هذا كان لابن عامر- كما ترى- وابن عامر كانت وفاته سنة ١١٨ هـ، أى بعد مقتل عثمان بما يقرب من ثلاثة وثمانين سنة، فلقد كانت وفاة عثمان فى الخامسة والثلاثين من الهجرة.
ولقد انتهى إلينا من هذه الكتب كلها كتاب المصاحف لأبى بكر عبد الله بن أبى داود السّجستانى، وقد نقلت لك نصوصا مرت بك، وأشرت إلى موضعها من النسخة المطبوعة من هذا الكتاب.
ويكاد يكون كتاب أبى بكر السّجستانى جامعا لكلام من سبقوه، لتأخّره فى الزمن عنهم، وما أظن من بعده أضاف كثيرا. أعنى بهذا أن كتاب أبى بكر السّجستانى يكاد يمثّل لنا هذا الخلاف كله.
وإنى لأعدّ إقدام هؤلاء النفر من السّلف على مثل هذا التأليف إحياء لخلاف حاول الخلفاء الثلاثة أبو بكر، وعمر، وعثمان- أو قل، الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلىّ- أن يضعوا له نهاية، بالمحاولة الأولى التى تمّت على يد أبى بكر وعمر، ثم بالمحاولة الثانية التى تمت على يد عثمان وأقرّه عليها علىّ، وشارك فيها كثير من الصحابة، ومنهم من كان صاحب مصحف. مثل «أبى».
وعثمان لم يقدم على ما فعل إلا حين فزّعه الخلاف، ولم يمض ما أقدم عليه إلا بعد أن اطمأنت نفسه
ولعلك تذكر ما كان من مروان من إحراقه مصحف حفصة، الذى كان مرجعا من مراجع الإمام.
ولقد أراد من هذا ألّا يكون ثمة رجعة إلى الوراء تثير هذا الخلاف فى كتاب قال فيه تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ «١».
وبعد ما يقرب من قرن إلا قليلا يطالعنا ابن عامر بمؤلفه فى اختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق، أو قل بعد أن اختفى جيل القرّاء الأول والثانى والثالث من الميدان، وبعد أن نفض أصحاب المصحف الإمام أيديهم من أدلّتهم واطرحوها وأحرقوها، بعد هذا كله تثار قضية لا تكافؤ فيها، أدلتها الخلافيّة قطع فيها بالرأى، واستبعد شىء لا يستقيم، وأقيم مقامه شىء مستقيم.
وإنا من أجل هذا من القائلين- لا خوفا على ما بين أيدينا- بأن إثارة مثل هذا ليست نوعا من الدّراسة، فتلك دراسة بتراء لا تملك أسلوبها العلمى الصّحيح. ولقد كنا نرحّب بها لو كانت شيئا جديدا لم تعرفه البيئة الأولى حين حكمت فى أمره، بل لقد كان شيئا معهودا للبيئة الأولى تعرفه وتعرف أكثر منه، ولقد حكمت فيه وفرغت منه، فإثارته بعد هذا ليكون شيئا يدرس نوع من الكيد، ولو كنا نملك لعفّينا آثاره كما عفى عثمان آثارا مثله، ولن نكون معها متجنّين أو متعسفين أو خائفين، بل نكون مع الحزم الذى اتصف به «عثمان» وناصره عليه «علىّ»، واجتمع معه فى الرأى عليه اثنا عشر صحابيّا، جمعهم عثمان لهذا العمل الجليل.
وما أصدقها كلمة جرت على لسان أبى بكر السّجستانى فى ختام عرضه لمصحف «أبىّ بن كعب» حين يقول: لا نرى أن يقرأ القرآن إلّا بمصحف عثمان الّذى اجتمع عليه أصحاب النّبى صلى الله عليه وسلم، فإن قرأ إنسان بخلافه فى الصّلاة أمرته بالإعادة.
ولقد جاء فى المصحف الإمام من الرسم القديم، ما كان مظنة اللبس، ولقد رأى عثمان أن ألسنة العرب تقيمه على وجهه، وإن بدا على غير وجهه، فلم يعرض له، ولعل هذا هو تفسير ما عزى إلى عثمان حين قال:
(م ٥- الموسوعة القرآنية- مجلد ١)
ويقول ابن أشته فى كتابه «المصاحف» : جميع ما كتب خطأ يجب أن يقرأ على صحة لغته لا على رسمه، وذلك فى نحو «لا أوضعوا» و «لا أذبحنه» بزيادة ألف فى وسط الكلمتين، إذا لو قرئ بظاهر الخط لكان لحنا شنيعا، يقلب معنى الكلام ويخل بنظامه.
ويقول أبو بكر السّجستانى فى كتابه «المصاحف» «١» تعقيبا على الحديث المعزوّ إلى عثمان: «هذا عندى يعنى: بلغتها- يريد: معنى قوله بألسنتها- وإلا لو كان فيه لحن لا يجوز فى كلام العرب جميعا لما استجاز أن يبعث به إلى قوم يقرءونه».
ويؤيد هذا ما روى عن عمر بن الخطاب: «إنا لنرغب عن كثير من لحن أبىّ. يعنى: لغة أبى «٢» ».
١٤- تعقيب على كتب المصاحف
ويعزو أبو بكر السجستانى إلى عائشة، يرويه هشام بن عروة عن أبيه، قال: سألت عائشة عن لحن القرآن إِنْ هذانِ لَساحِرانِ «٣»، وعن قوله تعالى وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ «٤»، وعن قوله تعالى: وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ «٥»، فقالت: يابن أختى، هذا عمل الكتّاب أخطئوا فى الكتاب «٦».
ومثل هذا الذى عزى لعائشة يعزى لأبان بن عثمان يرويه الزبير يقول: قلت لأبان بن عثمان: كيف صارت لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ ما بين يديها وما خلفها رفع وهى نصب؟ قال: من قبل الكتّاب، كتب ما قبلها ثم قال: ما أكتب؟ قال: اكتب «المقيمين الصلاة» فكتب ما قيل له «٧».
وينضم إلى هذا ما يعزى إلى سعيد بن جبير أنه قال: فى القرآن أربعة أحرف لحن: وَالصَّابِئُونَ، ووَ الْمُقِيمِينَ، وفَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ «٨»، وإِنْ هذانِ لَساحِرانِ. وإليك ما يقوله عالم جليل من علماء التفسير واللّغة:
(٢) المصاحف لأبى بكر السجستانى: ٣٢.
(٣) طه: ٦٣.
(٤) النساء: ١٦٢. [.....]
(٥) المائدة: ٦٩.
(٦) المصاحف: ٣٤.
(٧) المصاحف: ٣٣- ٣٤.
(٨) المنافقون: ١٠.
وإلّا فاعلموا أنّا وأنتم | بغاة ما بقينا فى شقاق |
قلت: لا يصح ذلك قبل الفراغ من الخبر، لا تقول: إن زيدا وعمرو منطلقان. فإن قلت: لم لا يصح والنّية به التأخير، فكأنك قلت: إن زيدا منطلق وعمرو؟ قلت: لأنى إذا رفعته عطفا على محل «إن» واسمها، والعامل فى محلهما هو الابتداء، فيجب أن يكون هو العامل فى الخبر، لأن الابتداء ينتظم الجزأين فى عملهما كما تنتظمهما «إن» فى عملها، فلو رفعت «الصابئون» والمنوىّ به التأخير بالابتداء، وقد رفعت الخبر بأن، لأعملت فيهما رافعين مختلفين.
فإن قلت: فقوله «والصابئون» معطوف لا بد له من معطوف عليه فما هو؟ قلت: مع خبره المحذوف جملة معطوفة على جملة قوله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ولا محل لها، كما لا محل للتى عطفت عليها.
فإن قلت: ما التقديم والتأخير إلا لفائدة، فما فائدة هذا التقديم؟ قلت: فائدته التنبيه على أن «الصابئين» أبين هؤلاء المعدودين ضلالا وأشدهم غيّا، وما سموا صابئين إلا لأنهم صبئوا عن الأديان كلها، أى خرجوا. كما أن الشاعر قدم قوله «وأنتم» تنبيها على أن المخاطبين أو غل فى الوصف بالبغاة من قومه، حيث عاجل به قبل الخبر الذى هو «بغاة»، لئلا يدخل قومه فى البغى قبلهم، مع كونهم أوغل فيه منهم وأثبت قدما.
فإن قلت: فلو قيل: والصابئين وإياكم، لكان التقديم حاصلا؟ قلت: لو قيل هكذا لم يكن من التقديم فى شىء، لأنه لا إزالة فيه عن موضعه، وإنما يقال: مقدم ومؤخر، للمزال لا للقارّ فى مكانه، ومجرى هذه الجملة مجرى الاعتراض فى الكلام.
وقال الزمخشرى «٣» : وَالْمُقِيمِينَ (النساء: ١٦٢) نصب على المدح لبيان فضل الصلاة، وهو باب واسع. وقد كسّره سيبويه على أمثلة وشواهد، ولا يلتفت إلى ما زعموا من وقوعه لحنا فى خط المصحف.
(٢) الكتاب: (١: ٢٩٠).
(٣) الكشاف (١: ٥٩٠).
وقيل: هو عطف على بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ أى يؤمنون بالكتاب وبالمقيمين الصلاة، وهم الأنبياء.
وفى مصحف عبد الله (والمقيمون) بالواو، هى قراءة مالك بن دينار، والجحدرى، وعيسى الثقفى.
وقال الزمخشرى «١» : وَأَكُنْ (المنافقون: ١٠) عطفا على محل «فأصدق». كأنه قيل: إن أخرتنى أصدق وأكن. ومن قرأ «وأكون» على النصب، فعلى اللفظ. وقرأ عبيد بن عمير «وأكون» على الرفع، وتقديره: وأنا أكون، عدة منه بالصلاح».
وقال الزمخشرى «٢» :(إنّ هذان لساحران) (طه: ٦٣) : قرأ أبو عمرو: (إنّ هذين لساحران)، على الجهة الظاهرة المكشوفة. وابن كثير وحفص: إنّ هذان لساحران، على قولك: إن زيد لمنطلق.
واللام هى الفارقة بين «إن» النافية والمخففة من الثقيلة. وقرأ «أبىّ» : إنّ ذان إلا ساحران. وقرأ ابن مسعود:
أن هذان ساحران، بفتح أن وبغير لام، بدل من «النجوى». وقيل فى القراءة المشهورة- وهو يعنى المصحف الإمام- إنّ هذان لساحران، هى لغة بلحارث بن كعب، جعلوا الاسم المثنى نحو الأسماء التى آخرها ألف، كعصا وسعدى، فلم يقلبوها فى الجر والنصب. وقال بعضهم: «إنّ» بمعنى: «نعم» و «ساحران» خبر مبتدأ محذوف، واللام داخلة على الجملة، تقديره: لهما ساحران، وقد أعجب به أبو إسحاق.
وها أنت ذا ترى فى كلام الزمخشرى دليلا جديدا يؤيد ما قلنا من قبل عن القراءات السبع فى القرآن وأنها لغات العرب جاءت مبثوثة فى القرآن، وبها كلها يتجه الكلام.
وأما ما جاء معزوّا إلى عائشة، فما نظن عائشة تسكت على خطأ الكتّاب فى كتاب الله وترضى به يشيع ويخرج عن المدينة إلى الأمصار، ولم تكن بعيدة عن عثمان ولا عن الصحابة الكاتبين، وما نظنها كانت أقل منهم حرصا على سلامة كتاب الله، وحسبك ما قدمه الزمخشرى فى هذه.
(٢) الكشاف (٣: ٧٢).
فهذا الذى نسب إلى «أبان» استنباط لا رواية مأثورة. وهذا الاستنباط الذى استنبطه «أبان» لا يصح إلا عن مشاهدة أو سماع عن مشاهدة، وكلاهما لم يتوفر لهذا الحكم.
وثمة شىء آخر: ما يعزوه أصحاب التواليف فى المصاحف إلى الحجاج بن يوسف، وأنه غير فى مصحف عثمان أحد عشر حرفا، وقد رواها أبو بكر السجستانى فى كتابه المصاحف مرتين:
الأولى يقول فيها: حدثنا عبد الله: حدثنا أبو حاتم السجستانى: حدثنا عبّاد بن صهيب، عن عوف ابن أبى جبلة: أن الحجاج بن يوسف غير فى مصحف عثمان أحد عشر حرفا «١».
والثانية يقول فيها: قال أبو بكر- يعنى نفسه- كان فى كتاب أبىّ: حدثنا رجل، فسألت أبىّ: من هو؟ فقال: حدثنا عبّاد بن صهيب، عن عوف بن أبى جميلة: أن الحجاج بن يوسف غير فى مصحف عثمان أحد عشر حرفا «٢».
وهذه هى الأحرف كما ذكرها أبو بكر السجستانى:
١- كانت فى البقرة (لم يتسنّ) فغيرها (لم يتسنّه) بالهاء (الآية: ٢٥٩).
وأحب أن أعقّب أن ابن مسعود قرأ (لم يتسن) والأصل فيها «يتسنن»، فقلبت لأن الثانية حرف علة، كما فى: تقضض، وتقضى. وقرأ حمزة والكسائى بحذف الهاء فى الوصل، على أنها هاء السكت. وقرأ باقى السبعة بإثبات الهاء فى الوصل والوقف، على أنها أصلية. وقرأ «أبى» «لم يسّنّه» بإدغام التاء فى السين.
٢- وكانت فى سورة المائدة: (شريعة ومنهاجا)، فغيّره (شرعة ومنهاجا) (الآية: ٤٨) وأحب أن أعقّب أن هذه لم يقرأ بها أحد من القرّاء.
٣- وكانت فى سورة يونس (هو الّذى ينشّركم)، فغيّره (هو الّذى يسيّركم) (الآية: ٢٢).
(٢) المصاحف (ص: ١١٧).
٤- وكانت فى سورة يوسف (أنا آتيكم بتأويله)، فغيرها (أنا أنبّئكم بتأويله) (الآية: ٤٥).
وأحب أن أعقّب: أن هذه لم يقرأ بها أحد من القراء.
٥- وكانت فى سورة المؤمنين (سيقولون لله)، فغيرها (سيقولون الله) (الآيات: ٨٥ و ٨٧ و ٨٩).
وأحب أن أعقّب: أن الأولى هى القراءة المشهورة، وبالثانية قرأ أبو عمرو، ويعقوب.
٦ و ٧- وكانت فى سورة الشعراء (من المخرجين) (الآية: ١١٦) فغيرها (من المرجومين)، و (من المرجومين) (الآية: ١٦٧) فغيرها (من المخرجين).
وأحب أن أعقّب: أن هذه وتلك هما القراءتان المشهورتان.
٨- وكانت فى سورة الزخرف (معائشهم)، فغيرها (معيشتهم) (الآية: ٣٢).
وأحب أن أعقّب: أنّ هذه هى القراءة المشهورة، ولم يقرأ بالأولى أحد من القراء.
٩- وكانت فى سورة (الذين كفروا)، (ياسن) فغيرها (آسن) (الآية: ١٥).
وأحب أن أعقب أن حمزة قرأ (ياسن) وقفا لا وصلا، وأن (آسن) هى القراءة المشهورة.
١٠- وكانت فى سورة الحديد (فالّذين آمنوا منكم واتّقوا)، فغيرها (وأنفقوا) (الآية: ٧).
وأحب أن أعقب أن القراءة المشهورة (وأنفقوا) ولم يقرأ أحد من القراء (واتّقوا).
١١- وكانت فى سورة التكوير (وما هو على الغيب بظنين) فغيرها (بضنين) (الآية: ٢٤).
وأحب أن أعقب أن مكيّا، وأبا عمرو، وعليّا، ويعقوب، قرءوا «بظنين» أى: متهم، وأن الباقين قرءوا «بضنين» أى: ببخيل.
هذه هى الأحرف التى يروى أن الحجاج غيّرها فى مصحف عثمان.
وأحب أن أزيد الأمر وضوحا ولا أتركه على إيهامه هذا الذى يثير شكّا ويكاد القول فيه على ظاهره يعطى للحجاج أن يغيّر فى كتاب الله:
١- لقد رأيت كيف روى أبو بكر السجستانى هذا الخبر فى كتابه «المصاحف» فى مكانين بسندين، وهما وإن اتفقا، إلا أن ثانيهما رواه أبو بكر فى أسلوب يهوّن فيه من شأن المسند إليه الخبر.
٣- ولقد رأيت كذلك أن ثلاثة منها لم يقرأ بها أحد من القراء، وهى «شريعة» التى غيرت إلى «شرعة»، و «آتيكم» التى غيرت إلى «أنبئكم» و «معائشهم»، التى غيرت إلى «معيشتهم».
ونحن نعرف:
٤- أن الحجاج كان من حفّاظ القرآن المعدودين.
٥- وأن الحجاج كانت على يديه الجولة الثانية فى نقط المصاحف وشكلها، بعد أن كانت الجولة الأولى على يد الصحابة، وكانت جولة الصحابة بداية لم تشمل القرآن كله بل كانت نوعا من التيسير.
يقول الدانى «١» بسند متّصل عن قتادة: بدءوا فنقطوا ثم خمّسوا ثم عشّروا- وهو يعنى الصحابة. ثم يقول فى إثر هذا: هذا يدل على أن الصحابة وأكابر التابعين هم المبتدئون بالنّقط ورسم الخموس والعشور.
وفى الجولة الثانية خلاف، فمن الرّواة من يعزوها إلى أبى الأسود الدؤولى بعد أن طلبها منه زياد، ومنهم من يعزوها إلى يحيى بن يعمر العدوانى، وكان ذلك عن طلب الحجّاج.
ويقول الدانى: إن هذا هو الأعرف.
وما نظن الحجاج، وهو الحافظ للقرآن- كان بعيدا عن يحيى بن يعمر، كما لم يكن عثمان بعيدا عن زيد بن ثابت، وسعيد.
وبهذا نستطيع أن نقول:
١- إن هذه الأحرف الثلاثة التى لم يقرأ بها أحد لم تكن منقوطة ولا مشكولة، فميزها النقط وبيّنها، وكانت على ألسنة الناس كما كانت على لسان الحجّاج، بدليل أنها لم ترد فى قراءة، ولا ندرى كيف قامت هذه دعوى.
٢- إن الأحرف الثمانية الباقية، فيها قراءات، كما مر بك، والمشهور منها ما يعزى إلى الحجّاج أنه أثبته، ولكن من أتّى لنا أن هذا الذى يقال إنّ الحجاج أثبته لم يكن، وأن رسم مصحف عثمان كان يشتمل عليه، وأن الحجاج لم يفعل غير أن بيّنه وميّزه.
إذن فالذى يعزى إلى الحجاج فعله عزى إلى عثمان أنه فعله من قبله، ولا يمنع أن يكون هذا كله- أعنى الأحرف الثمانية- كانت مقروء مصحف عثمان، وأن الحجّاج حين نقط وشكل ميّز الرّسم وبينه، يستوحى فى ذلك من مقروئه ومقروء الناس الذين يقرءون مصحف عثمان.
وإذن فلا تغيير للحجّاج فى كتاب الله، ولم يكن ما فعل غير تبيين رسم وتمييزه، وما نظن الحجاج خرج فيما فعل على مصحف عثمان بقراءة أخرى، بل نكاد نؤيد أنه التزم فيها مقروء مصحف عثمان، وأنه لم يفعل غير التمييز والتبيين، بدليل تلك التى سقناها عن «لم يتسن» و «لم يتسنه»، وأن الحجاج فيما فعل كان حريصا على أن يمكّن للمصحف الإمام، وأن ينفى عنه ما عساه أن يكون دخل عليه من قراءات.
١٥- القراءات
وقد مر بك الرأى فى القراءات السبع،
وفى قوله صلى الله عليه وسلم: «نزل القرآن على سبعة أحرف»،
وأن المراد: على سبعة أوجه من اللّغات: متفرقة فى القرآن «١».
ولقد روى عن عمر أنه قال: نزل القرآن بلغة مضر.
وإذا رجعنا نحصى قبائل مضر وجدناها سبع قبائل، وهى: هذيل، وكنانة، وقيس، وضبة، وتيم الرباب، وأسد بن خزيمة، وقريش.
كما يروى عن ابن عباس أنه قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن، واثنان لسائر العرب.
والعجزهم: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف، وكان يقال لهم: عليا هوازن.
كما يروى عن أبى حاتم السّجستانى أنه قال: نزل القرآن بلغة قريش، وهذيل، وتميم، والأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر.
كما يرى السّيوطى فى «الإتقان «٢» » آراء غير مسندة، منها:
(١) أنها سبع لغات متفرقة لجميع العرب، كل حرف منها لقبيلة مشهورة.
(٢) أنها سبع لغات: أربع لعجز هوازن، وثلاث لقريش.
(٢) الإتقان (ص: ٤٧). [.....]
(٤) أنها لغة الكعبين: كعب بن عمر، وكعب بن لؤى، ولهما سبع لغات.
وهذا الخبر مسند لابن عباس من طريق آخر غير الطريق الأول الذى روى به خبره السابق.
وهذا الاختلاف فى التعيين لا يضير فى شىء، فثم لغات سبع مفرقة فى القرآن، أخبر الرسول عن جملتها ولم يخبر عن تفصيلها، وكان هذا التفصيل مكان الاجتهاد بين المجتهدين.
وليس معنى الحديث أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات، بل اللغات السبع مفرقة، تقرأ قريش بلغتها، وتقرأ هذيل بلغتها، وتقرأ هوازن بلغتها، وتقرأ اليمن بلغتها.
وفى ذلك يقول أبو شامة نقلا عن بعض شيوخه: أنزل القرآن بلسان قريش، ثم أبيح للعرب أن يقرءوه بلغاتهم التى جرت عادتهم باستعمالهم على اختلافهم فى الألفاظ والإعراب «١».
ويعقب ابن الجوزى على هذه الأحرف السبعة يقول: وأما وجه كونها سبعة أحرف، دون أن لم تكن أقل أو أكثر، فقال الأكثرون: إن أصول قبائل العرب تنتهى إلى سبعة، وإن اللغات الفصحى سبع، وكلاهما دعوى.
وقيل: ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص، بل المراد السّعة والتيسير، وأنه لا حرج عليهم فى قراءته بما هو فى لغات العرب، من حيث إن الله تعالى أذن لهم فى ذلك.
والعرب يطلقون لفظ السبع والسبعين والسبعمائة ولا يريدون حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص، بل يريدون الكثرة والمبالغة من غير حصر «٢».
وكانت هذه اللغات علمها إلى الرسول، قد أحاطه الله بها علما، وحين يقرأ الهذلى بين يديه (عتّى حين) وهو يريد (حتّى حين) «٣» يجيزه، لأنه هكذا يلفظ بها ويستعملها.
وحين يقرأ الأسدى بين يديه (تسود وجوه) «٤» بكسر التاء في «تسود»، و (ألم أعهد إليكم) «٥» بكسر الهمزة فى «أعهد» يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
وحين يهمز التّميمى على حين لا يهمز القرشى، يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
(٢) النشر فى القراءات العشر (٢٥- ٢٦).
(٣) المؤمنون: ٥٤- الصافات: ١٧٤ و ١٧٨- الذاريات: ٤٧.
(٤) آل عمران: ١٠٦.
(٥) يس: ٦٠.
وحين يقرأ قارئهم (هذه بضاعتنا ردت إلينا) «٣» بإشمام الكسر مع الضم فى «ردت» يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
وحين يقرأ قارئهم (مالك لا تأمنا) «٤» بإشمام الضم مع الإدغام فى ميم «تأمنا» يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل، وتكليفه غير هذا عسير.
وحين يقرأ قارئهم «عليهم» و «فيهم» بالضم، ويقرأ قارئ آخر «عليهمو» و «فيهمو» بالصلة، يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
وحين يقرأ قارئهم (قد أفلح) و «قل أوحى» و «خلو إلى» بالنّقل، يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
وحين يقرأ قارئهم «موسى» و «عيسى» و «سبأ» بالإمالة يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
وحين يقرأ قارئهم «خبيرا» و «بصيرا» بالتّرقيق، يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
وحين يقرأ قارئهم «الصلوات» و «الطلاق» بالتفخيم، يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل «٥».
ويفسر لك هذا ما
روى عن «عمر» قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة «الفرقان» على غير ما أقرؤها، وقد كان النبى ﷺ أقرأ نيها، فأتيت به النبىّ ﷺ فأخبرته، فقال له: اقرأ، فقرأ تلك القراءة. فقال: هكذا أنزلت، ثم قال لى: أقرأ، فقرأت. فقال: هكذا أنزلت، ثم قال: هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرءوا منه ما تيسر «٦».
وكذلك يفسر لك هذا ما
روى عن «أبىّ» قال: دخلت المسجد أصلّى فدخل رجل فافتتح «النحل» فقرأ، فخالفنى فى القراءة. فلما انتقل قلت: من أقرأك؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم جاء رجل فقام يصلّى، فقرأ وافتتح «النحل»، فخالفنى وخالف صاحبى، فلما انتقل قلت: من أقرأك؟ قال: رسول
(٢) هود: ٤٤.
(٣) يوسف: ٦٥.
(٤) يوسف: ١١.
(٥) تأويل مشكل القرآن (ص: ٣٠) - النشر فى القراءات العشر (١: ٢٩).
(٦) المرجعان السابقان.
ويقول ابن قتيبة: «ولو أن كل فريق من هؤلاء أمر أن يزول عن لغته وما جرى عليه اعتياده طفلا وناشئا وكهلا لا شتدّ ذلك عليه، وعمّت المحنة فيه، ولم يمكنه إلا بعد رياضة للنفس طويلة، وتذليل للسان، وقطع للعادة «١» ».
١٦- القراء
ولقد كانت كتابة المصحف بلغة قريش، أو بحرف قريش، بذلك أمر عثمان زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزّبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وهم ينسخون المصاحف، وقال لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت فى شىء فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم.
وأرسل عثمان المصاحف إلى الأمصار، وأخذ كلّ أهل مصر يقرءون بما فى مصحفهم، يتلقّون ما فيه عن الصحابة الذين تلقّوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قاموا بذلك مقام الصحابة الذين تلقّوه عن النّبى صلى الله عليه وسلم، فكان بالمدينة نفر، منهم: ابن المسيّب، ومعاذ بن الحارث، وشهاب الزّهرى، وكان بمكة نفر، منهم: عطاء، وطاووس، وعكرمة، وبالكوفة نفر، منهم: علقمة، والشّعبى، وسعيد بن جبير، وبالبصرة نفر، منهم: الحسن، وابن سيرين، وقتادة، وبالشام نفر، منهم: المغيرة بن أبى شهاب المخزومى، صاحب عثمان بن عفان.
ثم تجرد قوم للقراءة واعتنوا بضبطها أتمّ عناية حتى صاروا فى ذلك أئمة يقتدى بهم، ويرحل إليهم.
ويؤخذ عنهم، وأجمع أهل بلدهم على تلقى قراءتهم بالقبول، ولم يختلف عليهم فيها أثنان، ولتصدّيهم للقراءة نسبت إليهم.
فكان بالمدينة نفر، منهم: أبو جعفر يزيد بن القعقاع، ثم نافع بن أبى نعيم.
وكان بمكة نفر، منهم: عبد الله بن كثير، ومحمد بن محيصن.
وكان بالكوفة نفر، منهم: سليمان الأعمش، ثم حمزة، ثم الكسائى.
وكان بالبصرة نفر، منهم: عيسى بن عمر، وأبو عمرو بن العلاء.
غير أن القرّاء بعد هذا كثروا وتفرّقوا فى البلاد، وانتشروا فى الأقطار، وكاد يدخل على هذا العلم ما ليس فيه، فشمّر لضبطه وتنقيته أئمّة مشهود لهم، منهم:
(١) الإمام الحافظ الكبير أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد الدانى، من أهل دانية بالأندلس، وكانت وفاته سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وكتابه فى هذا الباب هو: «التيسير».
(٢) الإمام المقرئ المفسر أبو العباس أحمد بن عمارة بن أبي العبّاس المهدوى، المتوفّى بعد الثلاثين وأربعمائة، وله كتاب «الهداية».
(٣) الإمام أبو الحسن طاهر بن أبى الطيب بن أبى غلبون الحلبى، نزيل مصر، وتوفى بها سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وله كتاب: «التّذكرة».
(٤) الإمام أبو محمد مكّى بن أبى طالب القيروانى، وكانت وفاته سبع وثلاثين وأربعمائة بقرطبة، وله كتاب: «التّبصرة».
(٥) الإمام أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل، المعروف بأبى شامة، وله كتاب: والمرشد الوجيز».
وكان رائد هؤلاء جميعا، فيما أخذوا فيه، أن كل قراءة وافقت العربيّة ولو بوجه، ووافقت المصحف الإمام، وصحّ سندها، فهى قراءة صحيحة لا يجوز ردّها ولا يحل إنكارها، وإذا اختل ركن من هذه الأركان كانت تلك القراءة ضعيفة، أو شاذة، أو باطلة.
وفى ظل هذه القيود التى أجمع عليها القراء:
(١) الموافقة للعربية ولو بوجه.
(٢) الموافقة للمصحف الإمام، ولو احتمالا.
(٣) أن يصح سندها.
قام الأئمة بتأليف كتب فى القراءات، وكان أول إمام جمع القراءات فى كتاب هو أبو عبيد القاسم ابن سلام، المتوفى سنة أربع وعشرين ومائتين. وقد جعل القراءات نحوا من خمس وعشرين قراءة.
وتوالى بعده أئمة مؤلّفون جمعوا القراءات فى كتب، منهم من جعلها عشرين، ومنهم من زاد، ومنهم من نقص، إلى أن كان الأمر إلى أبى بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، فاقتصر على قراءات سبع
ثم جاء بعدهم من رفعها إلى عشر، نذكر منهم إماما متأخرا وهو: ابن الجزرى أبو الخير محمد بن محمد، المتوفى سنة ٨٣٣ هـ، وكتابه هو: النّشر فى القراءات العشر.
والقرّاء الثلاثة الذين زادوا على السبعة، هم: يزيد بن القعقاع، فى المدينة، ويعقوب الحضرمى، فى البصرة، وخلف البزّاز، فى الكوفة.
هذا غير قراء جاءوا بقراءات شاذة، كان على رأسهم ابن شنبوذ، المتوفى سنة ٣٢٨، ثم أبو بكر العطّار النحوى المتوفى سنة ٣٥٤ هـ.
١٧- رأى ابن قتيبة فى القراءات
وقد لخص ابن قتيبة وجوه الخلاف فى القراءات، فقال «١» :
وقد تدبّرت وجوه الخلاف فى القراءات فوجدتها سبعة أوجه:
أولها: الاختلاف فى إعراب الكلمة، أو فى حركة بنائها بما لا يزيلها عن صورتها فى الكتاب ولا يغيّر معناها، نحو قوله تعالى: (هؤلاء بناتى هنّ أطهر لكم) - هود: ٧٨- و (أطهر لكم) بالنصب-، (وهل نجازى إلّا الكفور) - سبأ: ١٧- و (هل يجازى إلّا الكفور)، (ويأمرون النّاس بالبخل) النساء: ٤٧، الحديد: ٢٤ و (بالبخل) بفتح الباء والخاء و (فنظرة إلى ميسرة) - البقرة: ٢٨٠- و (ميسرة) بضم السين.
ثانيها: أن يكون الاختلاف فى إعراب الكلمة وحركات بنائها بما يغيّر معناها، ولا يزيلها عن صورتها فى الكتاب، نحو قوله تعالى (ربّنا باعد بين أسفارنا) سبأ: ١٩، و (ربّنا باعد بين أسفارنا)، الأولى على صيغة الأمر، والثانية على صيغة الماضى، و (إذا تلّقونه بألسنتكم) النور: ١٥- و (تلقونه) بفتح فكسر فضم: و (وادّكر بعد أمّة) يوسف: ٤٥- و «أمه» أى: نسيان.
ثالثها: أن يكون الاختلاف فى حروف الكلمة دون إعرابها بما يغيّر معناها، ولا يزيل صورتها، نحو قوله تعالى: (وانظر إلى العظام كيف ننشزها) - البقرة: ٢٥٩- و (ننشرها) بالراء، و (حتى إذا فزّع عن قلوبهم) سبأ: ٢٣- و (فرّغ) بالراء والغين المعجمة.
(م ٢٤- الموسوعة القرآنية- ج ١) [.....]
خامسها: أن يكون الاختلاف فى الكلمة بما يزيل صورتها ومعناها، نحو قوله تعالى: (وطلع منضود) الواقعة: ٢٩، و (طلح).
سادسها: أن يكون الاختلاف بالتقديم والتأخير، نحو قوله تعالى: (وجاءت سكرة الموت بالحقّ) ق: ١٩، وفى موضع آخر: (وجاءت سكرة الحقّ بالموت).
سابعها: أن يكون الاختلاف بالزيادة والنقصان، نحو قوله تعالى: (وما عملت أيديهم) و (وما عملته أيديهم) يس: ٣٥، ونحو قوله: (إنّ الله هو الغنىّ الحميد) لقمان: ٢٦، و (إنّ الله الغنىّ الحميد).
ثم قال ابن قتيبة:
فإن قال قائل: هذا جائر فى الألفاظ المختلفة إذا كان المعنى واحدا، فهل يجوز أيضا إذا اختلفت المعانى؟
قيل له: الاختلاف نوعان: اختلاف تغاير واختلاف تضادّ.
فاختلاف التضاد لا يجوز، ولست واجده بحمد الله فى شىء من القرآن إلا فى الأمر والنّهى من الناسخ والمنسوخ.
واختلاف التغاير جائز، وذلك مثل قوله: «وادّكر بعد أمّة» أى بعد حين، و «بعد أمه» أى بعد نسيان له، والمعنيان جميعا، وإن اختلفا، صحيحان، لأن ذكر أمر يوسف بعد حين وبعد نسيان له، وكقوله: «إذ تلقّونه بألسنتكم» أى تقبلونه وتقولونه، و «تلقونه» من الولق، وهو الكذب، والمعنيان جميعا، وإن اختلفا، صحيحان، لأنهم قبلوه، وقالوه وهو كذب.
وكقوله: (ربّنا باعد بين أسفارنا) على طريق الدعاء والمسألة، و (ربّنا باعد بين أسفارنا) على جهة الخبر، والمعنيان، وإن اختلفا، صحيحان.
وكقوله: (وأعتدت لهنّ متّكأ) وهو الطعام، و (وأعتدت لهنّ متّكأ) بضم الميم وسكون التاء وفتح الكاف، وهو الأترجّ، فدلت هذه القراءة على معنى ذلك الطعام.
وكذلك «فزّع عن قلوبهم» و «فزّغ»، لأن «فزّع» : خفّف عنها الفزع، وفرّغ: فرّغ عنها الفزع.
ثم قال ابن قتيبة: وكل ما فى القرآن من تقديم أو تأخير، أو زيادة أو نقصان، فعلى مثل هذه السبيل.
١٨- تعقيب على القراءات
والأمر فى القراءات كما يبدو لك، ينحصر فى أحوال ثلاث:
الأولى- وهى تتصل بأحرف العرب أو لغاتها- وهى التى قدمنا منها مثلا فى الإمالة، والإشمام والتّرقيق، والتفخيم، وغير ذلك، مما لفظت به القبائل ولم تستطع ألسنتها غيره، وهذا الذى قلنا عنه:
إنه المعنىّ بالأحرف السبعة التى جاءت فى الحديث.
وما من شك فى أن ذلك كان رخصة للعرب يوم أن كانوا لا يستطيعون غيره، وكان من العسير عليهم تلاوة القرآن بلغة قريش.
ثم ما من شك فى أن هذه الرّخصة قد نسخت بزوال العذر وتيسّر الحفظ، وفشوّ الضبط، وتعلم القراءة والكتابة «١».
وإليك ما قاله الطبرى بعد أن عرفت ما قاله الطحاوى، يقول الطبرى:
ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه اختلاف الناس فى القراءة، وخاف من تفرّق كلمتهم، جمعهم على حرف واحد، وهو هذا المصحف الإمام، واستوثقت له الأمّة على ذلك، بل أطاعت ورأت أن فيما فعله الرّشد والهداية، وتركت القراءة بالأحرف السبعة التى عزم عليها إمامها العادل فى تركها، طاعة منها له، ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملّتها، حتى درست من الأمة معرفتها، وعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها وعفّو آثارها.
فإن قال من ضعفت معرفته: وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهم إيّاها رسول الله ﷺ وأمرهم بقراءتها؟ قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة.
وما نرى صحيحا هذا الذى ذهب إليه القراء من تأويلات كثيرة تكاد تحمّل الكلمة عشرين وجها، أو ثلاثين، أو أكثر من ذلك، حتى لقد بلغت طرق هذه القراءات للقراءات العشر فقط تسعمائة وثمانين طريقة.
فلقد كان هذا اجتهادا من القراء، ولكنه كان إسرافا فى ذلك الاجتهاد، وإنك لو تتبعب ما عقّب به الزّمخشرى فى تفسيره على القرّاء لوجدت له الكثير مما ردّه عليهم ولم يقبله منهم. فلقد عقب على ابن عامر، فى قراءته لقوله تعالى: (وكذلك زيّن للمشركين قتل أولادهم شركاؤهم) (الأنعام: ١٣٧)، فلقد قرأها ابن عامر (زيّن للمشركين قتل أولادهم شركائهم) برفع «القتل»، ونصب «الأولاد»، وجر «الشركاء»، على إضافة «القتل»، إلى «الشركاء» والفصل بينهما بغير الظرف.
فقال الزمخشرى: فهذا لو كان فى مكان الضّرورات- وهو الشّعر- لكان شيئا مردودا، فكيف به فى الكلام المنثور، وكيف به فى القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته، والذى حمله على ذلك أن رأى فى بعض المصاحف «شركائهم» مكتوبا بالياء.
ويعقّب الزمخشرىّ مرة أخرى على أبى عمرو حين يدغم الراء فى اللام فى قوله تعالى:
(فيغفر لمن يشاء) (البقرة: ٢٨٤، آل عمران: ١٢٩، المائدة: ٢٠ و ٤٣، الفتح: ١٤) فيقرؤها أبو عمرو: (فيغفلمن يشاء). ويقول الزمخشرى: ومدغم الراء فى اللام لاحن مخطئ خطأ فاحشا، وروايه عن أبى عمرو مخطئ مرتين، لأنه يلحن، وينسب إلى أعلم الناس بالعربية ما يؤذن بجهل عظيم.
وكذلك تتّبع ابن قتيبة القرّاء وأحصى لهم الكثير، وفى ذلك يقول: وما أقلّ من سلم من هذه الطبقة فى حرفه من الغلط والوهم «١».
ونحن حين نمكن لهذه القراءات أن تعيش نكون كمن يحاول أن يخرج على ما أراده عثمان، ومعه علىّ من قبل، ثم الصّحابة، على وحدة القرآن تلاوة. هذا بعد أن صح لنا أن هذه القرآت اجتهاد، وأن رسم المصحف، وإهماله نقطا وشكلا، جرّ إلى شىء منها.
وليست تخلو هذه الحروف من أن تكون على مذهب من مذاهب أهل الإعراب فيها، أو أن تكون غلطا من الكاتب.
فإن كانت على مذهب النحويين، فليس هاهنا لحن بحمد الله.
وإن كانت خطأ فى الكتابة، فليس على الله ولا على رسوله ﷺ جناية الكاتب فى الخط.
ولو كان هذا عيبا يرجع على القرآن لرجع عليه كل خطأ وقع فى كتابة المصحف من طريق التهجّى، فقد كتب فى الإمام: (إنّ هذن لساحران) بحذف ألف التثنية، وكذلك ألف التثنية تحذف فى هجاء هذا المصحف فى كل مكان. وكتب كتّاب المصحف: الصّلوة والزّكوة، والحيوة، بالواو، واتبعناهم فى هذه الحروف خاصة على التيمّن بهم «١».
فنحن إذن بين رسم لكتّاب كان ما رسموا آخر الجهد عندهم، ولقد حفظ الله كتابه بالحفظة القارئين أكثر مما حفظه بالكتّاب الكاتبين، ثم كانت إلى جانب الحفظة حجة أخرى على الرسم، وهى لغة العرب، أقامت الرسم لتدعيم الحفظ ولم تقم الحفظ لتدعيم الرسم، وكان هذا ما عناه عثمان حين قال: أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها. ولقد أقامته بألسنتها، وتركت الرسم على حاله ممثّلا فى مصحفه الإمام، الذى كان حريصا على أن تجتمع عليه الأمة الإسلامية، ومن أجل ذلك أحرق ما سواه.
غير أن ما فعله عثمان لم يقض على كل خلاف، وأوسع فى هذا الخلاف بقاء المصحف الإمام غير منقوط ولا مشكول، كما مرّ بك.
من أجل ذلك كان أول شىء عمله الحجّاج، بعد ما فرغ من نقط المصحف وشكله، أن وكل إلى «عاصم الجحدرى»، و «ناجية بن رمح»، و «على بن أصمع»، أن يتتبّعوا المصاحف وأن يقطعوا كل مصحف يجدونه مخالفا لمصحف عثمان، وأن يعطوا صاحبه ستّين درهما. وفى ذلك يقول الشاعر:
وإلّا رسوم الدّار قفرا كأنّها | كتاب محاه الباهليّ ابن أصمعا «٢» |
(٢) تأويل مشكل القرآن (ص: ٣٧).
الثالثة: وهى التى تتصل بإحلال كلمة مكان كلمة، أو تقديم كلمة على كلمة، أو زيادة أو نقصان.
وما أظن هذه تكون كلمة تذكر بعد أن أصبح فى أيدينا المصحف الإمام، هيّأه لنا عثمان فى الأولى، وزفّه إلينا الحجاج فى الثانية، وما كان هذا العملان إلا خطوتين: خطوة دعّمت خطوة، فى سبيل الوحدة الكاملة لكتاب الله، كما حفظه الله على لسان الحفظة من الصحابة والتابعين.
وآخر ما نختم به الحديث عن القراءات قول الزركشى فى كتابه «البرهان» حيث يقول:
«القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان:
فالقرآن: هو الوحى المنزل على محمد ﷺ للبيان والإعجاز.
والقراءات السبع متواترة عند الجمهور، وقيل: بل مشهورة، والتحقيق أنها متواترة عن الأئمة السبعة.
أما تواترها عن النبى ﷺ ففيه نظر».
١٩- رسم المصحف
ومن الناظرين فى رسم القرآن: فريق صرفهم الإجلال له عن أن يفصلوا بين ما هو وحى من عند الله حرّك به لسان رسوله، وبين ما صوّره كتّاب الرّسول حروفا وكلمات.
وأنت تعرف أن الكلمة الواحدة قد تختلف صورة رسمها على أيدى كتبة يكتبون عن ممل واحد، إذا اختلفت طرق تلقّيهم للإملاء، غير أنهم حين يلفظون هذه الكلمة مجمعون على نطق واحد.
وما من شك فى أن القرآن الكريم تعرّض رسمه لهذا الخلاف، وكان حفظ الله له فى بقاء حفظته، يعى الناس عنهم أكثر مما يعون عن القراءة، وكانوا بهذا مطمئنين، وحين عدت العاديات على الحفظة بدأ الخوف يدب، وبدأ تفكير الصحابة يتّجه إلى ما هو أبقى، أعنى جمع القرآن مكتوبا.
وكانت محاولة أبى بكر وعمر التى مرّت بك، واجتمع للناس قرآنهم مكتوبا، وبدأ شغلهم بما هو
وما كانت الأمة العربية عهد كتابة الوحى أمة عريقة فى الكتابة، وما كان كتّاب النبىّ ﷺ إلا صورة من العصر البادئ فى الكتابة، ولم تكن الكتابة العربية بالأمس البعيد على حالها اليوم من التجويد والكمال إملاء ورسما. وإن نظرة فى رسم المصحف، وما يحمل من صور إملائية تخالف ما استقر عليه الوضع الإملائى أخيرا، لتكشف لك عما كان العرب عليه إملاء، وعما أصبحنا عليه نحن.
وحين أطل عهد عثمان كاد اختلاف الناس فى قراءة المرسوم يجر إلى خروجهم على المحفوظ، من أجل هذا فزع عثمان إلى نفر من الصحابة كتبوا للرسول وحيه، ليدركوا هذا المرسوم، كى يخرجوا منه بصورة خطيّة تصوّر ما أجمع عليه الحفّاظ.
وقد لا يفوتك أن الخط العربى عصر كتابة الوحى إلى أيام عبد الملك بن مروان لم يكن عرف النقط المميّز للحروف فى صورته الأخيرة، كما لم يكن عرف شكل الكلمات، وبقى المصحف المرسوم ينقصه النّقط فى صورته الأخيرة وينقصه الشّكل، وعاش يحميه حفظ الحفاظ من اللحن.
غير أن الأمة العربية كانت قد انتشرت وأظلّ الإسلام تحت لوائه أمما مختلفة، وأصبح الحفظ فى هذه البيئة الواسعة، وبين هؤلاء الأقوام المختلفين، لا يغنى غناءه أيّام أن كانت البيئة محدودة والأقوام غير مختلفين، من هنا كان لا بد من نقط وشكل على يد «الحجّاج» كما مرّ بك.
ولقد كانت هذه المراحل التى مرّ بها جمع القرآن وكتابته ونقطه وشكله نتيجة لقصور الكتابة العربية والخطّ العربى. إذ لو كانا فى كمالهما اليوم لما احتاج القرآن فى رسمه إلى مرحلة بعد مرحلة، ولكتب يوم أن كتب للمرة الأولى فى صورة أخيرة.
ونحن بحمد الله، على الرغم من بعد عهدنا بنزول القرآن، لم نبعد عن وعيه كما أنزل، تصديقا لقوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ، غير أنه يجب أن يلفتنا إلى قرآننا ما لفت الشيخين أبا بكر وعمر إليه، ثم ما لفت عثمان إليه، ثم ما لفت الحجّاج إليه. فهذه لفتات أحسّ فيها أصحابها الخوف من أن يمسّ القرآن سوء، فجمعوه للناس مكتوبا يوم أن خافوا ذهاب الحفّاظ. ثم جمعوا الناس على مصحف واحد يوم أن خافوا تفرق الناس على مصاحف، ثم نقطوه وضبطوه يوم أن خافوا أن يتفرّق الناس فى قراءته.
ولقد مر بك كيف كان الوحى يكتب، وعلى أى شىء كان يكتب، ثم: من كانوا كتابه.
ومر بك أيضا كيف جمعه أبو بكر وعمر، ثم كيف كتب عثمان مصحفه الإمام، وأرسل منه مصاحف أربعة إلى الأمصار: مكة. والبصرة. والكوفة، والشام، وأنه أبقى اثنين آخرين فى المدينة، اختص نفسه بواحد منهما.
ومنذ أن دخلت هذه المصاحف الأمصار أقبل المسلمون ينسخونها، ولقد نسخوا منها عددا كثيرا لا شك فى ذلك.
فنحن نقرأ للمسعودى وهو يتكلم على وقعة صفّين، التى كانت بين علىّ ومعاوية، وما أشار به عمرو ابن العاص من رفع المصاحف، حين أحسّ ظهور «علىّ» عليه: «ورفع من عسكر معاوية نحو من خمسمائة مصحف «١» ».
وما نظن هذا العدد الذى رفع من المصاحف فى معسكر معاوية كان كل ما يملكه المسلمون حينذاك.
والذى نظنه أنه كان بين أيدى المسلمين ما يربى على هذا العدد بكثير، هذا ولم يكن قد مضى على كتابة عثمان لمصحفه الإمام، وإرساله إلى الأمصار، ما يزيد على سنين سبع.
والجديد الذى نحب أن نسوقه هنا نقلا عمن نظروا فى نشأة الخط العربى «٢» : أن العرب كانوا قبيل الإسلام يكتبون بالخط الحيرىّ- نسبة إلى الحيرة- ثم سمى هذا الخط بعد الإسلام بالخط الكوفى.
وهذا الخط الكوفى فرع- كما يقولون- من الخط السّريانى، وأنه على الأخص طور من أطوار قلم للسّريان كانوا يسمونه «السّطر نجيلى»، وكان السريان يكتبون به الكتاب المقدّس، وعن السريان انتقل إلى العرب قبل الإسلام، ثم كان منه الخط الكوفى، كما سبق القول.
ولقد كان للعرب إلى جانب هذا القلم الكوفى قلم نبطى، انتقل إليهم من حوران مع رحلاتهم إلى الشام، وعاش العرب ولهم هذان القلمان: الكوفى والنّبطىّ، يستخدمون الكوفى لكتابة القرآن، ويستخدمون النّبطىّ فى شئون أخرى.
وبالخط الكوفى كانت كتابة المصاحف، غير أنه كان أشكالا، واستمر ذلك إلى القرن الخامس
(٢) كشف الظنون (١: ٧١٠- ٧١٤) فهرست ابن النديم (٢٤- ٢٦) الخط العربى لخليل نامى.
تاريخ الخط العربى لمحمد طاهر الكردى. (وانظر: الخط العربى والمصاحف. كلمة تقديم قبل للباب الثالث من هذا المجلد).
فلقد كتب القرآن بالكوفى أيام الخلفاء الراشدين، ثم أيام بنى أمية، وفى أيام بنى أمية صار هذا الخط الكوفى إلى أقلام أربعة. ويعزون هذا التشكّل فى الأقلام إلى كاتب اسمه «قطبة» وكان كاتب أهل زمانه، وكان يكتب لبنى أمية المصاحف.
وفى أوائل الدولة العباسية ظهر «الضّحاك بن عجلان» ومن بعده «إسحاق بن حمّاد»، فإذا هما يزيدان على «قطبة»، وإذا الأقلام العربية تبلغ اثنى عشر قلما: قلم الجليل، قلم السجلات، قلم الديباج، قلم اسطور مار الكبير، قلم الثلاثين، قلم الزنبور، قلم المفتتح، قلم الحرم، قلم المؤامرات، قلم العهود، قلم القصص، قلم الحرفاج.
وحين ظهر الهاشميون حدث خط يسمى: العراقى، وهو المحقن. ولم تزل الأقلام تزيد إلى أن انتهى الأمر إلى المأمون فأخذ كتّابه يتجويد خطوطهم، وظهر رجل يعرف «بالأحول المحرر»، فتكلم على رسوم الخط وقوانينه وجعله أنواعا.
ثم ظهر قلم «المرصع»، وقلم «النساخ»، وقلم «الرياس»، نسبة إلى ذى الرياستين الفضل بن سهل، وقلم الرقاع، وقلم غبار الحلبة.
فزادت الخطوط على عشرين شكلا، ولكنها كلها من الكوفى. حتى إذا ما ظهر ابن مقلة (٣٢٨ هـ) نقل الخط من صورة القلم الكوفى إلى صورة القلم النسخى، وجعله على قاعدة جميلة كانت أساسا لكتابة المصاحف.
وينقل المقرّى عن ابن خليل السّكونى: أنه شاهد يجامع «العديس» بأشبيلية ربعة مصحف فى أسفار ينحى به لنحو خطوط الكوفة، إلا أنه أحسن خطّا وأبينه وأبرعه وأتقنه، وأن أبا الحسن بن الطّفيل بن عظيمة قال له: هذا خط ابن مقلة.
ثم يقول المقرّى: وقد رأيت بالمدينة المنورة- على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- مصحفا بخط ياقوت المستعصمى «١».
ولقد كانت وفاة ياقوت هذا سنة ٦٩٨ هـ «٢»، وكان سبّاقا فى هذا الميدان.
(٢) الفهرست لابن النديم (ص: ٩) طبعة مصر.
ويقال إن عمر بن عبد العزيز قال له: أريد أن تكتب لى مصحفا على هذا المثال. فكتب له مصحفا تنوّق فيه. فأقبل عمر يقلبّه ويستحسنه واستكثر ثمنه فردّه عليه.
ومالك بن دينار مولى أسامة بن لؤى بن غالب، ويكنى: أبا يحيى. وكان يكتب المصاحف بأجر.
ومات سنة ثلاثين ومائتين.
ثم أورد ابن إسحاق نفرا من كتاب المصاحف بالخط الكوفى وبالخط المحقق المشق، وقد رآهم جميعا.
والذى لا شك فيه أن هذه الأقلام المختلفة تبارت فى كتابة المصحف، كما كتب بأقلام غير هذه، ذكر منها الكردى فى كتابه (تاريخ الخط العربى) قلمين هما: سياقت، وشكسته، وأورد لهما نماذج.
وظلت المصاحف على هذه الحال إلى أن ظهرت المطابع سنة ١٤٣١ م، وكان أول مصحف طبع بالخط العربى فى مدينة «همبرج» بألمانيا، ثم فى «البندقية» فى القرن السادس عشر الميلادى.
وحين أخذت المطابع تشيع كثر طبع المصحف، إذ هو كتاب المسلمين الأول وعليه معتمدهم.
٢١- تجزئة المصحف
ولقد سقنا لك الحديث عن عدد سور القرآن، وعدد كلماته، وعدد حروفه، وما نظن هذا كله بدأ مع السنين الأولى أيام كان المسلمون مشغولين بجمع القرآن وتدوينه، عهد أبى بكر وعمر، ثم عهد عثمان، وما نظنه إلا تخلّف زمنا بعد هذا إلى أيّام الحجّاج.
ولقد كان المسلمون والوحى لا يزال متصلا، يختصون يومهم بنصيب من القرآن، يخلون إلى أنفسهم ساعة من يومهم هذا يتلون فيها ما تيسّر، يفرض كلّ منهم على نفسه جزءا بعينه، وإلى هذا يشير ما
روى عن المغيرة بن شعبة، قال: استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بين مكة والمدينة، فقال:
إنه قد فاتنى الليلة جزئى من القرآن، فإنى لا أوثر عليه شيئا «١».
وما نشك فى أن هذه التجزئة كانت فرديّة، أى إن مرجعها كان لكلّ فرد على حدة، ونكاد نذهب إلى أنها لم تكن على التّساوى.
عند هذه، وبعد أن استوى المصحف بين أيديهم مكتوبا، كان عدّ السور وعد الكلمات وعد الآيات، ولا يعنى هذا أن المسلمين الأول أيام الرسول كانوا بعيدين البعد كله عن هذا كله، بل إن ما نعنيه هو الإحصاء المستوعب الشامل، وأمّا غيره فما نظننا ننكره على المسلمين الأول، من ذلك ما
روى عن ابن مسعود أنه قال: أقرأنى رسول الله ﷺ سورة من الثلاثين من آل حم. يعنى الأحقاف.
ويقول السيوطى: كانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت الثلاثين «١».
ولكن هذا الاستيعاب الشامل لم يكن إلا مع أيام الحجاج، ودليلنا على هذا: ما يرويه أبو بكر بن أبى داود يقول: جمع الحجاج بن يوسف الحفّاظ والقرّاء- ويقول أبو بكر: وكنت منهم- فقال الحجاج: أخبرونى عن القرآن كله كم هو من حرف؟ قال أبو بكر: فجعلنا نحسب حتى أجمعوا أن القرآن ثلاثمائة ألف حرف وأربعين ألفا وسبعمائة ونيف وأربعين حرفا.
قال الحجّاج: فأخبرونى إلى أى حرف ينتهى نصف القرآن. فحسبوا فأجمعوا أنه ينتهى فى الكهف وَلْيَتَلَطَّفْ (الآية: ١٩، فى الفاء).
قال الحجاج: فأخبرونى بأسباعه على الحروف؟ قال أبو بكر: فإذا أول سبع فى النساء فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ (الآية: ٥٥، فى الدال). والسبع الثانى فى الأعراف أُولئِكَ حَبِطَتْ (الآية: ١٤٧، فى التاء) والسبع الثالث فى الرعد أُكُلُها دائِمٌ (الآية: ٣٥، فى الألف آخر أُكُلُها، والسبع الرابع فى الحج وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً (الآية: ٣٤، فى الألف)، والسبع الخامس فى الأحزاب وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ (الآية: ٣٦، فى الهاء)، والسبع السادس فى الفتح الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ (الآية: ٦، فى الواو) والسابع ما بقى من القرآن.
قال الحجاج: فأخبرونى بأثلاثه؟ قالوا: الثّلث الأول رأس مائة من براءة. والثلث الثانى رأس إحدى ومائة آية من طسم الشعراء، والثلث الثالث ما بقى من القرآن.
كانت هذه نظرة الحجاج مع القراء والحفاظ، وكانت تجزئته للقرآن بوفق عدد حروفه، ولقد رأيناه كيف جزّأه نصفين، ثم أسباعا، ثم أثلاثا، ثم أرباعا.
وما نظن الحجاج كان يستملى فى هذه التجزئة إلا عن تفكير فى التيسير، فجعله نصفين على القارىء المجد، ثم أثلاثا على اللاحق، ثم أرباعا على من يتلو اللاحق، ثم أسباعا على من يريد أن يتمه فى أسبوع، وكانت ذلك هى النهاية التى أحبها الحجّاج للمسلمين، وكأنه لم يحب لهم أن يتجاوزوها، لذلك لم يمض مع القراء والحفاظ يسألهم عما بعدها، ونحن نعلم أن الحجاج كان يقرأ القرآن كله فى كل ليلة «١».
وحين نظر الحجاج فى القرآن يجزئه هذه التجزئة التى تحدها الحروف، بدأ غيره من بعده ينظرون فى تجزئة القرآن تجزئة تمليها الآيات، فقسموه أنصافا، وأثلاثا، وأرباعا، وأخماسا، وأسداسا، وأسباعا وأثمانا، وأتساعا، وأعشارا.
وما نظن هؤلاء الذين جاءوا فى إثر الحجاج بهذه التجزئة التى تخالف تجزئة الحجاج كانوا يستملون إلا عن مثل ما استملى الحجاج عنه، وهو التيسير، ثم الإرخاء فى هذا التيسير، ثم تخصيص كل يوم بنصيب لا يزيد ولا ينقص، وكان أقصى ما أرادوه لكل مسلم أن يتم قراءة القرآن فى أيام لا تعدو العشرة.
ولقد مر بك قبل، عند الكلام على عد آيات القران، ما كان من خلاف يسير علمت سببه، ولكن هذا الخلاف اليسير فى عد الآيات جر إلى خلاف يسير فى هذه التجزئة.
ولقد كانت فكرة الحجاج، وفكرة من جاء بعد الحجاج، فى تجزئة القرآن هى التيسير على التّالى، ولكن الحجاج كان متشدّدا، متشددا على نفسه أولا، كما رأيت، فلم يجاوز فى تيسيره إلى غير سبعة أيام، ولكن من جاءوا بعد الحجّاج لم يكونوا على تشدّد الحجاج فأرخوا شيئا فى التيسير وزادوا الأيام إلى عشرة.
وما وقف التيسير عند هذا الحد الذى انتهى إليه الذين جاءوا فى إثر الحجاج، بل نرى الميسّرين أرخوا للقارئين إلى أن يلغوا بهم الثلاثين، فإذا القرآن مجزّا إلى ثلاثين جزءا.
١- كتاب أسباع القرآن لحمزة بن حبيب بن عمارة الزيات. ولقد كانت وفاة حمزة سنة ١٥٨ هـ.
٢- كتاب أجزاء ثلاثين، عن أبى بكر بن عياش، ولقد كانت وفاة أبى بكر بن عياش سنة ١٩٣ هـ «١».
وما يعنينا الكتاب الأول، فلقد علمنا أن تجزئة القرآن أسباعا، كانت على يد الحجاج حروفا، وقد تكون على يد حمزة آيات، نقول لا تعنينا هذه ولكن تعنينا الثانية، فهى تدلنا على أن تجزئة القرآن إلى ثلاثين جزءا، وهى التجزئة التى عليها مصاحفنا اليوم، تجزئة قديمة انتهت إلى أبى بكر بن عياش، بهذا يشعرنا أسلوب ابن النديم، إذ لم يعز الكتاب لأبى بكر وإنما قال: عن أبى بكر بن عياش.
إذن فتجزئة القرآن ثلاثين جزءا لم تغب عن القرن الثانى الهجرى، ولا يبعد أن تكون دون منتهاه بكثير، فقد كان مولد أبى بكر بن عياش سنة ست وتسعين من الهجرة، والرجل يصلح للتلقّى والرواية مع الخامسة والعشرين من عمره، أى إن أبا بكر بن عياش كان رجل رواية وتلقّ مع العام العشرين بعد المائة الأولى من الهجرة.
وهذه التجزئة الأخيرة، أعنى تجزئة القرآن ثلاثين جزءا، هى التجزئة التى غلبت وعاشت، ولعل ما ساعد على غلبتها يسرها، ثم ارتباطها بعدد أيام الشهر، ونحن نعلم كم تجد هذه التجزئة إقبالا عظيما فى شهر رمضان من كل عام، وما نظن الذين جزءوا انتهوا إلى هذه التجزئة الأخيرة فى مرحلة واحدة متجاوزين التجزئة العشرية إلى التجزئة الثلاثينية، والذى نقطع به أنه كانت ثمة تجزئات بين هاتين المرحلتين لا ندرى تدرجها، ولكن يعنينا أن نقيّد أن ثمة تجزئة تقع في عشرين جزءا، تحتفظ بها مكتبة دار الكتب المصرية.
وبهذه التجزئة- أى إلى ثلاثين جزءا- أصبح القرآن يعرض أجزاء منفصلة كل جزء على حدة، وأصبحنا نراه فى المساجد- لا سيما فى شهر رمضان- محفوظا فى صناديق بأجزائه الثلاثين، كل مجموعة فى صندوق، يقدمه الراغبون فى الثواب إلى المختلفين إلى المساجد رغبة فى تلاوة نصيب من القرآن.
ولعل تسمية الأجزاء الثلاثين بهذا الاسم جاءت من إطلاق المحلّ على الحال فيه.
ولكن هذا التيسير الأخير جر إلى تيسير آخر يتصل به، وما نشك فى أن الدافع إليه كان التيسير هنا على الحافظين، بعد أن كان التيسير قبل على القارئين، وفرق بين أن تيسّر على قارئ وبين أن تيسر على حافظ.
من أجل هذه فيما نظن كان تقسيم الأجزاء الثلاثين إلى أحزاب، كل جزء ينقسم إلى حزبين، ثم تقسيم الحزب إلى أرباع، كل حزب ينقسم إلى أربعة أرباع.
وعلى هذا التقسيم الأخير طبعت المصاحف، واعتمد هذا التقسيم على الجانب الراجح بين القراء فى عدد الآيات، فأنت تعلم هذا الخلاف الذى بينهم:
فالمدنيون الأول يعدون آيات القرآن ٦٠٠٠ آية والمدنيون المتأخرون يعدون آيات القرآن ٦١٢٤ آية والمكيون المتأخرون يعدون آيات القرآن ٦٢١٩ آية والكوفيون يعدون آيات القرآن ٦٢٦٣ آية والبصريون يعدون آيات القرآن ٦٢٠٤ آية والشاميون يعدون آيات القرآن ٦٢٢٥ آية وفى هذا الخلاف كان ثمة ترجيح، وثمة اتفاق وثمة تغليب. وقد انبرى لهذا «السّفاقسى» فى كتابه «غيث النفع». ولقد اعتمد السفاقسى على رجلين سبقاه فى هذه الصناعة، هما: أبو العباس أحمد بن محمد بن أبى بكر القسطلانى فى كتابه «لطائف الإشارات فى علم القراءات»، والقادرى محمد، وكتابه «مسعف المقرئين معبين المشتغلين بمعرفة الوقف والابتداء»، وانتهى إلى الرأى الراجح أو المتّفق عليه، وبهذا أخذ الذين أشرفوا على طبع المصحف طبعته الأخيرة فى مصر، وخرج يحمل الإشارات الجانبية الدالّة على مكان الأجزاء والأحزاب وأرباع الأحزاب.
٢٢- الناسخ والمنسوخ:
النسخ، لغة: إبطال الشىء ورفعه، والمتكلمون عن النسخ فى القرآن يجعلونه على ثلاثة أضرب:
١- ما نسخ خطه وحكمه، ويروون فى ذلك عن أنس أنه قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى
كما يروون عن ابن مسعود أنه قال: أقرأنى رسول الله ﷺ آية فحفظتها وكتبتها فى مصحفى، فلما كان الليل رجعت إلى مصحفى فلم أرجع منها بشىء، وغدوت على مصحفى فإذا الورقة بيضاء.
فأخبرت النبى صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يابن مسعود، تلك رفعت البارحة.
وهذا قسم يكاد سرده يدل عليه ويكشف عن سقوطه، فما أجّل الله حكيما عليما. وما كانت الرسالة تجربة بشرية يجوز عليها تعديل أو الوقوع فيما سينقض بعد حين. ولقد كان الرسول يحدّث المسلمين بحديثه ويقرأ عليهم وحى السماء، ولقد كان عليه السلام يعارضهم فيما حملوه عنه على التوالى حرصا على سلامة الوحى من أن يختلط به غيره، وكم من سامع خلط ما بين ما هو وحى وبين ما هو حديث للرسول، ولكنه كان بعد حين قليل مردودا إلى السلامة حين يلقى الرّسول، أو يقابل صحابيّا على بصيرة بما هو وحى وما هو حديث. وسرعان ما كانت تستقيم الأمور، ويبين هذا من ذاك، حتى إذا ما حان أن يقبض الله إليه رسوله كانت العرضة الأخيرة للقرآن، ولم تكن إلا لهذا ومثله.
٢- ما نسخ خطّه وبقى حكمه. ويروون لهذا خبرا عن عمر بن الخطاب، يقول:
لولا أكره أن يقول الناس قد زاد فى القرآن ما ليس فيه لكتبت آية الرّجم وأثبتها، فو الله لقد قرأناها على رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ترغبوا عن آبائكم فإن ذلك كفر بكم. الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم».
وأحسب أن عمر لو صح هذا عنه، وأنه سمعها عن الرسول ما تخلّف عن أن يكتبها، ثم ألم يسمعها مع «عمر» غيره فيجعل منه شاهدا معه، إن كان «عمر» لا يرى أنه وحده مجزئ، اللهم إن هذا ينقض علينا تلك المعارضات التى كانت تتمّ بين الرسول والقارئين، وينقض علينا التفكير السليم، وما نحب لمن يعالج ما يتصل بكتاب الله إلا أن يكون ذا تفكير سليم.
٣- ما نسخ حكمه وبقى خطّه، وهذا شىء يقتضيه التشريع والانتقال من حكم إلى حكم، مثال ذلك الآيات التى تتصل بالقبلة، والتى انتهت بقوله تعالى يخاطب نبيّه: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ «١» وكانت قبلها فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ «٢».
(٢) البقرة: ١١٥. [.....]
قوله عليه الصلاة والسلام: «أحلّت لنا ميتتان ودمان: السّمك والجراد والكبد والطّحال»
يستثنى شيئا من الميتة المذكورة فى القرآن.
وقد عد الناظرون فى هذا نحوا من ١٤٤، منها:
(١) ثلاثون آية فى البقرة (٢) عشر آيات فى آل عمران (٣) أربع وعشرون آية فى النساء (٤) تسع آيات فى المائدة (٥) خمس عشرة آية فى الأنعام (٦) آيتان فى الأعراف (٧) ست آيات فى الأنفال (٨) إحدى عشرة آية فى التوبة (٩) ثمانى آيات فى يونس (١٠) أربع آيات فى هود (١١) آيتان فى الرعد (١٢) آية فى إبراهيم (١٣) خمس آيات فى الحجر (١٤) أربع آيات فى النحل (١٥) ثلاث آيات فى بنى إسرائيل (١٦) آية فى الكهف (١٧) خمس آيات فى مريم (١٨) ثلاث آيات فى طه (١٩) ثلاث آيات فى الأنبياء (٢٠) ثلاث آيات فى الحج (٢١) آيتان فى المؤمنين (٢٢) سبع آيات فى النور (٢٣) آيتان فى الفرقان (٢٤) آية واحدة فى النمل (٢٥) آية واحدة فى القصص (٢٦) آية واحدة فى العنكبوت (٢٧) آية واحدة فى الروم (٢٨) آية واحدة فى السجدة (٢٩) آيتان فى الأحزاب (٣٠) آية واحدة فى سبأ (٣١) آية واحدة فى الملائكة (٣٢) أربع آيات فى الصافات (٣٣) آيتان فى ص (٣٤) ثلاث آيات فى الزمر (٣٥) آيتان فى حم (المؤمن) (٣٦) آية واحدة فى حم (السجدة) (٣٧) سبع آيات فى الشورى (٣٨) آيتان فى الزخرف (٣٩) آية واحدة فى الدخان (٤٠) آيتان فى الجاثية
٢٣- المحكم والمشابه والحروف المقطعة فى أوائل السور
يذهب العلماء فى المحكم والمتشابه مذاهب، ويفرعها ابن حبيب النيسابورى إلى أقوال ثلاثة:
أولها: أن القرآن كله محكم، لقوله تعالى: كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ١١: ١ ثانيها: أنه كله متشابه، لقوله تعالى: كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ ٣٩: ٢٣ ثالثها: انقسامه إلى محكم ومتشابه، لقوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ، هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ٣: ٧ وكما اختلفوا فى هذه اختلفوا فى معنى المحكم ومعنى المتشابه، فقيل:
المحكم: ما عرف المراد منه، إما بالظهور وإما بالتأويل.
والمتشابه: ما استأثر الله بعلمه، كقيام الساعة، وخروج الدجال، والحروف المقطعة فى أوائل السور.
وقيل:
المحكم: ما وضح معناه، والمتشابه، نقيضه.
(م ٢٥- الموسوعة القرآنية- ج ١)
المحكم: ما لا يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا، والمتشابه: ما احتمل أوجها.
وقيل:
المحكم: ما كان معقول المعنى، والمتشابه بخلافه، كأعداد الصلوات، واختصاص الصيام برمضان دون شعبان.
وقيل:
المحكم: ما استقل بنفسه، والمتشابه: ما لا يستقل بنفسه إلا برده إلى غيره.
وقيل:
المحكم: ما لم تكرر ألفاظه، ويقابله المتشابه.
وقيل:
المحكم: الفرائض، والوعد، والوعيد، والمتشابه: القصص والأمثال.
وقيل:
المحكم: ناسخه، وحلاله، وحرامه، وحدوده، وفرائضه، وما يؤمن به ويعمل به.
والمتشابه: منسوخه ومقدمه ومؤخره وأمثاله وما يؤمن به ولا يعمل به.
وقيل:
المحكم: الحلال والحرام، وما سوى ذلك منه فهو متشابه، يصدق بعضه بعضا.
ثم اختلفوا بعد هذين فى المتشابه، هل يمكن الاطلاع على علمه، أولا يعلمه إلا الله؟
وكان مرد هذا إلى اختلافهم فى تفسيرهم قوله تعالى: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ٣: ٧ منهم من جعل الواو للاستئناف، وعلى هذا يكون السياق: والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا.
ومنهم من جعلها للعطف، وعلى هذا يكون السياق: والراسخون فى العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا «١».
ويقول ابن قتيبة «٢» : إن الله لم ينزّل شيئا من القرآن إلا لينفع به عباده، ويدل به على معنى أراده.
ويقول: فلو كان المتشابه لا يعلمه غيره للزمنا للطاعن مقال، وتعلّق علينا بعلّة.
(٢) تأويل مشكل القرآن (٧٢- ٧٣).
فقد علّم «عليّا» التّفسير، ودعا لابن عباس فقال: اللهم علّمه التأويل وفقّهه فى الدين.
ثم يقول ابن قتيبة: وبعد. فإنا لم نر المفسرين توقّفوا عن شىء من القرآن فقالوا: هذا متشابه لا يعمله إلا الله: بل أمرّوه كله على التفسير حتى فسروا الحروف المقّطعة فى أوائل السور.
ويقول ابن قتيبة فى تفسير قوله تعالى: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ «١» : فإن قال قائل: كيف يجوز فى اللغة أن يعلمه الرسخون فى العلم، وأنت إذا أشركت الراسخين فى العلم انقطعوا عن «يقولون»، وليست هاهنا فى نسق توجب للراسخين فعلين؟ قلنا له: إنّ «يقولون» هاهنا فى معنى الحال، كأنه قال: «والراسخون فى العلم قائلين آمنا به».
«٢» ثم اختلفوا بعد هذا فى تفسير الحروف المقطعة.
١- فمنهم من يجعلها أسماء للسور، تعرف كل سورة بما افتتحت به منها، فهى أعلام تدل على ما تدل عليه الأسماء من أعيان الأشياء وتفرّق بينها، فإذا قال القائل: قرأت «المص»، أو قرأت «ص»، أو «ن» دل بذلك على ما قرأ.
ولا يرد هذا أن بعض هذه الأسماء يقع لعدة سور، مثل، «حم» و «الم»، إذ من الممكن التمييز بأن يقول: حم السجدة، و «الم» البقرة، كما هى الحال عند وقوع الوفاق فى الأسماء، فتميّزها بالإضافات، وأسماء الآباء، والكنى.
٢- ويجعلها بعضهم للقسم، وكأن الله عز وجل أقسم بالحروف المقطّعة كلها، واقتصر على ذكر بعضها من ذكر جميعها، فقال «الم»، وهو يريد جميع الحروف المقطّعة، كما يقول القائل: تعلمت «أب ت ث» وهو لا يريد تعلّم هذه الأحرف دون غيرها من الثمانية والعشرين.
ولقد أقسم الله بحروف المعجم لشرفها وفضلها، إذ هى مبانى كتابه المنزل على رسوله.
٣- ويجعلها بعضهم حروفا مأخوذة من صفات الله تعالى، ويكون هذا فنّا من فنون الاختصار عند العرب.
(٢) تأويل مشكل القرآن (٢٣٠- ٢٣٩) لسان العرب (١: ٤- ٦).
قلت لها قفى... فقالت قاف
أى قالت: وقد وقفت، فأومأ بالقاف إلى معنى الوقوف.
وعلى هذا يجعل المفسرون كل حرف من هذه الحروف يشير إلى صفة من صفات الله.
فيقول ابن عباس مثلا فى تفسير قوله تعالى: كهيعص إن الكاف من كاف، والهاء من هاد، والياء من حكيم، والعين من عليم، والصاد من صادق.
هذا مجمل ما ذهب إليه المفسرون القدامى فى معانى هذه الحروف المقطعة وفى كل منها مقنع.
أما ما ذهب إليه المحدثون فى هذا فحسبك ما انتهى إليه «على نصوح الطاهر» فى كتابه «أوائل السور فى القرآن الكريم». وإليك مجمل ما قال فى خاتمة كتابه:
١- إن أوائل السور تقوم على حساب الجمل.
٢- إنها تبين عدد الآيات المكية أيام كان القرآن يخشى عليه من أعدائه فى مكة من أن يزيدوا فيه أو أن ينقصوا منه، ودليله على ذلك.
(ا) أنها وردت مع تسع وعشرين سورة من سور القرآن.
(ب) من هذه السور سبع وعشرون مكية واثنتان مدنيتان، هما البقرة وآل عمران.
(ح) أن هاتين السورتين المدنيتين نزلتا فى أوائل العهد المدنى، ولم يكن قد استقر أمر المسلمين كثيرا، فهو عهد أشبه بعهد مكة.
(د) أنه حين اشتد أمر المسلمين، وكانت كثرة من القارئين والكاتبين، لم تكن ثمة حروف مقطعة فى فواتح سور.
ولقد تتبع فى كتابه «أوائل السور فى القرآن الكريم» السّور ذات الفواتح، وطابق بين جملها والآيات المكية بها فإذا هو ينتهى إلى رأى شبه قاطع.
هذا مجمل ما للسلف عن المتشابه والمحكم عامة، ثم مجمل ما للسلف والخلف من المحدثين عن الحروف المقطعة فى أوائل السور خاصة.
وتكاد أراء السلف عن الشق الأول تملى تعقيبا، فالآيات الثلاث التى فرعوا عليها أحكامهم تكاد تكون كل آية منها لمعنى قائم بذاته.
وقوله تعالى: كِتاباً مُتَشابِهاً ٣٩: ٢٣، المراد بالتشابه هنا الاتفاق، إذ لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، وهذا دليل ثان من دلائل إعجاز القرآن.
وقوله تعالى: مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ٣: ٧، فالمراد أن من آياته ما جاء لغرض بعينه لا تشاركه فيه غيرها، ومنها ما جاءت حول غرض عام تشاركها فيه غيرها.
وعلى هذا يستوى لنا رأى ابن قتيبة ومن لفّ لفّه فى أنه ليس ثمة فى الكتاب الكريم شىء إلا وهو مناط تفكيرنا وتدبيرنا، وإعمال الرأى فيه، لأنه كتاب الله لعباده، نزله على رسوله ليبلغه عباده ليعملوا به وبما فيه، ولن يبلغوا هذا أو يقاربوه إلا إذا نظروا فى معانيه وتدبروها.
وقد كتب السلف عن الشق؟؟؟ الثانى وقالوا فيه ما رأوا، وإذ كان القرآن للناس إلى يوم الدين، يقول كل ما يرى، إذا ما بلغ مبلغ من يقول فى القرآن، فقد نقلنا لك هذا الرأى المحدث.
٢٤- البسملة، والاستعاذة، والسجدة
والبسملة عند الأكثرين آية تقرأ من أول كل سورة، غير «براءة».
والتعوذ قبل القراءة من السنة، لقوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ «١».
وصيغته المختارة: أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم.
وعند بعض السلف: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
وقال ابن الجزرى فى كتابه «النشر فى القراءات العشر» : المختار عند أئمة القراء الجهر بها.
ويسن السجود عند قراءة آية السجدة، وهى أربع عشرة آية، فى:
الأعراف: الرعد، النحل، الإسراء، مريم، وفيها «سجدتان»، الفرقان، النمل، الم، فصلت، النجم، إذا السماء انشقت، اقرأ باسم ربك.
وأما فى «ص» فمستحبة وليست من عزائم السجود، أى متأكداته.
كان «المسند» - هو الخط الحميرى، الذى كان مستعملا فى الأنبار والحيرة- المرحلة الثالثة من المراحل التى جازها الخط العربى، فلقد سبقته فى سلّم التّرقّى مرحلتان: المرحلة المصرية بفروعها الثلاثة: الهير وغليفية، والهيراطيقية، والديموطيقية، والمرحلة الفينيقية، نسبة إلى فينيقية، أرض كنعان.
ومن الحيرة انتقل هذا الخط «المسند» إلى الجزيرة العربية، وكان أقدم خط عرف بها، وسمى مع انتقاله «الجزم»، لأنه جزم، أى قطع من «المسند».
وبعد بناء الكوفة، فى عهد عمر بن الخطاب، سمى هذا الخط «المسند» : الخطّ الكوفى، نسبة إليها، وما إن عمرت الكوفة حتى رحلت إليها القبائل، وكان من بين القبائل الراحلة قبائل يمنية، وكان من بينها من يكتب بالخط المسند، فسرعان ما انتشر هذا الخط بين الكوفيين، وجوّدوا فيه، وأضافوا إليه حليات وزخرفات على شاكلة تلك التى كانت فى الخط السريانى المعروف باسم: «السطرنجيلى».
وحين انتهى الخط الكوفى إلى الحجاز كان بين مقوّر ومبسوط، وسمى الخط المقوّر باسم «اللين»، أو «النسخى»، وهو ما تكون عراقاته منخسفة إلى أسفل، وشاع استخدام هذا النوع من الخط فى الرقاع، والمراسلات، والكتابات العامة.
أما الخط «المبسوط»، وهو ما يعرف باسم «اليابس»، فلقد كانت عراقاته مبسوطة، وقصر استخدام هذا النوع من الخط على النقش فى المحارب، وأبواب المساجد والمعابد وجدرانها، وعلى كتابة المصاحف الكبيرة.
وكان كتّاب الرسول ﷺ يكتبون بالخط المقور «النسخى»، وبهذا الخط كتب زيد بن ثابت- رضى الله عنه- صحف القرآن فى خلافة أبى بكر بأمره وإشارة عمر بن الخطاب، رضى الله عنهما.
ويتبين لك الفرق بين الخطين واضحا فى تلك الصور الثلاث: فالصورتان الأولى والثانية تمثلان خطا بين بعث أولهما رسول الله ﷺ إلى المقوقس [ش: ١]، وبعث ثانيهما إلى المنذر بن سارى [ش: ٢].
وحين جمع القرآن بالمدينة، وأرسلت المصاحف إلى مكة، والشام، والبصرة، والكوفة، وغيرها، أقبل الناس على نسخ القرآن الكريم، وأصبحت لكل إقليم طريقة تميز بها عن غيره، وكان لها اسمها، ونشأ عن ذلك:
١- الخط المدنى، وكان يسمى: المحقق، والوراقى، نسبة إلى الوراقين الذين كانو يكتبون المصاحف بالخط المحقق أو النسخى.
٢- الخط المكى، ويتميز هذا الخط المكى والخط المدنى بأن فى لفاتهما تعويجا إلى يمنة اليد، أو إلى أعلى الأصابع، فى انضجاع يسير.
٣- الخط البصرى (الكوفى، الأصفهانى، العراقى)، وكان على ثلاثة أنواع: المدور، والمثلث، والتئم (وهو خط التعليق الذى بين الثلث والنسخ).
وحين أطل العهد الأموى، وأقبل الناس على تعلم العربية، أخذ الخط العربى يرقى، وظهر فى أواخر عهد بنى أمية رجل اسمه «قطبة» اشتهر بتجديد الخط، وكان على يديه انتقال الخط العربى من الشكل
وكان ثمة فى أيام «الوليد بن عبد الملك» كاتب مختصّ به، هو «خالد بن أبى الهياج»، انقطع لكتابة المصاحف للوليد، وكان مجوّدا فى كتابتها. «وابن أبى الهياج» هذا هو الذى كتب بالذهب على محراب مسجد النبى ﷺ فى المدينة سورة وَالشَّمْسِ وَضُحاها، وما بعدها من السّور إلى آخر القرآن الكريم، ولكن هذا كله للأسف ذهب ولم يبق له أثر.
وجاء من بعد «خالد بن أبى الهياج» رجل من كبار الزاهدين، كانت وفاته سنة إحدى وثلاثين ومائة من الهجرة، هو: مالك بن دينار، وكان «مالك» هو الآخر من المجددين فى كتابة المصاحف.
فلما كانت أيام «الرشيد» برز كاتبان من الكتّاب المجددين للمصاحف هما: خشنام البصرى، ومهدى الكوفى.
ويقول ابن النديم: ولم ير مثلهما إلى حيث انتهينا- أى إلى عصر ابن النديم- حتى إذا ما كانت أيام المعتصم ظهر «أبو حدى الكوفى»، وكان يكتب المصاحف اللطاف.
ثم كانت بعد «أبى حدى» جماعة من الكوفيين اشتهروا بكتابة المصاحف، منهم: ابن أم شيبان، والمسحور، وأبو حميرة، وأبو الفرج.
هذا إلى جماعة أخرى من الوراقين كانوا يكتبون المصاحف بالخط المحقق (المشق)، منهم: ابن أبى حسان، وابن الحضرمى، وابن زيد، والفريابى، وابن أبى فاطمة، وابن مجالد، وشراشير المصرى، وابن حسن المليح، وأبو حديدة، وأبو عقيل، وأبو محمد الأصفهانى، وأبو بكر أحمد بن نصر، وابنه أبو الحسن.
ولقد ظهر فى أوائل الدولة العباسية رجلان من أهل الشام عرفا بجودة الخط، وإليهما انتهت الرياسة فى ذلك العصر، هما: الضحاك بن عجلان، وكان فى خلافة السفاح، وإسحاق بن حماد، وكان فى خلافة المنصور والمهدى، وفى عهدهما بلغت الأقلام العربية اثنى عشر قلما، كان لكل قلم طريقته.
ثم انتهت رياسة الخط إلى ابنى مقلة: أبى على محمد بن مقلة، وعبد الله، وكان يضرب بخطهما المثل.
وعن الوزير «ابن مقلة» أخذ عبد الله بن محمد بن أسد (٤١٠ هـ)، وعن «ابن أحمد» أخذ «ابن البواب» (٤١٣ هـ)، وهو الذى أكمل قواعد الخط، وعن «ابن البواب» أخذ «محمد بن عبد الملك»، وعن «محمد بن عبد الملك» أخذت «شهدة زينب بنت الابرى» (٥٧ هـ) الكاتبة المحدّثة.
ولقد عنى الملوك الفاطميون ومن بعدهم بالخط العربى فجملوا به قصورهم، وعروشهم، وأدوات منازلهم، إلى غير ذلك مما لا تزال آثارهم بمصر إلى اليوم تنطق به.
وحين انتقلت الخلافة إلى الدولة العثمانية كانت للخلفاء العثمانيين عناية بتحسين الخط العربى وتهذيبه، فأنشئت فى الآستانة، سنة ١٣٢٦ هـ، مدرسة لتعليم الخط والنقش.
ثم حملت مصر العبء بعد ذلك، فأنشئت فى القاهرة مدرسة لهذا الغرض.
- ٢- ونحن نعرف أن «السريان» هم أول من وضع الشكل على الكلمات، وذلك عند ما دخلوا النصرانية وأخدوا فى نقل الكتاب المقدس إلى لغتهم، وكان الأسقف «يعقوب الرهاوى» أول من اخترع النقط التى كانت ترسم فى حشو الحروف، وكان ذلك سنة ٤٦٠ م، أى قبل الهجرة بنحو من ١٢١ سنة، ثم تحولت تلك النّقط إلى نقط مزدوجة تنوب عن الحركات الثلاث.
وحين انتشر الإسلام، وعمّ بقاعا مختلفة من الأرض، وخاف المسلمون ما خافه، «السريان» من قبل، فكروا فى النقط أو الشكل، ولعلهم استأنسوا فى ذلك بما فعله «السريان» من قبل، وكان أول من فعل ذلك أبو الأسود الدؤلى (٦٧ هـ) فى خلافة عبد الله بن الزبير.
وبدأ «أبو الأسود» فى شكل المصحف، بعد ما احتال عليه زياد بن سمية، الذى كان واليا على البصرة، فى ذلك، وعهد «أبو الأسود» - فيما يقال- إلى كاتب يحسن الكتابة، من بين كاتبين ثلاثين، بعثهم إليه زياد بن سمية، بأن يتولى الشكل، وقال له: خذ المصحف وصبغا يخالف لون المداد، فإذا رأيتنى فتحت شفتى بالحرف فانقط واحدة فوقه، وإذا كسرتها فانقط واحدة أسفله، وإذا ضممتها فاجعل النقطة بين يدى الحرف، فإن أتبعت شيئا من هذه الحركات غنّة فانقط نقطتين.
وأخذ «أبو الأسود» يقرأ القرآن فى تؤدة والكاتب يضع النّقط، وكلما أتم الكاتب صحيفة نظر فيها «أبو الأسود». ومضى على ذلك إلى أن أتم المصحف كله. ونلاحظ أن «أبا الأسود» ترك السكون بلا علامة.
وجاء من بعد «أبى الأسود» نصر بن عاصم، ثم أتباعه من بعده، فحوروا فى شكل النقط، فمنهم من جعلها مربعة، ومنهم من جعلها مدورة مطموسة، ومنهم من جعلها مدورة غير مطموسة.
وزاد أهل المدينة فجعلوا للحرف المشدد علامة على شكل قوس طرفاه إلى أعلى (؟؟؟)، يكون فوق الحرف المفتوح، ويكون تحت المكسور، وعلى شمال المضموم، وكانوا يضعون نقطة الفتحة داخل القوس، ونقطة الكسرة تحته، ونقطة الضمة إلى شماله، ثم استغنو عن النقط وقلبوا القوس مع الكسرة والضمة، فأصبح الحرف المشدد على هذا النحو:
١- المفتوح؟؟؟
٢- المكسور؟؟؟
٣- المضموم؟؟؟
ثم زيدت علامات أخرى فى الشكل، فوضعت للسكون جرة أفقية فوق الحرف منفصلة عنه، سواء أكان همزة أم غير همزة، والألف الوصل جرة فى أعلاها متصلة بها إن كانت قبلها فتحة، وفى أسفلها إن كانت قبلها كسرة، وفى أوسطها إن كانت قبلها ضمة، وذلك كله بالمداد الأحمر.
وابتدع أهل الأندلس ألوانا أربعة فى المصاحف، فجعلوا السواد للحروف، والحمرة للنقط «الشكل»، والصفرة للهمزات، والخضرة لألفات الوصل، وكانت طريقة «أبى الأسود» أكثر شيوعا فى المصاحف، وهاك صورا ثلاثا تمثلان الشكل قديما (ش: ٤ و ٥ و ٦).
ولقد عاش الناس زمن بنى أمية على النهج الذى رسمه «أبو الأسود» ثم «نصر بن عاصم»، حتى إذا كانت أيام الدولة العباسية أخذ الناس يجعلون الشكل من مداد الكتابة، للتيسير على الكاتب، غير أن ذلك جر إلى صعوبة، وهى اختلاط الشكل بالإعجام، لأن كلا منهما أصبح بمداد واحد، فكان لا بد من تغيير ثالث، وهذا ما انتهى إليه «الخليل بن أحمد»، فوضع تلك الطريقة التى عليها الناس الآن، وأصبح للشكل ثمانى علامات: الفتحة، والضمة، والكسرة، والسكون، والشدة، والمدة، والصلة، والهمزة.
وأخذ المشارقة بهذه الطريقة، وأباها الأندلسيون أولا، ثم مالوا إليها ثانيا.
ومن الخط الكوفى انبثق الخط المغربى، وهو من أقدم الخطوط العربية، وهو يسود شمالى إفريقية
ش: ٧ خط أندلسى وكذا تفرع من هذا الخط المغربى خط آخر فى السودان، وذلك بعد أن شاع الإسلام فى أواسط إفريقية، وأصبحت تمبكتو، التى أسست سنة ٦١٠ هـ، مركزا إسلاميّا، وإليها عزى الخط التمبكى أو «السودانى»، وهو يتميز عن غيره بكبره وغلظه.
- ٣- وقد قدمنا أن أول من أجاد خط المصاحف «خالد بن أبى الهياج»، ثم جاء على إثره من كانوا على فهم بالتذهيب والزخرفة، نذكر منهم: إبراهيم الصغير، واليقطينى، وأبا موسى بن عمار، وابن السفطى، وأبا عبد الله الخزيمى، ومحمد بن محمد الهمدانى.
وكان ثمة خطاطون وقفوا أقلامهم على كتاب الله لا يخطون غيره، ومنهم من كتب من المصاحف كثرة كثيرة، أيام أن لم تكن مطابع.
ولقد شجع الملوك والسلاطين هؤلاء الخطاطين على كتابة المصاحف، التى كانوا يحبسونها على المساجد، بما أغدقوا عليهم من نعم.
وقد أحصى المحصون لفريق من الخطاطين، الذين وقفوا أقلامهم على كتابة المصاحف، ما كتبوا من مصاحف، فإذا هذا الإحصاء يطالعك بأن منهم من كتب ألف مصحف، مثل: محمد بن عمر عرب زاده، وأن منهم من كتب خمسمائة، أو قريبا منها، مثل: ابن الخازن الحسين بن على، والقيصرى محمد بن أحمد، والكردى عمر بن محمد.
وكان من بين هؤلاء الخطاطين من له ألوان من الإبداع فى كتابة كتاب الله، منهم من كتب المصحف فى ثلاثين ورقة، وهو اللاهورى محمد روح الله.
فلقد كتب مصحفين على هذا النحو ملتزما بأن يكون أول كل سطر من الأسطر كلمة أولها حرف الألف، غير السطر الأول.
وكتب على بن محمد مصحفا فى درج من الورق بقلم النسخ، طوله سبعة أمتار وعرضه ثمانية سنتيمترات.
ومن هذه الإبداعات جملة تحتفظ بها دار الكتب المصرية، ومكتبة الأزهر، ومكتبة الروضة بالمدينة.
كما أن ثمة مصاحف بدار الكتب المصرية بخطوط مختلفة، منها:
١- مصحف بالخط الكوفى، وهو صورة مصورة عن مصحف عثمان، رضى الله عنه.
٢- مصحف بقلم كوفى على رق غزال، يقال إنه بقلم الإمام جعفر الصادق (١٤٨) هـ.
٤- مصحف السلطان برقوق، بقلم عبد الرحمن الصائغ (٨٠١ هـ)، وقد كتبه فى ستين يوما.
هذا إلى مصاحف أخرى يبلغ عددها نحوا من تسعة وثمانين ومائة (١٨٩ هـ) منها سبعة وعشرون بالخط الكوفى.
وعلى الرغم من شيوع الطباعة فلا تزال الكثرة من المصاحف يعهد بكتابتها إلى خطاطين معروفين، ثم تصور لتطبع بعد ذلك.
٢٦- هذا المصحف وهذا المصحف الذى نقدمه لك كتبه بخطّه شيخ المقارئ المصرية، محمد بن على بن خلف الحسينى، وكان من أعضاء اللجنة الأولى التى ألفت سنة ١٣٣٧ هـ، منه:
١- حفنى ناصف.
٢- مصطفى عنانى.
٣- أحمد الإسكندرى.
٤- نصر العادلى.
(ح) للإشراف على مراجعة كتاب الله قبل طبعه، فقامت بضبطه على ما يوافق رواية حفص بن سليمان ابن المغيرة الأسدى الكوفى لقراءة عاصم بن أبى النجود الكوفى التابعى، عن أبى عبد الرحمن عبد الله ابن حبيب السلمى، عن عثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، وزيد بن ثابت، وأبى بن كعب، عن النبى صلى الله عليه وسلم.
وأخذ هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصاحف التى بعث بها عثمان بن عفان إلى البصرة والكوفة والشام ومكة، والمصحف الذى جعله لأهل المدينة، والمصحف الذى اختص به نفسه، وعن المصاحف المنسوخة منها.
وكل حرف من حروفه يتفق ونظيره في كل مصحف من تلك المصاحف الستة، وكان الاعتماد فى ذلك كله على منظومة الشريشى الخراز محمد بن محمد «مورد الظمآن»، وشرحها لعبد الواحد بن عاشر الأنصارى الأندلسى.
وكان الاسترشاد فى عد آياته بما جاء فى كتاب «ناظمة الزهر» للشاطبى، وشرحها للمخللاتى أبى عيد رضوان، وكتاب أبى القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافى، وكتاب «تحقيق البيان» لشيخ القراء بالديار المصرية محمد المتولى.
وهذه الكتب كلها تنتهى أخذا عن الكوفيين، عن أبى عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمى، عن على بن أبى طالب، وهى متفقة على أن عدد آى القرآن الكريم: ٦٢٣٦.
أما عن بيان أوائل أجزائه المتمّة ثلاثين، وأحزابه المتمة ستين، وأرباعها فهذا مستقى من كتاب «غيث النفع» للسفاقسى، و «ناظمة الزهر» وشرحها، و «تحقيق البيان»، و «إرشاد القراء والكاتبين» للمخللاتى أبى عيد رضوان.
وعن هذه الكتب المتقدمة، وكتاب أبى القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافى، وكتب القراءات والتفسير، كان نبيين؟؟ المكى والمدنى.
وإلى شيخ القارئ المصرية محمد بن على بن خلف الحسينى كان بيان الوقوف وعلاماتها.
وكان الاعتماد فى بيان السجدات وأماكنها على كتب الفقه فى المذاهب الأربعة.
كما كان أخذ بيان السكتات الواجبة عند حفص من «الشاطبية» وشروحها.
هذا كله كان جهد اللجنة الأولى، وما من شك فى أنه كان جهدا عظيما، غير أنه حين فكر فى طبع هذا المصحف طبعة ثانية سنة ١٣٧١ هـ- ١٩٥٢ م- وهى هذه التى بين يديك- ألفت لهذا الغرض لجنة، من:
١- على محمد الضباع.
٢- محمد على النجار.
٣- عبد الفتاح القاضى.
٤- عبد الحليم بسيونى.
٦- إبراهيم إطفيش.
وكان على هذه اللجنة أن تنظر فى المصحف نظرة ثانية، فإذا هى تستدرك على الطبعة الأولى أشياء قليلة، منها ما هو خاص بالرسم، ومنها ما هو خاص بالضبط، ومنها ما هو خاص بالوقوف، ومنها ما هو خاص بترجمات السور، وها هى ذى تلك الاستدراكات، وقد أدخلت كلها على الطبعة الثانية التى تضمها هذه الموسوعة:
الكلمة/ الآية/ السورة/ الطبعة الأولى/ الطبعة الثانية كلمة/ ١٣٧؟؟ / الأعراف «٧» / بتاء مربوطة/ بتاء مفتوحة «كلمت». وقد أجمعت جميع//// الطرق عن حفص على الوقف عليها بالتاء، //// مراعاة لرسمها.
للطاغين/ ٥٥/ ص «٣٨» // ٢٢/ السبأ «٧٨» / بالألف بعد الطاء/ كتبت فيها بدونها، كما رسم فى الآيتين:
/// ٣٠، الصافات «٣٧» //// ٣١، القلم «٨٨» ٢- الضبط:
(ا) كلمة «قائم» من قوله تعالى: أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ الرعد ١٣: ٣٣، كتبت الهمزة فوق صورة الياء، وحقها أن تكتب تحتها على الأصل كنظائرها فى المصحف.
(ب) ضبطت فى أواخر بعض السور وأوائل تالياتها كلمات ضبطا مبنيّا على أساس أن آخر السورة موصول بأول التى تليها، من غير اعتداد بالبسملة بين السورتين، وهذا لا يتفق وطريقة حفص، إذ أن جميع الطرق عنه مجمعة على الفصل بالبسملة بين السورتين.
الباب الثالث علوم القران
١ المكى والمدنى
المنزل من القرآن على أربعة أقسام: مكى، ومدنى، وما بعضه مكى وبعضه مدنى، وماليس بمكى ولا مدنى. وللناس فى المكى والمدنى اصطلاحات ثلاثة.
أشهرها أن المكى ما نزل قبل الهجرة.
والمدنى ما نزل بعدها، نزل بمكة أم المدينة عام الفتح، أو عام حجة الوداع أم بسفر من الأسفار.
وقيل: ما نزل بمكة وما نزل فى طريق المدينة قبل أن يبلغ النبى ﷺ المدينة فهو من المكى، وما نزل على النبى صلّى الله عليه وسلم فى أسفاره بعد ما قدم المدينة فهو من المدنى.
الثانى: أن المكى ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدنى ما نزل بالمدينة، وعلى هذا تثبت الواسطة، فما نزل بالأسفار لا يطلق عليه مكى ولا مدنى.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «أنزل القرآن فى ثلاثة أمكنة: مكة، والمدينة، والشام،
يعنى بيت المقدس ويدخل فى مكة ضواحيها كالمنزل بمنى وعرفات والحديبية، وفى المدينة ضواحيها كالمنزل ببدر وأحد وسلع.
الثالث: أن المكى ما وقع خطابا لأهل مكة، والمدنى ما وقع خطابا لأهل المدينة، ولم يرد عن النبى صلّى الله عليه وسلّم فى ذلك قول، لأنه لم يؤمر به، وعن ابن عباس قال: سألت أبىّ بن كعب عما نزل من القرآن بالمدينة، فقال: بها سبع وعشرون سورة وسائرها بمكة.
وقال ابن عباس: سورة الأنعام نزلت بمكة جملة واحدة، فهى مكية، إلا ثلاث آيات منها نزلن بالمدينة: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ إلى تمام الآيات الثلاث، وما تقدم من السور مدنيات. ونزلت بمكة سورة الأعراف، ويونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر، والنحل، سوى ثلاث آيات من آخرها، فإنهن نزل بين مكة
ونزل بالمدينة سورة الأنفال، وبراءة، والنور، والأحزاب، وسورة محمّد، والفتح، والحجرات، والحديد، وما بعدها إلى التحريم.
عن عكرمة، والحسين بن أبي الحسن، قالا: أنزل الله من القرآن بمكة: (اقرأ باسم ربك) ون، والمزمل، والمدثر، وتبت يدا أبى لهب، وإذا الشمس كوّرت، وسبح اسم ربك الأعلى، والليل إذا يغشى، والفجر، والضحى، وألم نشرح، والعصر، والعاديات، والكوثر، وألهاكم التكاثر، وأرأيت، وقل يا أيها الكافرون، وأصحاب الفيل، والفلق، وقل أعوذ برب الناس، وقل هو الله أحد، والنجم، وعبس، وإنا أنزلناه، والشمس وضحاها، والسماء ذات البروج، والتين والزيتون، ولإيلاف قريش، والقارعة، لا أقسم بيوم القيامة، والهمزة، والمرسلات، وق، ولا أقسم بهذا البلد، والسماء والطارق، واقتربت الساعة، وص، والجن، ويس، والفرقان، والملائكة، وطه، والواقعة، وطسم، وطس، وطسم، وبنى إسرائيل،
وما نزل بالمدينة: ويل للمطففين، والبقرة، وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، والمائدة، والممتحنة، والنساء، وإذا زلزلت، والحديد، ومحمّد، والرعد، والرحمن، وهل أتى على الإنسان، والطلاق، ولم يكن، والحشر، وإذا جاء نصر الله، والنور، والحج، والمنافقون، والمجادلة، والحجرات، ويا أيها النبى لم تحرّم، والصف، والجمعة، والتغابن، والفتح، وبراءة. ، والفاتحة، والأعراف، وكهيعص.
عن ابن عباس، قال: كانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله فيها ما شاء، وكان أول ما أنزل من القرآن: (اقرأ باسم ربك) ثم ن، ثم يا أيها المزمل، ثم يا أيها المدثر، ثم تبت يدا أبى لهب، ثم إذا الشمس كورت، ثم سبح اسم ربك الأعلى، ثم والليل إذا يغشى، ثم والفجر، ثم والضحى، ثم ألم نشرح، ثم والعصر، ثم والعاديات، ثم إنا أعطيناك، ثم ألهاكم التكاثر، ثم أرأيت الذى يكذب، ثم قل يا أيها الكافرون، ثم ألم تر كيف فعل ربك، ثم قل أعوذ برب الفلق، ثم قل أعوذ برب الناس، ثم قل هو الله أحد، ثم والنجم، ثم عبس، ثم إنا أنزلناه فى ليلة القدر، ثم والشمس وضحاها، ثم والسماء ذات البروج، ثم والتين، ثم لإيلاف قريش، ثم القارعة، ثم لا أقسم بيوم القيامة، ثم ويل لكل همزة، ثم والمرسلات، ثم ق، ثم لا أقسم بهذا البلد، ثم والسماء والطارق، ثم اقتربت الساعة، ثم ص، ثم الأعراف، ثم قل أوحى، ثم يس، ثم الفرقان، ثم الملائكة، ثم كهيعص، ثم طه، ثم الواقعة، ثم طسم الشعراء، ثم طس، ثم القصص، ثم بنى إسرائيل، ثم يونس، ثم هود، ثم يوسف، ثم الحجر، ثم الأنعام، ثم الصافات، ثم لقمان، ثم سبأ، ثم الزمر، ثم حم، ثم حم السجدة، ثم حمعسق، ثم حم الزخرف، ثم الدخان، ثم الحاثية، ثم الأحقاف، ثم الذاريات، ثم
فهذا ما أنزل الله بمكة، ثم أنزل بالمدينة سورة البقرة، ثم الأنفال، ثم آل عمران، ثم الأحزاب، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم إذا زلزلت، ثم الحديد، ثم القتال، ثم الرعد، ثم الرحمن، ثم الإنسان، ثم الطلاق، ثم لم يكن، ثم الحشر، ثم إذا جاء نصر الله، ثم النور، ثم الحج، ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم الصف، ثم الفتح، ثم المائدة، ثم براءة.
وعن على بن أبى طلحة، قال: نزلت بالمدينة سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحج، والنور، والأحزاب، والذين كفروا، والفتح، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والصف، والتغابن، ويا أيها النبىّ إذا طلقتم النساء، ويا أيها النبىّ لم تحرّم، والفجر، والليل، وإنا أنزلناه فى ليلة القدر، ولم يكن، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله، وسائر ذلك بمكة.
وعن قتادة. قال: نزل فى المدينة من القرآن: البقرة وآل عمران، والنساء، والمائدة، وبراءة، والرعد، والنحل، والحج، والنور، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والحديد، والرحمن، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، ويا أيها النبىّ لم تحرم، إلى رأس العشر، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله، وسائر القرآن نزل بمكة.
وقيل: المدنى باتفاق عشرون سورة، والمختلف فيه اثنتا عشرة سورة، وما عدا ذلك مكى باتفاق.
(سورة الفاتحة) الأكثرون على أنها مكية، وورد أنها أول ما نزل.
(سورة الحجر) مكية باتفاق.
(سورة النساء) زعم النحاس أنها مكية. وقيل نزلت عند الهجرة.
(سورة يونس) المشهور أنها مكية، (سورة الرعد) عن ابن عباس وعن علىّ بن أبى طلحة أنها مكية، وفى بقية الآثار أنها مدنية.
ويؤيد القول بأنها مدنية ما
أخرجه الطبرانى وغيره عن أنس أن قوله: اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى إلى قوله: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ نزل فى قصة أريد بن قيس، وعامر بن الطفيل، حين قدما المدينة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وقيل: إنها مكية إلا: هذانِ خَصْمانِ الآيات، وقيل: إلا عشر آيات، وقيل: مدنية إلا أربع آيات: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إلى:
عَقِيمٍ وقيل: كلها مدنية، وقيل: هى مختلطة فيها مدنى ومكى، وهو قول الجمهور.
(سورة الفرقان) الجمهور على أنها مكية، وقال الضحاك: مدنية.
(سورة يس) حكى أبو سليمان الدمشقى قولا أنها مدنية، قال: وليس بالمشهور.
(سورة ص) حكى الجعبرى قولا أنها مدنية، خلاف حكاية جماعة الإجماع على أنها مكية.
(سورة الحجرات) حكى قول شاذ أنها مكية.
(سورة الرحمن) الجمهور على أنها مكية، وهو الصواب.
(سورة الحديد) الجمهور على أنها مدنية، وقال قوم: أنها مكية، ولا خلاف أن فيها قرآنا مدنيا، لكن يشبه صدرها، أن يكون مكيا.
(سورة الصف) المختار أنها مدنية.
(سورة الجمعة) الصحيح أنها مدنية.
(سورة التغابن) قيل: مدنية، وقيل: مكية إلا آخرها.
(سورة الملك) فيها قول غريب، أنها مدنية.
(سورة الإنسان) قيل: مدنية، وقيل مكية إلا آية واحدة: وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (سورة المطففين) قيل: إنها مكية لذكر الأساطير فيها، وقيل: مدنية لأن أهل المدينة كانوا أشد الناس فسادا فى الكيد، وقيل: نزلت بمكة إلا قصة التطفيف، وقال قوم: نزلت بين مكة والمدينة.
(سورة الأعلى) الجمهور على أنها مكية. وقيل: إنها مدنية لذكر صلاة العيد وزكاة الفطر فيها (سورة الفجر) فيها قولان حكاهما ابن الغرس، قال ابن الغرس: قال أبو حيان: والجمهور أنها مكية.
(سورة البلد) قيل فيها قولان. وقوله: بِهذَا الْبَلَدِ يردّ القول بأنها مدنية.
(سورة الليل) الأشهر أنها مكية، وقيل: مدنية لما ورد فى سبب نزولها من قصة النخلة، وقيل: فيها مكى ومدنى.
(سورة لم يكن) الأشهر أنها مكية.
(سورة الزلزلة) فيها قولان.
(سورة والعاديات) فيها قولان.
(سورة ألهاكم) الأشهر أنها مكية.
(سورة أرأيت) فيها قولان.
(سورة الكوثر) الصواب أنها مدنية.
(سورة الإخلاص) فيها قولان.
(المعوّذتان) المختار أنهما مدنيتان لأنهما نزلتا فى قصة سحر لبيد بن الأعصم.
فى بعض السور التى نزلت بمكة آيات نزلت بالمدينة فألحقت بها. وكل نوع من المكى والمدنى منه آيات مستثناة. (البقرة) استثنى منها آيتان: فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ. (الأنعام) استثنى منها تسع آيات وقيل: نزلت الأنعام كلها بمكة. إلا آيتين نزلتا بالمدينة فى رجل من اليهود، وهو الذى قال: ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ وقيل: الأنعام مكية إلا: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ والآية التى بعدها.
(الأعراف) مكية إلا آية: وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ.
(الأنفال) استثنى منها: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا الآية نزلت بمكة.
(براءة) مدنية إلا آيتين: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ إلى آخرها.
(يونس) استثنى منها: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ الآيتين. وقوله: وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ الآية، قيل: نزلت فى اليهود، وقيل من أولها إلى رأس أربعين مكى والباقى مدنى.
(يوسف) استثنى منها ثلاث آيات من أولها.
(الرعد) مدنية إلا آية قوله: وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ، وعلى القول بأنها مكية يستثنى قول: اللَّهُ يَعْلَمُ إلى قوله: شَدِيدُ الْمِحالِ، والآية آخرها.
(إبراهيم) مكية غير آيتين مدنيتين: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً إلى: فَبِئْسَ الْقَرارُ.
(الحجر) استثنى بعضهم منها: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً الآية.
(النحل) عن ابن عباس أنه استثنى آخرها.
(الإسراء) استثنى منها: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ الآية فإنها نزلت بالمدينة فى جواب سؤال اليهود عن الروح. واستثنى منها أيضا: وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ إلى قوله: إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً وقوله: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ الآية، وقوله: وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الآية، وقوله: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ.
(الكهف) استثنى من أولها إلى: جُرُزاً وقوله: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ الآية وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا إلى آخر السورة.
(مريم) استثنى منها آية السجدة، وقوله: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها.
(طه) استثنى منها: فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ الآية.
(الأنبياء) استثنى منها: أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ الآية.
(الحج) تقدم ما يستثنى منها.
(المؤمنون) استثنى منها: حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ إلى قوله مُبْلِسُونَ.
(الشعراء) استثنى: وَالشُّعَراءُ إلى آخرها.
(القصص) استثنى منها: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ إلى قوله: الْجاهِلِينَ.
(العنكبوت) استثنى منها وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ.
(لقمان) استثنى منها: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ الآيات الثلاث.
(السجدة) استثنى منها: أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً الآيات الثلاث وزيد: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ.
(يس) استثنى منها: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى الآية.
(الزمر) استثنى منها: قُلْ يا عِبادِيَ الآيات الثلاث وزيد: قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ الآية، واللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ الآية.
(غافر) استثنى منها: إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ إلى قوله: لا يَعْلَمُونَ.
(شورى) استثنى منها: أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى إلى قوله: بَصِيرٌ.
(الزخرف) استثنى منها: وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا الآية. قيل: نزلت بالمدينة.
(الجاثية) استثنى منها: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا الآية.
(الأحقاف) استثنى منها: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الآية.
(ق) استثنى منها: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ إلى: لُغُوبٍ.
(النجم) استثنى منها: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ إلى: أَبْقى وقيل: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى الآيات التسع.
(القمر) استثنى منها: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ الآية، وقيل: إِنَّ الْمُتَّقِينَ الآيتين.
(الواقعة) استثنى منها: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ وقوله: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ إلى: تُكَذِّبُونَ.
(الحديد) يستثنى منها على القول بأنها مكية آخرها.
(المجادلة) استثنى منها: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ الآية.
(التغابن) يستثنى منها على أنها مكية آخرها.
(التحريم) المدنى منها إلى رأس العشر، والباقى مكى.
(تبارك) أنزلت فى أهل مكة إلا آيات.
(ن) استثنى منها: إِنَّا بَلَوْناهُمْ إلى: يَعْلَمُونَ، ومن: فَاصْبِرْ إلى:
الصَّالِحِينَ فإنه مدنى.
(المزمل) استثنى منها: وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ الآيتين، وقوله: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ إلى آخر السورة.
(الإنسان) استثنى منها: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ.
(المرسلات) استثنى منها: وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ.
(المطففين) قيل: مكية إلا ست آيات من أولها.
(البلد) قيل: مدنية إلا اربع آيات من آولها.
(الليل) قيل: مكية إلا أولها.
(أرأيت) قيل: نزل ثلاث آيات من أولها بمكة والباقى بالمدينة.
وعن عبد الله قال: ما كان: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أنزل بالمدينة. وما كان: يا أَيُّهَا النَّاسُ فبمكة، وقيل: ما كان فى القرآن: يا أَيُّهَا النَّاسُ أو:
يا بَنِي آدَمَ فإنه مكى، وما كان: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فإنه مدنى.
وقيل: لمعرفة المكى والمدنى طريقان: سماعى، وقياسى.
فالسماعى، ما وصل إلينا نزوله بأحدهما، والقياسى، كل سورة فيها: يا أَيُّهَا النَّاسُ فقط أو (كلا)، أو أولها حرف تهجّ سوى الزهراوين والرعد، وفيها قصة آدم وإبليس سوى البقرة، فهى مكية.
وقيل: وكل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية مكية، وكل سورة فيها فرضية أو حدّ فهى مدنية.
وقيل: كل سورة فيها ذكر المنافقين فمدنية، سوى العنكبوت.
وقيل: كل سورة فيها سجدة فهي مكية.
أمثلة الحضرى كثيرة.
وأما السفرى فله أمثله منها: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى نزلت بمكة عام حجة الوداع.
ومنها: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها الآية.
وقيل: نزلت فى حجة الوداع.
ومنها: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ،
عن صفوان بن أمية، قال: جاء رجل إلى النبىّ صلّى اللَّه عليه وسلم مضمخ بالزعفران عليه جبة فقال: كيف تأمرنى فى عمرتى؟ فنزلت، فقال: «أين السائل عن العمرة؟ ألق عنك ثيابك ثم أغتسل».
ومنها: فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ الآية، نزلت بالحديبية.
ومنها: آمَنَ الرَّسُولُ الآية، قيل: نزلت يوم فتح مكة.
ومنها: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ الآية نزلت بمنى عام حجة الوداع.
ومنها: الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ نزلت بحمراء الأسد.
ومنها: آية التيمم فى النساء فإنها نزلت فى بعض أسفار النبىّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
ومنها: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها نزلت يوم الفتح فى جوف الكعبة.
ومنها: وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ الآية، نزلت بعسفان بين الظهر والعصر.
ومنها: أول المائدة، نزلت بمنى، وقيل: نزلت فى مسير له. وقيل: نزلت فى حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة.
ومنها: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
فى الصحيح نزلت عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع
، وقيل: نزلت يوم غدير خم. وقيل: نزلت فى اليوم الثامن عشر من ذى الحجة مرجعه من حجة الوداع.
ومنها: آية التيمم نزلت بالبيداء وهم داخلون المدينة. أو بذات الجيش.
ومنها: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ الآية. نزلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو ببطن نحل فى الغزوة السابعة حين أراد بنو ثعلبة، وبنو محارب، أن يفتكوا به فأطلعه اللَّه على ذلك.
ومنها: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ نزلت فى السفر، وقيل: نزلت فى ذات الرقاع بأعلى نخل فى غزوة بنى أنمار.
ومنها: أول الأنفال، نزلت ببدر عقب الواقعة.
ومنها: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ الآية، نزلت ببدر.
ومنها: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ الآية، نزلت فى بعض أسفاره.
ومنها: لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً الآيات، نزلت فى غزوة تبوك.
ومنها: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ نزلت فى غزوة تبوك.
ومنها: ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا الآية.
نزلت لما خرج النبى صلّى اللَّه عليه وسلم معتمرا وهبط من ثنية عسفان فزار قبر أمه واستأذن فى الاستغفار لها.
ومنها: خاتمة النحل. نزلت بأحد، والنبىّ صلّى اللَّه عليه وسلم واقف على حمزة حين استشهد وقيل: نزلت يوم فتح مكة.
(م ٢- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
ومنها: أول الحج،
وقيل: لما نزلت على النبى صلّى اللَّه عليه وسلم: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ إلى قوله: وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
أنزلت عليه هذه وهو فى سفره
وقيل: نزلت فى مسيرة فى غزوة بنى المصطلق.
ومنها: هذانِ خَصْمانِ الآيات، الظاهر أنها نزلت يوم بدر وقت المبارزة لما فيه الإشارة: ب هذانِ.
ومنها: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ الآية.
وقيل: لما أخرج النبى صلّى اللَّه عليه وسلم من مكة، قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم ليهلكنّ، فنزلت.
وقيل نزلت: فى سفر الهجرة.
ومنها: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ الآية، نزلت بالطائف.
ومنها: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ نزلت بالجحفة فى سفر الهجرة.
ومنها: أول الروم، وقيل: لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس، فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت: الم غُلِبَتِ الرُّومُ إلى قوله: بِنَصْرِ اللَّهِ.
ومنها: وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا الآية، نزلت ببيت المقدس ليلة الإسراء.
ومنها: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً الآية.
قيل: إن النبى صلّى اللَّه عليه وسلم لما توجه مهاجرا إلى المدينة وقف فنظر إلى مكة وبيك، فنزلت.
ومنها: سورة الفتح. نزلت بين مكة والمدينة، فى شأن الحديبية من أولها إلى آخرها. وقيل: إن أولها نزل بكراع الغميم.
ومنها: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى الآية. نزلت بمكة يوم الفتح.
ومنها: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ الآية قيل، إنها نزلت يوم بدر.
ومنها: وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ
نزلت فى رجل من الأنصار فى غزوة تبوك لما نزلوا الحجر، فأمرهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ألا يحملوا من مائها شيئا ثم ارتحل، ثم نزل منزلا آخر وليس معهم ماء، فشكوا ذلك، فدعا فأرسل اللَّه سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها، فقال رجل من المنافقين: إنما مطرنا بنوء كذا، فنزلت.
ومنها آية الامتحان: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ الآية. نزلت بأسلف الحديبية.
ومنها: سورة المنافقون. نزلت ليلا فى غزوة تبوك. وقيل: إنها نزلت فى غزوة بنى المصطلق.
ومنها: سورة المرسلات،
عن ابن مسعود قال: بينما نحن مع النبىّ صلّى اللَّه عليه وسلم فى غار بمنى إذا نزلت عليه (والمرسلات).
ومنها: سورة المطففين، أو بعضها، نزلت فى سفر الهجرة، قبل دخوله صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة.
ومنها: أول سورة (اقرأ) نزلت بغار حراء.
ومنها: سورة الكوثر. نزلت يوم الحديبية.
ومنها:
سورة النصر، أنزلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أيام التشريق، فعرف أنه الوداع، فأمر بناقته القصواء فرحلت، ثم قام فخطب الناس.
أمثلة النهارى كثيرة، قال ابن حبيب: نزل أكثر القرآن نهارا.
وأما أمثلة الليلى فمنها: آية تحويل القبلة،
ففى الصحيحين من حديث ابن عمر: «بقباء فى صلاة الصحيح إذ أتاهم آت فقال: إن البنى، صلّى اللَّه عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل القبلة».
وروى مسلم، عن أنس: أن النبى صلّى اللَّه عليه وسلم، كان يصلّى نحو بيت المقدس، فنزلت: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ الآية، فمر رجل من بنى سلمة، وهم ركوع فى صلاة الفجر، وقد صلوا ركعة، فنادى: ألا إن القبلة قد حولت، فمالوا كلهم نحو القبلة.
عن البراء، أن النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، صلّى قبل بيت المقدس ستة عشر، أو سبعة عشرة شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وإن أول صلاة صلاها العصر، وصلّى معه قوم، فخرج رجل ممن صلّى معه فمرّ على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد باللَّه لقد صليت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قبل الكعبة، فداروا كما هم قبل البيت.
فهذا يقضى أنها نزلت نهارا بين الظهر والعصر.
قال القاضى جلال الدين: والأرجح بمقتضى الاستدلال نزولها بالليل، لأن قضية أهل قباء كانت فى الصبح، وقباء قريبة من المدينة، فيبعد أن يكون رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم آخر البيان لهم من العصر إلى الصبح.
وقال ابن حجر: الأقوى أن نزولها كان نهارا. والجواب عن حديث ابن عمر: أن الخبر وصل وقت العصر، إلى من هو داخل المدينة، وهم بنو حارثة،
ويؤيد هذا ما
أخرجه النسائى عن أبى سعيد بن المعلى، قال: مررنا يوما ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قاعد على المنبر، فقلت: لقد حدث أمر، فجلست، فقرأ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، هذه الآية: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ حتى فرغ منها، ثم نزل فصلّى الظهر.
ومنها: أواخر آل عمران.
عن عائشة: أن بلالا أتى النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، يؤذنه لصلاة الصحيح، فوجده يبكى، فقال: يا رسول اللَّه، ما يبكيك؟ قال: «وما يمنعنى أن أبكى وقد أنزل علىّ هذه الليلة: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ، ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر».
ومنها: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.
عن عائشة قالت: كان النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، يحرس حتى نزلت، فأخرج رأسه من القبة، فقال: أيها الناس، انصرفوا فقد عصمنى اللَّه.
وعن عصمة بن مالك الخطمى، قال: كنا نحرس رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، بالليل حتى نزلت، فترك الحرس.
ومنها: سورة الأنعام.
عن ابن عباس قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة ومنها: آية الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا، ففى الصحيحين من حديث كعب: فأنزل اللَّه توبتنا حين بقى الثلث الأخير من الليل.
ومنها: سورة مريم.
عن أبى مريم الغسانى قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقلت: ولدت لى الليلة جارية، فقال: «والليلة نزلت علىّ سورة مريم، سمها مريم».
عن عمران بن حصين أنها نزلت والنبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، فى سفر، وقد نعس بعض القوم، وتفرّق بعضهم، فرفع بها صوته.
ومنها: آية الإذن فى خروج النسوة فى الأحزاب، وهى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ الآية،
ففى البخارى عن عائشة: «خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر فقال: يا سودة، أما واللَّه ما تخفين علينا، فانظرى كيف تخرجين، قالت:
فانكفأت راجعة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وإنه ليتعشى، وفى يده عرق، فقالت: يا رسول اللَّه، خرجت لبعض حاجتى، فقال ليعمر، كذا وكذا، فأوحى اللَّه إليه، وإن العرق فى يده ما وضعه، فقال: إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن» ويرجح أن ذلك ليلا، لأنهن إنما كن يخرجن للحاجة ليلا.
ومنها: وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا قيل: إنها نزلت ليلة الإسراء.
ومنها: أول الفتح.
ففى البخارى من حديث عمر: «لقد نزلت علىّ الليلة سورة هى أحبّ إلىّ مما طلعت عليه الشمس، فقرأ: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً الحديث.
ومنها: سورة المنافقون، كما أخرجه الترمذى عن زيد بن أرقم.
ومنها: سورة والمرسلات.
فقد روى عن ابن مسعود أنها نزلت ليلة الجنّ بحراء، أى ليلة التاسع من ذى الحجة، فإنها التى كان النبى صلّى اللَّه عليه وسلم يبيتها بمنى.
ومنها: المعوّذتان.
عن عقبة بن عامر الجهنى، قال: قال رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، «أنزلت علىّ الليلة آيات لم ير مثلهن: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ.
ومنها: ما نزل بين الليل والنهار فى وقت الصبح، وذلك آيات.
ومنها: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ
ففى الصحيح، أنها نزلت وهو فى الركعة الاخيرة من صلاة الصبح، حين أراد أن يقنت يدعو على أبى سفيان ومن ذكر معه.
أنزل اللَّه فى الكلالة آيتين: إحداهما فى الشتاء، وهى التى فى أول النساء، والأخرى فى الصيف، وهى التى فى آخرها.
وفى صحيح مسلم، عن عمر: «ما راجعت رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم فى شىء ما راجعته فى الكلالة، وما أغلظ فى شىء ما أغلظ لى فيه، حتى طعن بإصبعه فى صدرى، قال: عمر ألا تكفيك آية الصف التى فى آخر سورة النساء».
عن أبى هريرة، أن رجلا قال: يا رسول اللَّه ما الكلالة؟ قال: أما سمعت الآية التى نزلت فى الصيف: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ وكان ذلك فى سفر حجة الوداع.
ومنه: الآيات النازلة فى غزوة تبوك، فقد كانت فى شدّة الحرّ:
ففى الخبر: «أن رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم ما كان يخرج فى وجه من مغازية إلا أظهر أنه يريد غيره، غير أنه فى غزوة تبوك قال: يا أيها الناس، إنى أريد الروم، فأعلمهم، وذلك فى زمان البأس وشدة الحر وجدب البلاد، فبينما رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، ذات يوم فى جهازه إذ قال للجد بن قيس: هل لك فى بنات بنى الأصفر؟ قال: يا رسول اللَّه. لقد علم قومى أنه ليس أحد أشدّ عجبا بالنساء منى، وإنى أخاف إن رأيت نساء بنى الأصفر أن يفتننى، فأذن لى، فأنزل اللَّه: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي الآية.
وقال رجل من المنافقين: لا تنفروا فى الحرّ، فأنزل اللَّه: قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا.
ومن أمثلة الشتائى: قوله: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ إلى قوله: وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ففى الصحيح عن عائشة أنها نزلت فى يوم شات.
ففى حديث حذيفة: «تفرّق الناس عن رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، ليلة الأحزاب إلا اثنى عشر رجلا، فأتانى رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب، قلت: يا رسول اللَّه، والذى بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياء من البرد» فأنزل اللَّه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ إلى آخرها
ومن أمثلة الفراشى: قوله: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ، وآية الثلاثة الذين خلفوا،
ففى الصحيح أنها نزلت وقد بقى من الليل ثلثه، وهو صلّى اللَّه عليه وسلم، عند أم سلمة.
وأما النومى، ففى أمثلته، سورة الكوثر، لما
روى مسلم عن أنس، قال: «بينا رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، بين أظهرنا إذ غفا إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول اللَّه؟ فقال: أنزل علىّ آنفا سورة، فقرأ: بسم اللَّه الرحمن الرحيم: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ».
فمن الوحى ما كان يأتيه فى النوم، لأن رؤيا الأنبياء وحى.
إن من القرآن سمائيا وأرضيا، وما نزل بين السماء والأرض، وما نزل تحت الأرض فى الغار. قال هبة اللَّه المفسر: نزل القرآن بين مكة والمدينة، إلا ست آيات نزلت لا فى الأرض ولا فى السماء، يعنى فى الفضاء بين السماء والأرض: ثلاث فى سورة الصافات: وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ الآيات الثلاث. وواحدة فى الزخرف:
وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا الآية. والآيتان من آخر سورة البقرة نزلتا ليلة المعراج.
وأما ما نزل تحت الأرض فى الغار فسورة المرسلات.
اختلف فى أول ما نزل من القرآن على أقوال.
القول الأول: هو الصحيح: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
فعن عائشة قالت، «أول ما بدىء به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من الوحى الرؤيا الصادقة فى النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يأتى حراء فيتحنث فيه الليالى ذوات العدد، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، رضى اللَّه عنها، فتزوده لمثلها، حتى فجأه الحق وهو فى غار حراء، فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، قال رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم: فقلت: ما أنا بقارىء، فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى، فقال: اقرأ، قال رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم: ما أنا بقارىء، فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى، فقال: اقرأ، فقلت، ما أنا بقارىء، فغطنى الثالثة حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى، فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ حتى بلغ ما لَمْ يَعْلَمْ فرجع بها رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، ترجف بوادره».
وعن عائشة قالت: أول سورة نزلت من القرآن: (اقرأ باسم ربك.)
وعن أبى رجاء العطاردى، قال: كان أبو موسى يقرئنا فيجلسنا حلقا، عليه ثوبان أبيضان، فإذا تلا هذه السورة: (اقرأ باسم ربك الذى خلق) قال: هذه أول سورة أنزلت على محمّد صلّى اللَّه عليه وسلم.
وعن مجاهد قال: إن أول ما نزل من القرآن: (اقرأ باسم ربك) و (نون والقلم).
القول الثانى: (يا أيها المدثر).
عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، قال: سألت جابر بن عبد اللَّه: أىّ القرآن أنزل قبل؟ قال: (يا أيها المدثر) قلت: أو (اقرأ باسم ربك) ؟
القول الثالث: سورة الفاتحة. فقد ذهب ابن عباس ومجاهد إلى أن أول سورة نزلت: (اقرأ) وأكثر المفسرين إلى أن أول سورة نزلت، فاتحة الكتاب.
وقال ابن حجر: والذى ذهب إليه أكثر الأئمة هو الأول.
وعن عمرو بن شرحبيل: «أن رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، قال الخديجة: إنى إذا خلوت وحدى سمعت نداء، فقد واللَّه خشيت أن يكون هذا أمرا، فقالت: معاذ اللَّه، ما كان اللَّه ليفعل بك، فو اللَّه إنك لتؤدى الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق الحديث، فلما دخل أبو بكر ذكرت. خديجة حديثه له، وقالت: اذهب مع محمّد إلى ورقة، فانطلقا فقصا عليه، فقال: إذا خلوت وحدى سمعت نداء خلفى، يا محمّد يا محمّد، فأنطلق هاربا فى الأفق، فقال: لا تفعل إذا أتاك، فاثبت حتى تسمع ما يقول، ثم ائتنى فأخبرنى، فلما خلا ناداه، يا محمّد قل: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ حتى بلغ: وَلَا الضَّالِّينَ»
القول الرابع: عن عكرمة والحسن، قالا: أول ما نزل من القرآن، بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وأول سورة: (اقرأ باسم ربك).
وعن ابن عباس، قال: أول ما نزل جبريل على النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: يا محمّد، استعذ ثم قل: بسم اللَّه الرحمن الرحيم.
وعن عائشة قالت: إن أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام.
والمراد سورة المدثر، فإنه أول ما نزل بعد فترة الوحى، وفى آخرها ذكر الجنة والنار، فلعل آخرها قبل نزول بقية (اقرأ).
وفى شرح البخارى لابن حجر: اتفقوا على أن سورة البقرة أول سورة نزلت بالمدينة، وفى تفسير النسفى عن الواقدى: أن أول سورة نزلت بالمدينة سورة القدر.
وعن جابر بن زيد قال: أول ما أنزل اللَّه من القرآن بمكة: (اقرأ باسم ربك) ثم: (ن والقلم) ثم: (يا أيها المزمل) ثم: (يا أيها المدثر) ثم: (الفاتحة) ثم: (تبت يدا أبى لهب) ثم: (إذا الشمس كورت) ثم: (سبح اسم ربك الأعلى) ثم: (والليل إذا يغشى) ثم: (والفجر) ثم: (والضحى) ثم: (ألم نشرح) ثم: (والعصر) ثم: (والعاديات) ثم: (الكوثر) ثم: (ألهاكم) ثم: (أرأيت الذى يكذب) ثم: (الكافرون) ثم: (ألم تر كيف) ثم: (قل أعوذ برب الفلق) ثم: (قل أعوذ برب الناس) ثم: (قل هو) ثم: (والنجم) ثم: (إنا أنزلناه) ثم: (والشمس وضحاها) ثم:
(البروج) ثم: (والتين) ثم: (لإيلاف) ثم: (القارعة) ثم: (القيامة) ثم: (ويل لكل همزة) ثم: (والمرسلات) ثم: (ق) ثم: (البلد) ثم: (الطارق) ثم: (اقتربت الساعة) ثم: (ص) ثم: (الأعراف) ثم: (الجن) ثم: (يس) ثم: (الفرقان) ثم: (الملائكة) ثم: (كهيعص) ثم: (طه) ثم: (الواقعة) ثم: (الشعر) ثم: (طس سليمان) ثم: (طسم القصص) ثم: (بنى إسرائيل) ثم التاسعة، يعنى (يونس) ثم: (هود) ثم: (يوسف) ثم: (الحجر) ثم: (الأنعام) ثم: (الصافات) ثم: (لقمان) ثم: (الزمر) ثم: (حم المؤمن) ثم: (حم السجدة) ثم: (حم الزخرف) ثم: (حم الدخان) ثم: (حم الجاثية)
وأنزل بالمدينة سورة (البقرة) ثم: (آل عمران) ثم: (الأنفال) ثم:
(الأحزاب) ثم: (المائدة) ثم: (الممتحنة) ثم: (إذا جاء نصر الله) ثم: (النور) ثم: (الحج) ثم: (المنافقون) ثم: (المجادلة) ثم: (الحجرات) ثم: (التحريم) ثم: (الجمعة) ثم: (التغابن) ثم: (سبح الحواريين) ثم: (الفتح) ثم: (التوبة) ثم: (خاتمة القرآن)
أول ما نزل فى القتال:
عن ابن عباس قال: أول آية نزلت فى القتال: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا.
عن أبى العالية قال: أول آية نزلت فى القتال بالمدينة: وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ.
وقيل: إن أول ما نزل فى القتال: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ أول ما نزل فى شأن القتل آية الإسراء: وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً الآية.
أول ما نزل فى الخمر:
عن ابن عمر قال: «نزل فى الخمر ثلاث آيات، فأول شىء: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ الآية، فقيل: حرمت الخمر، فقالوا: يا رسول اللَّه، دعنا ننتفع بها كما قال اللَّه، فسكت عنهم، ثم نزلت هذه الآية: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى، فقيل: حرمت الخمر، فقالوا: يا رسول اللَّه، لا نشربها قرب الصلاة، فسكت عنهم، ثم نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ فقال رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم: حرمت الخمر».
أول آية نزلت فى الأطعمة
بمكة آية الأنعام: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً ثم آية النحل: فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَيِّباً إلى آخرها. وبالمدينة آية البقرة: إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ الآية، ثم المائدة: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ الآية.
أول سورة نزلت فيها سجدة:
النجم:
عن مجاهد فى قوله: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ قال: هى أول ما أنزل اللَّه من سورة براءة.
عن أبى الضحى، قال: أول ما نزل من براءة: انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا ثم نزل أولها، ثم نزل آخرها.
عن سعيد بن جبير، قال: أول ما نزل من آل عمران: هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ثم أنزلت بقيتها ي
وم أحد.
عن البراء بن عازب، قال: آخر آية نزلت: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ وآخر سورة نزلت، براءة.
عن ابن عباس، قال: آخر آية نزلت آية الربا، والمراد بها قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا.
عن عمر: من آخر ما نزل آية الربا.
عن أبى سعيد الخدرى، قال: خطبنا عمر فقال: إن من آخر القرآن نزولا آية الربا.
عن ابن عباس، قال: آخر شىء نزل من القرآن: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ الآية.
وكان بين نزولها وبين موت النبى صلّى اللَّه عليه وسلم أحد وثمانون يوما.
وقيل: عاش النبى صلّى اللَّه عليه وسلم بعد نزول هذه الآية تسع ليال ثم مات ليلة الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول.
عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.
عن سعيد بن المسيب أنه بلغه، أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين.
وقال البراء: آخر ما نزل: (يستفتونك) أى فى شأن الفرائض.
عن أبىّ بن كعب قال: آخر آية نزلت: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ إلى آخر السورة.
عن أبىّ أنهم جمعوا القرآن فى خلافة أبى بكر، وكان رجال يكتبون، فلما انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة: ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن، فقال لهم أبىّ بن كعب: إن رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، أقرأنى بعدها آيتين: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ إلى (م ٣- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
عن أبىّ أيضا، قال: آخر القرآن عهدا باللَّه هاتان الآيتان: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ.
وعن ابن عباس، قال: آخر سورة نزلت: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ.
وعن عائشة قالت: آخر سورة نزلت المائدة، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه.
وعن عبد اللَّه بن عمرو، قال: آخر سورة نزلت سورة المائدة، والفتح.
يعنى: (إذا جاء نصر الله).
وفى حديث عثمان: براءة من آخر القرآن نزولا.
عن معاوية بن أبى سفيان أنه تلا هذه الآية: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ الآية.
وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن.
قال ابن كثير: ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها، بل هى مثبتة محكمة.
يزكى هذا ما جاء عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ هى آخر ما نزل، وما نسخها شىء،
وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ إلى آخرها. قلت: وذلك أنها قالت: يا رسول اللَّه، أرى اللَّه يذكر الرجال ولا يذكر النساء، فنزلت: وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ ونزلت: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ونزلت هذه الآية،
فهى آخر الثلاث نزولا، أو آخر ما نزل بعد ما كان فى الرجال خاصة.
وعن أنس قال: قال رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، «من فارق الدنيا على الإخلاص للَّه وحده، وعبادته لا شريك له، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، فارقها واللَّه عنه راض».
قال أنس: وتصديق ذلك فى كتاب اللَّه فى آخر ما نزل: فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ الآية. يعنى فى آخر سورة نزلت.
نزول القرآن على قسمين:
قسم نزل ابتداء.
وقسم نزل عقب واقعة أو سؤال. وفى هذا النوع مسائل:
المسألة الأولى: أن له فوائد.
منها: معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم.
ومنها، تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب.
ومنها: أن اللفظ قد يكون عاما ويقوم الدليل على تخصيصه، فإذا عرف السبب قصر التخصيص على ما عدا صورته، فإن دخول صورة السبب قطعىّ وإخراجها بالاجتهاد ممنوع.
ومنها: الوقوف على المعنى وإزالة الإشكال، فإنه لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها. فبيان سبب النزول طريق قوىّ فى فهم معانى القرآن. كما أنه يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب.
وقد أشكل على مروان بن الحكم معنى قوله تعالى: لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا الآية، وقال: لئن كان كل امرى ءفرح بما أوتى، وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا، لنعذبن أجمعون، حتى بين له ابن عباس أن الآية نزلت فى أهل الكتاب، حين سألهم النبى صلّى اللَّه عليه وسلم عن شىء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، وأروه أنهم أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه.
وحكى عن عثمان بن مظعون، وعمرو بن معدى كرب. أنهما كانا يقولان: الخمر
ومن ذلك قوله تعالى: وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ فقد أشكل معنى هذا الشرط على بعض الأئمة حتى قال الظاهرية بأن الآيسة لا عدة عليها إذا لم ترتب، وقد بين ذلك سبب النزول، وهو أنه لما نزلت الآية التى فى سورة البقرة فى عده النساء، قالوا: قد بقى عدد من النساء لم يذكرن الصغار والكبار، فنزلت فعلم بذلك أن الآية خطاب لمن لم يعلم ما حكمهن فى العدّة، وارتاب، هل عليهن عدّة أو لا؟ وهل عدتهن كاللاتى فى سورة البقرة أو لا؟ فمعنى: إِنِ ارْتَبْتُمْ إن أشكل عليكم حكمهن، وجهلتم كيف يعتدون، فهذا حكمهن.
ومن ذلك قوله تعالى: فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ فإنا لو تركنا ومدلول اللفظ لاقتضى أن المصلّى لا يجب عليه استقبال القبلة سفرا ولا حضرا، وهو خلاف الإجماع، فلما عرف سبب نزولها علم أنها فى نافلة السفر، أو فمن صلّى بالاجتهاد وبان له الخطأ، على اختلاف الروايات فى ذلك.
ومن ذلك قوله: إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ الآية، فإن ظاهر لفظها لا يقتضى أن السعى فرض، وقد ذهب بعضهم إلى عدم فرضيته تمسكا بذلك، وقد ردت عائشة على عروة فى فهمه ذلك بسبب نزولها، وهو أن الصحابة تأثموا من السعى بينهما، لأنه من عمل الجاهلية، فنزلت.
ومنها: دفع توهم الحصر. قال الشافعى ما معناه فى قوله تعالى: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً الآية، إن الكفار لما حرّموا ما أحل اللَّه، وأحلوا ما حرّم اللَّه، وكانوا على المضادة والمحادة، فجاءت الآية مناقضة لغرضهم، فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرّمتموه، ولا حرام إلا ما أحللتموه، نازلا منزلة من يقول: لا تأكل اليوم حلاوة، فتقول لا آكل اليوم إلا حلاوة، والغرض المضادة لا النفى والإثبات على
المسألة الثانية: اختلف أهل الأصول: هل العبرة بعموم اللفظ أو بخصوص السبب؟ والأصح الأول، وقد نزلت آيات فى: أسباب، واتفقوا على تعديتها إلى غير أسبابها كنزول آية الظهار فى سلمة بن صخر، وآية اللعان فى شأن هلال بن أمية، وحدّ القذف فى رماة عائشة، ثم تعدى إلى غيرهم.
ومن لم يعتبر عموم اللفظ قال: خرجت هذه الآية ونحوها لدليل آخر، كما قصرت آيات على أسبابها اتفاقا لدليل قام على ذلك.
قال الزمخشرى فى سورة الهمزة: يجوز أن يكون السبب خاصا والوعيد عاماّ، ليتناول كل من باشر ذلك القبيح، وليكون ذلك جاريا مجرى التعريض.
المسألة الثالثة: تقدّم أن صورة السبب قطعية الدخول فى العام، وقد تنزل الآيات على الأسباب الخاصة وتوضع مع ما يناسبها من الآى العامة، رعاية لنظم القرآن وحسن السياق، فيكون ذلك الخاص قريبا من صورة السبب فى كونه قطعى الدخول فى العام، مثاله: قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ إلى آخره، فإنها إشارة إلى كعب بن الأشرف ونحوه من علماء اليهود، لما قدموا مكة وشاهدوا قتلى بدر، حرّضوا المشركين على الأخذ بثأرهم ومحاربة النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، فسألوهم، من أهدى سبيلا، محمّد وأصحابه أم نحن؟
فقالوا: أنتم، مع علمهم بما فى كتابهم من نعت النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، المنطبق عليه، وأخذ المواثيق عليهم لا يكتموه. فكان ذلك أمانة لازمة لهم، ولم يؤدوها حيث قالوا للكفار: (أنتم أهدى سبيلا) حسدا للنبى صلّى اللَّه عليه وسلم، فقد تضمنت هذه الآية مع هذا القول المتوعد عليه المفيد الأمر بمقابلة المشتمل على أداء الأمانة، التى هى ببيان
المسألة الرابعة: قال الواحدى: لا يحلّ القول فى أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل، ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها.
وقد قال محمّد بن سيرين: سألت عبيدة عن آية من القرآن، فقال: اتق اللَّه وقل سدادا، ذهب الذين يعلمون فيما أنزل اللَّه من القرآن.
وقيل: معرفة سبب النزول أمر يحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا، وربما لم يجزم بعضهم فقال: أحسب هذه الآية نزلت فى كذا.
فعن عبد اللَّه بن الزبير قال: خاصم الزبير رجلا من الأنصار فى شراج الحرة، فقال النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم: اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك، فقال الأنصارى: يا رسول اللَّه، إن كان ابن عمتك، فتلوّن وجهه.
قال الزبير: فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت فى ذلك: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ.
وقيل: إذا أخبر الصحابى، الذى يشهد الوحى والتنزيل، عن آية من القرآن أنها نزلت فى كذا، فإنه حديث مسند.
وقال ابن تيمية: قولهم نزلت هذه الآية فى كذا، يراد به تارة سبب النزول، ويراد به تارة أن ذلك داخل فى الآية، وإن لم يكن السبب، كما تقول عنى بهذه الآية كذا.
وقد تنازع العلماء فى قول الصحابى: نزلت هذه الآية فى كذا، هل يجرى مجرى المسند كما لو ذكر السبب الذى نزلت لأجله، أو يجرى مجرى التفسير منه الذى ليس بمسند؟ فالبخارى يدخله فى المسند، وغيره لا يدخله فيه، وأكثر المسانيد على هذا الاصطلاح كمسند أحمد وغيره، بخلاف ما إذا ذكر سببا نزلت عقبه، فإنهم كلهم يدخلون مثل هذا فى المسند.
المسألة الخامسة: كثيرا ما يذكر المفسرون لنزول الآية أسبابا متعددة، وطريق الاعتماد فى ذلك أن ينظر إلى العبارة الواقعة، فإن عبر أحدهم بقوله: نزلت فى كذا.
والآخر نزلت فى كذا، وذكر أمرا آخر، فقد تقديم أن هذا يراد به التفسير لا ذكر سبب النزول، فلا منافاة بين قولهما، إذا كان اللفظ يتناولهما، وإن عبر واحد.
بقوله: نزلت فى كذا، وصرّح الآخر بذكر سبب خلافه، فهو المعتمد، وذلك استنباط.
هو فى الحقيقة نوع من أسباب النزول، والأصل فيه موافقات عمر،
فعن ابن عمر، أن رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «إن اللَّه جعل الحقّ على لسان عمر وقلبه»
وما نزل بالناس أمر قط فقالوا وقال إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر.
وعن مجاهد قال: كان عمر يرى الرأى فينزل به القرآن.
عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربى فى ثلاث: قلت: يا رسول اللَّه، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلّى، فنزلت: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وقلت:
يا رسول اللَّه، إن نساءك يدخل عليهن البّر والفاجر، فلو أمرتهم أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب، واجتمع على رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، نساؤه فى الغيرة، فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فنزلت كذلك.
وعن عمر قال: وافقت ربى فى ثلاث: الحجاب، وفى أسرى بدر، وفى مقام إبراهيم.
قال عمر: وافقت ربى، أو وافقنى ربى، فى أربع: نزلت هذه الآية: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ الآية، فلما نزلت قلت أنا: فتبارك اللَّه أحسن الخالقين، فنزلت: فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ.
ولقى يهودى عمر بن الخطاب، فقال: إن جبريل الذى يذكره صاحبكم عدوّ لنا، فقال عمر: من كان عدوّا للَّه وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن اللَّه عدوّ للكافرين، قال: فنزلت على لسان عمر.
وعن سعيد بن جبير، أن سعد بن معاذ لما سمع ما قيل فى أمر عائشة قال: سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت كذلك.
وعن عكرمة قال: لما أبطأ على النساء الخبر فى أحد خرجن يستخبرن، فإذا رجلان مقبلان على بعير، فقالت امرأة: ما فعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: حىّ، قالت: فلا أبالى، يتخذ اللَّه من عباده الشهداء، فنزل القرآن على ما قالت: وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ.
وفى الخبر: حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد، فقطعت يده اليمنى، فأخذ اللواء بيده اليسرى، وهو يقول: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ، ثم قطعت يده اليسرى، فحنى على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره، وهو يقول: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ الآية، ثم قتل، فسقط اللواء. فما نزلت هذه الآية وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ يومئذ، وحتى نزلت بعد ذلك.
صرح جماعة من المتقدمين والمتأخرين بأن من القرآن ما تكرّر نزوله.
وقال ابن الحصار: قد بتكرر نزول الآية تذكيرا وموعظة، وذكر من ذلك خواتيم سورة النحر، وأول سورة الروم.
وذكر قوم منه الفاتحه.
وذكر بعضهم منه قوله: ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا الآية.
الآية.
وقال الزركشى فى البرهان: قد ينزل الشىء مرّتين تعظيما لشأنه، وتذكيرا عند حدوث سببه وخوف نسيانه. ثم ذكر منه آية الروح. وقوله: أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ الآية.
قال: فإن سورة الإسراء وهود مكيتان، وسبب نزولهما يدل على أنهما نزلتا بالمدينة، ولهذا أشكل ذلك على بعضهم، ولا إشكال، لأنها نزلت مرة بعد مرة قال: كذلك ما ورد فى سورة الإخلاص من أنها جواب للمشركين بمكة، وجواب لأهل الكتاب بالمدينة، وكذلك قوله: ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا الآية.
وقال: والحكمة فى ذلك كله أنه قد يحدث سبب من سؤال أو حادثة تقتضى نزول آية، وقد نزل قبل ذلك ما يتضمنها، فيوحى إلى النبى صلّى اللَّه عليه وسلم تلك الآية بعينها تذكيرا لهم.
قال الزركشى فى البرهان: قد يكون النزول سابقا على الحكم، كقوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى، لأن السورة مكية، ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة ولا صوم.
ويجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم، كما قال: لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ فالسورة مكية وقد ظهر أثر الحلّ يوم فتح مكة، حتى
قال عليه الصلاة والسلام: «أحلت لى ساعة من نهار».
وكذلك نزلت بمكة: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ
قال عمر بن الخطاب: فقلت أىّ جمع؟ فلما كان يوم بدر وأنهزمت قريش نظرت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فى آثارهم مصلتا بالسيف، يقول: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ فكانت ليوم بدر.
وكذلك قوله: جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ فإن اللَّه وعده، وهو يومئذ بمكة، أنه سيهزم جندا من المشركين، فجاء تأويلها يوم بدر.
ومثله أيضا قوله تعالى: قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ.
عن ابن مسعود فى قوله: قُلْ جاءَ الْحَقُّ قال: السيف، والآية مكية متقدمة على فرض القتال.
ومن أمثلة ما تأخر نزوله عن حكمه: آية الوضوء
فعن عائشة قالت: سقطت قلادة لى بالبيداء ونحن داخلون المدينة، فأناخ رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، ونزل فثنى رأسه فى حجرى راقدا، وأقبل أبو بكر فلكزنى لكزة شديدة وقال: حبست الناس فى
فالآية مدنية إجماعا، وفرض الوضوء كان بمكة مع فرض الصلاة، فمعلوم عند جميع أهل المغازى أنه، صلّى اللَّه عليه وسلم، لم يصل منذ فرضت عليه الصلاة إلا بوضوء، والحكمة فى نزول آية الوضوء مع تقدم العمل به ليكون فرضه متلوا بالتنزيل.
ومن أمثلته أيضا: آية الجمعة، فإنها مدنية والجمعة فرضت بمكة.
ومن أمثلته قوله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ الآية، فإنها نزلت سنة تسع، وقد فرضت الزكاة قبلها فى أوائل الهجرة.
الأول: غالب القرآن، ومن أمثلته فى السور القصار: (اقرأ) أول ما نزل منها إلى قوله: ما لَمْ يَعْلَمْ، والضحى، أول ما نزل منها إلى قوله: فَتَرْضى.
ومن أمثلة الثانى: سورة الفاتحة، والإخلاص، والكوثر، وتبت، ولم يكن، والنصر، والمعوذتان نزلتا معا.
ومنه فى السور الطوال، المرسلات.
فعن ابن مسعود قال: كنا مع النبى صلّى اللَّه عليه وسلم فى غار، فنزلت عليه: وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً، فأخذتها من فيه، وإن فاه رطب بها، فلا أدرى بأيها ختم: فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ، أو: وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ.
ومنه: سورة الصف.
ومنه: سورة الأنعام، فعن ابن عباس قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة.
من الثانى: الفاتحة، وآية الكرسى، وخاتمة البقرة.
وعن ابن عباس: «أتى النبى صلّى اللَّه عليه وسلم ملك فقال: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبىّ قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقر».
وعن كعب قال: إن محمّدا صلّى اللَّه عليه وسلم، أعطى أربع آيات لم يعطهن موسى، وإن موسى أعطى آية لم يعطها محمّد. قال: والآيات التى أعطيهن محمّد: لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ حتى ختم البقر، فتلك ثلاث آيات، وآية الكرسى. والآية التى أعطيها موسى: اللهم لا تولج الشيطان فى قلوبنا وخلصنا منه من أجل أن لك الملكوت والأبد والسلطان والملك والحمد والأرض والسماء الدهر الداهر أبدا أبدا آمين آمين.
وعن ابن عباس قال: السبع الطوال لم يعطهن أحد إلا النبىّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأعطى موسى منها اثنتين.
وعن ابن عباس: أعطيت أمتى شيئا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة: إنا للَّه وإنا إليه راجعون.
ومن أمثلة الأول:
عن ابن عباس قال: لما نزلت: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال صلّى اللَّه عليه وسلم: كلها فى صحف إبراهيم وموسى، فلما نزلت: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى فبلغ: وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى قال: وفى: أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى إلى قوله: هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى.
وعن السدى قال: إن هذه السورة (فى صحف إبراهيم وموسى) مثل ما نزلت على النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال الفريابى: أنبأنا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، عن أبى أمامه. قال: أنزل اللَّه على
و: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ إلى قوله: فِيها خالِدُونَ و: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ الآية. والتى فى (سأل) : الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ إلى قوله: قائِمُونَ فلم يف بهذه السهام إلا إبراهيم ومحمّد صلّى اللَّه عليه وسلم.
وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: إنه- يعنى النبى صلّى اللَّه عليه وسلم- الموصوف فى التوراة ببعض صفته فى القرآن: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً.
وعن كعب قال: فتحت التوراة ب الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ وختم ب الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً إلى قوله: وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.
وأخرج أيضا عنه، قال: فاتحة التوراة فاتحة الأنعام: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ. وخاتمة التوراة خاتمة هود: فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.
وأخرج من وجه آخر عنه، قال: أول ما أنزل فى التوراة عشر آيات من سورة الأنعام: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ إلى آخرها، يعنى أن هذه الآيات اشتملت على الآيات العشر التى كتبها اللَّه لموسى فى التوراة، أول ما كتب، وهى توحيد اللَّه، والنهى عن الشرك، واليمين الكاذبة، والعقوق، والقتل، والزنى، والسرقة، والزور، ومدّ العين إلى ما فى يد الغير، والأمر بتعظيم السبت.
وعن ابن عباس قال: «أغفل الناس آية من كتاب اللَّه لم تنزل على أحد قبل النبى صلّى اللَّه عليه وسلم، إلا أن يكون سليمان بن داود: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
المسألة الأولى: قال اللَّه تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ وقال: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ اختلف في كيفية إنزاله من اللوح المحفوظ على ثلاثة أقوال.
القول الأول، وهو الأصح الأشهر: أنه نزل سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك منجما فى عشرين سنة، أو ثلاثة وعشرين، أو خمسة عشرين، على حسب الخلاف فى مدة إقامته صلّى اللَّه عليه وسلم بمكة بعد البعثة.
القول الثانى: أنه نزل إلى سماء الدنيا فى عشرين ليلة قدر، وثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين فى كل ليلة ما يقدر اللَّه إنزاله فى كل السنة، ثم أنزل بعد ذلك منجما فى جميع السنة.
القول الثالث: أنه ابتدىء إنزاله فى ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك منجما فى أوقات مختلفة من سائر الأوقات.
والذى استقرىء. من الأحاديث الصحيحة وغيرها ان القرآن كان ينزل بحسب الحاجة، خمس آيات وعشر آيات وأكثر وأقل، وقد صح نزول العشر آيات فى قصة الإفك جملة، وصح نزول عشر آيات من أول المؤمنين جملة، وصح نزول: غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وحدها، وهى بعض آية، وكذا قوله: وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً إلى آخر الآية، نزلت بعد نزول أول الآية وذلك بعض آية.
فمنهم من قال: إظهار القراءة.
ومنهم من قال: إن اللَّه تعالى ألهم كلامه جبريل، وهو فى السماء، وهو عال المكان، وعلمه قراءته، ثم جبريل أداه فى الأرض وهو يهبط فى المكان.
وفى التنزيل طريقان.
أحدهما: أن النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم انخلع من صورة البشرية إلى صورة الملكية وأخذه من جبريل.
والثانى: أن الملك انخلع إلى البشرية حتى يأخذه الرسول منه.
وقيل: لعل نزول القرآن على النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، أن يتلقفه الملك من اللَّه تعالى تلقفا روحانيا، أو يحفظه من اللوح المحفوظ، فينزل به إلى الرسول فيلقيه عليه.
والإنزال: لغة بمعنى الإيواء، وبمعنى تحريك الشىء من العلو إلى أسفل، وكلاهما يتحققان فى الكلام، فهو مستعمل فيه فى معنى مجازى.
فمن قال: القرآن معنى قائم بذات اللَّه تعالى، فإنزاله أن يوجد الكلمات والحروف الدالة على ذلك المعنى، ويثبتها فى اللوح المحفوظ.
ومن قال: القرآن هو الألفاظ، فإنزاله مجرد إثباته فى اللوح المحفوظ، وهذا المعنى مناسب لكونه منقولا عن المعنيين اللغويين. ويمكن أن يكون المراد بإنزاله إثباته والمراد بإنزال الكتب على الرسل أن يتلقفها الملك من اللَّه تلقفا روحانيا، أو يحفظها من اللوح المحفوظ، وينزل بها فيلقيها عليهم.
وفى المنزل على النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، ثلاثة أقوال:
أعرفها: أنه اللفظ والمعنى. وأن جبريل حفظ القرآن من اللوح المحفوظ ونزل به.
(م ٤- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
إحداها: أن يأتيه الملك فى مثل صلصلة الجرس.
وعن عبد اللَّه بن عمر: سألت النبى صلّى اللَّه عليه وسلم، هل تحس بالوحى؟ فقال: أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك، فما من مرة يوحى إلىّ إلا ظننت أن نفسى تقبض.
والمراد أنه صوت متدارك يسمعه ولا يتثبته أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد.
والحكمة فى تقدمه أن يفرغ سمعه للوحى فلا يبقى فيه مكانا لغيره.
الثانية: أن ينفث فى روعه الكلام نفثا، كما
قال صلّى اللَّه عليه وسلم: «إن روح القدس نفث في روعى».
الثالثة: أن يأتيه فى صورة الرجل فيكلمه.
«وأحيانا يتمثل لى الملك رجلا فيكلمنى فأعى ما يقول».
الرابعة: أن يأتيه الملك فى النوم.
الخامسة: أن يكلمه اللَّه إما فى اليقظة، كما فى ليلة الإسراء، أو فى النوم، كما
فى حديث معاذ: «أتانى ربى فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى»
، وليس فى القرآن من هذا النوع شىء، وقد يمكن أن يعدّ منه آخر سورة البقرة وبعض سورة الضحى، وألم نشرح،
فقد قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم،: «سألت ربى مسألة وددت أنى لم أكن سألته، قلت: أى رب، اتخذت إبراهيم خليلا وكلمت موسى تكليما، فقال يا محمّد، ألم أجدك يتيما فآويت، وضالا فهديت، وعائلا فأغنيت، وشرحت لك صدرك وحططت عنك وزرك، ورفعت لك ذكرك، فلا أذكر إلا ذكرت معى»
المسألة الثالثة: فى الأحرف السبعة التى نزل القرآن عليها.
ففى حديث: «نزل القرآن على سبعة أحرف»
وسمع رجل النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، يقول: «أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف».
وفى الصحيحين: أن رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: أقرأنى جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدنى حتى انتهى إلى سبعة أحرف.
فاولها: ما يتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل: وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ بالفتح والرفع.
وثانيها: ما يتغير بالفعل، مثل: بعد، وباعد، بلفظ الطلب والماضى.
وثالثها: ما يتغير باللفظ، مثل: (ننشرها).
ورابعها: ما يتغير بإبدال حرف قريب المخرج، مثل: طَلْحٍ مَنْضُودٍ وطلع.
وخامسها: ما يتغير بالتقديم والتأخير، مثل: وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ و (سكرة الحق بالموت).
وسادسها: ما يتغير بزيادة أو نقصان، مثل: (والذكر والأنثى)، وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى.
وسابعها: ما يتغير بإبدال كلمة بأخرى، مثل: كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ وكالصوف المنفوش.
وقال أبو الفضل الرازى: الكلام لا يخرج عن سبعة أوجه فى الاختلاف.
الأول: اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث.
الثانى: اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر.
الثالث: وجوه الإعراب.
الرابع: النقص والزيادة.
الخامس: التقديم والتأخير.
السادس: الإبدال.
السابع: إختلاف اللغات، كالفتح والإمامة والترقيق والتفخيم والإدغام والإظهار، ونحو ذلك.
وقال ابن الجزرى: قد تتبعت صحيح القراءات وشاذها وضعيفها ومنكرها، فإذا
إما فى الحركات بلا تغير فى المعنى، والصورة، نحو: البخل بأربعة ويحسب بوجهين، أو متغير فى المعنى فقط، نحو: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ.
وإما فى الحروف بتغير المعنى لا الصورة، نحو: تبلو، وتتلو، وعكس ذلك، نحو: الصراط، والسراط.
أو بتغيرهما، نحو: فامضوا، فاسعوا.
وإما فى التقديم والتأخير نحو: فيقتلون، ويقتلون، أو فى الزيادة والنقصان نحو: أوصى، ووصى.
فهذه سبعة لا يخرج الاختلاف عنها.
وقيل: إن المراد سبعة أوجه من المعانى المتفقة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل، وتعال، وعلم، وعجل، وأسرع.
وعن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن. قال: والعجز: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف، وهؤلاء كلهم من هوازن، ويقال لهم: عليا هوازن، ولهذا قال أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب: عليا هوازن، وسفلى تميم، يعنى بنى دارم.
وعن ابن عباس قال: نزل القرآن بلغة الكعبين: كعب قريش، وكعب خزاعة، قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدار واحدة، يعنى أن خزاعة كانوا جيران قريش فسهلت عليهم لغتهم.
وقال أبو حاتم السجستانى: نزل بلغة قريش، وهذيل، وتميم، والأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر.
وقال أبو عبيد: ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات، بل اللغات السبع مفرقة فيه، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وربعضه بلغة اليمن وغيرهم.
قال: وبعض اللغات أسعد به من بعض وأكثر نصيبا.
وقيل: انزل القرآن أولا بلسان قريش ومن جاورهم من العرب الفصحاء، ثم أبيح للعرب أن يقرءوه بلغاتهم التى جرت عادتهم باستعمالها عن اختلافهم فى الألفاظ والإعراب، ولم يكلف أحدا منهم الانتقال عن لغته إلى لغة أخرى للمشقة، ولما كان فيهم من الحمية، ولطلب تسهيل فهم المراد.
وقيل: المراد سبعة أصناف: أمر، ونهى، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال.
وقيل: المراد بها: الحذف، والصلة، والتقديم، والتأخير، والاستعارة، والتكرار، والكناية، والحقيقة، والمجاز، والمجمل، والمفسر، والظاهر، والغريب.
وقيل: المراد بها: التذكير، والتأنيث، والشرط، والجزاء، والتصريف، والإعراب، والأقسام وجوابها، والجمع، والإفراد، والتصغير، والتعظيم، واختلاف الأدوات.
وقيل: المراد بها سبعة أنواع من المعاملات: الزهد، والقناعة مع اليقين، والجزم، والخدمة مع الحياء، والكرم، والفتوة مع الفقر، والمجاهدة، والمراقبة مع الخوف، والرجاء، والتضرع، والاستغفار مع الرضا، والشكر، والصبر مع المحاسبة، والمحبة، والشوق مع المشاهدة.
وقيل: إن المراد بها سبعة علوم: علم الإنشاء والإيجاد وعلم التوحيد والتنزيه، وعلم صفات الذات، وعلم صفات الفعل، وعلم صفات العفو والعذاب، وعلم الحشر والحساب، وعلم النبوات.
قال الجاحظ: سمى اللَّه كتابه اسما مخالفا لما سمى العرب كلامهم على الجمل والتفصيل، سمى جملته قرآنا كما سموا ديوانا، وبعضه سورة كقصيدة، وبعضها اية كالبيت، وآخرها فاصلة كقافية.
وقيل: إن اللَّه سمى القرآن بخمسة وخمسين اسما: سماه كتابا ومبينا فى قوله: حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ. وقرآنا وكريما فى قوله: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ وكلاما: حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ونورا: وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً. وهدى ورحمة: هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وفرقانا: نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ وشفاء: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وموعظة: قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وذكرا ومباركا: وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ وعليا: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ وحكمة: حِكْمَةٌ بالِغَةٌ وحكيم: تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ ومهيمنا: مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ وحبلا: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ وصراطا مستقيما: وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً وقيما: (قيما لينذر به) وقولا وفصلا: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ونبأ عظيما: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ وأحسن الحديث ومثانى ومتشابها: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ وتنزيل: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ وروحا: أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ووحيا: إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وعربيا: قُرْآناً عَرَبِيًّا وبصائر: هذا بَصائِرُ وبيانا: هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وعلما: مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ وحقا: إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وهاديا: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي وعجبا: (قرآنا عجيبا) وتذكرة: وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ والعروة الوثقى: اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وصدقا: وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ عدلا: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا وأمرا: ذلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ
رسماه أربعة أسماء فى آية واحدة: فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ. مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ.
فأما تسميته كتابا: فلجمعه أنواع العلوم والقصص والأخبار على أبلغ وجه.
والكتاب لغة: الجمع.
والمبين: لأنه أبان: أى أظهر الحق من الباطل.
وأما القرآن فاختلف فيه، فقال جماعة: هو اسم على غير مشتق خاص بكلام اللَّه، فهو غير مهموز، وبه قرأ ابن كثير، وهو مروىّ عن الشافعى. فإنه كان يهمز قراءة ولا يهمز القرآن، ويقول: القرآن اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من قراءة، ولكنه اسم لكتاب اللَّه، مثل التوراة والإنجيل.
وقال الأشعرى: هو مشتق من قرنت الشىء بالشىء: إذا ضممت أحدهما إلى الآخر، وسمى به القرآن السور والآيات والحروف فيه.
وقال الفراء: هو مشتق من القرائن، لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضا، ويشابه بعضها بعضا، وهى قرائن.
وعلى القولين بلا همز أيضا ونونه أصلية.
وقال الزجاج: هذا القول سهو، والصحيح أن ترك الهمز فيه من باب التخفيف، ونقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها.
واختلف القائلون بأنه مهموز، فقال قوم منهم اللحيانى: هو مصدر لقرأت، كالرجحان والغفران، سمى به الكتاب المقروء، من باب تسمية المفعول بالمصدر.
وقال آخرون: منهم الزجاج: هو وصف على فعلان، مشتق من القرء، بمعنى الجمع، ومنه: قرأت الماء فى الحوض أى جمعته
وقال الراغب: لا يقال لكل جمع قرآن، ولا لجمع كل كلام قرآن.
قال: وإنما سمى قرآنا لكونه جمع ثمرات الكتب السالفة المنزلة.
وقيل، لأنه جمع أنواع العلوم كلها.
وحكى قطرب قال: إنه سمى قرآنا لأن القارىء يظهره ويبينه من فيه، أخذا من قول العرب، ما قرأت الناقة سلاقط: أى ما رمت بولد، أى ما أسقطت ولدا، أى ما حملت قط، والقرآن يلقطه القارىء من فيه ويلقيه، فسمى قرآنا.
وأما الكلام، فمشتق من الكلم، بمعنى التأثير، لأنه يؤثر فى ذهن السامع فائدة لم تكن عنده.
وأما النور، فلأنه يدرك به غوامض الحلال والحرام.
وأما الهدى، فلأن فيه الدلالة على الحق، وهو من باب إطلاق المصدر على الفاعل مبالغة.
وأما الفرقان، فلأنه فرق بين الحق والباطل.
وأما الشفاء، فلأنه يشفى من الأمراض القلبية، كالكفر والجهل والغل، والبدنية أيضا.
وأما الذكر، فلما فيه من المواعظ وأخبار الأمم الماضية، والذكر أيضا الشرف، قال تعالى: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ أى شرف، لأنه بلغتهم.
وأما الحكمة، فلأنّه نزل على القانون المعتبر من وضع كل شىء فى محله، أو لأنه مشتمل على الحكمة.
وأما الحكيم، فلأنه أحكمت آياته بعجيب النظم وبديع المعانى، وأحكمت عن تطرق التبديل والتحريف والاختلاف والتباين.
وأما الهيمن، فلأنه شاهد على جميع الكتب والأمم السالفة.
وأما الحبل، فلأنه من تمسك به وصل إلى الجنة أو الهدى، والحبل: السبب.
وأما الثانى، فلأنه فيه بيان قصص الأمم الماضية، فهو ثان لما تقدمه، وقيل: لتكرار القصص والمواعظ فيه، وقيل: لأنه نزل مرة بالمعنى ومرة باللفظ والمعنى، لقوله: إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى.
وأما المتشابه، فلأنه يشبه بعضه بعضا فى الحسن والصدق.
وأما الروح، فلأنه تحيا به القلوب والأنفس.
وأما المجيد، فلشرفه.
وأما العزيز، فلأنه يعزّ على من يروم معارضته.
وأما البلاغ، فلأنه أبلغ به الناس ما أمروا به ونهوا عنه، أو لأن فيه بلاغة وكفاية عن غيره.
السورة، تهمز ولا تهمز، فمن همزها جعلها من: أسأرت، أى أفضلت، من السؤر، وهو ما بقى من الشراب فى الإناء، كأنها قطعة من القرآن. ومن لم يهمزها جعلها من المعنى المتقدم وسهل همزها.
ومنهم من يشبهها بسورة البناء، أى القطعة منه، أى منزلة بعد منزلة.
وقيل: من سور المدينة، لإحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور، ومنه السوار، لإحاطته بالساعد. وقيل: لارتفاعها، لأنها كلام اللَّه، والسورة: المنزلة الرفيعة، قال النابغة:
ألم تر أن اللَّه أعطاك سورة | ترى كل ملك حولها يتذبذب |
وحدّ السورة قرآن يشتمل على آى ذى فاتحة وخاتمة، وأقلها ثلاث آيات.
وقيل: السورة، الطائفة المترجمة توقيفا، أى المسماة باسم خاص بتوقيف من النبى صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار.
وقد يكون للسورة اسم واحد وهو كثير، وقد يكون لها اسمان فأكثر. من ذلك الفاتحة: فلها نيف وعشرون اسما، وذلك يدل على شرفها، فإن كثرة الأسماء دالة على شرف المسمى.
أحدها: فاتحة الكتاب،
عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «هى أم القرآن، وهى فاتحة الكتاب، وهى السبع المثانى»
وسميت بذلك لأنه يفتتح بها فى المصاحف وفى التعليم وفى القراءة فى الصلاة.
وقيل: لأنها أول سورة كتبت فى اللوح المحفوظ.
وقيل: لأن الحمد فاتحة كل كلام.
وقيل: لأنها فاتحة كل كتاب.
ثانيها: فاتحة القرآن.
وثالثها، ورابعها: أم الكتاب، وأما القرآن.
واختلف لم سميت بذلك؟
فقيل: لأنها يبدأ بكتابتها فى المصاحف، وبقراءتها فى الصلاة قبل السورة.
وقيل: سميت بذلك لتقدمها وتأخر ما سواها تبعا لها، لأنها أمته، أى تقدمته، ولهذا يقال لراية الحرب: أم، لتقدمها واتباع الجيش لها، ويقال لما مضى من سنى إنسان: أمّ، لتقدمها، ولمكة: أم، القرى، لتقدمها على سائر القرى.
وقيل: أم الشىء أصله، وهى أصل القرآن لانطوائها على جميع أغراض القرآن وما فيه من العلوم والحكم.
وقيل: سميت بذلك لأنها أفضل السور، كما يقال لرئيس القوم: أم القوم.
وقيل: لأن حرمتها، كحرمة القرآن كله.
وقيل: لأن مفزع أهل الإيمان إليها، كما يقال للراية: أم، لأن مفزع العسكر إليها.
وقيل: لأنها محكمة، والمحكمات أم الكتاب.
خامسها: القرآن العظيم،
فعن أبى هريرة أن النبى صلّى اللَّه عليه وسلم قال لأم القرآن: «هى أم القرآن، وهى السبع المثانى، وهى القرآن العظيم».
وسميت بذلك لاشتمالها على المعانى التى فى القرآن.
سادسها: السبع المثانى، أما تسميتها سبعا فلأنها سبع آيات.
وقيل: فيها سبعة آداب، فى كل آية أدب.
وأما المثانى: فيحتمل أن يكون مشتقا من الثناء، لما فيها من الثناء على اللَّه تعالى، ويحتمل أن يكون من الثنيا، لأن اللَّه استثناها لهذه الأمة، ويحتمل أن يكون من التثنية، قيل: لأنها تثنى فى كل ركعة.
وقيل: لأنها تثنى بسورة أخرى.
وقيل: لأنها نزلت مرتين.
وقيل: لأنها نزلت على قسمين: ثناء ودعاء.
وقيل: لأنها كلما قراء العبد منها آية ثناه اللَّه بالإخبار عن فعله.
وقيل: لأنها اجتمع فيها فصاحة المبانى وبلاغة المعانى.
سابعها: الوافية، لأنها وافية بما فى القرآن من المعانى.
وقيل: لأنها لا تقبل التنصيف، فإن كل سورة من القرآن، لو قرى نصفها فى ركعة، والنصف الثانى فى أخرى، لجاز، بخلافها.
وقيل: لأنها جمعت بين ما للَّه وبين ما للعبد.
ثامنها: الكنز، لما تقدم فى أم القرآن.
تاسعها: الكافية، لأنها تكفى فى الصلاة عن غيرها ولا يكفى غيرها عنها.
وعاشرها: الأساس، لأنها أصل القرآن وأول سورة فيه.
حادى عشرها: النور.
ثانى عشرها، وثالث عشرها: سورة الحمد، وسورة الشكر.
رابع عشرها، وخامس عشرها: سورة الحمد الأولى، وسورة الحمد القصرى.
سادس عشرها وسابع عشرها، وثامن عشرها: الراقية، والشفاء، والشافية.
وتاسع عشرها: سورة الصلاة، لتوقف الصلاة عليها.
لحديث: «قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين»
أى السورة، لأنها من لوازمها، فهو من باب تسمية الشىء باسم لازمه، وهذا الاسم العشرون.
والحادى والعشرون: سورة الدعاء، لاشتمالها عليه فى قوله: اهْدِنَا.
الثانى والعشرون: سورة السؤال.
الثالث والعشرون: سورة تعليم المسألة، لأن فيها آداب السؤال، لأنها بدئت.
بالثناء قبله.
الرابع والعشرون: سورة المناجاة، لأن العبد يناجى فيها ربه بقوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.
والخامس والعشرون: سورة التفويض، لاشتمالها عليه فى قوله: وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.
ومن ذلك: (سورة البقرة)، فإنها تسمى: فسطاط القرآن، وذلك لعظمها ولما فيها من الأحكام التى لم تذكر فى غيرها.
وفى حديث: سنام القرآن، وسنام كل شىء: أعلاه.
(وآل عمران)، فاسم آل عمران فى التوراة: طيبة، وفى صحيح مسلم: تسميتها والبقرة: الزهراوين.
(والمائدة) تسمى أيضا، العقود، والمنقذة. لأنها تنقذ صاحبها من ملائكة العذاب.
(والأنفال). قال ابن عباس: تلك سورة بدر.
(وبراءة) تسمى أيضا: التوبة، لقوله: لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ الآية.
والفاضحة.
قال ابن عباس: التوبة هى الفاضحة، ما زالت تنزل: ومنهم، ومنهم، حتى ظننا أن لا يبقى أحد منا إلا ذكر فيها.
وكان عمر بن الخطاب إذا ذكر له سورة براءة فقيل: سورة التوبة، قال: هى إلى:
العذاب أقرب. ما كادت تقلع عن الناس حتى ما كادت تبقى منهم أحدا.
والمقشقشة، عن زيد بن أسلم أن رجلا قال لابن عمر: سورة التوبة، فقال: وأيّهن سورة التوبة؟ فقال: براءة، فقال: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هى؟ ما كنا ندعوها إلا المقشقشة، أى المبرئة من النفاق والمنقرة.
وعن عبيد بن عمير قال: كانت تسمى براءة: المنقرة، نقرت عما فى قلوب المشركين.
والبحوث، بفتح الباء، عن المقداد أنه قيل له: لو قعدت العام عن الغزو؟
قال: أتت علينا البحوث: يعنى براءة.
والحافرة، لأنها حفرت عن المنافقين.
والمثيرة، عن قتادة قال: كانت هذه السورة تسمى: الفاضحة، فاضحة المنافقين، وكان يقال لها: المثيرة، أنبأت بمثالبهم وعوراتهم.
ومن أسمائها: المبعثرة، لأنها بعثرت عن أسرار المنافقين.
ومن أسمائها: المخزية، والمتكلة، والمشردة، والمدمدمة.
(النحل) وتسمى: سورة النعم، لما عد اللَّه فيها من النعم على عباده.
(الإسراء) تسمى أيضا: سورة سبحان، وسورة بنى إسرائيل.
(الكهف) ويقال لها: سورة الكهف، وتدعى فى التوراة: الحائلة، لأنها تحول بين قارئها وبين النار.
(طه) تسمى أيضا: سورة الكليم.
(الشعراء) وتسمى: بسورة الجامعة.
(السجدة) تسمى أيضا: المضاجع.
(فاطر) تسمى: سورة الملائكة.
(يس) سماها صلّى اللَّه عليه وسلم: قلب القرآن
، تدعى فى التوراة: المعمة، تعم صاحبها بخيرى الدنيا والآخرة، وتدعى: المدافعة، والقاضية: تدفع عن صاحبها كل سوء، وتقضى له كل حاجة.
(الزمر) تسمى: سورة الغرف.
(غافر) تسمى: سورة الطول، والمؤمن، لقوله تعالى فيها: وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ.
(فصلت) تسمى: السجدة، وسورة المصابيح.
(الجاثية) تسمى: الشريعة، وسورة الدهر.
(سورة محمّد صلّى اللَّه عليه وسلم) تسمى: القتال.
(ق) تسمى: بسورة الباسقات.
(اقتربت) تسمى: القمر، وتدعى فى التوراة: المبيضة، تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه.
(الرحمن) سميت فى حديث: عروس القرآن.
(المجادلة) سميت: فى مصحف أبىّ: الظهار.
(الحشر) عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة الحشر، قال: قل: سورة بنى النضير. كأنه كره تسميتها بالحشر لئلا يظن أن المراد يوم القيامة، وإنما المراد ها هنا إخراج بين النضير.
(الممتحنة) المشهور فى هذه التسمية أنها بفتح الحاء وقد تكسر، فعلى الأول هى
كما قيل لبراءة: الفاضحة، وتسمى أيضا: سورة الامتحان، وسورة المرأة.
(الصف) تسمى أيضا: سورة الحواريين.
(الطلاق) تسمى: سورة النساء القصرى.
(التحريم) يقال لها: سورة المتحرم، وسورة، لم تحرم! (تبارك) تسمى: سورة الملك. وهى فى التوراة، سورة الملك، وهى المانعة، تمنع من عذاب القبر. وقيل: هى المانعة، هى المنجية، تنجيه من عذاب القبر.
والمجادلة، تجادل يوم القيامة عند ربها لقارئها،
وفى حديث أنس: أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سماها المنجية.
وعن ابن مسعود قال: كنا نسميها فى عهد الرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: المانعة. وتسمى أيضا: الواقية، والمانعة.
(سأل) تسمى: المعارج، والواقع.
(عم) يقال لها: النبأ، والتساؤل، والمعصرات.
(لم يكن) تسمى: سورة أهل الكتاب، وكذلك سميت فى مصحف أبىّ، وسورة البينة، وسورة القيامة، وسورة البرية، وسورة الانفكاك.
(أرأيت) تسمى: سورة الدين، وسورة الماعون.
(الكافرون) تسمى، المقشقشة، وتسمى أيضا: سورة العبادة.
(النصر) تسمى: سورة التوديع، لما فيها من الإيماء إلى وفاته صلّى اللَّه عليه وسلم.
(تبت) تسمى: سورة المسد.
(الإخلاص) تسمى: الأساس، لاشتمالها على توحيد اللَّه، وهو أساس الدين.
ولا شك أن العرب تراعى فى كثير من المسميات أخذ أسمائها من نادر أو مستغرب يكون فى الشىء من خلق أو صفة تخصه، أو تكون معه أحكام أو أكثر أو أسبق، لإدراك الرائى للمسمى، ويسمون الجملة من الكلام والقصيدة الطويلة بما هو أشهر فيها، وعلى ذلك جرت أسماء سورة القرآن، كتسمية سورة البقرة بهذا الاسم لقرينة قصة البقرة المذكورة فيها، وعجيب الحكمة فيها، وسميت سورة النساء بهذا الاسم لما تردّد فيها شىء كثير من أحكام النساء، وتسمية سورة الأنعام لما ورد فيها من تفصيل أحوالها، وإن كان ورد لفظ الأنعام فى غيرها، إلا أن التفصيل الوارد فى قوله تعالى: وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً إلى قوله: أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ لم يرد فى غيرها، كما ورد ذكر النساء فى سور، إلا أن ما تكرّر وبسط من أحكامهن لم يرد فى غير سورة النساء. وكذا سورة المائدة لم يرد ذكر المائدة فى غيرها فسيمت بما يخصها.
فإن قيل: قد ورد فى سورة هو ذكر نوح وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى، فلم خصت باسم هود وحده مع أن قصة نوح فيها أو عب وأطول؟
قيل: تكررت هذه القصص فى سورة الأعراف، وسورة هود والشعراء بأوعب مما وردت فى غيرها، ولم يتكرر فى واحدة من هذه السور الثلاث اسم هو كتكرره فى سورته، فإنه تكرر فيها فى أربعة مواضع، والتكرار من أقوى الأسباب التى ذكرنا.
قال: فإن قيل: فقد تكرر اسم نوح فيها فى ستة مواضع؟
وقيل: لما أفرذت لذكر نوح وقصته مع قومه سورة برأسها فلم يقع فيها غير ذلك، وكانت أولى بأن تسمى باسمه من سورة تضمنت قصته وقصة غيره.
قلت: قد سميت سور جرت فيها قصص أنبياء بأسمائهم كسورة نوح، وسورة هود، وسورة إبراهيم، وسورة يونس، وسورة آل عمران، وسورة طس سليمان، (م ٥- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
وكما سميت السورة الواحدة بأسماء سميت سورة باسم واحد، كالسور المسماة، بآلم، والر، على القول بأن فواتح السور بأسمائها.
ما سمى منها بجملة تحكى، نحو: قُلْ أُوحِيَ وأَتى أَمْرُ اللَّهِ أو يفعل لا ضمير فيه، أعرب إعراب، ما لا ينصرف، إلا ما فى أوله همزة وصل، فتقطع ألفه وتقلب تاؤه هاء فى الوقف، وتكتب هاء على سورة الوقف، فتقول: فرأت (اقتربه)، وفى الوقف (اقتربّة).
أما الإعراب فلأنها صارت اسما، والأسماء معربة إلا لموجب بناء.
وأما قطع الوصل، فلأنها لا تكون فى الأسماء إلا فى ألفاظ محفوظة لا يقاس عليها.
وأما قلب تائها هاء، فلأن ذلك حكم تاء التأنيث التى فى الأسماء.
وأما كتبها هاء، فلأن الخط تابع للوقف غالبا.
وما سمى منها باسم، فإن كان من حروف الهجاء، وهو حرف واحد، وأضفت إليه سورة، فهو موقوف لا إعراب فيه. وقيل: يجوز فيه وجهان: الوقف، والإعراب.
أما الأول، ويعبر عنه بالحكاية، فلأنها حروف مقطعة تحكى كما هى.
وأما الثانى، فعلى جعله أسماء لحروف الهجاء، وعلى هذا يجوز صرفه، بناء على تذكير الحرف، ومنعه بناء على تأنيثه.
فإن لم تضف إليه سورة، لا لفظا ولا تقديرا، فلك الوقف والإعراب مصروفا، وممنوعا، وإن كان أكثر من حرف، فإن وازن الأسماء الأعجمية، كطس، وحم، وأضيف إليه سورة أم لا، فلك الحكاية والإعراب، ممنوعا لموازنة قابيل وهابيل، وإن يوازن فإن أمكن فيه التركيب كطسم، واضيفت إليه سورة، فلك الحكاية والإعراب، إما مركبا مفتوح النون كحضرموت، أو معرب النون مضافا لما بعده ومصروفا وممنوعا، على اعتقاد التذكير والتأنيث، وإن لم تضف إليه سورة فالوقف على الحكاية والبناء، كخمسة عشر، والإعراب ممنوعا، وإن لم يكن التركيب فالوقف
وجاز إعرابه ممنوعا.
وما سمى منها باسم غير حرف هجاء، فإن كان فيه اللام انجر، نحو: الأنفال، والأعراف، والأنعام، وإلا منع الصرف، إن لم تضف إليه سورة، نحو: هذه هود، ونوح، وقرأت هودا، ونوحا.
وإن أصيفت بقى على ما كان عليه قبل.
فإن كان فيه ما يوجب المنع منع، نحو: قرأت سورة يونس، إلا صرف، نحو:
سورة نوح، وسورة هود.
قسم القرآن أربعة أقسام، وجعل لكل قسم منه اسم.
فعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثانى، وفضلت بالمفصل».
قبض النبى صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع فى شىء، ولم يجمع صلّى اللَّه عليه وسلم القرآن فى المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم اللَّه الخلفاء الراشدين ذلك، وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة، فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة عمر. وقد كان القرآن كتب كله فى عهد رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، لكن غير مجموع فى موضوع واحد، ولا مرتب السور.
وعن زيد بن ثابت قال: أرسل إلىّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر أتانى فقال: إن القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقراء القرآن، وإنى أخشى أن يستحرّ القتل بالقراء فى المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإنى أرى أن تأمر. بجمع القرآن فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول اللَّه؟ قال عمر: هو واللَّه خير، فلم يزل يراجعنى حتى شرح اللَّه صدرى لذلك، ورأيت فى ذلك الذى رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر:
إنك شاب عاقل لأنتهمك، وقد كنت تكتب الوحى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فتتبع القرآن اجمعه، فو اللَّه لو كلفونى نقل جبل ما كان أثقل علىّ مما أمرنى به من جمع القرآن.
قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: هو واللَّه خير، فلم يزل أبو بكر يراجعنى حتى شرح اللَّه صدرى للذى شرح اللَّه له صدر أبى بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبى خزيمة الأنصارى، لم أجدها مع غيره: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ حتى خاتمة براءة.
فكانت الصحف عند أبى بكر حتى توفاه اللَّه، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر.
ويقول علىّ: لما مات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم آليت أن لا آخذ علىّ ردائى إلا لصلاة جمعة حتى أجمع القرآن فجمعته.
وقيل: إن عمر سأل عن آية من كتاب اللَّه، فقيل: كانت مع فلان قتل يوم اليمامة. فقال: إنا للَّه، وأمر بجمع القرآن، فكان أول من جمعه فى المصحف.
وعن ابن بريدة قال: أول من جمع القرآن فى مصحف سالم مولى أبى حذيفة، أقسم لا يرتدى برداء حتى يجمعه فجمعه.
ثم ائتمروا ما يسمونه، فقال بعضهم: سموه السفر، قال: ذلك تسمية اليهود:
فكرهوه، فقال: رأيت مثله بالحبشة يسمى المصحف، فاجتمع رأيهم على أن يسموه المصحف.
وقدم عمر فقال: من كان تلقى من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا من القرآن فليأت به، وكانوا يكتبون ذلك فى الصحف والألواح والعسب، وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان، وهذا يدل على أن زيدا كان لا يكتفى بمجرد وجدانه مكتوبا حتى يشهد به من تلقاه سماعا، مع كون زيد كان يحفظ، فكان يفعل ذلك مبالغة فى الاحتياط، وقيل: إن أبا بكر قال لعمر ولزيد: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شىء من كتاب اللَّه فاكتباه، والمراد بالشاهدين الحفظ والكتاب وقيل: المراد أنهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التى نزل بها القرآن.
وكان غرضهم ألا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لا من مجرد الحفظ، ولذلك قال: زيد فى آخر سورة التوبة: لم أجدها مع غيره، أى لم أجدها مكتوبة مع غيره، لأنه كان لاكتفى بالحفظ، والمراد أنهما يشهدان على أن ذلك مما عرض على النبى صلّى اللَّه عليه وسلم عام وفاته.
وكتابة القرآن ليست بمحدثة، فإنه صلّى اللَّه عليه وسلم كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقا فى الرقاع والاكتاف والعسب، فإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعا، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت فى بيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فيها القرآن منتشرا، فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شىء.
وعن ابن شهاب قال: لما أصيب المسلمون باليمامة فزع أبو بكر وخاف أن يذهب من القرآن طائفة، فأقبل الناس بما كان معهم وعندهم حتى جمع على عهد أبى بكر فى الورق، فكان أبو بكر أول من جمع القرآن فى المصحف.
ويقول زيد بن ثابت: فأمرنى أبو بكر فكتبته فى قطع الأديم والعسب، فلما توفى أبو بكر وكان عمر، كتبت ذلك فى صحيفة واحدة فكانت عنده.
وعن أنس: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازى أهل الشام فى فتح أرمينية وأذربيجان، مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم فى القراءة، فقال العثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل إلى حفصة، أن أرسلى إلينا الصحف ننسخها فى المصاحف ثم نردّها إليك، فأرسلت بها إليه حفصة، فأمر زيد بن ثابت: عبد اللَّه بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها فى المصاحف.
وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت فى شىء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف فى المصاحف ردّ عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا. وأمر بما سواه من القرآن فى كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
قال زيد: ففقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف، قد كنت أسمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، يقرأ بها، فالتمسناها فرجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصارى: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فألحقناها فى سورتها فى المصحف.
وكان ذلك فى سنة خمس وعشرين.
ويقال: إن المسلمين اختلفوا فى القرآن على عهد عثمان، حتى اقتتل الغلمان والمعلمون. فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال: عندى تكذبون به وتلحنون فيه! فمن نأى
ولما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثنى عشر رجلا من قريش والأنصار، فبعثوا إلى الربعة التى فى بيت عمر فجىء بها، وكان عثمان يتعاهدهم، فكانوا إذا اندرءوا فى شىء أخروه.
وعن علىّ قال: لا تقولوا فى عثمان إلا خيرا. فو اللَّه ما فعل الذى يفعل فى المصاحف إلا عن ملأ منا، قال: ما تقولون فى هذه القراءة، فقد بلغنى أن بعضهم يقول: إن قراءتى خير من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفرا، قلنا: فما ترى؟ قال أرى أن يجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف، قلنا: فنعم ما رأيت.
والفرق بين جمع أبى كبر وجمع عثمان أن جمع أبى بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شىء يذهاب حملته، لأنه لم يكن مجموعا فى موضع واحد، فجمعه فى صحائف مرتبا لآيات سورة على ما وقفهم عليه النبى صلّى اللَّه عليه وسلم، وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف فى وجوه القراءة حتى قرءوه بلغاتهم على اتساع اللغات، فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض، فخشى من تفاقم الأمر فى ذلك، فنسخ تلك الصحف فى مصحف واحد مرتبا لسوره، واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجا بأنه نزل بلغتهم، وإن كان قد وسع فى قراءته بلغة غيرهم، رفعا للحرج والمشقة فى ابتداء الأمر، فرأى أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت، فاقتصر على لغة واحدة.
ولم يقصد عثمان قصد أبى بكر فى جمع نفس القرآن بين لوحين، وإنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، وإلغاء ما ليس كذلك، وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير ولا تأويل أثبت مع تنزيل، ولا منسوخ
واختلف فى عدة المصاحف التى أرسل بها عثمان إلى الآفاق، المشهور أنها خمسة، وقيل: أرسل عثمان أربعة مصاحف. وقيل: كتب سبعة مصاحف، فأرسل إلى مكة، والشام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا.
والإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توفيقى لا شبهة فى ذلك.
أما الإجماع فنقله غير واحد، وقالوا: ترتيب الآيات فى سورها واقع بتوقيفه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأمره من غير خلاف فى هذا بين المسلمين.
وأما النصوص، فمنها
حديث زيد: «كنا عند النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، نؤلف القرآن من الرقاع»
ومنها
قول ابن عباس: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهى من المثانى، وإلى براءة، وهى من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ووضعتموهما فى السبع الطوال؟ فقال- عثمان: كان رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، تنزل عليه السورة ذات العدد، فكان إذا نزل عليه الشىء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات فى السورة التى يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فقبض رسول اللَّه صلّى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ووضعتها فى السبع الطوال.
ومنها:
قول عثمان بن أبى العاص: كنت جالسا عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إذ شخص ببصره ثم صوّبه ثم قال: أتانى جبريل فأمرنى أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى إلى آخرها.
ومنها: قول ابن الزبير: قلت لعثمان: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً قد نسختها الآية الأخرى، فلم تكتبها أو تدعها؟ قال: يا بن أخى، لا أغير شيئا منه من مكانه.
قول عمر: «ما سألت النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، عن شىء أكثر مما سألته عن الكلالة، حتى طعن بإصبعه فى صدرى، وقال: تكفيك آية الصيف التى فى آخر سورة النساء».
ومنها: الأحاديث فى خواتيم سورة البقرة.
ومنها:
قول أبى الدرداء: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال».
ومن النصوص الدالة على ذلك إجمالا: ما ثبت من قراءته صلّى اللَّه عليه وسلم لسورة عديدة، كسورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والأعراف، وقد أفلح، والروم، والم تنزيل، وهل أتى على الإنسان، والرحمن، واقتربت، والجمعة، والمنافقون، والصف، وتدل قراءته صلّى اللَّه عليه وسلم لها بمشهد من الصحابة أن ترتيب آياتها توقيفى، وما كان الصحابة ليرتبوا ترتيبا سمعوا النبى صلّى اللَّه عليه وسلم، يقرأ على خلافه، فبلغ ذلك مبلغ التواتر.
ويروى عن الزبير أنه قال: أنى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر سورة براءة فقال: أشهد أنى سمعتها من رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، ووعيتهما، فقال عمر: وأنا أشهد، لقد سمعتهما، ثم قال: لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة، فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوها فى آخرها
، وظاهر هذا أنهم كانوا يؤلفون آيات السور باجتهادهم، وسائر الأخبار تدل على أنهم لم يفعلو شيئا من ذلك إلا بتوقيف.
وعن أبىّ بن كعب أنهم جمعوا القرآن، فلما انتهوا إلى الآية التى فى سورة براءة: ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ظنوا أن هذا آخر ما أنزل، فقال أبىّ: إن رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، أقرأنى آيتن: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ إلى آخر السورة.
وترتيب الآيات فى السور بأمر من النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يأمر بذلك فى أول براءة تركت بلا بسملة. وقيل: ترتيب الآيات أمر واجب وحكم لازم، فقد كان جبريل يقول: ضعوا آية كذا فى موضع كذا. والذى نذهب إليه أن جميع القرآن الذى انزله اللَّه وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه ولا رفع تلاوته بعد نزوله هو هذا الذى بين الدفتين الذى حواه مصحف عثمان، وأنه لم ينقص منه شى ءو لا زيد فيه، وأن ترتيبه ونظمه ثابت على ما نظمه اللَّه تعالى، ورتبه عليه رسوله من آى السور، لم يقدم
وقال مالك: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من النبى صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال البغوى: الصحابة رضى اللَّه عنهم جمعوا بين الدفتين القرآن الذى أنزله اللَّه على رسوله من غير أن زادوا أو نقصوا منه شيئا خوف ذهاب بعضه بذهاب حفظته، فكتبوه كما سمعوا من رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، من غير أن قدموا شيئا وأخروا، أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، يلقن أصحابه ويعلمهم ما نزل عليه من القرآن على الترتيب الذى هو الآن فى مصاحفنا، بتوقيف جبريل إياه على ذلك، وإعلامه عند نزول كل آية، أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا فى سورة كذا، فثبت أن سعى الصحابة كان فى جمعه فى موضع واحد لا فى ترتيبه، فإن القرآن مكتوب فى اللوح المحفوظ على هذا الترتيب، أنزله اللَّه جملة إلى السماء الدنيا، ثم كان ينزله مفرّقا عند الحاجة. وترتيب النزول غير ترتيب التلاوة.
وقال ابن الحصار: ترتيب السور ووضع الآيات مواضعها إنما كان بالوحى، كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: ضعوا آية كذا فى موضع كذا
، وقد حصل اليقين من النقل المتواتر بهذا الترتيب من تلاوة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ومما أجمع الصحابة على وضعه هكذا فى المصحف.
وأما ترتيب السورة، فهل هو توقيفى أيضا؟ أو باجتهاد من الصحابة؟.
فجمهور العلماء على الثانى.
قال ابن فارس: جمع القرآن على ضربين: أحدهما تأليف السور، كتقديم السبع الطوال وتعقيبها بالمئين، فهذا هو الذى تولته الصحابة، وأما الجمع الآخر، وهو جمع الآيات فى السور فهو توقيفى، تولاه النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، كما أخبر به جبريل عن أمر ربه مما استدل به، ولذلك اختلاف مصاحف السلف فى ترتيب السور. فمنهم من ربّها على النزول، وهو مصحف علىّ، كان أوله: اقرأ، ثم المدثر، ثم نون، ثم
وعن أبى محمّد القرشى قال: أمرهم عثمان أن يتابعوا الطوال، فجعلت سورة الأنفال وسورة التوبة فى السبع، ولم يفصل بينهما بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
وقال أبو بكر بن الأنبارى: أنزل اللَّه القرآن كله إلى سماء الدنيا ثم فرّقه فى بضع وعشرين، فكانت السورة تنزل لأمر يحدث، والآية جوابا لمستخبر، ويوقف جبريل النبى صلّى اللَّه عليه وسلم على موضع الآية والسورة، فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كلها عن النبى صلّى اللَّه عليه وسلم، فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن.
أولها البقرة وآخرها براءة. كذا قال جماعة.
وقال ابن عباس: السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس.
والمئون: ما وليها، سميت بذلك لأن كل سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها.
والمثانى: ما ولى المئين، لأنها ثنتها، أى كانت بعدها فهى لها ثوان، والمئون لها أوائل.
وقال الفراء: هى السورة التى آيها أقل من مائة آية، لأنها تثني أكثر مما يثنى الطوال والمئون. وقيل: لتثنية الأمثال فيها بالعبر والخبر.
وقد تطلق على القرآن كله وعلى الفاتحة.
والمفصل: ما ولى الثانى من قصار السور، سمى بذلك لكثرة الفصول التى بين السور بالبسملة.
وقيل: لقلة المنسوخ منه، ولهذا يسمى بالمحكم أيضا، وعن سعيد بن جبير قال: إن الذى تدعونه المفصل هو المحكم، وآخره سورة الناس بلا نزاع.
وللمفصل طوال وأوساط وقصار، فطواله إلى عم، وأوساطه منها إلى الضحى، ومنها إلى آخر القرآن قصاره.
هذا تأليف مصحف أبى: الحمد، ثم البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران، ثم الأنعام، ثم الأعراف، ثم المائدة، ثم يونس، ثم الأنفال، ثم براءة، ثم هود، ثم مريم، ثم الشعراء، ثم الحج، ثم يوسف، ثم الكهف، ثم النحل، ثم الأحزاب، ثم بنى إسرائيل، ثم الزمز، أولها حم، ثم طه، ثم الأنبياء، ثم النور، ثم المؤمنون، ثم سبأ، ثم العنكبوت، ثم المؤمن، ثم الرعد، ثم القصص، ثم النمل، ثم الصافات، ثم ص، ثم يس، ثم الحجر، ثم حمعسق، ثم الروم، ثم الحديد، ثم الفتح، ثم القتال، ثم الظهار، ثم تبارك الملك، ثم المسجدة، ثم إنا أرسلنا نوحا، ثم الأحقاف، ثم ق، ثم الرحمن، ثم الواقعة، ثم السجدة، ثم إنا أرسلنا نوحا، ثم الأحقاف، ثم ق، ثم الرحمن، ثم الواقعة، ثم الجن، ثم النجم، ثم سأل سائل، ثم المزمل، ثم المدثر، ثم اقتربت، ثم حم الدخان، ثم لقمان، ثم الجاثية، ثم الطور، ثم الذاريات، ثم ن، ثم الحاقة، ثم الحشر، ثم الممتحنة، ثم المرسلات، ثم عم يتساءلون، ثم لا أقسم بيوم القيامة، ثم إذا الشمس كورت، ثم يا أيها النبى إذا طلقتم النساء، ثم النازعات، ثم التغابن، ثم عبس، ثم المطففين، ثم إذا السماء انشقت، ثم والتين والزيتون، ثم اقرأ باسم ربك، ثم الحجرات، ثم المنافقون، ثم الجمعة، ثم لم تحرم، ثم الفجر، ثم لا أقسم بهذا البلد، ثم والليل، ثم إذا السماء انفطرت، ثم والشمس وصحاها، ثم والسماء والطارق، ثم سبح اسم ربك، ثم الغاشية، ثم الصف، ثم التغابن، ثم سورة أهل الكتاب وهى لك يكن، ثم الضحى، ثم ألم نشرح، ثم القارعة، ثم التكاثر، ثم العصر، ثم سورة الخلع، ثم سورة الحقد، ثم ويل لكل همزة، ثم إذا زلزلت، ثم العاديات، ثم الفيل، ثم لئيلاف قريش، ثم أرأيت، ثم إنا أعطيناك، ثم القدر، ثم الكافرون، ثم إذا جاء نصر اللَّه، ثم تبت، ثم الصمد، ثم الفلق، ثم الناس.
(- ٦- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
تأليف مصحف عبد اللَّه بن مسعود.
الطوال: البقرة، والنساء، وآل عمران، والأعراف، والأنعام، والمائدة، ويونس.
والمئين: براءة، والنحل، وهود، ويوسف، والكهف، وبنى إسرائيل، والأنبياء، وطه، والمؤمنون، والشعراء، والصافات.
والمثانى: الأحزاب، والحج، والقصص، و (النمل، والنور، والأنفال، ومريم، والعنكبوت، والروم، ويس، والفرقان، والحجر، والرعد، وسبأ، والملائكة، وإبراهيم، وص، والذين كفروا، ولقمان، والزمر، والحواميم: حم المؤمن، والزخرف، والسجدة، حمعسق، والأحقاف، والجاثية، والدخان، والممتحنات، إنا فتحنا لك، والحشر، ولم تنزيل، السجد، والطلاق، ون والقلم، والحجرات، وتبارك، والتغابن، وإذا جاءك المنافقون، والجمعة، والصف، وقل أوحى، وإنا أرسلنا، والمجادلة، والممتحنة، ويا أيها النبى لم تحرم.
والمفصل: الرحمن، والنجم، والطور، والذاريات، واقتربت الساعة، والواقعة، والنازعات، وسأل سائل، والمدثر، والمزمل، والمطففين، وعبس، وهل أتى، والمرسلات، والقيامة، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كوّرت، وإذا السماء انفطرت، والغاشية، وسبح، والليل، والفجر، والبروج، وإذا السماء انشقت، واقرأ باسم ربك، والبلد، والضحى، والطارق، والعاديات، وأرأيت، والقارعة، ولم يكن، والشمس وضحاها، والتين، وويل لكل همزة، وأ لم تر كيف، ولئيلاف قريش، وألهاكم، وإنا أنزلناه، وإذا زلزلت، والعصر، وإذا جاء نصر اللَّه. والكوثر، وقل يا أيها الكافرون، وتبت، وقل هو اللَّه أحد، وألم نشرح.
وليس فيه الحمد ولا المعوذتان.
أما سوره فمائة وأربع عشرة سورة بإجماع من يعتدّ به، وقيل: وثلاث عشرة، بجعل الأنفال وبراءة سورة واحدة.
وفى مصحف ابن مسعود: مائة واثنتا عشرة سورة، لأنه لم يكتب المعوذتين.
وفى مصحف أبىّ: ست عشرة، لأنه كتب فى آخره سورتى الحقد والخلع، وعلى حين كتب أبىّ بن كعب فى مصحفه فاتحة الكتاب، والمعوّذتين، واللهم إنّا نستعينك، واللهم إياك نعبد، وتركهن ابن مسعود.
والحكمة فى تسوير القرآن سورا تحقيق كون السورة بمجردها معجزة، وآية من آيات اللَّه، والإشارة إلى أن كل سورة نمط مستقل، فسورة يوسف تترجم عن قصته، وسورة إبراهيم تترجم عن قصته، وسورة براءة تترجم عن أحوال المنافقين وأسرارهم، إلى غير ذلك.
والسور سورا طوالا وأوساطا وقصارا، وتنبيها على أن الطول ليس من شرط الإعجاز، فهذه سورة الكوثر ثلاث آيات وهى معجزة إعجاز سورة البقرة، ثم ظهرت لذلك حكمة فى التعليم وتدريج الأطفال من السور القصار إلى ما فوقها تيسيرا من اللَّه على عباده لحفظ كتابه.
الفائدة فى تفصيل القرآن وتقطيعه سورا، كثيرة:
منها: الجنس إذا انطوت تحته أنواع وأصناف كان أحسن وأفخم من أن يكون بابا واحدا.
ومنها: أن القارىء إذا ختم سورة أو بابا من الكتاب ثم أخذ فى آخر كان أنشط له وأبعث على التحصيل منه لو استقر على الكتاب بطوله، ومن ثم جزىء القرآن أجزاء وأخماسا.
ومنها: أن الحافظ إذا حذق السورة اعتقد أنه أخذ من كتاب اللَّه طائفة مستقلة بنفسها فيعظم عنده ما حفظه.
حدّ الآية قرآن مركب من جمل ولو تقديرا، ذو مبدأ ومقطع مندرج فى سورة، وأصلها العلامة. ومنه: (إن آية ملكه)، لأنها علامة للفضل والصدق، والجماعة، لأنها جماعة كلمة.
وقيل: الآية: طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها.
وقيل: هى الواحدة من المعدودات فى السور، سميت به لأنها علامة على صدق من أتى بها، وعلى عجز المتحدى بها.
وقيل: لأنها علامة على انقطاع ما قبلها من الكلام وانقطاعه مما بعدها.
وقال أبو عمرو الدانى: لا أعلم كلمة هى وحدها آية إلا قوله:
مُدْهامَّتانِ.
وقال غيره: بل فيه غيرها، مثل: والنجم، والضحى، والعصر، وكذا فواتح السور، عند من عدها.
والصحيح أن الآية إنما تعلم بتوقيف من الشارع كمعرفة السورة فالآية طائفة من حروف القرآن علم بالتوقيف انقطاعها معنى عن الكلام الذى بعدها فى أول القرآن، وعن الكلام الذى قبلها فى آخر القرآن، وعما قبلها وما بعدها فى غيرهما، غير مشتمل على مثل ذلك.
وبهذا القيد خرجت السورة.
وقال الزمخشرى: الآيات، علم توقيفى لا مجال للقياس فيه، ولذلك عدّوا (الم) آية حيث وقعت، والمص، ولم يعدّوا: المر، والر، وعدوا (حم) آية فى سورها، وطه، ويس، ولم يعدوا (طس).
ومما يدل على أنه توقيفى
قول ابن مسعود: أقرأنى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، سورة من الثلاثين من آل حم. يعنى الأحقاف.
وتعديد الآى من معضلات القرآن، وفى آياته طويل وقصير، ومنه ما ينقطع، ومنه ما ينتهى إلى تمام الكلام، ومنه ما يكون فى أثنائه.
وسبب الاختلاف فى عدد الآى أن النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، كان يقف على رءوس الآى للتوقيف، فإذا علم محلها وصل للتمام، فيحسب السامع حينئذ أنها ليست فاصلة.
وعن ابن عباس قال: جميع آى القرآن ستة آلاف آية وستمائة آية وست عشرة آية، وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وأحد وسبعون حرفا.
وقد أجمعوا على أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية، ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك، فمنهم من لم يزد، ومنهم من قال: ومائتا آية وأربع آيات، وقيل: وأربع عشرة، وقيل: وتسع عشرة، وقيل: وخمس وعشرون، وقيل: وست وثلاثون.
وتقسم سور القرآن إلى ثلاثة أقسام:
قسم لم يختلف فيه لا فى إجمالى ولا فى تفصيلى وقسم اختلف فيه تفصيلا لا إجمالا.
وقسم اختلف فيه إجمالا وتفصيلا.
فالأول: أربعون سورة.
يوسف: مائة وإحدى عشرة.
الحجرات: تسع وتسعون.
النحل: مائة وثمانية وعشرون.
الفرقان: سبع وسبعون.
الأحزاب: ثلاث وسبعون.
الحجرات، والتغابن: ثمان عشرة.
ق: خمس وأربعون.
الذاريات: ستون.
القمر: خمس وخمسون.
الحشر: أربع وعشرون.
الممتحنة: ثلاث عشرة.
الصف: أربع عشرة.
الجمعة، والمنافقون، والضحى، والعاديات: إحدى عشرة إحدى عشرة.
التحريم: اثنتا عشرة.
ن: اثنتان وخمسون.
الإنسان: إحدى وثلاثون.
المرسلات: خمسون.
التكوير: تسع وعشرون.
الانفطار، وسبح: تسع عشرة.
التطفيف: ست وثلاثون.
البروج: اثنتان وعشرون.
الغاشية: ست وعشرون.
البلد: عشرون.
الليل: إحدى وعشرون.
ألم نشرح، والتين، وألهاكم: ثمان.
الفيل، والفلق، وتبت: خمس.
الكافرون: ست.
الكوثر، والنصر: ثلاث.
والقسم الثانى: أربع سور.
القصص: ثمان وثمانون، عدّ أهل الكوفة طسم والباقون بدلها: أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ.
العنكبوت: تسع وستون، عدّ أهل الكوفة الم والبصرة بدلها مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ والشام وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ.
الجن: ثمان وعشرون، عدّ المكى لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ، والباقون بدلها وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً.
والعصر: ثلاث، عدّ المدنى الأخير وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ دون وَالْعَصْرِ.
وعكس الباقون.
والقسم الثالث سبعون.
سورة الفاتحة، الجمهور: سبع، فعدّ الكوفى والمكى والبسملة دون: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ وعكس الباقون. وقال الحسن: ثمان فعدهما، وبعضهم ست، فلم يعدهما، وآخر تسع، فعدهما إِيَّاكَ نَعْبُدُ.
البقرة: مائتان وثمانون وخمس، وقيل: ست، وقيل: سبع.
آل عمران: مائتان، وقيل: إلا آية.
النساء: مائة وسبعون وخمس، وقيل: ست، وقيل: سبع.
المائدة: مائة وعشرون، وقيل: واثنتان، وقيل: ثلاث.
الأنعام: مائة وستون وخمس، وقيل: ست، وقيل: سبع.
الأنفال: سبعون وخمس، وقيل: ست، وقيل: سبع.
براءة: مائة وثلاثون، وقيل: إلا آية.
يونس: مائة وعشرة، وقيل: إلا آية.
هود: مائة وإحدى وعشرون، وقيل: اثنتان، وقيل: ثلاث.
الرعد: أربعون وثلاث، وقيل: أربع، وقيل: سبع.
إبراهيم: إحدى وخمسون، وقيل: اثنتان، وقيل: أربع، وقيل: خمس.
الإسراء: مائة وعشر، وقيل: وإحدى عشرة.
الكهف: مائة وخمس، وقيل: وست، وقيل: وعشر، وقيل: وإحدى عشرة.
مريم: تسعون وتسع، وقيل: ثمان.
طه: مائة وثلاثون واثنتان، وقيل: أربع، وقيل: خمس، وقيل: وأربعون.
الأنبياء: مائة وإحدى عشرة، وقيل: واثنتا عشرة.
الحج: سبعون وأربع، وقيل: وخمس، وقيل: وست، وقيل: وثمان.
قد أفلح: مائة وثمان عشرة، وقيل: تسع عشرة.
النور: ستون واثنتان، وقيل: أربع.
الشعراء: مائتان وعشرون وست، وقيل: سبع.
النمل: تسعون واثنتان، وقيل: أربع، وقيل: خمس.
الروم: ستون، وقيل: إلا آية.
لقمان: ثلاثون وثلاث، وقيل: أربع.
السجدة: ثلاثون، وقيل: إلا آية.
فاطر: أربعون وست. وقيل: خمس.
يس: ثمانون وثلاث، وقيل: اثنتان.
الصافات: مائة وثمانون وآية، وقيل: آيتان.
ص: ثمانون وخمس، وقيل: ست، وقيل: ثمان.
الزمر: سبعون وآيتان، وقيل: ثلاث، وقيل: خمس.
غافر: ثمانون وآيتان، وقيل: أربع، وقيل: خمس، وقيل: ست.
فصلت: خمسون واثنتان، وقيل: ثلاث، وقيل: أربع.
الشورى: خمسون، وقيل: ثلاث.
الزخرف: ثمانون وتسع، وقيل: ثمان.
الدخان: خمسون وست، وقيل: سبع، وقيل: تسع.
الجاثية: ثلاثون وست، وقيل: سبع.
الأحقاف: ثلاثون وأربع، وقيل: خمس.
القتال: أربعون، وقيل: إلا آية، وقيل: إلا آيتين.
الطور: أربعون وسبع، وقيل: ثمان، وقيل: تسع.
النجم: إحدى وستون، وقيل: إثنتان.
والرحمن: سبعون وسبع، وقيل: ست. وقيل: ثمانون.
الواقعة: تسعون وتسع، وقيل: سبع، وقيل: ست.
الحديد: ثلاثون وثمان، وقيل: تسع.
قد سمع: اثنتان، - وقيل: إحدى- وعشرون.
الطلاق: إحدى عشرة، وقيل: اثنتا عشرة.
الحاقة: إحدى- وقيل: اثنتان- وخمسون.
المعارج: أربعون وأربع، وقيل: ثلاث.
نوح: ثلاثون، وقيل: إلا آية، وقيل: إلا آيتين.
المزمل: عشرون، وقيل: إلا آية، وقيل: إلا آيتين.
المدثر: خمسون وخمس، وقيل: ست.
القيامة: أربعون، وقيل: إلا آية.
عم: أربعون، وقيل: وآية.
النازعات: أربعون وخمس، وقيل: ست.
عبس: أربعون، وقيل: وآية، وقيل: وآيتان.
الاشتقاق: عشرون وثلاثة، وقيل: أربع، وقيل: خمس.
الطارق: سبع عشرة، وقيل: ست عشرة.
الفجر: ثلاثون، وقيل: إلا آية، وقيل: اثنتان وثلاثون.
الشمس: خمس عشرة، وقيل: ست عشرة.
اقرأ: عشرون، وقيل: إلا آية.
القدر: خمس، وقيل: ست.
لم يكن: ثمان، وقيل: تسع.
الزلزلة: تسع، وقيل: ثمان.
القارعة: ثمان، وقيل: عشر، وقيل: إحدى عشرة.
قريش: أربع، وقيل: خمس.
الإخلاص: أربع، وقيل: خمس.
الناس: سبع، وقيل: ست.
ويترتب على معرفة الآى وعدّها وفواصلها أحكام فقهية.
منها: اعتبارها فيمن جهل الفاتحة، فإنه يجب عليه بدلها سبع آيات.
ومنها: اعتبارها فى الخطبة، فإنه يجب فيها قراءة آية كاملة، ولا يكفى شطرها، إن لم تكن طويلة.
ومنها: اعتبارها فى السورة التى تقرأ فى الصلاة أو ما يقوم مقامها.
ومنها: اعتبارها فى قراءة الليل.
ففى أحاديث: من قرأ بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ بخمسين آية فى ليلة كتب من الحافظين، ومن قرأ بمائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ بمائتى آية كتب من الفائزين، ومن قرأ بثلثمائة آية كتب له قنطار من الأجر، ومن قرأ بخمسمائة وبسبعمائة وألف آية.
ومنها: اعتبارها فى الوقف عليها.
وعدّ قوم كلمات القرآن سبعة وسبعين ألف كلمة وتسعمائة وأربعا وثلاثين كلمة.
وقيل: وأربعمائة وسبعا وثلاثين.
وقيل: مائتان وسبع وسبعون، وقيل غير ذلك.
وقيل: وسبب الاختلاف فى عد الكلمات أن الكلمة لها حقيقة ومجاز ولفظ ورسم واعتبار، كل منها جائز، وكل من العلماء اعتبر أحد الجوائز. والقرآن العظيم له أنصاف باعتبارات:
فنصفه بالحروف: النون من: نُكْراً فى الكهف، والكاف من النصف.
الثانى.
ونصفه بالكلمات (الدال) من قوله: وَالْجُلُودُ فى الحج، وقوله: وَلَهُمْ مَقامِعُ من النصف الثانى.
ونصف بالآيات (ياء) يأفكون، من سورة الشعراء، وقوله: فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ من النصف الثانى.
ونصفه على عدد السور آخر الحديد، والمجادلة من النصف الثانى، وهو عشرة بالأحزاب.
وقيل: إن النصف بالحروف الكاف من: نُكْراً وقيل: الفاء من قوله (وليتلطف)
عن عبد اللَّه بن عمرو بن العارض قال: سمعت النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، يقول: «خذوا القرآن من أربعة، من: عبد اللَّه بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأبىّ بن كعب»
أى تعلموا منهم، والأربعة المذكورون اثنان من المهاجرين، وهما: المبدوء بهما، واثنان من الأنصار.
وسالم، هو ابن معقل مولى أبى حذيفة، ومعاذ، هو ابن جبل، وقد قتل سالم مولى أبى حذيفة فى واقعة اليمامة، ومات معاذ فى خلافة عمر، ومات أبىّ، وابن مسعود فى خلافة عثمان، وقد تأخير زيد بن ثابت، وانتهت إليه الرياسة فى القراءة وعاش بعدهم زمنا طويلا.
والظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم فى الوقت الذى صدر فيه ذلك القول، ولا يلزم من ذلك ألا يكون أحد فى ذلك الوقت شاركهم فى حفظ القرآن، بل كان الذين يحفظون مثل الذين حفظوه وأزيد جماعة من الصحابة. وفى الصحيح فى غزوة بئر معونة: أن الذين قتلوا بها من الصحابة كان يقال لهم القراء، وكانوا سبعين رجلا.
وعن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول اللَّه، صلّى الله عليه وسلم؟ فقال: أربعة كلهم من الأنصار: أبىّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
قلت: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتى.
وروى أيضا من طريق ثابت عن أنس قال: مات النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد
إن طلب علوّ الإسناد سنة، فإنه قرب إلى اللَّه تعالى، وقد قسمه أهل الحديث إلى خمسة أقسام:
الأول: القرب من رسول اللَّه صلّى الله عليه وسلم من حيث العدد بإسناد نظيف غير ضعيف، وهو أفضل أنواع العلوّ وأجلها.
الثانى من أقسام العلو عند المحدثين: القرب إلى إمام من أئمة الحديث، كالأعمش، وهشيم، وابن جريج، واروزاعى، ومالك.
الثالث عند المحدثين: العلوّ بالنسبة إلى رواية أحد الكتب الستة، بأن يروى حديثا لو رواه من طريق كتاب من الستة وقع أنزل مما لو رواه من غير طريقها.
الرابع: من أقسام العلو: تقدم وفاة الشيخ عن قرينة الذى أخذ عن شيخه.
والخامس: العلوّ بموت الشيخ لا مع التفات لأمر آخر أو شيخ آخر متى يكون.
القراءة تنقسم إلى: متواتر، وآحاد، وشاذ.
فالمتواتر: القراءات السبعة المشهورة.
والآحاد: قراءات الثلاثة التى هى تمام العشر، ويلحق بها قراءة الصحابة.
والشاذ: قراءة التابعين كالأعمش، ويحيى بن وثاب، وابن جبير، ونحوهم.
وكل قراءة ووافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، وصح سندها، فهى القراءة الصحيحة التى لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها، بل هى من الأحرف السبعة التى نزل بها القرآن، ووجب على الناس قبولها، سواء كانت عن الأئمة السبعة، أم عن العشرة، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين، ومتى اختلّ ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة، سواء كنت عن السبعة، أم عمن هو أكبر منهم.
وإن القراءة المنسوبة إلى كل قارىء من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ، غير أن هؤلاء السبعة لشهرتهم وكثرة الصحيح المجمع عليه فى قراءتهم تركن النفس إلى ما نقل عنهم فوق ما ينقل عن غيرهم.
والقرآن والقراءات حقيقتان مغايرتان، فالقرآن، هو الوحى المنزل على محمّد صلّى اللَّه عليه وسلم للبيان والإعجاز.
والقراءات: اختلاف ألفاظ الوحى المذكور فى الحروف وكيفيتها من تخفيف وتشديد وغيرهما.
والقراءات السبع متواترة عند الجمهور، وقيل: بل هى مشهورة. والتحقيق أنها متواترة عن الأئمة السبعة.
أما تواترها عن النبى صلّى اللَّه عليه وسلم ففيه نظر، فإن إسنادهم بهذه القراءات السبعة موجود فى كتب القراءات، وهى نقل الواحد عن الواحد.
الوقف على ثلاثة أوجه: تام، وحسن، وقبيح.
فالتام: الذى يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يكون بعده ما يتعلق به.
كقوله: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وقوله: أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ.
والحسن: هو الذى يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده كقوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ، لأن الابتداء برب العالمين لا يحسن لكونه صفة لما قبله.
والقبيح: هو الذى ليس بتام ولا حسن، كالوقف على بِسْمِ من قوله: بِسْمِ اللَّهِ.
ولا يتم الوقف على المضاف دون المضاف إليه، ولا المنعوت دون نعته، ولا الرافع دون مرفوعه وعكسه، ولا الناصب دون منصوبه وعكسه، ولا المؤكد دون توكيده، ولا المعطوف دون المعطوف عليه، ولا البدل دون مبدله، ولا، إن، أو كان، أو ظن وأخواتها، دون اسمها، ولا إسمها دون خبرها، ولا المستثنى منه دون الاستثناء، ولا الموصول دون صلته، واسميا أو حرفيا، ولا الفعل دون مصدره، ولا الحرف دون متعلقه، ولا شرط دون جزائه.
وقيل: الوقف ينقسم إلى أربعة أقسام: تام مختار، وكاف جائز، وحسن مفهوم، وقبيح متروك.
فالتام: هو الذى لا يتعلق بشى مما بعده فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، وأكثر ما يوجد عند رءوس الآى غالبا كقوله: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وقد يوجد فى أثنائها، كقوله: وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً هنا التمام، لأنه انقضى كلام بلقيس، ثم قال تعالى: وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ، وكذلك: لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي هنا التمام، لأنه انقضى، ثم قال تعالى: وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا. وقد يوجد بعدها كقوله: مُصْبِحِينَ. وَبِاللَّيْلِ
، هنا التمام، لأنه معطوف على المعنى: أى بالصبح وبالليل، ومثله: يتكئون، وزخرفا، رأس
وقبل ياء النداء، وفعل الآمر، والقسم ولامه دون القول. والشرط: ما لم يتقدم جوابه، وكان اللَّه وما كان، وذلك، ولولا، غالبهن تام مالم يتقدمهن قسم، أو قول، أو ما فى معناه.
والكافى: منقطع فى اللفظ متعلق فى المعنى، فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده أيضا نحو: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ هنا الوقف، ويبتدىء. بما بعد ذلك، وهكذا كل رأس آية بعدها لام كى، وإلا، بمعنى لكن، وإن. الشديدة المكسورة، والاستفهام، وبل، وإلا المخففة، والسين، وسوف، ونعم، وبئس، وكيلا، ما لم يتقدمهن قول أو قسم.
والحسن: هو الذى يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده كالحمد للَّه.
والقبيح: هو الذى لا يفهم منه المراد كالحمد، وأقبح منه الوقف على: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا ويبتدأ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ لأنّ المعنى مستحيل بهذا الابتداء، ومن تعمده وقصد معناه وفقد كفر.
وقيل: الوقف عن خمس مراتب: لازم، ومطلق، وجائز، ومجوز بوجه، ومرخص ضرورة.
فاللازم: ما لو وصل طرفاه غير المراد، نحو قوله: وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ، يلزم الوقف هنا، إذ لو وصل بقوله: يُخادِعُونَ اللَّهَ توهم أن الجملة صفة لقوله (بمؤمنين)، فانتفى الخداع عنهم وتقرّر الإيمان خالصا عن الخداع، كما تقول، ما هو بمؤمن مخادع. وكما فى قوله: لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ فإن جملة (تثير) صفة لذلول داخلة فى حيز النفى: أى ليست ذلولا مثيرة، والقصد فى الآية إثبات الخداع بعد نفى الإيمان، ونحو: سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ فلو وصلها بقوله: لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لأوهم أنه صفة لولد، وأن المنفى (ولد) موصوف بأنه له ما فى السموات، والمراد نفى الولد مطلقا.
والمطلق: ما يحسن الابتداء بما بعده، كالاسم المبتدأ به نحو: اللَّهَ يَجْتَبِي.
والفعل المستأنف نحو: يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً، وسَيَقُولُ
، سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً.
ومفعول المحذوف نحو: وَعَدَ اللَّهُ، سُنَّةَ اللَّهِ.
والشرط، نحو: مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ.
مقدار، نحو: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا، وتُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا.
والنفى نحو: ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ، وإِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً حيث لم يكن كل ذلك مقولا لقول سابق.
والجائز: ما يجوز فيه الوصل والفصل لتجاذب الموجبين من الطرفين، نحو: وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ، فإن واو العطف تقتضى الوصل، وتقديم المفعول على الفعل يقطع النظم، فإن التقدير: ويوقنون بالآخرة.
والمجوز لوجه: نحو: أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ لأن الفاء فى قوله: فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ تقتضى التسبب والجزاء، وذلك يوجب الوصل، وكون لفظ الفعل على الاستئناف يجعل للفصل وجها.
والمرخص ضرورة: ما لا يستغنى ما بعده عما قبله، ولكنه يرخص لانقطاع النفس وطول الكلام، ولا يلزمه الوصل بالعود، لأن ما بعده جملة مفهومة.
كقوله: وَالسَّماءَ بِناءً لأن قوله: وَأَنْزَلَ لا يستغنى عن سياق الكلام، فإن فاعله ضمير يعود إلى ما قبله، غير أن الجملة مفهومة.
وأما ما لا يجوز، الوقف عليه: فكالشرط دون جزائه، والمبتدأ دون خبره ونحو ذلك.
وقيل: الوقف فى التنزيل على ثمانية أضرب: تام، وشبيه به، وناقص، وشبيه به، وحسن، وقبيح، وشبيه به.
وقيل: الوقف ينقسم إلى اختيارى واضطرارى، لأن الكلام إما أن يتم، أو لا، فإن تم كان اختياريا وكونه تاما لا يخلو إما ألا يكون له تعلق بما بعده، البتة، أى لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى، فالوقف المسمى بالتام لتمامه المطلق يوقف عليه، ويبدأ بما بعده، ثم مثله بما تقدم فى التام.
وقد يكون الوقف تاما فى تفسير وإعراب وقراءة، غير تام على آخر، نحو: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ تام، إن كان ما بعده مستأنفا، غير تام إن كان معطوفا، ونحو فواتح السور، الوقف عليها تام، إن أعربت مبتدأ والخبر محدوف، أو عكسه.
للوقف فى كلام العرب أوجه متعددة، والمستعمل منها عند أئمة القراءة تسع: السكون، والروم، والإشمام، والإبدال، والنقل، والإدغام، والحذف، والإثبات، والإلحاق.
فأما السكون: فهو الأصل فى الوقف على الكلمة المحركة وصلا، لأن معنى الوقف: الترك والقطع، ولأنه ضد الابتداء، فكما لا يبتدأ بساكن لا يوقف على متحرّك، وهو اختيار كثير من القراءة.
وأما الروم: فهو عند القراء عبارة عن النطق ببعض الحركة.
وقيل: تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها، وكلا القولين واحد، ويختص بالمرفوع والمجزوم والمضموم والمكسور، بخلاف المفتوح، لأن الفتحة خفيفة إذا خرج بعضها خرج سائرها فلا تقبل التبعيض.
وأما الإشمام: فهو عبارة عن الإشارة إلى الحركة من غير تصويت، وقيل: أن تجعل شفتيك على صورتها، وكلاهما واحد. وتختص بالضمة سواء كانت حركة إعراب أم بناء، إذا كانت لازمة. أما العارضة وميم الجمع عند من ضم، وهاء التأنيث، فلا روم فى ذلك ولا إشمام.
ثم إن الوقف بالروم والإشمام ورد عن أبى عمرو والكوفيين نصاّ ولم يأت عن الباقين فيه شىء، واستحبه أهل الأداء فى قرائتهم أيضا.
وفائدته بيان الحركة التى تثبت فى الوصل للحرف الموقوف عليه ليظهر للسامع أو الناظر كيف تلك الحركة الموقوف عليها.
وأما الإبدال: ففى الاسم المنصوب المنّون يوقف عليه بالألف بدلا من التنوين، ومثله، إذن. وفى الاسم المفرد المؤنث بالتاء يوقف عليه بالهاء بدلا منها، وفيما آخره همزة متطرفة بعد حركة أو ألف، فإنه يوقف عليه عند حمزة بإبدالها حرف مدّ من جنس ما قبلها، ثم إن كان ألفا جاز حذفها نحو: اقرأ، ونبى، وبدأ، وإن أمره، ومن شاطىء، ويشاء، ومن السماء، ومن ماء.
وأما النقل: ففيما آخره همزة بعد ساكن، فإنه يوقف عليه عند حمزة بنقل حركتها إليه فيحرك بها ثم تحذف هى، سواء كان الساكن صحيحا، نحو: دفء،
المسىء، وجىء، ويضىء، أن تبوء، لتنوء، وما عملت من سوء، أم لين، نحو: سىء، قوم سواء، مثل السوء.
وأما الإدغام: ففيما آخره همز بعد ياء أو واو زائدتين، فإنه يوقف عليه عند حمزة أيضا بالإدغام بعد إبدال الهمز من جنس ما قبله نحو: النسىء، وبرىء، وقروء.
وأما الحذف: ففى الياءات الزوائد عند من يثبتها وصلا ويحذفها وقفا، وياءات الزوائد هى التى لم ترسم مائة وإحدى وعشرون، ومنها خمس وثلاثون فى حشو الآى، والباقى فى رءوس الآى، فنافع، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائى، وأبو جعفر بثبوتها فى الوصل دون الوقف، وابن كثير، ويعقوب. يثبتان فى الحالين، وابن عامر، وعاصم، وخلف، يحذفون فى الحالين، وربما خرج بعضهم عن أصله فى بعضها.
وأما الإثبات: ففى الياءات المحذوفات وصلا عند من يثبتها وقفا، نحو هاد، وال، وواق، وباق.
وأما الإلحاق: فما يلحق آخر الكلم من هاءات السكت عند من يلحقها فى:
عم، وفيم، وبم، ولم، ومم، والنون المشددة من جمع الإناث، نحو: هى، ومثلهن، والنون المفتوحة، نحو: العالمين، والذين، والمفلحون، والمشدد المبنى، نحو: ألا تعلوا علىّ، وخلقت بيدىّ، ومصرّخى، ولدىّ.
الفتح والإمالة لغتان مشهورتان على ألسنة الفصحاء من العرب الذين نزل القرآن بلغتهم، فالفتح لغة أهل الحجاز، والإمالة لغة عامة أهل نجد من تميم وأسد وقيس، والأصل فيها
حديث حذيفة مرفوعا: «اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم وأصوات أهل الفسق وأهل الكتابين»
، فالإمالة لا شك من الأحرف السبعة ومن لحون العرب وأصواتها، كانوا يرون أن الألف والياء فى القراءة سواء، يعنى بالألف والياء التفخيم والإمالة.
ويقال إن رجلا قرأ على عبد اللَّه بن مسعود (طه)، ولم يكسر، فقال عبد اللَّه: طه، وكسر الطاء والهاء، فقال الرجل: طه، ولم يكسر، فقال عبد اللَّه، طه، وكسر، ثم قال: واللَّه هكذا علمنى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
والإمالة: أن ينجو بالفتحة نحو الكسرة، وبالألف نحو الياء كثيرا، وهو المحض.
ويقال له أيضا: الاضطجاع، والبطح، والكسر، وهو بين اللفظين.
ويقال له أيضا: التقليل، والتلطيف، وبين بين.
فهى قسمان: شديدة، ومتوسذة، وكلاهما جائز فى القراءة.
والشديدة، يجتنب معها القلب الخالص والإشباع المبالغ فيه.
والمتوسطة، بين الفتح والإمالة الشديدة.
الإدغام: هو اللفظ بحرفين حرفا كالثانى مشددا، وينقسم إلى: كبير وصغير.
فالكبير، ما كان أول الحرفين متحركا فيه، سواء كانا مثلين، أم جنسين، أم متقاربين، وسمى كبيرا لكثرة وقوعه، إذ الحركة أكثر من السكون، وقيل: لتأثيره فى إسكان المتحرك قبل إدغامه، وقيل، لما فيه من الصعوبة، وقيل: لشموله نوعى المثلين والجنسين والمتقاربين، والمشهور بنسبته إليه من الأئمة العشرة هو أبو عمرو بن العلاء، وورد عن جماعة خارج العشرة، كالحسن البصرى، والأعمش، وابن محيصن، وغيرهم.
وأما الإدغام الصغير: فهو ما كان الحرف الأول فيه ساكنا، وهو واجب، وممتنع وجائز، والذى جرت عادة القراء بذكره فى كتب الخلاف هو الجائز، لأنه الذى اختلف القراء فيه، وهو قسمان:
الأول: إدغام حرف من كلمة فى حروف متعددة من كلمات متفرقة، وتنحصر فى: إذ، وقد، وتاء التأنيث، وهل، وبل، فإذا اختلف فى إدغامها وإظهارها عند ستة أحرف: التاء، والجيم، والدال، والزاى، والسين، والصاد.
وقد اختلف فيها عند ثمانية أحرف: الجيم، والذال، والزاى، والسين، والشين، والصاد، والضاد، والظاء.
وتاء التأنيث اختلف فيها عند ستة أحرف: التاء، والجيم، والزاى، والسين، والصاد، والظاء.
لام: هل، وبل، اختلفت فيها عند ثمانية أحرف تختص (بل) منها بخمسة:
الزاى، والسين، والضاد، والطاء.
وتختص، هل، بالثاء، ويشتركان فى التاء والنون.
أحدها: الباء عند الفاء فى: أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ.
الثانى: يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ فى البقرة.
الثالث: ارْكَبْ مَعَنا فى هود.
الرابع: نَخْسِفْ بِهِمُ فى هود.
الرابع نَخْسِفْ بِهِمُ فى سبأ.
الخامس: الراء الساكنة عند اللام، نحو: يَغْفِرْ لَكُمْ.
السادس: الكلام الساكنة فى الذال: مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ.
السابع: الثاء فى الذال، فى: يَلْهَثْ ذلِكَ.
الثامن: الدال فى الثاء: مَنْ يُرِدْ ثَوابَ حيث وقع.
التاسع: الذال فى التاء، من: اتَّخَذْتُمُ، وما جاء من لفظه.
العاشر: الذال فيها من: فَنَبَذْتُها فى طه.
الحادى عشر: الدال فيها أيضا فى: عُذْتُ، فى غافر، والدخان.
الثانى عشر: الثاء من لَبِثْتُمْ كيف جاء.
الثالث عشر: التاء فى فِيها وفى: أُورِثْتُمُوها فى الأعراف، والزخرف الرابع عشر: الدال فى الذال، فى: كهيعص. ذِكْرُ.
الخامس عشر: النون فى الواو، من: يس وَالْقُرْآنِ.
السادس عشر: النون فيها، من: ن وَالْقَلَمِ.
السابع عشر: النون عند الميم، من طسم أول الشعراء، أو القصص
فالمثلان، نحو: اضْرِبْ بِعَصاكَ.
والجنسان: نحو: قالَتْ طائِفَةٌ.
وكره قوم الإدغام فى القرآن.
المدّ: عبارة عن زيادة مط فى حرف المدّ الطبيعى، وهو الذى لا تقوم ذات حرف المدّ دونه.
والقصر: ترك تلك الزيادة وإبقاء المدّ الطبيعى على حاله.
وحرف المدّ، الألف مطلقا، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها.
وسببه: لفظى، ومعنوى.
فاللفظى إما همز، أو سكون:
فالهمز يكون بعد حرف المدّ وقبله.
والثانى نحو: آدم.
والأول، إن كان معه فى كلمة واحدة فهو المتصل، نحو: أولئك.
وإن كان حرف المد آخر كلمة والهمز أول أخرى فهو المنفصل، نحو: بما أنزل.
ووجه المدّ لأجل الهمز أنّ حرف المدّ خفىّ والهمز صعب، فزيد فى الخفى ليتمكن من النطق بالصعب.
والسكون: إما لازم، وهو الذى لا يتغير فى حاليه، نحو: الضالين.
أو عارض، وهو الذى يعرض للوقف، ونحو: العباد. حالة الوقف، وفيه هدى، حالة الإدغام.
ووجه المدّ للسكون التمكن من الجمع بين الساكنين، فكأنه قام مقام حركة.
وقد أجمع القراء على مدّ نوعى المتصل وذى الساكن اللازم، وإن اختلفوا فى
فأما المتصل، فاتفق الجمهور على مده قدرا واحدا مشبعا من غير إفحاش.
وذهب آخرون إلى تفاضله كتفاضل المنفصل.
وذهب بعضهم إلى أنه مرتبتان فقط: الطولى لمن ذكر، والوسطى لمن بقى.
وأما ذو الساكن، ويقال له: العدل، لأنه يعدل حركة، فالجمهور أيضا على مده مشيعا قدرا واحدا من غير إفراط وذهب بعضهم إلى تفاوته.
وأما المنفصل، ويقال له: مدّ الفصل، لأنه يفصل بين الكلمتين، ومدّ البسط، لأنه يبسط بين الكلمتين، ومد الاعتبار، لاعتبار الكلمتين من كلمة، ومدّ حرف بحرف، أى مدّ كلمة لكلمة.
والمدّ جائز من أجل الخلاف فى مده وقصره، فقد اختلفت العبارات فى مقدار مده اختلافا لا يمكن ضبطه.
والحاصل أن له سبع مراتب.
الأولى: القصر، وهو حذف المد العرضى وإبقاء ذات حرف المد على ما فيها من غير زيادة.
الثانية: فويق القصر قليلا، وقدرت بألفين، وبعضهم بألف ونصف.
الثالثة: فويقها قليلا، وهى التوسط عند الجميع، وقدرت بثلاث ألفات، وقيل.
بألفين ونصف، وقيل: بألفين، على أن ما قبلها بألف ونصف.
الرابع: فويقها قليلا، وقدرت بأربع ألفات، وقيل: بثلاث ونصف، وقيل: بثلاث، على الخلاف فيما قبلها.
الخامسة: فويفها قليلا، وقدرت بخمس ألفات، وبأربع ونصف، وبأربع على الخلاف.
السابعة: الإفراط، قدرها الهذلى بست.
وأما العارض فيجوز فيه لكل من القراء كل من الأوجه الثلاثة: المدّ، والتوسط، والقصر. وهى أوجه تخيير.
وأما السبب المعنوى، فهو قصد المبالغة فى النفى، وهى سبب قوىّ مقصود عند العرب، وإن كان أضعف من اللفظى عند القراء، ومنه مدّ التعظيم فى نحو: لا إله إلا هو.
وإنما سمى مدّ المبالغة لأنه طلب للمبالغة فى نفى إلهية سوى اللَّه تعالى.
وهذا مذهب معروف عند العرب لأنها تمدّ عند الدعاء، وعند الاستغاثة، وعند المبالغة فى نفى شىء، ويمدون ما لا أصل له، بهذه العلة.
وإذا تغير سبب المدّ جاز المد مراعاة للأصل، والقصر نظرا للفظ، سواء كان السبب همزا أو سكونا، سواء تغير الهمز بين بين، أو بإبدال أو حذف، والمد أولى فيما بقى لتغير أثره، نحو: (هؤلاء إن كنتم)، والقصر فيما ذهب أثره.
ومتى اجتمع سببان قوى وضعيف عمل بالقوى وألغى الضعيف إجماعا.
ومدات القرآن على عشرة أوجه:
مد الحجز، فى نحو: أَأَنْذَرْتَهُمْ، لأنه أدخل بين الهمزتين حاجزا خففهما لاستثقال العرب جمعهما، وقدره: ألف تامة فى الإجماع، فحصول الحجز بذلك.
ومد العدل، فى كل حرف مشدد وقبله حرف مد، ولين، فى نحو:
الضَّالِّينَ، لأنه يعدل حركة: أى يقوم مقامها فى الحجز بين الساكنين.
ومد التمكين، فى نحو: أُولئِكَ، وسائر المدات التى تليها همزة، لأنه جلب ليتمكن به من تحقيقها وإخراجها من مخرجها.
ومد البسط، ويسمى أيضا، مد الفصل، فى نحو: بِما أُنْزِلَ لأنه يبسط بين كلمتين ويفصل به بين كلمتين متصلتين.
ومدّ الفرق، فى نحو: آلْآنَ لأنه يفرق به بين الاستفهام والخبر، وقدره ألف تامة بالإجماع، فإن كان بين ألف المدحرف مشدد زيد ألف أخرى ليتمكن به من تحقيق الهمزة، نحو: الذَّاكِرِينَ اللَّهَ.
ومدّ البنية، فى نحو: ساء لأن الاسم بنى على المدفرقا بينه وبين المقصور.
ومدّ المبالغة فى نحو: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ.
ومد البدل من الهمزة، فى نحو: آدَمَ، وقدره ألف تامة بالإجماع.
ومد الأصل فى الأفعال الممدودة. نحو: جاء.
والفرق بينه وبين مد البنية أن تلك الأسماء بنيت على المد فرقا بينها وبين المقصور، وهذه مدات فى أصول أفعال أحدثت لمعان.
اعلم أن الهمز لما كان أثقل الحروف نطقا وأبعدها مخرجا تنوّع العرب فى تحقيقه بأنواع التخفيف، وكانت قريش وأهل الحجاز أكثرهم تخفيفا، ولذلك أكثر ما يرد تخفيفه من طرقهم.
وعن ابن عمر قال: ما همز رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر.
ولا الخلفاء، وإنما الهمز بدعة ابتدعوها من بعدهم.
وعن أبى ذرّ قال: «جاء أعرابىّ إلى رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا نبىء اللَّه، فقال: لست بنبىء اللَّه، ولكنى نبىّ اللَّه».
وأحكام الهمز كثيرة لا يحصيها أقل من مجلد، وتحقيقه أربعة أنواع:
أحدها: النقل لحركته إلى الساكن قبله فيسقط (قد أفلح) بفتح الدال، وذلك حيث كان الساكن صحيحا آخرا والهمزة أولا.
ثانيها: الإبدال، أن تبدل الهمز الساكنة حرف مدّ من جنس حركة ما قبلها، فتبدل ألفا بعد الفتح، نحو: وَأْمُرْ أَهْلَكَ، وواوا بعد الضم، نحو: يؤمنون، وياء بعد الكسر، نحو: جيت، وسواء كانت الهمز فاء، أم عينا، أم لا ما، إلا أن يكون سكونها جزما، نحو: (ننساها) أو يكون ترك الهمز فيه أثقل، وهو: تُؤْوِي إِلَيْكَ، فى الأحزاب، أو يوقع فى الالتباس، وهو: رِءْياً، فى مريم، فإن تحركت فلا خلاف عنه فى التحقيق، نحو: (يئوده).
ثالثها: التسهيل بينها وبين حركتها، فإن اتفق الهمزتان فى الفتح سهلت الثانية. أو أبدلت ألفا وإن اختلفا بالفتح والكسر سهلت أو أدخلت قبلها ألف، أو خففت.
رابعها: الإسقاط بلا نقل، وبه قرأ أبو عمرو، إذا اتفقا فى الحركة وكانا فى كلمتين، فإن اتفقا كسر، نحو: هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ، جعلت الثانية كياء ساكنة، أو مكسورة، أو أسقطت، أو حققت. وإن اتفقا فتحا، نحو: جاءَ أَجَلُهُمْ جعلت الثانية كمدة، أو أسقطت، أو حققت. وإن اتفقا ضما، وهو: أَوْلِياءُ أُولئِكَ.
أسقطت، أو جعلت كواو مضمومة، أو جعلت الثانية كواو ساكنة، أو حققت.
حفظ القرآن كفاية على الأمة، فإن قام بذلك قوم يبلغون هذا العدد سقط عن الباقين، وإلا أثم الكل.
وتعليمه أيضا فرض كفاية،
ففى الصحيح: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
وأوجه التحمل عند أهل الحديث: السماع من لفظ الشيخ والقراءة عليه، والسماع عليه بقراءة غيره، والمناولة، والإجازة، والمكاتبة، والعرضية، والإعلام، والوجادة.
وأما القراءة على الشيخ فهى المستعملة سلفا وخلفا.
وأما السماع من لفظ الشيخ فيحتمل أن يقال به هنا، لأن الصحابة، رضى اللَّه عنهم، إنما أخذوا القرآن من النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، لكن لم يأخذ به أحد من القراء. والمنع فيه ظاهر، لأن المقصود هنا كيفية الأداء، وليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على الأداء كهيئته، بخلاف الحديث، فإن المقصود فيه المعنى أو اللفظ لا بالهيئات المعتبرة فى أداء القرآن.
وأما الصحابة فكانت فصاحتهم وطباعهم السليمة تقتضى قدرتهم على الأداء كما سمعوه من النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، لأنه نزل بلغتهم. وما يدل للقراءة على الشيخ عرض النبى، صلّى اللَّه عليه وسلم، القرآن على جبريل فى رمضان كل عام.
وكيفيات القراءة ثلاث:
إحداهما: التحقيق، وهو إعطاء كل حرف حقه من إشباع المدّ، وتحقيق الهمزة، وإتمام الحركات، واعتماد الإظهار والتشديدات، وبيان الحروف وتفكيكها، وإخراج بعضها من بعض بالسكت، والترتيل والتؤدة، وملاحظة الجائز من الوقوف، بلا قصر.
ولا اختلاس ولا إسكان محرك، ولا إدغامه، وهو يكون لرياضة الألسن وتقويم الألفاظ. ويستحب الأخذ به على المتعلمين من غير أن يتجاوز فيه إلى حدّ الإفراط
الثانية: الحدر، بفتح الحاء وسكون الدال المهملتين، وهو إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها بالقصر، والتسكين، والاختلاس، والبدل، والإدغام الكبير، وتخفيف الهمزة، ونحو ذلك مما صحت به الرواية، مع مراعاة إقامة الإعراب، وتقويم اللفظ، وتمكين الحروف بدون بتر حروف المدّ، واختلاس أكثر الحركات، وذهاب صوت الغنة، والتفريط إلى غاية لا تصح بها القراءة ولا توصف بها التلاوة.
الثالثة: التدوير، وهو التوسط بين المقامين بين التحقيق والحدر، وهو الذى ورد عن أكثر الأئمة ممن مدّ المنفصل، ولم يبلغ فيه الإشباع، وهو المختار عند أكثر أهل الأداء.
التجويد حلية القراءة، وهو إعطاء الحروف حقوقها وترتيبها، وردّ الحرف إلى مخرجه وأصله، وتلطيف النطق به على كمال هيئته، من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف، وإلى ذلك
أشار، صلّى اللَّه عليه وسلم: «من أحبّ أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد»
يعنى ابن مسعود، وكان رضى اللَّه عنه. قد أعطى حظا عظيما فى تجويد القرآن.
وقد عدّ العلماء القراءة بغير تجويد لحنا، فقسموا اللحن إلى: جلىّ. وخفى.
فاللحن: خلل يطرأ على الألفاظ فيخل، إلا أن الجلىّ يخل إخلال ظاهرا يشترك فى معرفته علماء القراءة وغيرهم، وهو الخطأ فى الإعراب.
والخفىّ: يخلّ إخلالا يختص بمعرفته علماء القراءة، وأئمة الأداء الذين تلقوه من أفواه العلماء. وضبطوه من ألفاظ أهل الأداء.
وقاعدته ترجع إلى كيفية الوقف، والإمالة، والإدغام، وأحكام الهمز، والترقيق، والتفخيم، ومخارج الحروف.
وأما الترقيق، فالحروف المستقلة كلها مرققة لا يجوز تفخيمها، إلا (اللام) من اسم اللَّه، بعد فتحة أو ضمة إجماعا، أو بعد حروف الإطباق، إلا (الراء) المضمومة أو المفتوحة مطلقا، أو الساكنة فى بعض الأحوال.
والحروف المستعلية كلها مفخمة لا يستثنى منها شىء فى حال من الأحوال.
يستحب الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته، قال تعالى مثنيا على من كان ذلك دأبه: يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ.
وفى الصحيحين من حديث ابن عمر: «لا حسد إلا فى اثنتين: رجل آتاه اللَّه القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار».
وروى الترمذى من حديث ابن مسعود: «من قرأ حرفا من كتاب اللَّه فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها».
وعن النبى صلّى اللَّه عليه وسلم: «يقول الرب سبحانه وتعالى: من شغله القرآن وذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين، وفضل كلام اللَّه على سائر الكلام كفضل اللَّه على سائر خلقه».
ومن
حديث أبى أمامة: «اقرءوا القرآن، فإنه يأتى يوم القيامة شفيعا لأصحابه».
ومن
حديث عائشة: البيت الذى يقرأ فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجو ملأهل الأرض.
ومن
حديث أنس: «نوّروا منازلكم بالصلاة وقراءة القرآن».
ومن
حديث النعمان بن بشير «أفضل عبادة أمتى قراءة القرآن».
ومن
حديث سمرة بن جندب: «كل مؤدب يحبّ أن تؤتى مأدبته ومأدبة اللَّه القرآن فلا تهجروه».
ومن
حديث عبيدة المكى: «يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن واتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار، وأفشوه وتدبروا ما فيه لعلكم تفلحون».
وقد كان للسلف فى قدر القراءة عادات، فأكثر ما ورد فى كثرة القراءة من كان يختم فى اليوم والليلة ثمان ختمات، أربعا فى الليل وأربعا فى النهار، ويليه من كان يختم فى اليوم والليلة أربعا، ويليه ثلاثا، ويليه ختمتين، ويليه ختمة.
ويستحب الوضوء لقراءة القرآن لأنه أفضل الأذكار،
وقد كان صلّى اللَّه عليه وسلم يكره أن يذكر اللَّه إلا على طهر.
ولا تكره القراءة للمحدث، لأنه
صح أن النبى صلّى اللَّه عليه وسلم كان يقرأ مع الحدث.
وأما الجنب والحائض فتحرم عليهما القراءة، نعم يجوز لهما النظر فى المصحف وإمراره على القلب.
وأما متنجس الفم فتكره له القراءة.
وقيل: تحرم، كمس المصحف باليد النجسة.
ويسن التعوذ قبل القراءة، قال تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ أى أردت قراءته، والمختار عند أئمة القراءة الجهر بها، لأن الجهر بالتعوذ إظهار شعار القراءة كالجهر بالتلبية وتكبيرات العيد. ومن فوائده أن السامع ينصف للقراء من أولها لا يفوت منها شىء، وإذا أخفى التعوذ لم يعلم السامع بها إلا بعد أن فاته من المقروء شىء.
وليحافظ على قراءة البسملة أول كل سورة، غير براءة، لأن العلماء على أنها آية، فإذا أخل بها كان تاركا لبعض الختمة عند الأكثرين، فإن قرأ من أثناء سورة استحبّ له أيضا.
ولا تحتاج قراءة القرآن إلى نية كسائر الأذكار، إلا إذا أنذرها خارج الصلاة، فلا بد من نية النذر أو الفرض ولو عين الزمان. فلو تركها لم تجز.
ويسن الترتيل فى قراءة القرآن، قال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا.
وعن ابن مسعود قال: لا تنثروه نثر الدقل، ولا تهذوه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكون همّ أحدكم آخر السورة.
وقراءة جزء بترتيل أفضل من قراءة جزأين فى قدر ذلك الزمان بلا ترتيل،
وكمال الترتيل تفخيم ألفاظه، والإبانة عن حروفه، وأن لا يدغم حرف فى حرف، وأكمله أن يقرأه على منازله، فإن قرأ تهديدا لفظ به لفظ التهديد، أو تعظيما لفظ به على التعظيم وتسن القراءة بالتدبر والتفهم، فهو المقصود الأعظم والمطلوب الأهم، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، وعليه أن يشغل قلبه بالتفكير فى معنى ما يلفظ به، فيعرف معنى كل آية، ويتأمل الأوامر والنواهى، ويعتقد قبول ذلك، فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أو عذاب أشفق وتعوّذ، أو تنزيه نزّه وعظم، أو دعاء تضرّع وطلب.
وعن حذيفة قال: «صليت مع النبى صلّى اللَّه عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة فقرأها، ثم النساء فقرأها، ثم آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مرّ بأية فيها تسبيح سبح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوّذ تعوّذ».
وعن عوف بن مالك قال: «قمت مع النبى صلّى اللَّه عليه وسلم ليلة، فقام فقرأ سورة البقرة لا يمرّ بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمرّ بآية عذاب إلا وقف وتعوّذ».
الاقتباس: تضمين الشعر أو النثر بعض القرآن، لا على أنه منه، بأن لا يقال فيه: قال اللَّه تعالى، ونحوه، فإن ذلك حينئذ لا يكون اقتباسا.
فالأول: ما كان فى الخطب والمواعظ والعهود.
والثانى: ما كان فى الغزل والرسائل والقصص.
والثالث على ضربين:
أحدهما: ما نسبه اللَّه إلى نفسه: كما قيل عن أحد بين مروان: إنه وقع على مطالعة فيها شكاية عماله: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ.
والآخر: تضمين آية فى معنى هزل، من ذلك قوله:
أرخى إلى عشاقه طرفه... هيهان هيهات لما توعدون
وردفه ينطق من خلفه... لمثل هذا فليعمل العاملون
ويقرب من الاقتباس شيئان:
أحدهما: قراءة القرآن يراد بها الكلام، وهذا مكروه.
والثانى: التوجيه بالألفاظ القرآنية فى الشعر وغيره، وهو جائز ومنه قول:
الشريف تقىّ الدين الحسينى:
مجاز حقيقتها فاعبروا... ولا تعمروا هوّنوهاتهن
وما حسن بيت له زخرف... تراه إذا زلزلت لم يكن
عن ابن عباس فى قوله: وَأَنْتُمْ سامِدُونَ قال: الغناء، وهى يمانية، وعن عكرمة، هى بالحميرية.
عن الحسن، قال: كنا لا ندرى ما الأرائك، حتى لقينا رجل من أهل اليمن، فأخبرنا أن الأريكة عندهم: الحجلة فيها السرير.
وعن الضحاك فى قوله: وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ
. قال: ستوره، بلغة أهل اليمن.
وعن الضحاك فى قوله تعالى: لا وَزَرَ، قال: لا حيل، وهى بلغة أهل اليمن.
وعن عكرمة فى قوله تعالى: وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ، قال: هى لغة يمانية، وذلك أن أهل اليمن يقولون، زوّجنا فلانا بفلانة.
وعن الحسن فى قوله تعالى: لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً، قال: اللهو، بلسان اليمن، المرأة.
وعن محمّد بن على فى قوله تعالى: وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ قال: هى بلغة طيىء، ابن امرأته.
وعن الضحاك فى قوله تعالى: أَعْصِرُ خَمْراً. قال: عنبا، بلغة أهل عمان، يسمون العنب خمرا.
وعن ابن عباس فى قوله تعالى: أَتَدْعُونَ بَعْلًا، قال: ربا، بلغة أهل اليمن.
وعن قتادة قال: بعلا: ربا، بلغه أزد شنوءة.
وعن ابن عباس قال: الوزر: ولد الولد، بلغة هذيل.
وعن الكلبى قال: المرجان: صغار اللؤلؤ، بلغة اليمن.
وعن أبى صالح فى قوله تعالى: أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا قال: أفلم يعلموا، بلغة هوازن.
وقيل: بلغة النخع.
ولا بن عباس يَفْتِنَكُمُ: يضلكم، بلغة هوزان.
وفيها بُوراً: هلكى، بلغة عمان.
وفيها: فَنَقَّبُوا: هربوا، بلغة اليمن.
وفيها: لا يَلِتْكُمْ: لا ينقصكم، بلغة بنى عبس.
وفيها: مُراغَماً: منفسحا: بلغة هذيل.
وعن عمرو بن شرحبيل فى قوله تعالى: سَيْلَ الْعَرِمِ: المسناة، بلغة اليمن.
وعن ابن عباس فى قوله تعالى: فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً. قال:
مكتوبا، وهى لغة حميرية يسمون الكتاب، أسطورا.
وبلغة كناية:
السفهاء: الجهال.
خاسئين: صاغرين.
شطره: تلقاءه.
لا خلاق: لا نصيب.
وجعلكم ملوكا: أحرارا.
قبيلا: عيانا.
معجزين: سابقين.
يعزب: يغيب.
تركنوا: تميلوا.
موئلا: ملجأ.
مبلسون: آيسون.
دحورا: طردا.
الخراصون: الكذابون.
أسفارا: كتبا.
أقتت: جمعت.
كنود: كفور للنعم.
وبلغة هذيل:
الرجز: العذاب.
شروا: باعوا.
عزموا الطلاق: حققوا.
صلدا: نقيا.
آناء الليل: ساعاته.
فورهم: وجههم.
مدرارا: متتابعا.
فرقانا: مخرجا.
حرض: حض.
عيلة: فاقة.
وليجة: بطانة.
انفروا: اغزوا.
السائحون: الصائمون
ببدنك: بدرعك.
غمة: شبهة.
دلوك الشمس: زوالها.
شاكلته: ناحيته.
رجما: ظنا.
ملتحدا: ملجأ.
يرجو: يخاف.
هضما: نقصا.
هامدة: مغبرة.
واقصد فى مشيك: أسرع.
الأجداث: القبور.
ثاقب: مضىء.
بالهم: حالهم.
يهجعون: ينامون.
ذنوبا: عذابا.
دسر: المسامير.
تفاوت: عيب.
رجائها: نواحيها.
أطوارا: ألوانا.
بردا: نوما.
مسغبة: مجاعة.
المبذر: المسرف.
وبلغة حمير:
تفشلا: تجبنا.
عثر: اطلع.
سفاهة: جنون.
زيلنا: ميزنا.
مرجوا: حقيرا.
السقابة: الإناء.
مسنون: منتن.
إمام: كتاب.
ينغضون: يحركون.
حسبانا: بردا من الكبر.
عتيا: نحولا.
مأرب: حاجات.
خرجا: جعلا.
غراما: بلاء.
الصرح: البيت.
أنكر الأصوات: أقبحها.
يتركم: ينقضكم.
وبيلا: شديدا.
وبلغه جرهم:
بجبار: بمسلط.
مرض: زنى.
القطر: النحاس.
محشورة: مجموعة.
معكوفا: محبوسا.
وبلغة جرهم:
فباءوا: استوجبوا.
شقاق: ضلال.
خيرا: مالا.
كدأب: كأشباه.
تعولوا: تميلوا.
يغنوا: يتمتعوا.
شرد: نكل.
أراذلنا: سفلتنا.
عصيب: شديد.
لفيفا: جميعا.
محسورا: منقطعا.
لحلال: السحاب.
لودق: المطر.
شرذمة: عصابة.
ريع: طريق.
ينسلون: يخرجون.
شوبا: مزجا.
الحبك: الطرائق.
سور: الحائط.
وبلغة أزد شنوءة:
لاشية: لا وضح.
العضل: الحبس.
أمة: سنين.
الرس: البئر.
كاظمين: مكروبين.
غسلين: الحارّ الذى تناهى حرّه.
لوّاحة: حرّاقة.
وبلغة مذحج:
رفث: جماع.
مقيتا: مقتدرا.
بظاهر من القول: بكذب.
حقبا: دهرا.
الخرطوم: الأنف.
وبلغة خثعم:
تسيمون: ترعون.
مريج: منتشر.
صغت: مالت.
هلوعا: ضجورا.
وبلغة بلى.
الرجز: العذاب.
وبلغة ثقيف:
طائف من الشيطان: نخسة وبلغة ثعلب:
الأحقاف: الرمال.
شططا: كذبا.
وبلغة قيس عيلان:
نحلة: فريضة.
حرج: ضيق.
لخاسرون: مضيعون.
تفندون: تستهزئون.
صياصيهم: حصونهم.
تحبرون: تنعمون
يلتكم: ينقصكم.
وبلغة سعد العشيرة:
حفدة: أختان.
كلّ: عيال.
وبلغة كندة:
فجاجا: طرقا.
بست: فتتت.
تبتئس: تحزن.
وبلغة عذرة:
اخسئوا: اخزوا.
وبلغة حضرموت:
ربيون: رجال.
دمرن: أهلكنا.
لغوب: إعياء.
منسأته: عصاه.
وبلغة غسان:
طفقا: عمدا.
بئيس: شديد.
سىء بهم: كرهم.
وبلغة مزينة:
وبلغة لخم:
إملاق: جوع.
لتعلن: تقهرن.
وبلغة جذام:
جاسوا خلال الديار: تخللوا الأزقة.
وبلغة بنى حنيفة:
العقود: العهود.
الجناح: اليد.
الرهب: الفزع.
وبلغة اليمامة:
حصرت: ضاقت.
وبلغة سبأ:
تميلو ميلا عظيما: تخطئون خطأ بينا تبرنا: أهلكنا.
وبلغة سليم:
نكص: رجع.
وبلغة عمارة:
الصاعقة: صيحة العذاب وبلغة طيىء.
رغدا: خصبا.
سفه نفسه: خسرها.
يس: يا إنسان.
وبلغة خزاعة:
أفيضوا: انفروا.
الإفضاء: الجماع.
وبلغة عمان:
خبالا: غيا.
نفقا: سربا.
حيث أصاب: أراد.
وبلغة تميم:
أمد: نسيان.
بغيا: حسدا.
وبلغة أنمار:
طائرة: عمله.
أغش: أظلم.
وبلغة الأشعريين.
لأحتنكن: لأستأصلن.
تارة: مرة.
اشمأزّت: مالت ونفرت.
وبلغة الأوس:
وبلغة الخزرج:
ينغضون: يذهبون.
وبلغة مدين:
فافرق: فاقض.
وبلغة بلى:
الرجز: العذاب.
وبلغة ثقيف:
طائف من الشيطان: نخسة.
وبلغة ثعلب:
الأحقاف: الرمال.
ويقال: فى القرآن من اللغات خمسون لغة: لغة قريش، وهذيل، وكنانة، وخثعم، والخزرج، وأشعر، ونمير، وقيس عيلان، وجرهم، واليمن، وأزد شنوءة، وكندة، وتميم، وحمير، ومدين، ولخم، وسعد العشيرة، وحضر موت، وسدوس، والعمالقة، وأنمار، وغسان، ومذحج، وخزاعة، وغطفان، وسبأ، وعمان، وبنى حنيفة، وثعلب، وطيىء، وعامر بن صعصعة، وأوس، ومزينة، وثقيف، وجذام، وبلى وعذرة، وهوازن، والنمر، واليمامة.
ومن غير العربية: الفرس، والروم، والنبط، والحبشة، والبربره، والسريانية، والعبرانية، والقبط.
وبلغة همدان:
الريحان: الرزق.
والعيناء: البيضاء.
والعبقرى: الطنافس:
وبلغة عامر بن صعصعة:
الحفدة: الخدم.
وبلغة ثقيف.
العول: الميل.
وبلغة عك:
الصورة: القرن.
(م ٩- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
اختلف الأئمة فى وقوع المعرب فى القرآن، فالأكثرون على عدم وقوعه فيه لقوله تعالى: قُرْآناً عَرَبِيًّا وقوله تعالى: وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ.
وقد شدّد الشافعى النكير على القائل بذلك.
وقال أبو عبيدة: إنما أنزل القرآن بلسان عربىّ مبين. فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول، ومن زعم أن (كذّابا) بالنبطية فقد أكبر القول.
وقال ابن أوس: لو كان فيه من لغة العرب شىء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله لأنه أتى بلغات لا يعرفونها.
وقال ابن جرير: ما ورد عن ابن عباس وغيره من تفسير ألفاظ من القرآن إنها بالفارسية والحبشية والنبطية أو نحو ذلك، إنما اتفق فيها توارد اللغات، فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد.
ولقد كان للعرب العاربة، التى نزل القرآن بلغتهم بعض مخالطة لسائر الألسن في أسفارهم، فعلقت من لغاتهم ألفاظا غيرت بعظها بالنقص من حروفها واستعملتها فى أشعارها ومحاوراتها، حتى جرت مجرى العرب الفصيح، ووقع بها البيان، وعلى هذا الحدّ نزل بها القرآن. وكل هذه الألفاظ عربية صرفة.
وقيل: إن هذه الألفاظ الأعجمية وقعت للعرب فعرّبتها بألسنتها، وحوّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها، فصارت عربية، ثم نزل القرآن، وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال: إنها عربية فهو صادق، ومن قال: عجمية، فصادق.
وهذا سرد الألفاظ الواردة فى القرآن من ذلك، مرتبة على حروف المعجم:
الإبريق، فارسى معرب، ومعناه: طريق الماء، أو صبّ الماء على هينة.
أبّ، قال بعضهم: هو الحشيش، بلغة العرب.
ابلعى، فى قوله تعالى: (ابلعى ماءك) بالحبشية: ازدرديه وقيل: اشربى.
بلغة الهند.
أخلد إلى الأرض: ركن، بالعبرية.
الأرانئك، السرر، بالحبشية.
آزر، إنه ليس بعلم لأبى إبراهيم ولا للصنم.
وعن معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبى يقرأ: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ بالرفع، قال: بلغنى أنها أعوج، وأنها أشد كلمة قالها إبراهيم لأبيه.
وقال بعضهم: هى بلغتهم، يا مخطىء.
أسباط، هى بلغتهم كالقبائل بلغة العرب.
إستبرق، عن الضحاك: أنه الديباج الغليظ، بلغة العجم.
أسفار، هى الكتب، بالسريانية، وعن الضحاك قال: هى الكتب.
بالنبطية.
إصرى، معناه: عهدى، بالنبطية.
أكواب، الأكواز، بالنبطية. وعن الضحاك: أنها بالنبطية، وأنها جرار ليست لها عرى.
إلّ اسم اللَّه تعالى، بالنبطية.
أليم: الموجع، بالزنجية، وقيل: بالعبرانية.
إناه، نضجه، بلسان أهل المغرب، وقيل: بلغة البربر.
وقيل فى قوله تعالى: (حميم آن)، هو الذى انتهى حرّه بها، وفى قوله تعالى: (من عين آنية)، أى حارّة بها.
الرحيم، بلسان الحبشة، وقيل: الأوّاه: الدعاّء. بالعبرية.
الأوّاب و: المسبح، بلسان الحبشة. وقيل فى قوله: (وأوّبى معه) :
سبحى، بلسان الحبش.
(الأولى والآخرة) :(الجاهلية الأولى) : أى الآخرة، (فى الملة الآخرة) : أى الأولى، بالقبطية، والقبط يسمون الآخرة الأولى، والأولى الآخرة.
بطائنها، قيل فى قوله تعالى: (بطائنها من إستبرق) أى ظواهرها، بالقبطية.
بعير، فى قوله تعالى: (كيل بعير)، أى: كيل حمار، وقيل: إن البعير كل ما يحمل عليه، بالعبرانية.
بيع، قيل: البيعة والكنيسة، جعلهما بعض العلماء فارسيين معربين.
تنور، فارسى معرب.
تتبيرا، فى قوله تعالى (وليتبروا ما علوا تتبيرا) قيل: تبرة، بالنبطية.
تحت، فى قوله تعالى: فَناداها مِنْ تَحْتِها، أى بطنها، بالنبطية.
الجبت، عن ابن عباس، قال: الجبت: اسم الشيطان بالحبشية، وعن، عكرمة قال: الجبت، بلسان الحبشة: الشيطان، وعن سعيد بن جبير قال:
الجبت: الساحر، بلسان الحبشة.
جهنم، قيل: عجمية، وقيل: فارسية، وقيل: عبرانية، أصلها كهنام.
جرم. عن عكرمة، قال: وجرم: وجب، بالحبشية.
حصب، عن ابن عباس، فى قوله تعالى: (حصب جهنم). قال: حطب جهنم بالزنجية.
حطة، قيل، معناه: قولوا صوابا، بلغتهم.
حوب، عن ابن عباس أنه قال: حوبا: إثما، بلغة الحبشة.
درست، معناه: قوأت، بلغة اليهود.
درّىّ معناه: المضىء، بالحبشية.
دينار، فارسى.
راعنا، عن ابن عباس قال: راعنا: سبّ بلسان اليهود.
ربانيون، قال أبو عبيدة: العرب لا تعرف الربانيين، وإنما عرفها الفقهاء وأهل العلم. قال: وأحسب الكلمة ليست بعربية، وإنما هى عبرانية أو سريانية.
الرحمن، عبرانى، وأصله الخاء المعجمة.
الرسّ، عجمى، ومعناه، البئر.
الرقيم، قيل: إنه اللوح بالرومية، وقيل: هو الكتاب بها. وقيل الدواة بها.
رمزا، من المعرب، وهو تحريك الشفتين. بالعبرية.
رهوا أى سهلا دمثا بلغة النبط، وقيل: أى ساكنا، بالسريانية.
الروم، أعجمىّ، اسم لهذا الجيل من الناس.
زنجبيل، فارسى.
السجل، عن ابن عباس معرب.
سجيل، بالفارسية، أولها حجارة وآخرها طين.
سجين، غير عربى.
سرادق، فارسى معرب، وأصله سرادار، وهو الدهليز. وقيل: إنه بالفارسية: سرابرده: أى ستر الدار.
سفرة، عن ابن عباس فى قوله تعالى: (بأيدى سفرة) قال، بالنبطية:
القراء.
سقر، عجمية.
سجدا، أى مقنعى الرءوس، بالسريانية.
سكرا، عن ابن عباس، قال: السكر، بلسان الحبشة: الخل.
سلسبيل، عجمى.
سندس: هو رقيق الديباج، بالفارسية، ولم يختلف أهل اللغة والمفسرون فى أنه معرب. وقيل: هو بالهندية.
سيدها، أى زوجها بلسان القبط.
سيناء، بالنبطية: الحسن.
سينين، الحسن، بلسان الحبشة.
شطرا: تلقاء، بلسان الحبش.
شهر، ذكر بعض أهل اللغة أنه بالسريانية.
الصراط: الطريق، بلغة الروم.
صرهن، هى نبطية، شققهن، قطعهن.
صلوات، هى بالعبرانية: كنائس اليهود، وأصلها صلوتا.
طه، هو كقولك: يا محمّد. بلسان الحبش. وقيل: طه.
يا رجل، بالنبطية. وقيل: طه: يا رجل بلسان الحبشة.
الطاغوت، هو الكاهن. بالحبشية.
طفقا،: معناه: قصدا بالرومية.
طوبى: اسم الجنة بالحبشة. وقيل بالهندية.
طور، الطور: الجبل، بالسريانية. وقيل: بالنبطية.
عبدت، معناه: قتلت بلغة النبط.
عدن، فى قوله تعالى: جَنَّاتِ عَدْنٍ، قيل: جنات الكروم والأعناب، بالسريانية، وقيل: بالرومية.
العرم، بالحبشية، هى المسناة التى تجمع فيها الماء ثم ينبثق.
الغسّاق: البارد المنتن، بلسان الترك. وقيل: الغساق: المنتن، وهو بالطحارية.
غيض، نقص، بلغة الحبشة.
فردوس، بستان، بالرومية. وقيل: الكرم، بالنبطية، وأصله فرداسا.
فوم، هو الحنطة بالعبرية.
قراطيس، يقال إن القرطاس أصله غير عربى.
قسط، قيل: القسط: العدل بالرومية.
قسطاس: القسطاس: العدل بالرومية. وقيل: القسطاس، بلغة الروم، الميزان.
قسورة، قيل: الأسد، يقال له بالحبشية: قسورة.
قطنا، معناه، كتابنا، بالنبطية.
قفل، فارسى معرب.
قمل، هو الدبا بلسان العبرية والسريانية وقيل: إنه فارسى معرب.
قنطار، بالرومية: اثنتا عشر ألف أوقية، وزعموا أنه بالسريانية. ملء جلد ثور ذهبا أو فضة. وقيل: إنه بلغة بربر. ألف مثقال، وقيل: إنه ثمانية آلاف مثقال، بلسان أهل إفريقية.
القيوم، هو الذى لا ينام بالسريانية.
كافور، فارسى معرب.
كفلين، ضعفين بالحبشية.
كنز، فارسى معرب.
كوّرت، غوّرت، وهى بالفارسية.
لينة، النخلة. بلسان يهود يثرب.
متكأ، بلسان الحبش، يسمون (الترنج) : متكأ.
مجوس، أعجمى.
مرجان، أعجمى.
مسك فارسى.
مشكاة، قيل: المشكاة: الكوّة بلغة الحبشة.
مقاليد، مفاتيح، بالفارسية، والإقليد والمقليد: المفتاح، فارسى معرب.
مرقوم، فى: أى مكتوب، بلسان العربية.
مزجاة، قليلة، بلسان العجم، وقيل، بلسان القبط.
ملكوت، هو الملك، ولكنه بكلام النبطية ملكوتا، وقيل بلسان النبط.
مناص، معناه: فرار، بالنبطية.
منسأة، عصا، بلسان الحبشة.
منفطر، قيل فى قوله تعالى: (السماء منفطر به) أى: ممتلئة به. بلسان الحبشة.
مهل: عكر الزيت، بلسان أهل المغرب، وقيل: بلغة البربر.
ناشئة، قيل: ناشئة الليل: قيام الليل، بالحبشية.
ن، فارسى، أصله أنون، ومعناه: اصنع ما شئت.
هود، الهود: اليهود، أعجمى.
هون، قيل فى قوله تعالى: (يمشون على الأرض هونا) : حكماء، بالسريانية، وقيل: بالعبرانية.
هيت لك: هلمّ لك، بالقبطية. وقيل: هى بالسريانية كذلك وقيل:
هى بالحورانية، وقيل: هى بالعبرانية، وأصله: هينلج، أى: تعال.
وراء، قيل: معناه، أمام، بالنبطية، وهى غير عربية.
وردة، غير عربية.
وزر: جبل وملجأ، بالنبطية.
ياقوت، فارسى.
يحور، يرجع، بلغة الحبشة.
يس، يا إنسان، بالحبشية. وقيل: يا رجل، بلغة الحبشة.
يصدون: يضجون، بالحبشية.
يصهر: ينضج، بلسان أهل المغرب، وقيل بالقبطية.
اليم، قال ابن قتيبة: اليم: البحر بالسريانية. وقال ابن الجوزى العبرانية.
وقيل بالقبطية.
اليهود، أعجمىّ معرّب، منسوبون إلى يهوذ بن يعقوب، فعرّب بإهمال الدال.
الوجوه: اللفظ المشترك الذى يستمل فى عدة معان، كلفظ الأمة.
والنظائر: كالألفاظ المتوطئة، وقيل: النظائر فى اللفظ، والوجوه فى المعانى، وقد جعل بعضهم ذلك من أنواع معجزات القرآن، حيث كانت الكلمة الواحدة تنصرف إلى عشرين وجها وأكثر وأقل، ولا يوجد ذلك فى كلام البشر.
وفى حديث:
وفى الحديث: «لا يكون الرجل فقيها كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة».
وقد فسره بعضهم بأن المراد أن يرى اللفظ الواحد يحتمل معانى متعددة فيحمله عليها، إذا كانت غير متضادة، ولا يقتصر به على معنى واحد.
وعن ابن عباس، أن علىّ بن أبى طالب أرسله إلى الخوارج، فقال:
اذهب إليهم فخاصمهم ولا تحاجهم بالقرآن فإنه ذو وجوه، ولكن خاصمهم بالسنة، فخرج إليهم فخاصمهم بالسنن صلّى اللَّه عليه وسلم، فلم تبق بأيديهم حجة.
وأمثلة هذا النوع.
من ذلك: الهدى، يأتى على سبعة وجها، بمعنى: الثبات: (اهدنا السراط المستقيم).
والبيان: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ.
والدين: إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ.
والإيمان: وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً.
والدعاء: وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ.
وبمعنى الرسل والكتب: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً.
والمعرفة: وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ.
وبمعنى القرآن: وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى.
والتوراة: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى.
والاسترجاع: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.
والحجة: لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ بعد قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أى لا يهديهم حجة.
والتوحيد: إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ.
والسنة: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ.
والإصلاح: أَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ.
والإلهام: أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى، أى المعاش.
والتوبة: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ.
والإرشاد: صلّى اللَّه عليه وسلم أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ.
ومن ذلك: السوء، يأتى على أوجه.
الشدة: يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ.
والعقر: وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ.
والزنى: ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً.
والبرص: بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ.
والعذاب: إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ.
والشرك: ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ.
والشتم: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ.
والذنب: يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ.
وبمعى بئس: وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ.
والقتل والهزيمة: لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ.
ومن ذلك: الصلاة، تأتى على أوجه:
الصلوات الخمس: يُقِيمُونَ الصَّلاةَ.
وصلاة العصر: تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ.
وصلاة الجمعة: إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ.
والجنازة: وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ.
والدعاء: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ.
والدين: أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ.
والقراءة: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ.
والرحمة والاستغفار: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ.
ومواضع الصلاة: وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ.
ومن ذلك: الرحمة، وردت على أوجه.
الإسلام: يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ.
والإيمان: وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ.
والجنة: فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ.
والمطر: بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ.
والنعمة: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ.
والنبوّة: أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ.
والقرآن: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ.
والرزق: خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي.
والنصر والفتح: إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً.
والمودة: رَأْفَةً وَرَحْمَةً.
والسعة: تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ.
والمغفرة: كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ.
والعصمة: لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ.
ومن ذلك: الفتنة: وردت على أوجه.
الشرك: وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ.
والإضلال: ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ.
والقتل: أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا.
والصدّ: وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ.
والضلالة: وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ.
والمعذرة: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ.
والقضاء: إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ.
والإثم: أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا.
والمرض: يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ.
والعبرة: لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً.
والعقوبة: أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ.
والاختبار: وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ.
والعذاب: جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ.
والإحراق: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ.
والجنون: بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ.
ومن ذلك: الروح، ورد على أوجه:
والوحى: يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ.
والقرآن: أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا.
والرحمة: وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ.
والحياة: فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ.
وجبريل: فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا.
وملك عظيم: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ.
وجيش من الملائكة: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها.
وروح البدن: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ.
ومن ذلك القضاء، ورد على أوجه.
الفراغ: فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ.
والأمر: إِذا قَضى أَمْراً.
والأجل: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ.
والفصل: لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ.
والمضىّ: لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا.
والهلاك: لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ.
والوجوب: قُضِيَ الْأَمْرُ.
والإبرام: فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها.
والإعلام: وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ.
والوصية: وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ.
والموت: فَقَضى عَلَيْهِ.
والنزول: فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ.
والفعل: كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ يعنى حقا لم يفعل.
والعهد: إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ.
ومن ذلك: الذكر، ورد على أوجه:
ذكر اللسان: فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ.
وذكر القلب: ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ.
والحفظ: وَاذْكُرُوا ما فِيهِ.
والطاعة والجزاء: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ.
والصلوات الخمس: فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ.
والعظة: فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ.
والبيان: أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ.
والحديث: اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ: أى حدثه بحالى.
والقرآن: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي.
والتوراة: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ.
والخبر: سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً.
والشرف: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ.
والعيب: هذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ.
واللوح المحفوظ: مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ.
والثناء: وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً.
والوحى: فَالتَّالِياتِ ذِكْراً.
والرسول: ذِكْراً رَسُولًا.
والصلاة: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ.
وصلاة العصر: عَنْ ذِكْرِ رَبِّي.
ومن ذلك: الدعاء: ورد على أوجه:.
العبادة: وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ.
والاستعانة: وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ.
والسؤال: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.
والقول: دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ.
والنداء: يَوْمَ يَدْعُوكُمْ.
والتسمية: لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً.
ومن ذلك: الإحصاء، ورد على أوجه:
العفة: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ.
والتزوّج: فَإِذا أُحْصِنَّ.
والحرية: نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ.
يعنى الحروف وما شاكلها من الأسماء والأفعال والظروف:
الهمزة: تأتى على وجوه:
الوجه الأول: الاستفهام، وحقيقته طلب الإفهام، وهى أصل أدواته ومن ثم اختصت بأمور:
أحدها: جواز حذفها.
ثانيها: أنها ترد لطلب التصوّر والتصديق، بخلاف هل، فإنها للتصديق خاصة، وسائر الأدوات للتصوّر خاصة.
ثالثها: أنها تدخل على الإثبات، وتفيد حينئذ معنيين: أحدهما التذكير- والآخر التعجب من الأمر العظيم.
رابعها: تقديمها على العاطف تنبيها على أصالتها فى التصدير.
خامسها: أنه لا يستفهم بها حتى يهجس فى النفس إثبات ما يستفهم عنه، سادسها: أنها تدخل على الشرط.
وتخرج عن الاستفهام الحقيقى فتأتى لمعان ستذكر بعد.
أحد: هو اسم أكمل من الواحد، ألا ترى أنك إذا قلت فلان لا يقوم له واحد جاز فى المعنى أن يقوم اثنان فأكثر، بخلاف قولك لا يقوم له أحد.
وفى الأحد خصوصية ليست تبقى فى الواحد، تقول: ليس فى الدار واحد، فيجوز أن يكون من الدوابّ والطير والوحش والإنس، فيعم الناس وغيرهم، بخلاف ليس فى الدار أحد، فإنه مخصوص بالآدميين دون غيرهم.
وقيل: ويأتى الأحد فى كلام العرب بمعنى الأول، وبمعنى الواحد، فيستعمل فى الإثبات وفى النفى نحو: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أى واحد وأول وبخلافهما فلا يستعمل إلا فى النفى، تقول: ما جاءنى من أحد.
(م ١٠- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
وأحد: يستوى فيه المذكر والمؤنث.
وأحد: يصلح فى الإفراد والجمع- بخلاف الواحد.
والأحد: له جمع من لفظه وهو الأحدون والآحاد، وليس للواحد جمع.
من لفظه، فلا يقال واحدون بل اثنان وثلاثة.
والأحد: ممتنع الدخول فى الضرب والعدد والقسمة، وفى شىء من الحساب، بخلاف الواحد.
إذ: ترد على أوجه:
أحدها: أن تكون اسما للزمن الماضى، وهو الغالب.
الوجه الثانى: أن تكون للتعليل.
الوجه الثالث: التوكيد، بأن تحمل على الزيادة.
الوجه الرابع: التحقيق، كقد.
إذا: على وجهين:
أحدهما: أن تكون للمفاجأة فتختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج لجواب لا تقع فى الابتداء، ومعناها الحال لا الاستقبال.
الثانى: أن تكون لغير المفاجأة، فالغالب أن تكون ظرفا للمستقبل مضمنة معنى الشرط، وتختص بالدخول على الجمل الفعلية، وتحتاج لجواب، وتقع فى الابتداء عكس الفجائية، والفعل بعدها إما ظاهر، أو مقدر.
إذن: معناها: الجواب والجزاء. فى كل موضع. وقيل فى الأكثر، والأكثر، أن تكون جوابا ل (إن)، أو (لو) ظاهرتين أو مقدرتين، وحيث جاءت بعدها اللام فقبلها (لو) مقدرة، إن لم تكن ظاهرة، وهى حروف ينصب المضارع بها بشرط تصديرها واستقباله واتصاله، أو انفصالها بالقسم، أو بلا الناقية.
وإذا وقعت بعد الواو والفاء جاز والتحقيق أنه إذا تقدمها شرط وجزاء وعطف، فإن قدرت العطف على الجواب جزمت، وبطل عمل (إذا) لوقوعها
وقيل: إذن نوعان.
الأول: أن تدل على إنشاء السببية والشرط بحيث لا يفهم الارتباط من غيرها وهى فى هذا الوجه عاملة تدخل على الجمل الفعلية، فتنصب المضارع المستقبل المتصل إذا صدرت.
والثانى: أن تكون مؤكدة لجواب ارتبط بمقدم، أو منبهة على مسبب حصل فى الحال، وهى حينئذ غير عاملة، لأن المؤكدات لا يعتمد عليها، والعامل يعتمد عليه، ألا ترى أنها لو سقطت لفهم الارتباط.
وتدخل هذه على الاسمية، ويجوز توسطها وتأخرها.
أفّ: كلمة تستعمل عند التضجر والتكرّه. وقد حكى أبو البقاء فى قوله تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ قولين:
أحدهما: أنه اسم لفعل الأمر: أى كفا واتركا.
والثانى: أنه اسم لفعل ماض: أى كرهت وتضجرت.
وحكى غيره ثالثا: أنه لفعل مضارع: أى أتضجر منكما وحكى فيها تسع وثلاثون لغة. قرىء منها فى السبع: أفّ بالكسر بلا تنوين، وأفّ بالكسر والتنوين، وأفّ بالفتح بلا تنوين. وفى الشاذ أفّ بالضم منونا وغير منون، وأف بالتخفيف.
أل: على ثلاثة أوجه.
أحدها: أن تكون اسما موصولا بمعنى (الذى) وفروعه، وهى الداخلة على أسماء الفاعلين والمفعولين وهى حينئذ حرف تعريف، وقيل موصول حرفى.
الثانى: أن تكون حرف تعريف، وهى نوعان:
عهدية، وجنسية، وكل منهما ثلاثة أقسام.
فالعهدية: إما أن يكون مصحوبها معهودا ذكريّا، وضابط هذه أن يسدّ الضمير مسدها مع مصحوبها.
أو معهودا حضوريّا.
وكذا كل واقعة بعد اسم الإشارة، أو (أى) فى النداء، وإذ الفجائية، أو فى اسم الزمان الحاضر، نحو: الآن.
والجنسية:
إما لاستغراق الإفراد، وهى التى يخلفها (كل) حقيقة، ومن دلائلها صحة الاستثناء من مدخولها، ووصفه بالجمع.
وإما لاستغراق خصائص الأفراد، وهى التى يخلفها (كل) مجازا.
وإما لتعريف الماهية والحقيقة والجنس، وهى التى لا يخلفها (كل)، لا حقيقة ولا مجازا.
والفرق بين المعروف بأل هذه وبين اسم الجنس النكرة هو الفرق بين المقيد والمطلق، لأن المعرف بها يدل على الحقيقة بقيد حضورها فى الذهن، واسم الجنس النكرة يدل على مطلق الحقيقة لا باعتبار قيد.
الثالث: أن تكون زائدة، وهى نوعان:
لازمة كالتى فى الموصولات على القول بأن تعريفها بالصلة، وكالتى فى الأعلام المقارنة لنقلها كاللات والعزى، أو لغلبتها كالبيت للكعبة والمدينة لطيبة والنجم للثريا، وهذه فى الأصل للعهد.
واختلف فى (أل) فى أسم اللَّه تعالى، فقيل: هى عوض من الهمزة المحذوقة، بناء على أن أصله: إله، دخلت (أل) فنقلت حركة الهمزة إلى اللام ثم أدغمت، ويدل على ذلك قطع همزها ولزومها.
وقيل: هى مزيدة للتعريف تفخيما وتعظيما، وأصل إله: أولاه.
وقيل: هى زائدة لازمة لا للتعريف.
وقيل: أصله هاء الكناية، زيدت فيه لام الملك فصار: له، ثم زيدت (أل) تعظيما وفخموه توكيدا. هو اسم علم لا اشتقاق له ولا أصل.
أحدها: التنبيه، فتدل على تحقيق ما بعدها، ولذلك قلّ وقوع الجمل بعدها إلا مصدرة بنحو، ما يتلقى به القسم، وتدخل على الاسمية والفعلية والمعربون يقولون فيها: حرف استفتاح، فيبينون مكانها ويهملون معناها وإفادتها التحقيق من جهة تركيها من الهمزة ولا. وهمزة الاستفهام إذا دخلت على النفى أفادت التحقيق.
الثانى والثالث: التحضيض والعرض، ومعناهما طلب الشىء، لكن الأول طلب بحثّ والثانى طلب بلين، وتختص فيها بالفعلية.
ألّا: بالفتح والتشديد: حرف تحضيض، لم يقع فى القرآن لهذا المعنى، إلا أنه يجوز أن يخرّج عليه: أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ وأما قوله تعالى: أَنْ لا تَعْلُوا عَلَى فليست هذه، بل هى كلمتات: أن، الناصبة، ولا، النافية، وأن المفسرة، ولا الناهية.
إلّا: بالكسر والتشديد، على أوجه.
أحدها: الاستثناء متصلا، أو منقطعا.
الثانى: أن تكون بمعنى غير، فيوصف بها وبتاليها جمع منكر أو شبهه، ويعرف الاسم الواقع بعدها بإعراب (غير).
الثالث: أن تكون عاطفة بمنزلة الواو فى الترسيل.
الرابع: بمعنى: بل.
الخامس: بمعنى بدل، ومنه آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ أى بدل اللَّه أو عوضه.
الآن: اسم للزمن الحاضر، وقد يستعمل فى غيره مجازا.
وقيل: هى محل للزمانين: أى ظرف للماضى وظرف للمستقبل، وقد يتجوّز بها عما قرب من أحدهما.
وقيل: لوقت حضر جميعه كوقت فعل الإنشاء حال النطق به أو بعضه.
وقيل: وظرفيته غالبة لا لازمة.
إلى: حرف جر، له معان.
أشهرها: انتهاء الغاية زمانا، أو مكانا، أو غيرهما.
ومنها: المعية، وذلك إذا ضممت شيئا إلى آخر فى الحكم به أو عليه أو التعليق.
ومنها: الظرفية، كفى.
ومنها مرادفة اللام.
ومنها: التبيين. وهى المبينة لفاعلية مجرورها بعد ما يفيد حبّا أو بغضا، أو اسم تفضيل.
ومنها: التوكيد، وهى الزائدة.
اللهم: معناه يا اللَّه، حذقت ياء النداء وعوض منها الميم المشددة فى آخره.
وقيل: أصله: يا أللَّه أمنا، بخير، فركب تركيب: حيهلا، مزج.
وقيل: الميم فيها تجمع سبعين اسما من أسمائه.
وقيل: إنها الاسم الأعظم، واستدل لذلك بأن (اللَّه) دالّ على الذات، والميم، دالة على الصفات التسعة والتسعين.
وقالوا: من قال: اللهم، فقد دعا اللَّه بجميع أسمائه.
أم: حرف عطف، وهى نوعان:
متصلة، وهى قسمان:
الأول: أن يتقدم عليها، همزة التسوية.
والثانى: أن يتقدم عليها همزة يطلب بها وبأم التعيين.
وسميت فى القسمين متصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر.
النوع الثانى: منقطعة، وهى ثلاثة أقسام.
مسبوقة بالخير المحض.
ومسبوقة بالهمزة لغير الاستفهام.
ومسبوقة باستفهام بغير الهمزة.
ومعنى أم المنقطعة: الذى لا يفارقها الإضراب، ثم تارة تكون له مجردا، وتارة تضمن مع ذلك استفهاما إنكاريّا.
أمّا: بالفتح والتشديد حرف شرط وتفصيل وتوكيد.
أما كونها حرف شرط فبدليل لزوم الفاء بعدها.
وأما التفصيل فهو غالب أحوالها وقد يترك تكرارها استغناء بأحد القسمين عن الآخر.
وأما التوكيد فهى أن تعطى الكلام فضل توكيد.
إمّا: بالكسر والتشديد، ترد لمعان:
الإبهام، والتفصيل.
إن: بالكسر والتخفيف، على أوجه:
الأول: أن تكون شرطية، وإذا دخلت على (لم) فالجزم بلم لا بها- أو على (لا) فالجزم بها لا «لا»، والفرق أن (لم) عامل يلزم معمولا، (لا) يفصل بينهما بشىء. وأن يجوز الفصل بينها وبين معمولها بمعمولة، و (لا)، لا تعمل الجزم إذا كانت نافية، فأضيف العمل إلى (إن).
قيل: ولا تقع وبعدها (إلا). أو (لما)، المشددة.
وكونها للنفى هو الوارد.
وقد اجتمعت الشرطية والنافية فى قوله: وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ.
وكل شىء فى القرآن «إن» فهو إنكار.
والثالث: أن تكون مخففة من الثقيلة، فتدخل على الجملتين، ثم الأكثر إذا دخلت على الاسمية إهمالها.
وإذا دخلت على الفعل فالأكثر كونه ماضيا ناسخا ودونه أن يكون مضارعا ناسخا، وحيث وجدت (إن) وبعدها اللام المفتوحة فهى المخففة من الثقيلة.
الرابع: أن تكون زائدة.
الخامس: أن تكون للتعليل.
أن: بالفتح والتخفيف على أوجه.
الأول: أن تكون حرفا مصدريّا ناصبا لمضارع، ويقع فى موضعين، فى الابتداء، فيكون فى محل رفع، وبعد لفظ دال على معنى غير اليقين فيكون فى محل رفع، ونصيب، وخفض، وأن هذه موصول حرفى، وتوصل بالفعل المتصرف مضارعا، وماضيا، وقد يرفع المضارع بعدها إهمالا لها حملا على «ما» أختها.
الثانى: أن تكون من الثقيلة، فتقع بعد فعل اليقين أو ما نزل منزلته.
الثالث: أن تكون مفسرة بمنزلة «أى»، وشرطها أن تسبق بجملة، وألا يدخل عليها حرف جر.
الرابع: أن تكون زائدة، والأكثر أن يقع بعد (لما) التوقيتية، نحو (ولما أن جاءت رسلنا لوطا)، وزعم بعضهم أنها تنصب المضارع وهى زائدة.
الخامس: أن تكون شرطية كالمكسورة.
السادس: أن تكون نافية.
السابع: أن تكون للتعليل.
إنّ: بالكسر والتشديد، على أوجه:
أحدها: التأكيد والتحقيق، وهو الغالب، والتأكيد بها أقوى من التأكيد باللام، وأكثر مواقعها بحسب الاستقراء الجواب السؤال ظاهر أو مقدر إذا كان للسائل فيه ظن.
الثانى: التعليل، وهو نوع من التأكيد.
الثالث: معنى «نعم».
أنّ: بالفتح والتشديد، على وجهين:
أحدهما: أن تكون حرف تأكيد، والأصح أنها فرع المكسورة، وأنها موصول حرفى فتؤول مع اسمها وخبرها بالمصدر، فإن كان الخبر مشتقّا فالمصدر المؤول به من لفظه، وإن كان جامدا قدر بالكون.
الثانى: أن يكون لغة فى (لعل).
أنّى: اسم مشترك بين الاستفهام والشرط.
فأما الاستفهام فترد فيه بمعنى كيف، ومن أين، وبمعنى: متى.
أو: حرف عطف، ترد لمعان.
الشك من المتكلم.
وعلى الإبهام على السامع.
والتخيير بين المعطوفين بأن يمتنع الجمع بينهما.
والإباحة بأن لا يمتنع الجمع.
والتفصيل بعد الإجمال.
والإضراب ب «بل».
والتقريب.
ومعنى (إلا) فى الاستثناء ومعنى (إلى).
أولى لك، كلمة تهديد ووعيد، معناه: قاربه ما يهلكه: أى نزل به.
وقيل: هو اسم فعل مبنى، ومعناه: وليك شر بعد شر، و (لك) تبيين.
وقيل: هو علم للوعيد غير مصروف، ولذا لم ينوّن، وأن محله رفع على الابتداء، ولك الخبر، ووزنه على هذا: فعلى، والألف للإلحاق.
وقيل: معناه: الويل لك، مقلوب منه، والأصل: أويل: فأخر حرف العلة.
وقيل: معناه الذم لك أولى من تركه، فحذف المبتدأ لكثرة دورانه فى الكلام.
وقيل: أنت أولى وأجدر لهذا العذاب.
وقيل: أولى، فى كلام العرب، معناه: مقارنة الهلاك، كأنه يقول: قد وليت الهلاك، أو قد دانيت الهلاك، وأصله من الولى، وهو القرب، والعرب تقول: أولى لك: أى كدت تهلك، وكأن تقديره: أولى لك آلهلكة.
إى: بالكسر والسكون، حرف جواب، بمعنى: نعم، فتكون لتصديق الخبر. ولإعلام المستخبر، ولوعد الطالب.
ولا تقع إلا قبل القسم. وإلا بعد الاستفهام.
أىّ: بالفتح والتشديد، على أوجه.
الأول: أن تكون شرطية.
الثانى: استفهامية، وإنما يسأل بها عما يميز أحد المتشاركين فى أمر يعمهما.
الثالث: موصولة.
وهى فى الأوجه الثلاثة معربة، وتبنى فى الوجه الثالث على الضم إذا حذف عائدها، وأضيف.
الرابع: أن يكون وصلة إلى نداء ما فيه (ال).
أحدها: أنه كله ضمير، هو وما اتصل به.
والثانى: أنه وحده ضمير، وما بعده اسم مضاف له يفسر ما يراد به من كلم وغيبة وخطاب.
والثالث: أنه وحده ضمير، وما بعده حروف تفسر المراد.
والرابع: أنه عماد وما بعده هو الضمير.
وفيه سبع لغات، قرىء بها: بتشديد الياء وتخفيفها مع الهمزة، وإبدالها هاء مكسورة ومفتوحة، هذه ثمانية يسقط منها بفتح الهاء مع التشديد.
أيان: اسم استفهام، وإنما يستفهم به عن الزمان المستقبل، وقيل: لا تستعمل إلا فى مواضع التفخيم والمشهور أنها كمتى تستعمل فى التفخيم وغيره.
أين: اسم استفهام عن المكان، ويرد شرطا عامّا فى الأمكنة، وأينما أعم منها.
الباء: المفردة، حرف جر له معان، أشهرها الإلتصاق، ولم يذكر لها سيبويه غيره. وقيل: إنه لا يفارقها.
الثانى: التعدية، كالهمزة، وزعموا أن بين تعدية الباء والهمزة فرقا، وأنك إذا قلت: ذهبت بزيد، كنت مصاحبا له فى الذهاب.
الثالث: الاستعانة، وهى الداخلة على آلة الفعل كباء البسملة.
الرابع: السببية، وهى التى تدخل على سبب الفعل، ويعبر عنها أيضا بالتعليل.
الخامس: المصاحبة، كمع نحو (اهبط بسلام).
السادس: الظرفية، ك «فى» زمانا ومكانا.
السابع: الاستعلاء: ك «على».
الثامن: المجاوزة، ك «عن».
التاسع: التبعيض، ك «من».
الثانى عشر: التوكيد، وهى الزائدة، فتزاد فى الفاعل:
وجوبا، فى نحو: أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ.
وجوازا غالبا فى نحو: كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً، وشهيدا، نصب على الحال أو التمييز، والباء زائدة، ودخلت لتأكيد الاتصال، لأن، الاسم فى قوله كَفى بِاللَّهِ متصل بالفعل اتصال الفاعل.
وفى المفعول نحو: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ.
وفى المبتدأ، نحو: بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ. أى أيكم. وقيل، هى ظرفية.
وفى اسم (ليس) في قراءة بعضهم: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا، بنصب (البرّ).
وفى الخبر المنفى نحو: وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ.
والموجب، وخرج عليه: جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها.
وفى التوكيد، وجعل منه: يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ.
بل: إضراب، إذا تلتها جملة، ثم يكون معنى الإضراب الإبطال لما قبلها.
أما إذا تلاها مفرد فهى حرف عطف.
بلى: حرف أصلى الألف.
وقيل: الأصل: بل. والألف زائدة.
وقيل: هى للتأنيث، بدليل إمالتها، ولها موضعان:
أحدهما: أن تكون ردا لنفى يقع قبلها.
والثانى: أن تقع جوابا لاستفهام دخل على نفى فتفيد إبطاله، سواء كان الاستفهام حقيقيّا نحو: أليس زيد بقائم؟ فيقول بلى.
أو توبيخا نحو: أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى.
بئس: فعل لإنشاء الذمّ، لا يتصرف.
بين: موضوعة للخلل بين الشيئين ووسطهما.
وتارة تستعمل ظرفا، وتارة اسما ولا تستعمل إلا فيما له مسافة، أو له عدد ما اثنان فصاعدا، ولا يضاف إلى ما يقتضى معنى الوحدة إلا إذا كرّر.
التاء: حرف جر، معناه القسم يختص بالتعجب، وباسم اللَّه تعالى.
تبارك: فعل لا يستعمل إلا بلفظ الماضى، ولا يستعمل إلا للَّه تعالى، فعل لا يتصرف ومن ثم قيل: إنه اسم فعل.
ثم: حرف يقتضى ثلاثة أمور: التشريك فى الحكم، والترتيب، والمهلة. وفى كلّ خلاف.
أما التشريك فزعموا أنه قد يتخلف بأن تقع زائدة، فلا تكون عاطفة ألبتة.
وأما الترتيب والمهلة فخالف قوم فى اقتضائها إياه، وربما تمسك بقوله:
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها.
ثم: بالفتح: اسم يشار به إلى المكان البعيد، وهو ظرف لا يتصرّف.
وقيل: ثم: ظرف فيه معنى الإشارة إلى (حيث)، لأنه هو فى المعنى.
جعل: لفظ عام فى الأفعال كلها، وهو أعم من: فعل، وسائر أخواتها، ويتصرّف على خمسة أوجه:
أحدها: يجرى مجرى صار وطفق ولا يتعدى.
والثانى: مجرى (أوجد) فتتعدى لعمول واحد.
والثالث: فى إيجاد شىء من شىء وتكوينه منه.
والرابع فى تصيير الشىء على حالة دون حالة.
والخامس: الحكم بالشىء على الشىء، حقّا كان، نحو: (وجاء علوه من المرسلين)، أو باطلا، نحو: (ويجعلون للَّه البنات).
وزعم قوم أنها اسم فعل، معناها، أتبرأ، وتبرأت، لبنائها.
حتى: حرف لانتهاء الغاية ك «إلى»، لكن يفترقان فى أمور:
فتنفر (حت) بأنها لا تجر إلا الظاهر، وإلا الآخر المسبوق بذى أجزاء، والملاقى له.
وإنها لإفادة تقتضى الفعل قبلها شيئا فشيئا.
وإنها لا يقابل بها ابتداء الغاية.
وإنها يقع بعدها المضارع المنصوب ب «أن» المقدرة، ويكونان فى تأويل مصدر مخفوض.
ثم لها حينئذ ثلاثة معان.
مرادفة (إلى).
ومرادفة (كى) التعليلية.
ومرادفة (إلا) فى الاستثناء حيث: ظرف مكان: وترد للزمان مبنية على الضم تشبيها بالغايات، فإن الإضافة إلى الجمل كلا إضافة.
ومن العرب من يعربها، ومنهم من بينيها على الكسر بالتقاء الساكنين وعلى الفتح للتخفيف، والمشهور أنها لا تتصرف.
دون: ترد طرفا نقيض (فوق)، فلا تتصرفغ على المشهور، وقيل:
تتصرف.
وترد اسما بمعنى غير، وتستعمل للتفاوت فى الحال نحو: زيد دون عمرو.
أى فى الشرف والعلم.
ذو: اسم بمعنى صاحب، وضع للتوصل إلى وصف الذوات بأسماء الأجناس، كما أن (الذى) وضعت صلة إلى وصف المعارف بالجمل، ولا يستعمل إلا مضافا، ولا يضاف إلى ضمير ولا مشتق.
والوصف ب «ذو» أبلغ من الوصف بصاحب، والإضافة بها أشرف، فإن (ذو) مضاف للتابع، وصاحب، مضاف إلى المتبوع، تقول: أبو هريرة صاحب النبى، ولا تقول: النبى صاحب أبى هريرة. وأما ذو، فإنك تقول: ذو المال، وذو العرش، فتجد الاسم الأول متبوعا غير تابع.
رويد: اسم لا يتكلم به إلا مصغرا مأمورا به، وهو تصغير: رود، وهو المهل.
ربّ: حرف فى معناه ثمانية أقوال.
أحدها: أنها للتقليل دائما وعليه الأكثرون.
الثانى: للتكثير دائما كقوله تعال: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ.
الثالث: أنها لهما على السواء.
الرابع: التقليل غالبا والتكثير نادرا.
الخامس عكسه.
السادس: لم توضع لواحد منهما، بل هى حرف إثبات لا يدل على تكثير ولا تقليل، وإنما يفهم ذلك من خارج.
السابع: للتكثير فى موضع المباهاة والافتخار، وللتقليل فيما عداه.
الثامن: لمبهم العدد تكون تقليلا وتكثيرا.
وتدخل عليها (ما) فتكفها عن عمل الجر وتدخلها على الجمل، والغالب حينئذ دخولها على الفعلية، الماضى فعلها لفظار ومعنى.
وإذا دخلت على فعل محبوب أو مكروه أفادت أنه واقع لا محالة.
سوف: كالسين، وأوسع زمانها منها عند البصريين، لأن كثرة الحروف تدل على كثرة المعنى، ومرادفة لها عند غيرهم.
وتنفرد عن (السين) بدخول اللام عليها، وإنما امتنع إدخال اللام على السين كراهة توالى الحركات.
والغالب على (سوف) استعمالها فى الوعيد والتهديد، وعلى السين استعمالها فى الوعد.
وقد تستعمل (سوف) فى الوعد، (السنين) فى الوعيد.
سواء: تكون بمعنى: مستو، فتقصر مع الكسر، وتمدّ مع الفتح. وبمعنى الوصل، فيمدّ مع الفتح، وبمعنى التمام، فكذلك.
ساء: فعل للذّم لا تتصرف.
سبحان: مصدر بمعنى التسبيح، لازم النصب والإضافة إلى مفرد ظاهر أو مضمر، وهو مما أميت فعله.
ظن: أصله للاعتقاد الراجح.
وقد تستعمل بمعنى اليقين.
على: حرف جر له معان.
أشهرها: الاستعلاء حسّا أو معنى.
ثانيها: للمصاحبة، ك «مع».
ثالثها: الابتداء، ك «ن».
رابعها: التعليل، ك «لام».
خامسها: الظرفية، ك «فى».
عن: حرف جر له معان:
أشهرها المجاوزة.
ثانيها: البددل.
ثالثها: التعليل.
رابعها: بمعنى (على).
خامسها: بمعنى (من).
سادسها: بمعنى (بعد).
عسى: فعل جامد لا يتصرف، ومن ثم ادّعى قوم أنه حرف، ومعناه الترجى فى المجبوب والإشفاق فى المكروه.
وتأتى للقرب والدنو.
عند: ظرف مكان تستعمل فى الحضور والقرب، سواء كانا حسيين، أو معنويين، ولا تستعمل إلا ظرفا، أو مجرورة ب «من» خاصة.
غير: اسم ملازم للإضافة والإبهام، فلا تتعرف ما لم تقع بين ضدين، ومن ثم جاز وصف المعرفة بها، والأصل أن تكون وصفا للنكرة، وتقع حالا إن صلح موضعها (لا)، واستثناء إن صلح موضعها (إلا)، فتعرف بإعراب الاسم التالى (إلا) فى ذلك الكلام.
وقيل: «غير» تقال على أوجه:
الوجه الأول: أن تكون للنفى المجرد من غير إثبات معنى به.
بمعنى (إلا)، فيستثنى بها وتوصف به النكرة.
الثالث: لنفى الصورة من غير مادتها نحو: الماء حار غيره إذا كان باردا.
الرابع: أن يكون ذلك متناولا لذات.
الفاء: ترد على أوجه:
أحدها: أن تكون عاطفة فتفيد ثلاثة أمور:
(- ١١- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
ثانيها: التعقيب، وهو فى كل شىء بحسبه.
ثالثها: السببية غالبا.
الوجه الثانى: أن تكون لمجرد السببية من غير عطف.
الوجه الثالث: أن تكون رابطة للجواب حيث لا يصلح لأن يكون شرطا، بأن كان جملة اسمية، أو فعلية، فعلها جامد أو إنشائى، أو ماض، لفظا ومعنى، أو مقرون بحرف استقبال.
وكما تربط الجواب بشرطه تربط شبه الجواب بشبه الشرط.
الوجه الرابع: أن تكون زائدة.
الخامس: أن تكون للاستئناف.
فى: حرف جر، له معان:
أشهرها الظرفية مكانا أو زمانا أو مجازا.
ثانيها: المصاحبة، ل «مع».
ثالثها: التعليل.
رابعها: الاستعلاء.
خامسها: معنى الباء.
سادسها: معنى (إلى).
سابعها: معنى (من).
ثامنها: معنى (عن).
تاسعها: المقايسة، وهى الداخلة بين مفضول سابق وفاضل لا حق.
عاشرها: التوكيد، وهى الزائدة.
(وقد) حرف يختص بالفعل المتصرف الخبرى المثبت المجرد من ناصب وجازم، وحرف تنفيس، ماضيا كان أو مضارعا.
ولها معان:
الثانى: التقريب مع الماضى أيضا، تقربه من الحال.
الثالث: التقليل مع المضارع. وهو ضربان.
تقليل وقوع الفعل.
وتقليل متعلقه.
الرابع: التكثير.
الخامس: التوقع.
الكاف: حرف جر له معان، أشهرها التشبيه.
كاد: فعل ناقص، أتى منه الماضى والمضارع فقط، له اسم مرفوع وخبر مضارع مجرّد من (أن)، ومعناها: قارب، فنفيها نفى للمقاربة، وإثباتها إثبات للمقاربة، واشتهر على ألسنة كثير: أن نفيها إثبات وإثباتها نفى، فقولك: كاد زيد يفعل، معناه: لا يفعل، وما كاد يفعل، معناه: فعل.
كان: فعل ناقص متصرف، يرفع الاسم وينصب الخبر. معناه فى الأصل المضى، وتأتى بمعنى الدوام والاستمرار.
كأن، بالتشديد: حرف للتشبيه المؤكد لأن الأكثر أنه مركب من كاف التشبيه. (أن) المؤكدة، والأصل فى: كأن زيدا أسد: أنّ زيدا كأسد، قدم حرف التشبيه اهتماما به ففتحت همزة. (أن)، لدخول الجار.
وإنما تستعمل حيث يقوى الشبه حتى يكاد الرائى يشك فى أن المشبه هو المشبه به، أو غيره.
وقد تخفف.
كأين: اسم مركب من كاف التشبيه و (أى) المنونة للتكثير فى العدد، وفيها لغات، منها:
كائن، بوزن: تابع.
وكأى، بوزن كعب.
وهى مبنية لازمة الصدر، ملازمة الإبهام، ومفتقرة للتمييز، وتمييزها مجرور ب «من» غالبا.
كل: اسم موضوع لاستغراق أفراد المذكر المضاف هو إليه، وأجزاء المفرد المعرف.
وترد باعتبار ما قبلها وما بعدها على ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون نعتا لنكرة أو معرفة فتدل على كماله، وتجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى.
ثانيها: أن تكون توكيدا بالمعرفة، ففائدتها العموم، وتجب إضافتها إلى ضمير راجع للمؤكد.
ثالثها: ألا تكون تابعة بل تالية للعوامل، فتقع مضافة إلى الظاهر وغير مضافة، وحيث أضيفت إلى منكر وجب فى ضميرها مراعاة معناها، أو إلى معرف جاز مراعاة لفظها فى الإفراد والتذكير ومراعاة معناها، أو قطعت فكذلك.
وحيث وقعت فى حيز النفى، بأن تقدمت عليها أدلته، أو الفعل المنفى، فالنفى يوجه إلى الشمول خاصة ويفيد بمفهومه إثبات الفعل لبعض الأفراد، وإن وقع فى حيزها فهو موجه إلى كل فرد.
كلا، وكلتا: اسمان مفردان لفظا، مثنيان معنى، مضافان أبدا لفظا ومعنى إلى كلمة واحدة معرفة دالة على اثنين، وهما فى التثنية ككل فى الجمع.
كلا: مركبة من كاف التشبيه ولا النافية، شددت لامها لتقوية المعنى، ولدفع توهم بقاء معنى الكلمتين.
وقيل: حرف معناه الردع والذم، لا معنى لها عندهم إلا ذلك، حتى إنهم يجيزون أبدا الوقف عليها والابتداء بما بعدها.
وقيل: هى حرف جواب بمنزلة: إلى، ونعم، وقيل: بمعنى (سوف).
وإذا كان بمعنى: حقّا، فهى اسم.
كم: اسم مبنى لازم الصدر مبهم مفتقر إلى التمييز، وترد استفهامية، وخبرية بمعنى كثير، وإنما تقع غالبا فى مقام الافتخار والمباهاة.
وقيل: إن أصلها (كما)، فحذفت الألف مثل: بم، ولم.
أحدهما: التعليل.
والثانى: معنى (أن) المصدرية، لصحة حلول (أن) محلها، ولأنها لو كانت حرف تعليل لم يدخل عليها حرف تعليل.
كيف: اسم يرد على وجهين:
الشرط.
والاستفهام، وهو الغالب، ويستفهم بها عن حال الشىء لا عن ذاته، ولهذا لا يصح أن يقال فى اللَّه: كيف؟
اللام: أربعة أقسام: جارة، وناصية، وجازمة، ومهملة غير عاملة.
فالجارة، مكسورة مع الظاهر، ولها معان:
الاستحقاق: وهى الواقعة بين معنى وذات.
والاختصاص.
والملك.
والتعليل.
والتبليغ، وهى الجارة لاسم السامع لقول، أو ما فى معناه، كالإذن، والصيرورة، وتسمى لام العاقبة.
والتأكيد، وهى الزائدة، أو المقوية للعامل الضعيف.
والتبيين للفاعل أو المفعول.
والناصبة، هى لام التعليل، ادّعى الكوفيون النصب بها. وقال غيرهم:
ب «أن» مقدرة فى محل جر باللام.
والجازمة، هى: لام الطلب، وحركتها الكسر، وسليم تفتحها، وإسكانها بعد الواو والفاء أكثر من تحريكها.
أو التهديد وجزمها فعل الغائب كثير.
لام الابتداء، وفائدتها أمران:
توكيد مضمون الجملة، ولهذا زحلقوها فى باب (إن) عن صدر الجملة، كراهة توالى مؤكدين.
وتخليص المضارع للحال.
وتدخل فى المبتدأ، وفى خبر (إنّ)، واسمها المؤخر.
واللام الزائدة فى خبر (أن) المفتوحة.
لام الجواب: للقسم، أو (لو)، أو (لولا).
واللام الموطئة، وتسمى: المؤذنة، وهى الداخلة على أداة شرط للإيذان بأن الجواب بعدها معها مبنى على قسم مقدر.
لا: على أوجه:
أحدها: أن تكون نافية، وهى أنواع:
أحدها: أن تعمل عمل (إن)، وذلك إذا أريد بها نفى الجنس على سبيل التنصيص، وتسمى حينئذ: تبرئة، وإنما يظهر نصبها إذا كان اسمها مضافا أو شبهه، وإلا فيركب معها:
ثانيها: أن تعمل عمل (ليس).
ثالثها: ورابعها: أن تكون عاطفة، أو جوابية.
خامسها: أن تكون على غير ذلك، فإن كان ما بعدها جملة اسمية صدرها معرفة، أو نكرة ولم تعمل فيها، أو فعلا ماضيا لفظا أو تقديرا، وجب تكرارها، أو مضارعا لم يجب.
الوجه الثانى: أن تكون لطلب الترك، فتختص بالمضارع وتقتضى جزمه واستقباله، سواء كان نهيا، أو دعاء.
الثالث: التأكيد، وهى الزائدة، وفائدتها مع التوكيد التمهيدى لنفى الجواب.
وقيل: أصلها ليس، تحركت الياء فقلبت ألفا لانفتاح ما قبلها وأبدلت السين تاء.
وقيل: هى كلمتان: لا النافية زيدت عليها التاء لتأنيث الكلمة، وحركت لالتقاء الساكنين.
وقيل: هى لا النافية والتاء زائدة فى أول الحين.
واختلف فى عملها:
فقيل: لا تعمل شيئا، فإن تلاها مرفوع فمبتدأ وخبر، أو منصوب فبفعل محذوف.
وقيل: تعمل عمل: إن.
وقيل: تعمل عمل: ليس.
وعلى كل قول لا يذكر بعدها إلا أحد المعمولين.
ولا تعمل إلا فى لفظ الحين. أو ما رادفه، وقد تستعمل حرف جرّ لأسماء الزمان خاصة.
لا جرم، وردت فى القرآن فى خمسة مواضع:
متلوة ب «أن» واسمها، ولم يجىء بعدها فعل، فاختلف فيها:
فقيل: لا نافية، وجرم، فعل، معناه: حقّا، وإن، مع ما فى حيزه فى موضع رفع.
وقيل: زائدة، وجرم، معناه: كسب، أى كسب لهم عملهم الندامة، وما فى حيزها فى موضع نصب.
وقيل: هما كلمتان ركبتا وصار معناهما: حقّا.
لكن، مشددة النون حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر. ومعناه الاستدراك، وفسر بأن تنسب لما بعدها حكما مخالفا لحكم ما قبلها، ولذلك لا بد أن يتقدمها كلام مخالف لما بعدها، أو مناقض له.
وقد تردد للتوكيد مجردا عن الاستدراك.
وقيل: إنها مركبة من: لكن أن، فطرحت الهمزة للتخفيف، ونون (لكن) للساكنين.
لكن، مخففة، ضربان:
أحدهما: مخففة من الثقيلة. وهى حرف ابتداء لا يعمل، بل لمجرد إفادة الاستدراك، وليست عاطفة لاقترانها بالعاطف فى قوله: وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ.
والثانى: عاطفة، إذا تلاها مفرد، وهى أيضا للاستدراك نحو:
لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ.
لعل: حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، وله معان:
أشهرها التوقع، وهو الترجى فى المحبوب، والإشفاق فى المكروه.
الثانى: التعليل.
الثالث: الاستفهام.
لم: حرف جزم لنفى المضارع وقلبه ماضيا، والنصب بها لغة.
لما، على أوجه:
أحدها: أن تكون حرف جزم. فتختص بالمضارع وتنفيه وتقلبه ماضيا ك «لم»، لكن يفترقان من أوجه:
لا تقترن بأداة شرط ونفيها مستمر إلى الحال وقريب منه ويتوقع ثبوته، وأن نفيها آكد من نفى (لم)، فهى لنفى: قد فعل، و (لم) لنفى: فعل، ولهذا قيل: إنها مركبة من: لم، وما، وإنهم لما زادوا فى الإثبات (قد) زادوا فى النفى (ما).
الثانى: أن تدخل على الماضى فتقتضى جملتين، وجدت الثانية عند وجود الأولى، ويقال فيها: حرف وجود لوجود.
وذهب جماعة إلى أنها حينئذ ظرف بمعنى (حين).
وقيل: بمعنى (إذن) بأنها مختصة بالماضى وبالإضافة إلى الجملة.
وجواب هذه يكون ماضيا، وجملة اسمية بالفاء، وب «إذا» الفجائية.
وجوّز بعضهم كونه مضارعا.
الثالث: أن تكون حرف استثناء، فتدخل على الاسمية والماضوية.
لن: حرف نفى ونصب واستقبال، والنفى بها أبلغ من النفى ب «لا»، فهو لتأكيد النفى، فهى لنفى: إنى أفعل، و (لا) لنفى: أفعل، كما فى (لم).
وقيل: إنها لتأييد النفى.
وقيل: إن (لن) لنفى ما قرب وعدم امتداد النفى، و (لا) يمتد معها النفى، و (لا) آخرها الألف، والألف يمكن امتداد الصوت بها، بخلاف النون، فطابق كل لفظ معناه قيل: ولذلك أتى ب «لن» حيث لم يرد به النفى مطلقا.
لو: حرف شرط فى المضى، يصرف المضارع إليه، بعكس (إن) الشرطية.
واختلف فى إفادتها الامتناع، وكيفية إفادتها إياه على أقوال:
أحدها: أنها لا تفيده بوجه، ولا تدل على امتناع الشرط ولا امتناع الجواب، بل هى لمجرد ربط الجواب بالشرط دالة على التعليق فى الماضى، كما دلت (إن) على التعليق فى المستقبل، ولم تدل بالإجماع على امتناع ولا ثبوت.
الثانى: أنها حرف لما كان سيقع لوقوع غيره.
أى إنها تقتضى فعلا ماضيا كان يتوقع ثبوته وثبوت غيره، والمتوقع غير واقع.
الثالث: أنها حرف امتناع لامتناع: أى يدل على امتناع الجواب لامتناع الشرط.
والرابع: أنها حرف يقتضى امتناع ما يليه، واستلزامه لتاليه من غير تعرض لنفى التالى.
أحدها: أن تكون حرف امتناع لوجود، فتدخل على الجملة الاسمية، ويكون جوابها فعلا مقرونا باللام، إن كان مثبتا، ومجردا منها، إن كان منفيّا.
وإن وليها ضمير فحقه أن يكون ضمير رفع.
الثانى: أن تكون بمعنى: هلا، فهى للتخصيص والعرض فى المضارع أو ما فى تأويله، وللتوبيخ والتنديم فى المضارع.
الثالث: أن تكون للاستفهام.
الرابع: أن تكون للنفى.
لو ما: بمنزلة (لولا)، ولم ترد إلا للتحضيض.
ليت: حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر ومعناه التمنى، وقيل: إنها تفيد تأكيده.
ليس: فعل جامد، ومن ثم ادعى قوم حرفيته، ومعناه نفى مضمون الجملة فى الحال ونفى غيره بالقرينة.
وقيل: هى لنفى الحال وغيره.
وقيل: وترد للنفى العام المستغرق، المراد به الجنس، ك «لا» التبرئة، وهو مما يفعل عنها.
ما: اسمية، وحرفية.
فالاسمية، ترد:
موصولة بمعنى: الذى، ويستوى فيها المذكر والمؤنث، والمفرد والمثنى والجمع، والغالب استعمالها فيما لا يعلم، وقد تستعمل فى العالم، ويجوز فى ضميرها مراعاة اللفظ والمعنى، بخلاف الباقى.
واستفهامية بمعنى: أى شىء، ويسأل بها عن أعيان ما لا يعقل وأجناسه وصفاته، وأجناس العقلاء وأنواعهم وصفاتهم، ولا يسأل بها عن أعيان أولى العلم، خلافا لمن أجازه.
ويجب حذف ألفها إذا جرت، وإبقاء الفتحة دليلا عليها، فرقا بينها وبين الموصولة.
وتعجبية.
ولا ثالث لهما فى القرآن، ومحلها رفع بالابتداء وما بعدها خبر، وهى نكرة تامة، ونكرة موصوفة، وغير موصوفة.
والحرفية ترد مصدرية: إما زمانية، أو غير زمانية، ونافية، إما عاملة عمل ليس أو غير عاملة.
وهى لنفى الحال.
وزائدة للتأكيد. إما كافة، كأنما، أو غير كافة.
ماذا. ترد على أوجه.
أحدها: أن تكون (ما) استفهاما، و (ذا) موصولة.
الثانى: أن تكون (ما) استفهاما، (ذا) إشارة.
الثالث أن يكون (ماذا) كله استفهاما على التركيب.
الرابع: أن يكون (ماذا) كله اسم جنس، بمعنى: شىء، أو موصولا، بمعنى: الذى.
الخامس: أن تكون (ما) زائدة، و (ذا) للإشارة.
السادس: أن تكون (ما) استفهاما، (ذا) زائدة.
متى: ترد استفهاما عن الزمان وشرطا.
مع: اسم، بدليل، جرها ب «من»، وأصلها لمكان الاجتماع أو وقته، وقد يراد به مجرد الاجتماع والاشتراك، مع غير ملاحظة المكان والزمان.
من: حرف له معان.
أشهرها:
ابتداء الغاية مكانا وزمانا، وغيرهما.
والتبعيض، بأن يسد (بعض) مسدها.
والتبيين، وكثيرا ما تقع بعد: ما، ومهما.
والبدل.
وتنصيص العموم.
ومعنى الباء، نحو: (ينظرون من طرف خفى)، أى: به.
وعلى، نحو: وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ، أى: عليهم.
وفى، نحو: إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، أى: فيه.
وعن، نحو: قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا، أى عنه.
وعند، نحو: لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ أى: عنده.
والتأكيد، وهى الزائد فى النفى، أو النهى، أو الاستفهام.
من: لا تقع إلا اسما، فترد موصولة، وشرطية، واستفهامية، ونكرة موصوفة.
وهى ك «ما» فى استوائها فى المذكر والمفرد وغيرهما، والغالب استعمالها فى العالم عكس (ما). ونكتته أن (ما) أكثر وقوعا فى الكلام منها، وما لا يعقل أكثر ممن يعقل، فأعطوا ما كثرت مواضعه للكثير، وما قلّت للقليل للمشاكلة.
واختصاص (من) بالعالم، و (ما) بغيره، فى الموصولتين دون الشرطيتين، لأن الشرط يستدعى الفعل ولا يدخل على الأسماء.
مهما: اسم، لعود الضمير عليها حملا على اللفظ وعلى المعنى، وهى شرط لما لا يعقل غير الزمان، وفيها تأكيد.
وقيل: إن أصلها (ما) الشرطية، و (ما)، الزائدة، أبدلت ألف الأولى هاء دفعا للتكرار.
النون، على أوجه:
اسم، وهى ضمير النسوة.
وحرف، وهى نوعان:
نون التوكيد، وهى خفيفة وثقيلة.
ونون الوقاية، وتلحق ياء المتكلم المنصوبة بفعل، أو حرف، والمجرورة ب «لدن»، أو (من)، أو (عن).
تنوين التمكين. وهو اللاحق للأسماء المعربة.
وتنوين التنكير. وهو اللاحق لأسماء الأفعال فرقا بين معرفتها ونكرتها، نحو التنوين اللاحق ل «أف» فى قراءة من نوّنه، و (هيها)، فى قراءة من نونها.
وتنوين المقابلة، وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم نحو: مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ.
وتنوين العوض إما عن حرف آخر مفاعل المعتل، أو عن اسم مضاف إليه فى: كل، وبعض، وأى، أى عن الجملة المضاف إليها، أو (إذا).
وتنوين الفواصل الذى يسمى فى غير القرآن. الترنم بدلا من حرف الإطلاق، ويكون فى الاسم والفعل والحرف.
نعم: حرف جواب، فيكون تصديقا للمخبر، ووعدا للطالب، وإعلاما للمستخبر، وبدال عينها حاء وكسرها وإتباع النون لها فى الكسر لغات قرىء بها.
نعم: فعل لإنشاء المدح لا يتصرّف.
الهاء: اسم ضمير غائب يستعمل فى الجر والنصب، وحرف للغيبة، وهو اللاحق ل «إيا» وللسكت.
ها ترد.
اسم فعل بمعنى خذ، ويجوز مد ألفه، فيتصرف حينئذ للمثنى والجمع.
واسما ضميرا للمؤنث.
وحرف تنبيه، فتدخل على الإشارة، وعلى ضمير الرفع المخبر عنه بإشارة، وعلى نعت (أى) فى النداء.
ويجوز فى لغة أسد حذف ألف هذه وضمها إتباعا.
هات: فعل أمر لا يتصرّف، ومن ثم ادّعى بعضهم أنه اسم فعل.
هل: حرف استفهام يطلب به التصديق دون التصوّر، ولا يدخل على
وترد بمعنى: قد، وبمعنى النفى.
هلم: دعاء إلى الشىء، وفيه قولان:
أحدهما: أن أصله: ها، ولم، من قولك: لأمت الشىء، أى أصلحته، فحذف الألف وركب.
وقيل: أصله هل أم، كأنه قيل: هل لك فى كذا أمه: أى قصده، فركبا.
ولغة الحجاز تركه على حاله فى التثنية والجمع وبها ورد القرآن، ولغة تميم إلحاقه العلامات.
هنا: اسم يشار به للمكان القريب وتدخل عليه اللام والكاف، فيكون للبعيد، وقد يشار به للزمان اتساعا.
هيت: اسم فعل بمعنى: أسرع وبادر. وفيها لغات قرىء ببعضها، هيت، بفتح الهاء والتاء، وهيت، بكسر الهاء وفتح التاء، وهيت، بفتح الهاء وكسر.
التاء، وهيت، بفتح الهاء وضم التاء.
وقرىء: هئت، بوزن (جئت)، وهو فعل بمعنى: تهيأت.
وقرىء: هيئت، وهو فعل بمعنى: أصلحت.
هيهات: اسم فعل بمعنى بعد.
وفيه لغات قرىء بها بالفتح وبالضم وبالخفض مع التنوين، فى الثلاثة وعدمه.
الواو: جارة ناصية، وغير عاملة.
فالجارة: واو القسم.
والناصبة: واو (مع) فتنصب المفعول معه فى رأى قوم، والمضارع فى جواب النفى أو الطلب عند الكوفيين.
وغير العاملة أنواع:
أحدها: واو العطف، وهى لمطلق الجمع فتعطف الشىء على مصاحبه وعلى سابقه، ولا حقه.
وتفارق سائر حروف العطف فى اقترانها ب «إما»، وب «لا» بعد نفى، وب «لكن».
وتعطف العقد على النيف، والعام على الخاص وعكسه، والشىء على مرادفه، والمجرور على الجوار.
قيل: وترد بمعنى (أو).
وللتعليل، ومنه الواو الداخلة على الأفعال المنصوبة:
ثانيها: واو الاستئناف.
ثالثها: واو الحال الداخلة على الجملة الاسمية.
وزعم بعضهم أنها تدخل على الجملة الواقعة صفة، لتأكيد ثبوت الصفة للموصوف ولصوقها به، وكما تدخل على الحالية.
رابعها: واو الثمانية، وزعموا أن العرب إذا عدوا يدخلون (الواو) بعد السبعة إيذانا بأنها عدد ثان، وأن ما بعده مستأنف.
سادسها: ضمير الذكور فى اسم أو فعل.
سابعها: واو علامة المذكورين.
ثامنها: الواو المبدلة من همزة الاستفهام المضموم ما قبلها.
وى كأن: كلمة تندم وتعجب، وأصله، ويلك، والكاف ضمير مجرور.
وقيل: وى اسم فعل بمعنى: أعجب، والكاف حرف خطاب، وان، على إضمار اللام، والمعنى: أعجب لأن اللَّه.
وقيل: يحتمل (وى كأنه) ثلاثة أوجه:
أن يكون (ويك) حرفا، و (أنه)، حرف، والمعنى: ألم تروا.
وأن يكون كذلك، والمعنى: ويلك.
وأن تكون (وى) حرفا للتعجب، و (كأنه) حرف، ووصلا خطا لكثرة الاستعمال، كما وصل (يبنؤم).
ويل: تقبيح، وقد يوضع موضع التحسر والتفجع،
عن عائشة قالت: «قال لى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: ويحك، فجزعت منها، فقال لى: يا حميراء، إن ويحك، أو ويسك، رحمة، فلا تجزعى منها، ولكن اجزعى من الويل».
يا: حرف لنداء البعيد حقيقة أو حكما، وهى أكثر أحرفه استعمالا، ولهذا لا يقدر عند الحذف سواها، ولا ينادى اسم اللَّه و (أيتها) إلا بها.
وقيل: وتفيد التأكيد المؤذن بأن الخطاب الذى يتلوه يعتنى به جدّا.
وترد للتنبيه، فتدخل على الفعل والحرف.
ومن فوائد هذا النوع معرفة المعنى، لأن الإعراب يميز المعانى ويوقف على أغراض المتكلمين.
عن عمر بن الخطاب، قال: تعلموا اللحن والفرائض والسنن كما تعلمون القرآن.
وعن يحي بن عتيق قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد، الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق ويقيم بها قراءته، قال: حسن: يا ابن أخى، فتعلمها، فإن الرجل يقرأ الآية فيعيا بوجهها فيهلك فيها.
وعلى الناظر فى كتاب اللَّه تعالى، الكاشف عن أسراره، النظر فى الكلمة وصيغتها ومحلها، ككونها مبتدأ أو خيرا أو فاعلا أو مفعولا، أو فى مبادىء الكلام، أو فى جواب، إلى غير ذلك. ويجب عليه مراعاة أمور.
أحدها: وهو أول واجب عليه أن يفهم معنى ما يريد أن يعربه مفردا أو مركبا قبل الإعراب، فإنه فرع المعنى، ولهذا لا يجوز إعراب فواتح السور إذا قلنا بأنها من المتشابه الذى استأثر اللَّه بعلمه.
الثانى: أن يراعى ما تقتضيه الصناعة، فربما راعى المعرب وجها صحيحا ولا نظر فى صحته فى الصناعة فيخطىء، من ذلك قول بعضهم: (وثمودا فما أبقى) : أن (ثمودا) مفعول مقدم، وهذا ممتنع، لأن ل «ما» النافية الصدر فلا يعمل ما بعدها فيما قبلها، بل هو معطوف على عاد، أو على تقدير: وأهلك ثمودا.
الثالث: أن يكون ملمّا بالعربية لئلا يخرج على ما لم يثبت كقول أبى عبيدة فى: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ: أن الكاف قسم، ويبطله أن الكاف لم تجىء بمعنى واو القسم، وإطلاق (ما) الموصولة على اللَّه، وربط الموصول بالظاهر، وهو فاعل (أخرجك)، وباب ذلك الشعر.
(م ١٢- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
الرابع: أن يتجنب الأمور البعيدة والأوجه الضعيفة واللغات الشاذة، ويخرج على القريب والقوىّ والفصيح، فإن لم يظهر فيه إلا الوجه البعيد فله عذر، وإن ذكر الجميع لقصد الإعراب والتكثير فصعب شديد، ولبيان المحتمل وتدريب الطالب فحسن فى غير ألفاظ القرآن. أما التنزيل فلا يجوز أن يخرج إلا على ما يغلب على الظن إرادته، فإن لم يغلب شىء فليذكر الأوجه المحتملة من غير تعسف.
الخامس: أن يستوفى جميع ما يحتمله اللفظ من الأوجه الظاهرة، فتقول فى نحو، سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى: يجوز كون (الأعلى) صفة للرب وصفة للاسم.
السادس: أن يراعى الشروط المختلفة بحسب الأبواب، ومتى لم يتأملها اختلطت عليه الأبواب والشرائك، ومن ثم خطىء الزمخشرى فى قوله تعالى:
مَلِكِ النَّاسِ. إِلهِ النَّاسِ أنهما عطفا بيان، والصواب أنهما نعتان لاشتراط الاشتقاق فى النعت والجمود فى عطف البيان.
السابع: أن يراعى فى كل تركيب ما يشاكله، فربما خرج كلاما على شىء.
ويشهد استعمال آخر فى نظير ذلك الموضع بخلافه، ومن ثم خطىء الزمخشرى فى قوله: وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ أنه عطف على: فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى ولم يجعله معطوفا على: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ لأن عطف الاسم على الاسم أولى، ولكن مجىء قوله: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ بالفعل فيهما يدل على خلاف ذلك.
الثامن: أنه يراعى الرسم، ومن ثم خطىء من قال فى (سلسبيلا) : إنها جملة أمر به، أى سل طريقا موصلة إليها، لأنها لو كانت كذلك لكتبت مفصولة.
أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً إنه أفعل تفضيل والمنصوب تمييز، وهو باطل فإن الأمد ليس محصيا بل يحصى، وشرط التمييز المنصوب بعد أفعل كونه فاعلا فى المعنى، فالصواب أنه فعل، و (أمد) مفعول، مثل: وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً.
العاشر: ألا يخرج على خلاف الأصل أو خلاف الظاهر بغير مقتض، ومن ثم خطىء مكى فى قوله فى: لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي إن الكاف نعت لمصدر: أى إبطالا كإبطال الذى، والوجه كونه حالا من الواو، أى لا تبطلوا صدقاتكم مشبهين الذى، فهذا لا حذف فيه.
الحادى عشر: أن يبحث عن الأصلى والزائد نحو: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ فإنه قد يتوهم أن الواو فى يَعْفُونَ ضمير الجمع، فيشكل إثبات النون، وليس كذلك بل هى فيه لام الكلمة فهى أصلية والنون ضمير النسوة، والفعل معها مبنى. ووزنه يفعلن، فالواو فيه ضمير الجمع وليست من أصل الكلمة.
الثانى عشر: أن يجتنب إطلاق لفظ الزائدة فى كتاب اللَّه تعالى، فإن الزائد قد يفهم منه أنه لا معنى له، وكتاب اللَّه منزّه عن ذلك، ولهذا فرّ بعضهم إلى التعبير بدله بالتأكيد والصلة والمقحم.
قال تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ، ثلاثة أقوال:
أحدها: أن القرآن كله محكم لقوله تعالى: كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ.
الثانى: كله متشابه لقوله تعالى: كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ.
الثالث: وهو الصحيح: انقسامه إلى محكم ومتشابه للآية الأولى.
والمراد بإحكامه: إتقانه وعدم تطرّق النقص والاختلاف إليه.
وبتشابهه. كونه يشبه بعضه بعضا فى الحقّ والصدق والإعجاز.
والمحكم لا تتوقف معرفته على البيان، والمتشابه لا يرجى بيانه.
وقد اختلف فى تعيين المحكم والمتشابه على أقوال:
فقيل: المحكم: ما عرف المراد منه، إما بالظهور وإما بالتأويل.
والمتشابه: ما استأثر اللَّه بعلمه، كقيام الساعة، وخروج الدجال، والحروف المقطعة فى أوائل السور.
وقيل: المحكم: ما وضح معناه، والمتشابه، نقيضه.
وقيل: المحكم: ما لا يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا، والمتشابه:
ما احتمل أوجها.
واختصاص الصيام برمضان دون شعبان.
وقيل: المحكم: ما استقل بنفسه، والمتشابه: ما لا يستقل بنفسه إلا برده إلى غيره.
وقيل: المحكم ما تأويله تنزيله، والمتشابه ما لا يدرك إلا بالتأويل.
وقيل: المحكم: ما لم تكرّر ألفاظه، ومقابله المتشابه.
وقيل: المحكمات: الفرائض والوعد والوعيد، والمتشابه: القصص والأمثال.
وقيل: المحكمات: ناسخه وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به، والمتشابهات: منسوخه ومقدمه ومؤخره وأمثاله وأقسامه وما يؤمن به ولا يعمل به وقيل: المحكمات: ما فيه الحلال والحرام، وما سوى ذلك منه متشابه يصدّق بعضه بعضا.
منه قوله تعالى: فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا أى: لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم فى الحياة الدنيا، إنما يريد اللَّه ليعذبهم بها فى الآخرة.
ومنه قوله تعالى: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى أى لولا كلمة وأجل مسمى لكان لزاما.
ومنه قوله تعالى: أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً، أى أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا.
ومنه قوله تعالى: إنى متوفاك ورافعك، أى رافعك إلىّ ومتوفيك.
ومنه قوله تعالى: لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ أى: لهم يوم الحساب عذاب شديد بما نسوا.
ومنه قوله تعالى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا أ: أذاعو به إلا قليلا منهم.
ومنه: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ الأصل: هواه إله، لأن من اتخذ إلهه هواه غير مذموم، فقدم المفعول الثانى للعناية به.
ومنه: غَرابِيبُ سُودٌ والأصل، سود غرابيب، لأن الغرابيب:
الشديدة السواد.
ومنه: فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها أى فبشرناها فضحكت.
وللتقديم أسباب وأسرار
: الأول: التبرّك: كتقديم اسم اللَّه تعالى فى الأمور ذات الشأن، و: منه قوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ.
الثالث: التشريف، كتقديم الذكر على الأنثى، نحو: الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ.
الرابع: المناسبة، وهى:
إما مناسبة المتقدم لسياق الكلام، كقوله: وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ فإن الجمال بالجمال وإن كان ثابتا حالتى السراح والإراحة إلا أنها حالة إراحتها، وهو مجيئها من الرعى آخر النهار، يكون الجمال بها أفخر، إذ هى فيه بطان، وحالة سراحها للرعى أول النهار يكون الجمال بها دون الأول، إذ هى فيه خماص.
وإما مناسبة لفظ هو من التقدم أو التأخر، كقوله: الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ.
الخامس: الحثّ عليه، والحضّ على القيام به حذرا من التهاون به، كتقديم الوصية على الدين فى قوله: مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ مع أن الدين مقدم عليها شرعا.
السادس: السبق، وهو إما فى الزمان باعتبار الإيجاد، كتقديم الليل على النهار، والظلمات على النور، وآدم على نوح، ونوح على إبراهيم، وإبراهيم على موسى، وهود على عيسى، وداود على سليمان، والملائكة على البشر، فى قوله:
اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ.
أو باعتبار الإنزال، كقوله: صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى.
أو باعتبار الوجوب والتكلف، نحو: ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا.
أو بالذات، نحو: مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ.
السابع: السببية، كتقديم العزيز على الحكيم، لأنه عزّ فحكم، والعليم عليه، لأنه الإحكام والإتقان ناشىء عن العلم.
ومنه تقديم العبادة على الاستعانة فى سورة الفاتحة، لأنها سبب حصول الإعانة.
وكذا قوله: يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ لأنه التوبة سبب الطهارة.
ومنه تقديم الرحمة على العذاب حيث وقع فى القرآن غالبا، ولهذا
ورد: «إن رحمتى غلبت غضبى».
التاسع: الترقى من الأدنى إلى الأعلى، كقوله: أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها، بدأ بالأدنى لغرض الترقى. لأن اليد أشرف من الرجل، والعين أشرف من اليد، والسمع أشرف من البصر.
العاشر: التدلى من الأعلى إلى الأدنى. ومنه: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ.
العام: لفظ يستغرق الصالح له من غير حصر، وصيغه:
كل، مبتدأة، نحو: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ.
أو تابعة، نحو: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ.
والذى، والتى، وتثنيتهما وجمعهما، نحو: وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما.
فإن المراد به كل من صدر منه هذا القول: بدليل قوله بعد: أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ.
وأى، وما، ومن شرطا واستفهاما وموصولا نحو: أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى.
والجمع المضاف، نحو: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ.
والعرّف بأل، نحو: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ.
واسم الجنس المضاف، نحو: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أى: كل أمر اللَّه.
والمعروف بآل، نحو: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ أى كل بيع.
أو النكرة فى سياق النفى والنهى، نحو: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ.
وفى سياق الشرط، نحو: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ.
وفى سياق الامتناع، نحو: وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً.
والعام، على ثلاثة أقسام:
الأول: الباقى على عمومه. ومثاله عزيز، إذ ما من عام إلا ويتخيل فيه التخصيص، فقوله: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ قد يخص منه غير المكلف، و: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ خص منه حالة الاضطرار.
والثالث: العام المخصوص.
وثمة بينهما فروق:
أن الأول لم يرد شموله لجميع الأفراد، لا من جهة تناول اللفظ ولا من جهة الحكم، بل هو ذو أفراد استعمل فى فرد منها.
والثانى أريد عمومه وشموله لجميع الأفراد من جهة تناول اللفظ لها لا من جهة الحكم.
ومنها: أن الأول مجاز قطعا لنقل اللفظ عن موضعه الأصلى، بخلاف الثانى فإن فيه مذاهب: أصحها أنه حقيقة.
ومنها: أن قرينة الأول عقلية والثانى لفظية.
ومنها: أن قرينة الأول لا تنفكّ عنه وقرينة الثانى قد تنفك عنه.
ومنها: أن الأول يصح أن يراد به واحد اتفاقا وفى الثانى خلاف.
المجمل: ما لم تتضح دلالته.
والإجمال أسباب:
منها: الاشتراك، نحو: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ، فإنه موضوع له: أقبل وأدبر.
ومنها: الحذف، نحو: وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ يحتمل: فى، وعن.
ومنها: اختلاف مرجع الضمير، نحو: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ يحتمل عود ضمير الفاعل فى (يرفعه) إلى ما عاد عليه ضمير (إليه)، وهو اللَّه، ويحتمل عوده إلى العمل، والمعنى: أن العمل الصالح هو الذى يرفعه الكلم الطيب، ويحتمل عوده إلى (الكلم)، أى إن الكلم الطيب، وهو التوحيد، يرفع العمل الصالح، لأنه لا يصح العمل إلا مع الإيمان.
ومنها: احتمال العطف والاستئناف نحو: إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ.
ومنها: غرابة اللفظ، نحو: تَعْضُلُوهُنَّ.
ومنها: عدم كثرة الاستعمال، نحو: يُلْقُونَ السَّمْعَ. أى يسمعون.
ومنها: التقديم والتأخير، نحو: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى أى: ولولا كلمة وأجل مسمى لكان لزاما.
ومنها: قلب المنقول، نحو: طُورِ سِينِينَ اى سيناء.
ومنها: التكريم القاطع لوصل الكلام فى الظاهر نحو: لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ.
قال الأئمة: لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب اللَّه إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ.
وقد قال علىّ لقاض: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، قال:
هلكت وأهلكت.
ويرد الناسخ:
بمعنى الإزالة، ومنه قوله: فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ.
وبمعنى التبديل، ومنه: وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ.
وبمعنى التحويل، كتناسخ المواريث بمعنى تحويل الميراث من واحد إلى واحد.
وبمعنى النقل من موضع إلى موضع. ومنه: نسخت الكتاب، إذا نقلت ما فيه حاكيا للفظه وخطه، وهذا الوجه لا يصح أن يكون فى القرآن.
والنسخ مما خص اللَّه به هذه الأمة لحكم:
منها التيسير، وقد أجمع المسلمون على جوازه.
واختلف العلماء فقيل: لا ينسخ القرآن إلا بقرآن، كقوله تعالى:
ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها قالوا: ولا يكون مثل القرآن وخير منه إلا قرآن.
وقيل: بل ينسخ القرآن بالسنة، لأنها أيضا من عند اللَّه، قال تعالى:
وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى وجعل منه آية الوصية.
وقال الشافعى: حيث وقع نسخ القرآن بالسنة فمعها قرآن عاضد لها، وحيث وقع نسخ السنة بالقرآن فمعه سنة عاضدة له، ليتبين توافق القرآن والسنة.
والنسخ أقسام:
أحدها: نسخ المأمور به قبل امتثاله، وهو النسخ على الحقيقة، كآية النجوى.
الثانى: نسخ مما كان شرعا لمن قبلنا، كآية شرع القصاص والدية، أو كان أمر به أمرا إجماليّا، كنسخ التوجه إلى بيت المقدس بالكعبة، وصوم عاشوراء برمضان، وإنما يسمى هذا نسخا تجوزا.
الثالث: ما أمر به لسبب ثم يزول السبب، كالأمر حين الضعف والقلة بالصبر والصفح، ثم نسخ بإيجاب القتال، وهذا فى الحقيقة ليس نسخا بل هو من قسم المنسأكما قال تعالى: أَوْ نُنْسِها فالمنسأ هو الأمر بالقتال إلى أن يقوى المسلمون، وفى حال الضعف يكون الحكم وجوب الصبر على الأذى، وبهذا يضعف ما لهج به كثيرون من أن الآية فى ذلك منسوخة بآية السيف، وليس كذلك بل هى من المنسأ، بمعنى أن كل أمر ورد يجب امتثاله فى وقت مانعية تقتضى ذلك الحكم، بل ينتقل بانتقال تلك العلة إلى حكم آخر، وليس بنسخ، وإنما النسخ الإزالة للحكم حتى لا يجوز امتثاله.
الرابع: قال بعضهم: سور القرآن باعتبار الناسخ والمنسوخ أقسام:
قسم ليس فيه ناسخ ولا منسوخ، وهو ثلاثة وأربعون: سورة: الفاتحة، ويوسف، ويس، والحجرات، والرحمن، والحديد، والصف، والجمعة، والتحريم، والملك، والحاقة، ونوح، والجن، والمرسلات، وعم، والنازعات، والانفطار، وثلاث بعدها، والفجر وما بعدها إلى آخر القرآن إلا التين، والعصر، والكافرين.
وقسم فيه الناسخ وهو خمس وعشرون: البقرة وثلاث بعدها، والحج، والنور، وتالياها، والأحزاب، وسبأ، والمؤمن، والشورى، والذاريات، والطور، والواقعة، والمجادلة، والمزمل والمدثر، وكوّرت، والعصر.
وقسم فيه المنسوخ فقط وهو الأربعون الباقية.
الخامس: الناسخ أقسام.
فرض نسخ فرضا ولا يجوز العمل بالأول كنسخ الحبس للزوانى بالحد.
وقيل: وفرض نسخ فرضا ويجوز العمل بالأول كآبة المصاهرة.
وفرض نسخ ندبا كالقتال كان ندبا ثم صار فرضا.
وندب نسخ فرضا، كقيام الليل نسخ بالقراءة فى قوله: فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ.
السادس: النسخ فى القرآن على ثلاثة أضرب.
أحدها: ما نسخ تلاوته وحكمه معا.
والحكمة فى رفع الحكم وبقاء التلاوة، لها وجهان:
أحدهما: أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به، فيتلى لكونه كلام اللَّه فيثاب عليه، فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
والثانى: أن النسخ غالبا يكون للتخفيف، فأبقيت التلاوة تذكيرا للنعمة ورفع المشقة.
وإنما يرجع فى النسخ إلى نقل صريح عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، أو عن صحابى يقول: آية كذا نسخت كذا.
ولا يعتمد فى النسخ قول عوامّ المفسرين، بل ولا اجتهاد المجتهدين من غير نقل صحيح ولا معارضة بينة، لأن النسخ يتضمن رفع حكم وإثبات حكم تقرّر فى عهده صلّى اللَّه عليه وسلم، والمعتمد فيه النقل والتاريخ دون الرأى والاجتهاد.
والثالث: ما نسخ تلاوته دون حكمه.
والحكمة فى رفع التلاوة مع بقاء الحكم، ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة فى المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به، فيسرعون بأيسر شىء، كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام، والمنام أدنى طريق الوحى.
والمراد به ما يوهم التعارض بين الآيات، وكلامه تعالى منزّه عن ذلك كما قال تعالى: وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ولكن قد يقع للمبتدىء ما يوهم اختلافا وليس به فى الحقيقة فاحتيج لإزالته.
جاء رجل إلى ابن عباس فقال: رأيت أشياء تختلف علىّ من القرآن، فقال ابن عباس: ما هو؟ أشك؟ قال: ليس بشك، ولكنه اختلاف، وقال: هات ما اختلف عليك من ذلك، قال: أسمع اللَّه يقول: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ، وقال: وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً فقد كتموا، وأسمعه يقول: ، فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ ثم قال: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ، وقال: أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ حتى بلغ: طائِعِينَ. ثم قال فى الآية الأخرى: أَمِ السَّماءُ بَناها، ثم قال: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها، وأسمعه يقول: وَكانَ اللَّهُ ما شأنه يقول وكان اللَّه؟
فقال ابن عباس: أما قوله: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ فإنهم لما رأوا يوم القيامة وأن اللَّه يفغر لأهل الإسلام ويغفر الذنوب ولا يغفر شركا ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره جحده المشركون رجاء أن يغفر لهم، فقالوا: وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ فختم اللَّه على أفواهم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، فعند ذلك: يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً.
وأما قوله: فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ فإنه إذا نفخ فى الصور فصعق من فى السموات ومن فى الأرض، إلا من شاء، فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون.
وأما قوله: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها يقول: جعل فيها جبلا وجعل فيها نهرا وجعل فيها شجرا وجعل فيها بحورا.
وأما قوله: كانَ اللَّهُ فإن اللَّه كان ولم يزل كذلك، وهو كذلك عزيز حكيم عليم قدير لم يزل كذلك، فما اختلف عليك من القرآن فهو يشبه ما ذكرت لك، وإن اللَّه لم ينزل شيئا إلا وقد أصاب به الذى أراد. وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.
وللاختلاف أسباب:
أحدها: وقوع المخبر به على أحوال مختلفة وتطورات شتى، كقوله فى خلق آدم من تراب، ومرة من حمأ مسنون، ومرة من طين لازب، ومرة من صلصال كالفخار، فهذه الألفاظ مختلفة ومعانيها فى أحوال مختلفة، لأن الصلصال غير الحمأ، والحمأ غير التراب، إلا أن مرجعها كلها إلى جوهر، وهو التراب، ومن التراب درجت هذه الأحوال.
وكقوله: فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ، وفى موضع: تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ والجانّ: الصغير من الحيات، والثعبان الكبير منها، وذلك لأن خلقها خلق الثعبان العظيم، واهتزازها وحركتها وخفتها كاهتزاز الجان وخفته.
الثانى: لاختلاف الموضع كقوله: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ وقوله:
فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ مع قوله: فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ.
فتحمل الآية الأولى على السؤال عن التوحيد وتصديق الرسل. والثانية على ما يستلزمه الإقرار بالنبوّات من شرائع الدين وفروعه، وحمله غيره على اختلاف الأماكن، لأن فى القيامة مواقف كثيرة، ففى موضع يسألون، وفى آخر لا يسألون.
وقيل: إن السؤال المثبت سؤال تبكيت وتوبيخ، والمنفى سؤال المغفرة وبيان الحجة.
وكقوله: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ، مع قوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ.
وكقوله: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً: مع قوله: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ.
فالأولى تفهم إمكان العدل، والثانية تنفيه. والجواب أن الأول فيه توفية الحقوق، والثانية فى الميل القلبى، وليس فى قدرة الإنسان.
وكقوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ مع قوله: أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها.
فالأولى فى الأمر الشرعى، والثانية فى الأمر الكونى، بمعنى القضاء والتقدير.
الثالث: لاختلافهما فى جهتى الفعل كقوله: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ أضيف القتل إليهم والرمى إليه صلّى اللَّه عليه وسلم على جهة الكسب والمباشرة. ونفاه عنهم وعنه باعتبار التأثير.
الرابع: لاختلافهما فى الحقيقة والمجاز: وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى
أى سكارى من الأهوال مجازا لا من الشراب حقيقة.
الخامس: بوجهين واعتبارين، كقوله، فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ، مع قوله:
خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ، فبصرك، أى علمك ومعرفتك بها قوية، من قولهم، بصر بكذا، أى علم، وليس المراد رؤية العين، ويدل على ذلك قوله: فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ.
وكقوله: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ مع قوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ، فقد يظن أن الوجل خلاف الطمأنينة. وجوابه أن الطمأنينة تكون بانشراح الصدر بمعرفة التوحيد، والوجل يكون عند خوف الزيغ والذهاب عن الهدى، فتوجل القلوب لذلك، وقد جمع بينهما فى قوله: تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ.
ومما استشكلوه قوله تعالى: وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى (م ١٣- الموسوعة القرانية- ج ٢)
وقال فى آية أخرى: وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا فهذا حصر آخر فى غيرهما.
ومعنى آلآية الأولى: (وما منع الناس أو يؤمنوا إلا) إرادة أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ من الخسف أو غيره أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا فى الآخرة، فأخبر أنه أراد أن يصيبهم أحد الأمرين. ولا شك أن إرادة اللَّه مانعة من وقوع ما ينافى المراد، فهذا حصر فى السبب الحقيقى، لأن اللَّه هو المانع فى الحقيقة.
ومعنى الآية الثانية: وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إلا استغراب بعثه بشرا رسولا، لأن قولهم ليس مانعا من الإيمان لأنه لا يصلح لذلك، وهو يدل على الاستغراب بالالتزام، وهو المناسب للمانعية، واستغرابهم ليس مانعا حقيقيا بل عاديا، لجواز وجود الإيمان معه بخلاف إرادة اللَّه تعالى، فهذا حصر فى المانع العادى، والأول حصر فى المانع الحقيقى فلا تنافى أيضا.
ومما استشكل أيضا قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ مع قوله: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ، وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ، إلى غير ذلك من الآيات.
ووجهه أن المراد بالاستفهام هنا النفى، والمعنى: لا أحد أظلم، فيكون خبرا، وإذا كان خبرا، وأخذت الآيات على ظواهرها، أدّى إلى التناقض. وأجيب بأوجه:
منها: تخصيص كل موضع بمعنى صلته، أى لا أحد من المانعين أظلم ممن منع مساجد اللَّه، ولا أحد من المفترين أظلم ممن افترى على اللَّه كذبا، وإذا تخصص بالصلات فيها زال التناقض.
ومنها: أن التخصيص بالنسبة إلى السبق لما يسبق أحد إلى مثله، حكم عليهم بأنهم أظلم ممن جاء بعدهم سالكا طريقهم، وهذا يئول معناه إلى ما قبله، لأن المراد السبق إلى المانعية والافترائية.
وقيل: هذا استفهام مقصود به التهويل والتفظيع من غير قصد إثبات الأظلمية للمذكور حقيقة، ولا نفيها عن غيره.
وإذا تعارضت الآى، وتعذر فيها الترتيب والجمع، طلب التاريخ وترك المتقدم بالمتأخر، ويكون ذلك نسخا، وإن لم يعلم وكان الإجماع على العمل بإحدى الآيتين علم بإجماعهم أن الناسخ ما أجمعوا على العمل بها.
ولا يوجد فى القرآن آيتان متعارضتان تخلوان عن هذين الوصفين.
وتعارض القراءتين بمنزلة تعارض الآيتين نحو: وَأَرْجُلَكُمْ بالنصب والجر، ولهذا جمع بينهما بحمل النصب على الغسل، والجرّ على مسح الخف.
وجماع الاختلاف والتناقض أن كل كلام صح أن يضاف بعض ما وقع الاسم عليه إلى وجه من الوجوه فليس فيه تناقض، وإنما التناقض فى اللفظ ما ضاده من كل جهة، ولا يوجد فى الكتاب والسنة شىء من ذلك أبدا، وإنما يوجد فيه النسخ فى وقتين، ويجوز تعارض اى القران والآثار وما يوجبه العقل، فلذلك لم يجعل قوله: اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ معارضا لقوله: وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً وإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ لقيام الدليل العقلى أنه لا خالق غير اللَّه، فتعين تأويل ما عارضه، فيؤول (وتخلقون) على تكذبون، و (تخلق) على تصوّر.
والاختلاف على وجهين:
اختلاف تناقض، وهو ما يدعو فيه أحد الشيئين إلى خلاف الآخر، وهذا هو الممتنع على القرآن.
واختلاف تلازم، وهو ما يوافق الجانبين كاختلاف وجوه القراءة، واختلاف مقادير السور والآيات، واختلاف الأحكام من الناسخ والمنسوخ، والأمر والنهى، والوعد والوعيد.
المطلق: الدالّ على الماهية بلا قيد، وهو مع القيد كالعام مع الخاص.
ومتى وجد دليل على تقييد المطلق صير إليه وإلا فلا، بل يبقى المطلق على إطلاقه، والمقيد على تقيده، لأن اللَّه تعالى خاطبنا بلغة العرب. والضابط أن اللَّه إذا حكم فى شىء بصفة أو شرط، ثم ورد حكم آخر مطلقا، نظر:
فإن لم يكن له أصل يردّ إليه إلا ذلك الحكم المقيد وجب تقيده به.
وإن كان له أصل يردّ غيره لم يكن رده إلى أحدهما بأولى من الآخر.
فالأول: مثل اشتراط العدالة فى الشهود على الرجعة والفراق والوصية، فى قوله: وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ، وقوله: شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ، وقد أطلق الشهادة فى البيوع وغيرها فى قوله: وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ، والعدالة شرط فى الجميع.
ومثل تقييده ميراث الزوجين بقوله: مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِها أَوْ دَيْنٍ وإطلاقه الميراث فيما أطلق فيه.
وكذلك ما أطلق من المواريث كلها بعد الوصية والدين.
وكذلك ما اشترط فى كفارة القتل من الرقبة المؤمنة.
وإطلاقها فى كفارة الظهار واليمين.
والمطلق كالمقيد فى وصف الرقبة.
وكذلك تقييد الأيدى بقوله: إِلَى الْمَرافِقِ فى الوضوء، وإطلاقه فى التيمم.
وتقييد إحباط العمل بالردّة بالموت على الكفر فى قوله: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ، وأطلق فى قوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ.
فمذهب الشافعى حمل المطلق على المقيد فى الجميع ومن العلماء من لا يحمله.
ويجوز إعتاق الكافر فى كفارة الظهار واليمين.
ويكتفى فى التيمم بالمسح إلى الكوعين.
والثانى: مثل تقيد الصوم بالتتابع فى كفارة القتل والظهار، وتقييده بالتفريق فى صوم التمتع، وأطلق كفارة اليمين وقضاء رمضان، فيبقى على إطلاقه من جوازه مفرقا ومتتابعا لا يمكن حمله عليهما لتنافى القيدين، وهما التفريق والتتابع، وعلى أحدهما لعدم المرجح.
المنطوق: ما دلّ عليه اللفظ فى محل النطق، فإن أفاد معنى لا يحتمل غيره فالنص، نحو: فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ. وقد نقل عن قوم من المتكلمين أنهم قالوا بندور النص جدّا فى الكتاب والسنة.
ويقال: إن الغرض من النص الاستقلال بإفادة المعنى على قطع، مع انحسام جهات التأويل والاحتمال، وهذا وإن عزّ حصوله بوضع الصيغ ردا إلى اللغة فما أكثره مع القرائن الحالية والمقالية، أو مع احتمال غيره احتمالا مرجوحا.
فالظاهر نحو: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فإن الباغى يطلق على الجاهل، وعلى الظالم، وهو فيه أظهر وأغلب، ونحو: وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فإنه يقال للانقطاع طهر، وللوضوء والغسل، وهو فى الثانى أظهر.
وإن حمل على المرجوح لدليل فهو تأويل، ويسمى المرجوح المحمول عليه مؤولا كقوله: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ فإنه يستحيل حمل المعية على القرب بالذات، فتعين صرفه عن ذلك، وحمله على القدرة والعلم والحفظ والرعاية.
وكقوله: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ فإنه يستحيل حمله على الظاهر لاستحالة أن يكون للإنسان أجنحة، فيحمل على الخضوع وحسن الخلق.
وقد يكون مشتركا بين حقيقتين، أو حقيقة ومجاز، ويصح حمله عليهما جميعا، فيحمل عليهما جميعا، سواء قلنا بجواز استعمال اللفظ فى
ثم توقفت صحة دلالة اللفظ على إضمار، سميت دلالة اقتضاء، نحو:
وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ أى أهلها.
وإن لم تتوقف ودل اللفظ على ما لم تقصد به سميت دلالة إشارة، كدلالة قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ على صحة صوم من أصبح جنبا، إذا إباحة الجماع إلى طلوع الفجر تستلزم كونه جنبا فى جزء من النهار.
الخطاب فى القرآن على خمسة عشر وجها، وقيل: على أكثر من ثلاثين وجها:
أحدها: خطاب العام والمراد به العموم، كقوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ.
والثانى: خطاب الخاص والمراد به الخصوص، كقوله: أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ.
الثالث: خطاب العام والمراد به الخصوص، كقوله: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ لم يدخل فيه الأطفال والمجانين.
الرابع: خطاب الخاص والمراد به العمود، كقوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ افتتح الخطاب بالنبىّ صلّى اللَّه عليه وسلم والمراد سائر من يملك الطلاق.
الخامس: خطاب الجنس كقوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ.
السادس: خطاب النوع نحو: يا بَنِي إِسْرائِيلَ.
السابع: خطاب العين، نحو: يا آدَمُ اسْكُنْ، ولم يقع فى القرآن الخطاب بيا محمّد، بل: يا أيها النبى، يا أيها الرسول، تعظيما له وتشريفا، وتخصيصا بذلك عما سواه، وتعليما للمؤمنين أن لا ينادوه باسمه.
الثامن: خطاب المدح، نحو: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا، ولهذا وقع الخطاب بأهل المدينة الذين آمنوا وهاجروا.
التاسع: خطاب الذم، نحو: يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ، قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ولتضمنه الإهانة لم يقع فى القرآن فى غير هذين الموضعين، وكثر الخطاب بيا أيها الذين آمنوا على المواجهة، وفى جانب الكفار جىء بلفظ الغيبة إعراضا عنهم، كقوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا، قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا.
الحادى عشر: خطاب الإهانة، نحو: فَإِنَّكَ رَجِيمٌ.
الثانى عشر: خطاب التهكم، نحو: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ.
الثالث عشر: خطاب الجمع بلفظ الواحد، نحو: يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ.
الرابع عشر: خطاب الواحد بلفظ الجمع، نحو: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ إلى قوله: فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ فهو خطاب له صلّى اللَّه عليه وسلم وحده، إذ لا نبىّ معه ولا بعده، وكذا قوله: وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا الآية خطاب له صلّى اللَّه عليه وسلم وحده، بدليل قوله: وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ الآية، وكذا قوله: فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا بدليل قوله: قُلْ فَأْتُوا.
الخامس عشر: خطاب الواحد بلفظ الاثنين نحو: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ والخطاب لمالك خازن النار، وقيل لخزنة النار والزبانية، فيكون من خطاب الجمع بلفظ الاثنين. وقيل للملكين الموكلين به فى قوله: وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ فيكون على الأصل.
السادس عشر: خطاب الاثنين بلفظ الواحد كقوله: فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى أى ويا هارون.
السابع عشر: خطاب الاثنين بلفظ الجمع، كقوله: أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً.
الثامن عشر: خطاب الجمع بلفظ الاثنين، كما فى: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ.
العشرون: عكسه، نحو: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ.
الحادى والعشرون: خطاب الاثنين بعد الواحد، نحو: أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ.
الثانى والعشرون: عكسه، نحو: فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى.
الثالث والعشرين: خطاب العين، والمراد به الغير، نحو: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ الخطاب له، والمراد أمته لأنه صلّى اللَّه عليه وسلم كان تقيّا، وحاشاه من طاعة الكفار.
الرابع والعشرين: خطاب الغير، والمراد به العين، نحو لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ.
الخامس والعشرون: الخطاب العام الذى لم يقصد به مخاطب معين نحو:
وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ألم يقصد بذلك خطاب معين، بل كل أحد.
وأخرج فى صورة الخطاب لقصد العموم، يريد أن حالهم تناهت فى الظهور بحيث لا يختص بها راء دون راء، بل كل من أمكن منه الرؤية داخل فى ذلك الخطاب.
السادس والعشرين: خطاب الشخص ثم العدول إلى غيره، نحو: فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ خوطب به النبى صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم قال للكفار: فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ بدليل: فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
السابع والعشرون: خطاب التكوين، وهو الالتفات.
الثامن والعشرون: خطاب الجمادات خطاب من يعقل نحو: فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً.
التاسع والعشرون: خطاب التهييج، نحو: وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.
الثلاثون: خطاب التحنن والاستعطاف، نحو: يا عِبادِيَ الَّذِينَ، أَسْرَفُوا الآية.
الثانى والثلاثون: خطاب التعجيز، نحو: فَأْتُوا بِسُورَةٍ.
الثالث والثلاثون: خطاب التشريف، وهو كل ما فى القرآن مخاطبة «قل» فإنه تشريف منه تعالى لهذه الأمة بأن يخاطبها بغير واسطة لتفوز بشرف المخاطبة.
الرابع والثلاثون: خطاب المعدوم، ويصح ذلك تبعا لموجود، نحو يا بَنِي آدَمَ فإنه خطاب لأهل ذلك الزمان ولكل من بعدهم.
وخطاب القرآن ثلاثة أقسام:
قسم لا يصلح إلا للنبى، صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقسم لا يصلح إلا لغيره.
وقسم لهما.
لا خلاف فى وقوع الحقائق فى القرآن، وهى كل لفظ يقع على موضوعه ولا تقديم فيه ولا تأخير، وهذا أكثر الكلام.
وأما المجاز فالجمهور أيضا على وقوعه فيه، وأنكره جماعة.
وشبهتهم أن المجاز أخو الكذب والقرآن منزّه عنه، وأن المتكلم لا يعدل إليه إلا إذا ضاقت به الحقيقة فيستعير، وذلك محال على اللَّه تعالى.
وهذه شبهة باطلة، ولو سقط المجاز من القرآن سقط منه شطر الحسن، فقد اتفق البلغاء على أن المجاز أبلغ من الحقيقة، ولو وجب خلوّ القرآن من المجاز وجب خلوّه من الحذف والتوكيد وتثنية القصص وغيرها.
والمجاز فى القرآن قسمان
: الأول: المجاز فى التركيب، ويسمى مجاز الإسناد. والمجاز العقلى وعلاقته الملابسة، وذلك أن يسند الفعل أو شبهه إلى غير ما هو له أصالة لملابسته له، كقوله تعالى: وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً نسبت الزيادة، وهى فعل اللَّه، إلى الآيات، لكونها سببا لها، وهذا القسم أربعة أنواع:
أحدها: ما طرفاه حقيقتان، نحو: وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها.
ثانيها: مجازيان، نحو: فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ أى ما ربحوا فيها، وإطلاق الربح والتجارة هنا مجاز.
ثالثها، ورابعها: ما أحد طرفيه حقيقى دون الآخر.
أما الأول أو الثانى. كقوله: أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً، أى برهانا.
القسم الثانى: المجاز فى المفرد، ويسمى المجاز اللغوى، وهو استعمال اللفظ فى غير ما وضع له أولا، وأنواعه كثيرة:
الثانى: الزيادة.
الثالث: إطلاق اسم الكل على الجزء، نحو: يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ أى أناملهم، ونكتة التعبير عنها بالأصابع الإشارة إلى إدخالها على غير المعتاد مبالغة من الفرار، فكأنهم جعلوا الأصابع.
الرابع: عكسه، نحو: وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ، أى ذاته.
الخامس: إطلاق اسم الخاص على العام، نحو: نَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ.
أى رسله.
السادس: عكسه، نحو: وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ، أى المؤمنين بدليل قوله: وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا.
السابع: إطلاق اسم الملزوم على اللازم.
الثامن: عكسه، نحو: هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً، أى هل يفعل؟ أطلق الاستطاعة على الفعل لأنها لازمة له.
التاسع: إطلاق المسبب على السبب، نحو: يُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً.
العاشر: عكسه، نحو: ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ، أى القبول والعمل به لأنه مسبب على السمع.
الحادى عشر: تسمية الشىء باسم ما كان عليه، نحو: وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ أى الذين كانوا يتامى، إذ لا يتم بعد البلوغ.
الثانى عشر: تسميته باسم ما يئول إليه، نحو: إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً أى عنبا يؤول إلى الخمرية.
الثالث عشر: إطلاق اسم الحال على المحل، نحو: فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ، أى فى الجنة لأنها محل الرحمة.
الرابع عشر: عكسه، نحو: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ، أى أهل ناديه، أى مجلسه.
السادس عشر: تسمية الشىء باسم ضده، نحو: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ.
والبشارة حقيقة فى الخبر السار.
السابع عشر: إضافة الفعل إلى ما يصح منه تشبيها، نحو: جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ، وصفه بالإرادة، وهى من صفات الحىّ، تشبيها لميله للوقوع بإرادته.
الثامن عشر: إطلاق الفعل والمراد مشارفته ومقاربته وإرادته، نحو: فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ، أى قاربن بلوغ الأجل: أى انقضاء العدة: لأن الإمساك لا يكون بعده.
التاسع عشر: القلب:
إما قلب إسناد، نحو: ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ، أى لتنوء العصبية بها.
أو قلب عطف، نحو: ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ، أى فانظر ثم تول.
العشرون: إقامة صيغة مقام أخرى، وتحته أنواع كثيرة.
منها: إطلاق المصدر على الفاعل، نحو (فإنهم عدولى) ولهذا أفرده.
وعلى المفعول، نحو: وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ، أى من معلومه.
ومنها: إطلاق البشرى على المبشر به، والهوى على المهوى، والقول على المقول.
ومنها: إطلاق الفاعل والمفعول على المصدر، نحو: لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ، أى تكذيب.
ومنها: إطلاق فاعل على مفعول، نحو: ماءٍ دافِقٍ، أى مدفوق.
وعكسه، نحو: إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا، أى آتيا.
ومنها: إطلاق فعيل بمعنى مفعول، نحو: وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً.
مثال إطلاق المفرد على المثنى: وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ، أى يرضوهما، فأفراد لتلازم الرضاءين.
وعلى الجمع: إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ، أى الأناسى، بدليل الاستثناء منه.
ومثال إطلاق المثنى على المفرد: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ أى ألق.
ومنه كل فعل نسب إلى شيئين وهو لأحدهما فقط، نحو: يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ وإنما يخرج من أحدهما وهو الملح دون العذب.
ومثال إطلاقه على الجمع ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ أى كرات، لأن البصر لا يحسر إلا بها.
ومثال إطلاق الجمع على المفرد: قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، أى أرجعنى.
ومثال إطلاقه على المثنى: قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ.
ومنها: إطلاق الماضى على المستقبل لتحقيق وقوعه، نحو: أَتى أَمْرُ اللَّهِ أى الساعة.
ومن لواحق ذلك: التعبير عن المستقبل باسم الفاعل أو المفعول، لأنه حقيقة فى الحال لا فى الإستقبال، نحو: وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ.
ومنها: إطلاق الخبر على الطلب أمرا، أو نهيا، أو دعاء، ومبالغة فى الحثّ عليه حتى كأنه وقع وأخبر عنه.
وورود الخبر، والمراد الأمر أو النهى، أبلغ من صريحى الأمر والنهى، كأنه سورع فيه إلى الامتثال وأخبر عنه، نحو: وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ.
وعكسه، نحو: فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا، أى يمدّ والأمر بمعنى الخبر أبلغ من الخبر لتضمنه اللزوم، نحو: إن زرتنا فلنكرمك، يريدون تأكيد إيجاب الإكرام عليهم، لأن الأمر للإيجاب يشبه الخبرية فى إيجابه.
معناها: فيا لها حسرة، والحسرة لا تنادى وإنما ينادى الأشخاص، وفائدته التنبيه، ولكن المعنى على التعجب.
ومنها: وضع جمع القلة موضع الكثرة، نحو: وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ وغرف الجنة لا تحصى.
وعكسه، نحو: يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ.
ومنها: تذكير المؤنث على تأويله بمذكر، نحو: فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ أى وعظ.
ومنها: تأنيث المذكر، نحو: الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها أنث الفردوس، وهو مذكر، حملا على معنى الجنة.
ومنها: التغليب، وهو إعطاء الشىء حكم غيره. وقيل، ترجيح أحد المعلومين على الآخر وإطلاق لفظه عليهما إجراء للمختلفين مجرى المتفقين، نحو:
وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ والأصل من القانتات، فعدّت الأنثى من المذكر بحكم التغلب.
وإنما كان التغليب من باب المجاز لأن اللفظ لم يستعمل فيما وضع له ألا ترى أن القانتين موضوع للذكور الموصوفين بهذا الوصف، فإطلاقه على الذكور والإناث إطلاق على غير ما وضع له.
ومنها: استعمال حروف الجر فى غير معانيها الحقيقية.
ومنها: استعمال صيغة (أفعل) لغير الوجوب، وصيغة (لا تفعل) لغير التحريم، وأدوات الاستفهام لغير طلب التصوّر، والتصديق، وأداة التمنى والترجى والنداء لغيرها.
ومنها: التضمين، وهو إعطاء الشىء معنى الشىء، ويكون فى الحروف والأفعال والأسماء. ويرى فريق من النجاة: التوسع فى الحروف على حين يرى غيرهم: التوسع فى الفعل، لأنه فى الأفعال أكثر، مثاله: عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ فيشرب، إنما يتعدّى بمن، فتعديته بالباء إما على تضمينه معنى: يروى ويلتذ، أو تضمين الباء معنى من
حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ضمن (وحقيق) معنى: حريص، ليفيد أنه محقوق بقوله الحق وحريص عليه، وإنما كان التضمين مجازا لأن اللفظ لم يوضع للحقيقة والمجاز معا فالجمع بينهما مجاز.
ومن المجاز:
الأول: الحذف، وليس كل حذف مجازا.
والحذف أربعة أقسام:
قسم يتوقف عليه صحة اللفظ ومعناه من حيث الإسناد نحو: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ أى أهلها، إذا لا يصح إسناد السؤال إليها.
وقسم يصح بدونه لكن يتوقف عليه شرعا كقوله: فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، أى فأفطر فعدة.
وقسم يتوقف عليه عادة لا شرعا، نحو: اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ، أى فضربه.
وقسم يدل عليه دليل غير شرعى ولا هود عادة، نحو: فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ دل الدليل على أنه إنما قبض من أثر حافر فرس الرسول.
وليس فى هذه الأقسام مجاز إلا الأول، وقيل: إنما يكون مجازا إذا تغير حكم، فأما إذا لم يتغير كحذف خبر المبتدأ المعطوف على جملة فليس مجازا، إذا لم يتغير حكم ما بقى من الكلام.
ومتى تغير إعراب الكلمة بحذف أو زيادة فهى مجاز نحو: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ.
وإن كان الحذف أو الزيادة لا يوجب تغير الإعراب، نحو: أَوْ كَصَيِّبٍ، فلا توصف الكلمة بالمجاز.
الثانى: التأكيد، وقيل: إنه مجاز، لأنه لا يفيد إلا ما أفاده الأول، والصحيح أنه حقيقة.
(م ١٤- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
وقيل: إن كان بحرف فهو حقيقة، أو بحذفه فمجاز، بناء على أن الحذف من باب المجاز.
الرابع: الكناية، وفيها أربعة مذاهب:
أحدها: أنها حقيقة، وهو الظاهر لأنها استعملت فيما وضعت له وأريد بها الدلالة على غيره.
الثانى: أنها مجاز.
والثالث: أنها لا حقيقة ولا مجاز.
الرابع: أنها تنقسم إلى حقيقة ومجاز، فإن استعملت اللفظ فى معناه مرادا منه لازم المعنى أيضا فهو حقيقة، وإن لم يرد المعنى بل عبر بالملزوم عن اللازم فهو مجاز، لاستعماله فى غير ما وضع له.
الخامس: التقديم والتأخير، عدّه قوم من المجاز، لأنّ تقديم ما رتبته التأخير كالمفعول، وتأخير ما رتبته التقديم كالفاعل، نقل لكل واحد منهما عن مرتبته وحقه وقيل: والصحيح أنه ليس منه، فإن المجاز نقل ما وضع إلى ما لم يوضع له.
السادس: الالتفات، وقيل: هو حقيقة حيث لم يكن معه تجريد.
التشبيه: نوع من أشرف أنواع البلاغة وأعلاها. ولو قال قائل: هو أكثر كلام العرب لم يبعد. وهو الدلالة على مشاركة أمر لأمر فى معنى، وقيل: هو إخراج الأغمض إلى الأظهر، وقيل: هو إلحاق شىء بذى وصف فى وصفه.
وقيل: هو أن تثبت للمشبه حكما من أحكام المشبه به.
والغرض منه تأنيس النفس بإخراجها من خفى إلى جلىّ، وإذانائه البعيد من القريب ليفيد بيانا، وقيل: الكشف عن المعنى المقصود مع الاختصار.
وأدواته حروف وأسماء وأفعال. فالحروف: الكاف، وكأنه.
والاسماء مثل، وشبه، ونحوهما مما يشتق من المماثلة والمشابهة، ولا تستعمل (مثل) إلا فى حال أو صفة لها شأن، وفيها غرابة.
والأفعال، نحو: يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً ويُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى.
وربما يذكر فعل ينبىء عن التشبيه فيؤتى فى التشبيه القريب بنحو: علمت زيدا أسدا، الدالّ على التحقيق. وفى البعيد بنحو: حسب زيدا أسدا، الدالّ على الظن وعدم التحقيق.
وينقسم التشبيه باعتبارات:
الأول، باعتبار طرفيه إلى أربعة أقسام، لأنهما إما حسيان، أو عقليان، أو المشبه به حسى والمشبه عقلى، أو عكسه.
مثال الأول: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ.
ومثال الثانى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
ومثال الرابع، لم يقع فى القرآن، لأن العقل مستفاد من الحسّ، فالمحسوس أصل للمعقول، وتشبيهه به يستلزم جعل الأصل فرعا والفرع أصلا، وهو غير جائز.
الثانى: ينقسم باعتبار وجهه إلى مفرد ومركب.
والمركب أن ينتزع وجه الشبه من أمور مجموع بعضها إلى بعض، كقوله:
كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً فالتشبيه مركب من أحوال الحمار، وهو حرمان الانتفاع بأبلغ نافع مع تحمل التعب فى استصحابه.
الثالث ينقسم باعتبار آخر إلى أقسام:
أحدها: تشبيه ما تقع عليه الحاسة بما لا تقع اعتمادا على معرفة النقيض والضد، فإن إدراكهما أبلغ من إدراك الحاسة كقوله: طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ شبه بما لا يشك أنه منكر قبيح لما حصل فى نفوس الناس من بشاعة صور الشياطين وإن لم ترها عيانا.
الثانى: عكسه، وهو تشبيه ما لا تقع عليه الحاسة بما تقع عليه، كقوله: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ الآية. أخرج ما لا يحس وهو الإيمان، إلى ما يحس، وهو السراب، والمعنى الجامع بطلان التوهم مع شدة الحاجة وعظم الفاقة.
الثالث: إخراج ما لم تجر العادة به إلى ما جرت، كقوله تعالى: وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ والجامع بينهما الارتفاع فى الصورة.
الرابع: إخراج ما لا يعلم بالبديهة إلى ما يعلم بها، كقوله: وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ والجامع العظم، وفائدته التشويق إلى الجنة بحسن الصفة وإفراط السعة.
الخامس: إخراج ما لا قوّة له فى الصفة إلى ما له قوة فيها، كقوله تعالى:
وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ والجامع فيهما العظم، والفائدة إبانة القدرة على تسخير الأجسام العظام فى ألطف ما يكون من الماء، وما فى ذلك من انتفاع الخلق بحمل الأثقال وقطعها الأقطار البعيدة فى المسافة القريبة، وما يلازم
على هذه الأوجه الخمسة تجرى تشبيهات القرآن.
السادس: ينقسم لاعنبار آخر إلى:
مؤكد، وهو ما حذفت فيه الأداة، نحو: وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ، أى مثل مرّ السحاب.
ومرسل، وهو ما لم تحذف.
والمحذوفة الأداة أبلغ، لأنه نزل فيه الثانى منزلة الأول تجوزا.
والأصل دخول أداة التشبيه على المشبه به، وقد تدخل على المشبه، إما لقصد المبالغة، فتقلب التشبيه وتجعل المشبه هو الأصل، نحو: قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا كان الأصل أن يقولوا: إنما الربا مثل البيع، لأن الكلام فى الربا لا فى البيع، فعدلوا عن ذلك وجعلوا الربا أصلا ملحقا به البيع فى الجواز، وأنه الخليق بالحل.
والقاعدة فى المدح تشبيه الأدنى بالأعلى، وفى الذم تشبيه الأعلى بالأدنى، لأن الذم مقام الأدنى، والأعلى طارىء عليه، فيقال فى المدح: الحصى كالياقوت، وفى الذم: ياقوت كالزجاج.
وكذا فى السلب، ومنه: يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ، أى فى النزول لا فى العلوّ.
زوج المجاز بالتشبيه فتولد بينهما الاستعارة، فهى مجاز علاقته المشابهة، وهى اللفظ المستعمل فيما شبه بمعناه الأصل.
والأصح أنها مجاز لغوى، لأنها موضوعة للمشبه به لا للمشبه، ولا الأعم منهما، ف «أسد» فى قولك: رأيت أسدا يرمى، موضوع للسبع لا للشجاع، ولا لمعنى أعم منهما كالحيوان الجرىء مثلا ليكون إطلاقه عليهما حقيقة كإطلاق الحيوان عليهما.
وقيل: مجاز عقلى، بمعنى أن التصرف فيها فى أمر عقلى لا لغوى، لأنها لا تطلق على المشبه إلا بعد ادعاء دخوله فى جنس المشبه به، فكان استعمالها فيما وضعت له، فيكون حقيقة لغوية ليس فيها غير نقل الاسم وحده.
وقيل: حقيقة الاستعارة أن تستعار الكلمة من شىء معروف بها إلى شىء لم يعرف بها.
وحكمة ذلك إظهار الخفىّ وإيضاح الظاهر الذى ليس يجلى، أو حصول المبالغة أو المجموع.
مثال إظهار الخفى: (وإنه فى الكتاب) فإنه حقيقته: وإنه فى أصل الكتاب، فاستعير لفظ الأم للأصل لأم الأولاد تنشأ من الأم كإنشاء الفروع من الأصول، وحكمة ذلك تمثيل ما ليس بمرئىّ حتى يصير مرئيّا، فينتقل السامع من حدّ السماع إلى حد العيان، وذلك أبلغ فى البيان.
ومثال إيضاح ما ليس بجلىّ ليصير جليا: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ فإن المراد أمر الولد بالذل لوالديه رحمة، فاستعير للذل أولا جانب ثم للجانب جناحان، وتقديره الاستعارة القريبة: واخفض لهما جانب الذل، أى اخفض جانبك ذلا.
وحكمة الاستعارة فى هذا جعل ما ليس بمرئىّ مرئيّا لأجل حسن البيان، ولما كان المراد خفض جانب الولد للوالدين بحيث لا يبقى الولد من الذل لهما والاستكانة ممكنا، احتيج فى الاستعارة إلى ما هو أبلغ من الأولى، فاستعير لفظ الجناح لما فيه من المعانى التى لا تحصل من خفض الجانب، لأن من يميل جانبه إلى جهة السفل أدنى ميل صدق عليه أنه خفض جانبه، والمراد خفض بلصق الجنب بالأرض، ولا يحصل ذلك إلا بذكر الجناح كالطائر.
ومثال المبالغة: وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً، وحقيقته: وفجرنا عيون الأرض، ولو عبر بذلك لم يكن فيه من المبالغة ما فى الأول المشعر بأن الأرض كلها صارت عيوبا.
وأركان الاستعارة ثلاثة:
مستعارة، وهو لفظ المشبه به.
ومستعار له، وهو العنى الجامع. وأقسامها كثيرة باعتبارات، فتنقسم باعتبار الأركان الثلاثة إلى خمسة أقسام:
أحدها: استعارة محسوس لمحسوس بوجه محسوس، نحو: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً فالمستعار منه هو النار، والمستعار له الشيب، والوجه هو الانبساط، ومشابهة ضوء النار لبياض الشيب، وكل ذلك محسوس، وهو أبلغ مما لو قيل:
اشتعل شيب الرأس، لإفادته عموم الشيب لجميع الرأس.
الثانى: استعارة محسوس لمحسوس بوجه عقلى، نحو: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فالمستعار منه السلخ الذى هو كشط الجلد عن الشاة، والمستعار له كشف الضوء عن مكان الليل، وهما حسيان، والجامع ما يعقل من ترتب أمر على آخر وحصوله عقب حصوله كترتب ظهور اللحم على الكشط، وظهور الظلمة على كشف الضوء عن مكان الليل، والترتيب أمر عقلى.
الثالث: استعارة معقول لمعقول يوجه عقلى، نحو: مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا المستعار منه الرقاد: أى النوم، والمستعار له الموت، والجامع عدم ظهور الفعل، والكل عقلى.
الرابع: استعارة محسوس لمعقول بوجه عقلى أيضا، نحو: مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ استعير المس، وهو حقيقة فى الأجسام، وهو محسوس، لمقاساة الشدة، والجامع اللحوق، وهما عقليان.
الخامس: استعارة معقول لمحسوس والجامع عقلى أيضا، نحو: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ المستعار منه التكثير، وهو عقلى، والمستعار له كثرة الماء، وهو حسى، والجامع الاستعلاء، وهو عقلى أيضا.
وتنقسم باعتبار آخر إلى مرشحة ومجردة ومطلقة.
فالأولى: أن تقترن بما يلائم المستعار منه، نحو: أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ استعير الاشتراء للاستبدال والاختبار، ثم قرن بما يلائمه من الربح والتجارة.
والثالثة: لا تقرن بواحد منهما.
وتنقسم باعتبار آخر إلى، تحقيقية، وتخييلية، ومكنية، واصريحية.
فالأولى: ما تحقق معناها حسّا، نحو: فَأَذاقَهَا اللَّهُ الآية، أو عقلا، نحو: وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً أى بيانا واضحا وحجة لا معة.
والثانية: أن يضمر التشبيه فى النفس فلا يصرّح بشىء من أركانه سوى المشبه، ويدل على ذلك التشبيه المضمر فى النفس بأن يثبت للمشبه أمر مختص بالمشبه به، ويسمى ذلك التشبيه المضمر: استعارة بالكناية ومكنيها عنها، لأنه لم يصرح به، بل دل عليه بذكر خواصه ويقابله التصريحية.
ويسمى ذلك الأمر المختص بالمشبه به للمشبه استعارة تخييلية، لأنه قد استعير للمشبه ذلك الأمر المختص بالمشبه به، وبه يكون كمال المشبه به وقوامه فى وجه الشبه لتخيل أن المشبه من جنس المشبه به. ومن أمثلة ذلك: الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ، شبه العهد بالحبل، وأضمر فى النفس فلم يصرح بشىء من أركان التشبيه سوى العهد المشبه، ودل عليه بإثبات النقض الذى هو من خواصّ المشبه به وهو الحبل.
ومن التصريحية: مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ.
وتنقسم باعتبار آخر إلى:
وفاقية: بأن يكون اجتماعهما فى شىء ممكنا، نحو: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ، أى ضالا فهديناه، استعير الإحياء من جعل الشىء حيا للهداية التى بمعنى الدلالة على ما يوصل إلى المطلوب، والإحياء والهداية مما يمكن اجتماعهما فى شىء.
وعنادية: وهى ما لا يمكن اجتماعهما، كاستعارة اسم المعدوم للموجود لعدم نفعه، واجتماع الوجود والعدم فى شىء ممتنع.
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ أى أنذرهم، استعيرت البشارة، وهى الإخبار بما يسر، للإنذار الذى هو ضده، بإدخال جنسها على سبيل التهكم والاستهزاء، نحو:
إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ عنوا: الغوىّ السفيه تهكما.
وتنقسم باعتبار آخر إلى:
تمثيلية، وهى أن يكون وجه الشبه فيها منتزعا من متعدد، نحو:
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً شبه استظهار العبد باللَّه ووثوقه بحمايته والنجاة من المكاره باستمساك الواقع فى مهواة بحبل وثيق مدلى من مكان مرتفع يأمن انقطاعه.
وقد تكون الاستعارة بلفظين، نحو: قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ يعنى تلك الاوانى ليست من الزجاج ولا من الفضة، بل فى صفاء القارورة وبياض الفضة.
وإذا كان التشبيه من أعلى أنواع البلاغة وأشرفها، فإن الاستعارة أبلغ منه لأنها مجاز، وهو حقيقة، والمجاز أبلغ، فإذا الاستعارة أعلى مراتب الفصاحة، وكذا الكناية أبلغ من التصريح، والاستعارة أبلغ من الكناية، لأنها كالجامعة بين كناية واستعارة، ولأنها مجاز قطعا. وفى الكناية خلاف.
وأبلغ أنواع الاستعارة التمثيلية، ويليها المكنية، ولاشتمالها على المجاز العقلى، والترشيحية أبلغ من المجردة والمطلقة، والتخييلية أبلغ من التحقيقية.
والمراد بالأبلغية إفادة زيادة التأكيد والميالغة فى كمال التشبيه، لا زيادة فى المعنى لا توجد فى غير ذلك.
هما من أنواع البلاغة وأساليب الفصاحة، وقد تقدم أن الكناية أبلغ من التصريح.
وعرّفها أهل البيان بأنها لفظ أريد به لازم معناه. وقيل: ترك التصريح بالشىء إلى ما يساويه فى اللزوم فينتقل منه إلى الملزوم.
وللكناية أساليب:
أحدها: التنبيه على عظم القدرة، نحو: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ كناية عن آدم.
ثانيها: ترك اللفظ إلى ما هو أجمل، نحو: إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فكنى بالنعجة عن المرأة كعادة العرب فى ذلك، لأن ترك التصريح بذكر النساء أجمل منه، ولهذا لم يذكر فى القرآن امرأة باسمها، على خلاف عادة الفصحاء لنكتة، وهو أن الملوك لا يذكرون حرائرهم فى ملأ، ولا يبتذلون أسماءهن، بل يكنون عن الزوجة بالفرش والعيال ونحو ذلك، فإذا ذكروا الإماء لم يكنوا عنهن ولم يصونوا أسماءهن عن الذكر، فلما قالت النصارى فى مريم ما قالوا صرّح اللَّه باسمها، ولم يكن تأكيدا للعبودية التى هى صفة لها، وتأكيدا، لأن عيسى لا أب له وإلا لنسب إليه.
ثالثها: أن يكون التصريح مما يستقبح ذكره، ككناية اللَّه عن الجماع بالملامسة والمباشرة والإفضاء والرفث والدخول، والسرّ والغشيان.
وعن ابن عباس قال: المباشرة: الجماع، ولكن اللَّه يكنى. وعنه قال: إن اللَّه يكنى ما شاء، وإن الرفث هو الجماع، وكنى عن طلبه بالمراودة فى قوله:
وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ.
وعن المعانقة باللباس فى قوله: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ.
وبالحرث فى قوله: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ.
وأصله المكان المطمئن من الأرض.
وكنى عن قضاء الحاجة بأكل الطعام فى قوله فى مريم وابنها: كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ.
وكنى عن الأستاه بالأدبار فى قوله: يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ.
وعن مجاهد فى هذه الآية قال: يعنى أستاههم، ولكن اللَّه يكنى. وأورد قوله تعالى: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها وقال: إن المراد به فرج القميص، والتعبير به من ألطف الكنايات وأحسنها: أى لا يعلق ثوبها بريبة فهى طاهرة الثوب، كما يقال: نقى الثوب، وعفيف الذيل، كناية عن العفة، ومنه:
وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ وكيف يظن أن نفخ جبريل وقع فى فرجها، وإنما نفخ فى جيب درعها.
رابعها: قصد البلاغة والمبالغة نحو: أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ كنى عن النساء بأنهن ينشأن فى الترفه والتزين الشاغل عن النظر فى الأمور ودقيق المعانى، ولو أتى بلفظ النساء لم يشعر بذلك، والمراة نفى ذلك عن الملائكة.
خامسها: قصد الاختصار كالكناية عن ألفاظ متعددة بلفظ فعل نحو:
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا أى فإن لم تأتوا بسورة من مثله.
سادسها: التنبيه على مصيره نحو: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ أى جهنمى مصيره إلى اللهب. حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. فِي جِيدِها حَبْلٌ أى بمامة مصيرها إلى أن تكون حطبا لجهنم فى جيدها غلّ.
وهكذا يعدل عن الصرائح إلى الكناية بنكتة كالإيضاح، أو بيان حال الموصوف، أو مقدار حاله، أو القصد إلى المدح أو الذم أو الاختصار أو الستر أو الصيانة، أو التعمية والإلغاز، والتعبير عن الصعب بالسهل، وعن المعنى القبيح باللفظ الحسن.
وقيل: الكناية: أن تعمد إلى جملة معناها على خلاف الظاهر، فتأخذ الخلاصة من غير اعتبار مفرداتها بالحقيقة والمجاز، فتعبر بها عن المقصود كما تقول فى نحو: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى إنه كناية عن الملك، فإن الاستواء على السرير لا يحصل إلا مع الملك، فجعل كناية عنه.
حقيقية ومجازية.
ومن أنواع البديع التي تشبه الكناية، الإرداف، وهو أن يريد المتكلم معنى ولا يعبر عنه بلفظ الموضوع له ولا بدالة الإشارة، بل بلفظ يرادفه كقوله تعالى:
وَقُضِيَ الْأَمْرُ والأصل: وهلك من قضى اللَّه هلاكه، ونجا من قضى اللَّه نجاته، وعدل عن ذلك إلى لفظ الإرداف لما فيه من الإيجاز والتنبيه على أن هلاك الهالك ونجاة الناجى كان بأمر آمر مطاع، وقضاء من لا يردّ قضاؤه، والأمر يستلزم امرا فقضاؤه يدل على قدرة الأمر به وقهره، وإن الخوف من عقابه ورجاء ثوابه يحضان على طاعة الأمر، ولا يحصل ذلك كله فى اللفظا لخاص.
قال بعضهم: والفرق بين الكناية والإرداف: أن الكناية انتقال من لازم إلى ملزوم، والإرداف من مذكور إلى متروك. ومن أمثلته أيضا: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى
عدل فى الجملة الأولى عن قوله بالسوء: أى مع أن فيه مطابقة، كالجملة الثانية، إلى: بِما عَمِلُوا تأدبا أن يضاف السوء إلى اللَّه تعالى.
وللتعريض قسمان:
قسم يراد به معناه الحقيقى ويشار به إلى المعنى الآخر المقصود.
وقسم لا يراد به بل يضرب مثلا للمعنى الذى هو مقصود التعريض كقول إبراهيم بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا.
أما الحصر، ويقال له: القصر، فهو تخصيص أمر بآخر بطريق مخصوص.
ويقال: إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه، وينقسم إلى:
قصر الموصوف على الصفة.
وقصر الصفة على الموصوف.
وكل منهما إما حقيقى، وإما مجازى.
مثال قصر الموصوف على الصفة حقيقيّا نحو: ما زيد إلا كاتب، أى لا صفة له غيرها، وهو عزيز لا يكاد يوجد لتعذر الإحاطة بصفات الشىء حتى يمكن إثبات شىء منها، ونفى ما عداها بالكلية، وعلى عدم تعذرها يبعد أن تكون للذات صفة واحدة ليس لها غيرها، ولذا لم يقع فى النزيل.
ومثاله مجازيّا: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ أى إنه مقصور على الرسالة لا يتعداها إلى التبرىّ من الموت الذى استعظموه الذى هو من شأن الإله.
ومثال قصر الصفة على الموصوف حقيقيّا: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ.
ومثاله مجازيا: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً. الآية.
فيقال: إن الكفار لما كانوا يحلون الميتة والدم ولحم الخنزير، وما أهلّ لغير اللَّه به، وكانوا يحرّمون كثيرا من المباحات، وكانت سجيتهم تخالف وضع الشرع، نزلت الآية مسوقة: بذكر شبههم فى البحيرة والسائبة والوصيلة والحامى، وكان الغرض إبانة كذبهم، فكأن قال: لا حرام إلا ما أحللتموه، والغرض الردّ عليهم والمضادة لا الحصر الحقيقى.
وينقسم الحصر باعتبار آخر إلى ثلاثة أقسام: قصر إفراد، وقصر قلب، وقصر تعيين.
والثانى: يخاطب به من يعتقد إثبات الحكم لغير من أثبته المتكلم له نحو:
رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ خوطب به نمروذ الذى اعتقد أنه هو المحيى المميت دون اللَّه.
والثالث: يخاطب به من تساوى عنده الأمران فلم يحكم بإثبات الصفة لواحد بعينه ولا لواحد بإحدى الصفتين بعينها.
وطرق الحصر كثيرة:
أحدها: النفى والاستثناء، سواء كان النفى بلا أو ما أو غيرهما.
والاستثناء بإلا أو (غير) نحو: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ.
ووجه إفادة الحصر أن الاستثناء المتفرغ لا بد أن يتوجه النفى فيه إلى مقدر وهو مستثنى منه، لأن الاستثناء إخراج فيحتاج إلى مخرج منه، والمراد التقدير المعنوى لا الصناعى، ولا بد أن يكون عامّا لأن الإخراج لا يكون إلا من عام، ولا بد أن يكون مناسبا للمستثنى منه فى جنسه، مثل ما قام إلا زيد: أى لا أحد، وما أكلت إلّا تمرا: أى مأكولا، ولا بد أن يوافقه فى صفته، أى إعرابه.
وحينئذ يجب القصر إذا وجب منه شىء بإلا ضرورة فيبقى ما عداه على صفة الانتقاء.
وأصل استعمال هذا الطريق أن يكون المخاطب جاهلا بالحكم، وقد يخرج عن ذلك فينزل المعلوم منزلة المجهول لاعتبار مناسب نحو: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ فإنه خطاب للصحابة وهم لم يكونوا يجهلون رسالة النبى صلّى اللَّه عليه وسلم، لأنه نزل استعظامهم له عن الموت منزلة من يجهل رسالته، لأن كل رسول فلا بد من موته، فمن استبعد موته فكأنه استبعد رسالته.
الثانى: «إنما» : الجمهور على أنها للحصر، فقيل بالمنطوق وقيل بالمفهوم.
ومن الحصر بإنما قوله تعالى: إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ بالنصب، فإن معناه:
ما حرّم عليكم إلا الميتة، لأنه المطابق فى المعنى لقراءة الرفع فإنها للقصر.
ومنه قوله تعالى: قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ فإنه إنما تحصل مطابقة الجواب إذا كانت «إنما» للحصر ليكون معناها: لا آتيكم به إنما يأتى به اللَّه.
الخامس: تقديم المعمول نحو: إِيَّاكَ نَعْبُدُ.
السادس: ضمير الفصل نحو: فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ أى لا غيره.
السابع: تقديم المسند إليه، فقد يقدم المسند إليه ليفيد تخصصه بالخبر الفعلى.
وثمة أحوال:
أن يكون المسند إليه معرفة والمسند مثبتا فيما يأتى للتخصيص نحو: أنا قمت، فإن قصد به قصر الإفراد أكد بنحو وحدى، أو قصر القلب أكد بنحو لا غيرى، ومنه فى القرآن: بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ فإن ما قبله من قوله:
أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ ولفظ «بل» المشعر بالإضراب يقضى بأن المراد: بل أنتم لا غيركم، على أن المقصود نفى فرحه بالهدية لا إثبات الفرح لهم بهديتهم، وقد يأتى للتقوية والتأكيد دون التخصيص.
أن يكون المسند منفيّا نحو: أنت لا تكذب، فإنه أبلغ في نفى الكذب من:
لا تكذب، ومن: لا تكذب أنت. وقد يفيد التخصيص ومنه: فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ.
أن يكون المسند إليه نكرة مثبتا نحو: رجل جاءنى، فيفيد التخصيص إما بالجنس: أى لا امرأة، أو الوحدة، أى لا رجلان.
أن يلى المسند إليه حرف النفى فيفيده نحو: ما أنا قلت هذا، أى لم أقله مع أن غيرى قاله، ومنه: وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ أى العزيز رهطك لا أنت.
ولذا قال: أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ.
التاسع: ذكر المسند إليه، ومنه قوله تعالى: اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ فى سورة الرعد.
العاشر: تعريف الجزأين، يفيد الحصر حقيقة أو مبالغة نحو قوله تعالى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ فهو يفيد الحصر كما في: إِيَّاكَ نَعْبُدُ أى الحمد للَّه لا لغيره.
الحادى عشر نحو: جاء زيد نفسه.
الثانى عشر نحو: إن زيدا لقائم.
الثالث عشر نحو: قائم، فى جواب زيد إما قائم أو قاعد.
الرابع عشر: قلب بعض حروف الكلمة، فإنه يفيد الحصر ومنه قوله تعالى: وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها فالقلب للاختصاص بالنسبة إلى لفظ الطاغوت، لأن وزنه على قول: فعلوت من الطغيان. كملكوت ورحموت، قلب بتقديم اللام على العين، فوزنه فلعوت، ففيه مبالغات، التسمية بالمصدر، والبناء بناء مبالغة، والقلب، وهو للاختصاص، إذ لا يطلق على غير الشيطان.
هما من أعظم أنواع البلاغة حتى قيل: البلاغة هى الإيجاز والإطناب. وكما أنه يجب على البليغ فى مظانّ الإجمال أن يجمل ويوجز، فكذلك الواجب عليه فى موارد التفصيل أن يفصل ويشبع.
والإيجاز هو أداء المقصود بأقل من عبارة المتعارف.
والإطناب أداؤه بأكثر. منها لكون المقام خليقا بالبسط. الإيجاز التعبير عن المراد بلفظ غير زائد، والإطناب بلفظ أزيد. وقيل: إن المنقول من طرق التعبير عن المراد تأدية، أصله، إما بلفظ مساو للأصل المراد، أو ناقص عنه واف، أو زائد عليه لفائدة. والأول المساواة، والثانى الإيجاز، والثالث الإطناب.
واحترز بواف عن الإخلال، وبقولنا لفائدة عن الحشو، وهو أن المساواة والإيجاز والاختصار بمعنى واحد، وقال بعضهم: وقيل: الاختصار خاص بحذف الجمل فقط بخلاف الإيجاز.
والإطناب، قيل: بمعنى الإسهاب.
والحق أنه أخص منه، فإن الإسهاب التطويل لفائدة أو لا لفائدة، والإيجاز قسمان: إيجاز قصر، وإيجاز حذف.
فالأول هو الوجيز بلفظه.
وقيل: الكلام القليل إن كان بعضا من كلام أطول منه فهو إيجاز حذف، وإن كان كلاما يعطى معنى أطول منه فهو إيجاز قصر. وقيل: إيجاز القصر هو تكثير المعنى بتقليل اللفظ.
وقيل: هو أن يكون اللفظ بالنسبة إلى المعنى أقل من القدر المعهود عادة، وسبب حسنه أنه يدل على التمكن فى الفصاحة، ولهذا
قال صلّى اللَّه عليه وسلم: «أوتيت جوامع الكلم».
(م ١٥- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
أحدها: إيجاز القصر، وهو أن تقصر اللفظ على معناه كقوله: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ إلى قوله: وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ جمع فى أحرف العنوان والكتاب والحاجة.
الثانى: إيجاز التقدير، وهو أن يقدر معنى زائد على المنطوق، ويسمى بالتضييق أيضا لأنه نقص من كلام ما صار لفظه أضيق من قدر معناه نحو:
فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ أى خطاياه غفرت فهى له لا عليه.
الثالث: الإيجاز الجامع، وهو أن يحتوى اللفظ على معان متعددة نحو:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ الآية، فإن العدل هو الصراط المستقيم المتوسط بين طرفى الإفراط والتفريط المومى به إلى جميع الواجبات فى الاعتقاد والأخلاق والعبودية. والإحسان هو الإخلاص فى واجبات العبودية لتفسيره
فى الحديث بقوله: «أن تعبد الله كأنك تراه»
أى تعبده مخلصا فى نيتك وواقفا فى الخضوع آخذا أهبة الحذر إلى ما لا يحصى: وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى هو الزيادة على الواجب من النوافل.
هذا في الأوامر، وأما النواهى فالبفحشاء الإشارة إلى القوة الشهوانية، وبالمنكر إلى الإفراط الحاصل من آثار الغضبية أو كل محرّم شرعا، وبالبغى إلى الاستعلاء الفائض عن الوهمية. ولهذا قيل: ما في القرآن آية أجمع للخير والشرّ من هذه الآيه.
ومن بديع الإيجاز قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إلى آخرها، فإنه نهاية التنزيه، وقد تضمنت الردّ على نحو أربعين فرقة.
وقوله: أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها دلّ بهاتين الكلمتين على جميع ما أخرجه من الأرض قوتا ومتاعا للأنام من الشى؟؟؟ والشجر والحب والثمر والعصف والحطب واللباس والنار والملح، لأن النار من العيدان والملح من الماء.
وأجمع المعاندون على أن طوق البشر قاصر عن الإتيان بمثل بمثل هذه الآية بعد أن فتشوا جميع كلام العرب والعجم فلم يجدوا مثلها.
ادخلوا، والقصص: مساكنكم، والتحذير: لا يحطمنكم، والتخصيص:
سليمان، والتعميم: جنوده، والإشارة: هم، والعذر: لا يشعرون، فأدت خمسة حقوق: حق الله، وحق رسوله، وحقها، وحق رعيتها، وحق جنود سليمان.
وما من اسم حذف في الحالة التى ينبغى أن يحذف فيها إلا وحذفه أحسن من ذكره كما سمى ابن جنى الحذف شجاعة العربية، لأنه يشجع على الكلام.
والحذف على أنواع:
أحدها: ما يسمى بالاقتطاع، وهو حذف بعض حروف الكلمة، ومنه فواتح السور على القول بأن كل حرف منها من اسم من أسمائه.
وادعى بعضهم أن الباء في: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ أول كلمة (بعض) ثم حذف الباقى.
ويدخل في هذا النوع حذف همزة (إنا) فى قوله: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي إذ الأصل: لكن أنا، حذفت همزة أنا تخفيفا وأدغمت النون في النون.
النوع الثانى: ما يسمى بالاكتفاء، وهو أن يقتضى المقام ذكر شيئين بينهما تلازم وارتباط، فيكتفى بأحدهما عن الآخر لنكتة، ويختص غالبا بالارتباط العطفى كقوله: سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ أى والبرد، وخص الحرّ بالذكر لأن الخطاب للعرب وبلادهم حارة والوقاية عندهم من الحرّ أهم، لأنه أشدّ عندهم من البرد. وقيل لأن البرد تقدم ذكر الامتنان بوقايته صريحا في قوله: وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها وفي قوله: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وفي قوله تعالى: وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ.
ومن أمثلة هذا النوع: بِيَدِكَ الْخَيْرُ أى والشر، وإنما خص الخير بالذكر لأنه مطلوب العباد ومرغوبهم، أو لأنه أكثر وجودا في العالم، أو لأن
قال صلّى الله عليه وسلّم: «والشرّ ليس إليك»
ومنه: وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أى وما تحرّك، وخص السكون بالذكر لأنه أغلب الحالين على المخلوق من الحيوان والجماد، ولأن كل متحرّك يصير إلى السكون.
ومنه: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ أى والشهادة، لأن الإيمان بكل منهما واجب، وآثر الغيب لأنه أمدح ولأنه يستلزم الإيمان بالشهادة من غير عكس.
ومنها وَرَبُّ الْمَشارِقِ أى والمغارب.
ومنه: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ أى وللكافرين.
النوع الثالث: ما يسمى بالاحتباك: ويسمى الحذف المقابلى.
والاحتباك: أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثانى، ومن الثانى ما أثبت نظيره في الأول كقوله تعالى: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ.
التقدير: ومثل الأنبياء والكفار كمثل الذى ينعق، والذى ينعق به، فحذف من الأول الأنبياء لدلالة الذى ينعق عليه، ومن الثانى الذى ينعق به، لدلالة الذين كفروا عليه.
وقيل: الاحتباك أن يجتمع في الكلام متقابلان فيحذف من كل واحد منهما مقابله لدلالة الآخر عليه كقوله تعالى: قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ التقدير: إن افتريته فعلىّ إجرامى وأنتم برآء منه، وعليكم إجرامكم وأنا برىء مما تجرمون.
ومأخذ هذه التسمية من الحبك الذى معناه الشدّ والإحكام وتحسين أثر الصنعة في الثوب، فحبك الثوب: سد ما بين خيوطه من الفرج وشدّه وإحكامه بحيث يمنع عنه الخلل مع الحسن والرونق. وبيان أخذه منه أن مواضع الحذف من الكلام شبهت بالفرج بين الخطوط، فلما أدركها الناقد البصير بصوغه الماهر في نظمه وحوكه فوضع المحذوف مواضعه كان حائكا له مانعا من خلل يطرقه، فسدّ بتقديره ما يحصل به الخلل مع ما أكسبه من الحسن والرونق.
اسم أو فعل أو حرف، أو أكثر.
ومن حذف الاسم: الْحَجُّ أَشْهُرٌ أى حج أشهرا أو أشهر الحج، حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ أى نكاح أمهاتكم، لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ أى ضعف عذاب، وَفِي الرِّقابِ أى وفي تحرير الرقاب.
وحذف المضاف إليه يكثر في ياء المتكلم نحو: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وفي الغايات نحو: لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ أى من قبل الغلب ومن بعده.
وفي كل وأى، وبعض، وجاء في غيرهن كقراءة: فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ بضم بلا تنوين، أى فلا خوف شىء عليهم.
حذف المبتدأ يكثر في جواب الاستفهام نحو: وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ. نارٌ أى هى نار.
وبعد فاء الجواب نحو: مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ أى فعمله لنفسه.
وبعد القول نحو: وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ.
وبعد ما الخبر صفة له في المعنى نحو: التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ.
ووقع في غير ذلك نحو: لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ. مَتاعٌ قَلِيلٌ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ أى هذا.
ووجب في النعت المقطوع إلى الرفع حذف الخبر: أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها أى دائم.
ويحتمل الأمرين: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ أى أجمل، أو فأمرى صبر. أو فالواجب حذف الموصوف: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ، أى حور قاصرات.
حذف الصفة يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ أى صالحة، بدليل أنه قرىء (كذلك)، وأن تعييبها لا يخرجها عن كونها سفينة.
حذف المعطوف عليه: أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ أى فضرب فانفلق.
حذف المبدل منه وعليه: وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ أى لما تصفه، والكذب بدل من الهاء.
حذف الفاعل لا يجوز إلا في فاعل المصدر نحو: لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ أى دعائه الخير.
وقيل: مطلقا لدليل، وعليه: إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ أى الروح.
حذف المفعول، وهو كثير في مفعول المشيئة والإرادة ويرد في غيرها نحو: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ أى إلها.
حذف الحال يكثر إذا كان قولا نحو: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ أى قائلين.
حذف المنادى: (ألا يا اسجدوا) أى يا هؤلاء.
حذف العائد يقع في أربعة أبواب:
الصلة نحو: أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا أى بعثه.
والصفة نحو: وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ أى فيه.
والخبر نحو: وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى أى وعده.
والحال حذف مخصوص (نعم) : إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ أى أيوب.
أيوب.
حذف الموصول: آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ أى والذى أنزل إليكم، لأن الذى أنزل إلينا ليس هو الذى أنزل إلى من قبلنا، ولهذا أعيدت (ما) فى قوله: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ.
ومنه: حذف الفعل يطرد إذا كان مفسرا نحو: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ ويكثر في جواب الاستفهام نحو: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً أى أنزل.
وأكثر منه:
حذف القول من حديث البحر، وقل لا حرج، ويأتى في غير ذلك نحو:
انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ أى وائتوا.
ومن حذف الحرف. قيل: حذف الحرف ليس بقياس، لأن الحروف إنما دخلت الكلام لضرب من الاختصار، فلو ذهبت تحذفها لكنت مختصرا لها هى أيضا، واختصار المختصر إجحاف به.
حذف همزة الاستفهام. ومنه: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ.
حذف الموصول الحرفى. ولا يجوز إلا في «أن» نحو: وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ.
حذف الجار ويطرد مع أن وأنّ نحو: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ. أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ، أى بأنكم.
وجاء مع غيرهما نحو: قَدَّرْناهُ مَنازِلَ أى قدرنا له.
حذف العاطف ومنه: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا أى وقلت.
وحذف فاء الجواب ومنه: إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ.
حذف حرف النداء كثير: ها أَنْتُمْ أُولاءِ. كثر حذف (يا) فى القرآن من الربّ تنزيها وتعظيما، لأن في النداء طرفا من الأمر.
حذف قد في الماضى إذا وقع حالا نحو: أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ.
حذف لا النافية، يطرد في جواب القسم إذا كان النفى مضارعا نحو:
تَاللَّهِ تَفْتَؤُا.
وورد في غيره نحو: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ أى لا يطيقونه.
حذف لام التوطئة: وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ.
حذف لام لقد يحسن مع طول الكلام نحو: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها.
حذف نون التوكيد: أَلَمْ نَشْرَحْ بالنصب.
حذف نون الجمع ومنه: وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ.
حذف التنوين ومنه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ بالنصب.
حذف حركة الإعراب والبناء ومنه: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ وَيَأْمُرُكُمْ بسكون الثلاثة.
ومن حذف أكثر من كلمة:
حذف مضافين: فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ أى فإن تعظيمها من أفعال ذوى تقوى القلوب فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ أى من أثر حافر الرسول.
حذف ثلاثة متضايفات: فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أى فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب.
حذف ثلاثة من اسم (كان) وواحد من خبرها.
حذف مفعول باب ظن: أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ أى تزعمونهم شركائى.
حذف الجار مع المجرور: خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً أى بسىء.
حذف العاطف مع المعطوف.
حذف حرف الشرط وفعله يطرد بعد الطلب نحو: فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ أى إن اتبعتمونى.
حذف جملة القسم: لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أى والله.
حذف جوابه: وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً أى لتبعثن.
حذف جملة مسئلة عن المذكور نحو: لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ أى فعل ما فعل.
وتارة لا يقام شىء مقام المحذوف، وتارة يقام ما يدل عليه نحو: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ فليس الإبلاغ هو الجواب لتقدمه على توليهم، وإنما التقدير: فإن تولوا فلا لوم علىّ أو فلا عذر لكم لأنى أبلغتكم.
وكما انقسم الإيجاز إلى إيجاز قصر وإيجاز حذف، كذلك انقسم الإطناب إلى بسط وزيادة.
فالأول: الإطناب بكثير الجمل كقوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، أطنب فيها أبلغ إطناب لكون الخطاب مع الثقلين، وفي كل عصر وحين للعالم منهم والجاهل، والموافق منهم والمنافق.
والثانى يكون بأنواع:
أحدها: دخول حرف فأكثر من حروف التأكيد السابقة في نوع الأدوات، وهى أن أنّ ولام الابتداء والقسم، وألا الاستفتاحية وأما وهاء التنبيه.
وأنّ وكأن في تأكيد التشبيه.
ولكن في تأكيد الاستدراك.
وليت في تأكيد التمنى.
ولعل في تأكيد الترجى.
وضمير الشأن، وضمير الفصل.
وأما في تأكيد الشرط.
وقد والسين وسوف والنونان في تأكيد الفعلية.
ولا التبرئة.
ولن ولما في تأكيد النفى، وإنما يحسن تأكيد الكلام بها إذا كان المخاطب به منكرا أو مترددا.
ويتفاوت التأكيد بحسب قوة الإنكار وضعفه كقوله تعالى، حكاية عن رسل عيسى إذا كذبوا في المرة الأولى: إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ فأكد بإن واسمية
وقد يؤكد بها، والمخاطب به غير منكر لعدم جريه على مقتضى إقراره، فينزل منزلة المنكر.
وقد يترك التأكيد وهو معه منكر، لأن معه أدلة ظاهرة لو تأملها لرجع عن إنكاره، ولذلك يخرج قوله تعالى: ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ أكد الموت تأكيدين. وإن لم ينكر، لتنزيل المخاطبين لتماديهم في الغفلة تنزيل من ينكر الموت، وأكد إثبات البعث تأكيدا واحدا وإن كان أشد نكيرا، لأنه لما كانت أدلته ظاهرة كان جديرا بأن لا ينكر، فنزل المخاطبون منزلة غير المنكر حثّا لهم على النظر في أدلته الواضحة.
وقيل: بولغ في تأكيد الموت تنبيها للإنسان على أن يكون الموت نصب عينيه، ولا يغفل عن ترقبه فإن مآله إليه، فكأنه أكدت جملته ثلاث مرات لهذا المعنى، لأن الإنسان في الدنيا يسعى فيها غاية السعى حتى كأنه يخلد، ولم يؤكد جملة البعث إلا بأن، لأنه أبرز في صورة المقطوع به الذى لا يمكن فيه نزاع ولا يقبل إنكارا.
وقد يؤكد لقصد الترغيب نحو: فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ أكد بأربع تأكيدات ترغيبا للعباد في التوبة، وإذا اجتمعت إن واللام كان بمنزلة تكرير الجملة ثلاث مرات، لأن «إن» أفادت التكرير مرتين فإذا دخلت اللام صارت ثلاثا.
وكذلك نون التوكيد الشديدة بمنزلة تكرير الفعل ثلاثا، والخفيفة بمنزلة تكريره مرتين.
النوع الثانى: دخول الأحرف الزائدة.
كل حرف زيد في كلام العرب فهو قائم مقام إعادة الجملة مرة أخرى، فالباء في خبر ما وليس لتأكيد النفى، كما أن اللام لتأكيد الإيجاب.
الزيادة في الحروف، وزيادة الأفعال قليل، والأسماء أقل.
وأما الأفعال فزيد منها: كان وخرج عليه: كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا.
وأصبح، وخرج عليه: فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ. وقيل: العادة أن من به علة تزاد بالليل أن يرجو الفرج عند الصباح، فاستعمل أصبح، لأن الخسران حصل لهم فى الوقت الذى يرجون فيه الفرج فليست زائدة.
وأما الأسماء فنص أكثر النحويين على أنها لا تزاد، ووقع فى كلام المفسرين الحكم عليها بالزيادة فى مواضع كلفظ (مثل) فى قوله تعالى: فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ أى بما.
النوع الثالث: للتأكيد الصناعى:
وهو أربعة أقسام:
أحدها: التوكيد المعنوى: بكل، وأجمع، وكلا، وكلتا، نحو:
فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ.
وفائدته رفع توهم المجاوز وعدم الشمول، وكلهم أفادت ذلك، وأجمعون أفادت اجتماعهم على السجود، وأنهم لم يسجدوا متفرقين.
ثانيها: التأكيد اللفظى، وهو تكرار اللفظ الأول إما بمرادفه، نحو:
ضَيِّقاً حَرَجاً بكسر الراء.
وإما بلفظه، ويكون فى الاسم والفعل والحرف والجملة.
فالاسم نحو: قَوارِيرَا. قَوارِيرَا.
والفعل نحو: فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ.
واسم الفعل نحو: هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ.
والحرف نحو: فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها.
والجملة نحو: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً.
ومنه تأكيد المنفصل بمثله نحو: وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ.
ثالثها: تأكيد الفعل بمصدره، وهو عوض من تكرار الفعل مرتين، وفائدته رفع توهم المجاز فى الفعل، بخلاف التوكيد السابق فإنه لرفع توهم المجاز فى المسند إليه.
والأصل فى هذا النوع أن ينعت بالوصف المراد نحو: اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً.
وقد يضاف وصفه إليه نحو: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ.
وقد يؤكد بمصدر فعل آخر واسم عين نيابة عن المصدر نحو: وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا والمصدر تبتلا، والتبتيل مصدر بتل.
رابعها: الحال المؤكدة نحو: يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا.
النوع الرابع: التكرار. وهو أبلغ من التأكيد، وهو من محاسن الفصاحة، وله فوائد، منها:
التقرير، وقد قيل: الكلام إذا تكرّر تقرّر، وقد نبه تعالى على السبب الذى لأجله كرّر الأقاصيص والإنذار فى القرآن بقوله: وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً.
ومنها: التأكيد.
ومنها: زيادة التنبيه على ما ينفى التهمة ليكمل تلقى الكلام بالقبول، ومنه: وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ. يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ فإنه كرّر فيه النداء لذلك.
ومنها: إذا طال الكلام وخشى تناسى الأول أعيد ثانيها تطرية له وتجديدا لعهده، ومنه: ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها.
ومنها: التعظيم والتهويل نحو: الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ.
وأدواته: الهمزة، وهل، وما، ومن، وأى، وكم، وكيف، وأين، أنى، ومتى، وأيان.
ما عدا الهمزة نائب عنها، ولكونه طلب ارتسام صورة ما فى الخارج فى الذهن لزم ألا يكون حقيقة إلا إذا صدر من شاكّ مصدق بإمكان الإعلام، فإن غير الشاكّ إذا استفهم يلزم منه تحصيل الحاصل، وإذا لم يصدق بإمكان الإعلام انتفت عنه فائدة الاستفهام.
وما جاء فى القرآن على لفظ الاستفهام، فإنما يقع فى خطاب الله على معنى أن المخاطب عنده علم ذلك الإثبات أو النفى حاصل. وقد تستعمل صيغة الاستفهام فى غيره مجازا.
وقد توسعت العرب فأخرت الاستفهام عن حقيقته لمعان، أو أشربته تلك المعانى.
الأول: الإنكار، والمعنى فيه على النفى، وما بعده منفى، ولذلك تصحبه (إلا) كقوله: فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ.
وكثيرا ما يصحبه التكذيب، وهو فى الماضى بمعنى لم يكن، وفى المستقبل بمعنى لا يكون نحو: أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ الآية: أى لم يفعل ذلك.
الثانى: التوبيخ، وجعله بعضهم من قبيل الإنكار، إلا أن الأول إنكار إبطال وهذا إنكار توبيخ، والمعنى على أن ما بعده واقع جدير بأن ينفى، فالنفى هنا غير قصدى، والإثبات قصدى، عكس ما تقدم، ويعبر عن ذلك بالتقريع أيضا نحو: أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي.
وأكثر ما يقع التوبيخ فى أمر ثابت ووبخ على فعله.
ويقع على ترك فعل كان ينبغى أن يقع كقوله: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ.
الثالث: التقرير، وهو حمل المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقرّ عنده. ولا يستعمل ذلك بهل، كما يستعمل بغيرها من أدوات الاستفهام.
ومنها: أنه لما تحداهم قال: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ فلو ذكرت القصة فى موضع واحد واكتفى بها لقال العربى ائتونا أنتم بسورة من مثله، فأنزلها الله سبحانه وتعالى فى تعداد السور فعالجتهم من كل وجه.
ومنها: أن القصة الواحدة لما كرّرت كان فى ألفاظها فى كل موضع زيادة ونقصان وتقديم وتأخير، وأتت على أسلوب غير أسلوب الأخرى، فأفاد ذلك ظهور الأمر العجيب فى إخراج المعنى الواحد فى صور متبانية فى النظم، وجذب النفوس إلى سماعها لما جبلت عليه من حبّ التنقل فى الأشياء المتجددة واستلذاذها بها، وإظهار خاصة القرآن حيث لم يحصل مع تكرير ذلك فيه هجنة فى اللفظ ولا ملل عند سماعه فباين ذلك كلام المخلوقين.
وقيل: ما الحكمة فى عدم تكرير قصة يوسف وسوقها مساقا واحدا فى موضع واحد دون غيرها من القصص؟ وأجيب بوجوه:
أحدها: أن فيها تشبيب النسوة به، وحال امرأة ونسوة افتتنوا بأبدع الناس جمالا، فناسب عدم تكرارها لما فيه من الإغضاء والستر.
ثانيها: أنها اختصت بحصول الفرج بعد الشدة، بخلاف غيرها من القصص فإن مآلها إلى الوبال كقصة إبليس، وقوم نوح، وهود، وصالح وغيرهم، فلما اختصت بذلك اتفقت الدواعى على نقلها لخروجها عن سمت القصص.
ثالثها: إنما كرّر الله قصص الأنبياء وساق قصة يوسف مساقا واحدا إشارة إلى عجز العرب، كأن النبى صلّى الله عليه وسلم قال لهم: إن كان من تلقاء نفسى فافعلوا فى قصة يوسف ما فعلت فى سائر القصص.
رابعها: هو أن سورة يوسف نزلت بسبب طلب الصحابة أن يقص عليهم، فنزلت مبسوطة تامة ليحصل لهم مقصود القصص من استيعاب القصة وترويج النفس بها والإحاطة بطرفيها.
وبهذا أيضا يحصل الجواب عن حكمة عدم تكرير قصة أصحاب الكهف، وقصة ذى القرنين، وقصة موسى مع الخضر، وقصة الذبيح.
النوع الخامس: الصفة وترد لأسباب:
أحدها: التخصيص فى النكرة نحو: فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ.
الثانى: التوضيح فى المعرفة: أى زيادة البيان نحو: وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ.
الثالث: المدح والثناء، ومنه صفات اللَّه تعالى نحو: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ومنه:
يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا فهذا الوصف للمدح وإظهار شرف الإسلام والتعريض باليهود، وأنهم بعدآء من ملة الإسلام الذى هو دين الأنبياء كلهم، وأنهم بمعزل عنها.
الرابع: الذم نحو: فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ.
الخامس: التأكيد لرفع الإبهام نحو لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ فإن إلهين للتثنية، فاثنين بعده صفة مؤكدة للنهى عن الإشراك، والإفادة أن النهى عن اتخاذ إلهين إنما هو لمحض كونهما اثنين فقط، لا لمعنى آخر من كونهما عاجزين أو غير ذلك، ولأن الوحدة تطلق ويراد بها النوعية
كقوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنما نحن وبنو المطلب شىء واحد»
، وتطلق ويراد نفى العدة، التثنية باعتبارها. فلو قيل: لا تتخذوا إلهين فقط، لتوهم أنه نهى عن اتخاذ جنسى آلهة، وإن جاز أن يتخذ من نوع واحد عدد آلهة ولهذا أكد بالوحدة قوله: إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ.
الصفة العامة لا تأتى بعد الخاصة، لا يقال: رجل فصيح متكلم، بل متكلم فصيح، وأشكل على هذا قوله تعالى فى إسماعيل: وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا
فمن الأول: سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً.
ومن الثانى: سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ.
وإذا تكررت النعوت لواحد فالأحسن أن تباعد معنى الصفات العطف نحو: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وإلا تركه نحو: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ. هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ. مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ. عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ.
وقطع النعوت فى مقام المدح والذم أبلغ من إجرائها. وإذا ذكرت صفات فى معرض المدح أو الذم فالأحسن أن يخالف فى إعرابها، لأن المقام يقتضى الإطناب، فإذا خولف فى الإعراب كان المقصود أكمل، لأن المعانى عند الاختلاف تتنوّع وتتفنن، وعند الاتحاد تكون نوعا واحد.
مثاله فى المدح: وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ.
ومثاله فى الذم: وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ.
والنوع السادس: البدل، والقصد به الإيضاح بعد الإبهام، وفائدته البيان والتأكيد.
أما الأول فواضح أنك إذ قلت: رأيت زيدا أخاك، بينت أنك تريد بزيد الأخ لا غير.
وأما التأكيد فلأنه على نية تكرار العامل فكأنه من جملتين، ولأنه دل على ما دل عليه الأول: إما بالمطابقة فى بدل الكل، وإما بالتضمين فى بدل البعض، أو بالالتزام فى بدل الاشتمال.
مثال الأول: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ.
ومثال الثانى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا.
ومثال الثالث: وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ.
والفرق بينه وبين البدل أن البدل هو المقصود، وكأنك قررته فى موضع المبدل منه، وعطف البيان وما عطف عليه كل منهما مقصود.
وعطف البيان يجرى مجرى النعت فى تكميل متبوعه، ويفارقه فى أن تكميل متبوعه بشرح وتبيين لا بدلالة على معنى المتبوع أو سببية، ومجرى التأكيد فى تقوية دلالته، ويفارقه فى أنه لا يرفع توهم مجاز، ومجرى البدل فى صلاحيته للاستقلال، ويفارقه فى أنه غير منوىّ الاطراح.
ومن أمثلته: فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ.
وقد يأتى لمجرّد المدح بلا إيضاح ومنه: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ فالبيت الحرام عطف بيان للمدح لا للإيضاح.
النوع الثامن: عطف أحد المترادفين على الآخر:
والقصد منه التأكيد أيضا، وجعل منه: نَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي.
النوع التاسع: عطف الخاص على العام:
وفائدته التنبيه على فضله، حتى كأنه ليس من جنس العام تنزيلا للتغاير فى الوصف منزلة التغاير فى الذات.
وهذا العطف، يسمى بالتجريد، كأنه جرّد من الجملة وأفرد بالذكر تفضيلا.
ومن أمثلته: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى.
والمراد بالخاص والعام هنا ما كان فيه الأول شاملا للثانى.
النوع العاشر: عطف العام على الخاص:
والفائدة فيه واضحة وهو التعميم.
ومن أمثلته: إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي والنسك العبادة، فهو أعم.
(م ١٦- الموسوعة القرانية- ج ٢)
وفائدته: إما رؤية المعنى فى صورتين مختلفتين: الإبهام والإيضاح، أو لتمكن المعنى فى النفس تمكنا زائدا لوقوعه بعد الطلب، فإنه أعزّ من المنساق بلا تعب، أو لتكمل لذة العلم به.
فإن الشىء إذا علم من وجه ما تشوّقت النفس للعلم به من باقى وجوهه وتألمت، فإذا حصل العلم من بقية الوجوه كانت لذته أشد من علمه من جميع وجوهه دفعة واحدة.
ومن أمثلته: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي فإن اشرح يفيد طلب شرح شىء ما له، وصدرى يفيد تفسيره وبيانه.
ومنه التفصيل بعد الإجمال نحو: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً إلى قوله: مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ.
وعكسه كقوله: ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ أعيد ذكر العشرة لرفع توهم أن الواو فى: وَسَبْعَةٍ بمعنى أو، فتكون الثلاثة داخلة فيها كما فى قوله: خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ثم قال:
وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ فإن من جملتها اليومين المذكورين أولا وليست أربعة غيرهما.
النوع الثانى عشر: التفسير:
وهو أن يكون فى الكلام لبس وخفاء فيؤتى بما يزيله ويفسره.
ومن أمثلته: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً. إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً. وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً فقوله: إِذا مَسَّهُ تفسير للهلوع.
ومتى كانت الجملة تفسيرا لم يحسن الوقف على ما قبلها دونها، لأن تفسير الشىء لا حق به ومتمم له وجار مجرى بعض أجزائه.
النوع الثالث عشر: وضع الظاهر موضع المضمر، وله فوائد:
ومنها: قصد التعظيم نحو: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
ومنها: قصد الإهانة والتحقير نحو: أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ.
ومنها: إزالة اللبس حيث يوهم الضمير أنه غير الأول نحو: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ لو قال تؤتيه لأوهم أنه الأول.
ومنها: قصد تربية المهابة وإدخال الروع على ضمير السامع بذكر الاسم المقتضى لذلك كما تقول: الخليفة أمير المؤمنين يأمرك بكذا، ومنه: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ.
ومنها: قصد تقوية داعية- الأمور، ومنه: فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ.
ومنها: تعظيم الأمر نحو: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ.
ومنها: الاستلذاذ بذكره، ومنه: وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ لم يقل منها، ولهذا عدل عن ذكر الأرض إلى الجنة.
ومنها: قصد التوسل من الظاهر إلى الوصف، ومنه: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ بعد قوله: إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ لم يقل فآمنوا باللَّه ربى ليتمكن من إجراء الصفات التى ذكرها ليعلم أن الذى وجب الإيمان به والاتباع له هو من وصف بهذه الصفات، ولو أتى بالضمير لم يمكن ذلك لأنه لا يوصف.
ومنها: التنبيه على عليه الحكم نحو: فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ، لم يقل (لهم) إعلاما بأن من عادى هؤلاء فهو كافر، وأن اللَّه إنما عاداه لكفره.
ومنها: قصد الخصوص نحو: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ لم يقل (لك) تصريحا بأنه خاص به.
ومنها: الإشارة إلى عدم دخول الجملة الأولى فى حكم الأولى نحو: فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ فإن وَيَمْحُ اللَّهُ استئناف لا داخل فى حكم الشرط.
ومنها: مراعاة الجناس، ومنه: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ السورة.
ومنها: مراعاة الترصيع وتوازن الألفاظ فى التركيب، ومنه قوله تعالى: أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى.
ومنها: أن يتحمل ضميرا لا بد منه، ومنه: أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها لو قال استطعماها لم يصح، لأنهما لم يستطعما القرية أو استطعماهم، فكذلك لأن جملة استطعما صفة لقرية النكرة لا لأهل، فلا بد أن يكون فيها ضمير يعود عليها، ولا يمكن إلا مع التصريح بالظاهر.
وإعادة الظاهر بمعناه أحسن من إعادته بلفظه، نحو: إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ.
وإعادته فى جملة أخرى أحسن منه فى الجملة الواحدة لانفصالها، وبعد الطول أحسن من الإضمار، لئلا يبقى الذهن متشاغلا بسبب ما يعود عليه فيفوته ما شرع فيه، كقوله: وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ بعد قوله:
وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ.
النوع الرابع عشر: الإيغال، وهو الإمعان، وهو ختم الكلام بما يفيد نكتة يتم المعنى بدونها، من ذلك: يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ فقوله: وَهُمْ مُهْتَدُونَ إيغال، لأنه يتم المعنى بدونه، إذ الرسول مهتد لا محالة، لكن فيه زيادة مبالغة فى الحث على اتباع الرسل والترغيب فيه.
النوع السادس عشر الطرد والعكس، وهو أن يؤتى بكلامين يقرّر الأول بمنطوقه مفهوم الثانى وبالعكس كقوله تعالى: لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ إلى قوله: لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ فمنطوق الأمر بالاستئذان فى تلك الأوقات خاصة مقرّر لمفهوم رفع الجناح فيما عداها، وبالعكس.
النوع السابع عشر: التكميل، ويسمى بالاحتراس، وهو أن يؤتى فى كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفع ذلك الوهم نحو: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ فإنه لو اقتصر على أَذِلَّةٍ لتوهم أنه لضعفهم فدفعه بقوله أعزّة.
النوع الثامن عشر: التتميم، وهو أن يؤتى فى كلام لا يوهم غير المراد بفضلة تفيد نكتة كالمبالغة فى قوله: وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ أى مع حبّ الطعام: أى اشتهائه، فإن الإطعام حينئذ أبلغ وأكثر أجرا.
النوع التاسع عشر: الاستقصاء، وهو أن يتناول المتكلم معنى فيستقصيه، فيأتى بجميع عوارضه ولوازمه بعد أن يستقصى جميع أوصافه الذاتية بحيث لا يترك لمن يتناوله بعده فيه مقالا كقوله تعالى: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ الآية، فإنه تعالى لو اقتصر على قوله جنة لكان كافيا، فلم يقف عند ذلك حتى قال فى تفسيرها: مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ فإن مصاب صاحبها بها أعظم، ثم زاد: تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ متمما لوصفها بذلك، ثم كمل وصفها بعد التتميمين فقال له: فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فأتى بكل ما يكون فى الجنان ليشتد الأسف على إفسادها. ثم قال فى وصف صاحبها: وَأَصابَهُ الْكِبَرُ ثم استقصى المعنى فى ذلك بما يوجب تعظيم المصاب بقوله بعد وصفه بالكبر وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ولم يقف عند ذلك حتى وصف الذرية بالضعفاء. ثم ذكر استئصال
والفرق بين الاستقصاء والتتميم والتكميل:
أن التتميم يردّ على المعنى ليتم فيكمل.
والتكميل يردّ على المعنى التام أوصافه.
والاستقصاء يردّ على المعنى التام الكامل فيستقصى لوازمه وعوارضه وأوصافه وأسبابه حتى يستوغب جميع ما تقع الخواطر عليه فيه فلا يبقى لأحد فيه مساغ.
النوع العشرون: الاعتراض، ويسمى الالتفات وهو الإتيان بجملة أو أكثر لا محل لها من الأعراب فى أثناء كلام أو كلامين اتصلا معنى لنكتة غير دفع الإيهام كقوله: وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ فقوله:
سُبْحانَهُ اعتراض لتنزيه اللَّه سبحانه وتعالى عن البنات والشناعة على جاعليها.
ووجه حسن الاعتراض حسن الإفادة مع أن مجيئه مجىء ما لا يترقب فيكون كالحسنة تأتيك من حيث لا تحتسب.
النوع الحادى والعشرون: التعليل:
وفائدته التقرير والأبلغية، فإن النفوس أبعث على قبول الأحكام المعللة من غيرها، وغالب التعليل فى القرآن على تقدير جواب سؤال اقتضته الجملة الأولى، وحروفه: اللام، وإن، وأن، وإذ، والباء، وكى، ومن، ولعل.
ومما يقتضى التعليل لفظ الحكمة: كقوله: حِكْمَةٌ بالِغَةٌ. وذكر الغاية من الخلق نحو قوله: جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً، وأَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً. وَالْجِبالَ أَوْتاداً.
قيل: إن أقسام الكلام عشرة: نداء، ومسألة، وأمر، وتشفع، وتعجب، وقسم، وشرط، ووضع، وشك، واستفهام.
وقيل: تسعة بإسقاط الاستفهام لدخوله فى المسألة.
وقيل: سبعة بإسقاط الشك، لأنه من قسم الخبر.
وقيل: هى ستة: خبر، واستخبار، وأمر، ونهى، ونداء، وتمنّ.
وقيل: خمسة: خبر، وأمر، وتصريح، وطلب، ونداء.
وقيل: أربعة: خبر، واستخبار، وطلب، ونداء.
وقيل: ثلاثة: خبر، وطلب، وإنشاء، لأن الكلام إما أن يحتمل التصديق والتكذيب أولا. فالأول الخبر، والثانى إن اقترن معناه بلفظه فهو الإنشاء، وإن لم يقترن بل تأخر عنه فهو الطلب.
وقيل: الخبر: الكلام الذى يدخله الصدق والكذب.
وقيل: الذى يدخله التصديق والتكذيب.
وقيل: كلام يفيد بنفسه نسبة.
وقيل: الكلام المفيد بنفسه إضافة أمر من الأمور إلى أمر من الأمور نفيا أو إثباتا.
وقيل: القول المقتضى بصريحه نسبة معلوم إلى معلوم بالنفى أو الإثبات.
والإنشاء: ما يحصل مدلوله فى الخارج بالكلام، والخبر خلافه.
وقيل: الكلام إن أفاد بالوضع طلبا فلا يخلو إما أن يكون بطلب ذكر الماهية أو تحصيلها أو الكفّ عنها.
والأول الاستفهام.
والثانى الأمر.
والثالث النهى.
وإن لم يفد طلبا بالوضع.
والقصد بالخبر إفادة المخاطب، وقد يرد بمعنى الأمر نحو: وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ.
وبمعنى النهى نحو: لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ.
وبمعنى الدعاء نحو: وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ أى أعنا.
ومن أقسام الخبر: النفى، بل هو شطر الكلام كله.
والفرق بينه وبين الجحد: أن النافى إن كان صادقا سمى كلامه نفيا، ولا يسمى جحدا، وإن كان كاذبا سمى جحدا ونفيا أيضا.
فكل جحد نفى وليس كل نفى جحدا.
مثال النفى: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ.
ومثال الجحد نفى فرعون وقومه آيات موسى، قال تعالى: فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ. وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ.
وأدوات النفى: لا، ولات، وما، وإن، ولم، ولما.
وأصل أدوات النفى «لا وما» لأن النفى إما فى الماضى وإما فى المستقبل، والاستقبال أكثر من الماضى أبدا «ولا» أخفّ من «ما» فوضعوا الأخف للأكثر.
ثم إن النفى فى الماضى إما أن يكون نفيا واحدا مستمرا، أو نفيا فيه أحكام متعددة، وكذلك النفى فى المستقبل، فصار النفى على أربعة أقسام، واختاروا له أربع كلمات: «ما، ولم، ولن، ولا». وأما «إن»، «لما» فليسا بأصلين، فما ولا، فى الماضى والمستقبل متقابلان، ولم، كأنه مأخوذ من: لا وما، لأن «لم» نفى للاستقبال لفظا والمضى معنى، فأخذ اللام من «لا» التى هى لنفى المستقبل، والميم من «ما» التى هى لنفى الماضى، وجمع بينهما إشارة إلى
وأما «لما» فتركيب بعد تركيب كأنه قال: لم وما، لوكيد معنى النفى فى الماضى.
وتفيد الاستقبال أيضا ولهذا تفيد «لما» الاستمرار.
ونفى العام يدل على نفى الخاص، وثبوته لا يدل على ثبوته، وثبوت الخاص يدل على ثبوت العام، ونفيه لا يدل على نفيه، ولا شك أن زيادة المفهوم من اللفظ توجب الالتذاذ به، فلذلك كان نفى العام أحسن من نفى الخاص، وإثبات الخاص أحسن من إثبات العام.
فالأول كقوله: فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ لم يقل بضوئهم بعد قوله أضاءت، لأن النور أعم من الضوء، إذ يقال على القليل والكثير، وإنما يقال الضوء على النور الكثير ولذلك قال: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً ففى الضوء دلالة على النور فهو أخص منه، فعدمه يوجب عدم الضوء بخلاف العكس، والقصد إزالة النور عنهم أصلا ولذا قال عقبه: وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ.
والثانى كقوله: وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ولم يقل طولهن، لأن العرض أخص، إذ كل ما له عرض فله طول ولا ينعكس.
ونظير هذه القاعدة أن نفى المبالغة فى الفعل لا يستلزم نفى أصل الفعل.
والعرب إذا جاءت بين الكلامين بجحدين كان الكلام إخبارا نحو: وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ والمعنى: إنما جعلناهم جسدا يأكلون الطعام.
وإذا كان الجحد فى أول الكلام كان جحدا حقيقيّا نحو: ما زيد يخارج.
وإذا كان فى أول الكلام جحدان كان أحدهما زائدا، وعليه: فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ.
ومن أقسام الإنشاء:
الاستفهام، وهو طلب الفهم، وهو بمعنى الاستخبار.
وأدواته: الهمزة، وهل، وما، ومن، وأى، وكم، وكيف، وأين، وأنى، ومتى، وأيان.
ما عدا الهمزة نائب عنها، ولكونه طلب ارتسام صورة ما فى الخارج فى الذهن لزم ألا يكون حقيقة إلا إذا صدر من شاكّ مصدق بإمكان الإعلام، فإن غير الشاكّ إذا استفهم يلزم منه تحصيل الحاصل، وإذا لم يصدق بإمكان الإعلام انتفت عنه فائدة الاستفهام.
وما جاء فى القرآن على لفظ الاستفهام، فإنما يقع فى خطاب اللَّه على معنى أن المخاطب عنده علم ذلك الإثبات أو النفى حاصل. وقد تستعمل صيغة الاستفهام فى غيره مجازا.
وقد توسعت العرب فأخرت الاستفهام عن حقيقته لمعان، أو أشربته تلك المعانى.
الأول: الإنكار، والمعنى فيه على النفى، وما بعده منفى، ولذلك تصحبه إِلَّا كقوله: فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ.
وكثيرا ما يصحبه التكذيب، وهو فى الماضى بمعنى لم يكن، وفى المستقبل بمعنى لا يكون نحو: أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ الآية: أى لم يفعل ذلك.
الثانى: التوبيخ، وجعله بعضهم من قبيل الإنكار، إلا أن الأول إنكار إبطال وهذا إنكار توبيخ، والمعنى على أن ما بعده واقع جدير بأن ينفى، فالنفى هنا غير قصدى، والإثبات قصدى، عكس ما تقدم، ويعبر عن ذلك بالتقريع أيضا نحو: أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي.
وأكثر ما يقع التوبيخ فى أمر ثابت ووبخ على فعله.
ويقع على ترك فعل كان ينبغى أن يقع كقوله: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ.
الثالث: التقرير، وهو حمل المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقرّ عنده: ولا يستعمل ذلك بهل، كما يستعمل بغيرها من أدوات الاستفهام.
وقيل: إن استفهام التقرير لا يكون بهل، إنما يستعمل فيه الهمزة، إذ أن هل تأتى تقريرا كما فى قوله تعالى: هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ والكلام مع التقرير موجب، ولذلك يعطف عليه صريح الموجب ويعطف على صريح الموجب.
فالأول كقوله تعالى: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ.
والثانى نحو: أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً.
وحقيقة استفهام التقرير أنه استفهام إنكار، والإنكار نفى، وقد دخل على النفى، ونفى النفى إثبات، ومن أمثلته: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ.
الرابع: التعجب أو التعجيب نحو: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ.
وقد اجتمع هذا القسم وسابقاه فى قوله: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ فالهمزة للتقرير مع التوبيخ والتعجب من حالهم.
ويحتمل التعجب والاستفهام الحقيقى: ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ.
الخامس: العتاب كقوله: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ فما كان بين إسلامهم وبين أن عوتبوا بهذه الآية إلا أربع سنين.
السادس: التذكير، وفيه نوع اختصار كقوله: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ.
السابع: الافتخار نحو: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ.
الثامن: التفخيم نحو: مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً.
التاسع: التهويل والتخويف نحو: الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ.
العاشر: عكسه، وهو التسهيل والتخفيف نحو: وَماذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا.
الثانى عشر: التكثير نحو: وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها.
الثالث عشر: التسوية وهو الاستفهام الداخل على جملة يصح حلول المصدر محلها نحو: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ.
الرابع عشر: الأمر نحو: أَأَسْلَمْتُمْ أى أسلموا.
الخامس عشر: التنبيه، وهو من أقسام الأمر نحو: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ أى انظر.
السادس عشر: الترغيب نحو: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً.
السابع عشر: النهى نحو: أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ بدليل:
فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ.
الثامن عشر: الدعاء، وهو كالنهى، إلا أنه من الأدنى إلى الأعلى نحو:
أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ أى لا تهلكنا.
التاسع عشر: الاسترشاد نحو: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها.
العشرون: التمنى نحو: فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ.
الحادى والعشرون: الاستبطاء نحو: مَتى نَصْرُ اللَّهِ.
الثانى والعشرون: العرض: أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ.
الثالث والعشرون: التحضيض نحو: أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ.
الرابع والعشرون: التجاهل نحو: أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا.
الخامس والعشرون: التعظيم نحو: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ.
السادس والعشرون: التحقير نحو: أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ.
السابع والعشرون: الاكتفاء نحو: أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ.
التاسع والعشرون: الإيناس نحو: وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى.
الثلاثون: التهكم والاستهزاء نحو: أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ.
الحادى والثلاثون: التأكيد لما سبق من معنى أداة الاستفهام قبله كقوله:
أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أى من حق عليه كلمة العذاب فإنك لا تنقذه، فمن للشرط، والفاء جواب الشرط.
الثانى والثلاثون: الإخبار نحو: أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا.
ومن أقسام الإنشاء: الامر، وهو طلب فعل غير كف، وصيغته افعل، ولتفعل، وهى حقيقة فى الإيجاب نحو: أَقِيمُوا الصَّلاةَ فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ، وترد مجازا لمعان أخر.
منها: الندب نحو: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا.
والإباحة نحو: فَكاتِبُوهُمْ.
والتهديد نحو: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إذ ليس المراد الأمر بكل عمل شاءوا.
والإهانة نحو: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ.
والتسخير: أى التذليل نحو: كُونُوا قِرَدَةً عبر به عن نقلهم من حالة إلى حالة إذلالا لهم فهو أخص من الإهانة.
والتعجيز نحو: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ إذ ليس المراد طلب ذلك منهم بل إظهار عجزهم.
والامتنان نحو: كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ.
والعجب نحو: انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ.
والتسوية نحو: فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا.
والإرشاد نحو: وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ.
والاحتقار نحو: أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ.
والإنذار نحو: قُلْ تَمَتَّعُوا.
والتكوين، وهو أعم من التسخير نحو: كُنْ فَيَكُونُ.
والإنعام، أى تذكير النعمة نحو: كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ.
والتكذيب نحو: قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها.
والمشورة نحو: فَانْظُرْ ماذا تَرى.
والاعتبار نحو: انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ.
والتعجب نحو: أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ.
ومن أقسامه: النهى، وهو طلب الكفّ على فعل، وصيغته «لا تفعل» وهى حقيقة فى التحريم، وترد مجازا لمعان:
منها الكراهية نحو: وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً.
والدعاء نحو: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا.
والإرشاد نحو: لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ.
والتسوية نحو: أَوْ لا تَصْبِرُوا.
والاحتقار والتقليل نحو: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ الآية، أى فهو قليل حقير.
وبيان العاقبة نحو: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ أى عاقبة الجهاد الحياة لا الموت.
واليأس نحو: لا تَعْتَذِرُوا.
والإهانة نحو: اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ.
ومن أقسامه: التمنى. وهو طلب حصول شىء على سبيل المحبة، ولا يشترط إمكان المتمنى بخلاف المترجى، ويقال: إن التمنى والترجى والنداء والقسم ليس فيه طلب بل هو تنبيه، ولا بدع فى تسميته إنشاء.
والتمنى لا يصح فيه الكذب، وإنما الكذب فى المتمنى، الذى يترجح عند صاحبه وقوعه، فهو إذن وارد على ذلك الاعتقاد الذى هو ظن.
وحرف التمنى الموضوع له: ليت نحو: يا لَيْتَنا نُرَدُّ.
وبلو نحو: فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ ولذا نصب الفعل فى جوابها.
وقد يتمنى بلعل فى البعيد فتعطى حكم ليت فى نصب الجواب نحو:
لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ.
ومن أقسامه الترجى، وفرق بعضهم بينه وبين التمنى بأنه فى الممكن والتمنى فيه وفى المستحيل، وبأن الترجى فى القريب والتمنى فى البعيد، وبأن الترجى فى المتوقع والتمنى فى غيره، وبأن التمنى فى المشقوق للنفس والترجى فى غيره.
وقيل: الفرق بين التمنى وبين العرض، هو الفرق بينه وبين الترجى، وحرفا الترجى: لعل وعسى، وقد ترد مجازا لتوقع محذور، ويسمى الإشفاق نحو: لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ.
ومن أقسامه النداء، وهو طلب إقبال المدعو على الداعى بحرف نائب مناب أدعو، ويصحب فى الأكثر الأمر والنهى.
والغالب تقدمه نحو: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ.
وقد يتأخر نحو: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ.
وقد يصحب الجملة الخبرية فتعقبها جملة الأمر نحو: يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ.
وقد لا يعقبها نحو: يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ.
وقد تصحبه الاستفهامية نحو: يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ.
وقد ترد صورة النداء لغيره مجازا كالإغراء والتحذير، وقد اجتمعا فى قوله تعالى: ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها.
والاختصاص كقوله: رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ.
والتنبيه كقوله: أَلَّا يَسْجُدُوا.
والتعجب كقوله: يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ.
والتحسر كقوله: الَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً
منها: إظهار الحرص فى وقوعه على إقبال المدعو، نحو: يا مُوسى أَقْبِلْ.
ومنها: كون الخطاب المتلو يعتنى به، نحو: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ.
ومنها: قصد تعظيم شأن: المدعو، نحو: يا رب.
ومنها قصد انخفاضه، كقول فرعون: إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً.
ولها أنواع:
منها: الإبهام، ويدعى التورية: أن يذكر لفظ لها معنيان، إما بالاشتراك أو التواطؤ، أو الحقيقة والمجاز، أحدهما قريب والآخر بعيد، ويقصد البعيد ويورى عنه بالقريب، فيتوهمه السامع من أول وهلة.
ومن أمثلتها: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى فإن الاستواء على معنيين:
الاستقرار فى المكان وهو المعنى القريب المورى به، الذى هو غير مقصود لتنزيهه تعالى عنه.
والثانى الاستيلاء والملك، وهو المعنى البعيد المقصود الذى ورى به عنه بالقريب المذكور.
وهذه التورية تسمى مجردة، لأنها لم يذكر فيها شىء من لوازم المورى به ولا المورى عنه.
ومنها: ما يسمى مرشحة، وهى التى ذكر فيها شىء من لوازم هذا أو هذا كقوله تعالى: وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ فإنه يحتمل الجارحة وهو المورى به.
ويحتمل القوة والقدرة، وهو البعيد المقصود.
الاستخدام هو والتورية أشرف أنواع البديع، وهما سيان بل فضله بعضهم عليها، ولهم فيه عبارتان:
إحداهما: أن يؤتى بلفظ له معنيان فأكثر مرادا به أحد معانيه، ثم يؤتى بضميره مرادا به المعنى الآخر.
والأخرى: أن يؤتى بلفظ مشترك ثم بلفظين يفهم من أحدهما أحد المعنيين، ومن الآخر الآخر. ومن أمثلته قوله تعالى: لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ الآية، فلفظ كِتابٌ يحتمل الأمد المحتوم والكتاب المكتوب. فلفظ أَجَلٍ يخدم المعنى الأول، و (يمحو) يخدم الثانى.
الالتفات: نقل الكلام من أسلوب إلى آخر: أى من المتكلم أو الخطاب، أو الغيبة إلى آخر منها بعد التعبير بالأول، وله فوائد:
(م ١٧- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
مثاله من المتكلم إلى الخطاب، ووجهه حثّ السامع وبعثه على الاستماع حيث أقبل المتكلم عليه وأعطاه فضل عناية تختص بالمواجهة، قوله تعالى: وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ الأصل، وإليه أرجع، فالتفت من المتكلم إلى الخطاب، ونكتته أنه أخرج الكلام فى معرض مناصحته لنفسه، وهو يريد نصح قومه تلطفا وإعلاما أنه يريد لهم ما يريد لنفسه، ثم التفت إليهم لكونه فى مقام تخويفهم ودعوتهم إلى اللَّه تعالى، ومن أمثلته أيضا قوله تعالى: وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ.
ومثاله من التكلم إلى الغيبة، ووجهه أن يفهم السامع أن هذا نمط المتكلم وقصده من السامع حضر أو غاب، وأنه ليس فى كلامه ممن يتلون ويتوجه ويبدى فى الغيبة خلاف ما نبديه فى الحضور قوله تعالى: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ والأصل: لنغفر لك.
ومثالة من الخطالب إلى المتكم لم يقع فى القرآن، ومثل له بعضهم: فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ، ثم قال: إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا، وقيل: إن المثال لا يصح لأن شرط الالتفات أن يكون المراد به واحدا.
ومثاله من الخطاب إلى الغيبة: حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ والأصل بكم، ونكتة العدول عن خطابهم إلى حكاية حالهم لغيرهم التعجب من كفرهم وفعلهم، إذ لو استمرّ على خطابهم لفاتت تلك الفائدة، وقيل: لأن الخطاب أولا من الناس مؤمنهم وكافرهم بدليل: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ فلو كان «وجرين بكم» للزم الذى للجميع، فالتفت عن الأول للإرشاد إلى اختصاصه بهؤلاء الذين شأنهم ما طكروه عنهم فى آخر الآية عدولا من الخطاب العام إلى الخاص.
ومثاله من الغيبة إلى المتكلم: اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ.
ومثاله من الغيبة إلى الخطاب: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا.
ومن الالتفات: بناء الفعل للمفعول بعد خطاب فاعله أو تكلمه كقوله:
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ بعد أَنْعَمْتَ فإن المعنى: غير الذين غضبت عليهم.
ومنه: أن يقدم المتكلم فى كلامه مذكورين مرتبين، ثم يخبر عن الأول منهما، وينصرف عن الإخبار عنه إلى الإخبار عن الثانى، ثم يعود إلى الإخبار عن الأول كقوله: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ. وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ انصرف عن الإخبار عن الإنسان إلى الإخبار عن ربه تعالى، ثم قال منصرفا عن الإخبار عن ربه تعالى إلى الإخبار عن الإنسان: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ.
ويقرب من الالتفات نقل الكلام من خطاب الواحد أو الاثنين أو الجمع لخطاب الآخر.
مثاله من الواحد إلى الاثنين: قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ.
وإلى الجمع: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ.
ومن الاثنين إلى الواحد: فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى.
وإلى الجمع: وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً.
ومن الجمع إلى الواحد: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ.
وإلى الاثنين: يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ إلى قوله: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ.
ويقرب منه أيضا الانتقال من الماضى أو المضارع أو الأمر وإلى آخر.
مثاله من الماضى إلى المضارع: أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ.
وإلى الأمر: قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ.
ومن المضارع إلى الماضى: وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ.
ومن الآمر إلى الماضى: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا.
وإلى المضارع: وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ.
الاطراد: هو أن يذكر المتكلم أسماء آباء الممدوح مرتبة على حكم ترتيبها فى الولادة. ومنه فى القرآن قوله تعالى حكاية عن يوسف: وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وإنما لم يأت به على الترتيب المألوف، فإن العادة الابتداء بالأب، ثم الجد، ثم الجد الأعلى، لأنه لم يرد هنا مجرد ذكر الآباء، وإنما ذكرهم ليذكر ملتهم التى اتبعها، فبدأ بصاحب الملة، ثم بمن أخذها عنه أولا فأولا، على الترتيب.
الانسجام: هو أن يكون الكلام لخلوه من العقادة منحدرا كتحدر الماء المنسجم، ويكاد لسهولة تركيبه وعذوبة ألفاظه أن يسهل رقة، والقرآن كله كذلك.
وقيل: وإذا قوى الانسجام فى النثر جاءت قراءته موزونة بلا قصد لقوّة انسجامه، ومن ذلك ما وقع فى القرآن موزونا فنمه من بحر الطويل: فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ.
ومن المديد: وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا.
ومن البسيط: فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ.
ومن الوافر: وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ.
ومن الكامل: وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.
ومن الهزج: فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً.
ومن الرجز: وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها.
ومن الرمل: وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ.
ومن السريع: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ.
ومن المنسرح: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ.
ومن المضارع: يَوْمَ التَّنادِ.
ومن المقتضب: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ.
ومن المجتث: نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
ومن المتقارب: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ.
الإدماج: وهو أن يدمج المتكلم غرضا فى غرض، أو بديعا فى بديع، بحيث لا يظهر فى الكلام إلا أحد الغرضين أو أحد البديعين كقوله تعالى: لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ أدمجت المبالغة فى المطابقة، لأن انفراده تعالى بالحمد فى الآخرة، وهى الوقت الذى لا يحمد فيه سواه، مبالغة فى الوقت بالانفراد بالحمد، وهو إن خرج مخرج المبالغة فى الظاهر فالأمر فيه حقيقة فى الباطن، فإنه ربّ الحمد والمنفرد به فى الدارين.
وقيل فى هذه الآية: إنها من إدماج غرض فى غرض، فإن الغرض منها تفرّده تعالى بوصف الحمد، وأدمج فيه الإشارة إلى البعث والجزاء.
الافتنان: هو الإتيان فى كلام بفنين مختلفين، كالجمع بين الفخر والتعزية فى قوله تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ. وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ فإنه تعالى عزّى جميع المخلوقات من الإنس والجن والملائكة وسائر أصناف ما هو قابل للحياة، وتمدح بالبقاء بعد فناء الموجودات فى عشر لفظات، مع وصفه ذاته بعد انفراده بالبقاء بالجلال والإكرام سبحانه وتعالى.
الاقتدار: هو أن يبرز المتكلم المعنى الواحد فى عدة صور اقتدارا منه على نظم الكلام وتركيبه على صياغة قوالب المعانى والأغراض، فتارة يأتى به فى لفظ الاستعارة، وتارة فى صورة الإرداف، وحينا فى مخرج الإيجاز، ومرة فى قالب الحقيقة وعلى هذا أتت جميع قصص القرآن، فإنك ترى فى الصفة الواحدة، التى لا تختلف معانيها، تأتى فى صورة مختلفة وقوالب من الألفاظ متعددة، حتى لا تكاد تشتبه فى موضعين منه، ولا بد أن تجد الفرق بين صورها ظاهرا.
الأول: أن تكون الألفاظ يلائم بعضها بعضا بأن يقرن الغريب بمثله، والمتداول بمثله، رعاية لحسن الجوار والمناسبة.
والثانى: أن تكون ألفاظ الكلام ملائمة للمعنى المراد، وإن كان فخما كانت ألفاظه مفخمة، أو جزلا فجزلة، أو غريبا فغريبة، أو متداولا فمتداولة، أو متوسطا بين الغرابة والاستعمال فكذلك.
فالأول كقوله تعالى: تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً.
أتى بأغرب ألفاظ القسم، وهى التاء، فإنها أقل استعمالا وأبعد من أفهام العامة بالنسبة إلى الباء والواو.
وبأغرب صيغ الأفعال التى ترفع الأسماء وتنصب الأخبار، فإن (تزال)، أقرب إلى الأفهام وأكثر استعمالا منها.
وبأغرب الألفاظ الإهلاك وهو الحرض، فاقتضى حسن الوضع فى النظم أن تجاور كل لفظة بلفظة من جنسها فى الغرابة توخيا لحسن الجوار، ورعاية فى ائتلاف المعانى بالألفاظ، ولتتعادل الألفاظ فى الوضع وتتناسب فى النظم.
ولما أراد غير ذلك قال: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ فأتى بجميع الألفاظ متداولة لا غرابة فيها.
ومن الثانى قوله تعالى: وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ لما كان الركون إلى الظالم، وهو الميل إليه والاعتماد عليه، دون مشاركته فى الظلم، وجب أن يكون العقاب عليه دون العقاب على الظلم، فأتى بلفظ المس، الذى هو دون الإحراق والاصطلاء.
الاستدراك والاستثناء شرط كونهما من البديع: أن يتضمنا ضربا من المحاسن زائدا على ما يدل عليه المعنى اللغوى.
مثال الاستدراك: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا فإنه لو اقتصر على قوله لَمْ تُؤْمِنُوا لكان منفردا لهم، لأنهم ظنوا الإقرار بالشهادتين من غير اعتقاد إيمانا فأوجبت البلاغة ذكر الاستدراك، ليعلم أن
ومثال الاستثناء: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فإن الإخبار عن هذه المدة بهذه الصيغة يمهد عذر نوح فى دعائه على قومه بدعوة أهلكتهم عن آخرهم، إذ لو قيل: فلبث فيهم تسعمائة وخمسين عاما، لم يكن فيه من التهويل ما فى الأول، لأن لفظ الألف فى الأول، أول ما يطرق السمع فيشتغل بها عن سماع بقية الكلام، وإذا جاء الاستثناء لم يبق له بعدا ما تقدمه وقع يزيل ما حصل عنده من ذكر الألف.
الاقتصاص: هو أن يكون كلاما فى سورة مقتصا من كلام فى سورة أخرى، أو فى تلك السورة، كقوله تعالى: وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ والآخرة دار ثواب لا عمل فيها فهذا مقتص من قوله تعالى: وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى.
الإبدال: هو إقامة بعض الحروف مقام بعض، ومنه: فَانْفَلَقَ أى انفرق، ولهذا قال: فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ فالراء واللام متعاقبان.
تأكيد المدح بما يشبه الذم:
ومنه قوله: قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ الآية، فإن الاستثناء بعد الاستفهام الخارج مخرج التبويخ على ما عابوا به المؤمنين من الإيمان يوهم أن ما يأتى بعده مما يوجب أن ينتقم على فاعله مما يذم، فلما أتى بعد الاستثناء بما يوجب مدح فاعله كان الكلام متضمنا تأكيد المدح بما يشبه الذم.
التفويت: هو إتيان المتكلم بمعان شتى من المدح والوصف وغير ذلك من الفنون، كل فن فى جملة منفصلة عن أختها مع تساوى الجمل فى الزنة، ويكون فى الجمل الطويلة والمتوسطة والقصيرة.
فمن الطويلة: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ.
ولم يأت المركب من القصيرة فى القرآن.
التقسيم: هو استيفاء أقسام الشىء الموجودة إلا الممكنة عقلا نحو: هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً إذ ليس فى رؤية البرق إلا الخوف من الصواعق.
والطمع فى الأمطار.
التدبيج: هو أن يذكر المتكلم ألوانا يقصد التورية بها والكناية، وكقوله تعالى: وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ قالمراد بذلك الكناية عن الواضح من الطرق، لأن الجادة البيضاء هى الطريق التى كثر السلوك عليها جدا، وهى أوضح الطرق وأبينها، ودونها الحمراء، ودون الحمراء السوداء، كأنها فى الخفاء والالتباس، ضد البيضاء فى الظهور والوضوح. ولما كانت هذه الألوان الثلاثة فى الظهور للعين طرفين وواسطة، فالطرف الأعلى فى الظهور البيضاء، والطرف الأدنى فى الخفاء السواد، والأحمر بينهما، على وضع الألوان فى التركيب، وكانت ألوان الجبال لا تخرج عن هذه الألوان الثلاثة، والهداية بكل علم نصب للهداية متقسمة هذه القسمة، أتت الآية الكريمة منقسمة كذلك، فحصل فيها التدبيح وصحة التقسيم.
والتنكيت: هو أن يقصد المتكلم إلى شىء بالذكر دون غيره مما يسدّ مسده، لأجل نكتة فى المذكور ترجح مجيئه على سواه كقوله تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى خص الشعرى بالذكر دون غيرها من النجوم وهو تعالى ربّ كل شىء، لأن العرب كان ظهر فيهم رجل يعرف بابن أبى كبشة عبد الشعرى، ودعا إلى عبادتها، فأنزل اللَّه تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى التى ادعيت فيها الربوبية.
التجريد: هو أن ينزع من أمر ذى صفة آخر مثله مبالغة فى كمالها فيه نحو:
لى من فلان صديق حميم مجرد من الرجل الصديق، آخر مثله متصفا بصفة الصداقة. ومن أمثلته فى القرآن: لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ ليس المعنى أن الجنة فيها دار الخلد وغير دار خلد، بل هى نفسها دار الخلد: فكأنه جرّد من الدار دارا.
الترتيب: هو أن يورد أوصاف الموصوف على ترتيبها فى الخلقة الطبيعية، ولا يدخل فيها وصفا زائدا، ومنه قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً.
التضمين: يطلق على أشياء:
أحدها: إيقاع لفظ موقع غيره لتضمنه معناه، وهو نوع من المجاز.
الثانى: حصول معنى فيه من غير ذكر له باسم هو عبارة عنه، وهذا نوع من الإيجاز.
الثالث: تعلق ما بعد الفاصلة بها.
الرابع: إدراج كلام الغير فى أثناء الكلام لقصد تأكيد المعنى أو ترتيب النظم، ومنه قوله: وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ.
الجناس: هو تشابه اللفظين فى اللفظ.
وفائدته الميل إلى الإصغاء إليه، فإن مناسبة الألفاظ تحدث ميلا وإصغاء إليها. ولأن الفظ المشترك إذا حمل على معنى ثم جاء والمراد به آخر كان للنفس تشوّق إليه.
وأنواع الجناس كثيرة:
منها: التام، بأن يتفقا فى أنواع الحروف وأعدادها وهيئاتها كقوله تعالى:
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ.
ومنها المصحف، ويسمى جناس الخط، بأن تختلف الحروف فى النقط كقوله: وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ.
ومنها: المحرّف، بأن يقع الاختلاف فى الحركات كقوله: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ.
ومنها: الناقص، بأن يختلف فى عدد الحروف سواء كان الحرف المزيد أولا أو وسطا أو آخرا كقوله: وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ.
ومنها: المذيل، بأن يزيد أحدهما أكثر من حرف فى الآخر أو الأول، وسمى بعضهم الثانى بالمتوج كقوله: وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ.
ومنها: المضارع، وهو أن يختلفا بحرف مقارب فى المخرج، سواء كان فى الأول أو الوسط أو الآخر، كقوله تعالى: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ.
ومنها: اللاحق، بأن يختلف بحرف غير مقارب فيه كذلك كقوله:
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ.
ومنها: المرفق، وهو ما تركب من كلمة وبعض أخرى كقوله: جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ.
ومنها: اللفظى بأن يختلفا بحرف مناسب للآخر مناسبة لفظية كالضاد والظاء كقوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ.
ومنها: تجنيس القلب بأن يختلفا فى ترتيب الحروف نحو: رَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ.
ومنها: تجنيس الاشتقاق، بأن يجتمعا فى أصل الاشتقاق، ويسمى المقتضب نحو: فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ.
ومنها: تجنيس الإطلاق، بأن يجتمعا فى المشابهة فقط كقوله: وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ.
الجمع: هو أن يجمع بين شيئين أو أشياء متعددة فى حكم كقوله تعالى:
الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا جمع المال والبنون فى الزينة.
الجمع والتفريق: هو أن تدخل شيئين فى معنى وتفرّق بين جهتى الإدخال، ومنه قوله: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى، جمع النفسين فى حكم
الجمع والتقسيم: وهو جمع متعدّد تحت حكم ثم تقسيمه كقوله تعالى:
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ.
الجمع مع التفريق والتقسيم كقوله تعالى: يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ الآيات، فالجمع فى قوله لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ لأنها متعددة معنى، إذ النكرة فى سياق النفى تعم. والتفريق قوله: فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ. والتقسيم قوله: فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا.
جمع المؤتلف والمختلف: هو أن تريد التسوية بين الزوجين، فتأتى بمعان مؤتلفة فى مدحها، وتروم بعد ذلك ترجيح أحدهما على الآخر بزيادة فضل لا تنقص الآخر، فتأتى لأجل ذلك بمعان تخالف معنى التسوية كقوله تعالى:
وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ الآيات، سوّى فى الحكم والعلم وزاد فضل سليمان بالفهم.
حسن النسق: هو أن يأتى المتكلم بكلمات متتاليات معطوفات متلاحمات تلاحما سليما مستحسنا، بحيث إذا أفردت كل جملة منه قامت بنفسها واستقل معناها بلفظها، ومنه قوله تعالى: وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ الآية، فإن جمله معطوف بعضها على بعض بواو النسق على الترتيب الذى تقتضيه البلاغة من الابتداء بالاسم، الذى هو انحسار الماء عن الأرض، المتوقف عليه غاية مطلوب أهل السفينة من الإطلاق من سجنها، ثم انقطاع مادة السماء المتوقف عليه تمام ذلك من دفع أذاه بعد الخروج. ومنه اختلاف ما كان بالأرض ثم الإخبار بذهاب الماء بعد انقطاع المادتين الذى هو متأخر عنه قطعا، ثم بقضاء الأمر الذى هو هلاك من قدر هلاكه ونجاة من سبق نجاته.
وأخرّ عما قبله لأن علم ذلك لأهل السفينة بعد خروجهم منها، وخروجهم موقوف على ما تقدم، ثم أخبر باستواء السفينة واستقرارها المفيد ذهابه الخوف وحصول الأمن من الاضطراب، ثم ختم بالدعاء على الظالمين لإفادة أن الغرق وإن عمّ الأرض فلم يشمل إلا من استحق العذاب لظلمه.
العكس: هو أن يؤتى بكلام يقدم فيه جزء ويؤخر آخر، ثم يقدم المؤخر ويؤخر المقدم كقوله تعالى: ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ.
ومن غريب أسلوب هذا النوع قوله تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً، وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فإن نظم الآية الثانية عكس نظم الآية الأولى، لتقديم العمل فى الأولى على الإيمان، وتأخيره فى الثانية عن الإسلام.
ومنه نوع يسمى: القلب والمقلوب المستوى وما لا يستحيل بالانعكاس، وهو أن تقرأ الكلمة من آخرها إلى أولها كما تقرأ من أولها إلى آخرها كقوله تعالى كُلٌّ فِي فَلَكٍ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ولا ثالث لهما فى القرآن.
العنوان: هو أن يأخذ المتكلم فى غرض فيأتى لقصد تكميله وتأكيده بأمثلة فى ألفاظ تكون عنوانا لأخبار متقدمة وقصص سالفة.
ومنه نوع عظيم جدّا وهو عنوان العلوم، بأن يذكر فى الكلام ألفاظا تكون مفاتيح العلوم ومداخل لها.
من الأول قوله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها الآية، فإنه عنوان قبصه بلعام.
ومن الثانى قوله تعالى: انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ الآية، فيها عنوان علم الهندسة، فإن الشكل المثلث أول الأشكال، وإذا نصب فى الشمس على أىّ ضلع من أضلاعه لا يكون له ظل لتحديد رءوس زواياه، فأمر اللَّه تعالى أهل جهنم بالانطلاق إلى ظل هذا الشكل تهكما بهم. وقوله: وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الآيات، فيها عنوان علم الكلام وعلم الجدل وعلم الهيئة.
القسم: هو أن يريد المتكلم الحلف على شىء فيحلف بما يكون فيه فخر له، أو تعظيم لشأنه أو تنويه لقدره أو ذمّ لغيره، أو جاريا مجرى الغزل الرقيق، أو خارجا مخرج الموعظة والزهد كقوله: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ أقسم سبحانه وتعالى بقسم فوجب الفخر لتضمنه التمدح بأعظم قدرة وأجلّ عظيمة لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ أقسم سبحانه وتعالى بحياة نبيه صلّى اللَّه عليه وسلم تعظيما لشأنه وتنويها بقدره.
اللف والنشر: هو أن يذكر شيئان أو أشياء، إما تفصيلا بالنص على كل واحد، أو إجمالا بأن يؤتى بلفظ يشتمل على متعدد ثم يذكر أشياء على عدد ذلك، كل واحد يرجع إلى واحد من المتقدم، ويفوّض إلى عقل السامع ردّ كل واحد إلى ما يليق به.
فالإجمالى كقوله تعالى: وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى أى وقالت اليهود لن يدخل الجنة إلا اليهود، وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا النصارى، وإنما سوّغ الإجمال فى اللّف ثبوت العناد بين اليهود والنصارى، فلا يمكن أن يقول أحد الفريقين بدخول الفريق الآخر الجنة، فوثق بالعقل فى أنه يرد كل قول إلى فريقه لأمن اللبس، وقائل ذلك يهود المدينة ونصارى نجران.
والتفصيلى قسمان:
أحدهما أن يكون على ترتيب اللف كقوله تعالى: جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ. فالسكون راجع إلى الليل، والابتغاء راجع إلى النهار.
والثانى أن يكون على عكس نرتيبه كقوله تعالى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ الآيات.
المشاكلة: ذكر الشىء بلفظ غيره لوقوعه فى صحبته تحقيقا أو تقديرا.
فالأول كقوله تعالى: تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ، وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ فإن إطلاق النفس والمكر فى جانب البارى تعالى لمشاكلة ما معه.
ومثال التقدير قوله تعالى: صِبْغَةَ اللَّهِ أى تطهير اللَّه، لأن الإيمان يطهر النفوس، والأصل فيه أن النصارى كانوا يغمسون أولادهم فى ماء أصفر يسمونه المعمودية ويقولون إنه تطهير لهم، فعبر عن الإيمان بصبغة اللَّه للمشاكلة بهذه القرينة.
المزاوجة: أن يزاوج بين معنيين فى الشرط والجزاء أو ما جرى مجراهما.
ومنه فى القرآن: آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ.
المبالغة: أن يذكر المتكلم وصفا فيزيد فيه حتى يكون أبلغ فى المعنى الذى قصد، وهى ضربان:
مبالغة بالوصف، بأن يخرج إلى حدّ الاستحالة، ومنها: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ.
ومبالغة بالصيغة، وصيغ المبالغة: فعلان، كالرحمن، وفعيل كالرحيم، وفعال كالتوّاب والغفار والقهار، وفعول كغفور وشكور وودود، وفعل كحذر وأشر
بالمطابقة، وتسمى: الطباق: الجمع بين متضادين فى الجملة. وهو قسمان:
حقيقى، ومجازى، والثانى يسمى التكافؤ، وكل منهما:
إما لفظى أو معنوى.
وإما طباق إيجاب، أو سلب.
فمن أمثلة الحقيقى فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً.
ومن أمثلة المجازى: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ أى ضالا فهديناه.
ومن أمثلة طباق السلب: تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ.
ومن أمثلة المعنوى: قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ معناه: ربنا يعلم إنا لصادقون.
ومنه نوع يسمى: الطباق الخفى كقوله: مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً، لأن الغرق من صفات الماء فكأنه جمع بين الماء والنار، وهى أخفى مطابقة فى القرآن.
ومن أملح الطباق وأخفاه قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ لأن معنى القصاص القتل، فصار القتل سبب الحياة.
ومنه نوع يسمى: ترصيع الكلام، وهو اقتران الشىء بما يجتمع معه فى قدر مشترك كقوله: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى. وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى أتى بالجوع مع العرى، وبابه أن يكون مع الظمأ، وبالضحى مع الظمأ، وبابه يكون مع العرى، لكن الجوع والعرى اشتركا فى الخلو، فالجوع خلو الباطن من الطعام والعرى خلو الظاهر من اللباس، والظمأ والضحى اشتركا فى الاحتراق، فالظمأ احتراق الباطن من العطش والضحى احتراق الظاهر من حرّ الشمس.
ومنه نوع يسمى: المقابلة، وهى أن يذكر لفظان فأكثر ثم أضدادها على الترتيب.
والفرق بين الطباق والمقابلة من وجهين:
أحدهما: أن الطباق لا يكون إلا من ضدين فقط: والمقابلة لا تكون إلا بما زاد من الأربعة إلى العشرة.
ومن خواص المقابلة أنه إذا شرط فى الأول أمر شرط فى الثانى ضده كقوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى الآيتين، قابل بين الإعطاء والبخل، والاتقاء والاستغناء، والتصديق والتكذيب، واليسرى والعسرى ولما جعل التيسير فى الأول مشتركا بين الإعطاء والاتقاء والتصديق، جعل ضده وهو التعسير مشتركا بين أضدادها.
وقيل: المقابلة إما لواحد بواحد، كقوله: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ واثنين باثنين كقوله: فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً.
وثلاثة بثلاثة كقوله: يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ.
وأربعة بأربعة كقوله: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى الآيتين.
أو خمسة بخمسة كقوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما الآيات، قابل بين بَعُوضَةً فَما فَوْقَها، وبين: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا، وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وبين: يُضِلُّ وَيَهْدِي، وبين:
يَنْقُضُونَ، ومِيثاقَ، وبين: يَقْطَعُونَ، وأَنْ يُوصَلَ.
أو ستة بستة كقوله: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ الآية، ثم قال:
قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ الآية، قابل الجنات والأنهار، والخلد والأزواج، والتطهير والرضوان، بإزاء النساء والبنين، والذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام والحرث.
وقيل، تنقسم المقابلة إلى ثلاثة أنواع: نظيرى، ونقيضى، وخلافى.
مثال الأول: مقابلة السنة بالنوم فى الآية الأولى، فإنهما جميعا من باب الرقاد المقابل باليقظة فى آية: وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ.
وهذا مثال الثانى فإنهما نقيضان.
ومثال الثالث: مقابلة الشرّ بالرشد فى قوله: أَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً فإنهما خلافان لا نقيضان، فإن نقيض الشرّ الخير والرشد الغى.
ومنه قوله تعالى حكاية عن أكبر أولاد يعقوب: ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يا أَبانا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ فإنه قرىء إن ابنك سرّق ولم يسرق، فأتى بالكلام على الصحة بإبدال ضمة من فتحة وتشديد الراء وكسرتها.
المراجعة: هى أن يحكى المتكلم مراجعة فى القول جرت بينه وبين محاور له بأوجز عبارة وأعدل سبك وأعذب ألفاظ، ومنه قوله تعالى: قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ جمعت هذه القطعة وهى بعض آية ثلاثة مراجعات فيها معانى الكلام من الخبر، والاستخبار، والأمر، والنهى، والوعد، والوعيد، بالمنطوق والمفهوم.
ويقال: جمعت الخبر والطلب، والإثبات والنفى، والتأكيد والحذف، والبشارة والنذارة، والوعد والوعيد.
النزاهة: هى خلوص ألفاظ الهجاء من الفحش حتى يكون كما قال أبو عمرو بن العلاء، وقد سئل عن أحسن الهجاء: هو الذى إذا أنشدته العذراء فى خدرها لا يقبح عليها، ومنه قوله تعالى: وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ثم قال: أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ فإن ألفاظ ذمّ هؤلاء المخبر عنهم بهذا الخبر أتت منزّهة عما يقبح فى الهجاء من الفحش، وسائر هجاء القرآن كذلك.
الإبداع، بالباء الموحدة: أن يشتمل الكلام على عدة ضروب من البديع، مثل قوله تعالى: يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ فإن فيها عشرين ضربا من البديع، وهى سبع عشرة لفظه، وذلك المناسبة التامة فى: ابلعى وأقلعى.
والاستعارة فيهما.
والطباق بين الأرض والسماء.
والمجاز فى قوله يا سَماءُ، فإن الحقيقة يا مطر السماء.
(- ١٨- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
والإرداف فى: وَاسْتَوَتْ.
والتمثيل فى: وَقُضِيَ الْأَمْرُ.
والتعليل، فإن غيض الماء علة الاستواء.
وصحة التقسيم، فإنه استوعب فيه أقسام الماء حالة نقصه، إذ ليس إلا احتباس ماء السماء، والماء النابع من الأرض، وغيض الماء الذى على ظهرها.
والاحتراس فى الدعاء لئلا يتوهم أن الغرق لعمومه يشمل من لا يستحق الهلاك، فإن عدله تعالى يمنع أن يدعو على غير مستحق.
وحسن النسق.
وائتلاف اللفظ مع المعنى والإيجاز، فإنه تعالى يقصّ القصة مستوعبة بأخصر عبارة.
والتسهيم، فإن أول الآية يدل على آخرها.
والتهذيب، لأن مفرداتها موصوفة بصفات الحسن كل لفظة سهلة مخارج الحروف عليها رونق الفصاحة مع الخلو من البشاعة وعقادة التركيب.
وحسن البيان من جهة أن السامع لا يتوقف فى فهم معنى الكلام، ولا يشكل عليه شىء منه.
والتمكين، لأن الفاصلة مستقرّة فى محلها مطمئنة فى مكانها غير قلقة ولا مستدعاة.
والانسجام.
والاعتراض.
الفاصلة: كلمة آخر الآية، كقافية الشعر، وقرينة السجع.
وقيل: كلمة آخر الجملة.
وقيل: الفواصل حروف متشابكة فى المقاطع يقع بها إفهام المعانى.
وثمة فرق بين الفواصل ورءوس الآى، فالفاصلة هى الكلام المنفصل عما بعده.
والكلام المنفصل قد يكون رأس آية وغير رأس.
وكذلك الفواصل يكون رءوس آية وغيرها.
وكل رأس آية فاصلة وليس كل فاصلة رأس آية.
ولمعرفة الفواصل طريقان: توقيفى، وقياسى:
أما التوقيفى: فما ثبت أنه صلّى اللَّه عليه وسلم وقف عليه دائما تحققنا أنه فاصلة، وما وصله دائما تحققنا أنه ليس بفاصلة، وما وقف عليه مرة ووصله أخرى احتمل الوقف أن يكون لتعريف الفاصلة، أو لتعريف الوقف التام، أو للاستراحة، والوصل أن يكون غير فاصلة، أو فاصلة وصلها لتقدم تعريفها.
وأما القياسى: فهو ما ألحق من المحتمل غير المنصوص بالمنصوص لمناسب، ولا محذور فى ذلك، لأنه لا زيادة فيه ولا نقصان، وإنما غايته أنه محل فصل أو وصل.
والوقف على كل كلمة كلمة جائز، ووصل القرآن كله جائز.
وفاصلة الآية كقرينة السجعة فى النثر وقافية البيت فى الشعر.
وتسمى فواصل، لأنه ينفصل عنده الكلامان، وذلك أن آخر الآية فصل بينها وبين ما بعدها، وآخذ من قوله تعالى: كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ ولا يجوز تسميتها قوافى إجماعا، لأن اللَّه تعالى لما سلب عنه اسم الشعر وجب سلب القافية عنه أيضا، لأنها منه وخاصة به فى الاصطلاح، وكما يمتنع استعمال القافية فيه يمتنع استعمال الشعر، لأنها صفة لكتاب اللَّه تعالى فلا تتعداه.
ولا تخرج فواصل القرآن عن أحد أربعة أشياء: التمكين، والتصدير، والتوشيح، والإيغال.
فالتمكين، ويسمى ائتلاف القافية: أن يمهد الناثر للقرينة أو الشاعر للقافية تمهيدا تأتى به القافية أو القرينة متمكنة فى مكانها مستقرّة فى قرارها، مطمئنة فى مواضعها غير نافرة ولا قلقة، متعلقا معناها بمعنى الكلام كله تعليقا تاما، بحيث لو طرحت لا ختلّ المعنى واضطرب الفهم، وبحيث لو سكت عنها كمّله السامع بطبعه. ومن أمثلة ذلك: يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ الآية، فإنه لما تقدم فى الآية ذكر العبادة وتلاه ذكر التصرف فى الاموال اقتضى ذلك ذكر الحلم والرشد على الترتيب، لأن الحلم يناسب العبادات والرشد يناسب الأموال.
ومبنى الفواصل على الوقف، ولهذا ساغ مقابلة المرفوع بالمجرور وبالعكس كقوله: إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ مع قوله: عَذابٌ واصِبٌ، وشِهابٌ ثاقِبٌ وقوله: بِماءٍ مُنْهَمِرٍ مع قوله قَدْ قُدِرَ.
وكثر فى القرآن ختم الفواصل بحروف المدّوالين وإلحاق النون، وحكمته وجود التمكن من التطريب بذلك، كما قال سيبويه: إنهم إذا ترنموا يلحقون الألف والياء والنون، لأنهم أرادوا مدّ الصوت، ويتركون ذلك إذا لم يترنموا، وجاء فى القرآن على أسهل موقف وأعذب مقطع.
وحروف الفواصل إما متماثلة وإما متقاربة:
فالأولى: مثل: وَالطُّورِ. وَكِتابٍ مَسْطُورٍ. فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ. وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ.
وفواصل القرآن لا تخرج عن هذين القسمين، بل تنحصر فى المتماثلة والمتقاربة.
وكثر فى الفواصل التضمين والإيطاء لأنهما ليسا بعين فى النثر، وإن كانا معيبين فى النظم.
فالتضمين أن يكون ما بعد الفاصلة متعلقا بها كقوله تعالى: وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ. وَبِاللَّيْلِ
. والإبطاء تكرر الفاصلة بلفظها كقوله تعالى فى الإسراء: هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا وختم بذلك الآيتين بعدها.
إن اللَّه تعالى افتتح سور القرآن بعشرة أنواع من الكلام لا يخرج شىء من السور عنها:
الأول: الثناء عليه تعالى، والثناء قسمان:
إثبات لصفات المدح، ونفى وتنزيه من صفات النقص.
فالأول: التحميد فى خمس سور، وتبارك فى سورتين.
والثانى: التسبيح فى سبع سور.
والتسبيح كلمة استأثر اللَّه بها فبدأ بالمصدر فى بنى إسرائيل، لأنه الأصل، ثم بالماضى، فى الحديد والحشر، لأنه أسبق الزمانين، ثم بالمضارع فى الجمعة والتغاين، ثم بالأمر فى الأعلى استيعابا لهذه الكلمة من جميع جهاتها.
الثانى: حروف التهجى فى تسع وعشرين سورة.
والثالث: النداء فى عشر سور:
خمس بنداء الرسول صلّى اللَّه عليه وسلم: الأحزاب والطلاق والتحريم والمزمل والمدثر.
وخمس بنداء الأمة: النساء والمائدة والحج والحجرات والممتحنة.
الرابع: الجمل الخبرية نحو: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ، بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ، أَتى أَمْرُ اللَّهِ، اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، سُورَةٌ أَنْزَلْناها، تَنْزِيلُ الْكِتابِ، الَّذِينَ كَفَرُوا، إِنَّا فَتَحْنا، اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ، الرَّحْمنُ، قَدْ سَمِعَ اللَّهُ، الْحَاقَّةُ، سَأَلَ سائِلٌ، إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً أقسم فى موضعين،
فتلك ثلاث وعشرون سورة.
الخامس: القسم فى خمس عشرة سورة أقسم فيها بالملائكة، وهى:
الصفات، وسورتان بالأفلاك البروج، والطارق، وستّ سور بلوازمها:
فالنجم قسم بالثريا، والفجر بمبدأ النهار، والشمس بآية النهار، والليل بشطر الزمان، والضحى بشطر النهار، والعصر بالشطر الآخر أو بجملة الزمان، وسورتان بالهواء الذى هو أحد العناصر، والذاريات، والمرسلات، وسورة بالتربة التى هى منها أيضا وهى الطور، وسورة بالنبات وهى والتين، وسورة بالحيوان الناطق وهى والنازعات، وسورة بالبهيم وهى والعاديات.
السادس: الشرط فى سبع سور: الواقعة، والمنافقون، والتكوير، والانفطار، والانشقاق، والزلزلة، والنصر.
السابع: الأمر فى ستّ سور: قُلْ أُوحِيَ، اقْرَأْ، قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، قُلْ أَعُوذُ المعوذتين.
الثامن: الاستفهام فى ست: هَلْ أَتى، عَمَّ يَتَساءَلُونَ، هَلْ أَتاكَ، أَلَمْ نَشْرَحْ، أَلَمْ تَرَ، أَرَأَيْتَ.
التاسع: الدعاء فى ثلاث: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ، وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ.
تَبَّتْ.
العاشر: التعليل فى: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ.
ومن البلاغة حسن الابتداء، وهو أن يتأنق فى أول الكلام، لأنه أول ما يقرع السمع، فإن كان محرّرا أقبل السامع على الكلام ووعاه وإلا أعرض عنه، ولو كان الباقى فى نهاية الحسن فينبغى أن يؤتى فيه بأعذب لفظ وأجز له وأرقه وأسلسه وأحسنه نظما وسبكا، وأصحه معنى، وأوضحه وأحلاه من التعقيد والتقديم والتأخير الملبس، أو الذى لا يناسب.
وقد أتت فواتح السور على أحسن الوجوه وأبلغها وأكملها، كالتحميدات، وحروف الهجاء والنداء، وغير ذلك.
هى أيضا مثل الفواتح فى الحسن، لأنها آخر ما يقرع الأسماء. فلهذا جاءت متضمنة للمعانى البديعة مع إيذان السامع بانتهاء الكلام، حتى لا يبقى معه للنفوس تشوّف إلى ما يذكر بعد، لأنها بين أدعية ووصايا وفرائض، وتحميد وتهليل ومواعظ، ووعد ووعيد إلى غير ذلك، كتفصيل جملة المطلوب فى خاتمة الفاتحة، إذ المطلوب الأعلى الإيمان المحفوظ من المعاصى المسببة لغضب اللَّه والضلال، ففصل جملة ذلك بقوله: الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ والمراد المؤمنون، ولذلك أطلق الإنعام ولم يقيده ليتناول كل إنعام، لأن من أنعم اللَّه عليه بنعمة الإيمان فقد أنعم اللَّه عليه بكل نعمة مستتبعة لجميع النعم. ثم وصفهم بقوله:
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ يعنى أنهم جمعوا بين النعم المطلقة، وهى نعمة الإيمان، وبين السلامة من غضب اللَّه تعالى والضلال المسببين عن معاصيه وتعدّى حدوده.
وكالدعاء الذى اشتملت عليه الآيتان من آخر سورة البقرة.
وكالوصايا التى ختمت بها سورة آل عمران:
والفرائض التى ختمت بها سورة النساء، وحسن الختم بها لما فيها من أحكام الموت الذى هو آخر أمر كل حىّ، ولأنها آخر ما نزل من الأحكام.
وكالتبجيل والتعظيم الذى ختمت به المائدة.
وكالوعد والوعيد الذى ختمت به الأنعام.
وكالتحريض على العبادة بوصف حال الملائكة الذى ختمت بها الأعراف.
وكالحض على الجهاد، وصلة الأرحام الذى ختم به الأنفال.
وتسليته عليه الصلاة والسلام الذى ختم به يونس.
ومثلها خاتمة هود.
ووصف القرآن ومدحه الذى ختم به يوسف.
والوعيد والرد على من كذب الرسول الذى به ختم الرعد.
ومن أوضح ما آذن بالختام خاتمة إبراهيم: هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ الآية.
ومثلها خاتمة الأحقاف.
وكذا خاتمة الحجر بقوله: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ وهو مفسر بالموت فإنها فى غاية البراعة.
وانظر إلى سورة الزلزلة كيف بدئت بأهوال القيامة وختمت بقوله:
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ.
وانظر إلى براعة آخر آية نزلت وهى قوله: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ وما فيها من الإشعار بالآخرية المستلزمة للوفاة.
وكذا آخر سورة نزلت وهى سورة النصر فيها الإشعار بالوفاة.
وعن ابن عباس أن عمر سألهم عن قوله تعالى: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فقالوا: فتح المدائن والقصور. قال: ما تقول يا ابن عباس؟ قال:
أجل ضرب لمحمد نعيت له نفسه.
وعنه أيضا قال: كان عمر يدخلنى مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد فى نفسه فقال: ألم يدخل هذا معناه ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من قد علمتم، وثم دعاهم ذات يوم فقال: ما تقولون فى قوله اللَّه: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد اللَّه ونستغفره إذا جاء نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لى: أكذلك تقول يا ابن عباس؟
فقلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أعلمه له قال:
إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وذلك علامة أجلك: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً فقال عمر: إنى لا أعلم منها إلا ما تقول.
المناسبة فى اللغة: المشاكلة والمقاربة، ومرجعها فى الآيات ونحوها إلى معنى رابط بينها عام أو خاص، عقلى أو حسى أو خيالى أو غير ذلك من أنواع العلاقات، أو التلازم الذهنى، كالسبب والمسبب، والعلة والمعلول، والنظيرين والضدين ونحوه.
وفائدته جعل أجزاء الكلام بعضها آخذا بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط، ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم المتلائم الأجزاء.
وذكر الآية بعد الأخرى:
إما أن يكون ظاهر الارتباط لتعلق الكلم بعضه ببعض، وعدم تمامه بالأولى فواضح، وكذلك إذا كانت الثانية للأولى على وجه التأكيد أو التفسير أو الاعتراض أو البدل، وهذا القسم لا كلام فيه.
وإما ألا يظهر الارتباط بل يظهر أن كل جملة مستقلة عن الأخرى، وأنها خلال النوع المبدوء به.
وإما أن تكون معطوفة على الأولى بحروف من حروف العطف المشركة فى الحكم أولا.
فإن كانت معطوفة فلا بد أن تكون بينهما جهة جامعة على ما سبق تقسيمه كقوله تعالى: يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وقوله: وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ للتضادّ بين القبض والبسط، والولوج، والنزول، والعروج، وشبه التضادّ بين السماء والأرض.
ومما الكلام فيه التضادّ ذكر الرحمة بعد ذكر العذاب، والرغبة بعد الرهبة، وقد جرت عادة القرآن إذا ذكر أحكاما ذكر بعدها وعدا ووعيدا ليكون
وإن لم تكن معطوفة فلا بد من دعامة تؤذن باتصال الكلام، وهى قرائن معنوية تؤذن بالربط.
وله أسباب:
أحدها: التنظير، فإن إلحاق النظير بالنظير من شأن العقلاء كقوله: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ عقب قوله: أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا فإنه تعالى أمر رسوله أن يمضى لأمره فى الغنائم على كره من أصحابه، كما مضى لأمره فى خروجه من بيته لطلب العير، أو للقتال وهم له كارهون.
والقصد أن كراهتهم لما فعله من قسمة الغنائم ككراهتهم للخروج، وقد تبين فى الخروج الخير من الظفر والنصر والغنيمة وعزّ الإسلام.
فكذا يكون فيما فعله فى القسمة فليطيعوا ما أمروا به ويتركوا هوى أنفسهم.
الثانى: المضادة، كقوله فى سورة البقرة: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ الآية، فإن أول السورة كان حديثا عن القرآن، وأن من شأنه الهداية.
للقوم الموصوفين بالإيمان، فلما أكمل وصف المؤمنين عقب بحديث الكافرين، فبينهما جامع وهمى، ويسمى بالتضادّ من هذا الوجه.
وحكمته: التشويق والثبوت على الأول كما قيل:
وبضدها تتبين الأشياء
فإن قيل: هذا جامع بعيد لأن كونه حديثا عن المؤمنين بالعرض لا بالذات، والمقصود بالذات الذى هو مساق الكلام إنما هو الحديث عن القرآن لأنه مفتتح القول.
قيل: لا يشترط فى الجامع ذلك، بل يكفى التعلق على أىّ وجه كان، ويكفى فى وجه الربط ما ذكرنا، لأن القصد تأكيد أمر القرآن والعمل به والحثّ على الإيمان.
الثالث: الاستطراد، كقوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ فهذه الآية واردة على سبيل الاستطراد عقب ذكر بدوّ السوآت وخصف الورق عليهما إظهارا للمنة فيما خلق من اللباس، ولما فى العرى وكشف العورة من المهانة والفضيحة، وإشعارا بأن الستر باب عظيم من أبواب التقوى.
ومن الاستطراد قوله تعالى: نْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ
فإن أول الكلام ذكر للرّد على النصارى الزاعمين بنوة المسيح، ثم استطرد للردّ على العرب الزاعمين نبوّة الملائكة.
ويقرب من الاستطراد حتى لا يكاد ان يفترقان، حسن التخلص، وهو أن ينتقل مما ابتدىء به الكلام إلى المقصود على وجه سهل يختلسه اختلاسا دقيق المعنى، بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقد وقع عليه الثانى لشدة الالتئام بينهما.
وقيل: الفرق بين التخلص والاستطراد:
أنك فى التخلص تركت ما كنت فيه بالكلية وأقبلت على ما تخلصت إليه.
وفى الاستطراد تمرّ بذكر الأمر الذى استطردت إليه مرورا كالبرق الخاطف، ثم تتركه وتعود إلى ما كنت فيه كأنك لم تقصده، وإنما عرض عروضا.
ويقرب من حسن التخلص: الانتقال من حديث إلى آخر، تنشيطا للسامع مفصولا بهذا كقوله فى سورة ص بعد ذكر الأنبياء: هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ فإن هذا القرآن نوع من الذكر. لما انتهى ذكر الأنبياء، وهو نوع من التنزيل، أراد أن يذكر نوعا آخر وهو ذكر الجنة وأهلها، ثم لما فرغ قال: وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ فذكر النار وأهلها.
ويقرب منه أيضا: حسن المطلب، وهو أن يخرج إلى الغرض بعد تقدم الوسيلة كقوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ. الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ إلى قوله: رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.
والأمر الكلى المفيد لعرفان مناسبات الآيات فى جميع القرآن هو أنك تنظر الغرض الذى سيقت له السورة، وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات فى القرب والبعد من المطلوب، وتنظر عند انجرار الكلام فى المقدمات إلى ما يستتبعه من استشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التى تقتضى البلاغة شفاء الغليل، بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها، فهذا هو الأمر الكلى المهيمن على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن، فإذا عقلته تبين لك وجه النظم مفصلا بين كل آية وآية فى كل سورة.
ولترتيب وضع السور فى المصحف أسباب تطلع على أنه توفيقى صادر عن حكيم:
أحدها: بحسب الحروف كما فى الحواميم.
الثانى: الموافقة أول السورة لآخر ما قبلها، كآخر الحمد فى المعنى وأول البقرة.
الثالث: للتوازن فى اللفظ، كآخر تبت وأول الإخلاص.
الرابع: لمشابهة جملة السورة لجملة الأخرى، كالضحى وألم نشرح.
فسورة الفاتحة تضمنت الإقرار بالربوبية والالتجاء إليه فى دين الإسلام، والصيانة عن دين اليهوديد والنصرانية، وسورة البقرة تضمنت قواعد الدين، وآل عمران مكملة لمقصودها. فالبقرة بمنزلة إقامة الدليل على الحكم، وآل عمران بمنزلة الجواب عن شبهات الخصوم، ولهذا ورد فيها ذكر المتشابه لما تمسك به النصارى، وأوجب الحج فى آل عمران، وأما فى البقرة فذكر أنه مشروع وأمر بإتمامه بعد الشروع فيه. وكان خطاب النصارى فى آل عمران أكثر، كما أن خطاب اليهود فى البقرة أكثر، لأن التوراة أصل والإنجيل فرع لها، والنبىّ صلّى اللَّه عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة دعا اليهود وجاهدهم، وكان جهاده للنصارى فى آخر الأمر، كما كان دعاؤه لأهل الشرك قبل أهل الكتاب. ولهذا كانت السور المكية فيها الدين الذى اتفق عليه والأنبياء، فخوطب به جميع الناس.
مخلوقة للَّه، ومقدورة لهم، كالنسب والصهر ولهذا افتتحت بقوله:
اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها ثم قال:
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ فانظر هذه المناسبة العجيبة فى الافتتاح وبراعة الاستهلال، حيث تضمنت الآية المفتتح بها ما أكثر السورة فى أحكامه من نكاح النساء ومحرماته والمواريث المتعلقة بالأرحام، فإن ابتداء هذا الأمر كان بخلق آدم، ثم خلق زوجته منه، ثم بثّ منهما رجالا كثيرا ونساء فى غاية الكثرة.
وأما المائدة فسورة العقود تضمنت بيان تمام الشرائع، ومكملات الدين، والوفاء بعهود الرسل، وما أخذ على الأمة، وبها تم الدين، فهى سورة التكميل، لأن فيها تحريم الصيد على المحرم الذى هو من تمام الإحرام، وتحريم الخمر الذى هو من تمام حفظ العقل والدين، وعقوبه المعتدين من السراق والمحاربين الذى هو من تمام حفظ الدماء والأموال، وإحلال الطيبات الذى هو من تمام عبادة اللَّه تعالى، ولهذا ذكر فيها ما يختص شريعة محمد صلّى اللَّه عليه وسلم كالوضوء والتيمم والحكم بالقرآن على كل ذى دين، ولهذا أكثر فيها من لفظ الإكمال والإتمام، وذكر فيها أن من ارتدّ عوض اللَّه بخير منه، ولا يزال هذا الدين كاملا، ولهذا أورد أنها آخر ما نزل فيها من إشارات الختم والتمام.
وهذا الترتيب بين هذه السور الأربع المدنيات من أحسن الترتيب، وحكى أن الصحابة لما اجتمعوا على القرآن وضعوا سورة القدر عقب العلق، استدلوا بذلك على أن المراد بها الكناية فى قوله: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ الإشارة إلى قوله: اقرأ.
ومن ذلك افتتاح السور بالحروف المقطعة، واختصاص كل واحدة بما بدئت به، حتى لم يكن لترد آلم فى موضع الر ولا حم فى موضع طس.
وذلك أن كل سورة بدئت بحرف منها، فإن أكثر كلماتها وحروفها مماثل له، فحق لكل سورة منه ألا يناسبها غير الواردة فيها، فلو وضع ق
وقد تكرر فى سورة يونس من الكلم الواقع فيها الر مائتا كلمة أو أكثر، فلهذا افتتحت ب الر.
واشتملت سورة ص على خصومات متعددة.
فأولها خصومة النبى صلّى اللَّه عليه وسلم مع الكفار وقولهم: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً.
ثم اختصام الخصمين عند داود.
ثم تخاصم أهل النار.
ثم اختصام الملأ الأعلى.
ثم تخاصم إبليس فى شأن آدم، ثم فى شأن بنيه وإغوائهم.
الم جمعت المخارج الثلاثة: الحلق واللسان والشفتين، على ترتيبها، وذلك إشارة إلى البداية التى هى بدء الخلق، والنهاية التى هى بدء الميعاد، والوسط الذى هو المعاش من التشريع بالأوامر والنواهى.
وكل سورة افتتحت بها فهى مشتملة على الأمور الثلاثة.
وسورة الأعراف زيد فيها (الصاد) على الم لما فيها من شرح القصص، قصة آدم فمن بعده من الأنبياء، ولما فيها من ذكر: فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ ولهذا قال بعضهم: معنى المص: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ.
وزيد فى الرعد راء، لأجل قوله رَفَعَ السَّماواتِ ولأجل ذكر الرعد والبرق وغيرهما.
واعلم أن إعادة القرآن العظيم فى ذكر هذه الحروف أن يذكر بعدها
(- ١٩- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
والقصد به إيراد القصة الواحدة فى صور شتى وفواصل مختلفة.
بل تأتى فى موضع واحد مقدما وفى آخر مؤخرا كقوله فى البقرة:
وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ وفى الأعراف: وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً.
أو فى موضع بزيادة وفى آخر بدونها ففى يس وفى البقرة: وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ وفى الأنفال: كُلُّهُ لِلَّهِ.
وفى موضع معرفا وفى آخر منكرا.
أو مفردا وفى آخر جمعا.
أو بحرف وفى آخر بحرف آخر.
أو مدغما وفى آخر مفكوكا.
وهذا النوع يتداخل مع نوع المناسبات وهذه أمثلة منه بتوجيهها:
قوله تعالى فى البقرة: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ وفى لقمان: هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ لأنه لما ذكر هنا مجموع الإيمان ناسب المتقين، ولما ذكر ثم الرحمة ناسب المحسنين.
قوله تعالى: وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا وفى الأعراف فَكُلا بالفاء، قيل لأن السكنى فى البقرة الإقامة، وفى الأعراف اتخاذ المسكن، فلما نسب القول إليه تعالى: وَقُلْنا يا آدَمُ ناسب زيادة الإكرام بالواو الدالة على الجمع بين السكنى والأكل، ولذا قال: مِنْها رَغَداً، وقال: حَيْثُ شِئْتُما لأنه أعم. وفى الأعراف: وَيا آدَمُ فأتى بالفاء الدالة على ترتيب الأكل على السكنى المأمور باتخاذها، لأن الأكل بعد الاتخاذ ومن حيث لا تعطى عموم معنى. (حيث شئتى).
فبين فى الأولى أن النفس الشافعة الجازية عن غيرها لا يقبل منها شفاعة ولا يئخذ منها عدل، وقدمت الشفاعة لأن الشافع يقدم الشفاعة على بدل العدل عنها.
وبين فى الثانية أن النفس المطلوبة بجرمها لا يقبل منها عدل عن نفسها، ولا تنفعها شفاعة شافع منها، وقدم العدل لأن الحاجة إلى الشفاعة إنما تكون عند رده ولذلك قال فى الأولى: لا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وفى الثانية: وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ لأن الشفاعة إنما تقبل من الشافع وإنما تشفع المشفوع له.
قوله تعالى: وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ وفى إبراهيم: وَيُذَبِّحُونَ بالواو، ولأن الأولى من كلامه تعالى لهم فلم يعدد عليهم المحن تكرما فى الخطاب، والثانية من كلام موسى فعددها، وفى الأعراف: يَقْتُلُونَ وهو من تنويع الألفاظ المسمى بالتفنن.
وقوله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ الآية، وفى آية الأعراف اختلاف ألفاظ، ونكتته أن آية البقرة فى معرض ذكر المنعم عليهم حيث قال:
يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ إلخ، فناسب نسبة القول إلهى تعالى وناسب قوله: (من غدا) لأن المنعم به أتم، وناسب تقديم: وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وناسب خَطاياكُمْ لأنه جمع كثرة، وناسب الواو فى: وَسَنَزِيدُ لدلالتها على الجمع بينهما، وناسب الفاء فى فَكُلُوا لأن الأكل مترتب على الدخول.
وآية الأعراف افتتحت بما فيه توبيخهم وهو قولهم: اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ ثم اتخاذهم العجل، فناسب ذلك: وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ وناسب ترك رَغَداً والسكنى تجامع الأكل فقال: وَكُلُوا وناسب تقديم ذكر مغفرة الخطايا، وترك الواو فى: سَنَزِيدُ، ولما كان فى الاعراف تبعيض الهادين بقوله:
وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ ناسب تبعيض الظالمين بقوله: الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ولم يتقدم فى البقرة مثله فترك.
وكذا فى البقرة: فَانْفَجَرَتْ وفى الأعراف فَانْبَجَسَتْ لأن الانفجار أبلغ فى كثرة الماء فناسب سياق ذكر النعم التعبير به.
قوله تعالى: وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً وفى آل عمران:
مَعْدُوداتٍ، لأن قائلى ذلك فرقتان من اليهود:
إحداهما قالت: إنما نعذب بالنار سبعة أيام عدد أيام الدنيا.
والأخرى قالت: إنما نعذب أربعين عدة أيام عبادة آبائهم العجل. فآية البقرة تحتمل قصد الفرقة الثانية حيث عبر بجمع الكثرة، وآل عمران بالفرقة الأولى حيث أتى بجمع القلة. وقيل: إنه من باب التفنن.
قوله تعالى: إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وفى آل عمران: إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ لأن الهدى فى البقرة المراد به تحويل القبلة، وفى آل عمران المراد به الدين لتقدم قوله: لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ ومعناه: أى دين اللَّه الإسلام.
وقوله تعالى: رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وفى إبراهيم: هَذَا الْبَلَدَ آمِناً لأن الأول دعا قبل مصيره بلدا عند ترك هاجر وإسماعيل به، وهو واد فدعا بأن تصيره بلدا، والثانى دعا به بعد عوده، وسكنى جرهم به ومصيره بلدا فدعا بأمنه.
قوله تعالى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وفى آل عمران: قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا لأن الأولى خطاب للمسلمين، والثانية خطاب للنبى صلّى اللَّه عليه وسلم، وإلى، ينتهى بها من كل جهة، وعلى، لا ينتهى بها إلا من جهة واحدة وهى العلوّ، والقرآن يأتى المسلمين من كل جهة، يأتى مبلغه إياهم منها، وإنما أتى النبى صلّى اللَّه عليه وسلم من جهة العلو خاصة فناسب قوله علينا، ولهذا أكثر ما جاء فى جهة النبى صلّى اللَّه عليه وسلم بعلى، وأكثر ما جاء فى جهة الأمة بإلى.
قوله تعالى: نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ وقال: وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ لأن الكتاب أنزل منجما فناسب الإتيان بنزول الدالّ على التكرير، بحلافهما فإنهما أنزلا دفعة.
قوله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ وفى الإسراء: خَشْيَةَ إِمْلاقٍ لأن الأولى خطاب للفقراء المقلين، أى لا تقتلوهم من فقر بكم فحسن: نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ ما يزول به إملاقكم. ثم قال: وَإِيَّاهُمْ أى نرزقكم جميعا. والثانية خطاب للأغنياء، أى فقر يحصل لكم بسببهم، ولذا حسن:
نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ.
قوله تعالى: فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ وفى فصلت: إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ لأن آية الأعراف نزلت أولا، وآية فصلت نزلت ثانيا، فحسن التعريف، أى هو السميع العليم الذى تقدم ذكره أولا عند نزوغ الشيطان.
قوله تعالى: الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وقال فى المؤمنين: بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وفى الكفار وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ لأن المنافقين ليسوا متناصرين على دين معين وشريعة ظاهرة، فكان بعضهم يهودا وبعضهم مشركين فقال: مِنْ بَعْضٍ أى فى الشك والنفاق، والمؤمنون متناصرون على دين الإسلام، وكذلك الكفار المعلنون بالكفر كلهم أعوان بعضهم ومجتمعون على التناصر بخلاف المنافقين، كما قال تعالى: تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى.
عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إن القرآن نزل على خمسة أوجه: حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فاعملوا بالحلال واجتنبوا الحرام، واتبعوا المحكم، وآمنوا بالمتشابه، واعتبروا بالأمثال».
وقيل: من أعظم علم القرآن علم أمثاله.
وقد عدّه الشافعى مما يجب على المجتهد معرفته من علوم القرآن فقال: ثم معرفة ما ضرب فيه من الأمثال الدوال على طاعته المبينة لاجتناب ناهيه.
وقال الشيخ عز الدين: إنما ضرب اللَّه الأمثال فى القرآن تذكيرا ووعظا، فما اشتمل منها على تفاوت ثوابا أو على إحباط عمل أو على مدح أو ذم أو نحوه فإنه يدل على الأحكام.
وقيل: ضرب الأمثال فى القرآن يستفاد منه أمور كثيرة: التذكير، والوعظ، والحثّ، والزجر، والاعتبار، والتقرير، وتقريب المراد للعقل، وتصويره بصورة المحسوس، فإن الأمثال تصوّر المعانى بصورة الأشخاص، لأنها أثبت فى الأذهان لاستعانة الذهن فيها بالحواس، ومن ثم كان الغرض من المثل تشبيه الخفىّ بالجلى، والغائب بالمشاهد.
وتأتى أمثال القرآن مشتملة على بيان بتفاوت الأجر، وعلى المدح والذم، وعلى الثواب والعقاب، وعلى تفخيم الأمر أو تحقيره، وعلى تحقيق أمر أو إبطاله، قال تعالى: وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ فامتنّ علينا بذلك لما تضمنه من الفوائد.
ومن حكمته تعليم البيان وهو من خصائص هذه الشريعة.
وقيل: التمثيل إنما يصار إليه لكشف المعانى، وإدناء المتوهم من الشاهد، فإن كان الممثل له عظيما كان الممثل به وإن كان حقيرا كان الممثل به كذلك.
وفى ضرب الأمثال تبكيت للخصم الشديد الخصومة، وقمع لضرورة الجامع الأبى، فإنه يؤثر فى القلوب ما لا يؤثر وصف الشىء فى نفسه، ولذلك أكثر اللَّه تعالى فى كتابه وفى سائر كتبه الأمثال.
وأمثال القرآن قسمان:
ظاهر مصرح به.
وكامن لا ذكر للمثل فيه.
فمن أمثلة الأول قوله تعالى: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً ضرب فيها للمنافقين مثلين: مثلا بالنار، ومثلا بالمطر، وعن ابن عباس قال: هذا مثل ضربه اللَّه للمنافقين، كانوا يعتزّون بالإسلام فيناكحهم المسلمون ويوارثونهم ويقاسمونهم الفىء، فلما ماتوا سلبهم اللَّه العزّ كما سلب صاحب النار ضوءه وتركهم فى ظلمات، ويقول فى عذاب: أَوْ كَصَيِّبٍ هو المطر ضرب مثله فى القرآن فِيهِ ظُلُماتٌ يقول: ابتلاء وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ تخويف يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ يقول: يكاد محكم القرآن يدل على عورات المنافقين كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ يقول: كلما أصاب المنافقون فى الإسلام عزّا اطمأنوا، فإن أصاب الإسلام نكبة قاموا فأبوا ليرجعوا إلى الكفر.
ومنها قوله تعالى: أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها الآية. فهذا مثل ضربه اللَّه احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وهو الشك وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ وهو اليقين، كما يجعل الحلى فى النار فيؤخذ خالصة ويترك خبثه فى النار، كذلك يقيل اللَّه اليقين ويترك الشك.
وقيل: هذا مثل ضربه اللَّه للمؤمن والكافر.
وقيل: هذه ثلاثة أمثال ضربها اللَّه فى مثل واحد، يقول: كما اضمحل هذا الزبد فصار جفاء لا يتنفع به ولا ترجى بركته كذلك يضمحل الباطل عن أهله،
ومنها قوله تعالى: وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ الآية. فهذا مثل ضربه اللَّه للمؤمن، يقول: هو طيب وعمله طيب، كما أن البلد الطيب ثمرها طيب.
والذى خبث، صرب مثلا للكافر كالبلد السبخة المالحة، والكافر هو الخبيث وعمله خبيث.
ومنها قوله تعالى: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ، فعن ابن عباس قال: قال عمر بن الخطاب يوما لأصحاب النبى صلّى اللَّه عليه وسلم: فيمن ترون هذه الآية نزلت: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ؟ قالوا: اللَّه أعلم، فغضب عمر فقال: قولوا نعلم أو لا نعلم، فقال ابن عباس: فى نفسى منها شىء، فقال: يا ابن أخى، قل ولا تحقر نفسك، قال ابن عباس: ضربت مثلا لعمل، قال عمر: أىّ عمل، قال ابن عباس: لرجل غنىّ عمل بطاعة اللَّه ثم بعث اللَّه له الشيطان فعمل بالمعاصى حتى أغرق أعماله.
فقد قيل: إن الحسن بن الفضل سئل: هل تجد فى كتاب اللَّه: خير الأمور أوساطها؟ قال: نعم فى أربعة مواضع، قوله تعالى: لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ وقوله تعالى: وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً وقوله تعالى: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ وقوله تعالى: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا.
ثم قيل له: فهل تجد فى كتاب اللَّه: من جهل شيئا عاداه؟ قال: نعم فى موضعين: بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ، وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ.
قيل له: فهل تجد فى كتاب اللَّه: احذر شرّ من أحسنت إليه؟ قال: نعم:
وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ.
قيل له: فهل تجد فى كتاب اللَّه: ليس الخبر كالعيان؟ قال: فى قوله تعالى:
أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي.
قيل له: فهل تجد: كما تدين تدان؟ قال: فى قوله تعالى: مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ.
قيل له: فهل تجد فيه قولهم: حين تقلى تدرى؟ قال: وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا.
قيل له: فهل تجد فيه: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟ قال: هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ.
قيل له: فهل تجد فيه: من أعان ظالما سلط عليه؟ قال: كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ.
قيل له: فهل تجد فيه قولهم: لا تلد الحية إلا حيية؟ قال: قال تعالى:
وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً.
وقيل له: فهل تجد فيه: للحيطان آذان؟ قال: وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ.
وقيل له: فهل تجد فيه: الجاهل مرزق والعالم محروم؟ قال: مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا.
وقيل له: فهل تجد فيه: الحلال لا يأتيك إلا قوتا والحرام لا يأتيك إلا جزافا؟ قال: إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ.
القصد بالقسم: تحقيق الخبر وتوكيده، حتى جعلوا مثل: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ قسما، وإن كان فيه إخبار بشهادة، لأنه لما جاء توكيدا للخبر سمى قسما.
وقد قيل: ما معنى القسم منه تعالى؟ فإنه إن كان لأجل المؤمن فالمؤمن مصدّق بمجرد الإخبار من غيرهم قسم، وإن كان لأجل الكافر فلا يفيده؟
وأجيب بأن القرآن نزل بلغة العرب، ومن عادتها القسم إذا أرادت أن تؤكد أمرا.
وقيل: إن اللَّه ذكر القسم لكمال الحجة وتأكيدها، وذلك أن الحكم يفصل باثنين: إما بالشهادة، وإما بالقسم، فذكر تعالى فى كتابه النوعين حتى لا يبقى لهم حجة فقال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ وقال: قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ.
ولا يكون القسم إلا باسم معظم، وقد أقسم اللَّه تعالى بنفسه فى القرآن فى خمسة مواضع بقوله: قُلْ إِي وَرَبِّي، قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ، فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ، فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ، فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ.
والباقى كله قسم بمخلوقاته، كقوله تعالى: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ، وَالصَّافَّاتِ، وَالشَّمْسِ، وَاللَّيْلِ، وَالضُّحى فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ.
فإن قيل: كيف أقسم بالخلق وقد ورد النهى عن القسم بغير اللَّه؟
أجيب عنه بأوجه:
الثانى: أن العرب كانت تعظيم هذه الأشياء وتقسم بها، فنزل القرآن على ما يعرفونه.
الثالث: أن الأقسام إنما تكون بما يعظمه المقسم أو يجله وهو فوقه، واللَّه تعالى ليس شىء فوقه، فأقسم تارة بنفسه، وتارة بمصنوعاته، لأنها تدل على بارىء وصانع.
ثم إن القسم بالمصنوعات يستلزم القسم بالصانع، لأن ذكر المفعول يستلزم ذكر الفاعل، إذ يستحيل وجود مفعول بغير فاعل.
وقيل: إن اللَّه يقسم بما شاء من خلقه، وليس لأحد أن يقسم إلا باللَّه.
وقيل: أقسم اللَّه تعالى بالنبى صلّى اللَّه عليه وسلم فى قوله لَعَمْرُكَ لتعرف الناس عظمته عند اللَّه ومكانته لديه.
والقسم بالشىء لا يخرج عن وجهين: إما لفضيلة، أو لمنفعة.
فالفضيلة كقوله: وَطُورِ سِينِينَ. وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ.
والمنفعة نحو: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ.
ولقد أقسم اللَّه تعالى بثلاثة أشياء:
بذاته، كالآيات السابقة.
وبفعله نحو: وَالسَّماءِ وَما بَناها. وَالْأَرْضِ وَما طَحاها. وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها.
وبمفعوله نحو: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى، وَالطُّورِ. وَكِتابٍ مَسْطُورٍ.
والقسم، إما ظاهر كالآيات السابقة.
وإما مضمر، وهو قسمان:
قسم دلت عليه اللام نحو: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ.
وقسم دل عليه المعنى نحو: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها وتقديره: واللَّه.
أحدهما: ما تكون كغيرها من الأخبار التى ليست بقسم فلا تجاب بجوابه كقوله: وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ فهذا ونحوه يجوز أن يكون قسما وأن يكون حالا لخلوّه من الجواب.
والثانى: ما يتلقى بجواب القسم كقوله: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ، وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَ.
وأكثر الأقسام فى القرآن المحذوفة الفعل لا تكون إلا بالواو، فإذا ذكرت الباء أتى بالفعل كقوله وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ.
ولا تجد الباء مع حذف الفعل، ومن ثم كان خطأ من جعل قسما باللَّه: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ، بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ وقال ابن القيم: واللَّه سبحانه وتعالى يقسم بأمور على أمور، وإنما يقسم بنفسه المقدسة الموصوفة بصفاته أو بآياته المستلزمه لذاته وصفاته، وأقسامه ببعض المخلوقات دليل على أنه من عظيم آياته.
فالقسم:
إما على جملة خبرية، وهو الغالب كقوله: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ.
وإما على جملة طلبية كقوله: فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ.
مع أن هذا القسم قد يراد به تحقيق المقسم عليه فيكون من باب الخبر، وقد يراد به تحقيق القسم.
فالمقسم عليه يراد بالقسم توكيده وتحقيقه، فلا بد أن يكون مما يحسن فيه، وذلك كالأمور الغائبة والخفية إذا أقسم على ثبوتها.
فأما الأمور المشهورة الظاهرة كالشمس والقمر، والليل والنهار، والسماء والأرض، فهذه يقسم بها ولا يقسم عليها.
وما أقسم عليه الربّ فهو من آياته، فيجوز أن يكون مقسما به ولا ينعكس.
ثم إنه سبحانه وتعالى يقسم على اصول الأيمان التى تجب على الخلق معرفتها.
فتارة يقسم على التوحيد.
وتارة يقسم على أن القرآن حق.
وتارة على أن الرسول حق.
وتارة على الجزاء والوعد والوعيد.
وتارة يقسم على حال الإنسان.
فالأول كقوله: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا إلى قوله: إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ.
والثانى كقوله: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ. وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ. إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ.
والثالث كقوله: يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ. إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ.
والرابع كقوله: وَالذَّارِياتِ إلى قوله: إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ. وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ.
والخامس كقوله: وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى إلى قوله: إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى.
وأكثر ما يحذف الجواب إذا كان فى نفس المقسم به دلالة على المقسم عليه، فإن المقصود يحصل بذكره فيكون حذف المقسم عليه أبلغ وأوجز، كقوله:
ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ فإن فى المقسم به من تعظيم القرآن، ووصفه بأنه ذو الذكر المتضمن لتذكير العباد، وما يحتاجون إليه، والشرف والقدر ما يدل على المقسم عليه، وهو كونه حقّا من عند اللَّه غير مفترى كما يقول الكافرون، ولهذا قال كثيرون: إن تقدير الجواب: إن القرآن لحق.
لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ فإنه يتضمن إثبات المعاد. وقوله: وَالْفَجْرِ الآيات، فإنها أزمان تتضمن أفعالا معظمة من المناسك وشعائر الحج التى هى عبودية محضة للَّه تعالى وذلّ وخضوع لعظمته، وفى ذلك تعظيم ما جاء به محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام.
ومن لطائف القسم الأول: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى الآيات، أقسم تعالى على إنعامه على رسوله وإكرامه له، وذلك متضمن لتصديقه له فهو قسم على صحة نبوّته، وعلى جزائه فى الآخرة، فهو قسم على النبوّة والمعاد، وأقسم بآيتين عظيمتين من آياته، وتأمل مطابقة هذا القسم وهو نور الضحى، الذى يوافى بعد ظلام الليل، المقسم عليه، وهو نور الوحى، الذى وافاه بعد احتباسه عنه حتى قال أعداؤه: ودّع محمدا ربه، فأقسم بضوء النهار بعد ظلمة الليل على ضوء الوحى ونوره بعد ظلمة احتباسه واحتجابه.
قد اشتمل القرآن العظيم على جميع أنواع البراهين والأدلة، وما من برهان ودلالة وتقسيم وتحذير تبنى من كليات المعلومات العقلية والسمعية وإلا وكتاب اللَّه قد نطق به، لكن أورده على عادات العرب دون دقائق طرق المتكلمين لأمرين:
أحدهما: بسبب ما قاله: وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ.
والثانى: أن المائل إلى دقيق المحاجة هو العاجز عن إقامة الحجة بالجليل من الكلام، فإن من استطاع أن يفهم بالأوضح الذى يفهمه الأكثرون لم ينحط إلى الأغمض الذى لا يعرفه إلا الأقلون ولم يكن ملغزا، فأخرج تعالى مخاطباته فى محاجة خلقه فى أجلى صورة، ليفهم العامة من جليها، ما يقنعهم وتلزمهم الحجة وتفهم الخواص من أنبائها ما يربى على ما أدركه فهم الخطباء.
وزعم بعضهم أن المذهب الكلامى لا يوجد منه شىء فى القرآن وهو مشحون به، وتعريفه أنه احتجاج المتكلم على ما يريد إثباته بحجة تقطع المعاند له فيه على طريقة أرباب الكلام.
ومنه نوع منطقى تستنتج منه النتائج الصحيحة من المقدمات الصادقة.
فلقد ذكر أن من أول سورة الحج إلى قوله: وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ خمس نتائج تستنتج من عشر مقدمات:
قوله: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ لأنه قد ثبت عندنا بالخبر المتواتر أنه تعالى أخبر بزلزلة الساعة معظما لها، وذلك مقطوع بصحته لأنه خبر أخبر به من ثبت صدقه عمن ثبتت قدرته منقوله إلينا بالتواتر فهو حق، ولا يخبر بالحق عما سيكون إلا الحق فاللَّه هو الحق.
وأخبر تعالى أنه يحيى الموتى، لأنه أخبر عن أهوال الساعة بما أخبر، وحصول فائدة هذا الخبر موقوتة على إحياء الموتى ليشاهدوا تلك الأحوال التى
وأخبر أنه على كل شىء قدير، لأنه أخبر أنه من يتبع الشياطين، ومن يجادل فيه بغير علم يذقه عذاب السعير، ولا يقدر على ذلك إلا من هو على كل شىء قدير، فهو على كل شىء قدير.
وأخبر أن الساعة آتية لا ريب فيها، لأنه أخبر بالخبر الصادق أنه خلق الإنسان من تراب إلى قوله: لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وضرب لذلك مثلا بالأرض الهامدة التى ينزل عليها الماء فتهتزّ وتربو وتنبت من كل زوج بهيج، ومن خلق الإنسان على ما أخبر به فأوجده بالخلق، ثم أعدمه بالموت، ثم يعيده بالبعث، وأوجد الأرض بعد العدم فأحياها بالخلق، ثم أماتها بالمحل، ثم أحياها بالخصب.
وصدق خبره فى ذلك كله بدلالة الواقع المشاهد على المتوقع الغائب، حتى انقلب الخبر عيانا صدق خبره فى الإتيان بالساعة، ولا يأتى بالساعة إلا من يبعث من فى القبور، لأنه عبارة عن مدة تقوم فيها الأموات للمجازاة فهى آتية لا ريب فيها، وهو سبحانه وتعالى يبعث من فى القبور.
واستدل سبحانه وتعالى على المعاد الجسمانى بضروب:
أحدها: قياس الإعادة على الابتداء كما قال تعالى: كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ.
ثانيها: قياس الإعادة على خلق السموات والأرض بطريق الأولى، قال تعالى: أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ الآية.
ثالثها: قياس الإعادة على إحياء الأرض بعد موتها بالمطر والنبات.
رابعها: قياس الإعادة على إخراج النار من الشجر الأخضر.
خامسها: فى قوله تعالى: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى. وتقريرها أن اختلاف المختلفين فى الحق لا يوجب انقلاب الحق فى نفسه، وإنما تختلف الطرق الموصلة إليه والحق فى نفسه واحد، فلما ثبت أن هاهنا حقيقة موجودة لا محالة، وكان لا سبيل لنا فى حياتنا إلى الوقوف عليها
فقد صار الخلاف الموجود كما ترى أوضح دليل على كون البعث الذى ينكره المنكرون.
ومن ذلك الاستدلال على أن صانع العالم واحد بدلالة التمانع المشار إليها فى قوله: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا لأنه لو كان للعالم صانعان لكان لا يجرى تدبيرهما على نظام ولا يتسق على أحكام، ولكان العجز يلحقهما أو أحدهما، وذلك لأنه لو أراد أحدهما إحياء جسم وأراد الآخر إماتته، فإما أن تنفذ إرادتهما فيتاقض لاستحالة تجزىء الفعل إن فرض الاتفاق، أو لامتناع اجتماع الضدين إن فرض الاختلاف. وإما ألا تنفذ إرادتهما فيؤدى إلى عجزهما أو لا تنفذ إرادة أحدهما فيؤدى إلى عجزه، والإله لا يكون عاجزا.
(م ٢٠- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
فى القرآن من أسماء الأنبياء والمرسلين خمس وعشرون هم مشاهيرهم:
[آدم] أبو البشر، ذكر قوم أنه أفعل، وصف مشتق من الأدمة ولذا منع الصرف. وقيل: أسماء الأنبياء كلها أعجمية إلا أربعة: آدم، وصالح، وشعيب، ومحمد. وعن ابن عباس قال: إنما سمى آدم لأنه خلق من أديم الأرض.
وقيل: هو اسم سريانى أصله آدام بوزن خاتام، وعرّب بحذف الألف الثانية.
وقيل: التراب بالعبرانية، آدام فسمى آدم به.
[نوح] أعجمى معرّب، ومعناه بالسريانية: الشاكر. وقيل: إنما سمى نوحا لكثرة بكائه على نفسه، واسمه: عبد الغفار. قال: والأكثرون إدريس.
وقيل: هو نوح بن ملك، بفتح اللام وسكون الميم بعدها كاف- ابن متوشلخ- بفتح الميم وتشديد المثناة المضمومة بعدها وفتح الشين المعجمة واللام بعدها معجمة- ابن أخنوخ- بفتح المعجمة وضم النون الخفيفة بعدها واو ساكنة ثم معجمة، وهو إدريس، فيما يقال.
وعن أبى ذرّ قال: «قلت يا رسول اللَّه، من أول الأنبياء؟ قال: آدم، قلت: ثم من؟ قال: نوح، وبينهما عشرون قرنا».
وعن ابن عباس قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون.
وعنه أيضا: «بعث اللَّه نوحا الأربعين سنة، فلبث فى قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم، وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا».
وقيل: إن مولد نوح كان بعد وفاة آدم بمائة وستة وعشرين عاما.
ويقال: إنه أطول الأنبياء عمرا.
وإدريس جدّ نوح الذى يقال له خنون، وهو اسم سريانى، وقيل: عربى مشتق من الدراسة، لكثرة درسه الصحف، وكان نبيا رسولا،
وأنه أول من خط بالقلم.
وعن ابن عباس قال: كان فيما بين نوح وإدريس ألف سنة.
[إبراهيم] اسم قديم ليس بعربىّ، وقد تكلمت به العرب على وجوه أشهرها، إبراهيم، وقالوا: إبراهام. وقرىء به فى السبع، وإبراهيم بحذف الياء، وإبراهيم، وهو اسم سريانى معناه أب رحيم، وقيل مشتق من البرهمة، وهى شدة النظر، وهو ابن آزر، واسمه تارح، بمثناة وراء مفتوحة وآخره حاء مهملة، ابن ناحور- بنون مهملة مضمومة- ابن شاروخ- بمعجمة وراء مضمومة وآخره خاء معجمة، ابن راغوث، بغين معجمة، ابن فالخ، بفاء ولام مفتوحة ومعجمة، ابن عامر، بمهملة وموحدة، ابن شالخ، بمعجمتين، ابن أرفخشذ بن سام بن نوح.
ويقال: ولد إبراهيم على رأس ألفى سنة من خلق آدم.
وفى المستدرك من طريق ابن المسيب عن أبي هريرة قال: اختتن إبراهيم بعد عشرين ومائة سنة، ومات ابن مائتى سنة
، ويقال إنه عاش مائة وخمسا وسبعين سنة.
[إسماعيل] ويقال بالنون آخره. وهو أكبر ولد إبراهيم.
[إسحاق] ولد بعد إسماعيل بأربع عشرة سنة، وعاش مائة وثمانين سنة، ومعنى إسحاق بالعبرانية: الضحاك.
[يعقوب] عاش مائة وسبعا وأربعين سنة.
[يوسف] هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم،
ويقال: إن يوسف ألقى فى الجبّ وهو ابن اثنتى عشرة سنة، ولقى أباه بعد الثمانين وتوفى وله.
مائة وعشرون.
وهو مرسل لقوله تعالى: لَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ.
وقيل: ليس هو يوسف بن يعقوب، بل يوسف بن إفراثيم بن يوسف بن يعقوب، وفى يوسف ست لغات بتثليث السين مع الواو والهمزة، والصواب أنه عجمىّ لا اشتقاق له.
وقيل: اسمه عابر بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وقيل: الراجح فى نسبه أنه هود بن عبد اللَّه بن رباح بن حاوز بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح.
[صالح] هو ابن عبيد بن حاير بن ثمود بن حاير بن سام بن نوح، بعث إلى قومه حين راهق الحلم، فلبث فيهم أربعين عاما.
وقيل: صالح من العرب، لما أهلك اللَّه عادا عمرت ثمود بعدها، فبعث اللَّه إليهم صالحا غلاما شابا فدعاهم إلى اللَّه حين شمط وكبر.
ويقال: هو صالح بن عبيد بن أسيد بن ماشج بن عبيد بن حاذر بن ثمود ابن عاد بن عوض بن إرم بن سام بن نوح بعثة اللَّه إلى قومه وهو شاب. وكانوا عربا منازلهم بين الحجاز والشام، فأقام فيهم عشرين سنة ومات بمكة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
[شعيب] قال هو اين ميكاييل بن يشجن بن لاوى بن يعقوب، كان يقال له خطيب الأنبياء، وبعث رسولا إلى أمتين: مدين، وأصحاب الأيكة، وكان كثير الصلاة وعمى فى آخره،
ويقال: ما بعث اللَّه نبيّا مرتين إلا شعيبا:
مرة إلى مدين فأخذهم اللَّه بالصيحة، ومرة إلى أصحاب الأيكة فأخذهم اللَّه بعذاب يوم الظلة.
ويزعم بعضهم أنه بعث إلى ثلاث أمم، والثالثة أصحاب الرس.
[موسى] هو ابن عمران ين يصهر بن فاهث بن لاوى ين يعقوب عليهما السلام، لا خلاف فى نسبه، وهو اسم سريانى.
وعن ابن عباس قال: إنما سمى موسى لأنه ألقى بين شجر وماء، فالماء بالقبطية مو، والشجر سا.
[هارون] أخو موسى شقيقه، وقيل: لأمه فقط، وقيل لأبيه فقط، حكاهما الكرمانى فى عجائبه، كان فصيحا جدا. مات قبل موسى وكان ولد قبله بسنة. ومعنى هارون بالعبرانية: المحبب.
[داود] هو ابن إيشا- بكسر الهمزة وسكون التحتية وبالشين المعجمة- ابن عوبد- بوزن جعفر بمهملة وموحدة- ابن باعر- بموحدة
وكان أعبد البشر، وجمع له النبوة والملك. وقال النووى: عاش مائة سنة مدّة ملكه منها أربعون سنة، وكان له اثنا عشر ابنا.
[سليمان] ولده، كان خاشعا متواضعا، وكان أبوه يشاوره فى كثير من أموره مع صغر سنه لوفور عقله وعلمه.
وعن ابن عباس قال: ملك الأرض مؤمنان: سليمان، وذو القرنين، وكافران. نمروذ، وبخت نصر، ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وابتدأ بناء بيت المقدس بعد ملكه بأربع سنين، ومات وله ثلاث وخمسون سنة.
[أيوب] من بنى إسرائيل، هو أيوب بن موص بن روح بن عيص ين إسحاق.
وحكى أن أمه بنت لوط، وأبوه ممن آمن بإبراهيم، وعلى هذا فكان قبل موسى. وقيل: كان بعد شعيب. وقيل: كان بعد سليمان.
ابتلى وهو ابن سبعين، وكانت مدة بلائه، سبع سنين. وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: ثلاث سنين، ومدة عمره كانت ثلاثا وتسعين سنة.
[ذو الكفل] ويقال: هو ابن أيوب.
ويقال: إن اللَّه بعث بعد أيوب ابنه بشر بن أيوب نبيا، وسماه ذا الكفل، وأمره بالدعاء إلى توحيده، وكان مقيما بالشام عمره حتى مات وعمره خمس وسبعون سنة. وقيل: هو إلياس.
وقيل: هو يوشع بن نون.
وقيل: هو نبى اسمه ذو الكفل.
وقيل: كان رجلا صالحا تكفل بأمور فوفى بها.
وقيل: هو زكريا فى قوله: وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا.
وقيل: هو نبىّ تكفل اللَّه له فى عمله بضعف عمل غيره من الأنبياء.
وقيل هو إليسع وأن له اسمين.
[يونس] هو ابن متى، بفتح الميم وتشديد التاء الفوقية مقصور،
ويقال: إنه كان فى زمن ملوك الطوائف من الفرس وأنه لبث فى بطن الحوت أربعين يوما، وقيل: سبعة أيام، وقيل: ثلاثة.
وقيل: التقمه ضحى ولفظه عشية.
وفى يونس ست لغات: تثليث النون مع الواو والهمزة، والقراءة المشهورة بضم النون مع الواو.
[إلياس] هو ابن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون- أخى موسى- ابن عمران. وقيل: إنه من سبط يوشع. وعمر كما عمر الخضر. ويقال:
إن إلياس هو إدريس.
وإلياس بهمزة قطع اسم عبرانى، وقد زيد فى آخره ياء ونون فى قوله تعالى: سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ كما قالوا فى إدريس: إدراسين.
[إليسع] هو ابن أخطوب بن العجوز. والعامة تقرؤه بلام مخففة. وقرأ بعضهم: والليسع، بلامين وبالتشديد، فعلى هذا هو عجمى، وكذا على الأولى.
وقيل: عربى منقول من الفعل من وسع يسع.
[زكريا] كان من ذرية سليمان بن داود، وقتل بعد قتل ولده، وكان له يوم بشر بولده اثنتان وتسعون سنة.
وقيل: تسع وتسعون.
وقيل: مائة وعشرون.
وزكريا، اسم أعجمىّ.
وفيه خمس لغات: أشهرها المد، والثانية القصر، وقرىء بهما فى السبع، وزكريا، بتشديد الراء وتخفيفها، وزكر: كقلم.
[يحيى] ولده، أول من سمى يحيى بنص القرآن، ولد قبل عيسى بستة أشهر، ونبىء صغيرا، وقتل ظلما، وسلط اللَّه على قاتليه بخت نصر وجيوشه.
وعلى القولين لا ينصرف.
وعلى الثانى إنما سمى به لأنه أحياه اللَّه بالإيمان.
وقيل: لأنه حيى به رحم أمه.
وقيل: لأنه استشهد والشهداء أحياء.
وقيل: معناه يموت، كالمفازة للمهلكة، والسليم للديغ.
[عيسى] ابن مريم بنت عمران، خلقه اللَّه بلا أب، ورفع وله ثلاث وثلاثون سنة.
وعيسى اسم عبرانى أو سريانى.
ولم يكن من الأنبياء من له اسمان: إلا عيسى ومحمد صلّى اللَّه عليه وسلم. محمد صلّى اللَّه عليه وسلم سمى فى القرآن بأسماء كثيرة منها محمد وأحمد.
فائدة: وثمة خسة سموا قبل أن يكونوا.
محمد: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ.
ويحيى: إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى.
وعيسى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ.
وإسحاق ويعقوب. فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ.
وفيه من أسماء الملائكة، جبريل، وميكائيل، وفيهما لغات:
جبريل- بكسر الجيم والراء بلا همز.
وجبريل، بفتح الجيم وكسر الراء بلا همز.
وجبرائيل، بهمزة بعد الألف.
وجبراييل بياءين بلا همز.
وجبرئيل، بهمز وياء بلا ألف.
وجبرئل، مشدودة اللام، وقرىء بها.
وأصله كوريال فغير بالتعريب وطول الاستعمال إلى ما ترى.
وقرىء: ميكاييل بلا همز، وميكئل، ومكال.
وقيل: اسم جبريل فى الملائكة، خادم اللَّه.
وفيه من أسماء البلاد والبقاع والأمكنة والجبال:
بكة: اسم لمكة، فقيل الباء بدل من الميم.
وقيل: مكة الحرم، وبكة المسجد خاصة.
وقيل: مكة البلد، وبكة البيت، وموضع الطواف. وقيل: البيت خاصة.
والمدينة: سميت فى الأحزاب بيثرب حكاية عن المنافقين، وكان اسمها فى الجاهلية، فقيل: لأنه اسم أرض فى ناحيتها.
وقيل: سميت بيثرب بن وائل، من بنى إرم بن سام بن نوح، لأنه أول من نزلها.
وبدر: وهى قرية قرب المدينة، كانت بدر لرجل من جهينة يسمى بدرا فسميت به، وبدر ما بين مكة والمدينة.
وأحد.
وحنين: وهى قرية قرب الطائف.
وجمع: وهى مزدلفة.
والمشعر الحرام: وهو جبل بها.
ونقع: قيل: هو اسم لما بين عرفات إلى مزدلفة.
ومصر.
وبابل: وهى بلد بسواد العرق.
والأيكة وليكة بفتح اللام: بلد قوم شعيب، والثانى اسم البلدة والأول اسم الكورة.
والحجر: منازل ثمود ناحية الشام عند وادى القرى.
وطور سيناء: وهو الجبل الذى نودى منه موسى.
والجودىّ: وهو جبل بالجزيرة.
وطوى: اسم الوادى.
والكهف: وهو البيت المنقور فى الجبل.
والرقيم: القرية التى خرجوا منها. وقيل: الرقيم واد، وقيل: الرقيم واد بين عقبان وأيلة دون فلسطين. وقيل: الرقيم اسم الوادى الذى فيه الكهف.
والعرم: اسم الوادى. وحرد: اسم القرية.
والصريم: أرض باليمن تسمى بذلك.
وق: جبل محيط بالأرض.
والجرز: هو اسم أرض.
والطاغية: اسم البقعة التى أهلكت بها ثمود.
وفيه من أسماء الأماكن الأخروية.
الفردوس: وهو أعلى مكان فى الجنة.
وعليون: قيل: أعلى مكان فى الجنة.
والكوثر: نهر فى الجنة.
وسلسبيل وتسنيم: عينان فى الجنة.
وسجين: اسم لمكان أرواح الكفار.
وصعود: جبل فى جهنم.
وغى وآثام وموبق والسعر وويل وسائل وسحق: أودية فى جهنم.
وعن ابن مسعود فى قوله: فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا قال: واد فى جهنم.
وأخرج الترمذى وغيره من حديث أبى سعيد الخدرى عن رسوله اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، قال، واد فى جهنم.
الأمى: قيل إنه نسبة إلى أمّ القرى.
وعبقرى: قيل إنه منسوب إلى عبقر، موضع للجن ينسب إليه كل نادر.
والسامرى: قيل منسوب إلى أرض يقال لها سامرون، وقيل: سامرة.
والعربى: قيل منسوب إلى عربة، وهى باحة دار إسماعيل عليه السلام.
وفيه من أسماء الكواكب: الشمس، والقمر، والطارق، والشعرى.
وأما الكتى، فليس فى القرآن منها: غير أبى لهب، واسمه عبد العزى.
وأما الألقاب فمنها: إسرائيل، لقب يعقوب، ومعناه عبد اللَّه.
وقيل: صفوة اللَّه.
وقيل: سرىّ اللَّه، لأنه أسرى لما هاجر.
وفيه لغات أشهرها بياء بعد الهمزة ولام.
وقرىء: إسراييل بلا همزة.
ومنها: المسيح لقب عيسى، ومعناه: الصديق.
وقيل: الذى ليس لرجله أخمص.
وقيل: الذى لا يمسح ذا عاهة إلا برىء.
وقيل: الجميل.
وقيل: الذى يمسح الأرض، أى يقطعها.
ومنها: إلياس، قيل إنه لقب إدريس.
وإلياس: هو إدريس، وإسرائيل هو يعقوب.
ومنها: ذو الكفل.
قيل: إنه لقب إلياس.
وقيل: لقب اليسع.
وقيل: لقب يوشع.
ومنها: نوح اسمه عبد الغفار، ولقبه نوح لكثرة نوحه على نفسه فى طاعة ربه.
ومنها: ذو القرنين، واسمه اسكندر.
وقيل: عبد اللَّه بن الضحاك بن سعد.
وقيل: المنذر بن ماء السماء.
وقيل: الصعب بن قرين بن الهمال، ولقب ذا القرنين لأنه بلغ قرنى الأرض المشرق والمغرب.
وقيل: لأنه ملك فارس والروم.
وقيل: كان على رأسه قرنان، أى ذؤابتان.
وقيل: كان له قرنان من ذهب.
وقيل: كانت صفحتا رأسه من نحاس.
وقيل: كان على رأسه قرنان صغيران تواريهما العمامة.
وقيل: إنه ضرب على قرنه فمات ثم بعثه اللَّه، فضربوه على قرنه الآخر.
وقيل: لأنه كان كريم الطرفين.
وقيل: لأنه انقرض فى وقته قرنان من الناس وهو حىّ.
وقيل: لأنه أعطى علم الظاهر وعلم الباطن.
وقيل: لأنه دخل النور والظلمة.
ومنها: فرعون، واسمه الوليد بن مصعب، وكنيته أبو العباس.
وقيل: أبو الوليد.
وقيل: أبو مرة.
وقيل: إن فرعون لقب لكل من ملك مصر.
ومنها: تبع، قيل: كان اسمه أسعد بن ملكى كرب، وسمى تبعا لكثرة من تبعه.
وقيل: إنه لقب ملوك اليمن، سمى كل واحد منهم تبعا، أى يتبع صاحبه، كالخليفة يخلف غيره.
للإبهام فى القرآن أسباب:
أحدها: الاستغناء ببيانه فى موضع آخر كقوله: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ فإنه مبين فى قوله: مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ.
الثانى: أن يتعين لاشتهاره كقوله: وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ولم يقل حواء لأنه ليس له غيرها.
الثالث: قصد الستر عليه ليكون أبلغ من استعطافه نحو: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا الآية، هو الأخنس بن شريق، وقد أسلم بعد وحسن إسلامه.
الرابع: ألا يكون فى تعيينه كبير فائدة نحو: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ.
الخامس: التنبيه على العموم، وأنه غير خاص، بخلاف ما لو عين نحو:
وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً.
السادس: تعظيمه بالوصف الكامل دون الاسم نحو: وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ
المعجزة: أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدى، سالم عن المعارضة.
وهى: إما حسيّة أو عقلية.
وأكثر معجزات من سبق من الأنبياء حسية، ومعجزة هذه الأمة عقلية، ولأن هذه شريعة لما كانت باقية على صفحات الدهر إلى يوم القيامة خصت بالمعجزة العقلية الباقية، ليراها ذوو البصائر، كما
قال صلّى اللَّه عليه وسلم «ما من الأنبياء نبىّ إلا أعطى ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذى أوتيته وحيا أوحاه اللَّه إلىّ، فأرجو أن أكون اكثرهم تابعا».
قيل: إن معناه: إن معجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم، فلم يشاهدها إلا من حضرها، ومعجزة القران مستمرة إلى يوم القيامة، وخرقه العادة فى أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات، فلا يمرّ عصر من الأعصار إلا ويظهر فيه شىء مما أخبر به أنه سيكون، يدل على صحة دعواه.
وقيل: المعنى: أن المعجزات النواضحة الماضية كانت حسية تشاهد بالأبصار، كناقة صالح، وعصا موسى، ومعجزات القرآن تشاهد بالبصيرة، فيكون من يتبعه لأجلها أكثر، لأن الذى يشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض مشاهده، والذى يشاهد بعين العقل باق يشاهد كل من جاء بعد الأول مستمرّا.
ولا خلاف بين العقلاء أن كتاب اللَّه تعالى معجز لم يقدر أحد على معارضته بعد تحديثهم بذلك، قال تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ فلولا أن سماعه حجة عليه لم يقف أمره على سماعه، ولا يكون حجة إلا وهو معجزة. وقال تعالى: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ فأخبره أن الكتاب آيات من آياته كاف فى الدلالة قائم مقام معجزات غيره، وآيات من سواه من الأنبياء.
فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ.
ثم تحدّاهم بعشر سور منه فى قوله تعالى: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ.
ثم تحدّاهم بسورة فى قوله: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ الآية.
ثم كرر فى قوله: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ الآية.
فلما عجزوا عن معارضته والإتيان بسورة تشبهه على كثرة الخطباء فيهم والبلغاء نادى عليهم بإظهار العجز وإعجاز القرآن فقال: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً فهذا، وهم الفصحاء اللدّ، وقد كانوا أحرص شىء على إطفاء نوره وإخفاء أمره، فلو كان فى مقدرتهم معارضته لعدلوا إليها قطعا للحجة، ولم ينقل عن أحد منهم أنه حدّث نفسه بشىء من ذلك ولارامه، بل عدلوا إلى العناد تارة وإلى الاستهزاء أخرى، فتارة قالوا: سحر، وتارة قالوا: شعر، وتارة قالوا:
أساطير الأولين، كل ذلك من التحير والانقطاع.
ثم رضوا بتحكيم السيف فى أعناقهم، وسبى ذراريهم وحرمهم، واستباحة أموالهم، وقد كانوا آنف شىء وأشده حمية، فلو علموا أن الإتيان بمثله فى قدرتهم لبادروا إليه، لأنه كان أهون عليهم.
وعن ابن عباس قال: جاء الوليد بن المغيرة إلى النبىّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رقّ له فبلغ أبا جهل فأتاه فقال: يا عم، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك ما لا ليعطو كه لئلا تأتى محمد لتعرض لما قاله، قال: قد علمت قريش أنى من أكثرها مالا، قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك كاره له، قال: وماذا أقول؟
ولقد بعث اللَّه محمدا صلّى اللَّه عليه وسلم أكثر ما كانت العرب شاعرا وخطيبا، وأحكم ما كانت لغة، وأشدّ ما كانت عدة، فدعا أقصاها وأدناها إلى توحيد اللَّه، وتصديق رسالته، فدعاهم بالحجة، فلما قطع العذر وأزال الشبهة وصار الذى يمنعهم من الإقرار الهوى والحمية دون الجهل والحيرة، حملهم على حظهم بالسيف، فنصب لهم الحرب ونصبوا له، وقتل عليتهم وأعلامهم وأعمامهم وبنى أعمامهم، وهو فى ذلك يحتج عليهم بالقرآن، ويدعوهم صباحا ومساء إلى أن يعارضوه إن كان كاذبا بسورة واحدة، أو بآيات يسيرة، فكلما ازداد تحديّا لهم بها، وتقريعا لعجزهم عنها، تكشف عن نقصهم ما كان مستورا، وظهر منه ما كان خفيّا، فحين لم يجدوا حيلة ولا حجة قالوا له: أنت تعرف من أخبار الأمم ما لا نعرف، فلذلك يمكنك ما لا يمكننا، قال: فهاتوها مفتريات، فلم يرم ذلك خطيب، ولا طمع فيه شاعر، ولا طبع فيه لتكلفه، ولو تكلفه لظهر ذلك، ولو ظهر لوجد من يستجيده ويحامى عليه، ويكابر فيه، ويزعم أنه قد عارض وقابل وناقض، فدل ذلك العاقل على عجز القوم مع كثرة كلامهم، واستحالة لغتهم، وسهولة ذلك عليهم، وكثرة شعرائهم، وكثرة من هجاه منهم، وعارض شعراء أصحابه وخطباء أمته، لأن سورة واحدة وآيات يسيرة كانت أنقض لقوله، وأفسد لأمره، وأبلغ فى تكذيبه، وأسرع فى تفريق أتباعه، من بذل النفوس، والخروج من الأوطان، وإنفاق الأموال، وهذا من جليل التدبر الذى لا يخفى على من هو دون قريش، والعرب فى الرأى والعقل بطبقات، ولهم القصيد العجيب، والرجز الفاخر، والخطب الطوال البليغة والقاصر الموجزة، ولهم الأسجاع والمزدوج واللفظ المنثور، ثم يتحدى به أقصاهم بعد أن أظهر عجز أدناهم، فمحال أن يجتمع هؤلاء كلهم على الغلط فى الامر الظاهر، والخطا (م ٢١- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
ولما ثبت كون القرآن معجزة نبينا، صلّى اللَّه عليه وسلم، وجب الاهتمام بمعرفة وجه الإعجاز، وقد خاض الناس فى ذلك كثيرا، فبين محسن ومسىء.
فزعم قوم أن التحدىّ وقع بالكلام القديم الذى هو صفة الذات، وأن العرب كلفت فى ذلك ما لا يطاق وبه وقع عجزها، وهو مردود لأن ما لا يمكن الوقوف عليه لا يتصورّ التحدى به.
والصواب ما قاله الجمهور أنه وقع بالدالّ على القديم وهو الألفاظ، وقد زعم بعضهم أن إعجازه بالصرفة، أى إن اللَّه صرف العرب عن معارضته، وسلب عقولهم، وكان مقدورا لهم، لكن عاقهم أمر خارجى فصار كسائر المعجزات.
وهذا قول فاسد بدليل: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ الآية، فإنه يدل على عجزهم مع بقاء قدرتهم، ولو سلبوا القدرة لم تبق فائدة لاجتماعهم لمنزلته منزلة اجتماع الموتى، وليس عجز الموتى مما يحتفل بذكره.
هذا مع أن الإجماع منعقد على إضافة الإعجاز إلى القرآن، فكيف يكون معجزا وليس فيه صفة إعجاز؟ بل المعجز هو اللَّه تعالى حيث سلبهم القدرة على الإتيان بمثله.
وأيضا فيلزم من القول بالصرفة زوال الإعجاز بزوال زمان التحدّى، وخلوّ القرآن من الإعجاز، وفى ذلك خرق لإجماع الأمة أن معجزة الرسول العظمى باقية، ولا معجزة له باقية سوى القرآن.
ومما يبطل القول بالصرفة أيضا أنه لو كانت المعارضة ممكنة، وإنما منع منها
وليس هذا بأعجب من قول فريق منهم إن الكل قادرون على الإتيان بمثله، وإنما تأخروا عنه لعدم العلم بوجه ترتيب لو تعلموه لوصلوا إليه به.
ولا بأعجب من قول آخرين: إن العجز وقع منهم، وأما من بعدهم ففى قدرته الإتيان بمثله.
وكل هذا لا يعتدّ به.
وقال قوم: وجه إعجازه ما فيه من الإخبار عن الغيوب المستقبلة، ولم يكن ذلك من شأن العرب.
وقال آخرون: ما تضمنه من الإخبار عن قصص الأولين، وسائر المتقدمين، حكاية من شاهدها وحضرها.
وقال آخرون: ما تضمنه من الإخبار عن الضمائر من غير أن يظهر ذلك بقول أو فعل كقوله: إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا، وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ.
وقيل: وجه إعجازه ما فيه من النظم والتأليف والترصيف، وأنه خارج عن جميع وجوه النظم المعتاد فى كلام العرب، ومباين لأساليب خطاباتهم. ولهذا لم يمكنهم معارضته.
ولا سبيل إلى معرفة إعجاز القرآن من أصناف البديع التى أودعوها فى الشعر، لأنه ليس مما يخرق العادة، بل يمكن استدراكه بالعلم والتدريب والتصنع به كقوله الشعر، ووصف الخطب، وصناعة الرسالة، والحذق فى البلاغة، وله طريق تسلك، فأما شأو ونظم القرآن فليس له مثال يحتذى، ولا إمام يقتدى به، ولا يصح وقوع مثله اتفاقا.
ونحن نعتقد أن الإعجاز فى بعض القرآن أظهر وفى بعضه أدقّ وأغمض.
وقيل: وجه الإعجاز الفصاحة وغرابة الأسلوب، والسلامة من جميع العيوب.
وقيل: الصحيح والذى عليه الجمهور والحذّاق فى وجه إعجازه، أنه بنظمه وصحة معانيه، وتوالى فصاحة ألفاظه، وذلك أن اللَّه أحاط بكل شىء علما، وأحاط بالكلام كله، فإذا ترتيب اللفظة من القرآن علم بإحاطته أى لفظة تصلح أن تلى الأولى وتبين المعنى بعد المعنى، ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره، والبشر يعمهم الجهل والنسيان والذهول. ومعلوم ضرورة أن أحدا من البشر لا يحيط بذلك، فبهذا جاء نظم القرآن فى الغاية القصوى من الفصاحة، وبهذا يبطل قول من قال: إن العرب كان فى قدرتها الإتيات بمثله فصرفوا عن ذلك. والصحيح أنه لم يكن فى قدرة أحد قط، ولهذا ترى البليغ ينقح القصيدة أو الخطبة حولا، ثم ينظر فيها فيغير فيها وهلم جرّا، وكتاب اللَّه تعالى لو نزعت منه لفظة، ثم أدير لسان العرب على لفظة أحسن منها لم يوجد، ونحن يتبين لنا البراعة فى أكثر ويخفى علينا وجهها فى مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ فى سلامة الذوق وجودة القريحة، وقامت الحجة على العالم بالعرب إذا كانوا أرباب الفصاحة ومظنة المعارضة، كما قامت الحجة فى معجزة موسى بالسحرة، وفى معجزة عيسى بالأطباء، فإن اللَّه إنما جعل معجزات الأنبياء بالوجه الشهير أبدع ما يكون فى زمن النبى الذى أراد إظهاره، فكان السحر قد انتهى فى مدة موسى إلى غايته، وكذلك الطب فى زمن عيسى، والفصاحة فى زمن محمد صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقيل: وجه الإعجاز فى القرآن من حيث استمرت الفصاحة والبلاغة فيه من جميع أنحائها فى جميعه استمرارا لا يوجد له فترة، ولا يقدر عليه أحد من البشر، وكلام العرب ومن تكلم بلغتهم لا تستمر الفصاحة والبلاغة فى جميع أنحائها فى العالى منه إلا فى الشىء اليسير المعدود، ثم تعرض الفترات الإنسانية فينقطع طيب الكلام ورونقه، فلا تستمر لذلك الفصاحة فى جميعه، بل توجد فى تفاريق وأجزاء منه.
وقيل: الجهة المعجزة فى القرآن تعرف بالتفكير فى علم البيان، وهو كما اختاره جماعة فى تعريفه: ما يحترز به عن الخطأ فى تأدية المعنى وعن تعقيده،
وقيل: إن إعجاز القرآن ذكر من وجهين:
أحدهما إعجاز متعلق بنفسه.
والثانى بصرف الناس عن معارضته.
فالأول إما أن يتعلق بفصاحته وبلاغته أو بمعناه.
أما الإعجاز المتعلق بفصاحته وبلاغته فلا يتعلق بعنصره الذى هو اللفظ والمعنى، فإن ألفاظه ألفاظهم، قال تعالى: قُرْآناً عَرَبِيًّا، بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ ولا بمعانيه فإن كثيرا منها موجود فى الكتب المتقدمة، قال تعالى: وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ.
وما هو فى القرآن من المعارف الإلهية وبيان المبدأ والمعاد والإخبار بالغيب.
فإعجازه ليس براجع إلى القرآن من حيث هو قرآن، بل لكونها حاصلة من غير سبق تعليم وتعلم، ويكون الإخبار بالغيب إخبارا بالغيب سواء كان بهذا النظم أو بغيره، مؤدىّ بالعربية أو بلغة أخرى بعبارة أو إشارة، فإذن النظم المخصوص صورة القرآن، واللفظ والمعنى عنصره، وباختلاف الصور يختلف حكم الشىء واسمه لا بعنصره، كالخاتم والقرط والسوار، فإنه باختلاف صورها
فظهر من هذا أن الإعجاز المختص بالقرآن يتعلق بالنظم المخصوص، وبيان كون النظم معجزا يتوقف على بيان نظم الكلام، ثم بيان أن هذا النظم مخالف لنظم ما عداه.
ومراتب تأليف الكلام خمس:
الأولى: ضم الحروف المبسوطة بعضها إلى بعض لتحصل الكلمات الثلاث:
الاسم والفعل والحرف.
والثانية: تأليف هذه الكلمات بعضها إلى بعض لتحصل الجمل المفيدة، وهو النوع الذى يتداوله الناس جميعا فى مخاطباتهم وقضاء حوائجهم، ويقال له المنثور من الكلام.
والثالثة: يضم بعض ذلك إلى بعض ضما له مباد ومقاطع ومداخل ومخارج، ويقال له المنظوم.
والرابعة: أن يعتبر فى أواخر الكلام مع ذلك تسجيع، ويقال له المسجع.
والخامسة: أن يجعل مع ذلك وزن، ويقال له: الشعر والمنظوم، إما محاورة ويقال له الخطابة، وإما مكاتبة ويقال له الرسالة.
فأنواع الكلام لا تخرج عن هذه الأقسام، ولكل من ذلك نظم مخصوص.
والقرآن جامع لمحاسن الجميع على نظم غير نظم شىء منها يدل على ذلك، لأنه لا يصح أن يقال له رسالة أو خطابة أو شعر، أو سجع، كما يصح أن يقال هو كلام، والبليغ إذا قرع سمعه فصل بينه وبين ما عداه من النظم، ولهذا قال تعالى:
وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تنبيها على أن تأليفه ليس على هيئة نظم يتعاطاه البشر فيمكن أن يغير بالزيادة والنقصان كحالة الكتب الآخر.
وإعجاز القرآن يدرك ولا يمكن وصفه، كاستقامة الوزن تدرك ولا يمكن وصفها، وكالملاحة كما يدرك طيب النغم العارض لهذا الصوت ولا يدرك تحصيله لغير ذوى الفطرة السليمة إلا بإتقان علمى المعانى والبيان والتمرين فيهما.
ولقد سئل بندار الفارسى عن موضع الإعجاز من القرآن فقال: هذه مسألة فيها حيف على المعنى، وذلك أنه شبيه بقولك: ما موضع الإنسان من الإنسان؟ فليس للإنسان موضع من الإنسان، بل متى أشرت إلى جملته فقد حققته ودللت على ذاته، كذلك القرآن لشرفه لا يشار إلى شىء منه إلا وكان ذلك المعنى آية فى نفسه ومعجزة لمحاوله وهدى لقائله، وليس فى طاقة البشر الإحاطة بأغراض اللَّه فى كلامه وأسراره فى كتابه، فلذلك حارت العقول وتاهت البصائر عنده. وذهب الأكثرون من علماء النظر إلى وجه الإعجاز فيه من جهة البلاغة، لكن صعب عليهم تفصيلها وصغوا فيه إلى حكم الذوق.
والتحقيق أن أجناس الكلام مختلفة ومراتبها فى درجات البيان متفاوتة.
وفمنها: التبليغ الرصين الجزل.
ومنها: الفصيح القريب السهل.
ومنها: الجائز المنطلق الرسل. وهذه أقسام الكلام الفاضل المحمود.
فالأول أعلاها، والثانى أوسطها، والثالث أدناها وأقربها.
فحازت بلاغات القرآن من كل قسم من هذه الأقسام حصة، وأخذت
وإنما تعذر عن البشر الإتيان بمثله لأمور:
منها: أن علمهم لا يحيط بجميع أسماء اللغة العربية وأوضاعها التى هى ظروف المعانى، ولا تدرك أفهامهم جميع معانى الأشياء المحمولة على تلك الألفاظ، ولا تكمل معرفتهم باستيفاء جميع وجوه النظوم التى بها يكون ائتلافها وارتباط بعضها ببعض، فيتواصلوا باختيار الأفضل من الأحسن من وجوهها إلى أن يأتوا بكلام مثله، وإنما يقوم الكلام بهذه الأشياء الثلاثة: لفظ حاصل، ومعنى به قائم، ورباط لهما ناظم.
وإذا تأملت القرآن وجدت هذه الأمور منه فى غاية الشرف والفضيلة حتى لا ترى شيئا من الألفاظ ولا أجزل ولا أعذب من ألفاظه، ولا ترى نظما أحسن تأليفا وأشدّ تلاوة وتشاكلا من نظمه.
وأما معانيه فكل ذى لبّ يشهد له بالتقدم فى أبوابه، والترقى إلى أعلى درجاته، وقد توجد هذه الفضائل الثلاث على الفرّق فى أنواع الكلام: فأما أن توجد مجموعة فى نوع واحد منه، فلم توجد إلا فى كلام العليم القدير.
نخرج من هذا أن القرآن إنما صار معجزا لأنه جاء بأفصح الألفاظ فى أحسن نظوم التألف مضمنا أصح المعانى من توحيد اللَّه تعالى، وتنزيهه فى صفاته، ودعائه إلى طاعته، وبيان لطريق عبادته، من تحليل وتحريم وحظر وإباحة، ومن وعظ وتقويم وأمر بمعروف ونهى عن منكر، وإرشاد إلى محاسن الأخلاق، وزجر عن مساويها، واضعا كل شىء منها موضعه الذى لا يرى شىء أولى منه ولا يتوهم فى صورة العقل أمر أليق به منه، مودعا أخبار القرون الماضية، وما نزل من مثلات اللَّه بمن مضى، وعائد منهم منبئا عن الكوائن المستقبلة فى الأعصار الآتية من الزمان، جامعا فى ذلك بين الحجة والمحتج له والدليل والمدلول عليه، ليكون ذلك آكد للزوم ما دعا عليه وأداء عن وجوب ما أمر به ونهى عنه.
ثم صار المعاندون له يقولون مرة: إنه شعر لما رأوه منظوما او مرة إنه سحر لما رأوه معجوزا عنه غير مقدور عليه، وقد كانوا يجدون له وقعا فى القلوب، وقلاعا فى النفوس يرهبهم ويحيرهم، فلم يتمالكوا ان يعترفوا به نوعا من الاعتراف ولذلك قالوا: إن له لحلاوة، وإن عليه لطوة، وكانوا مرة بجهلهم يقولون: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، مع علمهم أن صاحبهم أمىّ وليس بحضرته من يملى أو يكتب فى نحو ذلك من الأمور التى أوجبها العناد والجهل والعجز.
وثمة فى إعجاز القرآن وجه ذهب عنه الناس، وهو صنيعه فى القلوب وتأثيره فى النفوس، فإنك لا تسمع كلاما غير القرآن منظوما ولا منثورا إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة فى حال ذوى الروعة والمهابة فى حال آخر ما يخلص منه إليه، قال تعالى: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وقال اللَّه: نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ.
وقد اختلف أهل العلم فى وجه إعجاز القرآن، فذكروا فى ذلك وجوها كثيرة كلها حكمة وصوابا، وما بلغوا فى وجوه إعجازه جزءا واحدا من عشر معشاره.
فقال قوم: هو الإيجاز مع البلاغة.
وقال آخرون: هو البيان والفصاحة.
وقال آخرون: هو الوصف والنظم.
وقال آخرون: هو كونه خارجا عن جنس كلام العرب من النظم والنثر والخطب والشعر مع كونه حروفه فى كلامهم ومعانيه فى خطابهم وألفاظه من جنس كلماتهم، وهو بذاته قبيل غير قبيل كلامهم وجنس آخر متميز عن أجناس خطابهم، حتى إن من اقتصر على معانيه وغير حروفه أذهب رونقه، ومن اقتصر على حروفه وغير معانيه أبطل فائدته، فكان فى ذلك أبلغ دلالة على إعجازه.
وقال آخرون: هو ما فيه من الإخبار عن الأمور الماضية.
وقال آخرون: هو ما فيه من علم الغيب والحكم على الأمور بالقطع.
وقال آخرون: هو كونه جامعا لعلوم يطول شرحها ويشقّ حصرها.
وأهل التحقيق على أن الإعجاز وقع بجميع ما سبق من الأقوال لا بكل واحد على انفراده، فإنه جمع ذلك كله فلا معنى لنسبته إلى واحد منها بمفرده مع اشتماله على الجميع، بل غير ذلك مما لم يسبق.
فمنها: الروعة التى له فى قلوب السامعين وأسماعهم سواء المقرّ والجاحد.
ومنها: أنه لم يزل ولا يزال غضاّ طريّا فى أسماع السامعين وعلى ألسنة القارئين.
ومنها: جمعه بين صفتى الجزالة والعذوبة، وهما كالمتضادين لا يجتمعان غالبا فى كلام البشر.
ومنها: جعله آخر الكتب غنيّا عن غيره، وجعل غيره من الكتب المتقدمة قد تحتاج إلى بيان يرجع فيه إليه كما قال تعالى: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. وقيل: وجوه إعجاز القرآن تظهر من جهات ترك المعارضة مع توفر الدواعى وشدة الحاجة والتحدى للكافة والصرفة والبلاغة والإخبار عن الأمور المستقبلة ونقض العادة وقياسه بكل معجزة.
ونقض العادة هو أن العادة كانت جارية بضروب من أنواع الكلام معروفة:
منها: الشعر.
ومنها: السجع.
ومنها: الخطب.
ومنها: الرسائل.
فأتى القرآن بطريقة مفردة خارجة عن العادة لها منزلة فى الحسن تفوق به كل طريقة، ويفوق الموزون الذى هو أحسن الكلام.
وأما قياسه بكل معجزة فإنه يظهر إعجازه من هذه الجهة إذا كان سبيل فلق البحر وقلب العصا حية، وما جرى هذا المجرى فى ذلك سبيلا واحدا فى الإعجاز، إذ خرج عن العادة فصدّ الخلق عن المعارضة.
والقرآن منطو على وجوه من الإعجاز كثيرة، وتحصيلها من جهة ضبط أنواعها فى أربعة وجوه:
أولها: حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحته، ووجوه إيجازه وبلاغته الخارقة عادة العرب الذين هم فرسان الكلام وأرباب هذا الشأن.
والثانى: صورة نظمه العجيب والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب.
ومنها: نظمها ونثرها الذى جاء عليه ووقفت عليه مقاطع آياته، وانتهت إليه فواصل كلماته، ولم يوجد قبله ولا بعده نظير له.
وكل واحد من هذين النوعين الإيجاز والبلاغة بذاتها، والأسلوب الغريب بذاته نوع إعجاز على التحقيق لم تقدر العرب على الإتيان بواحد منهما، إذ كل واحد خارج عن قدرتها مباين لفصاحتها وكلامها، خلافا لمن زعم أن الإعجاز فى مجموع البلاغة والأسلوب.
الوجه الثالث: ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات وما لم يكن، فوجد كما ورد.
الرابع: ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة والأمم البائدة والشرائع الدائرة مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا الفذّ من أخبار أهل الكتاب الذى قطع عمره فى تعلم ذلك، فيورده صلّى اللَّه عليه وسلم على وجهه ويأتى به على نصه، وهو أمّى لا يقرأ ولا يكتب.
ومن الوجوه فى إعجازه غير ذلك، أى وردت بتعجيز قوم فى قضايا وإعلامهم أنهم لا يفعلونها فما فعلوا ولا قدروا على ذلك كقوله لليهود: فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً فما تمناه أحد منهم، وهذا الوجه داخل فى الوجه الثالث.
ومنها: الروعة التى تلحق قلوب سامعيه عند سماعهم، والهيبة التى تعتريهم عند تلاوته،
وقد أسلم جماعة عند سماع آياته منه كما وقع لجبير بن مطعم أنه سمع النبى صلّى اللَّه عليه وسلم يقرأ فى المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ إلى قوله: الْمُصَيْطِرُونَ كاد قلبه أن يطير.
وذلك أول ما وقر الإسلام فى قلبه.
وقد مات جماعة عند سماع آيات منه.
ومن وجوه إعجازه كونه آية باقية لا يعدم ما بقيت الدنيا مع ما تكفل الله بحفظه.
ومنها: أن قارئه لا يمله وسامعه لا يمجه، بل الإكباب على تلاوته يزيده حلاوة وترديده يوجب له محبة، وغيره من الكلام يعادى إذا أعيد ويملّ مع الترديد، ولهذا وصف صلّى اللَّه عليه وسلم القرآن بأنه لا يخلق على كثرة الردّ.
ومنها: جمعه لعلوم ومعارف لم يجمعها كتاب من الكتب ولا أحاط بعلمها أحد فى كلمات قليلة وأحرف معدودة.
القرآن الذى هو متلوّ محفوظ مرسوم فى المصاحف هو الذى جاء به النبى صلّى اللَّه عليه وسلم، وأنه هو الذى تلاه على من فى عصره ثلاثا وعشرين سنة، والطريق إلى معرفة ذلك هو النقل المتواتر الذى يقع عنده العلم الضرورى به، وذلك أنه قام به فى الموقف، وكتب به إلى البلاد، وتحمله عنه إليها من تابعه، وأورده على غيره من لم يتابعه، حتى ظهر فيهم الظهور الذى لا يشتبه على أحد، ولا يحتمل أنه قد خرج من أتى بقرآن يتلوه ويأخذه على غيره، ويأخذه غيره على الناس، حتى انتشر ذلك فى أرض العرب كلها، وتعدىّ إلى الملوك المعاقبة، كملك الروم والعجم القبط والحبش وغيرهم من ملوك الأطراف.
ولما ورد ذلك مضاداّ لأديان أهل ذلك العصر كلهم، ومخالفا لوجوه اعتقاداتهم المختلفة فى الكفر، وقف جميع أهل الخلاف على جملته، ووقف أهل دينه الذين أكرمهم اللَّه بالإيمان على جملته وتفاصيله، وتظاهر بينهم حتى حفظه الرجال، وتنقلت به الرحال، وتعلمه الكبير والصغير، إذ كان عمدة دينهم وعلما عليه، والمفروض تلاوته فى صلواتهم، والواجب استعماله فى أحكامهم.
ثم تناقله خلف عن سلف، ثم مثلهم فى كثرتهم، وتوفر دواعيهم عى نقله حتى انتهى إلينا ما وصفناه من حاله.
فلن يتشكك أحد، ولا يجوز أن يتشكك مع وجود هذه الأسباب فى أنه أتى بهذا القرآن من عند اللَّه، فهذا أصل.
وإذا ثبت هذا الأصل وجودا، ولقد تحداهم إلى أن يأتوا بمثله، وقرعهم على ترك الإتيان به طول السنين التى وصفناها فلم يأتوا بذلك، والذى يدل على هذا الأصل أنا قد علمنا أن ذلك مذكور فى القرآن فى المواضع الكثيرة، كقوله:
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ
وكقوله: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
فجعل عجزهم عن الإتيان بمثله دليلا على أنه منه، ودليلا على وحدانيته.
وذلك يدل على بطلان قول من زعم أنه لا يمكن أن يعلم بالقرآن الوحدانية، وزعم أن ذلك مما لا سبيل إليه إلا من جهة العقل، لأن القرآن كلام اللَّه عز وجل، ولا يصح أن يعلم الكلام حتى يعلم المتكلم أولا، وإذا ثبت بما تبين إعجازه، وأن الخلق لا يقدرون عليه، ثبت أن الذى أتى به غيرهم، وأنه إنما يختص بالقدرة عليه من يختص بالقدرة عليهم وأنه صدق، وإذا كان كذلك كان ما يتضمنه صدقا.
ومن ذلك قوله عز وجل: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً وقوله أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ. فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ.
فقد ثبت بما تبين أنه تحدّاهم إليه ولم يأتوا بمثله.
وفى هذا أمران:
أحدهما التحدّى إليه.
والآخر أنه لم يأتوا له بمثل.
والذى يدل على ذلك النقل المتواتر الذى يقع به العلم الضرورى، فلا يمكن جحود واحد من هذين الأمرين.
وإن قال قائل: لعله لم يقرأ عليهم الآيات التى فيها ذكر التحدى، وإنما قرأ عليهم ما سوى ذلك من القرآن.
كان كذلك قولا باطلا يعلم بطلانه مثل ما يعلم به بطلان قول من زعم أن القرآن أضعاف هذا، وهو يبلغ حمل جمل، وأنه كتم وسيظهره المهدى.
ويدعى أن هذا القرآن ليس هو الذى جاء به النبى صلّى اللَّه عليه وسلم، وإنما هو شىء وضعه عمر أو عثمان رضى اللَّه عنهما حيث وضع المصحف.
وقد ضمن اللَّه حفظ كتابه أن يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه، ووعده الحق. ومعروف أن العدد الذين أخذوا القرآن فى الأمصار وفى البوادى وفى الأسفار والحضر وضبطوه حفظا من بين صغير وكبير، وعرفوه حتى صار لا يشتبه على أحد منهم حرف، لا يجوز عليهم السهو والنسيان ولا التخليط فيه والكتمان، ولو زادوا ونقصوا أو غيروا لظهر.
وقد علمت أن شعر امرىء القيس وغيره لا يجوز أن يظهر ظهور القرآن ولا أن يحفظ كحفظه ولا أن يضبط كضبطه، ولا أن تمس الحاجة إليه مساسها إلى القرآن، لوزيد فيه بيت أو نقص منه بيت، لا بل لو غير فيه لفظ، لتبرأ منه أصحابه وأنكره أربابه، فإذا كان كذلك مما لا يمكن فى شعر امرىء القيس ونظائره، مع أن الحاجة إليه تقطع لحفظ العربية، فكيف يجوز أو يمكن ما ذكروه فى القرآن مع شدة الحاجة إليه فى أصل الدين، ثم فى الأحكام والشرائع واشتمال الهمم المختلفة على ضبطه.
فمنهم من يضبطه لإحكام قراءته ومعرفة وجوهها وصحة أدائها.
ومنهم: من يحفظه للشرائع والفقه.
ومنهم من يضبطه ليعرف تفسيره ومعانيه. ومنهم من يقصد بحفظه الفصاحة والبلاغة.
ومن الملحدين من يحصله لينظر فى عجيب شأنه.
وكيف يجوز على أهل هذه الهمم المختلفة والآراء المتباينة، على كثرة أعدادهم، واختلاف بلادهم، وتفاوت أغراضهم، أن يجتمعوا على التغيير والتبديل والكتمان.
وإنك إذا تأملت ما ذكر فى أكثر السور فى ردّ قومه عليه وردّ غيرهم وقولهم: لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا وقول بعضهم: إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ إلى الوجوه التى يصرف إليها قولهم فى الطعن عليه.
فمنهم من يستهين بها، ويجعل ذلك سببا لتركه الإتيان بمثله.
ومنهم من يزعم أنه دارس وأنه أساطير الأولين.
ولو جاز أن يكون بعضه مكتوما جاز على كله.
ولو جاز أن يكون بعضه موضوعا جاز ذلك فى كله، فثبت من هذا أنه تحدى إليه، وأنهم لم يأتوا له بمثل.
فإذا ثبت هذا وجب أن يعلم أن تركهم للإتيان بمثله كان لعجزهم عنه.
والذى يدل على أنهم كانوا عاجزين عن الإتيان بمثل القرآن أنه تحداهم إليه حتى طال التحدى، وجعله دلالة على صدقه وثبوته. وتضمن أحكامه استباحة دمائهم وأموالهم وسبى ذريتهم، فلو كانوا يقدرون على تكذيبه لفعلوا وتوصلوا إلى تخليص أنفسهم وأهليهم وأموالهم من حكمه بأمر قريب هو عادتهم فى لسانهم، ومألوف من خطابهم، وكان ذلك يغنيهم عن تكلف القتال وإكثار المراء والجدال، وعن الجلاء عن الأوطان، وعن تسليم الأهل والذرية للسبى.
فلما لم يحصل هناك معارضة منهم على أنهم عاجزون عنها.
ومعلوم أنهم لو عارضوه بم تحداهم إليه لكان فيه توهين أمره، وتكذيب قوله، وتفريق جمعه، وتشتيت أسبابه، وكان من صدق به يرجع على أعقابه، ويعود فى مذهب أصحابه.
فلما لم يفعلوا شيئا من ذلك مع طول المدة، ووقوع الفسحة، وكان أمره يتزايد حالا فحالا، ويعلو شيئا فشيئا، وهم على العجز عن القدح فى آيته، والطعن فى دلالته، علم أنهم كانو لا يقدرون على معارضته ولا على توهين حجته.
وقد أخبر اللَّه تعالى عنهم أنهم قوم خصمون وقال: وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا وقال: خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ وعلم أيضا أن ما كانوا يقولونه من وجوه اعتراضهم على القرآن مما حكى اللَّه عز وجل عنهم من قولهم:
لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ وقولهم: ما هذا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ وقالوا: يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ
وقالوا: أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ وقالوا:
أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً. وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً وقوله: الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ إلى آيات كثيرة فى نحو هذا تدل على أنهم كانوا متحيرين فى أمرهم متعجبين من عجزهم، يفزعون إلى نحو هذه الأمور من تعليل وتعذير ومدافعة بما وقع التحدّى إليه وعرف الحث عليه.
وقد علم منهم أنهم ناصبوه الحرب وجاهروه ونابذوه، وقطعوا الأرحام وأخطروا بأنفسهم، وطالبوه بالآيات والإتيان بغير ذلك من المعجزات يريدون تعجيزه ليظهروا عليه بوجه من الوجوه، فكيف يجوز أن يقدروا على معارضته القريبة السهلة عليهم، وذلك يدحض حجته ويفسد دلالته ويبطل أمره، فيعدلون عن ذلك إلى سائر ما صاروا إليه من الأمور التى ليس عليها مزيد فى المنابذة والمعاداة، ويتركون الأمر الخفيف هذا مما يمتنع وقوعه فى العادات، ولا يجوز إتقانه من العقلاء.
ويمكن أن يقال إنهم لو كانوا قادرين على معارضته والإتيان بمثل ما أتى به لم يجز أن يتفق منهم ترك المعارضة، وهم على ما هم عليه من الذراية والسلاقة والمعرفة بوجوه الفصاحة، وهو يستطيل عليهم بأنهم عاجزون عن مباراته، وأنهم يضعفون عن مجاراته، ويكرر فيما جاء به ذكر عجزهم عن مثل ما يأتى به ويقرعهم ويؤنبهم عليه، ويدرك آماله فيهم، وينجح ما يسعى له بتركهم المعارضة، وهو يذكر فيما يتلوه تعظيم شأنه وتفخيم أمره حتى يتلوا قوله تعالى:
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً وقوله: يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ
وقوله، وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ وقوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ وقوله: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ وقوله: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ وقوله: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ (م ٢٢- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
فمنها ما يتكرّر فى السورة فى مواضع منها.
ومنها ما ينفرد فيها.
وذلك مما يدعوهم إلى المباراة، ويحضهم على المعارضة وإن لم يكن متحديا إليه. ألا ترى أنهم قد كان ينافر شعراؤهم بعضهم بعضا؟ ولهم فى ذلك مواقف معروفة وأخبار مشهورة وأيام منقولة.
وكانوا يتنافسون على الفصاحة والخطابة والذلاقة، ويتبجحون بذلك ويتفاخرون بينهم.
فلن يجوز والحالة هذه أن يتغافلوا عن معارضته لو كانوا قادرين عليها تحدّاهم إليها أو لم يتحداهم.
ولو كان هذا القبيل مما يقدر عليه البشر لوجب فى ذلك أمر آخر، وهو أنه لو كان مقدورا للعباد لكان قد اتفق إلى وقت مبعثه من هذا القبيل ما كان يمكنهم أن يعارضوه به، وكانوا لا يفتقرون إلى تكلف وضعه وتعمل نظمه فى الحال.
فلما لم نرهم احتجوا عليه بكلام سابق وخطبة متقدمة ورسالة سالفة ونظم بديع، ولا عارضوه به فقالوا هذا أفصح مما جئت به، وأغرب منه أو هو مثله، علم أنه لم يكن إلى ذلك سبيل، وأنه لم يوجد له نظير، ولو كان وجد له مثل لكان ينقل إلينا ولعرفناه كما نقل إلينا أشعار أهل الجاهلية، وكلام الفصحاء والحكماء من العرب، وأدى إلينا كلام الكهان وأهل الرجز والسجع والقصيد، وغير ذلك من أنواع بلاغتهم، وصنوف فصاحاتهم.
فإن قيل: الذى بنى على الأمر فى تثبيت معجزة القرآن أنه وقع التحدى إلى الإتيان بمثله وأنهم عجزوا عنه بعد التحدى إليه، ومما يؤكد هذا أن النبى صلّى اللَّه عليه وسلم قد دعا الآحاد إلى الإسلام محتجاّ عليهم بالقرآن، لأنا نعلم أنه لم يلزمهم تصديقه تقليدا، ونعلم أن السابقون الأولين إلى الإسلام لم يقلدوه، وإنما دخلوا على
وكذلك لا يعرف المتوسط من أهل اللسان من هذا الشأن ما يعرفه العالى فى هذه الصنعة، فربما حلّ فى ذلك محل الأعجمىّ فى أن لا يتوجه عليه الحجة حتى يعرف عجز المتناهى فى الصنعة عنه.
وكذلك لا يعرف المتناهى فى معرفة الشعر وحده أو الغاية فى معرفة الخطب أو الرسائل وحدهما غور هذا الشأن ما يعرف من استكمل معرفة جميع تصاريف الخطاب، ووجوه الكلام وطرق البراعة، فلا تكون الحجة قائمة على المختص ببعض هذه العلوم بانفرادها دون تحققه بعجز البارع فى هذه العلوم كلها عنه.
فأما من كان متناهيا فى معرفة وجوه الخطاب وطرق البلاغة والفنون التى يمكن فيها إظهار الفصاحة فهو متى سمع القرآن عرف إعجازه، لأنه يعرف من حال نفسه أنه لا يقدر عليه، ويعرف من حال غيره مثل ما يعرف من حال نفسه، ومتى علم البليغ المتناهى فى صنوف البلاغات عجزه عن القرآن علم عجز غيره، لأنه كهو لأنه يعلم أن حاله وحال غيره فى هذا الباب سواء.
فالبليغ المتناهى فى وجوه الفصاحة يعرف إعجاز القرآن وتكون معرفته حجة عليه إذا تحدّى إلى وعجز عن مثله وإن لم ينتظر وقوع التحدى فى غيره وما الذى يصنع ذلك الغير.
قيل: لا يجب ذلك، لأن صوارفهم كانت كثيرة:
منها أنهم كانوا يشكّون.
ومنهم من يشك فى إثبات الصانع.
وفيهم من يشك فى التوحيد.
وفيهم من يشك فى النبوة. ألا ترى
أن أبا سفيان بن حرب لما جاء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ليسلم عام الفتح قال له النبى عليه الصلاة والسلام: «أما آن لك أن تشهد أن لا إله إلا اللَّه؟ قال: بلى، فشهد، قال: أما آن لك أن تشهد أنى رسول اللَّه، قال: أما هذه ففى النفس منها شىء».
فكانت وجوه شكوكهم مختلفة، وطرق شبههم متباينة.
فمنهم من قلت شبهه وتأمل الحجة حق تأملها ولم يستكبر فأسلم.
ومنهم من كبرت شبهه وأعرض عن تأمل الحجة حتى تأملها أو لم يكن فى البلاغة على حدود النهاية، فتطاول عليه الزمان إلى أن نظر واستبصر وراعى واعتبر، واحتاج إلى أن يتأمل عجز غيره عن الإتيان بمثله فلذلك وقف أمره.
ولو كانوا فى الفصاحة على مرتبة واحدة، وكانت صوارفهم وأسبابهم متفقة، لتوافقوا إلى القبول جملة واحدة.
ثمة ثلاثة أوجه من الإعجاز:
أحدها: يتضمن الإخبار عن الغيوب، وذلك مما لا يقدر عليه البشر ولا سبيل لهم إليه. فمن ذلك ما وعد اللَّه تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام أنه سيظهر دينه على الأديان بقوله عز وجل: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ففعل ذلك.
وكان أبو بكر الصديق رضى اللَّه عنه إذا أغزى جيوشه عرفهم ما وعدهم اللَّه من إظهار دينه ليثقوا بالنصر ويستيقنوا بالنجح.
وكان عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه يفعل كذلك فى أيامه، حتى وقف أصحاب جيوشه عليه، فكان سعد بن أبى وقاص رحمه اللَّه وغيره من أمراء الجيوش من جهته يذكر ذلك لأصحابه، ويحرّضهم به، ويوثق لهم، وكانوا يلقون الظفر فى مواجهاتهم، حتى فتح إلى آخر أيام عمر رضى اللَّه عنه إلى بلخ وبلاد الهند، وفتح فى أيامه مرو الشاهجان ومرو الروذ، ومنعهم من العبور بجيحون، وكذلك فتح فى أيامه فارس إلى إصطخر، وكرمان ومكران وسجستان وجميع ما كان من مملكة كسرى، وكل ما كان يملكه ملوك الفرس بين البحرين من الفرات إلى جيحون، وأزال ملك ملوك الفرس، إلى حدود أرمينية وإلى باب الأبواب، وفتح أيضا ناحية الشام والأردنّ وفلسطين وفسطاط مصر، وأزال ملك قيصر عنها، وذلك من الفرات إلى بحر مصر وهو ملك قيصر، وغزت الخيول فى أيامه إلى عمورية، فأخذ الضواحى كلها ولم يبق دونها إلا ما حجز دونه بحر أو حال عنه جبل منيع أو أرض خشنة أو بادية غير مسلوكة.
وقال اللَّه عز وجل: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ فصدق فيه.
وجميع الآيات التى يتضمنها القرآن من الإخبار عن الغيوب تكثر جدا.
والوجه الثانى: أنه كان معلوما من حال النبى صلّى اللَّه عليه وسلم أنه كان أميا لا يكتب ولا يحسن أن يقرأ وكذلك كان معروفا من حاله أنه لم يكن يعرف شيئا من كتب المتقدمين وأقاصيصهم وأنبائهم وسيرهم. ثم أتى بجملة ما وقع وحدث من عظيمات الأمور، ومهمات السير من حين خلق الله آدم عليه السلام إلى حين مبعثه.
فذكر فى الكتاب الذى جاء به معجزة له قصة آدم عليه السلام، وابتداء خلقه وما صار إليه أمره من الخروج من الجنة، ثم جملا من أمر ولده وأحواله وتوبته.
ثم ذكر قصة نوح عليه السلام وما كان بينه وبين قومه وما انتهى إليه أمره.
وكذلك أمر إبراهيم عليه السلام إلى ذكر سائر الأنبياء المذكورين فى القرآن والملوك والفراعنة الذين كانوا فى أيام الأنبياء صلوات اللَّه عليهم. وهذا مما لا سبيل إليه إلا عن تعلم، وإذا كان معروفا أنه لم يكن ملابسا لأهل الآثار وحملة الأخبار ولا مترددا إلى التعلم منهم، ولا كان ممن يقرأ فيجوز أن يقع إليه كتاب فيأخذ منه علم أنه لا يصل إلى علم ذلك إلا بتأييد من جهة الوحى، ولذلك قال عز وجل:
وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ وقال:
وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ.
والوجه الثالث: أنه بديع النظم عجيب التأليف متناه فى البلاغة إلى الحدّ الذى يعلم عجز الخلق عنه، والذى يشتمل عليه بديع نظمه المتضمن للإعجاز وجوه:
منها: ما يرجع إلى الجملة، وذلك أن نظم القرآن على تصررّف وجوهه واختلاف مذاهبه خارج عن المعهود من نظام جميع كلامهم ومباين للمألوف من ترتيب خطابهم، وله أسلوب يختص به ويتميز فى تصرفه عن أساليب الكلام
ومنها: أنه ليس للعرب كلام مشتمل على هذه الفصاحة والغرابة والتصرّف البديع والمعانى اللطيفة والفوائد الغزيرة والحكم الكثيرة والتناسب فى البلاغة، والتشابه فى البراعة على هذا الطول وعلى هذا القدر، وإنما تنسب إلى حكيمهم كلمات معدودة وألفاظ قليلة، وإلى شاعرهم قصائد محصورة يقع فيها ما نبينه بعد هذا من الاختلال، ويعترضها ما نكشفه من الاختلاف، ويقع فيها ما نبديه من التعمل والتكلف والتجوّز والتعسف، وقد حصل القرآن على كثرته وطوله متناسبا فى الفصاحة على ما وصفه اللَّه تعالى به فقال عزّ من قائل: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ، وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً فأخبر أن كلام الآدمى إن امتدّ وقع فيه التفاوت وبان عليه الاختلال، وفى ذلك معنى ثابت وهو أن عجيب نظمه وبديع تأليفه لا يتفاوت ولا يتباين على ما يتصرف إليه من الوجوه التى يتصرف فيها، من ذكر قصص ومواعظ واحتجاج وحكم وأحكام، وإعذار وإنذار، ووعد ووعيد، وتبشير وتخويف، وأوصاف وتعليم أخلاق كريمة وشيم رفيعة وسير مأثورة، وغير ذلك من الوجوه التى يشتمل عليها. ونجد كلام البليغ الكامل والشاعر المفلق والخطيب المصقع يختلف على حسب اختلاف هذه الأمور. فمن الشعراء من يجود فى المدح
بامرىء القيس إذا ركب، والنابغة إذا رهب، وبزهير إذا رغب، ومثل ذلك يختلف فى الخطيب والرسائل وسائر أجناس الكلام. ومتى تأملت شعر الشاعر البليغ رأيت التفاوت فى شعره على حسب الأحوالالتى يتصرف فيها، فيأتى بالغاية فى البراعة فى معنى، فإذا جاء إلى غيره قصر عنه ووقف دونه وبان الاختلاف على شعره.
ثم نجد فى الشعراء من يجود فى الرجز ولا يمكنه نظم القصيد أصلا، ومنهم من ينظم القصيد، ولكن يقصر فيه مهما تكلفه أو عمله، ومن الناس من يجود فى الكلام المرسل، فإذا أتى بالموزون قصر ونقص نقصانا عجيبا، ومنهم من يوجد بضد ذلك. وقد تأملنا نظم القرآن فوجدنا جميع ما يتصرف فيه من الوجوه التى قدمنا ذكرها على حدّ واحد فى حسن النظم وبديع التأليف والرصف، لا تفاوت فيه ولا انحطاط عن المنزلة العليا، ولا إسفال فيه إلى الرتبة الدنيا. وكذلك قد تأملنا ما يتصرف إليه وجوه الخطاب من الآيات الطويلة والقصيرة، فرأينا الإعجاز فى جميعه على حدّ واحد لا يختلف. وكذلك قد يتفاوت كلام الناس عند إعادة ذكر القصة الواحدة فرأيناه غير مختلف ولا متفاوت، بل هو على نهاية البلاغة وغاية البراعة، فعلمنا بذلك أنه مما لا يقدر عليه البشر، لأن الذى يقدون عليه قد بينا فيه التفاوت الكثير عند التكرار، وعند تباين الوجوه واختلاف الأسباب التى يتضمن.
ومعنى رابع: وهو أن كلام الفصحاء يتفاوت تفاوتا بينا فى الفصل والوصل، والعلوّ والنزال، والتقريب والتبعيد، وغير ذلك مما ينقسم إليه الخطاب عن النظم ويتصرف فيه القول عند الضم والجمع، ألا ترى أن كثيرا من الشعراء قد وصف بالنقص عن التنقل من معنى إلى غيره، والخروج من باب إلى سواه، حتى إن أهل الصنعة قد اتفقوا على تقصير البحترى مع جودة نظمه
ومعنى خامس: فنظم القرآن وقع موقعا فى البلاغة يخرج عن عادة كلام الإنس والجن، فهم يعجزون عن الإتيان بمثله كعجزنا ويقصرون دونه كقصورنا، وقد قال اللَّه عز وجل: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً.
ومعنى سادس: وهو أن الذى ينقسم عليه الخطاب من البسيط والاختصار، والجمع والتفريق، والاستعارة والتصريح، والتجوز والتحقيق، ونحو ذلك من الوجوه التى توجد فى كلامهم موجودة فى القرآن، وكل ذلك مما لا يتجاوز حدود كلامهم المعتاد بينهم فى الفصاحة والإبداع والبلاغة.
ومعنى سابع: وهو أن المعانى التى تتضمن فى أصل وضع الشريعة والأحكام والاحتجاجات فى أصل الدين والرد على الملحدين على تلك الألفاظ البديعة، وموافقة بعضها بعضا فى اللطف والبراعة مما يتعذر على البشر، ويمنع ذلك أنه قد علم أن تخير الألفاظ للمعانى المتداولة المألوفة والأسباب الدائرة بين الناس أسهل وأقرب من تخير الألفاظ لمعان مبتكرة، وأسباب مؤسسة مستحدثة، فلو أبرع اللفظ فى المعنى البارع كان ألطف وأعجب من أن يوجد اللفظ البارع فى المعنى المتداول المتكرّر والأمر المتقرّر المتصور. ثم إن انضاف إلى ذلك التصرّف البديع فى الوجوه التى تتضمن تأييد ما يبتدأ تأسيسه ويراد تحقيقه بأن التفاضل فى البراعة والفصاحة، ثم إذا وجدت الألفاظ وفق المعنى والمعانى وفقها لا يفضل أحدهما على الآخر، فالبراعة أظهر والفصاحة أتم.
ومعنى ثامن: وهو أن الكلام يبين فضله ورجحان فصاحته، بأن نذكر منه الكلمة فى تضاعيف كلام أو نقذف ما بين شعر فتأخذه الأسماع وتتشوّق إليه
فمن ذلك أنهم قسموها إلى حروف مهموسة وأخرى مجهورة.
فالمهموسة: منها عشرة وهى: الحاء والهاء والخاء والكاف والشين والثاء والفاء والتاء والصاد والسين.
وما سوى ذلك من الحروف فهى مجهورة.
وقد عرفنا أن نصف الحروف المهموسة مذكورة فى جملة الحروف المذكورة فى أوائل السور.
وكذلك نصف الحروف المجهورة على السواء لا زيادة ولا نقصان.
والمجهور: معناه أنه حرف أشبع الاعتماد فى موضعه ومنع أن يجرى معه حتى ينقضى الاعتماد ويجرى الصوت.
والمهموس: كل حرف ضعف الاعتماد فى موضعه حتى جرى معه النفس، وذلك مما يحتاج إلى معرفته لتبتنى عليه أصول العربية.
وكذلك مما يقسمون إليه الحروف، يقولون: إنها على ضربين.
أحدهما حروف الحلق، وهى ستة أحرف: العين والحاء والهمزة والهاء والخاء والعين، والنصف من هذه الحروف مذكور فى جملة الحروف التى تشتمل عليها الحروف المبينة فى أوائل السور.
وكذلك النصف من الحروف التى ليست بحروف الحلق.
وكذلك تنقسم هذه الحروف إلى قسمين آخرين:
أحدهما حروف غير شديدة.
وقد علمنا أن نصف هذه الحروف أيضا هى مذكورة فى جملة تلك الحروف التى بنى عليها تلك السور.
ومن ذلك الحروف المطبقة وهى أربعة أحرف، وما سواها منفتحة.
فالمطبقة: الطاء والظاء والضاد والصاد.
وقد علمنا أن نصف هذه فى جملة الحروف المبدوء بها فى أوائل السور.
وكل ذلك يوجب إثبات الحكمة فى ذكر هذه الحروف على حدّ يتعلق به الإعجاز من وجه:
ومعنى عاشر: وهو أنه سهل سبيله فهو خارج عن الوحشى المستكره والغريب المستنكر وعن الصنعة المتكلفة، وجعله قريبا إلى الأفهام، يبادر معناه لفظه إلى القلب، ويسابق المغزى من عبارته إلى النفس، وهو مع ذلك ممتنع المطلب عسير المتناول، غير مطمع مع قربه فى نفسه ولا موهم مع دنوه فى موقعه أن يقدر عليه أو يظفر به، فأما الانحطاط عن هذه الرتبة إلى رتبة الكلام المبتذل والقول المسفسف، فليس يصح أن تقع فيه فصاحة أو بلاغة، فيطلب فيه الإعجاز، ولكن لو وضع فى وحشى مستكره أو عمر بوجوه الصنعة، وأطبق بأبواب التعسف والتكلف لكان لقائل أن يقول فيه، ويعتذر ويعيب ويقرّع، ولكنه أوضح مناره وقرب منهاجه وسهل سبيله وجعله متشابها متماثلا وبين مع ذلك إعجازهم فيه، وقد علمت أن كلام فصحائهم وشعر بلغاتهم لا ينفك من تصرف فى غريب مستنكر أو وحشى مستكره ومعان مستبعدة، ثم عدولهم إلى كلام مبتذل وضيع لا يوجد دونه فى الرتبة، ثم تحوّلهم إلى كلام معتدل بين الأمرين متصرف بين المنزلين
من الإخبار عن الغيوب والصدق والإصابة فى ذلك كله فهو كقوله تعالى:
قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فأغزاهم أبو بكر وعمر رضى اللَّه عنهما إلى قتال العرب والفرس والروم.
وكقوله: الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ وراهن أبو بكر الصدّيق رضى اللَّه عنه فى ذلك وصدق اللَّه وعده.
وكقوله فى قصة أهل بدر: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ.
وكقوله: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ.
وكقوله: وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ فى قصة أهل بدر.
وكقوله: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً فصدق اللَّه تعالى وعده فى كل ذلك.
وقال فى قصة المتخلفين عنه فى غزوته: لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا فحق ذلك كله وصدق ولم يخرج من المخالفين الذين خوطبوا بذلك معه أحد.
وكقوله: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ.
وكقوله: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا
فامتنعوا من المباهلة ولو أجابوا إليها اضطرمت عليهم الأودية نارا ما ذكر فى الخبر.
وكقوله: قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ولو تمنوه لوقع بهم هذا وما أشبهه.
ومن إخباره عن قصص الأولين وسير المتقدمين، فمن العجيب الممتع على من لم يقف على الأخبار ولم يشتغل بدرس الآثار، وقد حكى فى القرآن تلك الأمور حكاية من شهدها وحضرها، ولذلك قال اللَّه تعالى: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ.
وقال: وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ.
وقال: وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ.
فبين وجه دلالته من إخباره بهذه الأمور الغائبة السالفة.
وقال: تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا الآية.
ومن الإعجاز الواقع فى النظم والتأليف والرصف، فهو على وجوه:
منها: أنه نظم خارج عن جميع وجوه النظم المعتاد فى كلامهم ومباين لأساليب خطابهم، لم وهو ليس من قبيل الشعر ولا السجع ولا الكلام الموزون غير المقفى، لأن قوما من كفار قريش ادّعوا أنه شعر.
ومن الملحدة من يزعم أن فيه شعرا.
ومن أهل الملة من يقول إنه كلام مسجع.
ومنهم من يدعى أنه كلام موزن.
فلا يخرج بذلك عن أصناف ما يتعارفونه من الخطاب.
نحن نعلم أن اللَّه تعالى نفى الشعر من القرآن.
ومن النبى صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ وقال فى ذم الشعراء: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ. أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ إلى آخر ما وصفهم به فى هذه الآيات، فقال: وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ.
وهذا يدل على أن ما حكاه عن الكفار من قولهم إنه شاعر، وإن هذا شعر، لا بد من أن يكون محمولا على أنهم نسبوه فى القرآن إلى أن الذى أتاهم به هو من قبيل الشعر، الذى يتعارفونه على الأعاريض المحصورة المألوفة.
أو يكون محمولا على ما كان يطلق الفلاسفة على حكمائهم وأهل الفطنة منهم فى وصفهم إياهم بالشعر لدقة نظرهم فى وجوه الكلام وطرق لهم فى المنطق.
أو يكون محمولا على أنه أطلق من بعض الضعفاء منهم فى معرفة أوزان الشعر، وهذا أبعد الاحتمالات. فإن حمل على الوجهين الأولين كان ما أطلقوه صحيحا، وذلك أن الشاعر يفطن لما لا يفطن له غيره.
وإذا قدر على صنعة الشعر كان على ما دونه فى رأيهم وعندهم أقدر، فنسبوه إلى ذلك لهذا السبب.
فإن زعم زاعم أنه قد وجد فى القرآن شعرا كثيرا، فمن ذلك ما يزعمون أنه بيت تام أو أبيات تامة، ومنه ما يزعمون أنه مصراع، كقول القائل:
قد قلت لما حاولوا سلوتى | هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ |
وفتية فى مجلس وجوههم | ريحانهم قد عدموا التثقيلا |
وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مؤمنينا زعموا أنه من الوافر:
وكقوله عزّ وجل:
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ضمنه أبو نواس فى شعره ففصل وقال: فذاك الذى، وشعره:
وقرا معلنا ليصدع قلبى | والهوى يصدع الفؤا السقيما |
فكذلك حال السجع الذى يزعمونه ويقدرونه، ويقال لهم: لو كان وكما ضمنه فى شعره من قوله:
سبحان من سخر هذا لنا | حقّا وما كنا له مقرنين |
وكما يقولونه فى قوله عز وجل: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً. فَالْمُورِياتِ قَدْحاً.
ونحو ذلك فى القرآن كثير، كقوله: وَالذَّارِياتِ ذَرْواً. فَالْحامِلاتِ وِقْراً. فَالْجارِياتِ يُسْراً وهو عندهم شعر من بحر البسيط.
والجواب عن هذه الدعوى التى ادّعوها من وجوه.
أولها: أن الفصحاء منهم حين أورد عليهم القرآن لو كانوا يعتقدونه شعرا ولم يروه خارجا عن أساليب كلامهم لبادروا إلى معارضته، لأن الشعر مسخر لهم سهل عليهم فيه ما قد علمت من التصرّف العجيب والاقتدار اللطيف، فلما لم نرهم اشتغلوا بذلك ولا عوّلوا عليه علم أنهم لم يعتقدوا فيه شيئا مما يقدره الضعفاء فى الصنعة والمرمدون فى هذا الشأن.
وإنّ استدراك من يجىء الآن على فصحاء قريش وشعراء العرب قاطبة فى ذلك الزمان وبلغائهم وخطبائهم وزعمه أنه قد ظفر بشعر فى القرآن ذهب أولئك النفر عنه، وخفى عليهم شدة حاجاتهم إلى الطعن فى القرآن والغض عنه واتوصل إلى تكذيبه بكل ما قدروا عليه.
فلن يجوز أن يخفى على أولئك وأن يجهلوه ويعرفه من جاء الآن وهو بالجهل حقيق، وإذا كان كذلك علم أن الذى أجاب به العلماء عن هذا السؤال شديد، وهو أنهم قالوا: إن البيت الواحد وما كان على وزنه لا يكون شعرا، وأقل الشعر بيتان فصاعدا، وإلى ذلك ذهب أكثر أهل صناعة العربية من أهل الإسلام.
وقالوا أيضا: إن ما كان على وزن بيتين إلا أنه يختلف رويهما وقافيتهما فليس بشعر. (- ٢٣- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
ويقولون: إن الشعر إنما يطلق متى قصد القاصد إليه على الطريق الذى يتعمد ويسلك، ولا يصح أن يتفق مثله إلا من الشعراء دون ما يستوى فيه العامى والجاهل والعالم بالشعر واللسان وتصرفه، وما يتفق من كل واحد فليس يكتسب اسم الشعر ولا صاحبه اسم شاعر، لأنه لو صح أن يسمى كل من اعترض فى كلامه ألفاظ تنزن بوزن الشعر، أو تنتظم انتظام بعض الأعاريض كان الناس كلهم شعراء، لأن كل متكلم لا ينفك من أن يعرض فى جملة كلام كثير يقوله ما قد يتزن بوزن الشعر وينتظم انتظامه ألا ترى أن العامى قد يقول لصاحبه أغلق البابوائتنى بالطعام، ويقول الرجل لأصحابه أكرموا من لقيتم من تميم، ومتى تتبع الإنسان هذا عرف أن يكثر فى تضاعيف الكلام مصله وأكثر منه، وهذا القدر الذى يصح فيه التوارد ليس يعده أهل الصناعة سرقة، إذا لم تعلم فيه حقيقة الأخذ كقوله امرىء القيس:
وقوفا بهم صحبى على مطيهم | يقولون لا تهلك أسى وتحميل |
وقوفا بها صحبى على مطيهم | يقولون لا تهلك أسى وتجلد |
وما اتفق فى ذلك من القرآن مختلف الروىّ. ويقولون: إنه متى اختلف الروى خرج من أن يكون شعرا.
ولو كان ذلك شعرا لكانت النفوس تتشوف إلى معارضته، لأن طريق الشعر غير مستصعب على أهل الزمان الواحد، وأهله يتقاربون فيه أو يضربون فيه بسهم.
فإن قيل: فى القرآن كلام موزون كوزن الشعر وإن كان غير مقفى، بل هو مزاوج متساوى الضروب، وذلك آخر أقسام كلام العرب.
قيل: من سبيل الموزون من كلام أن يتساوى أجزاؤه فى الطول والقصر والسواكن والحركات، فإن خرج عن ذلك لم يكن موزونا كقوله: ربّ أخ كنت به مغتبطا أشدّ كفى بعرى صحبته تمسكا منى بالود، ولا أحسبه يزهد فى ذى أمل تمسكا منى بالود، ولا أحسبه يغير العهد ولا يحول عنه أبدا فخاب فيه أملى.
وقد علمنا أن هذا القرآن ليس من هذا القبيل، بل هذا قبيل غير ممدوح ولا مقصود من جملة الفصيح، وربما كان عندهم مستنكرا، بل أكثره على ذلك.
وكذلك ليس فى القرآن من الموزون الذى وصفناه أولا، وهو الذى شرطنا فيه التعادل والتساوى فى الأجزاء غير الاختلاف الواقع فى التقفية، ويبين ذلك أن القرآن خارج عن الوزن الذى بينا، وتتم فائدته بالخروج منه.
وأما الكلام الموزون فإنه فائدته تتم يوزنه.
الرأى المجمع عليه نفى السجع من القرآن. وذهب بعضهم إلى إثبات السجع فى القرآن، وزعموا أن ذلك مما يبين به فضل الكلام، وأنه من الأجناس التى يقع بها التفاضل فى البيان والفصاحة، كالتجنيس والالتفات وما أشبه ذلك من الوجوه التى يعرف بها الفصاحة.
وأقوى ما يستدلون به عليه اتفاق الكل على أن موسى أفضل من هارون عليهما السلام، ولمكان السجع قيل فى موضع: هارون وموسى.
ولما كانت الفواصل فى موضع آخر بالواو والنون قيل موسى وهارون، قالوا: هذا يفارق أمر الشعر لأنه لا يجوز أن يقع فى الخطاب إلا مقصودا إليه، وإذا وقع غير مقصود إليه كان دون القدر الذى يسمى شعرا، وذلك القدر ما يتفق وجوده من المفحم كما يتفق وجوده من الشاعر.
وأما ما فى القرآن من السجع فهو كثير لا يصح أن يتفق كله غير مقصود إليه، ولو كان القرآن سجعا لكان غير خارج عن أساليب كلامهم، ولو كان داخلا فيها لم يقع بذلك إعجاز.
ولو جاز أن يقال هو سجع معجز لجاز لهم أن يقولوا شعر معجز، وكيف والسجع مما كان يألفه الكهان من العرب ونفيه من القرآن أجدر بأن يكون حجة من نفى الشعر، لأن الكهانة تنافى النبوات كذلك الشعر.
والذى يقدرونه أنه سجع فهو وهم، لأنه قد يكون الكلام على مثال السجع وإن لم يكن سجعا، لأن ما يكون به الكلام سجعا يختص ببعض الوحوه
وللسجع منهج مرتب محفوظ، وطريق مضبوط متى أخلّ به المتكلم أوقع الخلل فى كلامه ونسب إلى الخروج عن الفصاحة، كما أن الشاعر إذا خرج عن الوزن المعهود كان مخطئا وكان شعره مرذولا، وربما أخرجه عن كونه شعرا.
وقد علمنا أن بعض ما يدعونه سجعا متقارب الفواصل متدانى المقاطع، وبعضها مما يمتد حتى يتضاعف طوله عليه وترد الفاصلة على ذلك الوزن الأول بعد كلام كثير، وهذا فى السجع غير مرضىّ ولا محمود.
فإن قيل: متى خرج السجع المعتدل إلى نحو ما ذكرتموه خرج من أن يكون سجعا، وليس على المتكلم أن يلتزم أن يكون كلامه كله سجعا، بل يأتى به طورا، ثم يعدل عنه إلى غيره، ثم قد يرجع إليه.
قيل: متى وقع أحد مصراعى البيت مخالفا للآخر كان تخليطا وخبطا، وكذلك متى اضطرت أحد مصراعى الكلام المسجع وتفاوت كان خبطا.
وعلم أن فصاحة القرآن غير مذمومة فى الأصل فلا يجوز أن يقع فيها نحو هذا من الاضطراب، ولو كان الكلام الذى هو فى صورة السجع منه لما تحيروا فيه وكانت الطباع تدعو إلى المعارضة، لأن السجع غير ممتنع عليهم بل هو عادتهم، فكيف تنقض العادة بما هو نفس العادة، وهو غير خارج عنها ولا مميز منها.
ويزعم بعضهم أنه سجع متداخل، ونظيره من القرآن قوله تعالى: ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ وقوله: أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها
وقوله: أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ وقوله: التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَرَسُولًا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ وقوله: إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي.
ومن جنس السجع المعتاد عندهم قول أبى طالب لسيف بن ذى يزن:
أنبتك منبتا طابت أرومته، وعزت جرثومته، وثبت أصله وبسق فرعه، ونبت زرعه، فى أكرم موطن وأطيب معدن.
والقرآن مخالف لنحو هذه الطريقة مخالفته للشعر، وسائر أصناف كلامهم الدائر بينهم.
وأما ما ذكروا من تقديم موسى على هارون عليهما السلام فى موضع، وتأخيره عنه فى موضع لمكان السجع، ولتساوى مقاطع الكلام، فليس بصحيح، لأن الفائدة غير ما ذكروه.
وهى أن إعادة ذكر القصة الواحدة بألفاظ مختلفة تؤدى معنى واحدا من الأمر الصعب الذى تظهر فيه الفصاحة، ونتبين فيه البلاغة، وأعيد كثير من القصص فى مواضع على ترتيبات متفاوتة، ونبهوا بذلك على عجزهم عن الإتيان بمثله مبتدأ به ومكررا، ولو كان فيهم تمكن من المعارضة لقصدوا تلك القصة فعبروا عنها بالفاظ لهم تؤدى معناها وتحويها، وجعلوها بإزاء ما جاء به، وتوصلوا بذلك إلى تكذيبه وإلى مساواته فيما جاء به، كيف وقد قال لهم: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ.
فعلى هذا يكون المقصد بتقديم بعض الكلمات، وتأخيرها إظهار الإعجاز على الطريقين جميعا دون التسجيع الذى توهموه.
لا يتهيأ لمن كان لسانه غير العربية من العجم والترك وغيرهم أن يعرفوا إعجاز القرآن إلا أن يعلموا أن العرب قد عجزوا عن ذلك، فإن عرفوا هذا بأن علموا أنهم قد تحدّوا على أن يأتوا بمثله، وقرّعوا على ترك الإتيان بمثله، ولم يأتوا به، تبينوا أنهم عاجزون عنه، وإذا عجز أهل ذلك اللسان فهم عنه أعجز.
ثم إن من كان من أهل اللسان العربىّ إلا أنه ليس يبلغ فى الفصاحة الحدّ الذى يتناهى إلى معرفة أساليب الكلام ووجوه تصرف اللغة وما يعدونه فصيحا بليغا بارعا من غيره، فهو كالأعجمىّ فى أنه لا يمكنه أن يعرف إعجاز القرآن إلا بمثل ما يعرف به الفارسى، وهو من ليس من أهل اللسان سواء.
فأما من كان قد تناهى فى معرفة اللسان العربى، ووقف على طرقها ومذاهبها، فهو يعرف القدر الذى ينتهى إليه وسع المتكلم من الفصاحة، ويعرف ما يخرج عن الوسع ويتجاوز حدود القدرة، فليس يخفى عليه إعجاز القرآن كما يميز بين جنس الخطب والرسائل والشعر، وكما يميز بين الشعر الجيد والردىء والفصيح والبديع والنادر والبارع والغريب، وهذا كما يميز أهل كل صناعة صنعتهم.
وربما اختلفوا فيه لأن من أهل الصنعة من يختار الكلام المتين والقول الرصين.
ومنهم من يختار الكلام الذى يروق ماؤه وتروع بهجته ورواؤه، ويسلس مأخذه، ويسلم وجهه ومنفذه، ويكون قريب المتناول غير عويص اللفظ ولا غامض المعنى.
ومنهم من يختار الغلوّ فى قول الشعر والإفراط فيه، حتى ربما قالوا: أحسن الشعر أكذبه.
وأكثرهم على مدح المتوسط بين المذهبين فى الغلوّ والاقتصاد وفى المتانة والسلامة.
ومنهم من رأى أن أحسن الشعر ما كان أكثر صنعة وألطف تعملا، وأن يتخير الألفاظ الرشيقة للمعانى البديعة والقوافى الواقعة.
والكلام موضوع للإبانة عن الأغراض التى فى النفوس، وإذا كان كذلك وجب أن يتخير من اللفظ ما كان أقرب إلى الدلالة على المراد، وأوضح فى الإبانة عن المعنى المطلوب، ولم يكن مستكره المطلع على الأذن، ومستنكر المورود على النفس، حتى يتأبى بغرابته فى اللفظ عن الأفهام، أو يمتنع بتعويض معناه عن الإبانة، ويجب أن يتنكب ما كان عليه اللفظ مبتذل العبارة، ركيك المعنى سفسافى الوضع، مجتنب التأسيس، على غير أصل ممهد، ولا طريق موطد.
فأما نهج القرآن ونظمه وتأليفه ورصفه، فإن العقول تتيه فى جهته وتحار فى بحره ونضل دون وصفه.
وقد، سماه اللَّه عز ذكره حكيما وعظيما ومجيدا وقال: لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ.
وقال: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.
وقال: وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً.
وقال: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً.
وعن أبى أمامة قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «من قرأ ثلث القرآن أعطى ثلث النبوّة، ومن قرأ نصف القرآن أعطى نصف النبوّة، ومن قرأ القرآن كله أعطى النبوّة كلها، غير أنه لا يوحى إليه».
ولو لم يكن من عظم شأنه إلا أنه طبق الأرض أنواره، وجلل الآفاق ضياؤه، ونفذ فى العالم حكمه، وقبل فى الدنيا رسمه، وطمس ظلام الكفر بعد أن كان مضروب الرواق ممدود الأطناب، مبسوط الباع مرفوع العماد، ليس على الأرض من يعرف اللَّه حق معرفته أو يعبده حق عبادته أو يدين بعظمته، أو يعلم علوّ جلالته، أو يتفكر فى حكمته، فكان كما وصفه اللَّه تعالى جلّ ذكره من أنه نور فقال: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.
فأما أن يتقدموهم أو يسبقوهم فلا. ومنها أنا قد علمنا عجز أهل سائر الأعصار كعلمنا بعجز أهل العصر الأول، والطريق فى العلم بكل واحد من الأمرين طريق واحد، لأن التحدى فى الكل على جهة واحدة، والتنافى فى الطباع على حدّ والتكلف على منهاج لا يختلف، ولذلك قال اللَّه تبارك وتعالى قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً.
ومن حكم المعجزات إذا ظهرت على الأنبياء أن يدّعوا فيها أنها من دلالتهم وآياتهم، لأنه لا يصح بعثة النبى من غير أن يؤتى دلالة ويؤيد بآية، لأن النبىّ لا يتميز من الكاذب بصورته، ولا بقول نفسه ولا بشىء آخر سوى البرهان الذى يظهر عليه فيستدل به على صدقه، فإذا ذكر لهم أن هذه آيتى وكانوا عاجزين عنها صح له ما ادّعاه، ولو كانوا غير عاجزين عنها لم يصح أن يكون برهانا له، وليس يكون ذلك معجزا إلا بأن يتحداهم إلى أن يأتوا، فإذا تحداهم وبأن عجزهم صار معجزا، وإنما احتيج فى باب القرآن إلى التحدى لأن من الناس من لا يعرف كونه معجزا، فإنما يعرف أولا إعجازه بطريقه، لأن الكلام المعجز لا يتميز من غيره بحروفه وصورته، وإنما يحتاج إلى علم وطريق يتوصل به إلى معرفة كونه معجزا، فإن كان لا يعرف بعضهم إعجازه فيجب أن يعرف هذا حتى يمكنه أن يستدل به، ومتى رأى أهل ذلك اللسان قد عجزوا عنه بأجمعهم مع التحدى إليه والتقريع به والتمكين منه صار حينئذ بمنزلة من رأى اليد البيضاء وانقلاب العصا ثعبانا تتلقف ما يأفكون. وأما ما كان من أهل صنعة العربية والتقديم فى البلاغة ومعرفة فنون القول ووجوه المنطق، فإنه يعرف حين يسمعه عجزه عن الإتيان بمثله، ويعرف أيضا أهل عصره ممن هو فى طبقته أو يدانيه فى صناعته عجزهم عنه فلا يحتاج إلى التحدى حتى يعلم به كونه معجزا، ولو كان أهل الصنعة الذين صفتهم ما بينا لا يعرفون كونه معجزا حتى يعرفوا عجز غيرهم عنه لم يجز أن يعرف النبى صلّى اللَّه عليه وسلم أن القرآن معجز حتى يرى عجز قريش عنه بعد التحدّى إليه.
وإذا عرف عجز قريش لم يعرف عجز سائر العرب عنه حتى ينتهى إلى
وهذا القول إن قيل أفحش ما يكون من الخطأ فيجب أن تكون منزلة أهل الصنعة فى معرفة إعجاز القرآن بأنفسهم منزلة من رأى اليد البيضاء، وفلق البحر بأن ذلك معجز.
وأما من لم يكن من أهل الصنعة فلا بد له من مرتبة قبل هذه المرتبة، يعرف بها كونه معجزا فيساوى حينئذ أهل الصنعة، فيكون استدلالها فى تلك الحالة به على صدق من ظهر ذلك عليه على سواه إذا ادّعاه دلالة على نبوّته وبرهانا على صدقه.
فأما من قدّر أن القرآن لا يصير معجزا إلا بالتحدى إليه، فهو كتقدير من ظن أن جميع آيات موسى وعيسى عليهما السلام ليست بآيات حتى يقع التحدّى إليها، والحضّ عليها، ثم يقع العجز عنها، فيعلم حينئذ أنها معجزات. وقد سلف من كلامنا فى هذا المعنى ما يغنى عن الإعادة، ويبين ما ذكرناه فى غير البليغ أن الأعجمىّ الآن لا يعرف إعجاز القرآن إلا بأمور زائدة على الأعجمى الذى كان فى ذلك الزمان مشاهدا له، لأن من هو من أهل العصر يحتاج أن يعرف أولا أن العرب عجزوا عنه، وإنما يعلم عجزهم عنه بنقل الناقلة إليه أن النبىّ صلّى اللَّه عليه وسلم قد تحدّى العرب إليه فعجزوا عنه، ويحتاج فى النقل إلى شروط، وليس يصير القرآن بهذا النقل معجزا، كذلك لا يصير معجزا بأن يعلم العربىّ الذى ليس ببليغ أنهم قد عجزوا عنه بأبلغهم، بل هو معجز فى نفسه، وإنما طريق معرفة هذا وقوعهم على العلم بعجزهم عنه.
وأن أقل، ما يعجز عنه من القرآن السورة: قصيرة كانت أو طويلة أو ما كان بقدرها. فإذا كانت الآية بقدر حروف سورة، وإن كانت سورة الكوثر، فذلك معجز.
ولم يقم دليل على عجزهم عن المعارضة فى أقل من هذا القد.
وقيل: إن كل سورة برأسها فهى معجزة، ومعروف أنه تحداهم تحديا إلى السور كلها ولم يخص، ولم يأتوا الشىء منها بمثل، فعلم أن جميع ذلك معجز.
وأما قوله عز وجل: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ فليس بمخالف لهذا، لأن الحديث التام لا تتحصل حكايته فى أقل من كلمات سورة قصيرة، وإن كان قد يتأول قوله: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ على أن يكون راجعا إلى القبيل دون التفصيل.
وكذلك يحمل قوله تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ على القبيل لأنه لم يجعل الحجه عليهم عجزهم عن الإيتان بجميعه من أوله إلى آخره.
وما علم به كون جميع القرآن معجزا موجود فى كل سورة صغرت أو كبرت، فيجب أن يكون الحكم فى الكل واحدا.
البلاغة على عشرة أقسام:
الإيجاز، والتشبيه، والاستعارة، والتلاؤم، والفواصل، والتجانس، والتصريف، والتضمين، والمبالغة، وحسن البيان.
فأما الإيجاز فإنما يحسن مع ترك الإخلال باللفظ والمعنى، فيأتى باللفظ القليل الشامل لأمور كثيرة، وذلك ينقسم إلى: حذف، وقصر.
فالحذف: الإسقاط للتخفيف كقوله: وإسال القرية.
وحذف الجواب كقوله: وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى كأنه قيل، لكان هذا القرآن.
والحذف أبلغ من الذكر، لأن النفس تذهب كل مذهب فى القصد من الجواب.
والإيجاز بالقصد كقوله: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ.
والإطناب فيه بلاغة، فأما التطويل ففيه عىّ.
وأما التشبيه بالعقد على أن أحد الشيئين يسدّ مسد الآخر فى حسن أو عقل كقوله: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً ومن ذلك باب الاستعارة، وهو بيان التشبيه، لقوله تعالى:
وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً.
وأما التلاؤم، فهو تعديل الحروف فى التأليف وهو نقيض التنافر.
والتلاؤم على ضربين:
والتلاؤم حسن الكلام فى السمع وسهولته فى اللفظ، ووقع المعنى فى القلب.
وأما الفواصل فهى حروف متشابكة فى المقاطع يقع بها إفهام المعانى وفيها بلاغة.
ثم الفواصل قد تقع على حروف متجانسة كما قد تقع على حروف متقاربة، ولا تحتمل القوافى ما تحتمل الفواصل، لأنها ليست فى الطبقة العليا فى البلاغة، لأن الكلام يحسن فيها بمجانسة القوافى وإقامة الوزن.
وأما التجانس فإنه بيان بأنوع الكلام الذى يجمعه أصل واحد، وهو على وجهين:
مزاوجة، ومناسبة.
فالمزاوجة كقوله تعالى: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ.
وأما المناسبة فهى كقوله تعالى: ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ.
وأما التصريف فهو تصريف الكلام فى المعانى كتصريفه فى الدلالات المختلفة، كتصريف الملك فى معانى الصفات، فصرف فى معنى مالك وملك وذى الملكوت والمليك، وفى معنى التمليك والتملك والأملاك، وتصريف المعنى فى الدلالات المختلفة، كما كرر من قصة موسى فى مواضع.
وأما التضمين فهو حصول معنى فيه من غير ذكره له باسم أو صفة هى عبارة عنه، وذلك على وجهين:
تضمين توجبه البنية كقولنا معلوم يوجب أنه لا بد من عالم.
وتضمين يوجبه معنى العبارة من حيث لا يصح إلا به كالصفة بضارب يدل على مضروب.
وأما المبالغة فهى الدلاية على كثرة المعنى، وذلك على وجوه.
ومنها: مبالغة فى الصفة المبينة لذلك كقولك: رجمن، عدل عن ذلك للمبالغة، وكقوله غفار، وكذلك فعال، وفعول، كقولهم شكور وغفور، وفعيل، كقوله: رحيم وقدير.
ومن ذلك أن يبالغ باللفظة التى هى صفة عامة كقوله: خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وقد يدخل فيه الحذف الذى تقدم ذكره للمبالغة.
وأما حسن البيان، على أربعة أقسام:
كلام، وحال، وإشارة، وعلامة.
ويقع التفاضل فى البيان ولذلك قال عزّ من قائل: الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ.
ثم البيان على مراتب، وأعلى مراتبه ما جمع وجوه الحسن وأسبابه وطرقه وأبوابه، من تعديل النظم وسلامته وحسنه وبهجته وحسن موقعه فى السمع، وسهولته على اللسان ووقوعه فى النفس موقع القبول، وتصوره تصور المشاهد وتشكله على جهته حتى يحل محل البرهان، ودلالة التأليف مما لا ينحصر حسنا وبهجة وسناء ورفعة، وإذا علا الكلام فى نفسه كان له من الوقع فى القلوب، والتمكن فى النفوس ما يذهل ويبهج، ويقلق ويؤنس، ويطمع ويؤيس، ويضحك ويبكى، ويحزن ويفرح، ويسكّن ويزعج، ويشجى ويطرب، ويهزّ الأعطاف، ويستميل نحوه الأسماع، ويورث الأريحية والعزّة، وقد يبعث على بذل المهج والأموال شجاعة وجودا، ويرمى السامع من وراء رأيه مرمى بعيدا، وله مسالك فى النفوس لطيفة، ومداخل إلى القلوب دقيقة، وبحسب ما يترتب فى نظمه ويتنزّل فى موقعه ويجرى على سمت مطلعه ومقطعه يكون عجيب تأثيراته وبديع مقتضياته، وكذلك على حسب مصادره يتصوّر وجوه موارده.
وقوله: وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ وهذا بليغ فى التحسير.
وقوله: وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وهذا يدل على كونهم مجبولين على الشر معودين لمخالفة النهى والأمر.
وقوله: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ هو فى نهاية الوضع من الخلة إلا على التقوى.
وقوله: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وهذا نهاية فى التحذير من التفريط.
وقوله: أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ هو النهاية فى الوعيد والتهديد.
وقوله: وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ: وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ نهاية فى الوعيد.
وقوله: وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ نهاية فى الترغيب.
وقوله: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ وكذلك قوله: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا نهاية فى الحجاج.
وقوله: وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ نهاية فى الدلالة على علمه بالخفيات.
١- أبنية التصريف: ما يتخرج عليها الآية/ رقمها/ السورة/ رقمها/ الوجه (١) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ/ ٤/ الفاتحة/ ١/ «إياك»، مضمرا، أو مظهرا:
فإذا كان مضمرا لم يحكم بوزنه ولا اشتقاقه.
وإذا كان مظهرا فيحتمل ثلاثة أضرب:
١- أن يكون من لفظ «آويت».
٢- أن يكون من لفظ «الآية».
٣- أن يكون من تركيب «أوو».
(٢) وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ/ ٤٠/ البقرة/ ٢/ «إياى» [انظر الآية الأولى].
(٣) وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ/ ٤١/ ٢/ ٢/ «إياى» [انظر الآية الأولى].
(٤) وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ/ ٣/ آل عمران/ ٣/ «التوراة»، إما أن تكون:
١- فعولة، من: ورى الزند يرى، وأصله «وورية» فأبدل من الواو تاء.
٢- وقيل: أصل «توراة» تفعلة، فقلب، كما قيل فى «جارية» : جاراة وفى «ناصية» : ناصاة.
(٥) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ/ ٣٤/ آل عمران/ ٣/ «ذرية»، فعيلة، من «الذر»، أو «فعلولة»، من «ذرأ».
(٦) وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا/ ٣٧/ آل عمران/ ٣/ «زكريا»، إذا مد فالهمزة للتأنيث، ولا يجوز أن تكون للإلحاق، فإنه ليس فى الأصول شىء على وزنه فيكون هذا ملحقا به.
ولا يجوز أن تكون منقلبة، لأن الانقلاب لا يخلو من أن يكون من نفس الحرف، أو من الإلحاق، فلا يجوز أن يكون من نفس الحرف، لأن الياء والواو لا يكونان أصلا فيما كان على أربعة أحرف ولا يجوز أن تكون منقلبة من حرف الإلحاق، لأنه ليس فى الأصول شىء على وزنه يكون هذا ملحقا به.
(٧) إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ/ ٤٤/ المائدة/ ٥/ «التوراة». [انظر الآية: ٤].
(- ٢٤- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
تنطوى، وأصله: يثنون وتكون «صدورهم» بالرفع، أى: تنطوى صدورهم انطواء وروى: يثنونى، من: «ائنونى»، مثل: احلولى كررت العين للمبالغة وقيل يثنون، من: أثنى يثنى.
(٩) ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ/ ٦٧/ الإسراء/ ١٧/ «إياه» (أنظر: الآية الأولى) (١٠) كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ/ ٣٥/ النور/ ٢٤/ «درى»، فعيل من «الدرء» الذى هو الدفع، مع تخفيف الهمزة (١١) فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ
٥٦/ العنكبوت/ ٢٩ «إياى» (أنظر: الآية الأولى) ٢- الازدواج والمطابقة (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ/ ١/ الفاتحة/ ١/ بضم اللام تبعا للدال، وقد تكسر الدال تبعا للام، للمطابقة.
(٢) اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ/ ٥/ الفاتحة/ ١/ أبدلوا من السين صادا فى «الصراط» لتوافق الطاء فى الإطباق، لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
(٣) وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ/ ١٤/ البقرة/ ٢/ طابق به قوله: (يخادعون اللَّه) لفظا ومعنى.
(٤) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ/ ١٥/ البقرة/ ٢/ طابق به قوله: (إنما نحن مستهزئون) لفظا.
(٥) فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ/ ١٩٤/ البقرة/ ٢/ طابق به قوله: (/ فمن اعتدى عليكم/) لفظا.
(٦) أَنْبِئْهُمْ/ ٣٣/ البقرة/ ٢/ أبدلوا من النون ميما، لأن الميم توافق الباء فى المخرج وتوافق النون فى الغنة.
(٧) لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا/ ٣٤/ البقرة/ ٢/ بضم التاء تبعا للجيم (٨) وَمَكَرَ اللَّهُ/ ٥٤/ آل عمران/ ٣/ طابق به قوله: (ومكروا) لفظا.
(٩) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ/ ١٥٧/ آل عمران/ ٣/ بضم الميم من «متم» ليطابق ضم القاف فى (قتلتم).
(١٠) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ/ ١٥٨/ آل عمران/ ٣/ بضم الميم من (متم) ليطابق ضم القاف فى (قتلتم). وقد كسرت الميم فى سائر التنزيل.
(١٢) قُلْ إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً/ ٣٧/ الأنعام/ ٦/ بتشديد (ينزل) ليطابق قوله (١٣) فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ/ ١٠١/ الأعراف/ ٧/ لم يقل: كذبوا به، فحذف الجار والمجرور ليطابق سياق الآية (وكذبوا فأخذناهم).
(١٤) فَانْبَجَسَتْ/ ١٦٠/ الأعراف/ ٧/ أبدلو من النون ميما، لأن الميم يوافق الباء فى المخرج، ويوافق النون فى الغنة.
(١٥) سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ/ ٧٩/ التوبة/ ٩/ طابق به قوله «فيسخرون منهم» لفظا.
(١٦) إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا/ ٢٣/ يونس/ ١٠/ كسرت العين من (متاع) تبعاك (أنفسكم).
(١٧) وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ/ ٧٨/ يونس/ ١٠/ بالتاء، لمجاورة قوله «أجئتنا لتلفتنا».
(١٨) وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ/ ٩٤/ هود/ ١١/ أدخل التاء فى الفعل مع الفصل لمجاورة قوله: (كما بعدت ثمود).
(١٩) طَعامٌ تُرْزَقانِهِ/ ٢٧/ يوسف/ ١٢/ بضم النون تبعا للهاء.
(٢٠) وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ/ ٧٣/ الحجر/ ١٥/ نصب (الجان) بإضمار فعل، لأن قبله:
(ولقد خلفنا الإنسان) (٢١) فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ/ ٢٩/ النحل/ ١٦/ دخلت اللام على (بئس) لمجاورة قوله:
(ولنعم دار المتقين) (٢٢) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ/ ١٠١/ النحل/ ١٦/ شدد لقوله: (قل نزله روح القدس).
(٢٣) وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ/ ١٢٧/ النحل/ ١٦/ ترك النون من (ولاتك) لأن سياق الآية:
(ولم يك) النحل: ١٢٠، بخلاف ما فى سورة النساء: ١٤١ فإنه بالنون.
(٢٤) حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا/ ٩٣/ الإسراء/ ١٧/ خصه، ابن كثير بالتشديد لمناظرة قوله:
(ونزلناه تنزيلا) الإسراء: ١٠٦.
(٢٥) وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ/ ٦٣/ الكهف/ ١٨/ بضم الهاء من (أنسانيه) للمطاقة، على قراءة حفص.
(يوم تبدل الأرض) إبراهيم: ٤٨ (٢٧) وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ/ ٣٩/ يس/ ٣٦/ برفع (القمر) ونصبه، فمن نصب نظر إلى قوله: (نسلخ منه النهار) يس: ٣٧، ومن رفع نظر إلى قوله: (وآية لهم الأرض) يس:
٣٣، (وآية لهم الليل) يس: ٣٧ بفتح النون، لتساوى: (المكرمين) من (٢٨) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ/ ٢٥/ يس/ ٣٦/ بعده، يس: ٢٧، و: (ترجعون) من قبله يس: ٢٢ (٢٩) ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً/ ٢١/ الزمر/ ٣٩/ بفتح اللام تبعا للعين، على قراءة ابن عامر.
(٣٠) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا/ ٣٥/ الشورى/ ٤٢/ بفتح الميم من «يعلم» تبعا للام، للمطابقة لفظا (٣١) وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها/ ٤٠/ الشورى/ ٤٢/ طباق على المعنى (٣٢) أَتَعِدانِنِي/ ١٧/ الأحقاف/ ٤٦/ بفتح النون، تبعا للألف، وطلبا للمطابقة، (٣٣) يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ/ ٣١/ الإنسان (الدهر) / ٧٦/ (والظالمين) منصوب بفعل مضمر ليضابق:
(يدخل)، على تقدير: يدخل من يشاء فى رحمته ويعذب الظالمين.
(٣٤) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ/ ٥٣/ الكافرون/ ١٠٩/ لم يقل (من أعبد)، لأن قبله: (ما تعبدون)، يعنى الأصنام، فجاء على الازدواج والمطابقة.
٣- الاسم: حمله على الموضع دون اللفظ (١) وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ/ ٦٢/ آل عمران/ ٣، / (إلا اللَّه) رفع، محمول على موضع: (من وما من إله إلا الله/ ٦٥/ ص/ ٣٨/ إله).
وخبر (من إله) مضمر، وكأنه قال:
اللَّه فى الوجود. ولم يجز حمله على اللفظ، إذ لا تدخل «من» عليه.
وهكذا جميع ما جاء فى التنزيل فى قوله (لا إله إلا اللَّه)
وقيل: هو محمول على قوله: (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق).
(٣) قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً/ ١٦١/ الأنعام/ ٦/ (دينا)، محمول على موضع الجار والمجرور، أى: هدانى دينا قيما.
٥٩، / (٤) ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ (فيمن/ ٥٩/ ٦٥/ الأعراف/ ٧/ محمول على موضع: (من إله).
قرأ برفع: غيره) ٧٣/ ٨٢/ ٥٠، / ٦١/ ٨٤/ هود/ ١١ ٢٣، / المؤمنون/ ٢٣ ٣٢/ (٥) فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ/ ٧١/ هود/ ١١/ محمول على موضع الجار والمجرور، فى أحد الوجوه.
(٦) قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ/ ٤٣/ الرعد/ ١٣/ فى موضع (من) وجهان: الجر على لفظة «اللَّه»، والحمل على موضع الجار والمجرور، أى: كفاك اللَّه ومن عنده علم الكتاب.
(٧) وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ... ملة أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ/ ٧٨/ الحج/ ٢٢/ أى: جاهدوا فى دين اللَّه، أو ملة أبيكم، وهو محمول على موضع الجار والمجرور، أى: هدانى (٨) هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ، (فيمن رفع) / ٣/ فاطر/ ٣٥/ محمول على موضع الجار والمجرور.
(٩) لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ/ ٣٢/ الصافات، / ٣٧/ لفظه (اللَّه) محمول على موضع (لا إله) / ١٩/ محمد/ ٤٧/ (١٠) أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ/ ٥٣/ فصلت/ ٤١/ يجوز فى موضع (أن) الجر والرفع، فالجر.
على اللفظ، والرفع على موضع الجار والمجرور، أى: ألم يكف ربك شهادة على كل شىء.
(٢) وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ/ ١٢/ النساء/ ٤/ لم يقل: (ولهما)، اكتفاء بذكر «الرجل» عن ذكر «المرأة».
(٣) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً
١١٢/ النساء/ ٤/ لم يقل: (بهما)، اكتفاء بذكر (الإثم) عن «الخطيئة».
(٤) وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ/ ١٤١/ الأنعام/ ٦/ لم يقل: (أكلهما)، اكتفاء بذكر أحدهما عن الآخر.
(٥) وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها/ ٣٤/ التوبة/ ٩/ لم يقل: (ينفقونهما)، اكتفاء بذكر (الفضة) عن (الذهب).
(٦) وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ/ ٦٢/ التوبة/ ٩/ التقدير: واللَّه أحق أن يرضوه، ورسوله أحق أن يرضوه.
(٧) فإذا حبالهم وعصيهم تخيل إليه (فيمن قرأ بالتاء) / ٦٦/ طه/ ٢٠/ لم يقل: (تخيلان)، اكتفاء بذكر أحدهما عن الآخر.
(٨) وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها/ ١١/ الجمعة/ ٦٢/ لم يقل «إليهما»، اكتفاء بذكر (التجارة) عن (اللهو).
٥- اسم الفاعل:
(أ) مضافا إلى ما بعده بمعنى الحال أو الاستقبال (١) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ/ ٣/ الفاتحة/ ١/ الإضافة فيه إضافة غير تحقيقية، وهو فى تقدير الانفصال، والتقدير: مالك أحكام يوم الدين، وهو على هذا ليس صفة لما قبله، ولكن بدلا
والحال هنا كالحال فى قوله تعالى وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها (١١: ١٠٩) أى: مقدرين الخلود فيها.
(٣) ثانى عطفه/ ٩/ الحج/ ٢٢/ أى: ثانيا عطفه، والإضافة فى تقدير الانفصال، ولولا ذلك لم ينتصب على الحال (٤) وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ/ ٤٠/ يس/ ٣٦/ أى (سابق) النهار، بالتنوين.
(٥) إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ/ ٣٨/ الصافات/ ٣٧/ أى: لذائقون العذاب الأليم، فالنية به ثبات النون، لأنه بمعنى الاستقبال.
(٦) هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ/ ٣٨/ الزمر/ ٣٩/ هو فى تقدير التنوين، دليله قراءة من نون ونصب (ضره) و (رحمته) (٧) فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ/ ٢٤/ الأحقاف/ ٤٦/ أى: مستقبلا أوديتهم.
(٨) عارِضٌ مُمْطِرُنا/ ٢٤/ الأحقاف/ ٤٦/ أى: عارض ممطر إيانا.
(٩) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها/ ٤٥/ النازعات/ ٧٩/ التقدير (منذر)، بالتنوين، ولعله قراءة يزيد، فقد قرأ بالتنوين.
(ب) مضافا إلى المسكنى (١) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ/ ٢٢٣/ البقرة/ ٢/ الهاء والكاف، فى هذه الآيات، جر بالإضافة، وليس فى موضع نصب، بحجة انتصاب «أهلك» - الآية الخامسة- إذ هى منصوبة بفعل مضمر، وليست معطوفة على المضمر المجرور، لأن الظاهر لا يعطف على المضمر المجرور.
(٢) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ/ ١٣٥/ الأعراف/ ٧/ (٣) لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ/ ٧/ النحل/ ١٦/ (٤) إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ/ ٧/ القصص/ ٢٨/ (٥) إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ/ ٣٣/ العنكبوت/ ٢٩/ (٦) إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ/ ٥٦/ غافر/ ٤٠/
أولئك عليهم لعنة الله خالدين فيها، فقد جرى على غير من هو له فلم يبرز فيه الضمير.
وليست حالا من: (اللعنة)، لمكان الكينونة المتصلة بها، وهى (فيها).
(٢) أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خالِدِينَ فِيها. / ٨٧/ آل عمران/ ٣/ (خالدين) حال من المجرور ب (على)، أى:
إن عليهم لعنة اللَّه خالدين فيها، فقد جرى على غير من هو له، فلم يبرز فيه الضمير.
وليست حالا من (اللعنة) لمكان الكينونة المتصلة بها، وهى (فيها).
(٣) لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها/ ١٩٨/ آل عمران/ ٣/ (خالدين) حال من الضمير فى «ربهم» العائد إلى (للذين).
(٤) يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها/ ١٤/ النساء/ ٤/ (خالدا) حال من الهاء فى: (يدخله)، أى:
يدخله نارا مقدرا الخلود فيها، ولا يكون صفة (النار)، لأنه لم يقل: خالدا فيها هو.
(٥) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها/ ٥٧، ١٢٢/ النساء/ ٤/ (خالدين) حال من (هم) فى (سندخلهم) العائد إلى (الذين).
(٦) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها/ ٣٩/ النساء/ ٤/ (خالدا) حال من (متعمد)، أى: يجزاه خالدا فيها.
ولا يكون (خالدا) حال من الهاء فى (جزاؤه)، لأنه أخبر عن المصدر بقوله (جهنم) فيكون الفصل بين الصلة والموصول
(٧) فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها/ ٨٥/ المائدة/ ٥/ (خالدين) حال من المفعول، دون: (جنات).
(٨) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها. / ٧٢/ التوبة/ ٩/ (خالدين) حال من المفعول، دون: (جنات).
(٩) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها/ ٨٩/ التوبة/ ٩/ (خالدين) حال من الضمير فى «لهم».
(١٠) وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها/ ١٠٠/ التوبة/ ٩/ (خالدين) حال من الضمير فى «لهم».
(١١) لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ/ ١٤/ الرعد/ ١٣/ أى: ما الماء ببالغ فيه، أو: ما فوه ببالغ الماء، ولا يكون: وما فوه ببالغه الماء، ويكون الضميران ل (فيه) وفاعل (بالغ الماء)، لأنه يكون جاريا على (فيه) وهو للماء، والمعنى: إلا كاستجابة كفيه إلى الماء.
(١٢) أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً. ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً/ ٢، ٣/ الكهف/ ١٨/ (ماكثين) حال من «الهاء والميم».
(١٣) فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ/ ٤/ الشعراء/ ٢٦/ (خاضعين) محمول على حذف المضاف، أى: فظلت أصحاب أعناقهم، فحذف المضاف. وليس حالا من المضاف إليهم دون «الأعناق»، لذا جمع جمع سلامة، ولو جرى على «الأعناق» لقيل: خاضعة.
(١٥) لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ. / ٥٣/ الأحزاب/ ٣٣/ (غير ناظرين) نصب على الحال من الضمير فى قوله: (لا تدخلوا بيوت النبى)، ولم يجر وصفا ل (طعام) لأنه لم يقل: غير ناظرين أنتم إناه، إذ ليس فعلا ل (طعام).
(١٦) فَادْخُلُوها خالِدِينَ/ ٧٣/ الزمر/ ٣٩/ أى: مقدرين الخلود مستقبلا.
(١٧) بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها. / ١٢/ الحديد/ ٥٧/ (خالدين) حال من (الدخول) المحذوف من اللفظ المثبت فى التقدير، ليكون المعنى عليه كأنه: دخول جنات خالدين، أى: مقدرين الخلود مستقبلا.
ولا يكون حالا من (بشراكم)، على معنى: تبشرون خالدين فيها، لئلا يفصل بين الصلة والموصول.
(١٨) وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها. / ٩/ التغابن/ ٦٤/ (خالدين) حالا من الهاء العائدة إلى (من)، وحمل على المعنى فجمع.
(١٩) وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً. / ٦٥/ الطلاق/ ٦٥/ «خالدين» حال من الهاء العائدة إلى «من»، وحمل على المعنى فجمع.
٦- الأصل: رفضه واستعمال الفرع (١) اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِراطَ الَّذِينَ/ ٦ و ٧/ الفاتحة/ ١/ جاء الاستعمال وكثرة القراءة بالصاد، وقد رفض فيه السين إلا فى القليل.
(٢) أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ/ ٧/ الفاتحة/ ١/ الأصل: عليهمو، بالواو، لأنها بإزاء: عليهن، وكما أن المثنى المؤنث بحرفين، فكذلك المذكر وجب أن يكون بحرفين، إلا أنهم حذفوا الواو استخفافا وأسكنوا الميم، فقالوا: (علهيم)
٧- إلا:
(ا) الأفعال المفرغة لما بعدها (١) وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ/ ٨٣/ البقرة/ ٢/ (اللَّه) منصوبة ب (تعبدون)، فرغ له.
(٢) وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ/ ٢٦٩/ البقرة/ ٢/ (أولو) مرفوعة ب (يذكر)، فرغ له.
(٣) وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ/ ٧/ آل عمران/ ٣/ (اللَّه) مرفوعة ب (يعلم)، فرغ له.
(٤) وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ/ ٩/ إبراهيم ١٤/ (اللَّه) مرفوعة ب (يعلمهم)، فرغ له.
(٥) وَما يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ/ ١٣/ غافر (المؤمن) / ٤٠/ (من) مرفوعة ب (يتذكر) فرغ له.
(ب) حمل ما بعدها على ما قبله، وقد تم الكلام (١) وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ/ ٢٤٦/ البقرة/ ٢/ التقدير: وما لنا فى أن لا نقاتل، وهو فى موضع الحال.
(٢) وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا/ ١١٩/ الأنعام/ ٦/ التقدير: وما لكم فى أن لا تأكلوا، وهو فى موضع الحال.
(٣) وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ/ ٢٧/ هود/ ١١/ (بادى الرأى) منصوب بقوله «اتبعك»، وجاز هنا لأن (بادى) ظرف، والظرف تعمل فيه رائحة الفعل.
(٤) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ/ ٤٣، ٤/ النحل/ ١٦/ (بالبينات) حمله قوم على (أرسلنا)، وحمله آخرون على إضمار فعل دل عليه (أرسلنا).
(٥) ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ/ ١٠٢/ الإسراء/ ١٧/ (بصائر) حال من (هؤلاء)، والتقدير: ما أنزل هؤلاء بصائر إلا رب السموات والأرض. وجاز فيه هذا، لأن الحال تشبه الظرف من وجه.
(٢) قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ/ ٣١/ إبراهيم/ ١٤/ فى «يقيموا» أقوال ثلاثة:
١- جواب (قل)، لأنه يتضمن معنى: مرهم بالصلاة يفعلوا، لأنهم آمنوا.
٢- مقول (قل)، والتقدير: قل لهم أقيموا الصلاة يقيموها، أى: إن قلت أقيموا أقاموا، لأنهم يؤمنون، ويكون جواب آمر محذوف دل عليه السلام.
٣- أن يكون بحذف اللام من فعل أمر الغائب، والتقدير: قل لهم ليقيموا الصلاة.
وجاز حذف اللام هنا، لأن لفظ الأمرها هنا صار عوضا من الجازم، وفى أول الكلام لا يكون له عوض إذا حذف.
(٣) وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ/ ٥٣/ الإسراء/ ١٧/ التقدير فى (يقولوا) : قوله، لأنه إذا قال، «قل» فقوله لم يقع بعد، فوقوع (يفعل) فى موضع (افعلوا) غير متمكن فى الأفعال، فلما وقع التمكن وقع (افعلوا).
(٤) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ/ ١٢/ النمل/ ٢٧/ أى: أخرجها تخرج.
٩- أن:
(ا) إبدالها مما قبلها (انظر: أن، إن، إبدالهما مما قبلهما) (ب) بمعنى: أى ولا تكون كذلك إلا بثلاثة شرائط:
١- أن يكون الفعل والذى يفسره، أو يعبر عنه، فيه معنى القول، وليس بقول ٢- ألا يتصل به شىء منه صار فى جملته، ولم يكن تفسيرا له.
٣- أن يكون ما قبلها كلاما تاما، لأنها وما بعدها جملة تفسير جملة قبلها.
(١) ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ/ ١٢٠/ المائدة/ ٥/ (أن) بمعنى «أى»، وهى تفسير «أمرتنى»، لأن فى الأمر معنى «أى».
(٣) أَلَّا تَتَّخِذُوا/ ٢/ الإسرار/ ١٧/ «أن» بمعنى «أى»، لأنه بعد كلام تام، فيكون التقدير: أى لا تتخذوا.
ويجوز وجهان آخران، وهما:
١- أن تكون الناصبة للفعل، فيكون المعنى: وجعلناه هدى كراهة أن تتخذوا من دونى وكيلا، أو: لئلا تتخذوا.
٢- أن تكون «أن» زائدة، وتضمر «القول».
(٤) وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا/ ١٠٤، ١٠٥/ الصافات/ ٣٧/ أجاز الخليل أن تكون «أن» على «أى»، لأن (ناديناه) كلام تام، ومعهاه: قلنا يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا (٤) وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا/ ١٠٤، ١٠٥/ الصافات/ ٣٧/ (ج) حذفها (١) وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ/ ٨٣/ البقرة/ ٢/ التقدبر: بأن لا تعبدوا إلا اللَّه، فلما حذفت «أن» عادت النون فى: (تعبدون).
(٢) لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ/ ٨٤/ البقرة/ ٢/ التقدير: بأن لا تسفكوا دماءكم، فحذفت وعادت النون فى: (تسفكون).
(٣) فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ/ ٨٥/ البقرة/ ٢/ «أن» مضمرة، وهى مع الفعل فى تقدير مصدر معطوف على (خزى).
(٤) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ/ ٨٦/ آل عمران/ ٣/ أى: بعد إنمانهم أن يشهدوا، فحذفت «أن» ليصح عطفه على إيمانهم.
(٥) أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ/ ١٢٨/ آل عمران/ ٣/ على إضمار «أن» بعد «أو»، ولا يكون عطفا على ما تقدم، حتى لا يفصل بين الصلة والموصول بقوله: (ليس لك من الأمر شى)، والموصول هو قوله: ((بشرى لكم) لأن الكلام من قوله: (ليقطع) (الآية: ١٢٧) متعلق به، وقوله: (وما النصر) (الآية: ١٢٨) اعتراض
(٧) مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ/ ٢٥/ العنكبوت/ ٢٩/ أى: ثم كفر بعضكم ببعض يوم القيامة، فأضمر «أن».
(٨) وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ/ ٦٠/ الزمر/ ٣٩/ أى: ويوم القيامة رؤية الذين كذبوا على اللَّه، لأن قبله: (أن تقول) (الآية: ٥٦ (و) أو تقول () الآيتان: ٧٥، ٥٨) (ء) زيادتها (انظر: الحرف، زيادته) ١٠- إن:
(ا) زيادتها (انظر: الحرف، زيادته) (ب) المخففة من «إن»، لزوم اللام فى خبرها (١) وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ/ ١٩٨/ البقرة/ ٢/ لزمت اللام فى خبرها (٢) وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ/ ١٦٤/ آل عمران/ ٣/ لزمت اللام فى خبرها (٣) وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ/ ١٠٢/ الأعراف/ ٧/ لزمت اللام فى خبرها (٤) إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ/ ٢٩/ يونس/ ١٠/ لزمت اللام فى خبرها (٥) إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا/ ٤٢/ الفرقان/ ٢٥/ لزمت اللام فى خبرها (٦) وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ لَوْ أَنَّ عِنْدَنا/ ١٦٧/ الصافات/ ٣٧/ لزمت اللام فى خبرها (٧) وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا (على قراءة من خفف «لما» ) / ٣٥/ الزخرف/ ٤٣/ لزمت اللام فى خبرها
(٣) وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ/ ١٧٠/ آل عمران/ ٣/ «أن»، جر، بدل من «الذين»، أى: ويستبشرون بأن لا خوف على الذين لم يلحقوا بهم من خلفهم.
(٤) ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملى لهم خير لأنفسهم خير (فيمن قرأ بالتاء) / ١٧٨/ آل عمران/ ٣/ «أن» مع اسمه وخبره بدل: من (الذين كفروا).
(٥) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ/ ٦٣/ التوبة/ ٩/ «فأن» بدل مما قبله، على تقدير زيادة الفاء.
(٦) كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ. / ٥٤/ الأنعام/ ٤/ «أنه» بدل من «الرحمة»، فيمن فتح، والتقدير: كتب ربكم على نفسه أنه من عمل منكم الرحمة.
(٧) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ. / ٢١/ الرعد/ ١٣/ «أن» بدل من الهاء المجرورة، والتقدير: ما أمر اللَّه بوصله (٨) وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ/ ٣٥/ إبراهيم/ ١٤/ «أن» بدل من الياء والمعطوف عليه.
(٩) فإذا حبالهم وعصيهم تخيل إليه من سحرهم أنها تسعى (فيمن قرأ بالتاء) / ٦٦/ طه/ ٢٠/ «أنها» بدل من الضمير الذى فى «تخيل» الذى كأنه العصى أو الحبال، والتقدير: تخيل إليه سعيها (١٠) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ/ ٥١/ النمل/ ٢٧/ «أنا» فى موضع رفع بدل من اسم «كان»، وذلك فى قراءة من فتح، والتقدير: انظر كيف كان تدميرنا إياهم.
ويجوز أن يكون على تقدير: فهو أنا دمرناهم.
ويجوز أن يكون على تقدير: هى أن كذبوا أو على تقدير: لأن كذبوا.
(١٢) فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ/ ١٤/ سبأ/ ٣٤/ «أن» رفع بدل من «الجن»، والتقدير: فلما خرتبين للانس جهل الجن الغيب أى: لما خرتبين أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين (١٣) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ/ ٣١/ يس/ ٣٦/ (أنهم إليهم لا يرجعون) بدل من موضع (كم أهلكنا) ومعنى (كم) هاهنا: الخبر ولا يجوز أن يكون بدلا من (كم) وحدها لأن محل «كم» النصب ب (أهلكنا)، وليس المعنى: أهلكنا أنهم لا يرجعون، لأن معنى (أنهم لا يرجعون) الاستئصال، ولا يصح: أهلكنا بالاستئصال، وإنم المعنى: ألم يروا استئصالهم، فهو بدل من موضع (كم أهلكنا) (١٤) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها/ ١٧/ الزمر/ ٣٩/ (أن يعبدوها) بدل من (الطاغوت).
(١٥) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ/ ٣٥/ المؤمنون/ ٤٠/ (أنكم مخرجون) بدل من (أنكم إذا متم)، ويكون التقدير: أيعدكم أن إخراجكم إذا متم، فيكون المضاف محذوفا، ويكون ظرف الزمان خبرا.
(١٦) فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً/ ١٨/ محمد/ ٤٧/ «أن» نصب، بدل من «الساعة».
(١٧) وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ/ ٢٥/ الفتح/ ٤٨/ «أن» رفع من «رجال»، والمعنى: لولا أن تطؤوا رجالا، ولا تعلق له بقوله «لم تعلموهم»، لأن «أن» الناصبة للفعل لا تقع بعد العلم، إنما تقع بعد العلم المشددة أو المخففة من الثقيلة (١٨) لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ/ ٨/ الممتحنة/ ٦٠/ (أن تبروهم) جر، بدل من «الذين».
(١٩) إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ/ ٩/ الممتحنة/ ٦٠/ (أن تولوهم) جر، بدل من (الذين).
(٢٠) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا/ ٢٤، ٢٥/ عبس/ ٨٠/ «أنا» بدل من المجرور قبله، فيمن فتح.
١٢- الباء: التجريد بها (انظر، التجريد بالباء، و «من»، و «فى» ) ١٣- التاء: حذفها فى أول المضارع (١) تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ/ ٨٥/ البقرة/ ٢/ لما اجتمعت تا آن حذفت إحداهما، والمحذوفة الثانية لأن التكرار بها وقع، وليست الأولى بمحذوفة، لأن الأولى علامة المضارع، والعلامات لا تحذف (٢) وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ/ ٢٦٧/ البقرة/ ٢/ أى: ولا تتيمموا (- ٢٥- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
(٤) بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ.
(فى قراءة عاصم) / ٧٩/ آل عمران/ ٣/ أى: تتعلمون، فحذف إحدى التاءين.
(٥) إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ/ ٩٧/ النساء/ ٤/ أى: نتوفاهم.
(٦) وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ/ ٢/ المائدة/ ٥/ أى: ولا تتعاونوا.
(٧) لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
(فيمن خفف) / ١٥٢/ الأنعام/ ٦// ٥٧/ الأعراف/ ٧// ٢٧/ النور/ ٢٤/ أى: تتذكرون.
٩٠/ النمل/ ٢٧/ (٨) فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (فى قرائة العامة دون قراءة ابن كثير) / ١٥٣/ الأنعام/ ٦/ أى: فتتفرق.
(٩) وَلا تَوَلَّوْا/ ٢٠/ الأنفال/ ٨/ أى: ولا تتولوا.
(١٠) وَلا تَنازَعُوا/ ٤٦/ الأنفال/ ٨/ أى: ولا تتازعوا.
(١١) قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ/ ٥٢/ التوبة/ ٩/ أى: ولا تتربصون.
(١٢) فَإِنْ تَوَلَّوْا/ ٥٧، / هود/ ١١/ أى: تتولوا.
٥٤/ النور/ ٢٤/ (١٣) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ/ ٢٥/ النور/ ٢٤/ أى: تتلقونه.
(١٤) عَلى مَنْ تَنَزَّلُ... تَنَزَّلُ/ ٢٢١، ٢٢٢/ الشعراء الشعراء/ ٢٦/ أى: من تتنزل... تتنزل.
٢٢٢/ الشعراء (١٥) قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ/ ٦٢/ النمل/ ٢٧/ أى: ما تتذكرون. وكذا فى جميع التنزيل.
(١٦) وَلا تَبَرَّجْنَ/ ٣٣/ الأحزاب/ ٣٣/ أى: ولا تتبرجن.
(١٧) أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ/ ٥٢/ الأحزاب/ ٣٣/ أى: أن تتبدل بهن.
(١٨) لا تَناصَرُونَ/ ٢٥/ الصافات/ ٣٧/ أى: لا تتناصرون.
(١٩) وَلا تَنابَزُوا/ ١١/ الحجرات/ ٤٩/ أى: ولا تتنابزوا.
(٢٠) وَلا تَجَسَّسُوا/ ١٢/ الحجرات/ ٤٩/ أى: ولا تتجسسوا.
(٢١) لِتَعارَفُوا/ ١٣/ الحجرات/ ٤٩/ أى: لتتعارفوا.
(٢٣) وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ/ ٤/ التحريم/ ٦٦/ أى: وإن تتظاهرا عليه.
(٢٤) تَكادُ تَمَيَّزُ/ ٨/ الملك/ ٦٧/ أى: تكاد تتميز.
(٢٥) لَما تَخَيَّرُونَ/ ٣٨/ القلم/ ٦٨/ أى: لما تتخيرون.
(٢٦) عَنْهُ تَلَهَّى/ ١٠/ عبس/ ٨٥/ أى: عنه تتلهى.
(٢٧) ناراً تَلَظَّى/ ١٤/ الليل/ ٩٢/ أى: نار تتلظى.
(٢٨) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ/ ٤/ القدر/ ٩٧/ أى: تتنزل الملائكة.
١٤- التجريد بالباء، أو «من» أو، «فى» (١) ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ/ ١٢/ البقرة/ ٢/ أى: مالك اللَّه وليا.
(٢) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ/ ١٠٤/ آل عمران/ ٣/ أى: كونوا أمة.
(٣) وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا/ ٧٥/ النساء/ ٤/ أى: كن لنا وليا.
(٤) ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ/ ٣٧/ الرعد/ ١٣/ أى: مالك اللَّه وليا.
(٥) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ/ ١٠/ النحل/ ١٦/ أى: لكم هو شراب.
(٦) فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً/ ٥٩/ الفرقان/ ٢٥/ أى: اسأل اللَّه خبيرا (٧) ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ/ ٢٨/ فصلت/ ٤١/ أى: لهم هى دار الخلد.
(٨) وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ. / ٦/ الملك/ ٦٧/ أى: بعذاب ربهم عذاب جهنم.
١٥- تفنن الخطاب (نقل الكلام من أسلوب إلى أسلوب آخر) (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ.. إِيَّاكَ نَعْبُدُ/ ١- ٣/ الفاتحة/ ١/ الانتقال من الغيبة إلى الخطاب.
(٢) فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ/ ١٠٦/ آل عمران/ ٣/ الانتقال من الغيبة إلى الخطاب.
(٣) فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ/ ٣٥/ التوبة/ ٩/ الانتقال من الغيبة إلى الخطاب.
(٥) فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها/ ٢٨/ هود/ ١١/ قدم المخاطب على الغيبة، والأصل فى الكلام البداية بالمتكلم ثم بالمخاطب ثم بالغيبة (٦) سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ/ ١/ الإسراء/ ١٧/ الانتقال من الغيبة إلى التكلم (٧) وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا/ ٨٨، ٨٩/ مريم/ ١٩/ الانتقال من الغيبة إلى الخطاب (٨) وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى/ ٥٣/ طه/ ٢٠/ الانتقال من الغيبة إلى التكلم (٩) أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا/ ٤٥/ الفرقان/ ٢٥/ الانتقال من الخطاب إلى التكلم.
(١٠) وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ/ ٦٠/ النمل/ ٢٧/ الانتقال من الغيبة إلى التكلم (١١) وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا/ ١٢/ فصلت/ ٤١/ الانتقال من الغيبة إلى التكلم (١٢) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ يُطافُ عَلَيْهِمْ... وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ. / ٧٠، ٧١/ الزخرف الزخرف ٤٣/ ٤٣/ الانتقال من الخطاب إلى الغيبة، ثم من الغيبة. / ٧١/ الزخرف/ ٤٣/ إلى الخطاب.
(١٣) إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً. لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ/ ١، ٢/ الفتح/ ٤٨/ الانتقال من التكلم إلى الغيبة (١٤) وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً. إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً. ٢١، ٢٢/ الدهر/ ٧٦ ٧٦ الانتقال من الغيبة إلى الخطاب إن هذا كان لكم جزاء/ ٢٢/ الدهر/ ٧٦/ ١٦- تقديم خبر المبتدأ (ظ: خبر المبتدأ، تقديمه) ١٧- تقديم المفعول الثانى على المفعول الأول (ظ: حذف المفعول والمفعولين) ١٨- التقديم والتأخير (أ) نحوا (١) وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ/ ٣/ البقرة/ ٢/ أى: يقيمون الصلاة وينفقون مما رزقناهم، ففصل بين الواو والفعل بالظرف.
(٢) وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ/ ٧٧/ البقرة/ ٢/ تقدم الخبر على المبتدأ، ونحوه كثير فى القرآن
نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب اللَّه وراء ظهورهم واتبعوا ما تتلو الشياطين، ف (اتبعوا) معطوف على «نبذ». وقوله: (كأنهم لا يعلمون) فى موضع الحال، أى: نبذوه مشابهين الجهال.
(٤) ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ/ ١٠٦/ البقرة/ ٢/ «ما» منصوب بفعل الشرط الذى بعده، والفعل منجزم به.
(٥) وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ/ ١٢٤/ البقرة/ ٢/ المفعول تقدم على الفاعل، ووجب تقديمه، لأن تأخيره يوجب إضمارا قبل الذكر.
(٦) كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ/ ١٥١/ البقرة/ ٢/ الكاف تتعلق بقوله: (ولأتم نعمتى عليكم) الآية: ١٥٢ (٧) وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ/ ٢٤٧/ البقرة/ ٢/ أى: يؤتى من يشاء ملكه (٨) أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها/ ٢٥٩/ البقرة/ ٢/ التقدير: على قرية على عروشها، فيكون بدلا، ويكون (وهى خاوية) بمعنى: خالية، والجملة تسدد الأول (٩) فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ/ ٢٦٠/ البقرة/ ٢/ أى: خذ إليك، على قول الفراء.
(١٠) وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ/ ٢٧٩/ البقرة/ ٢/ تقدم الخبر على المبتدأ. ونحوه كثير فى القرآن.
(١١) وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ/ ٢٨٢/ البقرة/ ٢/ «كما» متعلق (فليكتب)، فى قول أبى على، ولا تحمل على (أن يكتب كما علمه اللَّه) (١٢) وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ/ ١٩/ آل عمران/ ٣/ عند الأخفش: على تقدير: وما اختلف/ الذين أوتو الكتاب بغيا بينهم.
(١٣) تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ/ ٢٦/ آل عمران/ ٣ أى: تؤتى من تشاء الملك.
(١٤) وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ/ ٧٣/ آل عمران/ ٣/ أى: لا تؤمنوا أن يؤتى أحد إلا لمن تبع دينكم، ف (أن يؤتى) مفعول
(١٥) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً/ ٨٥/ آل عمران/ ٣/ تقديره: ومن يبتغ دينا غير الإسلام (١٦) وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ/ ١٥١/ آل عمران/ ٣/ تقديره: ثم صرفكم عنهم ليبتليكم وليبتلى اللَّه ما فى صدوركم.
(١٧) وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً/ ٢٢/ النساء/ ٤/ قيل: فيه تقديم وتأخير، والتقدير: إنه كان فاحشة إلا ما قد سلف، فصار فاحشة بعد نزول الفاحشة.
وقيل: التقدير: ولا تنكحوا من النساء نكاح آبائكم، ف «ما» مصدرية، و «من» صلة «تنكحوا».
وقيل: الاستثناء منطقع، أى: لكن ما قد سلف فى الجاهلية، فإنه معفو عنه (١٨) وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً/ ٦٩/ النساء/ ٤/ عند الكوفيين: على التقديم والتأخير، نحو: نعم زيد رجلا.
وقيل: التقدير على غير ما قالوا لأن «نعم» غير منصرف.
(١٩) وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ.. لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا/ ٨٣/ النساء/ ٤/ قيل: الاستثناء من قوله: «أذاعوا به»، فهو فى نية التقديم.
(٢٠) يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ/ ١٧٦/ النساء/ ٤/ عند الفراء: يستفتونك فى الكلالة قل اللَّه يفتيكم، فأخر.
(٢١) فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ/ ٢٦/ المائدة/ ٥/ إن نصبت «أربعين» ب «يتيهون» كان من هذا الباب، أى التقديم والتأخير.
(٢٢) فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ/ ٩٥/ المائدة/ ٥/ للعنى: فعليه جزاء من النعم يماثل المقتول.
(٢٣) ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ/ ٢/ الأنعام/ ٦/ تقديره: ثم قضى أجلا وعنده أجل مسمى، أى: وقت مؤقت.
(٢٤) وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ/ ٥٢/ الأنعام/ ٦ «فتكون» جواب النفى، فى نية التقديم.
(٢٥) وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ/ ١٠٠/ الأنعام/ ٦/ أى: الجن شركاء.
(٢٦) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ/ ١١٠/ الأنعام/ ٦/ فيه تقديم وتأخير، والتقدير: وأقسموا باللَّه جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها: واللَّه مقلب قلوبهم فى حال أقسامهم، وعالم منها بخلاف ما حلفوا عليه، إذ هو مقلب القلوب والأبصار، عالم بما فى الضمير والظاهر، وما يدريكم أنها إذا جاءت لا يؤمنون كما لم يؤمنوا به أول مرة، أى قبل الآية التى طلبوها.
(٢٧) وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها/ ١٨٣/ الأنعام/ ٦/ أى: مجرميها أكابر.
(٢٨) لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ/ ١٢٧/ الأنعام/ ٦/ أى: ثبتت لهم دار السلام جزاء لعملهم.
(٢٩) وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ/ ١٣٧/ الأنعام/ ٦/ التقدير: قتل شركائهم أولادهم، فقدم المفعول على المضاف إليه (٣٠) ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ/ ١٤٦/ الأنعام/ ٦/ أى: جزيناهم ذلك، فقدم المفعول الثانى.
(٣١) لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها/ ١٥٨/ الأنعام/ ٦/ المفعول مقدم على الفاعل، وهو واجب تقديمه هاهنا، لأن تأخيره يوجب إضمارا قبل الذكر.
(٣٣) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ/ ١٧/ الأعراف/ ٧/ فيه تقديم وتأخير، والتقدير: لآتينهم من بين أيديهم وعن أيمانهم حيث ينظرون.
ومن خلفهم وعن شمائلهم من حيث لا ينظرون.
(٣٤) هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ/ ١٥٤/ الأعراف/ ٧/ أى: يرهبون ربهم (٣٥) وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ. / ١٧٧/ الأعراف/ ٧/ أى: كانوا يظلمون أنفسهم.
(٣٦) كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ/ ٥/ الأنفال/ ٨/ قيل: «الكاف» من صلة ما بعده، والتقدير: يجادلونك فى الحق متكرهين كما كرهوا إخراجك من بيتك.
وقيل: هى من صلة ما قبله، أى: كما ألزمك الخصال المتقدم ذكرها، التى تنال بها الدرجات، ألزمك الجهاد، وضمن النصرة لك والعاقبة المحمودة.
(٣٧) فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا/ ٥٥/ التوبة/ ٩/ أى: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم فى الحياة الدنيا، إنما يريد اللَّه يعذبهم بها فى الآخرة.
(٣٨) وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى/ ١٩/ يونس/ ١٠/ «أجل» معطوف على «كلمة». فى نية التقديم.
(٣٩) وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى / ١٧/ هود/ ١١/ أى: كتاب موسى من قبله، ففصل بين الواو وبين ما عطف به عليه على «شاهد» بالظرف.
(٤٠) وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ/ ٧١/ هود/ ١١/ أى: فبشرناها بإسحاق فضحكت.
(٤٣) وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ/ ٢٥، ٢٦/ الرعد/ ١٣/ التقدير فى قول الجرجانى: والذين ينقضون عهد اللَّه من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر اللَّه به أن يوصل، ويفسدون فى الأرض، وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا فى الآخرة إلا متاع، أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار وقوله تعالى: اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ عارض بين الكلام وتمامه (٤٤) إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ/ ٢٢/ إبراهيم/ ١٤/ التقدير: أن يكون «من قبل» متعلقا ب «كفرت»، ويكون المعنى: أى: كفرت من قبل بما أشركتمونى. ألا ترى أن كفره قبل كفرهم، وإشراكهم إياه فيه بعد ذلك، فإذا كان كذلك علمت أن «من قبل» لا يصح أن يكون من صلة «ما أشركتمونى»، وإذا لم يصح ذلك فيه ثبت أنه من صلة «كفرت».
(٤٥) رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ/ ٣٧/ إبراهيم/ ١٤/ اللام، من صلة «أسكنت»، وهو فى نية التقديم، والفصل بالنداء غير معتد به.
(٤٦) فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ/ ٤٧/ إبراهيم/ ١٤/ أى: مخلف رسله وعده.
(٤٨) وَقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ/ ٥١/ النحل/ ١٦/ أى: اثنين إلهين، لأن اتخاذ اثنين يقع على ما يجوز وما لا يجوز، و (إلهين) لا يقع إلا على ما لا يجوز، و (إلهين) أخص، فكان جعله صفة أولى.
(٤٩) وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ/ ٦٣، ١٠٤، ١١٧/ النحل/ ١٦/ على التقديم والتأخير ونحوه كثير فى القرآن الكريم.
(٥٠) لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً/ ٧٠/ النحل/ ١٦/ أى: لكيلا يعلم شيئا من بعد علم علما، أى: من بعد علمه، فأخر، عند الفراء.
(٥١) لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ/ ١٠٢/ الإسراء/ ١٧/ (بصائر)، حال من (هؤلاء)، وقد أخره عن الاستثناء.
(٥٢) أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى / ١١٠/ الإسراء/ ١٧/ (أيا) منصوب ب (تدعو)، و (تدعو) منجزم به.
(٥٣) آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً/ ٩٦/ الكهف/ ١٨/ التقدير عند الفراء: آتونى قطرا أفرغه عليه، فأخر.
(٥٤) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً/ ٢٥/ مريم/ ١٩/ أى: هزى إليك رطبا تساقط عليك.
(٥٥) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى / ٦٧/ طه/ ٢٠/ أى: أوجس موسى في نفسه، وقدم الكناية على المكنى عليه.
(٥٦) لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ/ ٧٣/ طه/ ٢٠/ التقدير: ليغفر لنا خطايانا من السحر ولم يكرهنا عليه، فيمن قال «ما» نافية
(٥٨) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ/ ٢٠/ الأنبياء/ ٢١/ أى: لا يفترون النهار، فهو فى نية التقديم.
(٥٩) خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ/ ٣٧/ الأنبياء/ ٢١/ أى: خلق العجل من الإنسان (٦٠) فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا/ ٩٧/ الأنبياء/ ٢١/ «هى» ضمير القصة، مرفوع بالابتداء، و (أبصار الذين كفروا) مبتدأ، و (شاخصة) خبر مقدم.
(٦١) هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ/ ١٠٣، ١٠٤/ الأنبياء/ ٢١/ إما أن يكون (يوم نطوى) منصوب ب «نعيده»، أو بدل من الهاء.
ولم يجز أن يكون منصوباب (هذا يومكم) فهو فى المعنى فى نية التقديم والتاخير.
(٦٢) لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً/ ٥/ الحج/ ٢٢/ أى: لكيلا يعلم شيئا من بعد علم علما، أى من بعد علمه، فأخر، عند الفراء.
(٦٣) ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ/ ١٢، ١٣/ الحج/ ٢٢/ (ذلك) منصوب ب (يدعو)، ويكون، ذلك، بمعنى (الذى)، والجملة بعده صلة فهو فى المعنى فى نية التقديم والتأخير.
(٦٤) الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ/ ٢٥/ الحج/ ٢٢/ وجه الرفع فى (سواء) أنه خبر ابتداء مقدم، والمعنى: العاكف والبادى فيه سواء، أى: ليس أحد هما بأحق من صاحبه، ومن نصب أعمل المصدر عمل اسم الفاعل.
(٦٥) فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ/ ٣٠/ الحج/ ٢٢/ أى: الأوثان من الرجس.
(٦٦) لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ/ ٣٣/ الحج/ ٢٢/ التقدير: إلى أجل مسمى إلى البيت العتيق ثم محلها، ف «إلى» الأولى تتعلق بالظرف، أعنى «بكم»، و «إلى» الثانية متعلقة بمحذوف فى موضع الحال من «منافع»، أو من الضمير، أى: واصلة إلى البيت العتيق.
(٦٩) حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ/ ٧٧/ المؤمنون/ ٢٣/ العامل فى «إذا» الفعل والفاعل.
(٧٠) اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ/ ٢٨/ النمل/ ٢٧/ أى: اذهب بكتابى هذا فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون، ثم تول عنهم.
(٧١) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ/ ٤٢/ العنكبوت/ ٢٩/ إن جعلت «ما» استفهاما كان مفعولا مقدما لقوله: (يدعون)، وإن جعلته بمعنى «الذى» كان منصوبا ب «يعلم».
(٧٢) فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ/ ١٨/ الروم/ ٣٠/ التقدير: وحين تصبحون وعشيا، فأخر، واعترض بالجملة.
(٧٣) ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا/ ١٧/ سبأ/ ٣٤/ أى: جزيناهم ذلك بكفرهم، فقدم المفعول الثانى.
(٧٤) وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ/ ٣٩/ سبأ/ ٣٤/ «ما» منصوب بفعل الشرط الذى بعده، والفعل منجزم به.
(٧٥) ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ/ ٢/ فاطر/ ٣٥/ «ما» منصوب بفعل الشرط الذى بعده، والفعل منجزم به.
(٧٦) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ/ ٦٦/ الزمر/ ٣٩/ أى: بل فاعبد اللَّه، فقدم المفعول.
(٧٧) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ/ ٢٣/ الجاثية/ ٤٥/ أصل الكلام: هواه إلهه، فقدم المفعول الثانى على الأول.
(٧٨) فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ/ ١٨/ محمد/ ٤٧/ التقدير: فأنى لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة (٧٩) ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى/ ٨/ النجم/ ٥٣/ أى: تدلى فدنا.
(٨٠) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ/ ٧/ القمر/ ٥٤/ التقدير: يخرجون من الأجداث خشعا أبصارهم.
(٨٢) وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ/ ٣/ المجادلة/ ٥٨/ التقدير: والذين يظاهرون من نسائهم فتحرير رقبة ثم يعودون.
(٨٣) إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ/ ١١/ الجمعة/ ٦٢/ اللام من صلة (أكنت)، وهو فى نية التقديم، والفصل بالنداء غير معتد به.
(٨٤) خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ/ ١٢/ الطلاق/ ٦٥/ أى: ومثلهن من الأرض.
(٨٥) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً/ ١٧/ المزمل/ ٧٣/ أى: فكيف تتقون يوما يجعل الولدان شيبا إن كفرتم.
(٨٦) لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً لا يَذُوقُونَ/ ٢٣، ٢٤/ النبأ/ ٧٨/ التقدير: لا يذوقون أحقابا، فهو ظرف ل (لا يذوقون) وليس بظرف ل (لابثين)، إذ ليس تحديدا لهم، لأنهم يلبثون غير ذلك من المدد، فهو تحديد لذوق الحميم والغساق.
(٨٧) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها/ ٢٤/ الشمس/ ٩١/ أى: فعقروها فكذبوه.
(٨٨) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ/ ٥، ٦/ الناس/ ١١٤/ أى: من شر الوسواس الخناس، من الجنة والناس، الذى يوسوس فى صدور الناس (ب) بيانا (١) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ/ ٥/ الفاتحة/ ١/ قدمت العبادة، لأنها سبب حصول الإعانة.
(٢) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ/ ٧/ الفاتحة/ ١/ المغضوب عليهم، هم اليهود، والضالون هم النصارى، وقدم اليهود لأنهم كانوا أسبق من النصارى، ولأنهم كانوا أقرب إلى المؤمنين بالمجاورة.
(٤) يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً/ ٢١، ٢٢/ البقرة/ ٢/ قدم ذكر المخاطبين على من قبلهم، وقدم الأرض على السماء، للتنقل من الأقرب إلى الأبعد.
(٥) وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ/ ٢٨/ البقرة/ ٢/ قدم الموت على الحياة، لقدم الموت فى الوجود.
(٦) قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ. / ٣٢/ البقرة/ ٢/ قدم (العليم) على (الحكيم)، لأن الإتقان ناشىء عن العلم، فهو تقديم بالعلة والسببية. وكذا أكثر ما فى القرآن من تقديم وصفت العلم على الحكمة.
(٧) وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ/ ٩٨/ البقرة/ ٢/ قدم (جبريل) لأنه صاحب الوحى والعلم، (وميكال) صاحب الأرزاق، والخيرات النفسانية أفضل من الخيرات الجسمانية، فهذا تقديم لشرف المعلوم.
(٨) أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ/ ١٢٥/ البقرة/ ٢/ قدم (الطائفين) لقربهم من البيت، ثم ثنى بالقائمين، وهم العاكفون، لأنهم يخصون موضعا بالعكوف والطواف بخلافه، فكان أعم.
والأعم قبل الأخص، ثم ثلث بالركوع، لأن الركوع لا يلزم أن يكون فى البيت وعنده.
(٩) غَفُورٌ رَحِيمٌ/ ١٧٣/ البقرة/ ٢/ قدم المغفرة على الرحمة، لأن المغفرة سلامة والرحمة غنيمة، والسلامة مطلوبة قبل الغنيمة، فهذا تقديم بالمرتبة.
(١١) الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ/ ١٧٨/ البقرة/ ٢/ التقديم لشرف الحرية.
(١٢) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ/ ٢٢٢/ البقرة/ ٢/ قدم، لأن التوبة سبب الطهارة، وهذا تقديم بالعلة والسببية.
(١٣) والله يقبض ويبسط/ ٢٤٥/ البقرة/ ٢/ قدم، القبض، لأن قبلة: (من ذا الذى يقرض اللَّه قرضا حسنا قيضاعفه له أضعافا كثيرة)، وكان هذا بسطا، فلا يناسب تلاوة البسط، فقدم القبض لهذا وللترغيب فى الإنفاق، لأن الممتنع منه سببه خوف القلة، فبين أن هذا لا ينجيه، فإن القبض مقدر ولا بد وهذا من تقديم المحو على الإثبات (١٤) لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ/ ٢٥٥/ البقرة/ ٢/ قدم السّنة على النوم، لتقدمها إيجادا.
(١٥) وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ/ ٣، ٤/ آل عمران/ ٣/ التقديم للسبق بالإنزال.
(١٦) إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ/ ١٤/ آل عمران/ ٣/ قدم الأرض على السماء، لقصد الترقى فهذا تقديم بالتنقل من الأقرب إلى الأبعد.
(١٧) زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ/ ٥/ آل عمران/ ٣/ تقديم الشهوات للتحذير منها والتنفير منها، لأن المحنة بها أعظم من المحنة بالأولاد.
وتقديم النساء على البنين، من قبيل تقديم العلة على المعلول، إذ أنهن السبب فى وجود البنين وقدم النساء والبنين على الذهب والفضة، لأنهما أقوى فى الشهوة الجبلية من المال، فإن الطبع يحث على بذل المال، فيحصل النكاح.
(١٨) شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ/ ١٨/ آل عمران/ ٣/ تقديم بالتنقل من الأعلى، أو للتعظيم.
(١٩) إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ/ ٣٣/ آل عمران/ ٣/ التقديم للسبق الزمنى، أو للتشريف (٢٠) إنى متوفاك ورافعك إلى/ ٥٥/ آل عمران/ ٣/ التوفى: النوم. والتقديم هنا للسبق بالإيجاد.
(٢١) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً/ ٥٦/ آل عمران/ ٣/ قدم ذكر العذاب. لكون الكلام مع اليهود الذين كفروا بعيسى وراموا قتله (٢٢) مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ/ ١٥٢/ آل عمران/ ٣/ التقديم للكثرة.
(٢٣) وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ/ ١٩٩/ آل عمران/ ٣/ التقديم للتنبيه على فضيلة المنزل إليهم.
(٢٤) رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً/ ١/ النساء/ ٤/ التقديم لشرف الذكورة.
(٢٥) مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ/ ٣/ النساء/ ٤/ التقديم بالذات وكذا جميع الأعداد متقدمة على ما فوقها بالذات.
(٢٦) مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ/ ١١/ النساء/ ٤/ قدم تنفيذ الوصية على وفاء الدين، مع أن وفاء الدين سابق على الوصية، لكن قدم الوصية لأنهم كانوا يتساهلون بتأخيرها بخلاف الدين فهذا تقديم للحث على الشىء خيفة من التهاون به (٢٧) مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ/ ٢٣/ النساء/ ٤/ التقديم للشرف بالفضيلة.
(٢٩) إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ/ ١٤٧/ النساء/ ٤/ قدم الشكر على الإيمان، لأن العاقل ينظر إلى ما عليه من النعمة العظيمة فى خلقه، فيشكر شكرا مبهما فإذا انتهى به النظر إلى معرفة المنعم آمن به ثم شكر شكرا متصلا، فكان الشكر متقدما على الإيمان، وكأنه أصل التكليف ومداره، وهو على هذا تقديم بالعلة والسببية.
وقيل: هو من عطف الخاص على العام، لأن الإيمان من الشكر، وخص بالتقديم لشرفه (٣٠) فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ/ ٦/ المائدة/ ٥/ التقديم للشرف.
(٣١) إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا/ ٣٣/ المائدة/ ٥/ التقديم على قصد الترتيب، إذ بدأ بالأغلظ طردا للقاعدة.
(٣٢) وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ/ ٣٨/ المائدة/ ٥/ التقديم للغلبة، والكثرة، لأن السرقة فى الذكور أكثر.
(٣٣) إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا/ ٥٥/ المائدة/ ٥/ التقديم للتعظيم.
(٣٤) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ/ ١١٨/ المائدة/ ٥/ قدم التعذيب على المغفرة للسياق، والذى فى القرآن تقديم الرحمة على العذاب.
(٣٥) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ/ ١/ الأنعام/ ٦/ تقديم المكان عليا لزمان، إذ المراد بالظلمات والنور: الليل والنهار، إذ المكان أسبق.
(٣٦) وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ/ ١/ الأنعام/ ٦/ قدم (الظلمة) على (النور)، للسبق فى الإحساس (٣٧) يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ/ ٦/ الأنعام/ ٦/ التقديم لشرف المعلوم، إذ علم الغيبيات أشرف من المشاهدات.
(م ٢٦- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
(٣٩) امَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ
١٣٠/ الأنعام/ ٦/ قدم (الجن) لأنهم أقدم فى الخلق وهو تقديم بالسبق فى الإيجاد.
(٤٠) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ/ ١٦٠/ الأنعام/ ٦/ التقديم لشرف المجازاة.
(٤١) وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ/ ١٦٢/ الأنعام/ ٦/ قدم الحياة على الموت، لا على الترتيب، بل لأن الخطاب لمن، هو حى يعقبه الموت.
(٤٢) قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ/ ٢٥/ الأعراف/ ٧/ الخطاب لآدم وحواء، لأن حياتهما فى الدنيا سبقت الموت.
(٤٣) وَإِنْ كانَ طائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا/ ٨٧/ الأعراف/ ٧/ التقديم لشرف الإيمان.
(٤٤) رَبِّ مُوسى وَهارُونَ/ ١٢٢، ٤٨/ الأعراف الشعراء/ ٧ ٢٦/ التقديم للشرف بالفضيلة، فإن موسى استأثر باصطفائه تعالى له بتكليمه، وكونه من أولى العزم.
(٤٥) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ، / ١٥٧/ الأعراف/ ٧/ التقديم لشرف الرسالة.
(٤٧) وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
٢٨/ الأنفال/ ٨/ قدم الأموال، من باب تقديم السبب، فإنه إنما شرع النكاح عند قدرته على مؤونته، فهو سبب التزويج، والتزويج سبب للتناسل، ولأن المال سبب للتنعيم بالولد، وفقده سبب لشقائه.
(٤٨) وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ/ ٤١/ الأنفال/ ٨/ التقديم لفضل الصدقة على القريب (٤٩) وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ/ ٧٢/ الأنفال/ ٨/ التقديم للسبق بالسببية، إذ الجهاد يستدعى تقديم إنفاق الأموال.
(٥٠) وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ. / ٣٤/ التوبة/ ٩/ قدم الذهب على الفضة، للشرف.
(٥١) يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ/ ٣٥/ التوبة/ ٩/ قدم الجباه ثم الجنوب، لأن مانع الصدقة فى الدنيا كان يصرف وجهه أولا عن السائل، ثم ينوء بجانبه، ثم يتولى بظهره، فهذا التقديم للتنبيه على أن السبب مرتب.
(٥٢) وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ/ ١٠٠/ التوبة/ ٩/ التقديم لفضيلة الهجرة.
(٥٣) لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ/ ١١٧/ التوبة/ ٩/ التقديم لفضيلة الهجرة.
(٥٤) وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً/ ١٢١/ التوبة/ ٩/ التقديم للتنقل من الأدنى إلى الأعلى.
(٥٥) جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً/ ٥/ يونس/ ١٠/ التقديم للشرف، إذ القمر مستمد نوره من الشمس.
وقيل: لأجل السياق، لأن قبله: (فكلوا محل رزقكم اللَّه حلالا طيبا).
(٥٧) فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ/ ٦١/ يونس/ ١٠/ قدم الأرض على السماء، لأن المخاطبين قبل هم أهل الأرض.
(٥٨) ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ/ ٤٩/ هود/ ١١/ التقديم للتنقل من الأعلى إلى الأدنى.
(٥٩) فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ/ ١٠٥/ هود/ ١١/ التقديم للغلبة والكثرة.
وقيل: للتخويف (٦٠) يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ/ ٣٩/ الرعد/ ١٣/ تقديم المحو على الإثبات، لسبق ما يقتضى تقديمه.
(٦١) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ/ ٤٨/ إبراهيم/ ١٤/ قدم الأرض، لأن الآية فى سياق الوعد والوعيد، وإنما هو لأهل الأرض.
(٦٢) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ/ ٢٤/ الحجر/ ١٥/ التقديم لمراعاة اشتقاق اللفظ.
(٦٣) وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ/ ٦/ النحل/ ١٦/ لما كان إسراحها وهى خماص، وإراحتها وهى بطلان، قدم الإراحة، لأن الجمال بها حينئذ أفخر، وهذا من تقديم سبق ما يقتضى تقديمه.
(٦٤) فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ/ ٦١/ النحل/ ١٦/ قدم نفى التأخير، لأنه الأصل فى الكلام.
(٦٥) وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ/ ٧٨/ النحل/ ١٦/ انتفاء العلم ظلمة معنوية، وهو متقدم بالزمان على نور الإدراكات، وهكذا فإن الظلمة المعنوية سابقة على النور المعنوى، كما أن الظلمة الحسية سابقة على النور الحسى.
(٦٧) إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ/ ١١٤/ النحل/ ١٦/ قدم (إياه) على (تعبدون) لمشاكله رؤوس الآى، رعاية للفواصل.
(٦٨) وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ/ ١١٦/ النحل/ ١٦/ التقديم لشرف الإباحة للإذن بها.
(٦٩) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ/ ١٢/ الإسرار/ ١٧/ التقديم لسبق الظلمة على النور فى الإحساس، ولا يرد عليه (لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار) ٣٦: ٤٠ إذ المعنى: تدرك القمر فى سلطانه، وهو الليل، أى لا تجىء الشمس فى أثناء الليل، كما أن الليل لا يأتى فى بعض سلطان الشمس، وهو النهار.
(٧٠) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ/ ٨٨/ الإسراء/ ١٧/ التقديم للشرف.
(٧١) سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ/ ٢٢/ الكهف/ ١٨/ التقديم بالذات، وكذا جميع الأعداد.
(٧٢) الْمالُ وَالْبَنُونَ/ ٤٦/ الكهف/ ١٨/ التقديم لمراعاة الإفراد، فإن المفرد سابق على الجمع.
(٧٣) لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً/ ٤٩/ الكهف/ ١٨/ التقديم للتنقل من الأدنى إلى الأعلى.
(٧٤) حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ/ ٨٦/ الكهف/ ١٨/ بدأ بالمغرب قبل المشرق، وكان مسكن ذى القرنين من ناحية المشرق، لقصد الاهتمام.
(٧٥) وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا/ ٥٤/ مريم/ ١٩/ التقديم لشرف الرسالة. وقيل: رعاية للفواصل.
(٧٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ/ ٩٦/ مريم/ ١٩/ التقديم لتحقق ما بعده، واستغنائه هو عنه فى تصوره.
(٧٧) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ/ ٣٢/ الأنبياء/ ٢١/ [أنظر: ٦٩].
(٧٨) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ/ ٤٨/ الأنبياء/ ٢١/ التقديم للشرف بالفضيلة.
(٨٠) وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ/ ٧٩/ الأنبياء/ ٢١/ قدم «الجبال» على «الطير» لأن تسخيرها له وتسبيحها عجب وأدل على القدرة، لأنها جماد والطير حيوان ناطق، وهذا التقديم للتعجب من شأن المقدم.
(٨١) وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ/ ٩١/ الأنبياء/ ٢١/ قدم لسبق ما يقتضى التقديم، لقوله تعالى قبل (والتى أحصنت فرجها) ولذلك قدم الابن فى غير هذا المكان، قال تعالى وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً (٢٣: ٥٠) (٨٢) وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ/ ١٨/ الحج/ ٢٢/ (ظ: ٥٥).
(٨٣) يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ/ ٢٧/ الحج/ ٢٢/ التقديم بالمرتبة، فالغالب أن الذين يأتون رجالا من مكان قريب، والذين يأتون على الضامر من بعيد. وقد يكون من التقديم بالشرف، لأن الأجر فى المشى مضاعف.
(٨٤) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ/ ٥٢/ الحج/ ٢٢/ التقديم لشرف الرسالة، فإن الرسول أفضل من النبى.
(٨٥) وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا/ ٦٠/ الحج/ ٢٢/ التقديم لشرف الرسالة.
وهو كذلك لرعاية الفواصل.
(٨٦) ان اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ/ ٧٥/ الحج/ ٢٢/ قدم «الملك» لسبقه فى الوجود. ومذهب أهل السنة تفضيل البشر.
(٨٧) ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا/ ٧٧/ الحج/ ٢٢/ تقديم الركوع على السجود لسبق الوجوب. ولا يرد عليه قوله تعالى (اسجدى واركعى) فيحتمل أن يكون فى شريعتهم السجود قبل الركوع. كما يحتمل أن يراد بالركوع: ركوع الركعة الثانية.
(٨٨) مِنْ مالٍ وَبَنِينَ/ ٥٥/ المؤمنون/ ٢٣/ التقديم لمراعاة الإفراد، فإن المفرد سابق على الجمع.
(٨٩) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ/ ٨٦/ المؤمنون/ ٢٣/ التقديم للتنقل من الأقرب إلى الأبعد.
(٩٠) عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ/ ٩٢/ المؤمنون/ ٢٣/ التقديم لشرف المعلوم، فإن علم الغيبيات. أشرف من المشاهدات.
(٩١) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي/ ٢/ النور/ ٢٤/ قدم الزانية، لأن الزنى فيهن أكثر، ثم إن الآية سيقت لعقوبتهما على ما جنيا، والمرأة هى المادة التى نشأت منها الخيانة. (وانظر الآية التالية).
(٩٢) الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ/ ٣/ النور/ ٢٤/ قدم (الزانى) لأن الآية مسوقة لذكر النكاح، والرجل أصل فيه، لأنه هو الراغب الخاطب، ومنه بدأ الطلب.
(٩٣) وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ/ ٢٦/ النور/ ٢٤/ التقديم للغلبة والكثرة.
(٩٤) قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ/ ٣٠/ النور/ ٢٤/ قدم الأمر بغض البصر على الأمر بحفظ الفروج، لأن البصر داعية إلى الفرح، فهذا تقديم بالداعية وقيل: قدم غض البصر لأن البصر بريد الزنى ورائد الفجور، والبلوى به أشد وأكثر وهذا من تقديم الغلبة والكثرة.
(٩٥) يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ/ ٤١/ النور/ ٢٤/ التقديم لشرف العقل.
(٩٦) فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ/ ٤٥/ النور/ ٢٤/ من باب تقديم الأعجب.
وقيل: التقديم لما هو أدل على القدرة.
وقدم إحياء الأنعام لأنه مما يحيا به الناس، بأكل لحومها وشرب ألبانها. وهو من التقديم بالعلة والسببية.
(٩٨) هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا/ ٧٤/ الفرقان/ ٢٥/ قدم الأزواج، لأنهم أسبق بالزمان.
(٩٩) وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ/ ١٧/ النمل/ ٢٧/ قدم (الجن) لأنهم أقوى أجساما وأعظم إقداما، فهو تقديم لنوع من أنواع الشرف.
(١٠٠) خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ/ ٤٤/ العنكبوت/ ٢٩/ التقديم للأفضلية.
(١٠١) حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ/ ١٧/ الروم/ ٣٠/ تقديم الظلمة على النور (ظ: ٣٦).
(١٠٢) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ/ ١٩/ السجدة/ ٣٢/ التقديم لشرف الحياة.
(١٠٣) تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ/ ٢٧/ الروم/ ٣٠/ التقديم للعلية والسببية.
(١٠٤) وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ/ ٧/ الأحزاب/ ٣٣/ التقديم للشرف بالفضيلة.
(١٠٥) وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى / ٧/ الأحزاب/ ٣٣/ التقديم للسبق بالزمان.
(١٠٦) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ/ ٣٥/ الأحزاب/ ٣٣/ التقديم لشرف الذكورة.
(١٠٧) إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ/ ٥٦/ الأحزاب/ ٣٣/ التقديم للتعظيم.
(١٠٨) صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً/ ٥٦/ الأحزاب/ ٣٣/ التقديم للأفضلية.
(١٠٩) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ/ ٥٩/ الأحزاب/ ٣٣/ التقديم للسبق بالزمان.
(١١٠) الرَّحِيمُ الْغَفُورُ/ ٢/ سبأ/ ٣٤/ قدم (الرحمة) لانتظامها فى سلك تعداد أصناف الخلق من المكلفين وغيرهم، فى قوله تعالى: ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ فالرحمة شملتهم جميعا، والمغفرة تخص بعضا، والعموم قبل الخصوص بالرتبة.
(١١٢) بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ/ ٣٣/ سبأ/ ٣٤/ التقديم لسبق الظلمة على النور فى الإحساس.
(١١٣) إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ/ ٤٦/ سبأ/ ٣٤/ وجه تقديم (مثنى) حثهم على القيام بالنصيحة للَّه وترك الهوى، مجتمعين متساوين، أو منفردين متفكرين، ولما كانت حالة الاجتماع أهم بدأبها.
(١١٤) وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ/ ٢٢/ فاطر/ ٣٥/ التقديم لشرف الحياة.
(١١٥) فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ. / ٣٢/ فاطر/ ٣٥/ قدم (الظالم) لكثرته، ثم «المقتصد» ثم (السابق)، فهو من تقديم الغلبة والكثرة.
(١١٦) قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ. / ٩/ الزمر/ ٣٩/ التقديم لشرف العلم.
(١١٧) وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ/ ٦٧/ الزمر/ ٣٩/ قدم (الأرض) لأن الآية فى سياق الوعد والوعيد، وهو لأهل الأرض.
(١١٨) وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ/ ٢٨/ غافر/ ٤٠/ قدم الوصف بالمفرد على الوصف بالجملة.
(١١٩) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً/ ٣٣/ فصلت/ ٤١/ التقديم للتحقق مما بعده، واستغنائه هو عنه. فى تصوره.
(١٢٠) وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ/ ٢٤/ الشورى/ ٤٢/ قدم المحوب على الإثبات، وهو من سبق ما يقتضى تقديمه.
(١٢١) يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ/ ٤٩/ الشورى/ ٤٢/ قدم النساء لجبرهن، ولهذا جبر الذكور بالتعريف. وقيل: قدمهن حثا على الإحسان إليهن، وهو من تقديم الحث على الشىء خيفة من التهاون به.
(١٢٣) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ/ ٧/ الجاثية/ ٤٥/ قدم الأقرب، لأنه سبب الإثم، فهو تقديم بالعلة والسببية.
(١٢٤) وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ/ ٢٣/ الجاثية/ ٤٥/ قدم السمع، لأن العناية هنا بذم المتصامين عن السماع.
(١٢٥) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى / ٢١/ النجم/ ٥٣/ التقديم لشرف الذكورة.
(١٢٦) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ (١٢٧) فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ/ ١٤، ١٥/ ٣٩/ الرحمن/ ٥٥/ التقديم لشرف الإنس.
(١٢٨) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ/ ٥٦/ الرحمن/ ٥٥/ التقديم لشرف الإنس.
(١٢٩) رُكَّعاً سُجَّداً/ ٢٩/ الفتح/ ٤٨/ (ظ: ٨٧) (١٣٠) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى/ ٣٦، ٣٧/ النجم/ ٣٥/ قدم ذكر موسى لوجهيين: أحدهما: أنه فى سياق الاحتجاج عليهم بالترك، وكانت صحف موسى أكثر انتشار عن صحف إبراهيم. ثانيهما: مراعاة رؤوس الآى.
(١٣١) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ/ ٤٤/ النجم/ ٥٣/ قدم «الموت» لتقدمه فى الوجود.
(١٣٢) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ | إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ/ ٤٩، ٥٠/ الواقعة/ ٥٦/ التقديم لمراعاة اشتقاق اللفظ. |
(١٣٥) فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ/ ٢/ التغابن/ ٦٤/ التقديم للغلبة والكثرة.
١٥/ التغابن/ ٦٤/ التقديم للغلبة والكثرة، لأن الأموال لا تكاد تفارقها الفتنة.
(١٣٧) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ/ ٢/ الملك/ ٦٧/ التقديم للسبق بالوجود.
(١٣٨) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ/ ١١/ القلم/ ٦٨/ التقديم بالمرتبة، إذ الهماز هو المغتاب، وذلك لا يفتقر إلى شىء، بخلاف النميمة.
(١٣٩) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ/ ٣٠، ٣١/ الحاقة/ ٦٩/ التقديم لرعاية الفواصل، إذ لو قال: صلوه الجحيم، لأفاد المعنى، ولكن يفوت الجمع. وقيل: فائدته الاختصاص.
(١٤٠) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ/ ٣٧/ المعارج/ ٧٠/ التقديم للشرف.
(١٤١) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً/ ١٦/ نوح/ ٧١/ التقديم لمناسبة رؤوس الآى.
(١٤٢) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ/ ٥/ الجن/ ٧٢/ تقديم الإنس لشرفهم.
(١٤٣) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ/ ٣٧/ المدثر/ ٧٤/ التقديم لمراعاة اشتقاق اللفظ.
(١٤٤) يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ
١٣/ القيامة/ ٧٥/ التقديم لمراعاة اشتقاق اللفظ.
(١٤٥) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ/ ٣٨/ المرسلون/ ٧٧/ قدمهم لأن الخطاب لهم.
(١٤٦) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ/ ٣٣/ النازعات/ ٧٩/ التقديم لشرف العقل.
(١٤٧) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ/ ٧/ الانفطار/ ٧٢/ التقديم لمراعاة اشتقاق اللفظ.
(١٤٨) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ/ ١٢/ المطففين/ ٨٣/ قدم «الاعتداء»، لأنه سبب الإثم، فالتقديم بالعلة والسببية.
(١٤٩) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ/ ٣/ الإخلاص/ ١١٢/ قدم نفى الولد على نفى الوالد، فإنه لما وقع فى الأول منازعة الكفرة وتقولهم، اقتضت الرتبة بالطبع تقديمه فى الذكر، اعتناء به، قبل التنزيه عن الولد، الذى لم ينازع فيه أحد.
الآية/ رقمها/ السورة/ رقمها/ الوجه (١) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ/ ٦/ البقرة/ ٢/ التقدير: إن الذين كفروا باللَّه. ومثل هذا كثير فى القرآن، أى. حذفه من «كفروا» (٢) لا يُؤْمِنُونَ/ ٦/ البقرة/ ٢/ أى: لا يؤمنون باللَّه.
(٣) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ/ ٢٦/ البقرة/ ٢/ التقدير: كفروا باللَّه أو: كفروا بربهم (٤) وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ/ ٤٨/ البقرة/ ٢/ أى: فيه.
(٥) وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ. / ٤٨/ البقرة/ ٢/ أى: فيه.
(٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا/ ٦٢/ البقرة/ ٢/ أى: باللَّه (٧) وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ/ ٨٥/ البقرة/ ٢/ أى تفادوهم بالمال.
(٨) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا/ ١٧١/ البقرة/ ٢/ أى: كفروا بربهم أو: كفروا باللَّه.
(٩) شَهْرُ رَمَضانَ/ ١٨٥/ البقرة/ ٢/ الخبر مضمر، والتقدير: فيما يتلى عليكم.
(١٠) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ/ ١٩٢/ البقرة/ ٢/ أى: لهم، على قول أبى الحسن.
(١١) فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ/ ١٩٦/ البقرة/ ٢/ أى: إن أحصرتم بمرض وغيره.
(١٢) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا/ ٢١٨/ البقرة/ ٢/ أى: آمنوا باللَّه او: آمنوا بربهم.
(١٣) فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ/ ١٤/ النساء/ ٤/ «ما» بمعنى الذى، والعائد من الخبر إليه محذوف، أى: أجورهن له، أى لما استمتعتم به.
(١٤) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ/ ٤٤/ النساء/ ٤/ أى: يشترون الضلالة بالهدى.
(١٥) سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها/ ٥٦/ النساء/ ٤/ أى: كلما نضجت جلودهم منها.
(١٦) إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ/ ٩٧/ النساء/ ٤/ أى: قالوا لهم.
(١٧) وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ/ ٣٨/ المائدة/ ٥/ على/ إضمار الخبر، أى: فيما يتلى عليكم.
(١٩) إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ/ ١٧٠/ الأعراف/ ٧/ أى: المصلحين منهم.
(٢٠) إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا/ ٤٢/ الأنفال/ ٨/ أى: الدنيا من المدينة.
(٢١) ألم تعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم/ ٦٣/ التوبة/ ٩/ التقدير: فله أن له نار جهنم.
(٢٢) وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا/ ٦٩/ التوبة/ ٩/ أى: خاضوا فيه.
(٢٣) فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ/ ٧٦/ التوبة/ ٩/ أى: أتاهم مما؟؟؟.
(٢٤) خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً/ ١٠٢/ التوبة/ ٩/ أى: خلطوا عملا صالحا بسيء، وآخر سيئا بصالح.
(٢٥) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهداهم ربهم بإيمانهم/ ٩/ يونس/ ١٠/ يجوز أن يكون: يهديهم فى دينهم.
(٢٦) إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ/ ٥٦/ هود/ ١١/ أى: إن ربى فى تدبيركم.
(٢٧) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا/ ٦٥/ هود/ ١١/ أى: نجيناهم من الإهلاك.
(٢٨) مَثَلُ الْجَنَّةِ/ ٣٥/ الرعد/ ١٣/ على إضمار الخبر، أى: فيما يتلى عليكم.
(٢٩) إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ/ ٢٢/ إبراهيم/ ١٤/ قيل: التقدير: إنى كفرت باللَّه، على أن تجعل «ما» فى مذهب ما يؤدى عن الاسم.
وقيل: التقدير: إنى كفرت اليوم بما كنتم تعبدونه لى فى الدنيا، فخذف الظرف دون الجار.
(٣٠) ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ/ ٤٤/ إبراهيم/ ١٤/ أى: عن الدنيا، لأنهم قالوا: ما هى إلا حياتنا الدنيا.
(٣١) فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ/ ٩٤/ الحجر/ ١٥/ أى: بما تؤمر به.
(٣٢) قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ/ ٢٢/ النحل/ ١٦/ أى: لذكر اللَّه.
(٣٣) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ/ ٣٧/ النحل/ ١٦/ أى: يهديهم إلى طريق الجنة.
(٣٤) وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها
١٦/ الإسراء/ ١٧/ أى: أمرنا مترفيها بالطاعة.
(٣٦) إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا/ ٢٤/ الإسراء/ ١٧/ أى: مسؤلا عنه.
(٣٧) أَحْصى لِما لَبِثُوا/ ١٢/ الكهف/ ١٨/ أى: لما لبثوا فيه.
(٣٨) فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ/ ١٧/ الكهف/ ١٨/ أى: لا يهدى إلى طريق الجنة.
(٣٩) أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ/ ٢٦/ الكهف/ ١٨/ أى: وأسمع به.
(٤٠) يُرِيدُونَ وَجْهَهُ/ ٢٨/ الكهف/ ١٨/ أى: فى الدعاء.
(٤١) إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا/ ٢٩/ الكهف/ ١٨/ أى: أجر من أحسن منهم.
(٤٢) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ/ ٣٨/ مريم/ ١٩/ أى: وأبصر بهم، ولا يكون من باب حذف المفعول، لأن (بهم) فا.
(٤٣) فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى / ٧/ طه/ ٢٠/ أى: وأخفى من السر. وقيل: إنه مما قطع عن متعلقه، لنفى الزيادة، فلا حذف.
(٤٤) لا عِوَجَ لَهُ/ ١٠٨/ طه/ ٢٠/ أى: لا عوج له منهم.
(٤٥) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا/ ١٧/ الحج/ ٢٢/ أى: باللَّه.
(٤٦) وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ/ ١٨/ الحج/ ٢٢/ المعنى: وكثير من الناس فى الجنة.
(٤٧) وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ/ ٣٧/ الحج/ ٢٢/ أى: بالجنة (٤٨) أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ/ ٥٥، ٥٦/ المؤمنون/ ٢٢/ أى: نسارع لهم به، فخذف «به»، ولا بد من تقديره ليعود إلى اسم «أن» عائد من خبره (٤٩) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي/ ٢/ النور/ ٢٤/ على إضمار الخبر، أى: فيما يتلى عليكم.
(٥٠) وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ/ ٣٩/ النور/ ٢٤/ أى: كفروا باللَّه، أو: كفروا بربهم.
(٥١) وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً/ ٤٠/ النور/ ٢٤/ أى: نورا فى القيامة.
(٥٢) فَما لَهُ مِنْ نُورٍ/ ٤٠/ النور/ ٢٥/ أى: فى الخلق (٥٣) ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا/ ٤٥/ الفرقان/ ٢٥/ أى: دليلا على للظل، إذ لولاه لم تعرف.
(٥٤) ثُمَّ قَبَضْناهُ/ ٤٦/ الفرقان/ ٢٥/ أى: بطلوع الشمس وقيل: بغروبها.
وقيل: صدها سليمان عما كانت تعبد، فخذف «عن».
وقيل: التقدير: صدها اللَّه عما كانت تعبد بتوفيقها.
(٥٦) وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ/ ١٢/ العنكبوت/ ٢٩/ أى: لنحمل خطاياكم عنكم (٥٧) وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ/ ٤٥/ العنكبوت/ ٢٩/ أى: أكبر من كل شىء.
(٥٨) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ/ ٣/ الروم/ ٣٠/ أى: فى أدنى الأرض منهم.
(٥٩) الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا. / ١٦/ الروم/ ٣٠/ الباء، من صلة التكذيب، وقد حذفت صلة (كفروا) لدلالة الثانى عليه.
(٦٠) لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا/ ١٣/ الأحزاب/ ٣٣/ أى: لاثبات لكم فى القتال، بالفتح. والتقدير على الضم: لاثبات لكم فى المكان. وقيل: لا مقام لكم على دين محمد صلّى اللَّه عليه وسلم، فارجعوا إلى دين مشركى قريش. وقيل: لا مقام لكم فى مكانكم فارجعوا إلى مساكنكم.
(٦١) جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ/ ١٥/ سبأ/ ٣٤/ التقدير: قيل لهم: كلوا من رزق ريكم مها.
(٦٢) ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ. / ٢٢/ الشورى/ ٤٢/ أى: يبشر اللَّه به عباده.
(٦٣) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ. / ٣٨/ الشورى/ ٤٢/ التقدير: ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات لربهم.
(٦٤) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ. / ٤٣/ الشورى/ ٤٢/ أى: منه.
(٦٥) سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ. / ٣٣/ الزخرف/ ٤٣/ أى: ومعارج من فضة.
(٦٧) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ/ ٢٢/ محمد/ ٤٧/ أى: إن توليتم عن كتابى ودينى.
(٦٨) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ/ ٣١/ الرحمن/ ٥٥/ أى: سنفرغ لكم مما وعدناكم أنا فاعلوه بكم من ثواب أو عقاب.
(٦٩) وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ/ ٦٢/ الرحمن/ ٥٥/ التقدير، ولهم من دونهما جنتان.
(٧٠) وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ/ ٢٥/ القلم/ ٦٨/ أى: قادرين على حيازة ثمار ذلك.
(٧١) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى / ٣٩/ النازعات/ ٧٩/ أى: المأوى لهم.
(٧٢) خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ/ ١٩/ عبس/ ٨٠/ أى: قدره على الاستواء، فحذف الجار والمجرور.
(٧٣) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ/ ٢٣/ عبس/ ٨٠/ أى: ما أمره به.
(٧٤) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى / ٦/ الضحى/ ٩٣/ أى: فآواك إلى أبى بكر وقيل: إلى خديجة وقيل: إلى أبى طالب وقيل: بل آواه إلى كنف ظله.
(٧٥) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى / ٧/ الضحى/ ٩٣/ أى: فهداك لذلك.
(٧٦) وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى / ٨/ الضحى/ ٩٣/ أى: فأغناك عن الطلب وقيل أغناك بالنبوة والكتاب.
(ب) فى موضع الحال:
(١) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ/ ٣/ البقرة/ ٢/ أى: يؤمنون غائبين عن مراءاة الناس.
(٢) وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ/ ٣٠/ البقرة/ ٢١/ أى: حامدين لك.
(٣) آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ/ ٦٣/ البقرة/ ٢/ أى: مجدين مجتهدين.
(٤) وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ/ ١٧٨/ البقرة/ ٢/ أى: محسنا أى: له أن يؤدى إليه محسنا لا مماطلا.
(٥) فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ. / ١٨٤/ البقرة/ ٢/ أى: مسافرا، وهى حال على قول الفراء، وخبر «كان» على قول غيره.
(٦) فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ/ ٢٣٤/ البقرة/ ٢/ أى: مؤتمرة بأمر اللَّه، فالباء فى موضع الحال.
(٨) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ/ ٧/ آل عمران/ ٣/ الجار والمجرور فى موضع الحال، أى: ثابتا منه آيات محكمات، (وآيات) يرتفع بالظرف.
(٩) فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ/ ٢٨/ آل عمران/ ٣/ أى: من دين اللَّه، فيكون (فى شىء) حالا من الضمير فى (من اللَّه).
(١٠) وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ/ ٤٥/ آل عمران/ ٣/ أى: مقربا.
(١١) وَمِنَ الصَّالِحِينَ/ ٤٦/ آل عمران/ ٣/ أى: صالحا.
(١٢) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ/ ١١٢/ آل عمران/ ٣/ الباء فى قوله (بحبل) متعلق بمحذوف فى موضع الحال، والتقدير: ضربت عليهم الذلة فى جميع أحوالهم أينما ثقفوا إلا متمسكين بحبل من اللَّه، فحذف اسم الفاعل وانتقل الضمير إلى الظرف.
(١٣) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ/ ١٩١/ آل عمران/ ٣/ أى: مضطجعين، ففى الظرف ضمير، لوقوعه موقع (مضطجعين) و (قائمين).
(١٤) إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً/ ١٠/ النساء/ ٤/ (فى بطونهم) حال من المذكور، ولا يتعلق ب (يأكلون)، لأن الأكل لا يكون فى بطنه، والمعنى: إنما يأكلون مثل النار فى بطونهم، لأنه يؤدى إلى حصول النار فى بطونهم، أو بجعله نارا على الاتساع، لما يصير إليه من ذلك فى العاقبة.
(١٥) فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ/ ١٠٣/ النساء/ ٤/ أى مضطجعين.
(١٦) أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ/ ١٦٦/ النساء/ ٤/ أى: أنزله وفيه علمه (١٧) وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ/ ٦/ المائدة/ ٥/ أى: مسافرين، فهى حال عند الفراء، وخبر «كان» عند غيره.
(- ٢٧- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
(١٩) وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ/ ٦١/ المائدة/ ٥/ أى: دخلوا كافرين وخرجوا كافرين.
(٢٠) مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ/ ١١٤/ الأنعام/ ٦/ (بالحق)، حال من الذكر الذى فى (منزل).
(٢١) لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ/ ١٥٩/ الأنعام/ ٦/ (فى شىء)، حال من الضمير فى (منهم).
(٢٢) قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ/ ٣٨/ الأعراف/ ٧/ (فى أمم) متعلق ب (ادخلوا)، ولا يجوز أن يتعلق ب (خلت) نفسه، لتعلق حرف الجر به.
و (فى النار) يجوز أن يكون صفة ل «أم»، ويجوز أن يكون حالا من الضمير الذى فى الظرف الذى هو (من الجن والإنس).
ويجوز أن يكون حالا من الذكر الذى فى (خلت)، ومتى جعلت الشىء حالا لم يجز أن تكون عنه حال أخرى.
(٢٣) وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ/ ٥٢/ الأعراف/ ٧/ أى: فصلناه عالمين.
(٢٤) خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ/ ١٧١/ الأعراف/ ٧/ أى: مجدين مجتهدين.
(٢٥) فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ/ ٥٨/ الأنفال/ ٨/ أى: فانبذ إليهم مستوين.
(٢٦) وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً/ ١٢/ يونس/ ١٠/ أى: دعانا مضطجعا لا بد من هذا التقدير ليصح العطف عليه.
(٢٧) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا. / ٤٥/ يونس/ ١٠/ الكاف، فى موضع الحال، أى مشابهة أحوالهم أحوال من لم يلبثوا.
(٢٨) وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ/ ١٧/ الرعد/ ١٣/ (فى النار)، فى موضع حال، وذو الحال «الهاء» فى (عليه)، أى: ومما يوقدون عليه ثابتا فى النار، أو: كائنا فى النار. وفى قوله (فى النار) ضمير ملافوع يعود إلى «الهاء» التى هى اسم ذى الحال.
(٣٠) وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ/ ٥٩/ الإسراء/ ١٧/ قيل: الباء فى (بالآيات) باء الحال، أى: نرسل رسولنا ومعه الآيات.
(٣١) وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ/ ١٠٥/ الإسراء/ ١٧/ (بالحق) حال من الضمير فى (أنزلناه)، (٣٢) يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ/ ١٢/ مريم/ ١٩/ بقوة، أى بجد واجتهاد، أى: خذ الكتاب مجدا.
(٣٣) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ/ ٢٥/ مريم/ ١٩/ أى: هزى إليك رطبا جنيا متمسكة بجذع النخلة.
(٣٤) عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ/ ٥٢/ طه/ ٢٠/ (عند ربى) صفة للمجرور، فلما تقدم انتصب على الحال.
(٣٥) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ/ ٧٨/ طه/ ٢٠/ أى: أتبعهم عقوبته مستعدا جامعا لجنوده.
(٣٦) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ/ ٤٩/ الأنبياء/ ٢١/ أى: غائبين من مراءاة الناس لا يريدون التصنع.
(٣٧) فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ/ ١٠٩/ الأنبياء/ ٢١/ أى: آذنتكم مستوين.
(٣٨) يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ/ ٢٧/ الحج/ ٢٢/ (وعلى كل ضامر)، أى: ركبانا.
(٣٩) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ/ ٣٦/ النور/ ٢٤/ (فى بيوت)، يتعلق، بمحذوف فى موضع النصف على الحال من الضمير فى قوله: (مثلا من الذين خلوا من قبلكم) النور: ٣٤ أى: خلوا من قبلكم ثابتين فى بيوت أذن اللَّه، وما بينهما من الكلام تسديد لهم وبيان أحوالهم.
(٤٠) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ/ ٢٥/ الفرقان/ ٢٥/ المعنى: يوم تشقق السماء وعليها الغمام، فالجار والمجرور متعلق بمحذوف فى موضع الحال.
(٤١) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ/ ١٩٣/ الشعراء/ ٢٦/ «به» حال فيمن رفع «الأمين»، كما تقول: خرج زيد بسلاحه.
(٤٣) فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ/ ٧٩/ القصص/ ٢٨/ فى زينته، أى متزينا.
(٤٤) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ
١٣٧/ ١٣٨/ الصافات/ ٣٧/ (بالليل) فى موضع الحال، أى: مصبحين ومظلمين.
(٤٥) أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي/ ٣٣/ ص/ ٣٨/ الجار والمجرور فى موضع الحال أى: لزمت حب الخير معرضا عن ذكر ربى. و «أحببت» بمعنى: لزمت الأرض، من قولهم: أحب البعير، إذا برك ومن قال «أحببت» بمعنى (آثرت) كان «عن» بمعنى «على»، أى. آثرت حب الخير على ذكر ربى.
(٤٦) يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ/ ٥٥/ الدخان/ ٤٤/ (بكل فاكهة)، إما أن تكون حالا من (الداعين)، أى: يدعون مقدرين فيها الملابسة بكل فاكهة، فيكون كقولهم: خرج بناقته، وركب بسلاحه وإما أن تكون صفة للمصدر المحذف، كأنه: يدعون فيها دعاء بكل فاكهة، أى: قد التبس الدعاء بكل فاكهة. ولا تكون الباء زائدة، لأن الفاكهة لا تدعى.
(٤٧) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ/ ٣٣/ ق/ ٥٠/ أى: خشية غائبا عن مراءاة الناس.
(٤٨) إِلَّا فِي كِتابٍ/ ٢٢/ الحديد/ ٥٧/ منصوب الموضع على الحال، ولا يجوز أن يكون صفة، لأن «إلا» لا تدخل بين الموصوف والصفة كدخولها بين الحال وذى الحال.
(٤٩) إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً/ ٦/ الصف/ ٦١/ «إليكم»، حال مؤكده منتصبة عن معنى الفعل، الذى دلت عليه الجملة.
(٥٠) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ/ ٣/ النصر/ ١١٠/ الباء، للحال والمعنى: فسبح حامدا، أو: فسبح تسبيحك حامدا، لتكون الحال مضافة للفعل
(٢) وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما/ ٣٨/ المائدة/ ٥/ أى: يديهما.
(٣) وَأَلْقَى الْأَلْواحَ/ ١٤٩/ الأعراف/ ٧/ فى التفسير: كان معه لوحان.
(٤) وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ/ ٧٨/ الأنبياء/ ٢١/ المتقدم: داود، وسليمان.
(٥) هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا/ ١٨/ الحج/ ٢٢/ ولم يقل: اختصما.
(٦) أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ/ ٢٦/ النور/ ٢٤/ يعنى: عائشة وصفوان.
(٧) إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما/ ٤/ التحريم/ ٦٦/ أى: قلبا كما.
(٨) فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ/ ٤٠/ المعارج/ ٧٠/ قيل: أراد: المشرقين والمغربين، لقوله: (رب المشرقين ورب المغربين) الرحمن: ١٧ (ب) يراد به الواحد (١) الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ/ ١٧٣/ آل عمران/ ٣/ المراد: ابن مسعود الثقفى.
(٢) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ/ ٥٤/ النساء/ ٤/ المراد: محمد صلى اللَّه عليه وسلم.
(٣) إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً/ ٦٦/ التوبة/ ٩/ قال قتادة: هذا رجل كان لا يمالئهم على ما يقولون فى النبى صلى اللَّه عليه وسلم، فسماه اللَّه سبحانه وتعالى: (طائفة). وقال البخارى: ويسمى الرجل طائفة.
(٤) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا/ ١٤/ هود/ ١١/ المخاطب: النبى صلى اللَّه عليه وسلم.
(٥) لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ/ ٣١/ إبراهيم/ ١٤/ المراد: خلة، بدليل قوله تعالى: لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ (البقرة: ٢٥٤).
(٦) يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ/ ٢/ النحل/ ١٦/ المراد/ جبريل، عليه السلام.
(٧) وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ/ ١٢٦/ النحل/ ١٦/ الخطاب للنبى صلى اللَّه عليه وسلم، بدليل قوله تعالى: وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ (النحل: ١٢٧).
الآية/ رقمها/ السورة/ رقمها/ الوجه (٨) يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً | فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ/ ٥١- ٥٤/ المؤمنون/ ٢٣/ الخطاب للنبى صلى اللَّه عليه وسلم، إذ لانبى معه، قبله ولا بعده. |
(١٠) وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى / ٢٢/ النور/ ٢٤/ الخطاب لأبى بكر الصديق، لما حرم مسطحا رفده، حين تكلم فى حديث الإفك.
(١١) أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ/ ٣١/ النور/ ٢٤/ أوقع «الطفل» جنسا.
(١٢) كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ/ ١٠٥/ الشعراء/ ٢٦/ المراد بالمرسلين: نوح عليه السلام.
(١٣) فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ/ ٣٥/ النمل/ ٢٧/ المراد به: واحد، بدليل قوله تعالى: ارْجِعْ إِلَيْهِمْ (النمل: ٣٧).
- الجملة، إضمارها (١) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ/ ١/ الفاتحة/ ١/ التقدير: أبدأ باسم اللَّه، أو: بدأت باسم اللَّه، أو: أبدأ باسم اللَّه ويكون (باسم اللَّه) فى موضع النصب مفعولا به وأضمر بعضهم اسما مفردا، على تقدير: ابتدائى باسم اللَّه، ويكون التقدير: ابتدائى كائن باسم اللَّه، ويكون فى (باسم اللَّه) ضمير انتقل إليه من اسم الفاعل المحذوف الذى هو الخبر حقيقة.
(٢) وَإِذْ قالَ رَبُّكَ/ ٣٠/ البقرة/ ٢/ أى: واذكر إذ قال ربك.
وإن شئت قدرت: وابتداء خلقكم إذ قال ربك.
(٣) إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً/ ٣٠/ البقرة/ ٢/ المعنى: جاعل فى الأرض خليفة يفعل كذا وكذا، وإلا فمن أين علم الملائكة أنهم يفسدون، وباقى الكلام يدل عليه. (٣) وإذا قلنا للملائكة/ ٣٤/ البقرة/ ٢/ أى: واذكر إذا قلنا للملائكة.
وجميع «إذ» فى التنزيل أكثره على هذا.
(٥) فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ/ ٦٠/ البقرة/ ٢/ أى: فضرب فانفجرت.
(٦) كُلُوا وَاشْرَبُوا/ ٦٠/ البقرة/ ٢/ أى: قلنا: كلوا.
(٧) وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا/ ٦٣، ٩٣/ البقرة/ ٢/ أى: قلنا: خذوا.
(٨) فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى
٧٣/ البقرة/ ٢/ أى: فضربوه ببعضها.
(٩) لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً/ ٨٣/ البقرة/ ٢/ أى: وأحسنوا بالوالدين إحسانا فأضمر (١٠) وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا/ ٨٩/ البقرة/ ٢/ أى: كفروا، ودل عليه قوله تعالى: فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ولا يكون (لما) الثانية بجوابها جواب (لما) الأولى، إذ ليس ثمة (لما) فى موضع (لما) أجيب بالفاء.
(١١) قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ/ ٩٧/ البقرة/ ٢/ أى: فليمت غيظا.
(١٢) وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى/ ١٢٥/ البقرة/ ٢/ أى: وقلنا اتخذوا.
(١٣) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا/ ١٢٧/ ٢/ أى: يقولان ربنا.
(١٤) وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ/ ١٣٢/ البقرة/ ٢/ أى: ويعقوب قال.
(١٥) بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً/ ١٣٥/ البقرة/ ٢/ أى: نتبع ملة إبراهيم حنيفا.
(١٦) وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ/ ١٥٠/ البقرة/ ٢/ أى: واشكروا ولأتم.
(١٧) وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً/ ١٦٥/ البقرة/ ٢/ أى: لعلموا أن القوة للَّه.
(١٨) فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ/ ١٧٣/ البقرة/ ٢/ أى: فأكل غير باغ فلا إثم عليه.
(٢٠) كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ/ ١٨٣، ١٨٤/ البقرة/ ٢/ أى: صوموا أياما معدودات. وقوله: (كتب عليكم الصيام) يدل عليه.
(٢١) فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ/ ١٨٦/ البقرة/ ٢/ أى: فأفطر فعدة من أيام أخر.
(٢٢) فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ/ ١٨٧/ البقرة/ ٢/ أى: فأفطر فعدة من أيام أخر.
(٢٣) فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ/ ١٩٦/ البقرة/ ٢/ أى: حلق ففدية.
(٢٤) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا/ ٢٣٩/ البقرة/ ٢/ أى: فصلوا رجالا.
(٢٥) وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ/ ٢٥٩/ البقرة/ ٢/ أى: لتستيقن ولنجعلك آية للناس.
(٢٦) فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ/ ٢٥/ آل عمران/ ٣/ أى: فكيف تكون حالهم إذا جمعناهم.
(٢٧) أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ/ ٧٣/ آل عمران/ ٣/ أى: بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم تعترفون أو تقرون، فأضمر، لأن قوله «ولا تؤمنوا» يدل عليه.
(٢٨) فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ/ ١٠٦/ آل عمران/ ٣/ أى: فيقال لهم: أكفرتم بعد إيمانكم فخذف «الفاء» مع «القول».
(٢٩) لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ. / ١١٣/ آل عمران/ ٣/ أى: وأمة غير قائمة.
(٣٠) وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ/ ١١٩/ آل عمران/ ٣/ أى: وهم لا يؤمنون به كله.
(٣٢) فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ/ ٦٢/ النساء/ ٤/ أى: فكيف تكون حالهم إذا أصابتهم مصيبة.
(٣٣) كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ/ ١٣٥/ النساء/ ٤/ أى: ولو شهدتم على أنفسكم.
(٣٤) فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ/ ١٧٠/ النساء/ ٤/ أى: فآمنوا وأتوا خيرا لكم.
(٣٥) إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا/ ٦/ المائدة/ ٥/ أى: وأنتم محدثون فاغسلوا.
(٣٦) فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ/ ٣١/ المائدة/ ٥/ أى: فبعث اللَّه غرابا يبحث فى التراب على غراب ميت ليواريه.
(٣٧) ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا. / ٨٩/ المائدة/ ٥/ أى: إذا حلفتم وحنثتم، فحذف «وحنثتم»، إذ لابد من إضماره، لأن الكفارة بالحنث تجب، لا بذكر اسم اللَّه (٣٨) قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ/ ٣٥/ الأنعام/ ٦/ أى: فليمت غيظا.
(٣٩) قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ/ ١٠٤/ الأنعام/ ٦/ أى: قل لهم: قد جاءكم.
(٤٠) وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ/ ١٠٩/ الأنعام/ ٦/ أى: وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون أو يؤمنون؟
(٤١) فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ/ ١٤٥/ الأنعام/ ٦/ أى: فمن اضطر فأكل.
(٤٢) يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ/ ٥٣/ الأعراف/ ٧/ أى: ويغشى النهار الليل.
(٤٣) وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً/ ٦٥/ الأعراف/ ٧/ أى: وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا.
(٤٤) وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً/ ٧٣/ الأعراف/ ٧/ أى: وأرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا.
(٤٥) وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً/ ٨٥/ الأعراف/ ٧/ أى: وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعبيا.
(٤٦) فَخُذْها بِقُوَّةٍ/ ١٤٥/ الأعراف/ ٧/ أى: فقلنا له: خذها بقوة.
(٤٧) فَانْبَجَسَتْ/ ١٦٠/ الأعراف/ ٧/ أى: فضرب فانبجست (٤٨) وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا/ ١٧١/ الأعراف/ ٧/ أى: قلنا لهم: خذوا.
(٥٠) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ/ ٧/ التوبة/ ٩/ أى: إن استجارك أحد.
(٥١) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ/ ٨/ التوبة/ ٩/ أى: كيف لا يقاتلونكم؟
(٥٢) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ/ ٩١/ يونس/ ١٠/ أى: الآن آمنت، فأضمر (آمنت) لجرى ذكره فى قوله تعالى فى الآية السابقة (آمنت) (٥٣) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ/ ٣/ هود/ ١١/ أى: فقل لهم: إنى أخاف عليكم.
(٥٤) وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً/ ٥٠/ هود/ ١١/ أى: وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا.
(٥٥) وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً/ ٦١/ هود/ ١١/ أى: وأرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا.
(٥٦) قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ/ ٨٠/ هود/ ١١/ أى: التجأت إليه، فحذف الجواب.
(٥٧) أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً/ ٨٨/ هود/ ١١/ لم يذكر للاستفهام جواب، والتقدير: ماذا حالكم؟
(٥٨) وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ/ ٢١/ يوسف/ ١٢/ أى: ليستقيم أمره ولنعلمه.
(٥٩) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ/ ٢٤/ يوسف/ ١٢/ أى: لولا أن رأى برهان ربه لواقعها، أو لهم بها.
(٦٠) وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ/ ٣٦/ يوسف/ ١٢/ أى: عزموا على سجنه فسجنوه، ودخل معه السجن فتيان.
(٦١) فَأَرْسِلُونِ: يُوسُفُ/ ٤٥، ٤٦/ يوسف/ ١٢/ التقدير: فأرسلون إلى يوسف لأستعيره الرؤيا فأرسلوه إليه لذلك، فجاء فقال له: يا يوسف (٦٢) يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ/ ٣/ الرعد/ ١٣/ أى: ويغشى النهار الليل.
(٦٣) وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ/ ٢٣/ الرعد/ ١٣/ أى: يقولون سلام عليكم.
(٦٤) وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ/ ٣٤/ إبراهيم/ ١٤/ التقدير: وما لم تسألوه.
(٦٦) فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ/ ١١٥/ النحل/ ١٦/ أى: فأكل.
(٦٧) فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ/ ٧/ الإسراء/ ١٧/ أى: بعثناهم ليسوءوا.
(٦٨) يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ/ ١٢/ مريم/ ١٩/ حذف يطول، تقديره: فلما ولد يحيى ونشأ وترعرع قلنا يا يحيى.
(٦٩) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ/ ٦٩/ مريم/ ١٩/ التقدير: من يقال لهم: أيهم.
(٧٠) ونزلنا عليهم المن والسلوى كلوا/ ٨٠، ٨١/ طه/ ٢٠/ أى: وقلنا كلوا.
(٧١) وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ/ ١٠٣/ الأنبياء/ ٢١/ أى: يقولون لهم ذلك.
(٧٢) وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ/ ٣٣/ النور/ ٢٤/ التقدير: إن أردن أو لم يردن.
(٧٣) يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ.. رِجالٌ. (بفتح الياء المشددة من يسبح، على قراءة ابن عامر) / ٣٦، ٣٧/ النور/ ٢٤/ كأنه قيل: من يسبح؟ فقال: يسبحه رجال.
(٧٤) أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ/ ١٧/ الشعراء/ ٢٦/ أى: أرسلنا بأن أرسل معنا.
(٧٥) فَانْفَلَقَ/ ٦٣/ الشعراء/ ٢٦/ أى: فضرب فانفلق.
(٧٦) اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ/ ٢٨، ٢٩/ النمل/ ٢٧/ التقدير: فأخذ الكتاب فألقه إليهم، فرأته بلقيس وقرأته.
(٧٧) وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ/ ٤٧/ القصص/ ٢٨/ أى: لولا أن يحتجوا لو أصابتهم مصيبة.
(٧٨) لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ/ ٦٤/ القصص/ ٢٨/ أى: لو أنهم كانوا يهتدون ما رأوا العذاب.
(٧٩) وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ/ ٧٧/ القصص/ ٢٨/ التقدير: وقلنا أحسن.
(٨٠) وَلْنَحْمِلْ/ ١٢/ العنكبوت/ ٢٩/ أى: اتبعوا سبيلنا ولنحمل (٨١) وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا/ ١٢/ السجدة/ ٣٢/ أى: يقولون: ربنا.
(٨٣) فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ/ ١٠٣/ الصافات/ ٣٧/ الجواب محذوف. وقيل: الواو، مقحمة.
(٨٤) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ هذا ما تُوعَدُونَ. / ٥٢، ٥٣/ ص/ ٣٨/ أى: يقال لهم هذا.
(٨٥) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ/ ٥٨/ ٥٩/ ص/ ٣٨/ أى: يقال لهم: هذا فوج مقتحم معكم.
(٨٦) وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ/ ٣/ الزمر/ ٣٩/ أى: يقولون: ما نعبدهم.
(٨٧) حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها/ ٧٣/ الزمر/ ٣٩/ أى: كذا وكذا، صدقوا وعدهم وطابت نفوسهم.
وقيل: الواو، زائدة.
(٨٨) بِوالِدَيْهِ إِحْساناً/ ٢٥/ الأحقاف/ ٤٦/ أى: ووصيناه إحسانا، وقال أبو على الفارسى: (إحسانا) منصوب بمضمر يدل عليه ما قبله، وهو قوله: (ووصينا الإنسان).
(٨٩) وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ/ ٢٠/ الفتح/ ٤٨/ أى: لتسلموا من أذاهم وشرهم.
(٩٠) أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ/ ١٢/ الحجرات/ ٤٩/ المعنى: فلما كرهتموه فاكرهو الغيبة. وقوله: (واتقوا اللَّه) عطف على قوله: (فاكرهوا)، وإن لم يذكره، لدلالة الكلام عليه.
(٩١) وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ/ ١٦/ التغابن/ ٦٤/ أى: وأتوا خيرا لأنفسكم.
(٩٢) إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ/ ٩/ الإنسان/ ٧٦/ أى: يقولون: إنما نطعمكم.
(٩٣) وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ/ ١/ البروج/ ٨٥/ التقدير: أحلف وأقسم، فحذف الفعل مع الفاعل.
(٩٤) وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ/ ١٩/ العلق/ ٩٦/ أى: قل للإنسان الطاغى: واقترب تر العجب التقدير عند الأخفش: ما ألهاكم التكاثر فأضمر لجرى ذكره فى أول السورة.
وعند غيره: لو تعلمون علم اليقين لعلمتم أنكم ستردون الجحيم فى الآخرة.
(٢) فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ/ ١٨٥/ البقرة/ ٢/ أى: فمن شهده منكم صحيحا، بالغا وذلك أنه لما دلت الدلالة على الحال من الإجماع والسنة جاز حذفه تخفيفا.
(٣) إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ/ ١٣٣/ آل عمران/ ٣/ أى: الناس الذين يعادونكم، فحذف الصفة.
(٤) وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ/ ١١/ النساء/ ٤/ التقدير: وله أخ أو أخت من أم، فحذف الصفة.
(٥) وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا/ ٧٩/ النساء/ ٤/ أى: رسولا جامعا لأكمل كل حسنات الرسل، فحذف الصفة.
(٦) فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً/ ٩٥/ النساء/ ٤/ أى: من أولى الضرر، فحذف الصفة.
(٧) وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ/ ٩٥/ النساء/ ٤/ أى: من غير أولى الضرر، فحذف الصفة.
(٨) يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ/ ٦٨/ المائدة/ ٥/ أى: على شىء نافع، فحذف الصفة.
(٩) وفَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ/ ٤٤/ الأنعام/ ٦/ أى: كل شىء أحبوه، فحذف الصفة.
(١٠) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ/ ٦٦/ الأنعام/ ٦/ أى: الكافرون أو المعاندون، فحذف الصفة. لأن فيهم حمزة وعليا وجعفرا (١١) فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ/ ١٦/ يونس/ ١٠/ أى: لم أقل عليكم فيه شيئا، فحذف الصفة، أو الحال.
(١٢) لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ/ ٤٦/ هود/ ١١/ أى: من أهلك الناجين، فحذف الصفة.
(١٣) يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً/ ٧٩/ الكهف/ ١٨/ أى: سفينة صالحة، فحذف الصفة.
(١٤) فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً/ ١٠٥/ الكهف/ ١٨/ أى: وزنا نافعا، فحذف الصفة.
(١٥) حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً/ ٣٩/ النور/ ٢٤/ أى: شيئا مما ظنه وقدره.
(١٦) وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ/ ٢٣/ النمل/ ٢٧/ أى: من كل شىء أحبته.
(١٨) ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ/ ٤١/ الذاريات/ ٥١/ من جوع أى: من شىء أردنا إهلاكه، أو: سلطت عليه، فحذف الصفة.
٤/ قريش/ ١٠٦/ أى: من جوع شديد، فحذف الصفة.
٣٣- الحرف، زيادته (١) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ/ ٧/ الفاتحة/ ١/ لا، زائدة، وجاءت زيادتها لمجىء «غير».
(٢) مَثَلًا ما بَعُوضَةً/ ٢٦/ البقرة/ ٢/ ما، زائدة بين المتبوع وتابعه، للتوكيد.
(٣) فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ/ ٨٨/ البقرة/ ٢/ ما، زائدة لمجرد تقوية الكلام.
(٤) مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ/ ٩١/ البقرة/ ٢/ اللام، زائدة لتقوية العامل الضعيف، لكونه فرعا فى العمل.
(٥) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا/ ١٣٧/ البقرة/ ٢/ إن شئت كان التقدير: فإن آمنوا مثل ما آمنتم به، فتكون الباء زائدة.
وإن شئت كان التقدير: فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به، والوجه الأول أحسن.
(٦) وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ/ ١٩٥/ البقرة/ ٢/ إن شئت كانت الباء زائدة فى المفعول، أى: لا تلقوا أيديكم وعبر بالأيدى عن الذوات.
وإن شئت كان التقدير: ولا تلقوا أنفسكم بأيديكم.
(٧) وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ/ ٢٤٦/ البقرة/ ٢/ أن، زائدة.
وقيل: بل هى مصدرية، لأنها عملت النصب فى المضارع.
(٨) أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ/ ٢٥٩/ البقرة/ ٢/ إن شئت كان التقدير: ألم تر إلى الذى حاج وإلى الذى مر، وتكون الكاف زائدة.
(٩) وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ/ ٢٧١/ البقرة/ ٢/ من، زائدة، وإن لم تجىء بعد نفى أو شبهه، على رأى الأخفش.
(١١) فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ/ ١٥٩/ آل عمران/ ٣/ ما، زائدة بعد الحرف الخافض، غير كافة.
ولو قال: «فبرحمة من اللَّه لنت لهم» لجاز أن اللين كانت للسبب المذكور ولغيره، فلما دخلت «ما» قطع بأن اللين لم يكن إلا للرحمة.
اللام، زائدة.
(١٢) يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ/ ٢٦/ النساء/ ٤/ اللام، زائدة.
وقيل: للتعليل، والمفعول محذوف أى: يريد اللَّه التبيين وليبين لكم ويهديكم أى: فيجمع لكم بين الأمرين.
(١٣) أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ/ ٧٨/ النساء/ ٤/ ما، زائدة بعد أداة شرط جازمة، وهى غير كافة.
(١٤) فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ/ ١٥٥/ النساء/ ٤/ ما، زائدة، غير كافة.
(١٥) إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ/ ١٧١/ النساء/ ٤/ ما، زائدة، كافة.
(١٦) فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ/ ١٣/ المائدة/ ٥/ ما، زائدة بعد الحرف الخافض، غير كافة.
ولو قال: «فبنقضهم»، لجاز أن اللعن كان السبب المذكور ولغير ذلك، فلما أدخل «ما» قطع بأن اللعن لم يكن إلا لأجل نقض الميثاق.
(١٧) وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ/ ٣٤/ الأنعام/ ٦/ من، زائدة، وإن لم ترد بعد نفى أو شبهه، على رأى الأخفش.
(١٨) وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها/ ٥٩/ الأنعام/ ٦/ ما، زائدة، لمجيئها بعد نفى.
وقيل: «أنها» بمعنى: لعلها، والمعنى: وما يشعركم لعلها إذا جاءت لا يؤمنون.
وقيل: فى الآية تقديم وتأخير، والتقدير: إنما الآيات عند اللَّه وينزلها لأنها إذا جاءت لا يؤمنون.
وقيل: هى نافية وحذف المعطوف أى: وأنهم يؤمنون.
وقيل: هى نافية، فى قراءة الكسر، فيجب ذلك فى قراءة الفتح.
(٢٠) ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ/ ١٢/ الأعراف/ ٧/ لا، زائدة، والتقدير: ما منعك أن تسجد، بدليل قوله تعالى (ما منعك أن تسجد) ٧٨: ٧٥، وليس المعنى: ما منعك من ترك السجود؟ فإنه ترك ولا يستقيم التوبيخ عليه.
وفائدة زيادتها تأكيد الإثبات، فإن وضع «لا» ينفى ما دخلت عليه، فهى معارضة للإثبات، وحصول الحكم مع المعارض أثبت مما إذا لم يعترضه المعارض، أو أسقط معنى ما كان من شأنه أن يسقط.
وقيل: ليست بزائدة من وجهين:
أحدهما: أن التقدير: ما دعاك إنى ألا تسجد؟
لأن الصارف عن الشىء داع إلى تركه، فيشتركان فى كونهما من أسباب عدم الفعل.
الثانى: أن التقدير: ما منعك من ألا تسجد؟ وهذا أقرب مما قبله لأن فيه إبقاء المنع على أصله، وعدم زيادتها أولى، لأن حذف حرف الجر مع «أن» كثير.
وقيل: بل هى موصولة، أى: كالذى هو لهم آلهة.
(٢٢) هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ/ ١٥٤/ الأعراف/ ٧/ اللام، زائدة لتقوية العامل الضعيف، لتأخره.
(٢٣) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ/ ٢٠٠/ الأعراف/ ٧/ ما، زائدة غير كافة، وقد وقعت بعد الجازم.
(٢٤) كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ/ ٦/ الأنفال/ ٨/ ما، زائدة، كافة.
(٢٥) جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها/ ٢٧/ يونس/ ١٠/ الباء، زائدة، أى: جزاء سيئة مثلها، بدليل قوله تعالى مرة أخرى «وجزاء سيئة سيئة مثلها» ٤٢: ٤٠ (٢٦) إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ/ ٤٣/ يوسف/ ١٢/ اللام، زائدة، لتقوية العامل الضعيف لتأخره.
(٢٧) فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ/ ٩٦/ يوسف/ ١٢/ أن، زائدة والتقدير: فلما جاء البشير.
(٢٨) وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ/ ١٢/ إبراهيم/ ١٤/ أن، زائدة، فى قول الأخفش.
وقيل: بل هى مصدرية غير زائدة، لأنها عملت النصب فى المضارع.
(٢٩) أَيًّا ما تَدْعُوا/ ١١٠/ الإسراء/ ١٧/ ما، زائدة، غير كافة، وقد وقعت بعد الجازم.
(٣٠) يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ/ ٣١، ٢٣/ الكهف/ الحج/ ١٨/ ٢٢/ من، زائدة، وإن لم ترد بعد نفى أو شبهه، على رأى الأخفش.
(٣١) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ/ ٢٥/ مريم/ ١٩/ الباء، زائدة فى المفعول.
وقيل: التقدير: بهز جذع النخلة.
(٣٢) ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ/ ٩٢، ٩٣/ طه/ ٢٠/ لا، زائدة.
(٣٣) إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ/ ١١٧/ طه/ ٢٠/ لا، زائدة، لتقوية العامل الضعيف، لكونه فرعا فى العمل.
وقيل: بل تتعلق ب (مستقر) محذوف، صفة ل (عدو).
(٣٤) وَكَفى بِنا حاسِبِينَ/ ٤٧/ الأنبياء/ ٢١/ الباء، زائدة فى الفاعل.
(- ٢٨- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
(٣٦) فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ/ ١٥/ الحج/ ٢٢/ الباء، زائدة فى المفعول.
(٣٧) وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ/ ٢٥/ الحج/ ٢٢/ الباء، زائدة فى المفعول.
(٣٨) تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ/ ٢٠/ المؤمنون/ ٢٣/ الباء، زائدة فى المفعول.
(٣٩) عَمَّا قَلِيلٍ/ ٤٠/ المؤمنون/ ٢٣/ ما، زائدة، بعد الحافض، وهى غير كافة والتقدير: عن قليل.
(٤٠) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ/ ٩١/ المؤمنون/ ٢٣/ من، زائدة، لورودها بعد نفى.
(٤١) رَدِفَ لَكُمْ/ ٧٢/ النمل/ ٢٧/ اللام، زائدة، على رأى المبرد.
وقيل: ردف، بمعنى: اقترب.
(٤٢) أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ/ ٢٨/ القصص/ ٢٨/ ما، زائدة بعد الاسم الناقص.
(٤٣) وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ/ ٢٧/ العنكبوت/ ٢٩/ أن، زائدة بعد «لما» الظرفية، وإنما حكم بزيادتها لأن «لما» ظرف زمان، ومعناها: وجود الشىء لوجود غيره، وظروف الزمان غير المتمكنة لا تضاف إلى المفرد، و «أن» المفتوحة تجعل الفعل بعدها فى تأويل المفرد، فلم تبق «لما» مضافة إلى الجمل، لذلك حكم بزيادتها.
(٤٤) وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ/ ٢٢/ فاطر/ ٣٥/ لا، زائدة.
(٤٥) إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ/ ٢٨/ فاطر/ ٣٥/ ما، زائدة.
وقيل: هى بمعنى الذى، و (العلماء) خبر، والعائد مستتر فى (يخشى). وأطلقت «ما» على جماعة العقلاء.
(٤٧) فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ/ ٣٣/ ص ٣٨/ الباء، زائدة فى المفعول والتقدير: يمسح السوق مسحا.
(٤٨) أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ/ ٣٦/ ص/ ٣٨/ الباء، زائدة فى خبر «ليس».
(٤٩) حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ/ ٢٠/ فصلت/ ٤١/ ما، زائدة، بعد أداة شرط غير جازمة.
(٥٠) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ/ ٣٤/ فصلت/ ٤١/ لا، زائدة، مع الواو بعد النفى.
(٥١) وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ/ ٢٦/ الأحقاف/ ٤٦/ إن، زائد والتقدير: فى الذى مكناكم فيه.
وقيل: نافية، والأصل: فى الذى ما مكناكم فيه.
(٥٢) إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ/ ٢٣/ الذاريات/ ٥١/ ما، زائدة، أى: مثل أنكم.
(٥٣) فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ/ ٧٥/ الواقعة/ ٥٦/ لا، زائدة، قبل القسم.
(٥٤) لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ/ ٢٩/ الحديد/ ٥٧/ لا، زائدة بعد «أن» المصدرية والتقدير: ليعلم أهل الكتاب. ولولا تقدير الزيادة لا نعكس المعنى، فزيدت «لا» لتوكيد النفى.
وقيل: لا زيادة. والمعنى: لئلا يعلم اليهود والنصارى أن النبى صلى اللَّه عليه وسلم، وآله والمؤمنين، لا يقدرون على ذلك.
(٥٥) ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ/ ٣/ الملك/ ٦٧/ من، زائدة، لورودها بعد نفى أو شبهه.
(٥٦) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ/ ٦/ القلم/ ٦٨/ الباء، زائدة فى المبتدأ، وهو قليل والتقدير:
أيكم المفتون.
وقيل: المفتون، بمعنى: الفتنة، أى: بأيكم الفتنة، كما يقال: ليس له معقول، أى عقل.
وقيل «بأيكم» متعلق باستقرار محذوف، مخبر عنه بالمفتون.
(٥٨) فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ/ ٤٠/ المعارج/ ٧٠/ الباء، زائدة قبل القسم.
(٥٩) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ/ ٤/ نوح/ ٧١/ من، زائدة، وإن لم نزد بعد نفى وشبهه، على رأى الأخفش.
(٦٠) لا أُقْسِمُ/ ١/ القيامة/ ٧٥/ لا، زائدة.
وقيل: هى رد لكلامهم: (لا يبعث اللَّه من يموت) فقال: لا، أى ليس الأمر كما تظنون.
(٦١) عَيْناً يَشْرَبُ بِها/ ٦/ الإنسان/ ٧٦/ الباء، زائدة.
وقيل: هى بمعنى «بل».
وقيل: بل هى محمولة على المعنى أى: يروى بها وينتفع.
وقيل: شربت بالعين، حقيقة.
(٦٢) فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ/ ١٦/ البروج/ ٨٥/ اللام، زائدة، لتقوية العامل الضعيف، لكونه فرعا فى العمل.
(٦٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى / ١٤/ العلق/ ٩٦/ الباء، زائدة فى المفعول.
٢٤- حرف الجر، حذفه (١) اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ/ ٥/ الفاتحة/ ١/ التقدير: اهدنا إلى الصراط المستقيم دليله قوله تعالى: وإنك لتهدى إلى صراط المستقيم).
الشورى: ٥٢. والعرب تقول: هديته الى الطريق، فإذا قالوا: هديته الطريق، فقد حذف «إلى».
(٢) وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ/ ٢٥/ البقرة/ ٢/ أى: بأن لهم (٣) إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ/ ٢٦/ البقرة/ ٢/ التقدير: من أن يضرب.
(٤) مَثَلًا ما بَعُوضَةً/ ٢٦/ البقرة/ ٢/ التقدير: مثلا ببعوضة، و «ما» صلة زائدة.
وقيل: التقدير: مثلا ما بين بعوضة فما فوقها وقيل: التقدير: «ما» نكرة فى تقدير شىء، و «بعوضة» بدل منه.
(٦) أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ/ ٧٥/ البقرة/ ٢/ أى: فى أن يؤمنوا لكم.
(٧) بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ/ ٩٠/ البقرة/ ٢/ أى: بغيا لأن ينزل اللَّه.
(٨) فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ/ ١٠٨/ البقرة/ ٢/ التقدير: فقد ضل عن سواء السبيل.
(٩) وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ/ ١٢٥/ البقرة/ ٢/ أى: بأن طهرا بيتى.
(١٠) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ/ ١٣٠/ البقرة/ ٢/ أى: فى نفسه.
(١١) فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما/ ١٥٨/ البقرة/ ٢/ أى: فى أن يطوف بهما.
(١٢) فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ/ ١٧٨/ البقرة/ ٢/ التقدير، عن ابن جنى: فمن عفى له من أخيه عن شىء فلما حذف حرف الجر ارتفع «شىء» لوقوعه موقع الفاعل.
(١٣) فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً/ ١٨٤/ البقرة/ ٢/ أى: بخير. ويجوز أن يكون التقدير: فمن تطوع تطوعا خيرا.
(١٤) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا/ ١٩٨/ البقرة/ ٢/ أى: فى أن تبتغوا.
(١٥) وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا/ ٢٢٤/ البقرة/ ٢/ أى: فى أن تبروا. وقيل: (أن تبروا) مبتدأ، والخبر محذوف، أى: البر والتقوى أولى.
(١٦) أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ/ ٢٣٣/ البقرة/ ٢/ أى: لأولادكم.
(١٧) وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ/ ٢٣٥/ البقرة/ ٢/ أى: على عقدة النكاح.
(١٨) وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ/ ٢٤٦/ البقرة/ ٢/ أى: مالنا فى ألا نقاتل.
(١٩) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ/ فى ربه أن أتاه اللَّه الملك/ ٢٥٨/ البقرة/ ٢/ أى: لأن أتاه اللَّه الملك.
(٢٠) وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ/ ٢٦٧/ البقرة/ ٢/ أى: إلا على إغماض فيه، و «على» مع المجرور فى موضع الحال، أى: إلا مغمضين فيه.
(٢٢) تَبْغُونَها عِوَجاً/ ٩٩/ آل عمران/ ٣/ حكم تعديه إلى أحد المفعولين أن يكون بحرف الجر، نحو: بغيت لك خيرا، ثم يحذف الجار.
(٢٣) إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ/ ١٧٥/ آل عمران/ ٣/ التقدير: يخوفكم بأوليائه، فخذف المفعول والباء.
(٢٤) وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ/ ١٢٧/ النساء/ ٤/ يجوز أن يكون: وترغبون فى أن تنكحونهن لجمالهن. ويجوز أن يكون: وترغبون عن أن تنكحونهن لدمامتهن.
(٢٥) وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا/ ١١٩/ الأنعام/ ٦/ أى: ما لكم فى ألا تأكلوا.
(٢٦) لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ/ ١٦/ الأعراف/ ٧/ أى: على صراطك المستقيم.
(٢٧) وَيَبْغُونَها عِوَجاً/ ٤٥/ الأعراف/ ٧/ أى: يبغون لها.
(٢٨) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ/ ١٢٧/ الأعراف/ ٧/ التقدير: يستضعفون فى مشارق الأرض أى: جعلنا الذين يستضعفون فى مشارق الأرض ومغاربها ملوك الشام ومصر.
وقيل: التقدير: أورثنا مشارق هذه الأرض التى أغرقنا مالكيها، وتكون «التى» جرا، صفة للأرض المجرورة.
وإذا نصبت (مشارق) ب (يستضعفون) كان «التى» نصبا، صفة موصوف محذوف، منصوب ب «أورثنا»، أى: أورثناهم الأرض التى باركنا فيها.
(٣٠) وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ/ ٥٥/ الأعراف/ ٧/ أى: من قومه.
(٣١) وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ/ ٥/ التوبة/ ٩/ أى: على كل مرصد، على أن المرصد اسم للطريق، وإذا كان اسما للطريق كان مخصوصا، وإذا كان مخصوصا وجب ألا يصل الفعل الذى لا يتعدى إليه إلا بحرف الجر.
وقيل: (كل مرصد) ظرف، فليس يحتاج فى هذا إلى تقدير (على).
(٣٢) لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ/ ٤٤/ التوبة/ ٩/ أى: فى أن يجاهدوا.
(٣٣) فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ/ ٧١/ يونس/ ١٠/ أى: على أمركم.
(٣٤) وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا/ ١٢/ هود/ ١١/ أى: من أن يقولوا.
(٣٥) إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ/ ٤٦/ هود/ ١١/ أى: من أن تكون.
(٣٦) إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ/ ٤٧/ هود/ ١١/ أى: من أسألك.
(٣٧) يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً/ ٥٢/ هود/ ١١/ أى: من السماء، هذا إن حملت السماء على التى هى تظل الأرض، أو على السحاب أما إن حملت السماء على المطر، كان مفعولا به، ويكون انتصاب (مدرارا) على الحال.
(٣٨) تُؤْتِي أُكُلَها/ ٢٥/ إبراهيم/ ١٤/ أى: بأكلها، على تفسير (أتى) بمعنى: جاء، لا بمعنى: أعطى.
(٣٩) تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ/ ٩٢/ النحل/ ١٦/ أى: لأن تكون أمة. وقيل: بأن تكون.
(٤٠) آتِنا غَداءَنا/ ٦٢/ الكهف/ ١٨/ أى: بغدائنا، على تفسير (آتنا) بمعنى، جئنا، لا بمعنى: أعطنا.
(٤١) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً/ ٩١/ مريم/ ١٩/ أى: لأن دعوا.
(٤٢) نُودِيَ يا مُوسى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ (فيمن فتح). / ١١، ١٢/ طه/ ٢٠/ أى: بأنى أنا ربك.
(٤٣) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ (بفتح الألف والتشديد، فى قراءة حمزة) / ١٣/ طه/ ٢٠/ التقدير: ولأنا اخترناك.
(٤٥) فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى / ٥٢/ طه/ ٢٠/ التقدير: لا يضل عن ربى أى: الكتاب لا يضل عن ربى ولا ينساه.
وقيل: التقدير: لا يضل ربى عنه، فحذف الجار مع المجرور، والجملة فى موضع جر صفة للكتاب.
(٤٦) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ/ ٢٠/ الأنبياء/ ٢١/ أى: يسبحون بالليل.
(٤٧) لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً/ ٦٢/ النور/ ٢٤/ أى: كدعاء بعضكم على بعض. فالمصدر فى قوله (دعاء الرسول) مضاف إلى الفاعل، أى: كدعاء الرسول عليكم. وقيل: لا تجعلوا دعاءه إياكم إلى الحرب كدعاء بعضكم بعضا إليها، فيكون أيضا مضافا إلى الفاعل.
(٤٨) جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً/ ٤/ الفرقان/ ٢٥/ أى: بظلم وزور.
(٤٩) نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ/ ٨/ النمل/ ٢٧/ أى: على من فى النار.
(٥٠) وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ/ ٣٩/ يس/ ٣٦/ أى: قدرنا له يسير فى منازل.
(٥١) أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ/ ٥/ الزخرف/ ٤٧/ (فيمن فتح) التقدير: لأن كنتم.
(٥٢) وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ/ ٢٥/ الفتح/ ٤٨/ أى: عن أن يبلغ محله.
(٥٣) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً/ ١٢/ القمر/ ٥٤/ أى: وفجرنا من الأرض عيونا.
(٥٤) عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ/ ١٣، ١٤/ القلم/ ٧٦/ أى: لأن كان ذا مال.
(٥٥) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً/ ١٧/ المزمل/ ٧٣/ أى: بيوم، فحذف الحرف وأوصل الفعل، وليس بظرف، لأن الكفر لا يكون يومئذ، لارتفاع الشبه لما يشاهد.
وقيل: التقدير: كيف تتقون عقاب يوم؟
(٥٦) عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى / ١، ٢/ عبس/ ٨٠/ أى: لأن جاءه الأعمى.
وقيل: بل هو نصب على المصدر.
٢٥- حرف النداء، حذفه (١) ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ/ ٨٥/ البقرة/ ٢/ قيل: التقدير: ثم أنتم يا هؤلاء ف «أنتم» مبتدأ، و (تقتلون) الخبر، و «هؤلاء» نداء، اعتراض بين المبتدأ والخبر.
(٢) رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا/ ٢٨٦/ البقرة/ ٢/ أى: يا ربنا. وجميع ما جاء فى التنزيل على هذا النحو.
(٣) يا لَيْتَنا نُرَدُّ/ ٢٧/ الأنعام/ ٦/ أى: يا قوم ليتنا نرد.
(٤) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا/ ٢٩/ يوسف/ ١٢/ أى: يا يوسف.
(٥) فاطِرَ السَّماواتِ/ ١٠١/ يوسف/ ١٢/ أى: يا فاطر السموات.
(٦) طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ/ ٢٩/ الرعد/ ١٣/ أى: يا حسن مآب.
(٧) أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا/ ١ و ٢/ الإسراء/ ١٧/ أى: يا ذرية.
وقيل: (ذرية) مفعول ثان ل (تتخذوا)، و (وكيلا) الأول.
(٨) قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ/ ٦/ الأنبياء/ ٢١/ أى: يا إبراهيم.
ويمكن أن يكون رفعا، أقيم مقام نائب فاعل (يقال).
(٩) رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي/ ٩٣/ المؤمنون/ ٢٣/ أى: يا رب.
(١٠) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ/ ٢٥/ النمل/ ٢٧/ قال المبرد: التقدير: ألا يا هؤلاء اسجدوا، فحذف المنادى.
وقيل: إن الجملة ها هنا كأنها المنادى فى الحقيقة.
(١١) يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ/ ٢٦/ يس/ ٣٦/ أى: يا قوم، ليت قومى يعلمون.
(١٢) يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ/ ٣٨/ الزخرف/ ٤٣/ أى: يا قوم، ليت بينى وبينك.
(٢) وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ/ ٦٢/ التوبة/ ٩/ أى: واللَّه أحق أن يرضوه، ورسوله أحق أن يرضوه.
(ب) تقديمه (١) لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ/ ١٧٧/ البقرة/ ٢/ (البر)، على النصب، خبر مقّدم.
(٢) قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ/ ١٣/ آل عمران/ ٣/ (لكم) خبر مقدم.
(٣) وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا/ ١٤٧/ آل عمران/ ٣/ (قولهم)، على قراءة من قرأ بالنصب، خبر مقدم.
(٤) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا/ ٢٣/ الأنعام/ ٦/ (فتنتهم)، على قراءة من قرأ بالنصب، خبر مقدم.
(٥) حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ/ ٣٧/ الأعراف/ ٧/ (أين) خبر مقدم، و «ما» اسم موصول، بمعنى: الذى، مبتدأ، والفعل بعده صلة، والعائد إليه محذوف أى: أين ما كنتم تدعونه، أو تدعونهم، لقوله: (ضلوا).
(٦) وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا/ ٨٢/ الأعراف/ ٧/ (جواب)، على قراءة من نصب، خبر مقدم (٧) قُلْ أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ/ ٦٥/ التوبة/ ٩/ تقدم خبر «كان» عليها.
(٨) وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ/ ٨٧/ يونس/ ١٠/ (لكما) خبر مقدم.
(٩) أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ/ ٨/ هود/ ١١/ التقدير: ألا ليس العذاب مصروفا عنهم يوم يأتيهم.
ف «يوم» منصوب ب «مصروف»، وقدمه على «ليس» فدل على جواز: قائما ليس زيد.
(١١) وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ/ ٣١/ مريم/ ١٩/ (أينما)، خبر مقدم.
(١٢) وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ/ ٩٥/ الأنبياء/ ٢١ (حرام)، خبر مقدم وجوبا، لأن المخبر عنه «أن وصلتها».
(١٣) إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا/ ٥١/ النور/ ٢٤/ (قول)، على قراءة من قرأ بالنصب، خبر مقدم.
(١٤) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ/ ١٩٧/ الشعراء/ ٢٦/ (أن يعلمه)، اسم يكن، و (آية) خبر مقدم على الاسم، وهى قراءة الجميع سوى ابن عامر فإنه قرأ (أو لم تكن) بالتاء، و «آية» رفعا.
(١٥) وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ/ ٢٧/ القصص/ ٢٨/ «له»، خبر مقدم.
(١٦) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ/ ٢٠/ الروم/ ٣٠/ (من آياته)، خبر مقدم.
(١٧) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ/ ٢٥/ الروم/ ٣٠/ (من آياته)، خبر مقدم.
(١٨) وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً/ ٣٩/ فصلت/ ٤١/ (من آياته)، خبر مقدم.
(١٩) وما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا/ ٢٥/ الجاثية/ ٤٥/ (حجتهم)، على قراءة من قرأ بالنصب، خبر مقدم.
(٢٠) وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ/ ٤/ الحديد/ ٥٧/ (أينما)، خبر مقدم.
(٢١) إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا/ ٧/ المجادلة/ ٥٨/ (أينما)، خبر مقدم.
(٢٢) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ/ ٤/ الإخلاص/ ١١٢/ الطرف حشو، و (وأحد) اسم (كان)، و (كفوا) خبره مقدم.
(ب) حذفه (١) شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ/ ١٨٥/ البقرة/ ٢/ التقدير: فيما يتلى عليكم شهر رمضان.
(٢) أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ/ ٢٢٤/ البقرة/ ٢/ أى: البر والتقوى أولى، فحذف الخبر.
(٤) وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ/ ٦٢/ آل عمران/ ٣/ (إلا اللَّه)، بدل من موضع الجار والمجرور، والخبر مضمر، والتقدير: ما من إله فى الوجود إلا اللَّه.
(٥) وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ/ ١٦/ النساء/ ٤/ أى: فيما يتلى عليكم.
(٦) وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ/ ٤/ المائدة/ ٥/ أى: حل لكم كذلك (٧) وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما/ ٣٨/ المائدة/ ٥/ أى: فيما يتلى عليكم.
(٨) وَالصَّابِئُونَ/ ٦٩/ المائدة/ ٥/ أى: والصابئون كذلك: فحذف الخبر.
(٩) فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً/ ١٧/ هود/ ١١/ التقدير: كمن كان على ضلالة، فلم يذكر الخبر.
(١٠) فَصَبْرٌ جَمِيلٌ/ ١٨، ٨٣/ يوسف/ ١٢/ أى: أولى، فحذف الخبر.
وقيل: المحذوف/ المبتدأ أى: فأمرى صبر جميل.
(١١) أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ/ ٣٣/ الرعد/ ١٣/ التقدير: كمن لا يقام عليه، فحذف الخبر.
(١٢) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ/ ٣٥/ الرعد/ ١٣/ التقدير: فيما يتلى عليكم.
(١٣) أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها. / ٣٥/ الرعد/ ١٣/ أى: وظلها دائم.
(١٤) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما/ ٢/ النور/ ٢٤/ التقدير: فيما يتلى عليكم.
(١٥) طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ
٥٣/ النور/ ٢٤/ أى: أمثل وأولى لكم من هذا.
(١٦) قالُوا لا ضَيْرَ/ ٥٠/ الشعراء/ ٢٦/ الخبر محذوف (١٧) لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ/ ٣١/ سبأ/ ٣٤/ (أنتم)، مبتدأ، والخبر محذوف، أى: حاضرون، وهو لازم الحذف هنا.
(١٩) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً/ ٨/ فاطر/ ٣٥/ أى: كمن لم يزين له ذلك.
(٢٠) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ/ ١٩/ الزمر/ ٣٩/ الخبر محذوف والتقدير: كمن لم يحق عليه.
(٢١) أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ/ ٢٢/ الزمر/ ٣٩/ الخبر محذوف والتقدير: كمن لم يشرح اللَّه صدره (٢٢) أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ/ ٢٤/ الزمر/ ٣٩/ الخبر محذوف والتقدير: كمن لم يتق بوجهه.
(٢٣) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ/ ٤١/ فصلت/ ٤١/ الخبر محذوف أى: يعذبون.
ويجوز أن يكون الخبر (أولئك ينادون من مكان بعيد) الآسة: ٤٤ (٢٤) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ/ ٧٩/ الواقعة/ ٥٦/ أى: فله روح وريحان.
(٢٥) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ/ ٩٣/ الواقعة/ ٥٦/ أى: فله نزل من حميم.
٢٧- المذكر، إضماره (١) وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ/ ٩/ الأنعام/ ٦/ أى: للبسنا على الملائكة من الثياب ما يلبسه الناس من ثيابهم، ليكونوا على صورتهم.
وقيل: لشبهنا عليهم ما يشبهون على ضعفائهم. وقيل: لخلطنا عليهم ما يخلطون.
وقيل: لبسنا عليهم، أى: على قادتهم ما يلبسون، كما يلبس القادة على سفلتهم، وذلك أنهم أمروا سفلتهم بالكفر باللَّه والشرك له، فقضى اللَّه على قادتهم حتى يكونوا على الكفر.
(٢) تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ/ ١٥٤/ الأنعام/ ٦/ فى فاعل «أحسن» قولان:
٢- أن يكون الفاعل (ذكر اللَّه) أى: تماما على إحسان اللَّه إلى أنبيائه.
وقيل: تماما على إحسان اللَّه إلى موسى بالنبوة وغيرها من الكرامة.
(٣) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ/ ١١/ الأنفال/ ٨/ قيل: من العدو.
وقيل: من اللَّه (٤) وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ/ ١١/ الأنفال/ ٨/ أى: بالماء.
وقيل: بالربط على القلوب، كنى عن المصدر.
وقيل: بالرسل.
(٥) سامِراً تَهْجُرُونَ/ ٦٧/ المؤمنون/ ٢٣/ أى: مستكبرين بحرم اللَّه، تقولون: إن البيت لنا لا يظفر علينا أحد.
وقيل: مستكبرين بالكتاب لا تؤمنون به (٦) وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ/ ٤٣/ النمل/ ٢٧/ أى: صد اللَّه بلقيس عن عبادة غيره.
وقيل: صدها سليمان عن ذلك، و «ما» فى محل نصب.
وقيل: «ما» هى الفاعل.
(٧) لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
١٦/ القيامة/ ٧٠/ قيل: كان يحب الوحى فيحرص على التلقى قبل أن يتم الكلام، وهذا حسن، لأن الإشارة إلى الشىء فى تفريقه كمتقدم ذكره، فيحسن معه الإضمار.
وقيل: إنما أراد قراءة العبد لكتابه يوم القيامة، لأن ما تقدم هذه الآية وما تأخر عنها يدل على ذلك، ولا يدل على شىء من أمر القرآن، ولا على شىء كان فى الدنيا، وهذا أيضا حسن، أى: إنا علينا جمعه فى قلبك لتقرأه بلسانك
(٨) وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ/ ١١٤/ طه/ ٢٠/ قيل: كان يحب الوحى فيحرص على التلقى قبل أن يتم الكلام.
وقيل: إنما أراد قراءة العبد لكتابه يوم القيامة.
٢٨- الشرط: حذفه (١) قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ/ ٩١/ البقرة/ ٢/ أى: إن كنتم آمنتم بما أنزل إليكم فلم تقتلون؟ وجواب (إن كنتم) محذوف دل عليه ما تقدم، أى فلم فعلتم؟ وكرر الشرط وجوابه مرتين للتأكيد، إلا أنه حذف الشرط من الأولى وبقى جوابه، وحذف الجواب من الثانى وبقى شرطه.
(٢) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ/ ١٧/ الأنفال/ ٨/ المعنى: إن افتخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم؟ فعدل عن الافتخار بقتلهم، فحذت الدلالة الفاعلية.
(٤) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ/ ٥٦/ الروم/ ٣٠/ التقدير: إن كنتم مفكرين فهذا يوم البعث أى: فقد تبين بطلان أفكاركم.
(٥) فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ/ ٩/ الشورى/ ٤٢/ التقدير: إن أرادوا أولياء فاللَّه الولى بالحق لاولى سواه.
٢٩- ضمير الفصل (الفصل لا يقع إلا بين معرفتين، أو بين معرفة وما قارب منها.
ولا يقع بين نكرتين، وبين معرفة ونكرة) (١) وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ/ ٥/ البقرة/ ٢/ (أولئك)، مبتدأ، و (المفلحون) خير، و (هم) فصل، ويقال: عماد.
ويجوز أن يكون (هم) مبتدأ ثانيا، و (المفلحون) خبر، والجملة خبر (أولئك).
(٢) إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ/ ٣٢/ البقرة/ ٢/ (أنت)، فصل وقيل: مبتدا، وما بعدها خبر، والجملة خبر «إن».
(٣) إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ/ ٣٧/ البقرة/ ٢/ «هو» فصل. وقيل: مبتدأ، «والتواب» خبره، والجملة خبر «إن».
(٤) إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ/ ١٢٨/ البقرة/ ٢/ (أنت)، فصل. وقيل: مبتدأ، و (التواب)، خبره، والجملة خبر «إن» (٥) كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ/ ١١٧/ المائدة/ ٥/ (أنت)، فصل.
(٦) إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ/ ٣٢/ الأنفال/ ٨/ (هو)، على الفصل.
(٧) هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ/ ٨٨/ هود/ ١١/ (هن)، على الفصل.
(٨) إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً/ ٣٩/ الكهف/ ١٨/ «أنا»، فصل.
(٩) إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ/ ١٤/ طه/ ٢٠/ «هو» فصل، أو: ابتداء.
(١٠) وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ/ ٥٨/ الحج/ ٢٢/ «هو»، فصل.
(١٢) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ/ ٦/ سبأ/ ٣٤/ «هو»، فصل، لا غير.
(١٣) وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ/ ١٠/ فاطر/ ٣٥/ «هو»، فصل.
(١٤) إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ/ ٦/ الصافات/ ٣٧/ «هو»، فصل، وقد دخلت عليه اللام.
(١٥) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ/ ١٧٢/ الصافات/ ٣٧/ «هم»، فصل، وقد دخلت عليه السلام.
(١٦) إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ/ ١٩٥/ الصافات/ ٣٧/ «نحن» فصل، وقد دخلت عليه اللام.
(١٧) وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ/ ٧٦/ الزخرف/ ٤٣/ «هم»، فصل.
(١٨) وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً/ ٢٠/ المدثر/ ٧٤/ «هو» فصل، أو وصف للهاء فى «تجدوه».
٣٠- الظرف (أ) ارتفاع ما بعده (١) وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ/ ٧/ البقرة/ ٢/ عذاب، فى هذا ونحوه يرتفع بالابتداء، عند (٢) وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ/ ١٠/ البقرة/ ٢/ سيبويه. والظرف قبله خبر عنه، وهو «لهم».
وعند ابى الحسن والكسائى يرتفع «عذاب» بقوله «لهم»، لأن «لهم» ناب عن الفعل.
ألا ترى أن التقدير: وثبت لهم، فحذف «ثبت» وقام «لهم» مقامه، والعمل للظرف لا للفعل.
(٣) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ/ ٨/ البقرة/ ٢/ «من»، مرتفع بالظرف.
(٤) وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ/ ٢٥/ البقرة/ ٢/ «أزواج»، ويرتفع بالابتداء، عند سيبويه، و «لهم» خبره، و «فيها» معمول «لهم».
وعند أبى الحسن: يرتفع «أزواج ج» بالظرف، وهو «لهم».
(م ٢٩- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
(٥) مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ/ ٦٢/ البقرة/ ٢/ (أجرهم)، يرتفع بالظرف، لأن الظرف جرى خبر للمبتدأ، وهو (من آمن).
وقيل: الظرف (عند ربهم) حال من «الأجر»، أى: لهم أجرهم ثابتا عند ربهم.
(٦) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ/ ٦٩/ البقرة/ ٢/ التقدير: أو كأصحاب صيب من السماء ثابت فيه الظلمات، لجريه وصفا على الصيب.
(٧) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ/ ٧٨/ البقرة/ ٢/ «أميون»، يرتفع بالظرف الذى هو «منهم»، عند الأخفش.
وعند أبى إسحاق: ارتفع «أميون» بفعل، كأن المعنى. واستتر منهم أميون.
وعند سيبويه: يرتفع بالابتداء، ففى «منهم» عنده ضمير لقوله: (أميون)، وموضع «منهم» على مذهبه رفع، لوقوعه موقع خبر الابتداء (٨) أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ/ ١٦١/ البقرة/ ٢/ (لعنة اللَّه)، يرتفع بالظرف، لأنه جرى خبرا على (أولئك).
(٩) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ/ ١٦٥/ البقرة/ ٢/ «من»، مرتفع بالظرف.
(١٠) لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا/ ١٧٨/ البقرة/ ٢/ «ما»، يرتفع بالظرف، عند الأخفش وبالابتداء، عند سيبويه.
(١١) وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ/ ١٧٩/ البقرة/ ٢/ «حياة»، يرتفع بالظرف، عند الأخفش وبالابتداء، عند سيبويه. وقيل مرتفع ب «استقر» لا ب «لكم» :
(١٢) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ/ ٢٠٤/ البقرة/ ٢/ «من»، مرتفع بالظرف.
(١٤) وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ/ ٢٢٨/ البقرة/ ٢/ بالمعروف، متعلق ب (لهن) دون (عليهن)، اعتبارا بقوله: (والمطلقات متاع بالمعروف) ٢: ٢٤١، وبقوله: (وعلى الموسع قدرة وعلى المقتر قدره) ٢: ٢٣٦ وإن لم يعتبر هذا جاز أن يتعلق ب (عليهن).
(١٥) كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ/ ٢٦٤/ البقرة/ ٢/ (تراب)، يرتفع بالظرف لأنه صفة ل (صفوان) (١٦) فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ/ ٢٦٦/ البقرة/ ٢/ (نار)، يرتفع بالظرف، لأنه جرى وصفا على (الإعصار).
(١٧) فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ/ ٧/ آل عمران/ ٣/ (زيغ)، يرتفع بالظرف، لأنه جرى صلة على (الذين).
(١٨) لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ/ ١٥/ آل عمران/ ٣/ (جنات، يرتفع بالابتداء، و (للذين اتقوا) خبر، عند سيبويه وعند الأخفش: (جنات) يرتفع بالظرف.
(١٩) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ (فيمن قرأ: قتل) / ١٤٦/ آل عمران/ ٣/ (ربيون)، يرتفع بالظرف، وعلى هذا يكون (معه ربيون) صفة ل (نبى). ويصبح أن تجعله حالا من الضمير الذى فى (قتل).
(٢٠) وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ/ ١١/ النساء/ ٤ (السدس)، يرتفع بالظرف، وهو قوله: (لكل واحد منهما)، و (مما ترك) حال من «السدس»، والعامل فيه قوله: (لكل واحد. منهما)، ولا يكون العامل فيه: (لأبويه). (٢١) اولئك الذين لم يرد اللَّه أن يطهر قلوبهم لهم فى الدنيا خزى/ ٤١/ المائدية/ ٥/ علت (الذين) وصفا ل (أولئك) كان قوله: (لهم فى الدنيا خزى) خبر المبتدأ، ويرتفع (خزى) بالظرف.
وإن جعلت (الذين) خبرا كان (خزى) خبرا بعد خبر، ويرتفع (خزى) أيضا بالظرف
(٢٤) أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ/ ٧٠/ الأنعام/ ٦/ (شراب)، نرتفع بالظرف، إن جعلت «لهم» خبرا ثانيا.
(٢٥) كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ/ ٧١/ الأنعام/ ٦/ (حيران)، حال من الهاء التى فى (استهويه)، و (أصحاب) صفة (حيران)، و (أصحاب) مرتفع بالظرف دون الابتداء.
(٢٦) أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ/ ٨٢/ الأنعام/ ٦/ (الأمن)، مرتفع بالظرف (لهم)، لجريه خبرا على قوله (أولئك أى: أولئك ثابت لهم الأمن.
(٢٧) وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ/ ٩٩/ الأنعام/ ٦/ من رفع بالظرف وجب أن يكون فى الأول ضمير يبينه ما ارتفع بالثانى، وإن أعمل الأول صار فى الثانى ذكر منه، و (من طلعها) بدل من قوله (ومن النخل).
(٢٨) لَهُمْ دارُ السَّلامِ/ ١٢٧/ الأنعام/ ٦/ (دار)، مرتفع بالظرف، قد أقيم مقام الفعل.
(٢٩) قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا/ ١٤٨/ الأنعام/ ٦/ (من علم)، فى موضع الرفع بالظرف لمكان (هل) أى: هل عندكم علم.
(٣٠) ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ/ ٥٩/ الأعراف/ ٧/ (من إله)، فى موضع الرفع بالظرف أى: مالكم إله غيره.
(٣١) حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ/ ١٠٥/ الأعراف/ ٧/ من قرأ «على»، بتشديد الياء، ارتفع «أن» بالظرف.
(٣٢) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي/ ٤٩/ التوبة/ ٩/ «من»، مرتفع بالظرف، قد أقيم مقام الفعل.
(٣٣) وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ/ ٥٨/ التوبة/ ٩/ «من»، مرتفع بالظرف، قد أقيم مقام الفعل.
(٣٤) وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ/ ٦١/ التوبة/ ٩/ «الذين»، مرتفع بالظرف، قد أقيم مقام الفعل.
(٣٥) وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ/ ٧٥/ التوبة/ ٩/ «من»، مرتفع بالظرف، قد أقيم مقام الفعل.
(٣٦) وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ/ ١٠١/ التوبة/ ٩/ (منافقون)، مرتفع بالظرف، قد أقيم مقام الفعل.
٦٤/ يونس/ ١٠/ (البشرى)، مرتفع بالظرف، قد أقيم مقام الفعل.
(٣٨) إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا/ ٦٨/ يونس/ ١٠/ (من سلطان)، فى موضع رفع بالظرف أى: ما عندكم سلطان.
(٣٩) هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ/ ٤١/ هود/ ١١/ من قال (الولاية) مبتدأ، كان (للَّه) حالا من الضمير فى (هناك).
ومن قال إن (الولاية) رفع بالظرف، كان (للَّه) حالا من (الولاية).
(٤٠) لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ/ ١٠٦/ هود/ ١١/ (زفير)، مرفوع بالظرف، وهو (له) (٤١) وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ/ ٤٣/ الرعد/ ١٣/ (علم الكتاب)، مرتفع بالظرف، لجرى الظرف صلة الموصول.
(٤٢) أَفِي اللَّهِ شَكٌّ/ ١٠/ إبراهيم/ ١٤/ (شك)، مرتفع بالظرف، لاعتماده على الهمزة.
(٤٣) وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها/ ٦٢/ مريم/ ١٩/ (رزقهم)، يرتفع بالظرف، عند الأخفش وبالابتداء، عند سيبويه.
(٤٤) وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ/ ٦٤/ مريم/ ١٩/ (حياة)، يرتفع بالظرف، عند الأخفش وبالابتداء، عند سيبويه.
(٤٥) مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ/ ٨٨/ المؤمنون/ ٢٣/ (ملكوت)، مرتفع بالظرف، لجرى الظرف صلة موصول.
(٤٦) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ/ ١٠/ الروم/ ٣٠/ (أن خلقكم)، فى موضع رفع بالظرف، لكونه مصدرا.
(٤٧) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي/ ٦/ لقمان/ ٣١/ (من)، مرتفع بالظرف، قد أقيم مقام الفعل، (٤٨) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ/ ٥٨/ ص/ ٣٨/ (أزواج)، مرتفع بالظرف، عند الأخفش وبالابتداء، عند سيبوبه.
(٤٩) وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً/ ٣٩/ فصلت/ ٤١/ (أنك ترى)، مرتفع بالظرف، لكونه اسم (أن).
(وفى أنفسكم)، يحتمل أمرين:
(٥٠) وفى الأرض آيات للمؤمنين وفى أنفسكم افلا تبصرون/ ٢٠، ٢١/ الذاريات/ ٥١/ ١- أن يكون خبر ل (آيات)، فمن رفع بالظرف، كان الضمير الذى فى على حد الضمير الذى يكون فى الفعل ومن رفع بالابتداء ففيه ضمير على حد الضمير الذى يكون فى خبر المبتدأ.
(٥١) وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ/ ٤/ القمر ٥٤/ (مزدجر)، مرتفع بالظرف، لجرى الظرف صلة موصول.
(٥٢) وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ فِيها فاكِهَةٌ/ ١٠، ١١/ الرحمن/ ٥٥/ إن وقفت على (الأنام) رفعت (فاكهة) بقوله (فيها)، وإن وقفت على (وضعها) رفعت (فاكهة) بقوله «للأنام»، بالظرف على قول الأخفش، وبالابتداء على قول سيبويه.
(٥٣) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ/ ١١، ١٢، ١٣/ الواقعة/ ٥٦/ (ثلة)، مرفوع بالظرف، على قول الأخفش وبالابتداء، على قول سيبويه، إذا وقفت على قوله: (المقربون).
(٥٤) عُرُباً أَتْراباً لِأَصْحابِ الْيَمِينِ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ/ ٣٧، ٣٨، ٣٩/ الواقعة/ ٥٦/ (ثلة)، مرفوع بالظرف، عند الأخفش، وبالابتداء، عند سيبويه، إذا وقفت على قوله (عربا أترابا).
أما إذا وصلت الكلام فى الآيتين ارتفع (ثلة) على أنه خبر مبتدأ مضمر.
(ب) حذفه (١) أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً/ ٢٦/ البقرة/ ٢/ التقدير: أن يضرب مثلا ما بين بعوضة فما فوقها، فخذف «بين». [وأنظر: حرف الجر: حذفه].
(٢) فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ/ ٢٢٦/ البقرة/ ٢/ أى: قبل الأربعة الأشهر.
(٣) وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ/ ٢٣٤/ البقرة/ ٢/ أى: يتربصن بعدهم.
(٤) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ/ ٤٥/ يونس/ ١٠/ أى: كأن لم يلبثوا قبله إلا ساعة من نهار على تقدير: أن كان لم يلبثوا، صفة لليوم.
(٥) فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ/ ٢/ الطلاق/ ٦٥/ أي: فأمسكوهن قبله.
(٢) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ/ ١٨٧/ الأعراف/ ٧/ يعنى: الأصنام.
(٣) وإِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ/ ١٨٨/ الأعراف/ ٧/ يعنى: الأصنام.
(٤) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ/ ١٩٤/ الأعراف/ ٧/ يعنى: الأصنام.
(٥) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها/ ١٩٥/ الأعراف/ ٧/ يعنى: الأصنام.
(٦) وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ/ ٤/ يوسف/ ١٢/ يعنى: الأصنام.
(٧) وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ/ ١٤/ الرعد/ ١٣/ يعنى: الأصنام.
٣٢- العطف (ا) بالواو، والفاء، وثم، من غير ترتيب الثانى على الأول (١) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ/ ٤/ الفاتحة/ ١/ ألا ترى أن الاستعانة على العباد قبل العبادة (٢) وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ/ ٥٨/ البقرة/ ٢/ ففى سورة «الأعراف: ١٦١» :(وقولوا حطة طو ادخلوا الباب سجدا»، والقصة واحدة، ولم يبال بتقديم الدخول وتأخيره عن قول (الحطة).
(٣) فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا/ ١٠٩/ البقرة/ ٢/ العفو: ألا يكون فى القلب من ذنب المذنب أثر والصفح: أن يبقى له أثر ما، ولكن لا تقع به المؤاخذة.
(٤) يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ/ ٣٤/ آل عمران/ ٣/ والركوع قبل السجود، ولم يبال بتقديم ذكر السجود، لما كان بالواو.
(٥) إنى متوفاك ورافعك إليك/ ٥٥/ آل عمران/ ٣/ والرفع قبل التوفى.
(٧) وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ/ ١٦٣/ النساء/ ٤/ و: عيسى) بعد جماعتهم.
(٨) إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ/ ٧/ المائدة/ ٥/ والقيام بعد غسل الوجه والمعنى: إذا أردتم القيام إلى الصلاة.
(٩) وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ... وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً/ ٨٤، ٨٦/ الأنعام/ ٦/ فأخر (لوطا) عن: إسماعيل، وعيسى.
(١٠) ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ/ ١٥٤/ الأنعام/ ٦/ التقدير: ثم قل: آتينا موسى الكتاب (١١) وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا/ ٣/ الأعراف/ ٧/ (أهلكناها) خبر، أو صفه.
أما عن دخول الفاء فى قوله تعالى: فَجاءَها بَأْسُنا ٧: ٤، والبأس لا يأتى المهلكين، إنما يجيئهم البأس قبل الإهلاك، ومن مجىء البأس يكون الإهلاك، فإنه يكون المعنى فى قوله: (أهلكناها) : قربت من الهلاك ولم تهلك بعد، ولكن لقربها من الهلاك ودنوها وقع عليها لفظ الماضى، لمقاربتها له وإحانته إياها (١٢) وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ/ ١٠/ الأعراف/ ٧/ الأجود أن يكون المراد: ولقد خلقنا أصلكم الذى هو آدم.
(١٣) رَبِّ مُوسى وَهارُونَ/ ١٢٢/ الأعراف/ ٧/ وفى «: ٧٠» (برب هارون وموسى)، ٤٨/ الشعراء/ ٢٦/ فبدأ بموسى هنا، ثم قدم هارون هناك.
(١٤) حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ. ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا/ ١١٨/ التوبة/ ٩/ قيل: «ثم»، زيادة.
ويجوز أن يكون جواب «إذا» محذوفا، و: (ثم تاب عليهم) معطوف على جملة الكلام أى: حتى إذا ضاقت عليهم الأرض تنصلوا وتندموا ثم تاب عليهم.
(١٦) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً/ ٨٢/ هود/ ١١/ وإمطار الحجارة قبل جعل الأسافل أعالى، فقدم وأخر «الإمطار».
(١٧) لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى / ٨٢/ طه/ ٢٠/ أى: ثم دام وثبت على الاهتداء (١٨) فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ/ ٥/ الحج/ ٢٢/ أى: وانتفخت لظهور نباتها، فيكون من هذا الباب. وفسروها: بأضعف نباتها، فلا يكون من هذا الباب.
(١٩) اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ/ ١٨/ النمل/ ٢٧/ أى: فأخبرهم بالإلقاء، ثم أخبرهم بالتولى وقيل: ليس «التولى» الانصراف، وإنما معناه: تنح عنهم بعد إلقاء الكتاب إليهم بحيث يكونون عنك بمرأى ومسمع، فانظر ماذا يرون من جواب الكتاب.
(٢٠) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ/ ٢٤/ الفتح/ ٣٨/ قال ابن جنى: الواو، وإن كان لا يوجب الترتيب، فإن لتقديم المقدم حظا وفضلا على المؤخر، ألا ترى كيف قال «كف أيديهم» فقدم المؤخر فى موضع تعداد النعم، فكان أولى.
(٢١) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ/ ١٦، ١٨، ٢١، ٣٠/ القمر/ ٥٤/ و «النذر» قبل «العذاب».
(٢٢) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ/ ٤/ الحديد/ ٥٧/ المعنى: ثم كان قد استوى على العرش قبل أن يخلق السموات والأرض.
وقيل: التقدير: هو الذى خلق السموات والأرض، أى أخبركم بخلقها ثم استوى، ثم أخبركم بالاستواء.
(٢٣) عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ/ ١٣/ القلم/ ٦٨/ أى: مع ذلك.
(٢٥) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ.. ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا/ ١١، ١٧/ البلد/ ٩٠/ هو على ترتيب الخبر.
(٢٦) إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها.. فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ/ ١، ٧/ الزلزلة/ ٩٩/ (فمن يعمل)، أى: فمن يظهر ذلك اليوم فى صحيفته خير أو شر يرى مكافأته.
أو. فمن يعمل فى الدنيا، ويكون كون الفاء بعد ذكر ما ذكر فى الآخرة على معنى: أن ما يكونه اللَّه فى الآخرة على معنى: أن ما يكونه اللَّه فى الآخرة من الشدائد التى ذكرها توجب أنه: من عمل فى الدنيا خيرا أو شرا يره.
(٢٧) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ/ ٨/ التكاثر/ ١٠٢/ قيل: إن هذا على الإخبار أى: ثم أخبركم بالسؤال عن النعيم لأن السؤال قبل رؤية الجحيم.
وقيل: بل المعنى: يقال لكم: أين نعيمكم فى النار وأين تمتعكم به؟
(ب) على الضمير المرفوع (١) اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ/ ٣٥/ البقرة/ ٢/ عطف (وزوجتك) على الضمير فى «اسكن»، بعد ما أكد بقوله: (أنت).
(٢) أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ/ ٢٠/ آل عمران/ ٣/ «من»، عطف على التاء، ولم يؤكد.
(٣) فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ/ ٢٤/ المائدة/ ٥/ عطف بعد ما أكد.
(٤) لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي/ ٢٥/ المائدة/ ٥/ عطف على الضمير فى «لا أملك».
(٥) وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ/ ٤٥/ المائدة/ ٥/ «العين»، مرفوع عطفا على الضمير الذى فى الظرف، وإن لم يؤكد.
ويجوز أن يكون مرفوعا على الابتداء، والجار خبر.
ويجوز أن يكون محمولا على موضع «أن» (٦) ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا/ ١٤٨/ الأنعام/ ٦/ «آباؤنا»، معطوف على الضمير الذى فى «أشركنا»، ولم يؤكد.
(٧) سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ/ ٧١/ الأعراف/ ٧/ عطف وأكد ب «أنتم».
(٩) فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ/ ١١٢/ هود/ ١١/ عطف على الضمير فى (استقم)، وقام قوله: (كما أمرت) مقام التأكيد.
(١٠) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ/ ٢٣/ الرعد/ ١٣/ يجوز فى «من» الرفع والنصب، على ما سبق فى الآية السابقة.
(١١) أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا/ ٦٧/ النمل/ ٢٧/ عطف (أباؤنا) على الضمير فى (كنا)، لمكان قوله (ترابا).
(١٢) إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ/ ٢٠/ المزمل/ ٧٣/ طائفة، رفع، عطف على الضمير فى (تقوم).
٣٣- غير، إجراؤها فى الظاهر على المعرفة (١) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ/ ٧/ الفاتحة/ ١/ غير، صفة ل (الذين).
وقيل: بدل من (الذين).
(٢) لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ/ ٩٥/ النساء/ ٤/ من رفع (غير) جعله تابعا ل (القاعدين)، على الوصفية والبدلية.
(٣) أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ/ ٣١/ النور/ ٢٤/ من جر (غير) جعله تابعا ل (التابعين)، على الوصفية والبدلية.
٣٤- الفعل (أ) حمله على موضع الفاء فى جواب الشرط وجزمه (١) وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ/ ٢٧١/ البقرة/ ٢/ (يكفر)، جزم على موضع قوله (فهو خير لكم)، لأن تقديره: إن تخفوها وتؤتوها الفقرآء يكن الإيتاء والإخفاء خيرا لكم.
(٢) وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ/ ٢٨٤/ البقرة/ ٢/ الجزم هو الجيد، بالعطف على الجزاء، وجاز الرفع، وقد قرىء به فى (يستغفر).
(٤) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ/ ٥٧/ هود/ ١١/ القراء السبعة على رفع (ويستخلف)، إلا رواية عن حفص بحزمه.
(٥) إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ/ ٣٧/ محمد/ ٤٧/ الجزم، هو الجيد، بالعطف على الجزاء.
وجاز الرفع، ولم يقرأ بالرفع فى «ويخرج». (٦) لولا أخرتنى إلى أجل قريب فأصدق وأكن/ ١٠/ المنافقون/ ٦٣/ حمل (يكن) على موضع الفاء فى «فأصدق»، وموضع الفاء جزم، وكأنه فى التقدير: إن أمهلتنى أصدق وأكن.
وقرىء، (وأكون) منصوبا، بالحمل على (فأصد).
(ب) ذكره والتكنية عن مصدره (١) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ/ ٤٥/ البقرة/ ٢/ أى: الاستعانة.
(٢) لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها
١٤٨/ البقرة/ ٢/ أى: مولى التولية، فالهاء، كناية عن المصدر فى «موليها».
(٣) وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ/ ٢٨٢/ البقرة/ ٢/ الهاء، كناية عن المصدر، أى: فالفعل.
(٤) وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ/ ١٨٠/ آل عمران/ ٣/ التقدير: بالبخل خيرا لهم.
(٥) اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى / ٨/ المائدة/ ٥/ أى: العدل هو أقرب للتقوى.
(٦) فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ/ ٩٠/ الأنعام/ ٦/ أى: اقتد اقتداء.
(٧) وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ/ ٢٣/ الكهف/ ١٨/ التقدير: إلا قولا بمشيئة اللَّه أى: قولا مقترنا بمشيئة اللَّه.
(٨) وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ/ ١١/ الشورى/ ٤٢/ أى: يذرأ الذرء، فالهاء كناية عن المصدر.
(٤) كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ/ ١٢/ الأنعام/ ٦/ وكتب ربكم على نفسه الرحمة، وكتب اللَّه الأغلبن.
(٥) كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً (فيمن كسر «إن» ) / ٥٤/ الأنعام/ ٦/ (٦) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي/ ٢١/ المجادلة/ ٥٨/ ٣٧- القلب والإبدال (١) نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ/ ٥٨/ البقرة/ ٢/ (خطايا، فعالى، مقلوب من «فعايل»، قدمت اللام على الهمزة، فصار «خطاءى» ثم أبدلت من الكسرة فتحة، ومن الياء ألف، فصار «خطاءا» فلما كثرت الأمثال أبدلت الهمزة ياء، فصار: خطايا.
(٢) وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ/ ١٢/ النساء/ ٤/ التاء فى «أخت» بدل من الواو، لقولك: أخوان، وإخوان.
(٣) لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ/ ١١٠/ المائدة/ ٥/ أشياء، أصله «شيئاء» على وزن فعلا، يدل على الكثرة، قلبت لامه إلى أوله، فصار: لفعاء وقيل: أصله: أشيياء، على وزن: أفعلاء، فحذف لام الفعل.
وقيل وزنه: أفعال.
(٧) فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ (فيمن همز) / ٣٣/ ص/ ٣٨/ السؤق، أصل: السوق، الواو.
(٨) فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ (فيمن همز) / ٢٩/ الفتح/ ٤٨/ همز الواو لمجاورة الضمة (٩) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ/ ١١/ المرسلات/ ٧٧/ أقتت، أصله: وقتت، لأنه من الوقت.
(١٠) وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ/ ١٩/ الفجر/ ٨٩/ التاء (التراث) بدل من الواو.
(١١) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ/ ١/ الأخلاص/ ١١٣/ أحد، الهمزة بدل من الواو، فى «واحد»، لأنه من الوحدة.
٣٨- كاف الخطاب، المتصلة بالكلمة ولا موضع لها من الإعراب (١) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ/ ٤/ الفاتحة/ ١/ الكاف، هنا، للخطاب، لأن «إيا» مضمر، والمضمر أعرف المعارف، فلا تجوز إضافة فيه الكاف، للخطاب، لثبات النون فى «ذانك»، ولو كان جرا بالإضافة حذفت النون.
(٣) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ/ ٤٠/ الأنعام/ ٦/ الكاف والميم، للخطاب، لأن ثبوتهما لا يزيد معنى يختل.
(٤) وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ/ ٢٢/ الأعراف/ ٧/ الكاف فى «تلكما»، للخطاب.
(٥) وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ/ ٤٣/ الأعراف/ ٧/ الكاف فى «تلكم»، للخطاب.
(٦) فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ/ ٣٢/ يوسف/ ١٢/ الكاف فى «فذلكن» الخطاب.
(٧) أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ/ ٦٢/ الإسراء/ ١٧/ الكاف فى «أرأيتك» للخطاب.
(٨) فَذانِكَ بُرْهانانِ/ ٣٢/ القصص/ ٢٨/ الكافى فى «فذانك» للخطاب.
وقس على هذا جميع الكاف المتصل ب: إياك، ذلك، ذانك، أرأيتك، أرأيتكم وكذلك الكاف: أولئك، وأولئكم. فى جميع التنزيل، للخطاب، وليس لها محل من الإعراب. لاستحالة معنى الإضافة فيه.
(٢) فَهِيَ كَالْحِجارَةِ/ ٧٤/ البقرة/ ٢/ جعلوا الفاء من قوله: (فهى كالحجارة) بمنزلة حرف من الكلمة، فاستجازوا إسكان الهاء تشبيها ب (فخذ) و (كبد)، لأن الفاء لا تنفصل منها.
(٣) وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ/ ١٠١/ الأنعام/ ٦/ جعلوا الواو من «وهو» بمنزلة حرف من الكلمة، فاستجاوزا إسكان الهاء تشبيها ب «فخذ» و «كبد».
(٤) لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي/ ٣٨/ الكهف/ ١٨/ «لكنا» أصله: لكن أنا، خففت الهمزة ثم حذفت وألفيت حركتها على نون «لكن»، فصارت «لكنا»، فاستثقل التقاء المثلين متحركين. فأسكن الأول وأدغم فى الثانى.
(٥) ثُمَّ لْيَقْطَعْ/ ١٥/ الحج/ ٢٢/ من أسكن اللام فعلى الاتصال، ومن حركها فعلى الانفصال.
(٦) وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ/ ٢٩/ الحج/ ٢٢/ استجازوا إسكان لام الأمر، لا تصالها بالواو.
(٧) وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ/ ٥٢/ النور/ ٢٤/ بسكون الفاء من «يتقه»، وكسير الهاء من غير إشباع، على قول من جعل «تقه» مثل «علم».
(٨) وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً/ ١٠/ الفرقان/ ٢٥/ استجازوا إدغام اللامين، لما كانا مثلين من كلمتين.
(٩) لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ/ ١/ البينة/ ٩٨/ حركت النون من «يكن» لالتقاء الساكنين، ولم يعتدبها لأنها فى تقدير السكون، ولو كان الاعتداد بها لأعاد ما حذف من أجله، وهو الواو.
٤٢- لام إن، دخولها على اسمها، أو خبر هما، أو ما اتصل بخبرها الآية/ رقمها/ السورة/ رقمها/ الوجه (١) إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً/ ١٣/ آل عمران/ ٣/ دخلت اللام على الاسم.
« « « «/ ٤٤/ النور/ ٢٤/ دخلت اللام على الاسم.
« « « «/ ٢٦/ النازعات/ ٧٩/ دخلت اللام على الاسم.
(٢) وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً/ ٧٨/ آل عمران/ ٣/ دخلت اللام على الاسم.
(٣) وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ/ ٧٢/ النساء/ ٤/ دخلت اللام على الاسم.
(٤) أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ/ ٩٠/ يوسف/ ١٢/ دخلت اللام على الخبر.
(٥) إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ/ ٧٢/ الحجر/ ٣٥/ دخلت اللام على ما يتصل بالخبر.
(٦) إِنْ هذانِ لَساحِرانِ/ ٦٣/ طه/ ٢٠/ دخلت اللام على الخبر.
(٧) إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً/ ١٠٦/ الأنبياء/ ٢١/ دخلت اللام على الاسم.
(٨) إِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ/ ٦/ النمل/ ٢٧/ دخلت اللام على الخبر.
(٩) إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ/ ١٦/ النمل/ ٢٧/ دخلت اللام على الخبر.
(١٠) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ/ ١٦٥/ الصافات/ ٣٧/ دخلت اللام على الخبر.
(١١) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ/ ١٦٦/ الصافات/ ٣٧/ دخلت اللام على الخبر.
(١٢) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ/ ١٧٢/ الصافات/ ٣٧/ دخلت اللام على الخبر.
(١٣) وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ/ ٥٢/ الشورى/ ٤٢/ دخلت اللام على الخبر.
(١٤) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ/ ٤/ الزخرف/ ٤٣/ دخلت اللام على الخبر.
(١٥) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ/ ٤٤/ الزخرف/ ٤٣/ دخلت اللام على الخبر.
(١٦) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ/ ٦١/ الزخرف/ ٤٣/ دخلت اللام على الخبر.
(د) زيادتها (ظ: الحرف، زيادته) ٤٣- اللام الموطئة للقسم، ودخولها على حرف الشرط (١) وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ/ ١٠٢/ البقرة/ ٢/ يجوز أن يكون «من» شرطا، و «اشتراه» جزم: «من»، ويكون «ماله» جواب القسم المضمر، على تقدير: واللَّه ماله.
ويجوز أن يكون «من» بمعنى الذى، و «اشتراه» ويكون «ما له فى الآخرة» خبر المبتدأ وهذا أوجه
(٣) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ/ ١٤٥/ البقرة/ ٢/ دخلت اللام على حرف الشرظ مؤذنة بأن ما بعدها جواب قسم مضمر على تقدير: واللَّه لئن أتيت الذين أوتوا الكتاب.
(٤) وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ/ ٨١/ آل عمران/ ٣/ من قال إن «ما» شرط، كانت اللام بمنزلتها فى «لئن»، ويكون (آتيتكم) مجزوما ب «ما»، و «ما» منصوبة به، ويكون قوله «ليؤمنن» جواب القسم.
ومن قال «ما» بمعنى، الذى، كانت مبتدأة، و (اتيكم) صلته والتقدير: أتيتكموه ويكون قوله (ثم جاءكم) معطوفا على الصلة والتقدير: ثم جاءكم به، إلى قوله (لما معكم) ويكون قوله: (لتؤمنن به) خبر المبتدأ.
ومن رأى أن الظاهر يقوم مقام المضمر، كان قوله «لما معكم» يغنى عن إضمار «به».
(٥) وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ/ ٧٣/ المائدة/ ٥/ لام القسم محذوفة، اعتمادا على الثانية والتقدير: واللَّه لئن لم ينتهوا.
(٦) وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ/ ١٢١/ الأنعام/ ٦/ لام القسم محذوفة، اعتمادا على الثانية والتقدير: واللَّه لئن أطعتموهم.
(٧) لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ/ ١٨ الأعراف/ ٧/ يجوز فيها الوجهان اللذان ذكرا فى قوله تعالى: وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ (٢: ١٠٢).
(٨) وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ/ ٢٣/ الأعراف/ ٧/ لام القسم محذوفة، اعتمادا على الثانية والتقدير: واللَّه لئن لم تغفر لنا.
(م ٣٠- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
(١٠) وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ/ ٩/ هود/ ١١/ دخلت اللام على حرف الشرط فيه مؤذنة بأن ما بعدها جواب قسم مضمر.
(١١) وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ/ ٣٢/ يوسف/ ١٢/ دخلت اللام على حرف الشرط فيه مؤذنة بأن ما بعدها جواب قسم مضمر.
دخلت اللام على حرف الشرط فيه مؤذنة بأن ما بعدها جواب قسم مضمر.
(١٢) وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ/ ٨٦/ الإسراء/ ١٧/ دخلت اللام على حرف الشرط فيه مؤذنة بأن ما بعدها جواب قسم مضمر (١٣) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ/ ٨٨/ الإسراء/ ١٧/ دخلت اللام على حرف الشرط فيه مؤذنة بأن ما بعدها جواب قسم مضمر.
(١٤) لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ/ ٤٦/ مريم/ ١٩/ دخلت اللام على حرف الشرط فيه مؤذنة بأن ما بعدها جواب قسم مضمر.
(١٥) وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ/ ٥١/ الروم/ ٣٠/ دخلت اللام على حرف الشرط فيه مؤذنة بأن ما بعدها جواب قسم مضمر، ووضع/ الماضى موضع المستقبل.
(١٦) وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا/ ٥٨/ الروم/ ٣٠/ دخلت اللام على حرف الشرط فيه مؤذنة بأن ما بعدها جواب قسم مضمر.
(١٧) لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ... لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ/ ٦٠/ الأحزاب/ ٣٣/ دخلت اللام على حرف الشرط فيه مؤذنة بأن ما بعدها جواب قسم مضمر.
(١٨) لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ/ ١٨/ يس/ ٣٦/ دخلت اللام على حرف الشرط فيه مؤذنة بأن ما بعدها جواب قسم مضمر.
(١٩) لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ/ ١٢/ الحشر/ ٥٩/ دخلت اللام على حرف الشرط فيه مؤذنة بأن ما بعدها جواب قسم مضمر.
(٢٠) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ/ ١٥/ العلق/ ٩٦/ دخلت اللام على حرف الشرط فيه مؤذنة بأن ما بعدها جواب قسم مضمر.
(٢) كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ/ ١٧/ البقرة/ ٢/ كنى عن (الذى) بالمفرد، حيث قال: (استوقد)، ثم. كنى عنه بالجمع حيث قال: (ذهب اللَّه بنورهم).
(٣) وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما/ ١٠٢/ البقرة/ ٢/ الضمير فى (يتعلمون) يعود إلى (أحد)، وهذا محمول على المعنى.
(٤) بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ/ ١١٢/ البقرة/ ٢/ أفراد الكتابة فى (أسلم) و «له» و «هو»، ثم قال: «ولا حوف عليهم ولا هم يحزنون»، فجمع.
(٥) أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ/ ٧٣/ آل عمران/ ٣/ جمع الضمير فى (يحاجوكم) حملا على المعنى.
(٦) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً/ ٢٥/ الأنعام/ ٦/ أفرد ثم جمع.
(٧) وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا/ ١٣٩/ الأنعام/ ٦/ أنث (خالصة) حملا ل «ماء» على معنى التأنيث، ثم عاد إلى اللفظ.
(٨) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً.. وَكُلُّهُمْ آتِيهِ/ ٩٣، ٩٥/ مريم/ ١٩/ حمل مرة على اللفظ وأخرى على المعنى، وقال (وكلهم آتية)، ولم يقل: (آتوه)، ولا «آتوا الرحمن»، كما قال «وكل آتوه داخرين» النمل: ٨٧، «وكل فى فلك يسبحون» يس: ٤٠ (٩) وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا/ ٦٩/ طه/ ٢٠/ يجوز أن يكون فى (تلقف) ضمير قوله: (ما فى يمينك)، وأنث على المعنى، لأنه فى المعنى «عصا». ويجوز أن يكون «تلقف» ضمير للمخاطب، وجعله هو المتلقف، وإن كان المتلقف فى الحقيقة العصا
(١١) وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما.. أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ/ ١٧، ١٨/ الأحقاف/ ٤٦/ أفرد ثم جمع.
(ب) حمله على المعنى والحكم عليه بما يحكم على معناه لا على لفظه (١) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا/ ٥٦/ البقرة/ ٢/ قيل: إن «من» دخلت، لأن معنى قوله: (أحرص الناس) : أحرص من الناس، فقال: (ومن الذين أشركوا) حملا على المعنى.
(٢) قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ/ ٦٧/ البقرة/ ٢/ محمول على المعنى، وهو جواب لقولهم: (أتتخذنا هزوا) ولو حمل على اللفظ لقال: أن أكون من الهازئين.
(٣) قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ/ ٦٩/ البقرة/ ٢/ إنما قال: (تسر)، ولم يقل (يسر)، حملا على المعنى لأن قوله (لونها) : صفرتها، فكأنه قال: صفرتها تسر الناظرين.
(٤) فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ/ ١٨١/ البقرة/ ٢/ والمتقدم (ذكر الوصية)، ولكن معناه: الإيصاء أى: من بدل الإيصاء.
(٥) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ/ ١٨٧/ البقرة/ ٢/ عدى (الرفث) ب «إلى» حملا على «الإفضا»، وكما قال (أفضى بعضكم إلى بعض) النساء: ٢١، كذا قال (الرفث إلى نساءكم).
(٦) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ/ ٢٤٣/ البقرة/ ٢/ عدى (نرى) ب (إلى) حملا على النطر، كأنه قال. ألم تنظر.
وإن شئت كان المعنى: ألم ينته علمك إلى كذا؟.
(٧) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً (فيمن قرأ بنصب «يضاعف» ) / ٢٤٥/ البقرة/ ٢/ إنما ينصب إذا كان السؤال على القرض لو قال. أيقرض زيد فيضاعفه عمرو؟
وفى الآية السؤال عن المقرض لا عن الإقراض، ولكنه حمل على المعنى، فصار السؤال عن الإقراض.
(٩) أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ/ ٢٥٨/ البقرة/ ٢/ عدى «ترى» ب «إلى»، حملا على النظر.
(١٠) أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ/ ٢٥٩/ البقرة/ ٢/ جاء بعد قوله «إلى الذى حاج» البقرة: ٢٥٨، كأنه قال: أرأيت كالذى حاج إبراهيم فى ربه أو كالذى مر على قرية، فجاء بالثانى على أن الأول كأنه قد سبق كذلك.
(١١) فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ/ ٢٧٥/ البقرة/ ١/ حمل «الموعظة» على «الوعظ» لأنهما واحد (١٢) وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ... أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ/ ٧٣/ آل عمران/ ٣/ هذا محمول على المعنى لأنه لما قال: (ولا تؤمنون)، كأنه قال: أجحدوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم؟
(١٣) وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ. / ٨/ النساء/ ٤/ محمول على الحظ والنصيب.
(١٤) وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً/ ١٧٥/ النساء/ ٤/ الهاء فى «إليه» يعود إلى ما تقدم ذكره من اسم اللَّه والمعنى: ويهديهم إلى صراطه صراطا مستقيما.
(١٥) وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ/ ١٢/ المائدة/ ٥/ ثم قال: (ومن الذين قالوا إنا نصارى) المائدة: ١٤ لأن معنى قوله: (أخذ اللَّه ميقال بنى إسرائيل) و: (أخذ اللَّه ميثاق من بنى إسرائيل)، واحد، فجاء قوله: (ومن الذين قالوا) ٥: ١٤ على المعنى لا على اللفظ. (١٦) ويقول الذين آمنوا (فيمن نصب: ويقول) / ٥٣/ المائدة/ ٥/ قيل: إنه محمول على قوله» فعسى اللَّه أن يأتى بالفتح (المائدة: ٥٢، وأنت لا تقول: فعسى اللَّه أن يأتى بأن يقول الذين آمنوا ولكن حمله على المعنى، لأن معنى (فعسى اللَّه أن يأتى بالفتح)، (فعسى أن يأتى اللَّه بالفتح) واحد (١٧) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ/ ١ و ١٥٠/ الأنعام/ ٦/ حمله على (يعدلون) فعداه ب «عن».
(١٩) وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ/ ١١٣/ الأنعام/ ٦/ محمول على ما قبله من المصدر، والمصدر مفعول له، وهو: (يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) الأنعام: ١١٢ أى: للغرور. فتقديره: للغرور، والتصفى إلهى أفئدة الذين لا يؤمنون.
(٢٠) فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها/ ١٦٠/ الأنعام/ ٦/ أنث (العشر)، لما كان (الأمثال) بمعنى الحسنات. حمل الكلام على المعنى.
(٢١) دِيناً قِيَماً/ ١٦١/ الأنعام/ ٦/ استغنى يجرى ذكر الفعل فى قوله قبل: (إننى هدانى ربى إلى صراط مستقيم) عن ذكره ثانيا، فقال: (دينا قيما)، أى: هدانى دينا قيما.
وقيل: هو منصوب حملا على (أعرفوا)، لأن هدايتهم إلهى تعريف لهم، فحمله على (اعرفوا). أراد ب (الرحمة) هنا: المطر.
(٢٢) إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ/ ٥٦/ الأعراف/ ٧/ أراد ب (الرحمة) هنا: المطر.
ويجوز أن يكون التذكير هنا، إنما هو لأجل «فعيل».
(٢٣) ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ/ ٥٩/ الأعراف/ ٧/ (فيمن رفع: إله) هو محمول على المعنى، والمعنى: ما لكم إله غيره.
(٢٤) مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ (فيمن جزم: يضلل) / ١٨٦/ الأعراف/ ٧/ محمول على موضع الفاء.
(٢٥) إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ/ ٦٠/ التوبة/ ٩/ (وفى الرقاب) لم يعطف على الفقراء، لأن المكاتب لا يملك شيئا، وإنما ذكر لتعريف الموضع و (الغارمين) عطف على الفقراء، إذ لا يملكون و. فى (سبيل اللَّه) مثل قوله: (وفى الرقاب) لأن ما يخرج فى سبيل اللَّه يكون فيه ما لا يملك المخرج فيه، مثل بناء القناطر وعقد الجسور وسد الثغور.
(٢٧) وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ/ ٢/ الحجر/ ١٥/ «من»، منصوب الموضع حملا على المعنى، لأن معنى (جعلنا لكم فيها معايش) : أعشناكم، وكأنه قال: وأعشنا من لستم له برازقين.
(٢٨) وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا/ ٧٧/ الأنبياء/ ٢١/ (ونصرناه) عداه ب «من»، كأنه قال: ونجيناه.
(٢٩) قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ (فيمن قرأ: سيقولون لله) / ٨٤، ٨٥/ المؤمنون/ ٢٣/ حمل قوله: (لمن الأرض) على المعنى، كأنه قال: من رب الأرض؟ فقال: اللَّه.
(٣٠) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ (فيمن قرأ: سيقولون للَّه)، وهى قراءة الجمهور غير أبى عمرو). / ٨، ٨٧/ المؤمنون/ ٢٣/ على المعنى، لأن معنى (من رب السموات) : لمن السموات؟ فقال: للَّه.
(٣١) أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ/ ٤٥/ الفرقان/ ٢٥/ عدى (ترى) بالياء حملا على النظر، كأنه قال: ألم تنظر؟
وإن شئت كان المعنى: ألم ينته علمك إلى؟
(٣٢) ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ/ ٢٠/ النمل/ ٢٧/ لما كان المعنى: مالى لا أرى الهدهد، أخبرونا عنه؟ صار الاستفهام محمولا على معنى الكلام، حتى كأنه قال: أخبرونى عن الهدهد أشاهد هو أم كان من الغائبين؟
(٣٣) لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ/ ٣٢/ الأحزاب/ ٣٣/ إذ جعلته يسد مسد الجواب كان محمولا على المعنى، لأن (ليس) لنفى الحال، والجزاء ولا يكون بالحال تقديره: باينتم نساء المسلمين. ويجوز أن يكون الجواب: (فلا تخضعن) دون (لستن) و (لستن) أوجه.
(٣٤) هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ (فيمن رفع: غير) / ٣/ فاطر/ ٣٥/ حمل على المعنى والتقدير: هل خالق غير اللَّه.
(٣٥) يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ/ ٣٠/ يس/ ٣٦/ اللفظ لفظ النداء والمعنى على غيره
(٣٨) أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا/ ٥١/ الشورى/ ٤٢/ محمول على (وحيا) فى الآية: (وما كان لبشر أن يكلمه اللَّه إلا وحيا).
(٣٩) وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ/ ٨/ الممتحنة/ ٦٠/ (تقسطوا) محمول على (الإحسان)، كأنه قال: وتحسنوا إليهم.
(٤٠) وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ... فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ/ ١٠/ المنافقون/ ٦٣/ حمل «أكن» على موضع (فأصدق) لأنه فى موضع الجزم، لما كان جواب (لولا) والمعنى: إن يؤخرنى أصدق وأكن.
(٤١) بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
١٤/ القيامة/ ٨٠/ بصيرة، حمله على (النفس) لأن الإنسان والنفس واحد.
وقيل: بل التاء للمبالغة.
وقيل: والتقدير: عن بصيرة، فحذف.
٤٤- ما:
(ا) زيادتها (ط: الحرف، زيادته) (ب) أوجهها (١) فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ/ ٨٥/ البقرة/ ٢/ ما، استفهام.
وقيل: هى نفى.
(٢) وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ/ ٦٦/ يونس/ ١٠/ «ما»، نفى، وكرر (يتبعون) والتقدير: ما يتبعون إلا الظن و (شركاء) منتصب، مفعول (يدعون) أى: ما يتبع داعو الشركاء إلا الظن. وقيل: ما، استفهام أى: أى شىء يتبع الكافرين الداعون.
وقيل: ما، بمعنى «الذى»، أى: للَّه من فى السموات والأرض ملكا وملكا، والأصنام التى يدعوهم الكفار شركاء، ف «ما» يريد به الأصنام، وحذف العائد إليه من الصلة، و «شركاء» حال.
وقيل: هى نفى.
(٤) إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها/ ٧/ الكهف/ ١٨/ أى: من على الأرض من الرجال والنساء.
وقيل: من طاب لكم.
وقيل: ما يلحق هذا الجنس.
(٥) لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ/ ٧٣/ طه/ ٢٠/ ما، بمعنى «الذى»، معطوف على «خطايانا» وقيل: ما، نافية، والتقدير: ليغفر لنا خطايانا من السحر ولم يكرهنا عليه، فتكون «ما» نافية فى تقديم وتأخير.
(٦) كَما غَوَيْنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ/ ٦٣/ القصص/ ٢٨/ ما، نافية.
وقيل: هى مصدرية والتقدير: تبرأنا إليك من عبادتهم إيانا، فيكون الجاز محذوف.
والأول أوجه.
(٧) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ/ ٦٨/ القصص/ ٢٨/ ما، بمعنى «الذى».
وقيل: نافية.
(٨) وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ/ ٢٥/ العنكبوت/ ٢٩/ مودة، قرىء بالرفع والنصب. فمن قرأها بالرفع كانت «ما» بمعنى: الذى أى: إن الذين اتخذتموهم أوثانا من دون اللَّه مودة بينكم.
ومن نصب كانت «ما» كافة، ويكون (أوثانا) مفعولا أول، ويكون (مودة بينكم) مفعولا ثانيا، أو مفعولا له.
(٩) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ/ ٤٢/ العنكبوت/ ٢٩/ ما، للاستفهام، لمكان «من» فى قوله (من شىء).
وقيل: «ما» بمعنى «الذى» :
(١١) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ/ ٣٥/ يس/ ٣٦/ وقرىء: وما عملت أيديهم.
فمن حذف الهاء كان «ما» نفيا.
ومن أثبت كانت موصولة، محمولة على ما قبله أى: من ثمره ومن عمل أيديهم.
(١٢) كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ/ ١٧/ الذاريات/ ٥١/ قيل «ما» صلة زائدة، والتقدير: كانوا يهجعون قليلا.
وقيل: بل هى مصدرية أى: كانوا قليلا يهجعونهم.
وقيل: نفى.
(١٣) فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ/ ٦/ الطلاق/ ٦٥/ أى: من استمتعتم به منهن.
(١٤) وَالسَّماءِ وَما بَناها وَالْأَرْضِ وَما طَحاها وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها/ ٥/ الشمس/ ١٩/ ما، مصدرية أى: السماء وبنائها، والأرض ودحوها، ونفس وتسويتها.
وقيل: ما، بمعنى: من أى: والسماء وخالقها، والأرض وداحيها، ونفس ومسويها.
٤٦- المبتدأ، إضماره (١) الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ/ ١ و ٢/ البقرة/ ٢/ (هدى) خبر لمبتدأ مضمر، أى: هو هدى للمتقين.
وقيل: هو خبر بعد خبر.
(٢) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ/ ٦/ البقرة/ ٢/ (الذين كفروا) اسم «إن» بمنزلة المبتدأ، و (سواء عليهم)، ابتداء، وقوله: (أأنذرتهم أم لم تنذرهم) استفهام بمعنى الخبر، فى موضع الرفع، خبر (سواء) والجملة خبر (الذين) و (لا يؤمنون) جملة أخرى، خبر بعد خبر، أى: إن الذين كفروا فيما مضى يستوى عليهم الإنذار وترك الإنذار، لا يؤمنون فى المستقبل
(٣) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ/ ١٨، ١٧١/ البقرة/ ٢/ أضمر المبتدأ وأخبر عنه بأخبار ثلاثة وكان عباس بن الفضل يقف على (صم)، ثم على (بكم)، ثم على (عمى)، فيصير لكل اسم مبتدأ.
(٤) ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً/ ٢٦/ البقرة/ ٢/ قال أبو على الفارسى: (يضل) خبر مبتدأ، وليس بصفة ل (مثل)، بدلالة قوله فى سورة المدثر: ٣١ (كذلك يضل اللَّه).
(٥) وَقُولُوا حِطَّةٌ/ ٨٥/ البقرة/ ٢/ التقدير: قولوا: مسألتنا حطة، أو: إرادتنا حطة، فحذف المبتدأ.
(٦) قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ/ ٨٦/ البقرة/ ٢/ أى: لا هى فارض ولا بكر، على حذف المبتدأ.
(٧) لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ (فى قراءة أبى حاتم، بالوقوف على: ذلول) / ٧١/ البقرة/ ٢/ أى: فهى تثير الأرض، فأضمر المبتدأ.
وقيل: لا حذف: وإنما هو وصف البقرة، كما تقول: مررت برجل لا فارس ولا شجاع.
وقيل: هذا غلط، لأنه لو قال: وتسقى الحرث، لجاز، ولكنه قال: ولا تسقى الحرث، وأنت لا تقول: يقوم زيد ولا يقعد، وإنما تقول: يقوم زيد لا يقعد.
ورد على هذا بأن الواو واو الحال أى: تثير الأرض غير ساقية.
(٨) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ/ ٩٠/ البقرة/ ٢/ (أن يكفروا)، مخصوص بالذم، والمخصوص بالمدح والذم، فى باب «بئس»، و «نعم»، فيه قولان
والثانى: أنه خبر مبتدأ مضمر، لأنه كأنه لما قيل: بئسما اشتروا به أنفسهم قيل: ما ذلك؟ قيل: أن يكفروا، أى: هو أن يكفروا، أى: هو كفرهم.
(٩) فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ/ ١٠٢/ البقرة/ ٢/ قال سيبويه: قال اللَّه عز وجل: (فلا تكفر فيتعلمون) فارتفع، لأنه لم يخبر عن الملكين أنهما قالا: فلا تكفر فيتعلموا، لنجعل قولهما: (لا تكفر) سببا للتعلم، ولكنه قال (فيتعلمون) أى: فهم يتعلمون.
(١٠) وَبِئْسَ الْمَصِيرُ/ ١٦٢/ البقرة/ ٢/ انظر (رقم: ٨).
(١١) فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ/ ١٨٤، ١٨٥/ البقرة/ ٢/ أى: فالواجب عدة، فحذف المبتدأ.
(١٢) فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ/ ١٩٦/ البقرة/ ٢/ أى: فالواجب ما استيسر من الهدى، فحذف المبتدأ.
(١٣) لِمَنِ اتَّقى وَاتَّقُوا اللَّهَ/ ٢٠٣/ البقرة/ ٢/ أى: هذا الشرع، وهذا المذكور، لمن اتقى أى: كائن لمن اتقى.
(١٤) الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ/ ٢٢٩/ البقرة/ ٢/ أى: فالواجب إمساك بمعروف.
(١٥) وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ/ ٢٣٤/ البقرة/ ٢/ (يتربصن)، خبر ابتداء محذوف مضاف إلى ضمير (الذين)، على تقدير: والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا أزواجهم يتربصن.
والجملة خبر (الذين)، والعائد إلى (الذين) من الجملة المضاف إليه (الأزواج).
(١٧) وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ/ ٢٤٠/ البقرة/ ٢/ أى: فالواجب وصية لأزواجهم.
(١٨) اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ/ ٢٥٥/ البقرة/ ٢/ إذا وقفت على (هو) كان (الحى) خبر مبتدأ مضمر، ولا يجوز أن يكون (الحى) وصفا ل (هو لأن المضمر لا يوصف.
ويجوز أن يكون خبرا لقوله: (اللَّه).
ويجوز أن يرتفع (الحى) بالابتداء، و (القيوم) خبره.
ويجوز أن يكون (الحى) مبتدأ، و (القيوم) صفة، و (لا تأخذه سنة) جملة خبر المبتدأ، ويكون قوله: (ما فى السموات وما فى الأرض)، الظرف، وما ارتفع به خبر آخر، فلا تقف على قوله: (ولا نوم).
(١٩) فَنِعِمَّا هِيَ/ ٢٧١/ البقرة/ ٢/ انظر (رقم: ٨).
(٢٠) لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ/ ٢٧٣/ البقرة/ ٢/ التقدير: وجوب صدقة البر للفقراء الذين أحصروا، فأضمر المبتدأ.
وقيل: اللام بدل من اللام فى قوله تعال: وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ الآية: ٢٧٢ وهذا مردود لأن الفقراء مصرف الصدقة، والمنفقون هم المزكون، فإنما لأنفسهم ثواب الصدقة التى أدوها.
وقد يقال: إن المراة بالعموم الخصوص، ويعنى ب (الأنفس) بعض المزكين الذين لهم أقرباء فقراء وهذا وجه ضعيف.
(٢١) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ/ ٢٧٤/ البقرة/ ٢/ التقدير: ولهم آخر، أى: عذاب آخر من شكله أزواج أى: ثابت من شكله أى: من شكل العذاب الآخر.
(٢٢) وَبِئْسَ الْمِهادُ/ ١٢، ١٩/ آل عمران/ ٣/ انظر/ (رقم: ٨).
(٢٤) قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ/ ١٣/ آل عمران/ ٣/ أى: إحداهما، بدليل قوله تعالى بعد: وَأُخْرى كافِرَةٌ.
(٢٥) قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ/ ٤٠/ آل عمران/ ٣/ أى: الأمر كذلك، فحذف المبتدأ.
(٢٦) إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ/ ٤٥/ آل عمران/ ٣/ أى: هو ابن مريم.
(٢٧) قالَ كَذلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ/ ٤٧/ آل عمران/ ٣/ أى: الأمر كذلك، فحذف المبتدأ.
(٢٨) فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ/ ٩٧/ آل عمران/ ٣/ أى: منها مقام إبراهيم.
(٢٩) وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ/ ١٥١/ آل عمران/ ٣/ انظر (رقم: ٨).
(٣٠) وَبِئْسَ الْمَصِيرُ/ ١٦٢/ آل عمران/ ٣/ انظر (رقم: ٨).
(٣١) لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتاعٌ قَلِيلٌ/ ١٩٦، ١٩٧/ آل عمران/ ٣/ أى: تقلبهم متاع قليل، فحذف المبتدأ.
(٣٢) فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ/ ٧٧/ النساء/ ٤/ أى: منها مقام إبراهيم.
(٣٣) وَيَقُولُونَ طاعَةٌ/ ٨١/ النساء/ ٤/ أى: ويقولون أمرك طاعة.
(٣٤) وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ/ ٩٢/ النساء/ ٤/ أى: فالواجب تحرير رقبة.
(٣٥) وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ/ ١٧١/ النساء/ ٤/ أى: لا تقولوا: هو ثالث ثلاثة، أى: لا تقولوا: اللَّه ثالث ثلاثة، لأنه حكى عنهم فى قوله: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ فنهاهم عن قول ما حكى عنهم. فالمبتدأ مضمن والمضاف محذوف.
(٣٦) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ/ ٣٩/ الأنعام/ ٦/ أى: ثابتون فى الظلمات.
(٣٧) وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ/ ٥٩/ الأنعام/ ٦/ أى: لكن هو فى كتاب مبين.
(٣٨) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ. / ٧٣/ الأنعام/ ٦/ أى: هو عالم الغيب والشهادة.
(٤٠) ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ/ ١٤/ الأنفال/ ٨/ أى: الأمر ذلكم، والأمر وأن للكافرين عذاب النار.
(٤١) إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا (فيمن رفع: متاع) / ٢٣/ يونس/ ١٠/ أى: ذلك متاع الحياة الدنيا.
(٤٢) وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ/ ٦١/ يونس/ ١٩/ أى: هو ثابت فى كتاب مبين، و (إلّا) بمعنى (لكن).
(٤٣) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ/ ١٧/ هود/ ١١/ أى: هذا الحق من ربك.
(٤٤) الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ/ ١/ إبراهيم/ ١٤/ أى: هذا كتاب أنزلناه.
(٤٥) فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ/ ٢٩/ النحل/ ١٦/ انظر (رقم: ٨).
(٤٦) وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ جَنَّاتُ عَدْنٍ/ ٣٠، ٣١/ النحل/ ١٦/ أى: هى جنات عدن.
(٤٧) كُنْ فَيَكُونُ/ ٤٠/ النحل/ ٢٦/ أى: فهو يكون.
(٤٨) ثَلاثَةٌ... خَمْسَةٌ... سَبْعَةٌ/ ٢٢/ الكهف/ ١٨/ أى: هم ثلاثة، وهم خمسة، وهم سبعة.
(٤٩) وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ/ ٢٩/ الكهف/ ١٨/ أى: هذا الحق من ربكم ولا يصح أن يكون على تقدير: قل القول الحق إذ لو كان هذا لنصف (الحق)، والمراد إثبات أن القرآن حق، ولهذا قال: (من ربكم)، وليس المراد هنا: قول حق مطلق (٥٠) نِعْمَ الثَّوابُ/ ٣١/ الكهف/ ١٨/ انظر (رقم: ٨).
(٥١) بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا/ ٥٠/ الكهف/ ١٨/ انظر (رقم: ٨).
(٥٢) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ٦٥/ مريم/ ١٩/ أى: هو رب السموات والأرض.
ويجوز أن يكون بدلا من اسم (كان) فى قوله: وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا الآية: ٦٤.
ومن رفع كان التقدير: موعدكم موعد يوم الزينة، فحذف المضاف، يدل على ذلك قوله (وأن يحشر) أى: موعد حشر الناس أى: وقت حشر الناس، فحذف (٥٤) وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا/ ٣/ الأنبياء/ ٢١/ أى: هم الذين ظلموا كأنه قيل: من هم؟
فقال: الذين ظلموا.
(٥٥) وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ/ ٢٦/ الأنبياء/ ٢١/ أى: بل هم عباد مكرمون، فأضمر المبتدأ.
(٥٦) ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ/ ٣٠، ٣٢/ الحج/ ٢٢/ أى: الأمر ذلك (٥٧) ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ/ ٦٠/ الحج/ ٢٢/ أى: الأمر ذلك.
(٥٨) قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ/ ٧٢/ الحج/ ٢٢/ أى: هى النار.
(٥٩) سُورَةٌ أَنْزَلْناها/ ١/ النور/ ٢٤/ أى: هذه سورة أنزلناها.
(٦٠) فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً/ ٤/ النور/ ٢٤/ أى: كل واحد منهم.
(٦١) قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ
٥٣/ النور/ ٢٤/ أى: أمر بإطاعة.
(٦٢) وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ/ ٥/ الفرقان/ ٢٥/ أى: هى أساطير الأولين.
(٦٣) الم تَنْزِيلُ الْكِتابِ/ ١، ٢/ السجدة/ ٣٢/ أى: هذا تنزيل الكتاب (٦٤) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ/ ٥/ يس/ ٣٦/ أى: هذا تنزيل العزيز الرحيم.
(٦٥) نِعْمَ الْعَبْدُ/ ٣٠، ٤٤/ ص/ ٣٨/ انظر (رقم: ٨).
(٦٦) هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ/ ٤٩/ ص/ ٣٨/ أى: الأمر هذا.
(٦٧) هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ/ ٥٥/ ص/ ٣٨/ أى: الأمر هذا.
ومن نصبهما قال: فأقول الحق حقا.
ومن رفعهما جميعا قال: فأنا الحق، وقولى لأملأن جهنم الحق فيصير «قولى» فى صلة الحق.
ويرتفع (الحق) باليمين، وكأنه قال: والحق يمينى، ويكون (الحق) الأول خبر مبتدأ محذوف.
(٦٩) فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ/ ٧٢/ الزمر/ ٣٩/ انظر (رقم: ٨).
(٧٠) حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ/ ١، ٢/ المؤمن/ ٤٠/ أى: هذا تنزيل الكتاب.
(٧١) فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ/ ٢٤/ غافر «المؤمن» / ٤٠/ أى: هذا ساحر كذاب.
(٧٢) وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ النَّارُ/ ٤٥، ٤٦/ غافر «المؤمن» / ٤٠/ أى: هو النار.
(٧٣) فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ/ ٧٦/ غافر «المؤمن» / ٤٠/ انظر (رقم: ٨).
(٧٤) مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها/ ٤٦/ فصلت/ ٤١/ أى: فعمله لنفسه وإساءته عليها.
(٧٥) وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ/ ٤٦/ فصلت/ ٤١/ أى: فهو يئوس قنوط (٧٦) لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ/ ٣٥/ الأحقاف/ ٤٦/ أى: ذلك بلاغ فحذف المبتدأ (٧٧) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ/ ١٧/ ق/ ٥٠/ أى: عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد.
(٧٨) إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ/ ٥١/ الذاريات/ ٥٢/ أى: هذا ساحر.
(٧٩) وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ/ ٢/ القمر/ ٥٤/ أى: هو سحر مستمر أو: هى سحر مستمر.
(٨٠) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ/ ٨٠/ الواقعة/ ٥٦/ أى: هذا تنزيل من رب العالمين (٨١) ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ/ ٣/ المجادلة/ ٥٨/ أى: فالواجب تحرير رقبة.
إنها ترمى بشرا كالقصر. / ٣٢/ المرسلات/ ٧٧/ أى: كل واحدة منها.
(٨٢) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ/ ٥، ٦/ الهمزة/ ١٠٤/ أى: والحطمة نار اللَّه (م ٣١- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
(ب) يراد به المفرد (١) فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ/ ٢٠٣/ البقرة/ ٢/ والتعجيل يكون فى اليوم الثانى.
(٢) فَلا جُناحَ عَلَيْهِما/ ٢٢٩/ البقرة/ ٢/ والجناح على الزوج، لأنه أخذ ما أعطى.
(٣) وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ/ ١١/ النساء/ ٤/ أى: أحدهما.
(٤) أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ/ ١١٦/ المائدة/ ٥/ والمتخذ إليها: عيسى بن مريم.
(٥) جَعَلا لَهُ/ ١٩٠/ الأعراف/ ٧/ أى: أحد هما.
(٦) قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما/ ٨٩/ يونس/ ١٠/ الخطاب لموسى وحده، لأنه الداعى.
وقيل: لهما، وكان هارون قد أمن على دعائه.
(٧) جَنَّتَيْنِ/ ٣٢/ الكهف/ ١٨/ أى: جنة، بدليل قوله تعالى: وَدَخَلَ جَنَّتَهُ الآية: ٣٥ (٨) نَسِيا حُوتَهُما/ ٦١/ الكهف/ ١٨/ والناسى كان يوشع، بدليل قوله لموسى: (فإنى نسيت الحوت) الآية: ٦٣ (٩) عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ/ ٣١/ الزخرف/ ٤٣/ ظاهر اللفظ يقتضى أن يكون من مكة والطائف جميعا، ولم يمكن أن يكون منهما، دل المعنى على تقديره رجل من إحدى القريتين.
(١٠) أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ/ ٢٤/ ق/ ٥٠/ والمراد: مالك خازن النار.
وقال المبرد: ثناه على «ألق»، والمعنى: ألق ألق.
(١١) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ/ ١٣/ الرحمن/ ٥٥/ يخاطب الإنسان، وكذا يخاطب الإنسان مخاطبة التثنية.
(١٢) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ/ ٢٢/ الرحمن/ ٥٥/ وإنما يخرج من أحد هما.
(١٣) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً/ ١٦/ نوح/ ٧١/ أى: فى إحداهن.
(٢) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ/ ١٧/ آل عمران/ ٣/ أى: امدح الصابرين والصادقين.
وقد يكون جرا، جريان على قوله: (للذين اتقوا عند ربهم) ٣: ١٥ (٣) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ/ ١٤٣/ النساء/ ٤/ أى: أذمهم.
(٤) لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ/ ١٦٢/ النساء/ ٤/ أى: والمدح المقيمين.
(٥) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ/ ١٩/ الأحزاب/ ٣٣/ أشحة، على الذم.
ويصح أن يكون حالا من «المعوقين» أى: يعوقون من هنا عن القتال، ويشحون عن الإنفال على فقراء المسلمين.
وإن شئت كان حالا (من المقاتلين).
(٦) لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا مَلْعُونِينَ/ ٦٠، ٦١/ الأحزاب/ ٣٣/ (ملعونين)، منصوب على الذم أى: أذم الملعونين.
وقيل: هو حال من الضمير فى «لنغرينك»، أى: لنغرينك بهم ملعونين.
(٧) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ/ ٣، ٤/ المسد/ ١١١/ التقدير: أذم حمالة الحطب، ويكون «وامرأته» حملا على الضمير فى «يصلى» أى: يصلى هو وامرأته.
وأما من رفع (حمالة الحطب)، فيكون «وامرأته» مبتدأ، و (حمالة الحطب) خبر
(٢) وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ/ ١٣٥/ آل عمران/ ٣/ «إلا اللَّه»، رفع، بدل من الضمير فى «يغفر»، وكأنه قال: ما أحد يغفر الذنوب إلا اللَّه.
(٣) ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ/ ٦٦/ النساء/ ٤/ «قليل»، بدل من الواو فى «فعلوه».
(٤) وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ/ ١٨١/ هود/ ١١/ «امرأتك»، رفع، بدل من «أحد».
(٥) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ/ ٦/ النور/ ٢٤/ «أنفسهم»، رفع، بدل من «شهدا».
٥٠- المصدر (أ) إضماره لدلالة الفعل عليه (١) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ/ ٤٥/ البقرة/ ٢/ الهاء فى (وإنها) كناية عن الاستعانة.
(٢) ولا تحسبن، الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله (تقرأ بالتاء والياء: ولا تحسبن، ولا يحسبن). / ١٨٠/ آل عمران/ ٣/ فمن قرأ بالتاء، فتقديره: لا تحسبن بخل الذين يبخلون، فحذف «البخل» وأقام المضاف إليه مقامه، وهو «الذين».
ومن قرأ بالياء، فالتقدير: ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم اللَّه البخل خيرا لهم.
وهذه أجود القرائتين، وذلك أن الذى يقرأ بالتاء يضمر «البخل» من قبل أن يجرى لفظة تدل عليه، والذى يقرأ بالياء يضمر «بالبخل» بعد ذكر (يبخلون).
(٣) اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى / ٨/ المائدة/ ٥/ أى: العدل أقرب للتقوى.
(٤) فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً/ ٦٠/ الإسراء/ ١٧/ أى: فما يزيدهم التخويف.
(٦) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً/ ١٠٧/ الإسراء/ ١٧/ أى: يزيدهم البكاء والخرور على الأذقان.
(٧) يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ/ ١١/ الشورى/ ٤٢/ أى. يذرؤكم فى الذرء (ب) نصبه بفعل مضمر دل عليه ما قبله (١) قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ/ ٢٨٥/ البقرة/ ٢/ أى: نسألك غفرانك.
أو: نستغفر غفرانك أو: اغفر لنا غفرانك.
(٢) وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا/ ١٤٥/ آل عمران/ ٣/ أى: كتب ذلك عليها كتابا مؤجلا.
(٣) ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ/ ١٩٥/ آل عمران/ ٣/ أى: لأثيبنهم ثوابا.
(٤) نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ/ ١٩٨/ آل عمران/ ٣/ أى: أنزلهم إنزالا.
(٥) كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ/ ٢٤/ النساء/ ٤/ أى: كتب كتاب اللَّه عليكم.
(٦) فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ/ ٧٩/ الإسراء/ ١٧/ أى: تنفل ومعنى «تهجد»، و «تنفل» واحد.
(٧) ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ (فيمن نصب) ٣٤/ مريم/ ١٩/ أى: أقول قول الحق.
(٨) وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ/ ٨٨/ النمل/ ٢٧/ أى: صنع اللَّه ذلك صنعا.
(٩) اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ/ ٤٣/ فاطر/ ٣٥/ أى: استكبروا ومكروا المكر السيىء.
(١٠) وَعْدَ اللَّهِ/ ٣٠/ الزمر/ ٣٩/ قبله ما يدل على: «يعد اللَّه».
(١) تطهرهم أنت، ويكون حالا من الضمير (خذ).
(٢) تطهرهم هى، يعنى الصدقة، وتكون صفة ل (صدقة).
(٣) وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ/ ٣١/ الرعد/ ١٣/ أى: تحل أنت يا محمد قريبا من دارهم بجيشك أو: تحل القارعة.
(٣) وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ/ ٦٩/ طه/ ٢٠/ أى: تلقف أنت.
أو: تلقف العصا التى فى يمينك، فأنت حملا على المعنى.
(٤) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها/ ٤/ الزلزلة/ ٩٩/ إن شئت: تحدث أنت أو: تحدث هى، يعنى الأرض.
٥٢- المضاعف: أبدل من لامه حرف لين (١) لَمْ يَتَسَنَّهْ/ ٢٥٩/ البقرة/ ٢/ (لم يتسنه)، هو من قوله «من حمأ مسنون»، أى: يتغير، أبدلت من النون الأخيرة ياء، فصار (يتسنى) فإذا جزمت قلت: لم يتسن، ثم لحقت الهاء لبيان الوقف.
وقيل: هو من (السّنة)، وتسنى، أى: مرت عليه السنون متغيرة، فيكون الهاء لام الفعل.
(٢) فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ/ ٢٢/ الأعراف/ ٧/ أى: دللهما، لقوله: (هل أدلك).
(٣) فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا/ ٥/ الفرقان/ ٢٥/ أى: تمل، لقوله: (فليملل).
(٥) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ/ ٣٣/ الأحزاب/ ٣٣/ (قرن)، من «قر» وأصله: اقرن، فأبدل من الراء الأخيرة ياء، ثم حذفها وحذف همزة الوصل.
(٦) فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها (فيمن قرأ بالتخفيف) ٤٩/ الأحزاب/ ٣٣/ (تعتدونها)، بالتخفيف، أصله: تعتدونها، بالتشديد، فأبدل من الدال حرف اللين.
(٧) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى/ ٣٣/ القيامة/ ٧٥/ (يتمطى)، أصله: يتمطط، لأنه من المطيط، وهى مشية المتبختر.
(٨) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها/ ١٠/ الشمس/ ٩١/ (دساها)، أى: دسها، فأبدل من اللام ياء، فصار: (دساها).
٥٣- المضاف (أ) اكتساؤه من المضاف إليه بعض أحكامه (١) فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ/ ٦٩/ البقرة/ ٢/ وقفت على «فاقع»، فأنت «اللون»، لأنه قد اكتسى من المضاف إليه التأنيث.
(٢) ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ/ ٢٨١، ١٦١/ البقرة/ آل عمران/ ٢، ٣/ أضيف «كل» إلى المؤنث، فاكتسى منه التأنيث.
(٣) فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها/ ١٦٠/ الأنعام/ ٦/ لما أضاف «الأمثال» إلى المؤنث، اكتسى منه التأنيث، فلم يقل «عشرة».
(٤) وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ (فيمن فتح: يومئذ). / ٦٦/ هود/ ١١/ فتحه لأنه بناه حين أضافه إلى «إذ»، فاكتسى منه البناء.
(٦) وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ/ ٨٩/ النمل/ ٢٧/ انظر (رقم: ٤).
(٧) وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ/ ١١١/ النمل/ ٢٧/ انظر (رقم: ٥).
(٨) يومهم بارزون/ ١٦/ غافر (المؤمن) / ٤٠/ (يوم)، أضيف إلى مبنى، فاكتسى البناء.
(٩) يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ/ ١٢، ١٣/ الذاريات/ ٥١/ (يوم) أضيف إلى مبنى، فاكتسى البناء، وهو مبنى على الفتح فى موضع الرفع لأنه بدل من قوله: (يوم الدين).
(١٠) بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا/ ٥/ الجمعة/ ٦٢/ لما أضاف (مثل) إلى اللام كان بمعنى اللام، فاكتسى الشيوع.
(١١) مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ/ ١١/ المعارج/ ٧٠/ انظر (رقم: ٤).
(١٢) فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ/ ٩/ المدثر/ ٧٤/ انظر (رقم: ٤).
(ب) حذفه (١) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ/ ٤/ الفاتحة/ ١/ التقدير: مالك أحكام يوم الدين.
وقيل: التقدير: حذف المفعول أى: مالك يوم الدين الأحكام.
١/ البقرة/ ٢// ٩، ٢٥/ آل عمران/ ٣/ (٢) لا رَيْبَ فِيهِ/ ٨٦/ النساء/ ٤/ أى: فى صحته وتحقيقه/ ٥٢/ الأنعام/ ٦/ ٣٧/ يونس/ ١٠/ ٢٥/ الجاثية/ ٤٥/ (٣) خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ/ ٧/ البقرة/ ٢/ أى: على مواضع سمعهم، فحذف، لأنه استغنى عن جمعه لإضافته إلى الجمع.
(٥) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ/ ١٩/ البقرة/ ٢/ أى: كأصحاب صيب من السماء، ولهذا رجع الضمير إليه مجموعا فى قوله تعالى: يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ، (فيجعلون) فى موضع الجر وصفا للأصحاب (٦) جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً/ ٢٢/ البقرة/ ٢/ أى: ذا فراش.
(٧) وَالسَّماءَ بِناءً/ ٢٢/ البقرة/ ٢/ أى: ذا بناء.
(٨) جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ/ ٢٥/ البقرة/ ٢/ أى: من تحت أشجارها.
وقيل: من تحت مجالسها.
(٩) يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً/ ٢٦/ البقرة/ ٢/ أى: بإنزاله.
(١٠) وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً/ ٢٦/ البقرة/ ٢/ أى: بإنزاله.
(١١) خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ/ ٢٩/ البقرة/ ٢/ أى: لانتفاعكم.
(١٢) ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ/ ٢٩/ البقرة/ ٢/ أى: إلى خلق السماء.
(١٣) إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ٣٣/ البقرة/ ٢/ أى: ذا غيب السموات.
(١٤) وَكُلا مِنْها رَغَداً/ ٣٥/ البقرة/ ٢/ أى: من نعيمها.
(١٥) وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا/ ٤١/ البقرة/ ٢/ أى: ذا ثمن لأن الثمن لا يشترى، وإنما يشترى شىء ذو ثمن.
(١٦) مُلاقُوا رَبِّهِمْ/ ٤٦/ البقرة/ ٢/ أى: ملاقوا ثواب ربهم.
(١٧) وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً/ ٤٧، ١٢٣/ البقرة/ ٢/ أى: عقاب يوم، لا بد من هذا الإضمار، لأنه مفعول (اتقوا)، فحذف، وأقيم «اليوم» مقامه، ف «اليوم» مفعول به وليس بظرف، إذ ليس المعنى: اتقوا فى يوم القيامة، لأن يوم القيامة ليس بيوم التكليف.
(١٨) وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً/ ٥١/ البقرة/ ٢/ أى: انقضاء أربعين ليلة.
(١٩) ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ/ ٥٢/ البقرة/ ٢/ أى: عن عبادتكم العجل.
(٢٠) فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ/ ٥٨/ البقرة/ ٢/ أى: من نعيمها.
(٢١) أَتَتَّخِذُنا هُزُواً/ ٦٨/ البقرة/ ٢/ أى: ذا هزو.
(٢٣) وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ/ ٩٣/ البقرة/ ٢/ أى: حب عبادة العجل، فحذف «حب» أولا، فصار: وأشربوا فى قلوبهم عبادة العجل ثم حذف «عبادة».
(٢٤) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً/ ١٢٥/ البقرة/ ٢/ أى: ذا أمن.
وقيل: «أمنا»، بمعنى: آمن.
(٢٥) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ/ ١٣٤/ البقرة/ ٢/ أى: لها جزاء ما كسبتم.
(٢٦) وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ/ ١٣٤/ البقرة/ ٢/ أى: جزاء ما كسبتم.
(٢٧) قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ/ ١٤٤/ البقرة/ ٢/ أى: فى جهة السماء.
(٢٨) إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ/ ١٥٦/ البقرة/ ٢/ أى: إلى كرامته.
(٢٩) كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ/ ١٦٧/ البقرة/ ٢/ أى: جزاء أعمالهم.
(٣٠) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا/ ١٧١/ البقرة/ ٢/ أى: مثل داعى الذين كفروا.
وقيل: مثل واعظ الذين كفروا (٣١) إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ/ ١٧٣/ البقرة/ ٢/ أى: أكل الميتة.
(٣٢) وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ/ ١٧٧/ البقرة/ ٢/ أى: ولكن ذا البر.
وقيل: ولكن البر بر من آمن.
(٣٣) فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ/ ١٧٨/ البقرة/ ٢/ أى: من جناية أخيه وتقديره: من جنايته على أخيه.
(٣٤) وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ/ ١٧٩/ البقرة/ ٢/ أى: فى استيفاء القصاص.
أو: فى شرع القصاص.
(٣٥) فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ/ ١٩٣/ البقرة/ ٢/ أى: فلا جزاء ظلم إلا على ظالم.
(٣٦) الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ/ ١٩٤/ البقرة/ ٢/ أى: انتهاك حرمة الشهر الحرام.
(٣٨) وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما/ ٢١٠/ البقرة/ ٢/ أى: أمم النبيين.
(٣٩) قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ/ ٢١٩/ البقرة/ ٢/ أى: فى استعمالهما.
(٤٠) نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ/ ٢٢٣/ البقرة/ ٢/ أى: فروج نسائكم.
(٤١) أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ/ ٢٢٣/ البقرة/ ٢/ أى: ملاقو ثوابه، هذا على قول من ينفى الرؤية أما من أثبت الرؤية فلم يقدّر محذوفا.
(٤٢) فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ/ ٢٢٩/ البقرة/ ٢/ أى: على أحد هما، وهو الزوج، لأنه أخذ ما أعطى.
(٤٣) فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي/ ٢٤٩/ البقرة/ ٢/ أى: ليس من أهل دينى.
(٤٤) قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ/ ٢٤٩/ البقرة/ ٢/ أى: ملاقو ثواب اللَّه.
(٤٥) عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا/ ٢٦٤/ البقرة/ ٢/ أى: من جزاء ما كسبوا.
(٤٦) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ/ ٢٧١/ البقرة/ ٢/ أى: فنعم شيئا إبداؤها، فحذف المضاف، وهو «إبداء»، فاتصل الضمير.
(٤٧) ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ/ ٢٨١، ١٦١/ البقرة/ آل عمران/ ٢، ٣/ أى: جزاء ما كسبت.
(٤٨) فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما/ ٢٨٢/ البقرة/ ٢/ أى: فلتحدث شهادة رجل وامرأتين أن تضل إحداهما.
وقيل: التقدير: فليكن رجل وامرأتان.
(٤٩) جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ/ ٩/ آل عمران/ ٣/ أى: لجزاء يوم.
(٥٠) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ/ ٢٥/ آل عمران/ ٣/ أى: جزاء ما كسبت.
(٥١) فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ/ ٢٨/ آل عمران/ ٣/ أى: ليس من ولاية اللَّه فى شىء.
(٥٢) وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ/ ٢٨، ٣٠/ آل عمران/ ٣/ أى: عذاب نفسه.
(٥٣) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ/ ٣١/ آل عمران/ ٣/ أى: تحبون دين اللَّه فاتبعوا دينى يحبب اللَّه فعلكم.
(٥٥) وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ/ ٨١/ آل عمران/ ٣/ أى: أمم النبيين.
(٥٦) وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خالِدِينَ فِيها/ ٨٧، ٨٨/ آل عمران/ ٣/ أى: فى عقوبة اللعنة، وهى النار.
(٥٧) ثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ
١١٧/ آل عمران/ ٣/ أى: كمثل إنفاق زرع ذى ريح، فحذف أى فإنفاق بعض هذا الزرع لا يحدى عليه شيئا، كذلك إنفاق هؤلاء لا يجدى عليهم نفعا ولا يرد عنهم ضيرا ووصف الزرع بأنه ذو ريح، لأنه فى وقتها كان.
وقيل، كمثل إهلاك ريح أو: فساد ريح وقد تكون «ما» بمنزلة «الذى»، ويكون التقدير: مثل إفساد ما ينفقون، وإتلاف ما ينفقون، كمثل إتلاف ريح تقدر إضافة المصدر إلى المفعول فى الأول، وفى الثانى إلى الفاعل.
(٥٨) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ/ ١٢٠/ آل عمران/ ٣/ التقدير: تسؤهم إصابتك للحسنة.
(٥٩) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ/ ١٤٣/ آل عمران/ ٣/ أى: أسباب الموت، يدل عليه قوله تعالى: فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ أى رأيتم أسبابه لأن من رأى الموت لم ير شيئا.
(٦٠) انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ/ ١٤٤/ آل عمران/ ٣/ أى: على مواطىء أعقابكم.
(٦١) هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ/ ١٦٣/ آل عمران/ ٣/ أى: ذوو درجات.
وقيل: التقدير: لهم درجات.
(٦٢) لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً/ ١٧٦/ آل عمران/ ٣/ أى: دين اللَّه أو: جند اللَّه أو: نبى اللَّه.
(٦٣) ولا تحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فصله هو خيرا لهم (فيمن قرأ بالتاء) / ١٨٠/ آل عمران/ ٣/ التقدير: ولا تحسبن بخل الذين كفروا خيرا لهم فيكون المضاف محذوفا مفعولا أول، و «خيرا» المفعول الثانى.
(٦٥) إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً/ ٢/ النساء/ ٤/ أى: إن أكله.
(٦٦) وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا/ ٦/ النساء/ ٤/ أى: حين كبرهم لأنهم إذا كبروا زالت ولايتهم عنهم.
(٦٧) الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ/ ٣٤/ النساء/ ٤/ أى: على مصالح النساء.
(٦٨) لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ/ ٤٣/ النساء/ ٤/ أى: مواضع الصلاة أى: المساجد.
(٦٩) وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً/ ٥٥/ النساء/ ٤/ أى: وكفى بسعير جهنم.
(٧٠) لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ/ ٨٤/ النساء/ ٤/ أى: قتال نفسك أو: جهاد نفسك.
(٧١) وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً/ ٩٢/ النساء/ ٤/ أى: قتلا ذا خطأ فحذف الموصوف والمضاف جميعا.
(٧٢) فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ/ ٩٣/ النساء/ ٤/ أى: دخول جهنم لأن جهنم عين، فلا يكون حدثا.
(٧٣) دَرَجاتٍ مِنْهُ/ ٩٦/ النساء/ ٤/ أى: أجر درجات.
(٧٤) فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ/ ١٠٢/ النساء/ ٤/ أى: وليأخذوا بعض أسلحتهم مما لا يشغلهم عن الصلاة.
(٧٥) لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ/ ١٤٤/ النساء/ ٤/ أى: إلا نجوى من أمر.
(٧٦) وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ/ ١٦٤/ النساء/ ٤/ أى: رسلا قصصنا أخبارهم عليك، ورسلا لم نقصص أخبارهم عليك.
أو: رسلا قصصنا أسماءهم عليك، ورسلا لم نقصص أسماءهم عليك.
(٧٧) يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا/ ١٧٦/ النساء/ ٤/ أى: كراهة أن تضلوا.
(٧٨) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ/ ٣/ المائدة/ ٥/ أى: تناولها لأن الأحكام لا تتعلق بالأجرام إلا بتأويل الأفعال.
(٧٩) الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ/ ٣/ المائدة/ ٥/ أى: من توهين دينكم.
(٨٠) قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ/ ٤/ المائدة/ ٥/ أى: وصيد ما علمتم.
(٨٢) سُبُلَ السَّلامِ/ ١٦/ المائدة/ ٥/ أى: سبل دار السلام يعنى: سبيل دار اللَّه.
ويجوز أن يكون (السلام) : السلامة، أى: دار السلامة.
(٨٣) فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ/ ٢٦/ المائدة/ ٥/ أى: فإن دخلولها لقوله تعالى: لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها الآية: ٢٤ (٨٤) قَرَّبا قُرْباناً/ ٢٧/ المائدة/ ٥/ أى: قرب كل واحد منهما، فحذف المضاف.
(٨٥) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ/ ٢٩/ المائدة/ ٥/ التقدير: إنى أريد الكف عن قتلى كراهة أن تبوء بإثم قتلى وإثم فعلك فحذف ثلاثة أسماء مضافة، وحذف مفعول (أريد).
(٨٦) يُسارِعُونَ فِيهِمْ/ ٥٢/ المائدة/ ٥/ أى: فى معونتهم.
(٨٧) وحرم عليكم صيد البحر/ ٩٦/ المائدة/ ٥/ أى: اصطياد صيد البحر لأن الإسم غير محرم.
(٨٨) جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ/ ٩٧/ المائدة/ ٥/ أى: حج الكعبة.
(٨٩) ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ/ ١٠٢/ المائدة/ ٥/ أى: بسؤالها، فحذف المضاف، فهم لم يكفروا بالسؤال، إنما كفروا بربهم المسئول عنه فلما كان السؤال سببا للكفر فيم سألوا عنه، نسب الكفر إليه على الاتساع.
وقيل: بردها لأنهم إذا سألوا عما يسؤوهم، إذا ظهر لهم فأخبروا به، ردوها، ومن رد على الأنبياء كفر، فالتقدير فيه: بردها وتركهم قبولها.
(٩٠) شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ/ ١٠٦/ المائدة/ ٥/ أى: إذا حضر أحدكم أسباب الموت حين الوصية شهادة اثنين.
(٩١) اسْتَحَقَّا إِثْماً/ ٢٠٧/ المائدة/ ٥/ أى: عقوبة إثم.
(٩٢) إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل تستطيع ربك (بالتاما من: تستطيع، ونصب الباء من: ربك) / ١١٢/ المائدة/ ٥/ أى: هل تستطيع سؤال ربك.
(٩٤) يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها/ ٣١/ الأنعام/ ٦/ أى: فى عملها وتأهبها.
ويجوز أن تعود الهاء إلى «ما»، حملا على المعنى.
(٩٥) وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ/ ٣٦/ الأنعام/ ٦/ أى: إلى جزائه وثوابه وجنته (٩٦) وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ/ ٤١/ الأنعام/ ٦/ أى: وتنسون دعاء ما تشركون فحذف المضاف.
(٩٧) لَحَبِطَ عَنْهُمْ/ ٨٨/ الأنعام/ ٦/ أى: عن ثواب أعمالهم فهذا عداه ب «عن».
(٩٨) تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ/ ٩١/ الأنعام/ ٦/ أى: ذا قراطيس أو: مكتوب فى قراطيس.
(٩٩) تُبْدُونَها/ ٩١/ الأنعام/ ٦/ أى: تبدون مكتوبها.
(١٠٠) أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ/ ١٢٢/ الأنعام/ ٦/ التقدير: أو مثل من كان ميتا.
(١٠١) قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ/ ١٢٨/ الأنعام/ ٦/ أى: من استمتاع الإنس أى: من استمتاعكم بالإنس، فحذف بعد ما أضاف إلى المفعول مع الجار، والمجرور مضمر لقوله تعالى: (استمتع بعضنا ببعض).
(١٠٢) امَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ
١٣٠/ الأنعام/ ٦/ أى: من أحدكم لأنه لم يأت الجن رسل.
(١٠٣) سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ/ ١٣٩/ الأنعام/ ٦/ أى: جزاء وصفهم.
(١٠٤) إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا/ ١٤٦/ الأنعام/ ٦/ أى: شحم الحوايا.
(١٠٥) وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أَنْ تَقُولُوا/ ١٥٥، ١٥٦/ الأنعام/ ٦/ أى: كراهة أن تقولوا.
وقيل: لئلا تقولوا.
(١٠٦) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا/ ١٥٧/ الأنعام/ ٦/ التقدير: أو كراهة أن تقولوا.
(١٠٧) إلا أن يكونا ملكين/ ٣٠/ الأعراف/ ٧/ أى: كراهة أن يكونا ملكين.
(١٠٨) وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً/ ١٤٢/ الأعراف/ ٧/ أى: انقضاء ثلاثين ليلة.
(١٠٩) وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ/ ١٦١/ الأعراف/ ٧/ أى: من نعيمها.
(١١١) ساءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا/ ١٧٧/ الأعراف/ ٧/ التقدير: ساء المثل مثل القوم الذين كذبوا، فحذف «المثل» المخصوص بالذنب، فارتفع «القوم» لقيامه مقامه.
(١١٢) وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ/ ٢٠/ الأنفال/ ٨/ أى: لا تعرضوا عن أمره (١١٣) وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ/ ٢٧/ الأنفال/ ٨/ أى: ذوى أماناتكم، كالمودع، والمعير، والموكل، والشريك ويجوز أن لا حذف فيه، لأن «خان» من باب «أعطى» يتعدى إلى مفعولين، ويقتصر على أحدهما.
(١١٤) وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ/ ٦٧/ الأنفال/ ٨/ أى: ثواب الآخرة.
(١١٥) أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ/ ١٩/ التوبة/ ٩/ أى: صاحب سقاية الحاج.
(١١٦) فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ/ ٨١/ التوبة/ ٩/ أى: خلاف خروج رسول اللَّه.
(١١٧) خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ/ ١٠٣/ التوبة/ ٩/ أى: خذ من مال كل واحد منهم.
(١١٨) مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ/ ١٠٨/ التوبة/ ٩/ أى: من تأسيس أول يوم.
(١١٩) لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا/ ١١٠/ التوبة/ ٩/ أى: هدم بنيانهم أو: حرق بنيانهم.
(١٢٠) وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ/ ١٢٠/ التوبة/ ٩/ أى: كتب ثواب قطعه.
(١٢١) إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ/ ٢٤/ يونس/ ١٠/ أى: مثل زينة الحياة الدنيا كمثل زينة الماء، وزينة الماء نضارة ما ينبته.
(١٢٢) فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ/ ٢٦/ يونس/ ١٠/ أى: من قبل تلاوته.
(١٢٣) عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ/ ٨٣/ يونس/ ١٠/ أى: من آل فرعون.
(١٢٤) وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ/ ٣/ هود/ ١١/ أى: جزاء فضله لأن الفضل قد أوتيه.
(١٢٥) مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ/ ٢٤/ هود/ ١١/ أى: كمثل الأعمى وكمثل السميع.
(١٢٦) إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ/ ٢٦/ هود/ ١١/ أى: ذو عمل
وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ٢٨: ٤٥، (١٢٨) إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ/ ٨٨/ هود/ ١١/ أى: فعل الإصلاح لأن الاستطاعة من شرط الفعل دون الإرادة.
(١٢٩) بِدَمٍ كَذِبٍ/ ١٨/ يوسف/ ١٢/ أى: ذى كذب.
وقيل: بدم مكذوب فيه.
(١٣٠) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها/ ٢٤/ يوسف/ ١٢/ أى: هم بدفعها عن نفسه لأن الأنبياء عليهم السلام معصومون من الصغائر والكبائر، وعليه فينبغى الوقف على قوله «ولقد همت به» (١٣١) إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً/ ٣٦/ يوسف/ ١٢/ أى: عنب خمر (١٣٢) قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ/ ٧٥/ يوسف/ ١٢/ أى: أخذ من وجد فى رحله.
(١٣٣) وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ/ ٨٢/ يوسف/ ١٢/ أى: أهل القرية.
(١٣٤) سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ/ ١٠/ الرعد/ ١٣/ التقدير: سواء منكم إسرار من أسر وجهر من جهر.
(١٣٥) فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ/ ١٧/ الرعد/ ١٣/ أى: سالت مياه أودية بقدر مياهها.
(١٣٦) وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ/ ٤٦/ إبراهيم/ ١٤/ أى: جزاء مكرهم.
(١٣٧) إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ/ ٥٨/ الحجر/ ١٥/ أى: إلى إهلاك قوم مجرمين.
(١٣٨) وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ/ ١٥/ النحل/ ١٦/ أى: كراهة أن تميد بكم.
(١٣٩) مَثَلًا رَجُلَيْنِ/ ٧٦/ النحل/ ١٦/ أى: مثلا مثل رجلين.
(١٤٠) مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً/ ٩٢/ النحل/ ١٦/ أى: من بعد إبراز قوة.
(١٤١) وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ/ ١٠٠/ النحل/ ١٦/ أى: بتوليته.
(١٤٢) تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ/ ١١١/ النحل/ ١٦/ أى: جزاء ما عملت.
(١٤٣) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً/ ١١٢/ النحل/ ١٦/ أى: مثلا مثل قرية (١٤٤) وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ/ ٢٧/ النحل/ ١٦/ أى: على كفرهم.
(١٤٥) إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا/ ٣٤/ الإسراء/ ١٧/ أى: ذا العهد.
(١٤٦) كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا/ ٣٦/ الإسراء/ ١٧/ أى: كل أفعال أولئك.
(م ٣٢- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
(١٤٨) إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ/ ٧٥/ الإسراء/ ١٧/ أى: ضعف عذابهما.
(١٤٩) ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ/ ٨٦/ الإسراء/ ١٧/ أى: بإذهابه وإغراقه.
(١٥٠) وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها/ ١١٠/ الإسراء/ ١٧/ أى: بقراءة صلاتك، ولا تخافت بقراءتها.
(١٥١) لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ/ ١٥/ الكهف/ ١٨/ أى: على دعواهم بأنها آلهتهم.
(١٥٢) أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ/ ١٩/ الكهف/ ١٨/ أى: بوقت لبثكم.
(١٥٣) وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ/ ٢٢/ الكهف/ ١٨/ أى: وثامنهم صاحب كلبهم، هذا على قول من قال: إنهم كانوا ثمانية، والثامن راعى كلبهم.
(١٥٤) وَازْدَادُوا تِسْعاً/ ٢٥/ الكهف/ ١٨/ أى: لبثت تسعا، ف (تسعا) منصوب لأنه مفعول به، والمضاف معه مقدر.
(١٥٥) نَسِيا حُوتَهُما/ ٦١/ الكهف/ ١٨/ أى: نسى أحد هما، وهو يوشع لأن الزاد كان فى يده.
(١٥٦) كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا/ ١٠٧/ الكهف/ ١٨/ أى: دخول جنات الفردوس.
(١٥٧) وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً/ ٤/ مريم/ ١٩/ أى: شعر الرأس.
(١٥٨) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ/ ٢٥/ مريم/ ١٩/ أى: بهز جذع النخلة.
وقيل: الباء، زيادة.
وقيل: وهزى إليك رطبا بجذع النخلة.
(١٥٩) فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ/ ١١/ طه/ ٢٠/ أى: ناحيتها، والجهة التى هو فيها.
(١٦٠) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها/ ١٦/ طه/ ٢٠/ أى: عن اعتقادها.
(١٦١) إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا/ ٧٢/ طه/ ٢٠/ أى: أمور هذه الحياة الدنيا.
أو: وقت هذه الحياة الدنيا.
فعلى الأول مفعول، وعلى الثانى ظرف.
(١٦٢) لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا/ ٧٢/ طه/ ٢٠/ أى: لن نؤثر اتباعك.
(١٦٣) طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً/ ٧٧/ طه/ ٢٠/ أى: ذايبس.
(١٦٥) ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا/ ٨٧/ طه/ ٢٠/ أى: بمعاناة ملكنا وإصلاحه.
(١٦٦) مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ/ ٩٦/ طه/ ٢٠/ أى: من أثر تراب حافر فرس الرسول.
(١٦٧) فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ/ ٦١/ الأنبياء/ ٢١/ أى: على مرآة أعين الناس.
(١٦٨) حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ/ ٩٦/ الأنبياء/ ٢١/ أى: سد يأجوج ومأجوج.
(١٦٩) لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها/ ٣٧/ الحج/ ٢٢/ أى: لن ينال ثواب اللَّه لحومها.
(١٧٠) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ/ ٣٥/ المؤمنون/ ٢٣/ أى: أن اخراجكم إذا متم لا بد من حذف المضاف، لأن ظرف الزمان لا يكون خبرا عن الجنة، كقولهم: الليلة الهلال.
(١٧١) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ/ ٥٧/ المؤمنون/ ٢٣/ أى: من خشية عقاب ربهم.
(١٧٢) فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً/ ٤/ النور/ ٢٤/ أى: فاجلدوا كل واحد منهم.
(١٧٣) فِيها مَتاعٌ لَكُمْ/ ٢٩/ النور/ ٢٤/ أى: فى دخولها استمتاع لكم.
(١٧٤) وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ/ ٣٩/ النور/ ٢٤/ أى: عند جزاء عمله.
(١٧٥) أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ/ ٤٠/ النور/ ٢٤/ أى: أو كذى ظلمات.
(١٧٦) لا يَرْجُونَ لِقاءَنا/ ٢١/ الفرقان/ ٢٥/ أى: لقاء رحمتنا.
(١٧٧) وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً/ ٥٥/ الفرقان/ ٢٥/ أى: على معصية ربه.
(١٧٨) وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً/ ٦٧/ الفرقان/ ٢٥/ أى: كان الإنفاق ذا قوام بين ذلك.
(١٧٩) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ/ ١٤/ الشعراء/ ٢٦/ أى: دعوى ذنب.
(١٨٠) هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ/ ٧٣/ الشعراء/ ٢٦/ أى: هل يسمعون دعاءكم.
(١٨١) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ/ ١٦٩/ الشعراء/ ٢٦/ أى: من عقوبة ما يعملون أو: جزاء ما يعلمون.
(١٨٢) أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ/ ٨/ النمل/ ٢٧/ أى: من فى طلب النار أو قرب النار.
(١٨٣) وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ/ ٤٢/ النمل/ ٢٧/ أى: من قبل مجيئها.
(١٨٤) سِبَتْهُ لُجَّةً
٤٤/ النمل/ ٢٧/ أى: حسبت صحن الصراح من القوارير ماء ذالجة.
(١٨٦) نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ الَّذِينَ صَبَرُوا/ ٥٨، ٥٩/ العنكبوت/ ٢٩/ أى: أجر الذين صبروا.
(١٨٧) وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ/ ٦/ الأحزاب/ ٣٣/ أى: مثل أمهاتهم.
(١٨٨) تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ/ ١٩/ الأحزاب/ ٣٣/ أى: من حذر الموت، ومن خوف الموت.
(١٨٩) لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ/ ٢١/ الأحزاب/ ٣٣/ أى: رحمة اللَّه.
(١٩٠) فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ/ ١٤/ سبأ/ ٣٤/ أى: تبين أمر الجن.
(١٩١) لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ/ ١٥/ سبأ/ ٣٤/ أى: فى مواضع سكناهم.
(١٩٢) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ/ ١٣/ يس/ ٣٦/ أى: مثلا مثل أصحاب القرية.
(١٩٣) وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ/ ٦٩/ يس/ ٣٦/ أى: وما علمناه صناعة الشعر.
(١٩٤) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى / ٨/ الصافات/ ٣٧/ أى: إلى قول الملا الأعلى، أو إلى كلام الملأ الأعلى.
(١٩٥) عَنْ ذِكْرِ رَبِّي/ ٢٢/ ص/ ٣٨/ أى: عن ترك ذكر ربى.
(١٩٦) فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ/ ٢٢/ الزمر/ ٣٩/ أى: من ترك ذكر اللَّه.
(١٩٧) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا/ ٢٩/ الزمر/ ٣٩/ أى: مثلا مثل رجل.
(١٩٨) كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ/ ٣٥/ غافر (المؤمن) / ٤٠/ أى: على كل قلب كل متكبر.
(١٩٩) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ/ ٤٢/ الشورى/ ٤٢/ أى: جزاؤه واقع أى: جزاء الكسب، فحذف المضاف فاتصل ضمير المنفصل (٢٠٠) وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ/ ٢٩/ الشورى/ ٤٢/ أى: فى إحداها.
(٢٠١) وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً/ ١٥/ الزخرف/ ٤٣/ أى: من مال عباده نصيبا.
(٢٠٢) عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ/ ٣١/ الزخرف/ ٤٣/ أى: من إحدى القريتين: مكة والطائف.
(٢٠٥) الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ/ ٢٨/ الجاثية/ ٤٥/ أى: جزاء أعمالكم.
(٢٠٦) الَّتِي أَخْرَجَتْكَ/ ١٣/ محمد/ ٤٧/ أى: أخرجك أهلها.
(٢٠٧) إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا/ ٣٦/ محمد/ ٤٧/ أى: إنما مثل متاع الحياة الدنيا.
(٢٠٨) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ/ ٢٠/ الفتح/ ٤٨/ أى: تملك مغانم.
(٢٠٩) لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا/ ٢٧/ الفتح/ ٤٨/ أى: تأويل الرؤيا.
(٢١٠) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها/ ٢٣/ النجم/ ٥٣/ أى: ذوات أسماء.
(٢١١) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ/ ٥٥/ القمر/ ٥٤/ أى: ذى صدق: وقيل: فى مواضع قعود صدق.
(٢١٢) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ/ ٢٢/ الرحمن/ ٥٥/ أى: من أحد هما، وهو الملح دون العذب.
(٢١٣) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ/ ٨٢/ الواقعة/ ٥٦/ أى: شكر رزقكم.
(٢١٤) بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي/ ١٢/ الحديد/ ٥٧/ أى: دخول جنات.
(٢١٥) وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا/ ٩/ الحشر/ ٥٩/ أى: مس حاجة من فقد ما أوتوا.
(٢١٦) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ. / ١٣/ الحشر/ ٥٩/ أى: من رهبة اللَّه.
(٢١٧) كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ/ ١٣/ الممتحنة/ ٦٠/ أى: من بعث أصحاب القبور.
(٢١٨) بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ/ ٥/ الجمعة/ ٦٢/ أى: بئس مثل القوم مثل الذين كذبوا.
(٢١٩) فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ/ الطلاق/ ٦٥/ المعنى: لقبل عدتهن، لأن العدة الحيض، والمرأة لا تطلق فى حيضها.
ويجوز أن ينتصب رسولا ب «ذكر».
ويجوز أن ينتصب بفعل مضمر.
(٢٢١) إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ/ ٣٩/ المعارج/ ٧٠/ أى: من أجل ما يعلمون، وهو الطاعة.
(٢٢٢) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً/ ١٦/ نوح/ ٧١/ أى: فى إحداهن.
(٢٢٣) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ/ ٨/ الجن/ ٧٢/ أى: لمسنا غيب السماء.
(٢٢٤) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً/ ١٧/ المزمل/ ٧٣/ أى: عقاب يوم.
(٢٢٥) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ/ ٢٨/ المدثر/ ٧٤/ أى: ذا ثيابك (٢٢٦) يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً/ ٥ و ٦/ الإنسان/ ٧٦/ أى: يشربون من كأس ماء عين، فحذف «الماء» (٢٢٧) وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً/ ١٢/ الإنسان/ ٧٦/ أى: سكنى جنة ولباس حرير (٢٢٨) قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ/ ١٦/ الإنسان/ ٨٦/ أى: من صفاء فضة (٢٢٩) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ/ ٤١، ٤٢/ المرسلات/ ٧٧/ أى: إن المتقين فى ضلال وشرب عيون أى: شرب ماء عيون وأكل فواكه.
(٢٣٠) إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ/ ١٨/ المطففين/ ٨٣/ أى: فى محل عليين، وهم الملائكة.
(٢٣١) إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ/ ٦/ الانشقاق/ ٨٤/ أى: ملاق جزاءه.
(٢٣٢) وَجاءَ رَبُّكَ/ ٢٢/ الفجر/ ٨٩/ أى: أمر ربك.
(٢٣٣) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ/ ١٢/ البلد/ ٩٠/ أى: اقتحام العقبة.
(٢٣٤) فَكُّ رَقَبَةٍ/ ١٣/ البلد/ ٩٠/ أى: اقتحام فك رقبة.
(٢٣٥) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ/ ١٧/ الفلق/ ٩٦/ أى: أهل ناديه.
(٢٣٦) مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ/ ٤، ٥/ القدر/ ٩٧/ أى: من كل ذى أمر.
(٢٣٧) جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ/ ٨/ البينة/ ٩٨/ أى: دخول جنات.
(٢٣٨) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ/ ١/ التكاثر/ ١٠٢/ أى: عذاب الجحيم.
(٢٣٩) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ/ ٤/ الناس/ ١١٤ أى: من شر ذى الوسواس.
(٢) وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ/ ٢٦/ الأعراف/ ٢/ (ذلك)، نعت لقوله: (لباس التقوى). ويجوز أن يكون فصلا أو أن يكون ابتداء وخبرا.
(٣) بَعْدَ عامِهِمْ هذا/ ٢٨/ التوبة/ ٩/ (هذا)، نعت لقوله: (عامهم).
(٤) وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا/ ١٥/ يوسف/ ١٢/ (هذا)، نعت لقوله: (بأمرهم).
(٥) لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا/ ٦٢/ الكهف/ ١٨/ (هذا)، نعت لقوله: (سفرنا).
(٦) يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ/ ٥٢/ يس/ ٣٦/ (هذا)، نعت لقوله «مرقدنا»، و «ما وعد (الرحمن) ابتداء، أى: بعثنا وعد الرحمن، و «ما» مصدرية.
٥٤- المضاف إليه (أ) حذفه (١) وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا/ ٨٩/ البقرة/ ٢/ أى: كانوا من قبل مجيئه أى: مجىء الكتاب، يعنى: القرآن.
(٢) كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ/ ١١٦/ «/ ٢/ أى: كل من فى السموات والأرض (٣) وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ/ ٣٣/ النساء/ ٤/ التقدير: ولكل ما جعلنا موالى أو: لكل قوم جعلنا موالى والأول أوجه، لقوله تعالى: مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ.
(٤) سُبُلَ السَّلامِ/ ٥/ المائدة/ ١٦/ أى: سبل دار السلام، بدلالة قوله تعالى:
لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ ٦: ١٢٧ (٥) وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ/ ٧٨/ هود/ ١١/ أى: من قبل مجيئهم.
(٦) كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ/ ٣٣/ الأنبياء/ ٢١/ أى: كل ذلك.
(٧) وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ/ ٨٧/ النمل/ ٢٧/ أى: وكلهم.
(٨) لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ/ ٤/ الروم/ ٣٠/ أى: من قبل كل شىء ومن بعد كل شىء.
(٩) إِنَّا كُلٌّ فِيها/ ٤٨/ غافر/ ٤٠/ أى: كلنا.
(٢) عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ/ ٢٧/ النور/ ٢٤/ انظر الآية السابقة.
وقد شاع أن المضاف إلهى بدل من التنوين والألف واللام.
(ج) ما جاء منصوبا عليه (١) قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ/ ١٢٨/ الأنعام/ ٦/ (خالدين)، حال من الكاف والميم المضاف إليها (مثوى).
(٢) وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً/ ٤٣/ الأعراف/ ٧/ (إخوانا)، حال من المضاف إليهم، فى قوله (صدورهم).
(٣) إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً/ ٤/ يونس/ ١/ (جمعيا)، حال من المضاف إليهم فى «مرجعكم».
(٤) أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ/ ٦٦/ الحجر/ ١٥/ (مصبحين)، حال من (هؤلاء)، وهم المضاف إليهم.
٥٥- المضمر، إلى أى شىء يعود (وهو كثير فى التنزيل، وهذه نبذ منه) (١) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ/ ٢٣/ البقرة/ ٢/ قيل: من مثل محمد، فالهاء تعود إلى «عبدنا». وقيل: تعود الهاء إلى قوله «ما» أى: فأتوا بسورة من متل ما نزلناه على عبدنا، فيكون «من» زيادة وقيل: «الهاء» تعود إلى الأنداد فى قوله تعالى: فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً البقرة: ٣٢ لأن «أفعلا»، و «أفعلة»، و «فعلة» جرت عندهم مجرى الآحاد قال تعالى: وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ ١٦: ٦٦، وقال فى آية أخرى: (مما فى بطونها) ٢٣: ٢١
والأول أقرب ويجوز أن يعود الهاء إلى النبى صلى اللَّه عليه وسلم، وذلك مذكور دلالة، لأن قوله: (وآمنوا بما أنزلت) أى: أنزلته على محمد.
(٣) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ/ ٢٥/ البقرة/ ٢/ قيل: الهاء يعود إلى «الصلاة» أى: إن الصلاة لكبيرة، أى لثقيلة، إلا على الخاشعين وقيل: الهاء يعود إلى المصدر لأن قوله: (واستعينوا) يدل على الاستعانة أى: إن الاستعانة لكبيرة إلا على الخاشعين.
(٤) وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ/ ٤٩/ البقرة/ ٢/ قيل: يعود (ذلكم) إلى ذبح الأبناء واستحياء النساء أى: فى المذكور نقمة من ربكم.
وقيل: يعود (ذلك إلى الإنجاء من آل فرعون.
(٥) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ/ ٧٤/ البقرة/ ٢/ «ذا» إشارة إلى الإحياء، أو إلى ذكر القصة، أو للإباحة، أو للابهام.
(٦) وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ/ ٩٦/ البقرة/ ٢/ التقدير: وما أحد يزحزحه من العذاب تعميره أو «هو»، يعود إلى «أحد»، وهو اسم.
«ما»، و (بمزحزحه) خبر «ما»، والهاء فى (بمزحزحه) يعود إلى «هو»، و (أن يعمر) ملاتفع (بمزحزحه).
ويجوز أن يكون «وما هو» : هو ضمير التعمير أى: ما التعمير بمزحزحه من العذاب، ثم بين فقال: أن يعمر، يعنى: التعمير أى: ما التعمير.
وهذا ليس بمستو، لمكان دخول الباء، والباء لا تدخل فى الواجب، إلا أن تقول: إن النفى سوى من أول الكلام إلى أوسطه، فجلبت الباء.
(٧) فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ/ ١٠٢/ البقرة/ ٢/ فيما يعود إليه (منهما) أقوال ثلاثة:
أحدها: أنه لها روت وما روت والثانى: من السحر والكفر والثالث: من الشيطان والمهلكين، يتعلمون من الشياطين السحر، ومن الملكين ما يفرقون به بين المرء وزوجه.
(٨) وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا/ ١١٠/ البقرة/ ٢/ من خفف (كذبوا) فالضمير للمرسل إليهم أى: إن الرسل قد كذبواهم فيما أخبروهم به، من أنهم إن لم يؤمنوا نزل العذاب بهم.
ومن شدد فالضمير للرسل والتقدير: ظن الرسل أى: تيقنوا أنهم تلقوا بالتكذيب.
(٩) يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ/ ١٤٦/ البقرة/ ٢/ قيل: يعرفون تحويل القبلة إلى الكعبة.
وقيل: يعرفون محمدا.
وقيل: يعود إلى العلم من قوله: (من بعد ما جاءك من العلم) البقرة: ١٣٥، وهو نعته.
(١٠) لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها
١٤٨/ البقرة/ ٢/ فى «هو» وجهان:
أحدهما: أن يكون ضمير «كل» أى: لكل أهل وجهة وجهة هم الذين يتولونها ويستقبلونها عن أمر نبيهم.
الثانى: أن اللَّه تعالى هو الذى يوليهم إليها، وأمرهم باستقبالها.
وقيل: وآتى المال على حب ذوى القربى.
وقيل: على حب المال، ويكون الجار والمجرور فى موضع الحال، أى: آتاه محبا له.
(١٢) فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ/ ١٧٨/ البقرة/ ٢/ (فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان، فيها قولان:
أحدهما: إنهما عائدان إلى القاتل والمقتول، ف (اتباع بالمعروف) عائد إلى ولى المقتول أن يطالب بالدية بمعروف و (أداء إليه بإحسان) عائد إل يالقاتل أن يؤدى الدية بإحسان.
الثانى: إنهما عائدان إلى القاتل أن يؤدى الدية بمعروف وإحسان، فالمعروف ألا ينقصها، والإحسان ألا يؤخرها.
(١٣) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ/ ٢٥٨/ البقرة/ ٢/ فيه قولان:
أحدهما: «الهاء» لنمرود، لما أتى الملكحاج فى اللَّه تعالى.
الثانى: هو لإبراهيم، لما آتاه اللَّه الملك حاجه نمرود.
والملك: النبوة.
(١٤) ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ/ ٨١/ آل عمران/ ٣/ «الهاء»، فى «به» ل «ما»، من قوله: «لما معكم»، والهاء، فى «ولتنصرنه» للرسول، إذا جعلت «ما» بمعنى «الذى» وإذا جعلته شرطا، كان كلاهما للرسول.
(١٥) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ/ ١٥٩/ النساء/ ٤/ فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: إلا ليؤمنن بالمسيح قبل موت المسيح إذا نزل من السماء.
الثانى: إلا ليؤمنن بالمسيح قبل موت الكتابى عند المعاينة، فيؤمن بما أنزل اللَّه من الحق وبالمسيح، فيعود الهاء من «موته» إلى «أحد» المضمر لأن التقدير: وإن أحد من أهل الكتاب.
الثالث: إلا ليؤمنن بمحمد صلّى اللَّه عليه وسلم قبل موت الكتابى. وهذا ضعيف، لأنه لم بحر ك «محمد» هنا ذكر.
الأول: إنها كفارة للجارح، لأنه يقوم مقام أخذ الحق الثانى: كفارة للمجروح.
(١٧) بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ/ ٨٩/ المائدة/ ٥/ «الهاء» فى (فكفارته) تعود إلى (ما عقدتم)، بدلالة أن الأسماء المتقدمة: اللغو، والأيمان، وما عقدتم. ولا يجوز أن يعود إلى (اللغو)، لأن (اللغو) لا شىء فيه، ولا يجوز أن يعود إلى (الأيمان)، إذا لم يقل: فكفارتها.
وقيل: يعود إلى (الأيمان) كقوله (نسقيكم مما فى بطونه) ١٦: ٦٦.
(١٨) وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ/ ٨٤/ الأنعام/ ٦/ قيل: «الهاء» فى (ذريته) لنوح.
وقيل: لإبراهيم لأن اللَّه أراد تعداد الأنبياء من ولد إبراهيم عليه السلام، امتنانا بهذه النعمة.
(١٩) فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ/ ٢/ الأعراف/ ٧/ فى «الهاء» فى «منه» ثلاثة أقوال:
الأول: أنه من التكذيب.
الثانى: أنه للكتاب.
الثالث: للإنذار.
(٢٠) أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ/ ١٠٩/ التوبة/ ٩/ فاعل «انهار» : الجرف.
ويجوز أن يكون الفاعل ضمير «من».
(٢١) هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ/ ٨٨/ طه/ ٢٠/ (فنيس)، أى: نسيه موسى، فمضى يطلب ربا سواه فعلى هذا تقف على قوله (فنسى) دون (موسى).
وقيل: هذا إلهكم وإله موسى، تمت الحكاية، ثم قال: فنسى أى: فنسى السامرى.
(٢٢) هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا/ ٧٨/ الحج/ ٢٢/ أى: اللَّه سماكم المسلمين من قبل إنزال القرآن وفى هذا القرآن.
وقيل: بل إبراهيم سما كم المسلمين، لقوله: (ومن ذريتنا أمة مسلمة لك) ٢: ١٢٨.
وقيل: ولقد صرفنا القرآن بينهم لأنه ذكر فى أول السورة والأول أوجه، لأنه أقرب.
(٢٤) وَجاهِدْهُمْ بِهِ/ ٥٢/ الفرقان/ ٢٥/ أى: بالقرآن.
وقيل: بالإنذار لأن قبله «نذيرا» يدل على الإنذار.
(٢٥) وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ/ ١١/ فاطر/ ٣٥/ فيه قولان:
أحد هما: أنه لا يمد فى عمر معمر حتى يهرم (ولا ينقص من عمره)، أى: من عمر اخر، حتى يموت طفلا (إلا فى كتاب).
وقيل: (ما يعمر من معمر) : قدر اللَّه مدة أجله، إلا كان ما ينقص منه بالأيام. الماضية وفى كتاب. ف «الهاء» على هذا ال «عمر»، على الأمر.
(٢٦) وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ/ ١١/ الشورى/ ٤٢/ قيل: «الهاء» المصدر، أى: يذرؤكم فى الذرء.
ويجوز أن يكون لقوله: (أزواجا)، كما قال: «فى بطونه» ١٦: ٦٦ (٢٧) وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً/ ٦/ الجن/ ٧٢/ أى: زاد الجن الإنس عظما وتكبرا.
وقيل: بل زاد الجن الإنس رهقا، ولم يعيذوهم فيزدادوا خوفا.
(٢٨) وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ/ ٨/ الإنسان (الدهر) / ٧٦/ أى: على حب الطعام أو: على حب الإطعام أو: على حب اللَّه.
(٢٩) فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها/ ١٤/ الشمس/ ٩١/ أى: فسوى الدمدمة بينهم، وهو الدمار قيل: سواهم بالأرض أو: سوى بهم من بعدهم من الأمم.
وقيل: لم يخف الذى عقر الناقة عقباها أى: عقبى عقر الناقة، على حذف المضاف وقيل: لا يخاف صالح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم تبعتها أى: قد أهلكها اللَّه ودمرها وكفاه مؤونتها.
(٣١) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ/ ١/ الإخلاص/ ١١٢/ قيل: الضمير للأمر والشأن أى قل: الأمر والشأن اللَّه أحد.
وقيل: هو إشارة إلى اللَّه وقوله «للَّه» بدل منه مفسر له.
٥٦- المظهر (أ) إبداله من مضمر (١) فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ/ ١٠٧/ المائدة/ ٥/ (الأوليان)، مرفوع على البدل والتقدير: فيقوم الأوليان.
ويجوز أن يكون مبتدأ، و (آخران) خبره، من باب: تميمى أنا.
ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أى: فآخران يقومان مقامهما الأوليان.
ويجوز أن يكون رفعا ب (استحقا).
ويجوز أن يكون صفة بعد صفة، ويكون الخبر (فيقسمان)، وجاز دخول الفاء لأن المبتدأ نكرة موصوفة.
(٢) شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ (فى قراءة الكسائى) / ١٨، ١٩/ آل عمران/ ٣/ (أن الذين عند اللَّه الإسلام)، بدل من (أنه لا إله إلا هو)، أى: شهد اللَّه أن الذين عند اللَّه الإسلام.
ويجوز الكسائى أن يكون على حذف الواو، أى: (وأن الدين)، فهو محمول على (أنه لا إله إلا هو).
(٣) فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ/ ٣٨/ المائدة/ ٥/ (نكالا)، بدل من (الجزاء) ولا يجوز أن يكون غير بدل، لأن الفعل الواحد لا يعمل فى اسمين، كل واحد منهما مفعول له.
(٤) وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ/ ١٠٥، ١٠٦/ النحل/ ١٦/ (من أكره)، بدل من «من» وتقديره: أولئك من كفر إلا من أكره.
(٥) فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ/ ٦٠، ٦١/ مريم/ ١٩/ (جنات عدن)، بدل من (يدخلون الجنة). وإن شئت كان نصبا على المدح.
(٦) طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ/ ٥٨/ النور/ ٢٤/ (بعضكم)، بدل من الضمير فى «طوافون» أى: أنتم يطوف بعضكم على بعض و «على» يتعلق (بالطواف).
وقد يكون محمولا على (من) أى: بعضكم من بعض.
(٨) وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً/ ٣٣/ الزخرف/ ٤٣/ (لبيوتهم)، بدل من قوله «لمن يكفر».
٥٧- المعطوف (أ) حذفه (١) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا/ ١٨٥/ الأعراف/ ٧/ التقدير: أعملوا ولم ينظروا؟
(٢) أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ/ ٥١/ يوسف/ ١٠/ التقدير: أكفرتم ثم إذا ما وقع؟
(٣) أَفَلَمْ يَسِيرُوا/ ١٠٩/ يوسف/ ١٢/ التقدير: أمكثوا فلم يسيروا؟
(٤) ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ/ ٤٩/ النمل/ ٢٧/ أى: ما شهدنا مهلك أهله ومهلكه.
(ب) لا يغاير المعطوف عليه، وإنما هو هو أو بعضه (١) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا/ ٩٦/ البقرة/ ٢/ إن حملت الكلام على المعنى، وقلت: إن التقدير: أحرص من الناس، كان: (الذين أشركوا) داخلين معهم، وخصوا بالذكر لشدة عنادهم.
(٢) مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ/ ٩٨/ البقرة/ ٢/ ليس ثمة مغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه فيما دخل فيه.
(٣) إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ/ ٤٩/ الأنعام/ ٨/ ليس ثمة مغايرة بين المعطوف والمعطوف فيما دخل فيه.
ويكون (الذى مبتدأ و (الحق) خبرا له (٥) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ/ ١/ الحجر/ ١٥/ الكتاب والقرآن واحد.
(٦) وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ/ ٨٧/ الحجر/ ١٥/ المثانى والقرآن واحد.
(٧) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً/ ٤٨/ الأنبياء/ ٢١/ (الضياء) فى المعنى، هو الفرقان.
(٨) تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ/ ١/ النمل/ ٣٧/ الكتاب والقرآن واحد.
٥٨- المعطوف عليه: حذفه (١) فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ/ ١٨٤/ البقرة/ ٢/ أى: فأفطر فعدة حذف المعطوف عليه مع حرف العطف.
(٢) فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ/ ٩١/ الأعراف/ ٣/ أى: لو ملكه ولو افتدى به.
(٣) أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ/ ٦٣/ الشعراء/ ٢٦/ التقدير: فضرب فانفلق، فحذف المعطوف عليه (وانظر: الجملة، حذفها) ٥٩- المفرد (ا) يراد به الجمع (١) وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ/ ١٦٤/ البقرة/ ٢/ (الفلك)، اسم يقع على الواحد والجمع جميعا، ففى المفرد: (ومن معه فى الفلك المشحون)، ٢٦: ١١٩ وفى الجمع (حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بهم) ١٠: ٢٢.
(م ٣٣- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
(٣) وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ/ ٢٥٧/ البقرة/ ٢/ (الطاغوت)، يقع على الواحد والجمع وأراد به الجمع هنا.
(٤) كل آمن بالله وملائكته وكتابه (فيمن قرأه بالإفراد) ٢٨٥/ البقرة/ ٢/ يريد: وكتبه.
(٥) فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً/ ٤/ النساء/ ٤/ أى: أنفسا.
(٦) وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً/ ٦٩/ النساء/ ٤/ أى: رفقاء.
(٧) خَلَصُوا نَجِيًّا/ ٨٠/ يوسف/ ١٢/ أى: أنجية.
(٨) وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار (فيمن أفرد) / ٤٢/ الرعد/ ١٣/ أى: الكفار.
(٩) إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي/ ٦٨/ الحجر/ ١٥/ ولم يقل (ضيوفى) لأنه مصدر.
(١٠) أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا/ ٢/ الإسراء/ ١٧/ أى: وكلاء.
(١١) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً/ ٦٧/ المؤمنون/ ٢٣/ أى: سمارا لقوله (مستكبرين) قبله، وبعده (تهجرون) (١٢) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي/ ٧٧/ الشعراء/ ٢٦/ أى: أعداء.
(١٣) فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ/ ١٠١/ الشعراء/ ٢٦/ أى: أصدقاء.
(١٤) ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا/ ٦٧/ غافر/ ٤٠/ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ أى: أطفالا.
(١٥) وصدقت بكلمات ربها وكتاب (فيمن قرأ بالإفراد) / ١٢/ التحريم/ ٦٦/ أى: وكتبه.
(١٦) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ/ ٦/ الانفظار/ ٨٢/ المراد: الجمع، بدليل قوله تعالى إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ١٠٣: ٢، ١ (١٧) يأيها الإنسان إنك كادح/ ٦/ الانشقاق/ ٨٤/ انظر (رقم: ١٦) (١٨) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ/ ٤/ التين/ ٩٥/ (الإنسان)، لفظه لفظ، المفرد ومعناه الجنس.
(٢) قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى / ٤٩/ طه/ ٢٠/ أى: ويا هارون وأفراد (موسى) بالنداء لأنه صاحب الرسالة.
وقيلى: لأن اللَّه جعل الشقاء فى حيز الرجال (٣) فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى / ١١٧/ طه/ ٢٠/ أفرد «آدم» بالشقاء، من حيث كان المخاطب أولا المقصود فى الكلام.
(٤) أْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ
١٦/ الشعراء/ ٢٦/ انظر (رقم: ٢) ٦٠- المفعول، حذفه (١) وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ/ ٩/ البقرة/ ٢/ أى: وما يشعرون أن وبال ذلك راجع إليهم.
(٢) وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ/ ١٢/ البقرة/ ٢/ أى: لا يشعرون أنهم هم المفسدون.
(٣) وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ/ ١٣/ البقرة/ ٢/ أى: لا يعلمون أنهم هم السفهاء.
(٤) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً/ ١٧/ البقرة/ ٢/ التقدير: كمثل الذى استوقد صاحبه نارا، فحذف المفعول الأول.
وقيل: إن (استوقد)، و (أوقد) : كاستجاب، وأجاب.
(٥) وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ/ ٢٠/ البقرة/ ٢/ التقدير: ولو شاء اللَّه إذهاب السمع والبصر لذهب بسمعهم وبصرهم.
وكذا جميع ما جاء فى القرآن الكريم من (لو شاء)، كان مفعول مدلول جواب «لو».
(٦) كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ/ ٢٠/ البقرة/ ٢/ أى: كلما أضاء لهم البرق الطريق مشوا فيه.
(٧) لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ/ ٢١/ البقرة/ ٢/ أى: تتقون مخاوفه.
(٩) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ/ ٣٤/ البقرة/ ٢/ أى: أبى السجود واستكبر عنه.
(١٠) اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ/ ٤٠/ البقرة/ ٢/ أى: أنعمتها عليكم.
(١١) ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ/ ٥١/ البقرة/ ٢/ أى: اتخذتموه إلها.
(١٢) بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ/ ٥٤/ البقرة/ ٢/ أى: باتخاذكم إياه إليها.
(١٣) كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ/ ٥٧/ البقرة/ ٢/ أى: كلوا طيبات المن والسلوى بدل طيبات ما رزقناكم. فالمفعول محذوف، على مذهب سيبوبه وعلى مذهب الأخفش «من» زائدة.
(١٤) وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ/ ٥٨/ البقرة/ ٢/ أى: ثوابا وكرامة لأن «نزيد» يتعدى إلى مفعولين.
(١٥) وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ/ ٦/ البقرة/ ٢/ أى: استسقى ربه.
(١٦) يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ/ ٦١/ البقرة/ ٢/ التقدير: يخرج لنا شيئا مما تنبت الأرض.
(١٧) اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ/ ٦١/ البقرة/ ٢/ أى: ما سألتموه بينكم فحذف المفعولين و «سأل» فعل يتعدى إلى مفعولين.
(١٨) فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ/ ٦٨/ البقرة/ ٢/ أى تؤمرونه أى: تؤمرون به.
(١٩) وَما كادُوا يَفْعَلُونَ/ ٧١/ البقرة/ ٢/ أى: ذبح البقرة.
(٢٠) مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ/ ٧٢/ البقرة/ ٢/ أى: تكتمونه.
(٢١) وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ/ ٧٤/ البقرة/ ٢/ أى: ما يهبط رائيه، أو المعتبر به على أن الفعل «هبط» متعد، وحذف المفعول (٢٢) بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ/ ٧٦/ البقرة/ ٢/ أى: فتحه اللَّه.
(٢٣) أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ/ ٧٧/ البقرة/ ٢/ أى: يسرونه ويعلنونه، إذا جعلت «ما» خبرا وإذا جعلته استفهاما، لم يتقدر شيئا، وكان مفعولا.
(٢٤) وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ/ ٧٨/ البقرة/ ٢/ أى: يظنون ما هو نافع لهم، فحذف المعفولين.
(٢٦) وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ/ ١٣٢/ البقرة/ ٢/ التقدير: ووصى بها إبراهيم بنيه، ويعقوب بنيه.
(٢٧) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ/ ١٦٥/ البقرة/ ٢/ أى: كحب اللَّه المؤمنين فالمصدر مضاف إلى الفاعل، والمفعول محذوف.
وقيل: كحب المؤمنين، فحذف الفاعل، والمضاف إليه مفعول فى المعنى.
(٢٨) فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ/ ١٧٣/ البقرة/ ٢/ أى: غير باغ الميتة قصدا إليها والتقدير: فمن اضطر فأكل الميتة غير باغيها ولا طالبا لها تلذذا لها.
وفى الآية إضمار الجملة، وإضمار المفعولين.
(٢٩) فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ/ ١٨٥/ البقرة/ ٢/ المعنى: فمن شهد منكم المصر فى الشهر، فحذف المفعول، لا بد من تقديره لأن المسافر شاهد الشهر، ولا يلزمه الصوم، بل يجوز له الافطار فانتصاب «الشهر» على الظرف.
(٣٠) وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى / ١٨٩/ البقرة/ ٢/ أى: اتقى محارم اللَّه.
(٣١) فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ/ ١٩٨/ البقرة/ ٢/ أى: أنفسكم (٣٢) لِمَنِ اتَّقى وَاتَّقُوا اللَّهَ/ ٢٠٣/ البقرة/ ٢/ أى: اتقى محارمه.
(٣٣) فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا/ ٢٠٠/ البقرة/ ٢/ التقدير: آتنا ما نريد فى الدنيا، فحذف المفعول الثانى.
وقيل: «فى» زائدة أى: آتنا الدنيا.
(٣٤) وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى / ٢٠٣/ البقرة/ ٢/ أى: هذه التوسعة لمن اتقى ما أمر أن يتقيه.
(٣٥) فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ/ ٢٨٤/ البقرة/ ٢/ أى: فيغفر الذنوب.
ومن قرأ بالياء، كان التقدير: ولا يحسبن الذين يبخلون البخل خيرا، فيكون «هو خيرا لهم» كناية عن البخل.
(٣٦) اصْبِرُوا وَصابِرُوا/ ٢٠٠/ آل عمران/ ٣/ أى: اصبروا أنفسكم.
(٣٧) وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً/ ٥/ النساء/ ٤/ أى: جعلها اللَّه لكم قياما (٣٨) بِما حَفِظَ اللَّهُ/ ٣٤/ النساء/ ٤/ أى: بما حفظهن اللَّه.
(٣٩) بِما أَراكَ اللَّهُ/ ١٠٥/ النساء/ ٤/ أى: بما أراكه اللَّه.
(٤٠) وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ/ ٣/ المائدة/ ٥/ أى: وما أكله السبع أى: أكل بعضه، فحذف المضاف المفعول.
(٤١) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ/ ٢٩/ المائدة/ ٥/ يصح أن يكون المفعول مضمرا والتقدير: إنى أريد كفك عن قتلى، ويكون «أن تبوء بإثمى» مفعولا له.
(٤٢) قَتْلَ أَخِيهِ/ ٣٠/ المائدة/ ٥/ أى: قتله أخاه.
(٤٣) أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ/ ٢٢/ الأنعام/ ٦/ أى: تزعمون إياهم.
(٤٤) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ/ ٤٢/ الأنعام/ ٦/ أى: أرسلنا رسلا.
(٤٥) وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ/ ٥١/ الأنعام/ ٦/ أى: عذابه أو: حسابه.
(٤٦) وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ/ ٨٧/ الأنعام/ ٦/ أى: ووهبنا لهم من ذرياتهم فرقا مهتدين، لأن الاجتباء يقع على من كان مهتديا، فحذف المعفول به.
(٤٧) وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ/ ١٠٩/ الأنعام/ ٦/ أى: وما يشعركم إيمانهم.
(٤٩) وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ/ ١٢١/ الأنعام/ ٦/ المفعول محذوف على مذهب سيبويه وعلى مذهب الأخفش «من» زيادة.
(٥٠) وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ/ ٧٤/ الأعراف/ ٧/ التقدير: وبوأكم فى الأرض منازل أو: بلادا.
(٥١) اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ/ ١٤٨/ الأعراف/ ٧/ أى: اتخذوه إلها.
(٥٢) إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ/ ١٥٢/ الأعراف/ ٧/ أى: اتخذوه إليها.
(٥٣) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا/ ٢٠١/ الأعراف/ ٧/ التقدير: تذكروا اسم اللَّه.
(٥٤) فَاضْرِبُوا فَوْقَ/ ١٢/ الأنفال/ ٨/ أى: فاضربوا مكانا فوق الأعناق، فحذف المفعول، وأقيمت الصفة مقام الموصوف.
ويجوز: فاضربوا فوق الأعناق الرءوس، فحذف.
(٥٥) وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا (فيمن قرأ بالياء) / ٥٩/ الأنفال/ ٨/ التقدير: ولا يحسبن الكافرون أن سبقوا، فحذف «أن»، ويكون «أن سبقوا» قد سد مسد المفعول الأول.
ويجوز أن يكون فى «ولا يحسبن» ضمير الإنسان أى: لا يحسبن الإنسان الكافرين السابقين.
(٥٦) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّباً/ ٦٩/ الأنفال/ ٨/ المفعول محذوف، على مذهب سيبويه وعلى مذهب الأخفش: «من» زائدة.
(٥٧) وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ/ ٤٧/ التوبة/ ٩/ أى: لأوضعوا بينكم ركائبه والمراد: الإسراع بالنمائم لأن الراكب أسرع من الماشى.
(٥٨) فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا/ ٥٨/ التوبة/ ٩/ التقدير: فإن أعطوا شيئا منها رضوا.
(٥٩) فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ/ ٧٦/ التوبة/ ٩/ أى: فلما آتاهم ما تمنوا.
(٦٠) وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ/ ٢٥/ يونس/ ١٠/ أى: كل أحد، لأن الدعوة عامة.
وقيل: (يوم القيامة)، متعلق بالظن، الذى هو خبر المبتدأ، الذى هو «ما».
(٦٢) أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا/ ٧٧/ يونس/ ١٠/ التقدير: أتقولون للحق لما جاءكم هذا سحر؟
فأضمر المفعول، ثم استأنف فقال: أسحر هذا؟
(٦٣) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً/ ٩٠/ يونس/ ١٠/ التقدير: فأتبعهم فرعون طلبته إياهم، أو: تتبعه لهم.
(٦٤) وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ/ ٩٣/ يونس/ ١٠/ المفعول الثانى فيه محذوف، وهو «القرية» التى ذكرت فى قوله: (إذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها) ٢: ٥٨.
(٦٥) لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ/ ٤٣/ هود/ ١١/ على حذف ضمير المفعول، وهو مراد، وقد حذف تخفيفا لطول الكلام بالصفة، ولولا إرادة المفعول، وهو الضمير، لخلت الصلة من ضمير يعود على الموصول، وذلك لا يجوز.
(٦٦) إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ/ ٥٤/ هود/ ١١/ التقدير: إنى أشهد اللَّه أنى برىء، واشهدوا أنى برىء، بحذف المفعول الأول.
(٦٧) وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ/ ١٠٢/ هود/ ١١/ أى: أخذ ربك القرى إذا أخذ القرى، إن أخذه القرى أليم شديد فحذف المفعولين فى الموضعين.
(٦٨) لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ/ ١٣/ الرعد/ ١٣/ التقدير: والمشركون الذين يدعون الأصنام فحذف المفعول والعائد إلى «الذين» الواو فى «تدعون».
ويجوز أن يكون التقدير: والذين تدعونه فحذف العائد إلى (الذين)، ويعنى به الأصنام والضمير فى (تدعون) للمشركين أى: الأصنام الذين يدعوهم المشركين من دون اللَّه، لا تستجيب لهم الأصنام بشىء.
وقيل. أسكنت ذريتى.
(٧١) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي/ ٤٠/ إبراهيم/ ١٤/ التقدير: واجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى مقيم الصلاة، والمفعول محذوف، لا بد من ذلك إذ لا يجوز: رب اجعلنى من ذريتى.
(٧٢) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ/ ٤٨/ إبراهيم/ ١٤/ أى: والسموات غير السموات.
(٧٣) فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ/ ١٨/ الحجر/ ١٥/ أى: شهاب مبين الإحراق أو: المنع من استراق السمع.
(٧٤) مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ/ ٢/ الاسراء/ ١٧/ أى: لمن نريد تعجيله له.
(٧٥) أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ/ ٦٧/ الإسراء/ ١٧/ يجوز أن يكون التقدير: أولئك المشركون الذين يدعون غير اللَّه يبتغون إلى ربهم الوسيلة.
(٧٦) لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً/ ٢/ الكهف/ ١٨/ أى: لينذر الناس بأسا شديدا.
(٧٧) فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي/ ٤٥/ الكهف/ ١٨/ أى: عن ذكرهم إياى.
(٧٨) مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها/ ٤٩/ الكهف/ ١٨/ التقدير: وأن سعيه سوف يرى محصى، لقوله: (إلا أحصاها) أو: محصلا. أو: مجزى ويكون المبتدأ والخبر قبل دخول (رأيت) : سعيك يحصى، أو يحصل، أو مجزى عمله فحذف المفعول الثانى، إذا بنيت الفعل للمفعول.
لدلالة قوله: (ثم يجزاه الجزاء الأوفى).
(٧٩) فَلَمَّا جاوَزا/ ٦٢/ الكهف/ ١٨/ أى: مكان الحوت، فحذف المفعول.
(٨٠) فَأَتْبَعَ سَبَباً/ ٨٥/ الكهف/ ١٨/ أى: فأتبع سببا سببا.
(٨٢) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى / ٧/ طه/ ٢٠/ أى: أخفى سره.
وقيل: بل تقديره: أخفى من السر، فحذف الجار والمجرور.
(٨٣) وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي/ ١٤/ طه/ ٢٠/ أى: لذكرك إياى فيها.
وقيل: أقم الصلاة لأذكرك، فيكون مضافا إلى الفاعل (٨٤) ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا/ ٦٤/ طه/ ٢٠/ أى: ثم ائتونى صفا إن جعلت «صفا» حالا، أضمرت المفعول.
ويجوز أن تجعل «صفا» مفعولا به.
(٨٥) إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى / ٦٥/ طه/ ٢٠/ أى: إما أن تلقى العصا، وإما أن نكون أول من ألقى ما معه.
(٨٦) بَلْ أَلْقُوا/ ٦٦/ طه/ ٢٠/ أى: ألقوا ما معكم.
(٨٧) وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ/ ٨٨/ طه/ ٢٠/ قيل: نسى موسى ربه عندنا وذهب يطلبه فى مكان آخر.
وقيل: أى: نسى السامرى أى: ترك التوحيد باتخاذه العجل.
(٨٨) وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ/ ١١٥/ طه/ ٢٠/ أى: نسى عهدنا إليه.
(٨٩) إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ/ ٥٢/ الحج/ ٢٢/ أى: ألقى الشيطان فى تلاوته ما ليس منه فأضمر مفعول «ألقى».
(٩٠) لا يحسبن الذين كفروا معجزين فى الأرض/ ٥٧/ النور/ ٢٤/ (فيمن قرأ بالياء) التقدير: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين، فحذف «أنفسهم».
(٩٢) لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ/ ٦٢/ الفرقان/ ٢٥/ أى: نعم اللَّه.
(٩٣) فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ/ ١٢/ الشعراء/ ٢٦/ أى: فأرسلنى مضموما إلى هارون، فحذف المفعول، والجار فى موضع الحال.
(٩٤) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ/ ٦٠/ الشعراء/ ٢٦/ أى: فأتبعوهم جنودهم، فحذف أحد المفعولين (٩٥) وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ/ ٢٣/ النمل/ ٢٧/ أى: أوتيت من كل شىء شيئا.
(٩٦) وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى / ٥٩/ النمل/ ٢٧/ (انظر: رقم: ٦٥).
(٩٧) وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ/ ٢٣/ القصص/ ٢٨/ أى: تذودان مواشيهم.
(٩٨) قالَتا لا نَسْقِي/ ٢٣/ القصص/ ٢٨/ أى: لا نسقى مواشينا.
(٩٩) حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ (فيمن ضم الياء) / ٢٣/ القصص/ ٢٨/ أى: يصدروا مواشيهم.
(١٠٠) عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي/ ٢٧/ القصص/ ٢٨/ أى: تأجرنى نفسك.
(١٠١) أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ/ ٦٢/ القصص/ ٢٨/ أى: تزعمونهم إياهم، فالمفعولان محذوفان.
(١٠٢) وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ/ ٤٥/ العنكبوت/ ٢٩/ التقدير: ولذكركم اللَّه أكبر من كل شىء، فحذف الفاعل، وأضافه إلى المفعول.
(١٠٣) وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ/ ٣/ الروم/ ٣٠/ أى: من بعد غلبهم الفرس سيغلبون الفرس (١٠٤) فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا/ ١٤/ السجدة/ ٣٢/ أى: فذوقوا العذاب.
(١٠٥) وَدَعْ أَذاهُمْ/ ٤٨/ الأحزاب/ ٣٣/ التقدير: دع الخوف من آذاهم، فحذف المفعول والجار.
(١٠٦) قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ/ ١٦/ يس/ ٣٦/ التقدير: قالت الرسل للمرسل إليهم، ربنا يعلم لم أرسلنا إليكم، فأضر مفعول «يعلم» لأن هذا جواب قولهم: (ما أنتم إلا بشر مثلنا) الآية: ١٥ «وليس كسر» إن «لمكان اللام»، بل كسرها لأنها مبتدأ.
١- يكون مفعول (ترى) الهاء المحذوفة من الصلة، على أن تكون (ماذا) بمنزلة «الذى»، وتكون (ترى) على هذا: التى معناها الرأى وليس إدراك الجارجة.
٢- تكون «ذا» بمنزلة «الذى»، و «ما» فى موضع ابتداء، و «الذى» فى موضع رفع، خبره ويكون التقدير: ما الذى تراه.
(ب) فيمن ضم التاء وكسر الراء، فإنه يجوز.
١- أن يكون «ما» مع «ذا» صلّى اللَّه عليه وسلم بمنزلة اسم واحد، فيكونا فى موضع نصب.
٢- أن تجعل «ما» مبتدأ، و «ذا» بمنزلة «أحد»، ويعود إليه الذكر المحذوف من الصلة.
(١٠٨) بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ/ ٢٤/ ص/ ٣٨/ أى: بسؤاله إياك نعجتك.
(١٠٩) إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي/ ٣٢/ ص/ ٣٨/ أى: عن ذكر ربى إياى حيث أمرنى بالصلاة، فحذف المفعول والمصدر.
وقيل: التقدير: عن ذكر ربى، فحذف الفاعل، وأضاف إلى المفعول.
(١١٠) وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً. / ٣٤/ ص/ ٣٨/ التقدير: وألقيناه على كرسيه جسدا أى: ذا جسد، أى مريضا، ف «جسدا» فى موضع الحال، والمفعول محذوف.
(١١١) مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ/ ٤٩/ فصلت/ ٣٨/ أى: من دعائه الخير.
(١١٢) فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً/ ٢٨/ الأحقاف/ ٤٦/ التقدير: الذين اتخذوهم قربانا آلهة.
(١١٣) وَما تُوعَدُونَ/ ٢٢/ الذاريات/ ٥١/ أى: توعدونه.
(١١٥) لِمَنْ يَشاءُ/ ٢٦/ النجم/ ٥٣/ أى: لمن يشاء شفاعته، على إضافة المصدر إلى المفعول به، الذى هو: مشفوعا له، ثم حذف المضاف، فصار: لمن يشاؤها أى: يشاء شفاعته، ثم حذف الهاء.
(١١٦) وَيَرْضى / ٢٦/ النجم/ ٥٣/ أى: ويرضاه.
(١١٧) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى / ٣٥/ النجم/ ٥٣/ أى: فهو يرى الغائب حاضرا، حذف المفعولين إذا الفعل «يرى» هنا، للإدراك.
(١١٨) أَضْحَكَ وَأَبْكى / ٤٣/ النجم/ ٥٣/ أى: أضحكك وأبكاك.
(١١٩) أَماتَ وَأَحْيا/ ٤٤/ النجم/ ٥٣/ أى: أماتك وأحياك.
(١٢٠) أَغْنى / ٤٨/ النجم/ ٥٣/ أى: أغناك.
(١٢١) فَغَشَّاها ما غَشَّى/ ٥٤/ النجم/ ٥٣/ أى: ما غشاها إياه، فخذف المفولين.
(١٢٢) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ
٦١/ الواقعة/ ٥٦/ أى: على أن نبدلكم بأمثالكم.
(١٢٣) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي/ ٢١/ المجادلة/ ٨٥/ أى: الكفار.
(١٢٤) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ/ ١٣/ الصف/ ٦١/ أى: بشرهم بالجنة.
(١٢٥) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ/ ٤١/ المعارج/ ٧٠/ التقدير: على أن نبدلهم بخير منهم.
(١٢٦) إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ/ ٢٣/ الجن/ ٧٢/ يجوز أن يكون المراد بالبلاغ: ما بلغ النبى صلى اللَّه عليه وسلم عن اللَّه وآتاه وعلى هذا يكون «ورسالاته» جراء عطفا على لفظة «اللَّه».
ويجوز أن يكون المراد بالبلاغ ما يبلغ به عن اللَّه إلى خلقه، وعلى هذا تكون «رسالاته» نصبا، عطفا على المفعول المحذوف، الذى يقتضيه «بلاغ» فكأنه قال: إلا أن أبلغ من اللَّه ما يحب هو أن يعرف، وتعتقد صفاته.
(١٢٨) فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ/ ١٦/ البروج/ ٨٥/ أى: يريده.
(١٢٩) سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى / ٦/ الأعلى/ ٨٧/ أى: تنساه.
(١٣٠) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى / ٦/ الضحى/ ٩٣/ أى: فآواك.
(١٣١) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ/ ٢/ الكافرون/ ١٠٩/ أى: ما تعبدونه.
(١٣٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ/ ٣/ «/ ١٠٩/ أى: ما أعبده.
(١٣٣) ما عَبَدْتُّمْ/ ٤/ «/ ١٠٩/ أى: ما عبدتموه.
(١٣٤) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ/ ٣/ النصر/ ١١٠/ أى: فسبحه.
٦٠- من:
(أ) التجريد بها (ظ: التجريد بالباء، ومن، وفى).
(ب) زيادتها (ظ: الحرف، زيادته).
٦١- الموصوف، حذفه (١) هُدىً لِلْمُتَّقِينَ/ ٢/ البقرة/ ٢/ أى: القوم المتقين.
(٢) آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ/ ١٣/ البقرة/ ٢/ أى: آمنوا إيمانا مثل إيمان الناس، فحذف الموصوف وأقيمت «الكاف» التى هى صفته، بمقامه. وعلى هذا جميع ما جاء فى التنزيل من قوله «كما».
(٣) وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ/ ٤١/ البقرة/ ٢/ أى: أول فريق كافر به، فحذف «الفريق».
(٤) وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً/ ٨٣/ البقرة/ ٢/ أى: قولا ذا حسن، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه بعد حذف المضاف.
هذا على قراءة من قرأ «حسنا» بالضم أما من قرأ (حسنا) بفتحتين، فالتقدير: قولا حسنا.
(٦) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ/ ٩٦/ البقرة/ ٢/ أى: فربق يود، فحذف الموصوف وجعل (يود) وصفاله.
(٧) وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا/ ١٢٦/ البقرة/ ٢/ أى: متاعا قليلا.
(٨) وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا/ ١٣٠/ البقرة/ ٢/ أى: فى الدار الدنيا.
(٩) كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ/ ١٥١/ البقرة/ ٢/ يجوز أن يكون وصفا لمصدر قوله «ولأتم نعمتى عليكم» الآية: ١٥٠ على تقدير: إتماما مثل إرسالنا الرسول.
ويجوز أن يكون من صلة قوله «فاذكرونى أذكر كم» الآية: ١٢٢، أى: ذكرا مثل إرسالنا الرسول.
(١٠) كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ/ ٤٠/ آل عمران/ ٣/ (أى: فعلا مثل ذلك.
(١١) كَذلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ/ ٤٧/ آل عمران/ ٣/ أى: خلقا مثلا ذلك.
(١٢) وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً/ ١٣٥/ آل عمران/ ٣/ «فاحشة»، صفة موصوف محذوف أى: فعلوا خصلة فاحشة.
(١٣) وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا/ ١٩٣/ آل عمران/ ٣/ أى: الخصال السيئات.
(١٤) إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ/ ١٩/ النساء/ ٤/ أى: خصلة فاحشة.
(١٥) نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ/ ٣١/ النساء/ ٤/ أى: الخصال السيئات.
(١٦) مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ/ ٤٦/ النساء/ ٤/ أى: ما الذين هادوا فرق يحرف الكلم.
(١٧) نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ/ ٥٨/ النساء/ ٤/ أى: نعم شيئا يعظكم به، فحذف المخصوص بالمدح.
(١٨) أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ/ ٩٠/ النساء/ ٤/ أى: قوما حضرت صدورهم.
(١٩) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ/ ١٥٩/ النساء/ ٤/ التقدير: وإن من أهل الكتاب أحد.
وقيل: على خيانة وقيل: «الهاء»، للمبالغة.
(٢١) وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ/ ١٤/ المائدة/ ٥/ التقدير: وقوما أخذنا ميثاقهم، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه.
وقيل: التقدير: وأخذنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم، ففصل بين الواو والفعل.
(٢٢) عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ/ ٦٣/ المائدة/ ٥/ أى: عن قولهم كلاما ذا الإثم ويكون من باب «ضرب الأمير»، و «نسج اليمن».
والتقدير: عن قولهم كلاما مأثوما فيه.
(٢٣) لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ/ ٦٧/ المائدة/ ٥/ صفة لمصدر محذوف.
وقيل: منتصب بفعل مضمر.
وقيل: هو على الاستثناء المنقطع، وليس على: تغلوا غلوا غير الحق.
(٢٤) وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ/ ٣٤/ الأنعام/ ٦/ أى: شىء من نبأ المرسلين لا بد من تقدير هذا، لأنك لو لم تقدره لوجب عليك تقدير زيادة «من» فى الواجب. (ظ: من، زيادتها) (٢٥) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها/ ١٦٠/ الأنعام/ ٦/ أى: عشر حسنات أمثالها، فحذف الموصوف.
(٢٦) قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ/ ٣/ الأعراف/ ٧/ أى: تذكرا قليلا تتذكرون.
(٢٧) قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ/ ١٠/ الأعراف/ ٧/ أى: شكرا قليلا يشكرون.
(٢٨) كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ/ ٢٩/ الأعراف/ ٧/ أى: تعودون عودا مثل بدئنا إياكم.
(٢٩) مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ/ ١٦٨/ الأعراف/ ٧/ أى: فريق دون ذلك.
(٣١) وَلَدارُ الْآخِرَةِ/ ٣٠/ النحل/ ١٦/ أى: ولدار الساعة الآخرة.
(٣٢) لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ/ ٣٥/ النحل/ ١٦/ أى: وأوزار الذين يضلونهم، فحذف الموصوف. ويجوز أن يكون «من»، زيادة.
(٣٣) وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً/ ٦٧/ النحل/ ١٦/ أى: ما تتخذون، فحذف «ما»، وهو موصوف.
(٣٤) وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ/ ١١/ الإسراء/ ١٧/ التقدير: دعاء مثل دعائه بالخير.
(٣٥) وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً/ ٢٤/ الإسراء/ ١٧/ أى: ارحمهما رحمة مثل رحمة تربيتهما إياى صغيرا، فحذف هذا الكلام.
(٣٦) وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً/ ٨٦/ الكهف/ ١٨/ أى: أمرا ذا حسن.
(٣٧) كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ/ ٩/ مريم/ ١٩/ أى: قولا مثل ذلك.
(٣٨) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها/ ٧١/ مريم/ ١٩/ أى: إن منكم أحد.
(٣٩) الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ/ ٢٦/ النور/ ٢٤/ أى: النساء الخبيثات للرجال الخبيثين.
وقيل: الكلمات الخبيثات للرجال الخبيثين.
(٤٠) أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ/ ٣١/ النور/ ٢٤/ أى: القوم المؤمنون.
(٤١) يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ/ ٧٠/ الفرقان/ ٢٥/ أى: الأعمال السيئات الأعمال الحسنات.
(٤٢) وَعَمِلَ صالِحاً/ ٧١ ٦٧/ الفرقان/ القصص/ ٢٥ ٢٨/ أى: عملا صالحا.
(٤٣) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ/ ٢٢/ النمل/ ٢٨/ أى: زمانا غير بعيد من الزمان.
(٤٤) وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ/ ٢٤/ الروم/ ٣٠/ أى: ومن آياته آية بربكم البرق.
(٤٥) أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ/ ١١/ سبأ/ ٣٤/ أى: دروعا سابعات.
(٤٦) وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ/ ١٣/ سبأ/ ٣٤/ أى: العبد الشكور.
(٤٧) وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ/ ١٠/ فاطر/ ٣٥/ أى: المكرات السيئات.
(م ٣٤- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
(٤٩) وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ/ ١٦٤/ الصافات/ ٣٧/ أى: ما منا أحد إلا ثابت له مقام.
(٥٠) يا أَيُّهَا السَّاحِرُ/ ٤٩/ الزخرف/ ٤٣/ أى: يأيها الرجل الساحر.
(٥١) حَبَّ الْحَصِيدِ/ ٩/ ق/ ٥٠/ أى: وجب الزرع الحصيد.
(٥٢) مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ/ ١٦/ ق/ ٥٠/ أى: من حبل العرق الوريد على حذف المضاف الموصوف.
(٥٣) وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ/ ١٣/ القمر/ ٥٤/ أى: سفينة ذات ألواح.
(٥٤) حَقُّ الْيَقِينِ/ ٩٥/ الواقعة/ ٥٦/ أى: حق العلم اليقين.
(٥٥) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ/ ٥/ الحاقة/ ٦٩/ أى: بالصيحة الطاغية.
(٥٦) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ/ ١١/ الجن/ ٧٢/ أى: فريق دون ذلك.
(٥٧) وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها/ ١٤/ الإنسان/ ٧٦/ أى: وجنة دانية.
(٥٨) وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ/ ٢٠/ الإنسان/ ٧٦/ أى: ماثم (٥٩) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً/ ١١/ الغاشية/ ٨٨/ أى: كلمة لاغية.
(٦٠) دِينُ الْقَيِّمَةِ/ ٥/ البينة/ ٩٨/ أى: دين الملة القيمة.
(٦١) وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ/ ٧/ البينة/ ٩٨/ أى: وعملوا الخصال الصالحات.
٦٢- الموصول، حذفه (١) وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ/ ١٠/ الرعد/ ١٣/ أى: ومن هو سارب «إذ» هو معطوف على موصول آخر.
(٢) آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ/ ٤٦/ العنكبوت/ ٢٩/ أى: والذى أنزل إليكم.
(٣) وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ/ ٦٤/ الصافات/ ٣٧/ أى: من له.
ويحمله الفراء على: «لا معصوم».
ويحمله غيره على بابه ويكون (من رحم)، بمعنى: راحم.
(٢) حِجاباً مَسْتُوراً/ ٤٥/ الإسراء/ ١٧/ أى: حجابا ذا ستر لأن الحجاب ستر لا يستر (٣) فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ/ ٢١/ الحاقة/ ٦٩/ أى: مرضية.
(٤) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ/ ٦/ الطارق/ ٨٦/ أى: ذى دفق.
وقال الفراء: من ماء دفوق.
٦٥- همزة الاستفهام، حذفها (١) سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ/ ٦/ البقرة/ ٢/ التقدير: أسواء عليهم الإنذار وترك الإنذار؟ فحذف الهمزة.
(٢) يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ (فيمن رفع: قتال)، / ١٢٧/ البقرة/ ٢/ (قتال)، بالرفع، على معنى: أقتال فيه؟ (٣) أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون/ ٧٠/ يوسف/ ١٢/ التقدير: أئنكم؟
(٤) قالَ هذا رَبِّي/ ٧٦، ٧٧، ٧٨/ الأنعام/ ٦/ أى: أهذا ربى؟ فحذف الهمزة.
(٦) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ/ ٢٢/ الشعراء/ ٢٦/ التقدير: أو تلك نعمة؟ فحذف الهمزة.
(٧) تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ/ ١/ الممتحنة/ ٦٠/ التقدير: أتلقون إليهم بالمودة؟ فحذف الهمزة ٦٦- هو (هى)، حذفها من الصلة (١) مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها (فبمن رفع) / ٢٦/ البقرة/ ٢/ التقدير: ما هى بعوضة.
(٢) تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ (فبمن رفع). / ١٥٤/ الأنعام/ ٦/ التقدير: تماما على الذى هو أحسن.
(٣) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا/ ٦٩/ مريم/ ١٩/ التقدير: أيهم هو أشد.
(٤) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ/ ٨٤/ الزخرف/ ٣٤/ التقدير: وهو الذى هو فى السماء إليه.
٦٧- واو العطف، حذفها (١) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ/ ١٨، ١٧١/ البقرة/ ٢/ التقدير: صم وبكم وعمى.
(٢) أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ/ ٣٩/ البقرة/ ٢/ على تقدير: حذف الواو أى: وهم.
(٣) فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ/ ٨١/ البقرة/ ٢/ على تقدير: حذف الواو أى: وهم.
(٤) أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ/ ٨٢/ البقرة/ ٢/ على تقدير: حذف الواو أى: وهم.
(٥) وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ/ ٢١٧/ البقرة/ ٢/ على تقدير: حذف الواو أى: وهم.
(٦) أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ/ ٢٥٧/ البقرة/ ٢/ على تقدير: حذف الواو أى: وهم.
(٩) وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ/ ١١٦/ آل عمران/ ٣/ على تقدير: حذف الواو أى: وهم.
(١٠) رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا/ ٢٣/ المائدة/ ٥/ التقدير: وأنعم اللَّه، فحذف الواو.
(١١) صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ/ ٣٩/ الأنعام/ ٦/ التقدير: وفى الظلمات.
(١٢) أَوْ هُمْ قائِلُونَ/ ٤/ الأعراف/ ٧/ التقدير: أو وهم قائلون، على إضمار الواو، فحذف لاجتماع شيئين.
(١٣) أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ/ ٣٦/ الأعراف/ ٧/ على تقدير: حذف الواو أى: وهم (١٤) أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ/ ٤٢/ الأعراف/ ٧/ على تقدير: حذف الواو أى: وهم.
(١٥) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا/ ٢٥/ الأنفال/ ٨/ قيل: التقدير: على حذف الواو، نهى بعد أمر وقيل: هو جواب الأمر، وفيه طرف من النهى.
(١٦) أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ/ ٢٦/ يونس/ ١٠/ على تقدير: حذف الواو أى: وهم.
(١٧) أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ/ ٢٧/ يونس/ ١٠/ على تقدير: حذف: الواو، أى: وهم.
(١٨) أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ/ ٥/ الرعد/ ١٣/ على تقدير حذف الواو، أى: وهم.
(١٩) وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ/ ٢٢/ الكهف/ ١٨/ التقدير: وسادسهم.
(٢١) رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ/ ٦٣/ القصص/ ٢٨/ التقدير: وأغويناهم.
(٢٢) فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ/ ٦٩/ القصص/ ٢٨/ التقدير: وقال.
(٢٣) أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ/ ١٤/ الأحقاف/ ٤٦/ على تقدير: حذف الواو، أى: وهم.
(٢٤) أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ/ ١٧/ المجادلة/ ٥٨/ على تقدير حذف الواو أى: وهم.
٦٨- ياء النسب، حذفها (١) فَسْئَلِ الْعادِّينَ (على من قرأ بالتخفيف) / ١٦٣/ المؤمنون/ ٢٣/ جمع «عاد»، لكنه أبدل من حرف التضعيف ياء.
(٢) وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ/ ١٩٨/ الشعراء/ ٢٦/ جمع (أعجمى)، ليس جمع «أعجم»، مثل: «أحمر»، ولا يقال فى أحمر: أحمرون.
(٣) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ/ ١٣٠/ الصافات/ ٣٧/ جمع (إلياس)، مثل: «أشعرين»، فى جمع: «أشعرى».
(٤٣) رقم السورة/ السورة/ الصفحة/ رقم السورة/ السورة/ الصفحة ١/ الفاتحة/ ٢/ ٩٠/ البلد/ ٨٠٨ ١٢/ يوسف/ ٣٠٢/ ٩١/ الشمس/ ٨٠٩ ٣٦/ يس/ ٥٧٩/ ٩٢/ الليل/ ٨١٠ ٤٩/ الحجرات/ ٦٨٤/ ٩٣/ الضحى/ ٨١١ ٥٥/ الرحمن/ ٧٠٨/ ٩٤/ الشرح/ ٧١٢ ٥٧/ الحديد/ ٧١٨/ ٩٦/ العلق/ ٨١٤ ٦١/ الصف/ ٧٣٨/ ٩٧/ القدر/ ٨١٥ ٦٢/ الجمعة/ ٧٤٠/ ٩٨/ البينة/ ٨١٦ ٦٦/ التحريم/ ٧٥١/ ٩٩/ الزلزلة/ ٨١٧ ٦٧/ الملك/ ٧٥٤/ ١٠٠/ العاديات/ ٨١٨ ٦٩/ الحاقة/ ٧٦١/ ١٠١/ القارعة/ ٨١٩ ٧١/ نوح/ ٧٦٧/ ١٠٢/ التكاثر/ ٨٢٠ ٧٢/ الجن/ ٧٧٠/ ١٠٤/ الهمزة/ ٨٢١ ٧٧/ المرسلات/ ٧٨٤/ ١٠٥/ الفيل/ ٨٢٢ ٧٨/ النبأ/ ٧٨٦/ ١٠٦/ قريش/ ٨٢٢ ٧٩/ النازعات/ ٧٨٩/ ١٠٧/ الماعون/ ٨٢٣ ٨٢/ الانفطار/ ٧٩٥/ ١٠٨/ الكوثر/ ٨٢٤ ٨٣/ المطففين/ ٧٩٦/ ١١٠/ النصر/ ٨٢٥ ٨٤/ الانشقاق/ ٧٩٩/ ١١١/ المسد (تبت) / ٨٢٥ ٨٥/ البروج/ ٨٠٠/ ١١٢/ الإخلاص/ ٨٢٦ ٨٩/ الفجر/ ٨٠٦/ ١١٣/ الفلق/ ٨٢٦؟؟؟ /؟؟؟ /؟؟ / ١١٤/ الناس/ ٨٢٧
(ب) السور التى فيها ناسخ وليس فيها منسوخ
٤٨/ الفتح/؟؟ /؟؟ /؟؟ /؟؟
٥٩/ الحشر/ ٧٢٩/ ٦٥/ الطلاق/ ٦٣/ المنافقون/ ٧٤٢/ ٨٧/ الأعلى/ ٨٠٣
(٤٠) رقم السورة/ السورة/ الصفحة/ رقم السورة/ السورة/ الصفحة ٦/ الأنعام/ ١٦٢/ ٣٩/ الزمر/ ٦٠٥ ٧/ الأعراف/ ١٩٢/ ٤٣/ الزخرف/ ٦٤٧ ١٠/ يونس/ ٢٦٥/ ٤٤/ الدخان/ ٦٥٦ ١١/ هود/ ٢٨٣/ ٤٥/ الجاثية/ ٦٦٠ ١٣/ الرعد/ ٣٢٠/ ٤٦/ الأحقاف/ ٦٦٥ ١٥/ الحجر/ ٣٣٧/ ٤٧/ محمد/ ٦٧٢ ١٦/ النحل/ ٣٤٥/ ٥٠/ ق (الباسقات) ٦٨٨ ١٧/ الإسراء (بنى إسرائيل) / ٣٦٤/ ٥٣/ النجم/ ٧٠٠ ١٨/ الكهف/ ٣٨٠/ ٥٤/ القمر/ ٧٠٤ ٢٠/ طه/ ٤٠٦/ ٦٠/ الممتحنة (الامتحان) / ٧٣٤ ٢٣/ المؤمنون/ ٤٤٥/ ٦٨/ ن (القلم) ٧٥٧ ٢٧/ النمل/ ٤٨٤/ ٧٠/ المعارج/ ٨٠٣ ٢٨/ القصص/ ٥٠٦/ ٧٤/ المدثر/ ٧٧٥ ٢٩/ العنكبوت/ ٥٢٠/ ٧٥/ القيامة/ ٧٧٨ ٣٠/ الروم/ ٥٣٠/ ٧٦/ الإنسان/ ٧٨١ ٣١/ لقمان/ ٥٣٩/ ٨٠/ عبس/ ٧٩١ ٣٢/ السجدة (المصابيح) / ٥٤٤/ ٨٦/ الطارق/ ٨٠٢ ٣٥/ فاطر (الملائكة) / ٥٧١/ ٨٨/ الغاشية/ ٨٠٤ ٣٧/ الصافات/ ٥٨٧/ ٩٥/ التين/ ٨١٣ ٣٨/ ص/ ٥٩٧/ ١٠٩/ الكافرون/ ٨٢٤
رقم السورة/ السورة/ الصفحة/ رقم السورة/ السورة/ الصفحة ٢/ البقرة/ ٣/ ٣٣/ الأحزاب/ ٥٤٨ ٣/ آل عمران/ ٦٢/ ٣٤/ سبأ/ ٥٦٢ ٤/ النساء/ ٩٧/ ٤٠/ المؤمن (غافر) / ٦١٧ ٥/ المائدة/ ١٣٤/ ٤١/ فصلت/ ٥٢٩ ٨/ الأنفال/ ٢٢٦/ ٤٢/ الشورى/ ٦٣٨ ٩/ التوبة/ ٢٣٩/ ٥١/ الذاريات/ ٦٩٢ ١٤/ إبراهيم/ ٣٢٩/ ٥٢/ الطور/ ٦٩٦ ١٩/ مريم/ ٣٩٦/ ٥٦/ الواقعة/ ٧١٣ ٢١/ الأنبياء/ ٤٢٠/ ٥٨/ المجادلة/ ٧٢٤ ٢٢/ الحج/ ٤٣٢/ ٧٣/ المزمل/ ٧٩٣ ٢٤/ النور/ ٤٥٦/ ٨١/ التكوير/ ٧٩٣ ٢٥/ الفرقان/ ٤٧٠/ ١٠٣/ النصر/ ٨٢٠ ٢٦/ الشعراء/ ٤٧٩/
(٢١٨) مسلسل/ الآية المنسوخة/ رقم السورة/ السورة/ رقم الآية/ الآية الناسخة/ رقم السورة/ السورة/ رقم الآية ١/ اتَّبِعْ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ/ ٦/ (١) الأنعام/ ١٠٦/ آية السيف «١» / ٩/ التوبة/ ٥ ٢/ ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ/ ١٦/ النحل/ ١٢٥/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ٣/ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ/ ٢٣/ المؤمنون/ ٩٦/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ٤/ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ «٢» / ٩/ التوبة/ ٨٠/ سَواءٌ عَلَيْهِمْ. أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ... / ٦٣/ المنافقون/ ٦ ٥/ الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً/ ٩/ التوبة/ ٩٧/ وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ/ ٩/ التوبة/ ٩٩ ٦/ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ/ ١٠/ يونس/ ٩٩/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ٧/ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً/ ٣/ آل عمران/ ٢٨/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ٨/ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً/ ٩/ التوبة/ ٣٩/ وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ. / ٩/ التوبة/ ١٢٢ ٩/ إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ/ ٩/ التوبة/ ٧/ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ/ ٩/ التوبة/ ٥ ١٠/ إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ/ ٤/ النساء/ ٩٠/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ١١/ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ/ ٩٥/ التين/ ٨/ آية السيف، معنى لا لفظا/ ٩/ التوبة/ ٥
(٢) يروى أن النبى صلى اللَّه عليه وسلم قال: «لأزيدن على السبعين».
(نسخت فى أهل الشرك وبقيت محكمة فى أهل الإيمان). / ٤/ النساء/ ١٧/ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ... أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً/ ٤/ النساء/ ١٨ ٢٤/ إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ/ ٥/ المائدة/ ٣٣/ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ/ ٥/ المائدة/ ٣٤ ٢٥/ إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ/ ٢/ البقرة/ ١٧٣/ نسخ بالسنة بعض الميتة وبعض الدم بقوله صلى اللَّه عليه وسلم: أحلت لنا ميتتان ودمان: السمك والجراد والكبد والطحال. ثم رخص للمضطر والجائع غير الباغى والعادى، فقال تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ٢/ البقرة/ ١٧٣
(نزلت هذه الآية فيمن كان بينه وبينهم مودعة، جعل مدتهم أربعة أشهر من يوم النحر إلى عشر من شهر ربيع الآخر، وجعل موادعة من لم يكن بينهم وبينه عهد خمسين يوما من يوم النحر إلى آخر محرم، دليله قوله تعالى فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ التوبة: ٥، يعنى: المحرم وحده. / ٩/ (ب) براءة/ ١، ٢/ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ/ ٩/ التوبة/ ٥/ (خ) / ٣٤/ خُذِ الْعَفْوَ (يعنى الفضل من أموالهم وهذه الآية أولها وآخرها منسوخان ووسطها محكم) / ٧/ (خ) الأعراف/ ١٩٩/ آية الزكاة/ ٩/ التوبة/ ١٠٣/ (ذ) / ٣٥/ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (أى: خل بينى) / ٧٤/ (ذ) المدثر/ ١١/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ٣٦/ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ. / ١٥/ الحجر/ ٣/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥
الطلاق/ ١٥/ ٢ ٦٩/ فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ/ ٤/ النساء/ ٩٢/ بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ/ ٩/ التوبة/ ٥ ٧٠/ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ/ ١٣/ الرعد/ ٤٠/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ٧١/ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ/ ٢/ البقرة/ ١١٥/ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ/ ٢/ البقرة/ ١٤٤ ٧٢/ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (الحين هنا: أمره بقتالهم) وأنظر الآيتين: وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون (رقم: ١٥٠) / ٣٧/ الصافات/ ١٧٤، ١٧٥/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥
(كان على الصفا صنم يقال له إساف، كما كان على المروة صنم يقال له نائلة، وكانا من أيام الجاهلية، فلما أسلمت الأنصار تحرجوا أن يسعوا بينهما). / ٢/ البقرة/ ١٥٨/ ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه/ ٢/ البقرة/ ١٣٠ ٨٧/ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ. / ٦/ الأنعام/ ١٠٤/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ٨٨/ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ/ ١٠/ يونس/ ١٠٨/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ٨٩/ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا/ ٧٣/ المزمل/ ١٩/ وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ/ ٧٦، ٨١/ الإنسان التكوير/ ٣٠/ ٢٩ ٩٠/ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ/ ٨٠/ عبس/ ١٢/ وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ/ ٧٦، ٨١/ الإنسان التكوير/ ٣٠، ٢٩
(٢) لا وصية لوارث (حديث شريف) / ٤/ النساء/ ١١ ١٠٥/ كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ/ ٣/ آل عمران/ ٨٦، ٨٧، ٨٨/ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ/ ٣/ آل عمران/ ٨٩
٥ ١٣٦/ وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ/ ٢٧/ النمل/ ٩٢/ آية السيف (ناسخة للمعنى لا للفظ) / ٩/ التوبة/ ٥ ١٣٧/ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ/ ٨/ الأنفال/ ٧٢، ٧٣/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ١٣٨/ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ/ ٢/ البقرة/ ٢٨٤/ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها/ ٢/ البقرة/ ٢٨٦ ١٣٩/ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ/ ٤/ النساء/ ٢٣/ إلا ما قد سلف/ ٤/ النساء/ ٢٣ ١٤٠/ وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ/ ١١/ هود/ ١٢٢/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥
٧٥/ القيامة/ ١٦/ سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى / ٨٧/ الأعلى/ ٦
٣٦/ ٢- آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ١٧١/ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ/ ٢/ البقرة/ ١٩١/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ١٧٢/ وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ (قليل: محكمة، والمعنى: لكن ما قد سلف فقد عفوت عنه). / ٤/ النساء/ ١٢٢/ من قال إنها منسوخة فالمعنى: وإلا ما قد سلف فانزلوا عنه ١٧٣/ وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ/ ٢/ البقرة/ ٢٢١/ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ/ ٥/ المائدة/ ٥
والناسخ من السنة قوله صلى اللَّه عليه وسلم: خذوا عنى: قد جعل اللَّه لهن سبيلا، البكر بالبكر مائة جلدة وتغريب عام والثيب بالثيب الرجم ١٧٧/ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ
٣/ آل عمران/ ٩٧/ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا. (السبيل: الزاد والراحة) / ٣/ آل عمران/ ٩٧ ١٧٨/ وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما (كان البكران إذا زنيا عيرا وشتما) / ٤/ النساء/ ١٦/ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ/ ٢٤/ النور/ ٢ (م ٣٦- الموسوعة القرآنية- ج ٢)
(فى هذه الآيات السبع بيان بما يفعل اللَّه بالرسول والمؤمنون والمنافقين من أهل المدينة والمشركين من أهل مكة) / ٤٨/ الفتح/ ١- ٧ ١٩٢/ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ (بجبار أى: بمتسلط) / ٥٠/ ق/ ٤٥/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ١٩٣/ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ/ ٤٢/ الشورى/ ٦/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ١٩٤/ وَما جَعَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً/ ٦/ الأنعام/ ١٠٧/ آية السيف/ ٩/ التوبة/ ٥ ١٩٥/ وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ/ ٨/ الأنفال/ ٣٣/ وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ/ ٨/ الأنفال/ ٣٤
٥٨/ المجادلة/ ١٣ ٢٠٦/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً/ ٤/ النساء/ ٧١/ وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً/ ٩/ التوبة/ ١٢٢ ٢٠٧/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ/ ٥/ المائدة/ ١٠٥/ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (إذا اهتديتم: إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر). / ٥/ المائدة/ ١٠٥
وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً/ ٥/ المائدة/ ٤٥/ ١٧/ الإسراء/ ٢٣ ٢١٠/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ/ ٤/ النساء/ ٢٩/ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ/ ٢٤/ النور/ ٦١ ٢١١/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها (المعنى: تسلموا أو تستأنسوا، على التقديم والتأخير). / ٢٤/ النور/ ٢٧/ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ/ ٢٤/ النور/ ٢٩ ٢١٢/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى.. الآية. / ٤/ النساء/ ٤٣/ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وقيل: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ/ ٥ ٥/ المائدة/ المائدة/ ٩٠ ٩١
الباب السادس موضوعات القران الكريم
تمهيد
لقد كان محمد أميّا لا يعرف أن يقرأ، ولا يعرف أن يكتب، ما فى ذلك شك، يدلك على ذلك اتخاذه بعد أن أوحى إليه كتّابا يكتبون عنه الوحى، منهم:
أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، والزبير بن العوام، وأبى بن كعب بن قيس، وزيد بن ثابت، ومعاوية ابن أبى سفيان، ومحمد بن مسلة، والأرقم بن أبى الأرقم، وأبان بن سعيد بن العاص، وأخوه خالد بن سعيد، وثابت بن قيس، وحنظلة بن الربيع، وخالد بن الوليد، وعبد الله بن الأرقم، والعلاء بن عتبة، والمغيرة بن شعبة، وشرحبيل بن حسنة، وكان أكثرهم كتابة عنه: زيد بن ثابت، ومعاوية.
كما يدلك على ذلك أيضا ما ذكره المؤرخون عند الكلام على غزوة «أحد»
أن العباس، وهو بمكة، كتب إلى النبى كتابا يخبره فيه يتجمع قريش وخروجهم، وأن العباس أرسل هذا الكتاب مع رجل من بنى غفار، وأن النبى حين جاءه الغفارى بكتاب العباس استدعى أبىّ بن كعب- وكان كاتبه- ودفع إليه الكتاب يقرؤه عليه، وحين انتهى «أبىّ» من قراءة الكتاب استكتمه النبى.
ولو كان النبى غير أمى لكفى نفسه دعوة «أبىّ» لقراءة كتاب العباس فى أمر ذى بال.
وثمة ثالثة نزيدك دليلا ثالثا يذكرها المؤرخون أيضا مع وفود وفد ثقيف على النبى،
فلقد سألوا النبى حين أسلموا أن يكتب لهم كتابا فيه شروط. فقال لهم: أكتبوا ما بدا لكم ثم ائتونى به، فسألوه فى كتابهم أن يحل لهم الربا والزنى فأبى على بن أبى طالب أن يكتب لهم. فسألوا خالد بن سعيد بن العاص أن يكتب
ولقد عثر الباحثون على الكتابين المرسلين من النبى إلى المقوقس وإلى المنذر ابن ساوى، والكتاب الأول محفوظ فى دار الآثار النبوية فى الآستانة، وكان قد عثر عليه عالم فرنسى فى دير بمصر قرب أخميم، والكتاب الثانى محفوظ بمكتبة فينا.
ومن قبل هذه الادلة يقول تعالى فى الرسول: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ويقول تعالى فى الرسول أيضا: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ.
ولم تكن البيئة العربية على هذا بيئة كاتبة قارئة، بل كان ذلك فيها شيئا يعد ويحصى، وكان حظ المدينة من ذلك دون حظ مكة، ولم يكن فى المدينة حين هاجر إليها الرسول غير بضعة عشر رجلا يعرفون الكتابة، منهم: سعيد بن زرارة، والمنذر بن عمرو، وأبى بن وهب، وزيد بن ثابت، ورافع بن مالك، وأوس ابن خولى. ولقد أحس الرسول ذلك بعد هجرته إلى المدينة، فكان أول ما فعله بعد انتصاره فى بدر وأسره من أسر من رجال قريش القارئين الكاتبين، أن يجعل فدية هؤلاء أن يعلّم كل رجل منهم عشرة من صبيان المدينة، وبهذا بدأت الكتابة تروج سوقها فى المدينة.
حتى إذا كان عهد عمر بن الخطاب أمر بجمع الصبيان فى المكتب، وأمر عبد عامر بن عبد الخزاعى أن يتعهدهم بالتعليم، وجعل له رزقا على ذلك يتقاضاه من بيت المال.
وحين خرج عمر إلى الشام وغاب عن المدينة شهرا استوحش إليه الناس، وخرج صبيان المكتب للقائه على مسيرة يوم من المدينة، وكان ذلك يوم الخميس، ورجعوا معه إلى المدينة يوم الجمعة، وقد انقطعوا عن المكتب يومين أجازهما لهم عمر، وكانت بعد ذلك عادة متبعة.
وحين اختار الله لرسالته محمدا اختار فيه صفات كريمة أمده بها وطبعه عليها، فوهبه نفسا قوية، وروحا عالية، وقلبا كبيرا وذهنا، وقادا وبصيرة نفاذة، ولسانا مبينا، وفكرا واعيا، ووهبه صدق لسان، وطهارة ذيل، وعفة بصر، وأمانة يد، ورحمة قلب، ورقة وجدان، ونبل عاطفة، ومضاء عزيمة، ورحمة للناس جميعا.
وكان اختيار الله له أميّا لا يقرأ ولا يكتب يضيف إلى إذعان الناس له، وإيمانهم برسالته سببا يفسره تعالى فى قوله: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ [العنكبوت: ٤٨] ويبينه صدور هذا الوحى على لسانه يتلوه على قومه بكرة وعشيّا، لا تبديل فيه ولا تغيير، وما يقوى على مثلها إلا من يملك أسفارا يعود إليها ليستظهر ما فيها.
وليس فى منطق الرسالات أن تكون الحجة للناس عليها، بل هى لا تطالع الناس إلا والحجة لها عليهم، كما لا تطالعهم إلا وفى صفحاتها الجواب عن كل ما يصوره لهم تصورهم، تحوط السماء رسالاتها بهذا كله لكيلا يكون للناس على الله حجة، وليكون منطق الرسالات من منطق الناس، لا تلتوى عليهم الرسالة فيلتووا هم عليها.
ولم يكن اختيار محمد قارئا وكاتبا شيئا يعز على السماء، ولكنه كان شيئا إن
وهذه التى تبينها السلف من قبل فأذعنوا لها عن وعى وبصر- وأعنى بها أمية الرسول- أراد أن يثيرها نفر من الخلف من بعد ليخرجوا على حجة السماء عن غير وعى ولا بصر.
غير أننا نفيد من هذا الذى يريد الخلف أن يثيروه تأكيد المعنى الذى قدمناه من أن حجة السماء تجىء أشمل ما تكون بشكوك العقول، محيطة بكل ما يصدر عنهم فيها، يستوى فى ذلك أولهم وآخرهم.
وقد ننسى مع هؤلاء المخالفين الطاعنين تقرير القرآن الصادق عن أمية محمد والأدلة القائمة فى ظل القرآن على ذلك، قد ننسى هذا وذاك لنسائلهم: أى جديد يفيدهم هذا- إن صح- وقد مضى على رسالة محمد ما يقرب من أربعة عشر قرنا خطا فيها العلم والبحث خطوات سريعة وما وجدنا شيئا ينال من هذه الرسالة من قرب أو من بعد، جهر به أو أسر من يريدون أن يجعلوا محمدا قارئا كاتبا، وأن يجعلوا من هذا سببا إلى أنه نقل عن أسفار سابقة.
ولقد كان نزول الوحى فى السابع عشر من رمضان، من السنة الحادية والأربعين من ميلاد الرسول، وأن قوله تعالى: إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ يشير إلى ذلك، فالتقاء الجمعين- أعنى المسلمين والمشركين ببدر- كان فى السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة، وفى مثلها من السنة الحادية والأربعين من مولده كان ابتداء نزول الفرقان.
ينضم إلى هذه الآية قوله تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ [البقرة: ٨٥].
(٢) (الآية) وينتظم هذا الموضوع بابين
: (ا) عدد الآيات
الآية طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها، وهى مسألة توقيفية أخذت عن الرسول. وهذا الاختلاف الذى وقع بين السلف فى عدد الآيات مرجعه إلى اختلاف السامعين عن الرسول فى ضبط الوقف والوصل، فالمعروف أنه كان ﷺ يقف على رءوس الآى للتوقيف، فإذا علم محلها وصل للتمام، فوهم بعض السامعين عند الوصل أن ليس ثمة فصل، ومن هنا كان الخلاف.
وسور القرآن بالنظر إلى اختلاف عدد آياتها ثلاثة أقسام:
١- قسم لم يختلف فيه إجمالا وتفصيلا.
٢- قسم اختلف فيه تفصيلا لا إجمالا.
٣- قسم اختلف فيه تفصيلا وإجمالا.
فالقسم الذى لم يختلف فيه إجمالا وتفصيلا أربعون سورة، وهى:
(١) يوسف: ١١١- (٢) الحجر: ٩٩- (٣) النحل: ١٢٨- (٤) الفرقان: ٧٧- (٥) الأحزاب: ٧٣- (٦) الفتح: ٢٩- (٧) الحجرات:
١٨- (٨) التغابن: ١٨- (٩) ق: ٤٥ (١٠) الذاريات: ٦٠- (١١) القمر:
٥٥- (١٢) الحشر: ٢٤- (١٣) الممتحنة: ١٣- (١٤) الصف: ١٤- (١٥) الجمعة: ١١- (١٦) المنافقون: ١١- (١٧) الضحى: ١١- (١٨)
٣١- (٢٢) المرسلات: ٥٠- (٢٣) التكوير: ٢٩- (٢٤) الانفطار:
١٩- (٢٥) سبح: ١٩- (٢٦) التطفيف: ٣٦- (٢٧) البروج: ٢٢- (٢٨) الغاشية: ٢٦- (٢٩) البلد: ٢٠- (٣٠) الليل: ٢١- (٣١) ألم لشرح: ٨- (٢٣) ألهاكم: ٨- (٣٤) الهمزة: ٩- (٣٥) الفيل: ٥- (٣٦) العلق: ٥- (٣٧) تبت: ٥ (٣٨) الكافرون: ٦- (٣٩) الكوثر:
٣- (٤٠) النصر: ٣.
والقسم الثانى: وهو الذى اختلف فيه تفصيلا لا إجمالا: أربع سور، وهى:
(١) القصص: ٨٨- يعد أهل الكوفة «طسم» آية، ويعد غيرهم بدلها أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ (الآية: ٢٢).
(٢) العنكبوت: ٦٩- يعد أهل الكوفة «ألم» آية، ويعد البصريون بدلها مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (الآية: ٦٥). والشاميون. وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ (الآية: ٢٩).
(٣) الجن: ٢٨- يعد المكى لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ (الآية ٢٢). ويعد غيره بدلها وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (الآية: ٢٢).
(٤) والعصر: ٣- الكثرة تعد «والعصر» آية، غير المدنى فإنه يعد بدها وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ (الآية: ٣).
وأما القسم الثالث، وهو الذى اختلف فيه تفصيلا وإجمالا: سبعون سورة، وهى:
(١) الفاتحة- من حيث التفصيل، فالجمهور على أنها سبع آيات، يعد الكوفى والمكى البسملة دون أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ. ويعكس الباقون. ومن حيث الإجمال.
فالحسن يعد آياتها ثمانى آيات حين يعد البسملة، وأَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ. آيتين. ويعدها بعضهم ستّا، فلا يعدون هاتين الآيتين، كما يعدها آخرون تسعا، فيعدون هاتين ويضمون إليهما إِيَّاكَ نَعْبُدُ.
(٣) آل عمران- ٢٠٠، وقيل ١٩٩.
(٤) النساء- ١٧٥، وقيل: ١٧٦، وقيل: ١٧٧.
(٥) المائدة- ١٢٠، وقيل: ١٢٢، وقيل ١٢٣.
(٦) الأنعام- ١٦٥، وقيل: ١٦٦، وقيل ١٦٧.
(٧) الأعراف- ٢٠٥، وقيل ٢٠٦.
(٨) الأنفال- ٧٥، وقيل: ٧٦، وقيل: ٧٧.
(٩) براءة- ١٣٠، وقيل: ١٢٩.
(١٠) يونس- ١١٠، وقيل: ١٠٩.
(١١) هود- ١٢١، وقيل: ١٢٢، وقيل: ١٢٣.
(١٢) الرعد- ٤٣، وقيل: ٤٤، وقيل: ٤٧.
(١٣) إبراهيم- ٥١، وقيل: ٥٢، وقيل: ٥٤، وقيل: ٥٥.
(١٤) الإسراء- ١١٠، وقيل: ١١١.
(١٥) الكهف- ١٠٥، وقيل: ١٠٦، وقيل: ١١٠، وقيل: ١١١.
(١٦) مريم- ٩٩، وقيل: ٩٨.
(١٧) طه- ١٣٠: وقيل: ١٣٢، وقيل: ١٣٤، وقيل: ١٣٥، وقيل: ١٤٠.
(١٨) الأنبياء- ١١١ «وقيل: ١١٢.
(١٩) الحج- ٧٤، وقيل: ٧٥، وقيل: ٧٦، وقيل: ٧٨.
(٢٠) المؤمنون- ١١٨. وقيل: ١١٩.
(٢١) النور- ٦٢، وقيل: ٦٤.
(٢٢) الشعراء- ٢٢٦، وقيل: ٢٢٧.
(٢٣) النمل- ٩٢، وقيل: ٩٤، وقيل: ٩٥.
(٢٥) لقمان- ٣٣، وقيل: ٣٤.
(٢٦) السجدة- ٣٠، وقيل: ٢٩.
(٢٧) سبأ- ٥٤، وقيل: ٥٥.
(٢٨) فاطر- ٦٤، وقيل: ٦٥.
(٢٩) يس- ٨٣. وقيل: ٨٢.
(٣٠) الصافات- ١٨١، وقيل: ١٨٢.
(٣١) ص- ٨٥، وقيل: ٨٦، وقيل: ٨٨.
(٣٢) الزمر- ٧٢، وقيل: ٧٣، وقيل: ٧٥.
(٣٣) غافر- ٨٣، وقيل: ٨٤، وقيل: ٨٥، وقيل: ٨٦.
(٣٤) فصلت- ٦٢، وقيل: ٥٣، وقيل: ٥٤.
(٣٥) الشورى- ٥٣، وقيل: ٥٠.
(٣٦) الزخرف- ٨٩، وقيل: ٨٨.
(٣٧) الدخان- ٥٦، وقيل: ٥٧، وقيل: ٥٩.
(٣٨) الجاثية- ٣٦، وقيل: ٣٧.
(٣٩) الأحقاف- ٣٤، وقيل: ٣٥.
(٤٠) القتال- ٤٠، وقيل: ٣٩، وقيل: ٣٨.
(٤١) الطور- ٤٧، وقيل: ٤٨، وقيل: ٤٩.
(٤٢) النجم- ٦١، وقيل: ٦٢.
(٤٣) الرحمن- ٧٧، وقيل: ٧٦، وقيل: ٧٨.
(٤٤) الواقعة- ٩٩ وقيل ٩٧، وقيل: ٩٦.
(٤٥) الحديد- ٣٨، وقيل: ٣٩.
(٤٦) المجادلة- ٢٢، وقيل: ٢١.
(٤٨) الملك- ٣٠، وقيل: ٣١، والصحيح الأول.
(٤٩) الحاقة- ٥١، وقيل: ٥٢.
(٥٠) المعارج- ٤٤، وقيل: ٤٣.
(٥١) نوح- ٣٠، وقيل: ٢٩، وقيل: ٢٨.
(٥٢) المزمل- ٢٠، وقيل: ١٩، وقيل: ١٨.
(٥٣) المدثر- ٥٥، وقيل: ٥٦.
(٥٤) القيامة- ٤٠، وقيل: ٣٩.
(٥٥) النبأ- ٤٠، وقيل: ٤١.
(٥٦) النازعات- ٤٥، وقيل: ٤٦.
(٥٧) عبس- ٤٠، وقيل: ٤١، وقيل: ٤٢.
(٥٨) الانشقاق- ٢٥، وقيل: ٢٤، وقيل: ٢٣.
(٥٩) الطارق- ١٧، وقيل: ١٦.
(٦٠) الفجر- ٣٠، وقيل: ٢٩، وقيل: ٣٢.
(٦١) الشمس- ١٥، وقيل: ١٦.
(٦٢) العلق- ٢٠، وقيل: ١٩.
(٦٣) القدر- ٥٥، وقيل: ٦.
(٦٤) البينة- ٨، وقيل: ٩.
(٦٥) الزلزلة- ٩، وقيل: ٨.
(٦٦) القارعة- ٨، وقيل: ١٠، وقيل: ١١.
(٦٧) قريش- ٤، وقيل: ٥.
(٦٨) الماعون- ٧، وقيل: ٦.
(٦٩) الإخلاص- ٤، وقيل: ٥.
(ب) ترتيبها:
وكما كان ضبط الآيات بفواصلها توقيفا كذلك كان وضعها فى مواضعها توقيفا، دليل ذلك الآية: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ [البقرة: ٢٨١] كانت آخر ما نزل، فوضعها النبى عن وحى من ربه بين آيتى الربا والدين من سورة البقرة، وهكذا كان الأمر فى سائر الآيات.
(١) ففى سورة الأنعام- وهى مكية- الآيات: ٢٠ و ٢٣ و ٩١ و ٩٣ و ١١٤ و ١٤١ و ١٥١ و ١٥٣، فهى مدينة.
(٢) وفى سورة الأعراف- وهى مكية- الآيات من ١٦٣- ١٧٠، فهى مدنية.
(٣) وفى سورة يونس- وهى مكية- الآيات: ٤٠ و ٩٤ و ٩٥ و ٩٦، فهى مدنية.
(٤) وفى سورة هود- وهى مكية- الآيات: ١٢ و ١٧ و ١١٤، فهى مدنية.
(٥) وفى سورة يوسف- وهى مكية- الآيات: ١ و ٢ و ٣ و ٧، فهى مدنية.
(٦) وفى سورة إبراهيم- وهى مكية- الآيتان: ٢٨ و ٢٩، فهما مدنيتان.
(٧) وفى سورة الحجر- وهى مكية- الآية: ٨٧، فهى مدنية.
(٨) وفى سورة النحل- وهى مكية- الآيات الثلاث الأخيرة، فهى مدنية.
(٩) وفى سورة الإسراء- وهى مكية- الآيات: ٢٦ و ٢٣ و ٣٣ و ٥٧ و ٧٣- ٨٠، فهى مدنية.
(١٠) وفى سورة الكهف- وهى مكية- الآيات: ٢٨ و ٨٣- ١٠١، فهى مدنية.
(١٢) وفى سورة طه- وهى مكية- الآيتان: ١٣٠ و ١٣١، فهما مدنيتان.
(١٣) وفى سورة- الفرقان- وهى مكية- الآيات: ٦٨ و ٦٩ و ٧٠، فهى مدنية.
(١٤) وفى سورة الشعراء- وهى مكية- الآيات: ١٩٧ و ٢٢٤- إلى آخر السورة، فهى مدنية.
(١٥) وفى سورة القصص- وهى مكية- الآيات: ٥٢- ٥٥، فهى مدنية.
(١٦) وفى سورة العنكبوت- وهى مكية- الآيات من ١- ١١، فهى مدنية.
(١٧) وفى سورة الروم- وهى مكية- الآية: ١٧، فهى مدنية.
(١٨) وفى سورة لقمان- وهى مكية- الآيات: ٢٧ و ٢٨ و ٢٩، فهى مدنية.
(١٩) وفى سورة السجدة- وهى مكية- الآيات من ١٦- ٢٠، فهى مدنية.
(٢٠) وفى سورة سبأ- وهى مكية- الآية: ٦، فهى مدنية.
(٢١) وفى سورة يس- وهى مكية- الآية: ٤٥، فهى مدنية.
(٢٢) وفى سورة الزمر- وهى مكية- الآيات: ٥٢ و ٥٣ و ٥٤، فهى مدنية.
(٢٣) وفى سورة غافر- وهى مكية- الآيتان: ٥٦ و ٥٧. فهما مدنيتان.
(٢٤) وفى سورة الشورى- وهى مكية- الآيات: ٢٣ و ٢٤ و ٢٥ و ٢٧، فهى مدنية.
(٢٥) وفى سورة الزخرف- وهى مكية- الآية: ٥٤، فهى مدنية.
(٢٦) وفى سورة الأحقاف- وهى مكية- الآيات: ١٠ و ١٥ و ٣٥، فهى مدنية.
(٢٧) وفى سورة ق- وهى مكية- الآية ٣٨، فهى مدنية.
(٢٩) وفى سورة القمر- وهى مكية- الآيات: ٤٤ و ٤٥ و ٤٦، فهما مدنية.
(٣٠) وفى سورة الواقعة- وهى مكية- الآيتان: ٨١ و ٨٢، فهما مدنيتان.
(٣١) وفى سورة القلم- وهى مكية- الآيات: ١٢- ٣٣ و ٤٨- ٥٠، فهى مدنية.
(٣٢) وفى سورة المزمل- وهى مكية- الآيات: ١٠ و ١١ و ٢٠، فهى مدنية.
(٣٣) وفى سورة المرسلات- وهى مكية- الآية: ٤٨، فهى مدنية.
(٣٤) وفى سورة الماعون- وهى مكية- الآيات من الرابعة إلى آخر.
السورة فهى مدنية.
هذا عن السور المكية وما فيها من الآيات المدنية، أما عن السور المدنية وما فيها من الآيات مكية.
(٣٥) ففى سورة البقرة- وهى مدنية- الآية: ٢٨١، فقد نزلت بمنى فى حجة الوداع.
(٣٦) وفى سورة المائدة- وهى مدنية- الآية: ٣، فقد نزلت بعرفات فى حجة الوداع.
(٣٧) وفى سورة الأنفال- وهى مدنية- الآيات من ٣٠- ٣٦، فهى مكية.
(٣٨) وفى سورة التوبة- وهى مدنية- الآيتان الأخيرتان، فهما مكيتان.
(٣٩) وفى سورة الحج- وهى مدنية- الآيات: ٥٢ و ٥٣ و ٥٤ و ٥٥، فقد نزلت بين مكة والمدينة.
(٤٠) وفى سورة محمد- وهى مدنية- الآية: ١٣، فقد نزلت فى الطريق فى أثناء الهجرة.
وحد السورة فى القرآن أنها تشتمل على آيات ذات فاتحة، وخاتمة. وأقل الآيات التى تشتمل عليها السور ثلاث.
(٣) الإبدال:
وهو إقامة بعض الحروف مقام بعض، ومنه قوله تعالى: إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً الأنفال: ٣٥. قيل: معناه: تصددة، فأخرج الدال الثانية ياء لكثرة الدال الأولى.
(٤) الاحتراس:
وهو أن يكون الكلام محتملا لشىء بعيد فيؤتى بما يدفع ذلك الاحتمال. كقوله تعالى: اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ القصص: ٣٢، فاحترس سبحانه بقوله: مِنْ غَيْرِ سُوءٍ عن إمكان أن يدخل فى ذلك البهق والبرص.
(٥) الأحكام، وهو قسمان:
١- ما صرح به، وهو كثير، وسورة البقرة والنساء والمائدة والأنعام مشتملة على كثير من ذلك.
٢- ما يؤخذ بطريق الاستنباط، وهو على قسمين:
(أ) ما يستنبط من غير ضميمة إلى آية أخرى، كاستنباط الشافعى عتق الأصل والفرع بمجرد الملك، من قوله تعالى: وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً. إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً مريم: ٩٢، ٩٣،
(ب) ما يستنبط مع ضميمة آية أخرى، كاستنباط على وابن عباس، رضى الله عنهما، أن أقل الحمل ستة أشهر، من قوله تعالى: وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً الأحقاف: ١٥، مع قوله تعالى: وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ لقمان: ١٤.
(٦) أسباب النزول- ومن فوائده:
١- وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم.
٢- تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب.
٣- الوقوف على المعنى، فهو طريق قوى فى فهم معانى الكتاب العزيز، وهو أمر تحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا.
٤- أنه قد يكون اللفظ عامّا ويقوم الدليل على التخصيص، فإن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد والإجماع، لأن دخول السبب قطعى.
٥- دفع توهم الحصر وذلك فى مثل قوله تعالى: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً الأنعام: ١٤٥.
فإن الكفار لما حرّموا ما أحل الله وأحلوا ما حرّم الله، وكانوا على المضادة والمحادة، جاءت الآية مناقضة لغرضهم، فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه، ولا حرام إلا ما أحللتموه. والغرض المضادة لا النفى والإثبات على الحقيقة، فكأنه قال: لا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير الله به، ولم يقصد حل ما وراءه، إذ القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل.
٦- إزالة الإشكال، من ذلك قوله تعالى: وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ البقرة: ١١٥، فإنا لو تركنا مدلول اللفظ لاقتضى أن المصلى لا يجب عليه استقبال القبلة سفرا ولا حضرا، وهو خلاف الإجماع، فلا يفهم مراد الآية حتى يعلم سببها، وذلك أنها نزلت لما صلى النبى صلى الله
٧- وقد جاءت آيات فى مواضع اتفقوا على تعديتها إلى غير أسبابها، كنزول آية الظهار فى أوس بن الصامت، وآية اللعان فى شأن هلال بن أمية.
الخزاعى، أحد الثلاثة الذين خلّفوا ثم تاب الله عليهم، ونزول حد القذف فى رماة عائشة رضى الله عنها، ثمّ تعدى حكمها إلى غيرهم.
(٧) الاستعارة:
وهى أن تستعار الكلمة من شىء معروف بها إلى شىء لم يعرف بها، وذلك:
١- لإظهار الخفى، كقوله تعالى: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ الزخرف: ٤، فإن حقيقته أنه فى أصل الكتاب، فاستعير لفظ الأم للأصل، لأن الأولاد تنشأ من الأم، كما تنشأ الفروع من الأصول، والحكمة فى ذلك تمثيل ما ليس بمرئى حتى يصير مرئيّا، فينتقل السامع من حد السماع إلى حد العيان، وذلك أبلغ فى البيان.
٢- إيضاح ما ليس بجلى ليصير جليّا، كقوله تعالى: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ الإسراء: ٢٤ لأن المراد أمر الولد بالذل لوالديه رحمة. فاستعير للولد أولا جانب، ثم للجانب جناح والحكمة فى ذلك جعل ما ليس بمرئى مرئيّا لأجل حسن البيان.
ولا بد فيها من ثلاثة أشياء أصول: مستعار، ومستعار منه، وهو اللفظ، ومستعار له، وهو المعنى، ففى قوله تعالى: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً مريم: ٤، المستعار: الاشتعال، والمستعار منه: النار، والمستعار له: الشيب. والجامع بين المستعار منه والمستعار له مشابهة ضوء النار لبياض الشيب.
١- مرشحة، وهى أن تنظر إلى جانب المستعار منه وتراعيه كقوله تعالى:
أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ البقرة: ١٦، فإن المستعار منه، الذى هو الشراء، هو المراعى هنا، وهو الذى رشح لفظى الربح والتجارة للاستعارة لما بينهما من الملامعة.
٢- تجريدية، وهى أن تنظر إلى جانب المستعار له، ثم تأتى بما يناسبه ويلائمه، كقوله تعالى: فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ النحل: ١١٦.
(٨) الاستفهام:
وهو طلب ما فى الخارج، أو تحصيله فى الذهن، وهو قسمان:
١- بمعنى الخبر. ٢- بمعنى الإنشاء.
والأول ضربان، وهو الذى بمعنى الخبر:
(أ) نفى، ويسمى استفهام إنكار، لأنه يطلب به إنكار المخاطب، والمعنى فيه على أن ما بعد الأداة منفى، ولذلك تصحبه «إلا»، كقوله تعالى: فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ الأحقاف: ٣٥، وهو قسمان:
١- إبطالى، وهو أن يكون ما بعد همزة الاستفهام غير واقع، نحو قوله تعالى: أَفَأَصْفاكُمْ الإسراء: ٤٠.
٢- حقيقى، وهو أن يكون ما بعدها واقع، نحو قوله تعالى أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ الصافات: ٩٥.
(ب) إثبات، ويسمى استفهام تقرير، لأنه يطلب به إقرار المخاطب.
والتقرير حملك المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقر عنده، ولا يستعمل ذلك بهل. والكلام مع التقرير موجب، ولذلك يعطف عليه صريح الموجب، كقوله تعالى: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى، وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى الضحى: ٦، ٧، ويعطف على
واستفهام الإثبات على أنواع:
١- مجرد الإثبات، نحو قوله تعالى: أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ الفيل: ٢.
٢- الإثبات مع الافتخار، نحو قوله تعالى: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ الزخرف: ٥١.
٣- الإثبات مع التوبيخ، نحو قوله تعالى: أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً الأنبياء: ٩٧، أى هى واسعة، فهلا هاجرتم فيها.
٤- الإثبات مع العتاب، نحو قوله تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ الحديد: ٦.
٥- الإثبات مع التسوية. ويكون مع الهمزة الداخلة على جملة يصح حلول المصدر محلها، نحو قوله تعالى: وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ يس: ١٠، أى سواء عليهم الإنذار وعدمه.
٦- الإثبات مع التعظيم، نحو قوله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ البقرة ٢٥٥.
٧- الإثبات مع التهويل، نحو قوله تعالى: الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ الحاقة: ١.
٨- الإثبات مع التسهيل والتخفيف، نحو قوله تعالى وَماذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ النساء ٣٩.
٩- الإثبات مع التفجع، نحو قوله تعالى: مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها: الكهف: ٤٩.
١٠- الإثبات مع التكثير، نحو قوله تعالى: وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها الأعراف ٤.
١١- الإثبات مع الاسترشاد، نحو قوله تعالى: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها البقرة ٣٠.
١- مجرد الطلب، وهو الأمر، كقوله تعالى: أَفَلا تَذَكَّرُونَ يونس: ٣.
أى: اذكروا.
٢- النهى، كقوله تعالى: ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الانفطار: ٦ أى لا يغرك.
٣- التحذير، كقوله تعالى: أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ المرسلات: ١٦، أى قدرنا عليهم فنقدر عليكم.
٤- التذكير، كقوله تعالى: قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ يوسف: ٨٩.
٥- التنبيه، وهو من أقسام الأمر، كقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ البقرة: ٢٥٨.
٦- الترغيب، كقوله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً الحديد ١١.
٧- التمنى، كقوله تعالى: فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ الأعراف ٥٣.
٨- الدعاء، وهو كالنهى، إلا أنه من الأدنى إلى الأعلى، كقوله تعالى: أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا الأعراف ١٥٥.
٩- العرض، وهو الطلب برفق، كقوله تعالى: أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ النور: ٢٢.
١٠- التحضيض، وهو الطلب بشق، كقوله تعالى: أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ الشعراء ١٠، ١١ أى ائتهم وأمرهم بالاتقاء.
١١- الاستبطاء، كقوله تعالى: وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ يس: ٤٨.
١٢- الإياس، كقوله تعالى: فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ التكوير: ٢٦.
١٣- الإيناس، كقوله تعالى: وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى طه: ١٧.
١٤- التهكم والاستهزاء، كقوله تعالى: أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ هود: ٨٧.
١٦- التعجب، كقوله تعالى: ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ النمل: ٢٠.
١٧- الاستبعاد، كقوله تعالى: أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ الدخان ١٣، أى يستبعد ذلك منهم بعد أن جاءهم الرسول ثم تولوا.
١٨- التوبيخ، كقوله تعالى: أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ آل عمران: ٨٣.
(٩) الاسم:
إذا ذكر الاسم مرتين فله أربعة أحوال:
١- أن يكونا معرفتين، والثانى منهما هو الأول غالبا، حملا له على المعهود الذى هو الأصل فى الكلام والإضافة، كقوله تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً الانشراح: ٥، ٦.
وقد يكونان غيرين، كقوله تعالى: هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ الرحمن:
٦٠، فإن الأول هو العمل والثانى الثواب.
٢- أن يكونا نكرتين، فالثانى غير الأول، وإلا لكان المناسب هو التعريف، بناء على كونه معهودا سابقا، كقوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً الروم: ٥٤، فإن كلا منهما غير الآخر، فالضعف الأول النطفة أو التراب، والثانى الضعف الموجود فى الطفل والجنين.
والثالث فى الشيخوخة، والقوة الأولى التى تجعل للطفل حركة وهداية لاستدعاء اللبن والدفع عن نفسه بالبكاء، والثانية بعد البلوغ.
٣- أن يكون الأول نكرة والثانى فيه هو الأول، كقوله تعالى: كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا. فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ المزمل: ١٥، ١٦.
٤- أن يكون الأول معرفة والثانى نكرة، وهذا يتوقف على القرائن:
(ب) وتارة تقوم قرينة على الاتحاد، كقوله تعالى: وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. قُرْآناً عَرَبِيًّا الزمر: ٢٧، ٢٨.
(١٠) - أسماء كتاب الله:
ولقد سمى الله ما أنزله على رسوله: قرآنا، وكتابا، وكلاما، وفرقانا، وذكرا، وقولا. وقد أنهاها بعضهم إلى نيف وتسعين اسما، وجعلها بعضهم خمسة وخمسين اسما، وأكثر ما ذكروه يعد من قبيل الصفات، من ذلك: الهادى، والقيم.
وأكثر هذه الأسماء دورانا هو لفظ القرآن، فقد جاء فى نحو من سبعين آية، وكان فى كلها صريحا فى اسميته ومدلوله الخاص، من أجل ذلك كتبت لهذه اللفظ الغلبة على غيره، وكان هذا الاسم الغالب لكتاب الله الذى جاء به محمد وحفظه عنه المسلمون. ويؤثر عن الشافعى أنه قال: القرآن اسم علم غير مشتق خاص بكلام الله فهو غير مهموز، لم يؤخذ من قراءة، لكنه اسم لكتاب الله، مثل:
التوراة والإنجيل.
ويقول الزجاج: إن ترك الهمز فيه من باب التخفيف ونقل حركة الهمز إلى الساكن الصحيح قبلها.
والقائلون بالهمز مختلفون، وأوجه ما فى خلافهم رأيان:
أولهما: أنه مصدر لقرأت، مثل: الرجحان، والغفران، سمى به الكتاب المقروء، من باب تسمية المفعول بالمصدر.
والرأى الثانى: أنه وصف على فعلان، مشتق من القرء، بمعنى الجمع.
وأما تسميته بالمصحف فكانت تسمية متأخرة جاءت بعد جمع القرآن وكتابته، وكانت من وضع الناس، فإنهم يحكون أن عثمان حين كتب المصحف التمس له اسما فانتهى الناس إلى هذا الاسم. غير أن هذا يكاد يكون مردودا، فلقد سبق
والمصحف: هو الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين.
ويقال فيه: مصحف، ومصحف، بضم الميم وكسرها مع فتح الحاء، والضمة هى الأصل، والكسرة لاستثقال الضمة، فمن ضم جاء به على أصله، ومن كسر فلاستثقال الضمة.
(١١) الاشتغال:
وهو اشتغال الفعل عن المفعول بضميره، والشىء إذا أضمر ثم فسر كان أفخم، مما إذا لم يتقدم إضمار، ومنه قوله تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ التوبة: ٦، فهذا لا تجد مثله إذا قلت: وإن استجارك أحد من المشركين فأجره، إذ الفعل المفسر فى تقدير المذكور مرتين.
(١٢) الاعتراض:
وهو أن يؤتى فى أثناء كلام أو كلامين متصلين معنى بشىء يتم الغرض الأصلى بدونه ولا يفوت بفواته، فيكون فاصلا بين الكلام والكلامين لنكتة. وله أسباب، منها:
١- تقرير الكلام، كقوله تعالى: تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ يوسف: ٧٣، فجملة لَقَدْ عَلِمْتُمْ اعتراض، والمراد تقرير إثبات البراءة من تهمة السرقة.
٢- قصد التنزيه، كقوله تعالى: وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ، سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ النحل: ٥٧.
٣- قصد التبرك، كقوله تعالى: لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ الفتح: ٢٧.
والمراد تعظيم شأن ما أقسم به من مواقع النجوم وتأكيد إحلاله فى النفوس.
٥- كون الثانى بيانا للأول، كقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ البقرة: ٢٢٢، فإنه اعتراض بين قوله: فَأْتُوهُنَّ البقرة: ٢٢٢، وبين قوله: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ البقرة. ٢٢٣، وهما متصلان معنى، لأن الثانى بيان للأول، كأنه قال: فأتوهن من حيث يحصل منه الحرث.
٦- تخصيص أحد المذكورين بزيادة التأكيد على أمر علق بهما، كقوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ لقمان: ١٤، فاعترض بقوله: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ وبين «ووصّينا»، وبين الموصى به، وذلك لإذكار الولد بما كابدته أمه من المشقة. فى حمله وفصاله، فذكر الحمل والفصال يفيد زيادة التوصية بالأم، لتحملها من المشاق والمتاعب فى حمل الولد ما لا يتكلفه الوالد.
٧- زيادة الرد على الخصم، كقوله تعالى: وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ النحل: ١٠١، فاعترض بإذا، وجوابها بقوله وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ البقرة: ٧٣ فكأنه أراد أن يجيبهم عن دعواهم فجعل الجواب اعتراضا.
٨- الإدلاء بالحجة، كقوله تعالى: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ النحل: ٤٣، ٤٤:
فاعترض بقوله: فَسْئَلُوا بين قوله: نُوحِي إِلَيْهِمْ وبين قوله: بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ إظهارا لقوة الحجة عليهم.
فى خضم هذه الحياة الواسع المضطرب كان لا بد للناس من هداة يرسمون لهم الطريق إلى الخير ويبينون لهم مزالق الشر، كى تستقيم بهم ولهم حياتهم.
والهداة كما يكونون من صنع المكان والزمان. ، شأنهم فى ذلك شأن غيرهم من عباقرة الفن والعلم يهيشهم وجودهم بملابساته وأحداثه إلى منزلة من المنازل التى يحتلونها على أساس من فطرة يخصون بها من بين لداتهم، كما يكونون كذلك يكونون من صنع السماء، والفرق بين الحالين أنهم فى الأولى مستنبطون وفى الثانية ملهمون. وهم فى الأولى ذوو رأى يعرضونه، وفى الثانية ذوو أمر يبلغونه.
وهذا هو الفرق بين الرائى والملهم. وإذ كانا مستويين فى تقدير الناس لأول وهلة كان لا بد من أن يظهر على يد ثانيهما ما يدفع هذا التساوى، وكان لا بد أن يكون هذا الذى يظهر على يديه معجزا لا يتأتى للأول فعله، ولا قوة لمألوف حياة الناس على مثله، مع اختلاف الأزمنة والبيئات.
فالمعجز لا يتحقق إعجازه إلا إذا لم يسبقه شبهه فى عصر مّا ولا فى مكان مّا، وإلا إذا لم يقم له شبهه فى عصره الذى ظهر فيه بجميع بيئاته. ثم هو بهذين مالك حجته على المستقبل، لا يصح أن ينكشف هذا المستقبل عن شبيه بهذا المعجز، وإلا كان هذا المعجز نوعا من السبق تهيأت أسبابه لفرد قبل فرد وفى عصر دون عصر وفى بيئة دون بيئة.
بهذا كله اتصفت حجة السماء كى تسمو على حجة الأرض وكى تملك أن تقنع الناس، وكى تملك أن يقتنع الناس بها.
ولعل معترضا يقول: إذن فلا يصح تسليم بيئة بمعجز قيل أن يتم لهذه البيئة تعرف حكم البيئات الأخرى على هذا المعجز، كما أنه لا يصح أن يعجل المرء على التسليم، بل لا بد أن يرخى له إلى أن يبلغ غايته.
ولقد فات هذا المعترض أن التسليم بالمقبول عقلا أو قوة فطرة الحياة وبها
وثمة شىء أحب أن أضيفه غير إجماع البيئات وإجماع العصور، وهو أن تكون المعجزة مما تكون أسبابه مملوكة، أو متخيلة فعلا أو قوة لمن تتحداهم، وأن يكونوا ذوى أهلية للحكم عليها، على أى لون كانت هذه الأهلية: ذاتية، مثل أن تتحدى الطبيب بطب، أو حملية مثل أن تتحدى بالطب غير الطبيب، إذ المفروض فيما يتحدى به أن يشمل من يعرف عنه ومن لا يعرف عنه، وإن اختلف موقف كل منهما من هذا المتحدى به. فإقرار العارف يختلف لا شك عن إقرار الجاهل إدراكا وتفهما، أو أهلية توثقية، مثل أن تكلف الأعمى مثلا الإقرار بإعجاز ما من شأنه أن يرى، إذ عليه أن يؤمن بما لم ير، ولكن عليه أن يتوثق لهذا الإيمان بما يشاء دون إعنات، وقريب من إيمان الأعمى إيمان أهل بيئة بما وقع فى بيئة أخرى، أو إيمان أهل عصر بما وقع لأهل عصر سابق، ومن هذه الأهلية التوثقية إيمان غير العربى بإعجاز كلام عربى، فهو والأعمى فيما لا يرى سواء، وكذلك فيما كان فيه اختلاف فى البيئة أو اختلاف فى العصر.
ومما أجراه الله تعالى على يد موسى عليه السّلام مثلا فى عصاه، كان هذا مما يملك قوم موسى أسبابه قوة، وكانوا منه على أهلية بمراتبها الثلاث، الذانية والحملية والنوثقية.
وما أجراه الله تعالى على لسان رسوله محمد صلى الله وسلم من قرآن كريم، كان
هذا من حيث أسلوب الكتاب الكريم وصوغه، أما من حيث معناه وما تنطق به آياته من تشريع وهداية وتبيين، فالجميع- عربا وعجما- يملكون أسبابه فعلا، وهم فيه جميعا على أهلية بأقوى مراتبها وهى الذاتية، لهذا كان هذا الشق من التحدى أجمع وأعم. فالقرآن الكريم معجز بشقيه كما قلت لك، هذا الشق اللفظى وذاك الشق المعنوى، بهما معا تحدى الرسول أمم الأرض كلها، وهو وإن كان قد جمع بشقه الأول الناس عليه بأهليات تتفاوت شيئا، فقد جمع بشقه الثانى الناس عليه بأهلية لا تفاوت فيها ولا تخلف.
والله تعالى أجل من أن يجعل كتابه الكريم لذلك الشق الأول، أو ليكون لذلك الشق الأول النصيب الأوفر، فقد أرسل رسوله معلما، وهاديا، وكان هذا الكتاب الكريم لهذا التعليم وتلك الهداية، وكان هذان هما رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
وإذا كان محمد ﷺ عربيّا بين عرب لا يتقبلون إلا ما كان فصيحا كان لا بد من أن يساق إليهم كلام الله تعالى فصيحا ليقبلوا عليه، وكان لا بد من أن يساق إليهم كلام أفصح مما يعهدون كى لا يصرفوا بغيره مما هو فى مثل درجة فصاحته عنه، لهذا كان الإفصاح فى القرآن، ولهذا جاء كلام الله تعالى يمهد بإعجازه اللفظى لإعجازه المعنوى.
إذن فالوقوف عند الشق الأول وحده من إعجاز القرآن تعطيل لشقه الآخر، فالقرآن معجز بهما كما هو معجز بكل منهما، وفى عرضهما تعريف بالإعجاز على وجهة المراد من القرآن وتعريف برسالة الرسول التى حملها القرآن، إذ هو لم يجيئ بهذا الإعجاز اللفظى فحسب، وإنما جاء بالرسالة أولا وزفها فى هذا الثوب الذى يليق بها، وكما كانت الرسالة معجزة كان هذا الثوب معجزا.
ولا نرى من هؤلاء المتأخرين من جنح للرأى الذى قلناه من قبل غير محمد فريد وجدى، فهو يضم إلى الجانب اللفظى هذا الجانب المعنوى، وأعنى به الرسالة التى تضمنها القرآن الكريم.
لهذا كان علينا أن نلتفت إلى رسالة القرآن السامية بقدر ما نلتفت إلى أسلوبه الحكيم.
فإعجاز القرآن أسلوبا إن ملك العرب له الأهلية الذاتية، فغير العرب وهم كثيرون يملأون العالم إلا أقله، لا يملكون هذه الأهلية الذاتية، وإن ملكوا الأهلية الحملية، أو الأهلية التوثقية، وما أحب لهؤلاء أن يجتمعوا على القرآن وإعجازه عن طريق اثنتين، وإنما أحب لهم أن يجتمعوا على القرآن وإعجازه عن طريق ثلاث أهليات، أولاها الذاتية، أحب لهؤلاء أن يعرفوا رسالة القرآن من القرآن، وأحب لهم أن يتبينوا إعجاز هذه الرسالة. وهم فى هذه الأهلية والعرب سواء.
من أجل ذلك أحب للمؤلفين فى إعجاز القرآن أن يفسحوا لصفحاتهم أن تمتلئ بهذا، وأحب لهم أن تجرى أقلامهم فى هذا الشق بعد ما أجرى الكثيرون ممن سبقونا أقلامهم فى الشق الآخر، ولم يعد لنا مزيد نقوله بعدهم.
ومن أجل هذا أحببت أن يكون المشق الثانى من الإعجاز، وهو الرسالة، نصيبه هو الآخر، إذا أردنا أن تعم الدعوة أهل الأرض جميعا، كما أراد لها صاحبها محمد صلّى الله عليه وسلم.
ولقد وقف مؤلف قديم وهو القاضى عبد الجبار موقفى من هذه القضية، وذلك حيث يقول فى الجزء الذى أفرده من كتابه الكبير المغنى الإعجاز القرآن حيث يقول (ص ٢٩٤- ٢٩٥) :
«فخبرونى عن العجم أتقولون إنهم يعرفون من حال القرآن ما ذكرتم أم لا يعرفونه؟ فإن قلتم: يعرفون ذلك. قيل لكم: فمن لا يعرف الفصاحة أصلا كيف يعرف مزية كلام فصيح على غيره، ومن لا يعرف القدر المعتاد من ربتة الفصاحة كيف يعرف الخارج عن هذا الحد؟ فإن قلتم: إنهم لا يعرفون ذلك فيجب ألا يكونوا محجوجين بالقرآن، وعندكم أنه الحجة الظاهرة والمعجزة الباهرة دون غيره، فيجب ألا تلزم العجم نبوة الرسول صلّى الله عليه وسلم، ولو لم تلزمهم لكانوا لا يستحقون الذم على ترك الشريعة، ولما استحقوا الذم، ولما كانوا كفارا بالرد على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وقد ثبت من دين رسول الله صلّى الله عليه وسلم خلافه، فيجب أن يكون ذلك قد جاء فى كون القرآن معجزا، لأن ما أوجب كونه معجزا يوجب كونه الحجة على الخلق، وما منع من كونه حجة على البعض يمنع من كونه حجة على الجميع؟
قيل له: إن الجميع من العجم يعرف حال القرآن وما يختص به من المزية
فأنت ترى معى أنى متفق والقاضى عبد الجبار فى إيمان غير العربى بإعجاز القرآن أسلوبا، وإن كنت قد زدت على القاضى عبد الجبار هذه التسمية التى سميتها بالأهلية الحملية والأهلية التوثقية.
ولعلك وقفت معى عند كلمة القاضى عبد الجبار «فإن قلتم إنهم لا يعرفون ذلك فيجب ألا يكونوا محجوجين بالقرآن، وعندكم أنه الحجة الظاهرة والمعجزة الباهرة دون غيره»، فهو من غير شك يتكلم عن إعجاز القرآن أسلوبا ولم يلتفت إلى إعجازه رسالة ليجعل منها هى الأخرى حجة القرآن.
نعم إن الأمر كما قلت لك هو انصراف الأقدمين جملة إلى هذا الشق- وأعنى به الشق الأسلوبى- أكثر من انصرافهم إلى الشق الثانى من إعجاز القرآن، ألا وهو الرسالة.
وقد اختلف الأقدمون فى الإعجاز على أقوال، أصحها:
١- تأليفه الخاص به، فى اعتدال مفرداته تركيبا، وعلو مركباته معنى.
٢- ما فيه من الإخبار عن الغيوب المستقبلة، مما أخبر به بأنه سيقع فوقع.
٣- ما تضمنه من إخبار عن قصص الأولين وسائر المتقدمين، حكاية من شاهدها وحضرها.
٤- أن التحدى إنما وقع بنظمه، وصحة معانيه، وتوالى فصاحة ألفاظه، ووجه إعجازه أن الله قد أحاط بكل شىء علما. والإتيان بمثل القرآن لم يكن قط فى قدرة أحد من المخلوقين. ولقد قامت الحجة على العالم بالعرب، إذ كانوا أرباب الفصاحة وفطنة المعارضة.
(- ٣- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
٦- أنه شىء لا يمكن التعبير عنه، يدرك ولا يمكن وصفه، فلا يشار إلى شىء منه إلا وكان ذلك المعنى آية فى نفسه وليس فى طاقة البشر الإحاطة بأغراض الله فى كلامه وأسراره فى كتابه.
٧- استمرار الفصاحة والبلاغة فيه من جميع أنحائها فى جميعه استمرارا لا توجد له فترة، ولا يقدر عليه أحد من البشر، وكلام العرب لا تستمر الفصاحة والبلاغة فى جميع أنحائه فى العالم منه إلا فى الشىء اليسير المعدود، ثمّ تعرض الفترات له فلا تستمر فصاحته.
٨- مجيئه بأفصح الألفاظ فى أحسن نظم التأليف، مضمنا أصح المعانى، من توحيد الله تعالى وتنزيهه فى صفاته ودعاء إلى طاعته وبيان لطريق عبادته فى تحليل وتحريم وحظر، ومن وعظ وتقويم، وأمر بمعروف ونهى عن منكر، وإرشاد إلى محاسن الأخلاق، وزجر عن مساويها، واضعا كل شىء منها موضعه الذى لا يرى شىء أولى منه، ولا يتوهم فى صورة العقل أمر أليق منه، مودعا أخبار القرون الماضية، وما نزل من مثلات الله بمن عصى وعاندمنهم، منبئا عن الكوائن المستقبلة فى الأعصار الماضية من الزمان، جامعا فى ذلك بين الحجة والمحتج له، والدليل والمدلول عليه، ليكون ذلك أوكد للزوم ما دعا إليه، وإنباء عن وجوب ما أمر به ونهى عنه.
٩- اختلاف المقامات ووضع كل شىء فى موضع يلائمه، ووضع الألفاظ كل فى الموضع الذى يليق به، ولو أبدل واحد منها بالآخر ذهبت تلك الطلاوة، من ذلك لفظ الأرض، لم ترد فى التنزيل إلا مفردة، وإذا ذكرت والسماء مجموعة، لم يؤت بها معها إلا مفردة، وحين أريد الإتيان بها مجموعة قيل: وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ الطلاق: ١٢، تفاديا من جمعها.
وفيه قواعد:
١- إذا أضيف إلى جنسه لم يكن بعضه، وعليه قوله تعالى: أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ هود: ٤٤ أى أحكم من كل من تسمى بحاكم.
٢- إذا ذكر بعد ما هود من متعلقاته وجب نصبه على التمييز، كقوله تعالى:
أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً النساء: ٧٧، وأشد، هنا لغير الخشية، والتأويل: مثل قوم أشد خشية من أهل خشية الله.
٣- الأصل فيه الأفضلية على ما أضيف إليه، كقوله تعالى: وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها الزخرف: ٤٨، فالغرض وصفهن بالكفر من غير تفاوت فيه.
٤- لا ينبنى من العاهات، فلا يقال: (ما أعور)، وعليه قوله تعالى:
وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى الإسراء: ٧٢، إذ هو من عمى القلب الذى يتولد من الضلالة، وهو ما يقبل الزيادة والنقص، لا من عمى البصر الذى يحجب المرئيات عنه.
٥- يكثر حذف المفضول إذا دل عليه دليل، وكان «أفعل» خبرا، كقوله تعالى:
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ آل عمران: ٣٦.
٦- وقد يحذف المفضول، وليس «أفعل» خبرا، كقوله تعالى: فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى طه: ٧.
٧- قد يحىء مجردا عن معنى التفضيل، فيكون التفضيل لا للأفضلية، وهذا يأتى:
(أ) إما مؤولا باسم فاعل، كقوله تعالى: هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ النجم: ٣٢، فأعلم، هنا بمعنى: عالم.
٢٧ فأهون، هنا بمعنى: هين، إذ لا تفاوت فى نسبة المقدورات إلى قدرته تعالى.
٨- و «أفعل» فى الكلام على ثلاثة أضرب:
(أ) مضاف، كقوله تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ التين: ٨.
(ب) معرف باللام، كقوله: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الأعلى: ١.
(ج) خال منهما، ويلزم اتصاله بالحرف «من»، الذى هو لابتداء الغاية، جارا للمفضل عليه، كقوله تعالى: أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا الكهف: ٣٤.
(١٥) الاقتصاص:
وهو أن يكون كلام فى سورة مقتصّا من كلام فى سورة أخرى أو نفسها كقوله تعالى: وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ الصافات: ٥٧، مقتص من قوله تعالى: فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ الروم: ١٦.
(١٦) الالتفات:
وهو نقل الكلام من أسلوب إلى أسلوب آخر، تطرية واستدرارا للسامع، وتجديدا لنشاطه وصيانة لخاطره من الملال والضجر بدوام الأسلوب الواحد على سمعه، بشرط أن يكون الضمير فى المنتقل إليه عائدا فى نفس الأمر إلى المنتقل عنه، وهو أقسام:
١- الالتفات من التكلم إلى الخطاب، كقوله تعالى: وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ يس: ٢٢، الأصل: وإليه أرجع، فالتفت من التكلم إلى الخطاب،
٢- من التكلم إلى الغيبة، كقوله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ الكوثر: ١، ٢، حيث لم يقل «لنا» تحريضا على فعل الصلاة لحق الربوبية.
٣- من الخطاب إلى التكلم، كقوله تعالى: فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا. إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا طه: ٧٢، ٧٣.
٤- من الخطاب إلى الغيبة، كقوله تعالى: حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ يونس: ٢٢، فعدل عن خطابهم إلى حكاية حالهم لغيرهم، لتعجبه من فعلهم وكفرهم، إذ لو استمر على خطابهم لفاتت تلك الفائدة.
٥- من الغيبة إلى التكلم، كقوله تعالى: وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا فصلت: ١٢.
٦- من الغيبة إلى الخطاب، كقوله تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً. لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا مريم: ٨٨، ٨٩.
٧- بناء الفعل للمفعول بعد خطاب فاعله أو تكلمه، فيكون التفاتا عنه» كقوله تعالى: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ الفاتحة: ٧.
وللالتفات أسباب:
(أ) عامة، وهى التفنن والانتقال من أسلوب إلى آخر، لما فى ذلك من تنشيط السامع، واستحلاب صفاته، واتساع مجارى الكلام، وتسهيل الوزن والقافية.
(ب) خاصة، وهذه تخلف باختلاف محاله، ومواقع الكلام فيه على ما يقصده المتكلم، ومنها:
٢- التنبيه على ما حق الكلام أن يكون واردا عليه كقوله: وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ يس: ٢٢، أصل الكلام: وما لكم لا تعبدون الذى فطركم، ولكنه أبرز الكلام فى معرض المناصحة لنفسه، وهو يريد مناصحتهم ليتلطف بهم ويريهم أنه لا يريد لهم إلا ما يريد لنفسه، ثم لما انقضى غرضه من ذلك قال: وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ليدل على ما كان من أصل الكلام ومقضيّا له.
٣- قصد المبالغة، كقوله تعالى: حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ يونس: ٢٢، كأنه يذكر لغيرهم حالهم ليتعجب منها ويستدعى منه الإنكار والتقبيح لها، إشارة منه على سبيل المبالغة إلى أن ما يعتمدونه بعد الإنجاء من البغى فى الأرض بغير الحق مما ينكر ويقبح.
٤- قصد الدلالة على الاختصاص، كقوله تعالى: وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ فاطر: ٩، فإنه لما كان سوق السحاب إلى البلد الميت وإحياء الأرض بعد موتها بالمطر دالا على القدرة الباهرة التى لا يقدر عليها غيره، عدل عن لفظ الغيبة إلى التكلم، لأنه أدخل فى الاختصاص وأدل عليه.
٥- قصد التوبيخ، كقوله تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً. لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا مريم: ٨٨ و ٨٩، عدل عن الغيبة إلى الخطاب للدلالة على أن قائل مثل قولهم ينبغى أن يكون موبخا ومنكرا عليه، ولما أراد توبيخهم على هذا أخبر عنه بالحضور، لأن توبيخ الحاضر أبلغ فى الإهانة له.
أول ما نزل من القرآن قوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ العلق:
١، ثم كانت فترة الوحى التى مكثت سنين ثلاثا، وبعدها أخذ القرآن ينزل على الرسول منجما، فنزلت: ن والقلم، ثم المزمل، ثم المدثر، إلى غير ذلك مما نزل، مقامه صلّى الله عليه وسلم بمكة، منذ بعث إلى أن هاجر، وكان ذلك اثنتى عشرة سنة وخمسة أشهر وثلاثة عشر يوما، أى منذ اليوم السابع عشر من رمضان من سنة إحدى وأربعين من مولده إلى اليوم الأول من شهر ربيع الأول من سنة أربع وخمسين من مولده.
وأما آخر ما نزل من القرآن الكريم فمختلف فيه، فقيل قوله تعالى: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ النصر: ١، وقيل: قوله تعالى: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وقيل: قوله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ البقرة: ٢٨١، وكان بين نزولها ووفاة النبى ﷺ أحد وثمانون يوما، وقيل. تسع ليال.
(١٨) الإيجاز:
وهو قسم من الحذف، ويسمى: إيجاز القصر، وهو قسمان:
(١) وجيز بلفظ (٢) وجيز بحذف ١- الوجيز باللفظ، وهو أن يكون اللفظ بالنسبة إلى المعنى أقل من القدر المعهود عادة، وهو إما:
(أ) مقدر، وهو الذى يكون مساويا لمعناه، ومنه قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ... النحل: ٩٠.
(ب) مقصور، وهو ما يكون أقل من معناه، ونقصان لفظه عن
والإيجاز أنواع، منها:
١- الاقتصار على السبب الظاهر للشىء اكتفاء بذلك عن جميع الأسباب، ومنه قوله تعالى: أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ النساء: ٤٣، ولم يذكر النوم وغيره، لأن السبب الضرورى الناقض هو خروج الخارج، فإن النوم الناقض ليس بضرورى، فذكر السبب الظاهر وعلم منه الحكم في الباقى.
٢- الاقتصار على المبتدأ أو إقامة الشىء مقام الخبر.
٣- لفظ (فعل)، فإنه يجىء كثيرا كناية عن أفعال متعددة.
٤- باب (علم)، إذا جعلنا الجملة سادة مسد من المفعولين.
(١٩) البسملة- انظر: التعوذ.
(٢٠) التأخير- انظر: التقديم والتأخير.
(٢١) التتميم:
وهو أن يتم الكلام فيلحق به ما يكلمه، إما احترازا، أو احتياطا، وقيل:
هو أن يأخذ فى معنى فيذكره غير مشروح، وربما كان السامع لا يتأمله، ليعود المتكلم إليه شارحا، كقوله تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً الدهر: ٨، فالتتميم فى قوله عَلى حُبِّهِ جعل الهاء كناية عن الطعام مع اشتهائه.
وهو أن تعتقد أن فى الشىء من نفسه معنى آخر كأنه مباين له، فتخرج ذلك إلى ألفاظه بما اعتقدت ذلك، كقوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ آل عمران: ١٩٠، فظاهر هذا أن فى العالم من نفسه آيات، وهو عينه ونفسه تلك الآيات.
(٢٣) التجنيس:
وهو:
١- إما تام، وهو أن تتساوى حروف الكلمتين، كقوله تعالى: يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ الروم: ٥٥.
٢- وإما بزيادة فى إحدى الكلمتين، كقوله تعالى: وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ. إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ القيامة: ٢٩، ٣٠.
٣- وإما لا حق، بأن يختلف أحد الحرفين، كقوله تعالى: وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ. وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ العاديات: ٧» ٨.
٤- وإما فى الخط، وهو أن يكون مشتبها فى الخط لا فى اللفظ، كقوله تعالى: وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً الكهف: ١٠٤.
٥- وإما فى السمع، لقرب أحد المخرجين من الآخر، كقوله تعالى:
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ. إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ القيامة ٢٢، ٢٣.
(٢٤) التذييل:
أن يؤتى بعد تمام الكلام بكلام مستقل فى معنى الأول تحقيقا لدلالة منطوق الأول، أو مفهومه، فيكون معه كالدليل، ليظهر المعنى عند من لا يفهم، ويكمل
(٢٥) الترديد:
وهو أن يعلق المتكلم لفظة من الكلام ثم يردها بعينها ويعلقها بمعنى آخر، كقوله تعالى: وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ. يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا الروم: ٦، ٧.
(٢٦) التشبيه:
وهو إلحاق شىء بذى وصف فى وصفه، أو أن تثبت للمشبه حكما من أحكام المشبه به، وقيل: هو الدلالة على اشتراك شيئين فى وصف هو من أوصاف الشىء الواحد.
وهو حكم إضافى لا يرد إلا بين الشيئين، بخلاف الاستعارة.
وأدواته:
١- أسماء، ومنه قوله تعالى: ثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ
آل عمران: ١١٧.
٢- أفعال، ومنه قوله تعالى: يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً النور: ٢٥.
٣- حروف، وهى إما:
(أ) بسيطة، كالكاف، نحو قوله تعالى: كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ إبراهيم: ١٨.
(ب) مركبة، كقوله تعالى: كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ الصافات: ٦٥.
وينقسم باعتبار طرقه إلى ثلاثة أقسام:
٢- أن يكونا عقليين، كقوله تعالى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً البقرة: ٧٤.
٣- أن يكون المشبه معقولا والمشبه به محسوسا، كقوله تعالى: كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً الجمعة: ٥ لأن حملهم التوراة ليس كالحمل على العاتق، إنما هو القيام بما فيها.
(٢٧) التضمين:
وهو إعطاء الشىء معنى الشىء، ويكون:
١- فى الأسماء، وهو أن يضمن اسما معنى اسم لإفادة معنى الاسمين جميعا، كقوله تعالى: حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ الأعراف: ١٠٥، ضمن «حقيق» معنى: حريص، ليفيد أنه محقوق بقول الحق وحريص عليه.
٢- فى الأفعال، وهو أن تضمن فعلا معنى فعل آخر، ويكون فيه معنى التعليق جميعا، وذلك بأن يكون الفعل يتعدى مجرف فيأتى متعديا بحرف آخر، ليس من عادته التعدى به، فيحتاج إما إلى تأويله أو تأويل الفعل ليصح تعديه به، كقوله تعالى: عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ الدهر: ٦، فضمن «يشرب» معنى: يروى، لأنه لا يتعدى بالباء، فلذلك دخلت الباء، وإلا فيشرب يتعدى بنفسه، فأريد باللفظ الشرب والرى معا.
(٢٨) التعديد:
وهو إيقاع الألفاظ المبددة على سياق واحد، وأكثر ما يؤخذ فى الصفات ومقتضاه ألا يعطف بعضها على بعض لاتحاد محلها وتجرى مجرى الوصف فى الصدق
(٢٩) التعريض والتلويح:
وهو الدلالة على المعنى من طريق المفهوم، وسمى تعريضا لأن المعنى باعتباره يفهم من عرض اللفظ، أى من جانبه، ويسمى التلويح، لأن المتكلم يلوح منه السامع ما يريده، كقوله تعالى: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ الأنبياء: ٦٣، لأن غرضه بقوله فَسْئَلُوهُمْ على سبيل الاستهزاء، وإقامة الحجة عليهم بما عرض لهم به من عجز كبير الأصنام عن الفعل، مستدلا على ذلك بعدم إجابتهم إذا سئلوا، ولم يرد بقوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا نسبة الفعل الصادر عنه إلى الصنم، فدلالة هذا الكلام عجز كبير الأصنام عن الفعل بطريق الحقيقة.
ومنه أن يخاطب الشخص، والمراد غيره سواء كان الخطاب مع نفسه، أو مع غيره، كقوله تعالى: فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ البقرة: ٢٠٩. فالخطاب للمؤمنين والتعريض لأهل الكتاب، لأن الزلل لهم لا للمؤمنين.
(٣٠) التعريف بالألف واللام- أسبابه:
١- الإشارة إلى معهود خارجى، كقوله تعالى: بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ. فَجُمِعَ السَّحَرَةُ الشعراء: ٣٧، ٣٨، على قراءة الأعمش، والجمهور (بكل سحار) فإنه أشير بالسحرة إلى ساحر مذكور.
٢- الإشارة إلى معهود ذهنى، أى فى ذهن مخاطبك، كقوله تعالى: إِذْ هُما فِي الْغارِ آل عمران: ٣٥.
٤- الجنس، وهو أن يقصد جنس المعنى، على وجه الحقيقة لا المبالغة، كقوله تعالى: وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ الأنبياء: ٣٠، أى جعلنا مبتدأ كل حى هذا الجنس، الذى هو الماء.
(٣١) التعليل:
وهو ذكر الشىء معللا، وهو أبلغ من ذكره بلا علة، وهذا لوجهين:
١- أن العلة المنصوصة قاضية بعموم المعلول.
٢- أن النفوس تنبعث إلى نقل الأحكام المعللة بخلاف غيرها.
وللدلالة على العلة طرق:
١- التصريح بلفظ الحكم، كقوله تعالى: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ
النساء: ١١٣، والحكمة هى العلم النافع، أو العمل الصالح.
٢- أنه فعل كذا لكذا، أو امر بكذا لكذا، كقوله تعالى: ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ المائدة: ٩٧.
٣- الإتيان بكى، كقوله تعالى: ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ الحشر: ٧، فعلل سبحانه قسمة الفىء بين هذه الأصناف كيلا يتداوله الأغنياء، دون الفقراء.
٤- ذكر المفعول له وهو علة للفعل المعلل به، كقوله تعالى: وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً النحل: ٨٩، وقد يكون معلولا بعلة
٥- اللام فى المفعول له: وتقوم مقام الباء، نحو: فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا النساء: ١٦٠، و «من» نحو: مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا المائدة: ٣٢، والكاف، نحو: كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ البقرة: ١٥١.
٦- الإتيان بإن، كقوله تعالى: وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ المزمل: ٢٠.
٧- أن والفعل المستقبل بعدها، تعليلا لما قبله: كقوله تعالى: أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا الأنعام: ١٥٦.
٨- من أجل، كقوله تعالى: مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ المائدة: ٣١، فإنه لتعليل الكتب، وعلى هذا فيجب الوقف على (من النّادمين).
٩- التعليل بمعل، كقوله تعالى: اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ البقرة: ٢١.
١٠- ذكر الحكم الكونى والشرعى عقب الوصف المناسب له، فتارة يذكر:
(أ) بإن، كقوله تعالى: وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ. فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ الأنبياء ٨٩، ٩٠.
(ب) بالفاء، كقوله تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما المائدة: ٣٨.
(ج) وتارة يجرد، كقوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. ادْخُلُوها بِسَلامٍ الحجر: ٤٥، ٤٦.
١١- تعليله سبحانه عدم الحكم بوجود المانع منه، كقوله تعالى: وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ... الزخرف: ٣٣.
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً...
البقرة: ٢٢.
(٣٢) التعوذ والبسملة:
لا خلاف بين العلماء أن القارىء للقرآن مطلوب منه عند البدء فى القراءة أن يتعوذ، والصيغة المختارة للتعوذ هى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وعند الجمهور أن التعوذ على الندب لا على الوجوب.
ثم لا خلاف بين العلماء فى الجهر بها عند البدء فى القراءة لأنها شعارها.
ولا بد من قراءة البسملة أول كل سورة تحرزا، على مذهب الشافعى.
وقد اختلف العلماء فى البسملة على ثلاثة أقوال:
١- ليست بآية، لا من الفاتحة ولا من غيرها، وهو قول مالك.
٢- أنها آية من كل سورة، وهو قول عبد الله بن المبارك.
٣- أنها آية من الفاتحة، وهو قول الشافعى.
(٣٣) التغليب:
وهو إعطاء الشىء حكم غيره، وقيل: ترجيح أحد المغلوبين على الآخر، أو إطلاق لفظه عليهما، إجراء للمختلفين مجرى المتفقين، وهو أنواع:
١- تغليب المذكر، كقوله تعالى: وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ القيامة: ٩، غلب المذكر، لأن الواو جامعة، لأن لفظ الفعل مقتض، ولو أردت العطف امتنع.
٢- تغليب المتكلم على المخاطب والمخاطب على الغائب، ومنه قوله تعالى: بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ النمل: ٥٥، غلب جانب (أنتم) على جانب «قوم»، والقياس
٣- تغليب العاقل على غيره، كقوله تعالى: قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ فصلت:
١١، فجمعها جمع السلامة لأنه: أراد ائتيا بمن فيكما من الخلائق طائعين، فخرجت الحال على لفظ الجمع، وغلب من يعقل من الذكور.
٤- تغليب المتصف بالشىء على ما لم يتصف به، كقوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا البقرة: ٢٣، غلب غير المرتابين على المرتابين.
٥- تغليب الأكثر على الأقل، كقوله تعالى: لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا الأعراف: ٨٨، أدخل شعيب عليه السّلام فى قوله: لَتَعُودُنَّ بحكم التغليب، إذ لم يكن فى قريتهم أصلا حتى يعود إليها.
٧- تغليب الجنس الكثير الأفراد على فرد من غير هذا الجنس، مغمور فيما بينهم، بأن يطلق اسم الجنس على الجميع، كقوله تعالى: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ ص: ٧٣، ٧٤، فلقد عد إبليس منهم مع أنه كان من الجن، تغليبا لكونه جنيا واحدا فيما بينهم، ولأن جعل الاستثناء على الاتصال هو الأصل.
٧- تغليب الموجود على ما لم يوجد، كقوله تعالى: بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ البقرة:
٤، فإن المراد المنزل كله، وإنما عبر عنه بلفظ المضى، وإن كان بعضه مترقبا، تغليبا للموجود على ما لم يوجد.
٨- تغليب الإسلام، كقوله تعالى: وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ الأحقاف: ١٨، لأن الدرجات للعلو والدركات للسفل، فاستعمل الدرجات فى القسمين تغليبا.
٩- تغليب ما وقع بوجه مخصوص على ما وقع بغير هذا الوجه، كقوله تعالى:
١٠- تغليب الأشهر، كقوله تعالى: يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ الزخرف: ٢٨، أراد: المشرق والمغرب، فغلب المشرق، لأنه أشهر الجهتين.
(٣٤) التفسير والتأويل:
قال ابن فارس: معانى العبارات التى يعبر بها عن الأشياء ترجع إلى ثلاثة:
المعنى، والتفسير، والتأويل، وهى وإن اختلفت فالمقاصد متقاربة.
فأما المعنى، فهو القصد والمراد.
وأما التفسير لغة، فهو: الإظهار والكشف، وفى الاصطلاح: هو علم نزول الآية وسورتها، والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها، ومقيدها، ومجملها ومفسرها، وعلم حلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها.
وأما التأويل، فهو صرف الآية إلى ما تحمله من المعانى.
والتفسير أعم من التأويل، وأكثر استعماله فى الألفاظ، وأكثر استعمال التأويل فى المعانى، كتأويل الرؤيا، وأكثره يستعمل فى الكتب الإلهية، والتفسير يستعمل فى غيرها. والتفسير أكثر ما يستعمل فى معانى مفردات الألفاظ.
والتفسير فى عرف العلماء كشف معانى القرآن، وبيان المراد أعم من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره، وبحسب المعنى الظاهر وغيره.
والتفسير إما أن يستعمل فى غريب الألفاظ، كالبحيرة والسائبة والوصيلة، أو فى وجيز مبين بشرح، كقوله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ البقرة: ٤٣،
وأما التأويل فإنه يستعمل مرة عامّا ومرة خاصّا، نحو الكفر، فإنه يستعمل تارة فى الجحود المطلق، وتارة فى جحود البارئ خاصة.
وقيل: التأويل، كشف ما انغلق من المعنى، ولهذا يقال: التفسير يتعلق بالرواية، والتأويل يتعلق بالدراية.
ويعتبر فى التفسير الإتباع والسماع، وإنما الاستنباط فيما يتعلق بالتأويل.
وقيل: التأويل، صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وما بعدها، تحتمله الآية، غير مخالف للكتاب والسنة من طريق الاستنباط، فأما التأويل المخالف للآية والشرع فمحظور، لأنه تأويل الجاهلين، وهذا مثل تأويل الروافض لقوله تعالى:
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ الرحمن: ١٩، أنهما على وفاطمة، (يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان) الرحمن: ٢٢، أنهما الحسن والحسين، رضى الله عنهما.
وأمهات مآخذ التفسير أربعة:
١- النقل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
٢- الأخذ بقول الصحابى.
٣- الأخذ بمطلق اللغة.
٤- التفسير بالمقتضى من معنى الكلام والمقتضب من قوة الشرع.
ويقسمون التفسير أقساما أربعة، وهى:
١- قسم تعرفه العرب فى كلامها، وهذا ما يرجع فيه إلى لسانهم، شأن اللغة والإعراب.
٢- مالا يعذر واحد يجهله، وهو ما تتبادر الأفهام إلى معرفة معناه من النصوص المتضمنة شرائع الأحكام ودلائل التوحيد، وكل لفظ أفاد معنى واحدا جليّا لاسواه، يعلم أنه مراد الله تعالى.
٣- ما لا يعلمه إلا الله تعالى، وهو ما يجرى مجرى الغيوب، نحو الآى المتضمنة قيام الساعة ونزول الغيث، وما فى الأرحام، وتفسير الروح.
وكل متشابه فى القرآن لا مساغ للاجتهاد فى تفسيره، ولا طريق إلى ذلك إلا بالتوقيف من أحد ثلاثة أوجه:
(أ) نص من التنزيل.
(ب) بيان من النبى صلّى الله عليه وسلم.
(ج) إجماع الأمة على تأويله.
٤- ما يرجع إلى اجتهاد العلماء، وهو الذى يغلب عليه إطلاق التأويل، وهو صرف اللفظ إلى ما يؤول إليه، فالمفسر ناقل، والمؤول مستنبط.
فكل لفظ احتمل معنيين فأكثر لم يجز لغير العلماء الاجتهاد فيه، وعلى العلماء اعتماد الشواهد والدلائل، وليس لهم أن يعتمدوا مجرد رأيهم فيه.
(٣٥) التقديم والتأخير:
وهو تقديم ما رتبته التأخير، كالمفعول، وتأخير ما رتبته التقديم كالفاعل، نقل كل واحد منهما عن رتبته وحقه، وله أسباب، منها:
١- أن يكون فى التأخير إخلال ببيان المعنى، ومنه قوله تعالى: وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ غافر: ٢٨، فإنه لو أخر مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ فلا يفهم أنه منهم.
٢- أن يكون فى التأخير إخلال بالتناسب، فيقدم لمشاكلة الكلام ولرعاية الفاصلة، كقوله تعالى: وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ فصلت:
٣- لعظمه والاهتمام به، كقوله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ: البقرة:
٤٣، فبدأ بالصلاة لأنها أهم.
٥- أن يكون الخاطر ملتفتا إليه والهمة معقودة به، كقوله تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الأنعام: ١٠٠، بتقديم المجرور على المفعول الأول، لأن الإنكار متوجه إلى الجعل لله لا إلى مطلق الجعل.
٦- أن يكون التقديم لإرادة النبكيت والتعجب من حال المذكور، كتقديم المفعول الثانى على الأول فى قوله تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ الأنعام: ١٠٠، والأصل «الجن شركاء» وقدم لأن المقصود التوبيخ، وتقديم (الشركاء) أبلغ فى حصوله.
٧- الاختصاص، وذلك بتقديم المفعول والخبر والظرف والجار والمجرور، كقوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ فاتحة الكتاب: ٥، أى نختصك بالعبادة، فلا نعبد غيرك.
وهو إما:
(أ) أن يقدم والمعنى عليه.
(ب) أن يقدم وهو فى المعنى مؤخر.
(ج) ما قدم فى آية وأخرى فى أخرى.
(أ) ما قدم والمعنى عليه:
ومقتضياته كثيرة، منها:
١- السبق، وهو أقسام:
(١) السبق بالزمان والإيجاد، كقوله تعالى: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ آل عمران: ٦٨، والمراد: الذين اتبعوه فى زمن.
(ب) سبق إنزال، كقوله تعالى: الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ الأعراف: ١٥٧.
(د) سبق تنزيه، كقوله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ البقرة: ٢٨٠، فبدأ بالرسول قبل المؤمنين، ثم بدأ بالإيمان بالله، لأنه قد يحصل بدليل العقل، والعقل سابق فى الوجود على الشرع.
٢- بالذات، كقوله تعالى: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ الكهف: ٢٢ وكذلك جميع الأعداد، كل مرتبة هى متقدمة على ما فوقها بالذات.
٣- بالعلة والسببية، كقوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ الفاتحة: ٥، قدمت العبادة لأنها سبب حصول الإعانة.
٤- بالمرتبة، كقوله تعالى: غَفُورٌ رَحِيمٌ البقرة: ١٧٣، فإن المغفرة سلامة والرحمة غنيمة، والسلامة مطلوبة قبل الغنيمة.
٥- بالداعية، كتقدم الأمر بغض الأبصار على حفظ الفروج، كقوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ النور: ٣٠، لأن البصر داعية إلى الفرج، بقوله صلّى الله عليه وسلم: «العينان تزنيان والفرج يصدق ذلك أو يكذبه».
٦- التعظيم، كقوله تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ النساء: ٦٩.
٧- الشرف، كقوله تعالى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ الأحزاب: ٣٥، لشرف الذكورة. والشرف أنواع: شرف الحرية، شرف الفعل، شرف الإيمان، شرف العلم، شرف الحياة، شرف المعلوم، شرف الإدراك، شرف المحازاة، شرف العموم، شرف الإباحة، الشرف بالفضيلة، وكل هذا له شواهده من القرآن الكريم.
٨- الغلبة والكثرة، كقوله تعالى: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ فاطر: ٣٢، قدم الظالم لكثرته، ثم المقتصد، ثم السابق.
٩- سبق ما يقتضى تقديمه، وهو دلالة السياق، كقوله تعالى: وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ النحل: ٦، لما كان إسراحها وهى خماص،
١٠- مراعاة اشتقاق اللفظ، كقوله تعالى: لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ المدثر: ٣٧.
١١- الحث عليه خيفة من التهاون به، كتقديم تنفيذ الوصية على وفاء الدين، كقوله تعالى: مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ النساء: ١١، فإن وفاء الدين سابق على الوصية، لكن قدم الوصية لأنهم كانوا يتساهلون بتأخيرها بخلاف الدين.
١٢- لتحقق ما بعده واستغنائه هو عنه فى تصوره، كقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مريم: ٩٦.
١٣- الاهتمام عند المخاطب، كقوله تعالى: فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها النساء: ٨٦.
١٤- للتنبيه على أنه مطلق لا مقيد، كقوله تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ الأنعام: ١٠٠، على القول بأن الله فى موضع المفعول الثانى ل «جعل» وشركاء، مفعول أول. ويكون «الجن» فى كلام ثان مقدر، كأنه قيل: فمن جعلوا شركاء؟
قيل: الجن. وهذا يقتضى وقوع الإنكار على جعلهم «لله شركاء» على الإطلاق، فيدخل بشركة غير الجن، ولو أخر فقيل: وجعلوا الجن شركاء لله، وكان الجن مفعولا أولا وشركاء ثانيا، فتكون الشركة مقيدة غير مطلقة، لأنه جرى على الجن، فيكون الإنكار توجه لجهل المشاركة للجن خاصة، وليس كذلك.
١٥- للتنبيه على أن السبب مرتب، كقوله تعالى: يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ التوبة: ٣٥، قدم الجباه ثم الجنوب، لأن مانع الصدقة كان يصرف وجهه أولا عن السائل. ثم ينوء بحانبه، ثم يتولى بظهره.
(أ) إما من الأقرب إلى الأبعد، كقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ آل عمران: ٥، لقصد الترقى.
(ب) وإما من الأبعد إلى الأقرب، كقوله تعالى: إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ الجاثية: ٣.
(ح) وإما من الأعلى، كقوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ آل عمران: ١٨.
(د) وإما من الأدنى، كقوله تعالى: وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً الكهف: ٤٩.
١٧- الترقى، كقوله تعالى: أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها الأعراف: ١٩٥، فإنه سبحانه بدأ منها بالأدنى لغرض الترقى، لأن منفعة الرابع أهم من منفعة الثالث، فهو أشرف منه، ومنفعة الثالث أعم من منفعة الثانى، ومنفعة الثانى أعم من منفعة الأول، فهو أشرف منه.
١٨- مراعاة الإفراد، فإن المفرد سابق على الجمع، كقوله تعالى: الْمالُ وَالْبَنُونَ الكهف: ٤٦.
١٩- التحذير منه والتنفير منه، كقوله تعالى: الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً النور: ٣، قرن الزنى بالشرك وقدمه.
٢٠- التخويف منه، كقوله تعالى: فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ هود: ١٠٥.
٢١- التعجب من شأنه، كقوله تعالى: وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ: الأنبياء: ٧٩، قدم الجبال على الطير، لأن تسخيرها له وتسبيحها أعجب وأدل على القدرة، وأدخل فى الإعجاز، لأنها جماد والطير حيوان ناطق.
٢٢- كونه أدل على القدرة، كقوله تعالى: فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ النور: ٤٥.
٢٣- قصد الترتيب، كما فى آية الوضوء، فان إدخال المسح بين الغسلين،
٢٤- خفة اللفظة، كتقديم الإنس على الجن، فالإنس أخف، لمكان النون والسين المهموسة.
٢٥- رعاية الفواصل، كتأخير الغفور فى قوله تعالى: لَعَفُوٌّ غَفُورٌ الحج: ٦٠.
(ب) أن يقدم وهو فى المعنى مؤخر.
فمنه:
١- ما يدل على ذلك الإعراب، كتقديم المفعول على الفاعل في نحو قوله تعالى: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ فاطر: ٢٨.
٢- ما يدل على المعنى، كقوله تعالى: وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها البقرة:
٧٢، فهذا أول القصة، وإن كانت مؤخرة فى التلاوة.
(ج) ما قدم فى آية وأخر فى أخرى.
فمن ذلك: قوله تعالى فى فاتحة الفاتحة: الْحَمْدُ لِلَّهِ وفى خاتمة الجاثية فَلِلَّهِ الْحَمْدُ الجاثية: ٣٦.
ومن أنواعه:
١- أن يقدم اللفظ فى الآية ويتأخر فيها، لقصد أن يقع البداءة والختم به للاعتناء بشأنه، كقوله تعالى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ آل عمران: ١٠٦.
٢- أن يقع التقديم فى موضع والتأخير فى آخر، واللفظ واحد والقصة واحدة للتفتن فى الفصاحة وإخراج الكلام على عدة أسباب، كما فى قوله تعالى:
وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ البقرة: ٥٨، وقوله تعالى: وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً الأعراف: ١٦١.
وهو استيفاء المتكلم أقسام الشىء بحيث لا يغادر شيئا، كقوله تعالى: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ فاطر: ٣٢، فإنه لا يخلو العالم جميعا من هذه الأقسام الثلاثة: إما ظالم نفسه، وإما سابق مبادر إلى الخيرات، وإما مقتصد فيها، وهذا من أوضح التقسيمات وأكملها.
(٣٧) التكرار- وانظر: القصة:
وهو إعادة اللفظ أو مرادفه لتقرير معنى، خشية تناسى الأول لطول العهد به، فإن أعيد لا لتقرير المعنى السابق لم يكن منه، وفوائده:
١- زيادة التنبيه على ما ينفى التهمة ليكمل تلقى الكلام بالقبول، ومنه قوله تعالى:
وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ. يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ غافر: ٣٨، ٣٩، وتكرار النداء لهذا.
٢- إذا طال الكلام وخشى تناسى الأول أعيد ثانيا، تطرية له وتجديدا العهده، كقوله تعالى: وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ البقرة: ٨٩، فهذا تكرار للأول، لأن «لما» لا تجيء بالفاء.
٣- فى مقام التهويل والتعظيم، كقوله تعالى: الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ القارعة: ١ ٤- فى مقام الوعيد والتهديد، كقوله تعالى: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ. ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ التكاثر: ٦، ٧، ذكر «ثم» فى المكرر دلالة على أن الإنذار الثانى أبلغ من الأول، وفيه تنبيهه على تكرر ذلك مرة بعد أخرى، وإن تعاقبت عليه الأزمنة لا يتطرق إليه تغيير بل هو مستمر أبدا.
٥- التعجب، كقوله تعالى: فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ المدثر:
١٩، ٢٠، فأعيد تعجبا من تقديره، وإصابته الغرض.
وما بعدها، فإنها وإن تعددت فكل واحد منها متعلق بما قبله.
(٣٨) تنجيم القرآن، أى نزوله منجما:
فيما بين السابع عشر من رمضان- من السنة الحادية والأربعين من ميلاد الرسول، وكان بدء نزول الوحى، وإلى ما قبل موته صلّى الله عليه وسلم، بأيام لا تجاوز الواحد والثمانين ولا تنقص عن العشرة، وكان آخر ما نزل من الوحى، أى فى نحو من إحدى وعشرين سنة، أو على الأصح فى نحو من ثمانى عشرة سنة، بإسقاط المدة التى فتر فيها الوحى والتى بلغت ثلاث سنين- نزل هذا القرآن منجما يشرع للناس. ويتابع الأحداث، ويجيب وببين وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ الفرقان: ٣٣ وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا الإسراء: ١٠٦.
وما كانت حكمة السماء تقضى إلا بهذا مع أمة يراد لها أولا التحول من عقائد إلى عقيدة، والخروج من وثنية إلى دين، ومن أوهام وظنون إلى منطق وحق، ومن لا إيمان إلى إيمان.
تلك خطوة أولى كان من الحكمة أن تبدأ بها الدعوة وتفرغ لها، حتى إذا ما ضمت الناس على الطريق أخذتهم بما تحمى إيمانهم به، فحاطتهم بعبادات وألزمتهم بواجبات، والناس لا يمضون فيما جد عليهم خرسا لا ينطقون، وعميا لا ينظرون.
وغفلا لا يتدبرون، فهم مع هذا كله سائلون يتبينون، والوحى يتابعهم فى كل ما فيه يستفسرون. إذ به تمام الرسالة.
ثم إن هذه الدعوة السماوية بدأت جهادا وعاشت جهادا، أملته الأيام وتمخضت عنه الأعوام، وهو وإن كان فى علم السماء قبل أن يقع لكنه كان على علم الناس جديدا لم يقع، وكان لا بد أن يلقنوه مع زمانه وأوانه.
وهكذا لم تكن الرسالة كلمة ساعتها، وإنما كانت كلمات أعوام ثمانية عشر، وكانت هذه الكلمات كلها فى علم السماء وفى اللوح المحفوظ، ولكنها نزلت إلى علم الناس مع زمانها وأوانها.
لهذا نزل القرآن منجما، ولقد خال المشركون أن دعوة الرسول إليهم كلمة، وأن صفحته معهم صفحة، وفاتهم أن الدعوة معها خطوات، وأن هذه الخطوات معها جديد على علمهم لا على علم السماء، وما أحوجهم مع كل جديد إلى مزيد، ومن أجل هذا الذى فاتهم استنكروا أن ينزل القرآن منجما وقالوا: لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً الفرقان: ٣٢، وكان جواب السماء عليهم كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا الفرقان: ٣٢، أى: جعلناه بعضه فى إثر بعض، منه ما نزل ابتداء ومنه ما نزل فى عقب واقعة أو سؤال، ليكون فى تتابعه مع الأحداث، وما تثيره من شكوك، ما يرد النفوس إلى طمأنينة، والأفئدة إلى ثبات.
وإنك لو تتبعت أسباب النزول فى القرآن ومواقع الآيات لتبينت أن رسالة الرسول لم تكن جملة واحدة ليكون القرآن جملة واحدة، بل كانت أحداثا متلاحقة تقتضى كلمات متلاحقة.
فلقد نزلت آية الظهار فى سلة بن صخر، ونزلت آية اللعان فى شأن هلال بن أمية، ونزلت آية حد القذف فى رماة عائشة، ونزلت آية القبلة بعد الهجرة وبعد أن استقبل المسلمون بيت المقدس بضعة عشر شهرا، ونزلت آية اتخاذ مقام إبراهيم مصلى حين سأل عمر الرسول فى ذلك، كذلك كانت الحال فى الحجاب، وأسرى بدر، وغير ذلك كثير، فكان القرآن ينزل بحسب الحاجة خمس آيات، وعشر آيات، وأكثر وأقل، وقد صح نزول عشر آيات فى قصة الإفك جملة،
(٣٩) التنكير: أسبابه:
١- إرادة الوحدة، كقوله تعالى: وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى القصص: ٢٠.
٢- إرادة النوع، كقوله تعالى: هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ص: ٤٩، أى نوع من الذكر.
٣- التعظيم، كقوله تعالى: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ البقرة: ٢٧٩، أى بحرب، وأى حرب.
٤- التكثر، كقوله تعالى: إِنَّ لَنا لَأَجْراً الأعراف: ١١٣، أى أجرا وافرا جزيلا، ليقابل المأجور عنه من الغلبة على مثل، موسى عليه السّلام، فإنه لا يقابل الغلبة عليه بالأجر إلا وهو عديم النظير فى الكثرة.
٥- التحقير، كقوله تعالى: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ عبس: ١٨، أى من شىء حقير مهين، ثم بين تعالى بقوله: مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ عبس: ١٩.
٦- التعليل: كقوله تعالى: وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ التوبة: ٧٢، أى رضوان قليل من بحار رضوان الله الذى لا يتناهى، أكبر من الجنات، لأن رضى المولى رأس كل سعادة.
(٤٠) التوجيه:
وهو ما احتمل معنيين. ويؤتى به عند فطنة المخاطب، كقوله تعالى حكاية عن أخت موسى عليه السّلام: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ القصص: ١٢
(٤١) التورية:
وهى أن يتكلم المتكلم بلفظ مشترك بين معنيين قريب وبعيد، ويريد المعنى البعيد، ويوهم السامع أنه أراد القريب، ومثاله قوله تعالى: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ الرحمن: ٦، أراد بالنجم: النبات الذى لا ساق له، والسامع يتوهم أن المراد الكوكب، لا سيما مع تأكيد الإيهام بذكر الشمس والقمر.
والفرق بينها وبين الاستخدام، أن التورية استعمال أحد المعنيين فى اللفظ وإهمال الآخر، وفى الاستخدام: استعمالهما معا بقرينتين.
(٤٢) التوسع:
وهو أنواع:
١- الاستدلال بالنظر فى الملكوت، كقوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ البقرة: ١٦٤.
٢- التوسع فى ترادف الصفات، كقوله تعالى: أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها النور: ٤٠.
٣- التوسع فى الذم، كقوله تعالى: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ. هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ القلم: ١٠، ١١، إلى قوله تعالى: عَلَى الْخُرْطُومِ القلم: ١٦.
١- إطلاقه وإرادة الواحد، كقوله تعالى: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ المؤمنون: ٥١، فهذا خطاب للنبى صلّى الله عليه وسلم وحده، إذ لا نبى معه ولا بعده.
٢- وضع جمع القلة موضع الكثرة، إذ الجموع يقع بعضها موقع بعض لاشتراكها فى مطلق الجمعية، كقوله تعالى: وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ سبأ: ٣٧، فإن المجموع بالألف والتاء للقلة، وغرف الجنة لا تحصى.
(٤٤) جمع القرآن:
ولقد مات رسول الله والقرآن كله مكتوب على العسب- جريد النخل- واللخاف- صفائح الحجارة- والرقاع والأديم والأكتاف- عظام الأكتاف- والأقتاب- ما يوضع على ظهور الإبل- كما كان محفوظا فى صدور الرجال يحفظه حفظة من المسلمين.
وقيل أن يقبض الله رسول إليه عارض الرسول ما أنزله عليه ربه بسوره وآياته على ما حفظه عنه حفظة المسلمين، فكان ما فى صدور الحفظة صورة مما كان فى صدر الرسول.
وكان لا بد لهذا المكتوب على الرقاع وغيرها من أن يعارض على المحفوظ فى الصدور ليخرج من بينهما كتاب الله فى صورة مقروءة، كى يفيد منه الناس جميعا على تعاقب الأزمان، فما تغنى الرقاع، ثم هى عرضة إلى بلى وتشتّت، وما يغنى الحفظة وهم إلى فناء والناقلون عنهم ليس لهم ميزة المعاصرة.
ويحرك الله المسلمين لهذه الحسنة حين استحز القتل يوم اليمامة بقراء القرآن، فيخف عمر بن الخطاب إلى أبى بكر، وكان عندها خليفة، وكان الذى استخف عمر إلى أبى بكر فزعه من أن يتخطف الموت القراء فى مواطن أخرى، كما تختطفهم
وحين جلس عمر إلى أبى بكر أخذ يناقشه فيما أتى إليه من جمع القرآن، بعد أن بسط السبب الحافز، وتلبث أبو بكر يراجع نفسه، ثم أرسل إلى زيد بن ثابت، وكان من كتاب الوحى، وحضر زيد مجلس أبى بكر وعمر وسمع منهما ما هما فيه، فإذا هو معهما فى الرأى، وإذا أبو بكر حين يجد من زيد حسن الاستجابة يتجه إليه يقول: إنك شاب عاقل لانتهمك، وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله، فتتبع القرآن اجمعه.
ومضى زيد يتتبع القرآن يجمعه ويكتبه، وكان زيد حافظا، فيسر عليه حفظه عبئه شيئا، ولكنه كان إلى هذا لا يقنع فى إثبات الآية يختلف فيها إلا بشهادة.
واجتمعت هذه الصحف فى بيت أبى بكر حياته، ثم فى بيت عمر حياته.
وكما حركت محنة اليمامة عمر إلى حسنة، حركت محنة أخرى- بعد مقتل عمر- عثمان إلى حسنة، فقد قدم حذيفة بن اليمان من حرب أرمينية وأذربيجان على عثمان فزعا من اختلاف المسلمين فى قراءة القرآن، يقول لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا.
وكما استجاب أبو بكر إلى عمر استجاب عثمان إلى حذيفة، فأرسل عثمان يطلب الصحف من عند حفصة بنت عمر وزوج النبى. وأرسلت حفصة بالصحف إلى عثمان، وجمع عثمان إليه زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وكلهم من كتاب الوحى، وأمرهم بنسخ هذه الصحف. فكتبوا منها سبع مصاحف، ثم رد عثمان الصحف إلى حفصة. فلم نزل عندها حتى أرسل مروان بن الحكم بن أبى العاصى فأخذها فحرقها، كما ذكر أبو بكر السجستانى.
إن مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصحف التى كتب فيها القرآن، فتأبى حفصة أن تعطيه إياها. قال سالم: فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها أرسل مروان بالعزيمة إلى عبد الله بن عمر، ليرسلن إليه بتلك الصحف، فأرسل بها إليه عبد الله ابن عمر، فأمر بها مروان فشققت. فقال مروان: إنما فعلت هذا لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب فى شأن هذه الصحف مرتاب، أو يقول: إنه قد كان شىء منها لم يكتب.
ولا قدرى إلى أى حد كان توفيق مروان فيما فعل، ولكنه، وهو الرجل الذى كان معاصرا لما وقع، كان عليه أن يطمئن إلى أن الأمر قد تم على أحسن ما يكون دقة وضبطا، وما نظنه غاب عنه كيف احتاط عثمان لذلك، وما نظنه إلا كان شاهد عثمان وهو يخطب الناس يناشدهم أن يأتوه بما معهم من كتاب الله، وكان عهدهم بالنبى قريبا، إذ لم يكن مضى على وفاته أكثر من ثلاث عشرة سنة، وما نظن الناس إلا قد وفوا لعثمان وجاءه كل رجل بما كان عنده، فلقد كان الرجل يأتيه بالورقة والأديم فيه القرآن.
ولقد جمع من ذلك عثمان الشىء الكثير. وما وقف عثمان عند هذه، بل لقد دعاهم رجلا رجلا، فيناشده: لسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو أملاه عليك؟ فيقول الرجل: نعم، حتى إذا فرغ من ذلك قال: من أكتب الناس؟
فقال الناس: كاتب رسول الله زيد بن ثابت. قال عثمان: فأى الناس أعرب؟
قالوا: سعيد بن العاص- وكان سعيد أشبههم لهجة برسول الله- قال عثمان: فليمل سعيد وليكتب زيد.
هذا كله فعله عثمان، وفعل إلى جانبه الاستئناس بالصحف التى تم جمعها فى عهد أبى بكر وشارك فيها عمر، والتى كانت عند حفصة، تلك الصحف التى مثلت المصحف الأول المعتمد.
ويحكى المؤرخون أن زيدا وسعيدا لم يختلفا إلا في حرف واحد فى سورة البقرة، فقال سعيد (التابوت) وقال زيد (التابوه) واختيرت قراءة سعيد ابن العاص، لأن القرآن نزل بلسان قريش.
وأرسل عثمان ستّا من هذه المصاحف إلى مكة والشام واليمن والبحرين والبصرة والكوفة، وحبس مصحفا بالمدينة، وأمر عثمان فحرق ما كان مخالفا لمصحفه.
وسيجىء بعد فى رسم المصحف: أن على بن أبى طالب كان له مصحف باسمه، أعنى كان إليه جمعه، وأنه بعد موت النبى كان قد أقسم ألا يرتدى برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن فى مصحف، ففعل.
وينقل أبو بكر السجستانى بسند متصل عن أشعث عن ابن سيرين، أنه حين تخلف عن بيعة أبى بكر أرسل إليه أبو بكر يقول له: أكرهت إمارتى يا أبا الحسن؟
فقال على: لا والله، إنى اتسمت ألا أرتدى برداء إلا لجمعة، فبايعه ثم رجع.
ثم يقول أبو بكر: لم يذكر «المصحف» أحد إلا أشعث، وهو لين الحديث، وإنما: حتى أجمع القرآن، يعنى أتم حفظه.
غير أن ابن النديم- فيما سيجىء بعد- يذكر أنه رأى عند أبى يعلى حمزة الحسنى مصحفا سقطت منه أوراق بخط على بن أبى طالب يتوارثه بنو الحسن، ثم أورد ترتيب السور فيه، وسرّى هذا (فى رسم المصحف).
ولقد كان إلى مصحف على مصاحف أخر مرت بك، هى مصحف أبى، ومصحف ابن مسعود، ومصحف ابن عباس، وكان ثمة مصاحف أخرى هى:
مصحف أبى موسى الأشعرى، ومصحف للمقداد بن الأسود، ومصحف لسالم، مولى أبى حذيفة.
ولقد كانت هذه المصاحف موزعة فى الأمصار، فكان أهل الكوفة على مصحف (- ٥- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
وكان ثمة خلاف بين هذه المصاحف، وهذا الخلاف هو الذى شهد به حذيفة حين كان مع الجيش فى فتح أذربيجان، وهذا الخلاف هو الذى فزع من أجله عثمان فنهض يجمع أصول القرآن، ويجمع إلى هذه الأصول الحفظة الموثوق بهم.
فنحن الآن بين مراحل ثلاث مر بها تدوين المصحف.
أولى هذه المراحل تلك التى كانت فى حياة النبى صلّى الله عليه وسلم، فلقد كان من حوله كتابه يكتبون ما يملى عليهم، وكان الرسول حريصا على ألا يكتب عنه غير القرآن حتى لا يلتبس به شىء آخر،
ويروون عنه صلّى الله عليه وسلم أنه قال: لا تكتبوا عنى شيئا سوى القرآن، فمن كتب عنى شيئا سوى القرآن فليمحه.
ولم يترك رسول الله دنياه إلى آخرته إلا بعد أن عارض ما فى صدره على ما فى صدور الحفظة الذين كانوا كثرة، وحسبك ما يقال عن كثرتهم أنه فى غزوة بئر معونة قتل منهم- أى من القراء- سبعون- ثم حسبك عن كثرتهم أنه كانت منهم سيّدة، هى أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث:
وكان رسول الله يزورها ويسميها الشهيدة، وكانت قد جمعت القرآن، وقد أمرها رسول الله أن تؤم أهل دارها.
ثم حسبك دليلا على أن القرآن كتب فى حياة الرسول، وأنه كتب فى صحة وضبط، ما رواه البراء مع نزول قوله تعالى: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ النساء: ٩٤، قال الرسول: ادع لى زيدا، ثم قال: اكتب «لا يستوى»، أى إن الرسول كان يملى على كاتبه لساعته.
ثم لعلك تذكر فى إسلام عمر أن رجلا من قريش قال له: أختك قد صبأت- أى خرجت عن دينك- فرجع إلى أخته ودخل عليها بيتها ولطمها لطمة شج بها وجهها. فلما سكت عنه الغضب نظر فإذا صحيفة فى ناحية البيت فيها «بسم الله الرحمن الرحيم سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
فهذه وتلك تدلانك على أن الكتاب كانوا يكتبون بإملاء الرسول، وأن هذا المكتوب كان يتناقله الناس.
والثانية من تلك المراحل ما كان من عمر مع أبى بكر حين استحر القتل بالقراء فى اليمامة، وما انتهى إليه الرأى بين أبى بكر وعمر فى أن يكلا إلى زيد بن ثابت جمع المصحف، لتكون معارضة بين ما هو مكتوب فى الألواح وبين ما هو محفوظ فى الصدور، قبل أن تأتى المواقع على حفظة القرآن، فما من شك في أن الاثنين يكمل أحدهما الآخر، لمن أراد أن يبلغ الكمال والدقة والضبط.
وما يمنع من هذا الذى فكر فيه عمر أن يكون هناك جمع سابق على يد نفر من الصحابة، مثل ما فعل على، ومثل ما فعل ابن مسعود، ومثل ما فعل ابن عباس، ومثل ما فعل غير هم.
وما كان هذا يغيب عن عمر، ولكن كان ثمة فرق بين ما فكر فيه عمر وما سبق بعض الصحابة به، فلقد كان الرأى عند عمر أن يبادر فى ظل وجود القراء إلى إيجاد مصحف رسمى يصدر بتكليف من الخليفة، والخليفة أقوى على حشد الجهود العظيمة لهذا العمل العظيم.
ولقد أحس زيد بثقل المهمة التى أرادها عمر وأرادها معه أبو بكر، فأبوبكر وعمر لم يريدا عملا فريديّا يحمل عبئه فرد واحد، وإنما أرادا عملا جماعيّا تحمل عبئه الخلافة وباسم الخلافة يصدر.
من أجل ذلك قال زيد: فو الله لو كلفونى نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل على مما كان أمرونى به من جمع القرآن.
ومن أجل ذلك مضى زيد يتحرى، لم يكتف بما فى صدره وما بين يديه، بل
ومن أجل ذلك قال أبو بكر لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد فمن جاء كما بشاهدين على شىء من كتاب الله فاكتباه.
ومن أجل ذلك لم يقعد زيد عن السعى ليجد آخر المطاف آخر سورة التوبة مع خزيمة بن ثابت.
إذن فلقد كان مصحف أبى بكر وعمر أول مصحف رسمى جمعه زيد بن ثابت لهما فى ظل هذا التحرى الدقيق، الذى كان أبو بكر وعمر من ورائه، غير أن هذا المصحف الرسمى لم يأخذ طريقه الرسمى إلى الأمصار، ولعل مقتل عمر هو الذى أخر ذلك.
والمرحلة الثالثة والأخيرة هى المرحلة التى تمت على يد عثمان. وكانت تتمة للمرحلة الرسمية التى بدأت فى عهد أبى بكر وشاركه فيها عمر، فلقد وقع الذى كان يخشاه عمر، والذى فكر من أجله فى هذا الجمع الرسمى، وعجل به القتل عن أن يمضى فيه إلى آخره.
فلقد مر بك كيف استقل كل مصر بمصحف، وكانت مصاحف فردية لم يجتمع لها ما اجتمع لمصحف أبى بكر الذى انتهى إلى حفصة، ثم انتهى إلى عثمان، من جهد جماعى مستوعب، ولقد سعى «على» جهده، وسعى «أبى» جهده، وسعى «ابن عباس» جهده، ولكن هذه الجهود لو تلاقت كما تلاقت حياة أبى بكر وعمر لخضعت لتعديل كثير، ودليلنا على ذلك أنه لما خرج إلى الأمصار مصحف عثمان دان الناس لتحريره قبل أن يدينوا لسلطان الخليفة، وما يستطيع أحد أن يظن بالمسلمين اللين والضعف على أن يقفوا لأقوى الخلفاء يلزموه رأيهم إن كانوا يعرفون أنه الحق، ولكن انصياع المسلمين فى الأمصار كلها لمصحف عثمان، وما كان عثمان بالعنيف، يدلك على أن المصحف العثمانى خرج من إجماع اطمأنت القلوب إليه.
ولقد كان «على» صاحب مصحف اختفى بظهور مصحف عثمان، ولكن هذا لم يمنعه من نصرة الحق الذى جاهد من أجله حياته كلها.
والذى قبله «على» قبله «ابن مسعود»، وقبله بعد هذين كثيرون من الصحابة.
يروى أبو بكر السجستانى بسند متصل عن مصعب بن سعد، قال: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف، فأعجبهم ذلك ولم ينكر ذلك منهم أحد.
وما أجل هذه التى فعلها عثمان، وحسبه عنها ما يرويه أبو بكر السجستانى بسند متصل عن عبد الرحمن بن مهدى يقول: خصلتان لعثمان بن عفان ليستا لأبى بكر ولا لعمر: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
وحسبك أن تعلم أن الحال فى اختلاف الناس لم تكن أيام عثمان فى الأمصار دون المدينة، بل شملت المدينة أيضا، فلقد كان المعلمون فيها لكل معلم قراعته، فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون، فكان هذا لعثمان، إلى ما بلغه من حذيفة، مما أفزعه وجعله يقوم بين الناس خطيبا ويقول: أنتم عندى مختلفون فيه فتلحنون، فمن نأى عنى من الأمصار أشد فيه اختلافا وأشد لحنا، اجتمعوا يا أصحاب محمد واكتبوا للناس إماما.
من أجل هذا سمى مصحف عثمان: الإمام.
وقد أرسل عثمان من هذا المصحف نسخا للأمصار- كما مربك- وأمر بأن يحرق ما عداها.
ويحيك ابن فضل الله العمرى فى كتابه مسالك الأبصار وهو يصف مسجد
ومعنى هذا أن المصحف كان بدمشق حياة العمرى أى النصف الأول من القرن الثامن الهجرى، فلقد كانت وفاة العمرى سنة ٧٤٩ هـ.
ويرجح المتصلون بالتراث العربى أن هذا المصحف هو الذى كان في دار الكتب بمدينة لينجراد ثم انتقل منها إلى إنجلترا، ولا يزال بها إلى اليوم.
ويروى السفاقسى فى كتابه «غيث النفع» :«ورأيت فيه- يعنى مصحف عثمان- أثر الدم وهو بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة».
ولقد كان فى دار الكتب العلوية فى النجف مصحف بالخط الكوفى مكتوب فى آخره، كتبه على بن أبى طالب فى سنة أربعين من الهجرة، وهى السنة التى توفى فيها على.
ولقد كتب نفر من السلف كتبا عرضوا فيها للمصاحف القديمة التى سبقت مصحف عثمان. والتى جاء مصحف عثمان ملغيا لها، نذكر منها:
١- اختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق، لابن عامر، المتوفى سنة ١٨٨ هـ.
٢- اختلاف مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة. عن الكسائى، المتوفى سنة ١٨٩ هـ.
٣- اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام فى المصاحف، للغراء، المتوفى سنة ٢٠٧ هـ.
٤- اختلاف المصاحف لخلف بن هشام، المتوفى سنة ٢٢٩ هـ.
٥- اختلاف المصاحف وجامع القراءات، للمدائنى، المتوفى سنة ٢٣١ هـ.
٦- اختلاف المصاحف، لأبى حاتم سهل بن محمد السجستانى، المتوفى سنة ٢٤٨ هـ.
٨- المصاحف، لأبى بكر عبد الله بن أبى داود السجستانى، المتوفى سنة ٣١٦ هـ.
٩- المصاحف، لابن الأنبارى، المتوفى سنة ٣٢٧ هـ.
١٠- المصاحف، لابن أشته الأصبهانى، المتوفى سنة ٣٦٠ هـ.
١١- غريب المصاحف، للوراق.
ولقد انتهى إلينا من هذه الكتب كلها كتاب المصاحف لأبى بكر عبد الله بن أبى داود السجستانى. وقد نقلت منه نصوصا وأشرت إلى مواضعها من النسخة المطبوعة من هذا الكتاب.
ويكاد يكون كتاب أبى بكر السجستانى جامعا لكلام من سبقوه، لتأخره فى الزمن عنهم، وما أظن من بعده أضاف كثيرا، أعنى بهذا أن كتاب أبى بكر السجستانى يكاد يمثل لنا هذا الخلاف كله.
وعثمان لم يقدم على ما فعل إلا حين فزعه من الخلاف، ولم يمض ما أقدم عليه إلا بعد أن اطمأنت نفسه إلى ما انتهى إليه، ولم يطمئن إلى اطمئنانه إلا بعد أن آزرته عليه الكثرة، وبعد هذا كله وقف عثمان موقفه الحازم القاطع فألزم الأمصار بالمصحف الإمام، ثم حرق ما عداه. ومعنى هذا أنه لا رجعة إلى هذا الخلاف ولا سبيل إلى الرجعة إليه، إذ لو صح أن ثمة شك قد انتهى إليه عثمان لما كان منه هذا القرار الحازم القاطع.
ولعلك تذكر ما كان من مروان من إحراقه مصحف حفصة الذى كان مرجعا من مراجع المصحف الإمام، ولقد كان سنده، غير أنه أراد من هذا ألا يكون ثمة رجعة إلى الوراء تثير هذا الخلاف فى كتاب قال فيه تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ الحجر: ١٢.
وثمة أشياء ثلاثة أثارتها كتب المصاحف أحب أن أعرضها وأذكر أى فيها:
وهذا الحديث لا يحب أن يمر دون أن يضم إليه حديث ثان يعزى إلى عثمان أيضا عن عكرمة الطائى يقول: لما أتى عثمان رضى الله عنه بالمصحف رأى فيه شيئا من لحن فقال: لو كان المملى من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا.
ولقد مر بك أن عثمان اختار حين كتب مصحفه رجلين، هما: زيد بن ثابت، وكان أكتب الناس، وسعيد بن العاصى، وكان أفصح الناس، وأشبههم لهجة برسول الله صلّى الله عليه وسلم. وما كانت تغيب عن عثمان، ولا عمن كانوا مع عثمان، يوم شمروا لكتابة المصاحف، هذه الاختلافات فى الرسم الإملائى التى ظهرت بعد كتابة المصحف، وتمنى عثمان لو لم تكن حين قال: لو كان المعلى من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا.
ثم كيف ترد هذه التى وردت فى الحديث الأول عن عثمان، وهو الذى كان من وراء من يكتبان، يراجع ما يكتبانه حرفا حرفا وكلمة كلمة ويصلح ما فاتهما، وما نظن عثمان ونى فى هذا العبء ولا فتر، وهو يعلم جده وخطره، وهو يعلم المتحفزين به من وراء ذلك على عمل حمل عبئه على الرغم منهم.
اللهم إن ثمة شيئا لا ندفعه، وهو ما جاء فى المصحف الإمام من رسم قديم كان مظنة اللبس، ورأى عثمان أن ألسنة العرب تقيمه على وجهه، وإن بدا على غير وجهه، فلم يعرض له. ولعل هذا هو تفسيرا ما جاء على لسان عثمان فى حديثه، إن صح أنه له، يؤيدنا على ذلك حديثه الثانى الذى عقبت به.
ويفسر هذا قول ابن أشته فى كتابه «المصاحف» : جميع ما كتب خطأ يجب أن يقرأ على صحة لغته لا على رسمه، وذلك فى نحو (لا أوضعوا) و (لا أذبحنه) بزيادة ألف فى وسط الكلمتين. إذ لو قرئ بظاهر الخط لكان لحنا شنيعا، يقلب معنى الكلام ويخل بنظامه.
ويؤيد هذا ما روى عن عمر بن الخطاب: «إنا لنرغب عن كثير من لحن أبى».
يعنى: لغة أبى.
وثانيها: ما يعزى إلى عائشة، يرويه هشام بن عروة عن أبيه، قال: سألت عائشة عن لحن القرآن: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ طه: ٦٣، وعن قوله تعالى:
وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ النساء: ١٦٢، وعن قوله تعالى: وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ المائدة: ٦٩، فقالت: يابن أختى، هذا عمل الكتاب، اخطئوا فى الكتاب.
ومثل هذا الذى عزى لعائشة يعزى لأبان بن عثمان يرويه الزبير يقول: قلت لأبان بن عثمان: كيف صارت لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ ما بين يديها وما خلفها رفع وهى نصب؟ قال: من قبل الكتاب، كتب ما قبلها ثم قال:
ما أكتب؟ قال: «اكتب: المقيمين الصلاة» فكتب ما قيل له.
وينضم إلى هذا ما يعزى إلى سعيد بن جبير أنه قال: فى القرآن أربعة أحرف لحن: وَالصَّابِئُونَ، (والمقيمون)، فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ، إِنْ هذانِ لَساحِرانِ.
وقبل أن أقول كلمتى أحب أن تأنس معى بقول عالم جليل من علماء التفسير واللغة، وما أبغى أن أضم إليه غيره لأثقل عليك.
يقول الزمخشرى محمود بن عمر فى كتابه «الكشاف» : وَالصَّابِئُونَ- المائدة: ٦٩، رفع على الابتداء، والنية به التأخير عما فى حيز «إن» من اسمها وخبرها، كأنه قيل:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم | بغاة ما بقينا فى شقاق |
وَالصَّابِئُونَ معطوف لا بد له من معطوف عليه فما هو؟ قلت: مع خبره المحذوف جملة معطوفة على جملة قوله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ولا محل لها، كما لا محل للتى عطفت عليها. فإن قلت: ما التقديم والتأخير إلا لفائدة، فما فائدة هذا التقديم؟ قلت:
فائدته التنبيه على أن الصابئين أبين هؤلاء المعدودين ضلالا وأشدهم غيّا، وما سموا صابئين إلا لأنهم صبئوا عن الأديان كلها، أى خرجوا، كما أن الشاعر قدم قوله: «وأنتم» تنبيها على أن المخاطبين أوغل فى الوصف بالبغاة من قومه، حيث عاجل به قبل الخبر الذى هو «بغاة» لئلا يدخل قومه فى البغى قبلهم، مع كونهم أوغل فيه منهم وأثبت قدما. فإن قلت: فلو قيل: والصابئين وإياكم، لكان التقديم حاصلا؟ قلت: لو قيل هكذا لم يكن من التقديم فى شىء، لأنه لا إزالة فيه عن موضعه، وإنما: يقال مقدم ومؤخر، للمزال لا للقار فى مكانه، ومجرى هذه الجملة مجرى الاعتراض فى الكلام.
وقال الزمخشرى: وَالْمُقِيمِينَ النساء: ١٦٢، نصب على المدح ولبيان فضل الصلاة، وهو باب واسمع، وقد كسره سيبويه على أمثلة وشواهد، ولا يلتفت إلى
وقيل: هو عطف على بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ، أى يؤمنون بالكتاب وبالمقيمين الصلاة، وهم الأنبياء. وفى مصحف عبد الله (والمقيمون) بالواو، وهى قراءة مالك بن دينار، والجحدرى، وعيسى الثقفى.
وقال الزمخشرى: وَأَكُنْ المنافقون: ١٠، عطفا على محل فَأَصَّدَّقَ، كأنه قيل: إن أخرتى أصدر وأكن. ومن قرأ (وأكون) على النصب، فعلى اللفظ.
وقرأ عبيد بن عمير (وأكون) على: وأنا أكون، عدة منه بالصلاح.
وقال الزمخشرى: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ، طه: ٦٣، قرأ أبو عمر: إن هذين لساحران، على الجهة الظاهرة المكشوفة، وابن كثير وحفص: إن هذا لساحران، على قولك: إن زيد لمنطلق. واللام هى الفارقة بين أن النافية والمخففة من الثقيلة.
وقرأ أبى: إن ذان إلا ساحران. وقرأ ابن مسعود: أن هذان ساحران، بفتح إن وبغير لام، بدل من «النجوى». وقيل فى القراءة المشهورة- وهو يعنى المصحف الإمام- إن هذان لساحران، هى لغة بلحارث بن كعب، جعلوا الاسم المثنى نحو الأسماء التى آخرها ألف، كعصا وسعدى، فلم يقلبوها فى الجر والنصب. وقال بعضهم: «إن» بمعنى: نعم، و «ساحران» خبر مبتدأ محذوف واللام داخلة على الجملة، تقديره: لهما ساحران. وقد أعجب به أبو إسحاق.
ومن هذا ترى أن القراءات السبع فى القرآن، لغات للعرب جاءت مبثوثة فى القرآن، وبها كلها يتجه الكلام.
ثم إن ما جاء منسوبا إلى عثمان فقد قدمت دفعى له وتأويله، ويحضرنى هنا بعد
وأما ما جاء منسوبا إلى عائشة، فما أظن عائشة تسكت على خطأ الكتّاب فى كتاب الله وترضى به يشيع ويخرج عن المدينة إلى الأمصار، ولم تكن بعيدة عن عثمان ولا عن الصحابة الكاتبين، وما أظنها كانت أقل منهم حرصا على سلامة كتاب الله. وحسبك ما قدمه الزمخشرى فى هذه.
وأما عن تلك التى ينسبونها لأبان بن عثمان، فلا أدرى كيف جاءت على لسانه، مع العلم بأنه ممن لم يشهدوا عصر التدوين، ولا كان حاضرا ذلك، فلقد كانت وفاته سنة ١٠٥ هـ، وعثمان مات سنة ٣٥ هـ.
وبعد. فهذا الذى نسب إلى أبان استنباط لا رواية مأثورة، وهذا الاستنباط الذى استنبطه أبان لا يصح إلا عن مشاهدة أو سماع عن مشاهدة. وكلاهما لم يتوفر لهذا الحكم.
وثالث الأشياء التى أردت ألا أسكت عنها: هو ما يعزوه أصحاب التواليف فى المصاحف إلى الحجاج بن يوسف، وأنه غير فى مصحف عثمان أحد عشر حرفا، وقد رواها أبو بكر السجستانى فى كتابة المصاحف مرتين.
الأولى يقول فيها: حدثنا عبد الله: حدثنا أبو حاتم السجستانى: حدثنا عباد ابن صهيب، عن عوف بن أبى جبلة: أن الحجاج بن يوسف غير فى مصحف عثمان أحد عشر حرفا.
والثانية يقول فيها: قال أبوبكر- يعنى نفسه- كان فى كتاب أبى: حدثنا رجل. فسألت أبى: من هو؟ فقال: حدثنا عباد بن صهيب، عن عوف بن أبى جبلة: أن الحجاج بن يوسف غير فى مصحف عثمان أحد عشر حرفا.
١- كانت فى البقرة (لم يتسن) فغيرها لَمْ يَتَسَنَّهْ الآية: ٢٥٩، وأحب أن أعقب أن ابن مسعود قرأ (لم يتسن) والأصل فيها (يتسنن).
فقلبت لأن الثانية حرف علة، كما فى: تقضض، وتقضى. وقرأ حمزة والكسائى بحذف الهاء فى الوصل، على أنها هاء السكت، وقرأ باقى السبعة بإثبات الهاء فى الوصل والوقف، على أنها أصلية. وقرأ أبى (لم يسنه) بإدغام التاء فى السين.
٢- وكانت فى سورة المائدة: (شريعة ومنهاجا) فغيره شِرْعَةً وَمِنْهاجاً الآية: ٤٨.
وأحب أن أعقب أن هذه لم يقرأ بها أحد من القراء.
٣- وكانت فى سورة يونس: (هو الذى ينشركم) فغيره: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ الآية: ١٠.
وأحب أن أعقب أن (يبشركم) قراءة ابن عامر ويزيد بن القعقاع، «وينشركم»، أى يحييكم.
٤- وكانت فى سورة يوسف (أنا آتيكم بتأويله) فغيرها: أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ الآية: ٤٥.
وأحب أن أعقب أن هذه، لم يقرأ بها أحد من القراء.
٥- وكانت فى سورة المؤمنون: سَيَقُولُونَ لِلَّهِ فغيرها: (سيقولون الله) الآيتان: ٨٧، ٨٩.
وأحب أن أعقب أن الأولى هى القراءة المشهورة، وقرأ بالثانية أبو عمرو، ويعقوب.
٦، ٧- وكانت فى سورة الشعراء: مِنَ الْمُخْرَجِينَ الآية: ١١٦، فغيرها.
مِنَ الْمَرْجُومِينَ ومِنَ الْمَرْجُومِينَ الآية: ١٦٧، فغيرها مِنَ الْمُخْرَجِينَ.
وأحب أن أعقب أن هذه وتلك هما القراءتان المشهورتان.
٨- وكانت فى سورة الزخرف: (معايشهم) فغيرها: مَعِيشَتَهُمْ الآية: ٣٢.
وأحب أن أعقب أن هذه هى القراءة المشهورة، ولم يقرأ بالأولى أحد من القراء.
وأحب أن أعقب أن حمزة قرأ (ياسن) وقفا لا وصلا، وأن (آسن) هى القراءة المشهورة.
١٠- وكانت فى سورة الحديد: (فالذين آمنوا منكم واتقوا) فغيرها وَأَنْفِقُوا الآية: ٧.
وأحب أن أعقب أن القراءة المشهورة وَأَنْفِقُوا ولم يقرأ أحد من القراء (واتقوا).
١١- وكانت فى سورة التكوير: (وما هو على الغيب بظنين) فغيرها بِضَنِينٍ الآية: ٢٤.
وأحب أن أعقب أن مكيّا، وأبا عمرو، وعليّا، ويعقوب، قرءوا (بظنين)، أى: متهم، وأن الباقين قرءوا: (بضنين) أى: ببخيل.
هذه هى الأحرف التى يروى أن الحجاج غيرها فى مصحف عثمان.
وأحب أن أزيد الأمر وضوحا ولا أتركه على إبهامه هذا الذى يثير شكّا، ويكاد القول فيه على ظاهره يعطى للحجاج أن يغير فى كتاب الله:
١- لقد رأيت كيف روى أبو بكر السجستانى هذا الخبر فى كتابه «المصاحف» فى مكانين بسندين، هما وإن اتفقا إلا أن ثانيهما رواه أبو بكر فى أسلوب يهون فيه من شأن المسند إليه الخبر.
٢- ولقد رأيت من هذا التعقيب الذى عقبنا به على هذه الأحرف، أن ثمانية منها تحتمل قراءات، وأن ما أثبته الحجاج كان المشهور.
٣- ولقد رأيت أن ثلاثة منها لم يقرأ بها أحد من القراء، وهى (شريعة) التى غيرت إلى (شرعة) و (آتيكم) التى غيرت إلى (أنبئكم) و (معيشتهم) التى غيرت إلى (معايشهم).
١- أن الحجاج كان من حفاظ القرآن المعدودين.
٢- وأن الحجاج كانت على يديه الجولة الثانية فى نقط المصاحف وشكلها، بعد أن كانت الجولة الأولى على يد الصحابة، وكانت جولة الصحابة بداية لم تشمل القرآن كله بل كانت نوعا من التيسير.
يقول الدانى فى كتابه المحكم فى نقط المصاحف، بسند متصل عن قتادة: بدءوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا، وهو يعنى الصحابة. ثم يقول إثر هذا: هذا يدل على أن الصحابة وأكابر التابعين هم المبتدئون بالنقط ورسم الخموس والعشور.
وفى الجولة الثانية خلاف، فمن الرواة من يعزوها إلى أبى الأسود الدؤلى، بعد أن طلبها منه زياد.
ومنهم من يعزوها إلى يحيى بن يعمر العدوانى، وكان ذلك عن طلب الحجاج، ويقول: إن هذا هو الأعرف.
وما نظن الحجاج، وهو الحافظ للقرآن، كان بعيدا عن يحيى بن يعمر، كما لم يكن عثمان بعيدا عن زيد بن ثابت وسعيد.
وإذن نستطيع أن نقول:
١- إن هذه الأحرف الثلاثة التى لم يقرأ بها أحد لم تكن منقوطة ولا مشكولة فميزها النقط وبينها، وكانت على ألسنة الناس كما كانت على لسان الحجاج، بدليل أنها لم ترد فى قراءة، ولا أدرى كيف قامت هذه دعوى ٢- إن الأحرف الثمانية الباقية، وفيها قراءات كما مربك، والمشهور منها ما يعزى إلى الحجاج أنه أثبته. ولكن من أنى لنا أن هذا الذى يقال إن الحجاج أثبته لم يكن، وأن رسم مصحف عثمان كان يحتمله، وأن الحجاج لم يفعل غير أن بينه وميزه.
إذن فلا تغيير للحجاج فى كتاب الله، ثم ما أهون مدلول ما نسبوه إلى الحجاج، وهل كان بعد هذا غير تبيين رسم وتمييزه، وما أظن الحجاج خرج فيها على مصحف عثمان بقراءة أخرى، بل أكاد أؤكد أنه التزم فيها مقروء مصحف عثمان، وأنه لم يفعل غير التميين والتبيين، بدليل تلك التى سقتها عن (لم يتسن) و (لم يتسنه)، وأن الحجاج فيما فعل كان حريصا على أن يمكن للمصحف الإمام، وأن ينفى عنه ما عساه أن يكون دخل عليه من قراءات.
(٤٥) الجملة:
١- التفسيرية: وهذه لا يحسن الوقف على ما قبلها دونها، لأن تفسير الشىء لا حق به ومتمم له، وجار مجرى بعض أجزائه، كالصلة من الموصول، والصفة من الموصوف، ومنه قوله تعالى: يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ البقرة: ٤٩، فجملة يُذَبِّحُونَ وما بعده تفسير.
٢- لبيان العلة والسبب، قوله تعالى: فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ يس: ٧٦، فهذه ليست من كقولهم وإلا لما حزن الرسول، وإنما جىء بها لبيان السبب فى أنه لا يحزنه قولهم.
٣- إبرازها فى صورة المستحيل على طريق المبالغة لتدل على بقية الجمل، كقوله تعالى: وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ الأعراف: ٤٠، والجمل لا يلج فى السم فهؤلاء لا يدخلون، فهو فى المعنى متعلق بالحال، فالمعنى: أنهم لا يدخلون
(٤٦) الحذف:
إسقاط جزء الكلام أو كله لدليل، وهو خلاف الأصل، لذا فإنه إذا دار الأمر بين الحذف وعدمه كان الحمل على عدمه أولى، لأن الأصل عدم التغيير، وإذا دار الأمر بين قلة المحذوف وكثرته كان الحمل على قلته أولى.
ولا بد للحذف من دليل، والدليل تارة يدل على محذوف مطلق، وتارة على محذوف معين ومن أدلة الحذف:
١- أن يدل عليه العقل حيث تستحيل صحة الكلام عقلا إلا بتقدير محذوف، كقوله تعالى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ يوسف: ٨٢ فإنه يستحيل عقلا تكلم الأمكنة إلا بمعجزة.
٢- أن تدل عليه العادة الشرعية، كقوله تعالى: إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ النحل: ١١٥، فإن الذات لا تتصف بالحل والحرمة شرعا، إنما هما من صفات الأفعال الواقعة على الذوات، فعلم أن المحذوف التناول، ولكنه لما حذف وأقيمت الميتة مقامه أسند إليها الفعل وقطع النظر عنه.
٣- أن يدل العقل على الحذف والتعيين، كقوله تعالى: وَجاءَ رَبُّكَ الفجر:
٢٢، أى أمره أو عذابه وملائكته، لأن العقل دل على أصل الحذف، ولاستحالة مجىء البارى عقلا، لأن المجىء من سمات الحدوث، ودل العقل أيضا على التعيين، وهو الأمر ونحوه.
٤- أن يدل العقل على أصل الحذف، وتدل عادة الناس تعيين المحذوف، كقوله تعالى: فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ يوسف: ٣٢، فإن يوسف عليه السّلام ليس طرفا (- ٦- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
٥- أن تدل العادة على تعيين المحذوف، كقوله تعالى: لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا آل عمران: ١٦٧، أى مكان قتال، والمراد مكانا صالحا للقتال، لأنهم كانوا أخبر الناس بالقتال.
والعادة تمنع أن يريدوا «لو نعلم حقيقية القتال» فلذلك قدره بعضهم: مكان قتال.
٦- أن يدل اللفظ على الحذف، والشروع فى الفعل على تعيين المحذوف، كقوله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الفاتحة: ١، فإن اللفظ يدل على أن فيه حذفا، لأن حرف الجر لا بد له من متعلق، ودل الشروع على تعيينه، وهو الفعل الذى جعلت التسمية فى مبدئه من قراءة أو أكل أو شرب أو نحوه، ويقدر فى كل موضع مما يليق.
٧- تقدم ما يدل على المحذوف وما فى سياقه، كقوله تعالى: وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ الصافات: ١٧٩.
٨- إعفاؤه بسبب النزول، كما فى قوله تعالى: إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ المائدة:
٥ فإنه لا بد فيه من تقدير، أى إذا قمتم من المضاجع، أو إذا قمتم محدثين.
ولا بد أن تكون فى المذكور دلالة على المحذوف، إما من لفظه أو من سياقه، وتلك الدلالة:
(أ) مثالية، تحصل من إعراب اللفظ، فإذا كان منصوبا فلا بد له من ناصب ظاهر أو مقدر، نحو قوله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ النساء: ٢، والتقدير: واحفظوا الأرحام.
والحذف أقسام:
١- الاقتطاع: وهو ذكر حرف من الكلمة وإسقاط الباقى، كقوله تعالى:
وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ المائدة: ٧، فقيل: إن الباء هنا أول كلمة «بعض»، ثم حذف الباقى.
٢- الاكتفاء، وهو أن يقتضى المقام ذكر شيئين بينهما تلازم وارتباط، فيكتفى بأحدهما عن الآخر، ومنه قوله تعالى: وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ الأنعام: ١٣، فقد قيل: المراد: وما تحرك، وإنما آثر ذكر السكون لأنه أغلب الحالين على المخلوق من الحيوان والجماد، ولأن الساكن أكثر عددا من المتحرك، أو لأن كل متحرك يصير إلى السكون، ولأن السكون هو الأصل والحركة طارئة.
٣- الإضمار، وهو أن يضمر من القول المجاور لبيان أحد جزأيه، كقوله تعالى: وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ الأنفال: ٢٣، أى لو أفهمتهم لما أجدى فيهم التفهيم، فكيف وقد سلبوا القوة الفاهمة، فعلم بذلك أنهم مع انتفاء الفهم أحق بنقد القبول والهداية.
٤- أن يستدل بالفعل لشيئين، وهو فى الحقيقة لأحدهما، فيضمر للآخر فعل يناسبه، كقوله تعالى: وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ الحشر: ٩، أى واعتقدوا الإيمان.
٥- أن يقتضى الكلام شيئين فيقتصر على أحدهما لأنه المقصود، كقوله تعالى حكاية عن فرعون: فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى طه: ٤٨، ولم يقل: وهارون، لأن موسى المقصود المتحمل أعباء الرسالة
٧- الحذف المقابل، وهو أن يجتمع فى الكلام متقابلان فيحذف من واحد منهما مقابله لدلالة الآخر عليه، كقوله تعالى: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ هود: ٣٥، الأصل: فإن افتريته فعلىّ إجرامى وأنتم برآء منه، وعليكم إجرامكم وأنا برىء مما تجرمون، فنسبة قوله تعالى:
(إجرامى) وهو الأول، إلى قوله تعالى: (وعليكم إجرامكم)، وهو الثالث، كنسبة قوله: «وأنتم برآء منه»، وهو الثانى، إلى قوله تعالى: وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ وهو الرابع، واكتفى من كل متناسبين بأحدهما.
٨- الاختزال، وهو حذف كلمة أو أكثر، وهى إما:
(ا) اسم. (ب) فعل. (ج) حرف، (ا) الاسم ومنه:
١- حذف المبتدأ، كقوله تعالى: بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ الأحقاف: ٣٥، أى هذا بلاغ.
٢- حذف الخبر، ومنه قوله تعالى: أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها الرعد: ٣٥، أى وظلها دائم.
٣- حذف الفاعل، كقوله تعالى: كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ القيامة: ١، أى بلغت الروح.
٥- حذف المضاف والمضاف إليه، كقوله تعالى: لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ الروم: ٤، أى من قبل ذلك ومن بعده.
٦- حذف المضاف والمضاف إلهى، كقوله تعالى: وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ الواقعة: ٨٢، أى بدل شكر رزقكم.
٧- حذف الجار والمجرور، كقوله تعالى: خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً التوبة:
١٠٢، أى بسىء.
٨- حذف الموصوف، ويشترط فيه:
(ا) كون الصفة خاصة بالموصوف حتى يحصل العلم بالموصوف، فمتى كانت الصفة عامة امتنع حذف الموصوف.
(ب) أن يعتمد على مجرد الصفة من حيث هى متعلق عرض السياق، ومنه قوله تعالى: وَعَمِلَ صالِحاً القصص: ٦٧، أى عملا صالحا.
٩- حذف الصفة، كقوله تعالى: فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً الكهف:
١٠٥، أى وزنا نافعا.
١٠- حذف المعطوف، كقوله تعالى: ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ النمل: ٤٩، أى ما شهدنا مهلك أهله ومهلكه.
١١- حذف المعطوف عليه كقوله تعالى: فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ آل عمران: ٩١، أى لو ملكه ولو افتدى به.
١٢- حذف الموصول، كقوله تعالى: آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ العنكبوت: ٤٦، أى والذى أنزل إليكم، لأن الذى أنزل إلينا ليس هو هو الذى أنزل إلى من قبلنا، ولذلك أعيدت «ما» بعد «ما».
نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ص: ٣٠، التقدير: نعم العبد هو، و «هو» عائد على أيوب.
١٤- حذف الضمير المنصوب المتصل، ويقع فى:
(أ) الصلة، كقوله تعالى: أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا الفرقان، ٤١، والتقدير، بعثه.
(ب) الصفة، كقوله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً البقرة:
٤٨، أى: فيه.
(ج) الخبر، كقوله تعالى: (وكل وعد الله الحسنى) النساء: ٩٥، فى قراءة ابن عامر.
١٥- حذف المفعول، وهو ضربان:
(ا) أن يكون مقصودا مع الحذف فينوى لدليل، ويقدر فى كل موضع ما يليق به، كقوله تعالى: فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ البروج: ١٦، أى يريده (ب) ألا يكون المفعول أصلا، وينزل المتعدى منزلة القاصر، وذلك عند إرادة وقوع نفس الفعل فقط وجعل المحذوف نسيا منسيّا، كما ينسى الفاعل عند بناء الفعل فلا يذكر المفعول ولا يقدر، غير أنه لازم الثبوت عقلا لموضوع كل فعل متعد، لأن الفعل لا يدرى تعيينه، وبهذا يعلم أنه ليس كل ما هو لازم من موضوع الكلام مقدرا فيه، كقوله تعالى: كُلُوا وَاشْرَبُوا البقرة: ٦٠ لأنه لم يرد الأكل من معين، وإنما أراد وقوع الفعلين، ويسمى المفعول حينئذ مماتا.
١٦- حذف الحال، كقوله تعالى: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ. سَلامٌ عَلَيْكُمْ الرعد: ٢٣، ٢٤، أى قائلين: سلام عليكم.
١٧- حذف الشرط، كقوله تعالى: قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا
إبراهيم: ٣١، أى إن قلت لهم: أقيموا يقيموا.
١٨- حذف جواب الشرط، كقوله تعالى: إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ الأحقاف: ١٠، أى أفلستم ظالمين.
١٩- حذف الأجوبة، ويكثر ذلك فى جواب: لو، ولولا، كقوله تعالى:
وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ الأنعام: ٢٧، والتقدير: لرأيت عجبا، وكقوله تعالى: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ يوسف: ٢١، أى لولا أن رأى برهان ربه لخالطها.
٢٠- حذف جواب القسم، وهذا لعلم السامع المراد منه، كقوله تعالى:
وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً. وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً. وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً. فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً. فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً. يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ النازعات: ١- ٦، والتقدير: لتبعثن ولتحاسبن.
(ب) الجملة حذف الجملة، وهذا أقسام:
(أ) قسم هى مسببة عن المذكور، ومنه قوله تعالى: لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ الأنفال: ٨، فإن اللام الداخلة على الفعل لا بد لها من متعلق يكون سببا عن مدخول اللام، فلما لم يوجد لها متعلق فى الظاهر وجب تقديره ضرورة، فيقدر: فعل ما فعل ليحق الحق.
(ب) قسم هى سبب له، ومنه قوله تعالى: فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً البقرة: ٦٠.
فإن الفاء إنما تدخل على شىء مسبب عن شىء، ولا مسبب إلا له سبب، فإذا وجد المسبب ولا سبب له ظاهر، أوجب أن يقدر ضرورة، فيقدر: فضربه فانفجر.
(ج) قسم خارج عنهما، ومنه قوله تعالى: فَنِعْمَ الْماهِدُونَ الذاريات: ٤٨، أى نحن هم، أو هم نحن.
٨، ٨١، أى، قلنا كلوا، أو قائلين كلوا.
٣- حذف الفعل، وهو:
(أ) خاص، نحو «أعنى» مضمرا، وينتصب المفعول به فى المدح، ومنه قوله تعالى: وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ البقرة: ١٧٧، أى أمدح.
(ب) عام، وهو كل منصوب دل عليه الفعل لفظا أو معنى أو تقديرا، ويحذف لأسباب:
١- أن يكون مفسرا، كقوله تعالى: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ الانشقاق: ١.
٢- أن يكون هناك حذف حرف جر، كقوله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الفاتحة: ١، فإنه يفيد أن المراد: بسم الله أقرأ، أو أقوم، أو أقعد عند القراءة وعند الشروع فى القيام أو القعود، أى فعل كان.
٣- أن يكون جوابا لسؤال واقع أو مقدر، فمن الأول قوله تعالى: كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ البقرة: ١٣٥، أى بل نتتبع، ومن الثانى قوله تعالى: يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ. رِجالٌ النور: ٣٦، ٣٧، ببناء الفعل للمفعول، فإن التقدير: يسبحه رجال.
٤- أن يدل عليه معنى الفعل الظاهر، كقوله تعالى: انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ النساء ١٧١، أى وائتوا أمرا خيرا لكم.
٥- أن يدل عليه العقل، كقوله تعالى: فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ البقرة: ٦٠، أى فضرب فانفجرت.
٦- أن يدل عليه ذكره فى موضع آخر، كقوله تعالى: وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ الأنبياء ٨١، أى وسخرنا.
٨- أن يكون بدلا من مصدره، كقوله تعالى: فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً القتال: ٤، أى فإما أن تمنوا وإما أن تفادوا.
ج- الحرف وحذف الحرف ليس يقاس، وذلك لأن الحرف نائب عن الفعل بفاعله، ومنه.
١- حذف الواو، تحذف لقصد البلاغة، كقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ الغاشية ٨، أى ووجوه.
٢- حذف الفاء، كقوله تعالى: إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ البقرة: ١٨٠، أى فالوصية.
٣- حذف ألف ما الاستفهامية مع حرف الجر، للفرق بين الاستفهامية والخبرية، كقوله تعالى: فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ البقرة: ٩١.
٤- حذف الياء، للتخفيف، ورعاية الفاصلة، كقوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ الفجر: ٤.
٥- حذف حرف النداء، كقوله تعالى: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ آل عمران: ٦٦، أى يا هؤلاء.
٦- حذف لو، ومنعه قوله تعالى: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ
لو كان معه إله لذهب كل إله بما خلق.
٧- حذف قد، ومنه قوله تعالى: أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ الشعراء: ١١١، أى وقد اتبعك، لأن الماضى لا يقع فى موقع الحال إلا ومعه قد، ظاهرة، أو مقدرة.
٨- حذف أن، ومنه قوله تعالى: وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً الروم: ٢٤، والمعنى: أن يريكم.
٩- حذف لا، ومنه قوله تعالى: تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يوسف: ٨٥، أى لا تفتأ، لأنها ملازمة للنفى ومعناها: لا تبرح.
(٤٧) الحقيقة والمجاز:
١- الحقائق كل كلام بقى على موضوعه. كالآيات التى يتجوز فيها، وهى الآيات الناطفة ظواهرها بوجود الله تعالى وتوحيده وتنزيهه، والدعاية إلى أسمائه وصفاته، كقوله تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ... الحشر: ٢٢.
٢- المجاز: طريق القول:
وقد اختلف فى وقوعه القرآن، والجمهور على الوقوع، وله سببان:
(ا) الشبه، ويسمى المجاز اللغوى، وهو الذى يتكلم فيه الأصولى، وهو مجاز فى المفرد.
(ب) الملابسة، وهو الذى يتكلم فيه أهل اللسان، ويسمى المجاز العقلى، وهو أن تسند الكلمة إلى غيره ما هى له أصالة بضرب من التأويل، وهو مجاز فى المركب، كقوله تعالى: يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ القصص: ٤، والفاعل غيره، ونسبه الفعل إليه لكونه الآمر به.
والمجاز المركب على ثلاثة أقسام:
٢- ما طرفاه مجازيان، نحو قوله تعالى: فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ البقرة: ١٦.
٣- ما كان أحد طرفيه مجازا دون الآخر، كقوله تعالى: حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها محمد: ٤.
وأنواع المجاز الإفرادى كثيرة يعجز العد عن إحصائها، منها:
١- إيقاع المسبب موقع السبب، كقوله تعالى: قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً الأعراف: ٢٧، والمنزل سببه، وهو الماء.
٢- إيقاع السبب، موقع المسبب كقوله تعالى: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها الشورى: ١٤٠، سمى الجزاء، الذى هو السبب، سيئة واعتداء، فسمى الشىء باسم سببه، وإن فسرت السيئة بما ساء، أى أضر، لم يكن من هذا الباب، لأن الإساءة تحزن فى الحقيقة.
٣- إطلاق اسم الكل على الجزء، نحو قوله تعالى: يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ البقرة: ١٩، أى أناملهم.
٤- إطلاق اسم الجزء على الكل، نحو قوله تعالى: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ القصص: ٨٨، أى ذاته.
٥- إطلاق اسم الملزوم على اللازم، كقوله تعالى: أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ الروم: ٣٥، أى أنزلنا برهانا يستدلون به وهو يدلهم، سمى الدلالة كلاما، لأنها من لوازم الكلام.
٦- إطلاق اسم اللازم على الملزوم، كقوله تعالى: فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ الصافات: ١٤٣، أى المصلين.
٧- إطلاق اسم المطلق على المقيد، كقوله تعالى: فَعَقَرُوا النَّاقَةَ الأعراف:
٨- إطلاق اسم المقيد على المطلق، كقوله تعالى: تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ آل عمران: ٦٤، والمراد كلمة الشهادة، وهى عدة كلمات.
٩- إطلاق اسم الخاص وإرادة العام، كقوله تعالى: الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ المنافقون: ٤، أى الأعداء.
١٠- إطلاق اسم العام وإرادة الخاص، كقوله تعالى: وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ الشورى: ٤٠، أى للمؤمنين.
١١- إطلاق الجمع وإرادة المثنى، كقوله تعالى: فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما التحريم:
٤، أطلق اسم القلوب على القلبين.
١٢- النقصان، ومنه حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، كقوله تعالى:
وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ يوسف: ٨٢، أى أهلها.
١٣- الزيادة، كقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ الشورى: ١١، أى ليس كهو شىء، على زيادة: مثل، أو ليس مثله شىء، على زيادة الكاف، وإن (مثل) خبر لشىء، وهذا هو المشهور.
١٤- تسمية الشىء بما يئول إليه، كقوله تعالى: وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً نوح: ٢٤، أى صائرا إلى الفجور والكفر.
١٥- تسمية الشىء بما كان عليه، كقوله تعالى: وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ النساء: ٢، أى الذين كانوا يتامى، فلا يتم بعد البلوغ.
١٦- إطلاق اسم المحل على الحال، كقوله تعالى: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ العلق: ١٧.
١٧- إطلاق اسم الحال على المحل، كقوله تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ آل عمران: ١٠٧، أى فى الجنة، لأنها محل الرحمة
١٩- إطلاق اسم الضدين على الآخر، كقوله تعالى: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها الشورى: ٤٠، وهى من المبتدىء سيئة ومن الله حسنة، فحمل اللفظ على اللفظ.
٢٠- تسمية الداعى إلى الشىء باسم الصارف عنه، لما بينهما من التعلق، كقوله تعالى: ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ الأعراف: ١٢، كأنه قيل: ما أمنك حتى خالفت، بيانا لا غرّاره وعدم رشده، وأنه إنما خالف وحاله حال من امتنع بقوته من عذاب ربه، فكنى عنه ب ما مَنَعَكَ تهكما، لا أنه امتنع حقيقة، وإنما جسر جسارة من هو فى منعة.
٢١- إقامة صيغة مقام أخرى، ومنه:
(ا) فاعل بمعنى مفعول، كقوله تعالى: لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عود:
٤٣، أى لا معصوم.
(ب) معفول بمعنى فاعل، كقوله تعالى: إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا مريم: ٦١، أى آتيا.
(ج) فعيل بمعنى مفعول، كقوله تعالى: وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً البقرة:
١٣٨، أى مظهورا فيه، ومنه: وظهرت به فلم التفت إليه.
(د) مجىء المصدر على فعول، كقوله تعالى: لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً الإنسان: ٩، المراد، شكر، وليس المراد الجمع.
(هـ) إقامة الفاعل مقام المصدر، كقوله تعالى: لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ الواقعة:
٢، أى تكذيب.
(ز) وصف الشىء بالمصدر، كقوله تعالى: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي الشعراء: ٧٧، لأنه فى معنى المصدر، كأنه قال: فإنهم عداوة.
(ح) مجىء المصدر بمعنى المفعول، كقوله تعالى: وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ البقرة: ٢٥٥، أى من معلومه.
(ط) مجىء فعيل بمعنى الجمع، كقوله تعالى: وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ التحريم: ٤.
(س) إطلاق الخبر وإرادة الأمر، كقوله تعالى: وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ البقرة ٢٣٣، أى ليرضع الوالدات أولادهن.
(ك) إطلاق الأمر وإرادة الخبر. كقوله تعالى: فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا مريم:
٧٥ والتقدير: مد له الرحمن مدّا.
(ل) إطلاق الخبر وإرادة النهى، كقوله تعالى: لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ البقرة:
٨٣، ومعناه، لا تعبدوا.
٢٢- إضافة الفعل إلى ما ليس بفاعل له فى الحقيقة:
(ا) إما على التشبيه، كقوله تعالى: جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ الكهف: ٧٧ فإنه شبه ميله للوقوع بشبه المريد له.
(ب) وإما لأنه وقع به ذلك الفعل، كقوله تعالى: الم غُلِبَتِ الرُّومُ الروم ١، ٢، فالغلبة واقعة بهم من غيرهم، ثم قال: وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ الروم ٣، فأضاف الغلب إليهم، وإنما كان كذلك، لأن الغلب وإن كان لغيرهم فهو متصل بهم لوقوعه بهم.
(ج) وإما لوقوعه فيه، كقوله تعالى: يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً المزمل: ١٧.
(د) وإما لأنه سببه، كقوله تعالى: فَزادَتْهُمْ إِيماناً التوبة: ١٢٤.
٢٣- إطلاق الفعل والمراد مقاربته ومشارفته، كقوله تعالى: فَإِذا بَلَغْنَ
الطلاق: ٢، أى قاربن بلوغ الأجل، أى انقضاء العدة، لأن الإمساك لا يكون بعد انقضاء العدة، فيكون بلوغ الأجل تمامه.
٢٤- إطلاق الأمر بالشىء للمتلبس به والمراد دوامه، كقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا النساء: ١٣٦.
٢٥- إطلاق اسم البشرى على المبشر به، كقوله تعالى: بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ الحديد: ١٤، والتقدير: بشراكم دخول جنات، ادخلوا جنات، لأن البشرى مصدر، والجنابت ذات، فلا يخبر بالذات عن المعنى.
٢٦- وقد يتجوز عن المجاز بالمجاز، وهو أن تجعل المجاز المأخوذ عن الحقيقة بمثابة الحقيقة بالنسة إلى مجاز آخر، فتتجوز بالمجاز الأول عن الثانى لعلاقة بينهما، كقوله تعالى: وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا البقرة: ٢٣٥، فإنه مجاز عن مجاز، فإن الوطء تجوز عنه، بالسر، لأنه لا يقع غالبا إلا فى السر، وتجوز بالسر عن العقد، لأنه مسبب عنه، فالصحيح للمجاز الأول الملازمة، والثانى السببية، والمعنى:
لا تواعدوهن عقد نكاح.
(٤٨) الخبر:
والقصد به إفادة المخاطب، وقد يشرب مع ذلك معان أخر، منها:
١- التعجب، وهو تفضيل الشىء على أضرابه بوصف، وله صيغ:
(ا) ما أفعله (ب) أفعل به (ج) صيغ من غير لفظه، نحو: كبر.
٢- الأمر، كقوله تعالى: وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ البقرة، ٢٢٨، فإن سياق يدل على أن الله تعالى أمر بذلك، لا أنه خبر.
٤- الوعد، كقوله تعالى: سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ فصلت: ٥٢.
٥- الوعيد، كقوله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ الشعراء: ٢٢٧.
٦- الدعاء، كقوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ الفاتحة: ٥، أى أعنا على عبادتك.
٧- الإنكار والتبكيت، كقوله تعالى: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ الدخان: ٤٩.
٨- الشرط، فقد يكون اللفظ خبرا والمعنى شرطا وجزاء، كقوله تعالى:
إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ الدخان: ١٥، والمعنى: إنا إن نكشف عنكم العذاب تعودوا.
٩- التمنى، وكلمته الموضوعة له «ليت»، وقد تستعمل مكانها ثلاثة أحرف، وهى:
(ا) هل، كقوله تعالى: فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا الأعراف: ٥٣، حملت «هل» على إفادة التمنى لعدم التصديق بوجود شفيع فى ذلك المقام.
فيتولد التمنى بمعونة قرينة الحال.
(ب) لو، سواء كانت مع «ود» كقوله تعالى: (ودوا لو تدهن فيدهنوا) ن: ٩، فى قراءة النصب.
(ج) لعل، كقوله تعالى: لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ. أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ غافر: ٣٦، ٣٧، فى قراءة النصب.
١٠- الترجى، والفرق بينه وبين التمنى، أن الترجى لا يكون إلا فى الممكنات، والتمنى يدخل المستحيلات.
وربما تقدمت جملة الأمر جملة النداء، كقوله تعالى: تُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ النور: ٣١.
وإذا جاءت جملة الخبر بعد النداء تتبعها جلمة الأمر، كقوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ الحج: ٧٣.
(٤٩) الخروج على خلاف الأصل:
الأصل فى الأسماء أن تكون ظاهرة وأصل المحدث عنه كذلك، والأصل أنه إذا ذكر ثانيا أن يذكر مضمرا للاستغناء عنه بالظاهر السابق.
وللخروج على خلاف الأصل أسباب، وهى:
١- التعظيم، كقوله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ البقرة: ٢٨٢.
٢- الإهانة والتحقير، كقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ النور: ٢١.
٣- الاستلذاذ بذكره، كقوله تعالى: وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ الإسراء: ١٠٥.
٤- زيادة التقدير، كقوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ الإخلاص: ١، ٢.
٥- إزالة اللبس حيث يكون الضمير يوهم أنه غير المراد، كقوله تعالى:
قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ آل عمران: ٢٦، فلو قال: تؤتيه، لأوهم أنه الأول.
٦- تربية المهابة وإدخال الروعة فى ضمير السامع، كقوله تعالى: الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ الحاقة: ١، ٢ (- ٧- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
٨- تعظيم الأمر، كقوله تعالى: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً. إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ الدهر: ١، ٢ فلم يقل «خلقناه» للتنبيه على عظم خلقة الإنسان.
٩- التوصل بالظاهر إلى الوصف، كقوله تعالى: قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً... فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ الأعراف: ١٥٨، فلم يقل «آمنوا بالله وبى» ليتمكن من إجراء الصفات التى ذكرها، فإنه لو قال «ربى» لم يتمكن من ذلك لأن الضمير لا يوصف ليعلم أن الذى وجب الإيمان به هو من وصف بهذه الصفات.
١٠- التنبيه على علة الحكم، كقوله تعالى: فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ البقرة: ٩٨، أى من كان عدوّا لهؤلاء فهو كافر، هذا إن خيف الإلباس لعوده للمذكورين.
١١- العموم، كقوله تعالى: حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها الكهف: ٧٧، ولم يقل استطعمهم للإشعار بتأكيد العموم، وأنهما لم يتركا أحدا من أهلها إلا استطعماه وأبى.
١٢- الخصوص، كقوله تعالى: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ الأحزاب: ٥٠، ولم يقل «لك»، لأنه لو أتى بالضمير لأخذ جوازه لغيره، كما فى قوله تعالى: وَبَناتِ عَمِّكَ الأحزاب: ٥٠، فعدل عنه إلى الظاهر للتنبيه على الخصوصية وأنه ليس لغيره ذلك.
١٤- كونه أهم من الضمير، كقوله تعالى: أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى البقرة: ٢٨٢.
١٥- كون ما يصلح للعود ولم يسق الكلام له، كقوله تعالى: حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ الأنعام: ١٢٤.
١٦- الإشارة إلى عدم دخول الجملة فى حكم الأولى، كقوله تعالى: فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ الشورى: ٢٤، فإن (يمح) استئناف وليس عطفا على الجواب، لأن المعلق على الشرط عدم قبل وجوده.
(٥٠) خط المصحف:
من الناظرين فى رسم القرآن فريق صرفهم الإجلال له عن أن يفصلوا بين ما هو وحى من عند الله حرك به لسان رسوله، وبين ما صوره كتاب الرسول حروفا وكلمات.
وأنت تعرف أن الكلمة الواحدة قد تختلف صورة رسمها على أيدى كتبة يستملون عن ممل واحد، إذا اختلفت طرق تلقيهم للإملاء، غير أنهم حين ينطقون هذه الكلمة يجمعون على نطق واحد.
وما من شك فى أن القرآن الكريم تعرض رسمه لهذا الخلاف، وكان حفظ الله له فى بقاء حفظته، يعى الناس عنهم أكثر ما يعون عن القراءة، وكانوا بهذا مطمئنين، وحين عدت العاديات على الحفظة بدأ الخوف يدب، وبدأ تفكير الصحابة يتجه إلى ما هو أبقى، أعنى جمع القرآن مكتوبا.
وكانت محاولة أبى بكر وعمر التى مرت بك، واجتمع للناس قرآنهم مكتوبا،
وما كانت الأمة العربية عهد كتابة الوحى أمة عريقة فى الكتابة، وما كان كتاب النبى إلا صورة من العصر البادىء فى الكتابة، ولم تكن الكتابة العربية على حالها اليوم من التجويد والكمال إملاء ورسما. ونظرة فى رسم المصحف، وما يحمل من صور إملائية تخالف ما استقر عليه الوضع الإملائى أخيرا، تكشف لك عما كان العرب عليه إملاء، وعما أصبحنا عليه نحن إملاء.
وقد لا يفوتك أن الخط العربى، عصر كتابة الوحى إلى أيام عبد الملك بن مروان، لم يكن عرف النقط المميز للحروف فى صورته الأخيرة، كما لم يكن عرف شكل الكلمات، وبقى المصحف المرسوم ينقصه الشكل وعاش يحميه حفظ الحفاظ من اللحن.
وللسلف والخلف فى مرسوم المصحف آراء نجملها فيما يلى:
يقول السلف: إن الخط ثلاثة أقسام:
١- خط يتبع به الاقتداء اللفى، وهو رسم المصحف.
٢- خط جرى على ما أثبته اللفظ وإسقاط ما حذفه، وهو خط العروض، فيكتبون التنوين ويحذفون همزة الوصل.
٣- خط جرى على العادة المعروفة، وهو الذى يتكلم عليه النحو.
ويقول ابن درستويه: خطان لا يقاس عليهما: خط المصحف. وخط تقطيع العروض.
ويقول الفراء: إتباع المصحف، إذا وجدت له وجها من كلام العرب وقراءة القرآن، أحب إلى من خلافه.
ويقول الشيخ عز الدين عبد السلام: لا تجوز كتابة المصحف الآن على الرسوم الأولى باصطلاح الأئمة، لئلا يوقع فى تغيير من الجهال، ولكن لا ينبغى إجراء
وقال البيهقى: من كتب مصحفا فينبغى أن يحافظ على الهجاء التى كتبوا بها تلك المصاحف، ولا يخالفهم فيها، ولا يغير مما كتبوه شيئا.
ويقال: اتباع حروف المصاحف كالسنن القائمة التى لا يجوز لأحد أن يتعداها.
وسئل مالك رحمه الله تعالى: أرأيت من استكتب مصحفا اليوم، أترى أن يكتب على ما أحدث الناس من الهجاء؟ فقال: لا أرى ذلك، ولكن يكتب على الكتبة الأولى. فسأله السائل عن نقط القرآن، فقال: أما الإمام من المصاحف فلا أرى أن ينقط، ولا يزاد في المصاحف ما لم يكن فيها، وأما المصاحف التى يتعلم فيها الصبيان، فلا أرى بذلك بأسا.
وقال الإمام أحمد: تحرم مخالفة خط مصحف عثمان فى: واو، أو ألف، أو ياء، أو غير ذلك.
وقال صاحب فتح الرحمن: فما كتبوه فى المصاحف بغير ألف فواجب أن يكتب بغير ألف، وما كتبوه بألف كذلك، وما كتبوه متصلا فواجب أن يكون متصلا، وما كتبوه منفصلا فواجب أن يكتب منفصلا، وما كتبوه بالتاء فواجب أن يكتب بالتاء، وما كتبوه بالهاء فواجب أن يكتب بالهاء، ومن خالف فى شىء من ذلك فقد أثم.
وقال ابن القاضى المغربى: لا يلتفت إلى اعتلال من قال: إن العامة لا تعرف مرسوم المصحف، ويدخل عليهم الخلل فى قراءتهم فى المصحف إذا كتب على المرسوم العثمانى، فهذا ليس بشىء، لأن من لا يعرف المرسوم من الأمة يجب عليه ألا يقرأ فى المصحف
والقائلون بالتزام الرسم الأول يرون لذلك حكما خفية، وأن هذه الأحرف إنما اختلفت حالها زيادة أو نقصا فى الخط بسبب اختلاف أحوال معانى كلماتها.
١- الزائد: وفيه أقسام:
(أ) زيادة الألف، وهى إما أن تزاد من أول الكلمة أو من آخرها، أو من وسطها.
١- فمن زيادتها أولا، وتكون بمعنى زائد بالنسبة إلى ما قبله فى الوجود قوله تعالى: لَأَذْبَحَنَّهُ النمل: ٢١، و (ولا أوضعوا خلالكم) التوبة: ٤٧، فقد زيدت الألف تنبيها على أن المؤخر أشد فى الوجود من المقدم عليه لفظا، فالذبح أشد من العذاب، يعنى قوله تعالى فى أول الآية: لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً والإيضاح أشد إفسادا من زيادة الخيال، يعنى قوله تعالى فى أول الآية: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا واختلفت المصاحف فى حرفين، وهما: (لا لإلى الجحيم) الصافات: ٦٨، و (لا لإلى الله تحشرون) آل عمران: ١٥٨.
فمن رأى أن مرجعهم إلى الجحيم أشد من أكل الزقوم وشرب الحميم، يعنى قوله تعالى: أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ... الصافات: ٦٤، وثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ الصافات: ٦٧، وأن حشرهم إلى الله أشد عليهم من موتهم أو قتلهم فى الدنيا، يعنى قوله تعالى: وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ، أثبت الألف، ومن لم ير ذلك، لأنه غيب عنا، فلم يستو القسمان فى العلم بهما، لم يثبت، وهو أولى.
٢- ومن زيادتها آخرا، وهذا يكون باعتبار معنى خارج عن الكلمة
٣- ومن زيادتها وسطا، وهذه تكون لمعنى فى نفس الكلمة ظاهرا، مثل: (وجاىء يومئذ بجهنم) الفجر: ٢٣، فقد زيدت الألف دليلا على أن هذا المجىء هو بصفة من الظهور ينفصل بها معهود المجىء، وقد عبر عنه بالماضى، ولا يتصور إلا بعلامة من غيره ليس مثله، فيستوى فى علمنا ملكها وملكوتها فى ذلك المجىء، هذا بخلاف حال وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ الزمر: ٦٩، حيث لم تكتب الألف، لأنه على المعروف فى الدنيا.
(ب) زيادة الواو:
زيدت للدلالة على ظهور معنى الكلمة فى الوجود، فى أعظم رتبة فى العيان.
وهذا مثل قوله تعالى: سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ الأعراف: ١٤٥، وقوله تعالى:
سَأُرِيكُمْ آياتِي الأنبياء: ٣٧، وهذا يدل على أن الآيتين جائتا للتهديد والوعيد.
زيدت لاختصاص ملكوتى باطن، وهذا فى تسعة مواضع، وهى:
١- أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ آل عمران: ١٤٤، ومِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ الأنعام: ١٤، ومِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي يونس: ١٥، ووَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى النحل:
٩٠، ووَ مِنْ آناءِ اللَّيْلِ طه: ١٣٠، وأَ فَإِنْ مِتَّ الأنبياء: ٣٤، ومِنْ وَراءِ حِجابٍ الشورى: ٥١، وو السماء بنيناها بأييد الذاريات: ٤٧ وهذه كتبت بياءين فرقا بين «الأيد» الذى هو القوة، وبين «الأيدى «جمع يد».
ولا شك أن القوة التى بنى الله بها السماء هى أحق بالثبوت فى الوجود من «الأيدى» وبأييكم المفتون ن: ٦، كتبت بياءين تخصيصا لهم بالصفة، لحصول ذلك وتحققه فى الوجود، فإنهم هم المفتونون دونه، فانفصل حرف (أى) بياءين لصحة هذا الفرق بينه وبينهم قطعا، لكنه باطن، فهو ملكوتى.
٢- الناقص، وهو ما ينقص عن اللفظ، وهو أقسام:
(ا) نقص الألف. فكل ألف فى كلمة لمعنى له تفصيل فى الوجود، له اعتباران. اعتبار: من جهة ملكوتية، أو صفات حالية أو أمور علوية مما لا يدركه الحس، فإن الألف تحذف فى الخط علامة لذلك، واعتبار من جهة ملكية حقيقية فى العلم، أو أمور سفلية، فإن الألف تشبت، وأعتبر هذا فى لفظىّ: القرآن، والكتاب، فإن القرآن هو تفصيل الآيات التى أحكمت فى الكتاب، فالقرآن أدنى إلينا فى الفهم من الكتاب، وأظهر فى التنزيل، ولذلك تثبت فى الخط ألف القرآن، وحذفت ألف الكتاب.
(ب) نقص الواو وهذا اكتفاء بالضمة قصدا للتخفيف، فإذا اجتمع واوان والضم، فتحذف الواو التى ليست عمدة وتبقى العمدة، سواء كانت الكلمة فعلا، مثل:
تَبَوَّؤُا الحشر: ٩، فإن الواو الأولى تنوب عن حرفين لأجل الإدغام، فنويت فى الكلمة، والواو الثانية ضمير الفاعل، فثبتا جميعا.
٣- نقص الياء اكتفاء بالكسرة، وهذا ضربان:
(ا) ضرب محذوف فى الخط ثابت فى التلاوة.
(ب) ضرب محذوف فيهما.
ويلحق بهذا الباب أشياء، منها:
١- كتابة الألف واوا على سبيل التفخيم، فى نحو (الصّلوة) و (الزّكواة).
٢- مد التاء وقبضها، وذلك لأن هذه الأسماء لما لازمت الفعل صار لها اعتباران:
(ا) أحدهما من حيث هى أسماء وصفات، وهذه تقبض فيها التاء.
(ب) والثانى من حيث أن يكون مقتضاها فعلا أو أثرا ظاهرا فى الوجود، وهذه تمد فيها التاء، كما تمد فى: قالت، وحفت.
٣- الفصل والوصل:
(ا) فالموصول فى الوجود توصل كلماته فى الخط، كما توصل حروف الكلمة الواحدة.
(ب) والمفصول معنى فى الوجود يفصل فى الخط، كما تفصل كلمة عن كلمة، مثل (إنما) بالكسر، فهى موصولة كلها إلا فى موضع واحد، وهو قوله تعالى: إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ الأنعام: ١٣٤، لأن حرف «ما» هنا وقع على مفصل، فمنه خير موعود به لأهل الخير، ومنه شر موعود به
وكذلك وصلوا (الم) و (المر) و (الر) لأنه ليس هجاء لاسم معروف، وإنما هى حروف اجتمعت يراد بكل حرف فيها معنى.
وقطعوا (حم عسق) ولم يقطعوا (كهيعص)، لأن (حم) قد جرت فى أوائل سبع سور فصارت اسما للسورة فقطعت مما قبلها، أو جوزوا فى (ق والقرآن) و (ص القرآن) وجهين، من جزمهما فهما حرفان ومن كسر آخرهما فعلى أنه أمر كتب على لفظهما.
٤- الحروف المتقاربة: تختلف لفظا باختلاف المعنى، مثل قوله تعالى:
وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ البقرة: ٢٤٧، وقوله تعالى: يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ الرعد: ٢٦، وقوله تعالى: وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ البقرة: ٢٤٥، فبالسين السعة الجزئية، كذلك علة التقييد، وبالصاد السعة الكلية، بدليل علو معنى الإطلاق، وعلو الصاد مع الجهارة، والإطباق.
هذا مجمل ما قيل على ألسنة الملتزمين للرسم العثمانى. وإليك مجمل ما يقوله غيرهم، وهم من المحدثين، فهم يقولون:
١- قد كتب المصحف فى العصر الأول بالهجاء، الذى تعارفوه والرسم الذى ألفوه، وذلك غاية جهدهم ومبلغ علمهم.
٢- وإن الإملاء مهما تطور رسمه وتعددت مناحيه فإنه لا يغير نطقا ولا يحرف معنى.
٣- وإن رسم المصحف إنما كان باصطلاح من الصحابة، ولهذا تجوز مخالفته.
٤- وأن ما جاء من وجوب رسم المصحف إنما كان فى الصدر الأول والعلم غض، وأما الآن فقد يخشى الالتباس.
٦- وكذلك يتخذون حجة لهم ثانية من قول العز بن عبد السلام: لا تجوز كتابة المصحف على الرسوم الأولى، لئلا يوقع فى تغيير من الجهال.
٧- ويجعلون من تنقيط المصاحف وما زيد عليها مما لم يكن فيها من علامات وإشارات حجة لهم ثانية.
٨- مستندين فى ذلك إلى ما جاء عن ابن عمر وقتادة وإبراهيم وهشام وابن سيرين، من كراهة نقط المصاحف.
ومجمل ما يجاب به على المخالفين غير ما ذكر قبلا:
١- إن المرسوم القديم أحد الأركان التى عليها مدار للقراءة.
٢- ثم إن فيه دلالة على الأصل فى الشكل والحروف، وذلك كمثل كتابة الحركات حروفا باعتبار أصلها.
٣- ثم هو نص على بعض اللغات الفصيحة، وذلك ككتابة هاء التأنيث تاء مجرورة على لغة طيء، وكحذف ياء المضارع بغير جازم على لغة هذيل، وهذا فى قوله تعالى: يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ هود: ١٠٥.
٤- ثم من اللفظ المرسوم برسم واحد تأخذ القراءات المختلفة، وهذا نحو قوله تعالى: وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ البقرة: ٩، فلو كتبت يخادعون لفاتت قراءة يخدعون، ونحو قوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الأنعام: ١١٥، فلو كتبت «كلمة» بألف على قراءة الجمع لفاتت قراءة الإفراد.
٥١- الخطاب:
١- الخطاب بالشىء عن اعتقاد المخاطب دون ما فى نفس الأمر، كقوله
٢- التأدب فى الخطاب بإضافة الخير إلى الله، وأن الكل بيده، كقوله تعالى:
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ الفاتحة: ٧، ثم قال تعالى: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ الفاتحة: ٧، ولم يقل: غير الذين غضبت عليهم.
٣- الفرق بين الخطاب بالاسم والفعل، فالفعل يدل على التجدد والحدوث، والاسم على الاستقرار والثبوت، ولا يحسن وضع أحدهما موضع الآخر، فمنه قوله تعالى: وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ الكهف: ١٨، ولو قيل:
يبسط، لم يؤد الغرض، لأنه لم يؤذن بمزاولة الكلب البسط، وأنه يتجدد له شىء بعد شىء، فباسط أشعر بثبوت الصفة.
والخطاب على وجوه:
١- خطاب العام المراد به العموم، نحو قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ المجادلة: ٧.
٢- خطاب الخاص والمراد به الخصوص، نحو قوله تعالى: أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ آل عمران: ١٠٦.
٣- خطاب الخاص والمراد به العموم، نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ الطلاق: ١.
٤- خطاب العام والمراد الخصوص، نحو قوله تعالى: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً العنكبوت: ١٤.
وأنكره بعضهم لأن الدلالة الموجهة للخصوص بمنزلة الاستثناء المتصل بالجملة، والصحيح أنه واقع.
٥- خطاب الجنس، نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ، فإن المراد جنس لا كل فرد، ومعلوم أن غير المكلف لم يدخل تحت هذا الخطاب.
بنو يعقوب.
٧- خطاب العين، نحو قوله تعالى: يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ البقرة: ٣٥.
٨- خطاب المدح، نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا.
٩- خطاب الذم، نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ التحريم: ٧.
١٠- خطاب الكرامة، نحو قوله تعالى: وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ الأعراف: ١٩.
١١- خطاب الإهانة نحو قوله تعالى لإبليس: فَإِنَّكَ رَجِيمٌ. وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ الحجر: ٣٤، ٣٥.
١٢- خطاب التهكم، وهو الاستهزاء بالمخاطب، نحو قوله تعالى: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ الدخان: ٥٠.
١٣- خطاب الجمع بلفظ الواحد، نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ الانشقاق: ٦.
١٤- خطاب الواحد بلفظ الجمع، نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً المؤمنون: ٥١.
١٥- خطاب الواحد بلفظ الاثنين، نحو قوله تعالى: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ ق: ٢٤، والمراد: مالك، خازن النار.
١٦- خطاب الاثنين بلفظ الواحد، نحو قوله تعالى: فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى طه: ٤٩، أى ويا هارون.
١٧- خطاب الجمع بعد الواحد، نحو قوله تعالى: وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ
١٨- خطاب عين والمراد غيره، نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ الأحزاب: ١، الخطاب له والمراد المؤمنون، لأنه صلّى الله عليه وسلم كان تقيّا.
١٩- خطاب الاعتبار، نحو قوله تعالى حاكيا عن صالح لما هلك قومه:
فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ الأعراف: ٧٩، خاطبهم بعد هلاكهم، إما لأنهم يسمعون ذلك، كما
فعل النبى صلّى الله عليه وسلم بأهل بدر، وقال: ما أنتم بأسمع منهم.
وإما للاعتبار كقوله تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا العنكبوت: ٢٠.
٢٠- خطاب الشخص ثم العدول إلى غيره، نحو قوله تعالى: فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ: هود ١٤، الخطاب للنبى صلّى الله عليه وسلم، ثم قال تعالى للكفار:
فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ هود: ١٤، بدليل قوله تعالى: فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ هود: ١٤.
٢١- خطاب التلوين، أو المتلون، نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ الطلاق: ١، ويسميه أهل المعانى الالتفات.
٢٢- خطاب الجمادات خطاب من يعقل، نحو قوله تعالى: فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ فصلت: ١٤، تقديره: طائعة.
٢٣- خطاب التهييج، نحو قوله تعالى: وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ المائدة: ٢٣، فهذا لا يدل على أن من لم يتوكل ينتفى عنه الإيمان، بل حث لهم على التوكل.
٢٤- خطاب الإغضاب، نحو قوله تعالى: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا الكهف: ٥٠.
٢٦- خطاب التنفير، نحو قوله تعالى: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ الحجرات: ١٥، فقد جمعت هذه الآية أوصافا وتصويرا لما يناله المغتاب من عرض من يغتابه على أفظع وجه.
٢٧- خطاب التحنن والاستعطاف، نحو قوله تعالى: قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ الزمر: ٥٣.
٢٨- خطاب التحبيب، نحو قوله تعالى: يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ
مريم: ٤٢.
٢٩- خطاب التعجين، نحو قوله تعالى: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ البقرة: ٢٣.
٣٠- خطاب التحسير والتلهف، نحو قوله تعالى: قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ آل عمران: ١١٩.
٣١- خطاب التكذيب، نحو قوله تعالى: قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ الأنعام: ١٥٠.
٣٢- خطاب، التشريف، نحو قوله تعالى: قُلْ آمَنَّا آل عمران: ٨٤، وهو تشريف منه، سبحانه، لهذه الأمة، بأن يخاطبها بغير واسطة لتفوز بشرف المخاطبة.
٣٣- خطاب المعدوم، ويصح ذلك تبعا لموجود، نحو قوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ الأعراف: ٢٦، فإنه خطاب لأهل ذلك الزمان ولكل من بعدهم.
مثل الفواتح فى الحسن: لأنها آخر ما يقرع الأسماع، فلهذا جاءت متضمنة المعانى البديعة مع إيذان السامع بإنهاء الكلام حتى يرتفع من تشوف النفس إلى ما يذكر بعد، من ذلك:
١- الوصايا التى ختمت بها سورة آل عمران، وذلك قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ الآية:
٢٠٠، من الصبر على تكاليف الدين، والمصابرة لأعداء الله فى الجهاد ومعاقبتهم، والصبر على شدائد الحرب، والمرابطة فى الغزو المحضوض عليها بقوله تعالى: وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ الأنفال: ٦٠، والتقوى الموعود عليها بالتوفيق فى المضايق وسهولة الرزق فى قوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ الطلاق: ٢، ٣، وبالفلاح، لأن «لعل» من الله واجبة.
٢- وكالوصايا والفرائض التى ختمت بها سورة النساء، وذلك قوله تعالى:
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ... الآية:
١٧٦. فقد حسن الختم بها لأنها آخر ما نزل من الأحكام عام حجة الوداع.
٣- وكالتبجيل والتعظيم الدى ختمت به المائدة: لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الآية: ١٢٠، فلإرادة المبالعة فى التعظيم اختيرت «ما» على «من» لإفادة العموم، فيتناول الأجناس كلها.
٤- وكالوعد والوعيد الذى ختمت به سورة الأنعام بقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ الآية: ١٦٥، ولذلك أورد على وجه المبالغة فى وصف العقاب بالسرعة وتوكيد الرحمة بالكلام المفيد لتحقيق الوقوع.
٥- وكالتحريض على العبادة بوصف حال الملائكة الذى ختمت به سورة الأعراف، وذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ
الآية: ٢٠٦، والحض على الجهاد وصلة أرحام الذى ختمت به سورة الأنفال، وذلك قوله تعالى: وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ الآية: ٧٥.
٦- ووصف الرسول صلّى الله عليه وسلم ومدحه والاعتداد على الأمم به وتسليمه ووصيته والتهليل الذى ختمت به سورة براءة، وذلك قوله تعالى:
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الآية: ١٢٩.
٧- وتسليته عليه الصلاة والسلام التى ختمت بها سورة يونس، وذلك قوله تعالى: وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ الآية: ١٠٩، ومثلها خاتمة سورة هود، وذلك قوله تعالى: فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ الآية: ١٢٣.
٨- ووصف القرآن ومدحه الذى ختمت به سورة يوسف، وذلك قوله تعالى: ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ الآية: ١١١.
٩- والرد على من كذب الرسول صلّى الله عليه وسلم الذى ختمت به سورة الرعد، وذلك قوله تعالى: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ الآية: ٤٣.
١٠- ومدح القرآن وذكر فائدته والعلة فى أنه إله واحد، وهو الذى ختمت به سورة إبراهيم، وذلك كقوله تعالى: هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ...
الآية: ٥٢.
١١- وتحضيض الرسول على البلاغ، والإقرار بالتنزيل، والأمر بالتوحيد، وهو الذى ختمت به سورة الكهف، وذلك وقوله تعالى:
(- ٨- الموسوعة القرآنية- ٨ ج ٣)
(٥٣) - رسم المصحف: (ظ: انظر الخط).
٥٤- الزيادة:
إما أن تكون:
(ا) لتأكيد النفى، كالباء فى خبر «ليس» و «ما».
(ب) لتأكيد الإيجاب، كاللام الداخله على المبتدأ.
وحروف الزيادة سبعة: إن، أن، لا، ما، من، الباء، بمعنى أنها تأتى فى بعض الموارد زائدة، لا أنها لازمة للزيادة.
١- إن، الخفيفة، وتطرد زيادتها مع ما النافية، كقوله تعالى: وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ الأحقاف: ٢٦، فجمعوا بينها وبين ما النافية تأكيدا النفى، فهو بمنزلة تكرار ما، وكأنه إنما عدل عن «ما» لئلا تتكرر فيثقل اللفظ، وهو عند الفراء، من التأكيد اللفظى، وعند سيبويه من التأكيد المعنوى.
٢- أن، المفتوحة، وتزاد بعد لما الظرفية، كقوله تعالى: وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ العنكبوت: ٣٣، وإنما تمكتوا بزيادتها، لأن «لما» ظرف زمان ومعناها وجود الشىء لوجود غيره، وظروف الزمان غير المتمكنة لا يضاف إلى المفرد، و «أن المفتوحة» تجعل الفعل بعدها فى تأويل المفرد، فلم تبق «لما» مضافة إلى الجمل، فلذلك حكموا بزيادتها.
٣- ما وتزاد بعد خمس كلمات من حروف الجر،: من، عن، (غير كافة لهما عن العمل). الكاف، رب، الباء (كافة وغير كافة).
(ا) عن عمل النصب والرفع، وهى المتصلة بإن وأخواتها، نحو قوله تعالى: إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ النساء: ١٧١.
(ب) عن عمل الجر، كقوله تعالى: اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ الأعراف:
١٢٨: وغير الكافة تقع:
(ا) بعد الجازم، نحو قوله تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ الأعراف: ٢٠٠.
(ب) بعد الخافض حرفا كان أو اسما، فمن الأول قوله تعالى: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ آل عمران: ١٥٩. وقيل: إنها زائدة هنا لتقوية الكلام.
ومن الثانى قوله تعالى: أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ القصص: ٢٨.
(ج) بعد أداة الشرط، جازمة كانت أو غير جازمة، فمن الأول قوله تعالى: أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ النساء: ٧٨، ومن الثانى قوله تعالى: حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ البقرة: ٨٨.
(د) بين المتبوع وتابعه، نحو قوله تعالى: مَثَلًا ما بَعُوضَةً البقرة: ٢٦، فهى منا حرف زائد للتوكيد.
٤- لا، وتزاد:
(ا) مع الواو بعد النفى، كقوله تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ فصلت: ٣٤، لأن «تستوى» من الأفعال التى تطلب اسمين، أى لا تليق بفاعل واحد.
(ب) بعد «أن» المصدرية، كقوله تعالى: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ الحديد: ٩، فزيدت «لا» لتوكيد النفى.
٥- من، وتزاد فى الكلام الوارد بعد نفى أو شبهة، نحو قوله تعالى:
وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها الأنعام: ٥٩.
٦- الباء، وتزاد فى:
(ا) فاعل كفى، نحو: وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً يونس: ٢٩، وقد دخلت لتضمن «كفى» معنى «اكتفى».
(ب) فى المفعول: نحو قوله تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ البقرة:
١٩٥، لأن الفعل يتعدى بنفسه.
(ج) فى المبتدأ، وهو قليل، نحو قوله تعالى: بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ق: ٦.
(د) فى خبر المبتدأ، نحو قوله تعالى: جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها يونس: ٢٧.
(هـ) فى خبر ليس، كقوله تعالى: أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى القيامة: ٤٠.
٧- اللام، وتزاد:
(ا) معترضة بين الفعل ومفعوله، كقوله تعالى: رَدِفَ لَكُمْ النمل: ٧٢، والأكثرون على أنه ضمن «ردف» معنى «اقترب».
(ب) لتقوية العامل الضعيف، إما:
١- لتأخره، نحو قوله تعالى: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ يوسف: ٤٣ ٢- لكونه فرعا فى العمل، نحو قوله تعالى: مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ البقرة: ٩١ (ج) للتوكيد بعد النفى، وتسمى لام الجحود، نحو قوله تعالى: وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ الأنفال: ٣٣.
(د) مؤكدة فى موضع وتحذف فى آخر، لاقتضاء المقام ذلك، كقوله تعالى:
فإنه سبحانه أكد إثبات الموت الذى لا ريب فيه تأكيدين، وأكد إثبات البعث الذى أنكروه تأكيدا واحدا، ولما كانت اللام تخلص المضارع للحال لم تجيء مع يوم القيامة لأنه مستقبل، وجاءت مع «تبعثون» لأن «تبعثون» عامل فى الظرف المستقبل.
(٥٥) السورة:
وينتظم هذا الباب ثلاثة أضرب:
١- أسماء السور. ٢- ترتيبها ٣- تقسيمها ١- أسماء السور:
كما كانت الآيات بفواصلها وبترتيبها توقيفا كذلك كانت الحال فى السور فى جمعها وفى أسمائها، فكلاهما- أعنى اسم السورة وما تنتظمه من آيات- توقيف.
وقد يكون للسورة اسم واحد، وعليه الكثرة من سور القرآن. وقد يكون لها اسمان فأكثر، من ذلك مثلا:
١- الفاتحة، فهى تسمى أيضا: أم الكتاب، والسبع المثانى، والحمد، والواقية، والشافية.
٢- النمل، فهى تسمى أيضا: سورة سليمان.
٣- السجدة، فهى تسمى أيضا: سورة المضاجع.
٤- فاطر، فهى تسمى أيضا: سورة الملائكة.
٥- الزمر، فهى تسمى أيضا: سورة الغرف.
٦- غافر، فهى تسمى أيضا: سورة المؤمن.
٨- محمد، فهى تسمى أيضا: سورة القتال.
٩- الصف، فهى تسمى أيضا: سورة الحواريين.
١٠- تبارك، فهى تسمى أيضا: سورة الملك.
١١- عم، فهى تسمى أيضا: سورة النبأ، والتساؤل، والمعصرات.
١٢- لم يكن، فهى تسمى أيضا: سورة أهل الكتاب، والبينة، والقيامة.
٢- ترتيبها:
وأما عن ترتيب السور، فمن السلف من يقول إنه توقيفى، ويستدل على ذلك بورود الحواميم مرتبة ولاء، وكذا الطواسين، على حين لم ترتب المسبحات ولاء، بل جاءت مفصولا بين سورها، وفصل بين طسم الشعراء وطسم القصص بطس، مع أنها أقصر منها، ولو كان الترتيب اجتهادا لذكرت المسبحات ولاء وأخرت طس عن القصص.
كما يجعلون فيما نقله، الشهرستانى محمد بن عبد الكريم فى تفسيره «مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار» عند الكلام على قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي: هى السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، دليلا على أن هذا الترتيب كان توقيفيّا.
والذين يقولون إن ترتيب السور اجتهادى يستدلون على ذلك بورود السور مختلفة الترتيب فى المصاحف الأربعة التى أثرت عن أربعة من كبار الصحابة، على بن أبى طالب، وأبىّ بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله، ابن عباس.
أما عن مصحف «على» فيعزى إليه أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبى
ويروى ابن النديم فى كتابه «الفهرست» أن هذا المصحف كان عند أهل جعفر، ويقول: «ورأيت أنا فى زماننا عند أبى يعلى حمزة الحسنى رحمه الله مصحفا قد سقطت منه أوراق بخط على بن أبى طالب، يتوارثه، بنو حسن على مر الزمان، وهذا ترتيب السور من ذلك المصحف».
غير أن كتاب «الفهرست» فى طبعتيه الأوربية والمصرية يسقط منه ما بعد هذا، فلا يورد ترتيب السور الذى أشار إليه.
ونجد اليعقوبى أحمد بن أبى يعقوب، وهو من رجال القرآن الثالث الهجرى، يطالعنا بما سقط من الفهرست فى الجزء الثانى من تاريخه (١٥٢- ١٥٤) طبعة «بريل» سنة ١٨٨٣ م، فيقول، قبل أن يسوق الترتيب-:
وروى بعضهم أن على ابن أبى طالب عليه السّلام كان جمعه- يعنى القرآن- لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتى به يحمله على جمل، فقال: هذا القرآن جمعته، وكان قد جزأه سبعة أجزاء: جزء البقرة، جزء آل عمران، جزء النساء. جزء المائدة، جزء الأنعام، جزء الأعراف، جزء الأنفال، وذلك باعتبار أول كل جزء.
ويروى غير واحد أن مصحف «على» كان على ترتيب النزول، وتقديم المنسوخ على الناسخ.
وأما عن مصحف «أبى» فيقول ابن النديم: قال الفضل بن شاذان: أخبرنا الثقة من أصحابنا قال: كان تأليف السور فى قراءة أبى بن كعب بالبصرة فى قرية يقال لها: قرية الأنصار، على رأس فرسخين، عند محمد بن عبد الملك الأنصارى، أخرج إلينا مصحفا وقال: هو مصحف «أبىّ»، رويناه عن آبائنا. فنظرت فيه
وأما عن مصحف عبد الله بن مسعود فينقل ابن النديم عن الفضل بن شاذان أيضا فيقول: قال: وجدت فى مصحف عبد الله بن مسعود تأليف سور القرآن على هذا الترتيب. ثم يسوق ابن النديم هذا الترتيب.
ثم يقول ابن النديم: قال ابن شاذان: قال ابن سيرين: وكان عبد الله بن مسعود لا يكتب المعوذتين فى مصحفه ولا فاتحة الكتاب.
ثم يقول ابن النديم: رأيت عدة مصاحف ذكر نساخها أنها مصحف ابن مسعود، ليس فيها مصحفان متفقان، وأكثرها فى رق كثير النسخ. وقد رأيت مصحفا قد كتب منذ نحو مائتى سنة فيه فاتحة الكتاب.
وأما عن مصحف عبد الله بن عباس (٦٨ هـ) وكان رأس المفسرين، فقد ذكر الشهرستانى محمد بن عبد الكريم (٥٤٨ هـ) سوره مرتبة فى مقدمة تفسيره «مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار».
٣- تقسيهما:
ويقسمون سور القرآن الكريم أربعة أقسام:
١- الطول، جمع: طولى، وهى: سبع، وهى: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس.
٢- المئون، وهى ماولى السبع الطول، سميت بذلك لأن كل سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها.
٣- المثانى، وهى ماولى المئين، وقد تسمى سور القرآن كلها مثانى، ومنه قوله تعالى: كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ الزمر: ٢٣، وإنما سمى القرآن مثانى لأن الأنباء والقصص تثنى فيه.
(٥٦) الشرط:
وتتعلق به قواعد:
١- المجازاة إنما تتعقد بين جملتين:
أولا هما فعلية تلائم الشرط.
وثانيتهما: قد تكون اسمية، وقد تكون فعلية جازمة، وغير جازمة، أو ظرفية، أو شرطية.
فإذا جمع بينهما وبين الشرط، اتحدتا جملة واحدة.
ويسمى المناطقة الأول مقدما والثانى تاليا.
فإذا انحل الرباط الواصل بين طرفى المجازاة عاد الكلام جملتين كما كان.
٢- أصل الشرط والجزاء أن يتوقف الثانى على الأول، بمعنى أن الشرط إنما يستحق جوابه بوقوعه هو فى نفسه، كقوله تعالى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ المائدة: ١١٨، وهم، عباده، عذبهم أو رحمهم.
٣- أنه لا يتعلق إلا بمستقبل، فإن كان ماضى اللفظ كان مستقبل المعنى.
٤- جواب الشرط أصله الفعل المستقبل، وقد يقع ماضيا، لا على أنه جواب فى الحقيقة، نحو قوله تعالى: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ آل عمران:
١٤٠، ومس القرح قد وقع بهم، والمعنى: إن يؤلمكم ما نزل بكم فيؤلمهم ما وقع، فالمقصود ذكر الألم الواقع لجميعهم، فوقع الشرط والجزاء على الألم.
٥- أدوات الشرط حروف، وهى «إن»، وأسماء مضمنة معناها، وأقواها دلالة على الشرط «إن»، لبساطتها، ولهذا كانت أم الباب، وما سواها فمركب معنى «إن» وزيادة معه.
٧- الاستفهام إذا دخل على الشرط، كقوله تعالى: أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ آل عمران: ١٤٤، فالهمزة فى موضعها، ودخولها على أداة الشرط، والفعل الثانى، الذى هو جزاء، ليس جوابا للشرط، وإنما هو المستفهم عنه، والهمزة داخلة عليه تقديرا، فينوى به التقديم، وحينئذ لا يكون جوابا، بل الجواب محذوف، والتقدير:
أانقبلتم على أعقابكم. إن مات محمد؟ لأن الغرض إنكار انقلابهم على أعقابهم بعد موته.
٨- إذا تقدمت أداة الشرط جملة تصلح أن تكون جزاء، ثم ذكر فعل الشرط ولم يذكر له جواب، فلا تقدير عند الكوفيين، بل المقدم هو الجواب، وعند البصريين دليل الجواب.
٩- إذا دخل على أداة الشرط واو الحال، لم يحتج إلى جواب، فإن أجيب الشرط كانت الواو عاطفة لاللحال.
١٠- الشرط والجزاء لابد أن يتغايرا لفظا، وقد يتحدان فيحتاج إلى التأويل كقوله تعالى: وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً الفرقان: ٧١، على حذف الفعل، أى: من أراد التوبة فإن التوبة معرضة له، لا يحول بينه وبينها حائل.
وقد يتقاربان في المعنى، كقوله تعالى: وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ محمد: ٣٨.
١١- أن يعترض الشرط على الشرط، كقوله تعالى: فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ. فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ الواقعة ٨٨، ٨٩، فقد اجتمع هنا شرطان وجواب واحد، فإما أن يكون جوابا لأما أو لأن، ولا يجوز أن يكون جوابا لهما، لأنه ليس ثمة شرطان لهما جواب واحد، ول كان هذا الجاز شرط واحد له جوابان، ولا يجوز أن يكون جوابا لأن دون أما، لأن
وقيل: إذا دخل الشرط على الشرط، فإن كان الثانى، بالقاء فالجواب المذكور جوابه، وهو وجوابه جواب الشرط الأول.
وإن كان، بغير الفاء، فإن كان الثانى متأخرا فى الوجود عن الأول كان مقدرا بالفاء، وتكون الفاء جواب الأول، والجواب المذكور جواب الثانى، وإن كان الثانى متقدما فى الوجود على الأول فهو فى نية التقديم وما قبله جوابه، والفاء مقدرة فيه.
وأما إن لم يكن أحدهما متقدما فى الوجود، وكان كل واحد منهما صالحا لأن يكون هو المتقدم، والآخر متأخرا، كان الحكم راجعا إلى التقدير والنية، فأيهما قدرته شرطا كان الآخر جوابا له.
وإن كان مقدرا بالفاء كان المتقدم فى اللفظ أو المتأخر، وعلى كلا التقديرين فجواب الشرط الذى هو الجواب محذوف.
(٥٧) الصفة:
وهو مخصصة إن وقعت صفة لنكرة، وموضحة إن وقعت صفة لمعرفة، وتأتى:
١- لازمة لا للتقييد، كقوله تعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ المؤمنون: ١١٧، وهى صفة لازمة جىء بها للتوكيد.
٢- بلفظ والمراد غيره، كقوله تعالى: صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها البقرة: ٦٩، قيل:
المراد: سوداء ناصع، وقيل: بلى هى على بابها.
٣- للتنبيه على التقسيم، كقوله تعالى: كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ الأنعام:
٩٩، فهى لنفى توهم توقف الإباحة على الإدراك والنضج بدلالته على الإباحة من أول إخراج الثمرة، إذ المعلوم أنه إنما يؤكل إذا أثمر.
وهو إن يجمع بين متضادين مع مراعاة التقابل، وهو قسمان:
١- لفظى، كقوله تعالى: فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً التوبة: ٨٢.
٢- معنوى، كقوله تعالى: إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ. قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ يس: ١٥، ١٦ معناه: ربنا يعلم إنا لصادقون.
(٥٩) الطلب:
وضعه موضع الخير، كقوله تعالى: فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. وَأَلْقِ عَصاكَ النمل: ٨- ١٠، فقوله: «ألق» معطوف على قوله «أن بورك»، فكلمة «ألق» وإن كانت إنشاء لفظا لكنها خبر معنى، والمعنى: فلما جاءها قيل: بورك من فى النار، وقيل: ألق.
(٦٠) العدد:
وتحته قواعد: (ا) القاعدة الأولى:
اسم الفاعل المشتق من العدد، وله استعمالات:
(ا) أن يراد به واحد من ذلك العدد، وهذا يضاف العدد الموافق له، نحو قوله تعالى: ثانِيَ اثْنَيْنِ التوبة: ٥، وهذا القسم لا يجوز إطلاقه فى حق الله تعالى، ولهذا قال تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ المائدة: ٧٣.
(ب) القاعدة الثانية حق ما يضاف إليه العدد من الثلاثة إلى العشرة أن يكون اسم جنس أو اسم جمع، وحينئذ يجوز:
(ا) أن يجر بالحرف «من»، كقوله تعالى: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ البقرة: ٢٦٠.
(ب) كما يجوز إضافته، كقوله تعالى: تِسْعَةُ رَهْطٍ النمل: ٤٨.
وإن كان غيرهما من الجموع أضيف إليه الجمع على مثال جمع القلة من التكسير، وعلته أن المضاف موضوع للقلة، فتلزم إضافته إلى جمع القلة، طلبا لمناسبة المضاف إليه المضاف فى القلة، لأن المفسر على حسب المفسر، كقوله تعالى:
مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ لقمان: ٢٧.
(ح) القاعدة الثالثة ألفاظ العدد نصوص، ولهذا لا يدخلها تأكيد، لأنه لدفع المجاز فى إطلاق الكل وإرادة البعض، وهو منتف فى العدد، وقد أورد على ذلك آيات شريفة، منها قوله تعالى: تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ البقرة: ١٩٦، والجواب أن التأكيد هنا ليس لدفع نقصان أصل العدد، بل لدفع نقصان الصفة، لأن الغالب فى البدل أن يكون دون المبدل منه، فأفاد أن الفاقد للهدى لا ينقص من أجره شىء.
١- عطف مفرد على مثله، وفائدته تحصيل مشاركة الثانى للأولى فى الإعراب، ليعلم أنه مثل الأول فى فاعليته أو مفعوليته، فيتصل الكلام بعضه ببعض، أوفى حكم خاص دون غيره، كقوله تعالى: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ المائدة: ٦، فمن قرأ بالنصب عطفا على «الوجوه» كانت الأرجل مغسولة، ومن قرأ بالجر عطفا على «الرءوس» كانت ممسوحة.
٢- عطف جملة على جملة:
(ا) إن كانت الأولى لا محل لها من الأعراب، كان من قبيل عطف المفرد على المفرد، وكانت فائدة العطف الاشتراك فى مقتضى الحرف العاطف، فإن كان العطف بغير الواو ظهر له فائدة من التعقيب، مثل الفاء، أو الترتيب مثل ثم، أو نفى الحكم عن الباقى مثل لا.
(ب) إذا كان ما قبلها بمنزلة الصفة من الموصوف والتأكيد من المؤكد فلا يدخلها عطف، لشدة الامتزاج، كقوله تعالى: الم. ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ البقرة: ١، ٢.
(ج) إذا غايرت الثانية ما قبلها، وليس بينهما نوع ارتباط يوجه، فلا عطف، إذ شرط العطف المشاكلة، وهو مفقود، وذلك كقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ البقرة: ٦، بعد قوله تعالى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ البقرة: ٥.
(د) إذا غايرت الثانية ما قبلها، ولكن بينهما نوع ارتباط، كان العطف كقوله تعالى: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ البقرة: ٥.
(هـ) إذا كان بتقدير الاستئناف، فلا عطف، كقوله تعالى: وَجاؤُ أَباهُمْ
يوسف: ١٦، ١٧، كأن قائلا قال: لم كان كذا؟ فقال: كذا.
(ز) إذا طالت الحكاية عن المخاطبين فلا عطف، كقوله تعالى: إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ البقرة: ٢٥٨.
(٦٢) العكس:
وهو أن يقدم فى الكلام جزء ثم يؤخر، كقوله تعالى: لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ الممتحنة: ١٠
(٦٣) فواتح السور:
افتتح سبحانه وتعالى كتابه العزيز بعشرة أنواع من الكلام لا يخرج شىء من السور عنها:
١- الاستفتاح بالثناء عليه جل وعز، والثناء قسمان:
(ا) إثبات لصفات المدح، نحو: الْحَمْدُ لِلَّهِ الفاتحة «الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر.
(ب) نفى وتنزيه من صفات النقص، نحو قوله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ الإسراء: ١.
٢- الاستفتاح بحروف التهجى، نحو: الم، المص.
وهذه الحروف التى افتتح الله بها السور نصف أسماء حروف للعجم، أربعة
ثم هى مشتملة على أنصاف أجناس الحروف. المهموسة، والمجهورة، والشديدة، والمطبقة، والمستعلية، والمنخفضة، وحروف القلقلة.
والأسماء المتهجاة فى أوائل السور ثمانية وسبعون حرفا.
وهى فى القرآن فى تسعة وعشرين سورة.
وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف فهى مشتملة على مبدأ الخلق ونهايته وتوسطه، مشتملة على خلق العالم وغايته، وعلى التوسط بين البداية من الشرائع والأوامر.
وإذا تأملنا السور التى اجتمعت على الحروف المفردة نجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف، فمن ذلك:
(ا) ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ فإن السورة مبنية على الكلمات القافية، من ذكر القرآن، ومن ذكر الخلق، وتكرار القول ومراجعته مرارا، والقرب من ابن آدم، وتلقى الملكين، وقول العتيد، وذكر الرقيب، وذكر السابق، والقرين، والإلقاء فى جهنم، والتقدم بالوعد، وذكر المتقين، وذكر القلب، والقرن، والتنقيب فى البلاد، وذكر القتل مرتين، وتشقق الأرض، وإلقاء الرواسى فيها، وبسوق النخل، والرزق، وذكر القوم، إلى غير ذلك.
ثم إن كل معانى السورة مناسب لما فى حرف القاف من الشدة والجهر والقلقلة والانفتاح.
(ب) (ص) فإن السورة تشتمل على خصومات متعددة، فأولها خصومة الكفار مع النبى صلّى الله عليه وسلم، ثم اختصام الخصمين عند داود، ثم تخاصم أهل النار،
(ج) ن وَالْقَلَمِ فإن فواصلها كلها على هذا الوزن، مع ما تضمنت من الألفاظ النونية.
ويعد المفسرون هذا من المتشابه فى القرآن الذى لا يعلم تأويله إلا الله، غير أن ابن قتيبة يرى أن الله لم ينزل شيئا من القرآن إلا لينفع به عباده ويدل به على معنى أراده، ويقول: فلو كان المتشابه لا يعلمه غيره للزمنا للطاعن مقال وتعلق علينا بعلة.
ويمضى ابن قتيبة فى حديثه فيقول: وهل يجوز لأحد أن يقول: إن رسول الله ﷺ لم يكن يعرف المتشابه، وإذا جاز أن يعرفه مع قوله تعالى:
وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ جاز أن يعرفه الربانيون من صحابته. فقد علم «عليّا» التفسير.
ودعا لابن عباس فقال: اللهم علمه التأويل وفقهه فى الدين.
ثم يقول ابن قتيبة: وبعد. فإنا لم نر المفسرين توقفوا عن شىء من القرآن فقالوا: هذا متشابه لا يعلمه إلا الله، بل أمروه كله على التفسير حتى فسروا الحروف المقطعة فى أوائل السور.
ويقول ابن قتيبة فى تفسير قوله تعالى: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ آل عمران: ٧: فإن قال قائل: كيف يجوز فى اللغة أن يعلمه الراسخون فى العلم، وأنت إذا أشركت الراسخين فى العلم انقطعوا عن «يقولون»، وليست هاهنا واو نسق توجب للراسخين فعلين؟ قلنا له: إن «يقولون» هاهنا فى معنى الحال، (- ٩- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
والمفسرون مختلفون فى تفسير هذه الحروف المقطعة.
فمنهم من يجعلها أسماء للسور، تعرف كل سورة بما افتتحت به منها، فهى أعلام تدل على ما تدل عليه الأسماء من أعيان الأشياء، وتفرق بينها، فإذا قال القائل:
قرأت «المص»، أو قرأت «ص»، أو «ن»، دل بذاك على ما قرأ.
ولا يرد هذا أن بعض هذه الأسماء يقع لعدة سور، مثل «حم» و «الم»، إذ من الممكن التمييز بأن يقول: «حم السجدة» و «والم» البقرة، كما هى الحال عند وقوع الوفاق فى الأسماء، فتمييزها بالإضافات، وأسماء الأباء والكنى.
ويجعلها بعضهم للقسم، وكأن الله عزّ وجل أقسم بالحروف المقطعة كلها، واقتصر على ذكر بعضها من جميعها، فقال: «الم» وهو يريد جميع الحروف المقطعة كما يقول القائل: تعلمت «اب ت ث»، وهو لا يريد تعلم هذه الأحرف دون غيرها من الثمانية والعشرين.
ولقد أقسم الله بحروف المعجم لشرقها وقضلها، إذ هى مبانى كتابه المنزل على رسوله.
ويجعلها بعضهم حروفا مأخوذة من صفات الله تعالى يجتمع بها فى المفتتح صفات كثيرة، ويكون هذا فنّا من فنون الاختصار عند العرب.
وهذا الاختصار عند العرب كثير. يقول الوليد بن عقبة، من رجز له:
قلت لها قفى فقالت قاف أى قالت: قد وقفت، فأومأ بالقاف إلى معنى الوقوف.
فيقول ابن عباس مثلا فى تفسير قوله تعالى: كهيعص إن الكاف، من كاف، والهاء، من هاد، والياء، من حكيم، والعين، من عليم، والصاد، من صادق.
ويقول بعضهم: وهذه الحروف التى فى أوائل السور جعلها الله تعالى حفظا للقرآن من الزيادة والنقصان، ولعل هذا الذى جعل بعض المحدثين- أعنى الأستاذ على نصوح- الطاهر يقول فى: كتابه أوائل السور فى القرآن الكريم:
١- إن أوائل السور تقوم على حساب الجمل.
٢- إنها تبين عدد الآيات المكية أيام كان القرآن يخشى عليه من أعدائه فى مكة من أن يزيدوا فيه أو أن ينقصوا منه، ودليله على ذلك:
(ا) أنها وردت مع تسع وعشرين سورة من سور القرآن.
(ب) من هذه السور سبع وعشرون مكية واثنتان مدنيتان، هما البقرة وآل عمران.
(ج) أن هاتين السورتين المدنيتين نزلتا فى أول العهد المدنى، ولم يكن قد استقر أمر المسلمين كثيرا، فهو عهد أشبه بعهد مكة.
(د) أنه حين أشند أمر المسلمين وكانت كثرة من القارئين والكاتبين لم تكن ثمة فواتح سور.
ولقد تتبع فى كتابه سور القرآن الكريم، ذات الفواتح، وطابق بين جملها والآيات المكية بها فإذا هو ينتهى إلى رأى شبه قاطع.
٣- الاستفتاح بالنداء، نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا المائدة، الحجرات، الممتحنة.
٥- الاستفتاح بالقسم، نحو قوله تعالى: وَالصَّافَّاتِ، وجملة هذه السور خمس عشرة سورة.
٦- الاستفتاح بالشرط، نحو قوله تعالى: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ. وجملة هذه السور سبع سور.
٧- الاستفتاح بالأمر، نحو قوله تعالى: قُلْ أُوحِيَ، وجملة هذا السور ست سور.
٨- الاستفتاح بالاستفهام، نحو قوله تعالى: هَلْ أَتى، وجملة هذه السورست سور.
٩- الاستفتاح بالدعاء، نحو قوله تعالى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ، وجملة هذه السور ثلاث سور ١٠- الاستفتاح بالتعليل، نحو قوله تعالى: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ، وهذا فى موضع واحد.
(٦٤) الفواصل:
الفاصلة: كلمة آخر الآية، وتكون من حروف متشا كلة فى المقاطع يقع بها إفهام المعانى، وتفع الفاصلة عند الاستراحة فى الخطاب لتحسين الكلام بها، وهى ما يباين القرآن بها سائر الكلام. وسميت فاصلة لأنه ينفصل عندها الكلامان، وذلك أن آخر الآية فصل بينهما وبين ما بعدها كقوله تعالى: كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ فصلت: ٣، من أجل هذا كان اختيار هذا الاسم لها، ولم تسم أسجاعا، لشرف القرآن الكريم عن أن يشارك غيره من كلام الأحاد فى صفة من صفاته، ثم إن السجع هو الذى يقصد فى نفسه ثم يحيل المعنى عليه، والفواصل تتبع المعانى، ولا تكون مقصودة فى نفسها، أعنى أن السجع يتبع المعنى فيه اللفظ الذى به يؤدى السجع، وليس كذلك ما اتفق مما هو فى تقدير السجع من القرآن لأن اللفظ وقع فيه تابعا للمعنى، وفرق بين أن ينتظم الكلام فى نفسه بألفاظه التى تؤدى المعنى المقصود فيه، وبين أن يكون المعنى منتظما دون اللفظ.
١- زيادة حرف، ولهذا لحقت الألف «الظنون» فى قوله تعالى وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا الأحزاب: ١٠، لأن مقاطع فواصل هذه السورة ألفات متقلبة عن تنوين فى الوقف» فزيد على النون ألف لتساوى المقاطع، وتناسب نهايات الفواصل.
٢- حذف همزة أو حرف اطرادا، كقوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ الفجر: ٤.
٣- الجمع بين المجرورات، كقوله تعالى: ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً الإسراء: ٦٩ فأخر «تبيعا» وترك الفصل بين المجرورات، لتكون نهاية هذه الآية مناسبة لنهايات ما قبلها حتى تتناسق على صورة واحدة.
٤- تأخير ما أصله أن يقدم، كقوله تعالى: فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى طه: ٦٧، لأن أصل الكلام أن يتصل الفعل بفاعله ويؤخر المفعول، ولكن آخر الفاعل، وهو موسى، لرعاية الفاصلة.
٥- إفراد ما أصله أن يجمع، كقوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ القمر: ٥٤، قال الفراء: الأصل: الأنهار، وإنما وحد لأنه رأس آية، فقابل بالتوحيد رئوس الآى.
٦- جمع ما أصله أن يفرد، كقوله تعالى: لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ إبراهيم:
٣١، إذ المراد: ولا خلة، بدليل الآية الأخرى لكن جمعه لمناسبة رءوس الآى.
٧- تثنية ما أصله أن يفرد، كقوله تعالى: وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ الرحمن: ٤٦.
٨- تأنيث ما أصله أن يذكر، كقوله تعالى: كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ المدثر: ٥٤، وإنّما عدل إليها للفاصلة.
٩- الزيادة، كقوله تعالى فى سورة الأعلى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الأعلى: ١، وفى سورة العلق: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ العلق: ١، فزاد فى الأولى «الأعلى» وزاد فى الثانية «خلق» مراعاة للفواصل فى السورتين، وهى فى الأعلى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى الأعلى: ٢، وفى العلق خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ العلق: ٢.
١٠- صرف ما أصله ألا ينصرف، كقوله تعالى: قَوارِيرَا. قَوارِيرَا الإنسان: ١٥، ١٦.
صرف الأول لأنه آخر الآية، وآخر الثانى بالألف، فمن جعله منونا ليقلب تنوينه ألفا، فيتناسب مع بقية الآى، كقوله تعالى: سلاسلا وأغلالا- هذه قراءة نافع وأبى بكر، والكسائى، وأبى جعفر- فإن «سلاسلا» لما نظم إلى أَغْلالًا وَسَعِيراً الإنسان: ٤، صرف ونون للتناسب، وبقى «قواريرا» الثانى، فإنه وإن لم يكن آخر الآية جاز صرفه، لأنه لمانون «قواريرا» الأول ناسب أن ينون «قواريرا» الثانى ليتناسبا ولأجل هذا لم ينون «قواريرا» الثانى إلا من ينون «قواريرا» الأول
١١- إمالة ما أصله ألا يمال، وهو أن تنحو بالألف نحو الياء، كإمالة ألف وَالضُّحى. وَاللَّيْلِ إِذا سَجى الضحى: ١، ٢، ليشاكل التلفظ بها التلفظ بما بعدها.
١٢- العدول عن صيغة الماضى إلى الاستقبال، كقوله تعالى: فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ البقرة: ٨٧، حيث لم يقل: وفريقا قتلتم، إذ هى هنا رأس آية.
(٦٥) القراءات:
سيأتى لرأى فى القراءات السبع، عند الكلام على اللغات، ومعنى
قوله صلى الله عليه وسلم: نزل القرآن على سبعة أحرف،
أى: على سبعة أوجه من اللغات متفرقة فى القرآن.
ويقول ابن العربى: لم يأت فى معنى هذا السبع نص ولا أثر، واختلف الناس فى تعيينها.
ويقول أبو حيان: اختلف الناس فيها على خمسة وثلاثين قولا.
وروى عن عمر أنه قال: نزل القرآن بلغة مضر.
وإذا رجعنا نحصى قبائل مضر وجدنا هنا سبع قبائل، وهى: هذيل، وكنانة، وقيس، وضبة، وتيم الرباب، وأسد بن خزيمة، وقريش.
كما يروى عن ابن عباس أنه قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن، واثنان لسائر العرب، والعجز هم: سعد بن بكر، وجشم ابن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف، وكان يقال لهم: عليا هوازن.
كما يروى السيوطى فى الإتقان آراء غير مسندة، منها:
١- أنها سبع لغات متفرقة لجميع العرب، كل حرف منها لقبيلة مشهورة.
٢- أنها سبع لغات، أربع لعجز هوازن: وثلاث لقريش.
٣- أنها سبع لغات، لغة لقريش، ولغة لليمن، ولغة لجرهم، ولغة لهوازن، ولغة لقضاعة، ولغة لتميم، ولغة لطيئ.
٤- أنها لغة الكعبين: كعب بن عمر، وكعب بن لؤى، ولهما سبع لغات.
وهذا الخبر مسند لابن عباس من طريق آخر غير الطريق الأول الذى روى به خبره السابق.
وهذا الاختلاف فى التعيين لا يضير فى شىء، فثم لغات سبع مفرقة فى القرآن أخبر الرسول عن جملتها ولم يخبر عن تفصيلها، وكان هذا التفصيل مكان الاجتهاد بين المجتهدين.
وليس معنى الحديث أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات، بل اللغات السبع مفرقة، تقرأ قريش بلغتها. وتقرأ هذيل بلغتها، وتقرأ هوازن بلغتها، وتقرأ اليمن بلغتها.
وفى ذلك يقول أبو شامة نقلا عن بعض شيوخه: أنزل القرآن بلسان قريش ثم أبيح للعرب أن يقرءوه بلغاتهم التى جرت عادتهم باستعمالها على اختلاف فى الألفاظ والإعراب.
ويقول ابن الجوزى: وأما وجه كونها سبعة أحرف دون أن لم تكن أقل أو أكثر، فقال الأكثرون: إن أصول قبائل العرب تنتهى إلى سبعة، وأن اللغات الفصحى سبع، وكلاهما دعوى.
وقيل: ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص، بل المراد
والعرب يطلقون لفظ السبع والسبعين والسبعائة ولا يريدون حقيقة العدد، بحيث لا يزيد ولا ينقص، بل يريدون الكثرة والمبالغة من غير حصر.
وكانت هذه المغات علمها إلى الرسول قد أحاطه الله بها علما، وحين يقرأ الهذلى بين يديه «عتى حين» وهو يريد حَتَّى حِينٍ المؤمنون: ٥٤- الصافات:
١٧٤ و ١٧٨- الذاريات: ٤٣. يحيزه- لأنه هكذا يلفظ بها ويستعملها.
وحين يقرأ الأسدى بين يديه تَسْوَدُّ وُجُوهٌ آل عمران: ١٠٦، بكسر التاء فى «تسود»، وأَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يس: ٦٠، بكسر الهمزة فى «أعهد»، يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
وحين يهمز التميمى على حين لا يهمز القرشى، يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
وحين يقرأ قارئهم «وإذا قيل لهم» البقرة: ١١، و «غيض الماء» هود: ٤٤، بإشمام الضم مع الكسر: يجيزه لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
وحين قرأ قارئهم هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا يوسف: ٦٥، بإشمام الكسر مع الضم فى «ردت»، حين، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
وحين يقرأ فارئهم ما لَكَ لا تَأْمَنَّا يوسف: ١١، بإشمام الضم مع الإدغام فى ميم «تأمنا» يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل وتكليفه غير هذا عسير.
وحين يقرأ قارئهم «عليهم» و «فيهم» بالضم، ويقرأ قارئ أخر «عليهم و» و «فيهمو»، بالصلة، يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
وحين يقرأ قارئهم «موسى» و «عيسى»، بالإمالة وغيره بغيرها، يجيزه لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
وحين يقرأ قارئهم «خبيرا»، و «بصيرا» بالترفيق، يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
وحين يقرأ قارئهم «الصلوات» و «الطلاق»، بالتفخيم، يجيزه، لأنه هكذا يلفظ وهكذا يستعمل.
ويفسر لك هذا ما
روى عن عمر قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وقد كان النبى صلّى الله عليه وسلم أقرأنيها، فأتيت به النبى صلّى الله عليه وسلم فأخبرته: فقال له: اقرأ، فقرأ تلك القراءة: فقال:
هكذا أنزلت، ثم قال لى: اقرأ فقرأت. فقال: هكذا أنزلت. ثم قال: هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرءوا منه ما تيسر.
وكذلك يفسر لك هذا ما
روى عن أبى قال: دخلت المسجد أصلى فدخل رجل فافتتح «النحل» فقرأ، فخالفنى فى القراءة، فلما انفتل قلت: من أقرأك؟
فقال: رسول الله صلّى الله عليه وسلم. ثم جاء رجل فقام يصلى، فقرأ، وافتتح النحل، فخالفنى وخالف صاحبى، فلما انفتل قلت: من أقرأك؟ فقال: رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: فأخذت بأيديهما فانطلقت بهما إلى النبى صلّى الله عليه وسلم. فقلت: استقرئ هذين، فاستقرأ أحدهما، فقال: أحسنت. ثم استقرأ الآخر، فقال: أحسنت.
ويقول ابن قتيبة: «ولو أن كل فريق من هؤلاء أمر أن يزول عن لغته، وما جرى عليه اعتياده طفلا وناشئا وكهلا لاشتد ذلك عليه، وعظمت المحنة فيه، ولم يمكنه إلا بعد رياضة للنفس طويلة، وتذليل للسان وقطع للعادة.
وقد تدبرت وجوه الخلاف فى القراءات فوجدتها سبعة أوجه:
أولها: الاختلاف فى إعراب الكلمة، أو فى حركة بنائها بما لا يزيلها عن صورتها فى الكتاب، ولا يغير معناها، نحو قوله تعالى: هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ هود: ٧٨، و «أطهر لكم» بالنصب- وهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ سبأ ١٧: و «هل يجازى إلا الكفور» - ويَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ النساء ٣٧، الحديد ٢٤- و «بالبخل» بفتح الباء والخاء- و «فنظرة إلى ميسرة» البقرة: ٢٨٠، و «ميسرة» بضم السين.
ثانيها: أن يكون الاختلاف فى إعراب الكلمة وحركات بنائها بما يغير معناها ولا يزيلها عن صورتها فى الكتاب، نحو قوله تعالى: رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا سبأ: ١٩، ورَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا- وإِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ «النور: ١٥ و «تلقونه» بفتح فكسر فضم- ووَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ: يوسف ٤٥» و «أمة» أى: نسيان.
ثالثها: أن يكون الاختلاف فى حروف الكلمة دون إعرابها، بما يغير معناها ولا يزيل صورتها، نحو قوله: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها البقرة: ٢٥٩، و «ننشرها» بالراء و «حتى إذا فزع عن قلوبهم» سبأ: ٢٣، و «فرغ» بالراء والغين المعجمة.
رابعها: أن يكون الاختلاف فى الكلمة بما يغير صورتها فى الكتاب ولا يغير معناها فى الكلام، نحو قوله تعالى: إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً يس: ٢٩، و «زقية واحدة» - وكَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ القارعة: ٥، و «كالصوف».
خامسها: أن يكون الاختلاف فى الكلمة بما يزيل صورتها ومعناها، نحو قوله: وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ الواقعة: ٢٩ و «طلح».
سابعها: أن يكون الاختلاف بالزيادة والنقصان، نحو قوله تعالى: (وما عملت أيديهم) وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ يس: ٣٥ ونحو قوله: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ لقمان ٢٦، و (إن الله الغنى الحميد).
ثم قال ابن قتيبة:
فإن قال قائل: هذا جائز فى الألفاظ المختلفة إذا كان المعنى واحدا، فهل يجوز أيضا إذا اختلفت المعانى؟
قيل له: الاختلاف نوعان: اختلاف تغاير، واختلاف تضاد.
فاختلاف التضاد لا يجوز، ولست واجده بحمد الله فى شىء من القرآن إلا فى الأمر والنهى من الناسخ والمنسوخ.
واختلاف التغاير جائز، وذلك مثل قوله: وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أى بعد حين و «بعد أمة» أى بعد نسيان له، والمعنيان جميعا، وإن اختلفا، صحيحان، لأن ذكر أمر يوسف بعد حين وبعد نسيان له.
وكقوله: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ، أى تقبلونه وتقولونه، (وتلقونه) من الولق، وهو الكذب، والمعنيان جميعا، وإن اختلفا، صحيحان، لأنهم قبلوه وقالوه وهو كذب.
وكقوله: رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا على طريق الدعاء والمسألة، ورَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا على جهة الخبر، والمعنيان، وإن اختلفا، صحيحان.
وكقوله: وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وهو الطعام، وأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً بضم الميم وسكون التاء وفتح الكاف، وهو الأترج. فدلت هذه القراءة على معنى ذلك الطعام.
وكذلك فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ و (فرغ)، لأن فزع: خفف عنها الفزع، وفرغ: فرغ عنها الفزع.
ثم قال ابن قتيبة: وكل ما فى القرآن من تقديم أو تأخير، أو زيادة أو نقصان، فعلى مثل هذا السبيل.
والأمر فى القراءات كما يبدو لك، ينحصر فى أحوال ثلاث:
الأولى- وهى تتصل بأحرف العرب أو لغاتها، وهى التى قدمنا منها مثلا فى الإمالة والإشمام والترقيق والتفخيم، وغير ذلك مما لفظت به القبائل ولم تستطع ألسنتها غيره، وهذا الذى قلنا عنه: إنه المعنى بالأحرف السبعة التى جاءت فى الحديث.
يقول الطحاوى أحمد بن محمد فى كتابه «فى الآثار» : ما من شك فى أن ذلك كان رخصة للعرب يوم أن كانوا لا يستطيعون غيره، وكان من العسير عليهم تلاوة القرآن بلغة قريش.
ثم ما من شك فى أن هذه الرخصة قد نسخت بزوال العذر وتيسر الحفظ وفشو الضبط وتعلم القراءة والكتابة.
وأسوق إليك ما قاله الطبرى بعد ما سقت إليك ما قاله الطحاوى، يقول الطبرى:
ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه اختلاف الناس فى القراءة وخاف من تفرق كلمتهم، جمعهم على حرف واحد، وهو هذا المصحف الإمام، واستوثقت له الأمة على ذلك، بل أطاعت ورأت أن فيما فعله المرشد والهداية، وتركت القراءة بالأحرف السبعة التى عزم عليها إمامها العادل
الثانية: وهى تتصل برسم المصحف وبقائه فترة غير منقوط ولا مشكول إلى زمن عبد الملك، حين قام الحجاج بإسناد هذا إلى رجلين، هما: يحيى بن يعمر والحسن البصرى، فنقطاه وشكلاه.
ولقد حفظ الله كتابه بالحفظة القارئين أكثر مما حفظه بالكتاب الكاتبين، ثم كانت إلى جانب الحفظ حجة أخرى على الرسم، وهى لغة العرب أقامت الرسم لتدعيم الحفظ ولم تقم الحفظ لتدعيم الرسم. وكان هذا ما عناه عثمان: أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها. ولقد أقامته العرب بألسنتها وتركت الرسم على حاله ممثلا فى مصحفه الإمام الذى كان حريصا على أن تجتمع عليه الأمة الإسلامية، من أجل ذلك أحرق ما سواه.
وكان أول شىء عمله الحجاج، بعد ما فرغ من نقط المصحف وشكله، أن وكل إلى عاصم الجحدرى، وناجية بن رمح، وعلى بن أصمع، أن يتتبعوا المصاحف وأن يقطعوا كل مصحف يجدونه مخالفا لمصحف عثمان، وأن يعطوا صاحبه ستين درهما. وفى ذلك يقول الشاعر:
وإلا رسوم الدار قفرا كأنها | كتاب محاه الباهلى ابن أصمعا |
وما أظن هذه يعتد بها بعد أن أصبح فى أيدينا المصحف الإمام، هيأه لنا عثمان فى الأولى، وزفه إلينا الحجاج فى الثانية، وما كان هذان العملان إلا خطوتين:
خطوة تدعم خطوة في سبيل الوحدة الكاملة لكتاب الله، كما حفظه الله على لسان الحفظة من الصحابة والتابعين.
(٦٦) القراء:
ولقد كانت كتابة المصحف بلغة قريش، أو بحرف قريش، بذلك أمر عثمان زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث ابن هشام، وهم ينسخون المصاحف، وقال لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت فى شىء فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم.
وأرسل عثمان المصاحف إلى الأمصار، وأخذ كل أهل مصر يقرءون بما فى مصحفهم، يتلقون ما فيه عن الصحابة الذين تلقوا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ثم قاموا بذلك مقام الصحابة الذين تلقوه عن النبى صلّى الله عليه وسلم، فكان بالمدينة نفر، منهم: ابن المسيب، ومعاذ بن الحارث، وشهاب الزهرى، وكان بمكة نفر، منهم: عطاء، وطاووس، وعكرمة. وبالكوفة نفر، منهم:
علقمة والشعبى، وسعيد بن جبير. وبالبصرة نفر، منهم: الحسن، وابن سيرين، وقتادة. وبالشام نفر، منهم: المغيرة بن أبى شهاب المخزومى، صاحب عثمان بن عفان.
ثم تجرد قوم للقراءة واعتنوا بضبطها أتم عناية حتى صاروا فى ذلك أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم ويؤخذ عنهم، وأجمع أهل بلدهم على تلقى قراءتهم بالقبول، ولم يختلف عليهم فيها اثنان، ولتصديهم للقراءة نسبت إليهم.
غير أن القراء بعد هذا كثروا وتفرقوا فى البلاد وانتشروا فى الأقطار، وكاد يدخل على هذا العلم ما ليس فيه، فشمر لضبطه وتنقيته أئمة مشهود لهم، منهم:
(١) الإمام الحافظ الكبير أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد الدانى، من أهل دانية بالأندلس. وكانت وفاته سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وكتابه فى هذا الباب هو: التيسير.
(٢) الإمام المقرئ المفسر أبو العباس أحمد بن عمارة بن أبى العباس المهدوى، المتوفى بعد الثلاثين وأربعمائة، وله كتاب الهداية.
(٣) الإمام أبو الحسن طاهر بن أبى الطيب بن أبى غلبون الحلبى، نزيل مصر، وتوفى بها سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وله: كتاب التذكرة.
(٤) الإمام أبو محمد مكى بن أبى طالب القيروانى. وكانت وفاته سنة سبع وثلاثين وأربعمائة بقرطبة، وله كتاب: التبصرة.
(٥) الإمام أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل، المعروف بأبى شامة: وله كتاب المرشد الوجين.
ولقد كان رائد هؤلاء جميعا فيما أخذوا فيه أن كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت المصحف الإمام، وصح سندها، فهى قراءة صحيحة لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها.
وفى ظل هذه القيود التى أجمع عليها القراء:
(١) الموافقة للعربية ولو بوجه.
(٢) الموافقة للعربية ولو بوجه.
(٣) أو يصح سندها.
قام الأئمة بتأليف كتب فى القراءات، وكان أول إمام جمع القراءات فى كتاب هو أبو عبيد القاسم بن سلام، المتوفى سنة أربع وعشرين ومائتين. وقد جعل القراءات نحوا من خمس وعشرين قراءة، وتوالى بعده أئمة مؤلفون جمعوا القراءات فى كتب، منهم من جعلها عشرين، ومنهم من زاد ومنهم من نقص، إلى أن كان الأمر إلى أبى بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، فاقتصر على قراءات سبع لقراء سبع، هم: عبد الله بن كثير، فى مكة، ونافع بن أبى رويم، فى المدينة، وأبو عمرو بن العلاء، فى البصرة، وعاصم بن أبى النجود، وحمزة ابن حبيب الزيات، وعلى الكسائى، فى الكوفة، وعبد الله بن عامر، فى الشام.
ثم جاء بعده من رفعها إلى عشر، نذكر منهم إماما متأخرا، وهو:
ابن الجزرى أبو الخير محمد بن محمد، المتوفى سنة ٨٣٣ هـ، وكتابه هو: النشر فى القراءات العشر.
والقراء الثلاثة الذين زادوا على السبعة، هم: يزيد بن القعقاع، فى المدينة، ويعقوب الحضرمى، فى البصرة، وخلف البزار، فى الكوفة.
هذا غير قراء جاءوا بقراءات شاذة، كان على رأسهم ابن شنبوذ، المتوفى سنة ٣٢٨، ثم أبو بكر العطار النحوى، المتوفى سنة ٣٥٤ هـ.
(- ١٠- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
جملة يؤكد بها الخبر، ولقد أقسم سبحانه بثلاثة أشياء:
(١) بذاته، كقوله تعالى: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ الذاريات: ٢٣.
(٢) بفعله، كقوله تعالى: وَالسَّماءِ وَما بَناها الشمس: ٥.
(٣) مفعوله، كقوله تعالى: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى النجم: ١.
(٦٨) قصص الأنبياء:
تكرارها، لفائدة خلت عنها فى الموضع الآخر، وفيه أمور:
(١) إنه إذا كرر القصة زاد فيها شيئا.
(٢) إن الرجل كان يسمع القصة من القرآن ثم يعود إلى أهله، ثم يهاجر بعده آخرون يحكون عنه ما نزل بعد صدور الأولى، وكان أكثر من آمن به مهاجريّا، فلولا تكرر القصة لوقعت قصة موسى إلى قوم، وقصة عيسى إلى آخرين، وكذلك سائر القصص، فأراد الله سبحانه وتعالى اشتراك الجميع فيها، فيكون فيه إفادة القوم وزيادة تأكيد وتبصرة لآخرين، وهم الحاضرون.
(٣) تسليته لقلب النبى صلّى الله عليه وسلم مما اتفق للأنبياء مثله مع أممهم، يقول تعالى: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ هود: ١٢٠.
(٤) إن إبراز الكلام الواحد فى فنون كثيرة وأساليب مختلفة فيه من الفصاحة ما فيه.
(٥) إن الدواعى لا تتوفر على نقلها توفرها على نقل الأحكام، فلهذا كروت القصة دون الأحكام.
(٦) إن الله تعالى أنزل هذا القرآن، وعجز القوم عن الإتيان بمثل آية،
(٧) إنه لما سحر العرب بالقرآن، قال تعالى: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ البقرة: ٢٣، وقال فى موضع آخر: فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ هود: ١٣، فلو ذكر قصة آدم مثلا فى موضع واحد واكتفى بها لقال العربى بما قال الله تعالى: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ: ائتونا أنتم بسورة من مثله، فأنزلها سبحانه فى تعداد السور دفعا لحجتهم من كل وجه.
(٨) إن القصة الواحدة من هذه القصص، كقصة موسى مع فرعون، وإن ظن أنها لا تغاير الأخرى، فقد يوجد فى ألفاظها زيادة ونقصان وتقدم وتأخر، وتلك حال المعانى الواقعة بحسب تلك الألفاظ، فإن كل واحدة لا بد وأن تخالف نظيرتها من نوع معنى زائد منها، لا يوقف عليه إلا منها دون غيرها، فكأن الله تعالى فرق ذكر ما دار بينهما وجعله أجزاء، ثم قسم تلك الأجزاء على تارات، لتكرار، لتوجد متفرقة فيها، ولو جمعت تلك القصص فى موضع واحد لأشبهت ما وجد الأمر عليه فى الكتب المتقدمة من انفراد كل قصة منها بموضع، كما وقع فى القرآن بالنسبة ليوسف عليه السلام خاصة.
(٩) إن التكرار فيها مع سائر الألفاظ لم يوقع فى اللفظ هجنة، ولا أحدث مللا، فباين بذلك كلام المخلوقين.
(١٠) إنه ألبسها زيادة ونقصانا وتقديما وتأخيرا ليخرج بذلك الكلام أن تكون ألفاظه واحدة بأعيانها، فيكون شيئا معادا، فنزهه عن ذلك بهذه التغييرات.
(١١) إن المعانى التى اشتملت عليها القصة الواحدة من هذه القصص متفرقة
(١٢) ظهور الأمر العجيب من إخراج صور متباينة فى النظم بمعنى واحد، وقد كان المشركون فى عصر النبى صلّى الله عليه وسلم يعجبون من اتساع الأمر فى تكرار هذه القصص والأنباء مع تغاير أنواع النظم وبيان وجوه التأليف، فعرفهم الله سبحانه وتعالى أن الأمر بما يتعجبون منه مردود إلى قدرة من لا تلحقه نهاية، ولا يقع على كلامه مدد، لقوله تعالى: قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً الكهف: ١٠٩.
(١٣) إن سوق قصة يوسف عليه السّلام مساقا واحدا فى موضع واحد، دون غيرها من القصص، فيه غير ما ذكر قبل وجوه، وهى:
أ- إن ما فيها من تشبيب النسوة به، وتضمن الأخبار عن حال امرأة ونسوة افتتن بأبدع الناس جمالا وأرقهم مثالا، ناسب عدم تكرارها لما فيها من الإغضاء والستر عن ذلك، وثمة حديث مرفوع فى مستدرك الحاكم، جاء فيه النهى عن تعليم النساء سورة يوسف.
ب- إنها اختصت بحصول الفرج بعد الشدة، بخلاف غيرها من القصص، فإن مثالها إلى الوبال، كقصة إبليس وقوم نوح وقوم هود وقوم صالح وغيرهم، بذلك اتفقت الدواعى على نقلها لخروجها عن سمت القصص.
ج- كرر الله تعالى قصص الأنبياء وساق قصة يوسف مساقا واحدا إشارة إلى عجز العرب،
كأن النبى صلّى الله عليه وسلم قال لهم: إن كان من تلقاء نفسى تصويره على للفصاحة فافعلوا فى قصة يوسف ما فعلت فى قصص سائر الأنبياء.
(٦٩) القلب:
وهو ما اتفق لفظه واختلف معناه، وهو أنواع:
١- قلب الإسناد، وهو أن يشمل الإسناد إلى شىء والمراد غيره، ومنه قوله تعالى: خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ الأنبياء: ٣٧، أى خلق العجل من الإنسان.
٢- قلب المعطوف، وهو أن تجعل المعطوف عليه معطوفا، والمعطوف معطوفا عليه، كقوله تعالى: فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ النمل:
٢٨، حقيقته: فانظر ما يرجعون ثم تول عنهم، لأن نظره ما يرجعون من القول غير مئات مع توليه عنهم.
٣- العكس، وهو أمر لفظى، كقوله تعالى. ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ الأنعام: ٥٢.
٤- المستوى، وهو أن الكلمة، أو الكلمات، تقرأ من أولها إلى آخرها، ومن آخرها إلى أولها، لا يختلف لفظها ولا معناها، كقوله تعالى: كُلٌّ فِي فَلَكٍ الأنبياء: ٣٣.
٥- مقلوب البعض، وهو أن تكون الكلمة الثانية مركبة من حروف الكلمة الأولى، مع بقاء بعض حروف الكلمة الأولى، كقوله تعالى: رَّقْتَ بَيْنَ
طه: ٩٤، فكلمة «بنى» مركبة من حروف «بين» وهى مفرقة، إلا أن الباقى بعضها فى الكلمتين، وهو أولها.
(٧٠) الكلام:
١- إخراجه مخرج الشك فى اللفظ دون الحقيقة. لضرب من المسامحة وحسم العناد كقوله تعالى: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ سبأ: ٢٤، وهو يعلم أنه على الهدى وأنهم على الضلال، ولكنه أخرج الكلام مخرج الشك، تقاضيا ومسامحة، ولا شك عنده ولا ارتياب.
٢- خروج الواجب فى صورة الممكن، كقوله تعالى: عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً الإسراء: ٧٩.
٣- خروج الإطلاق فى صورة التقييد، كقوله تعالى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ الأعراف ٤٠.
(٧١) الكلمة:
١- الزيادة فى بنيتها.
إذا كان اللفظ على وزن من الأوزان، ثم نقل إلى وزن آخر أعلى منه فلا بد أن يتضمن من المعنى أكثر مما تضمنه أولا، لأن الألفاظ أدلة على المعانى، فإذا زيدت فى الألفاظ وجب زيادة المعانى ضرورة، ومنه قوله تعالى: فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ القمر: ٤٢، فإن مقتدر أبلغ من قادر.
والزيادة أنواع:
(أ) زيادة بالتكرير، ومنه قوله تعالى: فَكُبْكِبُوا فِيها الشعراء: ٩٤،
(ب) الزيادة بالتشديد، ومنه قوله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً نوح: ١٠، فإن غفارا أبلغ من غافر.
(ج) الزيادة بالتضعيف، وهو أن يؤتى بالصيغة دالة على وقوع الفعل مرة بعد مرة، وشرطه أن يكون فى الأفعال المتعدية قبل التضعيف.
٢- خروجها مخرج الغالب، كقوله تعالى: وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ النساء: ٢٣، فإن الحجر ليس بقيد عند العلماء، لكن فائدة التقييد تأكيد الحكم فى هذه الصورة مع ثبوته عند عدمها، ولهذا قال: فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ ولم يقل: فإن لم تكونوا دخلتم بهن ولم يكونوا فى جحوركم، فدل على أن الحجر خرج مخرج العادة.
(٧٢) الكناية:
وهى الدلالة على شىء من غير تصريح باسمه، ولها أسباب، منها:
١- التنبيه على عظم القدرة، كقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ الأعراف: ١٨٩، كناية عن آدم.
٢- فطنة المخاطب، كقوله تعالى: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ الأحزاب: ٤٠، أى: زيد، فكنى.
٣- ترك اللفظ إلى ما هو أجمل منه، كقوله تعالى: إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ ص: ٢٣، فكنى بالنعجة عن المرأة، كعادة العرب.
٤- أن يفحش ذكره فى السمع، فيكنى عنه بما لا ينبو عنه الطبع، كقوله تعالى:
وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً الفرقان ٧٢، أى كنوا عن لفظه ولم يوردوه على صيغته.
٦- قصد البلاغة، كقوله تعالى: أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ الزخرف: ١٨، كنى عن النساء بأنهن ينشأن فى الترفه والتزين والتشاغل عن النظر فى الأمور ودقيق المعانى، ولو أتى بلفظ النساء لم يشعر بذلك. والمراد نفى الأنوثة عن الملائكة، وكونهم بنات الله، تعالى الله عن ذلك.
٧- قصد المبالغة فى التشنيع، كقوله تعالى حكاية عن اليهود: وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ المائدة: ٦٤، فإن الغل كناية عن البخل، وكان سبب نزولها أن جماعة كانوا متمولين فكذبوا النبى صلّى الله عليه وسلم، فكف الله عنهم ما أعطاهم.
٨- التنبيه على مصيره، كقوله تعالى: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ المسد: ١، أى جهنمى مصيره إلى اللهب.
٩- قصد الاختصار، ومنه الكناية عن أفعال متعددة بلفظ «فعل»، كقوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا البقرة: ٢٤، أى فإن لم تأتوا بسورة من مثله ولن تأتوا.
١٠- أن يعمد إلى جملة ورد معناها على خلاف الظاهر، فيأخذ الخلاصة منها، من غير اعتبار مفرداتها بالحقيقة أو المجاز، فتعبر بها عن مقصودك، كقوله تعالى: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى طه: ٥، فالاستواء كناية عن الملك.
(٧٣) اللغات:
وهذا الوحى ألهم الرسول معناه كما ألهم لفظه، فهو بمعناه ولفظه من صنع السماء، والرسول ناطق بلسان السماء، يملى على قومه ما أملته عليه السماء، يصور ما تصور فى وعيه، وينطق بما أنطقته السماء، تفيض عليه السماء فإذا هو قد خلص لهذا الفيض بكلياته، وإذا هو إشعاع لهذا الفيض يصدر عنه ويشكل جرسه، فإذا ما انفصل عنه هذا الفيض عاد يصدر عن نفسه يطوع له نطقه.
ولقد مثل القرآن هذه اللغات السبع كلها مفرقة فيه لكل لغة منه نصبب.
وهو أولى الأقوال بتفسير
الحديث «نزل القرآن على سبعة أحرف».
(وانظر القراءات).
(٧٤) المبالغة:
١- وهى أن يكون للشىء صفة ثابتة فتزيد فى التعريف بمقدار شدته أو ضعفه، فيدعى له من الزيادة فى تلك الصفة ما يستبعد عند السماع، أو يحيل عقله ثبوتة، كقوله تعالى: أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ النور: ٤٠، يعنى: ظلمة البحر، وظلمة الموج فوقه، وظلمة السحاب فوق الموج.
٢- ومنه المبالغة فى الوصف بطريق التشبيه، كقوله تعالى: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ. كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ المرسلات ٣٢، ٣٣.
٣- ومنه ما جرى مجرى الحقيقة، كقوله تعالى: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ النور: ٤٣ وقد تجىء المبالغة مدبحة، كقوله تعالى: سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ الرعد: ١٠، فإن المبالغة فى هذه الآية مدبحة فى المقابلة، وهى بالنسبة إلى من تخاطب لا إلى
(٧٥) المبهمات:
ولها أسباب:
١- أن يكون أبهم فى موضع استغناء ببيانه فى آخر فى سياق الآية، كقوله تعالى: الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ الفاتحة: ٧، بينه بقوله: مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ النساء: ٦٩.
٢- أن يتعين لاشتهاره، كقوله تعالى: اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ البقرة:
٣٥، ولم يقل: حواء، لأنه ليس غيرها.
٣- قصد الستر عليه، ليكون أبلغ فى استعطافه، ولهذا كان النبى ﷺ إذا بلغة عن قوم شىء خطب فقال: ما بال رجال قالوا كذا، وهو غالب ما فى القرآن الكريم، كقوله تعالى: أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ البقرة: ١٠٠، قيل: هو مالك بن الصيف وكان من أحبار يهود، فقال حين بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وذكر لهم ما أخذ عليهم من الميثاق وما عهد الله إليهم فيه: والله ما عهد إلينا فى محمد عهد، وما أخذ له علينا من ميثاق.
٤- ألا يكون فى تعيينه كثير فائدة، كقوله تعالى: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ البقرة: ٢٥٩، والمراد بها: بيت المقدس.
٥- التنبيه على التعميم، وهو غير خاص بخلاف ما لو عين، كقوله تعالى:
وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ النساء: ١٠٠، قيل: هو ضمرة ابن العيص، وكان من المستضعفين بمكة، وكان مريضا، فلما نزلت آية الهجرة، خرج منها فمات بالتنعيم، وهو موضع بمكة.
٧- تحقيره بالوصف الناقص، كقوله تعالى: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ الكوثر: ٦٣، والمراد: العاصى بن وائل.
٨- أن يكون للشخص اسمان فيقتصر على أحدهما دون الآخر لنكتة، كقوله تعالى: يا بَنِي إِسْرائِيلَ البقرة: ٤٠، ولم يذكروا فى القرآن إلا بهذا دون (يا بنى يعقوب).
٩- المبالغة فى الصفات للتنبيه أن على المراد إنسان بعينه، كقوله تعالى:
وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ. هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ القلم: ١٠، ١١، قيل: إنه أمية ابن خلف.
(٧٦) المتشابه- (وانظر: المحكم والمتشابه).
وهو إيراد القصة الواحدة فى صور شتى وفواصل مختلفة، ويكثر فى إيراد القصص والأنباء، وحكمته التصرف فى الكلام وإتيانه على ضروب، وفيه فصول:
(ا) أن يكون باعتبار الأفراد، وهو على أقسام:
١- أن يكون فى موضع على نظم، وفى آخر على عكسه، يقول تعالى فى سورة البقرة: وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ البقرة: ٥٨، ويقول تعالى فى سورة الأعراف: وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً الأعراف: ١٦١.
٢- ما يشتبه بالزيادة والنقصان، يقول تعالى فى سورة البقرة: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ البقرة: ٦، ويقول تعالى فى سورة يس: وَسَواءٌ
٣- التقديم والتأخير، وهو قريب من الأول، يقول تعالى فى سورة البقرة: يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ البقرة: ١٢٩، ويقول تعالى فى سورة الجمعة: وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ الجمعة: ٢.
٤- التعريف والتنكير، يقول تعالى فى سورة البقرة: وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ البقرة: ٦١، ويقول تعالى فى سورة آل عمران: بِغَيْرِ حَقٍّ آل عمران:
١١٢.
٥- الجمع والإفراد، يقول تعالى فى سورة البقرة: لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً البقرة: ٨٠، ويقول تعالى فى سورة آل عمران: مَعْدُوداتٍ آل عمران: ٢٤، والأصل فى الجمع إذا كان واحدة مذكرا، أن يقتصر فى الوصف على التأنيث، فجاء فى البقرة على الأصل، وفى آل عمران على النوع.
٦- إبدال حرف بحروف غيره، يقول تعالى فى سورة البقرة: اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا البقرة: ٣٥، بالواو، ويقول تعالى فى سورة الأعراف:
فَكُلا الأعراف: ١٩، بالفاء. وحكمته أن «اسكن» فى البقرة، من السكون، الذى هو الإقامة، فلم يصلح إلا بالواو، ولو جاءت الفاء لوجب تأخير الأكل، إلى الفراغ من الإقامة، والذى فى الأعراف، من السكن، وهو اتخاذ الموضع سكنا، فكانت الفاء أولى، لأن المسكن لا يستدعى زمنا متجددا.
٧- إبدال كلمة بأخرى، يقول تعالى فى سورة البقرة: ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا البقرة: ١٧٠، ويقول تعالى فى سورة لقمان: وَجَدْنا لقمان: ٢١.
٨- الإدغام وتركه، يقول تعالى فى سورة النساء: وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ النساء: ١١٥، ويقول تعالى فى سورة الحشر: وَمَنْ يُشَاقِّ الحشر: ٤.
ومنه قوله تعالى: لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فقد جاءت مرتين فى البقرة: ٢١٩، ٢٦٦.
(ج) ما جاء على ثلاثة أحرف:
ومنه قوله تعالى: أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فى الروم: ٩، وفى فاطر: ٤٤.
وفى غافر (المؤمن) : ٢١.
(د) ما جاء على أربعة أحرف:
ومنه قوله تعالى: مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ بتكرير «من» فى:
يونس: ٦٦، والحج: ١٨، والنمل: ٨٧، والزمر: ٦٨.
(هـ) ما جاء على خمسة حروف:
ومنه قوله تعالى: حَكِيمٌ عَلِيمٌ فى الأنعام ثلاثة: ٨٣، ١٢٨، ١٣٩، وفى الحجر: ٢٥، وفى النمل: ٦.
(و) ما جاء على ستة حروف:
ومنه قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ فى الأنعام: ٩٩، وفى النحل: ٧٩، وفى النمل: ٨٦، وفى العنكبوت: ٢٤، وفى الروم: ٣٧، وفى الزمر: ٥٢.
(ز) ما جاء على سبعة حروف:
ومنه قوله تعالى: لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ فى البقرة: ٢٢١، وفى إبراهيم: ٢٥، وفى القصص: ٤٣، ٤٦، ٥١، وفى الزمر: ٢٧، وفى الدخان: ٥٨.
(ح) ما جاء على ثمانية حروف:
ومنه مجىء النفع قبل الضر، فى الأنعام: ٧١، وفى الأعراف: ٨٨. وفى يونس:
١٠٦، وفى الرعد: ١٦، وفى الأنبياء: ٦٦، وفى الفرقان: ٥٥، وفى الشعراء: ٧٣، وفى سبأ: ٤٢.
(ط) ما جاء على تسعة حروف:
ومنه قوله تعالى: مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بغير تكرار «من» فى آل عمران:
٤١، وفى النمل: ٦٥، وفى الروم: ٢٦، وفى الرحمن: ٢٩.
(ى) ما جاء على عشرة أحرف:
ومنه قوله تعالى: أَنْ لا تكتب فى المصحف بالنون منفصلة فى عشرة مواضع، فى الأعراف: ١٠٥، ١٦٩، وفى التوبة: ١١٨، وفى هود: ١٤، ٢٦، وفى الحج:
٢٦، وفى يس: ٦٠، وفى الدخان: ١٩، وفى الممتحنة: ١٢، وفى القلم: ٢٤.
(ك) ما جاء على أحد عشر حرفا:
ومنه قوله تعالى: جَنَّاتِ عَدْنٍ فى التوبة: ٧٢، وفى الرعد: ٢٣، وفى النحل: ٣١، وفى الكهف: ٣١، وفى مريم: ٦١، وفى طه: ٧٦، وفى فاطر: ٣٣، وفى ص: ٥٠، وفى غافر:
٨، وفى الصف: ١٢، وفى البينة: ٨.
(ل) ما جاء على خمسة عشر وجها:
ومنه قوله تعالى: جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وليس فيها «خالدين» فى البقرة: ٢٥، ٢٦٦، وفى آل عمران: ١٩٥، وفى المائدة: ١٢، وفى الرعد: ٣٥، وفى النحل ٣١، وفى الحج: ١٤، ٢٣، وفى الفرقان: ١٠، وفى الزمر: ٢٠ وفى القتال: ١٢، وفى الفتح:
٥، وفى الصف: ١٢، وفى التحريم: ٨، وفى البروج: ١١.
(م) ما جاء على عشرين وجها:
ومنه قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً على التوحيد، فى البقرة: ٢٤٨، وفى آل عمران: ٤٩، وفى هود: ١٠٣، وفى الحجر: ٧٧، وفى النحل: ١١، ١٣، ٦٥، ٦٧، ٦٩، وفى الشعراء: ٨، ٦٧، ١٠٣، ١٢١، ١٣٩، ١٥٨، ١٧٤، ١٩٠، وفى النمل:
٥٢، وفى العنكبوت: ٤٤، وفى سبأ: ٩.
(١) إطلاقه وإرادة الواحد، كقوله تعالى: يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ الرحمن: ٢٢، وإنما يخرج من أحدهما.
(٢) إطلاقه وإرادة الجمع، كقوله تعالى: ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ الملك: ٤، والمعنى: كرات، لأن البصر لا يحصر إلا بالجمع.
(٧٨) المجاز (انظر: الحقيقة والمجاز).
(٧٩) المحاذاة:
وهو أن يؤتى باللفظ على وزن الآخر، لأجل انضمامه إليه، وإن كان لا يجوز فيه ذلك لو استعمل منفردا، ومن هذا كتابة المصحف وَاللَّيْلِ إِذا سَجى الضحى: ٢، بالياء، وهو من ذوات الواو، لما قرن بغيره مما يكتب بالياء.
(٨٠) والمحكم والمتشابه:
وصف القرآن الكريم:
(١) بأنه كله محكم، لقوله تعالى: كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ هود: ١.
(٢) وبأنه كله متشابه، لقوله تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً الزمر: ٢٣.
(٣) وأن منه محكما ومنه متشابها، وهو الصحيح، لقوله تعالى: مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ، وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ آل عمران: ٧.
والمحكم: ما أحكمته بالأمر والنهى وبيان الحلال والحرام.
وقيل: هو الذى لم ينسخ.
وقيل: هو الناسخ.
وقيل: والذى وعد الله تعالى عليه ثوابا أو عقابا.
وقيل: ما لا يحتمل فى التأويل إلا وجها واحدا.
وقيل: ما تكرر لفظه.
وأما المتشابه، فهو المشتبه الذى يشبه بعضه بعضا.
وقيل: هو المنسوخ غير المعمول به.
وقيل: القصص والأمثال.
وقيل: ما أمرت أن تؤمن به وتكل علمه إلى عالمه.
وقيل: فواتح السور.
وقيل: ما لا يدرى إلا بالتأويل، ولا بد من صرفه إليه.
وقيل: الآيات التى يذكر فيها وقت الساعة، ومجىء الغيث، وانقطاع الآجال.
وقيل: ما يحتمل وجوها.
وقيل: ما لا يستقل بنفسه إلا برده إلى غيره.
(٨١) المشاكلة:
وهى نوعان:
١- شاكلة اللفظ للفظ، وهذه تكون:
(ا) المشاكلة بالثانى للأول، كقوله تعالى: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ المائدة: ٦: بالجر على مذهب الجمهور، وأن الجر للجوار.
(ب) المشاكلة بالأول للثانى كقوله تعالى: (الحمد لله) بكسر الدال، وهى أفصح من ضم اللام للدال، وهى قراءة إبراهيم بن أبى عبيلة.
٢- مشاكلة اللفظ للمعنى، كقوله تعالى:
(٨٢) المصحف:
١- كتابته.
٢- تجزئته.
١- كتابته
مربك كيف كان الوحى يكتب، وعلى أى شىء كان يكتب، ثم من كانوا كتابه.
ومربك أيضا كيف جمعه أبوبكر وعمر، ثم كيف كتب عثمان مصحفه الإمام، وأرسل منه مصاحف أربعة إلى الأمصار: مكة والبصرة والكوفة والشام، وأنه أبقى اثنين آخرين فى المدينة اختص نفسه بواحد منهما.
ومنذ أن دخلت هذه المصاحف الأمصار أقبل المسلمون ينسخونها، ولقد نسخوا منها عددا كثيرا لا شك فى ذلك.
فنحن نقرأ للمسعودى وهو يتكلم على وقعة صفين، التى كانت بين على ومعاوية، وما أشار به عمرو بن العاص من رفع المصاحف، حين أحس ظهور على عليه، ورفع من عسكر معاوية نحو من خمسمائة مصحف.
وما نظن هذا العدد الذى رفع من المصاحف فى معسكر معاوية كان كل ما يملكه المسلمون حينذاك. والذى نظنه أنه كان بين أيدى المسلمين ما يربى على هذا العدد (- ١١- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
والجديد الذى أحب أن أسوقه هنا نقلا عمن نظروا فى نشأة الخط العربى أن العرب كانوا قبيل الإسلام يكتبون بالخط الحيرى- نسبة إلى الحيرة- ثم سمى هذا الخط بعد الإسلام بالخط الكوفى.
وهذا الخط الكوفى فرع- كما يقولون- من الخط السريانى» وأنه على الأخص طور من أطوار قلم للسريان، كانوا يسمونه: السطرنجيل، وكان السريان يكتبون به الكتاب المقدس، وعن السريان انتقل إلى العرب قبل الإسلام، ثم كان منه الخط الكوفى، كما ذكرت لك.
ولقد كان للعرب إلى جانب هذا القلم الكوفى قلم نبطى، انتقل إليهم من حوران مع رحلاتهم إلى الشام، وعاش العرب ولهم هذان القلمان: الكوفى والنبطى، يستخدمون الكوفى لكتابة القرآن، ويستخدمون النبطى فى شئون أخرى.
وبالخط الكوفى كان كتب المصاحف، غير أنه كان أشكالا، واستمر ذلك إلى القرن الخامس تقريبا، ثم ظهر الخط الثلث، وعاش من القرن الخامس إلى ما يقرب من القرن التاسع، إلى أن ظهر القلم النسخ، الذى هو أساس الخط العربى إلى اليوم.
فلقد كتب القرآن بالكوفى أيام الخلفاء الراشدين، ثم أيام بنى أمية. وفى أيام بنى أمية صار هذا الخط الكوفى إلى أقلام أربعة. ويعزون هذا الشكل فى الأقلام إلى كاتب اسمه قطبة، وكان كاتب أهل زمانه، وكان يكتب لبنى أمية المصاحف.
وفى أوائل الدولة العباسية ظهر الضحاك بن عجلان، ومن بعده إسحاق بن حماد، فإذا هما يزيدان على قطبة، وإذا الأقلام العربية تبلغ اثنى عشر قلما: قلم
وحين ظهر الهاشميون حدث خط يسمى: العراقى، وهو المحقن. ولم تزل الأقلام تزيد إلى أن انتهى الأمر إلى المأمون فأخذ كتابه بتجويد خطوطهم، وظهر رجل يعرف بالأحول المحرر، فتكلم على رسوم الخط وقوانينه وجعله أنواعا.
ثم ظهر قلم المرصع، وقلم النساخ، وقلم الرياسى، نسبة إلى ذى الرياستين الفضل بن سهل، وقلم الرقاع، وقلم غبار الحلبة.
فزادت الخطوط على عشرين شكلا، ولكنها كلها من الكوفى، حتى إذا ما ظهر ابن مقلة «٣٢٨ هـ» نقل الخط من صورة القلم الكوفى إلى سورة القلم النسخى، وجعله على قاعدة كانت أساسا لكتابة المصاحف.
وينقل المقرى عن ابن خليل السكونى أنه شاهد يجامع العديس بأشبيلية ربعة مصحف فى أسفار ينحى به لنحو خطوط الكوفة، إلا أنه أحسن خطأ وأبينه وأبرعه وأتقنه، وأن أبا الحسين بن الطفيل بن عظيمة قال له هذا خط ابن مقلة.
ثم يقول المقرى: وقد رأيت بالمدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، مصحفا بخط ياقوت المستعصمى.
ولقد كانت وفاة ياقوت هذا سنة ٦٩٨ هـ، وكان سباقا فى هذا الميدان.
ويقول محمد بن إسحاق: أول من كتب المصاحف فى الصدر الأول، ويوصف بحسن الخط: خالد بن أبى الهياج، رأيت مصحفا بخطه، وكان سعد نصبه لكتب المصاحف والشعر والأخبار للوليد بن عبد الملك، وهو الذى كتب الكتاب الذى فى قبلة مسجد النبى صلّى الله عليه وسلم بالذهب، من وَالشَّمْسِ وَضُحاها إلى آخر القرآن.
ومالك بن دينار مولى أسامة بن لؤى بن غالب، ويكنى أبا يحيى، وكان يكتب المصاحف بأجر. ومات سنة ثلاثين ومائتين.
ثم أورد ابن إسحاق نفرا من كتاب المصاحف بالخط الكوفى وبالخط المحقق المشق، وقد رآهم جميعا.
والذى لا شك فيه أن هذه الأقلام المختلفة تبارت فى كتابة المصحف، كما كتب بأقلام غير هذه ذكر منها الكردى فى كتابه «تاريخ الخط العربى» قلمين، هما:
سباقت، وشكسته وأورد لهما نماذج، فارجع إليها إن شئت.
وظلت المصاحف على هذه الحال إلى أن ظهرت المطابع سنة ١٤٣١ م، وكان أول مصحف طبع بالخط العربى فى مدينة همبرج بألمانيا، ثم فى البندقية فى القرن السادس عشر الميلادى.
وحين أخذت المطابع تشيع كثر طبع المصحف، إذ هو كتاب المسلمين الأول وعليه اعتمادهم ومعتمدهم.
٢- تجزئته
ولقد سقنا لك الحديث عن عدد سور القرآن وعدد كلماته وعدد حروفه.
وما نظن هذا كله بدأ مع السنين الأولى أيام كان المسلمون مشغولين بجمع القرآن وتدوينه، عهد أبى بكر وعمر ثم عهد عثمان، وما نظنه إلا تخلف زمنا بعد هذا إلى أيام الحجاج.
ولقد كان المسلمون والوحى لا يزال متصلا يختصون يومهم بنصيب من القرآن يخلون إلى أنفسهم ساعة من يومهم هذا يتلون فيها ما تيسر، بفرض كل منهم على
وما نشك فى أن هذه التجزئة كانت فردية، أى إن مرجعها كان لكل فرد على حدة، ونكاد نذهب إلى أنها لم تكن على التساوى.
وهذه التجزئة التى أخذ فيها المسلمون مبكرين ليجعلوا للقرآن حظّا من ساعات يومهم، حتى لا يغيبوا عنه فيغيب عنهم، وحتى ييسروا على أنفسهم ليمضوا فيه إلى آخره، أسبوعا بعد أسبوع، أو شهرا بعد شهر، هذه التجزئة الأولى غير المضبوطة، هى التى أملت على المسلمين بعد فى أن يأخذوا فى تجزئة القرآن تجزئة تخضع لمعايير مضبوطة، ولم يكن عليهم ضير فى أن يفعلوا.
عند هذه، وبعد أن استوى المصحف بين أيديهم، مكتوبا، كان عد السور وعد الكلمات وعد الآيات. لا يدفع هذا أن المسلمين الأول أيام الرسول كانوا بعيدين البعد كله عن هذا كله، بل إن ما نعنيه هو الإحصاء المستوعب الشامل، وأما غيره فما نظننا ننكره على المسلمين الأول، من ذلك ما روى عن ابن مسعود أنه قال: أقرأنى رسول الله صلّى الله عليه وسلم سورة من الثلاثين من آل حم، يعنى الأحقاف.
وأزيدك بعد هذا شيئا أنقله لك عن السيوطى، لتشاركنى رأيى، قال السيوطى:
كانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت الثلاثين.
وأرانى قد ذكرت لك فى بدء هذا الحديث أن هذا الاستيعاب الشامل لم يكن إلا مع أيام الحجاج، وأحب أن أسوق إليك دليلى عليه:
يروى أبو بكر بن أبى دواد، يقول: جمع الحجاج بن يوسف الحفاظ والقراء- ويقول أبوبكر: وكنت منهم- فقال الحجاج: أخبرونى عن القرآن كله كم هو
فإذا أول سبع فى النساء فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ- الآية: ٥٥- فى الدال والسبع الثانى فى الأعراف حَبِطَتْ- الآية: ١٤٧- فى التاء، والسبع الثالث فى الرعد «أكلها دائم» - الآية: ٣٥- فى الألف آخر «أكلها» الآية: ٣٢ والسبع الرابع فى الحج لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً- الآية: ٣٤- فى الألف، والسبع الخامس فى الأحزاب وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ- الآية ٣٦- فى الهاء أو السبع السادس فى الفتح الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ- الآية ٦- فى الواو. والسابع ما بقى من القرآن. قال الحجاج: فأخبرونى بأثلاثة؟ قالوا: الثلث الأول رأس مائة من براءة. والثلث الثانى رأس إحدى ومائة آية من طسم الشعراء. والثلث الثالث ما بقى من القرآن. ثم سألهم الحجاج عن أرباعه، فإذا أول ربع خاتمة الأنعام، والربع الثانى الكهف وَلْيَتَلَطَّفْ- الآية: ١٩- والربع الثالث خاتمة الزمر، والربع الرابع ما بقى من القرآن.
كانت هذه نظرة الحجاج مع القراء والحفاظ، وكانت تجزئته للقرآن وفق عدد حروفه. ولقد رأيناه كيف جزأه نصفين، ثم أسباعا، ثم أثلاثا، ثم أرباعا.
وما نظن الحجاج كان يستعملى فى هذه التجزئة إلا عن تفكير فى التيسير، فجعله نصفين على القارىء المجد، ثم أثلاثا على اللاحق، ثم أرباعا على من يتلو اللاحق، ثم أسباعا على من يريد أن يتمه فى أسبوع، وكانت تلك هى النهاية التى أحبها الحجاج للمسلمين، وكأنه لم يحب لهم أن يتجاوزوها، لذلك لم يمض مع القراء
وحين نظر الحجاج فى القرآن يجزئه هذه التجزئة التى تحدها الحروف، بدأ غيره من بعده ينظرون فى تجزئة القرآن تجزئة تمليها الآيات، فقسموه أنصافا وأثلاثا وأرباعا وأخماسا وأسداسا وأسباعا وأثمانا وأتساعا وأعشارا.
وما نظن هؤلاء الذين جاءوا فى إتر الحجاج بهذه التجزئة، التى ثخالف تجزئة الحجاج، كانوا يستملون إلا عن مثل ما استملى الحجاج عنه، وهو التيسير، ثم الإرخاء فى هذا التيسير، ثم تخصيص كل يوم بنصيب لا يزيد ولا ينقص، وكان أقصى ما أرادوه لكل مسلم أن يتم قراءة القرآن فى أيام لا تعدو العشرة.
ولقد مربك قبل عند الكلام على عد آيات القرآن ما كان من خلاف يسير علمت سببه، وأحبك أن تعلم أن هذا الخلاف اليسير فى عد الآيات جر إلى خلاف يسير فى هذه التجزئة.
وإذ كانت فكرة الحجاج، وفكرة من جاء بعد الحجاج، فى تجزئة القرآن، هى التيسير على التالى- كما أرى- وكان الحجاج متشددا، متشددا على نفسه أولا، كما رأيت، فلم يتجاوز فى تيسيره إلى غير سبعة أيام، ولكن من جاءوا بعد الحجاج لم يكونوا على تشدد الحجاج فأرخوا شيئا فى التيسير وزادوها إلى عشرة.
وما وقف التيسير عند هذا الحد الذى انتهى إليه من جاءوا فى إثر الحجاج، بل نرى الميسرين أرخوا للقارئين إلى أن بلغوا بهم الثلاثين، فإذا القرآن يجزأ إلى ثلاثين جزءا.
غير أن هذه المراحل التى جاءت بعد الحجاج لم تتم فى يوم وليلة، بل امتدت بامتداد الأيام، ولقد كانت وفاة الحجاج فى العام الخامس والتسعين من الهجرة، ونرى السجستانى يروى أخباره، فى تجزئة القرآن تلك التجزئة الثانية، عن رواة
١- كتاب أسباع القرآن لحمزة بن حبيب بن عمّارة الزيات. ولقد كانت وفاة حمزة سنة ١٥٨ هـ.
٢- كتاب أجزاء ثلاثين، عن أبى بكر بن عياش، ولقد كانت وفاة أبى بكر بن عياش سنة ١٩٣ هـ.
وما يعنينا الكتاب الأول، فلقد علمنا أن تجزئة القرآن أسباعا، كانت على يد الحجاج حروفا، وقد تكون على يد حمزة آيات، أقول: لا تعنينى هذه ولكن تعنينى الثانية، فهى تدلنا على أن تجزئة القرآن إلى ثلاثين جزءا، وهى التجزئة التى عليها مصاحفنا اليوم، تجزئة قديمة انتهت إلى أبى بكر، بهذا يشعرنا أسلوب ابن النديم، إذ لم يعز الكتاب لأبى بكر، وإنما قال: عن أبى بكر.
إذن فتجزئة القرآن ثلاثين جزءا لم تغب عن القرن الثانى الهجرى، ولا يبعد أن تكون دون منتهاه بكثير، فلقد كان مولد أبى بكر سنة ست وتسعين من الهجرة، والرجل يصلح للتلقى والرواية مع الخامسة والعشرين من عمره، أى إن أبا بكر كان رجل رواية وتلق مع العام العشرين بعد المائة الأولى من الهجرة.
وهذه التجزئة الأخيرة، أعنى تجزئة القرآن ثلاثين جزءا، هى التجزئة التى غلبت وعاشت، ولعل ما ساعد على غلبتها يسرها ثم ارتباطها بعدد أيام الشهر، ونحن نعلم كم تجد هذه التجزئة إقبالا عظيما فى شهر رمضان من كل عام.
وما نظن الذين جزءوا انتهوا إلى هذه التجزئة الأخيرة فى مرحلة واحدة، متجاوزين التجزئة العشرية إلى التجزئة الثلاثينية، والذى نقطع به أنه كانت ثمة تجزئات بين هاتين المرحلتين لا ندرى تدرجها، ولكن يعنينا أن نقيد أن ثمة تجزئة تقع فى عشرين جزءا، تحتفظ بها مكتبة دار الكتب.
وبهذه التجزئة- أى إلى ثلاثين جزءا- أصبح القرآن يعرض أجزاء منفصلة كل جزء على حدة، وأصبحنا نراه فى المساجد، لا سيما فى شهر رمضان
وأصبح يطلق على هذه الأجزاء الثلاثين اسم ربعة. والربعة فى اللغة: الصندوق، أو الوعاء من جلد. ولعل تسمية الأجزاء الثلاثين بهذا الاسم جاءت من إطلاق المحل على الحال فيه.
ولكن هذا التيسير الأخير جر إلى تيسير آخر يتصل به، وما نشك فى أن الدافع إليه كان التيسير على الحافظين، بعد أن كان التيسير على القارئين، وفرق بين أن تيسر على قارئ وبين أن تيسر على حافظ.
من أجل هذه فيما نظن كان تقسيم الأجزاء المتمة الثلاثين إلى أحزاب، كل جزء ينقسم إلى حزبين، ثم تقسيم الحزب إلى أرباع، كل حزب بنقسم إلى أربعة أرباع.
وعلى هذا التقسيم الأخيرة طبعت المصاحف، واعتمد هذا التقسيم على الجانب الراجح بين القراء فى عدد الآيات، فأنت تعلم هذا الخلاف الذى بينهم.
آية فالمدنيون الأول يعدون آيات القرآن ٦٠٠٠ والمدنيون المتأخرون يعدون آيات القرآن ٦١٢٤ والمكيون المتأخرون يعدون آيات القرآن ٦٢١٩ والكوفيون يعدون آيات القرآن ٦٢٦٣ والبصريون يعدون آيات القرآن ٦٢٠٤ والشاميون يعدون آيات القرآن ٦٢٢٥ وفى هذا الخلاف كان ثمة ترجيح ثمة اتفاق وثمة تغليب. وقد انبرى لهذه السفاقسى فى كتابه غيث النفع. ولقد اعتمد السفاقسى على رجلين سبقاه فى هذه الصناعة، هما أبو العباس أحمد بن محمد بن أبى القسطلانى فى كتابه «لطائف الإشارات فى علم
(٨٣) المقابلة:
وهى ذكر الشىء مع ما يوازيه فى بعض صفاته ويخالفه فى بعضها، وهى أنواع:
١- نظيرى، كقوله تعالى: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ البقرة: ٢٥٥، فهما جميعا من باب الرقاد المقابل باليقظة.
٢- نقيضى، كقوله تعالى: وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ الكهف: ١٨.
٣- خلاقى، كقوله تعالى: وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً الجن: ١٠.
(٨٤) المكرر:
والحكمة فيه أنه يحدث سبب من سؤال أو حادثة تقتضى نزول آية، وقد نزل قبل ذلك ما يتضمنها، فتؤدى تلك الآية بعينها إلى النبى صلّى الله عليه وسلم تذكيرا لهم بها، وبأنها تتضمن هذه، ولقد ثبت فى الصحيحين عن أبى عثمان النهدى عن ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبى صلّى الله عليه وسلم فأخبره، فأنزل الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ هود: ١١٤، فقال الرجل: ألى هذا؟ فقال: بل لجميع أمتى. فهذا كان فى المدينة، وقد ذكر الرّمذى أن الرجل هو أبو اليسر، وسورة هود
ومثله
فى الصحيحين عن ابن مسعود فى قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ الإسراء: ٨٥، إنها نزلت لما سأله اليهود عن الروح
وهو فى المدينة، ومعلوم أن هذه فى سورة الإسراء، وهى مكية بالاتفاق، فإن المشركين لما سألوه عن ذى القرنين، وعن أهل الكهف، قيل ذلك بمكة، وأن اليهود أمروهم أن يسألوه عن ذلك، فأنزل الله الجواب.
وكذلك ما ورد فى قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ الإخلاص، أنها جواب للمشركين بمكة، وأنها جواب لأهل الكتاب بالمدينة.
وكذلك ما
ورد فى الصحيحين من حديث المسيب: لما حضرت أبا طالب الوفاة، وتلكأ عن الشهادة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: والله لأستغفرن لك ما لم أنه. فأنزل الله تعالى: ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى التوبة: ١١٣، وأنزل الله فى أبى طالب: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ القصص: ٥٦،
وهذه الآية نزلت فى آخر الأمر بالاتفاق، وموت أبى طالب كان بمكة، فيمكن أنها نزلت مرة بعد أخرى، وجعلت أخيرا فى براءة.
وقد ينزل الشىء مرتين تعظيما لشأنه، وتذكيرا به عند حدوث سببه، خوف نسيانه، وهذا كما قيل فى الفاتحة، نزلت مرتين، مرة بمكة، وأخرى بالمدينة.
ولعل ما يذكره المفسرون من أسباب متعددة لنزول الآية، من هذا الباب، لاسيما أن المعروف عن الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال: نزلت هذه الآية فى كذا، فإنه يريد بذلك أن هذه الآية تتضمن هذا الحكم، لا أن هذا كان السبب فى نزولها.
وقد يكون النزول سابقا على الحكم، وهذا كقوله تعالى: لا أُقْسِمُ بِهذَا
البلد: ١، ٢، فالسورة مكية، وظهر أثر الحل يوم فتح مكة، حتى قال عليه السّلام: أحلت إلى ساعة من نهار.
كذلك نزل بمكة: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ القمر: ٤٥، يقول عمر:
كنت لا أرى أى الجمع يهزم، فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر.
(٨٥) المكى والمدنى:
للناس فى ذلك أقوال، تجملها فيما يلى:
١- أن المكى ما نزل بمكة، والمدنى ما نزل بالمدينة.
٢- أن المكى ما نزل قبل الهجرة، والمدنى ما نزل بعد الهجرة، وإن كان بمكة.
٣- أن المكى ما وقع خطابا لأهل مكة، والمدنى ما وقع خطابا لأهل المدينة، وإذ كان الغالب على أهل مكة الكفر فخوطبوا ب «يأيّها النّاس»، وإن كان غيرهم داخلا فيهم، وإذ كان الغالب على أهل المدينة الإيمان فخوطبوا ب «يأيّها الّذين آمنوا» وإن كان غيرهم داخلا فيهم.
وهذا القول إن أخذ على إطلاقه ففيه نظر:
فإن سورة البقرة مدنية، وفيها: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الآية: ٢١، ومنها: يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّباً الآية: ١٦٨.
وسورة النساء مدنية، وفيها: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الآية: ١، وفيها: إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ الآية: ١٣٣.
وسورة الحج مكية، وفيها: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا الآية: ٧٧.
فإن أراد المفسرون أن الغالب ذلك، فهو صحيح.
٤- وقيل: كل سورة ذكرت فيها الحدود والفرائض فهى مدنية، وكل ما كان فيه ذكر القرون الماضية فهى مكية.
(٦) وقيل: لمعرفة المكى والمدنى طريقان:
أ- سماعى، وهو ما وصل إلينا نزوله.
ب- قياسى، ومرده إلى أن كل سورة فيها يا أَيُّهَا النَّاسُ فقط، أو «كلا»، أو أولها حرف تهج، سوى الزهراوين، وهما البقرة وآل عمران، والرعد فى وجه، أو فيها قصة آدم وإبليس، سوى الطولى، وهى سورة البقرة، فهى مكية، وإلى أن كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية فهى مكية، وإلى أن كل سورة فيها فريضة أو حد فهى مدنية.
وهذا بيان ما نزل من القرآن بمكة مرتبا:
١- اقرأ باسم ربك ٢- ن. والقلم ٣- يأيها المزمل ٤- يأيها المدثر ٥- تبت يدا أبى لهب ٦- إذا الشمس كورت ٧- سبح اسم ربك الأعلى ٨- والليل إذا يغشى ٩- والفجر ١٠- والضحى ١١- ألم نشرح ١٢- والعصر ١٣- والعاديات ١٤- إنا أعطيناك الكوثر ١٥- ألهاكم التكاثر ١٦- أرأيت الذى ١٧- يأيها الكافرون ١٨- سورة الفيل ١٩- سورة الفلق ٢٠- سورة الناس ٢١- قل هو الله أحد ٢٢- والنجم إذا هوى
واختلفوا فى آخر ما نزل بمكة، فقيل: العنكبوت، وقيل: المؤمنون، وقيل:
ويل للمطففين.
فهذا ترتيب ما نزل من القرآن بمكة، وعليه استقرت الرواية من الثقات، وهى خمس وثمانون سورة.
وهذا ترتيب ما نزل بالمدينة، وهو تسع وعشرون سورة:
فأول ما نزل فيها: سورة البقرة، ثم الأنفال، ثم آل عمران، ثم الأحزاب، ثم محمد، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم إذا زلزلت الأرض، ثم الحديد، ثم الرعد، ثم الرحمن، ثم هل أتى، ثم الطلاق، ثم لم يكن، ثم الحشر، ثم إذا جاء نصر الله، ثم النور، ثم الحج، ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم يا أيها النبى لم تحرم، ثم الصف، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم الفتح، ثم التوبة، ثم المائدة.
ومنهم من يقدم المائدة على التوبة..
وأما ما اختلفوا فيه:
ففاتحة الكتاب، قيل: إنها مكية، وقيل: إنها مدنية.
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ قيل: إنها مدنية، وقيل هى آخر ما نزل بمكة.
١- يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ..
الحجرات: ١٣، وكان نزولها بمكة يوم فتحها، وهى مدنية لأنها نزلت بعد الهجرة.
٢- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. يَسْئَلُونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ. الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ.
المائدة: ٣- ٥، فإنها نزلت يوم الجمعة والناس وقوف بعرفات، وهى مدنية لنزولها بعد الهجرة.
ما نزل بالمدينة وحكمه مكى، منه:
١- الممتحنة إلى آخرها، فهى خطاب لأهل مكة.
٢- وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا... النحل: ٤١، إلى آخر السورة، فهى مدنيات، يخاطب أهل مكة.
٣- سورة الرعد، يخاطب بها أهل مكة، وهى مدنية.
٤- من أول براءة إلى قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ الآية: ٢٨، خطاب لمشركى مكة، وهى مدنية.
١- إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ القصص: ٨٥، نزلت بالحجفة والنبى صلّى الله عليه وسلم مهاجر.
ما نزل ببيت المقدس:
١- وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ الزخرف: ٤٥، نزلت عليه، صلّى الله عليه وسلم، ليلة أسرى به.
ما نزل بالطائف:
١- أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ... الفرقان: ٤٥.
٢- بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ. فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ الانشقاق ٢٢- ٢٤، يعنى كفار مكة.
ما نزل بالحديبية:
١-
وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ الرعد: ٣٠، نزلت بالحديبية، حين صالح النبى صلّى الله عليه وسلم أهل مكة.
ما نزل ليلا:
١- يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ الحج: ١، نزلت ليلا فى غزوة بنى المصطلق، وهم حى من خزاعة والناس يسيرون.
٢-
وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ المائدة: ٦٧، نزلت فى بعض غزواته صلى الله عليه وسلم، وذلك أن النبى صلّى الله عليه وسلم كان يحرس كل ليلة، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى خيمة من أدم، فباتوا على باب الخيمة، فلما أن كان بعد هزيع من الليل أنزل الله عليه الآية، فأخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم رأسه من الخيمة فقال: يا أيها الناس، انصرفوا فقد عصمنى الله.
(- ٢- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
ما حمل من مكة إلى المدينة:
١- سورة يوسف، وهى أول سورة حملت من مكة إلى المدينة، انطلق بها عوف بن عفراء فى الثمانية الذين قدموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلم مكة، فعرض عليهم الإسلام فأسلموا.
٢- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ الإخلاص، إلى آخرها، حملت إلى المدينة بعد سورة يوسف.
٣- قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ الأعراف: ١٥٨، حملت بعد التى قبلها إلى المدينة، فأسلم عليها طوائف من أهل المدينة.
ما حمل من المدينة إلى مكة:
١- يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ... البقرة ٢١٧، وكان عبد الله ابن جحش أورد كتاب مسلمى مكة على رسول الله صلّى الله عليه وسلم بأن المشركين عيروهم قتل ابن الحضرمى وأخذ أموال الأسارى فى الشهر الحرام.
٢- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا البقرة: ٢٧٨، حملت من المدينة إلى مكة، وقرأها عتاب بن أسيد، عامل رسول الله صلّى الله عليه وسلم على مكة، فقرأها عتابا على ثقيف وبنى المغيرة.
ما حمل من المدينة إلى الحبشة ست آيات:
بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى جعفر بن أبى طالب فى خصومة
٦٤، فقرأها جعفر بن أبى طالب عليهم عند النجاشى، فلما بلغ قوله: ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا آل عمران: ٦٧، قال النجاشى: صدقوا، ما كانت اليهودية والنصرانية إلا من بعده، ثم قرأ جعفر: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ... آل عمران: ٦٨، قال النجاشى: اللهم إنى ولى لأولياء إبراهيم.
وإذا شئت مزيدا من الحصر فعدد آيات السور المدنية ثلاث وعشرون وستمائة وألف آية (١٦٢٣) وعدد آيات السور المكية ثلاث عشرة وستمائة وأربعة آلاف آية (١٦٢٣)، فيكون مجموع آيات القرآن، مدنية ومكية، ستّا وثلاثين ومائتين وستة آلاف (٦٢٣٦).
(٨٦) المناسبات بين الآيات، (وانظر الآية) :
علم من علوم القرآن تعرف به لم جعلت هذه الآية إلى جنب هذه؟ كما تعرف الحكمة فى جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة، فالمصحف مرتبة سورة كلها وآياته بالتوقيف على الأرجح.
والآيات الكريمة إما أن تكون ثانيتهما مكملة لسابقتها، لتعلق الكلام بعضه ببعض وعدم تمامه بالأولى، أو أن تكون الثانية للأولى على جهة التأكيد والتفسير، أو الاعتراض والتشديد، وهذا القسم ظاهر الارتباط فيه.
وأما أن تظهر كل جملة مستقلة عن الأخرى، وأنها خلاف النوع المبدوء به، وهذا القسم ما يعنى به علم المناسبات بين الآيات.
وهذه الجملة التى تبدو مستقلة إما أن تكون:
(ا) معطوفة على ما قبلها بحرف من حروف العطف المشترك فى الحكم أولا، فإذا كانت معطوفة:
وفائدة العطف هنا جعلهما كالنظيرين والشريكين.
وقد تكون العلاقة بينهما المضادة، وهذا كذكر الرحمة بعد ذكر العذاب، والرغبة بعد الرهبة، والقرآن إذا ذكر أحكاما ذكر بعدها وعدا ووعيدا، ليكون ذلك باعثا على العمل بما سبق، ثم يذكر آيات التوحيد والتنزيه، ليعلمهم عظم الآمر والناهى.
وهذا ارتباط بين الجمل المستقلة قد يظهر تارة، كما فيما سبق، وقد يخفى أخرى فيحتاج إلى تدبر.
ومن هذا القسم الخفى:
(١) قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها... البقرة: ١٨٩.
فقد يقال: أى رابط بين أحكام الأهلة وبين حكم إتيان البيوت من ظهورها؟
والجواب من وجوه:
أحدها: كأنه قيل لهم عند سؤالهم عن الحكمة فى تمام الأهلة ونقصانها: معلوم أن كل ما يفعله الله فيه حكمة ظاهرة ومصلحة لعباده، فدعوا السؤال عنه وانظروها فى واحدة تفعلونها أنتم مما ليس من البر فى شىء وأنتم تحسبونها برّا.
الثانى: إنه من باب الاستطراد، فلما ذكر تعالى أنها مواقيت للحج، وكان هذا من أفعالهم فى الحج، ففى
الحديث أن ناسا من الأنصار كانوا إذا أحرموا لم يدخل أحد منهم حائطا ولا دارا ولا فسطاطا من باب، فإن كان من أهل المدر نضب نقبا فى ظهر بيته منه يدخل ويخرج، أو يتخذ سلما يصعد به، وإن كان
، فقيل لهم: ليس البر بتحرجكم من دخول الباب، لكن البر من اتقى ما حرم الله، وكان من حقهم السؤال عن هذا وتركهم السؤال عن الأهلة.
الثالث: إنه من قبيل التمثيل لما هم عليه من تعكيسهم فى سؤالهم، وأن مثلهم كمثل من يترك بابا ويدخل من ظهر البيت، فقيل لهم: ليس البر ما أنتم عليه من تعكيس الأسئلة، ولكن البر من اتقى ذلك، ثم قال تعالى: وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها أى باشروا الأمور من وجوهها التى يجب أن تباشر عليها، ولا تعكسوا.
والمراد أن يصمم القلب على أن جميع أفعال الله حكمة منه، وأنه لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ الأنبياء: ٢٣، فإن فى السؤال اتهاما.
٢- ولقوله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى.. الإسراء: ١، إلى أن قال تعالى: وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ الإسراء: ٢، فإنه قد يقال: أى رابط بين الإسراء ووَ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ؟
ووجه اتصالها بما قبلها أن التقدير: أطلعناه على الغيب عيانا، وأخبرناه بوقائع من سلف بيانا، لتقوم أخباره على معجزته برهانا، أى سبحان الذى أطلعك على بعض آياته لتقصها ذكرا، وأخبرك بما جرى لموسى وقومه فى الكرتين لتكون قصتهما آية أخرى.
أو أنه أسرى بمحمد إلى ربه كما أسرى بموسى من مصر حين خرج منها خائفا يترقب.
ثم ذكر تعالى بعد هذا ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً الإسراء: ٣، ليتذكر بنو إسرائيل نعمة الله عليهم قديما، حيث نجاهم من الغرق، إذ لو لم ينج أباهم من أبناء نوح لما وجدوا.
(ب) أولا تكون معطوفة وهذه لا بد فيها من قراءن معنوية تؤذن بالربط، وكما كان العطف مزجا لفظيّا، فهذا مزج معنوى، ينزل الثانية من الأولى منزلة جزئها الثانى، وله أسباب:
أحدهما: التنظير، وإلحاق النظير بالنظير أولى بالأسلوب الحكيم.
ومنه قوله تعالى: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ الأنفال: ٥، فلقد جاء بعقب قوله تعالى: أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ، فإن الله سبحانه أمر رسوله أن يمضى لأمره فى الغنائم على كره من أصحابه، كما مضى لأمره فى خروجه من بيته لطلب العير وهم كارهون، وذلك أنهم اختلفوا يوم بدر فى الأنفال، وحاجوا النبى صلّى الله عليه وسلم وجادلوه، فكره كثير منهم ما كان من فعل رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى النفل، فأنزل الله هذه الآية، وأنفذ أمره بها، وأمرهم أن يتقوا الله ويطيعوه، ولا يعترضوا عليه فيما يفعله من شىء ما، بعد أن كانوا مؤمنين، ووصف المؤمنين، ثم قال تعالى:
كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ يريد أن كراهتهم لما فعلته من الغنائم ككراهيتهم للخروج معك.
وقيل: الكاف صفة لفعل مضمر، وتأويله، افعل فى الأنفال كما فعلت فى الخروج إلى بدر، وإن كره القوم ذلك.
الثانى: المضادة، ومنه قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ.. البقرة: ٦، فإن أول السورة كان حديثا عن القرآن الكريم، وأن من شأنه كيت وكيت، وأنه لا يهدى القوم الذين من صفاتهم كيت وكيت، فرجع إلى الحديث عن المؤمنين، فلما أكمله عقب بما هو حديث عن الكفار، فبينهما جامع، وهى بالتضاد
الثالث: الاستطراد، ومنه قوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ الأعراف: ٢٦.
قال الزمخشرى: هذه الآية واردة على سبيل الاستطراد، عقب ذكر بدو السوءات وخصف الورق عليها، إظهارا للمنة فيما خلق الله من اللباس، ولما فى العرى وكشف العورة من المهانة والفضيحة، وإشعارا بأن الستر باب عظيم من أبواب التقوى.
(٨٧) المؤنث:
تذكيره، وهذا على التأويل، وهو كثير، كقوله تعالى: فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ البقرة: ٢٧٥، على تأويل «الموعظة» بالوعظ.
(٨٨) النداء:
وضعه موضع التعجب، كقوله تعالى: يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ يس: ٣٠، معناه:
فيا لها من حسرة، ثم إن الحسرة لا تنادى وإنما تنادى الأشخاص، لأن فائدته التنبيه، لهذا كان المعنى على التعجب.
(٨٩) النسخ:
ويأتى بمعنى:
١- الإزالة، ومنه قوله تعالى: فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ الحج: ٥٢.
وعن الأئمة أنه لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ.
ولا خلاف فى جواز نسخ الكتاب بالكتاب، واختلف فى نسخ الكتاب بالسنة، والجمهور على أنه لا يقع النسخ إلا فى الأمر والنهى.
والنسخ فى القرآن على ثلاثة أضرب:
١- ما نسخت تلاوته ويقى حكمه، فيعمل به إذا تلقته الأئمة بالقبول، وهذا مثل ما روى عن عمر: الشيخ والشيخة إذا زنيا فأرجمعوهما البتة نكالا من الله.
وأنكر ابن ظفر عد هذا مما نسخت تلاوته: لأن خبر الواحد لا يثبت القرآن، ثم قال: وإنما هذا من المنسأ لا النسخ، وهما مما يلتبسان والفرق بينهما أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه ويثبت أيضا.
٢- ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته، وهو فى ثلاث وستين سورة، كقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً البقرة: ٢٣٤، فكانت المرأة إذا مات زوجها لزمت التربص بعد انقضاء العدة حولا كاملا، ونفقتها فى مال الزوج، ولا ميراث لها، وهذا معنى قوله تعالى: مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ البقرة: ٢٤٠، فنسخ تعالى ذلك بقوله: يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً البقرة: ٢٣٤، وهذا الناسخ مقدم فى النظم على المنسوخ.
٣- نسخهما جميعا، فلا تجوز قراءته ولا العمل به، كآية التحريم بعشر، رضعات، فنسخن بخمس.
ومنهم من يجعل النسخ من وجه آخر على ثلاثة أضرب، وهى:
٢- النسخ التجوزى، وهو ما أوجبه الله تعالى على من قبلنا، كحتم القصاص، وذلك ما أمرنا الله به أمرا إجماليا ثم نسخ، لنسخه تعالى التوجه إلى بيت الله المقدس بالكعبة.
٣- ما أمر به لسبب، ثم يزول السبب، كالأمر حين الضعف والقلة بالصبر والمغفرة الذين يرجون لقاء الله، ثم نسخه إيجاب ذلك.
قيل: وهذا ليس بنسخ فى الحقيقة، وإنما هو نسىء قال تعالى: أَوْ نُنْسِها البقرة: ١٠٦، فالمنسأ هو الأمر بالقتال إلى أن يقوى المسلمون، وفى حال الضعف يكون الحكم وجوب الصبر على الأذى.
وتنقسم سور القرآن العظيم، بحسب ما دخله النسخ وما لم يدخله، إلى أقسام:
١- ما ليس فيه ناسخ ولا منسوخ، هى ثلاث وأربعون سورة:
الفاتحة- يوسف- يس- الحجرات- الرحمن- الحديد- الصف- الجمعة- التحريم- الملك- الحاقة- نوح- الجن- المرسلات- النبأ- النازعات- الانفطار- المطففين- الانشقاق- البروج- الفجر- البلد- الشمس- الليل- الضحى- الانشراح- القلم- القدر- البينة- الزلزلة- العاديات- القارعة- ألهاكم- الهمزة- الفيل- قريش- الدين- الكوثر- النصر- تبت- الإخلاص- المعوذتين.
٢- ما فيه ناسخ وليس فيه منسوخ، وهى ست سور:
الفتح- الحشر- المنافقون- التغابن- الطلاق- الأعلى.
٣- ما فيه منسوخ وليس فيه ناسخ، وهو أربعون:
الأنعام- الأعراف- يونس- هود- الرعد- الحج-
٤- ما اجتمع فيه الناسخ والمنسوخ:
البقرة- آل عمران- النساء- المائدة- الأعراف- الأنفال- التوبة- إبراهيم- بنو إسرائيل- مريم- طه- الأنبياء- الحج- المؤمنون- النور- الفرقان- الشعراء- الأحزاب- سبأ- المؤمن- الشورى- القتال- الذاريات- الطور- الواقعة- المجادلة- الممتحنة- المزمل- المدثر- الكوثر- العصر.
(٩٠) النفى:
هو شطر الكلام كله، لأن الكلام إما إثبات أو نفى، وفيه قواعد:
١- الفرق بينه وبين الجحد، فإن كان النافى صادقا فيما قاله سمى كلامه نفيا، وإن كان يعلم كذب ما نفاه كان جحدا، فالنفى أعم، لأن كل جحد نفى من غير عكس. فمن النفى قوله تعالى: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ الأحزاب: ٤٠ ومن الجحد إخباره تعالى عمن كفر من أهل الكتاب: ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ المائدة: ١٩.
٢- انتفاء الشىء عن الشىء قد يكون لكونه لا يمكن فيه عقلا. وقد يكون لكونه لا يقع مع إمكانه، فنفى الشىء عن الشىء لا يستلزم إمكانه.
٤- إن تقدم حرف النفى أداة العموم كان نفيا للعموم، وهو لا ينافى الإثبات الخاص، فإذا قلت: لم أفعل كل ذا بل بعضه، استقام، وإن تقدمت صيغة العموم على النفى فقلت: كل ذا لم أفعله، كان النفى عامّا، ويناقضه الإثبات الخاص.
وينقسم النفى بحسب ما يتسلط عليه أقساما:
١- نفى المسند، كقوله تعالى: لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً البقرة: ٢٧٣، فالمراد نفى السؤال من أصله، لأنهم متعففون، ويلزم من نفيه نفى الإلحاف.
٢- نفى المسند إليه، فينتفى المسند، كقوله تعالى: فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ المدثر: ٤٨، أى لا شافعين لهم فتنفعهم شفاعتهم.
٣- نفى المتعلق دون المسند والمسند إليه، نحو: ما ضربت زيدا بل عمرا.
٤- نفى قبد المسند إليه أو المتعلق، نحو: ما جاء فى رجل كات بل شاعر.
٥- نفى الشىء رأسا، لعدم كمال وصفه أو لانتقاء ثمرته، كقوله تعالى فى صفة أهل النار: لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى طه: ٧٤، فنفى عنه الموت لأنه ليس بموت صريح، ونفى عنه الحياة لأنها ليست بحياة طيبة ولا نافعة.
٦- نفى الشىء مقيدا، والمراد نفيه مطلقا، كقوله تعالى: وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ آل عمران: ٢١، فإنه يدل على أن قتلهم لا يكون إلا بغير حق، ثم وصف القتل بما لا بد أن يكون من الصفة، وهى وقوعه على خلاف الحق.
٧- نفى العام يدل على نفى الخاص، وثبوته لا يدل على ثبوته، كقوله تعالى:
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ
٨- ثبوت الخاص يدل على ثبوت العام، ولا يدل نفيه على نفيه، كقوله تعالى:
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ آل عمران: ١٣٣، ولم يقل (طولها) لأن العرض أخص، إذ كل ما له عرض فله طول ولا ينعكس.
٩- نفى الاستطاعة قد يراد به نفى الامتناع، أو عدم إمكان وقوع الفعل مع إمكانه، كقوله تعالى: هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ المائدة: ١١٢، أى هل يجيبنا إليه؟
أو هل يفعل ربك؟ وقد علموا أن الله قادر على الإنزال، وأن عيسى قادر على السؤال، وإنما استفهموا: هل هنا صارف أو مانع؟
وقد يراد به الوقوع بمشقة وكلفة، كقوله تعالى: لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً الكهف: ٦٧.
(٩١) الهدم:
وهو أن يأتى الغير بكلام يتضمن معنى فتأتى بضده، كقوله تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ المائدة: ١٨، هدمه الله تعالى بقوله:
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ المؤمنون: ٩١.
(٩٢) الوجوه:
وهو اللفظ المشترك الذى يستعمل فى عدة معان، وفى حديث مرفوع: لا يكون الرجل فقيها كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة.
١- بمعنى البيان، يقول تعالى: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ البقرة: ٥ ٢- بمعنى الدين، يقول تعالى: إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ آل عمران: ٧٣ ٣- بمعنى الإيمان، يقول تعالى: وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً مريم: ٧٦ ٤- بمعنى الداعى، يقول تعالى: وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ الرعد: ٧ ٥- بمعنى الرسل والكتب، يقول تعالى: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً البقرة: ٣٨ ٦- بمعنى المعرفة، يقول تعالى: وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ النحل: ١٦ ٧- بمعنى الرشاد، يقول تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ الفاتحة: ٦.
٨- بمعنى محمد صلّى الله عليه وسلم، يقول تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى البقرة: ١٥٩ ٩- بمعنى القرآن، يقول تعالى: وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى النجم: ٢٣ ١٠- بمعنى التوراة، يقول تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى غافر: ٥٣ ١١- بمعنى الاسترجاع، يقول تعالى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ البقرة: ١٥٧ ١٢- بمعنى الحجة، يقول تعالى: وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ البقرة: ٢٥٨ ١٣- بمعنى التوحيد، يقول تعالى: إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ القصص: ٥٧ ١٤- بمعنى السنة، يقول تعالى: وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ الزخرف: ٢٢ ١٥- بمعنى الإصلاح، يقول تعالى: وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ يوسف: ٥٢ ١٦- بمعنى الإلهام، يقول تعالى: أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى طه: ٥٠ ١٧- بمعنى التوبة، يقول تعالى: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ الأعراف: ١٥٦
(٩٣) الوقف والابتداء:
ينقسم عند أكثر القراء إلى أربعة أقسام:
(١) تام مختار. (٢) كاف جائز.
(٣) حسن مفهوم. (٤) قبيح متروك.
١- فالتام: هو الذى لا يتعلق بشىء مما بعده، فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، كقوله تعالى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ البقرة: ٥، وأكثر ما يوجد عند رءوس الآى، كقوله تعالى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ثم يبتدئ بقوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا البقرة: ٦.
وقد يوجد قبل انقضاء الفاصلة، كقوله تعالى: وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً النمل: ٣٤، فهنا التمام، لأنه انقضى كلام بلقيس، ثم قال تعالى: وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ النمل: ٣٤، وهو رأس الآية.
وقد يوجد بعدها، كقوله تعالى: مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ
الصافات: ١٣٧، ١٣٨، مُصْبِحِينَ
رأس الآية، وبِاللَّيْلِ
التمام، لأنه معطوف على المعنى، أى:
والصبح وبالليل.
وآخر كل قصة، وما قبل أولها تام، وآخر كل سورة تام، والأحزاب والأنصاف والأرباع والأثمان والأسباع والأتساع والأعشار والأخماس، وقبل ياء النداء، وفعل الأمر، والقسم، ولامه دون القول: و (الله) بعد رأس كل آية، والشرط ما لم يتقدم جوابه، و (كان الله) و (ما كان) و (ذلك) و (لولا)، غالبهن تام، ما لم يتقدمهن قسم، أو قول، أو ما فى معناه.
٢- والكافى: منقطع فى اللفظ متعلق فى المعنى، فيحسن الوقف عليه والابتداء أيضا بما بعده، نحو: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ النساء: ٢٣، هنا الوقف، ثم يبتدئ بما بعد ذلك.
وهكذا باقى المعطوفات، وكل رأس آية بعدها (لام كى)، و (إلا) بمعنى (لكن)، و (إن) المكسورة المشددة، والاستفهام، و (بل)، و (ألا)
وغالبهن كاف، ما لم يتقدمهن قول أو قسم.
وقيل: «أن» المفتوحة المخفضة فى خمسة لا غير: وَأَنْ تَصُومُوا البقرة: ١٨٤، وَأَنْ تَعْفُوا البقرة: ٢٣٧، وَأَنْ تَصَدَّقُوا البقرة: ٢٨٠، وَأَنْ تَصْبِرُوا النساء: ٢٥، وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ النور: ٦٠.
٣- والحسن: هو الذى يحسن الوقوف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده، لتعلقه به فى اللفظ والمعنى، نحو: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الحمد: ٢، والرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد: ٣، والوقف عليه حسن، لأن المراد مفهوم، والابتداء بقوله:
رَبِّ الْعالَمِينَ، والرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، ومالِكِ يَوْمِ الدِّينِ لا يحسن، لأن ذلك مجرور، والابتداء بالمجرور قبيح، لأنه تابع.
٤- والقبيح: هو الذى لا يفهم منه المراد، نحو (الحمد) فلا يوقف عليه، ولا على الموصوف دون الصفة، ولا على البدل دون المبدل منه، ولا على المعطوف عليه دون المعطوف، ولا على المجرور دون الجار، ولا على النفى دون جرف الإيجاب.
وقيل: إن تعلقت الآية بما قبلها متعلقا لفظيّا كان الوقف كافيا، نحو:
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِراطَ الَّذِينَ... الفاتحة ٦، ٧، وإن كان معنويّا فالوقف على ما قبلها حسن كاف، نحو: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الفاتحة: ٢، وإن لم يكن لا لفظيّا ولا معنويّا فتام، كقوله تعالى: وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ البقرة ٢٧٤، وبعده الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا البقرة: ٢٧٥.
(٩٤) الوقف على: الذى، الذين:
جميع ما فى القرآن الكريم من (الذين)، و (الذى) يجوز فيه الوصل بما قبله
١- الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ البقرة: ١٢١.
٢، ٣- الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ، البقرة: ١٤٦، الأنعام: ٢٠.
٤- الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ البقرة: ٢٧٥.
٥- الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ التوبة: ٢٠.
٦- الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ الفرقان: ٣٤.
٧- أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ. الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ غافر: ٦، ٧.
(٩٥) الوقف على: بلى، كلا، نعم.
ويتبع هذا الوقف على: بلى، كلا، ونعم.
(ا) بلى وقد وردت فى القرآن الكريم على ثلاثة أقسام:
١- ما يختار فيه كثير من القراء وأهل اللغة الوقف عليها، لأنها جواب لما قبلها، غير متعلقة بما بعدها، وأجاز بعضهم الابتداء بها، وهذا فى عشرة مواضع:
(ا) ما لا تَعْلَمُونَ. بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً البقرة: ٨٠، ٨١ (ب) إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. بَلى البقرة: ١١١، ١١٢ (ج) وَهُمْ يَعْلَمُونَ. بَلى مَنْ أَوْفى آل عمران: ٧٥، ٧٦ (د) بَلى. إِنْ تَصْبِرُوا آل عمران: ١٢٥ (هـ) أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى الأعراف: ١٧٢، وفيه اختلاف (و) ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى النحل: ٢٨
(ا) بَلى وَرَبِّنا الأنعام: ٣٠ (ب) لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى النحل: ٣٨ (ج) قُلْ بَلى وَرَبِّي سبأ: ٣ (د) مِنَ الْمُحْسِنِينَ بَلى قَدْ جاءَتْكَ الزمر: ٥٩ (هـ) بَلى وَرَبِّنا الأحقاف ٣٣.
(و) قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ التغابن: ٧ (ز) أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ بَلى القيامة: ٣، ٤ ٣- ما اختلفوا فى جواز الوقف عليها، والأحسن المنع، لأن ما بعدها متصل بها وبما قبلها، وذلك فى خمسة مواضع:
(ا) بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي البقرة: ٢٦٠ (ب) قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ الزمر: ٧١ (ج) وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا الزخرف: ٨٠ (د) قالُوا بَلى الحديد: ١٤ (هـ) قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ الملك: ٩ (- ١٣- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
١- ما يجوز الوقف عليه والابتداء به جميعا، باعتبار معنيين، وهذا فى اثنى عشر حرفا:
(ا) أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً. كَلَّا مريم: ٧٨، ٧٩.
(ب) لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا. كَلَّا مريم: ٨١، ٨٢ (ج) فِيما تَرَكْتُ كَلَّا المؤمنون: ١٠٠ (د) يُنْجِيهِ. كَلَّا المعارج ١٤، ١٥ (هـ) جَنَّةَ نَعِيمٍ. كَلَّا المعارج: ٣٨، ٣٩ (و) أَنْ أَزِيدَ. كَلَّا المدثر: ١٥، ١٦ (ز) صُحُفاً مُنَشَّرَةً. كَلَّا المدثر: ٥٢، ٥٣ (ح) أَيْنَ الْمَفَرُّ. كَلَّا القيامة: ١٠، ١١ (ط) تَلَهَّى. كَلَّا عبس: ١٠، ١١ (ى) قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ. كَلَّا المطففين: ١٣، ١٤ (ك) أَهانَنِ. كَلَّا الفجر: ١٦، ١٧ (ل) أَخْلَدَهُ. كَلَّا الهمزة: ٣، ٤.
٢- ما لا يوقف عليه ولا يبتدأ به، وهذا فى ثلاثة أحرف:
(ا) أَنْ يَقْتُلُونِ. قالَ كَلَّا الشعراء: ١٤، ١٥ (ب) إِنَّا لَمُدْرَكُونَ. قالَ كَلَّا الشعراء: ٦١، ٦٢ (ج) أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلَّا سبأ: ٢٧ ٣- ما يبتدأ به ولا يجوز الوقف عليه، وهذا فى ثمانية عشر حرفا:
(ا) كَلَّا وَالْقَمَرِ المدثر: ٣٢
(هـ) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ للنبأ: ٤ (و) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ عبس: ٢٣ (ز) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ الانفطار: ٩ (ح) كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ المطففين: ٧ (ط) كَلَّا إِنَّهُمْ المطففين: ١٥ (ى) كَلَّا إِذا الفجر: ٢١ (ك) كَلَّا إِنَّ العلق: ٦ (ل) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ العلق: ١٥ (م) كَلَّا لا تُطِعْهُ العلق: ١٩ (ن) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ التكاثر: ٣ فجملتها ثلاثة وثلاثون حرفا، تضمنها خمسة عشر سورة، وكلها فى النصف الأخير من القرآن، وليس فى النصف الأول منها شىء.
(ج) نعم فقد وردت فى القرآن على قسمين:
١- ما يختار الوقف عليها، لأن ما بعدها ليس متعلقا بها ولا بما قبلها، وذلك فى موضع واحد:
(ا) قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ الأعراف: ٤٤، إذ ليس ما بعدها قول أهل النار، وقالُوا نَعَمْ من قولهم.
٢- المختار ألا يوقف عليها لتعلقها بما بعدها وبما قبلها لا تصاله بالقول، وذلك فى ثلاثة مواضع:
أن يقال: إن وقع بعدها «ما» اختير الوقف عليها، وإلا فلا.
أو يقال: إن وقع بعدها «واو» لم يجز الوقف عليها، وإلا اختير، وأنت مخير فى أيهما شئت.
١٤٠/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٥٨/ إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما/ ١٤/ مكية/ يس/ ٣٦ ٥٩/ إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ/ ٧١/ مكية/ غافر/ ٤٠ ٦٠/ إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها/ ١٢/ مكية/ الشمس/ ٩١ ٦١/ إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى / ٤٢/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٦٢/ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ/ ١٠/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٦٣/ إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى / ٣٨/ مكية/ طه/ ٢٠ ٦٤/ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا/ ١١٦/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٦٥/ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ/ ٩/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٦٦/ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ/ ١٥٣/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٦٧/ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ/ ١٢٤/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٦٨/ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ/ ١٥/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٦٩/ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ/ ٤٠/ مكية/ طه/ ٢٠ ٧٠/ إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ/ ٨٤/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٧١/ إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ/ ١٤/ مكية/ فصلت/ ٤١ ٧٢/ إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ/ ١٠/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٧٣/ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ/ ٢٦/ مدنية/ الفتح/ ٤٨ ٧٤/ إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ/ ٢٢/ مكية/ ص/ ٣٨ ٧٥/ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً/ ٥٢/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٧٦/ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً/ ٢٥/ مكية/ الذاريات/ ٢٠ ٧٧/ إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا/ ١٠/ مكية
طه/ ٥١ ٧٨/ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ/ ٣١/ مكية/ ص/ ٣٨ ٧٩/ إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ/ ١١٢/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٨٠/ إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ/ ١١٠/ مدنية/ المائدة/ ٥
٤٢/ مكية/ مريم/ ١٩ ٨٧/ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ/ ١٢٤/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٨٨/ إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ/ ١٣١/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٨٩/ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ/ ١٤٢/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٩٠/ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ/ ١٦١/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٩١/ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ/ ١٠٦/ مكية/ الشعراء/ ٣٦ ٩٢/ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ/ ١٢٤/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٩٣/ إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ/ ١٧٧/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٩٤/ إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً/ ٧/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٩٥/ إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ/ ٤/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٩٦/ إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ/ ٤٥/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٩٧/ إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ/ ٣٥/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٩٨/ إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا/ ٨/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٩٩/ إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا/ ٣/ مكية/ مريم/ ١٩ ١٠٠/ إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً/ ١٦/ مكية/ النازعات/ ٧٩ ١٠١/ إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ/ ١٣٤/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٠٢/ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ/ ٩٨/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٠٣/ إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ/ ٦/ مكية/ البروج/ ٨٥ ١٠٤/ إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُما/ ١٢٢/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ١٠٥/ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ/ ١٧/ مكية/ ق/ ٥٠ ١٠٦/ إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا/ ٤٣/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ١٠٧/ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى / ١٦/ مكية/ النجم/ ٥٣ ١٠٨/ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ/ ١١/ مدنية/ الأنفال/ ٨
١٩/ مدنية/ المجادلة/ ٥٨ ١٤٨/ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ/ ٨٠/ مدنية/ التوبة/ ٩ ١٤٩/ اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ/ ٤٣/ مكية/ فاطر/ ٣٥ ١٥٠/ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ/ ٦/ مدنية/ الطلاق/ ٦٥ ١٥١/ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ/ ٣٢/ مكية/ القصص/ ٢٨ ١٥٢/ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا/ ٣٨/ مكية/ مريم/ ١٩ ١٥٣/ اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ/ ٩/ مدنية/ التوبة/ ٩ ١٥٤/ أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ/ ١٩/ مدنية
الأحزاب/ ٣٣ ١٥٥/ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي/ ٣١/ مكية/ طه/ ٢٠ ١٥٦/ اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ/ ١٧/ مكية/ ص/ ٣٨ ١٥٧/ أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا/ ٢٤/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ١٥٨/ أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ/ ١٥٣/ مكية/ الصفات/ ٣٧ ١٥٩/ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ/ ٦٤/ مكية/ يس/ ٣٦ ١٦٠/ اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ/ ١٦/ مكية/ الطور/ ٥٢ ١٦١/ أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً/ ٧٨/ مكية/ مريم/ ١٩ ١٦٢/ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ/ ٨٩/ مدنية/ التوبة/ ٩ ١٦٣/ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً/ ١٥/ مدنية/ المجادلة/ ٥٨ ١٦٤/ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً/ ١٠/ مدنية/ الطلاق/ ٦٥
يوسف/ ١٢ ٢٣٤/ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ/ ١/ مكية/ العلق/ ٩٦ ٢٣٥/ اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً/ ١٤/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٢٣٦/ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ/ ٣/ مكية/ العلق/ ٩٦ ٢٣٧/ أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ/ ٧٨/ مدنية/ الاسراء/ ١٧ ٢٣٨/ أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ/ ٢/ مكية/ يونس/ ١٠ ٢٣٩/ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ/ ٤٣/ مكية/ القمر/ ٥٤ ٢٤٠/ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً/ ٦٦/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٢٤١/ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ/ ٩١/ مكية/ يونس/ ١٠ ٢٤٢/ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ/ ٤/ مكية/ هود/ ١١ ٢٤٣/ أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ/ ٦٢/ مكية/ يونس/ ١٠ ٢٤٤/ أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ٥٥/ مكية/ يونس/ ١٠ ٢٤٥/ أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ٦٤/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٢٤٦/ أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ/ ٦٦/ مكية/ يونس/ ١٠ ٢٤٧/ أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ/ ٥٤/ مكية/ فصلت/ ٤١ ٢٤٨/ أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ/ ١٥١/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٢٤٩/ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ/ ١٢/ مدنية/ البقرة/ ٢
١٢/ مكية/ القيامة/ ٧٥ ٢٥٥/ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ/ ٢٣/ مكية/ القيامة/ ٧٥ ٢٥٦/ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ/ ٩٧/ مكية/ هود/ ١١ ٢٥٧/ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا/ ٤٦/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٢٥٨/ إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ/ ٢٤/ مكية/ غافر/ ٤٠ ٢٥٩/ إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ/ ٢٢/ مكية/ المرسلات/ ٧٧ ٢٦٠/ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ/ ٣/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٢٦١/ أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ/ ٤/ مكية/ المطففين/ ٨٣ ٢٦٢/ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ/ ١٤/ مكية/ الملك/ ٦٧ ٢٦٣/ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ/ ٣٨/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٢٦٤/ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ/ ٨١/ مكية/ ص/ ٣٨ ٢٦٥/ إِلهِ النَّاسِ/ ٣/ مكية/ الناس/ ١١٤ ٢٦٦/ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ/ ٢٢/ مكية/ النحل/ ١٦ ٢٦٧/ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ/ ٦٧/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٢٦٨/ الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً/ ٩٧/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٢٦٩/ التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ/ ١١٢/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٢٧٠/ الْجَوارِ الْكُنَّسِ/ ١٦/ مكية/ التكوير/ ٨١ ٢٧١/ الْحَاقَّةُ/ ١/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٢٧٢/ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ/ ١٩٧/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٢٧٣/ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ/ ٦٠/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٢٧٤/ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ/ ١٤٧/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٢٧٥/ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ/ ١/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٢٧٦/ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ/ ١/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٢٧٧/ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ/ ١/ مكية/ سبأ/ ٣٤
النساء/ ٤ ٣٢٠/ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ/ ٩٨/ مدنية/ النساء/ ٤ ٣٢١/ إِلَّا الْمُصَلِّينَ/ ٢٢/ مدنية/ المعارج/ ٧٠ ٣٢٢/ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ/ ٦٠/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٣٢٣/ إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ/ ٢٣/ مكية/ الجن/ ٧٢ ٣٢٤/ أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي/ ٩٣/ مكية/ طه/ ٢٠ ٣٢٥/ إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى / ٣/ مكية/ طه/ ٢٠ ٣٢٦/ أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى / ٣٨/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٣٢٧/ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ/ ٨/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٣٢٨/ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ/ ٢/ مكية/ هود/ ١١ ٣٢٩/ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ/ ٣١/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٣٣٠/ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ/ ٤٠/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٣٣١/ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً/ ٣٩/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٣٣٢/ إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً/ ٢٥/ مكية/ النبأ/ ٧٨ ٣٣٣/ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ/ ٨٧/ مكية/ الإسراء/ ١٧
فاطر/ ٣٥ ٣٩٩/ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ/ ٤/ مكية/ قريش/ ١٠٦ ٤٠٠/ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ/ ٣/ مكية/ الشرح/ ٩٤ ٤٠١/ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً/ ٢٢/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٤٠٢/ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً/ ٥٣/ مكية/ طه/ ٢٠ ٤٠٣/ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً/ ١٠/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٤٠٤/ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً/ ٨٠/ مكية/ يس/ ٣٦ ٤٠٥/ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ/ ٢٦/ مكية/ ق/ ٥٠ ٤٠٦/ الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ/ ٢/ مكية/ الهمزة/ ١٠٤ ٤٠٧/ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ/ ٥٩/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٤٠٨/ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا/ ٢/ مكية/ الملك/ ٦٧ ٤٠٩/ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً/ ٣/ مكية/ الملك/ ٦٧ ٤١٠/ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى/ ٢/ مكية/ الأعلى/ ٨٧ ٤١١/ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ/ ٧/ مكية/ الانفطار/ ٨٢ ٤١٢/ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ/ ٧٨/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤١٣/ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ/ ٤/ مكية/ العلق/ ٩٦ ٤١٤/ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى/ ١٦/ مكية/ الليل/ ٩٢ ٤١٥/ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ٩/ مكية/ البروج/ ٨٥ ٤١٦/ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً/ ٢/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٤١٧/ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ/ ٣/ مكية/ النبأ/ ٧٨
٢١٨/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٢٠/ الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى / ١٢/ مكية/ الأعلى/ ٨٧ ٤٢١/ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ/ ٥/ مكية/ الناس/ ١١٤ ٤٢٢/ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ/ ٥٢/ مدنية/ القصص/ ٢٨ ٤٢٣/ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ/ ١٢١/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٤٢٤/ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ/ ١٤٦/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٤٢٥/ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ/ ٢٠/ مدنية/ الأنعام/ ٦ ٤٢٦/ الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ/ ٦٩/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٤٢٧/ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ/ ٢٨/ مدنية/ الرعد/ ١٣ ٤٢٨/ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ/ ٢٩/ مدنية/ الرعد/ ١٣ ٤٢٩/ الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ/ ٦٣/ مكية/ يونس/ ١٠ ٤٣٠/ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ/ ٨٢/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٤٣١/ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ/ ٢٠/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٤٣٢/ الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ/ ٧٦/ مدنية/ النساء/ ٤ ٤٣٣/ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً/ ٥١/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٤٣٤/ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ/ ٤٠/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٤٣٥/ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ/ ١٥٦/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٤٣٦/ الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ/ ٢/ مكية/ المطففين/ ٨٣ ٤٣٧/ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ/ ٣٥/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٤٣٨/ الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ/ ١٧٢/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٤٣٩/ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ/ ٤١/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٤٤٠/ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ/ ٣٢/ مكية/ النحل/ ١٦ ٤٤١/ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ/ ٢٨/ مكية/ النحل/ ١٦ ٤٤٢/ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ/ ٩١/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٤٤٣/ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ/ ٤٢/ مكية/ النحل/ ١٦ ٤٤٤/ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ/ ٥٩/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٤٤٥/ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا/ ١٠٤/ مكية/ الكهف/ ٢٨
المؤمنون/ ٢٣ ٤٨٠/ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ/ ٣/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٤٨١/ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ/ ١٨/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٤٨٢/ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً/ ٤٥/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٤٨٣/ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً/ ١٩/ مكية/ هود/ ١١ ٤٨٤/ الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ/ ٢/ مدنية/ المجادلة/ ٥٨ ٤٨٥/ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ/ ٤٦/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٤٨٦/ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ/ ١٥٢/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٨٧/ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا/ ١٦/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٤٨٨/ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ/ ٣/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٤٨٩/ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ/ ٣/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٤٩٠/ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ/ ٤/ مكية/ لقمان/ ٣١ ٤٩١/ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ/ ١١/ مكية/ المطففين/ ٨٣ ٤٩٢/ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ/ ٧٩/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٤٩٣/ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ/ ٢٧٤/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٤٩٤/ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ/ ٢٦٢/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٤٩٥/ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ/ ١٣٤/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٤٩٦/ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ/ ٢٧/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٤٩٧/ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ/ ٢٠/ مدنية/ الرعد/ ١٣ ٤٩٨/ الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا/ ١/ مدنية/ العنكبوت/ ٢٩ ٤٩٩/ الم. اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ/ ١/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥٠٠/ الم. تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ/ ١/ مكية/ لقمان/ ٣١ ٥٠١/ الم. تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ/ ١/ مكية/ السجدة/ ٤١
المرسلات/ ٧٧ ٥٤٦/ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ/ ١/ مكية/ الشرح/ ٩٤ ٥٤٧/ أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ/ ١٦/ مكية/ المرسلات/ ٧٧ ٥٤٨/ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ/ ٥/ مكية/ التغابن/ ٤٦ ٥٤٩/ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ/ ٩/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٥٥٠/ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ/ ٧٠/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٥٥١/ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ/ ١٦/ مدنية/ الحديد/ ٥٧ ٥٥٢/ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى / ٦/ مكية/ الضحى/ ٩٣ ٥٥٣/ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ/ ٢/ مكية/ الفيل/ ١٠٥ ٥٥٤/ أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ/ ٧٩/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥٥٥/ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً/ ٨٦/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٥٥٦/ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ/ ٣١/ مكية/ يس/ ٣٦ ٥٥٧/ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ/ ٦/ مكية/ الأنعام/ ٦
٢١/ مكية/ الجاثية/ ٤٥ ٦٠٢/ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ/ ٢٩/ مدنية/ محمد/ ٤٧ ٦٠٣/ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا/ ٤/ مدنية/ العنكبوت/ ٢٩ ٦٠٤/ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ/ ٩/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٦٠٥/ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا/ ١٦/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٦٠٦/ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ/ ٢١٤/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٦٠٧/ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ/ ٢٤٢/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٦٠٨/ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ/ ١٥٠/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٦٠٩/ أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ/ ٣٦/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٦١٠/ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ/ ٣٥/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٦١١/ أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ/ ٤١/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٦١٢/ أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ/ ٤٧/ مكية/ القلم/ ٦٨ ٦١٣/ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ/ ٣٧/ مكية/ الطور/ ٥٢
الطور/ ٥٢ ٦٢٥/ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ/ ٣٨/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٦٢٦/ أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ/ ٢١/ مكية/ الشورى/ ٤٢ ٦٢٧/ أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ/ ٤١/ مكية/ القلم/ ٦٨ ٦٢٨/ أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما/ ١٠/ مكية/ ص/ ٣٨ ٦٢٩/ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ/ ٥٣/ مدنية/ النساء/ ٤ ٦٣٠/ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ/ ٢٨/ مكية/ ص/ ٣٨ ٦٣١/ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ/ ٨٠/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٦٣٢/ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ/ ٥٤/ مدنية/ النساء/ ٤ ٦٣٣/ أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ/ ٤٢/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٦٣٤/ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً/ ٢٤/ مدنية/ الشورى/ ٤٢ ٦٣٥/ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ/ ٣/ مكية/ السجدة/ ٣٢ ٦٣٦/ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي/ ٣٥/ مكية/ هود/ ١١ ٦٣٧/ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي/ ٨/ مكية/ الأحقاف/ ٤٦ ٦٣٨/ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ/ ٣٨/ مكية/ يونس/ ١٠ ٦٣٩/ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ/ ١٣/ مكية/ هود/ ١١ ٦٤٠/ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ/ ٧٠/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٦٤١/ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ/ ٣٣/ مكية/ الطور/ ٥٢
المؤمنون/ ٢٣ ٧٠٣/ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ/ ٥٩/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٧٠٤/ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى / ٤/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٧٠٥/ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ/ ٢٣/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٧٠٦/ إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا/ ٣٧/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٧٠٧/ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ/ ٣٥/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٧٠٨/ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً
٢/ مدنية/ الممتحنة/ ٦٠ ٧٠٩/ إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً/ ١١٧/ مدنية/ النساء/ ٤ ٧١٠/ إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ/ ٣٧/ مدنية/ محمد/ ٤٧ ٧١١/ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ/ ١٣٣/ مدنية/ النساء/ ٤ ٧١٢/ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ/ ١٧/ مكية/ فاطر/ ٣٥ ٧١٣/ إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ/ ٢٣/ مكية/ الشورى/ ٤٢ ٧١٤/ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ/ ١٤٠/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٧١٥/ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ/ ١٦٠/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٧١٦/ إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ/ ٧٠/ مكية/ ص/ ٣٨ ٧١٧/ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ/ ٦٨/ مكية/ ص/ ٣٨ ٧١٨/ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ/ ٧٦/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٧١٩/ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها/ ١٧/ مدنية/ الرعد/ ١٣ ٧٢٠/ انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ/ ٣٠/ مكية/ المرسلات/ ٧٧ ٧٢١/ انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ/ ٢٩/ مكية/ المرسلات/ ٧٧ ٧٢٢/ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا/ ٤٨/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٧٢٣/ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا/ ٩/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٧٢٤/ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ/ ٢١/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٧٢٥/ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ/ ٣٤/ مكية/ الأنعام/ ٦
٨/ مكية/ العلق/ ٦٩ ٧٣٢/ إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ/ ١٣/ مكية/ الانفطار/ ٨٢ ٧٣٣/ إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ/ ٢٢/ مكية/ المطففين/ ٨٣ ٧٣٤/ إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً/ ٥/ مدنية/ الإنسان/ ٨٦ ٧٣٥/ إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً/ ١٩/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ٧٣٦/ إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ/ ٦/ مكية/ العاديات/ ١٠٠ ٧٣٧/ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ/ ٢/ مكية/ العصر/ ١٠٣ ٧٣٨/ إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ/ ٤/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٧٣٩/ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ/ ١٩/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٧٤٠/ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى / ١٥/ مكية/ طه/ ٢٠ ٧٤١/ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها/ ٥٩/ مكية/ غافر/ ٤٠ ٧٤٢/ إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا/ ٦/ مكية/ فاطر/ ٣٥ ٧٤٣/ إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ/ ١٥٨/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٧٤٤/ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ/ ١١١/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٧٤٥/ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ/ ٣٣/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٧٤٦/ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ/ ٥١/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٧٤٧/ إِنَّ اللَّهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
٣٨/ مكية/ فاطر/ ٣٥ ٧٤٨/ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ/ ٣٤/ مكية/ لقمان/ ٣١ ٧٤٩/ إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى / ٩٥/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٧٥٠/ إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ/ ٥/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٧٥١/ إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها/ ٢٦/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٧٥٢/ إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً/ ٤٤/ مكية/ يونس/ ١٠ ٧٥٣/ إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ/ ٤٠/ مدنية/ النساء/ ٤ (- ١٥- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
الكهف/ ١٨ ٧٧٩/ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ/ ٧/ مدنية/ البينة/ ٩٨ ٧٨٠/ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا/ ٩٦/ مكية/ مريم/ ١٩ ٧٨١/ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا/ ١٠٧/ مكية/ الكهف/ ١٨
النساء/ ٤ ٨٤٤/ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا/ ٤٠/ مكية/ فصلت/ ٤١ ٨٤٥/ إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ/ ٤/ مدنية/ الحجرات/ ٤٩ ٨٤٦/ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ/ ٢٧/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٨٤٧/ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ/ ٤٥/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٨٤٨/ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ/ ١٥/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ٨٤٩/ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ/ ١٧/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٨٥٠/ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ/ ٥٤/ مكية/ القمر/ ٥٤ ٨٥١/ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ/ ٤١/ مكية/ المرسلات/ ٧٧ ٨٥٢/ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ/ ٥١/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٨٥٣/ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ/ ٤٧/ مكية/ القمر/ ٥٤ ٨٥٤/ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ/ ٧٤/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٨٥٥/ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ/ ٣٥/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٨٥٦/ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً/ ١٨/ مدنية/ الحديد/ ٥٧ ٨٥٧/ إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ/ ١٤٦/ مدنية/ النساء/ ٤ ٨٥٨/ إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ
١٤٢/ مدنية/ النساء/ ٤ ٨٥٩/ إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ/ ٢٥/ مكية/ الغاشية/ ٨٨ ٨٦٠/ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً/ ٩٦/ مدنية/ آل عمران/ ٢ ٨٦١/ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ/ ٦٨/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٨٦٢/ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ/ ١٢/ مكية/ البروج/ ٨٥ ٨٦٣/ إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً/ ٢١/ مكية/ النبأ/ ٧٨ ٨٦٤/ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ/ ٦٤/ مكية/ ص/ ٣٨ ٨٦٥/ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ/ ١٤/ مكية/ الفجر/ ٨٩
١٧/ مكية/ القيامة/ ٧٥ ٨٨٧/ إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى / ١٢/ مكية/ الليل/ ٩٢ ٨٨٨/ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ/ ٤/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٨٨٩/ إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما خَلَقَ اللَّهُ
٦/ مكية/ يونس/ ١٠ ٨٩٠/ إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ/ ٣/ مكية/ الجاثية/ ٤٥ ٨٩١/ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ/ ١٧٤/ مكية/ البقرة/ ٢ ٨٩٢/ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ/ ١٩٠/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٨٩٣/ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ/ ٧٥/ مكية/ الحجر/ ١٥
٧
٤٠/ مكية/ النبأ/ ٧٨ ٩٥٣/ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ/ ٤٤/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٩٥٤/ إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ/ ٢/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٩٥٥/ إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ/ ١٠٥/ مدنية/ النساء/ ٤ ٩٥٦/ إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ/ ٤١/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٩٥٧/ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ/ ١/ مكية/ القدر/ ٩٧ ٩٥٨/ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ/ ٣/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٩٥٩/ إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ/ ٢/ مدنية/ يوسف/ ١٢ ٩٦٠/ إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً/ ٣٥/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٩٦١/ إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ/ ١٦٣/ مدنية/ النساء/ ٤ ٩٦٢/ إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ/ ١٧/ مدنية/ القلم/ ٦٨ ٩٦٣/ إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا/ ٨/ مكية/ يس/ ٣٦ ٩٦٤/ إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ/ ٧/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٩٦٥/ إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ/ ٣/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٩٦٦/ إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ/ ٦٣/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٩٦٧/ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ/ ٢/ مدنية/ الإنسان/ ٧٦ ٩٦٨/ إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ/ ٦/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٩٦٩/ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ/ ١٨/ مكية/ ص/ ٣٨ ٩٧٠/ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا/ ٥/ مكية/ المزمل/ ٧٣ ٩٧١/ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا/ ٢٥/ مكية/ عبس/ ٨٠ ٩٧٢/ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ/ ٧٢/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٩٧٣/ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً/ ١/ مدنية/ الفتح/ ٤٨ ٩٧٤/ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى/ ٤٨/ مكية/ طه/ ٢٠ ٩٧٥/ إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ/ ١٥/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٩٧٦/ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ/ ٨٠/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٩٧٧/ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ/ ١٢١/ مكية/ الصافات/ ٣٧
طه/ ٢٠ ١٠٠١/ إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ/ ٨٠/ مكية/ النمل/ ٢٧ ١٠٠٢/ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ/ ٥٦/ مكية/ القصص/ ٢٨ ١٠٠٣/ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ/ ٣/ مكية/ يس/ ٣٦ ١٠٠٤/ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ/ ٣٠/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ١٠٠٥/ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ/ ٨١/ مكية/ الأعراف/ ٧
١٥/ مدنية/ التغابن/ ٦٤ ١٠٢٤/ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها/ ٤٥/ مكية/ النازعات/ ٧٩ ١٠٢٥/ إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً/ ١٧/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ١٠٢٦/ إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ/ ١١/ مكية/ يس/ ٣٦ ١٠٢٧/ إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ/ ٣٣/ مدنية/ المائدة/ ٥ ١٠٢٨/ إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ/ ١٢٤/ مكية/ النحل/ ١٦ ١٠٢٩/ إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ/ ١٧٣/ مدنية/ البقرة/ ٢ ١٠٣٠/ إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ/ ١١٥/ مكية/ النحل/ ١٦ ١٠٣١/ إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ/ ١٧٥/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ١٠٣٢/ إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ/ ١٠٠/ مكية/ النحل/ ٨٦ ١٠٣٣/ إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ/ ٤٠/ مكية/ النحل/ ١٦
٢١٢/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٠٧٥/ إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ/ ٣٥/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٠٧٦/ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ/ ٤٥/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ١٠٧٧/ إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً/ ٢٧/ مكية/ النبأ/ ٧٨ ١٠٧٨/ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً/ ١٩/ مكية/ الجاثية/ ٤٥ ١٠٧٩/ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ/ ١٧٢/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٠٨٠/ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً/ ٦/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ١٠٨١/ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً/ ١٥/ مكية/ الطارق/ ٨٦ ١٠٨٢/ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ/ ٢٥/ مكية/ يس/ ٣٦ ١٠٨٣/ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ/ ١٣٥/ مكية
الشعراء/ ٢٦ ١٠٨٤/ إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ/ ٢٤/ مكية/ يس/ ٣٦ ١٠٨٥/ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ/ ٢٩/ مدنية/ المائدة/ ٥ ١٠٨٦/ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً/ ١٢/ مكية/ طه/ ٢٠ ١٠٨٧/ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ/ ٥٦/ مكية/ هود/ ١١ ١٠٨٨/ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ/ ١١١/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ١٠٨٩/ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ/ ٢٠/ مكية/ الحاقة/ ٩٦ ١٠٩٠/ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ/ ١٠٧/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٠٩١/ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ/ ١٢٥/ مكية/ الشعراء/ ٢٦
رقم السورة ١١٤٨/ أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ/ ١٢٢/ مكية/ الأنعام/ ٦ ١١٤٩/ أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ/ ١٨/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ١١٥٠/ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ/ ٨١/ مكية/ يس/ ٣٦ ١١٥١/ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ/ ١٦/ مكية/ البلد/ ٩٠ ١١٥٢/ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ/ ٤٢/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ١١٥٣/ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ/ ٤٧/ مكية/ النحل/ ١٦ ١١٥٤/ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ/ ٤٦/ مكية/ النحل/ ١٦ ١١٥٥/ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى / ٤/ مكية/ عبس/ ٨٠ ١١٥٦/ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً/ ٥٠/ مكية/ الشورى/ ٤٢ ١١٥٧/ أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً/ ٤١/ مكية/ الكهف/ ١٨ ١١٥٨/ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ/ ٩٣/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ١١٥٩/ أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها/ ٨/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ١١٦٠/ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ/ ٧٣/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١١٦١/ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ/ ٣٤/ مكية/ الشورى/ ٤٢ ١١٦٢/ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ/ ١٨١/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١١٦٣/ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى / ٣٤/ مكية/ القيامة/ ٧٥ ١١٦٤/ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها/ ١٤/ مكية/ الأحقاف/ ٤٦ ١١٦٥/ أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ/ ١٨/ مكية/ البلد/ ٩٠ ١١٦٦/ أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ/ ٨٩/ مكية/ الأنعام/ ٦ ١١٦٧/ أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ/ ٨٦/ مدنية/ البقرة/ ٢ ١١٦٨/ أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى / ٧٦/ مدنية/ البقرة/ ٢ ١١٦٩/ أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ/ ١٧٥/ مدنية/ البقرة/ ٢ ١١٧٠/ أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ/ ٥٨/ مدنية/ مريم/ ١٩ ١١٧١/ أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ/ ٢٢/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ١١٧٢/ أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ/ ١٨/ مكية/ الأحقاف/ ٤٦ ١١٧٣/ أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ
٢١/ مكية/ هود/ ١١ ١١٧٤/ أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ/ ١٠٨/ مكية/ النحل/ ١٦ ١١٧٥/ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ/ ١٠٥/ مكية/ الكهف/ ١٨
هود/ ١١ ١٢٣٠/ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ/ ٢٩/ مكية/ الروم/ ٣٠
١٤/ مكية/ القيامة/ ٧٥ ١٢٣٤/ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ/ ٤٦/ مدنية/ القمر/ ٥٤ ١٢٣٥/ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ/ ٦٦/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ١٢٣٦/ بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ/ ١٥٠/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ١٢٣٧/ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ/ ١٩/ مكية/ البروج/ ٨٥ ١٢٣٨/ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ/ ٢/ مكية/ ص/ ٣٨ ١٢٣٩/ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ/ ٢٢/ مكية/ الانشقاق/ ٨٤ ١٢٤٠/ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ/ ٤١/ مكية/ الأنعام/ ٦ ١٢٤١/ بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ/ ٢٨/ مكية/ الأنعام/ ٦ ١٢٤٢/ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ/ ٤٠/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ١٢٤٣/ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا/ ١٦/ مكية/ الأعلى/ ٨٧ ١٢٤٤/ بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ/ ٣٧/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٢٤٥/ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً/ ١٥٨/ مدنية/ النساء/ ٤ ١٢٤٦/ بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ/ ١٢/ مدنية/ الفتح/ ٤٨ ١٢٤٧/ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ/ ١٢/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٢٤٨/ بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ/ ٢/ مكية/ ق/ ٥٠ ١٢٤٩/ بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ/ ٥/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ١٢٥٠/ بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ/ ٢٢/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ١٢٥١/ بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ/ ٨١/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ١٢٥٢/ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا/ ٦٣/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ١٢٥٣/ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ/ ٥/ مكية/ ق/ ٥٠ ١٢٥٤/ بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً/ ١١/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ١٢٥٥/ بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ/ ٣٩/ مكية/ يونس/ ١٠ ١٢٥٦/ بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ/ ٢٩/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ١٢٥٧/ بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ
٤٤/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ١٢٥٨/ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ/ ٦٧/ مكية/ الواقعة/ ٥٦
الملك/ ٦٧ ١٣١٢/ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ/ ١٠٤/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ١٣١٣/ تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ/ ٢/ مكية/ لقمان/ ٣١
الدخان/ ٤٤ ١٣٩٥/ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ/ ٦٤/ مدنية/ البقرة/ ٢ ١٣٩٦/ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ/ ٢٠٦/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٣٩٧/ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ/ ٨/ مكية/ السجدة/ ٣٢
١٣٦/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٤٠٤/ ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى/ ٨/ مكية/ النجم/ ٥٣ ١٤٠٥/ ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى/ ٣٣/ مكية/ القيامة/ ٧٥ ١٤٠٦/ ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ/ ٦/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ١٤٠٧/ ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ/ ٥/ مكية/ التين/ ٨٥ ١٤٠٨/ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ/ ٢٢/ مكية/ الأنعام/ ٦ ١٤٠٩/ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ/ ٩/ مكية/ السجدة/ ٣٢ ١٤١٠/ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا/ ٢٦/ مكية/ عبس/ ٨٠ ١٤١١/ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ/ ٤٨/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ١٤١٢/ ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْناهُمْ وَمَنْ نَشاءُ/ ٩/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ١٤١٣/ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ/ ٢٢/ مكية/ المدثر/ ٧٤ ١٤١٤/ ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ/ ٥٢/ مدنية/ البقرة/ ٢ ١٤١٥/ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ/ ٣٢/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ١٤١٦/ ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً/ ٤٦/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ١٤١٧/ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ/ ٢٠/ مكية/ المدثر/ ٧٤ ١٤١٨/ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ/ ٧٤/ مدنية/ البقرة/ ٢ ١٤١٩/ ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا/ ٢٧/ مدنية/ الحديد/ ٥٧ ١٤٢٠/ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ/ ٥٢/ مكية/ يونس/ ١٠ ١٤٢١/ ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ/ ٨٣/ مكية/ غافر/ ٤٠ ١٤٢٢/ ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا/ ١٠/ مكية/ الروم/ ٣٠ ١٤٢٣/ ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى/ ٣٨/ مكية/ القيامة/ ٧٥ ١٤٢٤/ ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ/ ١٧/ مكية/ البلد/ ٩٠ ١٤٢٥/ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ/ ٤/ مكية/ التكاثر/ ١٠٢
٤٣ ١٤٧٦/ حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي/ ٨٤/ مكية/ النمل/ ٢٧ ١٤٧٧/ حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ/ ٢٤/ مكية/ الجن/ ٧٢ ١٤٧٨/ حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ/ ٩٦/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ١٤٧٩/ حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ/ ٧٧/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣
٣٩/ مكية/ النبأ/ ٧٨ ١٥٣٥/ ذلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ/ ٥/ مدنية/ الطلاق/ ٦٥ ١٥٣٦/ ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ/ ١٣١/ مكية/ الأنعام/ ٦ ١٥٣٧/ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً/ ٥٣/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ١٥٣٨/ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا/ ١١/ مدنية/ محمد/ ٤٧ ١٥٣٩/ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ/ ١٧٦/ مدنية/ البقرة/ ٢ ١٥٤٠/ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ/ ٦٢/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ١٥٤١/ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ/ ٣٠/ مكية/ لغمان/ ٣١ ١٥٤٢/ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى / ٦/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ١٥٤٣/ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ/ ٦١/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ١٥٤٤/ ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ/ ٣/ مدنية/ محمد/ ٤٧ ١٥٤٥/ ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا/ ٦/ مدنية/ التغابن/ ٦٤ ١٥٤٦/ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ/ ٣/ مدنية/ المنافقون/ ٦٣ ١٥٤٧/ ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ/ ٢٨/ مدنية/ محمد/ ٤٧ ١٥٤٨/ ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ/ ١٠٧/ مكية/ النحل/ ١٦ ١٥٤٩/لِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ
١٣/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ١٥٥٠/ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ/ ٤/ مدنية/ الحشر/ ٥٩ ١٥٥١/ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ/ ٢٦/ مدنية/ محمد/ ٤٧ ١٥٥٢/ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ/ ٢٤/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ١٥٥٣/ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا/ ٢٢/ مكية/ غافر/ ٤٠ ١٥٥٤/ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ/ ٩/ مدنية/ محمد/ ٤٧ ١٥٥٥/ ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ/ ١٨٢/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ١٥٥٦/ ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ/ ٥١/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ١٥٥٧/ ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ/ ١٠/ مدنية
الحج/ ٢٢ ١٥٥٨/ ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ/ ٢٨/ مكية/ فصلت/ ٤١ ١٥٥٩/ ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنا/ ٩٨/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ١٥٦٠/ ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا/ ١٠٦/ مكية/ الكهف/ ١٨
البقرة/ ٢ ١٦٣٠/ رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ/ ١٢٨/ مدنية/ البقرة/ ٢ ١٦٣١/ رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ/ ٨/ مكية/ غافر/ ٤٠ ١٦٣٢/ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ/ ٣٧/ مدنية/ النور/ ٢٤ ١٦٣٣/ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ/ ٦/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ١٦٣٤/ رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ/ ٣٣/ مكية/ ص/ ٣٨ ١٦٣٥/ رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ/ ١١/ مكية/ ق/ ٥٠ ١٦٣٦/ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ/ ١٦٥/ مدنية/ النساء/ ٤ ١٦٣٧/ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً/ ٢/ مدنية/ البينة/ ٩٨ ١٦٣٨/ رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ/ ١١/ مدنية/ الطلاق/ ٦٥ ١٦٣٩/ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ/ ٨٧/ مدنية/ التوبة/ ٩ ١٦٤٠/ رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها/ ٢٨/ مكية/ النازعات/ ٧٩ ١٦٤١/ رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ/ ١٥/ مكية/ غافر/ ٤٠ (ز) ١٦٤٢/ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا/ ٧/ مدنية/ التغابن/ ٦٤ ١٦٤٣/ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا/ ٢١٢/ مدنية/ البقرة/ ٢ (- ١٧- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
٣٩ ١٧١٢/ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ/ ٧٥/ مكية/ النحل/ ١٦ ١٧١٣/ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ/ ١٠/ مدنية/ التحريم/ ٦٦ ١٧١٤/ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ/ ٢٨/ مكية/ الروم/ ٣٠ ١٧١٥/ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا/ ١١٢/ مدنية/ آل عمران/ ٣ (ط) ١٧١٦/ طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ/ ٢١/ مدنية/ محمد/ ٤٧ ١٧١٧/ طس. تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ/ ١، ٢/ مكية/ النمل/ ٢٧ ١٧١٨/ طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ/ ١، ٢/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٧١٩/ طسم. تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ/ ١، ٢/ مكية/ القصص/ ٢٨ ١٧٢٠/ طَعامُ الْأَثِيمِ/ ٤٤/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ١٧٢١/ طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ/ ٦٥/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٧٢٢/ طه. ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى / ١/ مكية/ طه/ ٢٠ (ظ) ١٧٢٣/ ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ/ ٤١/ مكية/ الروم/ ٣٠
٦١/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ١٧٤٥/ عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ/ ٤١/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ١٧٤٦/ عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ/ ٤٤/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٧٤٧/ عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ/ ١٥/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٧٤٨/ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ/ ٤/ مكية/ يس/ ٣٦ ١٧٤٩/ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ/ ١٩٤/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٧٥٠/ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ/ ٥/ مكية/ العلق/ ٩٦
١٧/ مكية/ مريم/ ١٩ ١٧٨٠/ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي/ ١١٠/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ١٧٨١/ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا/ ١٦/ مدنية/ التغابن/ ٦٤ ١٧٨٢/ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ/ ١٠٨/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٧٨٣/ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ/ ١١٠/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٧٨٤/ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ/ ١٢٦/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٧٨٥/ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ/ ١٣١/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٧٨٦/ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ/ ١٤٤/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٧٨٧/ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ/ ١٥٠/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٧٨٨/ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ/ ١٦٣/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٧٨٩/ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ/ ١٧٩/ مدنية/ الشعراء/ ٢٦ ١٧٨٠/ فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ/ ٣٦/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ١٧٨١/ فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
١٥٧/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٧٨٢/أْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ
١٦/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٧٨٣/ فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ/ ٤٧/ مكية/ طه/ ٢٠ ١٧٨٤/ فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ/ ٨٥/ مدنية/ المائدة/ ٥ ١٧٨٥/ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً/ ٤/ مكية/ العاديات/ ١٠٠ ١٧٨٦/ فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ/ ٢٣/ مكية/ مريم/ ١٩ ١٧٨٧/ فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ/ ٥٠/ مدنية/ القلم/ ٦٨ ١٧٨٨/ فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا/ ٦٤/ مكية/ طه/ ٢٠ ١٧٨٩/ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ/ ٣٧/ مكية/ مريم/ ١٩ ١٧٩٠/ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا/ ٦٥/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ١٧٩١/ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ/ ٧٨/ مكية/ الأعراف/ ٧ ١٧٩٢/ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ/ ٩١/ مكية/ الأعراف/ ٧ ١٧٩٣/ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً/ ٤١/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ١٧٩٤/ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ/ ٧٣/ مكية/ الحجر/ ١٥
القصص/ ٢٨ ١٨٠٧/أَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ
٤٠٠/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ١٨٠٨/ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى / ٢٥/ مكية/ النازعات/ ٧٩ ١٨٠٩/ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً/ ١٥٨/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٨١٠/ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ/ ٨٨/ مكية/ طه/ ٢٠ ١٨١١/ فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ/ ٣٥/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ١٨١٢/ فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ/ ٥٧/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٨١٣/ فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها/ ٢٩/ مكية/ النحل/ ١٦ ١٨١٤/ فَادْخُلِي فِي عِبادِي/ ٢٩/ مكية/ الفجر/ ٨٩ ١٨١٥/ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ/ ١٤/ مكية/ غافر/ ٤٠ ١٨١٦/ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ/ ٢٨/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ١٨١٧/ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ/ ٨/ مكية/ المرسلات/ ٧٧ ١٨١٨/ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ/ ٥/ مدنية/ التوبة/ ٩ ١٨١٩/ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ/ ٣٧/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ١٨٢٠/ فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ/ ٧/ مكية/ القيامة/ ٨٥ ١٨٢١/ فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ/ ٢/ مدنية/ الطلاق/ ٦٥ ١٨٢٢/ فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً/ ٥/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ١٨٢٣/ فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ/ ٣٣/ مكية/ عبس/ ٨٠ ١٨٢٤/ فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى / ٣٤/ مكية/ النازعات/ ٧٩ ١٨٢٥/ فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ/ ١٣١/ مكية/ الأعراف/ ٧ ١٨٢٦/ فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ/ ٦٥/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ١٨٢٧/ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ/ ٢٩/ مكية/ الحجر/ ١٥ ١٨٢٨/ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ/ ٧٢/ مكية/ ص/ ٣٨ ١٨٢٩/ فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ/ ٧/ مكية/ الشرح/ ٩٤ ١٨٣٠/ فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ/ ٩٨/ مكية/ النحل/ ١٦ ١٨٣١/ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
١٨/ مكية/ القيامة/ ٧٥ ١٨٣٢/ فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ/ ١٠/ مدنية/ الجمعة/ ٦٢
النجم/ ٥٣ ١٨٩١/ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ/ ٣٠/ مكية/ السجدة/ ٣٢ ١٨٩٢/ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ/ ١٦/ مكية/ سبأ/ ٣٤ ١٨٩٣/ فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ/ ٧٧/ مدنية/ التوبة/ ٩ ١٨٩٤/ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ/ ١٩/ مدنية/ محمد/ ٤٧ ١٨٩٥/ فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِينَ/ ٣٢/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٨٩٦/ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
١١٨/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٨٩٧/ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ/ ٥٠/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٨٩٨/ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ/ ٣٠/ مدنية/ القلم/ ٦٨ ١٨٩٩/ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها/ ٢٩/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ١٩٠٠/ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ/ ٩٤/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٩٠١/ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ/ ٤٣/ مكية/ الروم/ ٣٠ ١٩٠٢/ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً/ ٣٠/ مكية/ الروم/ ٣٠ ١٩٠٣/ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ/ ١٢/ مكية/ الفجر/ ٨٩ ١٩٠٤/ فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما/ ١٢١/ مكية/ طه/ ٢٠ ١٩٠٥/ فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ/ ١٨/ مكية/ الطور/ ٥٢ ١٩٠٦/ فَالتَّالِياتِ ذِكْراً/ ٣/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٩٠٧/ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً/ ٨/ مكية/ القصص/ ٢٨ ١٩٠٨/ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ/ ٣/ مكية/ الصافات/ ٣١ ١٩٠٩/ فَالْجارِياتِ يُسْراً/ ٣/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ١٩١٠/ فَالْحامِلاتِ وِقْراً/ ٢/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ١٩١١/ فَالزَّاجِراتِ زَجْراً/ ٢/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ١٩١٢/ فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً/ ٤/ مكية/ النازعات/ ٨٩ ١٩١٣/ فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً/ ٢/ مكية/ المرسلات/ ٧٧ ١٩١٤/ فَالْفارِقاتِ فَرْقاً/ ٤/ مكية/ المرسلات/ ٧٧ ١٩١٥/ فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً/ ٩٦/ مكية/ الأنعام/ ٦ ١٩١٦/ فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ/ ١٠٧/ مكية/ الأعراف/ ٦
آل عمران/ ٣ ١٩٧٦/ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ/ ١٤٧/ مدنية/ الأنعام/ ٦ ١٩٧٧/ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ/ ٩٤/ مكية/ يونس/ ١٠ ١٩٧٨/ فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ/ ٦٠/ مكية/ يوسف/ ١٢ ١٩٧٩/ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها/ ٢٨/ مدنية/ النور/ ٢٤ ١٩٨٠/ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ/ ٢٧٩/ مدنية/ البقرة/ ٢ ١٩٨١/ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ/ ٢٤/ مدنية/ البقرة/ ٢ ١٩٨٢/ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ/ ٥٠/ مكية/ القصص/ ٢٨ ١٩٨٣/ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ/ ١٤/ مكية/ هود/ ١١ ١٩٨٤/ فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ/ ٢٤/ مكية/ فصلت/ ٤١ ١٩٨٥/ فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا/ ٢٧/ مكية/ عبس/ ٨٠ ١٩٨٦/ فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى/ ١٠/ مكية/ عبس/ ٨٠ ١٩٨٧/ فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى/ ٦/ مكية/ عبس/ ٨٠ ١٩٨٨/ فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ/ ١٣٦/ مكية/ الأعراف/ ٧ ١٩٨٩/ فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ
٢٥/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ١٩٩٠/ فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ/ ٧٩/ مدنية/ الحجر/ ١٥ ١٩٩١/ فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ/ ١٥/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ١٩٩٢/ فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا/ ٧٢/ مكية/ الأعراف/ ٧ ١٩٩٣/ فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ/ ٥٧/ مكية/ النمل/ ٢٧ ١٩٩٤/ فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ/ ٨٣/ مكية/ الأعراف/ ٧ ١٩٩٥/ فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ/ ١١٩/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ١٩٩٦/ فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى/ ١٤/ مكية/ الليل/ ٩٢ ١٩٩٧/ فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ/ ١٩/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ١٩٩٨/ فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ/ ٧٧/ مكية/ الكهف/ ١٨ ١٩٩٩/ فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها/ ٧١/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٢٠٠٠/ فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ/ ٧٤/ مكية/ الكهف/ ١٨
١٠/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٢٠٢٣/ فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ/ ٦٣/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٠٢٤/ فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا/ ٢٧/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٢٠٢٥/ فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ/ ٩٩/ مدنية/ النساء/ ٤ ٢٠٢٦/ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ/ ٢٦/ مكية/ التكوير/ ٨١ ٢٠٢٧/ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى / ٥٥/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٢٠٢٨/ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ/ ١٣/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥
المائدة/ ٥ ٢٠٦٧/ فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ/ ١٥٩/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٢٠٦٨/ فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً/ ١٣/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٢٠٦٩/ فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ/ ١٥٥/ مدنية/ النساء/ ٤ ٢٠٧٠/ فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها/ ١٩/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٢٠٧١/ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ/ ٥٢/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٢٠٧٢/ فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ/ ١١٤/ مكية/ طه/ ٢٠ ٢٠٧٣/ فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ/ ١١٦/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٢٠٧٤/ فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ/ ٣٧/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٢٠٧٥/ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً/ ٥٣/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٢٠٧٦/ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ/ ٣٧/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٢٠٧٧/ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا/ ٥٢/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٢٠٧٨/ فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ/ ٢١/ مدنية/ القلم/ ٦٨ ٢٠٧٩/ فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوى / ٦٢/ مكية/ طه/ ٢٠ ٢٠٨٠/ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ/ ٧٩/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٢٠٨١/ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ/ ١٧٤/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٢٠٨٢/ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ/ ٥٤/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ٢٠٨٣/ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ/ ٦/ مكية/ القمر/ ٥٤ ٢٠٨٤/ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ/ ٣٩/ مكية/ الذاريات/ ٥١ (- ١٨- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
١٤١/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٢١٤٠/ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ/ ٧٤/ مكية/ الواقعة/ ٥٦
الليل/ ٩٢ ٢١٥٦/ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ/ ٣٩/ مكية/ هود/ ١١ ٢١٥٧/ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً/ ٨/ مكية/ الانشقاق/ ٨٤ ٢١٥٨/ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً/ ١١/ مكية/ الانشقاق/ ٨٤ ٢١٥٩/ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ/ ٢/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٢١٦٠/ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ/ ٥٥/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٢١٦١/ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ/ ٥٤/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٢١٦٢/ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ/ ١٣/ مكية/ الفجر/ ٨٩ ٢١٦٣/ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ/ ٢/ مكية/ الكوثر/ ١٠٨ ٢١٦٤/ فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً/ ١١/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٢١٦٥/ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ/ ٨/ مدنية/ الحجرات/ ٤٩ ٢١٦٦/ فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ/ ٥٧/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٢١٦٧/ فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ/ ١٩/ مدنية/ القلم/ ٦٨ ٢١٦٨/ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ/ ٣٠/ مدنية/ المائدة/ ٥
٧٣/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٢٢١٠/ فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ/ ١١٧/ مكية/ طه/ ٢٠ ٢٢١١/ فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى / ٤٤/ مكية/ طه/ ٢٠ ٢٢١٢/ فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها/ ١٧/ مدنية/ الحشر/ ٥٩ ٢٢١٣/ فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى / ٩/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٢٢١٤/ فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا/ ٦/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٢٢١٥/ فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ/ ٤٥/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٢٢١٦/ فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ/ ٩٤/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٢١٧/ فَكَذَّبَ وَعَصى / ٢١/ مكية/ النازعات/ ٧٩ ٢٢١٨/ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ/ ٣٧/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٢٢١٩/ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ/ ١٨٩/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٢٢٠/ فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ/ ٦٤/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٢٢١/ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ/ ١٢٧/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٢٢٢٢/ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً/ ١٣٩/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٢٢٣/ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ/ ١٤/ مكية/ الشمس/ ٩١ ٢٢٢٤/ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ/ ٧٣/ مكية/ يونس/ ١٠
القمر/ ٥٤ ٢٢٤١/ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ/ ٣٠/ مكية/ القمر/ ٥٤ ٢٢٤٢/ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ/ ١١/ مكية/ البلد/ ٩٠ ٢٢٤٣/ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ/ ١٥/ مكية/ التكوير/ ٨١ ٢٢٤٤/ فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ/ ١٦/ مكية/ الانشقاق/ ٨٤ ٢٢٤٥/ فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ/ ٤٠/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ٢٢٤٦/ فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ/ ٣٨/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٢٢٤٧/ فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ/ ٧٥/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٢٢٤٨/ فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ/ ٧٤/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٢٢٤٩/ فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ/ ١١٣/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٢٥٠/ فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ/ ٧٤/ مكية/ النحل/ ١٦ ٢٢٥١/ فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً/ ٥٢/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٢٢٥٢/ فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ/ ٨/ مكية/ القلم/ ٦٨
٥٥/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٢٢٧٤/ فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ/ ٣٠/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٢٢٧٥/ فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى / ١١/ مكية/ طه/ ٢٠ ٢٢٧٦/ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ/ ٥٢/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٢٢٧٧/ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ/ ١٢/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٢٢٧٨/ فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا/ ٨٠/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٢٧٩/ فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ/ ١٠٣/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٢٢٨٠/ فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ/ ٤٩/ مكية/ مريم/ ١٩
يوسف/ ١٢ ٢٣١٤/ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ/ ٨٤/ مكية/ غافر/ ٤٠ ٢٣١٥/ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا/ ٢٧/ مكية/ الملك/ ٦٧ ٢٣١٦/ فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا/ ٢٤/ مكية/ الأحقاف/ ٤٦ ٢٣١٧/ فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ/ ٢٦/ مدنية/ القلم/ ٦٨ ٢٣١٨/ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ/ ٦٣/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٣١٩/ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ/ ٣١/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٣٢٠/ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ/ ١٦٦/ مدنية/ الأعراف/ ٧ ٢٣٢١/ فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ/ ٢٤٩/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٢٣٢٢/ فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً/ ٢٩/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٢٣٢٣/ فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ/ ١٤/ مكية/ سبأ/ ٣٤ ٢٣٢٤/ فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ/ ١٣٥/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٣٢٥/ فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ/ ٥٠/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٢٣٢٦/ فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ/ ١٦٥/ مدنية/ الأعراف/ ٧ ٢٣٢٧/ فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ/ ٤٤/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٢٣٢٨/ فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى / ٣٦/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٢٣٢٩/ فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ/ ٥٨/ مكية/ طه/ ٢٠ ٢٣٣٠/ فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً/ ٢٧/ مكية/ فصلت/ ٤١ ٢٣٣١/ فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ/ ٦/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٣٣٢/ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ/ ٧/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٣٣٣/ فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ/ ١٠٢/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٣٣٤/ فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ/ ٤٣/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٢٣٣٥/ فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ/ ٨٣/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٢٣٣٦/ فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ/ ٥٣/ مكية/ الزخرف/ ٤٣
٣/ مكية/ قريش/ ١٠٦ ٢٣٤٧/ فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ/ ٧٤/ مدنية/ النساء/ ٤ ٢٣٤٨/ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ/ ٢٤/ مكية/ عبس/ ٨٠ ٢٣٤٩/ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ/ ٥/ مكية/ الطارق/ ٧٦ ٢٣٥٠/ فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ/ ٨٣/ مكية/ يونس/ ١٠ ٢٣٥١/ فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ/ ٤٥/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ٢٣٥٢/ فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً/ ٩٧/ مدنية/ الكهف/ ١٨ ٢٣٥٣/ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ/ ٨٤/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٢٣٥٤/ فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا/ ٣٦/ مكية/ الشورى/ ٤٢ ٢٣٥٥/ فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ/ ٢٩/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٢٣٥٦/ فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ/ ٤٨/ مكية/ المدثر/ ٧٤ ٢٣٥٧/ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ/ ١٥/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٢٣٥٨/ فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ/ ٨٧/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٢٣٥٩/ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ/ ٥٦/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٢٣٦٠/ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ/ ٢٤/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٢٣٦١/ فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلَّا أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ/ ٥/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٣٦٢/ فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا/ ٨٨/ مدنية/ النساء/ ٤ ٢٣٦٣/ فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ/ ٣٦/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ٢٣٦٤/ فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ/ ١٠٠/ مكية/ الشعراء/ ٢٦
٩٤/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٢٣٧٩/ فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ/ ١٨١/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٢٣٨٠/ فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ/ ٣٩/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٢٣٨١/ فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ/ ٨٠/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٢٣٨٢/ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ/ ١٠٢/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٢٣٨٣/ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ/ ٦١/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٢٣٨٤/ فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ/ ١٨٢/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٢٣٨٥/ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ/ ٥٥/ مكية/ المدثر/ ٧٤ ٢٣٨٦/ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ/ ١٢/ مكية/ عبس/ ٨٠ ٢٣٨٧/ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ/ ٤/ مدنية
المجادلة/ ٥٨ ٢٣٨٨/ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ/ ١٢٥/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٢٣٨٩/ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ/ ٧/ مدنية/ الزلزلة/ ٩٩ ٢٣٩٠/ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ/ ٩٤/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٢٣٩١/ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ/ ٢٧/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٢٣٩٢/ فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ/ ٥٥/ مدنية/ النساء/ ٤
٥٢/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٢٤٣٤/ فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ/ ٤٠/ مكية/ المدثر/ ٧٤ ٢٤٣٥/ فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ/ ٢٢/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٢٤٣٦/ فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ/ ١٠/ مكية/ الغاشية/ ٨٨ ٢٤٣٧/ فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ/ ٥/ مكية/ المسد/ ١١١ ٢٤٣٨/ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ/ ٣/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٢٤٣٩/ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ/ ٢٨/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٢٤٤٠/ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ/ ٤٢/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٢٤٤١/ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ/ ١٣/ مكية/ عبس/ ٨٠ ٢٤٤٢/ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ/ ٩/ مكية/ الهمزة/ ١٠٤ ٢٤٤٣/ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً/ ١٠/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٢٤٤٤/ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ/ ٧٨/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٢٤٤٥/ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ/ ٢٢/ مكية/ البروج/ ٨٥ ٢٤٤٦/ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ/ ٥٥/ مكية/ القمر/ ٥٤ ٢٤٤٧/ فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ/ ٢٠٢/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٤٤٨/ فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً/ ١٠٦/ مكية/ طه/ ٢٠
٦٦/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٢٤٦٠/ فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ/ ٦٨/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٢٤٦١/ فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ/ ٥٢/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٢٤٦٢/ فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ/ ٧٠/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٢٤٦٣/ فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ/ ٥٦/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٢٤٦٤/ فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ/ ٣٩/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٢٤٦٥/ فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ/ ٢٥/ مكية/ الفجر/ ٨٩ ٢٤٦٦/ فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ/ ٥٧/ مكية/ الروم/ ٣٠ ٢٤٦٧/ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ/ ١٥/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ (ق) ٢٤٦٨/ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ/ ١/ مكية/ ق/ ٥٠ ٢٤٦٩/ قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ/ ٢٩/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٢٤٧٠/ قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ/ ١٤/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٢٤٧١/ قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ/ ٧١/ مكية/ طه/ ٢٠ ٢٤٧٢/ قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ/ ٤٩/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٤٧٣/ قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ/ ٥٤/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٢٤٧٤/ قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ/ ٩٥/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٢٤٧٥/ قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ/ ٥٧/ مكية/ طه/ ٢٠
يوسف/ ١٢ ٢٤٧٧/ قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً/ ١٨/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٤٧٨/ قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ/ ١٠٨/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٢٤٧٩/ قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ/ ٣٨/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٤٨٠/ قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ/ ٦٣/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٢٤٨١/ قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ/ ٤٦/ مكية/ مريم/ ١٩ ٢٤٨٢/ قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ/ ٦٣/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٢٤٨٣/ قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ/ ٦٢/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٢٤٨٤/ قالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ/ ١٤٠/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٤٨٥/ قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً/ ٦٦/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٢٤٨٦/ قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ/ ٧٥/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٤٨٧/ قالَ أَلْقِها يا مُوسى / ١٩/ مكية/ طه/ ٢٠ ٢٤٨٨/ قالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ/ ١١٦/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٤٨٩/ قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ/ ١١٥/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٢٤٩٠/ قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ/ ١١٩/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٢٤٩١/ قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ/ ٤٠/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٢٤٩٢/ قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ/ ٧٦/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٤٩٣/ قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها/ ٤٨/ مكية/ غافر/ ٤٠ ٢٤٩٤/ قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ/ ٣٢/ مكية/ سبأ/ ٣٤ ٢٤٩٥/ قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا/ ٦٣/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٢٤٩٦/ قالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً/ ٧٢/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٢٤٩٧/ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً/ ٧٥/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٢٤٩٨/ قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً/ ١٨/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٤٩٩/ قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا/ ٧٥/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٥٠٠/ قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ/ ٨٨/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٥٠١/ قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ/ ٦٦/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٥٠٢/ قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ/ ١٠٩/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٥٠٣/ قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ/ ٦٠/ مكية/ الأعراف/ ٧
٨٦/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٥١٧/ قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ/ ٣٢/ مكية/ الأحقاف/ ٤٦ ٢٥١٨/ قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا
١٩/ مدنية/ مريم/ ١٩ ٢٥١٩/ قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي/ ٧٨/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٢٥٢٠/ قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شاءَ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ/ ٣٣/ مكية/ هود/ ١١ ٢٥٢١/ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ/ ٧١/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٢٥٢٢/ قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ/ ٢٧/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٢٥٢٣/ قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا/ ٣٠/ مكية/ مريم/ ١٩ ٢٥٢٤/ قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ/ ١٦٨/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٥٢٥/ قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ/ ١٣/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٥٢٦/ قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ/ ١٢٣/ مكية/ طه/ ٢٠ ٢٥٢٧/ قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ/ ٢٤/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٥٢٨/ قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ/ ٢٨/ مدنية/ القلم/ ٦٨ ٢٥٢٩/ قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ/ ٣٠/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٥٣٠/ قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ/ ٢٤/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٢٥٣١/ قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ/ ٩٦/ مكية/ طه/ ٢٠ (- ١٩- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
الشعراء/ ٢٦ ٢٥٥٠/ قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ/ ٢٦/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٢٥٥١/ قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ/ ٣٩/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٢٥٥٢/ قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ/ ٣٠/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٢٥٥٣/ قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ/ ١١٧/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٥٥٤/ قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ/ ٤٠/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٢٥٥٥/ قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً/ ٨/ مكية/ مريم/ ١٩ ٢٥٥٦/ قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ/ ١٢/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٥٥٧/ قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ/ ٤٧/ مكية/ هود/ ١١ ٢٥٥٨/ قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهاراً/ ٥/ مكية/ نوح/ ٧١ ٢٥٥٩/ قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ/ ١٦/ مكية/ القصص/ ٢٨
الأنبياء/ ٢١ ٢٦٢٦/ قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ/ ٣٤/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٦٢٧/ قالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ/ ٣٣/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٢٦٢٨/ قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ/ ٢٥/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٦٢٩/ قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ/ ٦٦/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٦٣٠/ قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ/ ٣٧/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٢٦٣١/ قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ/ ٦٦/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٢٦٣٢/ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ/ ٤٣/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٦٣٣/ قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً/ ٦١/ مكية/ طه/ ٢٠ ٢٦٣٤/ قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ/ ٨٠/ مكية/ هود/ ١١ ٢٦٣٥/ قالَ ما خَطْبُكُنَّ إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ/ ٥١/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٦٣٦/ قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ/ ٩٥/ مدنية/ الكهف/ ١٨ ٢٦٣٧/ قالَ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ/ ١٢/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٦٣٨/ قالَ مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ/ ٧٩/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٦٣٩/ قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا/ ٧٧/ مكية/ يونس/ ١٠ ٢٦٤٠/ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا/ ١٢٨/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٦٤١/ قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى/ ٥٩/ مكية/ طه/ ٢٠ ٢٦٤٢/ قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ/ ٤٢/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٦٤٣/ قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ/ ١١٤/ مكية/ الأعراف/ ٧
٩٤/ مكية/ طه/ ٢٠ ٢٦٦٤/ قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها/ ٣٨/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٢٦٦٥/ قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ/ ٥/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٦٦٦/ قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي/ ٢٨/ مكية/ هود/ ١١ ٢٦٦٧/ قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي/ ٦٣/ مكية/ هود/ ١١ ٢٦٦٨/ قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي/ ٨٨/ مكية/ هود/ ١١ ٢٦٦٩/ قالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ/ ٩٢/ مكية/ هود/ ١١ ٢٦٧٠/ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ/ ٢/ مكية/ نوح/ ٧١ ٢٦٧١/ قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ/ ٤٦/ مكية/ النمل/ ٢٧
١٨/ مكية/ مريم/ ١٩ ٢٦٨٤/ قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ/ ٤٧/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٢٦٨٥/ قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ١٠/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٢٦٨٦/ قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ/ ٣٢/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٦٨٧/ قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ/ ١١/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٢٦٨٨/ قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي/ ٣٢/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٢٦٨٩/ قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ/ ٢٩/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٢٦٩٠/ قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ/ ٧٢/ مكية/ هود/ ١١ ٢٦٩١/ قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ/ ٨٢/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٢٦٩٢/ قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ/ ١٢١/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٦٩٣/ قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ/ ٤٧/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٦٩٤/ قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ/ ٦٢/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٢٦٩٥/ قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ/ ٩٠/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٦٩٦/ قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ/ ٩٧/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٢٦٩٧/ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ/ ٦٨/ مكية
يونس/ ١٠ ٢٦٩٨/ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ/ ٦٨/ مكية/ يونس/ ١٠ ٢٦٩٩/ قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ/ ٧٣/ مكية/ هود/ ١١
٥٠/ مكية/ غافر/ ٤٠ ٢٧٢٣/ قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ/ ٧٠/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٢٧٢٤/ قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ/ ٥٥/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٢٧٢٥/ قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ/ ٦٠/ مكية/ ص/ ٣٨ ٢٧٢٦/ قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ/ ٦٣/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٢٧٢٧/ قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ/ ٢٩/ مكية/ الصافات/ ٣٧
الأنبياء/ ٢١ ٢٧٧٢/ قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ/ ٩٦/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٢٧٧٣/ قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ/ ٩٧/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٧٧٤/ قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ/ ١٧/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٧٧٥/ قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ/ ١١/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٧٧٦/ قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً/ ٧٨/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٢٧٧٧/ قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ/ ٩٤/ مدنية/ الكهف/ ١٨ ٢٧٧٨/ قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا/ ٨٧/ مكية/ هود/ ١١ ٢٧٧٩/ قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ/ ٩١/ مكية/ هود/ ١١ ٢٧٨٠/ قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا/ ٦٢/ مكية/ هود/ ١١ ٢٧٨١/ قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى / ٣٠/ مكية/ الأحقاف/ ٤٦ ٢٧٨٢/ قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ/ ٨١/ مكية/ هود/ ١١ ٢٧٨٣/ قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى / ٦٥/ مكية/ طه/ ٢٠
يونس/ ١٠ ٢٨٤١/ قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا/ ٤/ مكية/ الأحقاف/ ٤٦ ٢٨٤٢/ قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ/ ٢٧/ مكية/ سبأ/ ٣٤ ٢٨٤٣/ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ/ ٥٤/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٢٨٤٤/ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ/ ٣٢/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٢٨٤٥/ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ/ ١/ مكية/ الفلق/ ١١٣ ٢٨٤٦/ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ/ ١/ مكية/ الناس/ ١١٤ ٢٨٤٧/ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ/ ١٦٤/ مدنية/ الأنعام/ ٦ ٢٨٤٨/ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ١٤/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٢٨٤٩/ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ/ ٦٤/ مدنية/ الزمر/ ٣٩ ٢٨٥٠/ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى / ٥٩/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٢٨٥١/ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي/ ١٤/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٢٨٥٢/ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا/ ٢٦/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٢٨٥٣/ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ/ ٢٦/ مكية/ الجائية/ ٤٥ ٢٨٥٤/ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ/ ٦٤/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٢٨٥٥/ قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ٤٦/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٢٨٥٦/ قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ/ ٢٦/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٢٨٥٧/ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ/ ٢٩/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٨٥٨/ قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ/ ٢٥/ مكية/ الجن/ ٧٢ ٢٨٥٩/ قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ/ ٢٩/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٢٨٦٠/ قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي/ ٥٠/ مكية/ سبأ/ ٣٤ ٢٨٦١/ قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ/ ٢٤/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٢٨٦٢/ قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ/ ٨١/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٢٨٦٣/ قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ/ ٩٤/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٢٨٦٤/ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ/ ٣١/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٢٨٦٥/ قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا/ ٧١/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٢٨٦٦/ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ٦/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٢٨٦٧/ قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ١٠١/ مكية/ يونس/ ١٠
العنكبوت/ ٢٩ ٢٩١٠/ قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ/ ٩٦/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٢٩١١/ قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا/ ١٣٥/ مكية/ طه/ ٢٠ ٢٩١٢/ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ/ ٨٤/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٢٩١٣/ قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً/ ٥٠/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٢٩١٤/ قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً/ ١٤٥/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٢٩١٥/ قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ/ ٥٠/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٢٩١٦/ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً/ ٤٩/ مكية/ يونس/ ١٠ ٢٩١٧/ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا/ ١٨٨/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٢٩١٨/ قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ/ ٢٥/ مكية/ سبأ/ ٣٤ ٢٩١٩/ قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ/ ١٠٠/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٢٩٢٠/ قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ/ ٦٥/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٢٩٢١/ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ/ ٨٨/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٢٩٢٢/ قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ/ ٣١/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٢٩٢٣/ قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً/ ٣٠/ مكية/ سبأ/ ٣٤
يونس/ ١٠ (- ٢٠- الموسوعة القرانية- ج ٣)
٤٤/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٣٠٠٤/ قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا/ ٤٨/ مكية/ هود/ ١١ ٣٠٠٥/ قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ/ ٢/ مكية/ الكهف/ ١٨ (ك) ٣٧٠٦/ كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً/ ٦٩/ مدنية/ التوبة/ ٩
القمر/ ٥٤
١٦/ مكية/ القيامة/ ٧٥ ٣١٣٨/ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ/ ٥٧/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٣١٣٩/ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا/ ١٨٨/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٣١٤٠/ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ/ ١٠٣/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٣١٤١/ لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً/ ١٤/ مكية/ العرقان/ ٢٥ ٣١٤٢/ لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً/ ١٠٧/ مكية/ طه/ ٢٠ ٣١٤٣/ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ/ ١٣/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٣١٤٤/ لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً/ ١١/ مكية/ الغاشية/ ٨٨ ٣١٤٥/ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ/ ٦٦/ مدنية/ التوبة/ ٩
التوبة/ ٩ ٣١٤٧/ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ/ ٨٨/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٣١٤٨/ لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ/ ٢٣/ مكية/ النحل/ ١٦ ٣١٤٩/ لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ/ ٤٣/ مكية/ غافر/ ٤٠ ٣١٥٠/ لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ/ ٢٢/ مكية/ هود/ ١١ ٣١٥١/ لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ/ ١٠٩/ مكية/ النحل/ ١٦ ٣١٥٢/ لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ/ ٢٣٦/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣١٥٣/ لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ/ ٥٥/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٣١٥٤/ لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ/ ١٤٤/ مدنية/ النساء/ ٤ ٣١٥٥/ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ/ ١٦٣/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٣١٥٦/ لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ/ ٣١/ مكية/ المرسلات/ ٧٧ ٣١٥٧/ لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ/ ٤٧/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٣١٥٨/ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ/ ٣٣/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٣١٥٩/ لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ/ ٣/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٣١٦٠/ لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ/ ٢٢٥/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣١٦١/ لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ/ ٨٩/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٣١٦٢/ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ/ ٤٢/ مكية/ فصلت/ ٤١ ٣١٦٣/ لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ/ ٣٧/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٣١٦٤/ لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ/ ٢٠١/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٣١٦٥/ لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ/ ١٣/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٣١٦٦/ لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ/ ٢٨/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٣١٦٧/ لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ
١٤٨/ مدنية/ النساء/ ٤ ٣١٦٨/ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ/ ١٠٣/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٣١٦٩/ لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ/ ٥٢/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٣١٧٠/ لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى / ٥٦/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٣١٧١/ لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً/ ٢٤/ مكية/ النبأ/ ٧٨ ٣١٧٢/ لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً/ ١٠/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٣١٧٣/ لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ/ ١١٠/ مدنية/ التوبة/ ٩
الزخرف/ ٤٣ ٣٢٢٤/ لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا فِجاجاً/ ٢٠/ مكية/ نوح/ ٧١ ٣٢٢٥/ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ/ ٦/ مكية/ يس/ ٣٦ ٣٢٢٦/ لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ/ ٥٧/ مدنية/ غافر/ ٤٠ ٣٢٢٧/ لست عليهم بمسيطر/ ٢٢/ مكية/ الغاشية/ ٨٨ ٣٢٢٨/ لِسَعْيِها راضِيَةٌ/ ٩/ مكية/ الغاشية/ ٨٨ ٣٢٢٩/ لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ/ ٣/ مكية/ الشعراء/ ٢٦
الممتحنة/ ٦٠ ٣٣٠١/نْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ
١٧٢/ مدنية/ النساء/ ٤ ٣٣٠٢/ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ/ ١١١/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٣٣٠٣/ لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها/ ٣٧/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٣٣٠٤/ لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ
١٢/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٣٣٠٥/ لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً/ ٣٩/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٣٣٠٦/ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً/ ١٥/ مكية/ النبأ/ ٧٨ ٣٣٠٧/ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ/ ٣٣/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ٣٣٠٨/ لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى / ٢٣/ مكية/ طه/ ٢٠ ٣٣٠٩/ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً/ ١٧/ مكية/ الجن/ ٧٢ ٣٣١٠/ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ/ ١٤/ مدنية/ الرعد/ ١٣ ٣٣١١/ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ/ ٦٤/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٣٣١٢/ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما/ ٦/ مكية/ طه/ ٢٠ ٣٣١٣/ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ/ ٤/ مكية/ الشورى/ ٤٢
٦٤/ مكية/ يونس/ ١٠ ٣٣٢١/ لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ/ ١٢٧/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٣٣٢٢/ لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُ
٣٤/ مكية/ الرعد/ ١٣ ٣٣٢٣/ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ/ ١٠٠/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٣٣٢٤/ لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ/ ٥٧/ مكية/ يس/ ٣٦ ٣٣٢٥/ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ/ ١٦/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٣٣٢٦/ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ/ ٣٤/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٣٣٢٧/ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ/ ٣٥/ مكية/ ق/ ٥٠ ٣٣٢٨/ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ/ ٤١/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٣٣٢٩/ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ/ ١٦/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٣٣٣٠/ لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ/ ٤/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٣٣٣١/ لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا/ ١٧/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٣٣٣٢/ لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً/ ٢١/ مدنية/ الحشر/ ٥٩ ٣٣٣٣/ لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ/ ١٦٧/ مكية/ الصافات/ ٣٨ ٣٣٣٤/ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا/ ٤٧/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٣٣٣٥/ لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لَاتَّبَعُوكَ/ ٤٢/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٣٣٣٦/ لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا/ ٢٢/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٣٣٣٧/ لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ/ ٩٩/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٣٣٣٨/ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ/ ١٢/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٣٣٣٩/ لَوْلا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ/ ٤٩/ مدنية/ القلم/ ٦٨ ٣٣٤٠/ لَوْلا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ/ ١٣/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٣٣٤١/ لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ/ ٦٨/ مدنية/ الأنفال/ ٨
٧/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٣٣٤٤/ لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ/ ٧٠/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٣٣٤٥/ لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ/ ٦٥/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٣٣٤٦/ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ/ ٥٧/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٣٣٤٧/ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ/ ٣٩/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٣٣٤٨/ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ/ ٢٩/ مكية/ المدثر/ ٧٤ ٣٣٤٩/ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ/ ٣٥/ مكية/ يس/ ٣٦ ٣٣٥٠/ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ/ ٣٩/ مكية/ النحل/ ١٦ ٣٣٥١/ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ/ ٢٤/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٣٣٥٢/ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ/ ٥١/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٣٣٥٣/ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ/ ٤/ مكية/ سبأ/ ٣٤ ٣٣٥٤/ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ/ ٤٥/ مكية/ الروم/ ٣٠ ٣٣٥٥/ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ/ ٣٨/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٣٣٥٦/ لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ/ ٥٣/ فى الهجرة/ الحج/ ٢٢ ٣٣٥٧/ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ/ ٨/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٣٣٥٨/ لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ/ ٢٥/ مكية/ النحل/ ١٦ ٣٣٥٩/ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ/ ٥/ مدنية/ الفتح/ ٤٨ ٣٣٦٠/ لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ/ ٥٩/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٣٣٦١/ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ/ ١٧٧/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٣٦٢/ لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ/ ١٢٣/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٣٣٦٣/ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ/ ٦١/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٣٣٦٤/ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ/ ١٧٠/ مدنية/ الفتح/ ٤٨ ٣٣٦٥/ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى / ٩١/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٣٣٦٦/ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ/ ٩٦/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٣٣٦٧/ لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ/ ٢٧٢/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٣٦٨/ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ/ ١٩٨/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٣٦٩/ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ/ ٢٩/ مدنية/ النور/ ٢٤
الآية/ مكان النزول/ السورة/ رقم السورة ٣٣٧٠/ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ/ ١٢٨/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٣٣٧١/ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ/ ٥٨/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٣٣٧٢/ لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ/ ٦/ مكية/ الغاشية/ ٨٨ ٣٣٧٣/ لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ/ ٢/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٣٣٧٤/ لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ/ ٨/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٣٣٧٥/ لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ/ ١١٣/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٣٣٧٦/ لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ/ ٢٨/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٣٣٧٧/ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ/ ٧٣/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٣٣٧٨/ لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ/ ٢٨/ مكية/ الجن/ ٧٢ ٣٣٧٩/ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ/ ٢/ مدنية/ الفتح/ ٤٨ ٣٣٨٠/ لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ/ ١٢٧/ مدنية/ آل عمران/ ٤ ٣٣٨١/ لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ/ ٥٥/ مكية/ النحل/ ١٦ ٣٣٨٢/ لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ/ ٣٤/ مكية/ الروم/ ٣٠ ٣٣٨٣/ لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ/ ٦٦/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٣٣٨٤/ لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا/ ٣٥/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٣٣٨٥/ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ/ ٣/ مكية/ القدر/ ٩٧ ٣٣٨٦/ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ/ ٣٧/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٣٣٨٧/ لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ/ ٧٠/ مكية/ يس/ ٣٦ ٣٣٨٨/ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ/ ٧/ مدنية/ الطلاق/ ٦٥ ٣٣٨٩/ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ/ ٣٠/ مكية/ فاطر/ ٣٥ ٣٣٩٠/ لِيَوْمِ الْفَصْلِ/ ١٣/ مكية/ المرسلات/ ٧٧ ٣٣٩١/ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ/ ٥/ مكية/ المطففين/ ٨٣ (م) ٣٣٩٢/ ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ/ ٦/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٣٣٩٣/ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ/ ٩١/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٣٣٩٤/ ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ/ ٥٧/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ٣٣٩٥/ ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ٥١/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٣٣٩٦/ ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ/ ١١/ مدنية/ التغابن/ ٦٤
١٢٠/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٣٤٣٢/ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ/ ٧٩/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٣٤٣٣/ ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ/ ٣٥/ مكية/ مريم/ ١٩ ٣٤٣٤/ ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ/ ١٧/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٣٤٣٥/ ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ/ ١١٣/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٣٤٣٦/ ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ/ ٦٧/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٣٤٣٧/ ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ/ ٦٩/ مكية/ ص/ ٣٨ ٣٤٣٨/ ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ/ ٤٠/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٣٤٣٩/ ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى / ١١/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٣٤٤٠/ ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ/ ١٥٤/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٣٤٤١/ ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ/ ٣٦/ مكية/ القلم/ ٦٨ ٣٤٤٢/ ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً/ ١٣/ مكية/ نوح/ ٧١ ٣٤٤٣/ ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ/ ٢٥/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٣٤٤٤/ ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ/ ٩٢/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٣٤٤٥/ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ/ ٨/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٣٤٤٦/ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ/ ٥/ مكية
الكهف/ ١٨ ٣٤٤٧/ ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ/ ٨/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٣٤٤٨/ ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها/ ١٠٦/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٤٤٩/ ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى / ٣/ مكية/ الضحى/ ٩٣ ٣٤٥٠/ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ/ ٢/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٣٤٥١/ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ/ ٢٩/ مكية/ ق/ ٥٠ ٣٤٥٢/ ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا/ ٤/ مكية/ غافر/ ٤٠
١١٧/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٣٤٨١/ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً/ ١٧/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٤٨٢/ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ/ ٢٩/ مدنية/ الفتح/ ٤٨ ٣٤٨٣/ مُدْهامَّتانِ/ ٦٤/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٣٤٨٤/ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ/ ١٤٣/ مدنية/ النساء/ ٤ ٣٤٨٥/ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ/ ١٩/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٣٤٨٦/ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ/ ١٤/ مكية/ عبس/ ٨٠ ٣٤٨٧/ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ/ ٦٧/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٣٤٨٨/ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ/ ٣٤/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ٣٤٨٩/ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ/ ٨٣/ مكية/ هود/ ١١ ٣٤٩٠/ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ/ ٢١/ مكية/ التكوير/ ٨١ ٣٤٩١/ مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا/ ٦١/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٣٤٩٢/ مَلِكِ النَّاسِ/ ٢/ مكية/ الناس/ ١١٤ ٣٤٩٣/ مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً/ ٢٥/ مكية/ نوح/ ٧١ ٣٤٩٤/ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ/ ٣٢/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٣٤٩٥/ مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً/ ١٠٠/ مكية/ طه/ ٢٠ ٣٤٩٦/ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ/ ٦/ مكية/ الناس/ ١١٤ ٣٤٩٧/ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ/ ٣/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ٣٤٩٨/ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً/ ٣٢/ مكية/ الروم/ ٣٠ ٣٤٩٩/ مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ/ ٤٦/ مدنية/ النساء/ ٤ ٣٥٠٠/ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ/ ٢٣/ مدنية/ الأحزاب/ ٢٣ ٣٥٠١/ مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ/ ١٥/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٣٥٠٢/ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ/ ١٨/ مكية/ عبس/ ٨٠ ٣٥٠٣/ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها/ ٨٩/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٣٥٠٤/ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها/ ٨٤/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٣٥٠٥/ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها/ ١٦٠/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٣٥٠٦/ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ/ ٣٣/ مكية/ ق/ ٥٠ ٣٥٠٧/ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ/ ٢٣/ مكية/ الصافات/ ٣٧
٥/ مدنية/ العنكبوت
٢٩ ٣٥٢٣/ مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ/ ١٥/ مكية/ هود/ ١١ ٣٥٢٤/ مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ/ ١٨/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٣٥٢٥/ مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً/ ١٠/ مكية/ فاطر/ ٣٥ ٣٥٢٦/ مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ/ ١٣٤/ مدنية/ النساء/ ٤ ٣٥٢٧/ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ/ ٢٠/ مكية/ الشورى/ ٤٢ ٣٥٢٨/ مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ/ ١٥/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٣٥٢٩/ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ/ ١٠٦/ مكية/ النحل/ ١٦ ٣٥٣٠/ مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ/ ٤٤/ مكية/ الروم/ ٣٠ ٣٥٣١/ مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى / ٤٦/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٣٥٣٢/ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ/ ١٩/ مكية/ عبس/ ٨٠ ٣٥٣٣/ مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ/ ١٦/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٣٥٣٤/ مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً/ ١٠/ مكية/ الجاثية/ ٤٥ ٣٥٣٥/ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ/ ٤٠/ مكية/ الزمر/ ٣٩
٣١/ مكية/ فصلت/ ٤١ ٣٥٥٧/ نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ/ ٧٣/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٣٥٥٨/ نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ/ ٥٧/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٣٥٥٩/ نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ/ ٢٨/ مدنية/ الإنسان/ ٧٦ ٣٥٦٠/ نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ/ ٦٠/ مكية/ الواقعة/ ٥٦
١٠٩/ مدنية/ النساء/ ٤ ٣٥٧٦/ ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ/ ٦٦/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٣٥٧٧/ هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً/ ١٥/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٣٥٧٨/ هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ/ ٢٠/ مكية/ الجاثية/ ٤٥ ٣٥٧٩/ هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ/ ٥٢/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٣٥٨٠/ هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ/ ١٣٨/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٣٥٨١/ هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ/ ١١/ مكية/ لقمان/ ٣١ ٣٥٨٢/ هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ/ ٤٩/ مكية/ ص/ ٣٨ ٣٥٨٣/ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ/ ٣٩/ مكية/ ص/ ٣٨ ٣٥٨٤/ هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ/ ٥٧/ مكية/ ص/ ٣٨ ٣٥٨٥/ هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ/ ٥٩/ مكية/ ص/ ٣٨ ٣٥٨٦/ هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ/ ٢٩/ مكية/ الجاثية/ ٤٥ ٣٥٨٧/ هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ/ ٣٢/ مكية/ ق/ ٥٠
غافر/ ٤٠ ٣٦٠٣/ هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ/ ٣/ مكية/ لقمان/ ٣١ ٣٦٠٤/ هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً/ ١/ مدنية/ الإنسان/ ٧٦ ٣٦٠٥/ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ/ ١٧/ مكية/ البروج/ ٨٥ ٣٦٠٦/ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ/ ١/ مكية/ الغاشية/ ٨٨ ٣٦٠٧/ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ/ ٢٤/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ٣٦٠٨/ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى / ١٥/ مكية/ النازعات/ ٧٩ ٣٦٠٩/ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ/ ٢٢١/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٣٦١٠/ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ/ ٣٦/ مكية/ المطففين/ ٨٣ ٣٦١١/ هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ/ ٦٠/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٣٦١٢/ هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ/ ٥/ مكية/ الفجر/ ٨٩ ٣٦١٣/ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً/ ٦٦/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٣٦١٤/ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ/ ١٥٨/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٣٦١٥/لْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ
٣٣/ مكية/ النحل/ ١٦
البقرة/ ٢ ٣٦٧٧/ وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا/ ٣٣/ مكية/ يس/ ٣٦ ٣٦٧٨/ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ/ ٣٧/ مكية/ يس/ ٣٦ ٣٦٧٩/ وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ/ ٤١/ مكية/ يس/ ٣٦ ٣٦٨٠/ وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ/ ٧٧/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٣٦٨١/ وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ/ ٦/ مدنية/ النساء/ ٤ ٣٦٨٢/ وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ/ ١٦/ مدنية/ العنكبوت/ ٢٩ ٣٦٨٣/ وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى/ ٣٧/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٣٦٨٤/ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ/ ١٧٩/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٣٦٨٥/ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ/ ١٧٥/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٣٦٨٦/ وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً/ ٤٢/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٣٦٨٧/ وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ/ ٦٠/ مكية/ هود/ ١١ ٣٦٨٨/ وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ/ ٩٩/ مكية/ هود/ ١١ ٣٦٨٩/ وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ/ ٢/ مدنية/ الأحزاب/ ٢٣ ٣٦٩٠/ وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ/ ١٠٩/ مكية/ يونس/ ١٠ ٣٦٩١/ وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ/ ٣٨/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٣٦٩٢/ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ/ ٥٥/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٣٦٩٣/ وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ/ ١٠٢/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٦٩٤/ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا/ ١٤٨/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٣٦٩٥/ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ/ ٧٤/ مكية/ يس/ ٣٦ ٣٦٩٦/ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا/ ٨١/ مكية/ مريم/ ١٩ ٣٦٩٧/ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ/ ٣/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٣٦٩٨/ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ/ ٦٩/ مكية/ الحجر/ ١٥
٣١/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٣٧٠١/ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً/ ٢٥/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٣٧٠٢/ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ/ ٢٨١/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٧٠٣/ وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ/ ٤٨/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٧٠٤/ وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ/ ١٢٣/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٧٠٥/ وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ/ ٢٤/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٣٧٠٦/ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ/ ٦٩/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٣٧٠٧/ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ/ ٢٧/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٣٧٠٨/ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها/ ١٧٥/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٣٧٠٩/ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ/ ٧١/ مكية/ يونس/ ١٠ ٣٧١٠/ وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ/ ٢٧/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٣٧١١/ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ/ ١٩٦/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٧١٢/ وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصادِقُونَ/ ٦٤/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٣٧١٣/ وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ/ ٨٤/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٣٧١٤/ وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي/ ٢٩/ مكية/ طه/ ٢٠ ٣٧١٥/ وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ/ ٨٥/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٣٧١٦/ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي/ ٢٧/ مكية/ طه/ ٢٠ ٣٧١٧/ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها/ ٤٢/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٣٧١٨/ وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا/ ١٥٥/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٣٧١٩/ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ/ ٥/ مكية/ الجائية/ ٤٥ ٣٧٢٠/ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ/ ٦٧/ مكية/ هود/ ١١ ٣٧٢١/ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ/ ١٦١/ مدنية/ النساء/ ٤ ٣٧٢٢/ وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ/ ١٣/ مدنية/ الصف/ ٦١ ٣٧٢٣/ وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها/ ٢١/ مدنية/ الفتح/ ٤٨ ٣٧٢٤/ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها/ ٢/ مدنية/ الزلزلة/ ٩٩ ٣٧٢٥/ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ/ ٢١٥/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٣٧٢٦/ وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ/ ٢٤/ مكية/ الإسراء/ ١٧
٢ ٣٧٤٥/ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً/ ٣/ مدنية/ التحريم/ ٦٦ ٣٧٤٦/ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ/ ١٦/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٣٧٤٧/ وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ/ ١٤١/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٣٧٤٨/ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي/ ١١١/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٣٧٤٩/ وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ/ ٢٦/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٣٧٥٠/ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ/ ١٦٧/ مدنية/ الأعراف/ ٧ ٣٧٥١/ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ/ ٧/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٣٧٥٢/ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ/ ٣٧/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٣٧٥٣/ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً/ ١٢٥/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٧٥٤/ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ/ ٤٨/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٣٧٥٥/ وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ/ ٢٩/ مكية/ الأحقاف/ ٤٦ ٣٧٥٦/ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ/ ١٢١/ مدنية/ آل عمران/ ٣
١٦/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٣٨٠١/ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ/ ٣/ مكية/ الانشقاق/ ٨٤ ٣٨٠٢/ وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ/ ٦/ مكية/ التكوير/ ٨١ ٣٨٠٣/ وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ/ ٣/ مكية/ الانفطار/ ٨٢ ٣٨٠٤/ وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ/ ٣/ مكية/ التكوير/ ٨١ ٣٨٠٥/ وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ/ ١٠/ مكية/ المرسلات/ ٧٧ ٣٨٠٦/ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ/ ١٢/ مكية/ التكوير/ ٨١ ٣٨٠٧/ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ/ ١٣/ مكية/ التكوير/ ٨١ ٣٨٠٨/ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ/ ١١/ مكية/ المرسلات/ ٧٧ ٣٨٠٩/ وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ/ ٩/ مكية/ المرسلات/ ٧٧ ٣٨١٠/ وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ/ ١١/ مكية
التكوير/ ٨١ ٣٨١١/ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ/ ١٠/ مكية/ التكوير/ ٨١ ٣٨١٢/ وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ/ ٤/ مكية/ التكوير/ ٨١
البقرة/ ٢ ٣٨٧٤/ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ/ ١٣/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٨٧٥/ وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا/ ١٧٠/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٨٧٦/ وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا/ ٢١/ مكية/ لقمان/ ٣١ ٣٨٧٧/ وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ/ ٤٥/ مدنية/ يس/ ٣٦ ٣٨٧٨/ وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ/ ٤٨/ مدنية/ المرسلات/ ٧٧ ٣٨٧٩/ وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ/ ٦٠/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٣٨٨٠/ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا/ ٤٧/ مكية/ يس/ ٣٦ ٣٨٨١/ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ/ ٦١/ مدنية/ النساء/ ٤ ٣٨٨٢/ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ/ ٦١/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٣٨٨٣/ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ/ ٥/ مدنية/ المنافقون/ ٦٣ ٣٨٨٤/ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ/ ١١/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٨٨٥/ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ/ ٢٤/ مكية/ النحل/ ١٦ ٣٨٨٦/ وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ/ ٣/ مكية/ المطففين/ ٨٣ ٣٨٨٧/ وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ/ ١٠٢/ مدنية/ النساء/ ٤ ٣٨٨٨/ وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا/ ١٤/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٨٨٩/ وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا/ ٧٦/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٨٩٠/ وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَها/ ٢٠٣/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٣٨٩١/ وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً/ ١٢٤/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٣٨٩٢/ وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ/ ١٢٧/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٣٨٩٣/ وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ
٣٠/ مكية/ المطففين/ ٨٣ ٣٨٩٤/ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ/ ٨٠/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٣٨٩٥/ وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ/ ١٢/ مكية/ يونس/ ١٠
١٦/ مكية/ مريم/ ١٩ ٣٩١٥/ وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى / ٥١/ مكية/ مريم/ ١٩ ٣٩١٦/ وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ/ ٣٤/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٣٩١٧/ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ/ ٢٦/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٣٩١٨/ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ/ ٧٤/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٣٩١٩/ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ/ ٢٠٣/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٩٢٠/ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ/ ٧/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٣٩٢١/ وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً/ ٦٧/ مدنية/ النساء/ ٤ ٣٩٢٢/ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ/ ٢/ مكية/ الانشقاق/ ٨٤ ٣٩٢٣/ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ/ ٥/ مكية/ الانشقاق/ ٨٤
القصص/ ٢٨ ٣٩٤١/ وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ/ ٤١/ مكية/ ق/ ٥٠ ٣٩٤٢/ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ/ ١٣/ مكية/ الملك/ ٦٧ ٣٩٤٣/ وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ/ ٨٥/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٣٩٤٤/ وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ/ ٨٦/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٣٩٤٥/ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها/ ٦٩/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٣٩٤٦/ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي/ ٣٢/ مكية/ طه/ ٢٠ ٣٩٤٧/ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ/ ٨٢/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٣٩٤٨/ وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً/ ١٠/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٣٩٤٩/ وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا/ ١٠/ مدنية/ المزمل/ ٧٣ ٣٩٥٠/ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ/ ١١٥/ مكية/ هود/ ١١ ٣٩٥١/ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا/ ٤٨/ مكية/ الطور/ ٥٢
١٢٧/ مدنية/ النحل/ ١٦ ٣٩٥٤/ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ/ ١٤/ مكية/ ق/ ٥٠ ٣٩٥٥/ وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ/ ٤١/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٣٩٥٦/ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ/ ٩/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٣٩٥٧/ وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ/ ٢٧/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٣٩٥٨/ وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ/ ٤٤/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٣٩٥٩/ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي/ ٤١/ مكية/ طه/ ٢٠ ٣٩٦٠/ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا/ ٣٧/ مكية/ هود/ ١١ ٣٩٦١/ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ/ ٤٥/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٣٩٦٢/ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ/ ١٣/ مكية/ يس/ ٣٦ ٣٩٦٣/ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ/ ٣٢/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٣٩٦٤/ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى / ٧٩/ مكية/ طه/ ٢٠ ٣٩٦٥/ وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ/ ٢٢/ مكية/ طه/ ٢٠ ٣٩٦٦/ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ/ ٩٢/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٣٩٦٧/ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ/ ١٢/ مدنية/ التغابن/ ٦٤ ٣٩٦٨/ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ/ ١٣٢/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٣٩٦٩/ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا/ ٤٦/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٣٩٧٠/ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ/ ٩٩/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٣٩٧١/ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً/ ٣٦/ مدنية/ النساء/ ٤ ٣٩٧٢/ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ/ ٤٧/ مكية/ مريم/ ١٩ ٣٩٧٣/ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا/ ١٠٣/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٣٩٧٤/ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ/ ٦٠/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٣٩٧٥/ وَأَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى / ٣٤/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٣٩٧٦/ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ/ ٧/ مدنية/ الحجرات/ ٤٩ ٣٩٧٧/ وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
٢٨/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٣٩٧٨/ وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ/ ٤١/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٣٩٧٩/ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ/ ٩٨/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣
٥٣/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٣٩٨٨/ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها/ ١٠٩/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٣٩٨٩/ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ/ ٤٢/ مكية/ فاطر/ ٣٥ ٣٩٩٠/ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ/ ١٩/ مكية/ لقمان/ ٣١ ٣٩٩١/ وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ/ ١١٤/ مدنية/ هود/ ١١ ٣٩٩٢/ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ/ ١١٠/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٩٩٣/ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ/ ٤٣/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٣٩٩٤/ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ/ ٥٦/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٣٩٩٥/ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ/ ٩/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٣٩٩٦/ وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً/ ١٥٦/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٣٩٩٧/ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ/ ١٤/ مكية/ الغاشية/ ٨٨ ٣٩٩٨/ وَأَكِيدُ كَيْداً/ ١٦/ مكية/ الطارق/ ٨٦ ٣٩٩٩/ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ/ ٢٠/ مكية/ الغاشية/ ٨٨ ٤٠٠٠/ وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ/ ١٩/ مكية/ الغاشية/ ٨٨ ٤٠٠١/ وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ/ ١٨/ مكية/ الغاشية/ ٨٨ ٤٠٠٢/ وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً/ ٧٣/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٤٠٠٣/ وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً/ ٦١/ مكية/ هود/ ١١ ٤٠٠٤/ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ/ ٨/ مكية/ الشرح/ ٩٤ ٤٠٠٥/ وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً/ ٦٥/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٤٠٠٦/ وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً/ ٥٠/ مكية/ هود/ ١١ ٤٠٠٧/ وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً/ ٨٥/ مكية/ الأعراف/ ٧
٥١ ٤٠١٤/ وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ/ ١٩/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٤٠١٥/ وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ/ ٧/ مكية/ ق/ ٥٠ ٤٠١٦/ وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ/ ١٠/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٤٠١٧/ وَالْأَرْضِ وَما طَحاها/ ٦/ مكية/ الشمس/ ٩١ ٤٠١٨/ وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ/ ٥/ مكية/ النحل/ ١٦ ٤٠١٩/ وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ/ ١٦٣/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٤٠٢٠/ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ/ ٦/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٤٠٢١/ وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ/ ٣٦/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٤٠٢٢/ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ/ ٥٨/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٤٠٢٣/ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ/ ٤/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٤٠٢٤/ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ/ ٢٩/ مكية/ القيامة/ ٧٥ ٤٠٢٥/ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ/ ١/ مكية/ التين/ ٩٥ ٤٠٢٦/ وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ/ ٢٧/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٤٠٢٧/ وَالْجِبالَ أَرْساها/ ٣٢/ مكية/ النازعات/ ٧٩ ٤٠٢٨/ وَالْجِبالَ أَوْتاداً/ ٧/ مكية/ النبأ/ ٧٨ ٤٠٢٩/ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ/ ١٢/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٤٠٣٠/ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ/ ١٨٢/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٤٠٣١/ وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ/ ٩/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٤٠٣٢/ وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ/ ٧/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٤٠٣٣/ وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً/ ٨/ مكية/ النحل/ ١٦ ٤٠٣٤/ وَالذَّارِياتِ ذَرْواً/ ١/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ٤٠٣٥/ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ/ ٥/ مكية/ المدثر/ ٧٤
الأنبياء/ ٢١ ٤٠٩٩/ وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما/ ١٦/ مدنية/ النساء/ ٤ ٤١٠٠/ وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى / ٤/ مكية/ الأعلى/ ٨٧ ٤١٠١/ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ/ ٨٢/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤١٠٢/ وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ/ ٣١/ مكية/ فاطر/ ٣٥ ٤١٠٣/ وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ/ ٣٣/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٤١٠٤/ وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها/ ١٢/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٤١٠٥/ وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما/ ١٧/ مكية/ الأحقاف/ ٤٦ ٤١٠٦/ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى / ٣/ مكية/ الأعلى/ ٨٧ ٤١٠٧/ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ/ ١١/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٤١٠٨/ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ/ ٧٩/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤١٠٩/ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ/ ٨١/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤١١٠/ وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ/ ٣٦/ مدنية/ الرعد/ ١٣ ٤١١١/ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ/ ١٩/ مدنية/ الحديد/ ٥٧ ٤١١٢/ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ/ ١٥٢/ مدنية/ النساء/ ٤ ٤١١٣/ وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ/ ٧٥/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٤١١٤/ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ/ ٢١/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٤١١٥/ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ/ ٨٢/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٤١١٦/ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ/ ٥٧/ مدنية/ النساء/ ٤ ٤١١٧/ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ/ ١٢٢/ مدنية/ النساء/ ٤ ٤١١٨/ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها/ ٤٢/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٤١١٩/ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً/ ٥٨/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩
المعارج/ ٧٠ ٤١٦٦/ وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ/ ٣٤/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ٤١٦٧/ وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ/ ٩/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٤١٦٨/ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ/ ٣/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٤١٦٩/ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ/ ٨/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٤١٧٠/ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ/ ٣٢/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ٤١٧١/ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ/ ٥/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٤١٧٢/ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ/ ٢٩/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ٤١٧٣/ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ/ ٤/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٤١٧٤/ وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ/ ٢٧/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ٤١٧٥/ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ/ ٦٠/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣
١٥/ مكية/ الجن/ ٧٢ ٤٢٣٦/ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ/ ٥٧/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٤٢٣٧/ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ/ ١٠٧/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٤٢٣٨/ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها/ ١٠٨/ مكية/ هود/ ١١ ٤٢٣٩/ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ/ ٢٠/ مدنية/ السجدة/ ٣٢ ٤٢٤٠/ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ/ ١٢٥/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٤٢٤١/ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ/ ٣١/ مكية/ الجاثية/ ٤٥ ٤٢٤٢/ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ/ ١٦/ مكية/ الروم/ ٣٠ ٤٢٤٣/ وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ/ ٩٠/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٤٢٤٤/ وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ/ ٩٢/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٤٢٤٥/ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ/ ١١/ مكية
الضحى/ ٩٣ ٤٢٤٦/ وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ/ ٥٨/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٤٢٤٧/ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها/ ٢٨/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٤٢٤٨/ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى / ١٧/ مكية/ فصلت/ ٤١ ٤٢٤٩/ وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ/ ٦/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٤٢٥٠/ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى / ٨٨/ مدنية/ الكهف/ ١٨ ٤٢٥١/ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ/ ٢٥/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٤٢٥٢/ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ/ ١٠/ مكية/ الانشقاق/ ٨٤ ٤٢٥٣/ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى / ٨/ مكية/ الليل/ ٩٢ ٤٢٥٤/ وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى / ٨/ مكية/ عبس/ ٨٠ ٤٢٥٥/ وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى / ٤٠/ مكية/ النازعات/ ٧٩ ٤٢٥٦/ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ/ ٨/ مكية/ القارعة/ ١٠١ ٤٢٥٧/ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ/ ٤٠/ مدنية/ الرعد/ ١٣ ٤٢٥٨/ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ/ ٤٦/ مكية/ يونس/ ١٠
مريم/ ١٩ ٤٣١٣/ وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ/ ٤٣/ مكية/ يس/ ٣٦ ٤٣١٤/ وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ/ ١٢/ مدنية/ التوبة/ ٩ (- ٢٣- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
١٧٣/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٤٣٥٩/ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ/ ٤٣/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٤٣٦٠/ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ/ ٧٣/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٤٣٦١/ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ/ ٩/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٣٦٢/ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ/ ٦٨/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٣٦٣/ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ/ ١٠٤/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٣٦٤/ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ/ ١٥٩/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٣٦٥/ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ/ ١٧٥/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٣٦٦/ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ/ ١٩١/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٣٦٧/ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ/ ٧٤/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٤٣٦٨/ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ/ ٢٥/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٤٣٦٩/ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى / ٤٠/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٤٣٧٠/ وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ/ ٥٠/ مكية/ الحجر/ ١٥
الصافات/ ٣٧ ٤٣٨٥/ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ/ ٧٢/ مدنية/ النساء/ ٤ ٤٣٨٦/ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ/ ٧٨/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٤٣٨٧/ وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ/ ١٥٣/ مدنية/ الأنعام/ ٦ ٤٣٨٨/ وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ/ ٥٢/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٤٣٨٩/ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
١٣٩/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٤٣٩٠/ وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ/ ١٤/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٤٣٩١/ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً/ ٥/ مكية/ الجن/ ٧٢ ٤٣٩٢/ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ/ ١٢/ مكية/ الجن/ ٧٢ ٤٣٩٣/ وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ/ ٩٥/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٤٣٩٤/ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ/ ٩/ مكية/ الجن/ ٧٢ ٤٣٩٥/ وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً/ ١٠/ مكية/ الجن/ ٧٢ ٤٣٩٦/ وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً/ ٨/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٤٣٩٧/ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ/ ٥٦/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٣٩٨/ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً/ ٨/ مكية/ الجن/ ٧٢
١٣٧/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٤٤١١/ وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى / ٥٠/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٤٤١٢/ وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً/ ٣/ مكية/ الجن/ ٧٢ ٤٤١٣/ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى / ٤٥/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٤٤١٤/ وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ/ ٧/ مكية/ العاديات/ ١٠٠ ٤٤١٥/ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ/ ٤/ مكية/ الرخرف/ ٤٣ ٤٤١٦/ وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ/ ٦/ مكية/ الجن/ ٧٢ ٤٤١٧/ وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً/ ٤/ مكية/ الجن/ ٧٢ ٤٤١٨/ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ/ ٤٨/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٤٤١٩/ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ/ ١٩٢/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٤٢٠/ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ/ ٨/ مكية/ العاديات/ ١٠٠ ٤٤٢١/ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ/ ٥٠/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٤٤٢٢/ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ/ ٥١/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٤٤٢٣/ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ/ ٤٤/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٤٤٢٤/ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ/ ٦١/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٤٤٢٥/ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ/ ١٩٦/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٤٢٦/ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ/ ٧٦/ مكية/ الواقعة/ ٥٦
الصافات/ ٣٧ ٤٤٥٨/ وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ/ ١٨/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ٤٤٥٩/ وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ/ ١٥/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٤٤٦٠/ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ
١٣٨/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٤٤٦١/ وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا/ ٣٣/ مكية/ الجاثية/ ٤٥ ٤٤٦٢/ وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا/ ٤٨/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٤٤٦٣/ وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا/ ٣٢/ مكية/ مريم/ ١٩ ٤٤٦٤/ وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا
١٤/ مكية/ مريم/ ١٩ ٤٤٦٥/ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ/ ٩١/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٤٦٦/ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى / ٣٦/ مكية/ النازعات/ ٧٩ ٤٤٦٧/ وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ/ ٢١/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٤٤٦٨/ وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا/ ٥/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٤٤٦٩/ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ/ ٢٥/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٤٤٧٠/ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً/ ٤٧/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٤٤٧١/ وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ/ ١١٢/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٤٤٧٢/ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً/ ١٥٦/ مدنية/ النساء/ ٤ ٤٤٧٣/ وَبَنِينَ شُهُوداً/ ١٣/ مكية/ المدثر/ ٧٤ ٤٤٧٤/ وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً/ ١٢/ مكية/ النبأ/ ٧٨ ٤٤٧٥/ وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ/ ٤٦/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٤٤٧٦/ وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا/ ١٩/ مكية/ الفجر/ ٨٩ ٤٤٧٧/ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ/ ٥٧/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٤٤٧٨/ وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ٨٥/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٤٤٧٩/ وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ/ ١٢٩/ مكية/ الشعراء/ ٢٩ ٤٤٨٠/ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ/ ٨٢/ مدنية/ الواقعة/ ٥٦ ٤٤٨١/ وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا/ ٢٠/ مكية/ الفجر/ ٨٩ ٤٤٨٢/ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ/ ١٨/ مكية/ الكهف/ ١٨
٧٥/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٤٤٩٠/ وَتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ/ ٦٢/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٤٤٩١/ وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً/ ٢٨/ مكية/ الجاثية/ ٤٥ ٤٤٩٢/ وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ/ ٤٥/ مكية/ الشورى/ ٤٢ ٤٤٩٣/ وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ/ ٩٩/ مدنية/ الكهف/ ١٨ ٤٤٩٤/ وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ/ ٧٨/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٤٤٩٥/ وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ/ ١٠٨/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٤٤٩٦/ وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ/ ١٢٩/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٤٤٩٧/ وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ/ ١١٩/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٤٤٩٨/ وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ/ ٣٧/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ٤٤٩٩/ وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً/ ١٠/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٤٥٠٠/ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ/ ٩٤/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٤٥٠١/ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ/ ٦٠/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٤٥٠٢/ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ/ ٢٠/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٤٥٠٣/ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ/ ٩٣/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٤٥٠٤/ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ/ ٢١٩/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٥٠٥/ وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ/ ٩/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ٤٥٠٦/ وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ/ ٥/ مكية/ القارعة/ ١٠١ ٤٥٠٧/ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ/ ٤٣/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٤٥٠٨/ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ/ ٧٢/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٤٥٠٩/ وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا/ ٥٩/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٤٥١٠/ وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ/ ٨٣/ مكية/ الأنعام/ ٦
يوسف/ ١٢ ٤٥٣٨/ وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ/ ١٨/ مكية/ يوسف/ ١٢
الأنعام/ ٦ ٤٦١٨/ وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا/ ١١/ مدنية/ المزمل/ ٧٣ ٤٦١٩/ وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ/ ١٢٠/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٤٦٢٠/ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى/ ١٥/ مكية/ الأعلى/ ٨٧ ٤٦٢١/ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ/ ٥٥/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ٤٦٢٢/ وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ/ ٧٢/ مكية/ يس/ ٣٦
١٥/ مكية/ مريم/ ١٩ ٤٦٥٦/ وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ/ ١٠/ مكية/ يس/ ٣٦ ٤٦٥٧/ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى/ ١٧/ مكية/ الليل/ ٩٢ ٤٦٥٨/ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً/ ٧٣/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٤٦٥٩/ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً/ ٧١/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٤٦٦٠/ سُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً/ ٢٠/ مكية/ النبأ/ ٧٨ ٤٦٦١/ وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ/ ٣/ مكية/ البروج/ ٨٥ ٤٦٦٢/ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ/ ٢٠/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٤٦٦٣/ وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ/ ٢٠/ مكية/ ص/ ٣٨ ٤٦٦٤/ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ/ ٢٠/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٤٦٦٥/ وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ/ ١٢/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ٤٦٦٦/ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ/ ٣٦/ مكية/ عبس/ ٨٠ ٤٦٦٧/ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى / ٦/ مكية/ الليل/ ٩٢ ٤٦٦٨/ وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ/ ٤٣/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٤٦٦٩/ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ/ ٧٦/ مكية/ النحل/ ١٦ ٤٦٧٠/ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً/ ١١٢/ مكية/ النحل/ ١٦ ٤٦٧١/ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ/ ١١/ مدنية/ التحريم/ ٦٦ ٤٦٧٢/ وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ/ ٧٨/ مكية/ يس/ ٣٦ ٤٦٧٣/ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ/ ٤٨/ مكية/ فصلت/ ٤١ ٤٦٧٤/ وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً/ ١٣/ مكية/ المزمل/ ٧٣ ٤٦٧٥/ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ/ ٢٩/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٤٦٧٦/ وَطُورِ سِينِينَ/ ٢/ مكية/ التين/ ٩٥ ٤٦٧٧/ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ/ ٤٠/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٤٦٧٨/ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ/ ٤٣/ مكية/ الواقعة/ ٥٦
١٨/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٤٦٩٤/ وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا/ ١١٨/ مدنية
التوبة/ ٩ ٤٦٩٥/ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ/ ٩/ مكية/ النحل/ ١٦ ٤٦٩٦/ وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ/ ١٤٦/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٤٦٩٧/ وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ/ ١١٨/ مكية/ النحل/ ١٦ ٤٦٩٨/ وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ/ ١٦/ مكية/ النحل/ ١٦ ٤٦٩٩/ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها/ ٣١/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٤٧٠٠/ وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ/ ٨٠/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٤٧٠١/ عَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ
٢٢/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٤٧٠٢/ وَعِنَباً وَقَضْباً/ ٢٨/ مكية/ عبس/ ٨٠ ٤٧٠٣/ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً/ ١١١/ مكية/ طه/ ٢٠ ٤٧٠٤/ وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ/ ٥٩/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٤٧٠٥/ وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ/ ٥٢/ مكية/ ص/ ٣٨ ٤٧٠٦/ وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ/ ٤٨/ مكية/ الصافات/ ٣٧
الأعراف/ ٧ (- ٢٤- الوسوعة القرآنية- ج ٣)
العنكبوت/ ٢٩ ٤٨٢٤/ وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ/ ٨/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٤٨٢٥/ وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ/ ٣٧/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٤٨٢٦/ وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ/ ٣١/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٤٨٢٧/ وَقالُوا لَوْلا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ/ ١٣٣/ مكية/ طه/ ٢٠ ٤٨٢٨/ وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا/ ١٣٩/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٤٨٢٩/ وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ/ ٦٢/ مكية/ ص/ ٣٨ ٤٨٣٠/ وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ/ ٧/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٤٨٣١/ وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا/ ٢٤/ مكية/ الجاثية/ ٤٥ ٤٨٣٢/ وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها/ ١٣٢/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٤٨٣٣/ وَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ/ ٣٥/ مكية/ سبأ/ ٣٤ ٤٨٣٤/ وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها/ ١٣٨/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٤٨٣٥/ وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ/ ٤٩/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٤٨٣٦/ وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ/ ٦/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٤٨٣٧/ وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ/ ٢٠/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٤٨٣٨/ وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا/ ٢٤/ مكية/ نوح/ ٧١ ٤٨٣٩/ وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها/ ١٠/ مكية/ الشمس/ ٩١ ٤٨٤٠/ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً/ ١٤/ مكية/ نوح/ ٧١ ٤٨٤١/ وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ/ ٥٣/ مكية/ سبأ/ ٣٤ ٤٨٤٢/ وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً/ ٤٢/ مدنية/ الرعد/ ١٣ ٤٨٤٣/ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ/ ٤٦/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٤٨٤٤/ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ/ ١٤٩/ مدنية/ النساء/ ٤ ٤٨٤٥/ وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً/ ٢٣/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٤٨٤٦/ وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ/ ١٠٦/ مكية/ الإسراء/ ١٧
٢٧/ مكية/ القيامة/ ٧٥ ٤٨٨٣/ وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي/ ٤٤/ مكية/ هود/ ١١ ٤٨٨٤/ وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ/ ٨٨/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٤٨٨٥/ وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ/ ٢٥/ مكية/ فصلت/ ٤١ ٤٨٨٦/ وَكَأْساً دِهاقاً/ ٣٤/ مكية/ النبأ/ ٧٨ ٤٨٨٧/ وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ/ ٤٨/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٤٨٨٨/ وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا/ ٣٤/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٤٨٨٩/ وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ/ ٥٥/ مكية/ مريم/ ١٩ ٤٨٩٠/ وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ/ ٤٦/ مكية
الواقعة/ ٥٦ ٤٨٩١/ وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً/ ٤٧/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٤٨٩٢/ وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ/ ٨٢/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٤٨٩٣/ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ١٠٥/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٤٨٩٤/ وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ/ ٦٠/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٤٨٩٥/ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ/ ٤٨/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٤٨٩٦/ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها/ ٨/ مدنية/ الطلاق/ ٦٥ ٤٨٩٧/ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ/ ١٣/ فى الهجرة/ محمد/ ٤٧ ٤٨٩٨/ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا/ ١٤٦/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٤٨٩٩/ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ/ ٢/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٤٩٠٠/ وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ/ ٤٥/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٤٩٠١/ وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً/ ١٤٥/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٤٩٠٢/ وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ/ ١٠٢/ مكية/ هود/ ١١٠ ٤٩٠٣/ وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ/ ٢١/ مكية/ الكهف/ ١٨
فاطر/ ٣٥ ٤٩٦٣/ وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ/ ٤/ مكية/ الكافرون/ ١٠٩ ٤٩٦٤/ وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ/ ٣/ مكية/ الكافرون/ ١٠٩ ٤٩٦٥/ وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ/ ٥/ مكية/ الكافرون/ ١٠٩ ٤٩٦٦/ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ/ ٤٢/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٤٩٦٧/ وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ/ ٥/ مدنية/ النساء/ ٤ ٤٩٦٨/ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ/ ١٨٨/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٤٩٦٩/ وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ/ ١٢١/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٤٩٧٠/ وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ/ ٧٣/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٤٩٧١/ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ/ ١٨٣/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٩٧٢/ وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ/ ٩٤/ مكية/ النحل/ ١٦ ٤٩٧٣/ وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ/ ٣٢/ مدنية/ النساء/ ٤ ٤٩٧٤/ وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ
١٠٧/ مدنية/ النساء/ ٤ ٤٩٧٥/ وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ/ ٤٦/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٤٩٧٦/ وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ/ ٢٩/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٤٩٧٧/ وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا/ ٢٢٤/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٤٩٧٨/ وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ/ ٥١/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ٤٩٧٩/ وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ/ ١٨/ مكية/ الفجر/ ٨٩ ٤٩٨٠/ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ/ ٧٠/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٤٩٨١/ وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ/ ٤٢/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٤٩٨٢/ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً/ ١٦٩/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٤٩٨٣/ وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ/ ٨٧/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٤٩٨٤/ وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ/ ٨٨/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٤٩٨٥/ وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ/ ١٠٦/ مكية/ يونس/ ١٠ ٤٩٨٦/ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ/ ١١٣/ مكية/ هود/ ١١ ٤٩٨٧/ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى / ١٨/ مكية/ فاطر/ ٣٥ ٤٩٨٨/ وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ/ ١٠٨/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٤٩٨٩/ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ/ ٣٤/ مكية/ فصلت/ ٤١
١٥٢/ مدنية/ الأنعام/ ٦ ٥٠٠٣/ وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ/ ٣٤/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٥٠٠٤/ وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ/ ٨٦/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٥٠٠٥/ وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ/ ٣٦/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٥٠٠٦/ وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً/ ٢٣/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٥٠٠٧/ وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ/ ١١٦/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥٠٠٨/ وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ/ ١٥٤/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٠٠٩/ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ/ ٩٥/ مدنية/ يونس/ ١٠ ٥٠١٠/ وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً/ ٩٢/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥٠١١/ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا/ ١٠٥/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥٠١٢/ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً/ ٤٧/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٥٠١٣/ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ/ ٢١/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٥٠١٤/ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ/ ١٩/ مدنية/ الحشر/ ٥٩ ٥٠١٥/ وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ/ ٤٢/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٠١٦/ وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ/ ١٣١/ مدنية/ طه/ ٢٠ ٥٠١٧/ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ/ ١٥٦/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٥٠١٨/ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً/ ٣٧/ مكية/ الإسراء/ ١٧
١٠٤/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٠٢٤/ وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ/ ١٣٩/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥٠٢٥/ وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ/ ٢٣٥/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٠٢٦/ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ/ ١٠١/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٥٠٢٧/ وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ/ ٣٦/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٥٠٢٨/ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ/ ٩٢/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٥٠٢٩/ وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها/ ٦٢/ مكية
المؤمنون/ ٢٣ ٥٠٣٠/ وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى / ٢٢/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٥٠٣١/ وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً/ ٣٣/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٥٠٣٢/ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ/ ٣٦/ مكية/ المرسلات/ ٧٧ ٥٠٣٣/ وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً/ ٨٠/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥٠٣٤/ وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ/ ٧/ مدنية/ الجمعة/ ٦٢ ٥٠٣٥/ وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ/ ١٧٦/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥٠٣٦/ وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً/ ٦٥/ مكية/ يونس/ ١٠ ٥٠٣٧/ وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ/ ١٧٨/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥٠٣٨/ وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ/ ٥٩/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٥٠٣٩/ وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ/ ١٨٠/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥٠٤٠/ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ/ ٣٤/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٥٠٤١/ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ/ ٣/ مكية/ الماعون/ ١٠٧ ٥٠٤٢/ وَلا يَخافُ عُقْباها/ ١٥/ مكية/ الشمس/ ٩١ ٥٠٤٣/ وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ/ ٥٥/ فى الهجرة/ الحج/ ٢٢ ٥٠٤٤/ وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً/ ١٠/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ٥٠٤٥/ وَلا يَسْتَثْنُونَ/ ١٨/ مدنية/ القلم/ ٦٨ ٥٠٤٦/ وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ/ ١٩٢/ مكية/ الأعراف/ ٧
السجدة/ ٣٢ ٥٠٩٨/ وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ/ ٤٩/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٥٠٩٩/ وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ/ ٤٣/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٥١٠٠/ وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ/ ٣٥/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٥١٠١/ وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ/ ٨٧/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥١٠٢/ وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ/ ٥٣/ مكية/ غافر/ ٤٠
٤٧/ مكية/ الروم/ ٣٠ ٥١١٧/ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ/ ١٠/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٥١١٨/ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ/ ٤٦/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٥١١٩/ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ/ ٥/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٥١٢٠/ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ/ ٩٦/ مكية/ هود/ ١١ ٥١٢١/ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ/ ٢٣/ مكية/ غافر/ ٤٠ ٥١٢٢/ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ/ ١٤/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٥١٢٣/ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ/ ٢٥/ مكية/ هود/ ١١ ٥١٢٤/ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ/ ٢٣/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٥١٢٥/ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ/ ٢٦/ مدنية/ الحديد/ ٥٧ ٥١٢٦/ وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى / ٥٦/ مكية/ طه/ ٢٠ ٥١٢٧/ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ/ ١٠/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٥١٢٨/ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ/ ٤١/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٥١٢٩/ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا/ ٣٢/ مدنية/ الرعد/ ١٣
سبأ/ ٣٤ ٥١٦٦/ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ/ ١٥٢/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥١٦٧/ وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ/ ٥٤/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٥١٦٨/ وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا/ ٤١/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٥١٦٩/ وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ/ ٨٩/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٥١٧٠/ وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا/ ٥٠/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٥١٧١/ وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ/ ٥٨/ مكية/ الروم/ ٣٠ ٥١٧٢/ وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ/ ٢٧/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٥١٧٣/ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ/ ٧١/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٥١٧٤/ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ/ ٦٥/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥١٧٥/ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ/ ٦٢/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٥١٧٦/ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ/ ٢٤/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٥١٧٧/ وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً/ ١١٥/ مكية/ طه/ ٢٠ ٥١٧٨/ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ/ ٣/ مدنية/ العنكبوت/ ٢٩ ٥١٧٩/ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ/ ٣٤/ مكية/ ص/ ٣٨ ٥١٨٠/ وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ/ ١٧/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٥١٨١/ وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ/ ٩٠/ مكية/ طه/ ٢٠ ٥١٨٢/ وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ/ ١٥/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٥١٨٣/ وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ/ ١٠٥/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٥١٨٤/ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ/ ٨٠/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٥١٨٥/ وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ/ ١٨/ مكية/ الملك/ ٦٧
٣٧/ مكية/ طه/ ٢٠ ٥١٩٣/ وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ/ ٧٥/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٥١٩٤/ وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ/ ٣٠/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٥١٩٥/ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ/ ١٢٣/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥١٩٦/ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ/ ٩٧/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٥١٩٧/ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ/ ١٠٣/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥١٩٨/ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ/ ٢٤/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٥١٩٩/ وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ/ ٥١/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٥٢٠٠/ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ/ ١٧/ مكية/ القمر/ ٥٤ ٥٢٠١/ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ/ ٢٢/ مكية/ القمر/ ٥٤ ٥٢٠٢/ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ/ ٣٢/ مكية/ القمر/ ٥٤ ٥٢٠٣/ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ/ ٤٠/ مكية/ القمر/ ٥٤ ٥٢٠٤/ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً/ ٣٤/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٥٢٠٥/ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً/ ٣٤/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٥٢٠٦/ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ/ ٤٧/ مكية/ يونس/ ١٠ ٥٢٠٧/ وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ/ ٣٣/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٢٠٨/ وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ/ ١٩/ مكية/ الأحقاف/ ٤٦ ٥٢٠٩/ وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ/ ١٣٢/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٥٢١٠/ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ
١٤٨/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٢١١/ وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ/ ١٧٩/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٢١٢/ وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ/ ٦/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥٢١٣/ وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ/ ٨٠/ مكية/ غافر/ ٤٠
النور/ ٢٤ ٥٢٣٠/ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ/ ١٨٩/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥٢٣١/ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ/ ٤٩/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥٢٣٢/ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ١٥/ مدنية/ الرعد/ ١٣ ٥٢٣٣/ وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ/ ٦/ مكية/ الملك/ ٦٧ ٥٢٣٤/ وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ/ ٢٤١/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٢٣٥/ وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ/ ٢٦/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٥٢٣٦/ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مُنْتَصِراً/ ٤٣/ مكية/ الكهف/ ١٨ ٥٢٣٧/ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ/ ٤٤/ مكية/ المدئر/ ٧٤ ٥٢٣٨/ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ/ ٤/ مكية/ الإخلاص/ ١١٢ ٥٢٣٩/ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ/ ١٣/ مكية/ الروم/ ٣٠ ٥٢٤٠/ وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ/ ٣٣/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٥٢٤١/ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً/ ٢٥٠/ مدنية/ البقرة/ ٢
٣٩/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٥٢٧٤/ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ/ ١٥٥/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٢٧٥/ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ/ ٣١/ مدنية/ محمد/ ٤٧ ٥٢٧٦/ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ/ ٢١/ مكية/ السجدة/ ٣٢ ٥٢٧٧/ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ/ ١٤/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٥٢٧٨/ وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ/ ٢٤/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٥٢٧٩/ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ/ ١٨/ مكية/ الروم/ ٣٠ ٥٢٨٠/ وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ٣٧/ مكية/ الجاثية/ ٤٥ ٥٢٨١/ وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ/ ١٣/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٥٢٨٢/ وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً/ ٥٢/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥٢٨٣/ وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ/ ١٩/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٥٢٨٤/ وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ/ ٢٦/ مكية/ الروم/ ٣٠ ٥٢٨٥/ وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً/ ٦٨/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٢٨٦/ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ/ ١٤/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٥٢٨٧/ وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ/ ٧٣/ مكية/ يس/ ٣٦ ٥٢٨٨/ وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ/ ٢١/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٥٢٨٩/ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ/ ٧١/ مكية
المؤمنون/ ٢٣ ٥٢٩٠/ وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً/ ٤٦/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٥٢٩١/ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ
١٥/ مكية/ القيامة/ ٧٥ ٥٢٩٢/ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ/ ٩٦/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٥٢٩٣/ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ/ ٦٥/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٥٢٩٤/ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ/ ٣١/ مدنية/ الرعد/ ١٣ ٥٢٩٥/ وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ/ ٥٤/ مكية/ يونس/ ١٠ ٥٢٩٦/ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً/ ٤٧/ مكية/ الزمر/ ٢٩ ٥٢٩٧/ وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ/ ٢٧/ مدنية/ لقمان/ ٣١
١١٣/ مكية/ النساء/ ٤ ٥٣٣٦/ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ/ ١٤/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٥٣٣٧/ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ/ ١٠/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٥٣٣٨/ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ/ ٢٠/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٥٣٣٩/ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى/ ١٢٩/ مكية/ طه/ ٢٠ ٥٣٤٠/ وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ/ ٥٧/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٥٣٤١/ وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ/ ٧/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٥٣٤٢/ وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ/ ١٩٨/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٥٣٤٣/ وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ/ ٣٠/ مدنية/ محمد/ ٤٧ ٥٣٤٤/ وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ/ ٦٠/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٥٣٤٥/ وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ/ ٦٦/ مكية/ يس/ ٣٦ ٥٣٤٦/ وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ/ ٦٧/ مكية/ يس/ ٣٦ ٥٣٤٧/ وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ/ ٦١/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥٣٤٨/ وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ/ ٤٥/ مكية
فاطر/ ٣٥ ٥٣٤٩/ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ/ ١١/ مكية/ يونس/ ١٠ ٥٣٥٠/ وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً/ ٧٤/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٥٣٥١/ وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ/ ٨٠/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٥٣٥٢/ وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ/ ٥٤/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٥٣٥٣/ وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ/ ٢٨/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩
يس/ ٣٦ ٥٤١٦/ وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ/ ٦٤/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥٤١٧/ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ/ ٢٧٠/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٤١٨/ وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ/ ٢٠٨/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٥٤١٩/ وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ/ ٤/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٥٤٢٠/ وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها/ ٦٠/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٥٤٢١/ وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ/ ٥٣/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥٤٢٢/ وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ/ ٤/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٥٤٢٣/ وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ/ ٤٦/ مكية/ يس/ ٣٦ ٥٤٢٤/ وَما تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ/ ٢٩/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٥٤٢٥/ وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ/ ١٠٤/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٥٤٢٦/ وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً/ ٣٠/ مدنية/ الإنسان/ ٧٦ ٥٤٢٧/ وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ/ ٢٩/ مكية/ التكوير/ ٨١ ٥٤٢٨/ وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ/ ٤/ مدنية/ البينة/ ٩٨ ٥٤٢٩/ وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ/ ١٤/ مكية/ الشورى/ ٤٢ ٥٤٣٠/ وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ/ ٦١/ مكية/ يونس/ ١٠ ٥٤٣١/ وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى / ١٧/ مكية/ طه/ ٢٠ ٥٤٣٢/ وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ/ ٢١٠/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٥٤٣٣/ وَما تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآياتِ رَبِّنا لَمَّا جاءَتْنا/ ١٢٦/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٥٤٣٤/ وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً/ ٣١/ مكية/ المدثر/ ٧٤ ٥٤٣٥/ وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ/ ٣٤/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٥٤٣٦/ وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ/ ٨/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٥٤٣٧/ وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ/ ١٢٦/ مدنية/ آل عمران/ ٣
١٦/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٥٤٤٣/ وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ/ ٨٥/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٥٤٤٤/ وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ/ ٣٨/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٥٤٤٥/وَماذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ/ ٣٩/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٤٤٦/ وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ/ ٢٠/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٥٤٤٧/ وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ/ ١٧/ مكية/ فاطر/ ٣٥ ٥٤٤٨/ وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ/ ١٣/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥٤٤٩/ وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ/ ٢٢/ مكية/ التكوير/ ٨١ ٥٤٥٠/ وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ/ ١٠١/ مكية/ هود/ ١١ ٥٤٥١/ وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ/ ٧٦/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٥٤٥٢/ وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيامَةِ/ ٦٠/ مكية/ يونس/ ١٠ ٥٤٥٣/ وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ/ ٦٩/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٥٤٥٤/ وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ/ ٦٩/ مكية/ يس/ ٣٦ ٥٤٥٥/ وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى/ ٧/ مكية/ عبس/ ٨٠ ٥٤٥٦/ وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ/ ١٧/ مكية/ يس/ ٣٦ ٥٤٥٧/ وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ/ ٩١/ مدنية/ الأنعام/ ٦ ٥٤٥٨/ وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ/ ٩٧/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٥٤٥٩/ وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ/ ١١٤/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٥٤٦٠/ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ/ ١١٥/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٥٤٦١/ وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ/ ٣٣/ مكية/ الأنفال/ ٨ ٥٤٦٢/ وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً/ ١٢٢/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٥٤٦٣/ وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا/ ١٩/ مكية/ يونس/ ١٠ ٥٤٦٤/ وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ/ ٨٢/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٥٤٦٥/ وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ/ ١١٧/ مكية/ هود/ ١١
الشورى/ ٤٢ ٥٤٧٨/ وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّهِ/ ٣٧/ مكية/ يونس/ ١٠ ٥٤٧٩/ وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا/ ٤٦/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٥٤٨٠/ وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ/ ٤٤/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٥٤٨١/ وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ/ ٤٨/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٥٤٨٢/ وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ/ ٨٦/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٥٤٨٣/ وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ/ ٢٢/ مكية/ فصلت/ ٤١ ٥٤٨٤/ وَما لا تُبْصِرُونَ/ ٣٩/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٥٤٨٥/ وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى / ١٩/ مكية/ الليل/ ٩٢ ٥٤٨٦/ وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ/ ١١٩/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٥٤٨٧/ وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ/ ١٠/ مدنية/ الحديد/ ٥٧ ٥٤٨٨/ وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ/ ٨/ مدنية/ الحديد/ ٥٧ ٥٤٨٩/ وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ/ ٧٥/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٤٩٠/ وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا/ ١٢/ مكية/ إبراهيم/ ١٤ ٥٤٩١/ وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ/ ٨٤/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٥٤٩٢/ وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ/ ٣٤/ مكية/ الأنفال/ ٨ ٥٤٩٣/ وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ/ ٢٨/ مدنية/ النجم/ ٥٣
٣ ٥٥٤٥/ وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً/ ٢٩/ مدنية/ الفتح/ ٤٨ ٥٥٤٦/ وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً/ ٢٢/ مكية/ نوح/ ٧١ ٥٥٤٧/ وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ/ ٥٠/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٥٥٤٨/ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ/ ٥٤/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥٥٤٩/ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ/ ١٠١/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٥٥٥٠/ وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ/ ١٨١/ مكية/ الأعراف/ ٧
الفلق/ ١١٣ ٥٦٠٨/ وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ/ ٥/ مكية/ الفلق/ ١١٣ ٥٦٠٩/ وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ/ ٣/ مكية/ الفلق/ ١١٣ ٥٦١٠/ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ/ ١٤/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ٥٦١١/ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً/ ١٢/ مكية/ الأحقاف/ ٤٦ ٥٦١٢/ وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ/ ١٥٩/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٥٦١٣/ وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلًا/ ٧٢/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٥٦١٤/ وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ/ ٢٣/ مكية/ لقمان/ ٣١ ٥٦١٥/ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
٤٩/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ٥٦١٦/ وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ/ ٣٢/ مكية/ الأحقاف/ ٤٦ ٥٦١٧/ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً/ ١٣/ مدنية/ الفتح/ ٤٨ ٥٦١٨/ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ/ ٢٥/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٦١٩/ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ/ ٦٨/ مكية/ يس/ ٣٦ ٥٦٢٠/ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى / ٧٥/ مكية/ طه/ ٢٠ ٥٦٢١/ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ/ ٨٥/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥٦٢٢/ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ/ ٥٦/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٥٦٢٣/ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ/ ١١٧/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٥٦٢٤/ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ/ ١٣٠/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٦٢٥/ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى / ٢٢/ مكية/ لقمان/ ٣١ ٥٦٢٦/ وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى / ١١٥/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٦٢٧/ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ/ ٤٤/ مكية/ الشورى/ ٤٢ ٥٦٢٨/ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ/ ٦٩/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٦٢٩/ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ/ ٥٢/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٥٦٣٠/ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً/ ٣٦/ مكية/ الزخرف/ ٢٣ ٥٦٣١/ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً/ ١٤/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٦٣٢/ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً
١١٠/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٦٣٣/ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ/ ٨/ مدنية/ الزلزلة/ ٩٩ ٥٦٣٤/ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ/ ١٢٤/ مدنية/ النساء/ ٤
١١١/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٦٤١/ وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً
١١٢/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٦٤٢/ وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً/ ١٠٠/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٦٤٣/ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ/ ٣٧/ مكية/ الزمر/ ٣٩ ٥٦٤٤/ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ/ ٩٧/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٥٦٤٥/ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ/ ١٦/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٥٦٤٦/ وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى / ٢٠/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٥٦٤٧/ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ/ ٦١/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٥٦٤٨/ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ/ ٧٨/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٦٤٩/ وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ/ ٧٥/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٥٦٥٠/ وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ/ ٤٠/ مدنية/ يونس/ ١٠ ٥٦٥١/ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ/ ١٦/ مدنية/ محمد/ ٤٧ ٥٦٥٢/ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً/ ٢٥/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٥٦٥٣/ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ/ ٤٢/ مكية/ يونس/ ١٠ ٥٦٥٤/ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي/ ٤٩/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٥٦٥٥/ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً/ ٢٠١/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٦٥٦/ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ/ ٥٨/ مدنية/ التوبة/ ٢ ٥٦٥٧/ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ/ ٤٣/ مكية/ يونس/ ١٠ ٥٦٥٨/ وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً/ ١٤/ مكية/ المدثر/ ٧٤ ٥٦٥٩/ وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًا يَعْرِفُونَهُمْ/ ٤٨/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٥٦٦٠/ وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ/ ٤٤/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٥٦٦١/ وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ/ ٥٠/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٥٦٦٢/ وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ/ ٥١/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ (- ٢٦- الموسوعة القرآنية- ج ٣)
القمر/ ٥٤ ٥٦٦٨/ وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ/ ٥١/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٥٦٦٩/ وَنَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكافِرِينَ/ ٨٦/ مكية/ يونس/ ١٠ ٥٦٧٠/ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ/ ١٨/ مكية/ فصلت/ ٤١ ٥٦٧١/ وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ/ ٧٦/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٥٦٧٢/ وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ/ ٧١/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٥٦٧٣/ وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ/ ١١٥/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٥٦٧٤/ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ/ ٨٥/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٥٦٧٥/ وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً/ ٣٤/ مكية/ طه/ ٢٠ ٥٦٧٦/ وَنَراهُ قَرِيباً/ ٧/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ٥٦٧٧/ وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً/ ٨٠/ مكية/ مريم/ ١٩ ٥٦٧٨/ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ/ ٥/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٥٦٧٩/ وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً/ ٩/ مكية/ ق/ ٥٠ ٥٦٨٠/ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ/ ١٠٨/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٥٦٨١/ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ/ ٣٣/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٥٦٨٢/ وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ/ ٤٧/ مكية/ الحجر/ ١٥ ٥٦٨٣/ وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ/ ٤٣/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٥٦٨٤/ وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً/ ٧٥/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٥٦٨٥/ وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً/ ٨٦/ مكية/ مريم/ ١٩ ٥٦٨٦/ وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا/ ٧٧/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٥٦٨٧/ وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ/ ١١٦/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٥٦٨٨/ وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ/ ٤٧/ مكية/ الأنبياء/ ٢١ ٥٦٨٩/ وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ/ ٢٧/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٥٦٩٠/ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ/ ٢٠/ مكية/ ق/ ٥٠
الروم/ ٣٠ ٥٧٤٠/ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ/ ٦٠/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٥٧٤١/ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ/ ٨٠/ مكية/ المؤمنون/ ٢٣ ٥٧٤٢/ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ/ ٥٧/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٥٧٤٣/ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ/ ٢٥/ مدنية/ الشورى/ ٤٢ ٥٧٤٤/ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا/ ٢٨/ مكية/ الشورى/ ٤٢ ٥٧٤٥/ وَهُوَ بِالْأُفُقِ/ ٧/ مكية/ النجم/ ٥٣ ٥٧٤٦/ وَهُوَ يَخْشى / ٩/ مكية/ عبس/ ٨٠
١١/ مكية/ الأعلى/ ٨٧ ٥٧٨٣/ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ/ ٥٧/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥٧٨٤/ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ/ ٦٢/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥٧٨٥/ وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ/ ٥٦/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥٧٨٦/ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ/ ٨٢/ مكية/ يونس/ ١٠ ٥٧٨٧/ وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَما هُمْ مِنْكُمْ/ ٥٦/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٥٧٨٨/ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً/ ١٠٩/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٥٧٨٩/ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ/ ٦/ مدنية/ محمد/ ٤٧ ٥٧٩٠/ وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ/ ٨/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٥٧٩١/ وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ/ ١١/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٥٧٩٢/ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ/ ١٥/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٥٧٩٣/ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ/ ٦/ مدنية/ سبأ/ ٣٤ ٥٧٩٤/ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ/ ٣/ مدنية/ الطلاق/ ٦٥ ٥٧٩٥/ يُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ
٨١/ مكية/ غافر/ ٤٠ ٥٧٩٦/ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً/ ٨٦/ مكية/ مريم/ ١٩ ٥٧٩٧/ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً/ ١٠٥/ مكية/ طه/ ٢٠ ٥٧٩٨/ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي/ ٨٥/ مكية/ الإسراء/ ١٧ ٥٧٩٩/ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً/ ٢٢٢/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٨٠٠/ وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً/ ٨٣/ مدنية/ الكهف/ ١٨ ٥٨٠١/ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ/ ١٣/ مدنية/ الرعد/ ١٣ ٥٨٠٢/ وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ/ ٢٦/ مكية/ الشورى/ ٤٢٠
هود/ ١١ ٥٨١٢/ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي/ ١٣/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٥٨١٣/ وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا/ ١٥/ مدنية/ الإنسان/ ٧٦ ٥٨١٤/ وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً/ ٨/ مدنية/ الإنسان/ ٧٦ ٥٨١٥/ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ/ ٢٤/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٥٨١٦/ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ/ ١٩/ مدنية/ الإنسان/ ٧٦ ٥٨١٧/ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ/ ١٨/ مكية/ يونس/ ١٠ ٥٨١٨/ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً/ ٧٣/ مكية/ النحل/ ١٦ ٥٨١٩/ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ/ ٥٥/ مكية/ الفرقان/ ٢٥ ٥٨٢٠/ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً/ ٧١/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٥٨٢١/ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ/ ٦/ مدنية/ الفتح/ ٤٨ ٥٨٢٢/ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ/ ٤٨/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥٨٢٣/ وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ/ ٣٥/ مكية/ الشورى/ ٤٢ ٥٨٢٤/ وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا/ ٦٦/ مكية/ مريم/ ١٩ ٥٨٢٥/ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا/ ٥٣/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٥٨٢٦/ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ/ ٢٠/ مدنية/ محمد/ ٤٨ ٥٨٢٧/ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا/ ٤٣/ مدنية/ الرعد/ ١٣ ٥٨٢٨/ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ/ ٧/ مدنية/ الرعد/ ١٣ ٥٨٢٩/ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ/ ٢٧/ مكية/ الرعد/ ١٣ ٥٨٣٠/ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا/ ٤٧/ مدنية/ النور/ ٢٤
الكهف/ ١٨ ٥٨٨٣/ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ/ ٦٢/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٥٨٨٤/ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ/ ٧٤/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٥٨٨٥/ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ ماذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ/ ٦٥/ مكية/ القصص/ ٢٨ ٥٨٨٦/ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ/ ٨٧/ مكية/ النمل/ ٢٧
التوبة/ ٩ ٥٩٤٦/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ/ ١/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٥٩٤٧/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً/ ٨/ مدنية/ التحريم/ ٦٦ ٥٩٤٨/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ/ ٧١/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٩٤٩/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ/ ١٠٦/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٥٩٥٠/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ/ ١٠٥/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٥٩٥١/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ/ ١٢٣/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٥٩٥٢/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً/ ٦/ مدنية/ تحريم/ ٦٦ ٥٩٥٣/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ/ ١٨٣/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٩٥٤/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى / ١٧٨/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٩٥٥/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ
١٧٢/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٩٥٦/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ/ ١٤/ مدنية/ الصف/ ٦١ ٥٩٥٧/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ/ ١٣٥/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٩٥٨/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ/ ٨/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٥٩٥٩/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً/ ١٣٠/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥٩٦٠/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ/ ٢٩/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٩٦١/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى / ٢٦٤/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٥٩٦٢/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ/ ٢١/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٥٩٦٣/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ/ ٢٣/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٥٩٦٤/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ/ ١٤٤/ مدنية/ النساء/ ٤ ٥٩٦٥/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً/ ٥٧/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٥٩٦٦/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ/ ٥١/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٥٩٦٧/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ/ ١١٨/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٥٩٦٨/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ/ ١/ مدنية/ الممتحنة/ ٦٠ ٥٩٦٩/ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ/ ١٣/ مدنية/ الممتحنة/ ٦٠
الأحزاب/ ٣٣ ٦٠١١/ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ/ ١٢/ مدنية/ الممتحنة/ ٦٠ ٦٠١٢/ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ/ ١/ مدنية/ الطلاق/ ٦٥ ٦٠١٣/ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ/ ٥٠/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٦٠١٤/ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً/ ٤٥/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٦٠١٥/ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ/ ٧٣/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٦٠١٦/ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ/ ٩/ مدنية/ التحريم/ ٦٦ ٦٠١٧/ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ/ ٦٥/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٦٠١٨/ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ/ ٦٤/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٦٠١٩/ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ/ ٢٨/ مدنية/ الاحزاب/ ٣٣ ٦٠٢٠/ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ/ ٥٩/ مدنية/ الاحزاب/ ٣٣ ٦٠٢١/ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى / ٧٠/ مدنية/ الانفال/ ٨ ٦٠٢٢/ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ/ ١/ مدنية/ التحريم/ ٦٦ ٦٠٢٣/ يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ/ ٣٥/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٦٠٢٤/ يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ/ ٣١/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٦٠٢٥/ يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ/ ٢٦/ مكية/ الأعراف/ ٧
٣٩/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٦٠٣٨/ يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً/ ٤١/ مكية/ يوسف/ ١٢ ٦٠٣٩/ يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ/ ٦٨/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٦٠٤٠/ يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ
٥٦/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٦٠٤١/ يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ/ ٢١/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٦٠٤٢/ يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ/ ٣٩/ مكية/ غافر/ ٤٠ ٦٠٤٣/ يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً/ ٥١/ مكية/ هود/ ١١ ٦٠٤٤/ يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ/ ٢٩/ مكية/ غافر/ ٤٠ ٦٠٤٥/ يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ/ ٣١/ مكية/ الأحقاف/ ٤٦ ٦٠٤٦/ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ/ ٢٧/ مكية/ الحاقة/ ٦٩ ٦٠٤٧/ يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ/ ٤٣/ مدنية/ آل عمران/ ٣ ٦٠٤٨/امَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ
١٣٩/ مكية/ الأنعام/ ٦ ٦٠٤٩/ يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا/ ٣٣/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٦٠٥٠/ يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ/ ٩/ مكية/ النمل/ ٢٧ ٦٠٥١/ يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ/ ٣٢/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٦٠٥٢/ يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ/ ٣٠/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٦٠٥٣/ يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا/ ٢٨/ مكية/ الفرقان/ ٢٥
الحج/ ٢٢ ٦٠٨٤/ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ/ ١٢/ مدنية/ الحج/ ٣٢ ٦٠٨٥/ يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ/ ٥٥/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٦٠٨٦/ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا/ ٦/ مكية/ مريم/ ١٩ ٦٠٨٧/ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً/ ١١/ مكية/ نوح/ ٧١ ٦٠٨٨/ يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ/ ٣٥/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٦٠٨٩/ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً/ ٢٨/ مدنية/ النساء/ ٤ ٦٠٩٠/ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ/ ٢٦/ مدنية/ النساء/ ٤ ٦٠٩١/ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَماذا تَأْمُرُونَ/ ٣٥/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٦٠٩٢/ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَماذا تَأْمُرُونَ/ ١١٠/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٦٠٩٣/ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها/ ٣٧/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٦٠٩٤/ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ/ ٣٢/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٦٠٩٥/ يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ/ ٨/ مدنية/ الصف/ ٦١ ٦٠٩٦/ يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ/ ١/ مكية/ يس/ ٣٦ ٦٠٩٧/ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ/ ٦/ مكية/ القيامة/ ٧٥ ٦٠٩٨/ يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ/ ٦٣/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٦٠٩٩/ يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ/ ١٥٣/ مدنية/ النساء/ ٤ ٦١٠٠/ يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ/ ٢٩/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٦١٠١/ يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ/ ١٢/ مكية/ الذاريات/ ٥١ ٦١٠٢/ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ/ ١/ مدنية/ الأنفال/ ٨ ٦١٠٣/ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ/ ١٨٩/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٦١٠٤/ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ/ ٢١٩/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٦١٠٥/ يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها/ ٤٢/ مكية/ النازعات/ ٧٩ ٦١٠٦/ يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي/ ١٨٧/ مكية/ الأعراف/ ٧ ٦١٠٧/ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ/ ٢١٧/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٦١٠٨/ يَسْئَلُونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ/ ٤/ مدنية/ المائدة/ ٥ ٦١٠٩/ يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ/ ٢١٥/ مدنية/ البقرة/ ٢
١٠٨/ مدنية/ النساء/ ٤ ٦١١٥/ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها/ ١٨/ مكية/ الشورى/ ٤٢ ٦١١٦/ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ/ ٥٤/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٦١١٧/ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ/ ١٧٦/ مدنية/ النساء/ ٤ ٦١١٨/ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ/ ٢٥/ مكية/ المطففين/ ٨٣ ٦١١٩/ يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً/ ٨/ مكية/ الجاثية/ ٤٥ ٦١٢٠/ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ/ ٢١/ مكية/ المطففين/ ٨٣ ٦١٢١/ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ/ ٧١/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٦١٢٢/ يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ/ ١٥/ مكية/ الانفطار/ ٨٢ ٦١٢٣/ يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ/ ٢٠/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٦١٢٤/ يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً/ ٦٩/ مدنية/ الفرقان/ ٢٥ ٦١٢٥/ يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ/ ٧١/ مكية/ الزخرف/ ٤٣ ٦١٢٦/ يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ/ ٤٥/ مكية/ الصافات/ ٣٧ ٦١٢٧/ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ/ ١٧/ مكية/ الواقعة/ ٥٦ ٦١٢٨/ يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ/ ٤٤/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٦١٢٩/ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ/ ٩٤/ مدنية/ التوبة/ ٩ ٦١٣٠/ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً/ ١٢٠/ مدنية/ النساء/ ٤ ٦١٣١/ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ/ ٢١/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٦١٣٢/ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ/ ٤١/ مدنية/ الرحمن/ ٥٥ ٦١٣٣/ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ/ ٨٣/ مكية/ النحل/ ١٦ ٦١٣٤/ يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ/ ١٧/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٦١٣٥/ يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ/ ١٩/ مكية/ غافر/ ٤٠ ٦١٣٦/ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ/ ٧٦/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٦١٣٧/ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً/ ١١٠/ مكية/ طه/ ٢٠
الدخان/ ٤٤ ٦١٥٨/ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ/ ٢٢٣/ مكية/ الشعراء/ ٢٦ ٦١٥٩/ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ/ ٢٧٦/ مدنية/ البقرة/ ٢ ٦١٦٠/ يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ/ ٣٩/ مدنية/ الرعد/ ١٣ ٦١٦١/ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ/ ١٧/ مدنية/ الحجرات/ ٤٩ ٦١٦٢/ يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى / ١٤/ مدنية/ الحديد/ ٥٧ ٦١٦٣/ يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ
١٣/ مكية/ القيامة/ ٧٥ ٦١٦٤/ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ/ ١١/ مكية/ النحل/ ١٦ ٦١٦٥/ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ/ ٢/ مكية/ النحل/ ١٦
٢/ مدنية/ الحج/ ٢٢ ٦١٨٣/ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً/ ٤٤/ مكية/ ق/ ٥٠ ٦١٨٤/ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ/ ٢٤/ مدنية/ النور/ ٢٤ ٦١٨٥/ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ/ ٦٦/ مدنية/ الأحزاب/ ٣٣ ٦١٨٦/ يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ/ ٨/ مكية/ المعارج/ ٧٠ ٦١٨٧/ يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً/ ٩/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٦١٨٨/ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ/ ٣٣/ مكية/ غافر/ ٤٠ ٦١٨٩/ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ/ ١٩/ مكية/ الانفطار/ ٨٢ ٦١٩٠/ يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ/ ٤٦/ مكية/ الطور/ ٥٢ ٦١٩١/ يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ/ ٤١/ مكية/ الدخان/ ٤٤ ٦١٩٢/ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ/ ٥٢/ مكية/ غافر/ ٤٠ ٦١٩٣/ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ/ ٨٨/ مكية/ الشعراء/ ٢٦
٥٥/ مكية/ العنكبوت/ ٢٩ ٦٢١٥/ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ/ ٣٤/ مكية/ عبس/ ٨٠ ٦٢١٦/ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ/ ١٣/ مدنية/ الحديد/ ٥٧ ٦٢١٧/ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا/ ٣٨/ مكية/ النبأ/ ٧٨ ٦٢١٨/ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ/ ٦/ مكية/ المطففين/ ٨٣ ٦٢١٩/ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ/ ٤٢/ مكية/ القلم/ ٧٨ ٦٢٢٠/ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ/ ٤/ مكية/ القارعة/ ١٠١ ٦٢٢١/ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً/ ١٨/ مكية/ النبأ/ ٧٨
الباب الثامن وجوه الاعراب فى القران
- ١- الاستفتاح
بسم الله الرّحمن الرّحيم كسرت الباء من «بسم الله» لتكون حركتها مشبهة لعملها، وحذفت الألف خطا لكثرة الاستعمال، أو تخففا، ولا تحذف إلا فى «بسم» فقط، فإن دخلت على «اسم» غير «الباء» لم يجز الحذف.
وموضع «بسم» رفع عند البصريين، على إضمار مبتدأ، تقديره: ابتدائى بسم الله، فالباء على هذا متعلقة بالخبر الذي قامت «الباء» مقامه، تقديره: ابتدائى ثابت، أو مستقر، بسم الله.
ولا يحسن تعلق الباء بالمصدر الذي هو مضمر، لأنه يكون داخلا فى صلته، فيبقى الابتداء بغير خبر.
وقال الكوفيون: «بسم الله»، فى موضع نصب على إضمار فعل، تقديره: ابتدأت بسم الله، فالباء على هذا متعلقة بالفعل المحذوف.
«الله»، أصله: «إلاه»، ثم دخلت الألف واللام فصار: «الإلاه»، فخففت الهمزة بإلقاء حركتها على اللام الأولى، ثم أدغمت الأولى فى الثانية.
وقيل: أصله «لاه»، ثم دخلت الألف واللام عليه فلزمتا للتعظيم، ووجب الإدغام لسكون الأول من المثلين
- ١- سورة الحمد
٢- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ «السورة»، يحتمل أن يكون معناها: الرفعة، من: سورة البناء، فلا يجوز همزها، ويحتمل أن يكون معناها: قطعة من القرآن، من قولك: أسأرت فى الإناء، أي: أبقيت فيه بقية، فيجوز همزها على هذا. وقد أجمع القراء على ترك همزها، فتحتمل الوجهين جميعا.
«الحمد لله» : الحمد، رفع بالابتداء، و «لله» الخبر. والابتداء عامل معنوى غير ملفوظ به. ويجوز نصبه على المصدر. وكسرت اللام فى «لله» كما كسرت «الباء» فى «بسم».
وقال سيبويه: أصل اللام أن تكون مفتوحة، بدلالة انفتاحها مع المضمر، والإضمار يرد الأشياء إلى أصولها، وإنما كسرت مع الظاهر، للفرق بينها وبين لام التأكيد، وهى متعلقة بالخبر الذي قامت مقامه، والتقدير:
الحمد ثابت لله، أو مستقر، وشبهه.
٤- مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ «ملك يوم الدين» يجوز فيه ما جاز في «رب العالمين». و «يوم الدين»، ظرف جعل مفعولا على لسعة، فلذلك أضيف إليه «ملك»، وكذلك فى قراءة من قرأ «مالك» بألف.
وأما من قرأ «ملك»، فلا بد من تقدير مفعول محذوف، تقديره: ملك يوم الدين الفصل، أو القضاء ونحوه ٥- إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ «إياك نعبد» : إياك، اسم مضمر أضيف إلى الكاف، ولا يعلم اسم مضمر أضيف غيره.
وقيل: «الكاف» الاسم، و «ايا» أتى بها لتعتمد الكاف عليها، إذ لا تقوم بنفسها.
وقال المبرد: ايا، اسم مبهم أضيف للتخصيص، ولا يعرف اسم مبهم أضيف غيره.
وقال الكوفيون: إياك، بكماله: اسم مضمر، ولا يعرف اسم مضمر متغير آخره غير هذا، فتقول: إياه، وإياها، وإياكم.
وهو منصوب ب «نعبد»، مفعول مقدم، ولو تأخر لم ينفصل ولصار «كافا» متصلة، فقلت: نعبدك.
«نستعين»، أصله: نستعون، لأنه من «العون»، فألقيت حركة الواو على العين، فانكسرت العين وسكنت الواو، فانقلبت ياء، لإنكسار ما قبلها.
٦- اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ «اهدنا» : دعاء وطلب وسؤال، ومجراه فى الإعراب مجرى الأمر، وهو يتعدى إلى مفعولين، وهما هنا:
والصراط، ويجوز الاقتصار على أحدهما.
«المستقيم» : أصله: المستقوم، فانتقلت حركة الواو إلى الساكن الصحيح قبلها، فأصبحت الواو ساكنة بعد كسر، فقلبت ياء.
٧- صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ «صراط الّذين أنعمت عليهم»، بدل من «الصراط» الأول، و «الذين» اسم مبهم مبنى ناقص يحتاج إلى صلة وعائد، وهو غير معرب فى الواحد والجمع، ويعرب فى التثنية. و «أنعمت عليهم» صلة «الذين»، و «الهاء والميم» عائد.
«غير المغضوب» : غير، اسم مبهم، إلا أنه أعرب للزومه الإضافة، وخفض على البدل ب «الذين»،
وإن شئت خفضت «غير» على البدل من الهاء، أو نصبتها على الحال من الهاء والميم فى «عليهم»، أو من «الذين» إذ لفظهما لفظ المعرفة.
وإن شئت نصبته على الاستثناء المنقطع عند البصريين.
ومنعه الكوفيون لأجل دخول «لا».
وإن شئت نصبته على إضمار «أعنى».
«عليهم»، فى موضع رفع، مفعول لم يسم فاعله ل «المغضوب»، لأنه بمعنى: الذين غضب عليهم ولا ضمير فيه، إذ لا يتعدى إلا بحرف جر، فلذلك لم يجمع.
«ولا الضّالين» : لا، زائدة للتوكيد، عند البصريين، وبمعنى «غير» عند الكوفيين.
ومن العرب من يبدل من الحرف الساكن، الذي قبل المشدد، همزة، فيقول: ولا الضألين، وبه قرأ أيوب السختياني.
- ٢- سورة البقرة
١- الم «آلم» : أحرف مقطعة محكية، لا تعرب إلا أن يخبر عنها أو يعطف بعضها على بعض. وموضع «ألم» نصب على معنى: اقرأ «آلم».
ويجوز أن يكون موضعها رفعا على معنى: هذا آلم، أو ذلك، أو هو.
ويجوز أن يكون موضعها خفضا، على قول من جعله قسما.
والفراء يجعل «الم» ابتداء، و «ذلك» الخبر، وأنكره الزجاج.
٢- ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ «ذلك»، فى موضع رفع على إضمار مبتدأ، أو على الابتداء وتضمر الخبر، و «ذا» اسم مبهم مبنى. والاسم عند الكوفيين الذال، والألف زيدت لبيان الحركة والتقوية. و «ذلك»، بكماله، هو الاسم عند البصريين، وجمعه: أولاء.
والكاف، للخطاب، لا موضع لها من الإعراب، لأنها لا تخلو أن تكون فى موضع رفع أو نصب أو خفض، فلا يجوز أن تكون فى موضع رفع، لأنه لا رافع قبلها، وليست «الكاف» من علامات المضمر المرفوع، ولا يجوز أن تكون فى موضع نصب، إذ لا عامل قبلها ينصبها، ولا يجوز أن تكون فى موضع خفض، لأن ما قبلها لا يضاف، وهو المبهم، فلما بطلت الوجوه الثلاثة علم أنها للخطاب لا موضع لها فى الإعراب.
«الكتاب»، بدل من «ذا»، أو عطف بيان، أو خبر «ذلك».
«لا ريب فيه» : لا مرية، و «لا ريب»، كاسم واحد، ولذلك بنى «ريب» على الفتح، لأنه مع «لا» كخمسة عشر، وهو فى موضع رفع خبر «ذلك».
«هدى» : فى موضع نصب على الحال من «ذا»، أو من «الكتاب»، أو من المضمر المرفوع فى «فيه»، والعامل فيه، إذا كان حالا من «ذا» أو من «الكتاب»، معنى الإشارة، فإن كان حالا من المضمر المرفوع فى «فيه»، فالعامل فيه معنى الاستقرار، و «فيه»، الخبر، فتقف على هذا القول على «ريب».
ويجوز أن يكون مرفوعا على إضمار مبتدأ، أو على أنه خبر «ذلك»، أو على أنه خبر بعد خبر.
«المتقين»، وزنه: المفتعلين، وأصله: الموتقين، ثم أدغمت الواو فى الياء فصارت ياء مشددة، وأسكنت الياء الأولى استثقالا للكسرة عليها، ثم حذفت لسكونها وسكون ياء الجمع بعدها.
٣- الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «الذين يؤمنون بالغيب» :«الذين» فى موضع خفض نعت «للمتقين»، أو بدل منهم، أو فى موضع نصب على إضمار: «أعنى»، أو فى موضع رفع، أو فى موضع إضمار مبتدأ، أو على الابتداء والخبر.
«يقيمون» : أصله: يقومون، بعد حذف الهمزة، ثم ألقيت حركة الواو على القاف، وانكسرت وانقلبت الواو ياء، لسكونها أو لانكسار ما قبلها، ووزنه يفعلون، مثل: يؤمنون.
«الصّلاة» : أصلها: صلوة، دل عليه قولهم «صلوات»، فوزنها فعلة.
٥- أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ «أولئك» : خبر «الذين»، أو مبتدأ، إن لم يجعل «الذين» مبتدأ، والخبر «على هدى».
«أولئك» : اسم مبهم للجماعة، وهو مبنى على الكسر لا يتغير، وبنى لمشابهة الحروف، و «الكاف» للخطاب، ولا موضع لها من الإعراب، وواحد «أولئك» : ذاك، وإن كان للمؤنث فواحده: «ذى»، أو: «تى» ٦- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ «سواء عليهم» : ابتداء، وما بعده من ذكر الإنذار خبره، والجملة خبر «إن»، و «الذين» اسم «إن»، وصلته: «كفروا».
«أأنذرتهم» : الألف ألف تسوية، لأنها أوجبت أن الإنذار لمن سبق له فى علم الله الشقاء، أي: فسواء عليه الإنذار وتركه، سواء عليهم لا يؤمنون أبدا ولفظه (أ) لفظ الاستفهام، ولذلك أتت بعدها «أم».
ويجوز أن يكون «سواء» خبر، وما بعده فى موضع رفع بفعله. هو «سواء». ويجوز أن يكون خبر «أن» : لا يؤمنون.
٧- خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ «وعلى سمعهم» : إنما وحد ولم يجمع كما جمعت «القلوب»، و «الأبصار» لأنه مصدر.
وقيل: تقديره: وعلى مواضع سمعهم.
«غشاوة» رفع بالابتداء، والخبر «وعلى أبصارهم»، والوقف على «سمعهم» حسن. وقد قرأ عاصم بالنصب على إضمار فعل، كأنه قال: وجعل على أبصارهم غشاوة، والوقف على «سمعهم» يجوز فى هذه القراءة، وليس كحسنه فى قراءة من رفع.
٨- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ «ومن النّاس» : فتحت نون «من» للقائها الساكن، وهو لام التعريف، وكان الفتح أولى بها من الكسر لانكسار الميم مع كثرة الاستعمال. وأصل «الناس»، عند سيبويه: الأناس، ثم حذفت الهمزة، كحذفها فى «إلاه»، ودخلت لام التعريف.
وقيل: بل أصله: ناس، لقول العرب فى التصغير: نويس.
قال الكسائي: هما لغتان.
«من يقول» : فى موضع رفع بالابتداء، وما قبله خبره.
«آمن» : المدة أصلها همزة ساكنة، وأصله أأمن، ثم أبدلت من الهمزة الساكنة ألفا لانفتاح ما قبلها «الآخر» : المدة، ألف زائدة، لبناء «فاعل»، وليس أصلها همزة.
«وما هم بمؤمنين» : هم، اسم «ما»، و «مؤمنين» الخبر، و «الباء» زائدة، دخلت عند البصريين لتأكيد النفي، وهى عند الكوفيين دخلت جوابا لمن قال: إن زيدا لمنطلق.
٩- يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ «يخادعون اللَّه» : يجوز أن يكون حالا من «من»، فلا يوقف دونه، ويجوز أن يكون لا موضع له من الإعراب فيوقف دونه.
١٠- فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً، وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ «فى قلوبهم مرض» : ابتداء وخبر.
«ولهم عذاب أليم» : ابتداء وخبر. و «أليم»، فعيل بمعنى مفعول، أي: مؤلم.
«بما كانوا يكذبون» : الباء، متعلقة بالاستقرار، أي: وعذاب مؤلم مستقر لهم بكونهم يكذبون بما أتى به نبيهم. و «ما» والفعل مصدر. و «يكذبون» خبر كان.
١١- وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ «وإذا قيل لهم» : إذا، ظرف، فمن النحويين من أجاز أن يكون العامل فيه «قيل»، ومنهم من منعه، وقدر فعلا مضمرا، يدل عليه الكلام، يعمل فى «إذا» وكذلك قياس ما هو مثله.
ويجوز أن يكون العامل «قالوا»، وهو جواب «إذا».
و «قيل»، أصلها: قول، على «فعل»، ثم نقلت حركة الواو إلى القاف، فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
«نحن مصلحون» : ابتداء وخبر، و «ما» فى «إنما» كافة ل «إن» عن العمل و «نحن» اسم مضمر مبنى، ويقع للاثنين والجماعة والمخبرين عن أنفسهم، وللواحد الجليل القدر.
١٢- أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ «هم المفسدون» : ابتداء وخبر «إن».
ويجوز أن تكون «هم» فاصلة لا موضع لها من الإعراب، أو: تكون توكيدا للهاء والميم فى «إنهم»، و «المفسدون» الخبر.
١٥- اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ «يعمهون» : حال من المضمر المنصوب فى «يمدهم».
١٦- أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ «اشتروا» : أصله «اشتريوا»، فقلبت الياء ألفا. وقيل: أسكنت استخفافا. والأول أحسن، وأجرى على الأصول، ثم حذفت فى الوجهين، لسكونها وسكون واو الجمع بعدها، وحركت الواو فى «اشتروا» لالتقاء الساكنين. واختير لها الضم للفرق بين واو الجمع والواو الأصلية، نحو: استقاموا.
وقال الفراء: حركت بمثل حركة الياء المحذوفة قبلها.
وقال ابن كيسان: الضمة فى الواو أخف من الكسر، فلذلك اختيرت، إذ هى من جنسها.
وقال الزجاج: اختير لها الضم إذ هى واو جمع، فضمت كما ضمت النون فى «نحن»، إذ هو جمع أيضا.
وقد قرىء بالكسر على الأصل.
وأجاز الكسائي همزها لانضمامها، وفيه بعد.
وقد قرئت بفتح الواو، استخفافا.
١٧- مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ «أضاءت ما حوله» : ما، فى موضع نصب ب «أضاءت». و «النار» فاعله، وهى مضمرة فى «أضاءت».
«ولا يبصرون» : فى موضع الحال من الهاء والميم فى «تركهم».
١٨- صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ «صمّ» : مرفوع على إضمار مبتدأ، وكذلك ما بعده.
ويجوز نصب ذلك كله على الحال من المضمر فى «تركهم»، وهى قراءة ابن مسعود وحفص.
ويجوز النصب أيضا على إضمار «أعنى».
«فهم لا يرجعون» ابتداء وخبر فى موضع الحال أيضا من المضمر فى «تركهم».
١٩- أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ «كصيّب» : أصله: صيوب، على وزن «فيعل»، ثم أدغمت الواو فى الياء، ويجوز التخفيف فى الباء.
وقال الكوفيون: هو فعيل، أصله: صويب، ثم أدغم. ويلزمهم الإدغام فى: طويل، وعويل وذلك لا يجوز.
مثلهم مثل الذي استوقد نارا، أو مثل صيب.
وإن شئت أضمرت مبتدأ تكون الكاف خبره تقديره: أو مثلهم مثل صيب.
«يجعلون» : فى موضع الحال من المضمر فى «تركهم» أي: تركهم فى ظلمات غير مبصرين غير عاقلين جاعلين أصابعهم.
وإن شئت جعلت هذه الأحوال منقطعة عن الأول مستأنفة، فلا يكون لها موضع من الإعراب.
وقد قيل: إن «يجعلون» حال من المضمر فى «فيه»، وهو يعود على «الصيب» كأنه قال: جاعلين أصابعهم فى آذانهم من صواعقه يعنى: الصيب.
«حذر الموت» : مفعول من أجله.
«واللَّه محيط» : ابتداء وخبر. وأصل: «محيط» : محيط، ثم ألقيت حركة الياء على الحاء.
٢٠- يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «يكاد البرق» : يكاد، فعل للمقاربة، إذا لم يكن معه نفى قارب الوقوع ولم يقع، نحو هذا، وإذا صحبه نفى فهو واقع بعد إبطاء، نحو قوله «فذبحوها وما كادوا يفعلون» الآية: ٧١ أي: فعلوا الذبح بعد إبطاء.
و «كاد» : الذي للمقاربة أصله: «كود» و «يكاد: يكود»، فقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، كخاف يخاف.
«كلّما» : نصب على الظرف ل «مشوا». وإذا كانت «كلما» ظرفا فالعامل فيها الفعل الذي هو جواب لها، وهو «مشوا» لأن فيها معنى الشرط، فهى تحتاج إلى جواب، ولا يعمل فيها «أضاء» لأنها فى صلة «ما».
٢١- يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ «يا أيّها النّاس» : أي، منادى مفرد مضموم. و «الناس» نعت له. ولا يجوز نصب «الناس» عند أكثر النحويين، لأنه نعت لا يجوز حذفه، فهو المنادى فى المعنى، كأنه قال: يا ناس.
وأجاز المازني نصبه على الموضع، كما يجوز: يا زيد الظريف، على الموضع.
٢٢- وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً..
«خليفة» : فعيلة بمعنى: فاعلة، أي: يخلف بعضهم بعضا.
٢٣- قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ «وأعلم ما تبدون» : يجوز أن يكون «أعلم» فعلا، ويجوز أن يكون اسما، بمعنى: عالم، فيكون «ما» فى موضع
٣٢- قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ «سبحانك» منصوب على المصدر. والتسبيح: التنزيه للَّه من السوء. فهو يؤدى معنى: «نسبحك تسبيحا» أي: ننزهك ونبرئك.
«إنّك أنت العليم الحكيم» : إن شئت جعلت «أنت» فى موضع نصب تأكيدا للكاف، وإن شئت جعلتها مرفوعة، مبتدأة، و «العليم» خبرها، وهى وخبرها خبر «إن». وإن شئت جعلتها فاصلة لا موضع لها من الإعراب، و «الحكيم» نعت ل «العليم». وإن شئت جعلته خبرا بعد خبر «إن».
٣٤- وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى...
«للملائكة» : هو جمع «ملك» وأصل «ملك» : مألك، ثم قلبت الهمزة فردت فى موضع اللام فصارت: ملاك. فأصل وزنه «مفعل»، مقلوب إلى «معفل». ثم ألقيت حركة الهمزة على اللام فصارت «ملك»، فلما جمع رد إلى أصله بعد القلب. فلذلك وقعت الهمزة بعد اللام فى «ملائكة»، ولو جمع على أصله قبل القلب لقيل:
مآلك، على مفاعل.
«إلّا إبليس» : إبليس، نصب على الاستثناء المنقطع، ولم ينصرف لأنه أعجمى معرفة.
وقال أبو عبيدة: هو عربى مشتق من «أبلس»، إذا يئس من الخير، لكنه لا نظير له فى الأسماء، وهو معرفة فلم ينصرف لذلك.
٣٥- وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ «آدم» : أفعل، مشتق من الأدمة، وهو اللون، فلم ينصرف لأنه معرفة، وأصله الصفة، وهو على وزن الفعل.
وقيل: هو مشتق من أديم الأرض، وهو وجهها، وهذا بعيد لأنه يحتمل أن يكون وزنه فاعلا، كطابق.
يجب صرفه إذ ليس فيه من معنى الصفة شىء، و «أفعل» أصلها الصفة.
«رغدا» : نعت لمصدر محذوف تقديره: أكلا رغدا. وهو فى موضع الحال عند ابن كيسان. أعنى المصدر لمحذوف، وحذفت النون من «فتكونا» لأنه منصوب، جوابا للنهى.
ويجوز أن يكون حذف النون للجزم، فهو عطف على: «ولا تقربا».
«بعضكم لبعض عدوّ» : ابتداء، وخبر منقطع من الأول. وإن شئت فى موضع الحال من الضمير فى اهبطوا» وفى الكلام حذف «واو» استغنى عنها للضمير العائد على المضمر فى «اهبطوا»، تقديره: قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو أي: اهبطوا وهذه حالكم. وإثباتها فى الكلام حسن، ولو لم يكن فى الكلام عائد لم يجز دف الواو. ولو قلت: لقيتك وزيد راكب، لم يجز حذف الواو فإن قلت: راكب إليك جاز حذف الواو وإثباتها.
٣٧- فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ «إنه هو التّواب الرّحيم» : هو، فى وجوهها بمنزلة «أنت» فى (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) الآية: ٣٢ ٣٨- قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ «جميعا»، حال من المضمر فى «اهبطوا».
«فإمّا يأتينكم» : إما، حرف للشرط بجزم الأفعال، وهى «إن» التي للشرط زيدت معها «ما» للتأكيد، ودخلت النون المشددة للتأكيد أيضا فى «يأتينكم»، لكن الفعل مع النون مبنى غير معرب.
«هدى» : فى موضع رفع بفعله «فمن تبع هداى» : من، اسم تام للشرط، مرفوع بالابتداء، يجزم ما بعده من الأفعال المستقبلة وجوابها، ويكون الماضي بعده فى موضع جزم.
٣٩- وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ «هم فيها خالدون» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من «أصحاب»، أو من «النار»، تقول: زيد ملك الدار وهو جالس فيها، فقولك «وهو جالس» حال من المضمر فى «ملك»، أي: ملكها فى حال جلوسه فيها.
وإن شئت جعلته حالا من «الدار» لأن فى الجملة ضميرين: أحدهما يعود على «زيد»، الآخر يعود على «الدار» فحسن الحال منهما جميعا لأجل الضمير.
ولو قلت: زيد ملك الدار وهو جالس، لم يكن إلا حالا من المضمر فى «ملك» لا غير، إذ لا ضمير فى الجملة يعود على «الدار».
ولو قلت: ملك زيد الدار وهى مبنية، لم تكن الجملة إلا فى موضع الحال من «الدار»، إذ لا ضمير يعود على المضمر فى «ملك». فإن زدت «من ماله» ونحوه، جاز أن يكون حالا من المضمر ومن «الدار»، فكذلك الآية لما كان فى قوله «هم فيها خالدون» ضميران جاز أن يكون حالا منهما جميعا، فقس عليها ما أشبهها، فإنه أصل يتكرر فى القرآن كثيرا.
٤٠- يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ «إسرائيل» : اسم معرفة أعجمى، ولذلك لم ينصرف.
«وأوفوا» : أصله «أوفيوا»، على «أفعلوا»، فردت حركة الياء على الفاء، وحذفت الياء لسكونها تكون الواو بعدها.
«أوف بعهدكم» : جزم لأنه جواب الأمر.
«وإيّاى فارهبون» : إيّاى، منصوب بإضمار فعل، وهو الاختيار لأنه أمر، ويجوز: وأنا فارهبون، على الابتداء والخبر، وهو بمنزلة قولك: زيد فاضربه لأن الياء المحذوفة من «فارهبون» كالهاء فى «اضربه»، لكن يقدر الفعل الناصب ل «إياى» بعده تقديره: وإياى ارهبوا فارهبون. ولو قدرته قبله لا تصل به، فكنت تقول: فارهبون فارهبون.
٤١- وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ...
«مصدقا» : حال من الهاء المحذوفة، من «أنزلت» تقديره: أنزلته لأن «ما» بمعنى «الذي».
وإن شئت جعلته حالا من «ما» فى «بما».
«أول كافر» : أول اسم لم ينطق به بفعل عند سيبويه، وزنه «أفعل»، فاؤه واو وعينه واو، ولذلك لم يستعمل منه فعل، لاجتماع الواوات.
وقال الكوفيون: هو «أفعل» من «وأل»، إذا لجأ، فأصله: أوأل، ثم خففت الهمزة الثانية بأن أبدل منها واو، وأدغمت الأولى فيها. وانتصب «أول» على خبر «كان». و «كافر» نعت لمحذوف تقديره: أول فريق كافر، ولذلك جاء بلفظ التوحيد، والخطاب لجماعة. وقيل: تقديره: أول من كفر به.
٤٢- وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
«وأنتم تعلمون» ابتداء وخبر فى موضع الحال من المضمر فى «ولا تلبسوا».
٤٣- وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ «وأقيموا» : وزنه «أفعلوا»، وأصله: أقوموا، فنقلت حركة الواو على الفاء فانكسرت، وسكنت الواو فانقلبت ياء لانكسار ما قبلها. والمصدر منه: إقامة. وعلته كعلة «استعانة» ٤٥- وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ «واستعينوا» : قياسه فى علته مثل «نستعين»، والهاء فى قوله «وإنها لكبيرة» تعود على، على الاستعانة.
ودل على «الاستعانة» قوله «واستعينوا»، وقيل: بل تعود على «الصلاة»، وهذا أبين الأقوال لقربها منها.
٤٦- الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ «إليه» الهاء، تعود على اللَّه جل ذكره. وقيل: بل تعود على «اللقاء»، لقوله: «ملاقوا ربهم».
٤٨- وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً «واتقوا يوما» : يوما، مفعول ل «اتقوا»، و «لا تجزى» وما بعده، من الجملة التي فى أولها «لا»، كلها صفات ل «يوم»، ومع كل جملة ضمير محذوف يعود على «يوم»، ولولا ذلك لم تجز الصفة، تقديره: لا تجزى فيه، ولا تقبل منها شفاعة فيه، ولا يؤخذ منها عدل فيه، ولا هم ينصرون فيه.
وقيل: التقدير: لا تجزيه نفس، فجعل الظرف مفعولا على السعة، ثم حذف الهاء من الصفة، وحذف الهاء أحسن من حذف «فيه»، ولولا تقدير هذه الضمائر لأضفت «يوما» إلى «تجزى» كما قال (يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) ٧٧: ٣٥، و (يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ) ٨٢: ١٩، وهو كثير، فإذا أضفته فلا يكون ما بعده صفة له، ولا يحتاج إلى تقدير ضمير محذوف. وقد أجمع القراء على تنوينه.
٤٩- وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ «وإذ» : فى موضع نصب، عطف على «نعمتى» الآية: ٤٧ أي: واذكروا إذ نجيناكم وكذلك قوله تعالى (وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ) الآية: ٥٠: أي: اذكروا إذ فرقنا.
يعدد سبحانه عليهم نعمه المتقدمة على آبائهم «آل فرعون»، فرعون، معرفة أعجمى، فلذلك لا ينصرف. و «آل» أصله: أهل، ثم أبدل من «الهاء» همزة، فصارت: آل، ثم أبدل من الهمزة ألفا، لانفتاح ما قبلها وسكونها، فإذا صغرته رددته إلى أصله،
أأوال، على «أفعال».
«يسومونكم» : فى موضع الحال من «آل».
«يذبحون» : حال من «آل» أيضا. وإن شئت من المضمر فى «يسومون»، وكذلك: «ويستحيون نساءكم».
٥١- وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ «موسى» :«مفعل»، من «أوسيت»، وقيل: هو من: «ماس يميس»، ويفتح السين فى الجمع السالم فى الوجهين، عند البصريين، لتدل على الألف المحذوفة.
وقال الكوفيون: إن جعلته «فعلى» ضممت «السين» فى الرفع وفى الجمع، وكسرتها فى النصب والخفض، كقاض.
«أربعين ليلة» : تقديره: تمام أربعين، فهو مفعول ثان.
«ثم اتخذتم العجل من بعده» : المفعول الثاني ل «اتخذتم» محذوف تقديره: ثم اتخذتم العجل من بعده إلها.
«وأنتم ظالمون» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر فى «اتخذتم»، وكذا: «وأنتم تنظرون» ١٢: ٥٠، فى موضع الحال من المضمر فى «اتخذتم».
٥٣- وَإِذْ آتَيْنا (انظر الكلام على «إذ» فى الآية السابقة) ٥٤- وَإِذْ قالَ مُوسى (انظر الكلام على «إذ» فى الآية السابقة) ٥٥- وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً...
«جهرة» : مصدر، فى موضع الحال من المضمر فى «قلتم».
٥٨- وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ....
«رغدا» : مثل الأول (الآية: ٣٥).
«سجدا» : حال من المضمر، فى «ادخلوا».
(م ٢- الموسوعة القرآنية ج ٤)
وقيل: هو حكاية أمروا بقولها، مرفوعة، فحكوها، ولو أعلمت «القول» لنصبت.
«خطاياكم» : جمع: خطية. وسيبويه يرى أنه لا قلب فيه، ولكنه أبدل من الهمزة الثانية، التي هى لام الفعل، ياء: ثم أبدل منها ألفا، فوزنه، عند سيبويه: فعائل، محولة: من «فعايل».
وقال الفراء: «خطايا» : جمع: خطية، بغير همز، كهدية وهدايا.
٦١- وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ «يخرج لنا ممّا تنبت الأرض» : المفعول. محذوف، تقديره: يخرج لنا مأكولا. وقيل: المفعول هو «ما»، و «من» زائدة.
«من بقلها» : بدل من «مما» بإعادة الخافض، ف «من» الأولى للتبعيض، والثانية للتخصيص.
فى قول ابن كيسان.
«الذي هو أدنى» : قيل: الألف، بدل من همزة، وهو من الدناءة، فالألف على هذا فى «أدنى» بدل من همزة وقيل: هو من «الدون». وأصله: «أدون»، ثم قلبت وقيل: هو من «الدنو» أي: أقرب فيكون من: دنا يدنو.
«مصرا» : إنما صرفت لأنها نكرة. وقيل: لأنها اسم للبلد، فهو مذكر.
وقال الكسائي: صرفت لخفتها.
«ما سألتم» : فى موضع نصب. اسم «إن».
٦٢- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ....
«من آمن» : من، رفع بالابتداء، وهى الشرط.
«فلهم» : جواب الشرط، وهو خبر الابتداء، والجملة خبر «إن».
ويجوز أن يجعل «من» بدلا من «الذي»، فيبطل الشرط لأن الشرط لا يعمل فيه ما قبله، ويكون الفاء فى «فلهم».
دخلت لجواب الإبهام، كما تدخل مع «الذي»، يقول: إن الذي يأتيك فله درهم، وقال اللَّه جل ذكره (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) ٦٣: ٨، فلا بد من محذوف يعود على «الذين» من خبرهم، إذا جعلت «من» مبتدأه، تقديره: من آمن منهم.
٦٣- وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ «ما آتيناكم» : العائد على «ما» محذوف، تقديره: ما آتيناكموه. و «ما» منصوبة ب «أخذوا»، بمعنى: «الذي»
«لكنتم» : جواب «لولا».
٦٥- وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ «خاسئين» : خبر ثان ل «كان». وإن شئت جعلته نعتا ل «قردة». وقيل فى جعله نعتا لقردة عدولا عن الأصول، إذ الصفة جمع لمن يعقل والموصوف لما لا يعقل. وإن شئت حالا من المضمر فى «كونوا».
٦٦- فَجَعَلْناها نَكالًا لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ «فجعلناها» : تعود «الهاء» على «القردة».
وقيل: بل تعود على «المسخة» التي دل عليها الخطاب. وقيل: بل تعود على «العقوبة» التي دل عليها الكلام.
وكذلك الاختلاف فى الهاء فى «يديها» و «خلفها».
٦٨- قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ..
«لا فارض» : يجوز رفعه على إضمار مبتدأ أي: لا هى فارض. ويجوز أن يكون نعتا للبقرة، ومثله:
«ولا بكر»، ومثله: «لا ذلول» الآية: ٧١.
«عوان» : رفع على إضمار مبتدأ، أي: هى عوان. ويجوز أن يكون نعتا للبقرة. وعلى إضمار مبتدأ، أحسن.
٦٩- قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها «ادع لنا ربّك» : لغة بنى عامر فى «ادع لنا» كسر العين، لسكونها وسكون الدال قبلها، كأنهم يقدرون أن العين لام الفعل فيجزمونها، وهو فعل مجزوم عند الكوفيين، ومبنى عند البصريين.
«يبين لنا ما لونها» : ما، استفهام، مرفوع بالابتداء. و «لونها» الخبر. ولم يعمل فيها «يبين» إذ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله. ولو جعلت «ما» زائدة نصبت «لونها»، كما قال تعالى «أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ» ٢٨: ٢٨، فخفضت «الأجلين» بإضافة «أي» إليهما. و «ما» زائدة.
«إن البقر تشابه علينا «إن شاء اللَّه»، إن شرط، وجوابها، «إنّ» وما عملت فيه وقال المبرد: الجواب محذوف.
٧١- قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ....
«تثير: الأرض» : تثير، فى موضع الحال من المضمر فى «ذلول».
«ولا تسقى الحرث» : فى موضع النعت للبقرة وإن شئت جعلته خبر ابتداء محذوف أي: وتسقى الحرث.
«مسلّمة» : خبر ابتداء، محذوف أي: وهى مسلمة.
«لاشية فيها» : خبر ثان ل «هى» المضمرة.
وإن شئت جعلت «لاشية فيها» فى موضع النعت ل «بقرة»، وكذلك «مسلمة».
وأصل «شية» : وشية، ثم حذفت الواو، كما حذفت فى «يشى»، ونقلت كسرة الواو إلى الشين.
«الآن جئت بالحقّ» : الآن، ظرف للزمان الذي أنت فيه، وهو مبنى لمخالفته سائر ما فيه الألف وإذ دخلتا فيه لغير عهد ولا جنس.
وقيل: أصل «الآن». أوان، ثم أبدلوا من الواو ألفا، وحذفت إحدى الألفين لالتقاء الساكنين.
٧٣- فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى....
«كذلك يحيى اللَّه الموتى» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف.
٧٤- ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ «لما يتفجر، لما يشقق، لما يهبط» : ما، فى ذلك كله، فى موضع نصب ب «إن» واللامات، لا مات والجار والمجرور خبر «إن».
وقال الكوفيون: «أن»، فى موضع خفض بإضمار الخافض المقدر فيه، وكذلك الاختلاف فى «أن» حيث وقعت إذا حذف معها حرف الجر.
«يسمعون كلام اللَّه» : يسمعون، خبر «كان»، و «منهم» نعت ل «فريق».
ويجوز أن يكون «منهم» الخبر، و «يسمعون» نعت ل «فريق» «وهم يعلمون» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر فى «يحرفون».
٧٦- وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ «ليحاجّوكم» : اللام، لام «كى» ناصبة للفعل بإضمار «أن»، وهى لام الجر التي تدخل فى الأسماء.
و «أن» المضمرة والفعل مصدر. فهى داخلة فى اللفظ على الفعل وفى المعنى على الاسم وبنو العنبر يفتحون لام «كى»، وبعض النحويين يقول: أصلها الفتح.
٧٨- وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ «ومنهم أمّيّون» : ابتداء وخبر.
«لا يعلمون» : نعت ل «أميين».
«إلا أمانىّ» استثناء ليس من الأول.
«وإن هم إلا يظنّون» : إن، بمعنى «ما»، وما بعده ابتداء وخبر، و «إلا» تحقيق النفي. وحينما رأيت «إن» مكسورة مخففة، وبعدها «إلا» ف «إن» بمعنى «ما».
٧٩- فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ...
«فويل للذين» : ابتداء وخبر. ويجوز نصب «ويل» على معنى: ألزمهم اللَّه ويلا.
و «ويل» : مصدر لم يستعمل منه فعل، لأن فاءه وعينه من حروف العلة، وهو ما يدل على أن الأفعال مشتقة
٨١- بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ «بلى من كسب سيّئة» : بلى، بمنزلة «نعم»، إلا أن «بلى» لا تكون إلا جوابا لنفى قد تقدم، و «نعم» لا تكون إلا جوابا لإيجاب تقدم. و «الهاء» فى «أحاطت به» تعود على «من» وقيل: تعود على «الكسب».
و «من» رفع بالابتداء، وهى شرط. و «أولئك» ابتداء ثان و «أصحاب النار» خبره والجملة خبر عن «من»، و «هم فيها خالدون»، ابتداء وخبر فى موضع الحال من «أصحاب»، أو من «النار»، على اختلاف فى ذلك.
٨٣- وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً...
«لا تعبدون إلا اللَّه» : تقديره، عند الأخفش: أن لا تعبدوا، فلما حذفت «أن» ارتفع الفعل.
وقيل: هو قسم معناه: واللَّه لا تعبدون.
وهو «فى موضع الحال من، بنى إسرائيل» أي: أخذنا ميثاقهم موحدين. ومثله فى جميع وجوهه:
«لا تسفكون» (الآية: ٨٤).
«إحسانا» : مصدر أي: أحسنوا إحسانا.
وقيل: هو مفعول، بمعنى: استوصوا بالوالدين إحسانا.
«وقولوا للناس حسنا» : تقديره: قولوا ذا حسن، فهو مصدر.
ومن فتح «الحاء والسين» جعله نعتا لمصدر محذوف، تقديره: قولا حسنا.
وقيل: إن القراءتين على لغتين، يقال: الحسن والحسن، بمعنى. فهما جميعا نعتان لمصدر محذوف.
٨٥- ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
وقيل: «هؤلاء» بمعنى «الذين»، فيكون خبرا ل «أنتم»، وما بعده صلته.
وقيل: «هؤلاء»، منادى، أي: يا هؤلاء. ولا يجيزه سيبويه وقيل: «هؤلاء» خبر «أنتم»، و «تقتلون» حال من «هؤلاء» لا يستغنى عنها، وكما أن نعت المبهم لا يستغنى عنه، فكذلك حاله.
وقال ابن كيسان: أنتم، ابتداء، و «تقتلون» الخبر. ودخلت» هؤلاء» لتخص به المخاطبين، إذ نبهوا على الحال التي هم عليها مقيمون.
«تظاهرون» : من خفف حذف إحدى التاءين، والمحذوفة هى الثانية، عند سيبويه، وهى الأولى عند الكوفيين.
«أسارى». أجاز أبو إسحاق فتح الهمزة، مثل: سكارى ومنعه أبو حاتم. وأجاز المبرد: أسراء وهى فى موضع نصب على الحال من المضمر المرفوع فى «يأتوكم».
«وهو محرم عليكم إخراجهم» : هو، كناية عن الخبر والحديث، مبتدأ، و «الإخراج»، مبتدأ ثان.
و «محرم» خبره، والجملة خبر «هو»، وفى «محرم» ضمير المفعول الذي لم يسم فاعله يعود على، «الإخراج».
وإن شئت رفعت «محرما» بالابتداء. ولا ضمير فيه، وإخراجهم «مفعول لم يسم فاعله، يسد مسد خبر «محرم»، والجملة خبر «هو».
وإن شئت جعلت «هو» يعود على «الإخراج»، لتقدم ذكر «يخرجون»، و «محرم» خبره، و «إخراجهم» بدل من «هو».
ولا يجوز أن يكون «هو» فاصلة، إذ لم يتقدم قبلها شىء، وهذا مثل قوله «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» الإخلاص: ١، أي: الأمر الحق اللَّه أحد.
«فما جزاء» : ما، استفهام، رفع بالابتداء، و «جزاء» وما بعده خبره.
وإن شئت جعلت «ما» نفيا.
«ويوم القيامة» : ظرف منصوب ب «يردون».
٨٩- وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ
وقيل: «كفروا به» المذكور، جواب «لما» الأولى والثانية.
٩٠- بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ...
«بئسما اشتروا به أنفسهم» : ما، فى موضع رفع ب «بئس»، و «أن يكفروا» بدل من «ما»، و «أن» فى موضع رفع.
وقيل: «أن» بدل من الهاء فى «به»، وهى موضع خفض.
وقيل: هى فى موضع رفع على إضمار مبتدأ.
وقال الكوفيون: «بئس» و «ما» اسم واحد فى موضع رفع.
وقال الأخفش: «ما» نكرة، موضعها نصب على التفسير.
وقيل: «ما» نكرة، و «اشتروا به أنفسهم» نعت ل «ما»، و «أن» فى موضع رفع بالابتداء، أو على إضمار مبتدأ، كما تقول: بئس رجلا ظريفا زيد.
وقال الكسائي: الهاء فى «به» تعود على «ما» المضمرة، و «ما» الظاهرة موضعها نصب، وهى فكرة تقديره: بئس شيئا ما اشتروا به.
«بغيا أن ينزل» : بغيا، مفعول من أجله، وهو مصدر، و «أن» فى موضع نصب، بحذف حرف الخفض منه تقديره: بأن ينزل اللَّه.
٩١-..... وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ...
«مصدقا» : حال من «الحق»، مؤكدة، ولولا أنها مؤكدة ما جاز الكلام، كما لا يجوز: هو زيد قائما لأن «زيدا» قد يخلو من القيام، وهو زيد بحاله و «الحق» لا يخلو أن يكون مصدقا لكتاب اللَّه.
٩٤- قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ «خالصة» : خبر كان وإن شئت نصبتها على الحال من «الدار»، وجعلت «عند اللَّه» خبر «كان».
«إن كنتم صادقين» : شرط، وما قبله جوابه..
٩٦- وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ....
«وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمّر» : هو، كناية عن «أحد»، وهو مبتدأ، و «أن يعمر» فى موضع رفع لأنه فاعل رفعته ب «مزحزح»، و «الجملة خبر «هو».
وأجاز الكوفيون أن يكون «هو» مجهولا مبتدأ، بمعنى الحديث والأمر، وما بعده ابتداء وخبره فى موضع خبر «هو».
ودخول الباء فى «بمزحزحه» يمنع من هذا التأويل لأن المجهول لا يفسر إلا بالجمل السالمة من حروف الخفض.
١٠٠- أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ «أو كلّما» : الواو، عند سيبويه، واو عطف دخلت عليها ألف الاستفهام.
وقال الأخفش: «الواو» زائدة.
وقال الكسائي: هى «أو» حركت الواو منها. ولا قياس لهذا القول.
كلما» على الظرف، والعامل فعل دل عليه «نبذه».
١٠١- وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ «كأنهم» : الكاف، حرف تشبيه لا موضع لها من الإعراب. وموضع الجملة موضع رفع نعت ل «فريق».
١٠٢- وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ «يعلمون النّاس» : هو فى موضع حال من «الشياطين»، أو من المضمر فى «كفروا»، وهو أولى وأحسن أي: كفروا فى حال تعليمهم السحر للناس.
وإن شئت جعلته خبرا ثانيا ل «لكن»، فى قراءة من شدد النون.
وإن شئت جعلت «يعلمون» بدلا من «كفروا» لأن تعليم السحر كفر فى المعنى «وما أنزل على الملكين» : ما، فى موضع نصب، عطف على «واتبعوا ما».
وقيل: هى حرف ناف أي: لم ينزل على الملكين ببابل شىء.
«فيتعلمون» : معطوف على «يعلمان».
وقيل: تقديره: فيأتون فيتعلمون. ولا يجوز أن يكون جوابا لقوله «فلا تكفر».
«لمن اشتراه» : من، فى موضع رفع بالابتداء، وخبره «ماله فى الآخرة من خلاق»، و «من خلاق» مبتدأ، و «من» زيدت لتأكيد النفي، و «له» خبر الابتداء، والجملة خبر «من»، واللام لام الابتداء، وهى لام التوكيد، يقطع ما بعدها مما قبلها، ولا يعمل ما قبل اللام فيما بعدها، كحرف الاستفهام، وكالأسماء التي يجزم بها فى الشرط، وإنما يعمل فى ذلك ما بعده. ومنه قوله «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ» ٢٦: ٢٧، ف «أي» نصب ب «ينقلبون» لا ب «سيعلم».
١٠٣- وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ «ولو أنّهم آمنوا» : أن، فى موضع رفع بفعل مضمر تقديره: ولو وقع إيمانهم و «لو» حقها أن يليها الفعل، إما مضمرا وإما مظهرا لأن فيها معنى الشرط، والشرط بالفعل أولى وكذلك قوله «وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ» ٩: ٦، ف «أحد» مرفوع بفعل مضمر تقديره: وإن استجارك أحد من المشركين استجارك، وكذلك عند البصريين «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ» ٨٤: ١، و «إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» ٨١: ١، و «إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ» ٨٢: ١، وشبه ذلك، كله مرفوع بفعل مضمر لأن، «إذا» فيها معنى المجازاة، فهى بالفعل أولى، فالفعل مضمر بعدها، وهو الرافع للاسم، وهو كثير فى القرآن، ولا بد ل «لو» من جواب مضمر أو مظهر، وإنما لم تجزم «لو»، على ما فيها من معنى الشرط، لأنها لا تجعل الماضي بمعنى المستقبل، فامتنعت من العمل، والجواز لذلك.
«لمثوبة» : مبتدأ، و «خير» خبره، واللام جواب «لو».
١٠٤- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا...
«راعنا» : فى موضع نصب بالقول، ومن نونه جعله مصدرا أي: لا تقولوا رعونة.
١٠٥- ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ «من خير من ربكم» : من خير، فى موضع رفع، مفعول لم يسم فاعله ب «ينزل»، و «من» زائدة لتأكيد النفي.
و «من ربكم» : من، لابتداء الغاية، متعلقة ب «ينزل».
١٠٨- أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ «كما سئل موسى» : الكاف، فى موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره: سؤالا كما.
١٠٩- وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ...
«كفّارا» : مفعول ثان ل «يردونكم».
وإن شئت حالا من الكاف والميم فى «يردونكم».
«حسدا» : مصدر.
«من عند أنفسهم» : من، متعلقة ب «حسدا»، فيجوز الوقوف على «كفارا»، ولا يوقف على «حسدا».
وقيل: هى متعلقة ب «ود كثير»، فلا يوقف على «كفارا»، ولا على «حسدا».
١١١- وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى...
«هودا» : جمع: هائد»، وهو التائب.
وقال الفراء: «هود» أصله: «يهودى» ثم حذف ولا قياس يعضد هذا القول.
١١٤- وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ «أن يذكر فيها اسمه» : أن، فى موضع نصب. بدلا من «مساجد»، وهو بدل الاشتمال.
وقيل: هو مفعول من أجله.
«إلا خائفين» : حال من المرفوع فى «يدخلونها».
١١٧- وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ «فيكون» : من نصبه جعله جوابا لكن فيه بعد فى المعنى.
ومن رفعه قطعه على معنى: فهو يكون. (وانظر: الآية: ٤٠ من سورة النحل).
١١٨-... كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ
ويجوز أن يكون فى موضع رفع على الابتداء، وما بعد ذلك الخبر.
«مثل قولهم» : نصب ل «قال». وإن شئت جعلته نعتا لمصدر محذوف.
١١٩- إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ «بشيرا ونذيرا». حال من الكاف فى «أرسلناك».
١٢١- الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ «الذين»، مبتدأ، وخبره «أولئك يؤمنون به»، و «يتلونه» حال من «الكتاب»، أو من المضمر المنصوب فى «آتيناهم»، ولا يجوز أن يكون الخبر «يتلونه» لأنه يوجب أن يكون كل من أوتى الكتاب يتلوه حق تلاوته، وليس هم كذلك، إلا أن تجعل «الذين أوتوا الكتاب» : الأنبياء، فيجوز ذلك.
«حق تلاوته» : مصدر، أو نعت لمصدر محذوف، وهو أحسن.
١٢٣- وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً...
«واتّقوا يوما لا تجزى» : مثل الأول فى حذف الضمير من النعت، متصلا أو منفصلا (وانظر الآية: ٤٨) ١٢٦- وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ «من آمن منهم باللَّه» : من، بدل من «أهله»، بدل بعض من كل.
«قال ومن كفر» : من، فى موضع نصب، «أي» : وأرزق من كفر فأمتعه.
ويجوز أن يكون من الشرط، وينصبها بفعل مضمر بعدها، أي: ومن كفر أرزق، و «فأمتعه» جواب الشرط، ارتفع لدخول الفاء.
ويجوز أن يكون «من» رفعا بالابتداء، و «فأمتعه» خبره والكلام شرط أيضا وجواب ١٣٠- وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ «إلّا من سفه نفسه» : أي: فى نفسه، فنصب لما حذف حرف الجر.
وقيل: معنى «سفه» : جهل وضيع، فتعدى فنصب «نفسه».
وقال الفراء: نصب «نفسه» على التفسير.
وقيل: قوله: «فى الآخرة» بيان، فيقدم على ذلك.
وقيل: الألف واللام فى «الصالحين» ليستا بمعنى «الذي»، إنما هما للتعريف، فحسن تقدم حرف الجر عليه، وهو متعلق به، وإن كان مقدما.
١٣٣- أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ «وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق» : إله، بلفظ الواحد، فيحتمل أن يكون واحدا.
و «إبراهيم» بدل منه، و «إسماعيل وإسحاق» عطف عليه.
ويحتمل نصب «إبراهيم» على إضمار «أعنى»، ويعطف عليه ما بعده. وهى أسماء لا تنصرف للعجمة والتعريف.
وجمع «إبراهيم» و «إسماعيل» : براهيم، وسماعيل. وقيل: براهمة، وسماعلة. والهاء بدل من ياء.
وقال المبرد: جمعها: أباره، وأسامع، وأباريه، وأساميع. فأما إسرائيل. فجمعه: أساريل.
وقال الكوفيون: أسارلة، وأساريل.
«إلها واحدا» : بدل من «إلهك». وإن شئت جعلته حالا منه.
١٣٤- تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ «تلك أمّة قد خلت» : ابتداء وخبر. و «قد خلت» نعت ل «أمة»، وكذلك «لها ما كسبت» نعت ل «أمة» أيضا. ويجوز أن يكون منقطعا لا موضع له من الإعراب.
١٣٥- وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ «بل ملّة إبراهيم حنيفا» : انتصب «ملة» على إضمار فعل تقديره: بل نتبع ملة و «حنيفا» حال من «إبراهيم» لأن معنى «بل نتبع ملة إبراهيم» : بل نتبع إبراهيم.
وقيل: انتصب على إضمار «أعنى»، إذ لا يقع الحال من المضاف إليه.
١٣٨- صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ «صبغة اللَّه» : بدل من «ملة إبراهيم».
«صبغة» : نصب على التمييز.
١٤٣-... وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ...
«وإن كانت لكبيرة» : كبيرة، «خبر»، واسم «كان» مضمر فيها أي: وإن كانت التولية نحو المسجد الحرام لكبيرة. و «إن» بمعنى «ما»، «واللام» بمعنى «إلا».
١٤٧- الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ «الحقّ من ربك» : أي: هو الحق، أو هذا الحق، فهو خبر ابتداء.
وإن شئت رفعته بالابتداء وأضمرت الخبر، تقديره: الحق من ربك يتلى عليك، أو يوحى إليك، ونحوه.
١٤٨- لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ
«ولكل وجهة» : وجهة، مبتدأ، و «لكل» الخبر أي: ولكل أمة قبلة هو موليها.
«هو موليها» : ابتداء وخبر أي: اللَّه موليها إياهم. فالمفعول الثاني ل «مولى» محذوف. وقوله «هو» ضمير، اسم اللَّه جل ذكره. وقيل: هو ضمير «كل» أي: هو موليها نفسه.
فأما قراءة ابن عامر «هو مولاها» فلا يقدر فى الكلام حذف لأن الفعل قد تعدى إلى مفعولين فى اللفظ، أحدهما: مضمر قام مقام الفاعل، مفعول لم يسم فاعله، يعود على «هو»، والثاني: هو «الهاء والألف»، يرجع على الوجه.
وقيل: إنها على المصدر، أي مولى التولية.
واللام فى «لكل» تتعلق ب «مولى»، وهى زائدة كزيادتها فى «ردف لكم» ٢٧: ٢٧، أي: ردوفكم.
«وهو» ضمير «فريق»، كأنه قال: الفريق مولى لكل وجهة، أي: مولى كل وجهة هذا التقدير على قول من جعل الهاء للمصدر.
١٥١- كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ...
«كما أرسلنا» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: اهتداء مثل ما أرسلنا، وإما ما مثل ما أرسلنا، لأن قبلها «يهتدون» (الآية: ١٥٠)، وقبلها «ولأتم» (الآية: ١٥٠)، فتحملها على مصدر أيهما شئت.
وإن شئت جعلت «الكاف» فى موضع نصب على الحال من «الكاف والميم» فى «عليكم».
١٥٤- وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ «أموات بل أحياء» : ارتفعا على إضمار مبتدأ أي: هم أموات بل هم أحياء.
١٥٨- إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ «فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما» : قرأ ابن عباس، رضى اللَّه عنه: فلا جناح عليه أن يطاف بهما، وأصله «يطتوف» على وزن «يفتعل»، ثم أبدل من تاء الافتعال طاء، وأدغم الطاء فيها، وقلب الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
«ومن تطوّع» : يحتمل أن تكون «من» للشرط، فموضع «تطوع» جزم معناه، الاستقبال، وجواب الشرط «فإن اللَّه شاكر عليم».
ويحتمل أن تكون «من» بمعنى: الذي، فيكون «تطوع» فعلا ماضيا على بابه، ودخلت الفاء فى «فإن» لما فى «الذي» من معنى الإبهام. وهذا على قراءة من خفف الطاء، فأما من شددها وقرأ بالياء، ف «من» للشرط لا غير، والفعل مجزوم به.
١٦١- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ «أولئك عليهم لعنة اللَّه» : لعنة، مبتدأ، و «عليهم» خبره، «والجملة خبر «أولئك».
وقرأ الحسن: عليهم لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعون، عطف «الملائكة» و «الناس» على موضع اسم «اللَّه» لأنه فى موضع رفع تقديره: أولئك لعنهم اللَّه، كما تقول: كرهت قيام زيد وعمرو وخالد لأن «زيدا» فى موضع رفع.
١٦٢- خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ «خالدين» : حال من المضمر فى «عليهم»، وكذلك. «لا يخفف عنهم العذاب»، هو حال من المضمر فى «خالدين»، وكذلك: «ولا هم ينظرون»، هو ابتداء وخبر فى موضع الحال من المضمر فى «خالدين»، أو من المضمر فى «عنهم».
١٦٣- وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ «وإلهكم إله واحد» : ابتداء وخبر، ف «إلاه» بدل من «إلهكم» أي: معبودكم معبود واحد، كما تقول: عمرو شخص واحد.
١٦٥- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ «يحبونهم» : فى موضع الحال من المضمر فى «يتخذ»، والمضمر عائد على «من»، فوحد على لفظ «من» وجمع فى «يحبون»، رده على معنى «من».
وإن شئت جعلته نعتا ل «أنداد».
وإن شئت جعلته فى موضع رفع نعتا ل «من»، على أن «من» نكرة.
وإنما حسن هذا كله لأن فيه ضميرين: أحدهما يعود على الأنداد»، والآخر على «من»، و «من» هو الضمير فى «يتخذ».
«كحبّ اللَّه» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف أي: حبا مثل حبكم اللَّه.
«أن القوة للَّه» : أن، موضع نصب ب «يرى»، على قراءة من قرأ بالياء و «يرى» بمعنى «يعلم»، وسدت «أن» مسد المفعولين.
وإن شئت جعلت «يرى» من رؤية العين، فتكون «أن» مفعولا به، وجواب «لو» محذوف، تقديره: لندموا، أو: لخسروا، ونحوه.
فأما من قرأ «ترى» بالتاء، فهو من رؤية العين، ولا يجوز أن يكون بمعنى «علمت» لأنه يجب أن يكون مفعولا ثانيا، والثاني فى هذا الباب هو الأول، وليس الأمر على ذلك، والخطاب للنبى- صلى اللَّه عليه وسلّم- «الذين ظلموا» مفعول «ترى»، و «أن» مفعول من أجله.
وقيل: «أن»، فى موضع نصب على إضمار فعل دل عليه، لأنها تطلب الجواب، فجوابها هو الناصب ل «لأن» تقديره:
ولو ترى يا محمد الذين ظلموا حين يرون العذاب لعلمت أن القوة للَّه، أو لعلموا أن القوة للَّه. والعامل فى «إذ» :«يرى»، وإنما جاءت «إذ» هنا، وهو لما مضى، ومعنى الكلام لما يستقبل لأن أخبار الآخرة من اللَّه جل ذكره كالكائنة
١٦٦- إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ «إذ تبرأ» : العامل فى «إذ» :«شديد العذاب» (الآية: ١٦٥) أي: حين نبرأ.
ويجوز أن يكون العامل فعلا مضمرا أي: اذكر يا محمد إذ تبرأ. وهو مثل الأول فى وقوع «إذ» لما يستقبل، ومعناه الذي وضعت له الماضي.
١٦٧- وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ «كما تبرءوا منا» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: تبريا مثل ما تبرءوا منا.
ويجوز أن يكون فى موضع نصب على الحال من المضمرين فى «تبرءوا» تقديره: فنتبرأ منهم مشبهين تبرئهم منا.
«كذلك يريهم اللَّه أعمالهم حسرات» : الكاف، فى موضع رفع على خبر ابتداء محذوف تقديره: الأمر كذلك، فيحسن الوقوف عليها والابتداء بها، على هذا.
وقيل: الكاف فى موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره: رؤية مثل ذلك يريهم اللَّه، فلا تقف عليها ويبتدأ بها. و «حسرات» نصب على الحال لأن «يريهم» من رؤية البصر، وهو حال من الهاء والميم فى «يريهم»، ولو كان من «العلم» لكان «حسرات» مفعولا ثالثا.
١٦٨- يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّباً..
«حلالا طيّبا» : هو نعت لمفعول محذوف أي: كلوا شيئا حلالا طيبا من المأكول الذي فى الأرض.
وقيل: هو مفعول «كلوا».
وقيل: حال من «مما فى الأرض».
١٧٠- وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ «أو لو كان آباؤهم» : الواو، واو عطف، والألف، للتوبيخ، ولفظها لفظ الاستفهام وجواب «لو» محذوف تقديره: أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون يتبعونهم على خطئهم وضلالتهم؟.
(م ٣- الموسوعة القرآنية ج ٤)
«صمّ» : رفع على إضمار مبتدأ أي: هم صم.
١٧٣- إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «إنّما حرّم عليكم الميتة» : ما، كافة ل «إن» عن العمل، ونصبت «الميتة» وما بعدها ب «حرم».
ولو جعلت «ما» بمعنى «الذي» لأضمرتها مع «حرم»، ولرفعت «الميتة» وما بعدها على خبر «إن».
«غير باغ» : نصب على الحال من المضمر فى «اضطر»، «وباغ» و «عاد» بمنزلة: قاض.
١٧٥- أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ «فما أصبرهم» : ما، موضع رفع بالابتداء، وما بعدها خبرها ويحتمل أن تكون استفهاما، وأن تكون تعجبا، يعجّب اللَّه المؤمنين من جزاء الكافرين على عمل يقربهم إلى النار وكذلك معنى الاستفهام.
١٧٧- لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ..
«ليس البر أن تولوا» : البر، اسم «ليس»، و «أن تولوا» الخبر. ومن نصب «البر» جعل «أن تولوا» اسم «ليس».
«ولكن البر من آمن باللَّه» : من خفف: النون من «لكن» فالتقدير: ولكن البر بر من آمن، ثم حذف المضاف، و «والبر» الأول هو الثاني.
وقيل: التقدير: ولكن ذو البر من آمن، ثم حذف المضاف أيضا.
ومن شدد النون من «لكن» نصب «البر»، والتقديرات على حالها.
وإنما احتيج إلى هذه التقديرات ليصح أن يكون الابتداء هو الخبر، إذ الجثث لا تكون خبرا عن المصادر، لا المصادر خبرا عنها.
وقيل: «الهاء» تعود على «المال أي: آتى المال على حب المال فأضيف المصدر إلى المفعول، كما تقول:
عجبت من أكل زيد الخبز.
وقيل: «الهاء» تعود على «الإيتاء» أي: وآتى المال على حب الإيتاء.
فإذا كانت «الهاء» ل «المؤمن» جاز أن ينصب «ذوى القربى» بالحب أي: على حب المؤمن ذوى القربى.
وفى الأوجه الأخر تنصب «ذوى القربى» ب «آتى».
وقيل: «الهاء» تعود على «اللَّه» جل ذكره أي: وآتى المال على حب اللَّه، وعاد الضمير على «اللَّه» لتقدم ذكره فى «آمن باللَّه».
«والموفون» : عطف على المضمر فى «آمن»، فى قوله «من آمن».
«وقيل: ارتفعوا على إضمار «فهم» : على المدح للمضمرين، والمدح داخل فى الصلة.
«والصّابرين» : نصب على إضمار «أعنى»، أو على العطف على «ذوى القربى»، فإذا عطفتهم على «ذوى» لم يجز أن يرفع «والموفون» إلا على العطف على المضمر فى «آمن»، ولا يرفع على العطف على «من» لأنك تفرق بين الصلة والموصول فتعطف «والموفون» على المضمر فى «آمن»، فيجوز أن يعطف «والصابرين» على «ذوى»، فإن نصبت «الصابرين» على «أعنى»، جاز عطف «والموفون» على «من»، وعلى الضمير فى «آمن»، وأن ترفع على: «وهم».
١٧٨- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ...
«فمن عفى له من أخيه شىء» : الهاء، فى «له» تعود على «من»، و «من» اسم القاتل، وكذلك الهاء فى «أخيه»، والأخ ولى المقتول، و «شىء» يراد به الدم.
وقيل: «من» اسم المولى والأخ، هو القاتل، و «شىء» يراد به الدية وترك القصاص، فنكر «شىء» لأنه فى موضع «عفو»، و «عفو» نكرة.
وقد قال الأخفش: إن «الفاء» مضمرة مع الوصية، وهى جواب الشرط، كأنه قال: فالوصية للوالدين.
فإن جعلت «الوصية» اسما غير مصدر جاز رفعها ب «كتب»، ولا يجوز أن يكون «كتب» عاملا فى «إذا» لأن الكتاب لم يكتب على العبد وقت موته، بل هو شىء قد تقدم فى اللوح المحفوظ، فالإيصاء هو الذي يكون عند حضور الموت، فهو العامل فى «إذا».
وأجاز النحاس رفع «الوصية» ب «كتب»، على أن تقدرها بعد لفظ الموت، وتجعلها وما بعدها جوابا للشرط، فتنوى لها التقديم.
وهذا بعيد، لا يجوز أن يكون الشيء فى موضعه فتنوى به غير موضعه وأيضا فإنه ليس فى الكلام ما يعمل فى «إذا»، إذا رفعت الوصية ب «كتب». وفيه نظر.
«حقّا» : مصدر، ويجوز فى الكلام الرفع على معنى: هو حق.
١٨١- فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ الهاء فى قوله «فمن بدله»، وما بعدها من الهاءات الثلاث، يعدن على الإيصاء إذ الوصية تدل على الإيصاء.
وقيل: يعدن على الكتب لأن «كتب» تدل على «الكتب».
١٨٣- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ «كما كتب على الذين من قبلكم» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: كتبا كما كتب على الذين أو: صوما كما كتب.
ويجوز أن يكون فى موضع نصب على الحال من «الصيام» تقديره: كتب عليكم الصيام مشبها لما كتب على الذين من قبلكم.
فإذا جعلت «الكاف» نعتا للصيام نصبت «أياما معدودات» بالصيام لأنه كله داخل فى صلته، ولا يجوز نصب «أيام معدودات» بالصيام على الأوجه الأخر التي فى الكاف لأنك تفرق بين الصلة والموصول، إذ الكاف وما بعدها لا تكون داخلة فى صلة «الصيام»، و «أياما» إذا نصبتها بالصيام، هى داخلة فى صلة الصيام، فقد فرقت بين الصلة والموصول، ولكن تنصب «أياما» ب «كتب»، تجعلها مفعولا على السعة.
فإن جعلت نصب «الأيام» على الظرف، والعامل فيها «الصيام»، جاز جميع ما امتنع، إذا جعلت «الأيام» مفعولا بها لأن الظروف يتسع فيها وتعمل فيها المعاني، وليس كذلك المفعولات.
وفى جواز ذلك فى الظروف اختلاف.
١٨٤- أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ...
«فعدة» : رفع بالابتداء، والخبر محذوف تقديره: فعليه عدة.
ولو نصب فى الكلام جاز، على تقدير: فليصم عدة.
«فدية» : رفع بالابتداء، والخبر محذوف، تقديره: فعليه فدية.
ومن نون جعل «طعام» بدل من «فدية»، ومن لم ينون أضاف «الفدية» إلى «طعام».
١٨٥- شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن» : شهر رمضان، رفع بالابتداء. و «الذي أنزل فيه القرآن» خبره. ومن نصبه فعلى الإغراء أي: صوموا شهر رمضان، ويكون «الذي» نعته. ولا يجوز نصبه ب «تصوموا» لأنك تفرق بين الصلة والموصول بخبر، وهو «خير لكم».
والهاء فى قوله «أنزل فيه القرآن» يرجع على «شهر رمضان»، على معنيين:
أحدهما: أن يكون المعنى: الذي أنزل القرآن إلى سماء الدنيا جملة فيه، فيكون «فيه» ظرفا لنزول القرآن.
والثاني: أن يكون المعنى: الذي أنزل القرآن بفرضه، كما تقول قد أنزل اللَّه قرآنا فى عائشة، رضى اللَّه عنها، فلا يكون «فيه» ظرفا لنزول القرآن، إنما يكون معدى إليه الفعل بحرف، كقوله تعالى (واهجروهن فى المضاجع)
«هدى للنّاس وبينات» : حالان من «القرآن».
«فمن شهد منكم الشهر» : الشهر، نصب على الظرف، ولا يكون مفعولا به لأن «الشهادة» بمعنى الحضور فى المصر والتقدير: فمن حضر منكم المصر فى الشهر.
ولتكملوا العدّة» أي: ويريد اللَّه لتكملوا العدة.
وقيل: المعنى: ولتكملوا العدة فعل ذلك، فاللام متعلّقة بفعل مضمر فى أول الكلام، أو فى آخره.
١٨٦- وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ «دعوة» : خبر ثان ل «إن»، و «قريب» خبر أول.
١٨٧- أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ...
«ليلة الصّيام الرّفث» : ليلة، ظرف للرفث، وهو الجماع، والعامل فيه «أحل»، و «الرفث» مفعول لم يسم فاعله.
«وأنتم عاكفون فى المساجد» : ابتداء وخبر فى موضع الحال من المضمر فى «ولا تباشروهن».
١٨٨- وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ...
«وتدلوا بها إلى الحكّام» : جزم على العطف على «تأكلوا».
ويجوز أن يكون «تدلوا» منصوبا، تجعله جوابا المنهي بالواو.
١٨٩- يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى...
«ولكنّ البرّ من اتّقى» : مثل الأول فى جميع وجوهه (الآية: ١٧٥ فأما قوله «وليس البر بأن تأتوا» فلا يجوز فى «البر» إلا الرفع، لدخول التاء فى الخبر.
«فما استيسر من الهدى» : ما، فى موضع رفع بالابتداء أي: فعليه ما استيسر.
ويجوز أن يكون فى موضع نصب، على تقدير: فليهد ما استيسر.
١٩٧- الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ...
«الحج أشهر معلومات» : ابتداء وخبر، وفى الكلام حذف مضاف، فيكون الابتداء هو الخبر فى المعنى تقديره: أشهر الحج أشهر معلومات، ولولا هذا الإضمار لكان القياس نصب «أشهر» على الظرف، كما تقول: القيام اليوم، والخروج الساعة.
«فلا رفث ولا فسوق» : من نصب فعلى التبرية، مثل: لا ريب فيه ومن رفع جعل «لا» بمعنى «ليس»، وخبر «ليس» محذوف أي: ليس رفث فيه.
١٩٨- لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ...
«عرفات» : أجمع القراء على تنوينه لأنه اسم لبقعة، وقياس النحو أنك لو سميت امرأة ب «مسلمات» لتركت التنوين على حاله ولم تحذفه لأنه لم يدخل فى هذا الاسم فرقا بين ما ينصرف وما لا ينصرف، وإنما هو كحرف من الأصل. وحكى سيبويه أن بعض العرب تحذف التنوين من «عرفات»، لما جعلها اسما معرفة حذف التنوين، وترك التاء مكسورة فى النصب والخفض.
وحكى الأخفش والكوفيون فتح التاء من غير تنوين فى النصب والخفض، أجروها مجرى هاء التأنيث، فى: فاطمة، وعائشة.
«كما هداكم» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف، أي: هديا كهديكم ٢٠٠- فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً...
«كذكركم آباءكم» : الكاف، فى موضع نصب نعت لمصدر محذوف، أي: ذكرا كذكركم.
ويجوز أن تكون الكاف فى موضع الحال من المضمر فى «فاذكروا» أي: فاذكروه مشبهين ذكركم آباءكم «أو أشد ذكرا» : أشد، فى موضع خفض عطف على «كذكركم».
ويجوز أن يكون منصوبا على إضمار فعل تقديره: واذكروه ذكرا أشد ذكرا من ذكركم لآبائكم، فيكون نعتا لمصدر فى موضع الحال أي: اذكروه مبالغين فى الذكر له.
«لمن اتقى» : اللام، متعلقة «بالمغفرة»، أي: المغفرة لمن اتقى المحرمات.
وقيل: لمن اتقى الصيد.
وقيل: تقديره: الإباحة فى التأخير والتعجيل لمن اتقى.
وقيل: الذكر لمن اتقى.
٢٠٤- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وهو ألد الخصام «ألد الخصام» : هو جمع «خصم». وقيل: هو مصدر «خاصم».
٢٠٨- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً...
«كافة» : نصب على الحال من المضمر فى «ادخلوا»، ومعناه: لا يمنع أحد منكم من الدخول أي: يكف بعضكم بعضا من الامتناع.
٢١١- سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ...
«كم آتيناهم» : كم، فى موضع نصب بإضمار فعل بعدها تقديره: كم أتينا آتيناهم.
«من آية» : فى موضع المفعول الثاني ل «آتيناهم»، ويجوز أن يجعل «كم» مفعولا ثانيا ل «آتيناهم».
وإن شئت جعلتها فى موضع رفع على إضمار عائد تقديره: كم آتيناهموه، وفيه ضعف لحذف الهاء، وهو بمنزلة قولك: أيها أعطيتكه، فترفع.
والاختيار: النصب بإضمار فعل بعد «أي»، تقديره: أيها أعطيتك، ويصح الرفع مع حذف الهاء، ولم يجزه سيبويه إلا فى الشعر، ولا يجوز أن يعمل «سل» فى «كم» لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، فالرفع فى «كم» بعيد، لحذف الهاء، ولا يعمل فى «كم» ما قبلها، وهو «سل» لأن لها صدر الكلام، إذ هى استفهام، ولا يعمل ما قبل الاستفهام فيه، وإنما دخلت «من» مع «كم»، وهى استفهام، للتفرقة بينهما وبين المنصوب.
و «كم» : اسم غير معرب لمشابهته الحروف لأنه يستفهم به كما يستفهم بالألف، ولو حذفت «من» نصبت «آية» على التفسير، إذا جعلت «كم» مفعولا ثانيا ل «آتينا».
٢١٣- كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ...
«بغيا بينهم» : مفعول من أجله.
٢١٤- أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ «أن تدخلوا الجنة» : أن، فى موضع المفعولين ل «حسب».
«حتى» : كتبت بالياء، لأنها أشبهت «سكرى»، وقد أمالها نصير عن الكسائي، ولا تكتب إلا بالياء، ولا تكتب «أما» بالياء قياسا على «حتى» لأنها «أن» ضمت إليها «ما».
«يقول الرسول» : من رفع «يقول» فلأنه فعل قد ذهب وانقضى، وإنما نخبر عن الحال التي كان عليها الرسول فيما مضى، فالفعل دال على الحال التي كانوا عليها فيما مضى، ف «حتى» داخلة على جملة فى المعنى، وهى لا تعمل فى الجمل.
ويجوز فى الكلام أن ترفع وتخبر عن الحال التي هى الآن، وذلك مثل قولك: مرض حتى لا يرجونه أي:
مرض فيما مضى حتى هو الآن لا يرجى، فتحكى الحال التي هو عليها، فلا سبيل للنصب فى هذا المعنى، ولو انتصبت لا نقلب المعنى وصرت تخبر عن فعلين قد مضيا وذهبا، ولست تحكى حالا كان عليها، وتقديره: أن تحكى حالا كان النبي عليها فتقديره: وزلزلوا حتى قال الرسول، كما تقول: سرت حتى أدخلها: أي: كنت سرت فدخلت، فصارت «حتى» داخلة على جملة، وهى لا تعمل فى الجمل، فارتفع الفعل بعدها، ولم تعمل فيه.
فأما وجه من نصب، فإنه جعل «حتى» غاية، بمعنى: «إلى أن»، فنصب بإضمار «أن» : وجعل قول الرسول غاية لخوف أصحابه لأن «زلزلوا» معناه: خوفوا، فمعناه: وزلزلوا إلى أن قال الرسول فالفعلان قد نصبا.
«ألا إن نصر الله قريب» : قريب، خبر «إن»، ويجوز «قريبا» تجعله نعتا لظرف محذوف أي: مكانا قريبا، ولا يثنى ولا يجمع فى هذا المعنى ولا يؤنث فإن قلت: هو قريب منى، تريد المكان، لم تثن، ولم تجمع، ولم تؤنث، فإن أردت النسب ثنيت وجمعت وأنثت.
٢١٥- يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ «يسألونك ماذا ينفقون» : ما، استفهام، ولذلك لم يعمل فيها «يسألونك»، فهى فى موضع رفع بالابتداء.
و «ذا» بمعنى «الذي»، وهو الخبر، والهاء، محذوفة من «ينفقون» لطول الاسم لأنه صلة «الذي»
«ما أنفقتم» : ما، شرط، فى موضع نصب ب «أنفقتم»، وكذلك «وما تفعلوا»، والفاء، جواب الشرط فيهما ٢١٧- يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ...
«قتال فيه» : بدل من «الشهر»، وهو بدل الاشتمال.
وقال الكسائي: هو مخفوض على التكرير، تقديره عنده: عن الشهر عن قتال.
وكذا قال الفراء، وهو مخفوض بإضمار «عن».
وقال أبو عبيدة: هو مخفوض على الجوار.
«وصدّ عن سبيل الله» : ابتداء.
«وكفر، وإخراج» عطف على «صد»، و «أكبر عند الله» خبره.
وقال الفراء: وصد وكفر، عطف على «كبير» : فيوجب ذلك أن يكون القتال فى الشهر الحرام كفرا، وأيضا فإن بعده «وإخراج أهله منه أكبر عند الله»، ومحال أن يكون إخراج أهل المسجد الحرام عند الله أكبر من الكفر بالله.
وقيل: إن «الصد» مرفوع بالابتداء، و «كفر» عطف عليه، والخبر محذوف تقديره: كبيران عند الله لدلالة «كبير» الأول عليه ويجب على هذا القول أن يكون: إخراج أهل المسجد الحرام منه عند الله أكبر من الكفر وإخراجهم منه إنما هو بعض خلال الكفر.
«والمسجد الحرام» : عطف على «سبيل الله» أي: قتال فى الشهر الحرام كبير، وهو صد عن سبيل الله، وعن المسجد.
وقال الفراء: «والمسجد» معطوف على «الشهر الحرام» وفيه بعد لأن سؤالهم لم يكن عن المسجد الحرام، إنما سألوه عن الشهر الحرام: هل يجوز فيه القتال؟ فقيل لهم: القتال فيه كبير الإثم، ولكن الصد عن سبيل
٢١٩- يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ «ماذا ينفقون قل العفو» : هو مثل الأول، إلا أنك إذا جعلت «ذا» بمعنى «الذي» رفعت المفعول لأن «ما» فى موضع رفع بالابتداء، فجوابها مرفوع مثلها، وأضمرت «الهاء» مع «ينفقون» تعود على الموصول، وحذفتها لطول الاسم.
وإذا جعلت «ما» و «ذا» اسما واحدا، فى موضع نصب ب «ينفقون» نصبت «العفو» لأنه جواب «ما».
فوجب أن يكون إعرابه مثل إعرابها، ثم تضمرها.
٢٢٠- فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ...
«فى الدنيا والآخرة» : فى، متعلقة ب «يتفكرون»، فهى ظرف للتفكر تقديره: يتفكرون فى أمور الدنيا والآخرة وعواقبها.
وقيل: فى، متعلقة ب «يبين» الآية: ٢١٩ تقديره: كذلك يبين الله لكم الآيات فى أمور الدنيا والآخرة لعلكم تتفكرون. و «الكاف» من «كذلك» فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف أي: تبيينا مثل ذلك يبين الله لكم الآيات.
«المفسد من المصلح» : اسمان شائعان، ولم تدخل الألف واللام فيهما للتعريف، إنما دخلت للجنس، كما تقول:
أهلك الناس الدينار والدرهم، وكقوله تعالى (إن الإنسان لفى خسر) العصر: ٢، لم يرد دينارا بعينه، ولا درهما بعينه، ولا إنسانا بعينه، إنما أراد هذا الجنس، كذلك معنى قوله «المفسد من المصلح» أي: يعلم هذين الصنفين.
٢٢٤- وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ «أن تبروا» : أن، فى موضع نصب على معنى: فى أن تبروا، فلما حذف حرف الجر تعدى الفعل.
وقيل: كراهة أن.
وقيل: لئلا أن.
٢٢٩- الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ...
«الطّلاق مرّتان» : ابتداء وخبر تقديره: عدة الطلاق الذي تجب بعده الرجعة مرتان.
«فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان» : ابتداء والخبر محذوف تقديره: فعليكم إمساك ومثله:
«أو تسريح بإحسان». ولو نصب فى غير القرآن لجاز.
«إلّا أن يخافا» : أن، فى موضع نصب، استثناء ليس من الأول.
«أن لا يقيما» : أن، فى موضع نصب لعدم حرف الجر تقديره: من أن لا يقيما، أو: بأن لا يقيما، أو: على أن لا يقيما.
٢٣١-... وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا...
«ضرارا» : مفعول من أجله.
٢٣٢- وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ...
«أن ينكحن» : أن فى موضع نصب ب «تعضلوهن» أي: لا تمنعوهن نكاح أزواجهن.
٢٣٣-... لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ...
«لا تضارّ والدة» : مفعول لم يسم فاعله. و «تضار» بمعنى: تضر ويجوز «أن ترتفع بفعلها على أن يكون «تضار» بمعنى «تفاعل» وأصله: تضارر، ويقدر مفعول محذوف تقديره: ولا تضار والدة بولدها أباه، ولا يضار مولود له بولدها أمه.
«وعلى الوارث مثل ذلك» أي: على وارث المولود أن لا يضار أمه.
وقيل: معناه: وعلى الوارث الإنفاق على المولود.
٢٣٤- وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً...
«والذين يتوفوّن منكم». الذين، مبتدا.
وفى تقدير خبر الابتداء اختلاف، لعدم ما يعود على المبتدأ من خبره:
أو بعد موتهم، ثم حذف، إذ قد علم أن التربص إنما يكون بعد موت الأزواج.
وقال الكسائي: تقدير الخبر: يتربص أزواجهم.
وقال المبرد: التقدير: ويذر أزواجهم أزواجا يتربصن بأنفسهن.
وقيل: الحذف إنما هو فى أول الكلام تقديره: وأزواج الذين يتوفون منكم يتربصن بأنفسهن.
وقيال قول سيبويه: إن الخبر محذوف، تقديره: وفيما يتلى عليكم الذين يتوفون منكم، مثل: (والسارق والسارقة) المائدة: ٣٨ ٢٣٥-... وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ...
«ولكن لا تواعدوهنّ سرّا» أي: على سر أي: على نكاح.
فإن جعلته من السر، الذي هو الإخفاء، كان نصبه على الحال من المضمر فى «تواعدوهن»، وتقديره: ولكن لا تواعدوهن النكاح متسارين، لا مظهرين له.
«إلّا أن تقولوا قولا معروفا» : أن، فى موضع نصب، استثناء ليس من الأول.
«ولا تعزموا عقدة النّكاح» أي: على عقدة، فلما حذف الحرف نصب، كما تقول: ضرب زيد الظهر والبطن أي: على الظهر وعلى البطن.
وقيل: «عقدة»، منصوب على المصدر، و «تعزموا» بمعنى: تعقدوا.
٢٣٦-... مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ «متاعا» : نصب على المصدر. وقيل: حال.
٢٣٧-... فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ...
«فنصف ما فرضتم» : نصف، مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: فعليكم نصف ما فرضتم.
ولو نصب فى الكلام جاز، على معنى: فأدوا نصف ما فرضتم.
٢٤٠- وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ...
«والّذين يتوفّون منكم» : الذين: رفع بالابتداء، والخبر محذوف تقديره: يوصون وصية.
«متاعا» : مصدر، عند الأخفش وحال، عند المبرد، على تقدير: ذوى متاع.
«غير إخراج» : نصب «غير» على المصدر، عند الأخفش تقديره: لا إخراجا، ثم جعل «غير» موضع «لا»، فإعرابها بمثل إعراب ما أضيفت إليه، وهو «الإخراج».
وقيل: «غير» ينصب بحذف الجار، كأن تقديره: من غير إخراج فلما حذف «من» انتصب انتصاب المفعول به.
وقيل: انتصب على الحال من الموصين المتوفين تقديره: متاعا إلى الحول غير ذوى إخراج أي: غير مخرجين لهن.
٢٤١- وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ «حقّا على المتّقين» : حقا، مصدر، و «على» متعلقة بالفعل المضمر الناصب ل «حق».
٢٤٥- مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ...
«من ذا الّذى يقرض الله» : من، مبتدأ. و «ذا» خبر. و «الذي» نعت ل «ذا»، أو بدل منه، ومثله: «من ذا الذي يشفع عنده» الآية: ٢٥٥، ولا يحسن أن تكون «ذا» و «من» اسما واحدا، كما كانت مع «ما» لأن «ما» مبهمة، فزيدت «ذا» معها، لأنها مبهمة مثلها، وليس «من» كذلك فى الإبهام.
«قرضا» : اسم للمصدر.
«فيضاعفه له» : من رفعه عطفه على ما فى الصلة، وهو «يقرض»، ويجوز رفعه على القطع مما قبله.
ومن نصبه حمله على العطف بالفاء على المعنى دون اللفظ، فتنصبه ووجه نصبه له أنه حمله على المعنى فأضمر بعد الفاء «أن» ليكون مع الفعل مصدرا، فيعطف مصدرا على مصدر، فلما أضمر «أن» نصبت الفعل.
ومعنى حمله على المعنى. أن معنى «من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا» : من يكن منه قرض يبيعه أضعافا، فلما كان معنى صدر الكلام المصدر، جعل الباقي المعطوف بالفاء مصدرا، ليعطف مصدرا على مصدر، فاحتاج إلى إضمار «أن» ليكون مع الفعل مصدرا، فنصبت الفعل فالفاء عاطفة للترتيب على أصلها فى باب العطف.
ولا يحسن أن يجعل «فيضاعفه»، فى قراءة من نصب، جواب الاستفهام بالفاء لأن «القرض» ليس مستفهما عنه، إنما الاستفهام عن فاعل، ألا ترى أنك لو قلت: أزيد يقرضنى فأشكره؟ لم يجز النصب على جواب الاستفهام، وجاز على الحمل على المعنى، كما مر فى تفسير الآية لأن الاستفهام لم يقع على «القرض» إنما وقع
وقد قيل: إن النصب فى الآية على جواب الاستفهام محمول على المعنى لأن «من يقرض الله» و «من ذا الذي يقرض الله» سواء فى المعنى، والأول عليه أهل التحقيق والنظر والقياس.
٢٤٦- أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ...
«نقاتل» : جزم لأنه جواب الطلب، ولو رفع فى الكلام لجاز، على معنى: ونحن نقاتل. فأما ما روى عن الضحاك وابن أبى عبلة أنهما قرءا بالياء، فالأحسن فيه الرفع لأنه نعت ل «ملك»، وكذلك قرءا.
ولو جزم على الجواب لجاز، فالجزم مع النون أجود، والرفع يجوز والرفع مع الياء أجود، والجزم يجوز.
«أن لا تقاتلوا» : أن، فى موضع نصب خبر «عسى»، فهى وما بعدها مصدر لا يحسن اللفظ به بعد «عسى» لأن المصدر لا يدل على زمان محصل، و «عسى» تحتاج إلى أن يؤتى بعدها بلفظ المستقبل، ولا تستعمل «عسى» إلا مع «أن» إلا فى شعر.
«وما لنا أن لا نقاتل» : أن، فى موضع نصب على حذف الخافض تقديره: وما لنا فى أن لا تقاتل.
وقال الأخفش: «أن»، زائدة.
٢٤٧- وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً «ملكا» : نصب على الحال، من «طالوت».
٢٤٨- وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ.
«فيه سكينة من ربّكم» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من «التابوت» أيضا.
«تحمله الملائكة» : فى موضع الحال من «التابوت» أيضا.
٢٤٩- فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ «إلّا من اغترف» : من، فى موضع نصب على الاستثناء من المضمر فى «يطعمه».
كم، فى موضع رفع بالابتداء، و «غلبت» خبرها ٢٥١- | وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ. |
٢٥٢- تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ «نتلوها» : فى موضع الحال، من «آيات الله».
٢٥٣- تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ...
«تلك الرسل فضلنا» : ابتداء، و «الرسل» عطف بيان، و «فضلنا»، وما بعده، الخبر.
«منهم من كلم الله» : من، ابتداء، و «منهم» الخبر، والهاء محذوفة من «كلم» أي: كلمه الله.
و «تلك» : اسم مبهم، والتاء، هو الاسم، واللام دخلت لتدل على بعد المشار إليه، والكاف، للخطاب، لا موضع لها من الإعراب.
«درجات» أي: إلى درجات، فلما حذف «إلى» نصب.
٢٥٤- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ «لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة» : كل هذه الجمل فى موضع النعت المذكور «ليوم» والفتح والرفع فى هذا بمنزلة «فلا رفث ولا فسوق» الآية: ١٩٧، إذ هو كله أصله الابتداء والخبر، والجملة فى موضع النعت ل «يوم».
٢٥٥- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ...
«الله لا إله إلا هو» : ابتداء وخبر، وهو بدل من موضع «لا إله». وحقيقته أن «الله» مبتدأ، و «لا إله» ابتداء ثان، وخبره محذوف أي: الله لا إله معبود إلا هو، و «إلا هو» بدل من موضع «لا إله»، والجملة خبر عن «الله»، وكذلك قوله «لا إله إلا الله» فى موضع رفع بالابتداء. والخبر محذوف، و «إلا الله» بدل من موضع «لا إله»، وصفة له على الموضع.
وإن شئت جعلت «إلا الله» خبر «لا إله»، ويجوز النصب على الاستثناء.
«القيّوم» : هو «فيعول» من «قام» وأصله: «قيوم»، فلما سبقت الياء الواو، والأول ساكن، أبدل من الواو ياء، وأدغمت الياء فى الياء، وكان الرجوع إلى الياء أخف من رجوع الياء إلى الواو.
وهو نعت ل «الله»، أو خبر بعد خبر، أو بدل من «هو»، ورفع على إضمار مبتدأ ومثله «الحي».
«سنة» : أصله: وسنة، ثم حذفت الواو، كما حذفت فى «يسن»، ونقلت حركة الواو إلى السين «من ذا الذي يشفع» : مثل «من ذا الذي يقرض» الآية: ٢٤٥.
٢٥٦- لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ «الطّاغوت» : هو اسم، يكون للواحد والجمع، ويؤنث ويذكر، وهو مشتق من «طغى»، لكنه مقلوب، وأصله: «طغيوت» مثل: «جبروت»، ثم قلبت الياء فى موضع الغين، فصار «طيغوتا»، فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: طاغوتا فأصله «فعلوت» مقلوب إلى «فلعوت».
وقد يجوز أن يكون أصل لامه واوا، فيكون أصله: «طغووت» لأنه يقال: طغى يطغو، وطغيت وطغوت ومثله فى القلب والاعتلال والوزن: حانوت لأنه من: حنا يحنو، فأصله: حنووت، ثم قلب وأعل. ولا يجوز أن يكون من «حان يحين» لقولهم فى الجمع: حوانيت.
«لا انفصام لها» : يجوز أن يكون فى موضع نصب، على الحال من «العروة الوثقى»، وهى: لا إله إلا الله، فى قول ابن عباس.
٢٥٨- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ...
«أن أتاه الله» : مفعول من أجله.
«إذ قال» : العامل فى «إذ» :«تر»، والهاء فى «ربه» تعود على «الذي»، وهو نمرود.
٢٥٩- أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ...
«أو كالّذى» : الكاف، فى موضع نصب، معطوفة على معنى الكلام تقديره، عند الفراء والكسائي:
هل رأيت كالذى حاج إبراهيم؟ أو كالذى مر على قرية؟
«كم لبثت» : كم، فى موضع نصب على الظرف، فهى هنا ظرف زمان.
«يتسنه» : يحتمل أن يكون معناه: لم تتغير ريحه أو طعمه، من قولهم: سن الطعام، إذا تغير ريحه أو طعمه، فيكون أصله: يتسنن، على «يتفعل» بثلاث نونات، فأبدل من الثالثة ألفا، لتكرر الأمثال، فصار «يتسنى»، فحذفت الألف للجزم، فبقى: يتسن، فجىء بالهاء لبيان حركة النون فى الوقف.
(م ٤- الموسوعة القرآنية ج ٤)
٢٦٠- وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ «وإذ قال إبراهيم» : العامل فى «إذ» فعل مضمر تقديره: واذكر يا محمد إذ قال إبراهيم.
«كيف يحي» : كيف، فى موضع نصب، وهى سؤال عن حال تقديره: رب أرنى بأى حال تحي الموتى؟
«ليطمئن قلبى» : اللام، متعلقة بفعل مضمر تقديره: ولكن سألتك ليطمئن قلبى، أو: ولكن أرنى ليطمئن قلبى.
«على كل جبل منهن جزءا» أي: على كل جبل من كل واحد جزءا، وذلك أعظم فى القدرة.
«سعيا» : مصدر فى موضع الحال.
٢٦١- مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ...
«مائة حبة» : ابتداء، وما قبله خبره، ويجوز فى الكلام «مائة» بالنصب، على معنى: أنبتت مائة حبة.
٢٦٣- قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ.
«قول معروف» : ابتداء ونعته، والخبر محذوف تقديره: قول معروف أولى بكم.
«ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى» : ابتداء وخبر، و «يتبعها» نعت ل «صدقة» فى موضع خفض «أذى» : مقصور، لا يظهر فيه الإعراب، كهدى، وموضعه رفع بفعله.
٢٦٤- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ...
«كالذى ينفق» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: إبطالا كالذى وكذلك:
«رثاء»، نعت لمصدر محذوف تقديره: إنفاقا رثاء.
ويجوز أن يكون «رثاء» مفعولا من أجله.
ويجوز أن يكون فى موضع الحال.
وقيل: يجوز أن يكون جمعا وواحدا.
وقيل: صفوان، بكسر الأول، جمع: «صفى»، كأخ وإخوان.
وقال الأخفش: صفوان، بالفتح: جمع: صفوانة، وإنما قال «عليه» لأن الجمع يذكر.
«عليه تراب» : ابتداء وخبر، فى موضع خفض، نعت ل «صفوان».
٢٦٥- وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ...
«ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا» : كلاهما مفعول من أجله.
«أصابها وابل» : فى موضع خفض على النعت ل «حبة»، أو ل «ربوة» كما تقول: مررت بجارية دار اشتراها زيد.
٢٦٦- أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ...
«من نخيل وأعناب» : فى موضع رفع، نعت ل «جنة».
«تجرى من تحتها» : نعت ثان، أو فى موضع نصب على الحال من «جنة» لأنها قد نعتت.
ويجوز أن يكون خبر «كان».
٢٦٨- الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ...
«الشّيطان يعدكم» : شيطان، فيعال من: شيطن، إذا بعد، ولا يجوز أن يكون «فعلان» من تشيط، وشاط لأن سيبويه حكى: شيطنه فتشيطن، فلو كان من «شاط»، لكان: شيطنته، على وزن «فعلنته»، وليس هذا البناء فى كلام العرب، وهو إذا: فيعلته، كبيطرته، فالنون، أصلية والياء زائدة، فلا بد أن يكون النون لاما، وأن يكون «شيطان» : فيعال، من «شيطن»، إذا بعد، كأنه لما بعد من رحمة الله سمى بذلك.
٢٧٠- وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ...
«وما أنفقتم» : فى موضع نصب، بوقوع الفعل الذي بعده عليه وهو شرط.
«فإنّ الله يعلمه» : الهاء، يعود على النذر، أو: على الإنفاق.
فمن كسر النون والعين من القراء، احتمل أن يكون كسر العين على لغة من كسرها وأتبع النون بها، ويحتمل أن يكون على لغة من أسكن العين مع الإدغام. وهذا محال لا يجوز، ولا يتمكن فى النطق.
ومن فتح النون وكسر العين، جاز أن يكون قراءة على لغة من قال: نعم، كعلم. ويجوز أن يكون، أسكن العين استخفافا فلما، اتصلت بالمدغم كسرها لالتقاء الساكنين.
و «ما» : فى موضع نصب، على التفسير. وفى «نعم» مرفوع، وهو ضمير الصدقات، و «هى» مبتدأ، وما قبلها الخبر تقديره: إن تبدوا الصدقات فهى نعم شيئا.
«ويكفر عنكم من سيئاتكم» : من جزمه عطفه على موضع «الفاء» فى قوله «فهو خير لكم» ومن رفع فعلى القطع، ومن قرأ بالنون ورفع، قدّره: ونحن نكفر، ومن قرأ بالياء ورفع، قدّره: والله يكفر عنكم.
٢٧٢- لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ «وما تنفقوا» : ما، فى موضع نصب بوقوع الفعل الذي بعده عليه، وهو شرط.
«وما تنفقون» : ما، حرف ناف.
«وأنتم لا تظلمون» : ابتداء وخبر، فى موضع نصب على الحال، من الكاف والميم فى «إليكم».
٢٧٣- لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً...
«للفقراء» : اللام، متعلقة بمحذوف تقديره: أعطوا للفقراء.
٢٧٤- الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ «الذين ينفقون أموالهم» : ابتداء وخبر.
«سرا وعلانية» : حالان من المضمر، فى «ينفقون».
«فلهم أجرهم» : ابتداء وخبر أيضا، ودخلت الفاء، لما فى «الذين» من الإبهام، فشابه بإبهامه الإبهام الذي فى الشرط، فدلت الفاء فى جوابه على المشابهة بالشرط، وإنما تشابه «الذي» الشرط إذا كان فى صلته فعل، نحو:
الذي يأتينى فله درهم، ولو قلت: الذي زيد فى داره فله درهم، صح دخول الفاء فى خبره، إذ لا فعل فى صلته، ولا يكون هذا فى «الذي» إلا إذا لم يدخل عليه عامل يغير معناه، فإن دخل عليه ما يغير معناه لم يجز دخول الفاء فى خبره، نحو: إن الذي يقوم زيد، وليت الذي يخرج عمرو: فلا يجوز دخول الفاء فى خبره لتغير معناه بما دخل عليه.
٢٧٥- الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ...
«الذين يأكلون» : ابتداء، وخبره: «لا يقومون» وما بعده.
«الرّبا» : من الواو، وتثنيته: ربوان، عند سيبويه، بالألف. وقال الكوفيون: بالياء. ويثنى بالياء لأجل الكسرة التي فى أوله، وكذلك يقولون فى ذوات الواو الثلاثية إذا انكسر الأول أو انضم، نحو: ربا، وضحى فإن انفتح الأول كتبوه بالألف وبنوه بالألف، كما قال البصريون، نحو: صفا.
«فمن جاءه موعظة» : ذكّر «جاءه» حمله على المعنى لأنه بمعنى: فمن جاءه وعظ.
وقيل: ذكر لأن تأنيث الموعظة غير حقيقى، إذ لا ذكر لها من لفظها.
وقيل: ذكر، لأنه فرق بين فعل المؤنث وبينه بالهاء.
«فنظرة إلى ميسرة» : ابتداء وخبر، وهو من التأخير.
«وأن تصدّقوا» : أن، فى موضع رفع على الابتداء، و «خير» خبره.
٢٨١- وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ...
«ترجعون فيه» : فى موضع نصب، نعت ل «يوم».
٢٨٢- وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلَّا تَكْتُبُوها وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ..
«فرجل وامرأتان» : ابتداء، والخبر محذوف تقديره: فرجل وامرأتان يقومان مقام الرجلين. وفى «يكون» ضمير «الشهيدين»، وهو اسم «كان»، و «رجلين» خبرها.
وقيل: التقدير: فرجل وامرأتان يشهدون. وهذا الخبر المحذوف هو العامل فى «أن تضل».
«أن تضلّ» : موضع نصب، والعامل فيه الخبر المحذوف، وهو «يشهدون»، على تقدير: «لأن»، كما تقول: أعددت الخشبة ليميل الحائط فأدعمه وكقول الشاعر:
فلموت ما تلد الوالده
فأخير بعاقبة الأمر وسببه.
ومن كسر «أن» جعله شرطا، وموضع الشرط وجوابه رفع، نعت ل «امرأتين».
«ممّن ترضون من الشهداء» : فى موضع رفع، صفة ل «رجل وامرأتين». ولا يدخل معهم فى الصفة
«صغيرا أو كبيرا»، حالان من الهاء فى «تكتبوه»، وهى عائدة على «الذين».
«ألا ترتابوا» : أن، فى موضع نصب تقديره: وأدنى من أن لا ترتابوا.
«إلا أن تكون تجارة» : أن، فى موضع نصب على الاستثناء المنقطع.
ومن رفع «تجارة» جعل «كان» بمعنى: وقع وحدث، و «تديرونها» : نعت للتجارة.
وقيل: هو خبر «كان».
ومن نصب «تجارة» أضمر فى «كان» اسمها وتقديره: إلا أن تكون التجارة تجارة مدارة بينكم.
«أن لا تكتبوها» : أن، فى موضع نصب تقديره، فليس عليكم جناح فى أن لا تكتبوها.
«ولا يضار كاتب ولا شهيد» : يجوز أن يكونا فاعلين، ويكون «يضار» يفاعل.
ويجوز أن يكونا مفعولين لم يسم فاعلهما، ويكون «يضار» يفاعل. والأحسن أن يكون «يفاعل»، لأن بعده: «وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم»، يخاطب الشهداء. والهاء فى «فإنه» تعود على «الذين» وقيل: بل تعود على المطلوب.
٢٨٣- وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ «فرهان مقبوضة» : فرهان، مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: فرهان مقبوضة تكفى من ذلك.
و «رهان» : جمع: رهن، كبغل وبغال.
ومن قرأ «فرهن»، فهو جمع: رهان، ككتاب وكتب، ومن أسكن الهاء فعلى الاستخفاف.
وقد قيل: إن «رهنا»، جمع رهن، كسقف وسقف.
«فليؤدّ الذي اؤتمن» : الياء التي فى اللفظ فى «الذي»، فى قراءة ورش، بدل من الهمزة الساكنة التي هى فاء الفعل فى «اؤتمن»، وياء «الذي»، حذفت لالتقاء الساكنين، كما حذفت إذا خففت الهمزة.
«فإنه آثم قلبه» : آثم، خبر «إن»، و «قلبه» رفع بفعله، وهو: أثم.
ويجوز أن يرفع «آثم» بالابتداء، و «قلبه» بفعله، ويسد مسد الخبر. والجملة خبر «إن».
أو أن يجعل «آثم» خبر «إن»، و «وقلبه» بدل من الضمير فى «آثم»، وهو بدل البعض من الكل.
وأجاز أبو حاتم نصب «قلبه» ب «آثم» فنصب على التفسير وهو بعيد لأنه معرفة.
٢٨٤- لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء» : من جزم عطف على «يحاسبكم»، الذي هو جواب الشرط.
وروى عن ابن عباس والأعرج أنهما قرآه بالنصب، على إضمار «أن»، وهو عطف على المعنى كما قدمنا فى «فيضاعفه» فالفاء لعطف مصدر على مصدر حملا على المعنى الأول.
وقرأ عاصم وابن عامر: بالرفع، على القطع من الأول.
٢٨٥- آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
«كلّ آمن بالله» : ابتداء وخبر. ووحد «آمن»، لأنه حمل على لفظ «كل»، ولو حمل على المعنى لقال: كل آمنوا.
«سمعنا وأطعنا» : معناه: قبلنا ما أمرتنا به، ومنه قول المصلى: سمع الله لمن حمده أي: قبل منه حمده. ولفظه لفظ الخبر، ومعناه الدعاء والطلب مثل قولك: غفر الله لى، معناه: اللهم اغفر لى.
٢٨٦- لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ «لا تؤاخذنا، ولا تحمل علينا، ولا تحمّلنا» : لفظه كله لفظ النهى، ومعناه: الطلب، وهو مجزوم.
«ولا تؤاخذنا» : حكى الأخفش، آخذه الله بذلك، وواخذه، لغتان.
«واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، فانصرنا» : لفظه كله لفظ الأمر، ومعناه: الطلب، وهو مبنى على الوقف عند البصريين، ومجزوم عند الكوفيين.
«ربّنا» : نداء مضاف.
١- الم «الم» : مثل: «الم ذلك» البقرة: ١، ٢، فأما فتحة الميم، فيجوز أن تكون فتحت لسكونها وسكون اللام بعدها، ويجوز أن تكون فتحت، لأنه نوى عليها الوقف، فألقيت عليها حركة ألف الوصل المبتدأ بها، كما قال:
واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، فألقوا حركة همزة «أربعة» على الهاء من «ثلاثة» وتركوها على حالها، ولم يقلبوها تاء عند تحركها، إذ النية فيها الوقف.
وقال ابن كيسان: ألف «الله»، وكل ألف مع لام التعريف، ألف قطع، بمنزلة «قد»، وإنما وصلت لكثرة الاستعمال، فمن حرك الميم ألقى عليها حركة الهمزة التي بمنزلة القاف من «قد»، ففتحها بفتحة الهمزة.
وأجاز الأخفش كسر الميم لالتقاء الساكنين وهو غلط لا قياس له، لنقله ٢- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ «الله لا إله إلا هو» : الله، مبتدأ. وخبره «نزل عليك الكتاب» الآية: ٣.
«لا إله إلا هو» : لا إله، فى موضع رفع بالابتداء، وخبره محذوف، و «إلا» هو بدل من موضع «لا إله».
وقيل: هو ابتداء وخبر، فى موضع الحال من «الله».
وقيل: من المضمر فى «نزل» تقديره: الله نزل عليك الكتاب متوحد بالربوبية.
وقيل: هو بدل من موضع «لا إله».
«الحىّ القيوم» : نعتان لله. و «القيوم» فيعول، من: قام بالأمر.
٣- نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ «بالحق» : فى موضع الحال من «الكتاب»، فالباء متعلقة بمحذوف تقديره: نزل عليك الكتاب ثابتا بالحق. ولا تتعلق الباء ب «نزل» لأنه قد تعدى إلى ثالث.
«مصدقا» : حال من المضمر فى «بالحق» تقديره: نزل عليك الكتاب محققا مصدقا لما بين يديه وهما حالان مؤكدان.
«التّوراة» : وزنها: فوعلة، وأصلها: وورية، مشتقة من: ورى الزند، فالتاء بدل من واو، ومن:
وقال الكوفيون: وزنها: تفعلة، من: ورى الزند، أيضا، فالتاء غير منقلبة عندهم من واو، أصلها عندهم: تورية، وهذا قليل فى الكلام، و «فوعلة» كثير فى الكلام، فحمله على الأكثر أولى، وأيضا فإن التاء لم تكثر زيادتها فى الكلام كما كثرت زيادة الواو ثانية.
٧- هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ «ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله» : مفعولان من أجلهما.
«والرّاسخون فى العلم» : عطف على «الله» جل ذكره، فهم يعلمون المتشابه، ولذلك وصفهم الله بالرسوخ فى العلم، ولو كانوا جهالا بمعرفة المتشابه ما وصفهم الله بالرسوخ فى العلم.
فأما ما روى عن ابن عباس أنه قرأ: «ويقول الراسخون فى العلم آمنا به»، فهى قراءة تخالف المصحف وإن صحت فتأويلها: ما يعلمه إلا الله والراسخون فى العلم يقولون آمنا به، ثم أظهر الضمير الذي فى «يقولون»، فقال: ويقول الراسخون. و «الهاء» فى «تأويله» تعود على «المتشابه» وقيل: تعود على «الكتاب»، وهو القرآن كله.
١١- كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا...
«كدأب آل فرعون» : الكاف، فى موضع نصب، على النعت لمصدر محذوف تقديره، عن الفراء:
كفرت العرب كفرا ككفر آل فرعون وفى هذا القول إيهام للتفرقة بين الصلة والموصول.
١٣- قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ «فئة» أي: إحداهما فئة.
«تقاتل». فى موضع النعت ل «فئة»، ولو خفضت على البدل من «فئتين» لجاز، وهى قراءة الحسن ومجاهد، ويكون «أخرى» فى موضع خفض.
والأخرى فئة أخرى كافرة.
ويجوز النصب فيهما على الحال أي: التقتا مختلفتين.
«يرونهم» : من قرأ بالتاء، فموضعه نصب على الحال من الكاف والميم فى «لكم»، أو فى موضع رفع على النعت ل «أخرى»، أو فى موضع خفض على النعت ل «أخرى»، إن جعلتها فى موضع خفض على العطف على «فئة»، فى قراءة من خفضها على البدل من «فئتين».
والخطاب فى «لكم» لليهود وقيل: للمسلمين.
وفى هذه الآية وجوه من الإعراب والمعاني على قدر الاختلاف فى رجوع الضمائر فى قوله «يرونهم مثليهم» وعلى اختلاف المعاني فى قراءة من قرأ بالتاء وبالياء فى «يرونهم».
«مثليهم» : نصب على الحال من الهاء والميم فى «يرونهم» لأنه من رؤية البصر، بدلالة قوله «رأى العين»، والمضمر المنصوب فى «يرونهم» يعود على الفئة الأخرى الكافرة، والمرفوع، فى قراءة من قرأ بالياء، يعود على الفئة المقاتلة فى سبيل الله والهاء والميم فى «مثليهم» يعودان على الفئة المقاتلة فى سبيل الله.
هذا أبين الأقوال، وفيها اختلاف كثير.
١٤-... ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ «والله عنده حسن المآب» : الله، مبتدأ، و «حسن» ابتداء ثان: و «عنده» خبر «حسن»، و «حسن» وخبره خبر عن «الله».
و «المآب» : وزنه: مفعل، وأصله: مأوب، ثم نقلت حركة الواو على الهمزة، وأبدل من الواو ألف، مثل:
مقال، ومكال.
١٥- قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ...
«جنّات» : ابتداء، و «للذين» الخبر، واللام متعلقة بالخبر المحذوف، الذي قامت اللام مقامه، بمنزلة قولك: لله الحمد.
ويجوز الخفض فى «جنات» على البدل من «بخير»، على أن يجعل اللام فى «للذين» متعلقة ب «أؤنبئكم»،
ولو قدرت أن تتعلق اللام بمحذوف، على أن لا ضمير فيها، رفعت «جنات» بفعلها وهو مذهب الأخفش فى رفعه ما بعد الظروف وحروف الخفض بالاستقرار. وإنما يحسن ذلك عند حذاق النحويين إذا كانت الظروف، أو حروف الخفض، صفة لما قبلها، فحينئذ يتمكن ويحسن رفع الاسم بالاستقرار، وكذلك إن كانت أحوالا مما قبلها.
١٦- الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ «الذين»، فى موضع الخفض بدل من «للذين اتقوا» الآية: ١٥، وإن شئت: فى موضع رفع على تقدير «هم»، وإن شئت: فى موضع نصب على المدح.
١٧- الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ...
«الصّابرين» : بدل من «الذين»، على اختلاف الوجوه المذكورة.
١٨- شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ «قائما بالقسط» : حال مؤكدة.
١٩- إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ من فتح «إن»، وهى قراءة الكسائي، جعلها بدلا من «أن» الأولى فى قوله شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الآية: ١٧، بدل الشيء من الشيء، وهو هو.
ويجوز أن يكون البدل بدل الاشتمال، على تقدير اشتمال الثاني على الأول لأن الإسلام يشتمل على شرائع كثيرة، منها التوحيد المتقدم ذكره، وهو بمنزلة قولك: سلب زيد ثوبه.
ويجوز أن تكون «أن» فى موضع خفض بدلا من «القسط»، بدل الشيء من الشيء، وهو هو.
«بغيا بينهم»، مفعول من أجله وقيل: حال من «الذين».
«ومن يكفر بآيات الله» : من، شرط، فى موضع رفع بالابتداء، و «فإنّ الله سريع الحساب» :
ويجوز رفع «يكفر»، على أن يجعل «من» بمعنى «الذي»، وتقدير حذف «له» من الخبر ٢٠- فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ...
«ومن اتّبعن» : من، فى موضع رفع، عطف على التاء فى «أسلمت» ويجوز أن يكون مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: ومن اتبعنى أسلم وجهه لله.
ويجوز أن يكون فى موضع خفض عطفا على «الله».
٢١- إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ «فبشرهم» خبر «إن الذين يكفرون»، ودخلت الفاء للإبهام الذي فى «الذي»، وكون الفعل فى صلة «الذي»، مع أن «الذي» لم يغير معناه العامل، فلا يتم دخول الفاء فى خبر «الذي» حتى يكون الفعل فى صلته، ويكون لم يدخل عليه عامل يغير معناه، فبهذين الشرطين تدخل الفاء فى خبر «الذي»، فمتى نقصا، أو نقص واحد منهما، لم يجز دخول الفاء فى خبره.
٢٣- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ «وهم معرضون» : ابتداء وخبر، فى موضع النعت ل «فريق»، أو فى موضع الحال، لأن النكرة قد نعتت، ولأن الواو واو الحال.
٢٥- فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ «فكيف إذا جمعناهم» : كيف، سؤال عن حال، وهى هنا تهديد ووعيد، وموضعها نصب على الظرف، والعامل فيها المعنى الذي دلت عليه «كيف» تقديره: فعلى أي حال يكونون حين يجمعون ليوم لا شك فيه. والعامل فى «إذا» ما دلت عليه «كيف»، والظرف متسع فيها، تعمل فيها المعاني التي يدل عليها الخطاب، بخلاف المفعولات فهذا أصل يكثر دوره فى القرآن والكلام.
«لا ريب فيه» : فى موضع خفض، نعت ل «يوم».
«وهم لا يظلمون» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر المرفوع فى «كسب».
وأجاز غيره من البصريين والكوفيين أن يكون «مالك الملك» صفة ل «اللهم»، كما جاز مع «الله».
«تؤتى الملك من تشاء» : فى موضع الحال من المضمر فى «مالك»، وكذلك: «وتنزع الملك»، وكذلك: «وتعز» و «وتذل».
ويجوز أن يكون هذا كله خبر ابتداء محذوف، أي: أنت تؤتى الملك وتنزع الملك.
«بيدك الخير» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر فى «مالك».
ويجوز أن تكون الجملة خبر ابتداء محذوف وتقديره: أنت بيدك الخير.
٢٧- تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ «تولج الليل فى النهار وتولج النهار فى اللّيل» : مثل: «تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ» الآية: ٢٦، فى وجهيه.
وكذلك: «تخرج» و «وترزق».
٢٨-... إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ «تقاة» : وزنها: فعلة، وأصلها: وقية، أبدلوا من الواو تاء، فصارت: تقية، ثم قلبت الياء ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، قصارت: تقاة.
٣٠- يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ «يوم تجد» : يوم، منصوب ب «يحذركم» أي: ويحذركم الله نفسه فى يوم تجد. وفيه نظر.
ويجوز أن يكون العامل فيه فعلا مضمرا أي: اذكر يا محمد يوم تجد.
ويجوز أن يكون العامل فى «يوم» :«المصير» أي: وإليه المصير فى يوم تجد.
«محضرا» : حال من المضمر المحذوف من صلة «ما» تقديره: ما عملته من خير محضرا.
«وما عملت من سوء» : ما، فى موضع نصب، عطف على «ما» الأولى، و «تود» حال من المضمر المرفوع فى «عملت» الثاني، فإن قطعتها مما قبلها وجعلتها للشرط جزمت «تود»، تجعله جوابا للشرط وخبر ل «ما».
ويجوز أن تقطعها من الأولى، على أن تكون بمعنى «الذي»، فى موضع رفع بالابتداء، و «تود» الخبر.
٣٤- ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ «ذرّيّة» : نصب على الحال من الأسماء التي قبلها، بمعنى: متناسبين بعضهم من بعض.
وقيل: هى بدل مما قبلها.
ووزنها: فعولة، من: ذرأ الله الخلق. وكان أصلها على هذا: ذروءة، فأبدلوا من الهمزة ياء، فاجتمع ياء وواو، والأول ساكن، فأدغموا الياء فى الواو، على إدغام الثاني فى الأول، وكسرت الراء له لتصح الياء الساكنة المدغمة.
وقيل: ذرية: فعلية، من، الذر، فكان أصل «الذرية» أن تكون اسماء لصغار ولد الرجل، ثم اتسع فيه.
وكان أصلها- على هذا- ذريرة، ثم أبدلوا من الراء الأخيرة ياء، وأدغمت الأولى فيها، وذلك لاجتماع الراءات، كما قالوا: نظنيت، فى «تظننت»، لاجتماع النونات.
وقيل: وزن «ذرية» : فعولة، من. ذررت، فأصلها- على هذا- ذرورة، ثم فعل لها مثل الوجه المتقدم الذي قبل هذا، وكسرت الراء المشددة لتصبح الياء الساكنة.
٣٥- إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ «إذ قالت» : العامل فى «إذ» :«سميع عليم» أي: والله سميع عليم حين قالت.
وقيل: العامل: «اصطفى» الآية: ٣٣ أي: واصطفى آل عمران إذا قالت. وفيه نظر.
وقيل: العامل فيه مضمر تقديره: واذكر يا محمد إذ قالت فعلى هذا القول يحسن الابتداء بها، ولا يحسن على غيره.
وحكى سيبويه: سبحان ما سبح الرعد بحمده كما قال تعالى (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ) النساء: ٣ والهاء، فى «وضعتها» الآية: ٣٦، تعود على «ما»، ومعناها التأنيث.
٣٦- فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ...
«وضعتها أنثى» : حال من المضمر المنصوب فى «وضعتها».
ويجوز أن يكون بدلا منه.
«والله أعلم بما وضعت» : من ضم التاء وأسكن العين لم يبتدىء، بقوله «والله أعلم بما وضعت» لأنه من كلام أم مريم، ومن فتح العين وأسكن التاء ابتدأ به لأنه ليس من كلام أم مريم، ومثله من كسر التاء وأسكن العين، وهى قراءة تروى عن ابن عباس.
٣٧- فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً...
«زكريّاء» : همزته للتأنيث، ولا يجوز أن تكون للإلحاق لأنه ليس فى أصول الأبنية مثال على وزنه، فيكون ملحقا به، ولا يجوز أن تكون منقلبة لأن الانقلاب لا يخلو أن يكون من حرف من نفس الكلمة، والياء والواو لا يكونان أصلا فيما كان على أربعة أحرف، ولا يجوز أن يكون من حروف الإلحاق، إذ ليس فى أصول الأبنية بناء يكون هذا ملحقا به.
فلا يجوز أن تكون الهمزة إلا للتأنيث، وكذلك الكلام على قراءة من قصر الألف التي هى للتأنيث، لهذه الدلائل.
«كلّما دخل» : كلما، ظرف زمان، والعامل فيه «وجد» أي: أي وقت دخل عليها وجد عندها رزقا.
٣٨- هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ «هنالك» : ظرف زمان، والعامل فيه «دعا» أي: دعا ذكريا ربه فى ذلك الحين.
وقد تكون «هنالك» فى موضع آخر، ظرف زمان، وإنما اتسع فيها فوقعت للزمان، بدلالة الحال والخطاب.
٣٩- فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ «وهو قائم يصلّى» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من الهاء فى «فنادته»، و «يصلى» فى موضع الحال من المضمر فى «قائم».
«مصدقا» : حال من «يحيى»، أو هى حال مقدرة وكذلك: وسيدا، وحصورا، ونبيا.
٤٠- قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ «عاقر» : إنما جاء بغير هاء، على التشبيه، ولو أتى على الفعل لقال: عقرى، بمعنى: معقورة أي: بها عقر فمنعها من الولد.
«كذلك الله يفعل» : الكاف، فى موضع نصب على تقدير: يفعل الله ما يشاء فعلا كذلك.
٤١- قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ «اجعل لى آية» : اجعل، بمعنى: صير، فهو يتعدى إلى مفعولين، أحدهما جر: «لى»، و «آية».
«أن لا تكلّم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا» : أن، فى موضع رفع خبر «آيتك» ويجوز رفع «تكلم»، على أن يضمر الكاف فى «أن» أي: آيتك أنك لا تكلم الناس.
و «ثلاثة» : ظرف.
«إلا رمزا» : استثناء ليس من الأول، وكل استثناء ليس من جنس الأول فالوجه فيه النصب.
«كثيرا» : نعت لمصدر محذوف أي: ذكرا كثيرا.
«وإذ قالت الملائكة» : إذ، معطوفة على «إذ قالت امرأة عمران» الآية: ٣٥، إذا جعلتها فى موضع نصب على «واذكر» الآية: ٤١ «أيهم يكفل مريم» : ابتداء، والجملة «فى موضع نصب بفعل دل عليه الكلام تقديره: إذ يلقون أقلامهم ينظرون أيهم يكفل مريم ولا يعمل الفعل فى لفظ «أي» لأنها استفهام، ولا يعمل فى الاستفهام ما قبله ٤٥- إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ «إذ قالت الملائكة» : العامل فى «إذ» :«يختصمون» الآية: ٤٤ أي: يختصمون حين قالت الملائكة.
ويجوز أن يعمل فيها: «وما كنت لديهم» الثاني، الآية: ٤٤، كما عمل الأول فى «إذ يلقون».
«وجيها ومن المقربين، ويكلم الناس فى المهد وكلها، ومن الصالحين» : كل ذلك حال من «عيسى».
وكذلك قوله: «ويعلمه» الآيتان: ٤٦، ٤٨ «بكلمة» : من جعلها اسما لعيسى، جاز على قوله فى غير القرآن «وجيه» بالخفض، على النعت ل «كلمة».
٤٩- وَرَسُولًا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ...
«رسولا» : حال من «عيسى».
وقيل: تقديره: ويجعله رسولا، فهو مفعول به.
وقيل: هو حال تقديره: ويكلمهم رسولا.
«أنّى أخلق» : أن، بدل من الأولى والأولى. فى موضع نصب على تقدير حذف حرف الخفض تقديره:
بأنى قد جئتكم.
ومن كسر «إنى»، فعلى القطع والابتداء.
ويجوز أن يكون من فتح «أنى أخلق» يجعلها بدلا من «أنه»، فيكون «أن» فى موضع خفض.
ويجوز أن يكون فى موضع رفع، على تقدير حذف مبتدأ تقديره: هى أنى أخلق.
«كهيئة الطّير فأنفخ فيه» : الكاف، فى موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره: خلقا مثل هيئة الطير. والهاء فى «فيه» تعود على «الهيئة»، وهى الصورة. والهيئة إنما هى فى المصدر اسم الفعل ل «أنفخ»، لكن وقع المصدر موقع المفعول، كما قال: هذا خلق الله، أي: مخلوقه، وهذا درهم ضرب الأمير، أي: مضروبه.
٥٠- وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ...
«مصدّقا» : نصب على الحال من «التاء» فى «جئتكم» الآية: ٤٩ أي: وجئتكم مصدقا. ولا يحسن أن تعطف «ومصدقا» على «وجيها» لأنه يلزم أن يكون اللفظ «لما بين يديه»، والتلاوة: «لما بين يدى».
٥٥- إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا...
«إذ» : فى موضع نصب ب «اذكر» مضمرة.
«وجاعل» : غير معطوف على ما قبلها لأنها خطاب للنبى محمّد- صلّى الله عليه وسلّم- والأول لعيسى وقيل: هو معطوف على الأول، وكلاهما، لعيسى- صلّى الله عليه وسلّم-.
٦٠- الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ «الحقّ من ربّك» : خبر ابتداء محذوف أي: هو الحق، وهذا الحق.
٦٢- إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ...
«إلاه» : مبتدأ، و «من»، زائدة، و «إلا الله» خبره، كما تقول: ما من أحد إلا الفضل شاكرك ف «أحد»، فى موضع رفع بالابتداء، و «من»، زائدة للتوكيد، و «إلا شاكرك»، خبر الابتداء.
ويجوز أن يكون خبر الابتداء محذوفا. و «إلا الله» بدل من» إله» على الموضع تقديره: ما إله معبودا وموجودا إلا الله.
٦٤- قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً...
«إلى كلمة سواء» : سواء، نعت للكلمة.
وقرأ الحسن: سواء، بالنصب، على المصدر، فهو فى موضع: استواء أي: استواء.
«ألّا نعبد» : أن، فى موضع خفض بدل من «كلمة».
ويجوز أن يكون معنى «أن» مفسرة، على أن يجزم «نعبد» و «نشرك» ب «لا».
ولو جعلتها مخففة من الثقيلة رفعت «نعبد» و «نشرك» وأضمرت الهاء مع «أن».
٦٨- إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ...
«وهذا النّبىّ» : النبي، مرفوع على النعت ل «هذا»، أو على البدل، أو على عطف البيان و «هذا» فى موضع رفع، على العطف على «الذي».
ولو قيل فى الكلام: هذا النبي، بالنصب، لحسن، لعطفه على الهاء فى «اتبعوه».
٧٣- وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ...
«أن يؤتى» : مفعول ب «تؤمنوا» وتقدير الكلام: ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا من تبع دينكم. فاللام، على هذا، زائدة و «من» فى موضع نصب استثناء ليس من الأول وقيل: التقدير: ولا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم بأن يؤتى أحد.
وقال الفراء: انقطع الكلام عند قوله «دينكم»، ثم قال لمحمد صلى الله عليه وسلم: قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ف «لا» مقدرة.
ويجوز أن تكون اللام غير زائدة، وتتعلق بما دل عليه الكلام، لأن معنى الكلام: لا تقروا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا لمن تبع دينكم، فيتعلق الحرفان ب «تقروا»، كما تقول: أقررت لزيد بالمال، وجاز ذلك، لأن الأول كالظرف فصار بمنزلة قولك: مررت فى السوق يزيد.
وإنما دخلت «أحد» لتقدم لفظ النفي فى قوله «ولا تؤمنوا»، فهى نهى، ولفظه لفظ النفي. فأما من مده واستفهم- وهى قراءة ابن كثير- فإنه أتى به على معنى الإنكار من اليهود أن يؤتى أحد مثل ما أوتوا، حكاية عنهم. فيجوز أن تكون «أن» فى موضع رفع بالابتداء، إذ لا يعمل فى «أن» ما قبلها لأجل الاستفهام، وخبر الابتداء محذوف تقديره: أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم تصدقون؟ أو تقرون؟ ونحوه. وحسن الابتداء ب «أن»، لانها قد اعتمدت على حرف الاستفهام، فهو فى التمثيل بمنزلة: أزيدا ضربته؟
ويجوز أن يكون «أن» فى موضع نصب، وهو الاختيار، كما كان فى قولك: أزيدا ضربته؟ النصب الاختيار،
أو أتشيعون؟ أو أتذكرون، ونحو هذا مما دل عليه الإنكار الذي قصدوا اليه بلفظ الاستفهام، ودل على قصدهم لهذا المعنى قوله تعالى عنهم فيما قالوا لأصحابهم (أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ) ٢: ٧٦، يعنون: أتحدثون المسلمين بما وجدتم من صفة نبيهم فى كتابهم ليحاجوكم به عند ربكم.
و «أحد»، فى قراءة من مد، بمعنى: واحد، وانما جمع فى قوله «أو يحاجوكم به» لأنه رده على معنى «أحد»، لأنه بمعنى الكثرة، ولكن «أحد»، إذ كان فى النفي أقوى فى الدلالة على الكثرة منه إذا كان فى الإيجاب، حسن دخول «أحد» بعد لفظ الاستفهام، لأنه بمعنى الإنكار والحجة، فدخلت «أحد» بعد الحجة الملفوظ بها، فيصلح أن تكون على أصلها فى العموم، وليست بمعنى «واحد».
٧٥- وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً...
«دمت» : من ضم الدال جعله: فعل يفعل، مثل: قال يقول، ودام يدوم ومن كسر الدال، جعله:
فعل يفعل، مثل خاف يخاف، على دام يدام، وكذلك «مت» فيمن كسر الميم أو ضمها.
٧٨- وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ...
«يلوون» : قرأ حميد: بواو واحدة مع ضم اللام، وأصل هذه القراءة: يلوون، ثم همز الواو الأولى لانضمامها، ثم ألقى حركة الهمزة على اللام على أصل التخفيف المستعمل فى كلام العرب.
٨٠- وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ «ولا يأمركم أن تتّخذوا» : من نصب «يأمركم» عطفه على «أن يؤتيه الله» الآية: ٧٩، وعلى «ثم يقول» الآية: ٧٩، والضمير فى «يأمركم» ل «بشر» الآية: ٧٩.
ومن رفعه قطعه مما قبله. أو جعل «لا» بمعنى «ليس»، ويكون الضمير فى «يأمركم» لله جل ذكره.
٨١- وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ...
«لما» : من كسر اللام- وهو حمزة- علقها ب «الأخذ» أي: أخذ الله الميثاق لما أعطوا من الكتاب والحكمة، لأن من أوتى ذلك فهو الأفضل وعليه يؤخذ الميثاق. و «ما» بمعنى «الذي».
وقيل: الخبر «لتؤمنن به»، وهو جواب قسم محذوف، تقديره: والله لتؤمنن به. والعائد من الجملة المعطوفة على الصلة على «ما» محمول على المعنى، عند الأخفش لأن «ما معكم» معناه: لما أوتيتموه، كما قال تعالى:
(إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) ١٢: ٩٠، فحمله على المعنى والضمير، إذ هو بمعنى: فإن الله لا يضيع أجرهم ولا بد من تقدير هذا العائد فى الجملة المعطوفة على الصلة، وهى: «ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم»، فهما جملتان لموصولين، حذف الثاني للاختصار، وقام حرف العطف مقامه، فلا بد من عائد فى الصلتين على الموصولين ألا ترى لو أنك قلت: الذي قام أبوه ثم الذي منطلق عمرو، لم يجز حتى تقول: إليه، ومن أجله، ونحو ذلك، فيكون فى الجملة المعطوفة ما يعود على «الذي» المحذوف، كما كان فى الجملة التي هى صلة للذى ثم تأتى بخبر الابتداء بعد ذلك.
ويحتمل أن يكون العائد من الصلة الثانية محذوفا تقديره: ثم جاءكم رسول به أي: بتصديقه أي: بتصديق ما أتيتكموه وهذا الحرف على قياس ما أجازه الخليل من قولك: ما أنا بالذي قائل لك شيئا أي: بالذي هو قائل وكما قرىء (تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) ٦: ١٥٤، بالرفع؟؟؟؟: هو أحسن، بالرفع، ثم حذف الضمير من الصلة، وإنما يبعد هذا الحذف عند البصريين لاتصال الضمير بحرف الجر، فالمحذوف من الكلام هو ضمير وحرف، فبعد لذلك.
ويجوز أن يكون «ما» فى قراءة من فتح اللام، للشرط، فيكون فى موضع نصب ب «أتيتكم»، و «أتيتكم» فى موضع جزم ب «ما»، و «ثم جاءكم» معطوف عليه فى موضع جزم أيضا، وتكون اللام فى «لما» لام التأكيد، وليست بجواب القسم، كما كانت فى الوجه الأول، ولكنها دخلت لتلقى القسم، بمنزلة اللام فى (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ) ٣٣: ٦٠، تنذر بإتيان القسم بعدها، وهو قوله «لتؤمنن به»، فهى توطئة للقسم وليست بجواب للقسم، كما كانت فى الوجه الأول لأن الشرط غير متعلق بما قبله ولا يعمل فيه ما قبله، فصارت منقطعة مما قبلها، بخلاف ما إذا جعلت «ما» بمعنى: الذي لأنه كلام متصل بما قبله وجواب له، وحذفها جائز، قال الله تعالى (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ) ٥: ٧٣، فإذا كانت «ما» للشرط لم «تحتج الجملة المعطوفة إلى عائد، كما لم تحتج إليه الأولى، ولذلك اختار الخليل وسيبويه، لما لم يريا فى الجملة الثانية عائدا، جعلاها للشرط. وهذا تفسير المازني وغيره لمذهب الخليل وسيبويه.
٨٣-... وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ «طوعا وكرها» : مصدران فى موضع الحال أي: طائعين ومكرهين.
٨٤- قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا...
أي: قل قولوا: آمنا، فالضمير فى «آمنا» للمأمورين، والآمر لهم: النبي- صلّى الله عليه وسلّم-.
ويجوز أن يكون الأمر للنبى عليه السلام، يراد به أمته.
٨٥- وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ «دينا» : نصب على البيان، و «غير» مفعول «يبتغ»، ويجوز أن يكون «غير» حالا، و «دينا» مفعول «يبتغ».
«وهو فى الآخرة من الخاسرين» : الظرف متعلق بما دل عليه الكلام، وهو خاسر فى الآخرة من الخاسرين.
ولا يحسن تعلقه ب «الخاسرين» لتقدم الصلة على الموصول، إلا أن نجعل الألف واللام للتعريف، بمعنى «الذي»، فيحسن.
٨٧- أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ...
«أنّ عليهم» : فى موضع رفع، خبر «جزاؤهم»، و «جزاؤهم» وخبره خبر «أولئك».
ويجوز أن يكون «جزاؤهم» بدلا من «أولئك»، بدل الاشتمال، و «أن» خبر «جزاؤهم».
٨٨- خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ «خالدين فيها» : حال من الضمير الملفوظ فى «عليهم».
«لا يخفف عنهم» : مثله، ويجوز أن يكون منقطعا من الأول.
٩١- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ «وماتوا وهم كفار» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من الضمير فى «ماتوا».
«وما لهم من ناصرين» : ابتداء وخبر، و «ما» نافية، و «من» زائدة، والجملة فى موضع الحال من المضمر المخفوض فى «لهم» الأول.
ويجوز الرفع على: هو مبارك وهدى.
ويجوز الخفض على النعت ل «بيت».
٩٧- فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ «مقام إبراهيم» أي: من الآيات مقام إبراهيم، فهو مبتدأ محذوف خبره.
ويجوز أن يكون «مقام» بدلا من «آيات»، على أن يكون «مقام إبراهيم» : الحرم كله، ففيه آيات كثيرة، وهو قول مجاهد، ودليله «ومن دخله كان آمنا»، يريد: الحرم، بلا اختلاف.
وقيل: ارتفع على إضمار مبتدأ أي: هو مقام إبراهيم.
«ومن دخله كان آمنا» : من، معطوفة على «مقام» على وجوهه. ويجوز أن تكون مبتدأة منقطعة، و «كان آمنا» الخبر.
«من استطاع» : فى موضع خفض بدل من «الناس»، وهو بدل بعض من كل.
وأجاز الكسائي أن يكون «من» شرطا، فى موضع رفع بالابتداء، و «استطاع» فى موضع جزم ب «من»، والجواب محذوف تقديره: فعليه الحج، ودل على ذلك قوله: «ومن كفر فإن الله»، هذا شرط بلا اختلاف، والأول مثله.
وهو عند البصريين منقطع من الأول، مبتدأ شرط، والهاء فى «إليه» تعود على «البيت»، وقيل:
على الحج.
٩٩- قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ «وأنتم شهداء» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر المرفوع فى «تبغونها».
١٠١- وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ...
«وأنتم تتلى عليكم» ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر فى «تكفرون» ومثله: «وفيكم رسوله».
١٠٣- وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً...
«جميعا» : حال.
«إخوانا» : خبر «أصبح» ١١١- لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً...
«إلّا أذّى» : فى موضع نصب، استثناء ليس من الأول.
١١٣- لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ «ليسوا سواء» : ليس، فيها اسمها، و «سواء»، خبرها أي: ليس المؤمنون والفاسقون، المتقدم ذكرهم، سواء.
«من أهل الكتاب أمة» : ابتداء وخبر وأجاز الفراء رفع «أمة» ب «سواء»، فلا يعود على اسم «ليس» من خبره شىء، وهو لا يجوز، مع قبح عمل «سواء»، لأنه ليس بجار على الفعل، مع أنه يضمر فى «ليس» ما لا يحتاج إليه، إذ قد تقدم ذكر الكافرين قال أبو عبيدة: «أمة» اسم «ليس»، و «سواء» خبرها، وأتى الضمير فى «ليس» على لغة من قال:
أكلونى البراغيث.
وهذا بعيد لأن المذكورين قد تقدموا قبل «ليس»، ولم يتقدم فى «أكلونى» شىء، فليس هذا مثله.
«يتلون آيات الله» : فى موضع رفع نعت ل «آية»، وكذلك: «وهم يسجدون» موضع الجملة رفع نعت ل «أمة». وإن شئت جعلت موضعها نصبا على الحال من المضمر فى «قائمة»، أو من «أمة»، إذا رفعتها ب «سواء»، وتكون حالا مقدرة لأن التلاوة لا تكون فى السجود ولا فى الركوع.
١١٤- يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ «يؤمنون» : فى موضع النعت ل «أمة» أيضا، أو فى موضع نصب على الحال من المضمر فى «يسجدون»، أو من المضمر فى «يتلون»، أو من المضمر فى «قائمة» ومعنى «قائمة» : مستقيمة، ومثله: «ويأمرون»، «وينهون»، و «ويسارعون».
ويجوز أن يكون كل ذلك مستأنفا.
١١٧-ثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ...
«فيها صرّ» : ابتداء وخبر، فى موضع خفض على النعت، ل «ريح» وكذلك: «أصابت حرث قوم».
«ظلموا أنفسهم» : الجملة فى موضع خفض، نعت ل «قوم».
١١٨- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا «خبالا» : نصب على التفسير، و «لا يألونكم خبالا» : فى موضع نعت ل «بطانة»، وكذلك: «ودوا ما عندتم»، ولا يحسن أن يكون «ودوا» حالا إلا بإضمار «قد» لأنه ماض.
١١٩- ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ...
«ها أنتم» : يجوز أن تكون الهاء بدلا من همزة، ويجوز أن تكون «ها» التي للتنبيه، إلا فى قراءة قنبل عن ابن كثير «هأنتم» بهمزة مفتوحة بعد الهاء، فلا تكون إلا بدلا من همزة.
«تحبّونهم» : فى موضع الحال من المبهم، أو صلة له، إن جعلته بمعنى «الذي»، وهو مثل الذي فى البقرة «ثم أنتم هؤلاء». و «تؤمنون» عطف على «يحبونهم».
١٢٠- إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ «لا يضرّكم» : من شدده وضم الراء، احتمل أن يكون مجزوما على جواب الشرط، لكنه لما احتاج إلى تحريك المشدد حركه بالضم، فأتبعه ضم ما قبله.
وقيل: هو مرفوع على نية التقديم أي: لن يضركم أن تصبروا، كما قال:
إنك إن يصرع أخوك تصرع
فرفع «يصرع» على نية التقديم.
والأول أحسنها، على أن فيه بعض الإشكال.
وقد حكى عن عاصم أنه قرأ بفتح الراء مشددة، وهو أحسن من الضم.
ومن خفف جزم الراء لأنه جواب الشرط.
١٢١- وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ «إذ» : فى موضع نصب ب «اذكر»، مضمرة.
«تبوّىء المؤمنين». فى موضع الحال من التاء فى «غدوت».
١٢٢- إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُما...
«إذ» : فى موضع نصب، والعامل فيها «سَمِيعٌ عَلِيمٌ» الآية: ١٢١.
وقيل: العامل «تبوىء» الآية: ١٢١.
والأول أحسن.
١٢٣- وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ...
«وأنتم أذلّة» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من الكاف والميم فى «نصركم».
١٢٤- إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ «إذ تقول» : العامل فى «إذ» :«نصركم».
«أن يمدّكم» : أن، فى موضع رفع فاعل ل «يكفى» تقديره: ألن يكفيكم إمداد ربكم إياكم بثلاثة آلاف.
«منزلين» : نعت ل «ثلاثة»، و «مسومين» نعت ل «خمسة».
١٢٦- وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ...
«وما جعله الله» : الهاء، تعود على «الإمداد»، ودل عليه «يمدكم».
وقيل: تعود على «التسويم»، ودل عليه «مسومين». والتسويم: التعليم أي: معلمين يعرفونهم بالعلامة.
وقيل: تعود على «الإنزال»، دل عليه «منزلين».
وقيل: تعود على «العدد»، دل عليه خمسة آلاف، وثلاثة آلاف، وذلك عدد.
١٢٧- لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ «ليقطع» : اللام، متعلقة بفعل دل عليه الكلام تقديره: ليقطع طرفا نصركم. ويجوز أن يتعلق ب «يمدكم».
«أو يكبتهم» : الأصل فيه، عند كثير من العلماء: يكبدهم، ثم أبدل من الدال تاء، كما قالوا: هرت الثوب، وهرده إذا خرقه، فهو مأخوذه من: أصاب الله كبده بشر أو حزن أو غيظ.
١٢٨- لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ «أو يتوب عليهم أو يعذّبهم» : هذا معطوف على «ليقطع» الآية: ١٢٦، وفى الكلام تقديم وتأخير.
وقيل: هو نصب بإضمار «أن»، معناه: وأن يتوب، وأن يعذبهم.
١٣٠- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ «أضعافا مضاعفة» : أضعافا، نصب على الحال، و «مضاعفة» نعته.
١٣٣- وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ «عرضها السّموات والأرض» : ابتداء وخبر، فى موضع خفض نعت ل «جنة»، وكذلك: «أعدت للمتقين».
١٣٦- أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ «تجرى» : فى موضع رفع، نعت ل «جنات».
«خالدين» : حال من «أولئك».
١٤٠- إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ «قرح» : من ضمه، أراد: ألم الجرح ومن فتحه: أراد الجرح نفسه.
«نداولها» : فى موضع نصب، حال من «الأيام».
«ليعلم» : نصب بإضمار «أن».
١٤٣- وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ «من قبل أن تلقوه» : قرأ مجاهد بضم اللام من «قبل»، جعلها غاية، فيكون موضع «أن» فى موضع نصب على البدل من «الموت»، وهو بدل الاشتمال.
ومن كسر لام «قبل» فموضع «أن» موضع خفض بإضافة «قبل» إليها. والهاء فى «تلقوه» راجعة على «الموت»، وكذلك التي فى «رأيتموه»، ويعنى ب «الموت» هنا: لقاء العدو لأنه من أسباب الموت والموت نفسه لا تعاين حقيقته.
١٤٥- وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا...
«وما كان لنفس أن تموت» : أن، فى موضع رفع، اسم «كان». و «إلا بإذن الله» الخبر.
و «لنفس» : تبيين مقدم.
١٤٦- وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ «وكأيّن» : هى «أي» دخلت عليها كاف التشبيه، فصار الكلام بمعنى «كم»، وكتبت فى المصاحف بعد الياء نون لأنها كلمة نقلت عن أصلها، فالوقف عليها بالنون اتباع للمصحف. وعن أبى عمرو: أنه وقف بغير نون، على الأصل لأنه تنوين.
فأما من أخر الهمزة وجعله مثل: فاعل- وهو ابن كثير- فقيل: إنه «فاعل» من «الكون» وذلك بعيد، لإتيان «من» بعده، ولبنائه على السكون.
وقيل: هى كاف التشبيه دخلت على «أي»، وكثر استعمالها بمعنى «كم» فصارت كلمة واحدة، فنقلت الياء قبل الهمزة، فصارت: كين، فخففت المشددة، كما خففوا: ميتا وهينا، فصارت كيين، مثل: فعيل فأبدلوا من الياء الساكنة ألفا كما أبدلوا فى «آية»، وأصلها: آيية، فصارت: كأين، وأصل النون التنوين، والقياس حذفه فى الوقف، ولكن من وقف بالنون أعلّ، لأن الكلمة تعرت وقلبت، فصار التنوين حرفا من الأصل.
وقال بعض البصريين: الأصل فى هذه القراءة: كأى، ثم قدمت إحدى الياءين فى موضع الهمزة، فتحركت
«معه ربّيّون كثير» : فى موضع خفض صفة ل «نبى»، إذا أسندت القتل للنبى وجعلته صفة له.
و «ربيون» على هذا، مرفوع بالابتداء، أو بالظرف، وهو أحسن لأن الظرف صفة لما قبله، ففيه معنى الفعل، فيقوى الرفع، وإنما يضعف الرفع بالاستقرار إذا لم يعتمد الظرف على شىء قبله كقولك: فى الدار زيد، فإن قلت: مررت برجل فى الدار أبوه، حسن رفع «الأب» بالاستقرار لاعتماد الظرف على ما قبله، فيتبين فيه معنى الفعل، والفعل أولى بالعمل من الابتداء لأن الفعل عامل لفظى، والابتداء عامل معنوى، واللفظي أقوى من المعنوي.
والهاء فى «معه» تعود على «نبى».
ويجوز أن يجعل «معه ربيون» فى موضع نصب على الحال من «نبى»، أو من المضمر فى «قتل»، وتكون الهاء فى «معه» تعود على المضمر فى «قتل»، و «معه» فى الوجهين، تتعلق بمحذوف قامت مقامه، وفيه ذكر المحذوف، كأنك قلت: مستقر معه ربيون كثير.
فإن أسندت الفعل إلى «ربيون» ارتفعوا ب «قتل»، وضار «معه» متعلقا ب «قتل»، فيصير «قتل» وما بعده صفة ل «نبى».
فأما خبر «كأين» فإنك إذا أسندت «قاتل» إلى «نبى» جعلت «معه ربيون» الخبر، وإن شئت جعلته صفة ل «نبى»، أو حالا من المضمر فى «قتل»، أو من «نبى» لأنك قد وصفته على ما ذكرنا، أضمرت الخبر تقديره: وكأين من نبى مضى، أو فى الدنيا، ونحوه.
وإذا أسندت القتل إلى «الربيين» جعلت «قتل معه ربيون» الخبر، وإن شئت جعلته صفة ل «نبى»، وأضمرت الخبر كما تقدم.
وكذلك تقدير هذه الآية على قراءة من قرأ «قاتل»، الأمر فيهما واحد.
و «كأين» بمعنى «كم» وليس فى الكاف معنى تشبيه فى هذا، وهو أصلها، لكنها تغيرت عنه وجعلت مع «أي» كلمة واحدة تدل على ما تدل عليه «كم» فى الخبر، فهى فى زوال معنى التشبيه عنها بمنزلة قولك: له كذا وكذا أصل «الكاف» : التشبيه، لكنها جعلت مع «ذا» كلمة واحدة، فزال معنى التشبيه منها.
١٥١- سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ «ما لم ينزّل» : ما، مفعول «أشركوا».
١٥٤- ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ «أمنة نعاسا» : مفعول «أنزل»، و «نعاسا» بدل من «أمنة».
وقيل: «أمنة» : مفعول من أجله، و «نعاسا» : منصوب ب «أنزل».
«وطائفة قد أهمّتهم» : ابتداء، و «قد أهمتهم» الخبر، والجملة فى موضع نصب على الحال. وهذه «الراو»، قيل: هى واو الابتداء وقيل: واو الحال وقيل: هى بمعنى «إذ».
«يظنّون» و «يقولون» : كلاهما فى موضع رفع، على النعت ل «طائفة»، أو فى موضع نصب على الحال من المضمر المنصوب فى «أهمتهم».
«كلّه لله» : من نصبه جعله تأكيدا ل «الأمر»، و «لله» خبر «إن».
وقال الأخفش: هو بدل من «الأمر».
ومن رفعه فعلى الابتداء، و «لله» خبره، والجملة خبر «إن».
«وليبتلى الله ما فى صدوركم» : اللام، متعلقة بفعل دل عليه الكلام تقديره: وليبتلى الله ما فى صدوركم فرض عليكم القتال.
١٥٨- فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ...
«فبما رحمة» : رحمة، مخفوضة بالباء، و «ما» زائدة للتوكيد.
وقال ابن كيسان: ما، نكرة فى موضع خفض بالباء، و «رحمة» بدل من «ما»، أو نعت لها.
ويجوز رفع «رحمة» على أن يجعل «ما» بمعنى «الذي»، ويضمر «هو» فى الصلة وتحذفها، كما قرىء:
(تماما على الذي أحسن) ٦: ١٥٤.
١٦٠- إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ...
«من بعده» : الهاء، تعود على «الله» جل ذكره.
وقيل: بل تعود على «الخذلان».
١٦١- وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ...
«أن يغلّ» : أن، فى موضع رفع اسم «كان». ومن قرأ: يغل: بفتح الياء وضم الغين، فمعناه: ما كان لنبى أن يخون أحدا فى مغنم ولا غيره. ومن قرأ بضم الياء وفتح الغين، فمعناه: ما كان لنبى أن يوجد غالا، كما تقول:
أحمدت الرجل: وجدته محمودا وأحمقته: وجدته أحمق. وقيل: معناه ما كان لنبى أن يخان، أي: أن يخونه أصحابه فى مغنم ولا غيره.
١٦٨- الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا...
«الّذين قالوا» : الذين، فى موضع نصب على النعت ل «الذين نافقوا» الآية: ١٦٧، أو على البدل، أو على إضمار: أعنى، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ.
١٧٠- فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ «فرحين» : نصب على الحال من المضمر فى «يرزقون»، الآية: ١٦٩ ولو كان فى الكلام «فرحون» لجاز على النعت.
«أن لا خوف عليهم» : أن، فى موضع خفض ل «أحياء»، بدل من «الذين»، وهو بدل الاشتمال.
١٧٢- الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ...
«الّذين استجابوا» : ابتداء، وخبره: «للذين أحسنوا منهم».
ويجوز أن يكون «الذين» فى موضع خفض بدلا من «المؤمنين» الآية: ١٧١، أو من «الذين لم يلحقوا بهم» الآية: ١٧٠ ١٧٣- الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ...
«الّذين قال لهم النّاس» : بدل من «الذين استجابوا» الآية: ١٧٢ ١٧٨- وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ «ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملى» : أن، تقوم مقام مفعولى «حسب»، و «الذين» فاعلون، و «ما» فى «إنما» بمعنى: «الذي»، والهاء محذوفة من «نملى» هذا على قراءة من قرأ بالياء، و «خير» : خبر «إن».
وإن شئت جعلت «ما» و «نملى» مصدرا، فلا تضمرها تقديره: لا يحسبن الذين كفروا أن الإملاء لهم خير لهم.
فأما من قرأ بالتاء وكسر «أن» من «أنما»، فإنما يجوز على أن يعلق «حسب»، ويقدر القسم، كما تفعل بلام الابتداء فى قولك: لا يحسبن زيد لأبوه أفضل من عمرو، وكأنك قلت: والله لأبوه أفضل من عمرو.
فأما من قرأ بالتاء- وهو حمزة- فإنه جعل «الذين» مفعولا أول ل «حسب»، والفاعل هو المخاطب، وهو النبي ﷺ وجعل «إنما»، وما بعدها، بدلا من «الذين»، فتسد مسد المفعولين. كما مضى فى قراءة من قرأ بالتاء. و «ما» بمعنى «الذي» فى هذه القراءة، والهاء محذوفة من «نملى»، أو تجعل «أن» مفعولا ثانيا ل «حسب» لأن الثاني فى هذا الباب هو الأول فى المعنى، إلا أن تضمر محذوفا تقديره: ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملى لهم فتجعل «ما» ونملى» مصدرا على هذا. فإن لم تقدر محذوفا فجوازه على أن يكون «أن» بدلا من «الذين» : ويسد مسد المفعولين. و «ما» بمعنى «الذي». وفى جواز «ما» والفعل مصدر، و «أن» بدل من «الذين» : نظر.
وقد كان وجه القراءة لمن قرأ بالتاء أن يكسر «إنما»، فتكون الجملة فى موضع المفعول الثاني، ولم يقرأ به أحد.
١٨٠- وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ...
من قرأ بالياء جعل «الذين» فاعلين» ل «حسب»، وحذف المفعول الأول، لدلالة الكلام عليه، و «هو».
فاصلة، و «خيرا» مفعول ثان وتقديره: ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله البخل خيرا لهم، فدل «يبخلون» على البخل، فجاز حذفه.
فأما من قرأ بالتاء- وهو حمزة- فإنه جعل المخاطب هو الفاعل، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، و «الذين» مفعولا أول، على تقدير حذف مضاف وإقامة «الذين» مقامه، و «هو» فاصلة»، و «خيرا» مفعول ثان، تقديره: ولا تحسبن يا محمد بخل الذين يبخلون خيرا لهم ولا بد من هذا الإضمار ليكون المفعول الثاني هو الأول فى المعنى، وفيها نظر، لجواز تقدير «ما» فى الصلة تفسير ما قبل الصلة.
على أن فى هذه القراءة مزية على القراءة بالياء لأنك حذفت المفعول وأبقيت المضاف إليه يقوم مقامه، وإذا حذفت المفعول فى قراءة «الياء» لم يبق ما يقوم مقامه وفى القراءة أيضا مزية على القراءة بالياء، وذلك أنك حذفت «البخل» بعد تقدم «يبخلون»، وفى القراءة بالتاء حذفت «البخل» قيل إثبات «يبخلون»، وجعلت «ما» فى صلة «الذين» تفسير ما قبل الصفة.
والقراءتان متوازيتان فى القوة والرتبة.
١٨٣- الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ «الذين» : فى موضع خفض بدل من «الذين» فى قوله (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ) الآية: ١٨١، أو فى موضع نصب على إضمار «أعنى»، أو فى موضع رفع على إضمار «هم».
«ألّا نؤمن» : أن، فى موضع نصب، على تقدير حذف حرف الجر أي: بألا نؤمن.
و «أن» تكتب منفصلة من «لا»، إلا إذا أدغمتها فى اللام بغنة، فإن أدغمتها بغير غنة كتبتها منفصلة.
وقال غيره: بل تكتب منفصلة على كل حال.
وقيل: إن قدرتها مخففة من الثقيلة كتبتها منفصلة، لأن معها مضمرا يفصلها مما بعدها، وإن قدرتها الناصبة للفعل كتبتها متصلة، إذ ليس بعدها مضمر مقدر.
«إنما توفّون أجوركم» : ما، كافة ل «إن» عن العمل، ولا يحسن أن يكون «ما» بمعنى «الذي»، لأنه يلزم رفع «أجوركم»، ولم يقرأ به أحد لأنه يصير التقدير: وإن الذي توفونه أجوركم وأيضا فإنك تفرق بين الصلة والموصول بخبر الابتداء.
١٨٨- لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ «لا تحسبنّ الّذين يفرحون» : من قرأه بالياء جعل الفعل غير متعد، و «الذين يفرحون» فاعلون.
ومن قرأ «فلا يحسبنهم» بالياء، جعله بدلا من «لا يحسبن الذين يفرحون»، على قراءة من قرأه بالياء والفاء فى «فلا يحسبنهم» زائدة، فلم يمنع من البدل. ولما تعدى «فلا يحسبنهم» إلى مفعولين استغنى بذلك عن تعدى «لا يحسبن الذين يفرحون» لأن الثاني بدل منه، فوجه القراءة لمن قرأ «لا يحسبن الذين يفرحون» بالياء، أن يقرأ «فلا يحسبنهم» بالياء، ليكون بدلا من الأول، فتستغنى بتعديته عن تعدى الأول.
فأما من قرأ الأول بالياء والثاني بالتاء، فلا يحسن فيه البدل، لاختلاف فاعليهما ولكن يكون مفعولا أول حذف لدلالة مفعولى الثاني عليهما.
فأما من قرأ «لا تحسبن الذين يفرحون» بالتاء- وهم الكوفيون- فإنهم أضافوا الفعل إلى المخاطب، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، و «الذين يفرحون» مفعول أول ل «حسب»، وحذف الثاني لدلالة ما بعده عليه، وهو «بمفازة من العذاب».
وقد قيل: إن «بمفازة من العذاب» هو المفعول الثاني ل «حسب» الأول، على تقدير التقديم، ويكون المفعول الثاني ل «حسب» الثاني محذوفا لدلالة الأول عليه تقديره: لا تحسبن يا محمد الذين يفرحون بما أوتوا بمفازة من العذاب، فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب، ثم حذف الثاني، كما تقول: ظننت زيدا ذاهبا، وظننت عمرا بزيد ذاهبا، فتحذفه لدلالة الأول عليه.
ويجوز أن يكون «يحسبنهم»، فى قراءة من قرأة بالياء، بدلا من «تحسبن الذين يفرحون»، فى قراءة من قرأه بالياء أيضا، لاتفاق الفاعلين والمفعولين، والفاء زائدة لا تمنع من البدل.
فأما من قرأ الأول بالياء والثاني بالتاء، فلا يحسن الثاني البدل، لاختلاف فاعليهما، ولكن يكون المفعول
١٩٠- إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ واحد «أولى» : ذى، المضاف فإن كان منصوبا نحو: «يا أولى الألباب»، فواحدهم: ذا، المضاف فإن كان مرفوعا نحو «أولو قوة» فواحدهم: ذو، المضاف. وقد ذكرنا أن واحد «أولئك» : ذا المبهم، من قولك «هذا».
١٩١- الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ «الذين» : فى موضع خفض بدل من «أولى» الآية: ١٩٠، أو فى موضع نصب على «أعنى»، أو فى موضع رفع على: هم الذين يذكرون.
«قياما وقعودا» : حالان من المضمر فى «يذكرون».
«وعلى جنوبهم» : حال منه أيضا، فى موضع نصب، كأنه قال: ومضطجعين.
«ويتفكرّون» : عطف على «يذكرون»، داخل فى صلة «الذين».
«باطلا» : مفعول من أجله أي: للباطل.
«سبحانك» : منصوب على المصدر، فى موضع «تسبيحا» أي: تسبيحا ومعناه: ننزهك من السوء تنزيها ونبرئك منه تبرئة.
١٩٣- رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ «أن آمنوا» : أن، فى موضع نصب على حذف حرف الخفض أي: بأن آمنوا.
«وتوفّنا مع الأبرار»، أي: توفنا أبرارا مع الأبرار.
١٩٥- فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ «أنى لا أضيع» : أنى، فى موضع نصب، أي: بأنى.
«فالّذين هاجروا» : مبتدأ، وخبره «لأكفرن».
«ثوابا من عند الله» : نصب على المصدر، عند البصريين، فهو مصدر مؤكد.
وقال الكسائي: هو منصوب على القطع، أي على الحال.
وقال الفراء: هو منصوب على التفسير.
«والله عنده حسن الثواب» : الله، مبتدأ و «حسن»، ابتداء ثان، و «عنده» خبر «حسن»، وهو وخبره خبر عن اسم الله.
١٩٧- مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ «متاع قليل» : رفع على إضمار مبتدأ أي: هو متاع، أو: ذلك متاع، ونحوه.
١٩٨- لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ «تجرى من تحتها الأنهار» : فى موضع رفع، على النعت ل «جنات».
وإن شئت فى موضع نصب على الحال، من المضمر المرفوع فى «لهم».
أو هو كالفعل المتأخر بعد الفاعل، إن رفعت «جنات» بالابتداء، فإن رفعتها بالاستقرار لم يكن فى «لهم» ضمير مرفوع إذ هو كالفعل المتقدم على فاعله.
«خالدين فيها» : حال من المضمر، والعامل فى الحال الناصب لها أبدا هو العامل فى صاحب الحال لأنها هو.
«نزلا» : القول فيه والاختلاف، مثل «ثوابا» الآية: ١٩٥ ١٩٩- وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا...
«خاشعين» : حال من المضمر فى «يؤمن»، أو فى «إليهم»، وكذلك: «لا يشترون» مثل: «خاشعين».
١- يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً «يا أيّها النّاس» : أي، نداء مفرد، فلذلك ضم، وضمه بنا وليس بإعراب، وموضعه موضع نصب، لأنه مفعول فى المعنى و «الناس» نعت ل «أي»، وهو نعت لا يغنى عنه، لأنه هو المنادى فى المعنى. ولا يجوز عند سيبويه نصبه على الموضع، كما جاز فى: يا زيد الظريف لأن هذا نعت يستغنى عنه.
وقال الأخفش: «الناس» صلة ل «أي»، فلذلك لا يجوز حذفه ولا نصبه.
وأجاز المازني نصب «الناس» قياسا على: يا زيد الظريف.
«والأرحام» : من نصبه عطفه على: اسم «الله» أي: واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
ويجوز أن يكون عطفه على موضع «به»، كما نقول: مررت بزيد وعمرا، فعطفه على موضع «زيد»، لأنه مفعول فى موضع نصب وإنما ضعف الفعل فتعدى بحرف.
ومن خفضه عطفه على الهاء فى «به»، وهو قبيح عند سيبويه لأن المضمر المخفوض بمنزلة التنوين لأنه يعاقب التنوين فى مثل: غلامى، وغلامك، ودارى، ودارك ونحوه. ويدل على أنه كالتنوين أنهم حذفوا الياء فى النداء، إذ هو موضع يحذف فيه التنوين، تقول: يا غلام أقبل فلا يعطف على ما قام مقام التنوين، كما لا يعطف على التنوين.
وقال المازني: كما لا تعطف الأول على الثاني، إذ لا ينفرد بعد حرف العطف، كذلك لا تعطف الثاني على الأول، فهما شريكان لا يجوز فى أحدهما إلا ما يجوز فى الآخر.
٣- وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا «ما طاب لكم» : ما، والفعل مصدر أي: فانكحوا الطيب أي: الحلال. و «ما» يقع لما لا يعقل ولنعوت ما يعقل فلذلك وقعت هنا لنعت ما يعقل.
اثنين اثنين، دال على التكثير ولأنه معدول عن مؤنث، لأن العدد مؤنث.
وقال الفراء: لم ينصرف لأنه معدول عن معنى الإضافة، وفيه تقدير دخول الألف واللام وأجاز صرفه فى العدد على أنه نكرة.
وقال الأخفش: إن سميت به صرفته فى المعرفة والنكرة لأنه قد زال عنه العدل.
وقيل: لم ينصرف لأنه معدول عن لفظه وعن معناه.
وقيل: امتنع من الصرف، لأنه معدول، ولأنه جمع.
وقيل: امتنع لأنه معدول، ولأنه عدل على غير أصل العدل لأن أصل العدل إنما هو للمعارف، وهذا نكرة بعد العدل.
و «ثلاث ورباع» : مثل «مثنى» فى جميع علله.
«فواحدة» : من نصبه فمعناه: فانكحوا واحدة.
وقرأ الأعرج: بالرفع، على معنى: فواحدة تقنع وهو ابتداء محذوف الخبر.
«أو ما ملكت أيمانكم» : عطف على «فواحدة» فى الوجهين جميعا و «ما ملكت» مصدر، فلذلك وقعت لما يعقل، فهو لصفة من يعقل.
٤- وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً «نحلة» : مصدر وقيل: هو مصدر فى موضع الحال.
«نفسا» : تفسير، وتقديمه لا يجوز، عند سيبويه، البتة وأجازه المبرد والمازني، إذا كان العامل منصرفا.
«هنيئا مريئا» : حالان من الهاء فى «فكلوه»، تقول: هنأنى ومرأنى: فإن أفردت «مرأنى» لم تقل إلا «امرأني» والضمير المرفوع فى «فكلوه» يعود على «الأزواج» وقيل: على «الأولياء». والهاء فى «فكلوه» تعود على «شىء».
٥- وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً...
«قياما» : من قرأه بغير ألف، جعله جمع «قيمة»، كديمة وديم ويدل على أنه جمع: أنه اعتل فانقلبت واوه
وإنما قال «التي» ولم يعقل «اللاتي»، لأنه جمع لا يعقل، فجرى على لفظ الواحد كما قال: (فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي) ١١: ١٠١، وقال (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي) ١٩: ٦١، ولو كان يعقل لقال «اللاتي»، كما قال (وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي) ٤: ٢٣، (وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي) ٤: ٢٣، (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي) ٢٤: ٦٠، وهذا هو الأكثر فى كلام العرب وقد يجوز فيما لا يعقل «اللاتي»، وفيما يعقل «التي»، وقد ترىء «أموالكم اللاتي» بالجمع.
ومن قرأ «قياما» جعله اسما، من «أقام الشيء»، وإن شئت مصدر: قام يقوم قياما، وقد يأتى فى معناه «قوام»، فلا يعتل.
٦-... وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا...
«إسرافا» : مفعول من أجله. وقيل: هو مصدو فى موضع الحال. و «بدارا»، مثله.
«أن يكبروا» : أن فى موضع نصب ل «بدار».
٧-... مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً «نصيبا مفروضا» : حال. وقيل: هو مصدر.
٨- وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ...
«فارزقوهم منه» : الهاء، تعود على «المقسوم»، لأن لفظة القسمة دلت عليه.
١١- يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَواهُ. فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً «للذّكر مثل حظّ الأنثيين» : ابتداء وخبر، فى موضع نصب، تبيين للوصية وتفسير لها.
«وإن كانت واحدة» : من رفع، جعل «كان» تامة لا تحتاج إلى خبر، بمعنى: وقع وحدث فرفع «واحدة» بفعلها وهى قراءة نافع وحده ومن نصب «واحدة» جعل «كان» هى الناقصة التي تحتاج إلى خبر، فجعل «واحدة» خبرها، وأضمر فى «كان» اسمها تقديره: وإن كانت المتروكة واحدة.
«السّدس» : رفع بالابتداء، وما قبله خبره وكذلك: الثلث، والسدس وكذلك: «نصف ما ترك»، وكذلك: «فلكم الربع»، وكذلك: «ولهن الربع»، و «فلهن الثمن» وكذلك: «لكل واحد منهما السدس» الآية: ١٢ «من بعد وصيّة يوصى بها» أي: وصية لا دين معها لأن الدين هو المقدم على الوصية.
«نفعا» : نصب على التفسير.
«فريضة من الله» : مصدر.
١٢-... وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ «وإن كان رجل يورث كلالة» : كان، بمعنى: وقع و «يورث» نعت ل «رجل» و «رجل» رفع ب «كان» و «كلالة» نصب على التفسير.
وقيل: هو نصب على الحال، على أن «الكلالة» هو الميت فى هذين الوجهين.
وقيل: هو نصب على أنه نعت لمصدر محذوف تقديره: يورث وراثة كلالة على أن «الكلالة» هو المال الذي لا يرثه ولد ولا والد وهذا قول عطاء.
وقيل: هو خبر «كان»، على أن الكلالة اسم للورثة وتقديره: ذا كلالة.
فأما من قرأ «يورث» بكسر الراء، وبكسرها والتشديد، ف «كلالة» مفعولة ب «يورث»، و «كان» بمعنى: «وقع».
١٣- تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «تجرى من تحتها الأنهار» : الجملة فى موضع نصب، على النعت ل «جنات».
«خالدين» : حال من الهاء فى «يدخله» وإنما جمع لأنه حمل على معنى «من»، ولو أفردت «خالدا» لكان محمولا على لفظ «من» ولو جعلت «خالدا» نعتا لجاز فى الكلام ولكنك تظهر الضمير الذي فى «خالدا» فتقول: خالدا هو.
١٦- وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً «اللّذان يأتيانها منكم» : الاختيار، عند سيبويه، فى «اللذان» الرفع وإن كان معنى الكلام الأمر، لأنه لما وصل «الذي» بالفعل تمكن معنى الشرط فيه، فلم يعمل فيه، إذ لا يقع على شىء بعينه فلما تمكن الشرط والإبهام فيه جرى مجرى الشرط، فلم يعمل فيه ما قبله من الإضمار، كما لا يعمل فى الشرط ما قبله من مضمر أو مظهر فلما بعد أن يعمل فى «اللذين» ما قبلهما من الإضمار، لم يحسن الإضمار فلما لما يحسن إضمار الفعل قبلهما لينصبهما رفعا بالابتداء، كما يرفع الشرط، والنصب جائز على تقدير إضمار فعل، لأنه إنما أشبه الشرط، وليس المشبه بالشيء فى حكمه، فلو وصلت «الذي» بظرف بعد شبهه بالشرط، فيصير النصب هو الاختيار، وإذا كان فى الكلام معنى الأمر والنهى، نحو قولك: اللذين عندك فأكرمهما النصب فيه الاختيار، ويجوز الرفع والرفع فيما وصل بفعل الاختيار، ويجوز النصب، على إضمار فعل يفسره الخبر، ويصح أن يفسره ما فى الصلة.
ولو حذفت «الهاء» من الخبر لم يحسن عمله فى «اللذين»، لأن «الفاء» تمنع من ذلك، إذ ما بعدها منقطع مما قبلها.
١٩- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً «أن ترثوا النّساء كرها» : أن، فى موضع رفع ب «يحل»، وهو نهى عن تزويج المرأة مكرهة، وهو شىء كان يفعله أهل الجاهلية، يكون الابن أو القريب أولى بزوجة الميت من غيره وإن كرهت ذلك المرأة.
«إلّا أن يأتين بفاحشة» : أن، استثناء ليس من الأول، فى موضع نصب.
«فعسى أن تكرهوا» : أن، فى موضع رفع ب «عسى» لأن معناها: فربّ كراهتكم لشىء وجعل الله فيه خيرا، و «أن» والفعل، مصدر.
٢٢- وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ...
«إلّا ما قد سلف» : ما، فى موضع نصب، استثناء منقطع.
٢٣- حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ... وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً «وأن تجمعوا بين الأختين» : أن، فى موضع رفع، عطف على «أمهاتكم»، أي: وحرم عليكم الجمع بين الأختين، وكذلك: «والمحصنات» الآية: ٢٤، رفع، عطف على «أمهاتكم».
٢٤- وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً «إلا ما ملكت أيمانكم» : ما، فى موضع نصب على الاستثناء، و «ما ملكت» مصدر، ولذلك وقعت «ما» لما يعقل، لأن المراد بها صفة من يعقل، و «ما» يسأل بها عما لا يعقل، وعن صفات من يعقل.
«كتاب الله عليكم» : نصب على المصدر، على قول سيبويه لأنه لما قال: «حرمت عليكم أمهاتكم» علم أن ذلك مكتوب، فكأنه قال: كتب الله عليكم كتابا.
وقال الكوفيون: هو منصوب على الإغراء أي، فعليكم. وهو بعيد لأن ما انتصب بالإغراء لا يتقدم على ما قام مقام الفعل، وهو «عليكم»، وقد تقدم فى هذا الموضع، ولو كان النص «عليكم كتاب الله» لكان نصبه على الإغراء أحسن من المصدر.
«أن تبتغوا» : أن، فى موضع نصب على البدل من «ما»، فى قوله «ما وراء ذلكم»، أو فى موضع رفع- على قراءة من قرأ «وأحل» على ما يسم فاعله- بدل من «ما» أيضا.
«فما استمتعتم» : ما، رفع بالابتداء، وهى شرط، وجوابه «فآتوهن»، وهو خبر الابتداء.
«فريضة» : حال. وقيل: مصدر فى موضع الحال.
٢٥- وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ «أن ينكح» : أن، فى موضع نصب، بحذف حرف الجر تقديره: إلى أن ينكح.
«محصنات» : حال من الهاء والنون فى «منهن»، وكذا: «غير مسافحات»، وكذا:
«ولا متخذات أخدان».
«ذلك لمن خشى» : ذلك، مبتدأ، وما بعده خبره أي: الرخصة فى نكاح الإماء لمن خشى العنت.
«وأن تصبروا خير لكم» : أن، فى موضع رفع، بالابتداء، و «خير» خبره تقديره: والصبر عن تزويج الإماء خير لكم.
٢٨- يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً «ضعيفا» : نصب على الحال أي: خلق يغلبه هواه وشهوته وغضبه ورضاه، فاحتاج أن يخفف الله عنه.
٢٩- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ...
«إلا أن تكون تجارة» من رفع جعل «كان» تامة، بمعنى: «وقع» ومن نصب جعلها خبر «كان»، وأضمر فى «كان» اسمها تقديره: إلا أن تكون الأموال أموال تجارة ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
وقيل: تقديره: إلا أن تكون التجارة تجارة.
والتقدير الأول أحسن، لتقدم ذكر «الأموال»
ومثل «تجارة» قوله: «وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً» ٤: ٤٠، فى الرفع والنصب.
٣٠- وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً «عدوانا وظلما» : مصدران فى موضع الحال، كأنه قال: متعديا وظالما.
٣١- إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً «مدخلا» : مصدر «أدخل»، فمن فتح الميم جعله مصدر «دخل»، و «ندخلكم» يدل على «أدخل».
٣٣- وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ...
«ولكلّ جعلنا» : المضاف إليه محذوف مع «كل» تقديره: ولكل أحد، أو نفس.
وقيل: تقديره: ولكل شىء مما ترك الوالدان والأقربون جعلنا موالى، أو وارثا، له.
٣٤- الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ...
«بما حفظ الله» أي: حفظ الله لهن. وقرأ ابن القعقاع «الله» بالنصب، على معنى: بحفظهن الله.
«واهجروهنّ فى المضاجع» : ليس فى «المضاجع» ظرف للهجران، إنما هو سبب للتخلف فمعناه: واهجروهن من أجل تخلفهن عن المضاجعة معكم.
٣٧- الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ...
«الّذين» : فى موضع نصب، بدل من «من» فى قوله: «لا يحب من» الآية: ٣٦.
٣٨- وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ...
«رئاء» : مفعول من أجله ويجوز أن يكون مصدرا فى موضع الحال من «الذين»، فيكون «ولا يؤمنون» منقطعا لا معطوفا على «ينفقون» لأن الحال من «الذين» غير داخل فى صلته، فيفرق بين الصلة والموصول بالحال، إن عطفت «ولا يؤمنون» على «ينفقون».
وإن جعلته حالا من المضمر فى «ينفقون» جاز أن يكون «ولا يؤمنون» معطوفا على «ينفقون»، داخلا فى فى الصلة لأن الحال داخلة فى الصلة، إذ هى حال لما هو فى الصلة.
٤٢- يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً «يومئذ» : العامل فيه «يود».
٤٣- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ...
«وأنتم سكارى» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر فى «تقربوا».
«ولا جنبا» : حال أيضا منه، وكذلك، «إلا عابرى سبيل»، بمعنى: لا مسافرين، فتتيممون للصلاة وتصلون وأنتم جنب.
وقيل: معناه: إلا مجتازين، على أن الصلاة يراد بها موضع الصلاة.
٤٤- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ «يشترون الضّلالة» : فى موضع الحال من «الذين»، ومثله: «ويريدون».
٤٥- وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفى بِاللَّهِ نَصِيراً «كفى بالله» : الباء، زائدة، و «الله» فى موضع رفع ب «كفى»، وإنما زيدت الباء مع الفاعل ليؤدى الكلام معنى الأمر، لأنه فى موضع: اكتفوا بالله فدلت «الباء» على هذا المعنى.
«وليا، ونصيرا» : تفسيران، وإن شئت: حالين.
٤٦- مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا «من الّذين هادوا» : من، متعلقة ب «نصيرا»، أي: اكتفوا بالله ناصرا لكم من الذين هادوا.
«يحرّفون» : حال من «الذين هادوا»، فلا تقف على «نصيرا» على هذا القول.
وقبل: «من الذين هادوا»، متعلقة بمحذوف، هو خبر ابتداء محذوف، تقديره: من الذين هادوا قوم يحرفون، فيتعلق «من» بمحذوف، كما تتعلق حروف الجر إذا كانت أخبارا ويكون «يحرفون» نعت للابتداء المحذوف، فتقف على «نصيرا» فى هذا القول.
وقيل: التقدير: من الذين هادوا من يحرف الكلم مبتدأ محذوف، و «من الذين هادوا» خبر مقدم فتقف على «نصيرا» على هذا، ومثله فى حذف «من» قوله تعالى «وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ» ٣٧: ١٦٤ أي:
من له مقام.
«غير مسمع» : نصب على الحال من المضمر فى و «اسمع» والمراد: واسمع غير مسمع مكروها.
وقيل: إنهم يريدون: غير مسمع منك أي: غير مجاب.
«ليّا» : مصدر وأصله: لويا، ثم أدغمت الواو فى الياء.
وقيل: هو مفعول من أجله، ومثله: «وطعنا فى الدين».
«ولو أنهم قالوا» : أن، فى موضع رفع بالابتداء أبدا، عند سيبويه ولم يجز سيبويه وقوع الابتداء بعد «لو» إلا مع «أن» خاصة، لوجود لفظ الفعل بعد «أن»، فإن وقع بعد «لو» اسم ارتفع بإضمار فعل عنده.
وقال غيره: «أن» وغيرها لا ترتفع بعد «لو» إلا بإضمار فعل.
«إلّا قليلا» : نعت لمصدر محذوف، تقديره: إلا إيمانا قليلا، وإنما قل: لأنهم لا يتمارون عليه، ولأن باطنهم خلاف ما يظهرون ولو كان على الاستثناء لكان على الوجه، رفع «قليل» على البدل من المضمر فى «يؤمنون» فإن جعلته مستثنى من «لعنهم» لم يحسن لأن من كفروا ملعونون لا يستثنى منهم أحد.
٤٧-... أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا «كما لعنّا» : الكاف فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره لعناهم مثل لعننا لأصحاب السبت.
٥١-... وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا «سبيلا» : نصب على التفسير والنصب على التفسير، وعلى البيان، وعلى التمييز، سواء إلا أن التمييز يستعمل فى الأعداد.
٥٣- أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً لا يجوز عند أكثر النحويين «إذن» إلا بالنون وأجاز الفراء أن تكتب بالألف.
والناصب عند الخليل «أن» مضمرة.
٥٥- فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً «من آمن به، من صدّ عنه» : كلاهما مبتدأ، وما قبل كل مبتدأ خبره أي: «فمنهم» و «منهم».
«سعيرا» : انتصب على التفسير.
٥٦- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها «كلما نضجت» : الناصب ل «كلما» قوله «بدلناهم».
٥٧- وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا «تجرى من تحتها الأنهار» : تجرى، فى موضع نعت ل «جنات».
«خالدين فيها» : حال من الهاء والميم، فى «سندخلهم».
«لهم فيها أزواج» : أزواج، ابتداء، وخبره «لهم»، والجملة يحتمل موضعها من الإعراب ما يحتمل «خالدين فيها».
٥٨- إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ...
«أن تؤدوا، أن تحكموا» : أن، فيهما، فى موضع نصب بحذف الخافض، أصله: بأن تؤدوا، وبأن تحكموا.
٥٩- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا «وأولى الأمر» : واحد «أولى» : ذا، المضاف لأنه منصوب وواحد «أولو» : ذو، من غير لفظه كذلك واحد «أولات» : ذات.
«تأويلا» : نصب على التفسير.
٦٦- وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً «إلا قليل» : رفع على البدل من المضمر فى «فعلوه»، وقرأ ابن عامر بالنصب، على الاستثناء، وهو بعيد فى النفي، لكنه كذلك بالألف فى مصاحف أهل الشام.
«تثبيتا» : نصب على التفسير.
٦٨- وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً «صراطا» : مفعول ثان ل «هدينا».
٦٩-... وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً «رفيقا» : تفسير.
وقال الأخفش: رفيقا، حال، و «أولئك» فى موضع رفع ب «حسن».
٧٠- ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ عَلِيماً «عليما» : تفسير.
٧١- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً «ثبات، جميعا» : حالان من المضمر فى «انفروا» فى اللفظين.
و «ثبات» : مفترقين وواحدها: ثبة وتصغيرها، وثيبة. فأما «ثبة الحوض»، وهو وسطه، فتصغيرها: ثويبة.
٧٣- وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً «كأن لم تكن بينكم وبينه مودّة» : اعتراض بين القول والمقول، وليس هو من قول الذي أبطأ عن الجهاد، والمراد به التأخير بعد جواب التمني، و «مودة» : اسم «تكن»، و «بينكم» الخبر، ولا يحسن كون «تكن» بمعنى: تقع لأن الكلام لا يتم معناه دون «بينكم وبينه»، فهو الخبر وبه تتم الفائدة.
«فأفوز فوزا عظيما» : نصب على جواب التمني فى قوله: «يا ليتنى كنت معهم».
«والمستضعفين» : عطف على اسم «الله»، فى موضع خفض.
وقيل: هو معطوف على «سبيل».
«الظّالم أهلها» : نعت ل «القرية» وإنما جاز ذلك- و «الظالم» ليس لها للعائد عليها من نعتها، وإنما وحّد لجريانه على موحد، ولأنه لا ضمير فيه، إذ قد رفع ظاهرا بعده، وهو الأصل، ولو كان فيه ضمير لم يجز استتاره ولظهر- لأن اسم الفاعل، إذا كان خبرا أو صفة أو حالا لغير من هو له، لم يستتر فيه ضمير البتة، ولا بد من إظهاره، فكذلك إن عطف على غير من هو له والفعل بخلاف ذلك، يستتر الضمير فيه لقوته، وإن كان خبرا أو صفة أو حالا لغير من هو له.
٧٧-... فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً...
«إذا فريق منهم» : فريق، رفع بالابتداء، و «منهم» نعت ل «فريق» فى موضع رفع، و «يخشون» خبر الابتداء.
«كخشية الله» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: خشية مثل خشيتهم الله.
«أو أشدّ» : نصب، أو عطف على «الكاف».
٧٨- أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ...
«أينما» : أين، ظرف مكان، فيه معنى الاستفهام والشرط، ودخلت «ما» لتمكن الشرط، و «تكونوا» جزم بالشرط، و «يدركم» جوابه.
«وأرسلناك للناس رسولا» : رسولا، مصدر مؤكد، يعنى: ذا رسالة.
«شهيدا» : تفسير وقيل: حال.
٨١- وَيَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا «طاعة» : رفع على خبر ابتداء محذوف تقديره: ويقولون: أمرنا طاعة.
ويجوز فى الكلام النصب: على المصدر.
٨٣- وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا «لاتّبعتم الشّيطان إلا قليلا» : قليلا، منصوب على الاستثناء من الجمع المضمر فى «أذاعوا».
وقيل: من المضمر فى «يستنبطونه».
وقيل: من الكاف والميم فى «عليكم» على تقدير: لولا فضل الله عليكم بأن بعث فيكم رسوله فآمنتم به لكفرتم إلا قليلا منكم وهم الذين كانوا على الإيمان قبل بعث الرسول عليه السلام.
و «لولا» : يقع بعدها الابتداء والخبر محذوف ف «فضل» مبتدأ، والخبر محذوف، وإظهاره لا يجوز عند سيبويه.
٨٦- وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً «تحيّة» : وزنها: تفعلة وأصلها: تحية فألقيت حركة الياء على الحاء، وأدغمت فى الثانية.
٨٨- فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ...
«فئتين» : نصب على الحال من الكاف والميم من «لكم»، كما تقول: مالك قائما.
٨٩- وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً «كما كفروا» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف أي: كفرا مثل كفرهم.
٩٠- إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ...
«إلّا الذين يصلون» : الذين، فى موضع نصب، استثناء من الهاء والميم فى «واقتلوهم» الآية: ٨٩.
«حصرت صدورهم» : لا يكون «حصرت» حالا من المضمر المرفوع فى «جاءوكم»، إلا أن يضمر معه «قد»، فإن لم تضمر فهو دعاء كما تقول: لعن الله الكافر.
وقيل: «حصرت» فى موضع خفض، نعت ل «قوم».
فأما من قرأ «حصرة»، بالتنوين، فجعله اسما، فهو حال من المضمر المرفوع فى «جاءوكم»، ولو خفض على النعت ل «قوم» جاز.
«أن يقاتلوكم» : أن، فى موضع نصب، مفعول من أجله.
٩٢- وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا... تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً «أن يقتل» : أن، فى موضع رفع اسم «كان»، و «إلا خطأ» استثناء منقطع، ومثله «أن» فى:
«إلا أن يصدقوا».
«توبة من الله» : نصبت على المصدر، أو على المفعول من أجله والرفع فى الكلام جائز، على تقدير:
ذلك توبة.
٩٥- لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً «غير أولى الضّرر» : من نصب «غير» فعلى الاستثناء من «القاعدين»، وإن شئت من «المؤمنين»، وإن شئت نصبته على الحال من «القاعدين» أي: لا يستوى القاعدون فى حال صحتهم.
ومن نصب «غير» جعله نعتا ل «القاعدين» لأنهم غير معنيين، لم يقصد بهم قوم بأعيانهم، فصاروا كالنكرة، فجاز أن يوصفوا ب «غير»، وجاز الحال منهم، لأن لفظهم لفظ المعرفة، وقد تقدم نظيره فى نصب «غير المغضوب» ١: ٧، وخفضه.
والأحسن أن يكون الرفع فى «غير» على البدل من «القاعدين».
وقد قرأ أبو حيوة «غير» بالخفض، جعله نعتا ل «المؤمنين».
«وكلّا وعد الله الحسنى» : كلا، نصب ب «وعد».
«أجرا» : نصب بفعل وإن شئت على المصدر.
٩٦- دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً «درجات» : نصب على البدل من «أجر».
٩٧- إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ...
«ظالمى أنفسهم» : نصب على الحال من الهاء والميم فى «توفاهم»، وحذفت النون للإضافة.
«فيم كنتم» : حذفت ألف «ما»، لدخول حرف الجر عليها، للفرق بين الخبر والاستفهام، فتحذف الألف فى الاستفهام وتثبت فى الخبر، ومثله (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) ٧٨: ١، و (لِمَ أَذِنْتَ) ٩: ٤٣ و (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) ١٥:
٥٤، وشبهه.
«لا يستطيعون» : فى موضع نصب، على الحال من «المستضعفين»، وكذلك: «ولا يهتدون سبيلا».
١٠٠-... وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ...
«مهاجرا» : نصب على الحال، من المضمر فى «يخرج».
١٠١- وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً «أن تقصروا من الصلاة» : أن، فى موضع نصب، بحذف حرف الجر تقديره: فى أن تقصروا «عدوا» : إنما وحد، وقبله جمع، لأنه بمعنى المصدر وتقديره: كانوا لكم ذوى عداوة.
١٠٣- فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ...
«قياما وقعود» : حالان، من المضمر فى «اذكروا»، وكذلك: «وعلى جنوبكم»، لأنه فى موضع.
مضطجعين.
١٠٥- إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً «بالحق» : فى موضع الحال، من «الكتاب»، وهى حال مؤكدة، ولا يجوز أن يكون تعدى إليه «أنزلنا».
بحرف لأنه قد تعدى إلى مفعول بغير حرف وإلى آخر بحرف.
١٠٩- ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا فَمَنْ يُجادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا
«ها أنتم هؤلاء جادلتم» : هو مثل قوله «ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ» ٢: ٨٥، وقد مضى شرحه والاختلاف فيه إلا أنك فى هذا لا تجعل «جادلتم» حالا، إلا أن تضمر فيه «قد».
«فمن يجادل» : من، ابتداء، و «يجادل» الخبر، و «أم من يكون» مثلها، عطف عليها.
وإن جعلت «نجواهم» بمعنى: جماعتهم الذين يتناجون، كانت «من» فى موضع خفض على البدل من «من نجواهم»، وهو بدل بعض من كل.
«ابتغاء مرضاة الله» : ابتغاء، مفعول من أجله.
١١٥- وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً «وساءت مصيرا» : نصب على التفسير.
١٢٢-... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا «قيلا» : نصب على التفسير أيضا، يقال: قيلا، وقولا، وقالا بمعنى ١٢٣- لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ...
اسم «ليس» فيها مضمر، يعود على ما ادعى عبدة الأوثان من أنهم لن يبعثوا، وعلى ما قالت اليهود والنصارى:
(لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى) ٢: ١١١، فأنزل الله «ليس بأمانيكم»، يعنى: يا عبدة الأوثان، ولا بأمانى أهل الكتاب والمعنى: ليس الكائن من أموركم يوم القيامة ما تتمنون.
وقيل: تقديره: ليس ثواب الله بأمانيكم.
١٢٥- وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا «حنيفا» : حال من المضمر فى «اتبع».
١٢٧- وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ...
«وما يتلى عليكم» : ما، فى موضع رفع عطف على اسم «الله» أي: «الله يفتيكم»، والمتلو فى الكتاب يفتيكم، وهو القرآن.
«والمستضعفين» : مخفوض: عطف على «يتامى النساء» ومثله، «أن» فى قوله: «وأن تقوموا» والتقدير: الله يفتيكم فى النساء، والقرآن الذي يتلى عليكم فى النساء، وفى المستضعفين من الولدان، وفى أن تقوموا لليتامى بالقسط، يفتيكم أيضا، و «ما» : هو ما قصه الله من ذكر اليتامى فى أول السورة.
وقال الفراء: «ما» فى «وما يتلى» فى موضع خفض، عطف على الضمير فى «فيهن» وذلك غير جائز عند.
البصريين، لأنه عطف ظاهر على مضمر مخفوض.
١٢٨- وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً...
«وإن امرأة» : رفع عند سيبويه، بفعل مضمر تقديره: وإن خافت امرأة خافت، وهو رفع بالابتداء عند غيره:
«أن يصلحا» : مثل «أن تنكحوهن» الآية: ١٢٧ أي: فى أن يصلحا.
«صلحا» : مصدر، على تقدير: إلا أن يصلحا بينهما فيصلح الأمر صلحا.
١٣١- وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ...
«أن اتّقوا الله» أي: بأن اتقوا الله.
١٣٥- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً «شهداء» : نعت ل «قوامين»، أو خبر ثان ويجوز أن يكون حالا من المضمر فى «قوامين».
«بهما» : مثنى، وقبله الإيجاب لأحد الشيئين ب «أو» ف «أو»، عند الأخفش، فى موضع الواو.
وقيل: تقديره: أن يكون الخصمان غنيين أو فقيرين فالله أولى بهما.
وقيل: هو مثل قوله: «وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا» ٤: ١٢.
وقيل: إنما رجع الضمير إليهما، لأنه لم يقصد قصد فقير بعينه ولا غنى بعينه.
«أن تعدلوا» : أن، فى موضع نصب على حذف الخافض أي: فى أن لا تعدلوا، فلا معذرة.
وأن تلووا» : من قرأ بضم اللام وواو واحدة، احتمل أن يكون من: ولى يلى وأصله: توليوا ثم أعل بحذف الواو، لوقوعها بين ياء وكسرة، ثم ألقى حركة الياء على اللام وحذف الياء، لسكونها وسكون الواو بعدها.
ويحتمل أن يكون من: لوى فأصلها: تلووا، كقراءة الجماعة، إلا أنه أبدل من الواو همزة، لانضمامها، وألقى حركتها على اللام، فصارت مضمومة.
١٤٠- وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ...
«أن إذا سمعتم» : أن، موضع رفع، مفعول به لم يسم فاعله، على قراءة من قرأ «نزل» بالضم.
فأما من قرأ «نزل» بالفتح، فإنه مفعول به ب «نزل».
١٤٢، ١٤٣- إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا
«كسالى» : حال من المضمر فى «قاموا» وكذلك: «يراءون» حال. أيضا، ومثله: «ولا يذكرون»، ومثله: «مذبذبين» حال من المضمر فى «يذكرون».
ومعنى «مذبذبين» : مضطربين، لا مع المسلمين ولا مع الكافرين.
١٤٦- إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً «فأولئك مع المؤمنين» : أولئك، مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: فأولئك مؤمنون مع المؤمنين.
١٤٧- ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِيماً «ما يفعل الله» : ما، استفهام، فى موضع نصب ب «يفعل».
ويجوز أن يكون فى موضع رفع على البدل من المعنى لأن معنى الكلام: لا يحب الله أن يجهر واحد بالسوء إلا من ظلم، فتجعل «من» بدلا من «أحد» المقدّرة.
١٥٠- إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا «بين ذلك سبيلا» : ذلك، تقع إشارة لواحد ولاثنين ولجماعة، لذلك أتت إشارة بعد شيئين فى هذه الآية، وهما: نؤمن ببعض ونكفر ببعض فمعناه: تريدون أن تتخذوا طريقا بين الإيمان والكفر.
١٥٣-... فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً...
«جهرة» : حال من المضمر فى «قالوا» أي: قالوا ذلك مجاهرين.
ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف تقديره: رؤية جهرة.
١٥٤- وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً...
«سجّدا» : حال من المضمر فى «ادخلوا» ١٥٥- فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ...
«فيما نقضهم ميثاقهم» : ما، زائدة للتأكيد، و «نقضهم» خفض بالباء.
وقيل: ما، نكرة فى موضع خفض، و «نقضهم» بدل من «ما».
١٥٦- وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً «بهتانا» : حال. وقيل: مصدر.
١٥٧-... ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً «إلّا اتّباع الظنّ» : نصب على الاستثناء، الذي ليس من الأول.
ويجوز فى الكلام رفعه على البدل من موضع «من علم»، ومن «زائدة»، «وعلم» رفع بالابتداء.
١٦٢- لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً «والمقيمين الصّلاة» : انتصب على المدح، عند سيبويه.
وقال الكسائي: هو فى موضع خفض عطف على «ما» فى قوله «بما أنزل إليك»، وهو بعيد لأنه يصير المعنى: يؤمنون بما أنزل إليك وبالمقيمين الصلاة وإنما يجوز على أن يجعل «المقيمين الصلاة» هم الملائكة، فتخبر عن الراسخين فى العلم وعن المؤمنين بما أنزل الله على محمد، ويؤمنون بالملائكة الذين من صفتهم إقامة الصلاة، بقوله «يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ» ٢١: ٢٠.
وقيل: «المقيمين» معطوفون على الكاف فى «قبلك» أي: ومن قبل المقيمين الصلاة وهو بعيد لأنه عطف ظاهر على مضمر مخفوض.
وقيل: هو معطوف على الهاء والميم فى «منهم».
وكلا القولين فيه عطف ظاهر على مضمر مخفوض.
وقيل: هو عطف على «قبل» كأنه قال: وقبل المقيمين، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
ومن جعل نصب «المقيمين» على المدح جعل خبر «الراسخين» : يؤمنون.
فإن جعل الخبر فى قوله «أولئك سنؤتيهم» لم يجز نصب «والمقيمين» على المدح، إلا بعد تمام الكلام.
«والمؤتون الزكاة» : رفع عند سيبويه، على الابتداء.
وقيل: على إضمار مبتدأ أي: وهم المؤتون.
وقيل: هو معطوف على المضمر فى «المقيمين».
وقيل: على المضمر فى «يؤمنون».
وقيل: على «الراسخين».
«كما أوحينا» : الكاف، نعت لمصدر محذوف أي: إيحاء.
١٦٤- وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ...
«ورسلا قد قصصناهم» : نصب بإضمار فعل أي: وقصصنا رسلا قصصناهم عليك من قبل.
وقيل: هو محمول على المعنى، عطف على ما قبله لأن معنى «أوحينا» : أرسلنا، فيصير تقديره: إنا أرسلناك وأرسلنا رسلا.
١٦٥- رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ...
«رسلا» : بدل من «ورسلا» الآية: ٦٤.
وقيل: هو نصب على إضمار فعل أي: أرسلنا رسلا مبشرين.
وقيل: هو حال، و «مبشرين» نعت له.
١٧٠- يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ...
«خيرا» : منصوب، عند سيبويه، على إضمار فعل تقديره: ائتوا خيرا لكم لأن «آمنوا» دل على إخراجهم من أمر وإدخالهم فيما هو خير لهم.
وقال الفراء: هو نعت لمصدر محذوف تقديره: إيمانا خيرا لكم.
وقال أبو عبيدة: هو خبر «كان» مضمر تقديره: فآمنوا يكن خيرا لكم أي: يكن الإيمان خيرا لكم.
١٧١- يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا «ولا تقولوا ثلاثة» : ثلاثة، خبر ابتداء محذوف تقديره: آلهتنا ثلاثة.
«انتهوا خيرا لكم» : خيرا، عند سيبويه، انتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره لأنك إذا قلت:
انته، فأنت تخرجه من أمر وتدخله فى أمر آخر، فكأنك قلت: ائت خيرا لك.
وقال أبو عبيدة: هو خبر «كان» محذوفه تقديره: انتهوا يكن خيرا لكم.
وحكى عن بعض الكوفيين أن نصبه على الحال وهو بعيد.
«إنما الله إله واحد» : ما، كافة ل «إن» عن العمل و «والله» مبتدأ و «إله» خبر و «واحد» نعت تقديره: إنما الله منفرد فى الألوهية.
وقيل: «واحد» تأكيد، بمنزلة: لا تتخذوا إلهين اثنين.
ويجوز أن يكون «إله» بدل من الله، و «واحد» خبره تقديره: إنما المعبود واحد.
«سبحانه» : نصبه على المصدر.
«أن يكون» : أن، فى موضع نصب بحذف حرف الجر تقديره: سبحانه عن أن يكون، ومن أن يكون أي: تنزيها له من ذلك وبراءة له.
«وكيلا» : نصب على البيان وإن شئت على الحال. ومعنى «وكيل» : كاف لأوليائه.
١٧٢-نْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ...
«أن يكون عبدا» : أن، فى موضع نصب بحذف حرف الجر تقديره: بأن يكون عبد الله.
١٧٥- فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً «ويهديهم إليه صراطا» : صراطا، نصب على إضمار فعل تقديره: يعرفهم صراطا ودل «يهديهم» على المحذوف.
ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا ل «يهدى» تقديره: ويهديهم صراطا مستقيما إلى ثوابه وجزائه.
١٧٦- يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالًا وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ «فإن كانتا اثنتين» : إنما ثنى الضمير فى «كانتا»، ولم يتقدم إلا ذكر واحد، لأنه محمول على المعنى.
لأن تقديره، عند الأخفش: فإن كانتا من ترك اثنتين ثم بنى الضمير على معنى «من».
وقيل: «لا»، مقدرة محذوفة من الكلام تقديره. يبين الله لكم لا أن تضلوا.
وقيل: معناه: كراهة أن تضلوا، فهى مفعول من أجله.
- ٥- سورة المائدة
١- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ «إلا ما يتلى عليكم» : ما، فى موضع نصب على الاستثناء من «بهيمة».
«غير محلّى الصّيد» : نصب على الحال من المضمر فى «أوفوا».
«وأنتم حرم» : ابتداء وخبر، فى موضع نصب على الحال، من المضمر فى «محلين»، ونون «محلين» سقطت لإضافته إلى «الصيد».
٢- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ «يبتغون» : فى موضع النصب، ل «آمين».
«أن صدّوكم» : من كسر «إن»، فمعناه: إن وقع صد لكم، فلا يكسبنكم بعض من صدكم أن تعتدوا، فالصد منتظر ودل على ذلك أن فى حرف ابن مسعود: «أن يصدوكم» فالمعنى: إن وقع صد مثل الذي فعل بكم أولا فلا تعتدوا.
ومن قرأ بالفتح، ف «أن» فى موضع نصب، مفعول من أجله، وعليه أتى التفسير لأن الصد قد كان وقع قبل نزول الآية لأن الآية نزلت عام الفتح سنة ثمان، وصد المشركون المسلمين عن البيت الحرام عام الحديبية سنة ست.
ونظير ذلك لو قال رجل لامرأته، وقد دخلت داره: أنت طالق إن دخلت الدار، فكسر «إن»، لم تطلق عليه بدخولها الأول لأنه أمر منتظر ولو فتح، لطلقت عليه، لأنه أمر قد كان، وفتح، «أن»، إنما هو علة لما كان، وكسرها إنما يدل على أمر منتظر قد يكون أو لا يكون فالوجهان حسنان على معنييهما.
«أن تعتدوا» : أن، فى موضع نصب ب «يجرمنكم» و «شنآن» مصدر، وهو الفاعل ل «يجرمنكم» والنهى واقع فى اللفظ على «الشنآن»، ويعنى به المخاطبين، كما تقول: لأرينك هاهنا فالنهى فى اللفظ على المتكلم والمراد به المخاطب، ومثله (فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ٢: ١٣٢، ومثله: (لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي) ١١: ٨٩ ومن أسكن نون «شنآن» جعله اسما.
٣-... فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «فمن اضطرّ» : من، ابتداء، وهى شرط، والجواب: «فإن الله غفور رحيم»، وهو الخبر، ومعه ضمير محذوف تقديره: فإن الله غفور رحيم له.
٤- يَسْئَلُونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ...
«ماذا أحلّ لهم» :«ما» و «ذا»، اسم فى موضع رفع بالابتداء و «أحل لهم» الخبر.
وإن شئت جعلت «ذا» بمعنى «الذي»، فيكون هو خبر الابتداء و «أحل لهم» صلته.
ولا يعمل «يسألونك» فى «ما» فى الوجهين: لأنها استفهام، ولا يعمل فى الاستفهام ما قبله.
«مكلّبين» : حال من التاء والميم فى «علمتم».
٥-... إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ «محصنين» : حال من المضمر المرفوع فى «آتيتموهن»، ومثله: «غير مسافحين»، ومثله
وإن شئت جعلت «غير مسافحين ولا متخذى» نعتا ل «محصنين»، أو حالا من المضمر فى «محصنين».
«وهو فى الآخرة من الخاسرين» : العامل فى الظرف محذوف تقديره: وهو خاسر فى الآخرة ودل على الحذف الألف واللام فى قوله «من الخاسرين». فإن جعلت الألف واللام فى «الخاسرين» ليستا بمعنى «الذين»، جاز أن يكون العامل فى الظرف «الخاسرين».
٦- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً...
«وأرجلكم» : من نصبه عطفه على «الأيدى» و «الوجوه» ومن خفضه عطفه على «الرءوس» وأضمر ما يوجب الغسل، فالآية محكمة، كأنه قال: وأرجلكم غسلا.
وقال الأخفش، وأبو عبيدة: الخفض فيه على الجوار، والمعنى، بالغسل، وهو بعيد لا يحمل القرآن عليه.
وقال جماعة: هو عطف على «الرءوس» محكم اللفظ، لكن التحديد يدل على الغسل، فلما حد غسل الأيدى إلى المرفقين على أنه غسل كالأيدى.
وقيل: «المسح»، فى اللغة: يقع بمعنى: الغسل يقال: تمسحت للصلاة أي: توضأت، وبينت السنة أن المراد بمسح الأرجل، إذا خفضت: الغسل.
«فتيمّموا صعيدا» : من جعل «الصعيد» : الأرض، أو وجه الأرض، نصب «صعيدا» على الظرف.
ومن جعل «الصعيد» : التراب، نصبه على أنه مفعول به، حذف منه حرف الجر أي: بصعيد طيبا نعته أي: نظيفا.
وقيل: «طيبا»، معناه: حلالا فيكون نصبه على المصدر، أو على الحال.
«شهداء» : حال من المضمر فى قوله: «قوامين».
ويجوز أن يكون خبرا ثانيا ل «كان».
وقيل: هو نعت ل «قوامين».
٩- وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ «وعد الله الذين آمنوا» : أصل «وعد» أن يتعدى إلى مفعولين يجوز الاقتصار على أحدهما، وكذلك وقع فى هذه الآية، تعدى إلى مفعولين: واحد، هو «الذين»، ثم فسر المفعول المحذوف وهو «العدة» بقوله:
«لهم مغفرة وأجر عظيم».
١٣- فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ...
«فبما نقضهم»، كالذى فى «النساء» ٤: ١٥٥.
«يحرّفون» : حال من أصحاب القلوب.
١٤- وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ...
«من» : متعلقة ب «أخذنا» أي: وأخذنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم مثل قولك: من زيد أخذت درهمه ولا يجوز أن تنوى ب «الذين» التأخير بعد «الميثاق»، لتقدم المضمر على المظهر، إنما ينوى به أن يكون بعد «أخذنا»، وقبل «الميثاق» لأنهما مفعولان ل «أخذنا»، فليس لأحدهما مزية فى التقدم على الآخر.
والهاء والميم يعودان على «الذين»، وليس موضع «الذين» أن يكون بعد «ميثاقهم»، فلذلك جاز، ألا ترى أنك لو قلت: ضرب غلامه زيدا، لم يجز، ولا يجوز أن ينوى بالغلام التأخير، لأنه فى حقه ورتبته ذحق الفاعل أن يكون قبل المفعول، فلا ينوى به غير موضعه، فإن نصبت «الغلام» ورفعت «زيدا» جاز أنك تنوى بالغلام والضمير التأخير لأن التأخير هو موضعه، فينوى به موضعه بعد الفاعل.
يمنع الكوفيون أكثر هذا.
وقد رووا الآية على حذف، تقديره عندهم: ومن الذين قالوا إنا نصارى من أخذنا ميثاقهم فالهاء والميم يعودان
١٥- يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ «يبيّن» : فى موضع الحال من «رسولنا»، ومثله: «ويعفو».
١٦- يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ «يهدى به الله» : يهدى، فى موضع رفع على النعت ل «كتاب» الآية: ١٥ وإن شئت فى موضع نصب على الحال من «كتاب الآية: ١٢ لأنك قد نعته ب «مبين»، فقرب من المعرفة، فحسنت الحال منه ومثله: «ويخرجهم»، و «يهديهم».
«سبل السلام» : مفعول، حذف منه حرف الجر أي: إلى سبل السلام.
١٩- يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا...
«أن تقولوا» : مفعول من أجله.
٢١-... وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ «خاسرين» : حال من المضمر فى «تنقلبوا».
٢٣- قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا...
«أنعم الله» : فى موضع نصب على الحال من المضمر فى «يخافون».
ويجوز أن يكون فى موضع رفع على النعت ل «رجلين» وكذلك قوله تعالى: مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ.
٢٤- قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها...
«أبدا» : ظرف زمان.
«ما داموا» : بدل من «أبدا»، وهو بدل بعض من كل.
وإن شئت عطفته على اسم «إن»، وتحذف خبره، لدلالة الأول عليه، كأنه قال: وإن أخى لا يملك إلا نفسه.
وإن شئت جعلت «الأخ» فى موضع رفع بالابتداء، عطف على موضع «إن» وما عملت فيه، وتضمر الخبر كالأول.
وإن شئت عطفته على المضمر فى «أملك»، فيكون فى موضع رفع.
٢٦- قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ «أربعين» : ظرف زمان والعامل فيه «يتيهون»، على أن يجعل التحريم لا أمد له، كما جاء فى التفسير:
أنه لم يدخلها أحد منهم، وإنما دخلها أبناؤهم وماتوا هم كلهم فى التيه فيكون «يتيهون» على هذا القول حالا من الهاء والميم فى «عليهم» ولا تقف على «عليهم» فى هذا القول، إلا أن يجعل «يتيهون» منقطعا مما قبله، فتقف على «عليهم».
وإن جعلت للتحريم أمدا، هو أربعون سنة، نصبت «أربعين»، ب «محرمة»، ويكون «يتيهون» حالا من الهاء والميم أيضا فى «عليهم»، ولا يجوز الوقف، على هذا القول، على «عليهم» البتة ولا تقف على «أربعين سنة» فى القول الأول البتة وتقف عليه فى هذا القول، إذا جعلت، «يتيهون» منقطعا عن حال.
٢٩- إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ...
«إنى»، و «إنا»، و «لكنى»، و «لكنا»، وشبهه، كله أصله ثلاث نونات، ولكن حذفت.
واحدة استخفافا، لاجتماع ثلاثة أمثال لا حاجز بينهن. وقد استعمل فى كثير من القرآن على الأصل بغير حذف.
ومذهب الخليل، فيما حكى عنه سيبويه، أن المحذوفة هى التي قبل «الياء»، يريد الثالثة.
والذي يوجبه النظر، وعليه العلم، هو أن المحذوفة من هذه النونات هى الثانية، لأنه لو حذفت الثالثة لوجب تغيير الثانية إلى الكسر فى «إنى»، و «لكنى»، فيجتمع حذف وتغيير، وذلك مكروه ولو حذفت الأولى لوجب إدغام الثانية فى الثالثة بعد إزالة حركتها وإسكانها، وذلك حذفان وتغيير، فكان حذف الثانية أولى.
وأيضا فإن «إنى» قد تحذف منها الثانية، وهما نونان، فحذفها بعينها، إذا صارت ثلاث نونات، أولى من
٣٢- مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً...
«أو فساد فى الأرض» : عطف «على نفس» أي: بغير فساد.
وقرأ الحسن بالنصب، على معنى: أو فسد فسادا، فهو مصدر.
٣٣- إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا...
«أن يقتّلوا» : أن، فى موضع رفع خبر عن «جزاء» لأن «أن» وما بعدها مصدر، فهو خبر عن مصدر، وهو هو.
«أو يصلّبوا» : أو، هنا، وفيما بعده، للتخيير للإمام على اجتهاده، وللعلماء فى ذلك أقوال.
٣٤- إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «إلا الّذين تابوا» : نصب على الاستثناء.
٣٨- وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ «والسّارق والسّارقة» : رفع على الابتداء، والخبر محذوف، عند سيبويه تقديره: ومما يتلى عليكم السارق أو: وفيما فرض عليكم.
وكان الاختيار، على مذهب سيبويه، فيه النصب لأنه أمر، وهو بالفعل أولى، وبه قرأ عيسى بن عمر.
والاختيار فيه، عند الكوفيين: الرفع، على قراءة الجماعة لأنه لم يقصد به سارق بعينه، فهو عندهم مثل (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها) ٤: ١٦، لا يراد به «اثنان» بأعيانهما، فلذلك اختير الرفع فى (الَّذانِ يَأْتِيانِها)، وليس فى قوله «والسارق والسارقة» ما فى «واللذان» من العلة.
«جزاء بما كسبا» مفعول من أجله وإن شئت مصدرا، ومثله: «نكالا».
«سماعون»، و «يحرفون» : صفتان لمحذوفين مرفوعين بالابتداء، وما قبلهما الخبر تقديره: فريق سماعون وفريق يحرفون الكلم ليكذبوا، لم يرد أنهم يسمعون الكلم وينقلونه، إنما أراد يسمعون ليكذبوا ويقولون ما لم يسمعوا، ودل على ذلك قوله تعالى: (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ) ويجوز أن يكون «يحرفون» حال من المضمر فى «سماعون». وتكون هى الحال المقدرة، أي: يسمعون مقدرين التحريف، مثل قوله (هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ) ٥: ٩٥ «آخرين لم يأتوك» : صفتان ل «قوم».
«يقولون إن أوتيتم» : حال من المضمر فى «يحرفون»، فتقف على «قلوبهم» فى هذا القول، وتبتدئ «ومن الذين هادوا»، وهو خبر الابتداء.
وقد قيل: إن «سماعون» رفع على «هم سماعون»، ابتداء وخبر، فتقف على «هادوا» فى هذا القول.
والقول الأول أحسن وأولى.
٤٢- سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ «سماعون للكذب» : رفع على إضمار مبتدأ أي: هم سماعون للكذب أكالون للسحت.
٤٤- إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا...
«الذين» : صفة «النبيين»، على معنى المدح والثناء، لا على معنى الصفة التي تأتى للفرق بين الموصوف وبين ما ليس صفته كما تقول: رأيت زيدا العاقل، فتحتمل هذه الصفة أن تكون جئت بها لتفرق بين زيد العاقل وبين زيد آخر ليس بعاقل، وهذا لا يجوز فى الآية، لأنه لا يمكن أن يكون ثم نبيون غير مسلمين كما يحتمل أن يكون، ثم زيد آخر غير عاقل، فإن قلت: رأيت زيدا الأحمر، فهذه صفة جئت بها لتفرق بين زيد الأحمر وبين زيد، أو زيود أخر، ليسوا بحمر فلا تحتمل هذه الصفة غير هذا المعنى. ولو كان «زيد» لا يعرف إلا بأحمر، لم يجز حذف الأحمر، لأنه كان من تمام اسمه.
«والعين بالعين» : من نصبه، وما بعده من الأسماء، عطفه على ما عملت فيه «أن»، وهو «النفس»، و «بالنفس» خبر «أن»، وكذلك كل مخفوض خبر لما قبله.
ومن رفع «والعين»، و «الأنف»، و «السن»، عطفه على المعنى لأن معنى «كتبنا عليهم» : قلنا لهم: النفس بالنفس، فرفع على الابتداء.
وقيل: هو مبتدأ مقطوع مما قبله.
وقيل: هو معطوف على المضمر المرفوع فى «بالنفس»، وإن كان لم يؤكد، فهو جائز، كما قال تعالى:
(ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا) ٦: ١٤٨، وليس فى زيادة «لا» بعد حرف العطف حجة تنفى أنها فصلت لأنها بعد حروف العطف، والمخفوض خبر كل ابتداء.
«والجروح قصاص» : من نصبه عطفه على «النفس»، و «قصاص» الخبر ودل على أنه مكتوب فى التوراة كغيره.
ومن عطفه على موضع «أن» وما عملت فيه، فهو مبتدأ، مكتوب أيضا، «وقصاص» خبر الابتداء.
وقيل: هو ابتداء منقطع مما قبله، على أنه غير مكتوب، وإنما يكون هذا منقطعا على قراءة من نصب «العين» وما بعده، ورفع «الجروح».
فأما من رفع «العين» وما بعده، ورفع «الجروح» فهو كله معطوف بعضه على بعض وهى قراءة الكسائي.
٤٦- وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ «مصدّقا» الأول: حال من «عيسى»، و «مصدقا» الثاني، إن شئت عطفته على الأول، حالا من «عيسى» أيضا، على التأكيد وإن شئت جعلته حالا من «الإنجيل».
«وهدى وموعظة» : نصب، عطف على «مصدقا».
٤٨- وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ...
«مصدّقا، ومهيمنا» : حالان من «الكتاب» ٤٩- وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ...
«وأن احكم» : أن، فى موضع نصب عطف على «الكتاب».
«واحذرهم أن يفتنوك» : أن، فى موضع نصب على البدل من الهاء والميم فى «واحذرهم»، وهو بدل الاشتمال، وإن شئت جعلته مفعولا من أجله.
٥٢- فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ...
«فعسى الله أن يأتى» : أن، فى موضع نصب ب «عسى»، ولو قدمت فقلت: فعسى أن يأتى الله، لكانت فى موضع رفع ب «عسى»، وتسد مسد خبر «عسى».
٥٣- وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ «ويقول الذين آمنوا» : من نصبه عطفه على المعنى، كأنه قدر تقديم «أن يأتى»، بعد «عسى»، فعطفه عليه، إذ معنى: فعسى أن يأتى الله، وعسى الله أن يأتى، واحد، فعطف على المعنى ولو عطف على اللفظ على «أن يأتى» وهو مؤخر بعد اسم الله، لم يجز، كما يبعد أن تقول: عسى زيد أن يقوم ويأتى عمرو، إذ لا يجوز:
عسى زيد أن يأتى عمرو.
فأما إذا قدمت «أن» بعد «عسى» فهو حسن، كما تقول: عسى أن يقوم زيد ويأتى عمرو، فيحسن كما يحسن: عسى أن يقوم زيد ويأتى عمرو.
ولو كان فى الجملة الثانية هاء تعود على الأول، لجاز كل هذا، نحو: عسى أن يقوم زيد ويأتى أبوه، وعسى
«أبوه»، جاز.
وقد قيل: «ويقول» معطوف على «الفتح» لأنه بمعنى: أن يفتح، فهو معطوف على اسم، فاحتيج إلى إضمار «أن»، ليكون مع «يقول» مصدرا، فتعطف اسما على اسم، فيصير بمنزلة قول الشاعر:
للبس عباءة وتقر عينى
والرفع فى «ويقول»، على القطع.
«جهد أيمانهم إنهم» : إنهم، نصب على المصدر وكسرت «إن» من «إنهم» على إضمار: قالوا إنهم، لأن اللام فى خبرها.
٥٤- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ «يحبهم ويحبونه» : نعت ل «قوم»، وكذلك «أذلة»، و «أعزة»، و «يجاهدون»، نعت أيضا لهم.
ويجوز أن يكون حالا منهم، والإشارة بالقوم الموصوفين فى هذا الموضع هى إلى الخلفاء الراشدين بعد النبي ﷺ ومن اتبعهم، وهذا يدل على تثبيت خلافتهم رضى الله عنهم أجمعين.
٥٥- إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ «وهم راكعون» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر فى «يؤتون» أي يعطون ما يزكيهم عند الله فى حال ركوعهم أي: وهم فى صلاتهم، فالواو واو الحال، والآية على هذا المعنى نزلت فى على بن أبى طالب، صلوات الله عليه.
ويجوز أن يكون لا موضع للجملة، وإنما هى جملة معطوفة على الموصول، وليست بواو الحال، والآية عامة.
كفار قريش.
ومن نصبه عطفه على «الذين» فى قوله «لا تتخذوا الذين»، ويخرجون من الوصف بالهزء واللعب.
٥٩- قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ «إلا أن آمنا» : أن، فى موضع نصب ب «تنقمون».
«وأن أكثر» : عطف عليها.
٦٠- قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ «وعبد الطّاغوت» : من فتح الباء، جعله فعلا ماضيا، ونصب به «الطاغوت».
وفى «عبد» : ضمير «من» فى قوله «من لعنه الله»، ولم يظهر ضمير جمع فى «عبد» حملا على لفظ «من»، ومعناها: الجمع ولذلك قال «منهم».
ولو حمل على المعنى، لقال: «وعبدوا».
و «من» فى قوله «من لعنه الله». فى موضع رفع، على حذف المضاف تقديره: لعن من لعنه الله أي:
هو لعن، فالابتداء والمضاف محذوفان.
وقيل: من، فى موضع خفض على البدل من «شر»، بدل الشيء من الشيء، وهو هو.
ومن ضم الباء من «عبد»، جعله اسما على «فعل» مبنيا، للمبالغة فى عبادة الطاغوت، كقولهم: رجل يقظ، أي تكثر منه الفطنة والتيقظ، فالمعنى: وجعل منهم من يبالغ فى عبادة الطاغوت. وأصل هذا البناء للصفات
٦١- وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ «وقد دخلوا بالكفر» : فى موضع الحال، وكذلك: «به»، والمعنى: دخلوا كافرين وخرجوا كافرين، لم يخبر عنهم أنهم دخلوا حاملين شيئا، إنما أخبر عنهم أنهم دخلوا معتقدين كفرا.
٦٤-... وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ، وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ...
«ما أنزل» : ما، فى موضع رفع بفعله، وهو: ليزيدن، و «كلما» ظرف، والعامل فيه «أطفأها»، أو فيه معنى الشرط، «فلا بد له من جواب»، وجوابه: «أطفأها» ٦٩- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ «والصّابئون» : مرفوع على العطف على موضع «إن» وما عملت فيه، وخبر «إن» منوى قبل «الصابئين»، فلذلك جاز العطف على الموضع والخبر هو «من آمن»، فنوى به التقديم، فحق: «والصائبون والنصارى» إن وقع بعد «يحزنون» وإنما احتيج إلى هذا التقدير لأن العطف فى «إن» على الموضع لا يجوز إلا بعد تمام الكلام وانقضاء اسم «إن» وخبرها، فتعطف على موضع الجملة.
وقال الفراء: هو عطف على المضمر فى «هادوا»، وهو غلط لأنه يوجب أن يكون الصابئين والنصارى:
يهودا وأيضا فإن العطف على المضمر المرفوع قبل أن تؤكده، أو تفصل بينهما بما يقوم مقام التأكيد، قبيح عند بعض النحويين.
وقيل: «الصابئون» مرفوع على أصله قبل دخول «إن» وقيل: إنما رفع «الصابئون» لأن «إن» لم يظهر لها عمل فى «الذين»، فبقى المعطوف مرفوع على أصله قبل دخول «إن» على الجملة.
وقيل: «إن»، بمعنى: نعم.
وقيل: إن خبر «إن» مضمر، دل عليه الثاني فالعطف ب «الصابئين» إنما أتى بعد تمام الكلام وانقضاء اسم «إن» وخبرها وإليه يذهب الأخفض، والمبرد.
ومذهب سيبويه: أن خبر الثاني هو المحذوف، وخبر «إن» هو الذي فى آخر الكلام، يراد به التقديم قبل:
«الصابئين»، فيصير العطف على الموضع بعد خبر «إن» فى المعنى.
٧١- وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ «وحسبوا أن لا تكون فتنة» : من رفع «تكون» جعل «إن» مخففة من الثقيلة، وأضمر معها الهاء، و «تكون» خبر «أن» وجعل «حسبوا» بمعنى: أيقنوا لأن «أن» للتأكيد، والتأكيد لا يجوز إلا مع اليقين، فهو نظيره وعديله، و «أن» فى موضع نصب ب «حسب»، سدت مسد مفعولى «حسب» تقديره: أنه لا تكون فتنة.
وحق «أن» أن تكتب منفصلة على هذا التقدير، لأن الهاء المضمرة تحول بين «أن» ولام «لا» فى المعنى، فيمتنع اتصالها باللام.
ومن نصب «تكون» جعل «أن» هى الناصبة للفعل، وجعل «حسب» بمعنى: الشك، لأنها لم يتبعها تأكيد، لأن «أن» الخفيفة ليست للتأكيد إنما هى لأمر يقع وقد لا يقع، فالشك نظير ذلك وعديله، والمشددة إنما تدخل لتأكيد وقع وثبت، فلذلك كان «حسب»، مع «أن» المشددة لليقين، ومع الخفيفة للشك ولو كان قبل «أن» فعل لا يصلح للشك لم يجز أن تكون إلا مخففة من الثقيلة، لم يجز نصب الفعل بها، قوله (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ) ٢٠: ٨٩، و (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ) ٧٣: ٢، و «لا» و «السين» عوض من حذف تشديد «أن».
ولو وقع قبل «أن» فعل لا يصلح إلا لغير الإثبات لم يجز فى الفعل إلا النصب، نحو قولك: طمعت أن تقوم، وأشفقت أن تقوم، وأخشى أن تقوم هذا لا يجوز فيه إلا النصب بعد «أن»، ولا تكون «أن» معه مخففة من الثقيلة.
فهذه ثلاثة أقسام:
٢- وفعل، بضد معنى الثبات واليقين، لا يكون معه إلا النصب، ولا تكون «أن» معه إلا غير مخففة من الثقيلة.
٣- وفعل ثالث يحتمل الوجهين: فيجوز معه الوجهان.
هذه الأصول هى الاختيار عند أهل العلم، وقد يجوز غيرها على مجاز وسعة.
«فعموا وصمّوا» : إنما جمع الضمير، ردا على المذكورين.
«ثم عموا وصموا كثير منهم» :«كثير»، بدل من الضمير.
وقيل: «كثير» : رفع على إضمار مبتدأ دل عليه «عموا وصموا»، وإنما جمع الضمير ردا على المذكورين، و «كثير» : بدل من الضمير.
وقيل: كثير، وقع على إضمار مبتدأ دل عليه «عموا وصموا» تقديره: العمى والصم كثير منهم.
وقيل: التقدير: العمى والصم منهم كثير.
وقيل: جمع الضمير، وهو متقدم، على لغة من قال: أكلونى البراغيث، و «كثير» رفع لما قبله.
ولو نصبت «كثيرا» فى الكلام، لجاز، تجعله نعتا لمصدر محذوف أي: عمّى وصمعا كثيرا.
٧٣- لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ...
«ثالث ثلاثة» لا يجوز تنوين «ثالث» لأنه بمعنى: أحد ثلاثة فلا معنى للفعل فيه، وليس بمنزلة:
هذا ثالث اثنين، لأن فيه معنى الفعل، إذ معناه: يصير اثنين ثلاثة بنفسه، فالتنوين فيه جائز.
«وما من إله إلا إله واحد» : إلاه بدل من موضع «من إله» لأن «من» زائدة، فهو مرفوع.
ويجوز فى الكلام النصب «إلا إلها واحدا» على الاستثناء.
وأجاز الكسائي الخفض على البدل من لفظ «إله»، وهو بعيد لأن «من» لا يراد فى الواجب.
٧٩- كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ «لبئس ما كانوا يفعلون» : ما، فى موضع نصب، نكرة. أي: لبئس شيئا كانوا يفعلونه، فما بعد «ما» صفة لها.
٨٠- تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ «أن» : فى موضع رفع، على إضمار مبتدأ تقديره: هو أن سخط الله.
وقيل: هو فى موضع رفع على البدل من «ما» فى «لبئس»، على أن «ما» معرفة.
وقيل: فى موضع نصب على البدل من «ما»، على أن «ما» نكرة.
وقيل: على حذف اللام أي: لأن سخط.
٨٢- لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى...
«عداوة» : نصب على التفسير ومثله: «مودة».
٨٣- وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ...
«تفيض» : فى موضع نصب على الحال «من» أعينهم لأن «ترى» من رؤية العين.
٨٤- وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ...
«لا نؤمن» : فى موضع نصب، على الحال من المخبرين فى «لنا»، كما تقول: فما لك قائما؟
٨٥- فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ «تجرى من تحتها الأنهار» : فى موضع نصب على النعت ل «جنات».
«خالدين» : حال من الهاء والميم فى «فأثابهم».
٨٩-... فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ...
«فصيام ثلاثة أيام» : رفع على الابتداء، والخبر محذوف أي: فعليه صيام ثلاثة أيام.
٩٤- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ...
«بشىء من الصّيد» : من، للتبعيض لأن المحرم صيد البحر خاصة لأن التحريم إنما وقع فى حال الإحرام خاصة.
من الصيد، كما تقول: لأعطينك شيئا من الذهب.
٩٥- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ...
«وأنتم حرم» : ابتداء وخبر، فى موضع نصب على الحال من المضمر فى «تقتلوا».
«متعمدا» : حال من المضمر المرفوع فى «قتله».
«فجزاء مثل ما قتل من النعم» : جزاء، مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف أي: فعليه جزاء.
ومن نون «جزاء» جعل «مثل» صفة له و «من النعم» صفة أخرى ل «جزاء».
ويجوز أن يكون «مثل» بدل من «جزاء».
و «من» فى قوله «من النعم» لا تتعلق ب «جزاء»، لأنها تصير فى صفته، والصفة لا تدخل فى صلة الموصوف، لأنها لا تكون إلا بعد تمام الموصوف بصلته.
ولو جعلت «من» متعلقة ب «جزاء» دخلت فى صلته، وأنت قد قدمت مثل هذا، وهو بدل أو صفة، والبدل والصفة لا يأتيان إلا بعد تمام الموصول بصلته، فيصير ذلك إلى التفرقة بين الصلة والموصول بالبدل أو النعت، وليس هذا بمنزلة «جزاء سيئة بمثلها» ١٠: ٢٧، فى جواز تعلق الباء ب «جزاء» لأنه لم يوصف ولا أبدل منه، إنما أضيف، والمضاف إليه داخل فى الصلة، فذلك حسن جائز، و «مثل» فى هذه القراءة، بمعنى:
مماثل والتقدير، فجزاء مماثل لما قتل، يعنى فى القيمة أو فى الخلقة، على اختلاف العلماء فى ذلك.
ولو قدرت «مثلا» على لفظه لصار المعنى: فعليه جزاء مثل المقتول من الصيد، وإنما يلزم جزاء المقتول عينه لا جزاء أمثاله لأنه إذا أدى جزاء من المقتول صار إنما يؤدى جزاء ما لم يقتل لأن مثل المقتول لم تقتله، فصح أن المعنى: فعليه جزاء مماثل للمقتول يحكم به ذوا عدل، ولذلك تعددت القراءة بالإضافة عند جماعة لأنها توجب أن يلزم القاتل جزاء مثل الصيد الذي قتل، وإنما جازت الإضافة عندهم على معنى قول العرب: إنى لأكرم مثلك، يريدون: أكرمك، فعلى هذا أضاف الجزاء إلى مثل المقتول، يراد به: المقتول
و «من النعم»، فى قراءة من أضاف «الجزاء» «إلى» مثل، صفة «جزاء»، ويحسن أن يتعلق «من» بالمصدر فلا يكون صفة له وإنما المصدر معدى إلى «من النعم»، فإذا جعلته صفة، ف «من» متعلقة بالخبر المحذوف، وهو: «فعليه»، وإذا لم تجعلها صفة تعلقت ب «جزاء»، كما تعلقت فى قوله له تعالى «جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها» ١٠: ٢٧، لأن الجزاء لم يوصف ولا أبدل منه، فلا تفرقة فيه بين الصلة والموصول، فأما إذا نونت «جزاء» فلا يحسن تعلق «من» ب «جزاء» لما قدمنا.
«هديا» : انتصب على الحال من الهاء فى «به»، ويجوز أن يكون انتصب على البيان، أو على المصدر.
«بالغ» : نعت ل «هدى»، والتنوين مقدر فيه، فلذلك وقع نعتا لنكرة.
«أو كفارة» : عطف على «جزاء» أي: أو عليه كفارة.
«صياما» : نصب على البيان.
٩٦- أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ «متاعا» : نصب على المصدر لأن قوله «أحل لكم» بمعنى: أمتعتم به إمتاعا بمنزلة:
«كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ» ٤: ٢٤ «حرما» : خبر «دام».
٩٧- جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ «ذلك لتعلموا» : ذلك، فى موضع رفع، على معنى: الأمر ذلك ويجوز أن يكون فى موضع نصب، على:
فعل الله ذلك لتعلموا.
«أشياء» : قال الخليل، وسيبويه، والمازني: أصلها: شيئاء: على وزن فعلاء فلما كثر استعمالها استثقلت همزتان بينهما ألف، فنقلت الهمزة الأولى هى لام الفعل، قبل فاء الفعل، وهى الشين، فصارت «أشياء».
على «لفعاء»، ومن أجل أن أصلها: فعلاء، كحمراء، امتنعت من الصرف، وهى عندهم: اسم للجمع، وليست بجمع «شىء».
«إن تبد لكم تسؤكم» : شرط وجوابه، والجملة فى موضع خفض على النعت ل «أشياء».
١٠٣- ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ «من بحيرة» : من، زائدة للتأكيد، و «بحيرة» : فى موضع نصب ب «جعل».
١٠٤- وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا...
«حسبنا» : ابتداء، وخبره: «ما وجدنا».
١٠٦- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ «إذا حضر» : العامل في «إذا» :«شهادة»، ولا تعمل فيها «الوصية» لأن المضاف إليه لا يعمل فيما قبل المضاف، وأيضا فإن «الوصية» مصدر، فلا يقدم ما عمل فيه عليه، والعامل فى «حين الوصية» : أسباب الموت، كما قال تعالى: (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) ٦: ٦١، والقول لا يكون بعد الموت، ولكن معناه:
حتى إذا جاء أحدكم أسباب الموت.
وقيل: العامل فى «حين» :«حضر».
وقيل: هو بدل من «إذا»، فيكون العامل فى «حين» :«الشهاد» أيضا.
«اثنان» : مرفوع، على خبر «شهادة»، على حذف مضاف تقديره: شهادة اثنين لأن الشهادة لا تكون هى الاثنان، إذ العدد لا يكون خبرا عن المصادر، فأضمرت مصدرا ليكون خبرا عن مصدر.
وقيل: «إذا حضر»، هو خبر «شهادة»، و «اثنان» ارتفعا بفعلهما، وهو «شهادة».
«إن أنتم ضربتم فى الأرض فأصابتكم مصيبة الموت» : اعتراض بين الموصوف وصفته واستغنى عن جواب «إن»، التي هى للشرط، بما تقدم فى الكلام لأن معنى: «اثنان ذوا عدل منكم وآخران من غيركم» : معنى الأمر بذلك، لفظه لفظ الخبر، واستغنى عن جواب «إذا»، أيضا، بما تقدم من الكلام، وهو قوله «شهادة بينكم» لأن معناه: ينبغى أن تشهدوا إذا حضر أحدكم الموت.
«تحبسونهما من بعد الصّلاة» : صفة ل «آخران»، فى موضع رفع.
«فيقسمان بالله» : الفاء، لعطف جملة على جملة، ويجوز أن يكون جواب جزاء «إن» :«تحبسونهما»، معناه: الأمر بذلك، فهى جواب الأمر الذي دل عليه الكلام، كأنه قال: إذا حبستموهما أقسما.
«لا نشترى» : جواب لقوله «فيقسمان» لأن «أقسم» يجاب بما يجاب به القسم.
«به» : الهاء: تعود على المعنى، لأن التقدير: لا نشترى بتحريف شهادتنا ثمنا ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
وقيل: الهاء، تعود على «الشهادة»، لكن ذكّرت لأنها قول، كما قال: «فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ» ٤: ٨، فرد الهاء على المقسوم، لدلالة القسمة على ذلك.
«ثمنا» : معناه: ذا ثمن لأن الثمن لا يشترى، إنما يشترى ذو الثمن، وهو المثمن، وهو كقوله:
(اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً) ٩: ٩ أي: ذا ثمن.
«ولو كان ذا قربى» : فى «كان» اسمها أي: ولو كان المشهود له ذا قربى من الشاهد.
«ولا نكتم شهادة الله» : إنما أضيفت الشهادة إلى الله، لأنه هو أمر بأدائها ونهى عن كتمانها.
١٠٧- فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ «فآخران يقومان» : فآخران، رفع بفعل مضمر، أو بالابتداء، و «يقومان» نعت لهما، و «من الذين» : خبره.
«الأوليان». من رفعه وبناه جعله بدلا من «آخران»، أو من المضمر فى «يقومان».
من الذين استحق عليهم إثم الأوليين ويكون «عليهم» بمعنى: فيهم.
ومن قرأه «الأولين»، على أنه جمع «أول»، فهو فى موضع خفض على البدل من «الذين»، أو من الهاء والميم فى «عليهم».
«لشهادتنا» : اللام، جواب القسم فى قوله «فيقسمان».
١٠٨- ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها...
«أن يأتوا» :«أن»، فى موضع نصب على حذف حرف الجر تقديره: لأن يأتوا.
١١٠-... وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ «فتنفخ فيها» : الهاء، تعود على «الهيئة» والهيئة، مصدر فى موضع: المهيأ لأن النفخ لا يكون فى الهيئة إنما يكون فى المهيأ.
ويجوز أن يعود على الطير، لأنه مؤنث.
ومن قرأ «طائرا»، أجاز أن يكون «طائرا» جمعا، فيؤنث الضمير فى «فيها»، لأجل رجوعه على الجمع.
«إن هذا إلا سحر» : إن، بمعنى «ما»، و «هذا» : إشارة إلى ما جاء به عيسى صلى الله عليه وسلم.
ويجوز أن يكون «هذا» : إشارة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم- على تقدير حذف مضاف تقديره: إن هذا إلا ذو سحر.
فأما من قرأ «ساحر»، بألف، فهذا إشارة إلى النبي عيسى عليه السلام، بغير حذف، ويحتمل أن يكون إشارة إلى الإنجيل، فيكون اسم الفاعل فى موضع المصدر كما قالوا: عائذا بالله من شرها يريدون:
عياذا بالله.
١١٧- ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ «أن اعبدوا الله» : أن، مفسرة، لا موضع لها من الإعراب بمعنى: أي.
ويجوز أن تكون فى موضع نصب على البدل من «ما».
«ما دمت فيهم» : ما، فى موضع نصب على الظرف، والعامل «شهيدا».
١١٨- إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ «أنت العزيز» : أنت، تأكيد ل «الكاف»، أو مبتدأ، أو فاصلة لا موضع لها من الإعراب.
١١٩- قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «ينفع» : من رفع «يوم» جعله خبرا ل «هذا»، و «هذا» إشارة إلى يوم، «والجملة» فى موضع نصب بالقول.
فأما من نصب «يوما»، فإنه جعله ظرفا للقول، و «هذا» إشارة إلى القصص والخبر الذي تقدم أي:
يقول الله هذا الكلام فى يوم ينفع، ف «هذا» إشارة إلى ما تقدم من القصص، وهو قوله: (وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى) الآية: ١١٦، إلى قوله (مِنْ دُونِ اللَّهِ) الآية: ١١٦، فأخبر الله عما لم يقع بلفظ الماضي، لصحة كونه وحدوثه.
وجاز أن يقع «يوم» خبرا عن «هذا» لأنه إشارة إلى حدث، وظروف الزمان تكون أخبارا عن الحدث.
«خالدين» : حال من الهاء والميم فى «لهم»، و «أبدا» : ظرف زمان.
«رضى» : الياء فيها، بدل من واو، لانكسار ما قبلها لأنه من «الرضوان».
- ٦- سورة الأنعام
٣- وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ إن جعلت «وفى الأرض» متعلقا بما قبله وقفت على «وفى الأرض»، ورفعت «يعلم» على الاستئناف أي:
وهو المعبود فى السموات وفى الأرض.
وإن جعلت «فى الأرض» متعلقا ب «يعلم» وقفت على «فى السموات».
٦- أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً...
«كم» : فى موضع نصب «أهلكنا» لا ب «يروا» لأن الاستفهام وما أجرى مجراه وضارعه لا يعمل فيه ما قبله.
«مدرارا» : نصب على الحال من «السماء».
١٠- وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ «ما» : فى موضع رفع ب «حاق» وتقديره: عقاب ما كانوا أي: عقاب استهزائهم.
١١- قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ «عاقبة» : اسم كان و «كيف» خبر «كان».
ولم يقل «كانت» لأن عاقبتهم بمعنى: مسيرهم، وإن تأنيث «العاقبة» غير حقيقى.
«الذين» : رفع بالابتداء، و «فيهم لا يؤمنون» : ابتداء وخبر، فى موضع خبر «الذين».
وأجاز الأخفش أن يكون «الذين» فى موضع نصب على البدل من الكاف والميم فى «ليجمعنكم»، وهو بعيد، لأن المخاطب لا يبدل منه غير مخاطب، لا تقول: رأيتك زيدا، على البدل.
١٦- مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ من فتح الياء وكسر الراء فى «يصرف» أضمر الفاعل، وهو الله جل وعز وأضمر مفعولا محذوفا تقديره:
من يصرف الله عنه العذاب يومئذ.
ومن ضم الياء وفتح الراء أضمر مفعولا لم يسم فاعله لا غير تقديره: من يصرف عنه العذاب يومئذ.
فهذا أقل إضمارا من الأول، وكلما قل الإضمار عند سيبويه كان أحسن.
١٩- قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى...
«شهادة» : نصب على البيان.
«ومن بلغ» : من، فى موضع نصب، عطف على الكاف والميم فى «لأنذركم» أي: وأنذر من بلغه القرآن.
وقيل: من بلغ الحلم.
٢٠- الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ «الذين آتيناهم» : الذين، مبتدأ، وخبره: «يعرفونه».
«الّذين خسروا» : رفع على إضمار مبتدأ أي: هم الذين خسروا.
٢١- وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ «من» : فى موضع رفع بالابتداء، وهى استفهام بمعنى التوبيخ، متضمنة معنى النفي تقديره: لا أحد أظلم
وقيل: هى خبر «كان»، و «أن» اسم «كان»، وأنث «تكن» على المعنى لأن «أن» وما بعدها هو الفتنة فى المعنى لأن اسم «كان» هو الخبر فى المعنى إذ هى داخلة على الابتداء والخبر.
وجعل «أن» اسم «كان» هو الاختيار عند أهل النظر لأنها لا تكون إلا معرفة، لأنها لا توصف، فأشبهت المضمر، والمضمر أعرف المعارف، فكان الأعرف اسم «كان» أولى مما هو دونه فى التعريف إذ الفتنة إنما تعرفت بإضافتها إلى المضمر، فهى دون تعريف «أن» بكثير.
ومن قرأ «يكن»، بالياء، ورفع «الفتنة»، ذكّر لأن تأنيث الفتنة غير حقيقى لأن الفتنة يراد بها المعذرة، والمعذرة والعذر سواء، فحمله على المعنى، فذكّر ولأن الفتنة، هى القول فى المعنى، فذكر حملا على المعنى.
٢٥- وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ «من» : مبتدأ، وما قبلة خبره، وهو «ومنهم». ووحد «يستمع» لأنه حمله على لفظ «من»، ولو جمع فى الكلام على المعنى، لحسن كما قال فى يونس «ومنهم من يستمعون إليك» الآية: ٤٢ «أساطير» : واحدها: أسطورة وقيل: إسطارة وقيل: هى جمع الجمع، واحده: إسطار، وإسطار:
جمع: سطر، ولكنه جمع قليل، وأساطير: جمع كثير.
٢٧- وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ «ولا نكذّب بآيات ربّنا ونكون» : من رفع الفعلين عطفهما على «نرد»، وجعله كله مما تمناه الكفار يوم القيامة، تمنوا ثلاثة أشياء: أن يردوا، وأن لا يكونوا قد كذبوا بآيات الله فى الدنيا، وتمنوا أن يكونوا من المؤمنين.
وأنا لا أعود، تركتنى أو لم تتركنى.
فأما من نصب الفعلين، فعلى جواب التمني لأن التمني غير واجب، فيكون الفعلان داخلين فى التمني، كالأول من وجهى الرفع والنصب، بإضمار «أن» حملا على مصدر «نرد»، فأضمرت «أن» لتكون مع الفعل مصدرا، فتعطف الواو مصدرا على مصدر تقديره: يا ليت لنا ردا وانتفاء من التكذيب، وكونا من المؤمنين.
فأما من رفع «نكذب» ونصب «ونكون»، فإنه رفع «نكذب» على أحد الوجهين الأولين: إما أن يكون داخلا فى التمني فيكون كمعنى النصب، أو يكون وقع على الثبات والإيجاب كما تقدم أي: ولا نكذب، رددنا أو لم نرد، ونصب «يكون» على جواب التمني على ما تقدم، فيكون داخلا فى التمني.
٢٨- بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ «وإنّهم لكاذبون» : دل على تكذيبهم أنهم إنما أخبروا عن أنفسهم بذلك ولم يتمنوه لأن التمني لا يقع جوابه التكذيب فى الخبر.
وقال بعض أهل النظر: الكذب لا يجوز وقوعه فى الآخرة، إنما يجوز وقوعه فى الدنيا، وتأويل قوله تعالى «وإنهم لكاذبون» أي: كاذبون فى الدنيا، فى تكذيبهم الرسل وإنكارهم البعث، فيكون ذلك خطابه، للحال التي كانوا عليها فى الدنيا.
وقد أجاز أبو عمرو وغيره وقوع التكذيب لهم فى الآخرة، لأنهم ادعوا أنهم لو ردوا لم يكذبوا بآيات الله، وأنهم يؤمنون، فعلم الله ما يكون لو كان كيف كان يكون وأنهم لو ردوا لم يؤمنوا وكذبوا بآيات الله، فأكذبهم الله فى دعواهم.
٣١- قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ «بغتة» : مصدر فى موضع الحال، ولا يقاس عليه عند سيبويه لو قلت: جاء زيد إسراعا، لم يجز.
«ما يزرون» : ما، نكرة فى موضع نصب ب «ساء»، وفى «ساء» ضمير مرفوع تفسيره ما بعده، كنعم، وبئس.
وقيل: «ما» : فى موضع رفع ب «ساء».
وقد اتسع فى «الآخرة» فأقيمت مقام الموصوف، وأصلها الصفة قال الله تعالى: (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ) الضحى: ٤ فأما من قرأ «ولدار» بلام واحدة، وأضافها إلى «الآخرة»، فإنه لم يجعل «الآخرة» صفة ل «دار»، وإنما «الآخرة» صفة لموصوف محذوف تقديره: ولدار الساعة الآخرة، ثم حذفت «الساعة» وأقيمت الصفة.
مقام الموصوف، فأضيفت «الدار» إليها.
فالآخرة والدنيا، أصلهما الصفة، لكن اتسع فيهما فاستعملتا استعمال الأسماء، فأضيف إليهما.
٣٣- قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ «يكذّبونك» : من شدده حمله على معنى: ينسبونك إلى الكذب كما يقال: فسقت الرجل وخطأته، إذا نسبته إلى الفسق والخطأ.
وأما من خففه، فإنه حمله على معنى: لا يجدونك كاذبا كما يقال: أحمدت الرجل وأبخلته، إذا أصبته بخيلا أو محمودا.
وقد يجوز أن يكون معنى التخفيف والتشديد سواء، كما يقال: قللت وأقللت وكثرت وأكثرت، بمعنى واحد.
٤٠- قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ «قل أرأيتكم» : الكاف والميم، للخطاب، لا موضع لها من الإعراب، عند البصريين. وقال الفراء:
لفظها منصوب، ومعناها معنى مرفوع.
وهذا محال، لأن الناهي الكاف فى «رأيتك»، فكان يجب أن يظهر علامة جمع فى التاء وكان يجب أن يكون فاعلان لفعل واحد، وهما لشىء واحد ويجب أن يكون قولك: رأيتك زيدا ما صنع؟ معناه: أرأيت نفسك زيدا ما صنع؟ لأن الكاف هو المخاطب، وهذا الكلام محال فى المعنى ومناقض فى الإعراب والمعنى لأنك تستفهم عن نفسه فى صدر السؤال، ثم ترد السؤال عن غيره فى آخر الكلام، وتخاطب أولا ثم تأتى بغائب آخرا، ولأنه يصير ثلاثة مفعولين ل «رأيت» وهذا كله لا يجوز، لو قلت: رأيت عالما بزيد، كانت الكاف فى موضع نصب لأن تقديره: رأيت نفسك عالما بزيد، وهذا كلام صحيح قد تعدى «رأيت» إلى مفعولين لا غير.
«فمن آمن» : من، مبتدأ، والخبر: «فلا خوف عليهم».
٥٢- وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ «بالغداة» : إنما دخلت الألف واللام على «غداة»، لأنها نكرة، وأكثر العرب بجعل «غدوة» نكرة.
«من حسابهم من شىء» :«من»، الأولى، للتبعيض، والثانية زائدة و «شيء» فى موضع رفع اسم «ما»، ومثله: «وما من حسابك عليهم من شيء».
«فتطردهم» : نصب، لأنه جواب النفي، و «فتكون»، جواب النهى فى قوله «ولا تطرد الذين».
٥٣- وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ «ليقولوا» : هذه لام «كي»، وإنما دخلت على معنى: إن الله جل ذكره قد علم ما تقولون قبل أن تقولوا، فصار: إنما فتنوا ليقولوا على ما تقدم فى علم الله، فهو على سبيل الإنكار منهم، وقيل: بل على سبيل الاستحياء، وقالوا: أهؤلاء الذين من الله عليهم؟.
٥٤- وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ إن من فتح «أن» فى الموضعين جعل الأولى بدلا من الرحمة، بدل الشيء، من الشيء، وهو هو، فهى فى موضع نصب ب «كتب»، وأضمر الثانية خبرا، وجعلها فى موضع رفع بالابتداء، أو بالظرف تقديره:
فله أن ربه غفور له أي: فله غفران ربه. ويجوز أن يضمر مبتدأ، وبجعل «أن» خبره، تقديره: فأمره أن ربه غفور له، أي: فأمره غفران ربه، ومثله فى التقدير والحذف والإعراب: (فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ) التوبة: ٦٣ وقد قيل: «أن» من: «فأنه» تكرير، فتكون فى موضع نصب ردا على الأول، كأنها بدل من الأول.
٥٥- وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ «ولتستبين سبيل» : من قرأ بالتاء ونصب «السبيل»، جعل التاء علامة خطاب واستقبال، وأضمر اسم «النبي» فى الفعل.
ومن رأ بالتاء ورفع «السبيل» رفعه بفعله حكى سيبويه: استبان الشيء، واستبنته أنا.
فأما من قرأ بالياء ورفع «السبيل» فإنه ذكّر «السبيل»، لأنه يذكر ويؤنث، ورفعه بفعله.
ومن قرأ بالياء ونصب «السبيل» أضمر اسم «النبي» فى الفعل، وهو الفاعل، ونصب «السبيل»، لأنه مفعول به.
واللام فى «ولتستبين» متعلقة بفعل محذوف تقديره: ولتستبين سبيل المجرمين فصلناها.
٥٦- قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ...
«أن» : فى موضع نصب على حذف الخافض تقديره: نهيت عن أن أعبد.
٥٧- قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ...
«وكذّبتم به» : الهاء، تعود على «البينة»، وذكّرها لأنها بمعنى البيان.
٥٨- قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ «أن» : فى موضع رفع بفعله، على إضمار فعل
ويجوز رفع «حبة» على الابتداء، وكذلك: «ولا رطب ولا يابس».
وقد قرأ الحسن، وابن أبى إسحاق بالرفع فى «رطب ولا يابس»، على الابتداء، والخبر: «إلا فى كتاب مبين».
٦٢- ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ «مولاهم» : بدل من اسم الله، و «الحق» نعت ل «مولاهم».
وقرأ الحسن «الحق»، بالنصب، على المصدر، أو على: «أعنى».
٦٣- قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ «تضرّعا» : مصدر وقيل: حال، بمعنى: ذوى تضرع.
٦٥- قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ «شيعا» : مصدر وقيل: حال ٦٩- وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ «ولكن ذكرى» : فى موضع نصب على المصدر، أو فى موضع رفع على الابتداء، والخبر محذوف:
تقديره: ولكن عليهم ذكرى.
«أن تبسل» : أن، فى موضع نصب مفعول من أجله أي: لئلا تبسل، ومخافة أن تبسل.
٧١- قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ «حيران» : نصب على الحال، ولكن لا ينصرف، لأنه كغضبان.
٧٢- وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ «أن» : فى موضع نصب، بحذف حرف الجر تقديره: وبأن أقيموا.
وقيل: هو معطوف على معنى «لنسلم» الآية: ٧١، لأن تقديره: لأن نسلم.
وقيل: هو معطوف على معنى «ائتنا» الآية: ٧١، لأن معناه: أن ائتنا.
٧٣- وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ «يوم يقول» : انتصب «يوم» على العطف على الهاء فى «اتقوه» الآية: ٧٢ أي: واتقوا يوم يقول.
ويجوز أن يكون معطوفا على «السموات» أي: خلق السموات وخلق يوم يقول.
وقيل، هو منصوب على: اذكر يا محمد يوم يقول.
«كن فيكون» أي: فهو يكون، فلذلك رفعه، وفى «يكون» اسمها، وهى تامة لا تحتاج إلى خبر، ومثلها: «كن»، والضمير، هو ضمير «الصور» الذي ذكره بعده، يراد به التقديم قبل «فيكون».
وقيل: تقدير المضمر فى «فيكون» : فيكون جميع ما أراد.
وقيل: «قوله» هو اسم «فيكون»، و «الحق» نعته.
«يوم ينفخ فى الصور» : يوم، بدل من «ويوم يقول».
وقيل: الناصب له «الملك» أي: له الملك فى يوم ينفخ فى الصور.
«عالم الغيب» : نعت ل «الذي»، أو رفع على إضمار مبتدأ أي: هو عالم الغيب، ويجوز رفعه حملا على المعنى، أي: ينفخ فيه عالم الغيب، كأنه لما قال «يوم ينفخ فى الصور»، قيل: من ينفخ فيه؟ قيل: ينفخ فيه عالم الغيب.
وقرأ الحسن، والأعمش «عالم»، بالخفض، على البدل من الهاء فى «له».
٧٤- وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ من نصب «آزر» جعله فى موضع خفض بدلا من الأب، كأنه اسم له.
وقد قرأ يعقوب وغيره بالرفع على النداء، كأنه قال: آزر، نعتا له تقديره: يا معوج الدين تتخذ أصناما آلهة؟
٧٥- وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ «وليكون» : اللام، متعلقة بفعل محذوف، تقديره: وليكون من الموقنين أريناه الملكوت.
٨٠- وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدانِ وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ «أتحاجّونى» : من خفف النون فإنما حذف الثانية التي دخلت مع الياء، التي هى ضمير المتكلم، لاجتماع المثلين مع كثرة الاستعمال، وترك النون، التي هى علامة الرفع، فيه فتح لأنه قد كسرها لمجاورتها الياء وحقها الفتح، فوقع فى الكلمة حذف وتغيير.
ومن شدد أدغم النون الأولى فى الثانية، وله نظائر.
ومن زعم أن الأولى هى المحذوفة، فإنما استدل على ذلك بكسرة النون الباقية، وذلك لا يجوز، لأن النون الأولى علامة الرفع من الأفعال لغير جازم ولا ناصب.
وقيل: إن الثانية هى المحذوفة دون الأولى، لأن الاستقبال إنما يقع بالثاني، ويدل عليه أيضا قولهم فى
«علما» : نصب على التفسير.
٨٢- الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ «الذين» : مبتدأ، و «أولئك» : بدل من «الذين»، ابتداء ثان، و «الأمن» : ابتداء ثالث، أوثان، و «لهم» : خبر «الأمن»، و «الأمن» وخبره خبر: «أولئك»، و «أولئك» وخبره: خبر «الذين».
«وهم مهتدون» : ابتداء وخبر.
٨٣- وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ من نون «درجات» أوقع «نرفع» على «من»، ونصب «درجات» على الظرف، أو على حذف حرف الجر تقديره: إلى درجات، كما قال «وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ» ٢: ٢٥٣ ومن لم ينون نصب «درجات» ب «نرفع» على المفعول به، وأضافها إلى «من».
٨٤- وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ «كلّا هدينا» : نصب «كلا» ب «هدينا»، وكذلك: «ونوحا هدينا» و «داود»، وما بعده عطف على «نوح».
والهاء فى «ذريته» تعود على «نوح»، ولا يجوز أن تعود على «إبراهيم»، لأن بعده: «ولوطا»، وإنما كان فى زمن إبراهيم، فليس هو من ذرية إبراهيم. وقد قيل: أنه كان ابن أخى إبراهيم وقيل:
ابن أخته.
٨٦- وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ «اليسع» : هو اسم أعجمى معرفة، والألف واللام فيه زائدتان. وقيل: هو فعل مستقبل سمى به ونكر، فدخله حرفا التعريف.
ومن قرأه بلامين جعله أيضا اسما أعجميا على «فيعل»، ونكره فدخله حرفا التعريف وأصله: ليسع والأصل فى القراءة الأخرى: «يسع».
٨٩- أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ «ليسوا بها بكافرين» : الباء الأولى متعلقة ب «كافرين»، والثانية دخلت لتأكيد النفي، وهو خبر «ليس».
٩٠- أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ «فبهداهم اقتده» : الهاء، دخلت لبيان حركة الدال، وهى هاء السكت.
فأما من كسرها فيمكن أن يكون جعلها هاء الإضمار، أضمر المصدر. وقيل: إنه شبه هاء السكت بهاء الإضمار، فكسرها وهذا بعيد.
٩١- وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ «من شىء» : شىء، فى موضع نصب، و «من» : زائدة للتأكيد والعموم.
«نورا وهدى» : حالان من «الكتاب»، أو من الهاء فى «به»، وكذلك: «يجعلونه» : حال من «الكتاب». و «تبدونها» : نعت ل «قراطيس» والتقدير: تجعلونه فى قراطيس، فلما حذف الحرف انتصب.
«وتخفون» : مبتدأ، لا موضع له من الإعراب.
«يلعبون» : حال من الهاء والميم فى «ذرهم».
٩٢- وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ «مصدّق الّذى» : نعت ل «كتاب»، على تقدير حذف التنوين من «مصدق»، لالتقاء الساكنين.
و «الذي» : فى موضع نصب ب «مصدق».
وإن لم يقدر حذف التنوين كان «مصدق الذي» خبرا بعد خبر، و «الذي» : فى موضع خفض.
٩٣- وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ «ومن قال سأنزل» : من، فى موضع خفض، عطف على «من» فى قوله: «ممن افترى».
«والملائكة باسطو أيديهم» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من «الظالمين»، والهاء والميم فى «أيديهم» للملائكة والتقدير: والملائكة باسطو أيديهم بالعذاب على الظالمين يقولون لهم: أخرجوا أنفسكم، «والقول» مضمر ودل على هذا المعنى قوله فى موضع آخر: «يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ» ٨: ١٥ ومعنى قوله «أخرجوا أنفسكم» أي: خلصوا أنفسكم اليوم مما حل بكم، فالناصب ل «يوم» : أخرجوا وعليه يحسن الوقف.
وقيل: الناصب له «تجزون»، فلا يوقف عليه ويبتدأ به، وجواب «لو» محذوف تقديره: ولو ترى يا محمد حين الظالمين فى غمرات الموت لرأيت أمرا عظيما.
٩٤- وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ فى موضع نصب على الحال من المضمر المرفوع فى «جئتمونا»، ولم ينصرف، لأن فيه ألف التأنيث.
وقد قرأ أبو عمرو، وحيوة، بالتنوين، وهى لغة لبعض بنى تميم.
والكاف، من «كما» فى: موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: ولقد جئتمونا منفردين انفرادا مثل حالكم أول مرة.
«لقد تقطّع بينكم» : من رفع «بينكم» جعله فاعلا ل «تقطع»، وجعل «البين» بمعنى: الوصل تقديره: لقد تقطع وصلكم أي: تفرق.
وأصل «بين» : الافتراق، ولكن اتسع فيه فاستعمل اسما غير ظرف، بمعنى الوصل.
فأما من نصبه فعلى الظرف، والعامل فيه ما دل عليه الكلام من عدم وصلهم فتقديره: لقد تقطع وصلكم بينكم، ف «وصلكم» المضمر، هو الناصب ل «بين».
٩٦- فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ «والشّمس والقمر» : انتصب على العطف على موضع «الليل»، لأنه فى موضع نصب.
وقيل: بل على تقدير: «وجعل».
فأما من قرأ «وجعل الشمس»، فهو عطف على اللفظ والمعنى.
«حسبانا» : قال الأخفش: معناه: «بحسبان»، فلما حذف الحرف نصب.
وقيل: إن «حسبانا» : مصدر: حسب الشيء حسبانا والحساب، هو الاسم.
٩٨- وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ «فمستقرّ ومستودع» : رفع بالابتداء، والخبر محذوف أي: فمنكم مستقر ومنكم مستودع.
ومن فتح القاف، كان تقديره: فلكم مستقر أي: مستقر فى الرحم ومستودع فى الأرض.
وقيل: المستودع: ما كان فى الصلب.
وقيل: «مستقر»، معناه: فى القبر.
وعلى قراءة من كسر القاف، فممكن هذه المعاني.
٩٩- وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ «وجنّات من أعناب» : من نصب «جنات» عطفها على «نبات»، وقد روى الرفع عن عاصم، على معنى: ولهم جنات، على الابتداء ولا يجوز عطفه على «قنوان»، لأن «الجنات» لا تكون من النخل.
ومن قرأه بضمتين جعله أيضا جمع: ثمرة، كخشبة وخشب.
وقيل: هو جمع، كأنه جمع: ثمار، كحمار وحمر وثمر: جمع: ثمار وثمر: جمع، ثمرة.
١٠٠- وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ «الجن» : مفعول أول ب «جعل» و «شركاء» : مفعول ثان مقدم واللام فى «لله» متعلقة ب «شركاء».
وإن شئت جعلت «شركاء» مفعولا أول، و «الجن» بدلا من «شركاء»، و «الله» فى موضع المفعول الثاني، واللام متعلقة ب «جعل».
وأجاز الكسائي رفع «الجن» على معنى: هم الجن.
١٠٥- وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ «وكذلك نصرّف» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: ونصرف الآيات تصريفا مثل ما تلونا عليك.
«وليقولوا درست» : اللام، متعلقة بمحذوف تقديره: «وليقولوا درست صرفنا الآيات ومثله:
«ولنبينه».
ومعنى «درست»، فى قراءة من فتح التاء: تعلمت وقرأت ومن أسكنها، فمعناه: انقطعت وانمحت ومن قرأ بالألف، فمعناه: دارست أهل الكتاب ودار سوك.
١٠٨- وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ...
«عدوا» : مصدر، وقيل: مفعول من أجله.
١٠٩- وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ «أنها» : من فتح «أن» جعلها بمعنى: لعل.
و «ما» : استفهام، فى موضع رفع بالابتداء وفى «يشعركم «ضمير» الفاعل يعود على «ما»، والمعنى:
وأي شىء يدريكم إيمانهم، إذا جاءتهم الآية، لعلها إذا جاءتهم لا يؤمنون؟ ففى الكلام حذف دل عليه ما بعده، والمحذوف هو المفعول الثاني ل «يشعركم» يقال: شعرت بالشيء: دريته.
ولو حملت «أن» على بابها، لكان ذلك عذرا لهم، لكنها بمعنى «لعل».
وقد قيل: إن «أن» منصوبة ب «يشعركم»، «لكن» لا «زائدة فى قوله» لا يؤمنون، والتقدير:
وما يشعركم بأن الآية إذا جاءتهم يؤمنون، وهو خطاب للمؤمنين، يعنى أن الذين اقترحوا الآية من الكفار لو أتتهم لم يؤمنوا، ف «أن» هو المفعول الثاني ل «يشعر»، على هذا القول، ولا حذف فى الكلام.
١١٠- وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ «أوّل مرّة» : نصب على الظرف، يعنى: فى الدنيا.
١١١- وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ «قبلا» : من كسر القاف وفتح الباء، نصبه على الحال، من المفعول، وهو بمعنى: معاينة، أو عيانا أي: يقابلونه.
وكذلك من قرأ بضم القاف والباء، هو نصب على الحال أيضا، بمعنى: مستقبلا، أو بمعنى: قبيل قبيل.
«إلّا أن يشاء الله» أن، فى موضع نصب على الاستثناء المنقطع.
١١٢- وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ «شياطين الإنس» : نصب من المبدل من «عدوا»، أو: على أنه مفعول ثان ل «جعل».
«غرورا» : نصب على أنه مصدر، فى موضع الحال.
«بالحق» : فى موضع نصب على الحال من المضمر فى «منزل»، ولا يجوز أن يكون مفعولا ل «منزل» لأن «منزلا» قد تعدى إلى مفعولين، أحدهما بحرف جر، وهو «من ربك»، والثاني مضمر فى «منزل»، وهو الذي قام مقام الفاعل، فهو مفعول لم يسم فاعله يعود على «الكتاب».
١١٥- وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ «صدقا وعدلا» : مصدران.
وإن شئت جعلتهما مصدرين فى موضع الحال، بمعنى: صادقة وعادلة.
١١٧- إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ «من يضلّ» : من، رفع بالابتداء، وهى استفهام، و «يضل عن سبيله» : الخبر.
وقيل: «من» فى موضع نصب بفعل دل عليه «أعلم»، وهو بمعنى: الذي تقديره: وهو أعلم أعلم من يضل ويبعد أن ينصب «من» ب «أعلم»، لبعده من مضارعة الفعل»، والمعاني لا تعمل فى المفعولات كما تعمل فى الظروف، ويحسن أن يكون فعلا للمخبر عن نفسه، لأنه بلفظ الإخبار عن الغائب، ولا يحسن أن يكون «أفعل» بمعنى: فاعل: إذ لم يحسن أن يكون فعلا، وإنما يكون «أفعل» بمعنى فاعل، إذا حسن أن يكون فعلا للمخبر عن نفسه، ولا يحسن تقدير حذف حرف الجر، لأنه من ضرورات الشعر، ولا تحسن فيه الإضافة، لأن «أفعل» لا يضاف إلا إلى ما هو بعضه، إلا أن يكون بمعنى: فاعل، فتحسن إضافته لما ليس هو بعضه.
١١٩- وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ...
«ألّا تأكلوا» : أن، فى موضع نصب بحذف حرف الجر و «ما» استفهام فى موضع رفع بالابتداء، وما بعدها خبرها تقديره: وأي شىء لكم فى أن لا تأكلوا مما ذكر اسم عليه.
«إلّا ما اضطررتم إليه» : فى موضع نصب على الاستثناء.
«كمن مثله» : مثله، مبتدأ و «فى الظلمات» : خبره والجملة صلة «من» وتقديره: كمن هو فى الظلمات.
«ليس بخارج منها» : فى موضع نصب على الحال من المضمر المرفوع فى قوله «فى الظلمات».
«كذلك زين» : الكاف، فى موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره: تزيينا مثل ذلك أي: زين للكافرين عملهم.
١٢٣- وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ «مجرميها» : فى موضع نصب ب «جعلنا»، مفعول أول، وتجعل «أكابر» مفعولا ثانيا، كما قال تعالى:
(أَمَرْنا مُتْرَفِيها)
١٧: ١٦ أي: كثرناهم وكما قال: (وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ١٣: ٣٣ أي: نعمناهم.
«ليمكروا فيها» : اللام، لام كى، ومعناها: أنه لما علم الله أنهم يمكرون صار المعنى: أنه إنما زين لهم ليمكروا، إذ قد تقدم فى علمه وقوع ذلك منهم.
١٢٥- فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ «ضيّقا» : مفعول ثان ل «جعل»، و «حرجا» : نعت له.
وإن شئت مفعولا أيضا، على التكرير، كما جاز أن يأتى خبر ثان فأكثر لمبتدأ واحد، وكذلك يجوز مفعولان فأكثر فى موضع مفعول واحد وإنما يكون هذا فيما يدخل على الابتداء والخبر تقول: طعامك حلو حامض فهذه ثلاثة أخبار عن الطعام، معناها: طعامك جمع هذه الطعوم.
فإن أدخلت على المبتدأ فعلا ناصبا لمفعولين، أو «كان»، أو «أن»، انتصبت الأخبار كلها، وارتفعت
وكذلك «جعل» تدخل على الابتداء، كأنه كان قبل دخولها: صدره ضيق حرج ف «ضيق» و «حرج» :
خبر بعد خبر، فلما دخلت نصبت المبتدأ وخبره.
هذا على قراءة من قرأ بكسر الراء، لأنه جعله اسم فاعل كدنف، وفرق ومعنى «حرج»، كمعنى:
ضيق كدر، لاختلاف لفظه للتأكيد.
فأما من فتح الراء، فهو مصدر وقيل: هو جمع: حرجة، كقصبة وقصب.
«كأنّما يصّعّد فى السّماء» : الجملة فى موضع نصب على الحال، من المضمر المرفوع فى «حرج»، أو فى «ضيق».
«كذلك يجعل الله» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: جعلا مثل ذلك يجعل الله.
١٢٦- وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ «مستقيما» : نصب على الحال من «صراط»، وهذا الحال يقال لها: الحال المؤكدة لأن صراط الله لا يكون إلا مستقيما، فلم يؤت بها لتفرق بين حالتين، إذ لا تغيير لصراط الله عن الاستقامة أبدا، وليست هذه الحال كالحال فى قولك: هذا زيد راكبا لأن «زيدا» قد يخلو من الركوب فى وقت آخر إلى ضد الركوب، وصراط الله لا يخلو من الاستقامة أبدا، وهذا هو الفرق بين معنى الحال المؤكدة ومعنى الحال المفرقة بين الأفعال التي تختلف وتتبدل.
١٢٨- وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ «يوم» : منصوب بفعل مضمر، معناه. واذكر يا محمد يوم نحشرهم.
وقيل: انتصب ب «قول» مضمر.
«إلّا ما شاء الله» : ما، فى موضع نصب على الاستثناء المنقطع، فإن جعلت «ما» لمن يعقل، لم يكن منقطعا.
١٣٠-امَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا...
«يقصّون» : فى موضع رفع على النعت ل «رسل» ومثله: «وينذرونكم».
١٣١- ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ.
«ذلك»، فى موضع رفع، خبر ابتداء محذوف تقديره: والأمر ذلك.
وأجاز الفراء أن يكون «ذلك» فى موضع نصب نعت، على تقدير: فعل الله ذلك و «أن» فى موضع نصب، تقديره: لأن لم يكن، فلما حذف الحرف انتصب.
١٣٣- وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ «كما أنشأكم» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف، تقديره: استخلافا مثل ما أنشأكم.
١٣٤- إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ «إن ما» : ما، بمعنى: الذي، اسم «إن». والهاء، محذوفة مع «توعدون» تقديره توعدونه، فحذفت لطول الاسم، و «لآت» : خبر «إن»، واللام: لام توكيد.
١٣٥- قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ إن جعلت «من» استفهاما، كانت فى موضع رفع بالابتداء، وما بعدها خبرها، والجملة فى موضع نصب ب «تعلمون».
وإن جعلتها بمعنى: خبر، كانت فى موضع نصب ب «تعلمون».
١٣٧- وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ...
من قرأ «زين» بالضم، على ما لم يسم فاعله، رفع «قتل» على أنه مفعول لم يسم فاعله، وأضافه إلى «الأولاد»، ورفع «الشركاء» حملا على المعنى، كأنه قيل: من زين لهم؟ قال: شركاؤهم وأضيفت «الشركاء» إليهم لأنهم هم استحدثوها وجعلوها شركاء لله، تعالى عن ذلك، فباستحداثهم لها أضيفت إليهم.
ومن قرأ هذه القراءة ونصب «الأولاد» وخفض «الشركاء»، فهى قراءة بعيدة، وقد رويت عن ابن عامر ومجازها على التفرقة بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول، وذلك لا يجوز عند النحويين إلا فى الشعر وأكثر ما يأتى فى الظروف.
وروى عن ابن عامر أنه قرأ بضم الزاى من «زين»، ورفع «قتل»، وخفض «الأولاد» و «الشركاء»، وفيه أيضا بعد ومجازه أن يجعل «الشركاء» بدلا من «الأولاد» فيصير «الشركاء» اسما للأولاد، لمشاركتهم لآباءهم فى النسب والميراث والدين.
١٣٨- وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِراءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ «من نشاء» : من، فى موضع رفع ب «يطعم».
«افتراء» : مصدر.
١٣٩- وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ «ما فى بطون» : رفع بالابتداء، وخبره «خالصة»، وإنما أنث الخبر لأن ما فى بطون الأنعام أنعام فحمل التأنيث على المعنى ثم قال «ومحرم» فذكر، حمله على لفظ «ما»، وهذا نادر لا نظير له وإنما يأتى
وقيل: أنث على المبالغة، كرواية وعلامة.
وقد قرأ قتادة «خالصة»، بالنصب على الحال من المضمر المرفوع فى قوله «فى بطون»، وخبر «ما» :
«لذكورنا»، لأن الحال لا يتقدم على العامل، عند سيبويه وغيره، إذا كان لا ينصرف ولو قلت: زيد قائما فى الدار، لم يجز وقد أجازه الأخفش.
ويجوز أن يكون «خالصة» بدلا من «ما»، بدل الشيء من الشيء وهو بعضه، و «لذكورنا» الخبر.
وقرأ الأعمش «خالص» بغير هاء، رده على لفظ «ما»، ورفعه، وهو ابتداء ثان، و «لذكورنا» : الخبر، والجملة خبر «ما».
«وإن يكن ميتة» : من نصب «ميتة»، وقرأ «يكن» بالياء، رده على لفظ «ما»، وأضمر فى «يكن» اسمها، و «ميتة» خبرها تقديره: وإن يكن ما فى بطونها ميتة.
ومن نصب «ميتة»، وقرأ «تكن» بالتاء، أنث على تأنيث الأنعام التي فى البطون تقديره: وإن تكن الأنعام التي فى بطونها ميتة.
ومن رفع «ميتة» جعل «كان» بمعنى: وقع وحدث، تامة لا تحتاج إلى خبر.
وقال الأخفش: يضمر الخبر، تقديره عنده: وإن تكن ميتة فى بطونها.
١٤٠- قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ...
«سفها» : مصدر.
وإن شئت مفعولا من أجله.
١٤١- وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ...
«والنّخل والزّرع» : عطف على «جنات، و «مختلفا» : حال مقدرة أي: سيكون كذلك، لأنها فى أول
رأيت زيدا مسافرا غدا، فلم تره فى حال سفره، إنما هو أمر تقدره أن يكون غدا، وهذا هو الفرق بين الحال الواقعة، والحال المقدرة والمنتظرة، والحال المؤكدة التي ذكرت فى قوله «صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً» ٦: ١٢٦ فهذه ثلاثة أحوال مختلفة المعاني، وفى القرآن منه كثير، ومنه قوله تعالى: (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) ٤٨: ٢٧ ف «آمنين» : حال مقدرة منتظرة ومثله كثير.
١٤٢- وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ «حمولة وفرشا» : نصب على العطف على «جنات» أي: وأنشأ من الأنعام حمولة وهى الكبار المذللة ذات الطاقة على حمل الأثقال، و «فرشا»، وهى الصغار.
١٤٣- ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ «ثمانية أزواج» : قال الكسائي: نصب «ثمانية» بإضمار فعل تقديره: أنشأ ثمانية.
وقال الأخفش: هو بدل من «حمولة وفرشا». الآية: ١٤٢ وقال على بن سليمان: هو نصب بفعل مضمر تقديره: كلوا لحم ثمانية أزواج، فحذف الفعل والمضاف، وأقام المضاف إليه، وهو الثمانية، مقام المضاف، وهو لحم.
وقيل: هو منصوب على البدل من «ما»، فى قوله «كلوا مما رزقكم» الآية: ١٤٢، على الموضع.
«آلذكرين» نصب ب «حرم، و «أم الأنثيين» عطف على «آلذكرين»، و «ما» عطف أيضا عليه فى قوله «أما اشتملت».
«إلا أن يكون ميتة» : من قرأ «يكون» بالياء، ونصب «ميتة»، أضمر فى «كان» اسمها تقديره:
إلا أن يكون المأكول ميتة، أو ذلك ميتا.
ومن قرأ «تكون» بالتاء، ونصب «ميتة». أضمر «المأكول».
وقرأ أبو جعفر: «إلا أن تكون» بالتاء، بالرفع، جعل «كان» بمعنى: وقع وحدث، و «أن» : فى موضع نصب، على الاستثناء المنقطع.
وكان يلزم أبا جعفر أن يقول: «أو دم»، بالرفع، وكذلك ما بعده لكنه عطفه على «أن» ولم يعطفه على «ميتة».
ومن نصب «ميتة» عطف، «أو دما» وما بعده، عليها.
«فإنّه رجس» : اعتراض بين المعطوف والمعطوف عليه، يراد به التأخير بعد «أو فسقا» :
«أو فسقا»، عطف على «لحم خنزير» وما قبله.
«غير باغ» : نصب على الحال من المضمر المرفوع فى «اضطر».
١٤٦-... حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ «أو ما» : ما، فى موضع رفع، عطف على «ظهورهما»، و «ما» فى قوله «إلا ما حملت» : فى موضع نصب على الاستثناء من «الشحوم».
«الحوايا» : واحدها: حوية وقيل: حاوية وقيل: حاوياء، مثل: «نافقاء، و «الحوايا» فى موضع رفع، عند الكسائي، على العطف على «الظهور»، على معنى: وإلا ما حملت الحوايا.
وقال غيره: هى فى موضع نصب، عطف على «ما»، فى قوله: ، إلا ما حملت».
١٤٧- فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ أصل «ذو» : ذوى، مثل: عصى، ولذلك قال فى التثنية: «ذَواتا أَفْنانٍ» ٥٥: ٤٨ ١٥٠- قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هذا.
«هلمّ»، أصله: ها المم، فألقيت حركة الميم الأولى على اللام، وأدغمت فى الثانية، فلما تحركت اللام استغنى عن ألف الوصل، فاجتمع ساكنان: ألف الهاء ولام الميم لأن حركتها عارضة، فحذفت ألفها لالتقاء الساكنين، فاتصلت الهاء باللام مضمومة، وبعدها ميم مشددة، فصارت: هلم، كما هى فى التلاوة لما تغير معناها واستعملت بمعنى: تعال وبمعنى: ائت.
١٥١- قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ «ألّا تشركوا» : أن، فى موضع نصب بدل من «ما» فى قوله «أتل ما»، ويجوز أن يكون فى موضع رفع، على تقدير ابتداء محذوف تقديره: هو أن لا تشركوا.
«ذلكم وصّاكم» : ابتداء، وخبره.
١٥٣- وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ...
«وأنّ هذا» : أن، فى موضع نصب على تقدير حذف حرف الجر أي: لأن هذا.
ومن كسرها جعلها مبتدأة.
ومن فتح وخفف جعلها مخففة من الثقيلة، فى موضع نصب، مثل الأول.
«مستقيما» : حال من «صراطى»، وهى الحال المؤكدة.
١٥٤- ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ...
«تماما» : مفعول من أجله، أو مصدر.
وقيل: لا ضمير فى «أحسن»، والفاعل محذوف. والهاء محذوفة تقديره: تماما على الذي أحسنه الله إلى موسى من الرسالة.
١٥٦- أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِراسَتِهِمْ لَغافِلِينَ «أن تقولوا» : أن، فى موضع نصب مفعول من أجله.
«وإن كنّا عن دراستهم لغافلين» : أن، مخففة من الثقيلة، عند البصريين، واسمها مضمر معها تقديره: وإنه كنا.
وقال الكوفيون: «إن» بمعنى «ما» واللام، بمعنى: إلا تقديره: وما كنا عن دراستهم إلا غافلين.
١٥٨- هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها...
«لا ينفع» : قرأ ابن سيرين بالتاء، على ما يجوز من تأنيث المصدر وتذكيره لأن الإيمان، الذي هو فاعل «ينفع» : مصدر.
وقيل: إنما أنث «الإيمان» لاشتماله على النفس.
١٦٠- مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ «فله عشر أمثالها» : من أضاف «عشرا» فمعناه: عشر حسنات أمثال حسنة ومن نون «عشرا»، وهى قراءة الحسن، وابن جبير، والأعمش، قدره: حسنات عشر أمثالها، وهو كله ابتداء، والخبر: «له»، ويزيد الله فى التضعيف ما يشاء لمن يشاء، والعشر هى أقل الجزاء، والفضل بعد ذلك لمن شاء الله.
١٦١- قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ «دينا قيما» : انتصب «دينا» ب «هدانى» مضمرة، دلت عليها «هدانى» الأولى.
وقيل: هو بدل من «صراط» على الموضع لأن «هدانى إلى الصراط»، و «هدانى صراطا»، واحد، فحمله على المعنى فأبدل «دينا» من «صراط».
ومن قرأ «قيما» مشددا، فأصله: قيوم، على: فيعل، ثم أبدل من الواو ياء، وأدغم الياء فى الياء.
ومن خففه بناه على: فعل وكان أصله أن يأتى بالواو، فيقول: قوما، كما قالوا: عوض، وحول لكنه شذ عن القياس.
«ملة إبراهيم» : بدل من «دينا».
«حنيفا» : حال من «إبراهيم». وقيل: نصب على إضمار: «أعنى».
١٦٢- قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ «ومحياى» : حق الياء أن تكون مفتوحة، كما كانت الكاف فى «رأيتك»، والتاء فى «قمت»، لكن الحركة فى الياء ثقيلة، فمن أسكنها فعلى الاستخفاف، لكنه جمع بين ساكنين، والجمع بين ساكنين جائز، إذا كان الأول حرف مدولين لأن المد الذي فيه يقوم مقام حركة يستراح عليها، فيفصل بين الساكنين.
١٦٤- قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ...
«أغير الله» : نصب ب «أبغى»، وربما نصب على التفسير.
١٦٥- وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ...
«درجات» : أي: إلى درجات، فلما حذف الحرف نصب.
- ٧- سورة الأعراف
١، ٢- المص كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ «آلمص» : من جعلها فى موضع رفع بالابتداء، كان «كتاب» : خبره.
«وذكرى» : فى موضع رفع على العطف على «كتاب»، وإن شئت: على إضمار مبتدأ.
ويجوز أن يكون فى موضع نصب على المصدر، أو على أن تعطفها على موضع الهاء فى «به».
وقيل: «ذكرى» فى موضع خفض على «لينذر» لأن معناه: الإنذار، فعطف على المعنى.
٣- اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ «قليلا ما تذكّرون» : منصوب بالفعل الذي بعده و «ما» زائدة وتقدير النصب أنه نعت لظرف محذوف أو لمصدر محذوف تقديره: تذكرا قليلا ما تذكرون أو: وقتا قليلا تذكرون. فإن جعلت «ما» والفعل مصدرا لم يحسن أن تنصب «قليلا» بالفعل الذي بعده لأنك تقدم الصلة على الموصول.
٤- وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ «وكم من قرية» : كم، فى موضع رفع بالابتداء، لاشتغال الفعل بالضمير، وهو «أهلكنا»، وما بعدها خبرها وهى خبر.
ويجوز أن تكون فى موضع نصب بإضمار فعل بعدها تقديره: وكم أهلكنا من قرية أهلكناها فلا يجوز أن يقدر الفعل المضمر قبلها لأنها لا يعمل فيها ما قبلها، لمضارعتها «كم» فى الاستفهام، ولأن لها صدر الكلام، أو هى على تقدير «رب» التي لها صدر الكلام أيضا.
وتقدير الآية: وكم من قرية أردنا إهلاكها فجاءها بأسنا كما قال جل وعز: (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) ١٦: ٩٨ «تبياتا» : مصدر، فى موضع الحال من «أهل القرية».
٥- فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلَّا أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ «إلا أن قالوا» : أن، فى موضع نصب خبر «كان»، و «دعواهم» : الاسم.
ويجوز أن يكون فى موضع رفع على اسم «كان»، و «دعواهم» : الخبر، مقدما.
وإن شئت جعلت «الحق» خبرا عن «الوزن»، و «يومئذ» ظرف ماض تنصبه ب «الوزن».
ويجوز نصب «الحق» على المصدر، و «يومئذ» خبر «الوزن».
وإن شئت نصبت «يومئذ» على الظرف للوزن، فهو عامل فيه، وإن شئت على المفعول، على السعة.
و «يومئذ» فى صلة المصدر فى الوجهين جميعا.
وإذا جعلت «يومئذ» خبرا عن «الوزن» لم يكن فى الصلة، وانتصب بمحذوف قام «يومئذ» مقامه تقديره: والوزن الحق ثابت يومئذ أو مستقر يومئذ، ونحوه. ويحسن أن يكون «الحق»، على هذا الوجه، بدلا من المضمر الذي فى الظرف، ولا يحسن تقديمه على الظرف.
وإن جعلت «الحق» نعتا للوزن، والظرف خبرا للوزن، جاز تقديم «الحق» على الظرف، ولا يجوز تقديم «الحق» على «الوزن» فى الوجهين.
فإن جعلت «الحق» خبرا ل «الوزن» جاز تقديمه على «الوزن» ولا يجوز تقديمه على الظرف، لأن الظرف فى صلة «الوزن»، وليس «الحق» الذي هو خبر «الوزن» فى صلته، فلا تفرق بين الصلة والموصول بخبر الابتداء.
١٠- وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ «معايش» : جمع معيشة ووزنه: مفاعل، ووزن «معيشة» : مفعلة وأصلها: معيشة، ثم ألقيت حركة الياء على العين، والميم زائدة، لأنه من «العيش»، فلا يحسن همزها، لأنها أصلية، كان أصلها فى الواحد الحركة، ولو كانت زائدة أصلها فى الواحد السكون، لهمزتها فى الجمع، نحو: سفائن واحدها: سفينة، على فعيلة، فالياء زائدة وأصلها السكون، وكذلك تهمز فى الجمع إذا كان موضع الياء ألفا، أو واوا، زائدتين، نحو: عجائز، ورسائل لأن الواحد: عجوز، ورساله.
وقد روى خارجة عن نافع: همز «معايش»، ومجازه أنه شبه الياء الأصلية بالزائدة، فأجراها مجراها، وفيه بعد، وكثير من النحويين لا يجيزه.
«قليلا ما تشكرون» : مثل: «قليلا ما تذكرون» الآية: ٣
١٢- قالَ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ...
«ما» : استفهام، معناها الإنكار، وهى رفع بالابتداء، وما بعدها خبرها، و «أن» : فى موضع نصب ب «منعك» مفعول بها، و «لا» زائدة والتقدير: أي شىء منعك من السجود ففى «منعك» ضمير الفاعل يعود على «ما»، و «إذ» : ظرف زمان ماض، والعامل فيها «تسجد».
١٦- قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ «صراطك» : أي، على صراطك، بمنزلة: ضرب زيد الظهر والبطن أي: على الظهر والبطن.
١٨- قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً...
«مذءوما مدحورا» : نصب على الحال من المضمر فى «اخرج».
١٩- وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ «فتكونا» : نصب على جواب النهى.
٢٠- فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ «إلا أن تكونا» : أن، فى موضع نصب على حذف الخافض تقديره: ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا كراهة أن تكونا، أو: لئلا تكونا. والهاء من «هذه» بدل من ياء، وهى للتأنيث. ومن أجل أنها بدل من ياء انكسر ما قبلها، وبقيت بلفظ الهاء فى الوصل، وليس فى كلام العرب هاء تأنيث قبلها كسرة، ولا هاء تأنيث تبقى بلفظ الهاء فى الوصل غير «هذه»، وأصلها: هاذى.
٢١- وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ اللام فى «لكما» متعلقة بمحذوف تقديره: إنى ناصح لكما لمن الناصحين.
٢٣- قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ نداء الرب، قد كثر حذف الياء منه فى القرآن، وعلة ذلك فى حذف «يا» من نداء الرب تعالى فيه معنى التعظيم له والتنزيه، وذلك أن النداء فيه طرف من معنى الأمر لأنك إذا قلت: يا زيد، فمعناه: تعال يا زيد، أدعوك يا زيد، فحذفت «يا» من نداء الرب ليزول معنى الأمر وينتفى، لأن «يا» يؤكده ويظهر معناه، فكان فى حذف «يا» : التعظيم والإجلال والتنزيه، فكثر حذفها فى القرآن، والكلام فى نداء «رب» لذلك المعنى.
«وإن لم تغفر لنا» : دخلت «إن» على «لم» ليرد الفعل إلى أصله فى لفظه، وهو الاستقبال لأن «لم» يرد لفظ المستقبل إلى معنى المضي، و «إن لم» يرد الماضي إلى معنى الاستقبال، كما صارت «لم»، ولفظ المستقبل بعدها بمعنى الماضي، ردتها «إن» إلى الاستقبال لأن «إن» ترد الماضي إلى معنى الاستقبال.
٢٤- قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ «جميعا» : حال من المضمر فى «اهبطا».
«بعضكم لبعض عدو» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال أيضا وكذلك: «ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين».
٢٦- يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ «قد أنزلنا عليكم لباسا» : يعنى: ما أنزل من المطر فنبت به الكتان والقطن، ونبت به الكلأ الذي هو سبب ثياب الصوف والوبر والشعر على ظهر البهائم، وهذا المعنى يسمى التدريج لأنه تعالى سمى الشيء باسم ما تدرج عنه.
«ولباس التّقوى» : من نصبه عطفه على «لباس» المنصوب ب «أنزلنا»، ومن رفعه، فعلى الابتداء بالقطع مما قبله و «ذلك» : نعته، أو بدل منه، أو عطف بيان عليه و «خير» : خيره.
فأما من نصب «لباس» فإن ذلك يكون إشارة إلى اللباس وإلى كل ما تقدم، وهى مبتدأ، و «خير» : خبر «ذلك»، إذا نصبت «لباس التقوى».
ويكون معنى الآية فى الرفع: ولباس التقوى خير لكم عند الله من لباس الثياب التي هى للزينة.
وقد قيل فى «لباس التقوى»، فى قراءة من رفع: إنه لباس الصوف والخشن ومما يتواضع به لله.
٢٧- يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ «لا يفتننّكم» : معناه: اثبتوا على طاعة الله والرجوع عن معاصيه مثل قوله «فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» ٢: ١٣٢ ٣: ١٠٢ «ينزع عنهما» : ينزع، فى موضع نصب على الحال من المضمر فى «أخرج».
«من حيث» : مبنية، وإنما بنيت، لأنها تدل على موضع بعينه، ولأن ما بعدها من تمامها كالصلة من الموصول، وبنيت على حركة، لأن قبل آخرها ساكنا، وكان الضم أولى بحركتها لأنها غاية: فأعطيت غاية الحركات، وهى الضمة لأنها أقصى الحركات.
وقيل: بنيت على الضم لأن أصلها: حوث، فدلت الضمة على الواو.
ويجوز فتحها.
٢٩- قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ «مخلصين» : حال من المضمر المرفوع فى «ادعوه».
«كما بدأكم» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: تعودون عودا كما بدأكم.
وقيل: تقديره: تخرجون خروجا مثل ما بدأكم.
ونقف على «تعودون»، على هذا التقدير.
وإن نصبت «فريقا» و «فريقا» على الحال من المضمر فى «تعودون»، لم تقف على «تعودون» وتقف على «الضلالة» والتقدير: كما بدأكم تعودون فى هذه الحال.
وقد قرأ أبى بن كعب: «تعودون فريقين فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة»، فهذا يبين أنه نصب على الحال، فلا تقف على «تعودون»، إذا نصبت على الحال.
٣٢- قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ «فى الحياة الدّنيا خالصة» : من رفع «خالصة»، وهى قراءة نافع وحده، رفع على خبر المبتدأ أي: هى خالصة، ويكون قوله «للذين آمنوا» سببا للخلوص ويجوز أن يكون خبرا ثانيا ل «هى»، والمعنى: هى تخلص للمؤمنين فى يوم القيامة.
ومن نصب «خالصة» نصب على الحال من المضمر فى «الذين»، والعامل فى الحال: الاستقرار والثبات الذي قام «للذين آمنوا» مقامه فالظروف وحروف الجر تعمل فى الأحوال، إذا كانت أخبارا عن المبتدأ لأن فيها ضميرا يعود على المبتدأ، ولأنها قامت مقام محذوف جار على الفعل، هو العامل فى الحقيقة، وهو الذي فيه الضمير على الحقيقة، ألا ترى أنك إذا قلت: زيد فى الدار، وثوب على زيد فتقديره: زيد مستقر فى الدار، أو ثابت فى الدار، وثوب مستقر، وثابت على زيد، ففى «ثابت»، و «مستقر» ضمير مرفوع على المبتدأ.
فإذا حذفت «ثابتا» أو «مستقرا»، وأقمت الظرف مقامه، أو حرف الجر، قام مقامه فى العمل وانتقل الضمير فصار مقدرا متوهما فى الظرف وفى حرف الجر.
وقد قال الأخفش: إن قوله «فى الحياة الدنيا» متعلق بقوله «أخرج لعباده»، ف «أخرج» هو العامل فى الظرف الذي هو «فى الحياة الدنيا».
وقيل: قوله: «فى الحياة الدنيا» متعلق ب «حرم»، فهو العامل فيه فالمعنى، على قول الأخفش: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده فى الحياة الدنيا وعلى قول غيره: قل من حرم فى الحياة الدنيا زينة الله التي أخرج لعباده.
ولا يحسن أن يتعلق الظرف ب «زينة» لأنه قد نعت، ولا يعمل المصدر، ولا اسم الفاعل، إذا نعت، لأنه يخرج عن شبه الفعل، ولأنه يقع فيه تفريق بين الصلة والموصول وذلك أن معمول المصدر فى صفته ونعته ليس فى صلته، فإذا قدمت النعت على المعمول قدمت ما ليس فى الصلة على ما هو فى الصلة.
وفى قول الأخفش تفريق بين الصلة والموصول لأنه إذا علق الظرف ب «أخرج» صار فى صلة «التي»، وقد فرق بينه وبين تمام الموصول، و «فى الحياة الدنيا» من تمام الموصول، فقد فرق بين بعض الاسم وبعض، بقوله «والطيبات من الرزق قل هى للذين آمنوا».
ويجوز أن يكون «فى الحياة الدنيا» متعلقا ب «الطيبات من الرزق»، فيكون التقدير: ومن حرم الطيبات من الرزق فى الحياة الدنيا.
ولا يحسن تعلق «فى الحياة» ب «الرزق» لأنك قد فرقت بينهما بقوله: «قل هى للذين آمنوا».
ويجوز أن يكون تعلق الظرف ب «آمنوا».
٣٣- قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ «ما ظهر» : ما، فى موضع نصب، على البدل من «الفواحش».
«وأن تشركوا، وأن تقولوا» : وأن، فيهما، فى موضع نصب، عطف على «الفواحش».
٣٨- قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً...
«كلّما» : نصب ب «لعنت»، وفيها معنى الشرط.
«ادّاركوا» : أصلها: «تداركوا»، على «تفاعلوا»، ثم أدغمت التاء فى الدال، فسكن أول المدغم فاحتيج إلى ألف الوصل فى الابتداء بها، فثبتت الألف فى الخط.
«جميعا» : نصب على الحال من الضمير فى «اداركوا».
٤١- لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ وَكَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ «ومن فوقهم غواش» : غواش، مبتدأ، والمجرور خبرها. وأصلها ألا تنصرف، لأنها على فواعل جمع: غاشية، إلا أن التنوين دخلها عوض من الياء وقيل: عوض من ذهاب حركة الياء، وهو أصلح، فلما التقى الساكنان: الياء ساكنة والتنوين ساكن، حذفت لالتقاء الساكنين، فصار التنوين تابعا للكسرة التي كانت قبل الياء المحذوفة.
وقيل: بل حذفت الياء حذفا، فلما نقص البناء عن «فواعلة» دخله التنوين.
٤٣- وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ «تجرى» : فى موضع نصب على الحال، من الهاء والميم فى «صدورهم».
«لولا أن هدانا الله» : أن، فى موضع نصب، رفع بالابتداء، والخبر محذوف أي: لولا هداية الله لنا مذخورة، أو حاضرة، لهلكنا ولشقينا واللام وما بعدها جواب «لولا».
وقيل: هى تفسير بمعنى: «أي»، لا موضع لها من الإعراب.
«أورثتموها» : فى موضع نصب على الحال من «تلكم»، أعنى: من الكاف والميم والكاف والميم فى «تلكم» للخطاب، لا موضع لها من الإعراب.
٤٤- وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ «أن قد وجدنا» : أن، فى موضع نصب ب «نادى» على تقدير حذف حرف الجر.
«أن لعنة الله» : من فتح «أن»، أو شددها، فموضعها نصب ب «أذن»، أو ب «مؤذن»، على تقدير حذف حرف الجر أي: بأن وثم «هاء» مضمرة، إذا خفّفت.
ويجوز أن يكون فى حال التخفيف بمعنى: «أي» التي للتفسير، فلا موضع لها من الإعراب.
وقد قرأ الأعمش بالتشديد والكسر على إضمار القول أي: فقال: إن لعنة الله و «بينهم» : ظرف، والعامل فيه «مؤذن»، أو «أذن».
فإن جعلت «بينهم» نعتا ل «مؤذن» جاز، ولكن لا تعمل فى «أن» :«مؤذن». إذ قد نعته.
«يعرفون كلّا» : فى موضع رفع، نعت ل «رجال».
٤٦- وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ «لم يدخلوها وهم يطمعون» : إن حملت المعنى على أنهم دخلوا، كان «وهم يطمعون» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر المرفوع فى «يدخلوها»، معناه: أنهم يئسوا من الدخول فلم يكن لهم طمع فى الدخول، لكن دخلوا وهم على يأس من ذلك أي: لم يدخلوها فى حال طمع منهم بالدخول، بل دخلوا وهم على يأس من الدخول.
وإن جعلت معناه أنهم لم يدخلوا بعد، ولكنهم يطمعون فى الدخول، لم يكن للجملة موضع من الإعراب، وتقديره: لم يدخلوها ولكنهم يطمعون فى الدخول برحمة الله.
وقد روى ذلك فى التفسير عن الصحابة والتابعين.
وقيل: إن «طمع» هاهنا، بمعنى: علم، أي: وهم يعلمون أنهم سيدخلون.
٥١-... فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ «وما كانوا بآياتنا» : ما، فى موضع خفض، عطف على «ما» الأولى.
٥٢- وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ «هدى ورحمة» : حالان من الهاء فى «فصلناه» تقديره: هاديا وذا رحمة.
وأجاز الفراء والكسائي: هدى ورحمة، بالخفض، يجعلانه بدلا من «علم» و «هدى»، فى موضع خفض أيضا، على هذا المعنى.
ويجوز «رحمة»، بالرفع، على تقدير: هو هدى ورحمة.
٥٣- هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ «يوم» : منصوب ب «يقول».
«أو نرد» : مرفوع، عطف على الاستفهام، على معنى: أو هل نرد، لأن معنى «هل لنا من شفعاء» :
هل يشفع لنا أحد وهل نرد، فعطفه على المعنى.
«فنعمل» : نصب لأنه جواب التمني بالفاء، فهو على إضمار «أن»، حملا على مصدر ما قبله، فالفاء.
فى المعنى يعطف مصدرا على مصدر.
٥٤- إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ «حثيثا» : نعت لمصدر محذوف تقديره: طلبا حثيثا.
ويجوز أن يكون نصبا على الحال أي: حاثا.
٥٥- ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ «تضرّعا وخفية» : نصب على المصدر: أو على الحال، على معنى: ذوى تضرع.
٥٦- وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ «إنّ رحمة الله قريب» : ذكّر «قريبا» لأن الرحم والرحمة سواء، فحمله على المعنى.
وقال الفراء: إنما أتى «قريب» بغير «هاء»، لتفرق بين «قريب» من النسب، وقريب، من القرب وقال أبو عبيد: ذكّر «قريب»، على تذكير المكان، أي: مكانا قريبا.
وقال الأخفش: الرحمة، هنا: المطر، فذكر على المعنى وقال: إنما ذكر على النسب أي: ذا قرب.
وقيل: إن القريب والبعيد، يصلحان للواحد والجماعة والمذكر والمؤنث، كما قال: (لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً) ٣٣: ٦٣، و (وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) ١١: ٨٢ أو للفرق بين النسب والمسافة، يقال: هذه قريبة فى النسب، وقريب منه فى المسافة.
٥٧- وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ...
«بشرا» : من قرأ بالنون، وفتح النون، جعله مصدرا فى موضع الحال ومن ضم النون والشين جعله جمع «نشور»، الذي يراد به فاعل كظهور: بمعنى ظاهر كأن الريح ناشرة للأرض أي: محيية لها، أو تأتى بالمطر.
ويجوز أن يكون جمع «نشور» بمعنى: مفعول، كركوب وحلوب، كأن الله أحياها لتأتى بالمطر.
وقيل: هو جمع «ناشر»، كقاتل وقتل.
وكذلك القول فى قراءة من ضم النون وأسكن الشين تخفيفا.
وقد قيل: إن من فتح النون وأسكن الشين، فعلى أنه مصدر بمنزلة: «كتاب الله» أعمل فيه معنى الكلام.
٥٨- وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ «إلا نكدا» : حال من المضمر فى «يخرج»، ويجوز نصبه على المصدر، على معنى: ذى نكد، وكذلك هو مصدر. على قراءة أبى جعفر، بفتح الكاف.
وقرأ طلحة بإسكان الكاف، تخفيفا كما يخفف «كتفا».
٥٩- لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ من رفع «غير» جعله نعتا ل «إله»، على الموضع، أو جعل «غير» بمعنى «إلا»، فأعربها بمثل إعراب ما يقع بعد «إلا» فى هذا الموضع، وهذا الرفع على البدل من «إله» على الموضع كما قال تعالى: (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ) ٣: ٦٢، فرفع على البدل من موضع «إله»، وكذلك: (لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ) ٣٧: ٣٥، «إلا الله»، بدل من «إله» على الموضع.
و «لكم» : الخبر، عن «إله».
ويجوز أن يضمر الخبر تقديره: ما لكم من إله غيره فى الوجود، أو فى العالم، ونحوه. والخفض فى «غير» على النعت على اللفظ، ولا يجوز على البدل على اللفظ، كما لا يجوز دخول «من»، لو حذفت البدل منه، لأنها لا تدخل فى الإيجاب.
٨٠- وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ «ولوطا» : تقديره: أي وأرسلنا لوطا.
وإن شئت نصبته على معنى: واذكر لوطا.
٨٩- قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّنا...
«إلّا أن يشاء الله» : أن، فى موضع نصب على الاستثناء المنقطع.
١٠٠- أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ...
«أن لو نشاء» : أن، فى موضع رفع فاعل «يهد».
وقرأ مجاهد: «نهد»، بالنون، ف «أن» على قراءته فى موضع نصب ب «نهد».
١٠٢- وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ «وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين» : إن، عند سيبويه: مخففة من الثقيلة، ولزمت اللام فى خبرها، عوضا من التشديد.
وقيل: لزمت اللام لتفرق بين «إن» المخففة من الثقيلة وبين «إن»، إذا كانت بمعنى «ما».
وقال الكوفيون: إن بمعنى: ما، واللام، بمعنى: إلا تقديره: وما وجدنا أكثرهم إلا فاسقين.
١٠٥- حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ «أن» : فى موضع نصب على حذف حرف الجر تقديره: بأن لا أو فى موضع رفع بالابتداء، وما قبله خبره.
١١٠- يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَماذا تَأْمُرُونَ «ما» : استفهام، فى موضع رفع بالابتداء، و «ذا» بمعنى: الذي، وهو خبر الابتداء، وثم «هاء» محذوفة من الصلة تقديره: فأى شىء الذي تأمرون به.
ويجوز أن يجعل «ما» و «ذا» اسما واحدا، فى موضع نصب ب «تأمرون»، ولا يضمر محذوفا.
١١٥- قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ «أن» : فى موضع نصب فيهما، عند الكوفيين، كأنه قال: إما أن تفعلوا الإلقاء كما قال:
قالوا الركوب فقلنا تلك عادتنا
فنصب «الركوب».
وأجاز بعض النحويين أن تكون «أن» فى موضع رفع، على معنى: إما هو الإلقاء.
١١٧- وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ «أن» : فى موضع نصب أي: بأن ألق.
«فإذا هى تلقف» : إذا، للمفاجأة، بمنزلة قولك: خرجت فإذا زيد قائم.
ويجوز نصب «قائم» على الحال، ف «إذا» خبر الابتداء، و «إذا» التي للمفاجأة، عند المبرد، ظرف مكان، فلذلك جاز أن يكون خبرا عن الجثث.
وقال غيره: هى ظرف زمان على حالها فى سائر الكلام، ولكن إذا قلت: خرجت فإذا زيد تقديره:
فإذا حدوث زيد، أو وجود زيد، أو نحوه من المصادر، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، كما تقول:
الليلة الهلال، ثم حذف على ذلك التقدير. وظروف الزمان تكون خبرا عن المصادر. ومثله، «فإذا هى بيضاء للناظرين» الآية: ١٠٨ ١٣٢- وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ «مهما» : حرف للشرط وأصله: ماما «ما» الأولى للشرط، والثانية تأكيدا، فاستثقل حرفان بلفظ واحد، فأبدلوا من ألف «ما» الأولى هاء.
وقيل هى: «مه» التي للزجر، دخلت على «ما» التي للشرط، وجعلتا كلمة واحدة.
وحكى ابن الأنبارى: مهمن يكرمنى أكرمه، وقال: الأصل: من من يكرمنى، «من» الثانية تأكيد بمنزلة «ما»، وأبدل من نون «من» الأولى هاء، كما أبدلوا من ألف «ما» الأولى فى «مهما» هاء، وذلك لمؤاخاة «ما» :«من» فى أشياء، وإن افترقا فى شىء واحد، فكره اجتماع لفظ «من» مرتين، كما كره ذلك فى «ما».
١٣٣- فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ «الطّوفان» : جمع: طوفانة وقيل: مصدر، كالنقصان.
«الجراد» : واحدته: جرادة، تقع للذكر والأنثى، ولا تفرق بينهما إلا أن تقول: رأيت جرادة، ذكرا أو أنثى.
«آيات مفصّلات» : نصب على الحال مما قبله.
١٣٧- وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ «التي باركنا فيها» : التي، فى موضع نصب على النعت للمشارق والمغارب و «مشارق» : مفعول ثان ل «أورثنا».
ويجوز أن يكون «التي» فى موضع خفض على النعت ل «الأرض».
ويجوز أن تكون «التي» نعتا لمفعول ثان ل «أورثنا» تقديره: وأورثنا الأرض التي باركنا فيها القوم الذين كانوا ويكون «مشارق» و «مغارب» ظرفين ل «الاستضعاف».
وفيه بعد، فهو لا يجوز إلا على حذف حرف الجر.
والهاء فى «فيها» تعود على المشارق والمغارب، أو على «الأرض»، أو على «التي» إذا جعلتها نعتا للأرض المحذوفة.
«ودمرنا ما كان يصنع فرعون» : فى «كان» اسمها يعود على «ما»، والجملة خبر «ما»، والهاء محذوفة من «يصنع» يعود على اسم «كان»، وهو ضمير «ما».
وقيل: «كان»، زائدة.
وأجاز بعض البصريين أن يكون «فرعون» اسم كان، يراد به التقديم، و «يصنع» الخبر، وهو بعيد وكذلك قيل فى قوله (وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا) ٧٢: ٤، إن «سفيهنا» : اسم «كان».
وأكثر البصريين لا يجيزه لأن الفعل الثاني أولى يرفع الاسم الذي بعده من الفعل الأول، ويلزم من أجاز هذا أن يجير: يقوم زيد، على الابتداء والخبر، والتقديم ولم يجزه أحد.
١٣٨- وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ...
«أصنام لهم» : لهم، فى موضع خفض، نعت ل «أصنام».
١٤١- وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ «يسومونكم» : فى موضع نصب على الحال من «آل فرعون».
«يقتّلون» : بدل من «يسومونكم»، أو حال من المضمر المرفوع فى «يسومونكم».
١٤٢- وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً...
«ثلاثين ليلة» : تقديره: تمام ثلاثين ليلة، أو انقضاء ثلاثين ولا يحسن نصب «ثلاثين» على الظرف للوعد لأن الوعد لم يكن فيها، فهى مفعول ثان ل «واعد»، على تقدير حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه.
«فتمّ ميقات ربّه أربعين ليلة» : أعاد ذكر «الأربعين» : للتأكيد وقال: ليعلم أن «العشر» ليال، وليست بساعات وقيل: ليعلم أن «الثلاثين» تمت لغير «العشر»، إذ يحتمل أن يكون «الثلاثين» إنما تمت ب «العشر»، فأعاد ذكر «الأربعين» ليعلم أن «العشر» غير «الثلاثين» وانتصب «الأربعين» على موضع الحال كله قال: فتم ميقات ربه معدودا، أو معدودا هذا القدر.
١٤٣- وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً...
«دكا» : من مده فعلى تقدير حذف مضاف أي: مثل أرض دكاء والأرض الدكاء، هى المستوية.
وقيل: مثل ناقة دكاء، وهى التي لا سنام لها مستوية الظهر فمعناه: جعله مستويا بالأرض لا ارتفاع له على الأرض، ولم ينصرف لأنه مثل «حمراء» فيه ألف التأنيث، وهو صفة، وذلك علتان.
ومن نونه لم يمده، جعله مصدر: «دكت الأرض دكا» أي: جعلها مستوية.
«صعقا» : حال من «موسى».
١٤٥- وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ «فخذها» : أصله: فأخذها، وأصل «خذ» : اؤخذ، لكن لم يستعمل الأصل وحذف تخفيفا لاجتماع الضمات والواو وحرف الحلق وقد قالوا: أؤمر، وأؤخذ، فاستعمل على الأصل ومنه قوله: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ) ٢٠: ١٣٢، ولو استعملت على التخفيف، لقال: ومر أهلك، وهو جائز فى الكلام.
١٤٨- وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً...
«من حليّهم» : أصله: حلويهم، جمع حلى، فعل على فعول، مثل: كعب وكعوب، ثم أدغمت الواو فى الياء بعد كسر ما قبلها، وهو اللام، ليصح سكون الياء، وبقيت الحاء على ضمتها، ومن كسرها أتبعها كسرة اللام.
١٥٠- وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ «ابن أمّ» : من فتح الميم جعل الاسمين اسما واحدا، كخمسة عشر.
وقيل: الأصل: ابن أما، ثم حذفت الألف وذلك بعيد، لأن الألف عوضا من ياء، وحذف الياء إنما يكون فى النداء، وليس «أم» بمنادى.
ومن كسر الميم أضاف «ابنا» إلى «أم»، وفتحة «ابن» فتحة الإعراب لأنه منادى مضاف.
١٥٤- وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ «وفى نسختها هدى» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من «الألواح».
«واختار موسى قومه سبعين» :«قومه»، و «سبعين» مفعولان ل «اختار»، و «قومه» انتصب على تقدير حذف حرف الجر أي: من قومه.
١٦٠- وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً...
«اثنتي عشرة أسباطا أمما» : أنث، على تقدير حذف «أمة» تقديره: اثنتي عشرة أمة و «أسباط» بدل من «اثنتي عشرة»، و «أمم» نعت ل «أسباط».
١٦٣- وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً...
«إذ يعدون» : العامل فى «إذ» :«رسل» وتقديره: سلهم عن وقت عدوهم فى السبت.
«شرّعا» : نصب على الحال من «الحيتان» وأفصح اللغات نصب الظرف مع السبت والجمعة فتقول:
اليوم السبت، واليوم الجمعة، فينصب اليوم على الظرف، ويرفع مع سائر الأيام فيقول: اليوم الأحد، واليوم الأربعاء لأنه لا معنى فعل فيها، والابتداء هو الخبر، فترفعهما.
١٦٤- وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ من نصب «معذرة» فعلى المصدر، ومن رفعه فعلى خبر الابتداء واختار سيبويه الرفع، لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا من أمر لزمهم اللوم عليه، ولكن قيل لهم: لم تعظون؟ فقالوا: موعظتنا معذرة.
١٦٥- فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ من قرأ «بيس» بالياء من غير همز، فأصله: بئس، على وزن «فعل»، ثم أسكن الهمزة التي هى حرف الحلق، إذ كان عينا، بعد أن كسر الياء لكسرة الهمزة على الإتباع، ثم أبدل من الهمزة ياء.
وقيل: إنه فعل ماض، منقول إلى التسمية، ثم وصف به، مثل ما روى عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه
فأما من قرأ بالهمزة على «فعيل» فإنه جعله مصدر «بئس»، حكى أبو زيد، بئس يبأس بئيسا والتقدير على هذا: بعذاب بئيس أي: ذى بؤس.
فأما من قرأه على «فيعل»، فإنه جعله صفة للعذاب، فهو بناء ملحق ب «جعفر».
وقد روى عن عاصم، كسر الهمزة على «فيعل»، وهو بعيد لأن هذا البناء يكون فى المعتل العين، كسيد، وميت.
١٧٠- وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ «إنا لا نضيع أجر المصلحين» : تقديره: منهم، ليعود على المبتدأ من خبره عائد، وهو «الذين يمسكون».
١٧١- وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ...
«كأنه ظلة» : الجملة فى موضع نصب على الحال.
وقيل: الجملة فى موضع رفع على خبر ابتداء محذوف تقديره: هو كأنه ظلة.
و «إذ» : فى موضع نصب ب «اذكر» مضمرة، ومثله: «وإذ أخذ ربك» الآية: ١٧٣ ١٧٣- وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ «من ظهورهم» : بدل من «بنى آدم»، بإعادة الخافض، وهو بدل بعض من كل.
«أن تقولوا» : أن، فى موضع نصب، مفعول من أجله.
١٧٧- ساءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ فى «ساء» : ضمير فاعل، و «مثلا» : تفسير، و «القوم» : رفع بالابتداء، وما قبلهم خبرهم، ورفع على إضمار مبتدأ تقديره: ساء المثل مثلا هم القوم الذين مثل: نعم رجلا زيد.
١٨٦- مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ «ويذرهم» : من رفعه قطعه مما قبله ومن جزمه عطفه على موضع الفاء فى قوله «فلا هادى له»، لأنها فى موضع جزم، إذ هو جواب الشرط.
١٨٧- يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً...
«أيان مرساها» : مرسى، فى موضع رفع على الابتداء و «أيان» خبر الابتداء، وهو ظرف مبنى على الفتح وإنما بنى لأن فيه معنى الاستفهام.
«إلا بغتة» : نصب على أنها مصدر فى موضع الحال.
١٨٨- قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ...
«إلا ما شاء الله» : ما فى موضع نصب، على الاستثناء المنقطع.
١٨٩- هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ «آتيتنا صالحا» : صالحا، نعت لمصدر محذوف، تقديره: إتيانا صالحا.
١٩٠- فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ «شركاء» أي: ذا شرك أو ذوى شرك، فهو راجع إلى قراءة من قرأ «شركاء»، جمع شريك، ولو لم يقدر الحذف فيه لم يكن ذما لهما لأنه يصير المعنى: أنهما جعلا لله نصيبا فيما أتاهما من مال وزرع وغيره، وهذا مدح فإن لم يقدر حذف مضاف فى آخر الكلام قدرته فى أول الكلام، لا بد من أحد هذين الوجهين فى قراءة من قرأ «شركاء»، فإن لم يقدر حذفا انقلب المعنى وصار الذم مدحا.
١٩٤- إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
وسيبويه يختار فى «أن» المخففة التي بمعنى «ما» رفع الخبر، لأنها أضعف من «ما».
والمبرد يجريها مجرى «ما».
٢٠١- إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ «طائف» : من قرأه «طيف»، على «فعل». جعله مصدر: طاف يطيف.
وقيل: هو مخفف من «طيّف»، كميت ٢٠٥- وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ «تضرعا» : مصدر وقيل: هو فى موضع الحال.
«الآصال» : جمع: أصل وأصل: جمع أصيل.
وقيل: الآصال: جمع أصيل، وهو العشى وقرىء بكسر الهمزة، جعل مصدر «أصلنا» أي: دخلنا فى العشى.
- ٨- سورة الأنفال
١- يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ «ذات بينكم» : أصل «ذات»، عند البصريين: ذوات، فقلبت الواو ألفا، وحذفت لسكونها وسكون الألف بعدها، فبقى: ذات، ودل على ذلك قوله تعالى: (ذَواتا أَفْنانٍ) ٥٥: ٤٨، فرجعت الواو إلى أصلها.
وكل العلماء والقراء وقف على «ذات» بالتاء، إلا أبا حاتم، فإنه أجاز الوقف عليها بالهاء.
وقال قطرب: الوقف على «ذات» بالهاء حيث وقعت لأنها هاء تأنيث.
٥- كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ الكاف فى «كما» : فى موضع نصب، نعت لمصدر «يجادلونك» أي: جدالا كما.
وقيل: وهو نعت لمصدر دل عليه معنى الكلام تقديره: قل الأنفال ثابتة لله وللرسول ثبوتا كما أخرجك.
وقيل: هى نعت ل «حق» أي: هم المؤمنون حقا كما.
وقيل: الكاف، بمعنى الواو للقسم أي: وإن الأنفال لله والرسول والذي أخرجك.
وقيل: الكاف، فى موضع رفع التقدير: كما أخرجك ربك من بيتك بالحق بقوة الله، فهو ابتداء وخبره.
ويجوز أن يكون فى موضع رفع، نعتا ل «رزق» الآية: ٤، فيكون نعتا بعد نعت أي: رزق يماثل الإخراج.
ويجوز أن يكون فى موضع رفع خبر مبتدأ محذوف أي: ذلك.
كما يجوز أن يكون فى موضع نصب متعلق بفعل أمر أي: امض كما أخرجك، كما تقول: افعل كما أمرك.
واخرج كما أخرجك وإلى هذا أشار قطرب.
ويجوز أن يكون أمر ﷺ بإمضاء قسمة أمر الغنائم على كره من السائلين المساكين، كما أمر بإمضاء الخروج للقتال على كره من مفارقة بيوتهم، وإلى هذا المعنى أشار الفراء، فتكون الكاف فى موضع نصب على الحال أي: كرها كما أخرجت على كره من فريق.
وأما القسم، الذي ذكر، فهو قول أبى عبيدة لأن الناس يقولون: كما تصدقت على بالعافية لأتوبن، لأفعلن، ونحوه، فخرج القسم، وهو غريب.
فهذه تسعة أوجه.
«وإذ يعدكم الله» : فى موضع نصب بفعل مضمر تقديره: واذكر يا محمد إذ يعدكم.
«أنّها لكم» : أن، بدل من إحدى، وهو بدل الاشتمال و «إحدى»، مفعول ثان ل «يعد»، وتقديره: وإذ يعدكم الله ملك إحدى الطائفتين وإنما قدرت حذف مضاف لأن الوعد لا يقع على الأعيان، وإنما يقع على الأحداث.
٩- إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ روى عن عاصم أنه قرأ: آلف، جعله جمع «ألف»، جمع فعلا، على أفعل، كفلس، وأفلس. وتصديق هذه القراءة قوله «بِخَمْسَةِ آلافٍ» ٣: ١٢٥، فآلاف جمع «ألف»، لما دون العشرة، فهى واقعة على خمسة آلاف المذكورة فى آل عمران.
«مردفين» : من فتح الدال جعله حالا من الكاف والميم فى «ممدكم»، أو نعت ل «ألف» تقديره:
متبعين بألف والهاء فى «جعله» تعود على «الألف» لأنه مذكر.
وقيل: تعود على «الإرداف» ودل عليه قوله «مردفين».
وقيل: تعود على الإمداد، ودل عليه قوله «ممدكم».
وقيل: تعود على قبول الدعاء ودل عليه قوله «فاستجاب لكم».
وكذلك الهاء فى «به» يحتمل الوجوه كلها، ويحتمل أن يعود على «البشرى» لأنها بمعنى الاستبشار.
ومن كسر الدال فى «مردفين» جعله صفة ل «ألف» معناه: أردفوا بعدد آخر خلفهم، والمفعول محذوف، وهو «عدد».
وقيل: معنى الصفة أنهم جاءوا بعد اليأس أردفوهم بعد استعانتهم.
حكى أبو عبيد: ردفنى، وأردفنى، بمعنى: تبعني، وأكثر النحويين على أن «أردفه» : حمله خلفه، و «ردفه» : تبعه، وحكاه النحاس عن أبى عبيد أيضا، فلا يحسن على هذا أن يكون صفة للملائكة، إذ لا يعلم من صفتهم أنهم حملوا خلفهم أحدا من الناس.
«أمنة» : مفعول من أجله.
١٢- إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ «فوق الأعناق» أي: الرءوس، و «فوق»، عند الأخفش: زائدة، والمعنى: اضربوا الأعناق قال المبرد: «فوق» : يدل على إباحة ضرب وجوههم لأنها فوق الأعناق.
«كلّ بنان» : يعنى: الأصابع وغيرها من الأعضاء.
١٣-لِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ
«ذلك بأنّهم» : ذلك، فى موضع رفع على الابتداء أو على أنه خبر ابتداء تقديره: الأمر ذلك أو: ذلك الأمر.
«ومن يشاقق الله» : من، شرط فى موضع رفع بالابتداء، والخبر: «فإن الله شديد العقاب».
١٤- ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ «أن» : فى موضع رفع، عطف على «ذلكم»، و «ذلكم» فى موضع رفع، مثل «ذلك» المتقدم، الآية: ١٣ وقال الفراء: «وأن للكافرين» : فى موضع نصب، على تقدير حذف حرف الجر، أي: وبأن للكافرين.
ويجوز أن يضمر: واعلم أن.
والهاء فى «فذوقوه» ترجع إلى «ذلكم»، وذلكم: إشارة إلى القتل يوم بدر.
١٥- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ «زحفا» : مصدر، فى موضع الحال.
١٦- وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ «متحرّفا، أو متحيزا» : نصب على الحال من المضمر المرفوع فى «يولهم».
وقيل: على الرمي.
١٨- ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ «وأنّ الله» : أن، فى موضع نصب، على تقدير: ولأن الله.
ويجوز الكسر على الاستئناف.
٢٠- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ «وأنتم تسمعون» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر فى «تولوا»، ومثله: «وهم معرضون» الآية: ٢٣ ٢٧- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ «وتخونوا» : جزم على العطف على «لا تخونوا».
وإن شئت كان نصبا على جواب النهى بالواو.
٣٢- وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ «هو» : فاصلة، تؤذن أن الخبر معرفة، أو قارب المعرفة.
وقيل: دخلت لتؤذن أن «كان» ليست بمعنى: وقع وحدث وأن الخبر منتظر.
وقيل: دخلت لتؤذن أن ما بعدها خبر، وليس بنعت لما قبلها.
وقال: الأخفش: «هو» : زائدة، كما زيدت «ما».
وقال الكوفيون: «هو» : عماد.
٣٤- وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ...
«لا يعذّبهم» :«أن»، فى موضع نصب تقديره: من أن لا يعذبهم.
«وهم يصدّون»، ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر المنصوب فى «يعذبهم الله».
٣٥- وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً...
«المكاء» : الصفير، وهو مصدر كالدعاء، والهمزة بدل من واو، لقولهم: مكا يمكو، إذا نفخ.
وقرأ الأعمش «وما كان صلاتهم» بالنصب، و «إلا مكاء وتصدية»، بالرفع، وهذا لا يجوز إلا فى شعر عند ضرورة، لأن اسم «كان» هو المعرفة وخبرها هو النكرة، فى أصول الكلام والنظر والمعنى.
«وتصدية» : من صد يصد، إذا ضج، وأصله: تصدد، فأبدلوا من إحدى الدالين ياء، ومعناه:
ضجا بالتصفيق.
وقيل: هو من: صد يصد، إذا منع.
وقيل: هو من «الصدى» : المعارض لصوتك من جبل أو هواء فكان المصفق يعارض بتصفيقه من يريد فى صلاته، فالياء أصلية على هذا.
٤١- وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ...
«أنّما غنمتم» : ما، بمعنى، الذين، والهاء، محذوفة من الصلة تقديره: غنمتموه والخبر «فأن لله خمسه». وعلة فتح «أن» فى هذا أنها خبر ابتداء محذوف تقديره: فحكمه أن لله خمسه.
وقيل: «أن» : مؤكد للأولى، وهذا لا يجوز، لأن «أن» الأولى تبقى بغير خبر، ولأن الفاء تحول بين المؤكد وتأكيده، ولا يحسن زيادتها فى مثل هذا الموضع.
٤٢- إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ «أسفل» : نعت لظرف محذوف تقديره: والركب مكانا أسفل.
وأجاز الأخفش والفراء، والكسائي «أسفل»، بالرفع، على تقدير محذوف من أول الكلام تقديره:
وموضع الركب أسفل منكم.
فأما من أدعم فللفرق بين ما تلزم لامه الحركة كالماضى، وما تلزم لامه حركة تتنقل، كالمستقبل فى قوله (وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى) ٢٢: ٦، هذا لا يجوز إدغامه، فأدغم الماضي لاجتماع المثلين، وحسن الإدغام للزوم الحركة «لامه».
وقد انفرد الفراء بجواز الإدغام فى المستقبل، ولم يجزه غيره.
٤٣- إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا...
«إذ يريكهم» : العامل فى «إذ» : فعل مضمر تقديره: واذكر يا محمد إذ يريكهم.
٤٤- وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا...
«وإذ يريكموهم» : عطف على «إذ» الأولى، ورجعت الواو مع ميم الجمع مع المضمر لأن المضمر يرد المحذوفات إلى أصولها.
وأجاز يونس حذف الواو مع المضمر، أجاز «يريكهم»، بإسكان الميم وبضمها من غير واو والإثبات أحسن وأفصح، وبه أتى القرآن.
٤٧- وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ...
«بطرا» : مصدر فى موضع الحال والبطر: أن يتقوى بنعم الله على المعاصي.
٤٨- وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ «جار» : تجمع على: أجوار، فى القليل، وجيران، فى الكثير، وعلى: جيرة.
٥٠- وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ «يضربون» : فى موضع نصب على الحال من «الملائكة» ولو جعلته حالا من «الذين كفروا» لجاز.
ولو كان فى موضع «يضربون» : ضاربين، لم يجز، حتى يظهر الضمير لأن اسم الفاعل إذا جرى صفة أو حالا أو خبرا أو عطف على غير ما هو له، لم يجز أن يستتر فيه ضمير فاعله، ولا بد من إظهاره لو قلت: رأيت معه امرأة ضاربها غدا والساعة، فرفعت «ضاربها» على النعت للمرأة، لم يجز حتى تقول: ضاربها هو لأن الفعل ليس لها، فإن نصبت على النعت ل «رجل» جاز ولم تحتج إلى إظهار الضمير لأن الفعل له، فإن كان فى موضع «ضاربها» : يضربها، جاز على الوجهين.
وإن شئت: فى موضع نصب على حذف الخافض تقديره: وبأن الله.
وإن شئت: فى موضع رفع عطف على «ذلك»، أو على: إضمار «ذلك».
٥٢- كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ «آل فرعون» : الكاف ف «كدأب»، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: فعلنا بهم ذلك فعلا مثل عادتنا فى آل فرعون إذ كفروا. والدأب: العادة، ومثله الثاني (الآية: ٥٤)، إلا أن الأول للعادة، فى التعذيب، والثاني للعادة فى التغيير وتقدير الثاني: غيرنا بهم لما غيروا تغييرا مثل عادتنا فى آل فرعون لما كذبوا.
٥٨- وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ «فانبذ إليهم» : المفعول محذوف تقديره: فانبذ إليهم العهد وقاتلهم على إعلامك لهم.
وفى صدر الآية حذف آخر تقديره: وإما تخافن من قوم، بينك وبينهم عهد، خيانة فانبذ إليهم ذلك العهد أي: رده عليهم إذا خفت نقضهم العهد، وقاتلهم على إعلام منك لهم، وهذا من لطيف معجز القرآن واختصاره، إذ قد جمع المعاني الكثيرة الأوامر والأخبار فى اللفظ اليسير.
٥٩- وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ «يحسبنّ» : من قرأه بالتاء جعله خطابا للنبى- صلى الله عليه وسلم- لتقدم مخاطبته فى صدر الكلام و «الذين» مفعول أول، و «سبقوا» فى موضع المفعول الثاني.
ومن قرأه بالياء جعله للكفار، ففيه ضميرهم، لتقدم ذكرهم فى قوله: (الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) الآية: ٥٥، وفى قوله (ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ) الآية: ٥٦، و (لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) الآية: ٥٧
وقيل: «أن» مضمرة مع «سبقوا»، فسدت مسد المفعولين، كما سدت فى قوله: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا) الآية ٢٩: ٢ تقديره: ولا يحسبن الذين كفروا أن سبقوا.
قال سيبويه فى قوله: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ) الآية ٢٩: ٦٤ أن تقديره: أن أعبد، ثم حذفت «أن» فرفع الفعل.
وقيل: الفاعل، فى قراءة من قرأ بالياء، هو النبي- عليه السلام- فيكون مثل قراءة التاء، و «الذين كفروا» و «سبقوا» : مفعولا «حسب».
وقيل: فاعل «حسب» مضمر فيه تقديره: ولا يحسبن من خلفهم الذين كفروا سبقوا، ف «الذين كفروا» و «سبقوا» : مفعولا «حسب».
ومن فتح «أنهم لا يعجزون» جعل الكلام متعلقا بما قبله تقديره: سبقوا لأنهم، ف «أن» فى موضع نصب بحذف حرف الجر معناه: ولا تحسبن الذين كفروا فاتوا الله لأنهم لا يفوتون الله.
ومن كسر «إن» فعلى الابتداء والقطع.
٦٠- وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ...
«به» : الهاء، تعود على «ما».
وقيل: على «الرباط».
وقيل: على الإعداد.
«والقوة» : هى الرمي، وقيل: هى الحصون، وقيل: ركوب الخيل.
و «رباط الخيل» ب: الإناث.
«وآخرين من دونهم» : منصوب: على «عدو الله».
٦٤- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ «من» : فى موضع نصب على العطف، على معنى الكاف فى «حسبك» لأنها فى التأويل فى موضع نصب لأن معنى «حسبك الله» : يكفيك الله، فعطفت «من» على المعنى.
ومن اتبعك من المؤمنين كذلك.
وقيل: فى موضع رفع عطف على «حسب» : لقبح عطفه على اسم الله، لما جاء من الكراهة فى قول المرء:
ما شاء الله وشئت، ولو كان ب «الفاء» و «ثم» لحسن العطف على اسم الله- جل ذكره.
٦٨- لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ «كتاب» : رفع بالابتداء، والخبر المحذوف تقديره: لولا كتاب من الله تدارككم، وهو ما تقدم فى اللوح المحفوظ من إباحة الغنائم لهذه الأمة.
وقيل: هو ما سبق أن الله لا يعذب إلا بعد إنذار.
وقيل: هو ما سبق أن الله يغفر الصغائر لمن اجتنب الكبائر.
وقيل: هو ما سبق أن الله يغفر لأهل بدر ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر «لمسّكم» : جواب «لولا».
٦٩- فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «حلالا طيّبا» : حال من المضمر فى «فكلوا مما».
٧١- وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ «خيانة» : تجمع على: خياين، وأصل «الياء» الأولى: الواو لأنه من: خان يخون، إلا أنهم فرقوا بالياء بينه وبين جمع: خائنة وخوائن.
٧٢- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ، بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا...
«من ولايتهم» : من فتح الواو، جعله مصدر «الولي» يقال: هو الولي، ومولى بين الولاية، بالفتح.
ومن كسر الواو، جعله مصدر ل «وال»، يقال: هو وال بين الولاية.
وقد قيل: هما لغتان فى مصدر «الولي».
- ٩- سورة التوبة
١- بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ «براءة» : مصدر مرفوع بالابتداء، و «من الله» : نعت، ولذلك حسن الابتداء بالنكرة.
ولك أن ترفع «براءة» على إضمار مبتدأ أي: هذه براءة.
«من الله» : فتحت النون لالتقاء الساكنين، وكان الفتح أولى بها لكثرة الاستعمال، ولئلا تجتمع كسرتان.
وبعض العرب يكسر على القياس.
٣- وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ...
«وأذان» : عطف على «براءة»، وخبره: «إلى الناس»، فهو عطف جملة على جملة.
وقيل: خبر الابتداء: «أن الله برىء»، على تقدير: لأن الله.
«من الله» : نعت ل «أذان»، ولذلك حسن الابتداء، بالنكرة، ومعنى «أذان من الله» : إعلام من الله.
«يوم الحج» : العامل فيه الصفة، لا «أذان».
وقيل: العامل فيه «مخزى» الآية: ٢، ولا يحسن أن يعمل فيه «أذان» لأنك قد وصفته فخرج عن حكم الفعل.
«ورسوله» : ارتفع على الابتداء، والخبر محذوف أي: ورسوله برىء أيضا من المشركين، فحذف لدلالة الأول عليه.
وقد أجاز قوم رفعه على العطف على موضع اسم الله قبل دخول «أن»، وقالوا: «الأذان» بمعنى: القول، فكأنه لم يغير معنى الكلام بدخوله.
ومنع ذلك جماعة، لأن «أن» المفتوحة قد غيرت معنى الابتداء، إذ هى وما بعدها مصدر، فليست كالمكسورة التي لا تدل على غير التأكيد، فلا يغير معنى الابتداء دخولها.
فأما عطف «ورسوله» على المضمر المرفوع فى «برىء»، فهو قبيح عند كثير من النحويين حتى تؤكده، لأن المجرور يقوم مقام التأكيد، فعطفه على المضمر المرفوع فى «برىء» حسن جيد. وقد أتى العطف على المضمر المرفوع فى القرآن من غير تأكيد، ولا ما يقوم مقام التأكيد قال الله جل ذكره: (ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا) ٦: ١٤٨، فعطف «الآباء» على المضمر المرفوع، ولا حجة فى دخول «لا» لأنها إنما دخلت بعد واو العطف.
والذي يقوم مقامه التأكيد، إنما يأتى قبل واو العطف فى موضع التأكيد، والتأكيد لو أتى به لم يكن إلا قبل واو العطف، نحو قوله: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ) ٥: ٢٧، ولكن جاز ذلك، لأن الكلام قد طال بدخول «لا»، فقام الطول مقام التأكيد.
وقرأ موسى بن عمر: «ورسوله»، بالنصب، عطفا على اللفظ.
٥- فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ...
«كلّ مرصد» : تقديره: على كل، فلما حذف «على» نصب.
وقيل: هو ظرف ٦- وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ...
«وإن أحد» : ارتفع «أحد» بفعله، تقديره وإن استجارك أحد لأن «إن» من حروف الجزاء، فهى بالفعل أن يليها أولى.
«كيف وإن يظهروا» : المستفهم عنه محذوف تقديره: كيف لا تقتلونهم؟.
وقيل: التقدير: كيف يكون لهم عهد.
١٢-... فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ وزن «أئمة» : أفعلة جمع: إمام فأصلها: أأممة، ثم ألقيت حركة الميم الأولى على الهمزة الساكنة.
وأدغمت فى الميم الثانية، وأبدل من الهمزة المكسورة ياء مكسورة.
١٣- أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ «فالله أحق أن تخشوه» : مبتدأ، و «أن تخشوه» : ابتداء ثان، و «أحق» : خبر، والجملة خبر الأول.
ويجوز أن يكون «الله» : مبتدأ، و «أحق» : خبره، و «أن» : فى موضع نصب على حرف الجر، ومثله:
«أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ» ٩: ٦٢ و «أحق»، فى الموضعين: أفعل، معها تقدير حذف به يتم الكلام، تقديره: «فالله أحق من عبده بالخشية» إن قدرت حرف الجر.
وإن جعلت «إن» بدلا، أو ابتداء ثانيا فالتقدير: فخشية الله أحق من خشية غيره.
وكذلك تقدير: «أحق أن يرضوه».
١٦- أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ...
«أن تتركوا» : أن، فى موضع نصب ب «حسب»، ويسد مسد المفعولين، ب «حسب»، عند سيبويه.
وقال المبرد: هى مفعول أول، والمفعول الثاني محذوف.
١٩- أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ...
فى هذا الكلام حذف مضاف من أوله، أو من آخره تقديره، إن كان الحذف من أوله: أجعلتم أصحاب سقاية الحاج وأصحاب عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله؟
وإن قدرت الحذف من آخره، كان تقديره: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كإيمان من آمن بالله؟
وإنما احتيج إلى هذا ليكون المبتدأ هو الخبر فى المعنى، وبه يصح الكلام والفائدة.
وقيل: هى ترجع على الرحمة، وقيل: هى ترجع إلى البشرى، ودل على ذلك قوله «يبشرهم».
٢٥- لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ «ويوم حنين» : نصب «يوما» على العطف على موضع فى «مواطن» تقديره: ونصركم يوم حنين.
«ثمّ ولّيتم مدبرين» : نصب «مدبرين» على الحال المؤكدة، ولا يجوز أن يكون على الحال المطلقة لأن قوله «ثم وليتم» يدل على الابتداء، والحال مؤكدة لما دل عليه صدر الكلام، بمنزلة قوله تعالى «وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً» ٢: ٩١، وقوله «وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً» ٦: ١٥٣ ٣٠- وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ...
من نون «عزيرا» رفعه بالابتداء، و «ابن» : خبره، ويحسن حذف التنوين على هذا من «عزير» لالتقاء الساكنين، ولا تحذف ألف «ابن» من الخط، وتسكن النون لالتقاء الساكنين.
ومن لم ينون «عزيرا» جعله أيضا مبتدأ، و «ابن» : صفة له، فيحذف التنوين على هذا استخفافا ولالتقاء الساكنين، ولأن الصفة والموصوف كاسم واحد، وتحذف ألف «ابن» من الخط، والخبر مضمر تقديره:
عزير بن الله صاحبنا، أو نبينا أو يكون هذا المضمر هو المبتدأ، «وعزير» : خبره.
ويجوز أن يكون «عزير» مبتدأ، و «ابن» : خبره، ويحذف التنوين لالتقاء الساكنين، إذ هو شبيه بحروف المد واللين، فثبتت ألف «ابن» فى الخط، إذ جعلته خبرا.
وأجاز أبو حاتم أن يكون «عزيرا» اسما أعجميا لا ينصرف، وهو بعيد مردود لأنه لو كان أعجميا لانصرف، لأنه على ثلاثة أحرف، وياء التصغير لا يعتد بها، ولأنه عند كل النحويين «عزير» مشتق من قوله «وَتُعَزِّرُوهُ» ٤٨: ٩ ٣٢- يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ «إلا أن يتم» : إنما دخلت «إلا» لأن «يأبى» فيه معنى المنع، والمنع من باب النفي، فدخلت «إلا»
٣٤- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ «ولا ينفقونها» : الهاء، تعود على «الكنوز»، ودل عليه قوله «يكنزون».
وقيل: تعود على «الأموال» لأن الذهب والفضة: أموال.
وقيل: تعود على «الفضة»، وحذف ما يعود على الذهب لدلالة الثاني عليه.
وقيل: تعود على «الذهب» لأنه يؤنث ويذكر.
وقيل: تعود على «النفقة» ودل على ذلك «ينفقون».
وقيل: إنها تعود على الذهب والفضة، بمعنى: «ولا ينفقونهما»، ولكن اكتفى برجوعها على «الفضة» من رجوعها على «الذهب» كما تقول العرب: أخوك وأبوك رأيته يريدون: رأيتهما.
والهاء ان فى قوله: «عليها»، و «بها» : تحتمل كل واحدة منهما الوجوه التي فى الهاء فى «ينفقونها» المذكورة.
٣٦- إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ «كافة» : مصدر فى موضع الحال، بمنزلة قولك: عافاك الله عافية، ورأيتهم عامة وخاصة.
«كتاب» : مصدر عامل فى «يوم»، ولا يجوز أن يكون «كتاب» هنا، يعنى به الذكر ولا غيره من الكتب، لأنه يمتنع حينئذ أن يعمل فى «يوم» لأن الأسماء التي تدل على الأعيان لا تعمل فى الظروف إذ ليس فيها من معنى الفعل شىء، فأما «فى» فهى متعلقة بمحذوف هو صفة ل «اثنى عشر»، الذي هو خبر، كأنه قال: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا مثبتة فى كتاب الله يوم خلق ولا يحسن أن يتعلق «فى» ب «عدة»، لأنك تفرق بين الصلة والموصول بالخبر، وهو: اثنا عشر.
وقيل: هو حال من مضمر محذوف تقديره: فخرج ثانى اثنين، والهاء فى «عليه» : تعود على أبى بكر رضى الله عنه لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- قد علم أنه لا يضره شىء، إذ كان خروجه بأمر الله- عز وجل- له.
وأما قوله «فأنزل الله سكينته على رسوله»، والسكينة على الرسل نزلت يوم حنين، لأنه خاف على المسلمين ولم يخف على نفسه، فنزلت عليه السكينة من أجل المؤمنين، لا من أجل خوفه على نفسه.
«وكلمة الله هى العليا» : كل القراء على رفع «كلمة» على الابتداء، وهو وجه الكلام.
وقد قرأ الحسن ويعقوب الحضرمي بالنصب فى «كلمة» الثانية ب «جعل»، وفيه بعد من المعنى ومن الإعراب.
أما المعنى: فإن «كلمة الله» لم تزل عالية، فبعد نصبها ب «جعل»، لما فى هذا من أنها صارت عليا وحدث ذلك فيها، ولا يلزم ذلك فى «كلمة الذين كفروا» لأنها لم تزل مجعولة كذلك سفلى بكفرهم.
وأما امتناعه من الإعراب، فإنه يلزم ألا يظهر الاسم، وأن يقال: وكلمته هى العليا، وإنما جاز إظهار الاسم فى مثل هذا فى الشعر وقد أجازه قوم فى الشعر وغيره، وفيه نظر، لقوله تعالى: (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) ٩٩: ٢ ٤١- انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ...
«خفافا وثقالا» : نصب على الحال من الضمير فى «انفروا» أي: انفروا رجالا وركبانا.
وقيل: معناه: شبابا وشيوخا.
٤٤- لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا...
«أن يجاهدوا» : أن، فى موضع نصب على حذف «فى» أي: فى أن يجاهدوا.
٤٧- لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ «يبغونكم» : فى موضع الحال من المضمر فى «ولأوضعوا»، و «خلالكم» : نصب على الظرف.
٥١- قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ «إلا ما كتب» : ما، فى موضع رفع ب «يصيبنا».
٥٣- قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ «طوعا أو كرها» : مصدران فى موضع الحال أي: طائعين أو كارهين.
٥٤- وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ...
«أن تقبل» : أن، فى موضع نصب، و «أن» فى قوله «أنهم» فى موضع رفع ب «منع» لأنها فاعلة.
٦١- وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ «قل أذن خير لكم» أي: هو مستمع ما يجب استماعه وقابل ما يجب قبوله. والمراد «بالأذن» : هو جملة صاحب الأذن، وهو النبي عليه السلام أي: هو مستمع خير وصلاح، لا مستمع شر وفساد.
«ورحمة» : من رفع عطفها على «أذن» أي: هو مستمع خير، وهو رحمة للذين آمنوا، فجعل النبي هو الرحمة، لكثرة وقوعها به وعلى يديه.
وقيل: تقديره: هو ذو رحمة.
وقد قرأ حمزة بالخفض فى «رحمة»، عطفها على «خير» أي: هو إذن رحمة أي: مستمع رحمة، فكما أضاف «أذنا» إلى «الخير» أضافه إلى الرحمة لأن الرحمة من الخير، والخير من الرحمة.
ولا يحسن عطف «رحمة» على «المؤمنين» لأن اللام فى «المؤمنين» زائدة وتقديره: ويؤمن للمؤمنين أي: يصدقهم.
ولا يحسن أن يصدق الرحمة إلا أن يجعل «الرحمة» هنا: القرآن، فيجوز عطفها على «المؤمنين» وتنقطع مما قبلها.
٦٢- يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ مذهب سيبويه أن الجملة الأولى حذفت لدلالة الثانية عليها تقديره عنده: والله أحق أن يرضوه ورسوله أحق أن يرضوه فحذف «أن يرضوه» الأول، لدلالة الثاني عليه، فالهاء على قوله فى «يرضوه» تعود على الرسول عليه السلام.
وقال المبرد: لا حذف فى الكلام، ولكن فيه تقديم وتأخير تقديره عنده: أحق أن يرضوه ورسوله فالهاء، فى «يرضوه»، على قول المبرد، تعود على الله جل ذكره.
وقال الفراء: المعنى: ورسوله أحق أن يرضوه و «الله» : افتتاح كلام.
ويلزم المبرد من قوله أن يجوز: ما شاء الله وشئت، بالواو، لأنه يجعل الكلام جملة واحدة. ولا يلزم سيبويه ذلك لأنه يجعل الكلام جملتين فقول سيبويه هو المختار فى الآية. و «الله» مبتدأ، و «أن يرضوه» : بدل، و «أحق» : الخبر.
وإن شئت كان «الله» : مبتدأ، و «أن يرضوه» : ابتداء ثان، و «أحق» : خبره، والجملة: خبر الأول.
ومثله (فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ) الآية: ١٣، وقد مضى شرحه بأبين من هذا.
٦٣- أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ «فأنّ له نار جهنم» : مذهب سيبويه أن «أن» مبدلة من الأولى، فى موضع نصب ب «تعلموا».
وقال الجرمي، والمبرد: هى مؤكدة للأولى، فى موضع نصب ب «تعلموا».
والفاء: زائدة، على هذين القولين.
ويلزم فى القولين، جواز البدل والتأكيد قبل تمام المؤكد، فالقولان عند أهل النظر ناقصان لأن «أن» من قوله: «ألم يعلموا أنه» يتم الكلام قبل الفاء، فكيف يبدل منها ويؤكد قبل تمامها وتمامها هو الشرط وجوابه، لأن الشرط وجوابه خبر «أن»، ولا يتم إلا بخبرها.
وقال على بن سليمان: «أن» : خبر ابتداء محذوف تقديره: فالواجب أن له نار جهنم.
فالفاء فى هذين القولين: جواب الشرط، والجملة خبر «أن».
وقال غيرهما: إن «أن» من ف «أن» مرفوعة بالاستقرار، على إضمار مجرور بين الفاء و «أن» تقديره:
فله أن نار جهنم وهو قول الفارسي واختياره.
٦٤- يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ...
«أن تنزّل» : أن، فى موضع نصب، على حذف حرف الجر، تقديره: «من أن تنزل».
ويجوز على قياس قول الخليل وسيبويه، أن يكون فى موضع خفض على زيادة «من» لأن حرف الجر قد كثر حذفه مع «أن» فعمل مضمرا، ولا يجوز ذلك عندهما مع غير «أن»، لكثرة حذفه مع «أن» خاصة ٦٩- كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوالًا وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ...
«كالذين من قبلكم» : الكاف، فى موضع نصب نعت لمصدر محذوف، تقديره: وعدا كما وعد الذين من قبلكم.
«كما استمتع» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف، تقديره: استمتاعا كاستمتاع الذين من قبلكم.
٧٩- الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ...
«والذين لا يجدون» : الذين، فى موضع خفض، عطف على «المؤمنين»، ولا يجوز عطفه على «المطوعين»، لأنه لم يتم اسما بعد، لأن «يسخرون» عطف على «يلمزون».
٨١- فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ...
«خلاف رسول الله» : مفعول من أجله.
وقيل: هو مصدر.
٨٧- رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ «الخوالف» : النساء، واحدتها: خالفة، ولا يجمع «فاعل» على، فواعل، إلا فى شعر، أو قليل من
٩٤- يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ...
«نبأ» : بمعنى: أعلم، وأصله أن يتعدى إلى ثلاثة مفعولين، ويجوز أن يقتصر على واحد ولا يقتصر به على اثنين دون الثالث وكذلك لا يجوز أن تقدر زيادة «من» فى قوله «أخباركم» لأنك لو قدرت زيادتها لصار «نبأ» قد تعدى إلى مفعولين دون ثالث، وذلك لا يجوز، فإنما تعدى إلى مفعول واحد، وهو تام تعدى بحرف جر، ولو أضمرت مفعولا ثالثا لحسن تقدير زيادة «من» على مذهب الأخفش، لأنه قد أجاز زيادة «من» فى الواجب، ويكون التقدير: قد نبأنا الله أخباركم مشروحة.
٩٨- وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ من فتح السين فى «دائرة السوء»، فمعناه: الفساد، ومن ضمها فمعناه: الهزيمة والبلاء والضرر والمكروه.
والدوائر: هو ما يحيط بالإنسان حتى لا يكون له منه مخلص، وأضيفت إلى «السوء» على وجه التأكيد والبيان، بمنزلة قولهم: شمس النهار، ولو لم يذكر ت النهار» لعلم المعنى، كذا لو لم يذكر «السوة» لعلم المعنى بلفظ «الدائرة» فقط.
١٠١- وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ...
«مردوا» : نعت لمبتدأ محذوف تقديره: ومن أهل المدينة قوم مردوا، والمجرور خبر الابتداء، و «لا تعلهم» : نعت أيضا للمحذوف.
١٠٣- خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها...
«تطهّرهم وتزكيهم» : حال من المضمر فى «خذ»، وهو النبي- صلّى الله عليه وسلّم- والتاء فى أول الفعلين للخطاب.
ويجوز أن تكون «تطهرهم» نعتا للصدقة، و «تزكيهم» حالا من المضمر، فى «خذ»، والتاء فى «تطهرهم» لتأنيث الصدقة لا للخطاب، و «تزكيهم» للخطاب.
«مرجون» : من همزه جعله من: أرجأت الأمر أي: أخرته، ومن لم يهمزه جعله من «الرجاء». هذا قول المبرد.
وقيل: هو أيضا من التأخير، يقال: أرجأت الأمر، وأرجيته، بمعنى: أخرته، لغتان.
١٠٧- وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ «الذين» : رفع بالابتداء والخبر: «لا يزال بنيانهم» : الآية: ١١٠ «ضرارا وكفرا وتفريقا وإرصادا» : كلها انتصبت على المصدر.
ويجوز أن تكون مفعولات من أجلها.
١٠٩- أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ...
الهاء فى «بنيانه»، فى قراءة من ضم أو فتح: تعود على «من»، الذي هو صاحب البنيان.
والبنيان: مصدر: بنى، حكى أبو زيد: بنيت بنيانا، وبناء، وبنية.
وقيل: البنيان: جمع بنيانة، كثمرة وثمر.
«هار» : أصله: هائر.
وقال أبو حاتم: أصله: هاور، ثم قلب فى القولين جميعا، فصارت الواو والياء آخرا، فتحذفهما للتنوين، كما حذفت الواو من: غاز، ورام، وذلك فى الرفع والخفض.
وحكى الكسائي: تهور، وتهير.
وحكى الأخفش: هرت تهار، كخفت تخاف.
وأجاز النحويون أن تجرى «هار» على الحذف، ويقدر المحذوف، لكثرة استعماله مقلوبا، فيصير كالصحيح، تعرب الراء بوجوه الإعراب، ولا يرد المحذوف فى النصب، كما يفعل بغاز ورام ومن هذا جعله على وزن «فعل»، كما قالوا: راح، فرفعوا، وهو مقلوب من «رائح»، لكنهم لما كثر استعمالهم له مقلوبا جعلوه «فعلا» وأعربوه بوجوه الإعراب.
١١١- إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ...
«وعدا عليه حقا» : مصدران مؤكدان.
١١٢- التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ...
«التّائبون» : رفع على إضمار مبتدأ أي: هم التائبون، أو على الابتداء، والخبر محذوف.
وقيل: الخبر قوله: «الآمرون» وما بعده.
١١٧- لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ «كاد» : فيها إضمار الحديث، فلذلك ولى «كاد» :«يزيغ»، و «القلوب» رفع ب «يزيغ».
وقيل: «القلوب» : رفع ب «كاد»، و «يزيغ» ينوى به التأخير، كما أجازوا ذلك فى «كان» فى مثل قوله (ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ) ٧: ١٢٦، وفى قوله (وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا) ٧٢: ٤ وقال أبو حاتم: من قرأ «يزيغ» بالياء، لم يرفع القلوب ب «كاد».
وقيل: إن فى «كاد» اسمها، وهو ضمير الحرب، أو الفريق، أو القتيل لتقدم ذكر أصحاب النبي عليه السلام فيرتفع «القلوب» ب «يزيع».
والياء والتاء فى «يزيغ» سواء لأن: تذكير الجمع وتأنيثه، جائز على معنى الجمع، وعلى معنى الجماعة.
وإنما جاز الإضمار فى «كاد»، وليست مما يدخل على الابتداء، والخبر لأنها يلزم الإتيان لها بخبر أبدا فصارت كالداخل على الابتداء والخبر من الأفعال، فجاز إضمار اسمها فيها، وإضمار الحديث فيها، ولا يجوز مثل ذلك فى «عسى» لأنها قد يستغنى عن الخبر إذا وقعت «أن»، بعدها، ولأن خبرها لا يكون إلا «أن» وما بعدها
١٢١- وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ «واديا» : جمعه: أودية، ولم يأت «فاعل وأفعلة» إلا فى هذا الموضع وحده.
١٢٨- لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ «ما» : فى موضع رفع ب «عزيز»، و «عزيز» : نعت ل «رسول». ويجوز أن يكون «ما» مبتدأ، و «عزيز» خبره والجملة: نعت ل «رسول». ويجوز أن يكون «عزيز»، مبتدأ و «ما» : فاعله، تسد مسد الخبر والجملة: نعت ل «رسول».
- ١٠- سورة يونس
٢- أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ...
اللام فى «للناس» متعلقة ب «عجب»، ولا يتعلق ب «كان»، لأنه فعل لا يدل على حدث، إنما يدل على الزمان فقط، فضعف فلا تتعلق به حروف الجر ومثله: (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) ١٢: ٤٣، اللام فى «للرؤيا» متعلقة بمحذوف يدل على المحذوف «تعبرون» وفيه اختلاف.
و «عجبا» : خبر «كان»، و «أن أوحينا» : اسم «كان» تقديره: أكان عجبا للناس وحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس.
٤- إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا...
«مرجعكم» : ابتداء، والخبر «إليه»، و «جميعا» : انتصب على الحال من «الكاف والميم» فى «مرجعكم».
«وعد الله حقّا» : مصدران، والعامل فى «وعد» :«مرجعكم» لأنه بمعنى: وعدكم وعدا.
٥- هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً...
«ضياء» : مفعول ثان ل «جعل» معناه: جعل الشمس ذات ضياء.
ومن قرأه بهمزتين، وهى قراءة قنبل، عن ابن كثير، فهو على القلب قدّم الهمزة، التي هى لام الفعل، فى موضع الياء المنقلبة عن واو، التي هى عن الفعل فصارت الياء بعد الألف والهمزة قبل الألف، فأبدل من الياء همزة لوقوعها، وهى أصلية، بعد ألف زائدة، كما قالوا: سقاء، وأصله: سقاى، لأنه من: سقا يسقى.
ويجوز أن تكون الياء لما نقلت بعد الألف رجعت إلى الواو، الذي هو أصلها، فأبدل منها همزة كما قالوا:
دعاء وأصله: دعاو لأنه من: دعا يدعو فيكون وزن «ضياء»، على قراءة قنبل: فلاعا وأصلها: فعال.
٩- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ أصل «هدى» أن يتعدى بحرف جر وبغير حرف، كما قال الله تعالى: (اهْدِنَا الصِّراطَ) ١: ٥، وقال:
(فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ) ٣٧: ٢٣ ١١- وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ...
«استعجالهم» : مصدر تقديره: استعجالا مثل استعجالهم، ثم أقام الصفة، وهى: «مثل» مقام الموصوف، وهو «الاستعجال»، ثم أقام المضاف إليه، وهو «استعجالهم» مقام المضاف، وهو «مثل» هذا مذهب سيبويه.
وقيل: تقديره: فى استعجالهم، فلما حذف حرف الجر نصب، ويلزم من قدر حذف الجر منه أن يجيز: زيد الأسد، ينصب «الأسد» على تقدير: كالأسد.
١٦- قُلْ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ...
«ولا أدراكم» : روى أن الحسن قرأ بالهمز، ولا أصل له فى الهمز لأنه إنما يقال: درأت، إذا دفعت، ودريت، بمعنى: علمت وأدريت غيرى أي: أعلمته.
«وإذا أذقنا» : فيها معنى الشرط، ولا تعمل ولا تحتاج إلى جواب مجزوم إلا فى شعر، فإنه قد يقدر فى الجواب الجزم فى الشعر، فيعطف على معناه، فيجزم المعطوف على الجواب، كما قال:
إذا قصرت أسيافنا كان وصلها | خطانا إلى أعدائنا فنضارب |
٢٣- فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ من رفع «متاع» جعله خبرا للبغى، والظرف ملغى، وهو «على أنفسكم»، و «على» : متعلقة بالبغي، ولا ضمير فى «على أنفسكم»، لأنه ليس بخبر للابتداء.
ويجوز أن يرفع «متاع» على إضمار مبتدأ أي: ذلك متاع، أو: هو متاع، فيكون «على أنفسكم» خبر «بغيكم»، ويكون فيه ضمير يعود على المبتدأ، و «على» : متعلقة بالاستقرار وبالثبات، أو نحوه تقديره:
إنما بغيكم ثابت، أو مستقر، على أنفسكم، هو متاع الحياة الدنيا.
فإذا جعلت «على أنفسكم» خبرا عن «البغي» كان معناه: إنما بغيكم راجع عليكم مثل قوله:
(وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها) ١٧٢: ٨ وإن جعلت «متاعا» خبرا ل «البغي» كان معناه: إنما بغى بعضكم على بعض متاع الحياة الدنيا مثل قوله:
(فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) ٢٤: ٦١ وقد قرأ حفص عن عاصم «متاع الحياة»، بالنصب، جعل على «أنفسكم» متعلقا ب «بغيكم»، ورفع «البغي» بالابتداء، والخبر محذوف تقديره: إنما بغيكم على أنفسكم لأجل متاع الحياة الدنيا مذموم أو منهى عنه أو مكروه، ونحوه، وحسن الحذف الطول الكلام.
ولا يحسن أن يكون «على أنفسكم» الخبر لأن «متاع الحياة» داخل فى الصلة، فنفرق بين الصلة والموصول بخبر الابتداء، وذلك لا يجوز، فلا بد من تقدير حرف الجر، إلا أن تنصب «متاع الحياة» بإضمار فعل، على تقدير: يمتعون متاع أو يبغون متاع فيجوز أن يكون «على أنفسكم» الخبر، ثم نصب «متاع»، جعله مفعولا من أجله تعدى إليه «البغي»، واضمر الخبر على ما ذكرنا و «على» : متعلقة بالاستقرار، أو نحوه،
ويجوز نصب «متاع» على المصدر المطلق تقديره: يمتعون متاع الحياة، أو على إضمار فعل دل عليه البغي، أو يبغون متاع الحياة الدنيا.
٢٤- إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها...
«وأزينت» : أصله: تزينت، ووزنه: تفعلت، ثم أدغمت التاء فى الزاى، فسكنت الأولى، فدخلت ألف الوصل لأجل سكون أول الفعل وإنما سكن الأول عند الإدغام لأن كل حرف أدغمته فيما بعده فلا بد من إسكان الأول أبدا، فلما أدغمت التاء فى الزاى سكنت التاء، فاحتيج عند الابتداء إلى ألف وصل وله نظائر كثيرة فى القرآن.
وروى عن الحسن أنه قرأ: «وأزينت»، على وزن «أفعلت»، معناه: جاءت بالزينة، لكنه كان يجب على مقاييس العربية أن يقال: وازانت، فتقلب الياء ألفا، لكن أتى به على الأصل ولم يعله، كما أتى «استحوذ» على الأصل، وكان القياس: استحاذ.
وقد قرىء: وازيانت، مثل: احمارت وقرىء: وازاينت، والأصل: تزاينت، ثم أدغمت التاء فى الزاى، على قياس ما تقدم ذكره فى قراءة الجماعة، ودخلت ألف الوصل أيضا فيه فى الابتداء، على قياس ما تقدم.
٢٧- وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ «مظلما» : حال من «الليل» ولا يكون نعتا ل «قطع» لأنه يجب أن يقال: مظلمة. فأما على قراءة الكسائي وابن كثير: «قطعا»، بإسكان الطاء، فيجوز أن يكون «مظلما» نعتا ل «قطع»، بإسكان الطاء، وأن يكون حالا من «الليل».
٢٨- وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ «فزيلنا» : فعلنا، من: زلت الشيء عن الشيء، فأنا أزيله، إذا تحيته، والتشديد للتكثير. ولا يجوز أن يكون «فعلنا» من: زال يزال لأنه يلزم فيه الواو، فيقال: زولنا.
وحكى عن الفراء أنه قرأ «فزايلنا» من قولهم: لا أزايل فلانا، أي: لا أفارقه. فأما قوله، لا أزاوله، فمعناه: أخاتله ومعنى «زايلنا» و «زيلنا» واحد.
٣٠- هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ «مولاهم» : بدل من «الله»، أو نعت و «الحق» : نعت أيضا له.
ويجوز نصبه على المصدر، ولم يقرأ به.
٣٣- كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ «أن» : فى موضع نصب، تقديره: بأنهم، أو لأنهم فلما حذف الحرف تعدى الفعل فنصب الموضع.
و «أن» المفتوحة أبدا، مشددة أو مخففة، هى حرف على انفرادها، وهى اسم مع ما بعدها، لأنها وما بعدها مصدر يحكم عليها بوجه الإعراب على قدر العامل الذي قبلها.
ويجوز أن يكون فى موضع خفض بحرف الجر المحذوف، وهو مذهب الخليل، لما كثر حذفه مع «أن» :
إذ هو يعمل محذوفا عمله موجودا فى اللفظ.
وقيل: «أن»، فى هذه الآية: فى موضع رفع على البدل من «كلمة»، وهو قول حسن، وهو بدل الشيء من الشيء، وهو هو.
٣٥- قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ «أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع» : من، رفع بالابتداء، و «أحق» : الخبر، وفى الكلام حذف تقديره: أحق ممن لا يهدى، و «أن» : فى موضع نصب، على تقدير حذف الخافض.
وإن شئت: جعلتها فى موضع رفع على البدل من «من»، وهو بدل الاشتمال و «أحق» : الخبر.
وإن شئت جعلت «أن» مبتدأ ثانيا، و «أحق» : خبرها. مقدم عليها، والجملة خبر عن «من».
٣٧- وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ...
خبر «كان» مضمر تقديره: ولكن كان تصديق، ففى «كان» اسمها. هذا مذهب الفراء والكسائي، ويجوز عندهما الرفع على تقدير: ولكن هو تصديق.
٤٤- إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ الاختيار عند جماعة من النحويين إذا أتت «لكن» مع الواو أن تشدد، وإذا كانت بغير واو قبلها أن تخفف.
قال الفراء: لأنها إذا كانت بغير واو قبلها أشبهت «بل» فخففت، فتكون مثلها فى الاستدراك، وإذا أتت الواو قبلها خالفت فشددت.
وأجاز الكوفيون إدخال اللام فى خبرها «كأن».
ومنعه البصريون لمخالفة معناها معنى «أن»، فمن شددها أعملها فيما بعدها فنصبه بها لأنها من أخوات «أن»، ومن خففها رفع ما بعدها على الابتداء وما بعدها خبره.
٤٥- وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ...
الكاف، فى «كان» وما بعدها: فى موضع نصب صفة ل «يوم» وفى الكلام حذف ضمير يعود على الموصوف تقديره: كأن لم يلبثوا قبله، فحذف «قبله» فصارت الهاء متصلة ب «لبثوا» فحذفت لطول الاسم، كما تحذف من الصلات.
ويجوز أن يكون الكاف من «كان» فى موضع نصب، صفة لمصدر محذوف، تقديره: ويوم يحشرهم حشرا كأن لم يلبثوا قبله إلا ساعة.
ويجوز أن يكون، «الكاف» فى موضع نصب على الحال من، «الهاء والميم»، فى «يحشرهم»، والضمير فى «يلبثوا» راجع على صاحب الحال، ولا حذف فى الكلام وتقديره: ويوم يحشرهم مشبهة أحوالهم أحوال من لم يلبث إلا ساعة، والناصب ل «يوم» :«اذكر» مضمرة.
٥٠- قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً أَوْ نَهاراً ماذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ «ما» : استفهام، رفع بالابتداء ومعنى الاستفهام، هنا: التهديد، و «ذا» : خبر الابتداء، بمعنى: الذي، والهاء، فى «منه» تعود على «العذاب».
وإن شئت جعلت «ما» و «ذا» اسما واحدا، فى موضع رفع بالابتداء، والخبر فى الجملة التي بعده. والهاء.
فى «منه» تعود على «الله» جل ذكره، و «ما» و «ذا» اسما واحدا، كانت فى موضع نصب ب «يستعجل» والمعنى: أي شىء يستعجل المجرمون من الله؟
٥٣- وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ «أحق هو» : ابتداء وخبر، فى موضع المفعول الثاني ل «يستنبئونك»، إذا جعلته بمعنى: يستخبرونك.
فإن جعلته بمعنى «يستعلمونك» كان «أحق» هو ابتداء وخبر فى موضع المفعولين له لأن «أنبأ» إذا كان بمعنى: أعلم، تعدى إلى ثلاثة مفعولين، يجوز الاكتفاء بواحد ولا يجوز الاكتفاء باثنين دون الثالث.
وإذا كانت «أنبأ» بمعنى: أخبر، تعدت إلى مفعولين، لا يجوز الاكتفاء بواحد دون الثاني.
ونبّأ، وأنبأ، فى التعدي، سواء.
٦١- وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ «منه» : الهاء، عند الفراء، تعود على «الشأن»، على تقدير حذف مضاف، تقديره: وما تتلو من أجل الشأن أي: يحدث لك شأن فتتلو القرآن من أجله.
«ولا أصغر من ذلك ولا أكبر» : أصغر، وأكبر، فى قراءة من فتح، فى موضع خفض، عطف على لفظ «مثقال ذرة».
وقرأ حمزة بالرفع فيهما، عطفهما على موضع «المثقال» لأنه فى موضع رفع ب «يعزب».
٦٣- الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ «الذين» : فى موضع نصب على البدل من اسم «إن»، وهو «أولياء» الآية: ٦٢، أو على: «أعنى».
ويجوز الرفع على البدل من الموضع، وعلى النعت من الموضع، أو على إضمار مبتدأ، أو على الابتداء.
«لهم البشرى» : ابتداء وخبر، فى موضع خبر «الذين» الآية: ٦٣ ٦٦- أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ انتصب «شركاء» ب «يدعون»، ومفعول «يتبع» قام مقام «إن يتبعون إلا الظن» لأنه هو ولا ينتصب «الشركاء» ب «يتبع» لأنك تنفى عنهم ذلك، والله قد أخبر به عنهم.
ولو جعلت «ما» استفهاما، بمعنى: الإنكار والتوبيخ، كانت «ما»، و «ذا» فى موضع نصب ب «يتبع».
وعلى القول الأول تكون «ما» حرفا نافيا.
٧١- وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ «فأجمعوا» : كل القراء قرأ بالهمز وكسر الميم، من قولهم: أجمعت على أمر كذا وكذا، إذا، عزمت عليه، وأجمعت الأمر أيضا، حسن بغير حرف جر، كما قال الله جل ذكره: (إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ) ١٢: ١٠٢، فيكون نصب «الشركاء» على العطف على المعنى، وهو قول المبرد.
وقال الزجاج: هو مفعول معه.
وقيل: «الشركاء» : عطف على «الأمر» لأن تقديره: فأجمعوا ذوى الأمر، بغير حذف.
وقيل: انتصب «الشركاء» على عامل محذوف، تقديره: وأجمعوا شركاءكم، ودل «أجمع» على:
«جمع» لأنك تقول: جمعت الشركاء والقوم، ولا تقول: أجمعت الشركاء، إنما يقال: أجمعت، فى الأمر خاصة، فلذلك لم يحسن عطف «الشركاء» على «الأمر» إلا على المتقدم.
وقال الكسائي والفراء: تقديره: وادعوا شركاءكم، وكذلك فى حرف أبى: «وادعوا شركاءكم».
وقد روى الأصمعى، عن نافع: «فاجمعوا أمركم»، بوصل الألف وفتح الميم، فيحسن على هذه القراءة:
عطف «الشركاء» على «الأمر»، ويحسن أن تكون الواو بمعنى «مع».
٧٤- ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ الضمير فى «كذبوا» يعود على قوم نوح أي: فما كان قوم الرسل الذين بعثوا بعد نوح ليؤمنوا بما كذب قوم نوح، بل كذبوا مثل تكذيب قوم نوح.
٨١- فَلَمَّا أَلْقَوْا قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ «ما جئتم به السحر» : ما، مبتدأ، بمعنى الذي، و «جئتم به» : صلته، و «السحر» : خبر الابتداء، ويؤيد هذا أن فى حرف أبى: «ما جئتم به سحر»، وكل ما ذكر من قراءة أبى وغيره، مما يخالف المصحف، فلا يقرأ به لمخالفة المصحف، وإنما يذكر شاهدا لا ليقرأ به.
ويجوز أن يكون «ما» رفعا بالابتداء، وهى استفهام، و «جئتم به» : الخبر، و «السحر» : خبر ابتداء محذوف أي: هو السحر.
ويجوز أن تكون «ما» فى موضع نصب على إضمار فعل بعد «ما» تقديره: أي شىء جئتم به، و «السحر» :
خبر ابتداء محذوف، ولا يجوز أن تكون «ما» بمعنى «الذي» فى موضع نصب لأن «ما» بعدها صلتها، والصلة لا نعمل فى الموصول، ولا تكون تفسيرا للعامل فى الموصول.
وقد قرأ أبو عمرو: «الساحر»، بالمد، فعلى هذه القراءة تكون «ما» استفهاما، مبتدأ و «جئتم به» :
الخبر، و «السحر» : خبر ابتداء، محذوف أي: هو السحر.
ولا يجوز على هذه القراءة أن يكون «ما» بمعنى: الذي، إذ لا خبر لها.
ولا يجوز أن يكون «ما» : فى موضع نصب، على ما تقدم.
ويجوز أن يرفع «السحر» على البدل من «ما»، وخبره خبر المبدل منه، ولذلك جاء الاستفهام، إذ هو بدل من استفهام، ليستوى البدل والمبدل منه فى لفظ الاستفهام، كما تقول: كم مالك أعشرون أم ثلاثون؟ فتجعل «أعشرون» بدلا من «كم»، وتدخل ألف الاستفهام على «عشرين» لأن المبدل منه، وهو «كم»، استفهام.
ومعنى الاستفهام فى الآية التقرير والتوبيخ، وليس هو باستخبار، لأن موسى- صلى الله عليه وسلم- قد علم أنه سحر، فإنما يخبرهم بما فعلوا، ولم يستخبرهم عن شىء لم يعلمه.
وأجاز الفراء نصب «السحر»، يجعل «ما» شرطا، وينصب «السحر» على المصدر، ويضمر الفاء مع «إن الله سيبطله» ويجعل الألف واللام فى «السحر» زائدتين وذلك كله بعيد.
وقد أجاز على بن سليمان: حذف الفاء من جواب الشرط فى الكلام، واستدل على جوازه بقوله تعالى:
وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) ٤٢: ٣٠، ولم يجزه غيره إلا فى ضرورة شعر.
٨٣- فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ إنما جمع الضمير فى «ملئهم»، لأنه إخبار عن جبار، والجبار يخبر عنه بلفظ الجمع.
وقيل: لما ذكر فرعون علم أن معه غيره، فرجع الضمير عليه وعلى من معه.
وقيل: الضمير راجع على آل فرعون، وفى الكلام حذف والتقدير: على خوف من آل فرعون وملئهم، فالضمير يعود على الأول.
وقال الأخفش: الضمير، يعود على «الذرية» المتقدم ذكرها.
وقيل: الضمير، يعود على «القوم» المتقدم ذكرهم.
«أن يفتنهم» : أن، فى موضع خفض بدل من «فرعون»، وهو بدل الاشتمال.
٨٨- وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالًا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ «فلا يؤمنوا» : عطف على «ليضلوا»، فى موضع نصب، عند المبرد والزجاج.
وقال الأخفش، والفراء: هو منصوب، جواب للدعاء.
وقال الكسائي، وأبو عبيدة: هو فى موضع جزم، لأنه دعاء عليهم.
٩٢- فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً...
«ننجيّك» : قيل: هو من النجاء: أي: نخلصك من البحر ميتا ليراك بنو إسرائيل.
وقيل: معناه: نلقيك على نجوة من الأرض.
وقيل: معناه: بجثتك لا روح فيك، ليراك بنو إسرائيل.
٩٨- فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ...
انتصب «قوم» على الاستثناء، الذي هو غير منقطع، على أن يضمر فى أول الكلام حذف مضاف تقديره:
فلولا كان أهل قرية آمنوا.
ويجوز الرفع، على أن يجعل «إلا» بمعنى: غير، صفة للأهل المحذوفين فى المعنى، ثم يعرب ما بعد «إلا» بمثل إعراب «غير»، لو ظهرت فى موضعه.
وأجاز الفراء الرفع على البدل، كما قال:
وبلدة ليس بها أنيس... إلا اليعافير وإلا العيس
فأبدل من «أنيس»، والثاني من غير الجنس، وهى لغة تميم، يبدلون وإن كان الثاني ليس من جنس الأول.
وأهل الحجاز ينصبون إذا اختلف، وإذا كان الكلام منفيا.
«يونس» : وقد روى عن الأعمش وعاصم أنهما قرآ بكسر النون والسين، جعلاه فعلا مستقبلا، من:
آنس، سمى به، فلم ينصرف للتعريف والوزن المختص به الفعل.
قال أبو حاتم: يجب أن يهمز، ويترك الهمز جاء وهو حسن.
وقد حكى أبو زيد فتح النون والسين، على أنه فعل مستقبل لم يسم فاعله، سمى به أيضا.
- ١١- سورة هود
إذا جعلت «هودا» اسما للسورة، فقلت: هذه هود، لم ينصرف عند سيبويه والخليل، كامرأة سميتها بزيد، أو بعمر وأجاز عيسى صرفه لخفته، كما تصرف «هند» اسم امرأة، فإن قدرت حذف مضاف مع «هود» صرفته، تريد: هده سورة هود.
١١- إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ «الذين» : فى موضع نصب، على الاستثناء المتصل.
قال الفراء: هو مستثنى من «الإنسان» لأنه بمعنى: الناس.
١٦- أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ «باطل» : رفع بالابتداء، وما بعده خبره.
وقيل: الأجود عكس هذا التقدير، فيكون «باطل» : خبر، و «ما كانوا» : مبتدأ.
وفى حرف أبى وابن مسعود: «وباطلا»، بالنصب، جعلا «ما» زائدة، ونصبا «باطلا» ب «يعملون»، مثل (قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ) ٢٧: ١٢، و «قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ» ٦٩: ٤١ ١٧- أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً...
«ويتلوه شاهد منه» : الهاء، فى «يتلوه» : للقرآن فتكون الهاء على هذا القول فى «منه» :
لله جل ذكره، و «الشاهد» : الإنجيل أي: يتلو القرآن فى التقدم الإنجيل من عند الله، فتكون «الهاء» فى «قبله» : للإنجيل أيضا.
وقيل: الهاء، فى «يتلوه» : لمحمد عليه السلام فيكون «الشاهد» : لسانه، والهاء، فى «منه» :
لمحمد أيضا.
وقيل: للقرآن، وكذلك الهاء، فى «قبله» : لمحمد.
وقيل: الشاهد: جبريل عليه السلام والهاء فى «منه»، على هذا القول: لله، وفى «من قبله» : لجبريل أيضا.
وقيل: الشاهد: إعجاز القرآن، والهاء فى «منه»، على هذا القول: لله والهاء فى «يؤمنون به» :
لمحمد عليه السلام.
«إماما ورحمة» : نصب على الحال من «كتاب موسى».
٢٠- أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ «ما كانوا يستطيعون السّمع» : ما، ظرف، فى موضع نصب، معناها وما بعدها: أبدا:
وقيل: ما، فى موضع نصب على حذف حرف الجر أي: بما كانوا، كما يقال: جزيته ما فعل، وبما فعل.
وقيل: ما، نافية والمعنى: لا يستطيعون السمع لما قد سبق لهم.
٢٢- لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ «لا جرم»، عند الخليل وسيبويه، بمعنى: حقا، فى موضع رفع بالابتداء. و «لا جرم» : كلمة واحدة بنيت على الفتح فى موضع رفع والخبر: «أنهم»، ف «أن» فى موضع رفع عندهما.
وقيل، عن الخليل: إنه قال: «أن»، فى موضع رفع ب «جرم» بمعنى: بد، فمعناه: لا بد، ولا محالة.
قال الخليل: جىء ب «لا» ليعلم أن المخاطب لم يبتدىء كلامه، وإنما خاطب من خاطبه.
وقال الزجاج: «لا» : نفى لما ظنوا أنه ينفعهم.
وأصل معنى «جرم» : كسب، من قولهم. فلان جارم أهله أي: كاسبهم ومنه سمى الذنب: جرما لأنه اكتسب.
فكان المعنى عندهم: لا ينفعهم ذلك ثم ابتدأ فقال: جرم أنهم فى الآخرة هم الأخسرون أي: كسب ذلك الفعل لهم الخسران فى الآخرة، ف «أن» من «أنهم»، على هذا القول: فى موضع نصب ب «جرم».
وقال الكسائي: معناه: لا صد ولا منع عن أنهم فى الآخرة، ف «أن» فى موضع نصب على قوله أيضا، بحذف حرف الجر.
٢٧- فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ انتصب «بادى» على الظرف أي: فى بادى الرأى، هذا على قراءة من لم يهمز.
ويجوز أن يكون مفعولا به حذف معه حرف الجر، ومثله: (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ) ٧: ١٥٤ وإنما جاز أن يكون «فاعل» ظرفا، كما جاز ذلك فى «فعيل»، نحو: قريب، و «فاعل»، و «فعيل» يتعاقبان، نحو: راحم ورحيم، وعالم وعليم وحسن ذلك فى «فاعل» لإضافته إلى الرأى، والرأى يضاف إليه المصدر، وينتصب المصدر معه على الظرف، والعامل فى الظرف «اتبعك»، فهو من: بدا يبدو، إذا ظهر.
ويجوز فى قراءة من لم يهمز أن يكون من «الابتداء»، ولكنه سهل الهمزة.
والتقدير، عند من جعله من «الابتداء» فهمز: ما اتبعك يا نوح إلا أراذل فى أول الأمر أي: ما نراك فى أول الأمر اتبعك إلا الأراذل.
وجاز تأخر الظرف بعد «إلا» وما بعدها من الفاعل ثم صلته، لأن الظروف يتسع فيها ما لا يتسع فى المفعولات فلو قلت فى الكلام: ما أعطيت أحدا إلا زيدا درهما، فأوقعت اسمين مفعولين بعد «إلا» لم يجز لأن الفعل لا يصل ب «إلا» إلى اسمين، إنما يصل إلى اسم واحد، كسائر الحروف ألا ترى أنك لو قلت:
مررت بزيد عمرو، فتوصل الفعل إليهما بحرف واحد، ولم يجز، فأما قولهم: ما ضرب القوم إلا بعضهم بعضا فإنما جاز لأن «بعضهم» بدل من «القوم»، فلم يصل الفعل بعد «إلا» إلا إلى اسم واحد.
٢٨- قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ «فعمّيت عليكم» : من خففه من القراء حمله على معنى: فعميتم على الأخبار التي تأتيكم، وهى الرحمة، فلم تؤمنوا بها، ولم تعم الأخبار نفسها عنهم إنما عموا هم عنها، فهو من المقلوب، كقولهم: أدخلت القلنسوة فى رأسى، وأدخلت القبر زيدا، فقلب جميع هذا فى ظاهر اللفظ لأن المعنى لا يشكل ومثله قوله تعالى (فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ) ١٤: ٤٧ وقيل: معنى «فعميت»، لمن قرأ بالتخفيف: فخفيت فيكون غير مقلوب على هذا، وتكون الأخبار التي أنت من عند الله خفى فهمها عليهم، لقلة مبالاتهم بها وكثرة إعراضهم عنها.
فأما معناه، على قراءة حفص وحمزة والكسائي، الذين قرءوا بالتشديد والضم على ما لم يسم فاعله: فليس فيه قلب، ولكن الله عماها عليهم لما أراد بهم من الشقوة، يفعل ما يشاء سبحانه، وهى راجعة إلى القراءة الأولى، لأنهم لم يعموا عنها حتى عماها الله عليهم.
وقد قرأ أبى، وهى قراءة الأعمش: «فعماها عليكم» أي: عماها الله عليكم، فهذا شاهد لمن ضم وشدد.
«تزدرى أعينكم» : أصل «تزدرى» : تزترى، فالدال مبدلة من تاء لأن الدال حرف مجهور.
مقرن بالزاي لأنها مجهورة أيضا، والتاء مهموسة فقاربت الزاى، وحسن البدل لقرب المخرجين والتقدير:
تزدريهم أعينكم، ثم حذف «الإضمار» لطول الاسم.
٣٢- قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا...
«نوح» : اسم النبي- صلّى الله عليه وسلّم- انصرف لأنه أعجمى خفيف.
وقيل: هو عربى من: «ناح ينوح».
وقد قال بعض المفسرين: إنما سمى «نوحا» لكثرة نوحه على نفسه.
٣٦- وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ «من» : فى موضع رفع ب «يؤمن».
٤٠- حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ «ومن آمن» : من، فى موضع نصب على العطف على «اثنين»، أو على «أهلك» و «من» فى قوله:
«إلا من سبق» فى موضع نصب على الاستثناء من «الأهل».
٤١- وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ «مجراها» : فى موضع رفع على الابتداء، و «مرساها» : عطف عليه، والخبر: «بسم الله» والتقدير:
بسم الله إجراؤها وإرساؤها.
ويجوز أن يرتفعا بالظرف لأنه متعلق بما قبله، وهو «اركبوا».
ويجوز أن يكون «مجراها»، فى موضع نصب على الظرف على تقدير حذف ظرف مضاف إلى «مجراها»، بمنزلة قولك: آتيك مقدم الحاج أي: وقت مقدم الحاج فيكون التقدير: بسم الله وقت إجرائها وإرسائها.
وقيل: تقديره فى النصب: بسم الله فى موضع إجرائها، ثم حذف المضاف، وفى التفسير ما يدل على نصبه على الظرف.
والباء فى «بسم الله» متعلقة ب «اركبوا»، والعامل فى «مجراها» إذا كان ظرفا، معنى الظرف فى بسم الله ولا يعمل فيه «اركبوا» لأنه لم يرد: اركبوا فيها فى وقت الجري والرسو إنما المعنى: سموا اسم الله وقت الجري والرسو والتقدير: اركبوا الآن متبركين باسم الله فى وقت الجري والرسو.
وإذا رفعت «مجراها» بالابتداء وما قبله خبره، كانت الجملة فى موضع الحال من الضمير فى «فيها» لأن فى الجملة عائدا يعود على الهاء، فى «فيها»، وهو الهاء لأنهما جميعا للسفينة، ويكون العامل فى الجملة، التي هى حال، «ها» فى «فيها»، ولا يجوز أن تتعلق الباء ب «اركبوا»، مع كونها فى موضع الحال المقدرة: متبركين باسم الله، مع كون مجراها ومرساها بسم الله.
والذي ذكره سهو، لأن كل جار ومجرور وقع حالا إنما يتعلق بمحذوف، كما أنهما كذلك إذا أوقعا صفة وخبرا قد يصح تعلق الباء فى «بسم الله» بنفس «اركبوا»، كما ذكر، لما يثبت من معنى الفعل، ولا يحسن أن تكون هذه الجملة فى موضع الحال من المضمر فى «بسم الله»، إن جعلته خبرا ل «مجراها»، فإنما يعود على المبتدأ، وهو «مجراها»، وإن رفعت «مجراها» بالظرف لم يكن فيه ضمير، والهاء فى «مجراها» إنما تعود على «الهاء» فى «فيها».
فإذا نصبت «مجراها» على الظرف عمل فيه «بسم الله»، فكانت الجملة فى موضع الحال من المضمر فى «اركبوا»، على تقدير قولك: خرج بثيابه، وركب بسلاحه ومنه قوله: «وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ» ٥: ٦١، فقولك: بثيابه، وبسلاحه، وبالكفر، وبه، كلها فى موضع الحال فكذلك «بسم الله مجراها» فى موضع الحال من المضمر فى «اركبوا»، إذا نصبت «مجراها» على الظرف تقديره: اركبوا فيها متبركين باسم الله فى وقت الجري والرسو فيكون فى «بسم الله» ضمير يعود على المضمر فى «اركبوا»، وهو ضمير المأمورين، فتصح الحال منهم لأجل الضمير الذي يعود عليهم، ولا يحسن على هذا التقدير أن تكون الجملة فى موضع نصب على الحال، إنما هو ظرف ملغى وإذا كان ملغى لم يعتد بالضمير المتصل به، وإنما يكون «مجراها» من جملة الحال، لو رفعته بالابتداء.
ولو أنك جعلت الجملة فى موضع الحال من الهاء فى «فيها»، على أن تنصب «مجراها» على الظرف، لصار التقدير: اركبوا فيها متبركة باسم الله فى وقت الجري، وليس المعنى على ذلك لأنه لا يدعى على السفينة بالتبرك، إنما التبرك لركابها.
فأما إن جعلت «مجراها» بمعنى: جارية و «مرساها» بمعنى: راسية، فكونه حالا مقدرة حسنا.
فأما من فتح الميم وضمها فى «مجراها» :
فمن فتح، أجرى الكلام على: جرت مجرى، ومن ضم، أجراه على: أجراها الله مجرى.
وقد قرأ عاصم الجحدري «مجريها ومرسيها»، بالياء، جعلهما نعتا لله جل ذكره.
ويجوز أن يكونا فى موضع رفع على إضمار مبتدأ أي: هو مجريها ومرسيها.
٤٢- وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ «معزل» : من كسر الزاى، جعله اسما للمكان، ومن فتح فعلى المصدر.
«يا بنى» : الأصل فى «بنى» ثلاث ياءات: ياء التصغير، وياء بعدها، هى لام الفعل، وياء بعد لام الفعل، وهى ياء الإضافة، فلذلك كسرت لام الفعل لأن حق ياء الإضافة فى المفردات أن يكسر ما قبلها أبدا، فأدغمت ياء التصغير فى لام الفعل لأن حق ياء التصغير السكون، والمثلان من غير حذف: المد واللين، إذا اجتمعا، وكان الأول ساكنا، لم يكن بد من إدغامه فى الثاني، وحذفت ياء الإضافة لأن الكسرة، تدل عليها، وحذفها فى النداء هو الأكثر فى كلام العرب لأنها حلت محل التنوين، والتنوين فى المعارف لا يثبت فى النداء، فوجب حذف ما هو مثل التنوين وما يقوم مقامه، وهو ياء الإضافة، وقوى حذفها فى مثل هذا اجتماع الأمثال المستقلة مع الكسر، وهو ثقيل أيضا.
وقد قرأ عاصم بفتح الياء، وذلك أنه أبدل من كسرة لام الفعل فتحة، استثقالا لاجتماع الياءات مع الكسرة، فانقلبت ياء الإضافة ألفا، ثم حذفت الألف كما تحذف ياء، فبقيت الفتحة على حالها، وقوى حذف الألف لأنها عوض مما تحذف فى النداء، وهو ياء الإضافة.
وقد قرأ ابن كثير فى غير هذا الموضع فى لقمان» ١٣، ١٦، ١٧، بإسكان الياء والتخفيف: وذلك أنه حذف ياء الإضافة للنداء، فبقيت ياء مكسورة مشددة، والكسرة كياء، فاستثقل ذلك فحذف لام الفعل، فبقيت ياء التصغير ساكنة.
ويجوز أن يكون «من أمر الله» صفة ل «عاصم»، ويعمل فى «اليوم»، وتضمر خبرا ل «عاصم».
ولا يجوز أن يتعلق «من» ب «عاصم»، ولا ينصب «اليوم» ب «عاصم»، لأنه يلزم أن ينون «عاصما»، ولا يبنى على الفتح لأنه يصير ما تعلق به وما عمل فيه من تمامه، ونظيره: (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) ١٢: ٩٢ «إلّا من رحم» : من، فى موضع نصب على الاستثناء المنقطع، و «عاصم» على بابه تقديره: لا أحد يمنع من أمر الله لكن من رحم الله فإنه معصوم.
وقيل: «من» : فى موضع رفع، على البدل من موضع «عاصم»، وذلك على تقديرين:
أحدهما: أن يكون «عاصم» على بابه فيكون التقدير: لا يعصم اليوم من أمر الله إلا الله.
وقيل: إلا الراحم، والراحم، هو الله جل ذكره.
والتقدير الثاني: أن يكون «عاصم» بمعنى: معصوم فيكون التقدير: لا معصوم من أمر الله اليوم إلا المرحوم.
٤٦- قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ «إنه عمل غير صالح» : الهاء، تعود على «السؤال» أي: إن سؤالك إياى أن أنجى كافرا عمل غير صالح.
وقيل: هو من قول نوح لابنه، وذلك أنه قال له «اركب معنا ولا تكن مع الكافرين» : إن كونك مع الكافرين عمل غير صالح فيكون هذا من قول نوح لابنه، متصلا بما قبله.
وقيل: الهاء فى «أنه» تعود على ابن نوح، وفى الكلام حذف مضاف تقديره: إن ابنك ذو عمل غير صالح.
٥٠- وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ يجوز رفع «غيره» على النعت أو البدل، من موضع «إله».
ويجوز الخفض على النعت أو البدل من لفظ «إله»، وقد قرىء بهما.
ويجوز النصب على الاستثناء.
٥٢- وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً...
«مدرارا» : حال من «السماء»، وأصله الهاء، والعرب تحذف الهاء من «مفعال» على طريق النسب.
٦٤- وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً...
«آية» : نصب على الحال من «الناقة».
٦٦- فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ «يومئذ» : من فتح الميم من «يوم»، فذلك لإضافته إلى غير متمكن، وهو «إذ».
ومن كسر الميم أعرب وخفض لإضافته «الخزي» إلى «اليوم»، فلم يبنه.
٦٧- وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ إنما حذفت التاء من «أخذ» لأنه قد فرق بين المؤنث، وهو الصيحة، وبين فعله، وهو «أخذ» بقوله الذين ظلموا»، وهو مفعول «أخذ»، فقامت التفرقة مقام التأنيث. وقد قال فى آخر السورة فى قصة شعيب وأخذت» الآية: ٨٤، فجرى التأنيث على الأصل ولم يعتد بالتفرقة.
وقيل: إنما حذفت التاء، لأن تأنيث «الصيحة» غير حقيقى، إذ ليس لها ذكر من لفظها.
وقيل: إنما حذف التاء، لأنه حمل على معنى الصياح، إذ الصيحة والصياح، بمعنى واحد، وكذلك العلة كل ما شابهه.
وقيل: هو منصوب ب «قالوا، كما تقول: قلت خيرا لأنه لم يحك قولهم، وإنما «السلام» بمعنى: قولهم فأعمل فيه، كما تقول: قلت حقا، لمن سمعته يقول: لا إله إلا الله، فلم تذكر ما قال، إنما جئت بلفظ تحقق قوله، فأعملت فيه القول، وكذلك «سلام» فى الآية، إنما هو معنى ما قالوا، ليس هو لفظهم بعينه فيحكى.
ولو رفع، لكان محكيا، وكان قولهم بعينه.
فالنصب أبدا فى هذا وشبهه مع «القول» إنما هو معنى ما قالوا لا قولهم بعينه، والرفع على أنه قولهم بعينه حكاه عنهم.
«سلام» : رفعه على الحكاية «لقولهم»، وهو خبر ابتداء محذوف، أو مبتدأ تقديره: قال: هو سلام، أو: أمرى سلام، أو: عليكم سلام، فنصبها جميعا يجوز على ما تقدم، ورفعهما جميعا يجوز على الحكاية والإضمار.
«فما لبث أن» : أن، فى موضع نصب على تقدير حذف حرف تقديره: فما لبث عن أن جاء.
وأجاز الفراء أن يكون فى موضع رفع ب «لبث»، تقديره عنده: فما لبث مجيئه أي: ما أبطأ مجيئه بعجل، ففى «لبث»، على القول الأول، ضمير إبراهيم، ولا ضمير فيه على القول الثاني.
وقيل: «ما» بمعنى «الذي»، وفى الكلام حذف مضاف تقديره: فالذى لبث إبراهيم قدر مجيئه بعجل أراد أن يبين فيه قدر إبطائه ففى «لبث» ضمير الفاعل، وهو إبراهيم ايضا.
٧١- وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ ومن رفع «يعقوب» جعله مبتدأ، وما قبله خبره، والجملة، فى موضع نصب على الحال المقدرة من المضمر المنصوب فى «بشرناها»، فيكون «يعقوب» داخلا فى البشارة.
ويجوز رفع «يعقوب» على إضمار فعل، تقديره: ويحدث من وراء إسحاق يعقوب فيكون «يعقوب» على هذا القول غير داخل فى البشارة.
وهو ضعيف عند سيبويه والأخفش إلا بإعادة الخافض، لأنك فرقت بين الجار والمجرور بالظرف، وحق المجرور أن يكون ملاصقا للجار، والواو قامت مقام حرف الجر، ألا ترى أنك لو قلت: مررت بزيد فى الدار وعمرو وحق الكلام: مررت بزيد وعمرو فى الدار، وبشرناها بإسحاق ويعقوب من ورائه.
وقيل: «يعقوب» : منصوب محمول على موضع «وإسحاق» وفيه بعد أيضا، للفصل بين حرف الجر والمعطوف بقوله «ومن وراء إسحاق»، كما كان فى الخفض و «يعقوب» فى هذين القولين داخل فى البشارة.
وقيل: هو منصوب بفعل مضمر دل عليه الكلام تقديره: من وراء إسحاق وهبنا لها يعقوب، فلا يكون داخلا فى البشارة.
٧٢- قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ انتصب «شيخ» على الحال من المشار إليه، فالعامل فى الحال الإشارة والتنبيه، ولا تجوز هذا الحال إلا إذا كان المخاطب يعرف صاحب الحال، فتكون فائدة الإخبار فى الحال الإشارة، فإن كان لا يعرف صاحب الحال صارت فائدة الإخبار إنما هى فى معرفة صاحب الحال، ولا يجوز أن تقع له الحال، لأنه يصير المعنى: إنه فلان فى حال دون حال، ولو قلت: هذا زيد قائما، لمن لم يعرف زيدا، لم يجز لأنك تخبر أن المشار إليه هو «زيد» فى حال قيامه، فإن زال عن القيام لم يكن «زيدا».
وإذا كان المخاطب يعرف «زيدا» بعينه، فإنما أفدته وقوع الحال منه، وإذا لم يكن يعرف عينه، فإنما أفدته معرفة عينه، فلا يقع منه حال، لما ذكرنا.
والرفع فى «شيخ»، على أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هذا بعلى هو شيخ أو «بعلى» بدل من المبتدأ، و «شيخ» : خبر أو يكونا معا خبرين.
٧٤- فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ مذهب الأخفش والكسائي أن «يجادلنا» فى موضع «جادلنا»، لأن جواب «لما» يجب أن يكون ماضيا، فجعل المستقبل مكانه، كما كان جواب الشرط أن يكون مستقبلا فيجعل فى موضعه الماضي.
وقيل: المعنى: أقبل يجادلنا، فهو حال من إبراهيم عليه السلام.
وقد روى أن عيسى بن عمر قرأ «أطهر»، نصب «أطهر» على الحال، وجعل «هن» فاصلة، وهو بعيد ضعيف.
«ضيفى» : أصله المصدر، فلذلك لا يثنى ولا يجمع.
٨١- قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ «إلّا امرأتك» : قرأه ابن كثير وأبو عمرو: بالرفع، على البدل من «أحد»، وأنكر أبو عبيد الرفع على البدل، وقال: يجب على هذا أن يرفع ب «يلتفت»، ويجعل «لا» للنفى لأنه يصير المعنى، إذا أبدلت «المرأة» من «أحد»، وجزمت «يلتفت» على النهى: أن المرأة أباح لها الالتفات وذلك لا يجوز ولا يصح فيه البدل إلا برفع «يلتفت»، ولم يقرأ به أحد.
وقال المبرد: مجاز هذه القراءة، أن المراد بالنهى المخاطب، ولفظه لغيره، كما تقول لخادمك: لا يخرج فلان فقط، النهى لفلان، ومعناه للمخاطب، فمعناه: لا تدعه يخرج، فكذلك معنى النهى إنما هو ل «لوط» : أي: لا تدعهم يلتفتون إلا امرأتك وكذلك قولك: لا يقم أحد إلا زيد معناه: انههم عن القيام إلا زيدا.
فأما النصب فى «امرأتك» فعلى الاستثناء، لأنه نهى وليس بنفي، ويجوز أن يكون مستثنى من قوله «فأسر بأهلك إلا امرأتك»، ولا يجوز فى «المرأة» على هذا إلا النصب، إذا جعلتها مسثناة من «الأهل»، وإنما حسن الاستثناء بعد النهى لأنه كلام تام، كما أن قولك: جاءنى القوم، كلام تام ثم تقول: إلا زيدا، فتستثنى وتنصب.
٨٧- قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ «أو أن نفعل فى أموالنا ما نشاء» : من قرأه بالنون فيهما، عطفه على مفعول «نترك»، وهو «ما» ولا يجوز عطفه على مفعول «تأمرنا»، وهو «أن» لأن المعنى يتغير.
٨٩- وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ «شقاقى» : معناه: مشاققتى، وهو فى موضع رفع ب «يجرمنكم».
٩١- قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ «ضعيفا» : حال من الكاف فى «نراك»، لأنه من رؤية العين.
٩٣- وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ «من يأتيه» : من، فى موضع نصب ب «تعلمون»، وهو فى المعنى مثل: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) ٢٢: ٢٢٠ أي: يعلم هذين الجنسين، كذلك المعنى فى الآية: فسوف تعلمون هذين الجنسين.
وأجاز الفراء أن يكون «من» استفهاما، فيكون فى موضع رفع وكون «من» الثانية، موصولة على البدل، على أن الأولى موصولة أيضا، وليست باستفهام.
«ما دامت السّموات» : ما، فى موضع نصب تقديره: وقت دوام السموات.
١٠٨- وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ «إلا ما شاء ربك» : ما، فى موضع نصب، استثناء ليس من الأول.
«وأما الّذين سعدوا» : قرأ حفص والكسائي وحمزة: بضم السين، حملا على قولهم: مسعود، وهى لغة قليلة شاذة، وقولهم «مسعود» إنما جاء على حذف الزائد، كأنه من، «أسعده الله» ولا يقال: سعده الله فهو مثل قولهم: أجنه الله، فهو مجنون، فمجنون، أتى على «جنة الله»، وإن كان لا يقال وكذلك «مسعود» أتى على «سعده الله»، وإنك ان لا يقال.
وضم السين فى «سعدوا»، بعيد عند أكثر النحويين، إلا على تقدير: حذف الزائد، كأنه قال: وأما الذين أسعدوا.
ولا يحسن أن تكون «ما» زائدة، فتصير اللام داخلة على «ليوفينهم»، ودخولها على لام القسم لا يجوز.
وقد قيل: إن «ما» زائدة، لكن دخلت لتفصيل بين اللامين اللتين تتلقيان القسم: وكلاهما مفتوح، وتفصل بينهما ب «ما».
فأما من خفف «إن» فإنه خفف استثقالا للتضعيف، وأعملها فى «كل» مثل عملها مشددة، واللام مشددة، واللام فى «لما» على حالها.
فأما تشديد «لما» فى قراءة عاصم وحمزة وابن عامر فإن الأصل فيها «لمن ما» ثم أدغم النون فى الميم، فاجتمع ثلاث ميمات فى اللفظ، فحذفت الميم المكسورة وتقديره: وإن كلا لمن خلق ليوفينهم ربك.
وقيل: التقدير: لمن ما فتح الميم فى «من» فتكون «ما» زائدة، وتحذف إحدى الميمات لتكون الميم فى اللفظ على ما ذكرنا فالتقدير: لمن ليوفينهم.
وقد قيل: إن «لما»، فى هذا الموضوع: مصدر «لمّ»، أجرى فى الوصل مجراه فى الوقف وفيه بعد لأن إجراء الشيء فى الوصل مجراه فى الوقف إنما يجوز فى الشعر.
وقد حكى عن الكسائي أنه قال: لا أعرف وجه التثقيل فى «لما».
وقد قرأ الزهري «لما»، مشددة منونة، مصدر «لمّ».
ولو جعلت «إن» فى حال التخفيف بمعنى «ما»، لرفعت «كلا»، ولصار التشديد فى «لما» على معنى «إلا»، كما قال: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها) ٨٦: ٤، بمعنى: ما كل نفس إلا عليها، على قراءة من شدد «لما»، وفى حرف أبى: «وإن كل لنوفينهم»، «إن» بمعنى: «ما».
وقرأ الأعمش: «وإن كل لما لنوفينهم»، يجعل «إن» بمعنى «ما»، و «لما» بمعنى: «إلا»، ويرفع «كل» بالابتداء فى ذلك كله، و «ليوفينهم» : الخبر.
وقد قيل: إن «ما» : زائدة، فى قراءة من خفف، و «لنوفينهم» : الخبر.
وأجاز الفراء الرفع فيه على البدل من «أولوا»، وهو عنده مثل قوله: (إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ) ١٠: ٩٢، هو استثناء منقطع.
ويجوز فيه الرفع على البدل عنده، كما قال:
وبلدة ليس بها أنيس... إلا اليعافير وإلا العيس
فرفع «اليعافير» على البدل من «أنيس»، وحقه النصب، لأنه استثناء منقطع.
- ١٢- سورة يوسف
٢- إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ «قرآنا» : حال من الهاء فى «أنزلناه»، ومعناه: أنزلناه مجموعا و «عربيا» : حال أخرى.
ويجوز أن يكون «قرآنا» : توطئة للحال و «عربيا»، هو الحال كما تقول: مررت بزيد رجلا صالحا، ف «رجل» : توطئة للحال، و «صالح» هو الحال.
٤- إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ «إذ قال يوسف» : العامل فى «إذ» قوله: «الغافلين» الآية: ٣.
وقرأ طلحة بن مصرف «يؤسف»، بكسر السين والهمز يجعله عربيا على «يفعل»، من «الأسف» لكنه لم ينصرف للتعريف، ووزن الفعل.
وحكى أبو زيد «يؤسف»، بفتح السين والهمز، جعله «يفعل»، من «الأسف» أيضا وهو عربى، ولم ينصرف لما ذكرنا.
وليس فى كلام العرب «يفعل»، فلذلك لم يكن عربيا على هذا الوزن.
«يا أبت» : التاء، فى «يا أبت»، إذا كسرتها فى الوصل، فهى بدل من ياء الإضافة، عند سيبويه ولا يجمع بين التاء، وياء الإضافة عنده ولا يوقف على قوله «يأبه» إلا بالهاء إذ ليس ثم ياء مقدرة، وبذلك وقف ابن كثير وابن عامر بفتح التاء، قدرا أن «الياء» محذوفة، على حذفها، فى الترخيم، ثم رداها ولم يعتدا بها، ففتحاها كما كان الاسم قبل رجوعها مفتوحا، كما قالوا: يا طلحة، ويا أميمة، بالفتح فقياس الوقف على هذا أن تقف بالهاء، كما يوقف على: طلحة، وأميمة.
وقيل: إنه أراد: «يا أبتاه»، ثم حذف الألف لأن الفتحة تدل عليها، فيجب على هذا أن تقف بالتاء لأن الألف مرادة مقدرة.
وقيل: إنه أراد: «يا أبتاه»، ثم حذف، وهذا ليس بموضع ندبة.
وأجاز النحاس ضم التاء على الشبه بتاء «طلحة»، إذا لم يرخم. ومنه الزجاج.
«ساجدين» : حال من الهاء والميم فى «رأيتهم» لأنه من رؤية العين، وإنما أخبر عن الكواكب بالياء، والنون، وهى لا تعقل، لأنه لما أخبر عنها بالطاعة والسجود، وهما من فعل من يعقل، جرى «ساجدين» على الإخبار عمن يعقل، إذ قد حكى عنها فعل من يعقل.
٦- وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ «كما أتمّها» : الكاف، فى موضع نصب، نعتا لمصدر محذوف تقديره: إتماما كما أتمها.
٧- لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ «آيات للسائلين» : فى وزن «آية» أربعة أقوال:
قال سيبويه: هى «فعلة»، وأصله «أيية»، ثم أبدلوا من الياء الساكنة ألفا، هذا معنى قوله ومثله عنده: غاية، وراية واعتلال هذا عنده شاذ لأنهم أعلوا العين وصححوا اللام، والقياس إعلال اللام وتصحيح العين.
وقال بعض الكوفيين: إنه «فعلة» وأصلها: «أيية»، فقلبت الياء الأولى ألفا، لانكسارها وتحرك ما قبلها، وكانت الأولى أولى بالعلة من الثانية، لثقل الكسرة عليها وهذا قول صالح جار على الأصول.
وقال ابن الأنبارى: إن وزنها: فاعلة وأصلها: آيية، فأسكنت الياء الأولى استثقالا للكسرة على الياء، وأدغموها فى الثانية فصارت: آية، مثل لفظ «دابة» ووزنها، ثم خففوا الياء، كما قالوا: كينونة، بتخفيف الياء ساكنة، وأصلها: كينونة، ثم خففوا فخذفوا الياء الأولى المتحركة استثقالا للياء المشددة مع طول الكلمة.
وهذا قول بعيد من القياس، إذ ليس فى «آية» طول يجب الحذف معه، كما فى «كينونة».
٩- اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ «أرضا» : ظرف وذكر النحاس أنه غير مبهم، وكان حق الفعل ألا يتعدى إليه إلا بحرف، لكن حذف الحرف.
١١- قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ «تأمنا» أصلها: تأمننا، ثم أدغمت النون الأولى فى الثانية، وبقي الإشمام يدل على ضمة النون الأولى، والإشمام: هو ضمك شفتيك من غير صوت يسمع، فهو بعد الإدغام، وقبل فتحة النون الثانية.
وابن كيسان يسمى «الإشمام» : الإشارة، ويسمى «الروم» : إشماما، والروم: صوت ضعيف يسمع خفيفا يكون فى المرفوع والمخفوض والمنصوب الذي لا تنوين فيه، والإشمام، لا يكون إلا فى المرفوع.
١٢- أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ «يرتع» : من كسر العين من القراء جعله من «رعا»، فحذف «الياء» علم على الجر، فهو «يفتعل»، والياء زائدة، من: رعى الغنم.
وقيل: هو من قولهم: رعاك الله أي: حرسك، فمعناه على هذا: نتحارس.
١٣- قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ «أن»، الأولى: فى موضع رفع ب «يحزننى»، و «أن»، الثانية: فى موضع نصب ب «أخاف».
١٦- وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ «عشاء» : نصب على الظرف، وهو فى موضع الحال من المضمر فى «جاءوا».
١٧- قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ «ولو كنّا» : قال المبرد: «لو» : بمعنى «إن».
١٨- وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ «بدم كذب» أي: دم ذى كذب.
«فصبر» : رفع على إضمار مبتدأ تقديره: فأمرى صبر أو فشأنى صبر.
وقال قطرب: تقديره: فصبرى صبر و «جميل» : نعت ل «صبر».
ويجوز النصب. ولم يقرأ به على المصدر، على تقدير: فأنا أصبر صبرا.
والرفع الاختيار فيه، لأنه ليس بأمر، ولو كان «أمرا»، لكان الاختيار فيه النصب.
١٩- وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ «يا بشرى» : قرأه ابن إسحاق وغيره: من غير ألف، وعلة ذلك أن ياء الإضافة حقها أن ينكسر ما قبلها، فلما لم يكن ذلك فى الألف قلبت ياء، فأدغمت فى ياء الإضافة، ومثله «هداى» ٢: ٣٨ ٢٠: ١٢٣.
وقد قرأه الكوفيون بغير ياء كأنهم جعلوا «بشرى» اسما للمنادى، فيكون فى موضع ضم.
(يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ) ٣٦: ٣٠ كأنه نادى «الحسرة».
«وأسرّوه» : الهاء، ليوسف عليه السلام والضمير لإخوته.
وقيل: الضمير للتجار، و «بضاعة» : نصب على الحال من «يوسف» معناه: مبضوعا.
٢٠- وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ...
«دراهم» : فى موضع خفض، على البدل من «ثمن».
٢٣- وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ «هيت» : لفظة مبينة غير مهموزة، يجوز فيها فتح الياء وكسرها وضمها، والكسر فيه بعد، لاستثقال الكسرة بعد الياء ومعناها: الاستجلاب ليوسف إلى نفسها، بمعنى: هلم لك ومنه قولهم: هيت فلان إذا دعاه.
فأما من همزه، فإنه جعله من: تهيأت لك، وفيه بعد فى المعنى لأنها لم تخبره بحالها أنها تهيأت له، إنما دعته إلى نفسها.
فأما من همز وضم التاء، فهو حسن لأنه جعله من: تهيأت لك جعله فعلا، أجراء على الإخبار به عن نفسها بحالها وهى تاء المتكلم.
ويبعد الهمز مع كسر التاء، لأن يوسف عليه السلام لم يخاطبها، فتكون التاء للخطاب لها، إنما هى دعته وخاطبته، فلا يحسن مع الهمز إلا ضم التاء ولو كان الخطاب من يوسف لقال: هيت لى، على الإخبار عن نفسه وذلك لا يقرأ به.
فأما فتح الهاء وكسرها، فلغتان، وذلك فى «هيت لك» مثل: سقيا لك.
«معاذ الله» : نصب على المصدر تقول: معاذا، ومعاذة، وعياذا، وعياذة.
«إنّه ربّى أحسن مثواى» : ربى، موضع نصب على البدل من الهاء و «أحسن» : خبر «إن».
وإن شئت جعلت الهاء للحديث، اسم «أن» و «ربى» : فى موضع رفع بالابتداء و «أحسن» :
خبره والجملة فى موضع رفع خبر «إن».
٢٤- وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ «لولا أن رأى» : أن، فى موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف. وحكم «لولا» تدخل على الأفعال لما فيها من معنى الشرط لأنها لا تغير معنى الماضي إلى الاستقبال، كما تفعل حروف الشرط، ومعناها امتناع الشيء لامتناع غيره، فإن وقع بعدها الاسم ارتفع على إضمار فعل إلا «أن»، فإنها يرتفع ما بعدها بالابتداء، لأن الفعل الذي فى صلتها يغنى عن إضمار فعل قبلها فإن ردت معها لزال منها معنى الشرط ووقع بعدها الابتداء والخبر مضمر فى أكثر الكلام ولا بد لها من جواب مضمر أو مظهر، ولا يليها إلا الأسماء، ويصير معناها امتناع الشيء لوجود غيره فتقدير الآية: لولا أن رأى برهان ربه فى ذلك الوقت لكان منه كذا وكذا فالخبر والجواب محذوفان، فلو كانت «لولا» بمعنى «هلا» وقع بعدها الفعل نحو قوله: «فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ» ١٠: ٩٨، وهو كثير.
ومعناها فى هذا الموضع التخصيص على الشيء، ولك أن تضمر الفعل بعدها، فتقول: لولا فعلت خيرا ونظيرها فى هذا المعنى: «لو ما».
«كذلك لنصرف» : الكاف، فى موضع رفع على إضمار مبتدأ تقديره: أمر البراهين كذلك.
ويجوز أن تكون فى موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره: أريناه البراهين رؤية كذلك.
٢٧- وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ «وإن كان قميصه» :«إن» : للشرط، وهى ترد جميع الأفعال الماضية إلى معنى الاستقبال، إلا «كان».
لقوة «كان» وكثرة تصرفها، وذلك أنها يعبر بها عن جميع الأفعال.
٣١- فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ الأصل فى «حاش» أن تكون بالألف، لكن وقعت فى المصحف بغير ألف، اكتفاء بالفتحة من الألف، كما حذفت النون فى «لم يك». و «حاش» : فعل ماض على «فاعل»، مأخوذ من «الحشى»، وهى الناحية.
ولا يحسن أن يكون حرفا، عند أهل النظر، وأجاز ذلك سيبويه ومنعه الكوفيون، فإنه لو كان حرف جر ما دخل
ومعنى «حاشى لله» : بعد يوسف عن هذا الذي رمى به لله أي: لخوفه الله ومراقبته.
وقال المبرد: يكون «حاشى» : حرفا، ويكون فعلا، واستدل على أنها تكون فعلا بقول النابغة:
ولا أحاشى من الأقوام من أحد
ف «من أحد» : فى موضع نصب ب «أحاشى».
وقال غيره: «حاشى» : حرف. و «أحاشى» : فعل، أخذ من الحرف، وهى من حروفه كما قالوا: لا إله إلا الله، ثم اشتق من حروف هذه الجملة فعل، فقالوا: أهلل فلان، ومثله قولهم: بسمل فلان، إذا قال: بسم الله وحوقل فلان: إذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله وهو كثير.
وقال الزجاج: معنى «حاشى لله» : براءة لله تعالى فمعناه: قد تنحى يوسف من هذا الذي رمى به.
وحكى أهل اللغة: «حشى لله»، بحذف الألف الأولى، وهى لغة.
والنصب ب «حاشى»، عند المبرد، فى الاستثناء، أحسن لأنها فعل فى أكثر أحوالها، وسيبويه يرى الخفض بها، لأنها حرف جر.
٣٥- ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ فاعل «بدا»، عند سيبويه: محذوف، قائم مقامه «ليسجننه».
وقال المبرد: فاعله المصدر الذي دل عليه «بدا».
وقيل: الفاعل محذوف لم يعوض منه شىء تقديره: ثم بدا لهم رأى.
٣٨- وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ...
«أن» : اسم «كان» فى موضع رفع، و «لنا» : خبر «كان»، و «من شىء» : فى موضع نصب مفعول «نشرك»، و «من» : زائدة، مؤكدة للنفى.
٤٠- ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ...
أصل «سمى» : أن يتعدى إلى مفعولين، يجوز حذف أحدهما، والثاني هنا محذوف تقدير: سميتموها آلهة.
و «أنتم» : توكيد ل «التاء»، فى «سميتموها»، ليحسن العطف عليها.
سقى، وأسقى، لغتان.
وقيل: سقى: معناه: ناول الماء وأسقى: جعل له سقاء ومنه قوله تعالى: (وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً) ٧٧: ٢٧ أي: جعلنا لكم ذلك.
٤٣- وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ...
«سمان» : الخفض على النعت ل «بقرات» وكذلك: «خضر» خفضت على النعت ل «سنبلات».
ويجوز النصب فى «سمان»، وفى «خضر» على النعت ل «سبع» كما قال تعالى: (سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) ٦٧: ٣، على النعت ل «سبع».
ويجوز خفض «طباق» على النعت ل «سموات»، ولكن لا يقرأ إلا بما صحت روايته ووافق خط المصحف.
٤٧- قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً...
«دأبا» : نصب على المصدر لأن: «تزرعون» بدل على «تدأبون».
وقال أبو حاتم: من فتح الهمزة «دأبا» : وهى قراءة حفص عن عاصم، جعله مصدر «دئب»، ومن أسكن جعله مصدر «دأب»، وفتح الهمزة فى الفعل هو المشهور عند أهل اللغة، والفتح والإسكان فى المصدر لغتان كقولهم: النهر والنهر، والسمع والسمع.
وقيل: إنما حرك وأسكن، لأجل حرف الحلق.
٦٤- قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ انتصب «حافظا» على البيان، لأنهم نسبوا إلى أنفسهم حفظ أخى يوسف، فقالوا: (وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) الآية: ١٢، فرد عليهم يعقوب ذلك فقال: الله خير حافظا من حفظكم. فأما من قرأه «حافظا» فنصبه على الحال، عند النحاس، حال من الله جل ثناؤه، على أن يعقوب رد لفظهم بعينه إذ قالوا: (وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) الآية: ١٢، فأخبرهم أن الله هو الحافظ، فجرى اللفظان على سياق واحد.
وقال بعض أهل النظر: إن «حافظا» لا ينتصب على الحال، لأن «أفعل» لا بد لها من بيان، ولو جاز نصبه على الحال لجاز حذفه، ولو حذف لنقص بيان الكلام ولصار اللفظ: فالله خير، فلا ندرى معنى الخير فى أي نوع هو؟ وجواز الإضافة يدل على أنه ليس بحال، ونصبه على البيان أحسن، كنصب «حفظ»، وهو قول الزجاج وغيره.
٦٥- وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي...
«ما نبغى» : ما، فى موضع نصب ب «نبغى»، وهى استفهام: ويجوز أن تكون نعتا فيحسن الوقف على «نبغى»، ولا يحسن فى الاستفهام الوقف على «نبغى» لأن الجملة التي بعده فى موضع الحال.
٧٥- قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ «جزاؤه»، الأول: مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: قال إخوة يوسف: جزاء السارق عندنا كجزائه عندكم.
وقيل: التقدير: جزاء السارق عندنا كجزائه عندكم، فالهاء، تعود على السارق، أو على السرق ثم ارتفعت «من» بالابتداء، وهى بمعنى «الذي»، أو للشرط.
وقوله «فهو جزاؤه» : ابتداء وخبر، فى موضع خبر «من»، «والغاء» جواب الشرط، أو جواب الإبهام الذي فى النهى والهاء فى «فهو» : يعود على الاستعباد، والهاء فى «جزاؤه» يعود على السارق، أو على السرق.
وقيل: إن «جزاؤه» الأول ابتداء، و «من» : خبره، على تقدير حذف مضاف تقديره: قال إخوة يوسف:
جزاء السرق استعباد من وجد فى رحله فهو جزاؤه أي: والاستعباد جزاء السرق فالهاءات تعود على «السرق» لا غير، فى هذا القول.
وقيل: إن «جزاؤه»، الأول: مبتدأ، و «من» : ابتداء ثان، وهو شرط، أو بمعنى: الذي، و «فهو جزاؤه» :
خبر الثاني، والثاني وخبره خبر عن الأول. و «جزاؤه»، الثاني: يعود على المبتدأ الأول، لأنه موضوع موضع المضمر، كأنك قلت: فهو هو.
٧٦- فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ «إلّا أن يشاء الله» : أن، فى موضع نصب، على تقدير حذف حرف جر، أي: إلا بأن يشاء الله.
«نرفع درجات من نشاء» : قرأه الكوفيون بتنوين «درجات»، فيكون فى موضع نصب ب «نرفع»، وحرف الجر محذوف مع «درجات» تقديره: نرفع من نشاء إلى درجات.
ومن لم ينون «درجات» نصبها ب «نرفع»، وأضافها إلى «من».
٧٧- قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ «فقد سرق» : سرق، فعل ماض محكى تقديره: فقد قيل سرق أخ له.
ولا يجوز أن يقطعوا بالسرق على يوسف، لأن أنبياء الله أجل من ذلك، إنما ذكروا أمرا قد قيل ولم يقطعوا بذلك.
«مكانا» : نصب على البيان.
٧٩- قالَ مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ...
«أن» : فى موضع نصب على تقدير حذف حرف الجر أي: أعوذ بالله من أن نأخذ.
٨٠- فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ...
«نجيّا» : نصب على الحال من المضمر فى «خلصوا»، وهو واحد يؤدى عن معنى الجمع.
«ومن قبل ما فرّطتم» : يجوز أن يكون «ما» : زائدة، ويكون «من» : متعلقة ب «فرطتم» تقديره: وفرطتم من قبل فى يوسف.
وفيه بعد، للتفريق بين حرف العطف والمعطوف عليه.
فإن جعلت «ما» والفعل مصدرا، لم يتعلق «من» ب «فرطتم» لأنك تقدم الصلة على الموصول، لكن تتعلق بالاستقرار، لأن المصدر مرفوع بالابتداء، وما قبله خبره وفيه نظر.
ويجوز أن تكون متعلقة ب «تعلموا» من قوله «ألم تعلموا»، ويكون «ما» و «فرطتم» مصدرا فى موضع نصب على العطف على «أن»، والعامل «تعلموا» وفيه قبح، للتفريق بين حرف العطف والمعطوف ب «من قبل»، وهو حسن عند الكوفيين، وقبيح عند البصريين.
٩٠-... إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ «من» : شرط رفع بالابتداء، و «فإن الله» وما بعده: الخبر، والجملة خبر «إن» الأولى، والهاء، للحديث، و «يصبر» : عطف على «يتق».
وأما ما رواه قنبل عن ابن كثير أنه قرأ «يتقى» بياء، فإن مجازه أنه جعل «من» بمعنى: «الذي»، فرفع «يتقى» لأنه صلة ل «من»، وعطف «ويصبر» على معنى الكلام لأن «من»، وإن كانت بمعنى «الذي»، ففيها معنى الشرط، ولذلك تدخل الفاء فى خبرها فى أكثر المواضع فلما كان فيها معنى الشرط عطف «ويصبر» على ذلك المعنى فجزمه كما قال (فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ) ٦٣: ١٩، فجزم «وأكن»، حمله على معنى «فأصدق»، لأنه بمعنى «أصدق» مجزوما، لأنه جواب الشرط.
وقد قيل: إن «من» فى هذه القراءة: للشرط، والضمة مقدرة فى «الياء» - من «يتقى»، فحذفت للجزم، كما قال الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمى
وفى هذا ضعف لأنه أكثر ما يجوز هذا التقدير فى الشعر.
وقد قيل: إن «من» بمعنى: الذي، و «يصبر» : مرفوع على العطف على «يتقى»، لكن حذفت الضمة استخفافا، وفيه بعد أيضا.
٩٢- قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ لا يجوز أن يكون العامل فى «اليوم» :«لا تثريب» لأنه يصبر من تمامه، وقد بنى «تثريب» على الفتح، ولا يجوز بناء الاسم قيل تمامه، لكن ينصب «اليوم» على الظرف، وتجعله خبرا ل «تثريب»، و «عليكم» صفة
ويجوز أن ينصب «اليوم» ب «عليكم»، وتضمر خبرا ل «تثريب»، لأن «عليكم»، وما عملت فيه صفة ل «تثريب».
ويجوز أن يجعل «عليكم» : خبر «تثريب»، وينصب «اليوم» ب «عليكم»، والناصب ل «اليوم» فى الأصل، هو ما تعلقت به «على» المحذوفة.
٩٦- فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً...
«فارتدّ بصيرا» : نصب على الحال.
١٠٠- وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً «سجّدا» : حال من المضمر فى «خروا له»، وهو حال مقدرة.
١٠٧- أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ «بغتة» : حال وأصله المصدر.
١٠٩- وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ «والدار الآخرة» : هذا الكلام فيه حذف مضاف تقديره: ولدار الحال الآخرة.
وقد قال الفراء: إن هذا من إضافة الشيء إلى نفسه لأن الدار هى الآخرة.
وقيل: إنه من إضافة الموصوف إلى صفته لأن الدار وصفت بالآخرة، كما قال فى موضع آخر: (وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ) ٧: ١٦٩، على الصفة.
١١١- لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ انتصب «تصديق» على خبر «كان» مضمرة تقديره: ولكن كان ذلك تصديق الذي بين يديه.
ويجوز الرفع تقديره: ولكن هو تصديق.
ولم يقرأ به أحد.
١- المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ «الذي» : فى موضع رفع على العطف على «آيات»، أو على إضمار «هو» و «الحق» : نعت ل «الذي».
ويجوز أن يكون «الذي» فى موضع خفض، على العطف على «الكتاب، ويكون «الحق» رفعا على إضمار مبتدأ.
٢- اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها...
يجوز أن تكون «ترونها» فى موضع خفض على النعت ل «عمد»، ويكون المعنى: أن ثم عمدا ولكن لا ترى.
ويجوز أن يكون «ترونها» فى موضع نصب على الحال من «السموات»، والمعنى: أنه ليس ثم عمد البتة.
ويجوز أن تكون «ترونها» لا موضع له من الإعراب، على معنى: وأنتم ترونها، ولا يكون أيضا ثم عمد.
٥- وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ...
العامل فى «أئذا» : فعل محذوف، دل عليه الكلام تقديره: أنبعث إذا.
ومن قرأه على لفظ الخبر، كان تقديره: لانبعث إذا كنا لأنهم أنكروا البعث، فدل إنكارهم على هذا الحذف.
ولا يجوز أن يعمل «كنا» فى «إذا» لأن القوم لم ينكروا كونهم ترابا، إنما أنكروا البعث بعد كونهم ترابا، فلا بد من إضمار يعمل فى «إذا» به يتم المعنى.
وقيل: لا يعمل «كنا» فى «إذا» لأن «إذا» مضافة إلى «كنا»، والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف، ولا يجوز أن يعمل فى «إذا» «مبعوثون» لأن ما بعد «أن» لا يعمل فيما قبلها.
ويجوز أن يكون «هاد» عطف على «منذر»، فتكون اللام متعلقة، ب «منذر»، أو ب «هاد» وتقديره: إنما أنت منذر وهاد لكل قوم.
٨- اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ «يعلم ما تحمل» : إن جعلت «ما» بمعنى «الذي» كانت فى موضع نصب ب «يعلم»، و «الهاء» محذوفة من «تحمل» تقديره: تحمله.
وإن جعلت «ما» استفهاما كانت فى موضع رفع، الابتداء، و «تحمل» : خبره، وبعدها «هاء» محذوفة، والجملة فى موضع نصب ب «يعلم».
وفيه بعد، لحذف «الهاء» من الخبر، وأكثر ما يكون فى الشعر، فالأحسن أن يكون «ما» : فى موضع نصب ب «يحمل»، وهى استفهام.
١٠- سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ...
«سواء منكم من أسر» : من، رفع بالابتداء، و «سواء» : خبر مقدم والتقدير: ذو سواء منكم من أسر.
ويجوز أن يكون «سواء» بمعنى: مستو، فلا يحتاج إلى تقدير حذف «ذو».
١٢- هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ «خوفا وطمعا» : مصدران.
١٧- أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً...
«زبد مثله» : ابتداء وخبر.
وقيل: خبر «زبد» : قوله «فى النار».
«جفاء» : نصب على الحال من المضمر فى «فيذهب»، وهو ضمير «الزبد».
٢٣- جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ...
«من» : فى موضع نصب مفعول معه، أو فى موضع، رفع، على العطف على «أولئك»، أو على العطف على المضمر المرفوع فى «يدخلونها» وحسن العطف على المضمر المرفوع بغير تأكيد، لأجل الضمير المنصوب الذي حال بينهما، فقام مقام التأكيد.
٢٩- الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ «الذين آمنوا وعملوا الصالحات» : الذين، ابتداء، و «طوبى» : ابتداء ثان و «لهم» : خبر «طوبى» والجملة خبر عن «الذين».
ويجوز أن يكون «الذين» : فى موضع نصب، على البدل من «من»، أو على إضمار: أعنى.
ويجوز أن يكون «طوبى» : فى موضع نصب، على إضمار: جعل لهم طوبى وبنصب «وحسن مآب» ولم يقرأ به أحد.
٣٥- مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ...
«مثل» : ابتداء، والخبر محذوف، عند سيبويه تقديره: وفيما يتلى عليكم مثل الجنة، أو فيما يقص عليكم مثل الجنة.
وقال الفراء: «تجرى من تحتها الأنهار» : الخبر، ويقدر حذف «مثل» وزيادتها، وأن الخبر إنما هو عما أضيف إليه «مثل»، لا عن «مثل» نفسه، فهو ملغى، والخبر عما تقدره، وكأنه قال: الجنة التي وعد المتقون تجرى من تحتها الأنهار، كما يقال: حلية فلان أسمر، على تقدير حذف «الحلية».
٤٣- وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ «كفى بالله شهيدا» : ينتصب «شهيدا» على البيان، و «بالله» فى موضع رفع.
«ومن عنده علم» : فى موضع رفع، عطف على موضع «بالله»، أو فى موضع خفض على العطف على اللفظ.
١- الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ...
«كتاب» : رفع على إضمار مبتدأ أي: هذا كتاب. و «أنزلناه» فى موضع النعت ل «كتاب».
٣- الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ «عوجا» : مصدر، فى موضع الحال.
وقال على بن سليمان: هو مفعول ب «يبغون»، و «اللام» محذوفة من المفعول الأول تقديره: ويبغون لها عوجا.
٤- وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ رفع «فيضل» لأنه مستأنف، ويبعد عطفه على ما قبله لأنه يصير المعنى: إن الرسول إنما يرسله الله ليضل، والرسول لم يرسل للضلال إنما الرسل للبيان.
وقد أجاز الزجاج نصبه على أن يحمله على مثل قوله تعالى (لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) ٢٨: ٨ لأنه لما كان أمرهم إلى الضلال، مع بيان الرسول لهم، صاروا كأنهم إنما أرسله بذلك.
٥- وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ...
«أن» : فى موضع نصب تقديره: بأن أخرج.
وقيل: هى لا موضع لها من الإعراب، بمعنى «أي» التي تكون للتفسير.
٦- وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ...
«ويذبحون» : إنما زيدت «الواو» لتدل على أن الثاني غير الأول، وحذف «الواو» فى غير هذا الموضع إنما هو على البدل، فالثانى بعض الأول.
ويجوز أن يكون «لنا» : الخبر.
والأول أحسن.
١٢- وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا...
«أن» : فى موضع نصب على حذف الخافض، تقديره: وما لنا فى أن لا نتوكل، و «ما» : استفهام فى موضع الابتداء، و «لنا» : الخبر، وما بعد «لنا» : فى موضع الحال كما تقول: مالك قائما؟ ومالك فى أن لا تقوم؟
١٧- يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ «ومن ورائه» أي: من قدامه.
وقيل: تقديره: ومن وراء ما يعذب به عذاب غليظ والهاء، على القول الأول: تعود على «الكافرين»، وفى القول الثاني: تعود على «العذاب».
١٨- مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ «مثل» : رفع بالابتداء، والخبر محذوف تقديره، عند سيبويه: وفيما نقص عليكم مثل الذين كفروا.
وقال الكسائي: «كرماد» : الخبر، على حذف مضاف تقديره: مثل أعمال الذين كفروا مثل رماد هذه صفته.
وقيل: «أعمالهم» : بدل من «مثل»، و «كرماد» : الخبر.
وقيل: «أعمالهم» : ابتداء ثان و «كرماد»، خبره والجملة خبر عن «مثل».
ولو كان فى الكلام لحسن خفض «الأعمال»، على البدل من «الذين»، وهو بدل الاشتمال.
وقيل: هو محمول على المعنى لأن «الذين» هم المخبر عنهم، فالقصد: إلى الذين، و «مثل» : مقحم، والتقدير: الذين كفروا أعمالهم كرماد، ف «الذين» : مبتدأ، و «أعمالهم» : ابتداء ثان، و «كرماد» :
الخبر والجملة: خبر عن «الذين».
«فى يوم عاصف» أي: عاصف ريحه، كما نقول: مررت برجل قائم أبوه، لم يحذف «الأب» إذا علم المعنى وقيل: تقديره: فى يوم ذى عصوف.
٢١- وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ
«جميعا» : نصب على الحال من المضمر فى «برزوا».
«أجز عنا أم صبرنا» : إذا وقعت ألف الاستفهام مع التسوية على ماض دخلت «أم» بعدها على ماض، أو على مستقبل، أو على جملة، نحو (أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) ٧: ١٩٣، وإذا دخلت الألف التي بمعنى التسوية على اسم جئت ب «أو» بين الاسمين، نحو: سواء على أزيد عندك أو عمرو؟
وإن لم تدخل ألف الاستفهام جئت بالواو بين الاسمين، نحو: سواء على زيد وعمرو.
٢٢- وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ...
«إلا أن دعوتكم» : أن، فى موضع نصب، استثناء ليس من الأول.
«وما أنتم بمصرخىّ» : من فتح الياء، وهى قراءة الجماعة، فأصلها ياءان: ياء الجمع وياء الإضافة، وفتحت لالتقاء الساكنين، وكان الفتح أخف مع الياءات من الكسر.
ويجوز أن يكون أدغم ياء الإضافة، وهى مفتوحة، فبقيت على فتحها، وهو أصلها، والإسكان فى ياء الإضافة إنما هو للتخفيف.
ومن كسر الياء، وهى قراءة حمزة- وقد قرأ الأخفش بذلك ويحيى بن وثاب- والأصل عنده فى «مصرخى» ثلاث ياءات: ياء الجمع، وياء الإضافة، وياء زيدت للمد، ثم حذفت الياء التي للمد، وبقيت الياء المشددة مكسورة.
٢٣- وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ «تحيتهم فيها سلام» : ابتداء وخبر.
ويحتمل أن تكونا فى تأويل مفعول لم يسم فاعله أي: يحيون بالسلام، على معنى: يحيهم الملائكة بالسلام.
ولفظ الضمير الخفض، لإضافة المصدر إليه والجملة فى موضع نصب على الحال «من الذين»، وهى حال مقدرة، أو حال من المضمر فى «خالدين»، فلا تكون حالا مقدرة.
ويجوز أن تكون فى موضع نصب على النعت ل «جنات»، مثل: «تجرى من تحتها».
فأما «خالدين فيها» فيحتمل أن تكون حالا مقدرة، ويحتمل أن تكون نعتا ل «جنات» أيضا، ويلزم إظهار الضمير، فتقول: خالدين هم فيها وإنما ظهر لأنه جرى صفة لغير من هوله، وحسن كل ذلك لأن فيه ضميرين:
ضميرا ل «جنات»، وضميرا ل «الذين».
ونصب «جنات» أتى على حذف حرف الجر، وهو نادر لا يقاس عليه، تقول: دخلت الدار، وأدخلت زيدا الدار، والدليل على أن «دخلت» لا يتعدى أن نقيضه لا يتعدى، وهو «خرجت»، وكل فعل لا يتعدى نقيضه لا يتعدى هو.
٢٨- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ «قومهم دار البوار» : مفعولان ل «أحلوا».
٢٩- جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ «جهنم» : بدل من «دار» الآية: ٢٨.
٣١- قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ...
«يقيموا الصّلاة» : تقديره عند أبى إسحاق: قل لهم ليقيموا، ثم حذف اللام لتقدم لفظ الأمر.
وقال المبرد: «ليقيموا» : جواب الأمر محذوف تقديره: قل لهم أقيموا الصلاة يقيموا.
وقال الأخفش: هو جواب «قل»، وفيه بعد لأنه ليس بجواب له على الحقيقة، لأن أمر الله لنبيه بالقول ليس فيه أمر لهم بإقامة الصلاة.
٣٣- وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ «دائبين» : نصب على الحال من «الشمس والقمر»، وغلب «القمر» لأنه مذكر.
٣٤- وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها...
«من كلّ ما» : ما، نكرة، عند الأخفش، و «سألتموه» : نعت ل «ما»، وهى فى موضع خفض.
وقيل: «ما» و «سألتموه» : مصدر فى موضع خفض.
٤٣- مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ «مهطعين مقنعى رءوسهم» : حالان من الضمير المحذوف تقديره: إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه أبصارهم فى هاتين الحالتين.
٤٤- وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ...
«يوم» : مفعول ل «أنذر»، ولا يحسن أن يكون ظرفا للإنذار، لأنه لا إنذار يوم القيامة، فتقول عطف على «يأتيهم»، ولا يحسن نصبه على جواب الأمر لأن المعنى يتغير فيصير: إن أنذرتهم فى الدنيا قالوا ربنا أخرنا وليس الأمر على ذلك إنما قولهم وسؤالهم التأخير، إذا أتاهم العذاب ورأوا الحقائق.
٤٦- وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ من نصب «لتزول» فاللام لام جحد، والنصب على إضمار «أن»، ولا يحسن إظهارها كذلك مع لام «كي»، لأن الحجة مع الفعل كالسين مع الفعل فى «سيقوم»، إذ هى نفى مستقبل، فكما لا يحسن أن يفرق بين السين والفعل، كذا لا يجوز أن يفرق بين اللام والفعل وتقديره: وما كان مكرهم لتزول منه الجبال على التصغير وللتحقير لمكرهم أي: هو أضعف وأحقر من ذلك، ف «الجبال» فى هذه القراءة: تمثيل لأمر الشيء وثبوته ودلائله.
وقيل، هى تمثيل للقرآن، والضمير فى «مكرهم» : لقريش، وعلى هذه القراءة أكثر القراء، أعنى كسر اللام الأولى وفتح الثانية.
وقد قرأ الكسائي بفتح اللام الأولى وبضم الثانية، فاللام: الأولى لام تأكيد، على هذه القراءة، و «أن» مخففة من الثقيلة و «الهاء» : مضمرة مع «أن»، تقديره: وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال.
فهذه القراءة تدل على تعظيم مكرهم وما ارتكبوا من فعلهم، و «الجبال» أيضا: يراد بها أمر النبي وما أتى به، مثل الأول وتقديره: مثل الجبال فى القوة والثبات. و «الهاء والميم» : ترجع على كفار قريش.
وقيل: إنها ترجع على نمرود بن كنعان فى محاولته الصعود إلى السماء ليقاتل من فيها. و «الجبال» هى المعهودة.
٤٧- فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ «مخلف وعده رسله» : هو من الاتساع، لمعرفة المعنى تقديره، مخلف رسله وعده.
- ١٥- سورة الحجر
٢- رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ «ربما» : ربما، فيها لغات يقال: رب، مخففة وربّ، مشددة، وهو الأصل وربة، بالتاء والتخفيف، وبالتاء والتشديد، على تأنيث الكلمة.
وحكى أبو حاتم الوجوه الأربعة بفتح الراء.
ولا موضع لها من الإعراب، وجىء ب «ما» لتكف «رب» عن العمل.
وقيل: جىء بها ليتمكن وقوع الفعل بعدها.
وقال الأخفش: ما، فى موضع خفض ب «رب»، وهى نكرة.
٤- وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ «كتاب» : مبتدأ، و «لها» : الخبر والجملة فى موضع نعت ل «قرية».
ويجوز حذف الواو من «ولها»، لو كان فى الكلام.
٩- إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ «نحن» : فى موضع نصب، على التأكيد لاسم «إن»، ويجوز أن يكون فى موضع رفع بالابتداء، و «نزلنا» :
الخبر، والجملة: خبر «إن»، ولا يجوز أن يكون «نحن» فاصلة لا موضع لها من الإعراب لأن الذي بعدها ليس بمعرفة ولا ما قاربها، بل هو مما يقوم مقام النكرة، إذ هو جملة، والجمل تكون نعتا للنكرات، فحكمها حكم النكرات.
١٢- كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ «كذلك نسلكه» : الكاف، فى موضع نصب نعت لمصدر محذوف، و «الهاء» فى «نسلكه» : تعود على التكذيب وقيل: على الذكر.
و «الهاء» فى «فيه» : للباب.
١٨- إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ «من» : فى موضع نصب، على الاستثناء المنقطع.
وأجاز الزجاج أن تكون فى موضع خفض، على تقدير: إلا ممن استرق السمع وهو بعيد.
٢٠- وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ «من» : فى موضع نصب، عطف على موضع «لكم» لأن معنى «وجعلنا لكم فيها معايش» :
أنعشناكم وقويناكم ومن لستم له برازقين.
ويجوز أن ينصب «من» على إضمار فعل تقديره: وجعلنا لكم فى الأرض معايش وأنعشنا من لستم له برازقين.
وأجاز الفراء أن تكون «أن» فى موضع خفض، عطف على «الكاف والميم» فى «لكم».
ويجوز العطف على المضمر المخفوض، عند البصريين.
وأجاز الفراء أن يكون «من» فى موضع خفض، على العطف على «معايش»، على أن يكون «من» يراد بها الإماء والعبيد أي: جعلنا لكم فى الأرض ما تأكلون وجعلنا لكم من خدمكم ما تستمتعون به.
٢٢- وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ كان أصل الكلام «ملاقح» لأنه من: ألقحت الريح الشجر، فهى ملقح والجمع: ملاقح لكن أتى على تقدير حذف الزائد، كأنه جاء على «لقحت»، فهى: لاقح والجمع: لواقح فاللفظ أتى على هذا التقدير.
وقد قرأ حمزة «الريح لواقح»، بالتوحيد.
وأنكره أبو حاتم، لأجل توحيد لفظ «الريح» وجمع النعت، وهو حسن لأن الواحد يأتى بمعنى الجمع، قال الله جل ذكره: (وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها) ٦٩: ١٧، يعنى: الملائكة.
أجمع القوم أتانى.
وقال المبرد: أجمعون، معناه: غير مفترقين، وهو وهم منه عند غيره لأنه يلزمه أن ينصبه على الحال.
٣١- إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ «إلا إبليس» : استثناء ليس من الأول، عند من جعل «إبليس» ليس من الملائكة، لقوله (كانَ مِنَ الْجِنِّ) ١٨: ٥٠ وقيل: هو استثناء من الأول، لقوله: (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) ٢: ٣٤، فلو كان من غير الملائكة لم يكن ملوما، لأن الأمر بالسجود إنما وقع للملائكة خاصة، وقد يقع على الملائكة اسم الجن، لاستتارهم عن أعين بنى آدم، قال الله جل ذكره: (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) ٣٧: ١٥٨، فالجنة:
الملائكة.
٤٣- وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ «جهنم» : ينصرف، لأنه اسم معرفة أعجمى.
وقيل: هو عربى، ولكنه مؤنث معرفة.
ومن جعله عربيا اشتقه من قولهم: ركية جهنام، إذا كانت بعيدة القعر، فسميت النار: جهنم، لبعد قعرها.
٤٧- وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ «إخوانا» : حال من «المتقين» الآية: ٤٥، أو من الضمير المرفوع فى «ادخلوها» الآية: ٤٦، أو من الضمير فى «آمنين».
٥١- وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ «عن ضيف إبراهيم» أي: عن ذوى ضيف إبراهيم أي: عن أصحاب ضيف إبراهيم فحذف المضاف.
ويجوز أن يكون حالا مقدرة من «الهاء والميم» فى «صدورهم».
٥٤- قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ «تبشرون» : تبشروننى، لكن نافع حذف النون الثانية التي دخلت للفعل بين الفعل والياء، لاجتماع المثلين،
وقد جاء كسر نون الرفع وحذف النون التي مع الياء فى ضمير المنصوب فى الشعر قال الشاعر:
أبالموت الذي لا بد أنى | ملاق لا أباك تخوفينى |
٥٩- إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ «آل» : نصب على الاستثناء المنقطع لأن «آل لوط» ليسوا من القوم المجرمين المتقدم ذكرهم.
٦٠- إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ «إلا امرأته» : نصب على الاستثناء من «آل لوط».
٦٦- وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ «أن» : فى موضع نصب، على البدل من «الأمر»، إن كان «الأمر» بدلا «من ذلك» أو بدلا «من ذلك» إن جعلت «الأمر» عطف بيان على «ذلك».
وقال الفراء: «إن» : فى موضع نصب، على حذف الخافض أي: بأن دابر.
«مصبحين» : نصب على الحال مما قبلها.
٦٧- وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ «يستبشرون» : حال مما قبله.
٦٨- قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ «هؤلاء ضيفى» : تقديره: ذو وضيفى، ثم حذف المضاف.
٧٠- قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ «عن العالمين» : معناه: عن ضيافة العالمين.
٧٨- وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ «الأيكة» : لم يختلف القراء فى الهمز والخفض، هنا، وفى «ق» ٥٠: ١٤ وإنما اختلفوا فى «الشعراء» ٢٦: ١٧٦، و «ص» ٣٨: ١٣، فى فتح الياء وخفضها.
ومن قرأه بالخفض، جعل أصله: أيكة، اسم لموضع فيه شجر ملتف، ثم أدخل عليه الألف واللام للتعريف، فانصرف.
٩٠- كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ «الكاف» : فى موضع نصب، على النعت لمفعول محذوف تقديره: أنا النذير المبين عقابا أو عذابا مثل ما أنزلنا.
- ١٦- سورة النحل
١- أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ «أتى» : بمعنى: يأتى وحسن لفظ الماضي فى موضع المستقبل، لصدق إثبات الأمر، فصار فى أنه لا بد «أتى» :
يأتى، بمنزلة ما قد مضى وكان، فحسن الإخبار عنه بالماضي، وأكثر ما يكون هذا فيما يخبرنا الله جل ذكره به أنه يكون، فلصحة وقوعه وصدق المخبر عنه صار كأنه شىء قد كان.
٢- يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ «أن أنذروا» : أن، فى موضع خفض، على البدل من «الروح»، و «الروح»، هنا: الوحى أو فى موضع نصب على حذف الخافض أي: بأن أنذروا.
٨- وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ «وزينة» : نصب على إضمار فعل أي: وجعلها زينة.
وقيل: هو مفعول من أجله أي: وللزينة.
١٥- وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ «أن تميد بكم» : أن، فى موضع نصب مفعول من أجله.
وقيل: معناه: لئلا تميد.
٢٤- وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ «ماذا»، فيها قولان:
الأول: ما، فى موضع رفع بالابتداء، وهو استفهام معناه التقرير، و «ذا» بمعنى: الذي، وهو خبر «ما»، و «أنزل ربكم» : صلة «ذا»، ومع «أنزل» هاء محذوفة تعود على «ذا» تقديره: ما الذي أنزله ربكم.
ولما كان السؤال مرفوعا جرى الجواب على ذلك، فرفع «أساطير الأولين» على الابتداء والخبر أيضا تقديره:
قالوا هو أساطير الأولين.
وأما الثاني: ف «ما»، و «ذا» اسم واحد فى موضع نصب ب «أنزل»، و «ما» : استفهام أيضا، ولما كان السؤال منصوبا جرى الجواب على ذلك، فقال: قالوا خيرا أي: أنزل خيرا.
٣٢- الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ...
«طيبين» : حال من «الهاء والميم» فى «تتوفاهم».
٤٠- إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ «كن فيكون» : قرأ ابن عامر، والكسائي بنصب «فيكون»، عطفا على «نقول».
ومن رفعه قطعه مما قبله أي: فهو يكون.
وما بعد «الفاء» يستأنف ويبعد النصب فيه على جواب «كن» لأن لفظه لفظ الأمر، ومعناه الخبر عن قدرة الله، إذ ليس ثم مأمور بأن يفعل شيئا فالمعنى: فإنما يقال كن فهو يكون.
ومثله فى لفظ الأمر، قوله تعالى (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) لفظه لفظ الأمر ومعناه التعجب فلما كان معنى «كن» : الخبر، بعد أن يكون «فيكون» جوابا له، فنصب على ذلك وبعد أيضا من جهة أخرى وذلك أن جواب الأمر إنما جزم لأنه فى معنى الشرط، فإذا قلت: قم أكرمك جزمت الجواب لأنه بمعنى: إن تقم أكرمك وكذلك إذا قلت ت: قم فأكرمك إنما نصبت لأنه فى معنى: إن تقم فأكرمك.
وهذا إنما يكون أبدا فى فعلين مختلفى اللفظ، أو مختلفى الفاعلين، فإن اتفقا فى اللفظ، والفاعل واحد،
إن تخرج تخرج، وإن تقم فتقوم، لم يكن له معنى: لاتفاق لفظ معنى الفعلين والفاعلين، فكذلك: كن فيكون، لما اتفق لفظ الفعلين والفاعلين، لم يحسن أن يكون «فيكون» جوابا للأول، فالنصب على الجواب إنما يجوز على بعد على السببية فى «كن» بالأمر الصحيح على السببية بالفعلين المختلفين.
وقد أجاز الأخفش فى قوله (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا) ١٤: ٣١، جوابا ل «قل»، وليس هو بجواب له على الحقيقة، لأن أمر الله لنبيه عليه السلام بالقول ليس فيه بيان الأمر لهم بأن يقيموا الصلاة حتى يقول لهم:
أقيموا الصلاة.
فنصب «فيكون» على جواب «كن» إنما يجوز على التشبه على ما ذكرنا، وهو بعيد لفساد المعنى، وقد أجازه الزجاج وعلى ذلك قرأ ابن عامر بالنصب فى سورة البقرة: ١١٧، وفى آل عمران: ٤٧، وفى غافر:
٦٨، فأما فى هذه السورة، وفى «يس» : ٨٢، فالنصب حسن على العطف على «يقول» لأنه قبله «أن».
٤٢- الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ «الذين» : فى موضع رفع، على البدل من «الذين هاجروا» الآية: ٤١، أو فى موضع نصب على البدل من «الهاء والميم» فى «لنبوئنهم» الآية: ٤١، أو على إضمار: أعنى.
٥١- وَقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ «اثنين» : تأكيد بمنزلة «واحد»، فى قوله، (إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ) ٤: ١٧١ ٥٢- وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ «واصبا» : نصب على الحال.
٥٧- وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ «ولهم ما يشتهون» : ما، رفع بالابتداء، و «لهم» : الخبر.
وأجاز الفراء أن يكون «ما» : فى موضع نصب، على تقدير: ويجعلون لهم ما يشتهون.
ولا يجوز هذا عند البصريين كما لا يجوز: جعلت لى طعاما إنما يجوز: جعلت لنفسى طعاما فلو كان لفظ القرآن: ولأنفسهم ما يشتهون، جاز ما قال الفراء عند البصريين.
ويجوز فى الكلام أن يضمر فى «ظل» اسمها، ويرفع «وجهه»، و «مسود» بالابتداء والخبر، والجملة: خبر «ظل».
٦٢- وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ «وتصف ألسنتهم» : يذكر ويؤنث فمن أنث قال فى جمعه: ألسن ومن ذكره قال فى جمعه: ألسنة، وبذلك أتى القرآن.
و «الكذب» : منصوب ب «تصف»، و «أن لهم» : بدل من «الكذب»، بدل الشيء من الشيء، وهو هو.
وقد قرىء الكذب، بثلاث ضمات، على أنه نعت للألسنة، وهو جمع «كاذب»، وبنصب «أن لهم» ب «تصف».
«لا جرم أنّ لهم النّار» : أن، فى موضع رفع ب «جرم»، بمعنى: وجب ذلك لهم.
وقيل: هى فى موضع نصب، بمعنى: كسبهم أن لهم النار.
وأصل معنى «جرم» : كسب، ومنه: المجرمون أي: الكاسبون الذنوب.
٦٤- وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ «وهدى ورحمة» : مفعولان من أجلهما.
٦٦- وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ «ممّا فى بطونه» : الهاء. تعود على «الأنعام» لأنها تذكر وتؤنث، يقال: هو الأنعام:
وهى الأنعام، فجرى هذا الحرف على لغة من يذكر. والذي فى سورة «المؤمنين» : ٢١، على لغة من يؤنث.
حكى هذا عن يونس بن حبيب البصري.
وهو قول أبى عبيدة.
وجواب ثالث، وهو: أن «الهاء» فى «بطونه» تعود على المذكور أي: ونسقيكم مما فى بطون المذكور.
وجواب رابع، وهو: أن «الهاء» تعود على «النعم» لأن الأنعام والنعم، سواء فى المعنى.
وجواب خامس، وهو: أن «الهاء» تعود على واحدة الأنعام واحدها: نعم: والنعم مذكر، واحد الأنعام.
والعرب تصرف الضمير إلى الواحد، وإن كان لفظ الجمع قد تقدم قال الأعشى:
فإن تعهدى لامرىء لمة | فإن الحوادث أودى بها |
وجواب سادس، وهو: أن «الهاء» تعود على الذكور خاصة، حكى هذا أقول إسماعيل القاضي، ودل ذلك أن اللبن للفحل، فشرب اللبن من الإناث، واللبن للفحل، فرجع الضمير عليه، واستدل بها على أن اللبن فى الرضاع للفحل.
٦٧- وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ «الهاء» فى قوله «تتخذون منه» : يعود على واحد الثمرات المتقدمة الذكر، فهى تعود على الثمر، كما عادت «الهاء» فى «بطونه» على واحد الأنعام، وهو النعم.
وقيل: بل تعود على «ما» المضمرة لأن التقدير: ومن ثمرات النخيل والأعناب ما تتخذون منه، فالهاء ل «ما»، ودلت «من» عليها وجاز حذف «ما» كما جاز حذف «من» فى قوله: (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) ٣٧: ١٦٤ أي: إلا من له مقام، فحذف «من» لدلالة «من» عليها، فى قوله «وما منا».
وقيل: «الها» : تعود على المذكور، كأنه قال: تتخذون من المذكور سكرا.
٦٩- ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ «الهاء» فى قوله «فيه شفاء للناس» : تعود على «الشراب»، الذي هو العسل.
٧٣- وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ انتصب «شىء» على البدل من «رزق»، وهو عند الكوفيين، منصوب ب «رزق»، و «الرزق»، عند البصريين: اسم ليس بمصدر، فلا يعلم إلا فى شعر.
٩١- وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ «بعد توكيدها»، هذه الواو فى «التوكيد» هى الأصل.
ويجوز أن يبدل منها همزة، فتقول: تأكيد، ولا يحسن أن يقال: الواو بدل من الهمزة، كما لا يحسن ذلك فى «أحد»، أصله: وحد، فالهمزة بدل من الواو.
٩٢- وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ «أنكاثا» : نصب على المصدر، والعامل فيه «نقضت» لأنه بمعنى: نكثت نكثا ف «أنكاثا» جمع: نكث.
وقال الزجاج: أنكاثا، نصب لأنه فى معنى المصدر.
«دخلا» : مفعول من أجله.
«أن تكون أمّة هى أربى من أمة» : أن، فى موضع نصب على حذف حرف الخفض تقديره:
بأن تكون، أو: لأن تكون «هى أربى» : مبتدأ و «أربى» : فى موضع رفع خبر «هى» والجملة خبر «كان».
وأجاز الكوفيون أن تكون «هى» : فاصلة، لا موضع لها من الإعراب وأربى» : فى موضع نصب خبر «كان»، وهو قياس قول البصريين لأنهم أجازوا أن تكون: هى، وهو، وأنت، وأنا، وشبه ذلك:
فواصل لا موضع لها من الإعراب، مع «كان» وأخواتها، و «أن» وأخواتها و «ظن» وإخوتها، إذا كان بعدهن معرفة، أو ما قارب المعرفة.
وإنما فرق البصريون فى هذه الآية ولم يجيزوا أن تكون «هى» فاصلة لأن «كان» نكرة، فلو كان معرفة لحسن وجاز.
والهاء فى «يبلوكم الله به» : يرجع على العهد.
٩٩- إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الهاء، فى «إنه» : تعود على الشيطان.
وقيل: للحديث والخبر.
١٠٠- إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ الهاء فى «هم به مشركون» : تعود على «الله» جل ذكره.
وقيل: على الشيطان، على معنى: هم من أجله يشركون بالله.
١٠٦- مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ «من كفر بالله» : من، فى موضع رفع، بدل من «الكاذبين» الآية: ١٠٥ «إلا من أكره» : من، نصب على الاستثناء.
«ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم» : من، مبتدأ، و «فعليهم» : الخبر.
١١٦- وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ...
«الكذب» : نصب ب «تصف»، و «ما تصف» : مصدر.
ومن رفع «الكذب»، وضم الكاف والدال، جعله نعتا ل «ألسنة».
وقرأ الحسن، وطلحة، ومعمر: «الكذب»، بالخفض وفتح الكاف، وجعلوه نعتا ل «ما»، أو بدلا منها.
١٢٣- ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ «حنيفا»، حال من المضمر المرفوع فى اتبع، ولا يحسن أن يكون حالا من «إبراهيم» لأنه مضاف إليه.
وأصل «الحنف» : الميل فى الأمر ومنه: الأحنف.
١٢٧- وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ «ولا تحزن عليهم» : الهاء والميم: يعودان على «الكفار» أي: لا تحزن على تخلفهم عن الإيمان، وذلك على ذلك قوله «يمكرون».
وقيل: الضمير ل «الشهداء» الذين نزل فيهم (وَإِنْ عاقَبْتُمْ) الآية: ١٢٦، إلى آخر السورة أي: لا تحزن على قتل الكفار إياهم.
و «الضيق»، بالفتح: المصدر وبالكسر: الاسم.
وحكى الكوفيون «الضيق»، بالفتح: يكون فى القلب والمصدر وبالكسر: يكون فى الثوب والدار، ونحو ذلك.
- ١٧- سورة الإسراء
١- سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ...
«سبحان» : تنزيه لله من السوء، وهو مروى عن النبي صلى الله عليه وسلم- وانتصب على المصدر، كأنه وضع موضع «بحت الله تسبيحا»، وهو معرفة، إذا أفرد وفى آخره زائدتان: الألف والنون، فامتنع من الصرف للتعريف والزيادتين.
وحكى سيبويه أن من العرب من ينكره، فيقول: سبحانا، بالتنوين.
وقال أبو عبيد: انتصب على النداء، كأنه قال: يا سبحان الله، ويا سبحان الذي أسرى بعبده.
٢، ٣- وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً «ذرية» : مفعول ثان ل «تتخذوا»، على قراءة من قرأ بالتاء، و «وكيلا» : مفعول أول، وهو مفرد معناه الجمع.
فأما من قرأ «يتخذوا» بالياء، ف «ذرية» : مفعول ثان لا غير، ويبعد النداء لأن الياء للغيبة، والنداء للخطاب، فلا يجتمعان إلا على بعد.
وقيل: «ذرية»، فى القراءتين: بدل من «وكيلا».
وقيل: نصب على إضمار: أعنى.
ويجوز الرفع فى الكلام، على قراءة، من قرأ بالياء، على البدل من المضمر فى «يتخذوا»، لا يحسن ذلك فى قراءة المخاطب، لأن المخاطب لا يبدل منه الغائب.
ويجوز الخفض، على البدل من «بنى إسرائيل» و «أن» فى قوله «ألا يتخذوا»، فى قراءة من قرأ بالياء، فى موضع نصب على حذف الخافض أي: لأن لا يتخذوا.
فأما من قرأ بالتاء، فيحتمل فى «أن» ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون لا موضع لها من الإعراب، وهى للتفسير، بمعنى «أي»، فتكون «لا» نهيا، ويكون معنى الكلام قد خرج فيه من الخبر إلى النهى.
والوجه الثاني: أن تكون «أن» زائدة ليست للتفسير، ويكون الكلام خبرا بعد خبر على إضمار القول تقديره: وقلنا لهم لا تتخذوا.
والوجه الثالث: أن تكون فى موضع نصب، و «لا» زائدة، وحرف الجر محذوف مع «أن» تقديره:
وجعلناه هدى لبنى إسرائيل لأن تتخذوا دونى وكيلا أي: كراهة أن تتخذوا.
٥- فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا «خلال الدّيار» : نصب على الظرف.
٧- إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً «وعد الآخرة» : معناه: وعد المرة الآخرة، ثم حذف فهو فى الأصل صفة قامت مقام موصوف لأن
«ليفسدون فى الأرض مرتين» الآية: ٤ «وليتبرّوا ما علوا» : ما، والفعل، مصدر أي: وليتبروا علوهم أي: وقت علوهم أي: وليهلكوا ويفسدوا من تمكنهم فهو بمنزلة قولك: جئتك مقدم الحاج، وخفوق النجم أي: وقت ذلك.
٨- عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً «أن» : فى موضع نصب ب «عسى»، والرحمة، هنا: نعت محمد عليه السلام. و «عسى» من الله، واجبة، فقد كان ذلك.
١١- وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا «دعاءه بالخير» : نصب على المصدر وفى الكلام حذف تقديره: ويدع الإنسان بالشر دعاء مثل دعائه بالخير، ثم حذف الموصوف، وهو «دعاء»، ثم حذف الصفة المضافة وأقام المضاف إليه مقامها.
١٤- اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً «حسيبا» : نصب على البيان.
وقيل: على الحال.
٢٠- كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً «هؤلاء وهؤلاء» : بدل من «كل»، على معنى: المؤمن والكافر يرزق.
٢١- انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا «كيف» : فى موضع نصب ب «فضلنا»، ولا يعمل فيه «انظر» لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.
«أكبر» : خبر الابتداء، وهو ول «الآخرة»، و «درجات» : نصب على البيان، ومثله: «تفضيلا».
٢٣- وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً «يبلغنّ عندك» : قرأه حمزة والكسائي «يبلغان»، بتشديد النون وبألف على التثنية، لتقدم ذكر «الوالدين»،
وقيل: ثنى الفعل، وهو مقدم، على لغة من قال: «فأما أحدهما» : كما ثنيت علامة التأنيث فى الفعل المقدم عند جميع العرب، فيكون «أحدهما» رفعا بفعله على هذا، و «أو كلاهما» عطف على «أحدهما».
٢٨- وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُوراً «ابتغاء رحمة» : مفعول من أجله.
٣١- وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً «خشية إملاق» : مفعول من أجله.
٣٢- وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلًا «الزّنا»، من قصره جعله مصدر: زنى يزنى زنا، ومن مده جعله مصدر: زانى يزانى مزاناة وزناء.
٣٣- وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً «مظلوما» : نصب على الحال.
«إنه كان منصورا» :«الهاء» تعود على «الولي» وقيل: على المقتول وقيل: على الدم وقيل:
على القتل.
وقال أبو عبيدة: هى للقاتل، ومعناه: أن القاتل، إذا افتيد منه فى الدنيا فقتل، فهو منصور، وفيه بعد فى التأويل.
٣٧- وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولًا «مرحا» : نصب على المصدر.
٤١- وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً «نفورا» : نصب على الحال.
٤٦- وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً «نفورا» : نصب على الحال.
٥٣- وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...
«وقل لعبادى» : قد مضى الاختلاف فى نظيره فى سورة «إبراهيم» : ٣١، فهو مثله.
٥٧- أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ...
«أيهم أقرب» : ابتداء وخبر، ويجوز أن يكون «أيهم»، بمعنى «الذي»، بدلا من «الواو» فى «يبتغون» تقديره: يبتغى الذي هو أقرب الوسيلة، ف «أي» على هذا التقدير: مثبتة، عند سيبويه، وفيه اختلاف ونظر سيأتى فى سورة مريم: ٧٣» إن شاء الله.
٥٩- وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً...
أي ما منعنا أن نرسل الآيات التي اقترحتها قريش، إلا تكذيب الأولين بمثلها، فكان ذلك سبب إهلاكهم، فلو أرسلها إلى قريش فكذبوا لأهلكوا.
وقد تقدم فى علم الله تأخير عذابهم إلى يوم القيامة، فلم يرسلها لذلك.
«مبصرة» : نصب على الحال.
٦٠- وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ...
نصب «الشجرة» على العطف على «الرؤيا» أي: وما جعلنا الشجرة الملعونة.
٧١- يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا العامل فى «يوم» : فعل دل عليه الكلام، كأنه قال: لا يظلمون يوم ندعو لأن «يوما» مضاف إليه، ولا يعمل المضاف إليه فى المضاف لأنهما كاسم واحد، ولا يعمل الشيء فى نفسه.
و «الباء» فى «بإمامهم» «تتعلق ب «ندعو»، فى موضع المفعول الثاني ل «ندعو»، تعدى إليه بحرف جر.
ويجوز أن تتعلق «الباء» بمحذوف، والمحذوف فى موضع الحال، فيكون التقدير: ندعو كل الناس مختلطين بإمامهم أي: فى هذه الحال ومعناه: ندعوهم وإمامهم فيهم.
ومعناه على القول الأول: ندعوهم باسم إمامهم، وهو معنى ما روى عن ابن عباس فى تفسيره.
وقد روى عن الحسن أن «الإمام» هنا: الكتاب الذي فيه أعمالهم، فلا يحتمل على هذا أن تكون «الباء» إلا متعلقة بمحذوف، وذلك المحذوف فى موضع الحال تقديره: ندعوهم ومعهم كتابهم الذي فيه أعمالهم كأنه فى التقدير: ندعوهم باتباعهم كتابهم، أو مستقرا معهم كتابهم، ونحو ذلك فلا يتعدى «ندعو»، على هذا التأويل، إلا إلى مفعول واحد.
٧٢- وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلًا «أعمى» : هو من: عمى القلب، فهو ثلاثى من «عمى»، فلذلك أتى بعد فعل ثلاثى وفيه معنى التعجب.
ولو كان من: عمى العين، لقال: فهو فى الآخرة أشد، أو أبين، عمى لأن فيه معنى التعجب، وعمى العين شىء ثابت، كاليد والرجل، فلا يتعجب منه إلا بفعل ثلاثى وكذلك حكم ما جرى مجرى التعجب.
وقيل: لما كان عمى العين أصله الرباعي لم يتعجب منه إلا بإدخال فعل ثلاثى، لينقل التعجب إلى الرباعي، فإذا كان فعل المتعجب منه رباعيا لم يمكن نقله إلى أكثر من ذلك فلا بد من إدخال فعل ثلاثى، نحو: أبين، وأشد، أو كثر، وشبهه. هذا مذهب البصريين.
٧٧- سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلًا «سنّة» : نصب على المصدر أي: سن الله ذلك سنة يعنى: سن الله أن من أخرج نبيه هلك.
وقال الفراء: المعنى: كسنة من، فلما حذف «الكاف» نصب.
٧٨- أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً «وقرآن الفجر» : نصب بإضمار فعل تقديره: واقرءوا قرآن الفجر.
وقيل: تقديره: أتم قرآن الفجر.
٩٢- أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا «قبيلا» : نصب على الحال.
٩٤- وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا «أن يؤمنوا» : أن، فى موضع، نصب مفعول «منع» ثان.
«إلّا أن قالوا» : أن، فى موضع رفع، فاعل «منع» أي: ما منع الناس الإيمان إلا قولهم كذا وكذا.
٩٦- قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً «كفى بالله شهيدا» : الله، جل ذكره، فى موضع رفع ب «كفى» : و «شهيدا» حال، أو بيان تقديره: قل كفى الله شهيدا.
١٠٠- قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً «لو» : لا يليها إلا الفعل لأن فيها معنى الشرط، فإن لم يظهر أضمر، فهو مضمر فى هذا و «أنتم» :
رفع بالفعل المضمر.
١٠١- وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ...
يجوز أن يكون «بينات»، فى موضع خفض على النعت ل «آيات»، أو فى موضع نصب نعت ل «تسع».
١٠٥- وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً «بالحق»، الأول: حال مقدمة من المضمر فى «أنزلناه»، و «بالحق»، الثاني: حال مقدمة من المضمر فى «نزل».
ويجوز أن يكون الباء فى الثاني متعلقة ب «نزل»، على جهة التعدي.
١٠٦- وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا انتصب «قرآن» بإضمار فعل، تفسيره: فرقناه تقديره: وفرقناه قرآنا فرقناه.
ويجوز أن يكون معطوفا على «مبشرا ونذيرا» الآية: ١٠٥، على معنى: فصاحب قرآن، ثم حذف المضاف فيكون «فرقناه» نعتا للقرآن.
١٠٧- قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً «سجدا» : نصب على الحال:
١١٠- قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى...
«أي» : نصب ب «تدعوا» و «ما» : زائدة للتأكيد.
- ١٨- سورة الكهف
٢- قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ...
«قيما» : نصب على الحال من «الكتاب» الآية: ١ ٥-... كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً «كلمة» : نصب على التفسير، وفى «كبرت» ضمير فاعل تقديره: كبرت مقالتهم اتخذ الله ولدا.
«إن يقولون إلا كذبا» : إن، بمعنى «ما» و «كذبا» : نصب بالقول.
٦- فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً «أسفا» : مصدر فى موضع الحال:
٧- إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا «زينة لها» : مفعول ثان ل «جعلنا»، إن جعلته بمعنى: صيرنا.
وإن جعلته بمعنى «خلقنا» نصبت «زينة» على أنه مفعول من أجله لأن، خلقنا لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد.
١١- فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً «سنين» : نصب على الظرف، و «عددا» : مصدر.
وقيل: هو نعت ل «سنين»، على معنى: ذات عدد.
وقال الفراء: معناه: معدودة، فهو على هذا نعت ل «سنين».
١٢- ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً «أمدا» : نصب لأنه مفعول ل «أحصى» كأنه قال: لنعلم أهؤلاء أحصى للأمد أم هؤلاء؟
وقيل: هو منصوب ب «لبثوا».
وأجاز الزجاج نصبه على التمييز ومنعه غيره لأنه إذا نصبه على التمييز جعل «أحصى» اسما على «أفعل» و «أحصى» أصله مثال الماضي، من: احصى يحصى وقد قال الله جل وعز: (أَحْصاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ) ٥٨: ٦، و (أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) ٧٢: ٢٨ فإذا صح أنه يقع فعلا ماضيا لم يمكن أن يستعمل منه: أفعل من كذا إنما يأتى «أفعل من كذا» أبدا من الثلاثي، ولا يأتى من الرباعي البتة إلا فى شذوذ، نحو قولهم: ما أولاه للخير، وما أعطاه للدرهم فهو شاذ لا يقاس عليه. وإذا لم يمكن أن يأتى «أفعل من كذا» من الرباعي، علم أن «أحصى» ليس هو: أفعل من كذا إنما هو فعل ماض، وإذا كان فعلا ماضيا لم يأت معه التمييز، وكان تعديه إلى «أمدا» أبين وأظهر.
فأما قوله «لنعلم أي الحزبين»، وقوله «فلينظر أيها أزكى» الآية: ١٩، فالرفع، عند أكثر النحويين فى هذا على الابتداء وما بعده خبر والفعل معلق غير معمل فى اللفظ.
وعلة سيبويه فى ذلك أنه لما حذف العائد على «أي» بناها على الضم.
١٤- وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً «شططا» : نعت لمصدر محذوف تقديره: قولا شططا.
ويجوز أن تنصبه بالقول.
١٦- وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ...
أي: واذكروا إذ اعتزلتموهم.
١٧- وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ...
«ذات اليمين وذات الشّمال» : ظرفان.
١٨- لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً «فرارا ورعبا» : منصوبان على التمييز.
٢١- وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً...
العامل فى «إذ» : يتنازعون.
٢٢- سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ...
«وثامنهم كلبهم» : إنما جىء بالواو هنا لتدل على تمام القصة وانقطاع الحكاية عنهم، ولو جىء بها مع
رأيت زيدا وأبوه جالس.
وإن شئت حذفت الواو، للهاء العائدة على «زيد». ولو قلت: رأيت عمرا وبكر جالس، لم يجز حذف الواو إذ لا عائد يعود على عمرو. ويقال لهذه الواو: واو الحال، ويقال: واو الابتداء، ويقال: واو «إذ»، إذ هى بمعنى «إذ».
٢٥- وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً «ثلاث مائة سنين» : من نون «المائة» استبعد الإضافة إلى الجمع لأن أصل هذا العدد أن يضاف إلى واحد يبين جنسه نحو: عندى مائة درهم، ومائة ثوب فنون «المائة» إذ بعدها جمع، ونصب «سنين» على البدل من «ثلاث».
وقال الزجاج: «سنين» : فى موضع نصب، عطف بيان على «ثلاث».
وقيل: هى فى موضع خفض على البدل من «مائة» لأنها فى معنى «سنين».
ومن لم ينون أضاف «مائة» إلى «سنين»، وهى قراءة حمزة والكسائي، أضافا إلى الجمع كما يفعلان فى الواحد وجاز لهما ذلك إذا أضافا إلى واحد، فقالا: ثلاثمائة سنة، ف «سنة» بمعنى: سنين، لا اختلاف فى ذلك فحملا الكلام على معناه، وهو حسن فى القياس قليل فى الاستعمال لأن الواحد أخف من الجميع، وإنما يبعد من جهة قلة الاستعمال، وإلا فهو الأصل.
«وازدادوا تسعا» : تسعا، مفعول به، ب «ازدادوا»، وليس بظرف تقديره: وازدادوا لبث تسع سنين ف «ازدادوا» أصله: «فعل»، ويتعدى إلى مفعولين قال الله جل ذكره (وَزِدْناهُمْ هُدىً) الآية: ١٣، لكن لما رجع «فعل» إلى «افتعل» نقص من التعدي وتعدى إلى مفعول واحد. وأصل «الدال» الأولى فى «ازدادوا» :
تاء الافتعال وأصله: وازتيدوا فقلبت الياء ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، وأبدل من التاء دالا لتكون فى الجهر كالدال التي بعدها والزاى التي قبلها، وكأن الدال أولى بذلك، لأنها من مخرج التاء، فيكون عمل اللسان فى موضع واحد فى القوة والجهرة.
٣٠- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا خبر «أن» الأولى: «أولئك لهم جنات» الآية: ٣١
وقيل: الخبر محذوف تقديره: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يجازيهم الله بأعمالهم، ودل على ذلك قوله تعالى: «إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا».
٣١- أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ...
«سندس» : جمع واحده: سندسة.
٣٩- وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً «قلت ما شاء الله» : ما، اسم ناقص، بمعنى «الذي»، فى موضع رفع، على إضمار مبتدأ تقديره: قلت الأمر ما شاء الله إن شاء الله، ثم حذفت، «الهاء»، من الصلة.
وقيل: «ما» : شرط، اسم تام و «شاء» : فى موضع «يشاء»، والجواب محذوف تقديره: قلت:
ما شاء الله كان، فلا «هاء» مقدرة فى هذا الوجه لأن «ما» إذا كانت للشرط، والاستفهام اسم، لا تحتاج إلى صلة، ولا إلى عائد من صلة.
«إن ترن أنا أقل» : أنا، فاصلة، لا موضع لها من الإعراب و «أقل» مفعول ثان ل «ترن».
وإن شئت جعلت «أنا» تأكيدا لضمير المتكلم فى «ترن».
ويجوز فى الكلام رفع «أقل»، بجعل «أنا» : مبتدأ، و «أقل» : الخبر والجملة فى موضع المفعول الثاني ل «ترن».
٤١- أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً «غورا» : نصب، لأنه خبر «يصبح» تقديره: ذا غور.
٤٢- وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها...
«وأحيط» : المفعول الذي لم يسم فاعله ل «أحيط» : مضمر، وهو المصدر.
ويجوز أن يكون «بثمره» : فى موضع رفع، على المفعول ل «أحيط».
ومن قرأه بفتحتين جعله جمع «ثمرة»، كخشبة وخشب.
ومن أسكن الثاني وضم الأول، فعلى الاستخفاف، وأصله ضمتان.
٤٤- هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً من رفع «الحق» جعل «الولاية» مبتدأ، و «هنالك» : خبره، و «الحق» : نعت ل «الولاية»، والعامل فى «هنالك» الاستقرار المحذوف، الذي قام «هنالك» مقامه.
ويجوز أن يكون «لله» : خبر «الولاية».
ومن خفض «الحق» جعله نعتا «لله» جل وعز أي: لله ذى الحق وألغى «هنالك»، فيكون العامل فى «هنالك» : الاستقرار الذي قام «لله» مقامه.
ولا يحسن الوقف على «هنالك» فى هذين الوجهين.
ويجوز أن يكون العامل فى «هنالك»، إذا جعلت «لله» الخبر: «منتصرا» الآية: ٤٢، فيحسن الوقف على «هنالك»، على هذا الوجه.
و «هنالك» : يحتمل أن يكون ظرف زمان وظرف مكان وأصله المكان، تقول: اجلس هنالك وهاهنا واللام تدل على بعد المشار إليه.
«على ربك صفا» : نصب على الحال.
٤٧- وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً العامل فى «يوم» : فعل مضمر تقديره: واذكر يا محمد يوم نسير الجبال ولا يحسن أن يكون العامل ما قبله، لأن حرف العطف يمنح من ذلك.
٤٨- عُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا...
«صفا» : نصب على الحال.
وقيل: هو من الأول، لأنه كان من الملائكة.
٥٥- وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا «أن يؤمنوا» : أن، فى موضع نصب، مفعول.
«إلا أن تأتيهم» : أن، فى موضع رفع، فاعل «منع».
«قبلا» : من ضم القاف جعله جمع «قبيل» أي: يأتيهم العذاب قبيلا أي صنفا صنفا أي أجناسا.
وقيل: معناه: شيئا بعد شىء من جنس واحد، فهو نصب على الحال.
وقيل: معناه: مقابلة أي: يقابلهم عيانا من حيث يرونه.
وكذلك المعنى فيمن قرأه بكسر القاف، أي: يأتيهم مقابلة أي: عيانا.
٥٩- وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً «تلك» : فى موضع رفع على الابتداء، و «أهلكناهم» : الخبر.
وإن شئت: كانت «تلك» فى موضع نصب على إضمار فعل يفسره «أهلكناهم».
«لمهلكهم» : من فتح اللام والميم جعله مصدر: هلكوا مهلكا وهو مضاف إلى المفعول، على لغة من أجاز تعدى «هلك» ومن لم يجز تعديته فهو مضاف إلى الفاعل.
ومن فتح الميم وكسر اللام جعله اسم الزمان، تقديره: لوقت مهلكهم.
وقيل: هو مصدر «هلك» أيضا أتى نادرا، مثل: المرجع.
ومن ضم الميم وفتح اللام جعله مصدر «أهلكوا».
٦١- فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً «سربا» : مصدر.
وقيل: هو مفعول ثان ل «اتخذ».
«عجبا» : مصدر، إن جعلته من قول موسى- عليه السلام- وتقف على «فى البحر»، كأنه لما قال فتى موسى:
«واتخذ سبيله فى البحر»، قال موسى: أعجب عجبا.
وإن جعلت «عجبا» من قول فتى موسى، كان مفعولا ثانيا ل «اتخذ».
وقيل: تقديره: واتخذ سبيله فى البحر ففعل شيئا عجبا، فهو نعت لمفعول محذوف.
وقيل: إنه من قول موسى عليه السلام كله تقديره واتخذ موسى سبيل الحوت فى البحر عجبا، فالوقف على «عجبا»، على هذا التأويل، حسن.
٦٤- قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً «قصصا» : مصدر أي: رجعا يقصان الأرض قصصا.
٦٦- قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً.
«رشدا» : مفعول من أجله معناه: بل أتبعك للرشد على أن تعلمنى مما علمت، فيكون «على» وما بعدها: حالا.
ويجوز أن يكون مفعولا ل «تعلمنى» تقديره: على أن تعلمنى أمرا ذا رشد والرشد، والرشد، لغتان.
٦٨- وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً «خبرا» : مصدر لأن معنى «تحط به» : تخبره.
٧٧- فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً «لاتخذت» : من خفف التاء جعله من «تخذت»، فأدخل اللام التي هى لجواب «لو»، على التاء التي هى فاء الفعل.
ومن شدده جعله، «افتعل»، فأدغم التاء الأصلية فى الزائدة.
«إما أن تعذب وإما أن تتخذ» : أن، فى موضع نصب فيهما.
وقيل: فى موضع رفع.
فالرفع على إضمار مبتدأ، والنصب على إضمار فعل، ف «أن تعذب» أي: تفعل العذاب.
٨٨- وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً «فله جزاء الحسنى» : من رفع «الجزاء» جعله مبتدأ، و «له» : الخبر وتقديره: فله جزاء الخلال الحسنى و «الحسنى» : فى موضع خفض بإضافة «الجزاء» إليها.
وقيل: هى فى موضع رفع على البدل من «جزاء»، وحذف التنوين لالتقاء الساكنين، و «الحسنى»، على هذا: هى الجنة كأنه قال: فله الجنة.
ومن نصب «جزاء» ونونه، جعل «الحسنى» : مبتدأ، و «له» : الخبر ونصب «جزاء» على أنه مصدر فى موضع الحال تقديره: فله الخلال الحسنى جزاء، أو: فله الجنة جزاء أي: مجزياتها.
وقيل: «جزاء» : نصب على التمييز وقيل: على المصدر.
ومن نصب ولم ينونه فإنما حذف التنوين لالتقاء الساكنين، ف «الحسنى» : فى موضع رفع وفيه بعد.
٩٣- حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا «يفقهون» : من ضم «الياء» قدر حذف مفعول تقديره: لا يفقهون أحدا قولا.
ولا حذف مع فتح الياء.
٩٤- قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا «يأجوج ومأجوج» : لم ينصرفا، لأنهما اسمان لقبيلتين مع التعريف.
وقيل: مع العجمة.
ومن همز جعله عربيا مشتقا، من: أجيج النار، ومن ذلك قولهم: ملح أجاج، فهما على وزن، يعفول ومفعول.
١٠٨- خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا «حولا» : نصب ب «يبغون» أي: متحولا يقال: حال من المكان يحول حولا، إذا تحول منه.
- ١٩- سورة مريم
١، ٢- كهيعص ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا «ذكر رحمة ربك»، قال الفراء: مرفوع ب «كهيعص» وقال الأخفش: مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: فيما نقص عليك ذكر رحمة ربك.
وقيل: تقديره: هذا الذي يتلى ذكره رحمة ربك وتقدير الكلام: ذكر ربك عبده زكريا برحمته:
٣- إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا العامل فى «إذ» : هو «ذكر».
٤- قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا «شيبا» : نصب على التفسير.
وقيل: هو مصدر: شاب شيبا.
٦- يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا «يرثنى ويرث» : من جزمه جعله جواب الطلب لأنه كالأمر فى الحكم.
ومن رفعه جعله نعتا ل «ولى» الآية: ٥ وعلى القطع، تقديره، إذا جعلته نعتا: فهب لى من لدنك وليا وارثا علمى ونبوتى.
٨- قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا «عتيا» : نصب ب «بلغت» وتقديره: سببا عتيا وأصله: عتوا، وهو مصدر: عتا يعتو، فأبدلوا من الواو ياء، ومن الضمة التي قبلها كسرة، لتصح الياء لأن ذلك أخف.
٩- قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ...
الكاف، فى موضع رفع أي: قال الأمر كذلك، فهى خبر ابتداء محذوف.
١٠- قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا «سويا» : نصب على الحال من المضمر فى «تكلم»، أو نعت ل «ثلاث ليال».
١٢- يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا «صبيا» : نصب على الحال.
١٣- وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا «وحنانا» : عطف على «الحكم».
٢٢- فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا «مكانا» : ظرف.
وقيل: هو مفعول به على تقدير: قصدت به مكانا قصيا.
٢٤- فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا من كسر «الميم» فى «من»، كان الضمير فى «فناداها» : ضمير عيسى- عليه السلام-، أي: فناداها- عليه السلام- من تحتها أي: من تحت ثيابها.
ويجوز أن يكون الضمير لجبريل- عليه السلام- ويكون التقدير: فناداها جبريل من دونها أي: من أسفل من موضعها، كما تقول: دارى تحت دارك أي: أسفل من دارك ولدي، تحت بلدك أي: أسفل منه، وكما قال تعالى- فى الجنة (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أي: من أسفل.
ف «تحت» يراد بها الجهة المحازية للشىء، فيكون جبريل- عليه السلام- كلمها من الجهة المحازية لها، لا من أسفل منها.
وإذا كان الضمير لعيسى- عليه السلام- كان «تحت» : أسفل، لأن موضع ولادة عيسى أسفل منها، ويدلك على أن «تحت» يقع بمعنى الجهة المحازية للشىء قوله «قد جعل ربك تحتك سريا» أي: فى الموضع المحازى لك، لأنه أسفلها.
٢٥- وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا «رطبا» : نصب على البيان وقيل: هو مفعول ل «هزى»، وهذا إنما يكون على قراءة من قرأ بالياء والتخفيف، أو التشديد أو بفتح التاء والتشديد.
وفى «تساقط» : ضمير النخلة.
ويجوز أن يكون ضمير «الجذع»، هذا على قراءة من قرأه بالتاء.
فأما من قرأه بالياء، فلا يكون فى «يساقط» : إلا ضمير «الجذع».
فأما من قرأ بضم التاء والتخفيف وكسر القاف ف «رطبا» : مفعول ل «تساقط»، وقيل: هو حال، والمفعول مضمر تقديره: تساقط ثمرها عليك رطبا.
والنخلة تدل على الثمر، فحسن الحذف، «والباء» فى «بجذع» : زائدة.
٢٦- فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً...
«عينا» : منصوب على التفسير.
٢٩- فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا «صبيا» : نصب على الحال، و «كان» : زائدة، والعامل فى الحال: الاستقرار.
وقيل: «كان» هنا، بمعنى: وقع وحدث، فيها اسمها مضمر، و «صبيا» : حال أيضا، والعامل فيه «نكلم». وقيل: «كان».
وقال الزجاج: «من» : للشرط، والمعنى: من كان فى المهد صبيا كيف نكلمه؟
٣١- وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا «مباركا» : مفعول ثان ل «جعل».
«ما دمت حيّا» : ما، فى موضع نصب على الظرف أي: حين دوام حياتى.
٣٢- وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا «وبرا» : عطف على «مباركا».
ومن خفض «برا»، عطفه على «الصلاة».
٣٤- ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ «قول الحق» : من رفع «قولا» أضمر مبتدأ، وجعل «الحق» خبره تقديره: ذلك عيسى بن مريم، ذلك قول الحق، وهو قول الحق، وهذا الكلام قول الحق.
وقيل: إن «هو» المضمرة، كناية عن عيسى عليه السلام، لأنه يكلمه الله جل ذكره، وقد سماه الله كلمة، إذ بالكلمة يكون ولذلك قال الكسائي على هذا المعنى: إن «قول الحق» نعت لعيسى- عليه السلام-.
ومن نصب «قولا» فعلى المصدر أي: أقول قول الحق.
٣٦- وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ من فتح «أن» عطفها على «الصلاة»، ومن كسرها استأنف الكلام بها.
٤١- وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا «صديقا» : خبر «كان»، و «نبيا» : نصب ب «صديق».
وقيل: هو خبر بعد خبر.
٤٦- قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ...
«راغب» : مبتدأ، و «أنت» : رفع بفعله، وهو الرغبة، ويسد مسد الخبر وحسن الابتداء بنكرة، لاعتمادها على ألف الاستفهام قبلها.
٤٧- قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي...
«سلام عليك» : سلام، ابتداء والمجرور: خبره، وحسن الابتداء بنكرة، لأن فيها معنى المنصوب، وفيها أيضا معنى التبرئة.
فلما أفادت فوائد جاز الابتداء بها، والأصل ألا يبتدأ بنكرة إلا أن تفيد فائدة عند المخاطب.
٥٨-... إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا «سجدا وبكيا» : نصب على الحال، ويكون «بكيا» : جمع «باك».
وقيل: «بكيا» : نصب على المصدر، وليس جمع «باك» وتقديره: خروا سجد وبكوا بكيا.
٦٢- لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً...
«إلا سلاما» : نصب على الاستثناء المنقطع.
وقيل: هو بدل من «لغو».
٦٣- تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا «نورث» : يتعدى إلى مفعولين، لأنه رباعى، من «أورث»، فالمفعول الأول «ها» محذوفة تقديره:
«نورثها»، والمفعول الثاني «من»، فى قوله: «من كان تقيا»، و «من» متعلقة ب «نورث» والتقدير: تلك الجنة التي نورثها من كان تقيا من عبادنا.
٦٨- فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا «جثيا» : نصب على الحال، إن جعلته جمع: جاث، ونصب على المصدر، إن لم تجعله جمعا وجعلته مصدرا.
٦٩- ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا قرأ هارون القارئ: بنصب «أيهم»، أعمل فيها «لننزعن».
والرفع فى «أيهم» عند الخليل، على الحكاية، فهو ابتداء، وخبره: «أشد» تقديره: لننزعن من كل شيعة الذي من أجل عتوه، يقال له: أي هؤلاء أشد عتيا؟
وذهب يونس إلى أن «أيا» رفع بالابتداء على الحكاية، ويعلق الفعل، وهو «لننزعن»، فلا يعمله فى اللفظ، ولا يجوز أن يتعلق مثل «لننزعن» عند سيبويه والخليل، إنما يجوز أن تعلق مثل أفعال الشد وشبهها بما لم يتحقق وقوعه.
وذهب سيبويه إلى أن «أيا» مبنية على الضم، لأنها عنده بمنزلة «الذي» و «ما»، لكن خالفتهما
وقد اعترض على سيبويه فى قوله «وكيف بنينا المضاف وهو متمكن» وفيه نظر، ولو ظهر الضمير المحذوف مع «أي» لم يكن فى «أي» إلا النصب عند الجميع.
وقال الكسائي: «لننزعن» : واقعة على المعنى.
وقال الفراء: معنى: «لننزعن» : لينادين، فلم يعمل، لأنه بمعنى النداء.
وقال بعض الكوفيين: إنما لم تعمل «لننزعن» فى «أيهم»، لأن فيها معنى الشرط والمجازاة، فلم يعمل ما قبلها فيها والمعنى: لننزعن من كل فرقة إن شايعوا، أو لم يتشايعوا كما تقول: ضربت القوم أيهم غضب والمعنى: إن غضبوا، أو لم يغضبوا.
وعن المبرد: أن «أيهم» رفع، لأنه متعلق ب «شيعة» والمعنى: من الذين تشايعوا أيهم أي من الذين تعاونوا فنظروا أيهم.
٧٥- حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ...
«إمّا العذاب وإمّا السّاعة» : نصبا على البدل من «ما»، التي فى قوله «حتى إذا رأوا ما يوعدون».
٨٠- وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً «ونرثه ما يقول» : حرف الجر محذوف تقديره: ونرث منه ما يقول أي: نرث منه ماله وولده.
«فردا» : حال.
٨٧- لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً «من» : فى موضع رفع على البدل من المضمر المرفوع فى «يملكون».
ويجوز أن يكون فى موضع نصب على الاستثناء، على أنه ليس من الأول.
٩١- أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً «أن» : فى موضع نصب، مفعول من أجله.
٩٢- وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً «أن» : فى موضع رفع ب «ينبغى».
٩٣- إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً «إن» : بمعنى «ما»، و «كل» : رفع بالابتداء والخبر: «إلا آتى الرحمن».
و «آتى» : اسم فاعل، و «الرحمن» فى موضع نصب ب «الإتيان»، و «عبدا» نصب على الحال، ومثله: «فردا» الآية: ٩٥
- ٢٠- سورة طه
٣- إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى «تذكرة» : منصوب على المصدر، أو على الاستثناء المنقطع الذي فيه «إلا» بمعنى «لكن».
ويجوز أن يكون حالا أو مفعولا معه، على تقدير: إنا أنزلنا عليك التنزيل لتحتمل متاعب التبليغ، وما أنزلنا عليك هذا الشاق إلا ليكون تذكرة.
٤- تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى «تنزيلا»، فيمن قرأ بالنصب: وجوه:
أن يكون بدلا من «تذكرة» الآية: ٣، إذا جعل حالا، لا إذا كان مفعولا له، لأن الشيء لا يعلل بنفسه.
وأن ينصب ب «أنزل» مضمرا.
وأن ينصب ب «أنزلنا»، لأن معنى: ما أنزلنا إلا تذكرة: أنزلناه تذكرة.
١٢- إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً «طوى»، من ترك تنوينه، فعلته أنه معدول، كعمر، وهو معرفة.
وقيل: هو مؤنث، اسم للبقعة، وهو معرفة.
وهو بدل من «الوادي» فى الوجهين.
١٧- وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى «تلك» : عند الزجاج، بمعنى «التي» و «بيمينك» : صلتها.
وهى عند الفراء بمعنى: هذه، وهذه وتلك، عنده يحتاجان إلى صلة كالتى.
وذكر قطرب عن ابن عباس أن «تلك» بمعنى: «هذه» و «ما» : فى موضع رفع بالابتداء، وما بعدها الخبر ومعنى الاستفهام فى هذا: التنبيه.
٢٢- وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى «بيضاء» : نصب على الحال من المضمر فى «تخرج» و «آية» : بدل من «بيضاء»، حال أيضا أي:
تخرج مضيئة عن قدرة الله جل ذكره.
وقيل: «آية» : انتصب بإضمار فعل التقدير: آتيناك آية أخرى.
والرفع جائز فى غير القرآن، على: هذه آية.
٢٩، ٣٠- وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي «هارون» : بدل من «وزيرا».
وقيل: هو منصوب ب «اجعل»، على التقديم والتأخير أي: واجعل لى هارون أخى وزيرا.
٣١، ٣٢- اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي من قرأ بوصل ألف «اشدد» وفتح ألف «أشركه» : جعله على الدعاء والطلب، فهو مبنى.
ومن قطع ألف «أشدد» وضم ألف «أشركه»، وهو ابن عامر، جعله مجزوما جوابا ل «اجعل»، والألفان:
ألفا المتكلم.
وهما فى القراءة الأولى، الأولى ألف وصل، والثانية قطع.
٣٣- كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً «كثيرا» : نعت لمصدر محذوف تقديره: تسبيحا كثيرا، أو نعت ل «وقت» محذوف تقديره: نسبحك وقتا طويلا.
«أن» : فى موضع نصب على البدل من «ما»، و «الهاء» الأولى فى «اقذفيه» : لموسى، والثانية: للتابوت.
٥٢- قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى ما بعد «كتاب» صفة له من الجملتين، و «ربى» : فى موضع نصب، بحذف الخافض تقديره: لا يضل الكتاب عن ربى ولا ينسى.
ويجوز أن يكون «ربى» : فى موضع رفع ينفى عنه الضلال والنسيان.
٥٨- فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً «المكان» : نصب، على أنه مفعول ثان ب «اجعل»، ولا يجوز نصبه ب «الموعد»، لأنه قد وصف بقوله «لا» نخلفه نحن ولا أنت، والأسماء التي تعمل عمل الأفعال إذا وصفت أو صغرت لم تعمل، لأنها تخرج عن شبه الفعل بالصفة والتصغير، إذ الأفعال لا تصغر ولا توصف، فإذا أخرجت بالصفة والتصغير عن شبه الفعل امتنعت من العمل. وهذا أصل لا يختلف فيه البصريون، وكذلك إذا أخبرت عن المصادر أو عطفت عليها لم يجز أن تعملها فى شىء، لا بد أن تفرق بين الصلة والموصول، لأن المعمول فيه داخل فى صلة المصدر، والخبر والمعطوف عليه داخلان فى الصلة، ولا يحسن أن يكون «مكانا» فى هذا الموضع، لم تجره العرب مع الظروف مجرى سائر المصادر معها ألا ترى أنه قال الله تعالى: (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ) ١١: ٨١، لم يجز إلا النصب فى «الصبح»، على تقدير: وقت الصبح وقد جاء «الموعد» اسما للمكان، كما قال الله- جل وعز-: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ) ١٥: ٤٣ وقد قيل: معناه: المكان موعدهم.
وقوله «سوى»، هو صفة لمكان، لكن من حذف كسر السين، جعله نادرا لأن «فعلا» لم يأت صفة إلا قليلا مثل: هم قوم عدى ومن ضم السين أتى به على الأكثر، لأن «فعلا» كثير فى الصفات، مثل: رجل حطم، ولبد، وشبكع وهو كثير.
٥٩- قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى الرفع فى «يوم» على خبر «موعدكم»، على تقدير حذف مضاف تقديره: موعدكم وقت يوم الزينة.
«أن يحشر» : أن، فى موضع رفع عطف على «يوم» على تقدير: موعدكم وقت يوم الزينة، ووقت حشر الناس.
وقيل: «أن» : فى موضع خفض، على النعت على «الزينة».
ومن نصب «يوم الزينة» جعل «أن» فى موضع نصب على العطف على «يوم».
ويجوز أن يكون فى موضع رفع، على تقدير: وموعدكم يوم حشر الناس.
أو فى موضع خفض، على العطف على «الزينة».
٦٣- قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى من رفع «هذان» حمله على لغة لبنى الحارث بن كعب، يأتون بالمثنى بالألف على كل حال.
وقيل: «إن» : بمعنى: نعم، وفيه بعد، لدخول اللام فى الخبر، وذلك لا يكون إلا فى شعر كقوله:
أم الحليس لعجوز شهر به
وكان وجه الكلام: لأم الحليس عجوز وكذلك كان وجه الكلام، فى الآية، إن حمّلت «إن» معنى:
«نعم» : إن لهذان ساحران، كما تقول: لهذان ساحران، نعم ولمحمد رسول الله. وفى تأخر اللام مع لفظ «إن» بعض القوة على «نعم».
وقيل: إن المبهم لما لم يظهر فيه إعراب فى الواحد ولا فى الجمع، جرت التثنية على ذلك، فأتى بالألف على كل حال.
وقيل: إنها مضمرة مع «إن» وتقديره: إن هذان لساحران، كما تقول: إن زيد منطلق وهو قول حسن، لولا أن دخول اللام فى الجر يبعد.
فأما من خفف «أن» فهى قراءة حسنة، لأنه أصلح فى الإعراب، ولم يخالف الخط، لكن دخول اللام فى الجر- يعنى- ما على مذهب سيبويه لأنه إن يقدر أنها المخففة من الثقيلة، لا بد أن يرفع ما بعدها بالابتداء والخبر، لنقص بنيانها، فرجع ما بعدها إلى أصله. فاللام لا يدخل فى خبر ابتداء أتى على أصله إلا فى شعر.
على ما ذكرنا.
٦٦- قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى من قرأ «يخيل»، بالياء، جعل «أن» فى موضع رفع، لأنها مفعول لم يسم فاعله ل «يخيل».
ومن قرأ «تخيل» بالتاء، وهو ابن ذكوان، فإنه جعل «أن» فى موضع رفع، على البدل من الضمير فى «تخيل»، وهو بدل الاشتمال.
ويجوز مثل ذلك فى قراءة بالياء، على أن يجعل الفعل ذكّر على المعنى.
ويجوز أن يكون فى قراءة من قرأ بالتاء فى موضع نصب، على تقدير حذف «الباء» تقديره: يخيل إليه من سحرهم بأنها تسعى، ويجعل المصدر، و «إليه»، فى موضع مفعول لم يسم فاعله.
٦٧- فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى «موسى» : فى موضع رفع ب «أوجس»، و «خيفة» : مفعول ل «أوجس» وأصل «خيفة» : خوفة، ثم أبدل من الواو ياء وكسر ما قبلها ليصح بناء «فعلة».
وإنما خاف موسى أن يفتتن الناس.
وقيل: لما أبطأ عليه الوحى فألقى عصاه خاف.
وقيل: بل غلبه طبع البشرية عند معاينته ما لم يعتد.
٦٩- وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى «تلقف» : من جزم «تلقف» جعله جوابا للأمر، ومن رفعه، وهو ابن ذكوان، رفع على الحال من «ما»، وهى العصا.
وقيل: هو حال من «الملقى»، وهو موسى، نسب إليه التلقف، لما كان عن فعله وحركته، كما قال (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى) ٨: ١٧، وهى حال مقدرة، لأنها إنما تلقف حبالهم بعد أن ألقاها.
«إن ما صنعوا» : ما: اسم «إن»، بمعنى «الذي»، و «كيد» : خبرها و «الهاء» : محذوفة من «صنعوا» تقديره، صنعوه كيد ساحر.
ويجوز فى الكلام نصب «كيد» ب «صنعوا»، ولا تضمر «هاء»، على أن تجعل «ما» كافة ل «أن» عن العمل.
ويجوز فتح «أن»، على معنى: لأن ما صنعوا.
٧٢- قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا «الذي فطرنا» : الذي، فى موضع نصب، على العطف على «ما»، وإن شئت على القسم.
«إنما تقضى هذه الحياة الدّنيا» : ما كافة ل «أن» عن العمل، و «هذه» : نصب على الظرف، «والحياة» :
بدل من «هذه»، أو نعت تقديره: إنما تقضى الحياة الدنيا.
ويجوز فى الكلام رفع «هذه» و «الحياة»، على أن تجعل «ما» بمعنى: الذي و «الهاء» محذوفة مع «تقضى»، و «هذه» : خبر «أن»، و «الحياة» : بدل من «هذه»، أو نعت تقديره: إن الذي تقضيه أمر هذه الحياة.
٧٣- إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقى «ما» : فى موضع نصب، على العطف على «الخطايا».
وقيل: هو حرف ناف فإذا جعلت «ما» نافية «تعلقت» «من» ب «الخطايا» وإذا جعلت «ما» بمعنى «الذي» تعلقت «من» ب «أكرهتنا».
٧٧- وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى من رفع «تخاف» جعله حالا من الفاعل، وهو موسى التقدير: اضرب لهم طريقا فى البحر لا خائفا دركا ولا خاشيا ويقوى رفع «تخاف» إجماع القراء على رفع «تخشى» وهو معطوف على «تخاف».
ويجوز رفع «تخاف» على القطع أي: أنت لا تخاف دركا.
وقيل: إن رفعه على أنه نعت ل «طريق» على تقدير حذف «فيه».
وقيل: إن الجزم فى «لا تخف»، على النهى.
وأجاز الفراء أن يكون «ولا تخشى» : فى موضع جزم، وبنيت الألف كما بنيت الياء والواو، على تقدير حذف الحركة منهما وهذا لا يجوز فى الألف، لأنها لا تتحرك أبدا إلا بتغيرها إلى غيرها، والواو والياء يتحركان ولا يتغيران.
٨٠- يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى انتصب «جانب» على أنه مفعول ثان ل «واعد»، ولا يحسن أن ينتصب على الظرف لأنه ظرف مكان مختص وإنما تتعدى الأفعال والمصادر إلى ظروف المكان إذا كانت مبهمة، هذا أصل الاختلاف.
وتقدير الآية: وواعدناكم إتيان جانب الطور، ثم حذف المضاف.
٨٦- فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً يجوز أن يكون «الوعد» بمعنى: الموعود كما جاء «الخلق» بمعنى المخلوق، فنصبت «وعدا» على هذا التقدير، على أنه مفعول ثان ل «يعد»، على تقدير حذف مضاف تقديره: ألم يعدكم ربكم تمام وعد حسن.
ويجوز أن يكون انتصب «وعد» على المصدر.
٨٧- قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ «الملك» : مصدر، فى قراءة من ضم الميم، أو فتحها، أو كسرها، وهى لغات والتقدير: ما أخلفنا موعدكم بملكنا الصواب، بل أخلفناه بخطئنا. والمصدر مضاف فى هذا إلى الفاعل، والمفعول محذوف كما يضاف فى موضع آخر إلى المفعول ويحذف الفاعل نحو قوله تعالى (بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ) ٣٨: ٥٤، وقوله (مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) ٤١: ٤٩ وقيل: إن من قرأه بضم الميم جعله مصدر قولهم: هو ملك بين الملوك، ومن كسر جعله مصدر: هو مالك بين الملك، ومن فتح جعله اسما.
٩٤-الَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي
«يا بن أمّ» : من فتح «الميم» أراد: يا بن أمي، ثم أبدل من «الياء» التي للإضافة ألفا.
وقيل: بل جعل الاسمين اسما واحدا، فبناهما على الفتح.
ومن كسر «الميم» فعلى أصل الإضافة، لكن حذف «الياء»، لأن الكسرة تدل عليها، وكان الأصل إثباتها لأن «الأم» غير منادى، إنما المنادى هو «الابن»، وحذف «الياء» إنما يحسن ويختار مع المنادى بعينه، و «الأم» ليست بمناداة.
٩٧- قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ...
«لن تخلفه» : من قرأ بكسر اللام، فعلى: أن تجده مخلفا كما تقول: أحمدته أي: وجدته محمودا.
وقيل: إن معناه محمول على التهدد أي: لا بد لك من أن تصير إليه.
ومن فتح اللام، فمعناه: لن تخلفه الله، والمخاطب مضمر مفعول لم يسم فاعله، والفاعل هو الله جل ذكره، و «الهاء» : المفعول الثاني.
والمخاطب، فى القراءة الأولى: فاعل، على المعنيين جميعا.
«وأخلف» : معدى إلى مفعولين، فالثانى محذوف فى قراءة من كسر اللام والتقدير: لن تخلف أنت الله الموعد الذي قدر أن ستأتيه فيه.
٩٩- كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً «الكاف» : فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف أي: نقص عليك قصصا كذلك.
١٠٢- يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً «رزقا» : حال من «المجرمين».
١٠٣- يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً «إلا عشرا» : نصب ب «لبثتم».
ومن فتح «وانك لا تظمأ»، عطفها على «ألا تجوع»، والتقدير: وأن لك من عدم الجوع وعدم الظمأ فى الجنة.
ويجوز أن تكون الثانية فى موضع رفع، عطف على الموضع.
ومن كسر فعلى الاستئناف.
١٢٨- أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى فاعل «يهد» : مضمر، وهو المصدر تقديره: أفلم يهد الهدى لهم.
وقيل: الفاعل مضمر على تقدير: الأمر تقديره: ألم يهد الأمر لهم كم؟
وقال الكوفيون: «كم» : هو فاعل «يهد».
وهو غلط عند البصريين لأن «كم» لها صدر الكلام، ولا يعمل ما قبلها فيها، إنما يعمل فيها ما بعدها، «كأى» فى الاستفهام، فالعامل فى «كم» الناصب لها عند البصريين: «أهلكنا».
١٣١- وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى نصبت «زهرة» على فعل مضمر، ذلك عليه «متعنا»، بمنزلة: جعلنا وكأنه قال: جعلنا لهم زهرة الحياة.
وهو قول الزجاج.
وقيل: هى بدل من «الهاء» فى «به» على الموضع كما تقول: مررت به أخاك.
وأشار الفراء إلى نصبه على الحال، والعامل فيه «متعنا» قال: كما تقول: مررت به المسكين وقدّره: متعناهم به زهرة فى الحياة الدنيا وزينة فيها.
قال: فإن كانت معرفة فإن العرب تقول: مررت به الشريف الكريم تعنى: نصبه، على الحال، على تقدير زيادة الألف واللام.
وفيه نظر.
والأحسن أن تنصب «زهرة» على الحال، وحذف التنوين لسكونه وسكون اللام فى «الحياة»، كما قرىء (وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ) ٣٦: ٤٠، بنصب «النهار» ب «سابق» على تقدير حذف التنوين، لسكونه وسكون اللام فتكون «الحياة» مخفوضة على البدل من «ما»، فى قوله «إلى ما متعنا»، لأن «لنفتنهم» متعلق ب «متعنا»، وهو داخل فى صلة «ما»، ف «لنفتنهم» داخل أيضا فى الصلة، ولا يقدم المبدل على ما هو فى الصلة لأن البدل لا يكون إلا بعد تمام الصلة للمبدل منه، فامتنع بدل «زهرة» من «ما»، على الموضع.
١٣٣- وَقالُوا لَوْلا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى «ما» : فى موضع خفض، بإضافة «البينة» إليها.
وأجاز الكسائي تنوين «بينة»، فتكون «ما» : بدلا من «بينة».
١٣٥- قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى «من» : فى موضع رفع بالابتداء، ولا يعمل فيها «ستعلمون»، لأنها استفهام، والاستفهام لا يعمل فيه ما قبله وأجاز الفراء أن يكون «من» : فى موضع نصب ب «ستعلمون»، حمله على غير الاستفهام، جعل «من» للجنس، كقوله تعالى: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) ٢: ٢٢٠.
- ٢١- سورة الأنبياء
٢- ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ «محدث» : نعت لله.
وأجاز الكسائي نصبه على الحال.
وأجاز الفراء رفعه على النعت ل «ذكر»، على الموضع لأن «من» زائدة، و «ذكر» : فاعل.
٣- لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا...
«الّذين» : بدل من المضمر المرفوع فى «أسروا»، والضمير يعود على «الناس» الآية: ١
وقيل: «الذين» : فى موضع نصب على: أعنى.
وأجاز الفراء أن يكون «الذين» فى موضع نعت ل «الناس» الآية: ١.
وقيل: «الذين» : رفع ب «أسروا»، وأتى لفظ الضمير فى «أسروا» على لغة من قال: أكلونى البراغيث.
وقيل: «الذين» : رفع على إضمار: «يقول».
١٠- لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ «الذكر» : مبتدأ، و «فيه» : الخبر والجملة فى موضع نصب على النعت ل «كتاب».
٢٢- لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ «إلا» : فى موضع «غير»، نعت ل «آلهة»، عند سيبويه والكسائي، تقديره: غير الله، فلما وضعت «إلا» فى موضع «غير» أعرب الاسم بعدها بمثل إعراب «غير».
قال الفراء: «إلا»، بمعنى: سوى.
٢٤- أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ «ذكر، وذكر» : قرأ عيسى بن يعمر: بالتنوين.
«الحقّ» : نصب ب «يعلمون».
وقرأ الحسن: بالرفع، على معنى: هو الحق، وهذا الحق.
٢٦- وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ أي: بل هم عباد، ابتداء وخبر.
وأجاز الفراء: بل عبادا مكرمين، بالنصب، على معنى: بل اتخذ عبادا.
٣٠- أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ إنما وحد «رتقا»، لأنه مصدر وتقديره: كانتا ذواتى رتق.
ويجوز فى الكلام «حيا»، بالنصب، على أنه المفعول الثاني، ويكون، «من الماء» فى موضع البيان.
٣٣- وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ فى «يسبحون» : الواو والنون، وهو خبر عما لا يعقل، وحق الواو والنون ألا يكونا إلا لمن يعقل، ولكن لما أخبر عنهما أنهما يفعلان فعلا، كما عبر عمن يعقل، أتى الخبر عنهما كالخبر عمن يعقل.
٣٤- وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ حق همزة الاستفهام، إذا دخلت على حرف شرط، أن تكون رتبتها قبل جواب الشرط فالمعنى: فهم الخالدون إن مت، ومثله: (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ) ٧: ١٤٤، وهو كثير.
٤٧- وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ من رفع «مثقال» جعل «كان» تامة، لا تحتاج إلى خبر ومن نصبه جعل «كان» ناقصة تحتاج إلى خبر، واسم «كان» مضمر فيها تقديره: وإن كان الظلم مثقال حبة فلتقدّم ذكر الظلم جاز إضماره.
«أتينا بها» : من قرأه بالقصر، فمعناه: جئنا بها. وقرأ ابن عباس ومجاهد: «آتينا»، على معنى:
جازينا بها، فهو «فاعلنا»، ولا يحسن أن يكون «أفعلنا»، لأنه يلزم حذف الباء من «بها»، لأن «أفعل» لا يتعدى بحرف، وفى حذف الباء مخالفة للخط.
٥٢- إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ العامل فى «إذ» : آتينا إبراهيم أي: آتيناه رشده فى وقت قال لأبيه.
٦٠- قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ «إبراهيم» : رفع على إضمار «هو»، ابتداء وخبر محكى.
وقيل: تقديره: الذي يعرف به: إبراهيم.
وقيل: هو رفع على النداء المفرد، فتكون ضمته بناء، و «له» : قام مقام المفعول الذي لم يتم فاعله ل «يقال».
٧٤- وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ «لوطا» : نصب بإضمار فعل تقديره: وآتينا لوطا آتيناه.
٧٦- وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ أي: واذكر يا محمد نوحا.
٧٨- وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ...
أي: واذكر يا محمد داود وسليمان.
٧٩- فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ «والطّير» : عطف على «الجبال»، وهو مفعول معه.
ويجوز الرفع بعطفه على المضمر فى «يسبحن».
٨٧- وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ...
«ذا النون» : فى موضع نصب على معنى: واذكر ذا النون.
«مغاضبا» : نصب على الحال ومعناه: غضب على قومه لربه إذ لم يجبه قومه، فالغضب على القوم كان لمخالفتهم أمر ربهم.
٨٨- فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ «ننجى» : قرأه ابن عامر وأبو بكر «نجى» : بنون واحدة مشددا، فكان يجب أن يفتح الياء، لأنه فعل ماض لم يسم فاعله، ويجب أن يرفع «المؤمنون» على هذه القراءة، لأنه مفعول لم يسم فاعله، أو فعل ماض لم يسم فاعله، لكن أتى على إضمار المصدر، أقامه مقام الفاعل وهو بعيد لأن المفعول أولى بأن يقوم مقام الفاعل، وإنما يقوم المصدر مقام الفاعل، عند عدم المفعول به، أو عند استعمال المفعول به بحرف الجر، نحو: قم وسر بزيد فأما «الياء» فأسكنها فى موضع الفتح كمن يسكنها فى موضع الرفع، وهو بعيد أيضا، إنما يجوز فى الشعر.
وقال على بن سليمان: هو فى هذه القراءة، فعل سمى فاعله وأصله: ننجى بنونين وبالتشديد، على «نفعل»، لكن حذفت النون لاجتماع النونين، كما حذفت إحدى التاءين فى «فتفرق» ٦: ١٥٣.
واستدل من قال بهذين القولين الآخرين على قوله بسكون الياء، فدل سكونها على أنه فعل مستقبل وفى هذا أيضا قول ضعيف لأن المثلين فى هذه الأشياء لا يحذف الثاني استخفافا إلا إذا اتفقت حركة المثلين، نحو:
تتفرقون، وتتعارفون. فإذا اختلفت لم يجز حذف الثاني، نحو تتعافر الذنوب، تتناتج الدواب والنونان فى «ننجى» قد اختلفت حركتهما، فلا يجوز حذف البتة وأيضا فإن النون الثانية أصلية، والأصلى لا يجوز حذفه البتة، والتاء المحذوفة فى: «تفرقوا»، و «تعاونوا» زوائدة، فحذفها حسن، إذ اتفقت الحركات.
٩٠-... وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ «رغبا ورهبا» : نصب على المصدر.
٩١- وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ «التي» : فى موضع نصب، على معنى: واذكر التي.
«آية» : مفعول ثان ل «جعل»، ولم يثن، لأن التقدير، عند سيبويه: وجعلناها آية للعالمين وجعلنا ابنها آية، ثم حذف الأول لدلالة الثاني عليه.
وتقديره، عند المبرد، على غير حذف، لكن يراد به التقديم تقديره، عنده: وجعلناها آية للعالمين وابنها.
٩٦- حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ جواب «إذا» : محذوف، والمعنى: قالوا يا ويلنا، فحذف «القول».
وقيل: جوابها: «وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ» الآية: ٩٧، و «الواو» : زائدة.
١٠٩- فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ يحتمل «على سواء» : أن يكون فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف أي: إنذارا على سواء.
ويحتمل أن يكون فى موضع الحال من الفاعل، وهو النبي- صلى الله عليه وسلم- ومن الكفار أي:
مستوين فى العلم بنقض العهد، فهذا كقولك: لقى زيد عمرا ضاحكين وفيه اختلاف من أجل اختلاف العاملين فى صاحبى الحال.
- ٢٢- سورة الحج
١- يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ «يا أيها الناس» : أي، نداء مفرد و «ها» : للتنبيه ولا يجوز فى «الناس»، عند سيبويه، إلا الرفع، وهو نعت، لمفرد، لأنه لا بد منه، وهو المنادى فى المعنى.
وأجاز سيبويه النصب فيه على موضع المفعول، لأن المنادى مفعول به فى المعنى.
وإنما ضم، لأنه مبنى وإنما بنى، لوقوعه موضع المخاطب والمخاطب لا يكون اسما ظاهرا، إنما يكون مضمرا، كافا أو تاء، والدليل على أن المنادى مخاطب أنك لو قلت: والله لا خاطبت زيدا، ثم قلت: يا زيد، فبنيت لأنه خطاب، فلما وقع موقع المضمر بنى، كما أن المضمر مبنى أبدا، لكنه فى أصله متمكن فى الإعراب، فبنى على حركته، واختير له الضم لقوته.
وقيل: لشبهه ب «قبل» و «بعد».
٤- كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ «أنه من تولاه» : أن فى موضع رفع ب «كتب».
«فأنه يضله» : أن، عطف على الأولى، فى موضع رفع قاله الزجاج، ثم قال: و «الفاء» :
وقد أخذت عليه إجازته ذلك أن تكون «الفاء» عاطفة، لأن «من تولاه» شرط، و «الفاء» جواب الشرط.
ولا يجوز العطف على «أن» الأولى إلا بعد تمامها، لأن ما بعدها من صلتها، فإذا لم تتم صلتها لم يجز العطف عليها، إذ لا يعطف على الموصول إلا بعد تمامه، والشرط وجوابه فى هذه الآية خبر «أن» الأولى.
وأخذ عليه أيضا قوله: «فأن» الثانية، مكررة للتأكيد، وقيل: كيف تكون للتأكيد والمؤكد لم يتم، وإنما يصلح التأكيد بعد تمام المؤكد، وتمام «أن» الأولى عند قوله «السعير».
والصواب فى «أن» الثانية أن تكون فى موضع رفع، على إضمار مبتدأ تقديره: كتب على الشيطان أن من تولاه فشأنه، أو فأمره، أن يضله أي: فشأنه الإضلال.
ويجوز أن تكون الثانية فى موضع رفع بالاستقرار، تضمر «له» تقديره: كتب عليه أنه من تولاه فله أن يضله أي: فله إضلاله وهدايته إلى عذاب السعير.
٦- ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «ذلك» : فى موضع رفع، على إضمار مبتدأ تقديره: الأمر ذلك.
وأجاز الزجاج أن تكون «ذلك» : فى موضع نصب، بمعنى: فعل الله ذلك بأنه الحق.
٩- ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ «ثانى عطفه» : نصب على الحال من المضمر فى «يجادل» الآية: ٨، وهو راجع على «من» فى قوله «من يجادل»، ومعناه: يجادل فى آيات الله بغير علم، معرضا عن الذكر.
١٠- ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ «ذلك» : مبتدأ، و «بما قدمت» : الخبر وقوله «وأن الله» : فى موضع خفض، عطف على «بما».
وقيل: «أن» : فى موضع رفع، على معنى: والأمر أن الله والكسر على الاستئناف حسن.
١٣- يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ قال الكسائي: اللام فى «لمن» : موضعها و «من» فى موضع نصب ب «يدعو» والتقدير: يدعو من ضره أقرب من نفعه أي: يدعو إلها ضره أقرب من نفعه.
مبتدأ، و «أقرب» : خبره، والجملة صلة «من»، وخبر «من» : محذوف تقديره: مقول لمن ضره أقرب من نفعه إلهه.
١٧- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ «إن الذين آمنوا» : خبر «إن» : قوله «إن الله يفصل».
وأجاز البصريون: إن زبدا إنه منطلق، كما يجوز، إن زيدا هو منطلق.
ومنعه الفراء، وأجازه فى الآية لأن فيها معنى الجزاء، فحمل الخبر على المعنى.
١٨- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ ارتفع «كثير» على العطف على «من» فى قوله «يسجد له من»، وجاز ذلك لأن السجود هو التذلل والانقياد، فالكفار الذين حق عليهم العذاب أذلاء تحت قدر الله وتدبيره، فهم منقادون لما سبق فيهم من علم الله، لا يخرجون عما سبق فى علم الله فيهم.
وقيل: ارتفع «كثير» بالابتداء، وما بعده الخبر.
ويجوز النصب كما قال (وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) ٧٦: ٣١، بإضمار فعل كأنه قال: وأبان كثيرا حق عليه العذاب، أو: خلق كثيرا حق عليه العذاب، وشبه ذلك من الإضمار، الذي يدل عليه المعنى.
وإنما جار فيه الرفع عند الكسائي، لأنه محمول على معنى الفعل، لأن معناه: وكثير أبى السجود.
٢٠- يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ «ما» : فى موضع رفع ب «يصهر»، و «الجلود» : عطف على «ما»، والمعنى: يذاب به ما فى بطونهم وتذاب به جلودهم: والهاء فى «به» : تعود على «الحميم» الآية: ١٩.
وقيل: هو عطف على المعنى لأن تقديره: إن الكافرين والصادين.
وقيل: إن «الواو» : زائدة، و «يصدون» : خبر «إن».
وقيل: خبره محذوف تقديره: إن الذين كفروا وفعلوا كذا وكذا خسروا وهلكوا، وشبه ذلك من الإضمار الذي يدل عليه الكلام.
«سواء العاكف فيه» : ارتفع «سواء» على أنه خبر ابتداء مقدم تقديره: العاكف والباد فيه سواء.
وفى هذه القراءة دليل على أن «الحرم» لا يملك، لأن الله قد سوى فيه بين المقيم وغيره.
وقيل: إن «سواء» : رفع بالابتداء، و «العاكف فيه» : رفع بفعله، ويسد مسد الخبر.
وفيه بعد لأنك لا بد أن تجعل «سواء» بمعنى: «مستو»، لذلك يعمل ولا يحسن أن يعمل «مستو» حتى يعتمد على شىء قبله فإن جعلت «سواء» وما بعدها موضع المفعول الثاني فى «جعلنا» حسن أن يرفع بالابتداء ويكون بمعنى: «مستو»، فرفع «العاكف به»، ويسد مسد الخبر.
وقد قرأه حفص عن عاصم بالنصب، جعله مصدرا عمل فيه معنى «جعلنا»، كأنه قال: سويناه للناس سواء.
ويرتفع «العاكف» أي: مستويا فيه العاكف، والمصدر يأتى بمعنى اسم الفاعل، ف «سواء» وإن كان مصدرا، فهو بمعنى «مستو»، كما قالوا: رجل عدل، بمعنى: عادل وعلى ذلك أجاز سيبويه وغيره: مررت برجل سواء والعدم، وبرجل سواء هو والعدم أي: مستو. ويجوز نصب «سواء» على الحال من المضمر المقدم مع حرف الجر فى قوله «للناس»، والظرف عامل فيه، أو من «الهاء»، فى «جعلناه»، و «جعلناه» : عامل فيه.
ويجوز نفسه على أنه مفعول ثان ب «جعلنا»، وتخفض «العاكف» على النعت «للناس»، أو على البدل.
وقد قرىء بخفض «العاكف» على البدل من «الناس»، وقيل: على النعت لأن «الناس» جنس من أجناس الخلق، ولا بد من نصب «سواء» فى هذه القراءة، لأنه مفعول ثان ب «جعل» تقديره: جعلناه سواء للعاكف فيه والباد.
٢٦- وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً...
«بوأنا» : إنما دخلت فى «إبراهيم» على أن «بوأنا» محمول على معنى: جعلت وأصل «بوأ» لا يتعدى بحرف.
وقيل: اللام، زائدة.
وقيل: هى متعلقة بمصدر محذوف.
«أن لا تشرك» أي: بأن لا، وهى فى موضع نصب.
وقيل: هى زائدة للتوكيد.
وقيل: هى بمعنى: أي، للتفسير.
٢٧- وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ إنما قيل: «يأتين»، لأن «ضامرا» بمعنى الجمع. ودلت «كل» على العموم، فأتى الخبر على المعنى بلفظ الجمع.
وقرأ ابن مسعود: «يأتوك»، رده على «الناس».
٣٠-... فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ «من الأوثان» :«من» لإبانة الجنس. وجعلها الأخفش للتبعيض، على معنى: فاجتنبوا الرجس الذي هو بعض الأوثان.
ومن جعل «من» لإبانة الجنس، فمعناه: واجتنبوا الرجس الذي الأوثان منه، فهو أعم فى النهى وأولى.
٣١- حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ «حنفاء لله» : نصب على الحال من المضمر فى «اجتنبوا»، وكذلك: «مشركين».
«فتخطفه الطّير» : من قرأه بتشديد العطاء، فأصله عنده: فتتخطفه، تتفعل، ثم حذف إحدى التاءين استخفافا لاتفاق حركتهما. ومن خفف بناه على: خطف يخطف كما قال: (إِلَّا مَنْ خَطِفَ) ٣٧: ١٠
وقيل: موضع «ذلك» : نصب، على معنى: اتبعوا ذلك من أمر الله.
٣٦- وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ...
«والبدن» : جمع: بدنة، مثل: خشبة وخشب. ويجوز ضم الثاني على هذا القول، وبه قرأ أبن أبى إسحاق، والإسكان أحسن لأنه فى الأصل نعت إذ هو مشتق من «البدانة»، وليس مثل: خشبة وخشب لأن هذا اسم، فالضم فيه حسن.
«صواف» : نصب على الحال، لكن لا ينصرف لأنه «فواعل»، فهو جمع، وهو لا نظير له فى الواحد، فمنع من الصرف لهاتين العلتين، ومعناه: مصطفة.
وقد قرأ الحسن: صوافى، بالياء مفتوحة، ونصبه على الحال، ومعناه: خالصة لله من الشرك، فهو مشتق من «الصفاء».
وقرأ قتادة: «صوافن»، بالنون، ومعنى: الصافنة: التي جمعت رجلها ورفعت سنابكها.
وقيل: هى المعقولة بالحبل للجر والصافن: فى مقدم رجل الفرس، إذا ضرب عليه رفع رجله.
٤٠- الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ...
«أن» : فى موضع نصب، لأنها بمعنى: إلا بأن يقولوا.
٤١- الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ...
«الذين» : فى موضع نصب على البدل من «من»، فى قوله «لينصرون الله من ينصره» الآية: ٤٠، وهم:
أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى- رضى الله عنهم- ٤٥- فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ «وبئر معطلة» : هو عطف على «قرية».
هذا الكلام عند سيبويه والخليل خبر، وليست «الفاء» بجواب، لقوله «ألم تر» والمعنى عندهما: انتبه يا بن آدم: أنزل الله من السماء ماء فحدث منه كذا وكذا وكذا، فلذلك أتى «فتصبح» مرفوعا.
وقال الفراء: هو خبر، معناه: إن الله ينزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة.
٦٥- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ «أن» : فى موضع نصب، على معنى: كراهة أن تقع ولئلا تقع ومخافة أن تقع.
٧٨- وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ...
«ملة» : نصب على إضمار: اتبعوا ملة أبيكم.
وقال الفراء: هو منصوب على حرف الجر تقديره: كلمة أبيكم، فكلما حذف حرف الجر نصب، وتقديره:
وسع عليكم فى الدين كلمة أبيكم لأن «ما جعل عليكم» يدل على «وسع عليكم» وهو قول بعيد.
«هو سمّاكم المسلمين» : هو، لله جل ذكره، عند أكثر المفسرين.
وقال الحسن: هو، لإبراهيم عليه السلام.
«وفى هذا» : أي: وسماكم المسلمين فى هذا القرآن والضمير فى «سماكم» يحتمل الوجهين جميعا أيضا.
١- قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ قرأ ورش بإلقاء حركة الهمزة على الدال، وإنما حذفت الهمزة لأنها لما ألقيت حركتها على ما قبلها بقيت ساكنة، وقبلها الدال ساكنة، لأن الحركة عليها عارضة، فاجتمع ما يشبه الساكنين، فحذفت الهمزة لالتقاء السّاكنين، وكانت أولى بالحذف، لأنها قد اختفت بزوال حركتها ولأن بها وقع الاستثقال، ولأنها هى الساكنة فى اللفظ.
٨- وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ «لأماناتهم» : مصدر، وحق المصدر ألا يجمع، لدلالته على القليل والكثير من جنسه لكنه لما اختلفت أنواع الأمانة، لوقوعها على الصلاة والزكاة والطهر والحج، وغير ذلك من العبادات، جاز جمعها لأنها لاختلاف أنواعها شابهت المفعول به، فجمعت كما يجمع المفعول به، وقد أجمعوا على الجمع فى قوله تعالى: «أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها» ٤: ٥٨، وقد قرأ ابن كثير بالتوحيد فى «قد أفلح»، ودليله إجماعهم على التوحيد فى «وعهدهم»، ولم يجمع: عهودهم، وهو مصدر مثل الأمانة فقرأه بالتوحيد على أصل المصدر، ومثلة القول فى:
صلاتهم، وصلواتهم.
١٤- ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً..
«النّطفة علقة» : مفعولان ل «خلق»، لأنه بمعنى: صيرنا و «خلق» إذا كان بمعنى «أحدث» : تعدى إلى مفعول واحد، وإذا كان بمعنى «صير» : تعدى إلى مفعولين.
٢٠- وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ «وشجرة» : عطف على «جنات من نخيل» الآية: ١٨ وأجاز الفراء فيها الرفع، على تقدير: وثم شجرة وما بعدها نعت ل «شجرة».
«سيناء» : من فتح السين، جعله صفة، فلم يصرف لهمزة التأنيث والصفة. وقيل: لهمزة التأنيث وللزومها.
فأما من كسر السين: فقد منع الصرف للتعرف والعجمة، أو التأنيث، لأنها بقعة.
«تنبت بالدّهن» : من ضم التاء فى «تنبت»، جعل «الباء» زائدة، لأن الفعل معدى بغير حرف، لأنه رباعى.
فأما من فتح «التاء»، ف «الباء» للتعدية لا غير، لأنه ثلاثى لا يتعدى ويجوز أن يكون فى موضع الحال وقد قالوا: نبت الزرع، وأنبت، فتكون القراءتان بمعنى.
٢٩- وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ «منزلا» : من ضم «الميم» جعله مصدرا من «أنزل»، وقبله «أنزلنى»، ومعناه: إنزالا مباركا.
ويجوز أن يكون اسما للمكان كأنه قال: أنزلنى مكانا أو موضعا فهو مفعول به لا ظرف، كأنه قال:
اجعل لى مكانا.
ومن فتح «الميم» جعله مصدرا لفعل ثلاثى، لأن «أنزل» يدل على «نزل».
ويجوز أن يكون اسما للمكان أيضا.
٣٣-... ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ «ممّا تشربون» :«ما» والفعل مصدر، فلا تحتاج إلى عائد.
ويجوز أن تكون بمعنى «الذي»، ويحذف العائد من «تشربون» أي: مما تشربونه.
وقال الفراء: تقديره: مما تشربون منه، وحذفت «منه».
٣٥- أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ «أنكم مخرجون» : أن، بدل من «أن» الأولى، المنصوبة ب «يعد»، عند سيبويه.
وقال الجرمي والمبرد: هى تأكيد للأولى، لأن البدل من «أن» لا يكون إلا بعد تمام صفتها.
ويلزمهما أيضا ألا يجوز التأكيد، لأن التأكيد لا يكون إلا بعد تمام الموصول بصلته، وصلته هو الخبر، والخبر يتم إلى قوله «مخرجون»، ولم يأت بعد.
وقال الأخفش: «أن» الثانية، فى موضع رفع، بالظرف، وهو «إذا» تقديره: أيعدكم أنكم إذا متم
ولا يجوز أن يعمل فيه «إخراجكم»، لأنه يصير فى صلة «الإخراج»، وهو مقدم عليه، وتقديم الصلة على الموصول لا يجوز، ولا يحسن أيضا أن يعمل فى «إذا» قوله «متم»، لأن «إذا» مضافة إليه، ولا يعمل المضاف إليه فى المضاف لأنه بعضه وهذا كقولك: اليوم القتال، ف «اليوم» : خبر عن «القتال»، والعامل فى «اليوم» مضمر كأنك قلت: اليوم يحدث القتال، أو حادث القتال. ولا يجوز أن يعمل فى «اليوم» : القتال لأنه يصير فى صلته، وهو مقدم عليه فذلك غير جائز. وهذا المضمر العامل فى الظروف فيه ضمير يعود على المبتدأ، فإذا أقمت الظرف أو المجرور مقامه وحذفته صار ذلك الضمير متوهما فى الظرف أو المجرور، لقيامه مقام الخبر الذي فيه ضمير يعود على المبتدأ.
٣٦- هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ «هيهات هيهات» : من فتح التاء بناه على الفتح، والوقوف عليه، لمن فتح التاء عند البصريين، بالهاء، وموضعه نصب كأنه موضوع موضع المصدر، كأنك قلت: بعدا بعدا لما توعدون.
وقيل: موضعه رفع، كأنه قال: البعد لما توعدون.
ومن كسر التاء وقف بالتاء، لأنه جمع، كبيضة وبيضات.
وبعض العرب ينونه للفرق بين المعرفة والنكرة كأنه إذا لم ينون فهو معرفة، بمعنى: البعد لما توعدون، وإذا نون فهو نكرة، كأنه قال: بعد لما توعدون وكررت للتأكيد.
٤٤- ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ...
«تترا» : هو فى موضع نصب على المصدر، أو على الحال من «الرسل» أي: أرسلنا رسلنا متواترين أي: متتابعين.
ومن نونه جعله على أحد وجهين:
إما أن يكون وزنه فعلا، وهو، وهو مصدر دخل التنوين على فتحة الراء أو يكون ملحقا بجعفر، والتنوين دخل على ألف الإلحاق.
فإذا وقفت على هذا الوجه، جازت الإمالة، لأنك تنوى أن تقف على الألف التي دخلت للإلحاق لا على ألف التنوين، فتميلها إن شئت.
ومن لم ينونه جعل ألفه للتأنيث، والمصادر كثيرا ما تلحقها ألف التأنيث، كالدعوى والذكرى، فلم ينصرف للتأنيث وللزومه.
وألفها بدل من واو لأنه بدل من «المواترة»، وهو الشيء يتبع الشيء.
٥٢- وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ «وإن هذه أمتكم» : إن، من فتحها جعلها فى موضع نصب بحذف حرف الجر أي: وبأن هذه، أو لأن هذه فالحرف متعلق ب «اتقون».
وقال الكسائي: هى فى موضع خفض عطف على «ما»، فى قوله «بما تعلمون» الآية: ٥١.
وقال الفراء: هى فى موضع نصب بإضمار فعل تقديره: واعلموا أن هذه.
ومن كسر «إن» فهو على الاستئناف.
«أمة واحدة» : نصب على الحال، ويجوز الرفع على إضمار مبتدأ أو على البدل من «أمتكم»، التي هى خبر «إن»، أو على أنه خبر بعد خبر.
٥٣- فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً...
«زبرا» أي: مثل زبر.
٥٥، ٥٦- أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ خبر «أن» :«نسارع لهم فى الخيرات»، و «ما» بمعنى: الذي.
وقال هشام: تقديره: نسارع لهم فيه، وأظهر الضمير، وهو ل «الخيرات»، و «ما»، التي هى اسم «أن»، هى ل «الخيرات» ومثله عنده قولك: إن زيدا يكلم عمرا فى زيد، أي: فيه، ثم أظهر.
ولم يجز سيبويه هذا إلا فى الشعر.
وقد قيل: خبر «إن» محذوف.
٥٧- إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ خبر «إن» قوله: «أولئك يسارعون فى الخيرات» الآية: ٦١، ابتداء وخبر فى موضع خبر «إن» ومعنى «فى الخيرات أي: فى عمل الخيرات.
«تهجرون» : من فتح التاء جعله من «الهجران» أي: مستكبرين بالبيت الحرام سامرا أي: تسمرون بالليل فى اللهو اللعب، لأمنكم فيه مع خوف الناس فى مواطنهم، تهجرون آياتي وما يتلى عليكم من كتابى.
ومن ضم التاء جعله من «الهجر»، وهو من الهذيان، وما لا خير فيه من الكلام.
٧٦- وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ «فما استكانوا» : استفعلوا، من «الكون»، وأصله: استكونوا، ثم أعل.
وقيل: هو «افتعلوا» من «السكون» : لكن أشبعت فتحة الكاف، فصارت ألفا.
والقول الأول أصح فى الاشتقاق، والثاني أصح فى المعنى.
٩٩- حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ «قال ربّ ارجعون» : إنما جاءت المخاطبة من أهل النار بلفظ الجماعة، لأن الجبار يخبر عن نفسه بلفظ الجمع.
وقيل: معناه التكرير: أرجعن أرجعن، فجمع فى المخاطبة، ليدل على معنى التكرير.
وكذلك قال المازني فى قوله: (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) : ٥٠ أي: ألق ألق.
١١٠- فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ «سخريا» : من ضم السين جعله من: السخرة والتسخير ومن كسرها جعله من الهزء واللعب.
وقيل: هما لغتان، بمعنى: الهزء.
١١١- إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ «أنّهم هم الفائزون» : أن، فى موضع نصب، مفعول ثان ل «جزيتهم» تقديره: إنى جزيتهم اليوم بصبرهم الفوز. والفوز: النجاة.
ويجوز أن يكون «أن»، فى موضع نصب على حذف اللام فى «جزيتهم» أي: بصبرهم، لأنهم الفائزون فى علمى، وما تقدم لهم من حكمى.
جمع مسلّم، بالياء.
- ٢٤- سورة النور
١- سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ رفعت «سورة» على إضمار مبتدأ تقديره: هذه سورة، و «أنزلناها» : صفة ل «سورة» وإنما احتيج إلى إضمار مبتدأ، ولم ترفع «سورة» بالابتداء، لأنها نكرة، ولا يبتدأ بنكرة، إلا أن تكون منعوتة.
وإذا جعلت «أنزلناها» نعتا لها، لم يكن فى الكلام خبر لها، لأن نعت المبتدأ لا يكون خبرا له، فلم يكن بد من إضمار مبتدأ ليصبح نعت «السورة» :«أنزلناها».
وقرأ عيسى بن عمر «سورة»، بالنصب، على إضمار فعل يفسره: «أنزلناها» تقديره: أنزلنا سورة أنزلناها.
ولا يجوز أن يكون «أنزلناها» : صفة ل «سورة»، على هذه القراءة لأن الصفة لا تفسر ما يعمل فى الموصوف.
وقيل: النصب على تقدير: قل سورة أنزلناها فعلى هذا التقدير يحسن أن يكون «أنزلناها» نعتا ل «سورة» لأنه غير مفسر للعامل فى «السورة».
٢- الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ...
«الزّانية والزّانى فاجلدوا» : الاختيار عند سيبويه الرفع لأنه لم يقصد بذلك قصد اثنين بأعيانهما والرفع عند سيبويه على الابتداء على تقدير حرف جر محذوف تقديره: فيما فرض عليكم الزاني والزانية فاجلدوا.
وقيل: الخبر: ما بعده، وهو «فاجلدوا»، كما تقول: زيد فاضربه، وكأن «الفاء» زائدة.
٤- وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً...
نصب «ثمانين»، على المصدر «وجلدة»، على التفسير.
وإن شئت: فى موضع خفض على البدل من المضمر فى «لهم».
٦- وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ «إلا أنفسهم» : رفع على البدل من «شهداء»، وهو اسم «كان»، و «لهم» : الخبر.
ويجوز نصب «شهداء» على خبر «كان» مقدما، و «أنفسهم» : اسمها.
«ويجوز نصب «أنفسهم» على الاستثناء، أو على خبر «كان»، ولم يقرأ بهما.
«فشهادة أحدهم أربع شهادات» : انتصب «أربع» على المصدر، والعامل فيها «شهادة»، و «الشهادة» : مرفوعة على إضمار مبتدأ تقديره: فالحكم والفرض شهادة أحدهم أربع مرات أي: الحكم أن يشهد أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين.
وقيل: إن «الشهادة» : رفع بالابتداء، والخبر محذوف أي: فعليهم، أو: فلازم لهم، أن يشهد أحدهم أربع شهادات.
«بالله» : متعلق ب «بشهادات»، فهو فى صلتها، إن أعملت الثاني.
وإن قدرت إعمال الأول، وهو «فشهادة»، كانت الباء متعلقة ب «شهادة».
ومن رفع «أربع» فعلى، خبر «شهادة» كما تقول: صلاة الظهر أربع ركعات ويكون «الله» متعلقا ب «شهادات»، ولا يجوز تعلقه ب «شهادة» لأنك كنت تفرق بين الصلة والموصول بخبر الابتداء وهو «أربع»، ويكون «إنه لمن الصادقين» متعلقا ب «شهادة»، ولا يتعلق ب «شهادات»، لما ذكرنا من التفرقة بين الصلة والموصول.
«إنّه لمن الصّادقين» : فى موضع نصب مفعول به، ب «شهادة»، ولم يفتح «أن»، من أجل اللام التي فى الخبر مثل قولك: علمت إن زيدا لمنطلق.
٧- وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ «والخامسة» : ارتفع على العطف على «أربع»، فى قراءة من رفعه أو على القطع.
ومن رفع فعلى الابتداء من «أن لعنة الله» :
«أنّ لعنة الله» : أن، وما بعدها: فى موضع رفع، خبر «الخامسة»، إن رفعتها بالابتداء، أو فى موضع نصب على حذف الخافض، إن نصبت «الخامسة»، و «الخامسة» : نعت قام مقام المنعوت فى الرفع والتقدير: والشهادة الخامسة أن لعنة الله عليه.
ولا يجوز تعليق «الباء» بالشهادة المحذوفة، لأنك تفرق بين الصلة والموصول بالصفة، وذلك لا يجوز.
٨- وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ لا يحسن فى «أربع» غير النصب ب «تشهد»، و «أن» : فى موضع رفع ب «يدرأ» تقديره: ويدفع عنها الحد شهادتها أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين. و «إنه» وما بعده، فى موضع نصب ب «يشهد» وكسرت، «أن» لأجل «اللام» التي فى الخبر، و «بالله»، يحسن تعلق «الباء» فيه بالأول.
٩- وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ و «الخامسة» : من نصبه عطفه على «أربع شهادات»، أو على إضمار فعل تقديره: وتشهد الخامسة، وهو موضوع موضع المصدر، وأصله نعت أقيم مقام منعوت، كأنه قال: وتشهد الشهادة الخامسة.
ومن رفع، فعلى الابتداء.
«أن غضب الله» :(انظر: أن لعنة الله، الآية: ٧، فهى هى).
١١- إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ...
«عصبة» : خبر «إن».
ويجوز نصبه، ويكون الخبر. «لكل امرئ منهم».
١٧- يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ «أن تعودوا» : أن، فى موضع نصب، على حذف حرف الجر تقديره: لئلا تعودوا، أو: كراهة أن تعودوا، فهو مفعول من أجله.
٢٥- يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ «دينهم الحقّ» : قرأه مجاهد برفع «الحق»، جعله نعتا لله، جل ذكره والنصب، على النعت ل «الدين».
«من أبصارهم» : من، لبيان الجنس، وليست للتبعيض.
٣١-... أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ...
«غير أولى الإربة» : من نصب «غير» نصبه على الاستثناء، أو على الحال.
ومن خفضه جعله نعتا، لأن «التابعين» ليسوا بمعرفة صحيحة العين، إذ ليسوا بمعهودين.
ويجوز أن يخفض على البدل، وهو فى الوجهين بمنزلة «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» ١: ٧.
٣٣- وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً...
«والّذين يبتغون الكتاب» : الذين، رفع بالابتداء، والخبر محذوف تقديره: وفيما يتلى عليكم الذين يبتغون الكتاب.
ويجوز أن يكونوا فى موضع نصب، بإضماره فعل تقديره: كاتبوا الذين يبتغون الكتاب.
٣٥- اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ...
«مثل نوره كمشكاة» : مثل، ابتداء، و «الكاف» : الخبر، و «الهاء» فى «نوره» : تعود على الله، جل ذكره.
وقيل: على النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: على المؤمن.
وقيل: على الإيمان فى قلب المؤمن.
«درّى» : من ضم الدال وشدد الياء نسبه إلى: الدر، لفرط ضيائه، فهو: فعلى.
ويجوز أن يكون وزنه: «فعيلا»، غير منسوب، لكنه مشتق من: الدرء فخففت الهمزة فانقلبت ياء، فأدغم الياء التي قبلها فيها.
فأما من قرأه بكسر الدال والهمزة، فإنه جعله: «فعيلا» مثل: فسيق، وسكير ومعناه: أنه يدفع الظلام لتلألئه وضيائه، فهو من: درأت النجوم تدرأ، إذا اندفعت.
٣٦- فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ «الآصال» : جمع: أصل، و «الأصل» : جمع: أصيل، كرغيف ورغف.
وقيل: جمع، «الأصل» : أصائل.
وقيل: «أصائل» : جمع آصال.
٤٠- أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ...
«ظلمات» من رفعه، فعلى الابتداء، والخبر: «من فوقه»، أو على إضمار مبتدأ أي: هذه ظلمات.
ومن خفضها جعلها بدلا من «ظلمات» الأولى و «السحاب» : مرفوع بالابتداء، و «من فوقه» :
الخبر.
٤١- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ «كلّ قد علم صلاته» : رفعت «كل»، وفى «علم» ضمير الله- جل ذكره- ويجوز على هذا نصب «كل» بإضمار فعل تفسيره ما بعده تقديره: علم الله كلا علم صلاته.
وإن جعلت الضمير فى «علم» ل «كل» بعد نصب «كل»، لأنه فاعل وقع فعله على شىء من سببه، فإذا نصبته بإضمار فعل عدّيت فعله إلى نفسه.
وفى هذه المسألة اختلاف وفيها نظر، لأن الفاعل لا يعدى فعله إلى نفسه، وإنما يجوز لك فى الأفعال الداخلة على الابتداء والخبر، كظننت وعلمت هذا مذهب سيبويه، فالنصب فى «كل»، وهو فاعل، لا يجوز عنده ويجوز عند الكوفيين.
٤٣- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ «وينزّل من السّماء من جبال فيها من برد» : من، الثانية: زائدة، و «من» الثالثة:
وقال الفراء: التقدير: وينزل من السماء من جبال برد ف «من برد»، على قول الفراء: فى موضع خفض، وعلى قول البصريين: فى موضع نصب على البيان، أو على الجبال.
وقيل: إن «من» الثالثة: زائدة والتقدير: وينزل من السماء من جبال برد أي ينزل من جبال السماء بردا. فهذا يدل على أن فى السماء جبالا ينزل منه البرد.
وعلى القول الأول يدل على أن فى السماء جبال برد.
«يذهب بالأبصار» : قرأ أبو جعفر بضم الياء، من «يذهب»، وهذا يوجب أن لا يؤتى بالباء لأنه رباعى من «أذهب»، والهمزة تعاقب الباء، ولكن أجازه المبرد، وغيره، على أن تكون الباء متعلقة بالمصدر، لأن الفعل يدل عليه، إذ منه أخذ تقديره: يذهب ذهابه بالأبصار. وعلى هذا أجاز: أدخل السجن دخولا بزيد.
٥٣- وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ
«طاعة» : رفع بالابتداء أي: طاعة أولى بكم أو على إضمار مبتدأ أي: أمرنا طاعة.
ويجوز النصب على المصدر.
٥٥- وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً...
«وعد» : أصل «وعد» أن يتعدى إلى مفعولين، ولكن أن تقتصر على أحدهما، فلذلك تعدى فى هذه الآية إلى مفعول واحد، وفسر العدة بقوله: «ليستخلفنهم»، كما فسر العدة فى «المائدة: ٩» بقوله (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ)، وكما فسر الوصية فى «النساء: ١١» بقوله (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ).
«تعبدوننى» : فى موضع نصب على الحال من «الذين آمنوا»، أو فى موضع رفع على القطع.
٥٧- لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ «لا تحسبن» : من قرأه بالتاء أضمر الفاعل، وهو النبي- صلى الله عليه وسلم- و «الذين» و «معجزين» مفعولا «حسب».
ومن قرأه بالتاء، فالنبى ﷺ هو الفاعل، و «الذين» و «معجزين» : مفعولا «حسب» ٥٨- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ...
«ثلاث عورات» : من نصب «ثلاثا» جعله بدلا من قوله «ثلاث مرات»، و «ثلاث مرات» : نصب على المصدر.
وقيل: لأنه فى موضع المصدر، وليس بمصدر على الحقيقة.
وقيل: هو ظرف وتقديره: ثلاثة أوقات، يستأذنوكم فى ثلاثة أوقات وهذا أصلح فى المعنى، لأنهم لم يؤمروا أن يستأذنهم العبيد والصبيان ثلاث مرات، إنما أمروا أن يستأذنوهم فى ثلاثة أوقات ألا ترى أنه بيّن الأوقات، فقال: «من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء» فبين الثلاث المرات بالأوقات، فعلم أنها ظرف وهو الصحيح.
فإذا كانت ظرفا أبدلت منها «ثلاث عورات»، على قراءة من نصب «ثلاث مرات»، ولا يصح هذا البدل حتى تقدر محذوفا مضافا تقديره: أوقات ثلاث عورات، فأبدل «أوقات ثلاث عورات» من «ثلاث مرات»، وكلاهما ظرف، فأبدل ظرفا من ظرف، فصح المعنى والإعراب.
فأما من قرأ «ثلاث عورات» بالرفع، فإنه جعله خبر ابتداء محذوف تقديره: هذه ثلاث عورات، ثم حذف المضاف اتساعا وهذه إشارة إلى الثلاثة الأوقات المذكورة قبل هذا، ولكن اتسع فى الكلام، فجعلت «الأوقات» : عورات لأن ظهور العورة فيها يكون.
وقيل: مثل قولهم: نهارك صائم، وليلك نائم أخبرت عن النهار بالصوم، لأنه فيه يكون وأخبرت عن الليل بالنون، لأنه فيه يكون ومنه قوله تعالى: (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) ٣٤: ٣٣، أضيف المكر إلى الليل والنهار، لأن فيهما يكون من فاعلهما، فأضيف المكر إليهما اتساعا كذلك أخبرت عن الأوقات بالعورات،
وأصل «الواو» فى «عورات» : الفتح، لكن أسكنت لئلا يلزم فيها القلب، لتحركها وانفتاح ما قبلها، ومثله: نبضات.
وهذا الأمر إنما كان من الله للمؤمنين، إذ كانت البيوت بغير أبواب.
٦٠- وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ «القواعد» : جمع: قاعد، على النسب، أي: ذات قعود، فلذلك حذفت «الهاء».
وقال الكوفيون: لما لم تقع إلا للمؤنث استغنى عن «الهاء».
وقيل: حذفت «الهاء» للفرق بينه وبين القاعدة، بمعنى: الجالسة.
«غير متبرجات» : نصب على الحال، من الضمير فى «يضعن».
«وأن يستعففن» : أن، فى موضع رفع على الابتداء. و «خير» : الخبر.
٦١-... لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ...
«جميعا أو أشتاتا» : كلاهما حال من المضمر فى «تأكلوا».
«تحية» : مصدر، لأن «فسلموا» معناه: فحيوا.
٦٣- لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ «كدعاء بعضكم» : الكاف، فى موضع نصب، مفعول ثان ل «تجعلوا».
«لو إذا» : مصدر وقيل: حال، بمعنى: ملاوذين، وصح «لواذا» لصحة «لاوذ»، ومصدر «فاعل» لا يعل.
١- تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً «تبارك» : تفاعل، من «البركة»، والبركة: الكثرة من خير ومعناه: زاد عطاؤه وكثر.
وقيل: معناه: دام وثبت إنعامه. وهو من: برك الشيء، إذا ثبت.
«ليكون للعالمين» : الضمير فى «يكون» للنبى صلى الله عليه وسلم.
وقيل: للقرآن.
٥- وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا «أساطير الأولين»، أي: هذه أساطير الأولين، فهو خبر ابتداء محذوف.
والأساطير: جمع: أسطورة.
وقيل واحدها: أسطار، بمنزلة: أقوال وأقاويل.
٧- وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً «مال هذا الرسول» : وقعت «اللام» منفصلة فى المصحف، وعلة ذلك أنه كتب على لفظ المملى، كأنه كان يقطع لفظه، فكتب الكاتب على لفظه.
وقال الفراء: أصله: ما بال هذا؟ ثم حذفت «بال» فبقيت «اللام» منفصلة.
وقيل: إن أصل حروف الجر أن تأتى منفصلة عما بعدها، مما هو على حرفين، فأتى ما هو على حرف واحد على قياس ما هو على حرفين ومثله: «فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ» ٤: ٧٨ ١٤- لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً «ثبورا» : مصدر.
وقيل: هو مفعول به.
وقيل: هو مردود على ما قبله من ذكر السعير والنار، وجاء التفضيل بينهما على ما جاء عن العرب حكى سيبويه: الشقاء أحب إليك أم السعادة؟ ولا يجوز فيه عند النحويين: السعادة خير من الشقاء، لأنه لا خير فى الشقاء فيقع فيه التفاضل، وإنما تأتى «أفعل» أبدا فى التفضيل بين شيئين فى خير أو شر، وفى أحدهما من الفضل والشر ما ليس فى الآخر، وكلاهما فيه فضل أو شر، إلا أن أحدهما أكثر فضلا أو شرا.
وقد أجاز الكوفيون: العسل أحلى من الخل، ولا حلاوة فى الخل، فيفاضل بينهما وبين حلاوة العسل.
ولا يجيز هذا البصريون، ولا يجوز: المسلم خير من النصراني إذ لا خير فى النصراني ولو قلت: اليهودي خير من النصراني، لم يجز، إذ لا خير فى واحد منهما: ولو قلت: اليهودي شر من النصراني، جاز إذ الشر فيهما موجود، وقد يكون أحدهما أكثر شرا.
٢٢- يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً «يوم يرون الملائكة» : العامل فى «يوم» محذوف تقديره: يمنعون البشارة يوم يرون الملائكة.
ولا يعمل فيه «لا بشرى»، لأن ما بعد النفي لا يعمل فيما قبله.
وقيل: التقدير: واذكر يا محمد يوم يرون الملائكة.
«لا بشرى» : لا يجوز أن تعمل «لا بشرى» فى «يومئذ»، إذا جعلت «لا بشرى» مثل: «لا رجل»، وبنيت على الفتح ولكن تجعل «يومئذ» خبرا، لأن الظروف تكون خبرا عن المصادر، و «للمجرمين» :
صفة ل «بشرى»، أو تبيينا له.
ويجوز أن تجعل «للمجرمين» خبر ل «بشرى»، و «يومئذ»، تبيينا ل «بشرى». وإن قدرت أن «بشرى» غير مبينة مع «لا» جاز أن تعملها فى «يومئذ»، لأن المعاني تعمل فى الظروف.
و «الملك» : مبتدأ، والحق» : نعته، و «الرحمن» : الخبر.
وأجاز الزجاج «الحق»، بالنصب: على المصدر فيكون «الرحمن» : خبر «الملك».
«حجرا» : نصب على المصدر.
٣٧- وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ «وقوم نوح» عطف على الضمير فى «فدمرناهم» الآية: ٣٦.
وقيل: انتصب على: «اذكر».
وقيل: على إضمار فعل، تفسيره: أغرقناهم أي: أغرقنا قوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم.
٣٨- وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً «وعادا وثمودا» : وما بعده، عطف كله على «قوم نوح»، إذا نصبتهم بإضمار: اذكر، على العطف على الضمير فى «فدمرناهم» الآية: ٣٦.
ويجوز أن يكون معطوفا على الضمير فى «وجعلناهم» الآية: ٣٧.
٣٩- وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً «وكلا» : نصب بإضمار فعل تقديره: وأنذرنا كلا ضربنا له الأمثال لأن ضرب الأمثال أعظم الإنذار، فجاز أن يكون تفسير الإنذار.
٤١- وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا «رسولا» : نصب على الحال.
وقيل: على المصدر، وهو بمعنى: رسالة.
٤٢- إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها...
«إن كاد ليضلنا» : تقديره، عند سيبويه: إنه كاد ليضلنا وعند الكوفيين: ما كاد إلا يضلنا، و «اللام»
«لولا أن صبرنا» : أن، فى موضع رفع، وقد تقدم شرحها.
٤٩- لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً «وأناسى كثيرا» : واحد «أناسى» : إنس. وأجاز الفراء أن يكون واحدها: إنسانا، وأصله، عنده:
أناسين، أبدل من النون ياء، ولا قياس يسعفه فى ذلك ولو جاز هذا لجاز فى جمع «سرحان» : سراحى، وذلك لا يقال.
٥٧- قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا «من» : فى موضع نصب، لأنه استثناء ليس من الجنس.
٥٩- الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً «الرحمن» : رفع على إضمار مبتدأ تقديره: هو الرحمن. وقيل: هو مبتدأ، و «فاسأل» : الخبر.
وقيل: هو بدل من الضمير فى «استوى». ويجوز الخفض على البدل من الحي» الآية: ٥٨، ويجوز النصب على المدح.
«وخبيرا» : نصب بقوله «فاسأل»، وهو نعت لمحذوف، كأنه قال: فاسأل عنه إنسانا خبيرا.
وقد قيل: «الخبير» : هو الله لا إله إلا هو فيكون التقدير: فاسأل عنه مخبرا خبيرا، ولا يحسن أن يكون «خبيرا» : حالا لأنك إن جعلته حالا من الضمير فى «فاسأل» لم يجز، لأن «الخبير» لا يحتاج أن تسأل غيره عن شىء، إنما يحتاج أن يسأل هو عن الأمور يخبر بها.
وإن جعلته حالا من الضمير فى «به» لم يجز، لأن المسئول عنه، وهو الرحمن، خبير أبدا. والحال أكثر أمرها أنها لما ينتقل ويتغير، فإن جعلتها الحال المؤكدة التي لا تنتقل، مثل: «وَهُوَ الْحَقُّ» ٤٧: ٢، ففيه نظر.
٦٣- وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً «وعباد الرّحمن الذين يمشون» : عباد، رفع بالابتداء، والخبر: «الذين يمشون».
وقال الزجاج: «الذين يمشون» : نعت، والخبر: «أولئك يجزون» الآية: ٧٥.
«سلاما» : نصب على المصدر معناه: تسليما فأعمل «القول» فيه لأنه لم يحك قولهم بعينه إنما حكى معنى قولهم، ولو حكى قولهم بعينه لكان محكيا ولم يعمل فيه القول، فإنما أخبر تعالى ذكره أن هؤلاء القوم لم يجاوبوهم بلفظ سلام بعينه.
وقد قال سيبويه: هذا منسوخ، لأن الآية نزلت بمكة قبل أن يؤمروا بالقتال.
وما تكلم سيبويه فى شىء من الناسخ والمنسوخ غير هذه الآية، فهو من السلام، وليس من التسليم.
قال سيبويه: ولما لم يؤمر المسلمون يؤمئذ أن يسلموا على المشركين، استدل سيبويه بذلك أنه من السلام، وهو البراءة من المشركين، وليس من التسليم، الذي هو التحية.
٦٧- وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً «وكان بين ذلك قواما» : اسم «كان» مضمر فيها والتقدير: كان الإنفاق بين ذلك قواما.
و «قواما» : خبر «كان».
وأجاز الفراء أن يكون «بين ذلك» اسم «كان»، وهو مفتوح، كما قال، «وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ» ٧٢: ١١، ف «دون» عنده، مبتدأ، وهو مفتوح: وإنما جاز ذلك لأن هذه الألفاظ كثر استعمال الفتح فيها، فتركت على حالها فى موضع الرفع، وكذا تقول فى قوله: «لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ» ٦: ٨٤، هو مرفوع ب «تقطع»، ولكنه ترك مفتوحا، لكثرة وقوعه كذلك، والبصريون على خلافه فى ذلك.
٦٩- يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً من جزم، جعله بدلا من «يلق» الآية: ٦٨، لأنه جواب الشرط، ولأن «لقاء الآثام» هو مضاعفة العذاب والخلود، فأبدل منه، إذ المعنى يشتمل بعضه على بعض وعلى هذا المعنى يجوز بدل بعض الأفعال من بعض فإن تباينت معانيها لم يجز بدل بعضها من بعض.
ومن رفع، فعلى القطع، أو على الحال.
٧٢، ٧٣- وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً «كراما، وصمّا وعميانا» : كلها أحوال.
٧٧- قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً «فسوف يكون لزاما» : اسم «كان» مضمر فيها، و «لزاما» : الخبر والتقدير: سوف يكون جزاء التكذيب لزاما، عذابا لازما، قيل: فى الدنيا، وهو ما نزل بهم يوم بدر من القتل والأسر وقيل:
ذلك فى الآخرة.
وقال الفراء: فى «يكون» : مجهول وذلك لا يجوز، لأن المجهول إنما يفسر بالجمل لا بالمفردات.
- ٢٦- سورة الشعراء
٢- تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ «تلك» : ابتداء، و «آيات» : الخبر، وهو إشارة إلى ما نزل من القرآن. بل هو إشارة إلى هذه الحروف التي فى أوائل السور منها تأتلف آيات القرآن.
وقيل: «تلك»، فى الموضع: رفع على إضمار مبتدأ، أي: هذه تلك آيات الكتاب المبين التي كنتم وعدتم فى كتبكم، لأنهم وعدوا فى التوراة والإنجيل بإنزال القرآن.
٣- لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ «ألّا يكونوا» : أن، فى موضع نصب، مفعول من أجله.
١٠- وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أي: واتل علهيم: إذ نادى.
ويجوز أن يكون فى موضع نصب على تقدير: «لأن عبدت»، ثم حذف الحرف، وحذفه مع «أن» كثير فى الكلام والقرآن، ولذلك قال بعض النحويين: إن «أن» فى موضع خفض بالخافض المحذوف، لأنه لما كثر حذفه مع «إن» عمل، وإن كان محذوفا.
٧٧- فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ «فإنهم عدوّ لى» : عدو، واحد، يؤدى عن الجماعة، فلا يجمع، ويأتى للمؤنث بغير هاء تقول:
هى عدو لى.
وحكى الفراء: عدوة لى.
قال الأخفش الصغير: من قال عدوة، بالتاء، فمعناه: معادية ومن قال: عدو، بغير هاء، فلا يجمع ولا يثنى، وإنما ذلك على النسب.
«إلّا ربّ العالمين» : نصب على الاستثناء الذي ليس من الأول، لأنهم كانوا يعبدون الأصنام، وإقرارهم بالله مع عبادتهم للأصنام لا ينفعهم.
وأجاز الزجاج أن يكون من الأول، لأنهم كانوا يعبدون الله مع أصنامهم.
١٤٩- وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ «فارهين» : حال من المضمر فى «تنحتون».
١٧٦- كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ «أصحاب الأيكة» : من فتح «التاء» جعله اسما للبلدة، ولم يصرفه، للتعريف والتأنيث، ووزنه «فعلة».
ومن خفض التاء جعله معرفا بالألف واللام، فخفضه لإضافة «أصحاب» إليه.
وأصل: أيكة: اسم لموضع فيه شجر ملتف.
ولم يعرف المبرد «ليكة» على «فعلة»، إنما هى عنده: أيكة، دخلها حرفا التعريف وانصرفت، وقراءة من فتح «التاء» عنده غلط، إنما تكون «التاء» مكسورة، واللام مفتوحة، التي عليها حركة الهمزة.
٢٠٧- ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ «ما أغنى عنهم» : ما، استفهام، فى موضع نصب ب «أغنى».
ويجوز أن يكون حرف نفى، و «ما» الثانية: فى موضع رفع ب «أغنى».
٢٠٩- ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ موضع «ذكرى»، عند الكسائي: نصب على الحال.
وقال الزجاج: على المصدر لأن معنى «هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ» الآية: ٢٠٣ أي: مذكّرون ذكرى.
ويجوز أن تكون «ذكرى» : فى موضع رفع على إضمار مبتدأ أي: إنذارنا ذكرى، أو ذلك ذكرى، أو تلك ذكرى.
ويجوز تنوينها، إذا جعلتها مصدرا.
٢٢٧- إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ «أي منقلب»، نصب «أيا». «ينقلبون»، فهو نعت لمصدر «ينقلبون» تقديره: أي انقلاب ينقلبون. ولا يجوز نصبه ب «سيعلم»، لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، لأن صدر الكلام إنما يعمل فيه ما بعده.
وقيل: إنما لم يعمل فيه ما قبله، لأنه خبر، ولا يعمل الخبر فى الاستفهام، لأنهما مختلفان.
٢- هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ «هدى وبشرى» : حالان من «كتاب» الآية: ١ ٧- إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ «بشهاب قبس» : من أضاف فإنه أضاف النوع إلى جنسه، بمنزلة قولك: ثوب خز.
وقال الفراء: هو إضافة الشيء إلى نفسه، كصلاة الأولى إنما هى فى الأصل موصوف وصفة، فأضيف الموصوف إلى صفته وأصله: الصلاة الأولى.
ولو فى غير القرآن لجاز على الحال أو على البيان.
والشهاب: كل ذى نور. والقبس: ما يقتبس من جمر ونحو فمعناه، لمن لم ينون: بشهاب من قبس، والقبس: المصدر والقبس: الاسم كما أن معنى «برد خز» : برد من خز.
«تصطلون» : أصل «الطاء» : تاء، ووزنه: تفتعلون، فأبدلوا من التاء طاء، لمؤاخاتها الصاد إلى الإطباق وأعلت لام الفعل فحذفت، لسكونها وسكون الواو، بعدها.
٨- فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ «أن» : فى موضع نصب على حذف الحرف أي: نودى لأن بورك وبأن بورك والمصدر مضمر يقوم مقام الفاعل أي: نودى للنداء لأن بورك.
وقيل: أن، فى موضع رفع، على أنه مفعول لم يسم فاعله ل «نودى».
وحكى الكسائي: باركك الله، وبارك فيك.
و «رأى» : من رؤية العين.
«مدبرا» : حال من موسى، عليه السلام.
١١- إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ «من» : فى موضع نصب، لأنه استثناء ليس من الأول.
وقال الفراء: هو استثناء من الجنس، لكن المستثنى منه محذوف وهذا بعيد.
وأجاز بعض النحويين أن يكون «إلا»، بمعنى: الواو وهذا أبعد، لاختلاط المعاني.
١٣- فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ «مبصرة» : حال من «آياتنا»، ومعناه: مبينة.
ومن قرأ «مبصرة»، بفتح الصاد، جعله مصدرا.
٢٢- فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ «غير» : نعت لظرف تقديره: فمكث وقتا غير بعيد، أو لمصدر محذوف أي: مكثا غير بعيد.
«من سبأ» : من صرفه جعله اسما لأمّة أو لحىّ.
ومن لم يصرفه جعله اسما للقبيلة أو المدينة، أو لامرأة فلم يصرفه للتعريف والتأنيث.
ومن أسكن الهمزة، فعلى نية الوقف.
٢٥- أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ «أن لا يسجدوا» : أن فى موضع خفض ب «يهتدون» الآية: ٢٤ والتقدير: فهم لا يهتدون إلى أن يسجدوا، و «لا» : زائدة.
فأما قراءة الكسائي: ألا يا اسجدوا، بتخفيف، «ألا»، فإنه على، ألا يا هؤلاء اسجدوا ف «ألا» : للتنبيه لا للنداء، وحذف المنادى لدلالة حرف النداء عليه، و «اسجدوا» : مبنى، على هذه القراءة، ومنصوب على القراءة الأولى ب «أن».
٣٠- إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «إنه» : الكسر على الابتداء.
وأجاز الفراء الفتح فيها فى الكلام، على أن يكون موضعها رفعا على البدل من «كتاب» الآية: ٢٩، وأجاز أن تكون فى موضع نصب بحذف حرف الجر.
٣١- أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ «أن» : فى موضع نصب، على حذف الخافض، أي: بأن لا تعلوا.
وقيل: فى موضع رفع على البدل من «كتاب» الآية: ٢٩ تقديره: إنى ألقى إلى ألا تعلوا.
وقال سيبويه: هى بمعنى. «أي»، التي للتفسير، لا موضع لها من الإعراب، بمنزلة: «أَنِ امْشُوا» ٣٨: ٦ ٣٧- ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ «أذلّة وهم صاغرون» : حالان من المضمر المنصوب، فى «لنخرجنهم».
٣٩- قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ «عفريت» : التاء، زائدة، كزيادتها فى «طاغوت» وجمعه: عفاريت، وعفار كما تقول فى جمع «طاغوت» : طواغيت، وطواغ وعفار، مثل: جوار، التاء محذوفة، قيل: لالتقاء الساكنين وهما الياء والتنوين وقيل: للتخفيف، وهو أصح، وإن عوضت قلت: عفارى، وطواغى.
وإنما دخل هذا الضرب التنوين، وهو لا ينصرف، لأن الياء لما حذفت للتخفيف نقص البناء الذي من أجله لم ينصرف، فلما نقص دخل التنوين.
وقيل: بل دخل التنوين عوضا من حذف الياء، فإذا صارت هذه الأسماء التي هى جموع لا تنصرف، إلى حال النصب، رجعت الياء او متنعت من الصرف.
ويجوز أن تكون فى موضع نصب ب «صدها»، على حذف حرف الجر، وفى «صدها» ضمير الفاعل، وهو الله جل ذكره، أو سليمان عليه السلام أي: وصدها الله عن عبادتها أو: وصدها سليمان عن عبادتها.
«إنّها كانت» : من كسر «إن»، كسر على الابتداء، ومن فتح جعلها بدلا من «ما»، إذا كانت فاعلة.
وقيل: بل هى فى موضع نصب على حذف الجار تقديره: لأنها كانت.
٤٤-. وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
«مع» : حرف بنى على الفتح، لأنه قد يكون اسما ظرفا، فقوى التمكن فى بعض أحواله فبنى.
وقيل: هو حرف بنى على الفتح، لكونه اسما فى بعض أحواله، وحقه السكون.
وقيل: هو اسم ظرف، فلذلك فتح.
فإن أسكنت العين فهو حرف لا غير.
٤٥- وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ «أن» : فى موضع نصب، على حذف الجار تقديره: بأن اعبدوا الله.
٤٧- قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ «اطّيّرنا» : أصله: تطيرنا، ثم أدغمت التاء فى الطاء فسكنت، لأن الأول المدغم لا يكون إلا ساكنا، ولا يدغم حرف فى حرف حتى يسكن الأول، فلما سكن الأول اجتلبت ألف وصل فى الابتداء ليبتدأ بها، وكسرت لسكونها وسكون ما بعدها.
وقيل: بل كسرت لكسر ثالث الفعل وفتحه، ولم يفتح لفتحة ثالث الفعل، لئلا يشبه ألف المتكلم، وضمت بضمة ثالث الفعل، لئلا يخرج من كسر إلى ضم، فوزن «اطيرنا»، على الأصل: تفعلنا، ولا يمكن وزنه على لفظه، إذ ليس فى الأمثلة «افعلنا»، بحرفين مشددين متواليين.
٥١- فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ من قرأ «إنا»، بالكسر، فعلى الابتداء، و «كيف» : خبر «كان» مقدم، لأن الاستفهام له صدر الكلام و «عاقبة» : اسم «كان»، ولا يعمل «انظر» فى «كيف»، ولكن يعمل فى موضع الجملة كلها.
وقيل: إن «كان» بمعنى: وقع وحدث، و «عاقبة»، الفاعل و «كيف» : فى موضع الحال والتقدير:
فانظر يا محمد على أي حال وقعت عاقبة أمرهم. ثم فسر كيف وقعت العاقبة فقال مفسرا مستأنفا: إنا دمرناهم وقومهم.
فأما من قرأه ب «أنا»، بالفتح، جعل «كيف» : خبر «كان»، و «العاقبة» اسمها، و «أن» بدلا من «العاقبة»، و «كيف» فى موضع الحال.
وإن شئت جعلت «أنا» خبر «كان»، و «العاقبة» اسمها، و «كيف» فى موضع الحال والتقدير:
فانظر يا محمد على أي حال كان عاقبة أمرهم وتدميرهم.
وقيل: «أن» : فى موضع نصب، على حذف حرف الجر والتقدير: فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم.
ويجوز فى الكلام نصب «عاقبة»، على خبر «كان»، ونجعل «أنا» اسم «كان».
وقيل: موضع «أنا» : موضع رفع، على إضمار مبتدأ تقديره: هو أنا دمرناهم، والجملة خبر «كان».
٥٢- فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ «فتلك بيوتهم خاوية». نصب على الحال.
ويجوز الرفع فى «خاوية» من خمسة أوجه:
الأول: أن يكون «بيوتهم» بدلا من «تلك»، و «خاوية» : خبر «البيوت».
والثاني: أن تكون «خاوية» : خبرا ثانيا.
والرابع: أن تجعل «خاوية» بدلا من «بيوتهم».
والخامس: أن تجعل «بيوتهم» عطف بيان على «تلك»، و «خاوية» خبر «تلك».
٥٤- وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ «ولوطا» : انتصب على معنى: وأرسلنا لوطا.
٥٩- قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ إنما جاز المفاضلة فى هذا، ولا خير فى آلهتهم، لأنهم خرطبوا على ما كانوا يعتقدون لأنهم كانوا يظنون فى آلهتهم خيرا، فخوطبوا على زعمهم وظنهم.
وقد قيل: إن «خيرا» هنا ليست بأفعل تفضيل، إنما هى اسم، فلا يلزم فيها تفاضل بين شيئين كما قال حسان:
فشركما لخير كما الفداء
أي: فالذى فيه الشر منكما فداء الذي فيه الخير.
٦٦- بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ «ادّارك» : من قرأه «أدرك» على «أفعل»، بناه على أن علمهم فى قيام الساعة قد تناهى لا مزيد عندهم فيه أي: لا يعلمون ذلك أبدا ولا مزيد فى علمهم ويقال: أدرك التمر، إذا تناهى.
وقيل: معناه: بل كمل علمهم فى أمر الآخرة فلا مزيد فيه.
ودل على أنه على الإنكار، قوله «بل هل فى شك منها» أي: لم يدركوا وقت حدوثها، فهم عنها عمون.
والعمى عن الشيء أعظم من الشك فيه.
ومن قرأه بألف وصل مشددا، فأصله: تدارك، ثم أدغمت التاء فى الدال، ودخلت ألف الوصل فى الابتداء، لسكون أول المشدد، كقوله «اطيرنا» الآية: ٤٧، ومعناه: بل كمل علمهم فى قيام الساعة فلا مزيد عندهم.
وقيل: معناه: بل تتابع علمهم فى أمر الآخرة، فلم يبلغوا إلى شىء.
«فى الآخرة» : فى، بمعنى: الباء أي: بالآخرة أي: بعلم الآخرة.
٨٢- وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ «أن» : فى موضع نصب، على حذف حرف الجر تقديره: تكلمهم بأن الناس.
ويجوز أن لا تقدر حرف جر، وتجعل «أن» مفعولا، على أن تجعل «تكلمهم» بمعنى: تخبرهم.
ومن كسر «إن» فعلى الاستئناف.
٨٧- وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ العامل فى «يوم» فعل مضمر تقديره: واذكر يوم ينفخ فى الصور.
٨٨- وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ «صنع الله» : نصب على المصدر، لأنه تعالى لما قال «وهى تمر مر السحاب» دل على أنه تعالى صنع ذلك، فعمل فى «صنع الله».
ويجوز نصبه على الإغراء.
ويجوز الرفع على معنى: ذلك صنع الله.
٨٩- مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ «من» : شرط، رفع بالابتداء، و «فله» : الجواب، وهو الخبر.
- ٢٨- سورة القصص
٢- تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ «تلك» : فى موضع رفع، بمعنى: هذه، و «آيات» : بدل منها.
٤- إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ...
«أهلها شيعا» : مفعولان ل «جعل»، لأنها بمعنى: صير: فإن كانت بمعنى «خلق» تعدت إلى واحد، نحو قوله تعالى (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) ٦: ١ وخلق، إذا كان بمعنى: صير، تعدى إلى مفعولين، نحو:
«فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً» ٢٣: ١٤، وإن كانت بمعنى: اخترع وأحدث، تعدت إلى مفعول واحد، نحو «خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ» ٢٩: ٤٤ ٩- وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ «قرّة عين» : رفع على إضمار مبتدأ، أي: هو قرة عين لى.
ويجوز أن يكون مبتدأ، والخبر: «لا تقتلوه».
ويجوز نصبه بإضمار فعل، تفسيره: لا تقتلوه تقديره: اتركوا قرة عين لى لا تقتلوه.
١٠- وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ «لولا أن ربطنا» : أن، فى موضع رفع، والجواب محذوف.
١٤- وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ «أشده»، عند سيبويه: وزنه: أفعل، وهو عنده: جمع شدة، كنعمة وأنعم.
وقال غيره: هو جمع شد، مثل: قد وأقد.
وقيل: هو واحد، وليس فى الكلام اسم مفرد على «إفعل» بغير «هاء»، إلا «إصبعا»، فى بعض لغاته.
١٥- وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ...
«وهذا من عدوه» : أي، من أعدائه، ومعناه: إذا نظر إليهما الناظر قال ذلك.
«فإذا الّذى استنصره بالأمس يستصرخه» : الذي، مبتدأ، و «يستصرخه» : الخبر، ويجوز أن يكون «إذا» هى الخبر، و «يستصرخه» : حالا.
٢٥- فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ...
«تمشى» : فى موضع الحال من «إحداهما»، والعامل فيه «جاء».
«على استحياء» : فى موضع الحال من المضمر فى «تمشى».
ويجوز أن يكون «على استحياء» فى موضع الحال المقدمة من المضمر فى «قالت»، والعامل فيه «قالت».
والأول أحسن.
ويحسن الوقف على «تمشى» على القول الثاني، ولا يحسن الوقف على القول الأول إلا على «استحياء».
٢٨- قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ «ذلك» : مبتدأ، وما بعده خبر ومعناه، عند سيبويه: ذلك بيننا.
«أيّما الأجلين قضيت» : نصب «أيا» ب «قضيت»، و «ما» : زائدة للتأكيد، وخفض «الأجلين» لإضافة «أي» إليهما.
وقال ابن كيسان: ما، فى موضع خفض بإضافة «أي» إليهما، وهى نكرة، و «الأجلين» : بدل من «ما»، كذلك قال فى قوله «فبما رحمة» ١٥٩، إن «رحمة» بدل من «ما»، وكان يتلطف فى ألا يجعل شيئا زائدا فى القرآن، يخرج له وجها يخرجه من الزيادة.
٣٠- فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ «أن يا موسى» : فى موضع نصب بحذف حرف الجر أي بأن يا موسى.
«مدبرا» : نصب على الحال، وكذلك موضع قوله «ولم يعقب» موضعه نصب على الحال.
٣٢- اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ «فذانك برهانان» : ذا، مرفوع، وهو رفع بالابتداء، وألف «ذا» : محذوفة لدخول ألف التنبيه عليها.
ومن قرأه بتشديد النون فإنه جعل التشديد عوضا من ذهاب ألف «ذا».
وقيل: إن من شدده إنما بناه على لغة من قال فى الواحد: ذلك، فلما بنى أبينت اللام بعد نون التثنية، م أدغم اللام فى النون، على حكم إدغام الثاني فى الأول، والأصل أن يدغم الأول أبدا فى الثاني، إلا أن تمنع فى ذلك علة فيدغم الثاني فى الأول. والعلة التي منعت فى هذا أن ندغم الأول فى الثاني أنه لو فعل ذلك لصار فى موضع النون، التي تدل على التثنية لام مشددة، فتغير لفظ التثنية، وأدغم الثاني فى الأول، لذلك نونا مشددة.
٣٤- وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ «ردءا» : حال من الهاء فى «أرسله»، وكذلك: «يصدقنى»، فى قراءة من رفعه، جعله نعتا ل «ردء»، ومن جزمه فعلى جواب الطلب.
٤٢- وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ انتصب «يوم» على أنه مفعول به على السعة، كأنه قال: وأتبعناهم فى هذه الدنيا لعنة ولعنة يوم القيامة، ثم حذفت «اللعنة» الثانية لدلالة الأولى عليها، وقام «يوم» مقامها فانتصب انتصابها.
ويجوز أن ينصب «يوم» على أن تعطفه على موضع «فى هذه الدنيا».
ويجوز نصب «يوم» على أنه ظرف للمقبوحين أي: وهم من المقبوحين يوم القيامة، ثم قدم الظرف ٤٣- وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ «بصائر للنّاس وهدى ورحمة» : نصب كله، على الحال، من «الكتاب».
«ولكن رحمة من ربك» : انتصب «رحمة» على المصدر، عند الأخفش والتقدير: ولكن رحمه ربك محمد رحمة.
وهو مفعول من أجله، عند الزجاج أي: ولكن للرحمة فعل ذلك أي: من أجل الرحمة.
وقال الكسائي: هو خبر «كان» مضمرة، بمعنى: ولكن كان ذلك رحمة من ربك.
ويجوز فى الكلام الرفع على معنى: ولكن هى رحمة.
٥٨- وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها...
«المعيشة» : نصب، عند المازني، على تقدير حذف حرف الجر تقديره: بطرت فى معيشتها.
وقال الفراء: هى نصب على التفسير، وهو بعيد لأنها معرفة والتفسير لا يكون إلا نكرة.
وقيل: هى نصب ب «بطرت»، وبطرت: بمعنى: جهلت أي: جهلت شكر معيشتها، ثم حذف المضاف.
٦٨- وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ «ما» : الثانية، لا موضع لها من الإعراب.
وقيل: هى فى موضع نصب ب «يختار»، وليس ذلك يحسن فى الإعراب، لأنه عائد يعود على ما فى الكلام.
وهو أيضا بعيد فى المعنى والاعتقاد، لأن كونها للنفى يوجب أن يعم جميع الأشياء التي حدثت بقدر الله واختياره، وليس للعبد فيها شىء غير اكتسابه بقدر من الله.
وإذا جعلت «ما» فى موضع نصب ب «يختار»، لم يعم جميع الأشياء أنها مختارة لله جل ذكره، وإنما وجب أنه يختار ما لهم فيه الخير لا غير، وبقي ما ليس لهم فيه خير موقوفا وهذا مذهب القدرية المعتزلة.
فكون «ما» للنفى أولى فى المعنى، وأصح فى التفسير، وأحسن فى الاعتقاد، وأقوى فى العربية، ألا ترى أنك لو جعلت «ما» فى موضع نصب، لكان ضميرها فى «كان» اسمها، والواجب نصب «الخيرة»، ولم يقرأ بذلك أحد.
٧٦- إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ...
«ما» : فى موضع نصب ب «آتيناه» مفعولا ثانيا، و «إن» واسمها وخبرها وما يتصل بها إلى قوله «القوة» صلة «ما».
وواحد «أولى» : ذو.
٨٢- وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ...
«ويكأنّ الله» : أصلها: وى، منفصلة من «الكاف».
قال سيبويه عن الخليل فى معناها: إن القوم تنبهوا، فقالوا: ويكأن، وهى كلمة يقولها المتندم إذا أظهر ندامته.
وقال الفراء: وى، متصلة بالكاف، وأصلها: ويلك إن الله، ثم حذف اللام، واتصلت اللام ب «أن».
وفيه بعد فى المعنى والإعراب لأن القوم لم يخاطبوا أحدا ولأن حذف اللام من هذا لا يعرف، ولأنه كان يجب أن تكون «إن» مكسورة، إذ لا شىء يوجب فتحها.
٨٨- وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ انتصب «الوجه» على الاستثناء، ويجوز فى الكلام الرفع على معنى الصفة، كأنه قال: غير وجهه كما قال:
وكل أخ مفارقه أخوه... لعمر أبيك إلا الفرقدان
أي: غير الفرقدين ف «غير» : صفة ل «كل»، كذلك جواز الآية.
٢- أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ «أن يتركوا». أن، فى موضع نصب ب «حسب».
«أن يقولوا» : أن، فى موضع نصب بحذف الخافض أي: بأن يقولوا أو: لأن يقولوا.
وقيل: هى بدل من الأولى.
٤- أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ «ساء ما يحكمون» : ما، فى موضع نصب، وهى نكرة أي: ساء شيئا يحكمونه.
وقيل: ما: نفى، فى موضع، رفع، وهى معرفة تقديره: ساء الشيء الذي يحكمونه.
وقال ابن كيسان: ما، فى موضع رفع تقديره: ساء حكمهم.
٨- وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً...
«بوالديه حسنا» أي: وصيناه بوالديه أمرا ذا حسن، ثم أقام الصفة مقام الموصوف، وهو الأمر، ثم حذف المضاف، وهو «ذا»، وأقام المضاف إليه مقامه، وهو «حسن».
١٢- وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ...
«ولنحمل خطاياكم» : لفظه لفظ الأمر، ومعناه الشرط والجزاء.
١٤- وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً...
«ألف سنة» : ألف، نصب على الظرف، و «خمسين» : نصب على الاستثناء وإنما انتصب على الاستثناء، عند سيبويه، لأنه كالمفعول، إذ هو مستغنى عنه كالمفعول، فأتى بعد تمام الكلام، فانتصب كالمفعول.
ونصبه عند الفراء ب «إلا»، وأصل «إلا»، عنده: إن لا فإذا نصب نصب ب «إن»، وإذا رفع رفع ب «لا».
ونصبه عند المبرد على أنه مفعول به، و «إلا»، عنده: قامت مقام الفاعل الناصب للاسم، فهى تقوم مقام «استثنى»، ولا تستثنى من العدد إلا أقل من النصف، عند أكثر النحويين.
وقيل: هو معطوف على «نوح»، فى قوله تعالى: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً» الآية: ١٤ أي، وأرسلنا إبراهيم.
وقيل: هو منصوب بإضمار فعل أي: واذكر إبراهيم.
٢٢- وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ أي: ولا من فى السماء معجزين، فيكون «فى السماء» نعت ل «من» المحذوفة فى موضع رفع، ثم يقوم النعت مقام المنعوت.
وفيه بعد، لأن نعت النكرة كالصلة، ولا يحسن حذف الموصول وقيام الصلة مقامه، والحذف فى الصفة أحسن منه فى الصلة.
٢٥- وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ «وقال إنّما اتّخذتم من دون الله أوثانا مودّة بينكم» : ما، بمعنى: الذي، وهو اسم «إن» و «الهاء» مضمرة تعود على «ما» تقديره: إن الذي اتخذتموه أوثانا، و «أوثانا» : مفعول ثان ل «اتخذتم»، و «الهاء» المحذوفة، هى المفعول الأول ل «اتخذتم»، و «مودة» : خبر «إن».
وقيل: هو رفع بإضمار: هو مودة.
وقيل: هى رفع بالابتداء، و «فى الحياة الدنيا» : الخبر، والجملة خبر «إن»، و «بينكم» : خفض بإضافة «مودة» إليه.
وقرىء بنصب «مودة»، وذلك على أن تكون «ما» كافة ل «أن» عن العمل، فلا ضمير محذوف فى «اتخذتم»، فيكون «أوثانا» مفعولا ل «اتخذتم»، لأنه تعدى إلى مفعول واحد واقتصر عليه، كما قال الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ» ٧: ١٥٢، وتكون «مودة» مفعولا من أجله أي:
إنما اتخذتم الأوثان من دون الله للمودة فيما بينكم لأن عند الأوثان نفعا أو ضرا.
ومن نون «مودة» ونصب أو رفع، جعل «بينكم» ظرفا، فنصبه وهو الأصل، والإضافة اتساع فى الكلام، والعامل فى الظرف: «المودة».
ويجوز أن ينصب «بينكم» من نون «مودة»، على الصفة للمصدر لأنه نكرة، والنكرات توصف بالظروف والجمل والأفعال فإذا نصبت «بينكم» على الظرف جاز أن يكون قوله «فى الحياة الدنيا» ظرفا ل «المودة» أيضا، وكلاهما متعلق بالعامل، وهو «مودة»، لأنهما ظرفان مختلفان: أحدهما للزمان، والآخر للمكان.
وإنما يمتنع أن يتعلق بعامل واحد ظرفا زمان ومكان، ولا ضمير فى واحد من هذين الظرفين، إذا لم يقم واحد منهما مقام محذوف مقدر.
وإذا جعلت قوله «بينكم» صفة ل «مودة» كان متعلقا بمحذوف، وفيه ضمير كان فى المحذوف الذي هو صفة على الحقيقة، فيكون «فى الحياة الدنيا» فى موضع الحال من ذلك الضمير فى «بينكم»، والعامل فيه الظرف، وهو «بينكم»، وفى الظرف، وهو «فى الحياة الدنيا»، ضمير يعود على ذى الحال والصفة لا بد أن يكون فيها عائد على الموصوف فإذا قام مقام الصفة ظرف صار ذلك الضمير فى الظرف كما يكون فى الظرف إذا كان خبر المبتدأ أو حالا ولا يجوز أن يعمل فى قوله «فى الحياة الدنيا»، وهو حال من المضمر فى «بينكم مودة» لأنك قد وصفت المصدر بقوله «بينكم». ولا يعمل بعد الصفة، لأن المعمول فيه داخل فى الصفة والصفة غير داخلة فى الصلة، فتكون قد فرقت بين الصلة والموصول، فلا يعمل فيه إذا كان حالا من المضمر فى «بينكم» إلا «بينكم»، وفيه ضمير يعود على المضمر فى «بينكم»، وهو هو لأن كل حال لا بد أن يكون فيها ضمير يعود على ذى الحال كالصفة.
وأيضا فإن قوله «فى الحياة الدنيا»، إذا جعلته حالا من المضمر فى «بينكم» إنما ارتفع بالظرف، وجب أن يكون العامل فى الحال الظرف أيضا، لأن العامل فى ذى الحال هو العامل فى الحال أبدا، لأنها هو فى المعنى، فلا يختلف العامل فيهما، لأنه لو اختلف لكان قد عمل عاملان فى شىء واحد، إذ الحال هى صاحب الحال، فلا يختلف العامل فيهما.
وكذلك حذفت «ثابتة»، وفيها ضمير، وأقمت «فى الحياة الدنيا» مقامها، فصار الضمير فى قولك «فى الحياة الدنيا»، فذلك المحذوف هو العامل فى الظرفين وقام مقام المحذوفين الصفتين، فصار ذا صفتين، فهما ضميران يعودان على الموصوف.
٢٧- وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ فى قوله «فى الآخرة» حرف متعلق بمحذوف وتقديره: وأنه صالح فى الآخرة لمن الصالحين.
وقيل: هو متعلق «بالصالحين»، والألف واللام للتعريف، وليستا بمعنى: الذين.
٢٨- وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ «ولوطا» : هو عطف على «الهاء» فى «فأنجيناه» الآية: ١٥.
وقيل: عطف على «نوح» فى قوله «ولقد أرسلنا نوحا» الآية، ١٤.
وقيل: هو نصب، على تقدير: واذكر لوطا والعامل فى «إذ» هو العامل فى «لوط».
٣٨- وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ «وعادا وثمودا» : عطف على «الذين» فى قوله «ولقد فتنا الذين من قبلهم» الآية: ٣ وقيل: هو عطف على الهاء والميم فى قوله «فأخذتهم الرجفة» الآية: ٣٧، وهو أقرب من الأول.
وقيل: التقدير: وأهلكنا عادا وثمودا.
وقيل: عطف على الهاء والميم فى قوله «فصدهم عن السبيل» الآية ٣٨ أي: وصد قارون وفرعون وهامان.
٤١- مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ «كمثل العنكبوت» : الكاف، فى موضع رفع خبر الابتداء، وهو قوله «مثل الذين اتخذوا».
وقيل: هى فى موضع نصب على الظرف.
وجمع «العنكبوت» : عناكيب، وعناكب، وعكاب، وأعكب.
٤٦- وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ...
«الذين» : فى موضع نصب، على البدل، أو على الاستثناء.
٥١- أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ...
«أن» : فى موضع رفع، فاعل «يكفهم».
٥٨- وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً...
«لنبوئنهم من الجنة غرفا» : من قرأ «لنثوبنهم» بالثاء، فهو من الثواء، و «غرفا» : منصوب على حذف حرف الجر، لأنه لا يتعدى الفعل المخصوص إلى ظرف المكان إلا بحرف، لا تقول: جلست دارا فالتقدير:
لنثوينهم فى غرف، فلما حذف الحرف نصب.
ومن قرأ بالباء، جعل «غرفا» مفعولا ثانيا، لأن الفعل يتعدى إلى مفعولين تقول: بوأت زيدا منزلا.
فأما قوله: «وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ» ٢٢: ٢٦ فاللام زائدة كزيادتها فى «رَدِفَ لَكُمْ» ٢٧: ٧٢، إنما هو: ردفكم، وبوأنا إبراهيم.
ومن أسكنها فهى: لام أمر، لا غير.
ولا يجوز أن تكون مع الإسكان: لام كى، لأن «لام كى» حذفت بعدها «أن»، فلا يجوز حذف حركتها أيضا، لضعف عوامل الأفعال.
- ٣٠- سورة الروم
٤- فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ «فى بضع سنين» : الأصل فى «سنة» ألا يجمع بالياء والنون، والواو والنون لأن الواو والنون لمن يعقل، ولكن جاز ذلك فى «سنة»، وإن كانت مما لا يعقل، للحذف الذي دخلها لأن أصلها: سنوة وقيل: سنهة، على «فعلة» دليله قولهم: سنوات، وقولهم: سانهت، من السنين. وكسرت السين فى «سنين» ليدل على أنه جمع على غير الأصل، لأن كل ما جمع جمع السلامة لا يغير فيه بناء الواحد فى هذا الجمع، وكلما تغير بناء الواحد فى هذا الجمع، وكسر أوله، وقد كان مفتوحا فى الواحد، علم أنه جمع على غير أصله.
«من قبل ومن بعد» : قبل، وبعد: مبنيان، وهما ظرفا زمان، أصلهما الإعراب، وإنما بنيا لأنهما يعرفان بغير ما تتعرف به الأسماء، وذلك أن الأسماء تتعرف بالألف واللام، وبالإضافة إلى المعرفة، وبالإضمار، وبالعهد وليس فى «قبل»، وب «بعد» شىء من ذلك، فلما تعرفا بخلاف ما تعرف به الأسماء، وهو حذف ما أضيف، خالفا الأسماء وشابها الحروف، فبنيا كما تبنى الحروف، وكان أصلهما أن يبنيا على سكون، لأنه أصل البناء، لكن قبل الآخر ساكن فيهما، وأيضا فإنه قد كان لهما فى فى الأصل تمكن، لأنهما يعرفان إذا أضيفا، وأيضا فإنه لم يكن من حركة أو حذف، وإنما وجب أن يمكن الحذف فى حروف السلامة، فحرك الثاني لأن البناء فيه، تكون الحركة ضما دون الكسرة، والفتح، لأنهما أشبها المنادى المفرد، إذ المنادى يعرب إذا أضيف أو نكر، كما يفعل لهما، فبنيا على الضم كما بنى المنادى المفرد.
وقال على بن سليمان: إنما بنيا لأنهما متعلقان بما بعدهما، فأشبها الحروف، إذ الحروف متعلقة بغيرها لا تفيد شيئا إلا بما بعدها.
وقيل: إنما بنيا على الضم، لأنهما غايتان قد اقتصر عليهما، وحذف ما بعدهما، فبنيا لمخالفتهما الأسماء، وأعطيا الضم، لأنه غاية الحركات.
وقال الفراء: إنما تضمنا معنيين- يعنى-: معناهما فى أنفسهما، ومعنى ما بعدهما المحذوف، فبنيا، وأعطيا الضمة، لأنها أقوى الحركات.
وقال هشام: لما لم يجز أن يفتحا فيشبها حالهما فى الإضافة، ولم يجز أن يكسرا فيشبها المضاف إلى المخاطب، ولم يسكنا لأن ما قبل الآخر ساكن، لم يبق إلا الضم، فأعطياه.
وأجاز الفراء: رأيتك بعد، بالتنوين رفعا، و «بعدا»، بالنصب منونا وهما معرفتان.
وأجاز هشام: رأيتك بعد يا هذا، بالفتح، غير منون، على إضمار المضاف.
ومعنى الآية: لله الأمر من قبل كل شىء ومن بعد كل شىء فلما حذف ما بعد «قبل» و «بعد»، وتضمنا معناه، خالفا الأسماء فبنيا.
٦- وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ «وعد الله» : مصدر مؤكد.
١٠- ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ «عاقبة» : اسم «كان»، و «السوأى» : خبرها، و «أن كذبوا» : مفعول من أجله.
ويجوز أن يكون «السوأى» : مفعول ل «أساءوا»، و «أن كذبوا» : خبر كان.
ومن نصب «عاقبة» جعلها خبر «كان»، و «السوأى» اسمها.
ويجوز أن يكون «أن كذبوا» : اسمها، و «السوأى» : مفعولا ل «أساءوا».
٢٠- وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ «أن خلقكم» : أن، فى موضع رفع بالابتداء، والمجرور قبلها خبرها، وكذلك كل ما بعده من صنفه ٢٨-... فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ «كخيفتكم» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: تخافونهم خيفة كخيفتكم أي: مثل خوفكم أنفسكم، يعنى: كخوفكم شركاءكم.
«كذلك نفصل الآيات» أي: تفصيلا كذلك أي: مثل ذلك.
«فطرة الله» : نصب بإضمار فعل تقديره: اتبع فطرة الله، ودل عليه: «فأقم وجهك للدين»، لأن معناه: اتبع الدين.
وقيل: «فطرة الله» : انتصبت على المصدر لأن الكلام دل على: فطر الله الخلق فطرة.
٣١- مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ «منيبين إليه» : حال من الضمير فى «فأقم»، وإنما جمع، لأنه مردود على المعنى لأن الخطاب للنبى ﷺ خطاب لأمته فتقديره: فأقيموا وجوهكم منيبين إليه.
وقال الفراء: التقدير: فأقم وجهك ومن معك، فلذلك قال «منيبين».
٣٥- أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ «السلطان» : يذكر ويؤنث، وهو جمع: سليط، كرغيف ورغفان، فمن ذكره، فعلى الجمع، ومن أنثه فعلى الجماعة.
٣٦-... وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ «إن تصبهم سيئة» : شرط وجوابه: «إذا هم يقنطون»، ف «إذا» : جواب، بمنزلة لقاء وإنما صارت بمنزلة «الفاء» لأنها لا يبتدأ بها كما لا يبتدأ ب «الفاء»، وإنما لم يبتدأ ب «إذا» لأنها التي للمفاجأة، ف «إذا» التي فيها معنى الشرط غير التي للمفاجأة، والتي للشرط يبتدأ بها، ولا تكون جوابا للشرط، و «إذا» التي هى للمفاجأة لا يبتدأ بها، فأشبهت «الفاء»، فوقعت موقعها وصارت جوابا للشرط، وقد يدخل على «إذا»، التي هى للمفاجأة، الفاء فى جواب الشرط، وذلك للتأكيد.
٤٧-. فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
«حقا» : خبر «كان»، و «نصر» : اسمها.
ويجوز أن تضمر فى «كان» اسمها، وترفع «نصر» بالابتداء، و «علينا» : الخبر، والجملة خبر «كان».
ويجوز فى الكلام رفع «حق»، على اسم «كان» لأنه وصف ب «علينا»، وتنصب «نصرا»، على خبر «كان».
ويجوز رفعهما جميعا على الابتداء والخبر، وتضمر فى «كان» : الحديث والأمر، والجملة خبر «كان».
«كسفا» : من فتح السين، جعله جمع: كسفة، مثل: كسرة وكسر.
ومن أسكن، فعلى التخفيف.
«من خلاله» : الهاء، تعود على «السحاب»، ويجوز أن تعود على «الكسف»، لكنه ذكّر، كما قال «مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ» ٣٦: ٨٠ ٥١- وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ «فرأوه مصفرا» : الهاء، تعود على «الزرع» الآية: ٣٢ وقيل: على «السحاب» الآية: ٤٨، وقيل: على «الريح».
وذكرت «الريح» لأن «الهاء» للمرسل منها. وقيل: ذكرت إذ لا ذكر لها، فتأنثيها غير حقيقى.
«لظلّوا من بعده» : معناه: ليظلن، فالماضى فى موضع المستقبل وحسن هذا، لأن الكلام بمعنى المجازاة، والمجازاة لا تكون إلا بمستقبل هذا مذهب سيبويه.
- ٣١- سورة لقمان
٢، ٣- تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ «هدى ورحمة» : حالان من «تلك»، ولا يحسن أن يكونا حالين من «الكتاب»، لأنه مضاف إليه فلا عامل يعمل فى «الكتاب»، إذ ليس لصاحب الحال عامل. وفيه اختلاف.
ومن رفع «ورحمة»، جعل «هدى» فى موضع رفع، على إضمار مبتدأ تقديره: وهو هدى ورحمة.
ويجوز أن يكون خبر «تلك»، و «آيات» : بدل من «تلك».
٦- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ «ويتخذها» : من نصبه عطفه على «ليضل»، ومن رفع عطف على «يشترى»، أو على القطع، و «الهاء» فى «يتخذها» : تعود على الحديث، لأنه بمعنى: الأحاديث.
وقيل: تعود على «الآيات» الآية: ٢.
١٠- خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها...
«ترونها» : فى موضع خفض على النعت ل «عمد»، فيمكن أن يكون: ثم عمد ولكن لا ترى.
ويجوز أن يكون فى موضع نصب على الحال من «السموات»، ولا عمد ثم البتة.
ويجوز أن يكون فى موضع رفع على القطع، ولا عمد ثم.
١١- هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ «ما» : استفهام، فى موضع رفع على الابتداء، وخبرها: «ذا»، وهو بمعنى «الذي» تقديره: فأرونى أي شىء الذي خلق الذين من دونه والجملة فى موضع نصب ب «أرونى».
ويجوز أن يكون «ما» فى موضع نصب ب «خلق»، وهى استفهام، وتجعل «ذا» زائدة.
ويجوز أن يكون «ما» بمعنى: الذي، فى موضع نصب ب «أرونى»، و «ذا» : زائدة، ويضمر «الهاء» مع «خلق»، ويعود على «الذي» أي: فأرونى الأشياء التي خلقها الذي من دونه.
١٣- وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ أي: واذكر يا محمد إذ قال لقمان.
ولقمان: اسم معرفة، فيه زائدتان، كعثمان، فلذلك لم ينصرف وقد يجوز أن يكون أعجميا.
قال عكرمة: إنه كان نبيا.
وفى الخبر، إنه كان حبشيا أسود.
١٤- وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ «وهنا» : نصب على حذف الخافض تقديره: حملته أمه بوهن، أي: بضعف.
وقيل: هى بمعنى: أي، لا موضع لها من الإعراب، وقد تقدم القول فى «إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ» ٢١: ٤٧ ١٥- وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً...
«معروفا» : نعت لمصدر محذوف تقديره: وصاحبهما فى الدنيا صحابا معروفا.
١٨- وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ «مرحا» : مصدر فى موضع الحال.
٢٠- أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً...
«ظاهرة وباطنة» : حالان.
ومن قرأ «نعمة»، بالتوحيد، جعل ما بعده نعتا له.
٢٧- وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ «ولو أن ما فى الأرض» : أن، فى موضع رفع بفعل مضمر تقديره: لو وقع ذلك.
«والبحر» : من رفعه جعله مبتدأ، وما بعده خبر، وهو «يمده»، والجملة فى موضع الحال.
ومن نصب «البحر» عطفه على «ما»، وهى اسم «إن»، و «يمده» : الخبر.
ويجوز رفع «البحر» بعطفه على موضع اسم «إن»، و «أقلام» : خبر «إن»، فى الوجهين.
٢٨- ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ «إلا كنفس واحدة» : الكاف، فى موضع رفع خبر ل «خلقكم» وتقديره: إلا مثل بعث نفس واحدة.
«هو جاز» : ابتداء وخبره، وهو مذهب سيبويه والخليل، وأن تقف على «جاز» بغير ياء، لتعرف أنه كان فى الوصل كذلك.
وحكى يونس أن بعض العرب يقف بالياء، لزوال التنوين الذي من أجله حذفت الياء، وهو القياس.
٣٤- إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ «عليم» : خبر «إن»، و «خبير» : نعته.
ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر.
- ٣٢- سورة السجدة
١، ٢- الم تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ «ألم تنزيل الكتاب» : تنزيل، رفع بالابتداء، و «لا ريب فيه» : الخبر، أو خبر على إضمار مبتدأ أي: هذا تنزيل، أو: المتلو تنزيل أو: هذه الحروف تنزيل، ودلت «آلم» على ذكر الحروف.
ويجوز النصب فى الكلام على المصدر.
ويجوز أن يكون «لا ريب فيه» : موضع الحال من «الكتاب»، و «من رب العالمين» : الخبر وهو أحسنها و «من» : متعلقة بالخبر المحذوف.
فإن جعلت «لا ريب فيه» الخبر، كانت متعلقة ب «تنزيل».
٣- أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ...
«أم» : هنا، لخروج خبر إلى خبر آخر.
وقيل: هى بمعنى «بل».
وقيل: هو مفعول ثان، و «أحسن» بمعنى: حسنا، تتعدى إلى مفعولين.
ويجوز فى الكلام «خلقه»، بالرفع، على معنى: ذلك خلقه.
ومن قرأ بفتح اللام، جعله فعلا ماضيا، فى موضع نصب، نعتا ل «كل»، أو فى موضع خفض نعتا ل «شىء».
١٠- وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ العامل فى «إذا» : فعل مضمر تقديره: أنبعث إذا غيبنا وتلفنا فى الأرض.
١٦- تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «تتجافى» : فى موضع نصب، على الحال من المضمر فى «خروا» الآية: ١٥، وكذلك: «يدعون»، فى موضع الحال، وكذلك: «سجدا» الآية: ١٥، وكذلك موضع «وهم لا يستكبرون»، وكذلك موضع قوله «ومما رزقناهم ينفقون» مما كلها أحوال من المضمر فى «خروا» الآية: ١٥، أو فى «سبحوا» الآية: ١٥ ويحسن أن يكون ما بعد «كل» حالا من المضمر الذي فى الحال التي قبله.
«خوفا وطمعا» : مفعولان من أجلهما.
وقيل: مصدران.
١٧- فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ «ما أخفى لهم» : من أسكن الياء جعل الألف ألف المتكلم، والياء حقها الضم، لأنه فعل مستقبل، لكن أسكنت استخفافا.
و «ما»، إن جعلتها بمعنى «الذي» كانت فى موضع نصب ب «تعلم»، وتكون الهاء محذوفة من الصلة، على قراءة من أسكن الياء أي: أخفيه لهم. ولا حذف فى قراءة من فتح الياء، لأن الضمير المرفوع فى «أخفى»، الذي لم يسم فاعله، يعود على «الذي».
فإن جعلت «ما» استفهاما، كانت فى موضع رفع بالابتداء، فى قراءة من فتح الياء، و «ما» فى موضع نصب ب «أخفى»، فى قراءة من أسكن الياء والجملة كلها فى موضع نصب ب «تعلم»، سدت مسد المفعولين.
٢٠-... كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ «كلما» : ظرف.
٢٣- وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ «من لقائه» : الهاء، تعود على «الكتاب»، أضاف المصدر إلى المفعول، كقوله «بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ» ٣٨: ٢٤ وتقديره: من لقاء موسى الكتاب، فأضمر «موسى» لتقدم ذكره، وأضيف المصدر إلى «الكتاب».
ويجوز أن تعود على موسى، فيكون قد أضاف المصدر إلى الفاعل، والمفعول به محذوف كقوله:
«لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ» ٣٥: ١٤ أي: دعاءكم إياهم، وكقوله: «لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ» ٤٠: ١.
وقيل: «الهاء» تعود على ما لاقى موسى من قومه من الأذى والتكذيب.
وقيل: تعود على موسى، من غير تقدير حذف مفعول أي: لا تكن يا محمد فى مرية من أن تلقى موسى لأن النبي ﷺ لقى موسى ليلة الإسراء.
وقيل: إنها تعود على «موسى»، والمفعول محذوف، وهو التوراة أي: فلا تكن فى مرية من لقاء موسى التوراة.
٢٦- أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ...
فاعل «يهدى» : مصدر تقديره: أو لم يهد الهدى لهم وهو قول المبرد.
وقيل: الفاعل ل «يهد» هو الله جل ذكره تقديره: أو لم يهد الله لهم.
ومن قرأه «نهد»، بالنون، فالفاعل هو الله، بلا إشكال ولا اختلاف وهى قراءة عبد الرحمن السلمى وقتادة و «كم»، عند البصريين، فى هذه الآية: فى موضع نصب ب «أهلكنا».
٢٨- وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ «متى» : فى موضع نصب، على الظرف، وهى خبر الابتداء، وهو «هذا» و «الفتح» : نعت ل «هذا»، أو عطف بيان.
ويجوز أن تكون «متى» فى موضع رفع، على تقدير حذف مضاف مع «هذا» تقديره: متى وقت هذا الفتح.
- ٣٣- سورة الأحزاب
١- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً «أي» : نداء مفرد، مبنى على الضم، و «ها» : للتنبيه، وهو لازم ل «أي»، و «النبي» نعت ل «أي» لا تستغنى عنه، لأنه هو المنادى فى المعنى، ولا يجوز نصبه على الموضع، عند أكثر النحويين. وأجازه المازني جعله كقولك: يا زيد الظريف، بنصب «الظريف» على موضع «زيد»، وهذا نعت تستغنى عنه ونعت «أي» : لا تستغنى عنه، فلا يحسن نصبه على الموضع وأيضا فإن نعت «أي» هو المنادى فى المعنى، فلا يحسن نصبه.
وقال الأخفش: هو صلة ل «أي»، ولا يعرف فى كلام العرب اسم مفرد صلة «أي».
٣- وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا «بالله» : فى موضع رفع، لأنه الفاعل، و «وكيلا» : نصب على البيان، أو على الحال.
٤-... وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ «الحقّ» : نعت لمصدر محذوف أي: يقول القول الحق.
٥-... وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً «ولكن ما تعمدت قلوبكم» : ما، فى موضع خفض، عطف على «ما» فى قوله «فيما أخطأتم به».
ويجوز أن يكون فى موضع رفع على الابتداء تقديره: ولكن ما تعمدت قلوبكم تؤاخذون به.
٦-... إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً «إلّا أن تفعلوا» : أن، فى موضع نصب على الاستثناء الذي ليس من الأول.
١٢- وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً العامل فى «إذ» فعل مضمر فيها تقديره: واذكر يا محمد إذ يقول.
١٣- وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً «وإذ قالت» : إذ، العامل فيها فعل مضمر تقديره: واذكر يا محمد إذ قالت.
«إنّ بيوتنا عورة» : عورة، خبر «إن»، وهو مصدر فى الأصل، وهو بمعنى: ذات عورة.
ويجوز أن يكون اسم فاعل، أصله: عورة، ثم أسكن تخفيفا.
ويجوز أن يكون مصدرا فى موضع اسم الفاعل، كما تقول: رجل عدل أي: عادل.
١٨- قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا «هلمّ إلينا» : معناه: أقبلوا، وهذه لغة أهل الحجاز، وغيرهم يقول: هلموا، للجماعة، وهلمى، للمرأة.
وأصل هلم: ها المم ها، للتنبيه، والمم، معناه: اقصد إلينا، وأقبل إلينا، لكن كثر الاستعمال فيها فحذفت ألف الوصل من «المم»، وتحركت اللام بضمة الميم الأولى، عند الإدغام، فصارت: «هالم»، فحذفت «ها»
وقد قيل: إن ألف «ها» إنما حذفت لسكونها وسكون اللام، قبل أن تلقى حركة الميم الأولى على اللام، وأدغمت فى التي بعدها، فصارت «هلم» كما ترى.
«إلّا قليلا» : نعت لمصدر محذوف تقديره: إلا أناسا قليلا أو: إلا وقتا قليلا ومثله: (ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا) الآية: ٢٠ ١٩- أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ...
«أشحّة عليكم» : أشحة، وزنها: أفعلة جمع: شحيح مثل أرغفة، ولكن قلبت حركة الحاء الأولى على الشين وأدغمت فى الثانية، وأصله: أشححة، ونصبه على الحال، والعامل فيه «والقائلين» الآية: ١٨، وهو حال من المضمر فى «القائلين» هذا قول الفراء.
وأجاز أيضا أن يعمل فيه مضمر دل عليه «المعوقين» الآية: ١٨، فهو حال من الفاعل فى الفعل المضمر، كأنه قال: يعوقون أشحة.
ويجوز عنده أن يكون العامل فيه «ولا يأتون» الآية: ١٨، فهو حال من المضمر فى «يأتون».
وأجاز أيضا نصبه على الذم.
ولا يجوز عند البصريين أن يكون العامل «المعوقين»، ولا «والقائلين»، لأنه يكون داخلا فى صلة الألف واللام، وقد فرقت بينهما بقوله «ولا يأتون البأس» الآية: ١٨، وهو غير داخل فى الصلة، إلا أن يجعل «ولا يأتون البأس» فى موضع الحال من المضمر فى «القائلين».
ولا يجوز أن يكون أيضا «أشحة» حالا من ذلك المضمر، ويعمل فيه «القائلين»، لأنه كله داخل فى صلة الألف واللام من «القائلين»، ولا يحسن أن يكون «أشحة» حالا من المضمر فى «المعوقين» ولا من المضمر فى «يأتون»، على مذهب البصريين، بوجه، لأن «والقائلين» عطف على «المعوقين» غير داخل فى صفته، و «أشحة»، إن جعلته حالا من المضمر فى «المعوقين» كان داخلا فى الصلة وكذلك «ولا يأتون»، قد فرقت بين الصلة والموصول بالمعطوف
والصحيح أنه حال من المضمر فى «يأتون» وهو العامل فيه، وقوله «لا يأتون» : حال من المضمر فى «القائلين»، فكلاهما داخل فى الصلة.
وكذلك إن جعلتهما جميعا حالين من المضمر فى «القائلين»، فهو حسن، وكلاهما داخل فى الصلة.
فأما نصبه على الذم، فجائز.
«أشحّة» : حال من المضمر فى «سلقوكم»، وهو العامل فيه.
٢٢- وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً «وما زادهم» : الضمير المرفوع يعود على «النظر»، لأن معنى قوله «ولما رأى» : ولما نظر.
وقيل: المضمر يعود على الرؤية لأن «رأى» يدل على «الرؤية»، وجاز تذكيرها لأن تأنيثها غير حقيقى.
٢٣- مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ...
«ما عاهدوا» : ما، فى موضع نصب ب «صدقوا»، وهى والفعل مصدر تقديره: صدقوا العهد أي: وفوا به.
٢٨- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا «فتعالين» : من «العلو»، وأصله: الارتفاع، ولكن كثر استعماله حتى استعمل فى معنى: «أنزل» فيقال للمتعالى: تعال أي: انزل.
٣٣- وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً «وقرن فى بيوتكنّ» : من كسر «القاف» جعله من الوقار فى البيوت فيكون مثل: عدن، زن، لأنه محذوف الفاء، وهى الواو، ويجوز أن يكون من «القرار» فيكون مضعفا، يقال: قر فى المكان يقر، هذه اللغة المشهورة ويكون أصله: اقررن، تبدل من الراء، التي هى عين الفعل، ياء، كراهة التضعيف، كما أبدلوا
وقيل: بل حذفت الراء الأولى كراهة التضعيف، كما قالوا: ظلت والأصل: ظلمت، وألقيت حركتها على «القاف»، فحذفت ألف الوصل، لتحرك «القاف» أيضا.
فأما من قرأ بفتح «القاف»، فهى حكاها أبو عبيد عن الكسائي أنه يقال: قررت فى المكان أقر، وهى لغة ذكرها المازني وغيره، ثم جرى الاعتلال على الوجهين المذكورين فى الكسر أولا.
وقد قيل: إنه أخذ من: قررت به عينا أقر، ثم أعل أحد الأصلين المذكورين.
«أهل البيت» : نصب على النداء. وإن شئت: على المدح، ويجوز فى الكلام الخفض على البدل من الكاف والميم فى «عنكم» عند الكوفيين ولا يجوز ذلك عند البصريين لأن الغائب لا يبدل من المخاطب، لاختلافهما.
وقيل: إنما لم يجز، لأن البدل بيان، والبدل والمخاطب، لا يحتاجان إلى بيان.
٣٥- إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً «والحافظين فروجهم والحافظات» : أعمل الأول من هذين الفعلين، وكان قياسه على أصول هذا الباب، لو أخر مفعول الفعل الأول، أن يقال: والحافظاتها ولكن لما قدمه استغنى عن الضمير لبيان المعنى فى أن الأول هو المعمول، إذ مفعوله بعده لم يتأخر بعد الفعل الثاني، وحذف الضمير من هذا، إذا تقدم مفعول الأول، حسن فصيح، وإثبات الضمير، إذا تأخر مفعول الأول فى آخر الكلام، أحسن وأفصح، ومثله فى القياس، «والذاكرين الله كثيرا والذاكرات»، لو تأخر المفعول إلى آخر الكلام لكان وجه الكلام: والذاكرانه، فلما تقدم حسن حذف الضمير، وإثباته فى الكلام جائز لتقدم ذكره.
٣٧- وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ...
«والله أحق أن تخشاه» : الله، ابتداء، و «أحق» : خبره، و «أن» : فى موضع نصب، على حذف الخافض.
٣٩- الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً «الذين يبلغون» : فى موضع خفض على البدل، أو على النعت، لقوله «فى الذين خلوا» الآية: ٣٨ ٤٠- ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً «ولكن رسول الله» : رسول، خبر «كان» مضمرة تقديره: ولكن كان محمد رسول الله.
ومن رفعه، فعلى إضمار «هو» أي: هو رسول الله.
٥٠- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً «وامرأة» : عطف على «الأزواج» وما بعدهن والعامل: «أحللنا».
ومن قرأ «أن وهبت»، بفتح «أن»، وهو مروى عن الحسن، جعل «أن» بدل من «امرأة».
وقيل: هو على حذف حرف الجر أي: لأن وهبت.
«خالصة» : حال.
«لكيلا يكون» : اللام، متعلقة بقوله «أحللنا» وقيل: ب «فرضنا».
٥٢- لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً «إلا ما ملكت» : ما، فى موضع رفع على البدل من «النساء» أو فى موضع نصب على الاستثناء، ولا يجوز أن يكون فى موضع نصب ب «ملكت»، لأن الصلة لا تعمل فى الموصول، وفى الكلام «ها» محذوفة، من الصلة بها يتم الكلام تقديرها: إلا ما ملكتها يمينك.
ويجوز أن تجعل «ما» والفعل مصدرا فى موضع المفعول، فيكون المصدر فى موضع نصب، لأنه استثناء ليس من الجنس، ولا يحتاج إلى حذف «ها» تقديره: إلا ما ملكت يمينك.
و «ملك» بمعنى: مملوك، فيكون بمنزلة قولهم: هذا درهم ضرب الأمير أي: مضروبه.
٥٣- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً «إناه» : ظرف زمان، وهو مقلوب «أنى» الذي بمعنى الحين، قلبت النون قبل الألف، وغيرت الهمزة إلى الكسر، فمعناه: غير ناظرين آنه أي: حينه، ثم قلب وغير على ما ذكرنا.
«غير» : نصب على الحال من الكاف والميم فى «لكم»، والعامل فيه «يؤذن»، ولا يحسن أن تجعل «غير» وصفا ل «طعام»، لأنه يلزم فيه أن يظهر الضمير الذي فى «ناظرين»، فيلزم أن تقول: غير ناظرين أنتم إناه، لأن اسم الفاعل إذا جرى صفة أو خبرا أو حالا، أو صفة على غير من هو له، لم يستتر فيه ضمير الفاعل، وذلك فى الفعل جائز، فلو قال فى الكلام: إن أذن لكم إلى طعام لا تنتظرون إناه فكلوا، لجاز أن يكون «لا تنتظرون» وصفا للطعام، وأن يكون حالا من الكاف والميم فى «لكم» ألا ترى أنك تقول: زيد تضربه، ف «زيد» مبتدأ، و «تضربه» : خبر له، وهو فعل للمخاطب ليس هو ل «زيد»، وفيه ضمير المخاطب مستتر، ولولا «الهاء» ما كان خبر «زيد»، فلو جعلت فى موضع «تضربه» : ضاربه، لم يكن بد من إظهار الضمير، فتقول: زيد ضاربه أنت، فكذلك قياس: الذي تضربه زيد، ف «تضربه» : صلة
«ولا مستأنسين» : فى موضع نصب، عطف على «غير ناظرين»، أو فى موضع خفض على العطف من «ناظرين».
«وما كان لكم أن تؤذوا» : أن، فى موضع رفع، اسم «كان»، وكذلك: «ولا أن تنكحوا»، عطف عليها.
٦٠-... ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا «فيها إلا قليلا» : حال من المضمر المرفوع فى «يجاورونك» أي: لا يجاورونك إلا فى حال قلتهم وذلتهم.
وقيل: هو نعت لمصدر محذوف تقديره: إلا جوارا قليلا أو: وقتا قليلا.
٦١- مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا «ملعونين» : حال أيضا من المضمر فى «يجارونك».
وقيل: هو نصب على الذم والشتم.
٦٢- سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا «سنّة الله» : نصب على المصدر أي: سن الله ذلك سنة لمن أرجف بالأنبياء ونافق.
٧٣- لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً «وكان الله غفورا رحيما» أي: لم يزل كذلك، و «رحيما» : حال من المضمر فى «غفورا»، وهو العامل فيه أي: يغفر فى حال رحمة.
ويجوز أن يكون نعتا ل «غفور»، وأن يكون خبرا بعد خبر.
٢- يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها...
«يعلم» : حال من اسم الله، جل ذكره.
ويجوز أن يكون مستأنفا.
٧- وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ «إذا مزّقتم» : العامل فى «إذا» : فعل دل عليه الكلام تقديره: ينبئكم بالبعث، أو بالحياة، أو بالنشور، إذا مزقتم وأجاز بعضهم أن يكون العامل: «مزقتم»، وليس بجيد لأن «إذا»، مضافة إلى ما بعدها من الجمل والأفعال، ولا يعمل المضاف إليه فى المضاف لأنه كبعضه، كما لا يعمل بعض الاسم فى بعض ولا يجوز أن يكون العامل: «ينبئكم»، لأنه ليس يخبرهم ذلك الوقت، فليس المعنى عليه.
١٠- وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ «والطير» : من نصب عطفه على موضع نصب، بمعنى النداء وهو قول سيبويه.
وقيل: هو مفعول معه.
وقال أبو عمرو: هو منصوب بإضمار فعل تقديره: وسخرنا له الطير.
وقال الكسائي: تقديره: وآتيناه الطير، كأنه معطوف على «فضلا».
وقد قرأ الأعرج بالرفع، عطفه على لفظ «الجبال».
وقيل: هو معطوف على المضمر المرفوع فى «أوبى»، وحسن ذلك لأن «معه» قد دخلت بينهما فقامت مقام التأكيد.
١١- أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ «أن اعمل» : أن، تفسير، لا موضع لها من الإعراب، بمعنى: أي.
١٢- وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ «غدوّها شهر» : ابتداء وخبر تقديره: مسير غدوها مسيرة شهر وكذلك، «ورواحها شهر»، وإنما احتيج إلى ذلك لأن الغدو والرواح ليسا بالشهر إنما يكونان فيه.
«ومن الجن من يعمل» : من، فى موضع نصب على العطف على معمول «سخرنا» أي: وسخرنا له من الجن من يعمل.
«ومن يزغ» : من، رفع بالابتداء، وهى شرط، اسم تام، و «نذقه» : الجواب، وهو خبر الابتداء.
١٤- فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ «منسأته» : من قرأه «منساته» بألف، فأصل الألف همزة مفتوحة، لكن أتى البدل فى هذا، والقياس أن تجعل الهمزة بين الهمزة والألف، وهذا أتى على البدل من الهمزة، ولا يقاس عليه، والهمز هو الأصل.
«تبيّنت الجنّ أن لو كانوا» : أن، فى موضع رفع بدل من «الجن» والتقدير: تبين للإنس أن الجن لو كانوا.
وقيل: هى فى موضع نصب، على حذف اللام.
١٥- لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ «مسكنهم» : من قرأه بالتوحيد وفتح الكاف، جعله مصدرا، فلم يجمعه، وأتى به على القياس، لأن «فعل يفعل» قياس مصدره أن يأتى بالفتح نحو، المقعد، والمدخل، والمخرج.
ومن كسر الكاف، جعله اسما للمكان، كالمسجد.
«آية جنتان» : جنتان، بدل من «آية»، وهو اسم «كان».
ويجوز أن يكون رفع «جنتان»، على إضمار مبتدأ أي: هى جنتان، وتكون الجملة فى موضع نصب على التفسير.
«بلدة» : رفع على إضمار مبتدأ أي: هذه بلدة.
وكذلك: «ورب غفور» أي: وهذا رب غفور.
١٦- فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ «ذواتى أكل خمط» : من أضاف «الأكل»، إلى «الخمط» جعل «الأكل» : هو الثمر و «الخمط» : شجرا، فأضاف الثمر إلى شجره، كما تقول: هذا تمر نخل، وعنب كرم.
وقيل: لما لم يحسن أن يكون «الخمط» نعتا ل «الأكل»، لأن «الخمط» أصل شجر بعينه، ولم يحسن أن يكون بدلا لأنه ليس هو الأول ولا هو بعضه، وكان الجنى والثمر من الشجر، أضيف على تقدير:
«من» فى قولك: هذا ثوب خز.
فأما من نونه فإنه جعل «الخمط» عطف بيان على «الأكل»، فبين أن «الأكل» لهذا الشجر الذي هو «الخمط»، إذ لم يمكن أن يكون وصفا ولا بدلا، فبين به أكل أي شجر هو؟
١٧- ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ «ذلك جزيناهم» : ذلك، فى موضع نصب ب «جزينا».
١٨- وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ «ليالى وأياما» : هما ظرفان للسير والليالى: جمع ليلة، وهو على غير قياس، كأن أصل واحده: ليلاة، فجمع على غير لفظ واحده مثل: ملاقح: جمع ملقحة وكذلك: مشابه: جمع مشبهة ولم يستعمل.
٢٠- وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ من خفف «صدق» نصب «ظنه» انتصاب الظرف، أي: فى ظنه.
وقيل: هو مصدر.
فأما من شدد «صدق»، ف «ظنه» : مفعول به ب «صدق».
ومن قرأ بتخفيف «صدق»، ونصب، «إبليس»، ورفع «الظن»، جعل «الظن» فاعل «صدق»، ونصب «إبليس»، لأنه مفعول به ب «صدق» والتقدير: ولقد صدق ظن إبليس، كما تقول: ضرب زيدا غلامه أي: ضرب غلام زيد زيدا.
ومن خفف ورفعهما جميعا جعل «ظنه» بدلا من «إبليس»، وهو بدل الاشتمال.
٢٣- وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ «ماذا قال ربكم» : ما، فى موضع نصب ب «قال»، و «ذا» : زائدة ودليل ذلك قوله تعالى:
«قالوا الحق»، فنصب الجواب ب «قالوا»، فكذلك يجب أن يكون السؤال.
ويجوز فى الكلام الرفع ب «قالوا الحق»، على أن تكون «ما» استفهاما فى موضع رفع على الابتداء، و «ذا» : بمعنى «الذي» : خبره، ومع «قال» :«هاء»، محذوفة تقديره: أي شىء الذي قاله ربكم، فرفع الجواب، إذ السؤال مرفوع.
٢٤- قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ «وإنا أو إياكم» : هو عطف على اسم «إن»، ويكون «لعلى هدى» خبرا للثانى وهو «إياكم»، وخبر الأول محذوف لدلالة الثاني عليه هذا مذهب سيبويه.
والمبرد يرى أن «لعلى هدى» : خبر للأول، وخبر الثاني محذوف لدلالة الأول عليه.
ولو عطف «وإياكم» على موضع اسم «إن» فى الكلام لقلت: وأنتم، ويكون «لعلى هدى» :
خبرا للأول لا غير، وخبر الثاني محذوف.
ولا اختلاف فى هذا، لأن العطف على موضع اسم «إن» لا يكون إلا بعد مضى الخبر، فلا بد من إضمار خبر الثاني بعد المعطوف، ليعطف على الموضع بعد إتيان الخبر فى اللفظ.
٣٠- قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ أضاف «الميعاد» إلى «اليوم» على السعة. ويجوز فى الكلام: ميعاد يوم، منونين مرفوعين، تبدل الثاني من الأول، وهو هو على تقدير: وقت ميعاد يوم. و «ميعاد» : ابتداء، و «لكم» : الخبر.
ويجوز أن تنصب «يوما» على الظرف، وتكون «الهاء» فى «عنه» تعود على «الميعاد»، أضفت «يوما» إلى ما بعده، فقلت: يوم لا يستأخرون عنه.
ولا يجوز إضافة «يوم» إلى ما بعده إذا جعلت «الهاء» لليوم، لأنك تضيف الشيء إلى نفسه، وهو نفسه، وهو اليوم، تضيفه إلى جملة فيها «الهاء»، هى اليوم، فتكون أضفت «اليوم» إلى «الهاء»، وهو هى.
٣١-... لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ «لولا أنتم» : لا يجوز عند المبرد غير هذا، تأتى بضمير مرفوع، كما كان المظهر مرفوعا.
وأجاز سيبويه: لولاكم، والمضمر فى موضع خفض، بضد ما كان المظهر ومنعه المبرد.
٣٧- وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ «زلفى» : فى موضع نصب على المصدر، كأنه قال: إزلافا. والزلفى: القربى، كأنه يقربكم عندنا تقريبا.
و «التي»، عند الفراء: الأموال والأولاد.
وقيل: هى للأولاد خاصة، وحذف خبر «الأموال» لدلالة الثاني عليه، تقديره: وما أموالكم بالتي تقربكم عندنا زلفى، ولا أولادكم بالتي تقربكم، ثم حذف الأول لدلالة الثاني عليه.
«إلا من آمن» : من، فى موضع نصب، عند الزجاج، على البدل من الكاف والميم، فى «تقربكم» وهو وهم، لأن المخاطب لا يبدل منه، ولكن هو نصب على الاستثناء. وقد جاء بدل الغائب من المخاطب بإعادة العامل،
«أولئك لهم جزاء الضعف» : جزاء: خبر «أولئك».
ويجوز فى الكلام: جزاء الضعف، بتنوين «جزاء»، ورفع «الضعف»، على البدل من «جزاء»، ويجوز حذف التنوين لالتقاء الساكنين، ورفع «الضعف»، ولا تقرأ بشىء من ذلك.
ويجوز نصب «جزاء» على الحال، ورفع «الضعف» على الابتداء، و «لهم» : الخبر والجملة:
خبر «أولئك».
٤٦- قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى...
«مثنى وفرادى» : حال من المضمر فى «تقوموا».
٤٨- قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ من رفع «علام» جعله نعتا للرب، على الموضع، أو على البدل منه، أو على البدل من المضمر فى «يقذف» ومن نصبه، وهو عيسى بن عمر، جعله نعتا للرب، على اللفظ، أو البدل.
ويجوز الرفع على أنه خبر بعد خبر، وعلى إضمار مبتدأ.
٥٢- وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ «التّناوش» : هو من: ناش ينوش فمعناه: من أين لهم تناول التوبة بعد البعث، فلا أصل له فى الهمز.
ومن همزه، فلأن «الواو» انضمت بعد ألف زائدة، فهمزها.
وقيل هى من «النأش»، وهى الحركة فى إبطاء، فأصله الهمز، على هذا لا غير.
١- الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «جاعل الملائكة» : يجوز تنوين «جاعل»، لأنه لما مضى، و «رسلا» : مفعول ثان ل «جاعل».
وقيل: انتصب على إضمار فعل، لأن اسم الفاعل بمعنى الماضي لا يعمل النصب.
«مثنى وثلاث ورباع» : هذه أعداد معدولة فى حال تذكيرها، فتعرفت بالعدل، فمنعت من الصرف للعدل والتعريف والصفة والفائدة فى العدل أنها تدل على التكرير، فمعناها: اثنان اثنان، وثلاثة ثلاثة، وكذلك «رباع»، وقد تقدم فى أول «النساء» الآية: ٣، شرح هذا.
٣- يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ «غير الله» : من رفع «غير» جعله فاعلا كما تقول: هل ضارب إلا زيد.
وقيل: هو نعت ل «خالق»، على الموضع.
ويجوز النصب على الاستثناء.
ومن خفضه جعله نعتا ل «خالق»، على اللفظ.
٥- يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ «بالله الغرور» : من فتح الغين جعله اسما للشيطان، ومن ضمها جعله جمع: غار، كقولك:
جالس وجلوس.
وقيل: هو جمع: غر: وغر: مصدر.
وقيل: هو مصدر كالدخول.
٨- أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ «حسرات» : نصب على المفعول من أجله، أو على المصدر.
١٠- مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ «يمكرون السيئات» : السيئات، نصب على المصدر، لأن «يمكرون»، بمعنى: يسيئون.
وقيل: تقديره: يمكرون المكرات السيئات، ثم حذف المنعوت.
وقيل: هو مفعول به، و «يمكرون»، بمعنى: يعملون.
و «الهاء» فى «يرفعه» : تعود على «الكلم».
وقيل على «العمل»، فيجوز النصب فى «الكلم» على القول الثاني، بإضمار فعل يفسره «يرفعه»، ولا يجوز على القول الأول إلا الرفع.
١٨- وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى...
«ولو كان ذا قربى» : اسم «كان» مضمر فيها تقديره ولو كان المدعو ذا قربى.
ويجوز فى الكلام: ولو كان ذو قربى. ويكون «كان» بمعنى: وقع، أو على حذف الخبر.
«كذلك إنّما يخشى» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: اختلافا مثل ذلك الاختلاف المتقدم ذكره.
٣٣- جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ «أساور» : جمع: أسورة، وأسورة، جمع سوار، وسوار. وحكى فى الواحد: إسوار، وجمعه: أساور.
«جنّات عدن» : الرفع فى «جنات» على الابتداء، و «يدخلونها» : الخبر أو على إضمار مبتدأ أي: هى جنات، و «يدخلونها» : نعت ل «جنات».
«يحلّون فيها، ولباسهم فيها حرير» : كلاهما نعت ل «جنات»، رفعتهما أو نصبتهما، على البدل من «الجنات»، أو على إضمار فعل يفسره ما بعده.
ويجوز أن يكونا فى موضع الحال من المضمر المرفوع، أو المنصوب فى «يدخلونها»، لأن فى كلا الحالين عائدين: أحدهما يعود على المرفوع فى «يدخلونها»، والآخر على المنصوب.
٣٥- الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ «الّذى أحلّنا» : الذي، فى موضع نصب، نعت لاسم «أن»، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ، أو على أنه خبر بعد خبر أو على البدل من «غفور» الآية: ٣٤، أو على البدل من المضمر فى «شكور» الآية: ٣٤ «دار المقامة» : المقامة، معناه: الإقامة.
٤١- إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا...
«أن تزولا» : أن، مفعول من أجله أي: لئلا تزولا.
وقيل: معناه: من أن تزولا، لأن معنى «يمسك» : يمنع.
«استكبارا» : مفعول من أجله.
«ومكر السّيّء» : هو من إضافة الموصوف إلى صفته وتقديره: ومكروا المكر السيء، ودليله قوله تعالى بعد ذلك: «ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله»، ف «مكر السيء» : انتصب على المصدر، وأضيف إلى نعته اتساعا، كصلاة الأولى ومسجد الجامع.
٤٥- وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً لا يجوز أن يعمل «بصيرا» فى «إذا»، لأن ما بعد «إذا» لا يعمل فيما قبلها، لو قلت: اليوم إذا زيد خارج، فتنصب اليوم ب «خارج» لم يجز، ولكن العامل فيها «خارج»، لأن «إذا» فيها معنى الجزاء، والأسماء التي يجازى بها يعمل فيها ما بعدهما، تقول: من أكرم يكرمنى، ف «أكرم» هو العامل فى «من».
بلا اختلاف، فأشبهت «إذا» حروف الشرط، لما فيها من معناه، فعمل فيها ما بعدها، وكان حقها أن لا يعمل فيها، لأنها مضافة إلى ما بعدها من الجمل، وفى جوازه اختلاف، وفيه نظر، لأن «إذا»، لا يجازى بها عند سيبويه إلا فى الشعر، فالموضع الذي يجازى بها فيه يمكن أن يعمل فيها الفعل الذي يليها لأنها مضافة إلى الجملة التي بعدها، والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف، لأنه من تمامه، كما لا يعمل الشيء فى نفسه، وفى تقدير إضافة «إذا» اختلاف.
- ٣٦- سورة يس
١- يس حق النون الساكنة من هجاء «يسن» إذا وصلت كلامك أن تدغم فى الواو بعدها أبدا، وقد قرأ جماعة بإظهار النون من «يسن»، ونون «وَالْقَلَمِ» ٦٨: ١، والعلة فى ذلك أن هذه الحروف المقطعة فى أوائل السور حقها أن يوقف عليها على كل حرف منها، لأنها ليست بخبر لما قبلها، ولا عطف بعضها على بعض كالعدد، فحقها الوقف والسكون عليها، ولذلك لم تعرب، فوجب إظهار «النون» عند «الواو»، لأنها موقوف عليها غير متصلة بما بعدها.
هذا أصلها، ومن أدغم أجراها مجرى المتصل، والإظهار أولى بها، لما ذكرنا.
ويجوز أن يكون أراد أن يصله بما بعده، فالتقى ساكنان: الياء والنون، ففتحه لالتقاء الساكنين، وبنى على الفتح، كأين وكيف.
وقد قرئ بكسر النون، تحركت أيضا لالتقاء الساكنين، فكسرت على أصل اجتماع الساكنين، فجعلت ك «جير» فى القسم، وأوائل السور.
وقد قيل: إنها قسم.
٤- عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ «على صراط مستقيم» : خبر ثان.
وقيل: متعلقة ب «المرسلين» الآية: ٢.
٥- تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ «تنزيل العزيز» : من رفعه أضمر مبتدأ أي: هو تنزيل.
ومن نصبه جعله مصدرا.
ويجوز الخفض فى الكلام على البدل من «القرآن».
٦- لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ «ما أنذر آباؤهم» : ما، حرف ناف، لأن آباءهم لم ينذروا، برسول قبل محمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل: موضع «ما» نصب، لأنها فى موضع المصدر وهو قول عكرمة: لأنه قال: ما أنذر آباؤهم وتقديره: لتنذر قوما إنذار آبائهم، ف «ما» والفعل: مصدر.
١٢- إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ «ونكتب ما قدموا»، أي: ذكر ما قدموا، ثم حذف المضاف وكذلك و «آثارهم» أي: ونكتب ذكر آثارهم: وهى الخطا إلى المساجد.
«وكل شىء أحصيناه» : تقديره: وأحصيناه كل شىء، أحصيناه، وهو الاختيار، ليعطف ما عمل فيه الفعل على ما عمل فيه الفعل.
ويجوز الرفع على الابتداء، و «أحصيناه» : الخبر.
١٣- وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ «واضرب لهم مثلا أصحاب القرية» : أصح ما يعطى النظر والقياس فى «مثل»، و «أصحاب» أنهما مفعولان ل «اضرب»، لعلة قوله تعالى «إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ» ١٠: ٢٤، فلا اختلاف أن «مثلا» ابتداء، و «كما» : خبره، فهذا ابتداء وخبره بلا شك ثم قال تعالى فى موضع آخر «وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ» ١٨: ٤٥، فدخل «اضرب»، على الابتداء، والخبر، فعمل فى الابتداء ونصبه، فلا بد من أن يعمل فى الخبر، أيضا لأن كل فعل دخل على الابتداء والخبر فعمل فى الابتداء فلا بد أن يعمل فى الخبر إذ هو هو، فقد تعدى «اضرب»، الذي هو لتمثيل الأمثال، إلى مفعولين بلا اختلاف فى هذا، فوجب أن يجرى فى غير هذا الموضع على ذلك، فيكون قوله «واضرب لهم مثلا أصحاب» مفعولين ل «اضرب»، كما كان فى دخوله على الابتداء، والخبر.
وقد قيل: إن «أصحاب» بدل من «مثل» تقديره: واضرب لهم مثلا مثل أصحاب القرية، «فالمثل» الثاني: بدل من الأول، ثم حذف المضاف.
٢٧- بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ يكون «ما» والفعل مصدرا أي: يغفر ربى لى.
ويجوز أن يكون بمعنى: «الذي»، ويحذف «الهاء» من الصلة تقديره: بالذي غفره لى ربى.
ويجوز أن يكون «ما» استفهاما، وفيه معنى التعجب من مغفرة الله له تقديره: بأى شىء غفر لى ربى:
على التقليل لعلمه والتعظيم لمغفرة الله له، فيبتدأ به فى هذا الوجه وفى كونه استفهاما بعد، لثبات الألف فى «ما»، وحقها أن تحذف فى الاستفهام إذا دخل عليها حرف جر، نحو «فَبِمَ تُبَشِّرُونَ» ١٥: ٥٤، ولا يحسن إثبات ألف «ما» فى الاستفهام إلا فى شعر، فبعد لذلك.
٢٨- وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ «وما كنا منزلين» : ما، نافية، عند أكثر العلماء.
٣٠- يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ «يا حسرة» : نداء منكّر، وإنما نادى «الحسرة» ليتحسر بها من خالف الرسل وكفر بهم، والمراد بالنداء بها تحسر المرسل إليهم بها فمعناها: تعالى يا حسرة، فهذا أوانك وإبانك الذي يجب أن تحضرى فيه، ليتحسر بك من كفر بالرسل.
٣١- أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ «كم أهلكنا» : كم، فى موضع نصب ب «أهلكنا».
وأجاز الفراء أن ينصبها ب «يروا»، وذلك لا يجوز عند جميع البصريين، لأن الاستفهام وما وقع موقعه لا يعمل فيه ما قبله.
«أنهم إليهم» : أن، فى موضع نصب على البدل من «كم»، وما بعدها من الجملة، فى موضع نصب ب «يروا».
٣٢- وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ «إن» : مخففة من الثقيلة، فزال عملها لنقصها، فارتفع ما بعدها بالابتداء، وما بعدها الخبر، ولزمت اللام فى خبرها فرقا بين الخفيفة بمعنى «ما» وبين المخففة من الثقيلة.
ومن قرأ «لما» بالتشديد جعل «لما» بمعنى «ما» وتقديره: وما كل إلا جميع، فهو ابتداء وخبر، حكى سيبويه، سألتك بالله لما فعلت.
وقال الفراء: «لما» بمعنى: لمن ما، ثم أدغم النون فى الميم، فاجتمع ثلاث ميمات، فحذف إحداهن استخفافا، وشبهه بقولهم: علما، يريدون: على الماء. ثم أدغم وحذف إحدى اللامين استخفافا.
٣٣- وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ «آية» : ابتداء، و «الأرض» : الخبر.
وقيل: «لهم» : الخبر، و «الأرض» : رفع بالابتداء، و «أحييناها» الخبر: والجملة فى موضع التفسير للجملة الأولى.
ومن قرأ «عملت»، بغير هاء، كأن الأحسن أن يكون «ما» فى موضع خفض، وتحذف الهاء من الصلة.
ويبعد أن تكون نافية، لأنك تحتاج إلى إضمار مفعول ل «عملت».
٣٩- وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ «قدرناه منازل» أي: قدرناه ذا منازل، ثم حذف المضاف.
ويجوز أن يكون حذف حرف الجر من المفعول الأول، ولم يحذف مضافا من الثاني تقديره: قدرنا له منازل، وارتفع «القمر» على الابتداء، و «قدرناه» : الخبر.
ويجوز رفعه على إضمار مبتدأ، و «قدرناه» : فى موضع الحال من «القمر».
ويجوز نصبه على إضمار فعل يفسره «قدرناه»، ولا يكون «قدرناه» حالا من «القمر»، إنما هو تفسير لما نصب «القمر».
٤٠- لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ «أن» : فى موضع رفع ب «ينبغى» قاله الفراء وغيره.
٤١- وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ «آية» : ابتداء، و «لهم» : الخبر.
وقيل: «أنا» هو الخبر.
فإذا جعلت «لهم» الخبر، كانت «أنّ» رفعا بالابتداء، وهى إن لم تتعلق بما قبلها لم ترتفع بالابتداء، وليس كذلك الخفيفة التي يجوز أن ترتفع بالابتداء، وإن لم تتعلق بما قبلها تقول: أن تقوم خير لك، ف «أن» ابتداء، و «خير» : الخبر ولو قلت: أنك منطلق خير لك، لم يجز عند البصريين.
والهاء والميم فى «ذريتهم» تعود على قوم نوح، وفى «لهم» : تعود على أهل مكة.
٤٣- وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ «صريخ» : فتح، لأنه مبنى مع «لا»، ويختار فى الكلام: لا صريخ، بالرفع والتنوين، لأجل إتيان «لا» ثانية مع معرفة.
ولو قلت فى الكلام: لا رجل فى الدار ولا زيد، لكان الاختيار فى «رجل» الرفع والتنوين، لإتيان «لا» ثانية مع معرفة لا يحسن فيه إلا الرفع.
٤٤- إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ «رحمة» : نصب على حذف حرف الجر أي: إلا برحمة أو: لرحمة.
وقال الكسائي: هو نصب على الاستثناء.
وقال الزجاج: هو مفعول من أجله، و «متاعا» : مثله، ومعطوف عليه.
٤٩- ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ «يخصمون» : من قرأ بفتح الخاء والياء مشددا، فأصله عنده: يختصمون، ثم ألقى حركة الياء على الخاء وأدغمها فى الصاد.
ومن قرأ بفتح الياء وكسر الخاء مشددا، فإنه لم يلق حركة الياء على الخاء أو أدغمها، ولكن حذف الفتح لما أدغم، فاجتمع ساكنان: الخاء والمشدد، فكسر الخاء لالتقاء الساكنين.
وكذلك التقدير فى قراءة من اختلس فتحة الخاء، اختلسها لأنها ليست بأصل للخاء.
وكذلك من قرأ بإخفاء حركة الخاء، أخفاها لأنها ليست بأصل فى الخاء، ولم يمكنه إسكان الخاء لئلا يجمع بين ساكنين، فيلزمه الحذف والتحريك.
٥١- وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ «فى الصور» : فى موضع رفع، لأنه قام مقام الفاعل، إذ الفعل لم يسم فاعله، و «الصور» : جمع: صورة، وأصل الواو الحركة، ولكن أسكنت تخفيفا فأصله: الصّور أي: صور بنى آدم.
وقيل: هو القرن الذي ينفخ فيه الملك، فهو واحد، وهذا القول أشهر.
وقيل: هو منصوب على المصدر، والمنادى محذوف، كأنهم قالوا لبعض، يا هؤلاء ويل لنا، فلما أضاف حذف «اللام» الثانية.
وقال الكوفيون: «اللام» الأولى المحذوفة، وأصله عندهم: وى لنا، وقد أجازوا: وى لزيد، بفتح اللام، ولام الجر لا تفتح، وأجازوا الضم، وفى ذلك دليل ظاهر على أن الثانية هى المحذوفة.
«هذا ما وعد الرّحمن» : هذا، مبتدأ، و «ما» : الخبر، على أنها بمعنى «الذي»، و «الهاء» محذوفة من «وعد» أو على أنها وما بعدها مصدر، فلا يقدر حذف هاء والتقدير: فقال لهم المؤمنون، أو فقال لهم الملائكة: هذا ما وعد الرحمن، فتقف فى هذا القول على «مرقدنا»، وتبتدئ ب «هذا ما وعد الرحمن».
ويجوز أن يكون «هذا» فى موضع خفض على النعت ل «مرقدنا»، فتقف على «هذا»، ويكون «ما» فى موضع رفع خبر ابتداء محذوف تقديره: هذا ما وعد، أو: حق ما وعد.
٥٧- لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ «ما» : ابتداء، بمعنى «الذي»، أو مصدر رفع ما بعدها، أو نكرة وما بعدها صفة لها، و «لهم» :
الخبر.
وأصل «يدعون» : يدتعون، على وزن: يفتعلون، من دعا يدعو، وأسكنت العين بعد أن ألقيت حركتها على ما قبلها، وحذفت لسكونها وسكون الواو بعدها.
وقيل: بل ضمت العين لأجل واو الجمع بعدها، ولم تلق عليها حركة التاء، لأن العين كانت متحركة، فصارت يدتعون، فأدغمت «التاء» فى «الدال»، وكان ذلك أولى من إدغام «الدال» فى «التاء»، لأن «الدال» حرف مجهور، و «التاء» حرف مهموس، والمجهور أقوى من المهموس، فكان رد الحرف إلى الأقوى أولى من رده إلى الأضعف، فأبدلوا من «التاء» دالا، وأدغمت «الدال» الأولى فيها، فصارت: يدعون.
٥٨- سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ «سلام» : ارتفع على البدل من «ما» التي فى قوله «ولهم ما يدعون» الآية: ٥٧ ويجوز أن يكون نعتا ل «ما»، إذا جعلتها نكرة تقديره: ولهم شىء يدعونه سلام.
وفى قراءة عبد الله «قولا» بالنصب على المصدر أي: يقولونه قولا يوم القيامة، أو قال الله جل ذكره قولا.
٦٠- أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ «أن» : فى موضع نصب على حذف الجار أي: بأن لا.
٧٢- وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ «ركوبهم» : إنما أتى على غير فاعل، على جهة النسب، عند البصريين. والركوب، بالفتح: ما يركب والركوب، بالضم: اسم الفعل.
وعن عائشة رضى الله عنها أنها قرأت «ركوبتهم» بالتاء، وهو الأصل عند الكوفيين، ليفرق بين ما هو فاعل وبين ما هو مفعول، فيقولون: امرأة صبور وشكور، فهذا فاعل، ويقولون: ناقة حلوبة وركوبة، فيثبتون الهاء لأنها مفعول.
- ٣٧- سورة الصافات
٦- إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ «بزينة الكواكب» : من خفض «الكواكب» ونون «بزينة»، وهى قراءة حمزة وحفص عن عاصم، فإنه أبدل «الكواكب» من «الزينة».
وقد قرأ أبو بكر عن عاصم بنصب «الكواكب» وتنوين «زينة»، على أنه أعمل «الزينة» فى «الكواكب»، فنصبها بها تقديره: بأن زينا الكواكب بها.
وقيل: النصب على إضمار: «أعنى».
قيل: على البدل من «زينة»، على الموضع.
فأما قراءة الجماعة بحذف التنوين والإضافة، فهو الظاهر لأنه على تقدير: إنا زينا السماء الدنيا بتزيين الكواكب أي: بحسن الكواكب.
وقد يجوز أن يكون حذف التنوين لالتقاء الساكنين، و «الكواكب» : بدل من «زينة»، كقراءة من نون «زينة».
٨- لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ «لا يسمعون إلى الملأ» : إنما دخلت «إلى» مع «يسمعون»، فى قراءة من خفف السين، وهو لا يحتاج إلى حرف، لأنه جرى مجرى مطاوعه، وهو «يسمع»، فكما كان «يسمع» يتعدى ب «إلى» تعدى «سمع» ب «إلى»، وفعلت وافتعلت فى التعدي سواء، ف «يسمع» مطاوع: سمع، و «استمع» أيضا مطاوع: سمع، فتعدى مثل تعدى مطاوعه.
وقيل: معنى دخول «إلى» فى هذا أنه حمل على المعنى لأنه المعنى: لا تميلون السمع إليهم، يقال: سمعت إليه كلاما أي: أملت سمعى إليه.
٩- دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ «دحورا» : مصدر لأن معنى «يقذفون- الآية: ٨» : يدحرون.
١٢- بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ «بل عجبت» : من ضم التاء جعله إخبارا من النبي عليه السلام عن نفسه، وإخبارا من كل مؤمن عن نفسه، بالعجب من إنكار الكفار للبعث من ثبات القدرة على الابتداء للخلق، فهو مثل القراءة بفتح التاء، فى أن العجب من النبي عليه السلام.
ومثله فى قراءة من ضم التاء قوله تعالى «أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ» ٩: ٣٨ أي: وهم ممن يجب أن يقال فيهم:
ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة ومثله: «فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ» ٢: ١٧٥ ٢٥- ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ «لا تناصرون» : فى موضع نصب على الحال، من الكاف والميم فى «لكم» و «ما» : استفهام ابتداء، و «لكم» : الخبر كما تقول: مالك قائما؟
٣٥- إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ «يستكبرون» : يجوز أن يكون فى موضع نصب على خبر «كان»، أو فى موضع رفع على خبر «إن» و «كان» : ملغاة.
ويجوز فى الكلام فيه النصب، على أن يعمل فيه «لذائقوا»، ويقدر حذف النون استخفافا لا للإضافة.
٤٢- فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ «فواكه» ب: رفع على البدل من «رزق» الآية: ٤، أو على: هم فواكه أي: ذوو فواكه.
٤٧- لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ «غول» : رفع بالابتداء، و «فيها» : الخبر، ولا يجوز بناؤه على الفتح مع «لا»، لأنك قد فرقت بينها وبين «لا» بالظرف.
٥٤- قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ «هل أنتم مطلعون» : روى أن بعضهم قرأه: هل أنتم مطلعون، بالتخفيف وكسر النون، وذلك لا يجوز، لأنه جمع بين الإضافة والنون، وكان حقه أن يقول: مطلعى، بياء وكسر العين.
٥٥- فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ «فاطلع» : القراءة بالتشديد، وهو فعل ماض.
وقرىء: فأطلع، على «أفعل»، وهو فعل ماض أيضا، بمنزلة: «اطلع»، يقال: طلع، وأطلع، واطلع، بمعنى واحد.
ويجوز أن يكون مستقبلا، لكنه نصب على أنه جواب الاستفهام بالفاء.
٥٧- وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ما بعد «لولا»، عند سيبويه: مرفوع بالابتداء، والخبر محذوف، و «لكنت» : جواب «لولا» تقديره: ولولا نعمة ربى تداركتنى، أو أنقذتنى، ونحوه، لكنت معك فى النار.
فأما «لولا» فيرتفع ما بعدها، عند سيبويه، بإضمار فعل.
٥٩- إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ «إلا موتتنا» : نصب على الاستثناء، وهو مصدر.
٦٤- إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ «تخرج فى أصل الجحيم» إن شئت: جعلته خبرا بعد خبر وإن شئت: جعلته نعتا للشجرة.
٧٩- سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ «سلام على نوح» أي: يقال له: سلام على نوح، فهو ابتداء، وخبر محكى.
وفى قراءة ابن مسعود: سلاما، بالنصب، على أنه أعمل «تركنا» الآية: ٧٨ أي: تركنا عليه ثناء حسنا فى الآخرين.
٨٠- إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ «الكاف» : فى موضع نصب، نعتا لمصدر محذوف تقديره: خيرا كذلك نجزى.
٨٥- إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ماذا تَعْبُدُونَ «ماذا تعبدون» : ما، ابتداء بمعنى الاستفهام، و «ذا» : بمعنى: الذي، وهو الخبر تقديره: أي شىء الذي تعبدون.
ويجوز أن يكون «ما» و «ذا» اسما واحدا فى موضع نصب ب «تعبدون».
٨٦- أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ «أئفكا آلهة» : آلهة، بدل من «أئفكا» و «أئفكا» : منصوب ب «تريدون».
٨٧- فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ «فما ظنكم» : ابتداء وخبر.
٩٣- فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ «ضربا» : مصدر، لأن «فراغ» بمعنى: فضرب.
٩٦- وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ «ما» : فى موضع نصب ب «خلق»، عطف على الكاف والميم، وهى والفعل مصدر أي:
خلقكم وعملكم، وهذا أليق بها لقوله تعالى: «مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ» ١٢٣: ٢، فالقراء
وقد قالت المعتزلة: إن «ما» بمعنى «الذي»، فرارا من أن يقروا بعموم الخلق، وإنما أخبر، على قولهم: أنه خلقهم وخلق الأشياء التي نحتت منها الأصنام، وبقية الأعمال والحركات غير داخلة فى خلق الله تعالى الله الله عن ذلك، بل كلّ من خلقه لا إله إلا هو، لا خالق إلا هو، وخلق الله إبليس، الذي هو الشر كله، يدل على خلق الله لجميع الأشياء، وقد قال تعالى ذكره: (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) ٣٥: ٣، وقال: (خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) ١٣: ١٦ ويجوز أن يكون «ما» استفهاما، فى موضع نصب ب «تعملون»، على التحقير لعلمهم، والتصغير له.
١٠٢- فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى...
«فانظر ماذا ترى» : من فتح «التاء» من «ترى»، فهو من الرأى، وليس من: نظر العين، لأنه لم يأمره برؤية شىء، إنما أمره أن يدبر رأيه فيما أمر به فيه ولا يحسن أن يكون «ترى» من العين، لأنه يحتاج أن يتعدى إلى مفعولين، وليس فى الكلام غير واحد، وهو «ماذا»، تجعلها اسما واحدا فى موضع نصب ب «ترى».
وإن شئت جعلت «ما» ابتداء، استفهاما، و «ذا» بمعنى: الذي، خبر الابتداء، وترفع «ترى» على «هاء» تعود على «الذي»، وتحذفها من الصلة، ولا يحسن عمل «ترى» فى «ذا»، وهى بمعنى «الذي» لأن الصلة لا تعمل فى الموصول.
ومن قرأ بضم التاء وكسر الراء، فهو أيضا من الرأى، لكنه نقل بالهمزة إلى الرباعي، فحقه أن يتعدى إلى مفعولين، بمنزلة: أعطى، ولكن لك أن تقتصر على أحدهما فتقديره: ماذا ترينا، «نا» : المفعول الأول، و «ماذا» الثاني، لكن حذف الأول اقتصارا على الثاني، كأعطى، تقول: أعطيت درهما، ولا يذكر المعطى له».
و «ما»، و «ذا»، على ما تقدم.
١٠٣- فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ «فلما أسلما وتله» : جواب «لما» محذوف تقديره: فلما أسلما سعدا، أو نحوه.
وقال بعض الكوفيين: الجواب «تله»، و «الواو» : زائدة.
وقال الكسائي: جواب «لما»، ناديناه، و «الواو» : زائدة.
١٢٦- اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ «الله ربكم ورب آبائكم» : من نصب الثلاثة الأسماء، جعل «الله» بدلا من «أحسن الخالقين» الآية: ١٣٥، و «ربكم» نعتا له، و «رب» عطفا عليه، أو على: «أعنى».
ومن رفع فعلى الابتداء والخبر.
١٣٠- سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ «إلياسين» : من فتح الهمزة ومده جعل «آل»، الذي أصله «أهل»، إضافة إلى «ياسين»، وهى فى المصحف منفصلة، فقوى ذلك عنده.
ومن كسر الهمزة جعله جمعا منسوبا إلى «إلياسين»، وإلياسين: جمع «إلياس» جمع السلامة، لكن الياء المشددة فى النسب حذفت منه وأصله: إلياسيين.
فالسلام، فى هذا الوجه، على من نسب إلى إلياس، من أمته، والسلام فى الوجه الأول، على أهل ياسين.
وقد قال الله تعالى ذكره «عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ» ٢٦: ١٩٨، وأصله: الأعجميين، بياء مشددة، ولكن حذفت لثقلها وثقل الجمع، وتحذف أيضا هذه الياء فى الجمع المكسر، كما حذفت فى المسلم، كما قالوا: المسامعة والمهابلة، وواحدهم: مسمعى ومهلبى.
هم مائة ألف أو يزيدون.
وقيل: «أو» بمعنى: «بل».
وقيل: «أو»، بمعنى: الواو، وذلك مذهب الكوفيين.
١٥١- أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ «إن» : تكسر بعد «ألا»، على الابتداء، ولولا «اللام» : التي فى خبرها لجاز فتحها، على أن تجعل «ألا» بمعنى: حقا.
١٦٣- إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ «من» : فى موضع نصب ب «فاتنين» الآية: ١٦٢ أي: لا يفتنون، إلا من سبق فى علم الله أنه يصلى الجحيم.
قال ذلك: على أن إبليس لا يضل أحدا إلا من سبق له فى علم الله أن يضله وأنه من أهل النار، وهذا بيان شاف فى مذهب القدرية.
وقرأ الحسن: «صال الجحيم»، بضم اللام، على تقدير: صالون، فحذف النون للإضافة، وحذف الواو لسكونها وسكون اللام بعدها، ويكون «من» للجماعة، وأتى لفظ «هو» موحدا ردا على لفظ «من»، وذلك كله حسن، كما قال «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً» ٢: ٦٢، ثم قال: «فلهم أجرهم عند ربهم»، فوحد أولا على اللفظ، ثم جمع على المعنى لأن «من» تقع للواحد والاثنين والجماعة بلفظ واحد.
وقيل: إنه قرىء بالرفع على القلب، كأنه «صالى»، ثم قلب فصار: صائل، ثم حذف الياء فبقيت اللام مضمومة، وهو بعيد.
١٦٤- وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ تقديره عند الكوفيين: وما منا إلا من له مقام، فحذف الموصول وأبقى الصلة، وهو بعيد جدا.
وقال البصريون: تقديره: وما منا ملك إلا له مقام معلوم على أن الملائكة تبرأت ممن يعبدها وتعجبت من ذلك.
وقال الكوفيون: «إن»، بمعنى: «ما»، و «اللام» : بمعنى «إلا» تقديره: وما كانوا إلا يقولون لو أن و «أن» بعد «لو» : مرفوع على إضمار فعل، عند سيبويه.
١٨١، ١٨٢- وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ «وسلام، والحمد» : مرفوعتان بالابتداء، والمجرور خبر لكل واحد منهما.
- ٣٨- سورة ص
١- ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ «ص» : قرأ الحسن بكسر الدال، لالتقاء الساكنين.
وقيل: هو أمر، من: صادى يصادى، فهو أمر مبنى بمنزلة قوله: رام زيدا، وعاد الكافر فمعناه: صاد القرآن بعلمك أي: قابله به.
وقرأ عيسى بن عمر بفتح الدال، جعله مفعولا به، كأنه قال: أمل صاد ولم ينصرف لأنه اسم السورة معرفة.
وقيل: فتح لالتقاء الساكنين: الألف والدال.
وقيل: هو منصوب على القسم، وحرف القسم محذوف، كما أجاز سيبويه: الله لأفعلن.
وقرأ ابن أبى إسحاق: صاد، بالكسر والتنوين، على القسم كما تقول: لاه لأفعلن، على إعمال حرف الجر، وهو محذوف لكثرة الحذف فى باب القسم.
وقيل: إنما نون على التشبيه بالأصوات التي تنون، للفرق بين المعرفة والنكرة، نحو: إنه وإيه، وصه وصه.
٣- كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ «ولات حين مناص» : لات، عند سيبويه: مشبهة ب «ليس»، ولا تستعمل إلا مع «الحين»، واسمها مضمر
والوقف عليها، عند سيبويه والفراء وابن أبى إسحاق: وابن كيسان: بالتاء، وعليه جماعة الفراء، وبه أتى خط المصحف.
والوقف عليها، عند المبرد والكسائي: بالهاء، بمنزلة: «ربة».
وذكر أبو عبيد الوقف على «لات»، ويبتدىء ب «حين»، وهو بعيد مخالف لخط المصحف الذي عليه.
وذكر أبو عبيد أنها فى الإمام: «تحين»، التاء متصلة بالحاء، فأما قول الشاعر:
طلبوا صالحنا ولات أوان فحفض ما بعد «لات»، فإنما ذلك عند ابن أبى إسحاق، لأنه أراد: فلات أواننا أوان صلح أي: وليس وقتنا وقت صلح، ثم حذف المضاف وبناه، ثم دخل التنوين عوضا من المضاف المحذوف، فكسرت النون لالتقاء الساكنين، وصار، التنوين تابعا للكسرة، فهو بمنزلة: يومئذ، وحينئذ.
وقال الأخفش: تقديره: ولات حين أوان، ثم حذف «حين» وهذا بعيد، لا يجوز أن يحذف المضاف إلا ويقوم المضاف إليه فى الإعراب مقامه، فيجب أن يرفع «أوان».
وكذلك تأوله المبرد، ورواه بالرفع.
١١- جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ «جند ما هنالك مهزوم» : ابتداء وخبر، و «هنالك» : ظرف ملغى، و «ما» : زائدة.
ويجوز أن يكون «هنالك» : الخبر، و «مهزوم» : نعتا ل «جند».
١٢- كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ إنما دخلت علامة التأنيث فى «كذبت» لتأنيث الجماعة.
٢١- وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ «إذ تسوروا» : العامل فى «إذ» :«نبأ»، وإنما قال «تسوروا» بلفظ الجمع، لأن «الخصم» مصدر يدل
وقال الفراء: «إذ»، بمعنى: لما، والعامل فى «إذ» الثانية: «تسوروا».
وقيل: العامل فيهما: «نبأ»، على أن الثانية تبيين لما قبلها.
٢٢- إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ...
«خصمان» : خبر ابتداء محذوف تقديره: نحن خصمان.
٢٤- قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ...
«الخلطاء» : جمع خليط كظريف وظرفاء، و «فعيل» إذا كان صفة جمع على: فعلاء، إلا أن يكون فيه واو، فيجمع على «فعال»، نحو: طويل وطوال.
٢٥- فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ «ذلك» : فى موضع نصب ب «غفرنا»، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ، تقديره: الأمر كذلك.
٣١- إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ «الجياد» : جمع جواد.
وقيل: هو جمع جائد.
٣٢- فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ «حب الخير» : مفعول به، وليس بمصدر لأنه لم يخبر أنه أحب حبا مثل حب الخير، إنما أخبر أنه آثر حب الخير.
وقد قيل، هو مصدر وفيه بعد فى المعنى.
٤٣- وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ «رحمة» : مصدر وقيل: هو مفعول من أجله.
٤٥- وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ «إبراهيم» وما بعده: نصب على البدل من «عبادنا»، فهم كلهم داخلون فى العبودية والذكر.
ومن قرأه بالتوحيد جعل «إبراهيم» وحده بدلا من «عبدنا»، وعطف عليه ما بعده، فيكون «إبراهيم» داخلا فى العبودية والذكر وإسحاق ويعقوب داخلان فى الذكر لا غير، وهما داخلان فى العبودية بغير هذه الآية.
٤٦- إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ «بخالصة ذكرى الدار» : من نون «خالصة» جعل «ذكرى» بدلا منها تقديره إنا أخلصناهم بذكرى الدار، و «الدار» : فى موضع نصب ب «ذكرى»، لأنه مصدر.
ويجوز أن يكون «ذكرى» : فى موضع نصب ب «خالصة»، على أنه مصدر، كالعاقبة.
ويجوز أن يكون «ذكرى» : فى موضع رفع ب «خالصة».
ومن أضاف «خالصة» إلى «ذكرى» جاز أن يكون «ذكرى» فى موضع نصب أو رفع.
٤٧- وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ «الأخيار» : جمع: خير، وخير: مخفف من خيّر كميت وميت.
٥٠- جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ «جنات عدن» : جنات، نصب على البدل من «لحسن مآب» الآية: ٤٩، و «مفتحة» : نصب على النعت ل «جنات» والتقدير: مفتحة لهم الأبواب منها.
وقال الفراء: التقدير: مفتحة لهم أبوابها، والألف واللام عنده بدل من المضمر المحذوف العائد على الموصوف:
فإذا أجبت به حذفتهما، وهذا لا يجوز عند البصريين، لأن الحرف لا يكون عوضا من الاسم.
وأجاز الفراء نصب «الأبواب» ب «مفتحة» ويضمر فى «مفتحة» ضمير «الجنات».
٥٧- هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ «هذا» : مبتدأ، «حميم» : خبر وقيل: «فليذوقوه» : خبر «هذا»، ودخلت الفاء للتنبيه الذي فى «هذا»، ويرفع «حميم» على تقدير: هذا حميم.
ويجوز أن يكون «هذا» فى موضع نصب ب «يذوقوه»، و «الفاء» : زائدة، كقولك: هذا زيد فاضربه، لولا «الفاء» لكان الاختيار النصب، لأنه أمر، فهذا بالفعل، أولى، وهو جائز مع ذلك.
٥٨- وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ ابتداء وخبر، و «من شكله» : صفة ل «أخر»، ولذلك حسن الابتداء بالنكرة لما وصفت. و «الهاء» فى «شكله» : يعود على المعنى أي: وآخر من شكل ما ذكر.
وقيل: يعود على «حميم» الآية: ٥٧ ومن قرأه «وآخر»، بالتوحيد، رفعه بالابتداء أيضا، و «أزواج» : ابتداء ثان، «ومن شكله» : خبر ل «أزواج»، والجملة: خبر «آخر» ولم يحسن أن يكون «أزواج» خبر عن «آخر»، لأن الجمع لا يكون خبرا عن الواحد.
وقيل: «آخر» : صفة لمحذوف هو الابتداء، والخبر محذوف تقديره: ولهم عذاب آخر من ضرب ما تقدم، ويرفع «أزواج» بالظرف، وهو «من شكله».
ولا يحسن هذا فى قراءة من قرأ «وآخر» بالجمع، لأنك إذا رفعت «الأزواج» بالظرف، لم يكن فى الظرف ضمير، وهو صفة لمحذوف، والصفة لا بد لها من ضمير يعود على الموصوف، فهو رفع بالظرف، ولا يرفع الظرف فاعلين.
٦٢- وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ «ما لنا لا نرى» : ما، ابتداء، استفهام، و «لنا» : الخبر، و «لا نرى» : فى موضع نصب على الحال من المضمر فى «لنا».
٦٣- أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ «أتخذناهم» : من قرأه على الخبر أضمر استفهاما يعادله «أم» تقديره: أمفقودون هم أم زاغت عنهم الأبصار.
ويجوز أن يكون «أم» معادلة ل «ما» فى قوله «ما لنا لا نرى» الآية: ٦٢، لأن «أم» إنما تأتى معادلة للاستفهام.
ويجوز أن تكون «أم» معادلة ل «ما» فى الوجهين جميعا كما قال الله جل ذكره: (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ) ٢٧: ٢٠، وقال: (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ) ٦٨: ٣٦، ٣٧ وقد وقعت «أم» معادلة ل «من»، قال الله تبارك وتعالى: (فَمَنْ يُجادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ)
٤: ١٠٩.
٦٤- إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ «لحق» : خبر «إن»، و «تخاصم» : رفع على تقدير: هو تخاصم.
وقيل: «تخاصم» : بدل من «حق».
وقيل: هو خبر بعد خبر ل «إن».
وقيل: هو بدل من «ذلك»، على الموضع.
٧٠- إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ «إلا أنما» : فى موضع رفع ب «يوحى»، مفعول لم يسم فاعله.
وقيل: هى فى موضع نصب على حذف الخافض أي: بأنما أو: لأنما، و «إلى» : يقوم مقام الفاعل ل «يوحى».
والأول أجود.
٨٤- قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ انتصب «الحق» الأول، على الإغراء أي: اتبعوا الحق، أو: الزموا الحق.
وقيل: هو نصب على القسم كما تقول: الله لأفعلن، فتنصب بين حذفت الجار، ودل على أنه قسم قوله «لأملأن» الآية: ٨٥، وهو قول الفراء وغيره.
ومن رفع الأول جعله خبر ابتداء محذوف تقديره: أنا الحق كما قال: «الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ» ٣: ٦٠، «وانتصب» الثاني ب «أقول».
١- تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ «تنزيل الكتاب» : ابتداء، والخبر «من الله».
وقيل: هو رفع على إضمار مبتدأ تقديره: هذا تنزيل.
وأجاز الكسائي النصب على تقدير: اقرأ تنزيل الكتاب أو: اتبع تنزيل الكتاب.
وقال الفراء: النصب على الإغراء.
٣- أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى...
«والذين اتخذوا» : ابتداء والخبر محذوف تقديره: قالوا ما نعبدهم.
وقيل: «الذين» : رفع، بفعل مضمر تقديره: وقال الذين اتخذوا.
«زلفى» : فى موضع نصب، على المصدر.
٩- أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ «أمن هو قانت» : من خفف «أمن» جعله نداء، ولا خلاف فى الكلام.
ولا يجوز عند سيبويه حذف حرف النداء من المبهم، وأجازه الكوفيون.
وقيل: هو استفهام بمعنى التنبيه، وأضمر معادلا للألف تقديره: أمن هو قانت يفعل كذا وكذا كمن هو بخلاف ذلك؟ ودل على المحذوف قوله، «قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون»، وهذا أقوى.
ومن شدد «أمن» فإنما أدخل «أم» على «من»، وأضمر لها معادلا أيضا قبلها والتقدير: العاصون ربهم خير أم من هو قانت؟
و «من» : بمعنى: الذي، وليست للاستفهام لأن «أم» إنما تدخل على ما هو استفهام إذ هى للاستفهام،
١٠- قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ «حسنة» : ابتداء، وما قبله الخبر، وهو المجرور، و «فى» : متعلقة ب «أحسنوا»، على أن «حسنة» هى الجنة والجزاء فى الآخرة أو متعلقة ب «حسنة» على أن «الحسنة» هى ما يعطى العبد فى الدنيا مما يستحب فيها.
وقيل: هو ما يعطى من مولاة الله إياه ومحبته له والجزاء فى الدنيا.
والأول أحسن لأن الدنيا ليست بدار جزاء.
٢٨- قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ «قرآنا» : توطئة للحال، و «عربيا» : حال.
وقيل: «قرآنا» : توكيد لما قبله، و «عربيا» : حال من «القرآن».
٤٤- قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ «الشفاعة» : نصب على الحال، وأتى «جميعا»، وليس قبله إلا لفظ واحد، لأن «الشفاعة» مصدر يدل على القليل والكثير، فجمل «جميعا» على المعنى.
٤٥- وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ...
«وحده» : نعت على المصدر، عند سيبويه والخليل، وهو حال عند يونس.
٥٦- أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ...
«أن» : مفعول من أجله.
٦٤- قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ «غير» : نصب ب «أعبد» تقديره: قل: أعبد غير الله فيما تأمرونى؟
وقيل: هو نصب ب «تأمرونى»، على حذف حرف الجر تقديره: قل أتأمروني بعبادة غير الله، ولو ظهرت «أن» لم يجز نصب «غير» ب «أعبد»، لأنه يصير فى الصلة، وقد قدمت على الموصول، ونصبه ب «أعبد» أبين من نصبه ب «تأمرونى».
وقال الكسائي والفراء: هو نصب بإضمار فعل تقديره: بل اعبد الله فاعبد.
و «الفاء» : للمجازاة، عند أبى إسحاق وزائدة، عند الأخفش.
٦٧- وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ «والأرض جميعا قبضته» : ابتداء وخبر، و «جميعا» : حال.
وأجاز الفراء فى الكلام «قبضته»، بالنصب على تقدير حذف الخافض «أي» : فى قبضته.
ولا يجوز ذلك عند البصريين لو قلت: زيد قبضتك أي: فى قبضتك لم يجز.
«والسموات مطويات بيمينه» : ابتداء وخبر.
٧١- وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً...
«زمرا» : نصب على الحال.
٧٣- وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ «جاءوها وفتحت»، قيل: الواو زائدة، و «فتحت» : جواب «إذا».
وقيل: الواو، تدل على فتح أبواب الجنة قيل إتيان الذين اتقوا الله إليها، والجواب محذوف أي: حتى إذا جاءوها آمنوا.
وقيل: الجواب «وقال لهم خزنتها» «والواو» : زائدة.
٧٥- وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ «حافين» : نصب على الحال لأن «ترى»، من رؤية العين وواحد «حافين» : حاف.
وقال الفراء. لا واحد له لأن هذا الاسم لا يقع لهم إلا مجتمعين.
١- حم قرأ عيسى بن عمر «حم»، بفتح الميم، لالتقاء الساكنين، أراد الوصل ولم يرد الوقف، والوقف هو الأصل فى الحروف المقطعة وذكر الأعداد إذا قلت: واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، فإن عطفت بعضها على بعض، أو أخبرت عنها، أعربت، وكذلك الحروف.
وقيل: انتصب «حاميم» على إضمار فعل تقديره: اتل حاميم، واقرأ حاميم، ولكن لم ينصرف، لأنه اسم للسورة، فهو اسم لمؤنث، ولأنه على وزن الأعجمى، كهابيل.
١٠- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ العامل فى «إذ» فعل مضمر تقديره: اذكروا إذ تدعون، ولا يجوز أن يعمل فيه «لمقت»، لأن خبر الابتداء، قد تقدم قبله، وليس بداخل فى الصلة، و «إذ» داخلة فى صلة «لمقت»، إذا أعملته فيها فتكون قد فرقت بين الصلة والموصول بخبر الابتداء ولا يحسن أن يعمل فى «إذ» :«تدعون»، لأنها مضافة إليه، ولا يعمل المضاف إليه فى المضاف ولا يجوز أن يعمل فى «إذ» : مقتكم لأن المعنى ليس عليه، لأنهم لم يكونوا ماقتين لأنفسهم وقت أن دعوا إلى الايمان فكفروا.
١٦- يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ «يوم هم بارزون» : ابتداء وخبر، فى موضع خفض بإضافة «يوم» إليها، وظروف الزمان إذا كانت بمعنى «إذا» أضيفت إلى الجمل، وإلى الفعل، والفاعل، وإلى الابتداء والخبر، كما يفعل ب «إذ»، فإن كانت بمعنى «إذ» لم تضف إلا إلى الفعل والفاعل، كما يفعل ب «إذا». فإن وقع بعد «إذا» اسم مرفوع فبإضمار فعل ارتفع لأن «إذا» فيها معنى الشرط، وهى لما يستقبل، والشرط لا يكون إلا لمستقبل فى اللفظ وفى المعنى، والشرط لا يكون إلا بفعل، فهى بالفعل أولى، فلذلك وليها الفعل مضمرا أو مظهرا، وليست «إذ» كذلك، لا معنى للشرط فيها، إذ هى لما مضى، والشرط لا يكون لما مضى.
زائدة للتأكيد، والمعنى: ما للظالمين حميم ولا شفيع مطاع.
٢١- أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً...
«فينظروا» : فى موضع نصب، على جواب الاستفهام.
وإن شئت: فى موضع جزم، على العطف على «يسيروا».
«كيف كان عاقبة» : كيف، خبر «كان»، و «عاقبة» : اسمها، وفى «كان» ضمير يعود على «العاقبة»، كما تقول: أين زيد؟ وكيف عمرو؟ ففى «أين» و «كيف» ضميران يعودان على المبتدأ، أو هما خبران.
ويجوز أن يكون «كان»، بمعنى: حدث، فلا تحتاج إلى خبر، فيكون «كيف»، ظرف ملغى لا ضمير فيه.
وكذلك «الذين كانوا من قبلهم» فيه الوجهان.
وكذلك «كانوا هم أشد منهم»، فيه الوجهان، و «أشد»، إذا جعلت «كان»، بمعنى: حدث، حالا مقدرة.
٢٨- وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ...
«وإن يك كاذبا» : إنما حذفت النون من «يك»، على قول سيبويه، لكثرة الاستعمال.
وقال المبرد: لأنها أشبهت نون الإعراب، فى قوله: تدخلين، ويدخلان.
٣١- مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ...
«مثل دأب» : بدل من «مثل» الأول، الآية: ٣٠.
«يوم» : بدل من «يوم» الأول، الآية: ٣٠.
٣٥- الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ...
«الذين» : فى موضع نصب على البدل من «من» الآية: ٣٤، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ، أي: هم الذين.
٤٦- النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ «النار» : بدل من «سوء العذاب» الآية: ٤٥، أو على إضمار مبتدأ، أو على الابتداء، و «يعرضون» : الخبر.
ويجوز فى الكلام النصب على إضمار فعل تقديره: يأتون النار يعرضون عليها.
ويجوز الخفض على البدل من «العذاب».
«ويوم تقوم الساعة أدخلوا» : يوم، نصب ب «أدخلوا»، ومن قطع ألف «أدخلوا» وكسر الخاء نصب «آل فرعون» ب «أدخلوا»، ومن قرأه بوصل الألف وضم الخاء نصب «آل فرعون» على النداء المضاف.
٤٧- وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً...
«تبعا» : مصدر فى موضع خبر «كان»، ولذلك لم يجمع.
٤٨- قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ «إنا كل فيها» : ابتداء وخبر «إن».
وأجاز الكسائي والفراء نصب «كل»، على النعت للمضمر، ولا يجوز ذلك عند البصريين، لأن المضمر لا ينعت، ولأن «كلا» نكرة فى اللفظ، والمضمر معرفة، وجاء قولهما أنه تأكيد للمضمر، والكوفيون يسمون التأكيد نعتا، و «كل»، وإن كان لفظه نكرة، فهو معرفة عند سيبويه، على تقدير الإضافة والحذف.
ولا يجوز البدل، لأن المخبر عن نفسه لا يبدل منه غيره.
٥٥- فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ «والأبكار» : من فتح الهمزة، فهو جمع: بكرة.
٥٦- إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ «ما هم ببالغيه» : الهاء، تعود على ما يريدون أي: ما هم ببالغي إرادتهم فيه.
وقيل: الهاء، تعود على «الكبر».
٧١- إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ «يسحبون» : حال من الهاء والميم فى «أعناقهم».
وقيل: هو مرفوع على الاستئناف.
وروى عن ابن عباس أنه قرأ: «والسلاسل»، بالنصب: و «يسحبون»، بفتح الياء نصب «السلاسل» ب «يسحبون».
وقد قرىء: «والسلاسل»، بالخفض، على العطف على «الأعناق»، وهو غلط، لأنه يصير الأغلال فى الأعناق وفى السلاسل، ولا معنى للغل فى السلسلة.
وقيل: هو معطوف على «الحميم»، وهو أيضا لا يجوز لأن المعطوف المخفوض لا يتقدم على المعطوف عليه لا يجوز: مررت وزيد بعمرو، ويجوز فى المرفوع، تقول: قام وزيد عمرو، ويبعد فى المنصوب، لا يحسن:
رأيت وزيد عمرا، ولم يجزه أحد فى المخفوض.
٧٥- ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ «ذلكم» : ابتداء، والخبر محذوف تقديره: ذلكم العذاب مفرحكم فى الدنيا بالمعاصي وهو معنى قوله «بغير الحق».
«أي» : نصب ب «تنكرون»، ولو كان مع الفعل «ها» لكان الاختيار الرفع فى «أي»، بخلاف ألف الاستفهام، تدخل على الاسم وبعدها فعل واقع على ضمير الاسم، هذا يختار فيه النصب، نحو قولك: أزيدا ضربته؟ هذا مذهب سيبويه، فرق بين «أي» وبين الألف.
- ٤١- سورة فصلت «حم السجدة»
٢، ٣- تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ «تنزيل» : رفع بالابتداء، و «من الرحمن» : نعته، و «كتاب» : خبره.
وقال الفراء: رفعه على إضمار «هذا».
«قرآنا عربيا» : حال. وقيل: نصبه على المدح.
ولم يجز الكسائي والفراء نصبه على الحال، ولكن انتصب عندهما ب «فصلت» أي: فصلت آياته كذلك.
وأجازا فى الكلام الرفع على النعت ل «كتاب».
٤- بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ «بشيرا ونذيرا» : حالان من «كتاب»، لأنه نعت، والعامل فى الحال معنى التنبيه المضمر، أو معنى الإشارة إذا قدرته: هذا كتاب فصلت آياته.
٦- قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ «أنما» : فى موضع رفع ب «يوحى».
١٠- وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ «سواء» : نصب على المصدر، بمعنى: استواء أي: استوت استواء.
وقيل: لمن سأل بجميع الخلق، لأنهم يسألون القوت وغيره من عند الله جل ذكره.
ومن خفضه جعله نعتا ل «أيام»، أو ل «أربعة».
والقراء المشهورون على النصب لا غير.
١١- ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ «أتينا طائعين» : إنما أخبر عن السموات والأرضين بالياء والنون، عند الكسائي، لأن معناه: آتينا بمن معنا طائعين، فأخبر عمن يعقل بالياء والنون، وهو الأصل.
وقيل: لما أخبر عنها بالقول، الذي هو لمن يعقل، أخبر عنها خبر من يعقل بالياء والنون.
١٢- فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها...
«سبع» : بدل من الهاء والنون أي: فقضى سبع سموات، و «السماء» : تذكر على معنى السقف، وتؤنث أيضا. والقرآن أتى على التأنيث، فقال: سبع سموات، ولو أتى على المذكر لقال: سبعة سموات.
١٧- وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى...
«ثمود» : رفع بالابتداء، ولم ينصرف، لأنه معرفة، اسم القبيلة.
وقد قرأه الأعمش وعاصم بالنصب وترك الصرف، ونصب على إضمار فعل يفسره تقديره: «فهديناهم»، لأن «أما» : فيها معنى الشرط، فهى بالفعل أولى، والنصب عنده أقوى والرفع حسن، وهو الاختيار عند سيبويه وتقدير النصب: مهما يكن من شىء فهدينا ثمود هديناهم.
١٩- وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ العامل فى «يوم» فعل دل عليه «يوزعون» تقديره: ويساق الناس يوم يحشر، أو: اذكر يوم يحشر ولا يعمل فيه «يحشر»، لأن «يوما» مضاف إليه، ولا يعمل المضاف إليه فى المضاف.
٢٢- وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ...
«أن» : فى موضع نصب على حذف الخافض تقديره: عن أن يشهد، ومن أن يشهد.
وقيل: «ظنكم» : بدل من «ذلكم»، و «أرادكم» : الخبر.
وقال الفراء: «أرادكم» : حال، والماضي لا يحسن أن يكون حالا عند البصريين إلا على إضمار «قد».
٢٨- ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ...
«ذلك» : مبتدأ، و «جزاء» : خبره، و «النار» : بدل من «جزاء».
وقيل: ارتفعت «النار» على إضمار مبتدأ، وتكون الجملة فى موضع البيان للجملة الأولى.
٣٢- نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ «نزلا» : مصدر، وقيل: هو فى موضع الحال.
٣٩- وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ...
«ومن آياته أنك» : أن، رفع بالابتداء، والمجرور قبلها خبره.
وقيل: «أن» : رفع بالاستقرار، وجاز الابتداء، بالمفتوحة لتقدم المخفوض عليها.
«خاشعة» : نصب على الحال من «الأرض»، لأن «ترى» من رؤية العين.
«وربت» : حذفت لام الفعل لسكونها وسكون تاء التأنيث، وهو من: ربا يربو، إذا زاد، ومنه:
الربا فى الدين المحرم.
وقرأ أبو جعفر: «وربأت»، بالهمز، من: الربيئة، وهو الارتفاع فمعناه: ارتفعت، يقال: ربأ يربأ، وربؤ يربؤ، إذا ارتفع.
٤١- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ «إن الذين كفروا بالذكر» : خبر «إن» :«أولئك ينادون» الآية: ٤٥ وقيل: الخبر محذوف، تقديره: إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم خسروا، أو هلكوا، ونحوه.
«إلا ما قد قيل للرسل» : ما، والفعل: مصدر فى موضع رفع، مفعول لم يسم فاعله ل «يقال»، لأن الفعل يتعدى إلى المصدر، فيقام المصدر مقام الفاعل، فإن كان لا يتعدى إلى مفعول فهو يتعدى إلى المصدر والظرف.
٤٤- وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ...
«والذين لا يؤمنون فى آذانهم وقر» : الذين، رفع بالابتداء، وما بعده خبر، و «وقر» : مبتدأ، وفى «آذانهم» : الخبر، و «لا يؤمنون» : صلة «الذين».
٤٥- وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ «كلمة» : رفعت بالابتداء، والخبر محذوف لا يظهر، عند سيبويه.
٤٧- إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها...
«أكمامها» : هو: جمع كم.
ومن قال: أكمة، جعله: جمع كمام.
٥٣- سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ الهاء فى «أنه» : لله وقيل: للقرآن وقيل: للنبى صلى الله عليه وسلم، و «أن» : فى موضع رفع ب «يتبين»، لأنه فاعل.
«أو لم يكف بربك أنه» : بربك، فى موضع رفع، لأنه فاعل «كفى»، و «أنه» : بدل من «ربك» على الموضع، فهى فى موضع رفع، أو تكون فى موضع خفض على البدل من اللفظ، وقيل: هى فى موضع نصب على حذف اللام أي: لأنه على كل شىء شهيد.
٣- كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ «الكاف» : فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: وحيا مثل ذلك يوحى الله إليك والتقدير فيه التأخير بعده «يوحى»، واسم «الله» : فاعل.
ومن قرأ «يوحى»، على ما لم يسم فاعله، فالاسم مرفوع بالابتداء. أو على إضمار مبتدأ، أو بإضمار فعل، كأنه قال: بوحيه الله، والله يوحيه، أو: هو الله.
ويجوز أن يكون «العزيز الحكيم» خبران عن «الله» جل ذكره.
ويجوز أن يكون نعتا، ولَهُ ما فِي السَّماواتِ- الآية: ٤» : الخبر.
٧- وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ «فريق فى الجنة» : ابتداء وخبر وكذلك: «وفريق فى السعير».
وأجاز الكسائي والفراء النصب فى الكلام، فى «فريق»، على معنى: وينذر فريقا فى الجنة وفريقا فى السعير يوم الجمع.
١١- فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ «فاطر السموات» : نعت «لله» جل ذكره، أو على إضمار مبتدأ أي: هو فاطر.
وأجاز الكسائي «فاطر»، بالنصب، على النداء.
وقال غيره: على المدح.
ويجوز فى الكلام الخفض، على البدل من «الهاء» فى «عليه»، الآية: ١٠.
«ليس كمثله شىء» : الكاف، حرف، و «شىء» : اسم «ليس»، و «كمثله» : الخبر.
«أن أقيموا» : أن، فى موضع نصب على البدل من «ما»، فى قوله «ما وصى»، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ أي: هو أن أقيموا الدين.
ويجوز أن يكون فى موضع خفض على البدل من «الهاء» فى «به» الأول، أو الثاني.
١٤- وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ...
«بغيا» : مفعول من أجله.
١٦- وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ...
«له» : الهاء، لله عز وجل، وقيل: للنبى عليه السلام.
«حجتهم» : رفع على البدل من «الذين» وهو بدل الاشتمال، و «داحضة» : الخبر.
وقيل: هى رفع بالابتداء، و «داحضة» : الخبر، والجملة: خبر «الذين».
١٧- اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ «لعل الساعة قريب» : إنما ذكّر، لأن التقدير: لعل وقت الساعة قريب، أو قيام الساعة قريب، ونحوه.
وقيل: ذكّر على النسب أي: ذات قرب.
وقيل: ذكّر، للفرق بينه وبين قرابة النسب.
وقيل: ذكّر، لأن التأنيث غير حقيقى.
وقيل: ذكّر، لأنه حمل على المعنى، لأن الساعة بمعنى البعث والحشر.
٢٢- تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا...
«مشفقين» : نصب على الحال، لأن «ترى» من رؤية العين.
٢٣-... قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ «إلا المودة» : استثناء ليس من الأول.
وقيل: هو على حذف «اللام» أي: يستجيب الله للذين آمنوا إذا دعوا.
٣٠- وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ «فبما» : من قرأ بالفاء جعلها جواب الشرط لأن «ما» للشرط.
ومن قرأ بغير «فاء»، فعلى حذف «الفاء» وإرادتها، وحسن ذلك لأن «ما» لم تعمل فى اللفظ شيئا، لأنها دخلت على لفظ الماضي.
وقيل: بل جعل «ما» بمعنى: «الذي»، فاستغنى عن «الفاء»، لكنه جعله مخفوضا.
وإذا كانت «ما» للشرط كان عاما فى كل مصيبة، فهو أولى وأقوى فى المعنى، وقد قال الله تعالى «إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ» ٦٢: ١٤١، فلم تأت «الفاء» فى الجواب.
٣٥- وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ من نصبه فعلى إضمار «أن» : لأنه مصروف عن العطف على ما قبله، لأن الذي قبله شرط وجزاء، وذلك غير واجب، فصرفه عن العطف على اللفظ وعطفه على مصدر الفعل الذي قبله، والمصدر اسم، فلم يمكن عطف فعل على اسم، فأصمر «أن» ليكون مع الفعل مصدرا، فيعطف حينئذ مصدرا على مصدر فلما أضمر «أن» نصب بها الفعل.
فأما من رفعه فإنه على الاستئناف، لما لم يحسن العطف على اللفظ الذي قبله.
٣٨- وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «الذين» : فى موضع خفض، على «للذين آمنوا» الآية: ٣٦.
٤٣- وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ «ولمن صبر» : ابتداء، والخبر: إن ذلك لمن عزم الأمور، والعائد محذوف والتقدير: إن ذلك لمن عزم الأمور منه، أو: له.
وكذلك: يعرضون، و «خاشعين»، و «ينظرون» الآية: ٤٥، كلها أحوال من «الظالمين».
٥١- وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ «أن يكلمه» : أن، فى موضع رفع، لأنه اسم «كان»، و «لبشر» : الخبر.
«إلا وحيا» : مصدر فى موضع الحال، من اسم الله جل ذكره.
«أو يرسل رسولا فيوحى» : من نصبهما عطفهما على موضع الحال من اسم الله جل ذكره، أو عطفهما على معنى قوله «إلا وحيا»، لأنه بمعنى: إلا أن يوحى، ولا يجوز العطف على «أن يكلمه»، لأنه يلزم منه نفى الرسل، أو نفى المرسل إليهم وذلك لا يجوز.
ومن رفعه، فعلى الابتداء، كأنه قال: أو هو يرسل.
ويجوز أن يكون حالا عطفه على «إلا وحيا»، على قول من جعله فى موضع الحال.
٥٢- وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ «ما كنت تدرى ما الكتاب» : ما، الأولى: نفى والثانية: رفع بالابتداء، لأنها استفهام، و «الكتاب» :
الخبر، والجملة فى موضع نصب ب «تدرى».
«ولكن جعلناه» : الهاء: ل «الكتاب» وقيل: للإيمان وقيل: للتنزيل.
- ٤٣- سورة الزخرف
٥- أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ «صفحا» : نصب على المصدر، لأن معنى «أفنضرب» : أفنصفح.
«أن كنتم» : من فتح «أن» جعلها مفعولا من أجله ومن كسر جعلها للشرط وما قبل «أن» جواب لها، لأنها لم تعمل فى اللفظ.
٦- وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ «كم» : فى موضع نصب ب «أرسلنا».
٨- فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ «بطشا» : نصب على البيان.
١٢- وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ «الأزواج» ب: جمع: زوج، وكان حقه أن يجمع على «أفعل»، إلا أن «الواو» تستثقل فيها الضمة، فرد إلى جمع «فعل»، كما رد «فعل» إلى جمع «أفعل» فى قولهم: زمن، وأزمن.
١٧- وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ «وجهه» : اسم «ظل»، و «مسودا» : خبره.
ويجوز أن يكون فى «ظل» ضمير، هو اسمها، يعود على «أحد»، و «وجهه» : بدل من الضمير، و «مسودا» :
خبر «ظل».
ويجوز فى الكلام رفع «وجهه» على الابتداء، ورفع «مسودا» على خبره والجملة: خبر «ظل»، وفى «ظل» : اسمها.
«وهو كظيم» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال.
١٨- أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ «أو من ينشأ» : من، فى موضع نصب بإضمار فعل كأنه قال: أجعلتم من ينشأ.
وقال الفراء: هو فى موضع رفع على الابتداء، والخبر محذوف.
٣٣- وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ «البيوت» : بدل من «من»، باعادة الخافض، وهو بدل الاشتمال من جهة الفعل.
لكن لما خففت ونقص وزنها عن الفعل ارتفع ما بعدها بالابتداء على أصله.
ويجوز فى الكلام نصب «كل» ب «أن». وإن نقصت، كما يعمل الفعل وهو ناقص فى «لم يك» ٨: ٥٣ ويجوز أن يكون اسم «إن» مضمرا: «هاء» محذوفة، و «كل» : رفعا بالابتداء، وما بعده الخبر والجملة خبر «إن»، وفيه فتح لتأخر اللام فى الخبر، واللام: لام تأكيد، و «إن»، عند الكوفيين، بمعنى: ما.
«ولما» : بمعنى: إلا، فى قراءة من شدد، ومن خفف، ف «ما»، عندهم: زائدة، واللام: داخلة على «متاع».
وقيل: «ما» : نكرة، و «متاع» : بدل من «ما».
٥١- وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ «مصر» : لم تنصرف لأنه مذكر، سمى به مؤنث، ولأنه معرفة.
٥٧- وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ «مريم» : لم ينصرف، لأنه اسم أعجمى، وهو معرفة.
وقيل: هو معرفة مؤنث، فلم ينصرف.
وقيل: هو عربى، من: رام، فهو «مفعل»، لكن أتى على الأصل، بمنزلة: استحوذ، وكان حقه لو جرى على الاعتلال أن يقال: مرام، كما يقال «مفعل» من «رام» : مرام ومن «كان» : مكان.
٦١- وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ «وأنه» : الهاء، لعيسى عليه السلام.
وقيل: للقرآن أي لا كتاب بعده.
٨١- قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ «إن» بمعنى: ما، والكلام على ظاهره منفى، و «العابدين» : من العباد.
وقيل: «إن» : للشرط، و «العابدين» على بابه، والمعنى: فأنا أول من عبده، على أنه لا ولد له.
وقيل: «العابدين»، بمعنى: الجاحدين أن يكون له ولد.
٨٨- وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ «وقيله» : من نصبه عطفه على قوله «سرهم» و «نجواهم» الآية: ٨١ أي: يسمع سرهم ونجواهم ويسمع قيله.
وقيل: هو معطوف على مفعول «يعلمون» الآية: ٨٦، المحذوف، كأنه قال: وهم يعلمون ذلك وقيله.
وقيل: هو معطوف على مفعول «يكتبون- الآية: ٨٠» المحذوف تقديره: رسلنا يكتبون ذلك وقيله أي:
ويكتبون قيله.
وقيل: هو معطوف على معنى: «وعنده علم الساعة» الآية: ٨٥ لأن معناه: ويعلم الساعة، وكأنه قال:
ويعلم الساعة ويعلم قيله.
وقيل: هو منصوب على المصدر أي: ويقول قيله.
ومن قرأه بالخفض عطفه على «الساعة» الآية: ٥٨، والتقدير: وعنده علم الساعة وعلم قيله.
وقرأه مجاهد والأعرج بالرفع على الابتداء، والخبر محذوف تقديره: وقيله قيل يا رب وقيل: تقديره:
وقيله يا رب مسموع، أو: متقبل.
والقول، والقال، والقيل: بمعنى واحد. و «الهاء» فى «قيله» : تعود على عيسى وقيل: على محمد صلى الله عليه وسلم.
«يا رب» : قرأ أبو قلابة: يا رب، بالنصب تقديره: أنه أبدل من الياء ألفا، وحذفها لدلالة الفتحة عليها ولخفة الألف.
٨٩- فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ «وقل سلام» : هو خبر ابتداء محذوف تقديره: وقل أمرى سلام إلى مسالمة منكم، لم يؤمروا بالسلام عليهم، إنما أمروا بالتبري منهم ومن دينهم، وهذا كان قبل أن يؤمر بالقتال، لأن السورة مكية، ثم نسخ بالأمر بالقتال.
وهذا مردود، لأن النهى قد أتى ألا يبتدئوا بالسلام.
- ٤٤- سورة الدخان
٥- أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ «أمرا» : نصبه، عند الأخفش، على الحال بمعنى: آمرين.
وقال المبرد: هو فى موضع المصدر، كأنه قال: إنا أنزلناه إنزالا.
وقال الجرمي: هو حال من نكرة، وهو: «أمر حكيم» الآية: ٤، وحسن ذلك لما وصفت النكرة، وأجاز: هذا رجل مقبلا.
وقال الزجاج: هو مصدر كأنه، قال: يفرق فرقا، فهو بمعناه.
وقيل: «يفرق» الآية: ٤، بمعنى: يؤمر، فهو أيضا مصدر عمل فيه ما قبله.
٦- رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ «رحمة»، قال الأخفش: نصب على الحال.
وقال الفراء: هو مفعول ب «مرسلين» الآية: ٥، وجعل «الرحمة» : النبي- صلى الله عليه وسلم-.
وقال الزجاج: «رحمة» : مفعول من أجله أي: للرحمة، وحذف مفعول «مرسلين».
وقيل: هى بدل من «أمر».
وقيل: هى نصب على المصدر.
٧- رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ «رب السموات» : من رفعه جعله بدلا من «ربك» الآية: ٦.
١٣- أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ «أنى لهم الذكرى» : الذكرى، رفع بالابتداء، و «أنى لهم» : الخبر.
١٥- إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ «قليلا» : نعت لمصدر محذوف، أو لظرف محذوف تقديره: كشفا قليلا أو: وقتا قليلا.
١٨- أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ «أن» : فى موضع نصب على حذف حرف الجر أي: بأن أدوا.
«عباد الله» : نصب ب «أدوا».
وقيل: هو نداء مضاف، ومفعول «أدوا»، إذا نصبت «عباد الله» على النداء: محذوف أي: أدوا إلى أمركم يا عباد الله.
١٩- وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ «أن» : عطف على «أن» الأولى، الآية: ١٨، فى موضع نصب.
٢٠- وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ «أن ترجمون» : أن، فى موضع نصب على حذف الجار أي: من أن ترجمون أي: تشتمون.
٢٢- فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ «أن هؤلاء» : أن، فى موضع نصب ب «دعا»، ومن كسر فعلى إضمار، القول أي: فقال إن هؤلاء.
٢٤- وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ «رهوا» : حال، معناه: ساكن حتى يخلصوا فيه ولا ينفروا عنه، يقال: عيش راه أي:
ساكن وادع.
وقيل: الرهو: المتفرق أي: اتركه على حاله متفرقا طويلا طريقا حتى يخطوا فيه.
٢٥- كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ «كم» : فى موضع نصب ب «تركوا».
٢٨- كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ الكاف، فى موضع رفع، خبر ابتداء مضمر تقديره: الأمر كذلك.
٣٥- إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ «إلا موتتنا» : رفعت على خبر «ما»، لأن «إن» بمعنى: ما والتقدير: ما هى إلا موتتنا.
٣٧- أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ «الذين» : فى موضع رفع على العطف على «قوم تبع»، أو على الابتداء، وما بعدهم الخبر أو فى موضع نصب على إضمار فعل دل عليه: «أهلكناهم».
٤٠- إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ «يوم» : اسم «إن»، وخبرها: «ميقاتهم».
وأجاز الكسائي، والفراء نصب «ميقاتهم» ب «أن»، يجعلان «يوم الفصل» ظرفا فى موضع خبر «إن» أي: إن ميقاتهم فى يوم الفصل.
٤١- يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ «يوم» : هو بدل من «يوم» الأول، الآية: ٤٠ ٤٢- إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ «من» : فى موضع رفع، على البدل من المضمر فى «ينصرون» الآية: ٤١ تقديره: ولا ينصر إلا من رحم الله.
وقيل: هى رفع على الابتداء والتقدير: إلا من رحم الله فيعفى عنه.
وقيل: هو بدل من «مولى» الأول، الآية: ٤١ تقديره: يوم لا يغنى إلا من رحم الله.
وقال الكسائي والفراء: فى موضع نصب، على الاستثناء المنقطع.
٤٩- ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ «إنك» : من قرأه بكسر «إن» جعلها مبتدأ بها، يراد به: إنك كنت تقول هذا لنفسك فى الدنيا ويقال لك وهو أبو جهل.
ومن فتح، فعلى تقدير حذف حرف الجر أي: لأنك- أو: بأنك- أنت الذي كان يقال لك ذلك فى الدنيا وتقول لنفسك.
وروى أنه كان يقول: أنا أعز أهل الوادي وأمنعهم، فالكسر يدل على ذلك.
٥٣- يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ «متقابلين» : حال من المضمر فى «يلبسون».
٥٤- كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ «كذلك» : الكاف، فى موضع رفع أي: الأمر كذلك.
وقيل: فى موضع نصب: نعت لمصدر محذوف تقديره: يفعل بالمتقين فعلا كذلك.
٥٥- يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ «يدعون» : حال من الهاء والميم فى «وزوجناهم» الآية: ٥٤ وكذلك: «آمنين».
٥٦- لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ «لا يذوقون» : حال من الهاء والميم فى «وزوجناهم» الآية: ٥٤.
«إلا الموتة» : استثناء منقطع.
وقيل: «إلا»، بمعنى: بعد.
وقيل: بمعنى، سوى والأول أحسن.
٥٧- فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «فضلا من ربك» : مصدر عمل فيه «يدعون فيها» الآية: ٥٥.
وقيل: العامل «وقاهم» الآية: ٥٦.
وقيل: العامل «آمنين» الآية: ٥٥.
٤، ٥- وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ «آيات» : من قرأه «آيات» فى الموضعين بكسر التاء، عطفه على لفظ اسم «إن»، فى قوله «إن فى السموات والأرض لآيات» الآية: ٣، ويقدر حذف «فى» من قوله «واختلاف الليل» أي: فى اختلاف الليل، فيحذف «فى» لتقدم ذكرها فى «إن فى السموات والأرض»، وفى قوله «وفى خلقكم»، فلما تقدمت مرتين حذفها مع الثالث لتقدم ذكرها فبهذا يصح النصب فى «آيات» الأخيرة.
وإن لم يقدر هذا الحذف كنت قد عطفت على عاملين مختلفين، وذلك لا يجوز عند البصريين، والعاملان هما:
«إن» الناصبة، و «فى» الخافضة فتعطف الواو على عاملين مختلفى الإعراب: ناصب وخافض فإذا قدرت حذف «فى» لتقدم ذكرها لم يبق إلا أن تعطف على واحد وذلك حسن.
وقد جعله بعض الكوفيين من باب العطف، على عاملين: ولم يقدر حذف «فى»، وذلك بعيد.
وحذف حرف الجر، إذ تقدم ذكره، جائز، وعلى ذلك أجاز سيبويه: مررت برجل صالح إلا صالح، ف «صالح» يريد: إلا بصالح، ثم حذف الباء لتقدم ذكرها.
وقيل: إن قوله تعالى «واختلاف الليل» معطوف على «السموات»، و «آيات» نصبت على التكرير، لما طال الكلام فهى الأولى، لكن كررت فيهما لما طال الكلام، كما تقول: ما زيد قائما ولا جالسا زيد، فنصبت «جالسا» على أن «زيد» الآخر هو الأول، ولكن أظهرته للتأكيد، ولو كان الآخر غير الأول لم يجز نصب «جالس»، لأن خبر «ما» لا يتقدم على اسمها فهى بخلاف «ليس»، فكذلك «الآيات» الأخيرة هى الأولى، لكن أظهرت لما طال الكلام للتأكيد، فلا يلزم فى ذلك عطف على عاملين.
فأما من رفع «آيات» فى الموضعين، فإنه عطف ذلك على موضع «إن» وما عملت فيه، وموضع «إن» وما عملت فيه رفع على الابتداء، لأنها لا تدخل إلا على مبتدأ أو خبره، فرفع وعطف على الموضعين قبل دخول
ويجوز أن يكون إنما رفع على القطع والاستئناف، يعطف جملة على جملة.
ومذهب الأخفش أن يرفع «الآيات» على الاستقرار، وهو الظرف، فلا يدخله عطف على عاملين.
٨- يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ «مستكبرا» : حال من المضمر المرفوع فى «يصر»، أو من المضمر فى «مستكبرا» تقديره: ثم يصر على الكفر بآيات الله فى حال تكبره، وحال إصراره، وإن فنيت قدرته، ثم يصر مستكبرا مشبها من لم لا يسمعها تشبيها بمن فى أذنيه وقر.
١٤- قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ «يغفروا» : مجزوم، محمول على المعنى، لأن المعنى: قل لهم اغفروا يغفروا.
٢١- أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ
«سواء محياهم ومماتهم» : سواء، خبر لما بعده، و «محياهم» : مبتدأ، أي: محياهم ومماتهم سواء أي:
مستوفى البعد عن رحمة الله. والضميران فى «محياهم ومماتهم» للكفار، فلا يحسن أن تكون الجملة فى موضع الحال من «الذين آمنوا»، إذ لا عائد يعود عليهم من حالهم.
ويبعد عند سيبويه رفع «محياهم» ب «سواء»، لأنه ليس باسم فاعل، ولا مشبه باسم الفاعل، إنما هو مصدر.
فأما من نصبه ب «سواء»، فإنه جعله حالا من الهاء والميم فى «نجعلهم»، وبرفع «محياهم ومماتهم»، لأنه بمعنى: مستو، ويكون المفعول الثاني ل «نجعل» الكاف، فى «كالذين»، ويكون الضميران فى «محياهم ومماتهم» يعودان على الكفار والمؤمنين وفيها نظر.
«ساء ما يحكمون» : إن جعلت «ما» معرفة، كانت فى موضع رفع، فاعل، فإن جعلتها نكرة كانت فى موضع نصب على البيان ب «ساء».
٢٣- أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ «فمن يهديه» : من: استفهام، ومعناه: رفع بالابتداء، وما بعدها خبرها.
٢٥- وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ «أن» : فى موضع رفع، اسم «كان»، و «حجتهم» : الخبر.
ويجوز رفع «حجتهم»، ويجعل «أن» فى موضع نصب على خبر «كان».
٢٧-... وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ «يوم»، الأول: منصوب ب «يخسر»، و «يومئذ» تكرير للتأكيد.
٢٩- هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ...
«ينطق عليكم» : فى موضع الحال من «الكتاب»، أو من «هذا».
ويجوز أن يكون خبرا ثانيا ل «هذا».
ويجوز أن يكون «كتابنا» بدل من «هذا»، و «ينطق» : الخبر.
٣٢- وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ «الساعة» : رفع على الابتداء، أو على العطف، أو على موضع «إن» وما عملت فيه ومن نصب «الساعة» عطفها على «وعد».
«إن نظن إلا ظنا» : تقديره، عند المبرد: إن نحن إلا نظن ظنا.
- ٤٦- سورة الأحقاف
٥- وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ «من» الأولى: رفع بالابتداء، فهى استفهام وما بعدها خبرها. و «من» الثانية: فى موضع نصب ب «يدعو»، وهى بمعنى: الذي، وما بعدها صلتها.
٨- أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ «كفى به شهيدا» : شهيدا، نصب على الحال، أو على البيان، و «به» : الفاعل. و «الباء» :
زائدة للتوكيد.
١٢- وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ «إماما ورحمة» : حالان من «الكتاب».
«لسانا عربيا» : حالان من المضمر المرفوع فى «مصدق»، أو من «الكتاب»، لأنه قد نعت ب «مصدق» فقرب من المعرفة أو من «هذا»، والعامل فى الحال الإشارة والتنبيه.
وقيل: إن «عربيا» هو الحال، و «لسانا» : توطئة للحال.
و «بشرى» : فى موضع رفع عطف على «كتاب».
وقيل: هو فى موضع نصب على المصدر.
ومن قرأه «إحسانا»، فهو نصب على المصدر وتقديره: ووصينا الإنسان بوالديه أن يحسن إليهما إحسانا.
وقرأ عيسى بن عمر «حسنا»، بفتحتين تقديره: فعلا حسنا.
«ثلاثون شهرا» : أصل «ثلاثين» أن تنصب لأنه ظرف، لكن فى الكلام حذف ظرف مضاف تقديره:
وأمد حمله وفصاله ثلاثون شهرا، فأخبرت بظرف عن ظرف، وحق الكلام أن يكون الابتداء هو الخبر فى المعنى، ولولا هذا الإضمار لنصبت «ثلاثين» على الظرف، ولو فعلت ذلك لانقلب المعنى ولتغير ولصارت الوصية فى ثلاثين شهرا، كما يقول: كلمته ثلاثين شهرا أي: كلمته فى هذه المدة، فيتغير المعنى بذلك، فلم يكن بد من إضمار ظرف ليصح المعنى الذي قصد إليه، لأنه تعالى إنما أراد تبيين كم أمد الحمل والفصال عن الرضاع ودلت هذه على أن أقل الحمل ستة أشهر، لأنه تعالى قد بين فى هذا الموضع أن أمد الرضاع سنتان، وهى هاهنا أن أمد الرضاع والحمل ثلاثون شهرا، فإذا أسقطت سنتين من ثلاثين شهرا بقي أمد الحمل ستة أشهر.
١٧- وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ «ويلك» : نصب على المصدر.
وهذه المصادر، التي لا أفعال لها، الاختيار فيها إذا أضيفت النصب، ويجوز الرفع، ولذلك أجمع القراء على النصب فى قوله «وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا» ٢٠: ٦١، وشبهه كثير، ويجوز فيها الرفع.
فإن كانت غير مضافة فالاختيار فيها الرفع، ويجوز النصب، ولذلك أجمع القراء على الرفع فى قوله:
«وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ» ٨٣: ١، و «فَوَيْلٌ لَهُمْ» ٢: ٧٩، وشبهه كثير.
فإن كانت المصادر من أفعال جارية عليها فالاختيار فيها، إذا كانت معرفة، الرفع، ابتداء وخبر ويجوز النصب نحو: الحمد لله، والشكر للرحمن.
فإن كانت نكرة فالاختيار فيها النصب، ويجوز الرفع، نحو، حمدا لزيد، وشكرا لعمرو، فهى بضد الأولى.
ولم يجز المبرد فى قوله «ويل للمطففين» إلا الرفع.
٢١- وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ «قد خلت النذر» : النذر، جمع نذير، كرسول ورسل، ويجوز أن يكون اسما للمصدر.
٢٤- فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ «رأوه عارضا» : الهاء، فى «رأوه» : للسحاب وقيل: للرعد، ودل عليه قولهم «فأتنا بما تعدنا» الآية: ٢٢ ٢٦- وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ «فيما إن مكناكم فيه» : ما، بمعنى «الذي»، «وإن» : بمعنى «ما» التي للنفى والتقدير: ولقد مكناهم فى الذي ما مكناكم فيه و «قد» مع الماضي للتوقع والقرب، ومع المستقبل للتقليل.
«فما أغنى عنهم سمعهم» : ما، نافية، والمفعول «من شىء» تقديره: فما أغنى عنهم سمعهم شيئا.
ويجوز أن يكون «ما» استفهاما فى موضع نصب ب «أغنى»، ودخول «من» للتأكيد يدل على أن «ما» للنفى.
٢٨- فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ «قربانا آلهة» : قربانا، مصدر وقيل: مفعول من أجله وقيل: هو مفعول ب «اتخذوا»، و «آلهة» :
بدل منه.
«وذلك إفكهم وما كانوا» : ما، فى موضع رفع، على العطف على «إفكهم». والإفك: الكذب فالتقدير:
وذلك كذبهم وافتراؤهم أي: الآلهة كذبهم وافتراؤهم.
ومن قرأ- إفكهم، جعله فعلا ماضيا، و «ما» : فى موضع رفع أيضا، عطف على «ذلك».
وقيل: على المضمر المرفوع فى «إفكهم»، وحسن ذلك التقدير بالمضمر الموصوف بينهما، فقام مقام التأكيد.
٣٣- أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «بقادر على أن يحيى الموتى» : إنما دخلت الباء على أصل الكلام قبل دخول ألف الاستفهام على «لم».
وقيل: دخلت لأن فى الكلام لفظ نفى، وهو «أو لم يروا أن الله»، فحمل على اللفظ دون المعنى.
٣٤- وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ «ويوم» : انتصب على إضمار فعل تقديره: واذكر يا محمد يوم يعرض.
٣٥-... لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ «بلاغ» : رفع على إضمار مبتدأ أي: ذلك بلاغ.
- ٤٧- سورة محمد
٤- فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ...
«فضرب الرقاب» : نصب على المصدر أي: فاضربوا الرقاب ضربا، وليس المصدر فى هذا بموصول، لأن المصدر إنما يكون ما بعده من صلته إذا كان بمعنى: أن فعل، وأن يفعل، فإن لم يكن كذلك فلا صلة له، هو توكيد لا غير.
٨- وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ «والذين كفروا فتعسا لهم» : الذين، ابتداء، وما بعده الخبر، و «تعسا» : نصب على المصدر، والنصب الاختيار، لأنه مشتق من فعل مستعمل.
ويجوز فى الكلام الرفع على الابتداء، و «لهم» : الخبر، والجملة: خبر عن «الذين».
١٠- أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها «فينظروا» : فى موضع جزم على العطف على «يسيروا»، أو فى موضع نصب على الجواب للاستفهام.
١٣- وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ «من قريتك التي أخرجتك» : هذا أيضا مما حذف فيه المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه تقديره: التي أخرجك أهلها، فحذف «الأهل» وقام ضمير «القرية» مقامهم، فصار ضمير «القرية» مرفوعا، كما كان «الأهل» مرفوعين ب «أخرج»، فاستتبر ضمير «القرية» فى «أخرج»، وظهرت علامة التأنيث، لتأنيث «القرية». وهو مثل قوله:
«وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ» ٤٢: ٢٢ تقديره: وعقابه واقع بهم، ثم حذف «العقاب» وقام ضمير «الكسب» مقامه، فصار ضميرا مرفوعا ملفوظا، ولم يستتر لأن معه الواو، ولأن الفعل لم يظن للعقاب، فلم يستتر ضمير ما قام مقام العقاب فى الفعل، واستتر ضمير «القرية» فى «أخرج»، لأنه كان فعلا ل «أهل»، فاستتر ضمير ما قام مقام «الأهل»
١٥- مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ «مثل الجنة التي» : مثل، رفع بالابتداء، والخبر محذوف، عند سيبويه تقديره: فيما يتلى عليكم مثل الجنة.
وقال يونس: معنى «مثل الجنة» : صفة الجنة، ف «مثل» : مبتدأ، و «فيها أنهار من ماء» : ابتداء وخبر فى موضع خبر «مثل».
وقال الكسائي: تقديره: مثل أصحاب الجنة، ف «مثل»، على قوله: ابتداء، و «كمن هو خالد» : الخبر.
وقيل: مثل، زائدة، والخبر إنما هو على «الجنة»، و «الجنة»، فى المعنى: رفع بالابتداء، و «أنهار من ماء» :
ابتداء، و «فيها» : الخبر، والجملة: خبر عن «الجنة».
«من خمر» : فى موضع رفع، نعت، ل «أنهار»، وكذلك: «من عسل».
ويجوز فى الكلام «لذة»، بالرفع على النعت ل «أنهار»، ويجوز النصب على المصدر، كما تقول: هو لك هبة، لأن «هو لك» تقوم مقام «وهبته لك».
١٦- وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ماذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ «آنفا» : نصب، على الحال أي: ما قال محمد مبتدئا لوعظه المتقدم، يهزءون بذلك.
ويجوز أن يكون «آنفا» ظرفا أي: ماذا قال قبل هذا الوقت أي: ماذا قال قبل خروجنا، وهو من الاستئناف.
١٨- فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ «فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم» : الذكرى ابتداء، و «أنى لهم» : خبر، وفى «جاءتهم» : ضمير «الساعة»، والمعنى: أنى لهم الذكرى إذا جاءتهم الساعة، مثل قوله: «وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ» ٣٤: ٥٢
وقيل: التقدير: منا طاعة.
وقيل: هو خبر ابتداء مضمر تقديره: فأمرنا طاعة.
فتقف فى هذين الوجهين على «فأولى لهم».
وقيل: طاعة، نعت ل «سورة» الآية: ٢٠، وفى الكلام تقديم وتأخير تقديره: فإذا أنزلت سورة محكمة ذات طاعة وقول معروف وذكر فيها القتال رأيت.
فلا تقف على «أولى لهم» فى هذا القول.
والقولان الأولان أبين وأشهر.
٢٢- فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ «أن تفسدوا» : أن، فى موضع نصب، خبر: «عسى»، تقول: عسى زيد أن يقوم، ف «أن» لازمة للخبر فى أشهر اللغات.
ومن العرب من يحذف «أن» فيقول: عسى زيد يقوم، و «كاد» بضد ذلك، الأشهر فيها حذف «أن» من الخبر، تقول، كاد زيد يقوم.
ومن العرب من يقول: كاد زيد أن يقوم، وهو قليل.
٢٧- فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ «يضربون وجوههم وأدبارهم» : يضربون، حال من «الملائكة».
٣٤- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ «فلن يغفر الله لهم» : خبر «إن»، ودخلت «الفاء» فى الخبر، لأن اسم «إن» :«الذين»، و «الذين» :
فيه إبهام، فشابه الشرط، لأنه مبهم.
٣٥- فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ «وأنتم الأعلون» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر المرفوع فى «تدعوا»، وكذلك: «والله معكم»، وكذلك: «ولن يتركم أعمالكم».
«تهنوا، يتركم» : قد حذفت «الفاء» منهما، وهى واو، وأصله: توهنوا، ويوتركم، ثم حذفت لوقوعها
- ٤٨- سورة الفتح
٢- لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً «ويهديك صراطا مستقيما» أي: إلى صراط، ثم حذفت «إلى»، فانتصب «الصراط»، لأنه مفعول به فى المعنى.
٨- إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً «شاهدا ومبشرا ونذيرا» : انتصب الثلاثة على الحال المقدرة، وهى أحوال من الكاف فى «أرسلناك»، والعامل فيه «أرسل»، كما أنه هو العامل فى صاحب الحال.
١٠- إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ...
«إن الذين يبايعونك» : ابتداء، خبره: «إنما يبايعون الله». ويجوز أن يكون الخبر: «يد الله فوق أيديهم»، وهو ابتداء وخبر فى موضع خبر «إن».
١٦- قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً...
«تقاتلونهم أو يسلمون» : يسلمون، عند الكسائي، عطف على «تقاتلون».
وقال الزجاج: هو استئناف أي: أو هم يسلمون.
وفى قراءة أبى: ويسلموا، بالنصب، على إضمار «أن».
ومعناه عند البصريين: إلا أن يسلموا.
وقال الكسائي: معناه: حتى يسلموا.
٢٣- سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا «سنة الله» : نصب على المصدر، ومعنى «لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ- الآية: ٢٢» : سن الله توليهم الأدبار سنة كما سنها فيمن خلا من الأمم الكافرة.
ويجوز فى الكلام «سنة الله»، بالرفع، فتضمر الابتداء، «وسنة» : خبر له.
٢٤- وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ...
«ببطن مكة» : لم تنصرف «مكة» لأنه معرفة، اسم لمؤنث، وهى المدينة.
٢٥- هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ...
«والهدى معكوفا» أي: يبلغ الهدى، منصوب على العطف على الكاف والميم فى «صدوكم»، و «أن» :
فى موضع نصب، على تقدير: حذف الخافض أي: عن أن يبلغ.
«ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات» : ارتفع «رجال» بالابتداء، و «نساء» : عطف عليهم، والخبر:
محذوف أي: بالحضرة، أو بالموضع، أو بمكة.
«أن تطؤوهم» : أن، فى موضع رفع على البدل من «رجال» و «نساء»، أو فى موضع نصب على البدل من الهاء والميم فى «تعلموهم» التقدير، على القول الأول: ولولا وطؤكم رجالا مؤمنين لم تعلموهم فتصيبكم منهم معرة وعلى القول الثاني: ولولا رجال مؤمنون لم تعلموا وطأهم فتصيبكم.
وهو بدل الاشتمال فى الوجهين، والقول الأول أبين وأقوى فى المعنى.
والوطء، هنا: القتل.
٢٧- لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً «محلقين رءوسكم ومقصرين» : حالان، من المضمر المرفوع فى «لتدخلن»، و «الواو» محذوفة من «لتدخلن»، وهى واو ضمير الجماعة، وحذفت لسكونها وسكون أول المشدد، وكذلك: «لا تخافون» : حال أيضا منهم أي:
غير خائفين.
٢٩- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً «محمد رسول الله» : ابتداء وخبر.
«والذين معه أشداء» : ابتداء أيضا وخبر، و «رحماء» : خبر ثان، فيكون الإخبار بالشدة والرحمة وما بعد ذلك من ركوعهم وسجودهم وضرب الأمثال بهم عن الذين مع النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي أرفع درجة منهم، لأنهم إنما أدركوا هذه الدرجة به وعلى يديه صلى الله عليه وسلم.
وقيل: محمد، ابتداء، و «رسول الله» : نعت له، و «الذين معه» : عطف على «محمد»، و «أشداء» : خبر الابتداء عن الجميع، و «رحماء» : خبر ثان عنهم، فيكون النبي عليه السلام داخلا فى جميع ما أخبر عنهم من الشدة والرحمة والركوع والسجود وضرب الأمثال المذكورة.
وتقف فى القول الأول على «رسول الله» صلى الله عليه وسلم، ولا تقف عليه فى القول الثاني.
«ركعا سجدا» : حالان، من الهاء والميم فى «تراهم»، لأنه من رؤية العين وكذلك: «يبتغون» : حالا منهم أيضا.
«سيماهم» : ابتداء، و «من أثر السجود» : الخبر.
«ذلك مثلهم فى التوراة» : ذلك، ابتداء، و «مثلهم» : خبر.
«ومثلهم فى الإنجيل» : عطف على «مثل» الأول، فلا تقف على «التوراة»، إذا جعلتها عطفا على «مثل» الأول، ويكون المعنى: إنهم قد وصفوا فى التوراة والإنجيل بهذه الصفات المتقدمة، ويكون «الكاف» فى قوله «كزرع أخرج شطأه» خبر ابتداء محذوف تقديره: هم كزرع، فتبتدىء ب «الكاف» وتقف على «الإنجيل».
ويجوز أن يكون «مثلهم فى الإنجيل» : ابتداء، و «كزرع» : الخبر، فتقف على «التوراة» وتبتدئ ب «ومثلهم فى الإنجيل كزرع»، ولا تقف على «الإنجيل»، ولا تبتدئ ب «الكاف» فى هذا القول، لأنها خبر الابتداء، ويكون المعنى: إنهم وصفوا فى الكتابين بصفتين: وصفوا فى التوراة أنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا، وأن سيماهم فى وجوههم من أثر السجود، ووصفوا فى الإنجيل أنهم كزرع أخرج شطأه، إلى تمام الصفة.
والقول الأول: قول مجاهد، والثاني قول: الضحاك وقتادة.
- ٤٩- سورة الحجرات
٢- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ «كجهر بعضكم» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: جهرا كجهر.
«أن تحبط» : أن، فى موضع نصب، على حذف الجار تقديره: لأن تحبط، مثل قوله تعالى: «رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ» ١٠: ٨٨ ٣- إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ «إن الذين يغضون أصواتهم»، خبر «إن» :«أولئك الذين» وقيل: هو نعت ل «الذين»، والخبر:
«لهم مغفرة وأجر عظيم»، هو ابتداء وخبر، فى موضع خبر «إن».
ويجوز فى الكلام نصب «أكثرهم»، على البدل من «الذين»، وهو بدل الشيء من الشيء، والثاني بعضه.
٦- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ «أن تصيبوا» : أن، فى موضع نصب، لأنه مفعول من أجله.
«فتصبحوا» : عطف عليه.
٩- وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ...
«وإن طائفتان» : ارتفع «طائفتان» بإضمار فعل تقديره: وإن اقتتلت طائفتان، وإن كانت طائفتان، لأن الشرط لا يكون إلا بفعل، فلم يكن بد من إضمار فعل، وهو مثل «وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» ٩: ٦، ولا يجوز حذف الفعل مع شىء من حروف الشرط العاملة، إلا مع «إن» وحدها، وذلك لقوتها وأنها أصل حروف الشرط.
١٤- قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «قل لم تؤمنوا» : إنما أتت «لم»، ولم تأت «لن»، لأن «لم» لنفى الماضي، و «لن» إنما هى نفى لما يستقبل، فالقوم إنما أخبروا عن أنفسهم بإيمان قد مضى، فنفى قولهم ب «لم»، ولو أخبروا عن أنفسهم بإيمان سيكون لكان النفي ب «لن»، ألا ترى إلى قوله: «فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ»، فقال: «فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً» ٩: ٨٣ لأنهم إنما قالوا: نخرج معك يا محمد مستأذنين فى خروج مؤتنف، فلذلك نفى ب «لن» ولن ينف ب «لم».
«لا يلتكم» : من قرأ بلام بعد الياء، فهو من: لات يليت، مثل كال يكيل ومن قرأ بهمزة بعد الياء، فهو
- ٥٠- سورة ق
١- ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ «والقرآن» : قسم، وجوابه عند الأخفش: قد علمنا، الآية: ٤، على حذف اللام أي: لقد علمنا.
وقال الزجاج: الجواب محذوف تقديره: والقرآن المجيد لتبعثن، لأنهم أنكروا البعث فى الآية بعده.
وقيل: «قاف» : القسم يقوم مقام الجواب، وأن معنى «قاف» : قضى الأمر والقرآن المجيد، ف «قضى الأمر» هو الجواب، ودلت «قاف» على ذلك.
وقيل: «قاف» : اسم للجبل وتقديره: هو قاف والقرآن المجيد. والجملة تسد مسد جواب القسم.
٣- أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ «أئذا متنا» : العامل فى «إذا» : فعل محذوف، دل عليه الكلام، لأنهم قوم أنكروا البعث، فكأنهم قالوا:
فنبعث إذا متنا؟ ولا يعمل فيه «متنا»، لأن «إذا» مضافة إلى «متنا»، والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف.
٩- وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ «وحب الحصيد» : هذا عند الكوفيين من إضافة الشيء إلى نفسه تقديره عندهم: والحب الحصيد أي:
المحصود، ثم حذف الألف واللام من «الحب» وأضاف إليه «الحصيد»، وهو نعته، والنعت هو المنعوت، وهو عند البصريين إضافة صحيحة، لكن فيه حذف موصوف وإقامة الصفة مقامه تقديره: وحب النبت الحصيد أي:
المحصود، فحذف «النبت» وأقام نعته مقامه، وأضيف «الحب» إلى «الحصيد» على هذا التقدير.
١١- رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ «رزقا للعباد» : مصدر وقيل: مفعول من أجله.
١٤- وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ «كل» : بمعنى: كلهم، حكى سيبويه: مررت بكل جالسا، فنصب جالسا على الحال، لأن «كلا» معرفة، إذ تقديره: كلهم.
١٦- وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ «توسوس به» : الهاء، تعود على «ما».
١٧- إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ مذهب سيبويه: أن «قعيد»، محذوف من أول الكلام، لدلالة الثاني عليه.
ومذهب المبرد: أن «قعيد»، الذي فى التلاوة، للأول، ولكن أخر اتساعا، وحذف «قعيد» من الثاني لدلالة الأول عليه.
ومذهب الأخفش والفراء: أن «قعيد»، الذي فى التلاوة، يؤدى عن اثنين وأكثر، ولا خلاف فى الكلام.
٢١- وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ «معها سائق» : سائق، ابتداء، و «معها» : الخبر، والجملة: فى موضع نصب على الصفة ل «نفس»، أو ل «كل».
٢٢- لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ «لقد كنت فى غفلة» : هو خطاب للكافر.
وقيل: للكافر والمؤمن.
وقيل: للنبى صلى الله عليه وسلم.
٢٣- وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ «هذا» : مبتدأ، و «ما لدى عتيد» : خبران.
وقيل: «ما» : الخبر، و «عتيد» : بدل من «ما»، أو نعت لها، أو رفع على إضمار مبتدأ.
ويجوز فى الكلام نصب «عتيد» على الحال.
وقيل: إنما أتى مثنى، لأن العرب تخاطب الواحد بلفظ الاثنين.
وقيل: ثنى، لأن أقل أعوان من له مال وشرف اثنان وأكثر، فبنى على ذلك.
وقيل: هو خطاب للسائق والحافظ.
٢٦- الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ «الذي» : فى موضع نصب، على البدل من «كل»، أو على: «أعنى»، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ، أو بالابتداء، والخبر: «فألقياه».
٣٣- مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ «من» : فى موضع خفض على البدل من «لكل» الآية: ٣٢، أو فى موضع رفع بالابتداء، والخبر:
«ادخلوها» الآية: ٣٤، وجواب الشرط محذوف والتقدير: فيقال لهم: ادخلوها.
٤٤- يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ «سراعا» : حال من الهاء والميم فى «عنهم»، والعامل فيه: «تشقق»، وقيل: المعنى: فيخرجون سراعا، فيكون حالا من المضمر فى «يخرجون»، و «يخرجون» هو العامل فيه.
- ٥١- سورة الذاريات
١، ٢، ٣، ٤- وَالذَّارِياتِ ذَرْواً فَالْحامِلاتِ وِقْراً فَالْجارِياتِ يُسْراً فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً «والذاريات، فالحاملات، فالجاريات، فالمقسمات» : كل هذه صفات قامت مقام موصوف، مسوقة على تقدير القسم بخالقها ومسيرها، وهو الله لا إله إلا هو تقديره: ورب الرياح الذاريات، والسحاب الحاملات، والسفن الجاريات، والملائكة المقسمات»، والجواب: «إنما توعدون لصادق» الآية: ٥ و «يسرا» : نعت لمصدر محذف تقديره: جريا يسرا.
وقيل: موضعه رفع على البدل من «يوم الدين».
وقيل: هو منصوب وليس بمبنى، ونصبه على إضمار تقديره: الجزاء يوم هم.
١٧- كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ اسم «كان» المضمر الذي فيها، وهو الواو، و «يهجعون» : خبر «كان»، و «قليلا» : نعت لمصدر محذوف، أو لظرف محذوف تقديره: كانوا وقتا قليلا يهجعون، أو هجوعا قليلا يهجعون، و «ما» : زائدة للتوكيد، وإن شئت: جعلت «ما» والفعل مصدرا فى موضع رفع على البدل من المضمر فى «كان»، و «قليلا» خبر «كان» تقديره: كان هجوعهم من الليل قليلا.
وإن شئت: رفعت المصدر ب «قليل»، ونصبت «قليلا» على خبر «كان»، ولا يجوز أن تنصب «قليلا» ب «يهجعون»، إلا و «ما» زائدة، لأنك إن نصبته ب «يهجعون»، و «ما» والفعل مصدر، كنت قد قدمت الصلة على الموصول.
ويجوز أن يكون «قليلا» خبر «كان»، واسمها فيها، و «ما» : نافية، وهو قول الضحاك، ويكون الوقف على «قليلا» حسنا، وهو قول يعقوب وغيره ولا يوقف على «قليل» فى الأقوال الأولى.
٢٣- فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ من نصب «مثل» بناه على الفتح، لإضافته إلى غير متمكن، وهو «أنكم»، و «ما» : زائدة للتوكيد.
وقيل: هو مبنى على الفتح لكون «مثل» و «ما» اسما واحدا، فلما جعله شيئا واحدا بنى «مثل» على الفتح، وهو قول المازني.
وقيل: إن «مثل» : منصوب على الحال من نكرة، وهو «لحق»، وهو قول الجرمي.
وقيل: هو حال من المضمر المرفوع فى قوله «لحق»، و «ما» : زائدة، و «مثل» : مضاف إلى «أنكم»، ولم ينصرف لإضافته إلى غير متمكن، وهى إضافة غير محضة.
و «ما» : زائدة تقديره: كمثل نطقكم.
ولا يجوز ذلك عند البصريين.
فأما من رفع «مثل» فإنه جعله صفة «لحق»، لأنه نكرة، إذ إضافته غير محضة، لأن الأشياء التي تقع لتماثل بها بين المثلين كثيرة، فلم يعرّف لإضافته إلى «أنكم»، لذلك لما لم يتعرف حسن وصف «لحق» به، كما تقول: مررت برجل مثلك. و «أنكم»، على هذه الأقوال: فى موضع خفض ب «مثل»، وهى وما بعدها مصدر، والتقدير: إنه لحق مثل نطقكم.
٢٥- إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ «سلاما» : انتصب على المصدر، أو لوقوع القول عليه.
«قال سلام» : ابتداء، والخبر محذوف تقديره: قال سلام عليكم.
وقيل: هو خبر ابتداء محذوف تقديره: قال: أمرى سلام.
ومن قرأ «سلم»، فهو على تقدير: نحن سلم.
وقيل: هو بمعنى سلام كما يقال: هو حل وحلال، بمعنى.
٢٩- فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ «عجوز» : خبر ابتداء محذوف تقديره: أنا عجوز.
٤٦- وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ من خفض «قوم» عطفه على قوله: «وفى عاد إذ أرسلنا» الآية: ٤١.
وقيل: هو معطوف على: «وفى موسى» الآية: ٣٩.
وقيل: على «وفى الأرض» الآية: ٢٠.
ومن نصبه عطفه على الهاء والميم فى قوله «فأخذتهم» الآية: ٤٤.
وقيل: تقديره: وأهلكنا قوم نوح.
وقيل: على معنى: واذكر قوم نوح.
وقيل: على «فنبدناهم» الآية: ٤٠.
٥٢- كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ «كذلك» : الكاف، فى موضع رفع على إضمار مبتدأ تقديره: الأمر كذلك.
وقيل: هى فى موضع نصب، على النعت لمصدر محذوف.
٥٨- إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ «المتين» : خبر بعد خبر ل «إن».
وقيل: هو نعت ل «الرزاق»، أو ل «ذو القوة»، أو على إضمار مبتدأ، أو نعت لاسم «إن» على الموضع.
ومن خفض جعله نعتا ل «القوة»، وذكّر، لأنه تأنيث غير حقيقى.
- ٥٢- سورة الطور
٩- يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً العامل فى «يوم» :«واقع» الآية: ٧ أي: إن عذاب ربك لواقع يوم تمور السماء، ولا يعمل فيه «دافع» الآية: ٨، لأن المنفي لا يعمل فيما قبل «الهاء»، فلا تقول: طعامك ما زيد آكل، رفعت «آكلا» أو نصبته، أو أدخلت عليه «الهاء»، فإن رفعت «الطعام» بالابتداء، وأوقعت «آكلا» على «هاء»، جاز، وما بعد «الطعام» : خبره، ويصح حذف «الهاء».
١١- فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ «ويل» : ابتداء عامل فى «يومئذ»، و «للمكذبين» : الخبر، و «الفاء» جواب الجملة المتقدمة، وحسن ذلك لأن فى الكلام معنى الشرط، لأن المعنى: إذا كان ما ذكر فويل يومئذ للمكذبين.
١٣- يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا «يوم» : بدل من «يومئذ».
«كلوا واشربوا» الآية: ١٩ أي: يقال لهم كلوا واشربوا.
١٩- كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ «هنيئا» : نصب على المصدر.
٢٩- فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ يجوز فى «مجنون»، فى الكلام: النصب على العطف على موضع «بكاهن» فى لغة أهل الحجاز.
ويجوز الرفع، على العطف على موضع «بكاهن»، فى لغة بنى تميم.
وعلى إضمار مبتدأ أي: ولا هو مجنون.
٤٤- وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ «سحاب» : رفع على إضمار مبتدأ تقديره: هذا سحاب.
٤٥- فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ «فذرهم» : أصله «فاوذرهم»، لكن حذفت الواو لأنه بمعنى «فدعهم»، فحمل على نظيره فى المعنى، ودل على ما يقوم مقامه، لأنهم استغنوا عن استعمال «ودع»، لقولهم: «ترك»، وكذلك «وذر»، لم يستعمل كما لم يستعمل «ودع»، وإنما حذفت الواو من «يدع»، لأنه بمنزلة «يزن»، الدال كالزاى فى الحركة، لكن فتحت الدال فى «يدع» لأجل حرف الحلق بعدها، وأصلها الكسر، كالزاى من «يزن»، فحذفت «الواو» على الأصل لوقوعها بين ياء وكسرة، وحذفت فى «يذر» لأنها بمعنى: يدع.
٤٦- يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ «انتصب «يوم» على البدل من «يومهم»، «ويومهم» : منصوب ب «يلاقوا- الآية: ٤٥»، مفعول به، وليس نصبه على الظرف.
٤٩- وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ «إدبار» : ظرف زمان تقديره: وسبحه وقت إدبار النجوم، ومثله: «وَأَدْبارَ السُّجُودِ» ٥٠: ٤٠، على قراءة
- ٥٣- سورة النجم
٧- وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر فى «استوى» الآية: ٦، أي: استوى عاليا، يعنى جبريل عليه السلام، فالضميران لجبريل.
وقال الفراء: هو عطف على المضمر فى «استوى»، جعل فى «استوى» ضمير محمد عليه السلام، و «هو» :
ضمير جبريل عليه السلام، عطف على المضمر المرفوع من غير أن يؤكده، وهو قبيح عند البصريين، وكان القياس عندهم لو حملت الآية على هذا المعنى أن يقول: فاستوى هو وهو بالأفق، و «استوى» : يقع للواحد، وأكثر ما يقع من اثنين، ولذلك جعل الفراء الضميرين لاثنين.
٩- فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى «أو أدنى» : أو، على بابها، والمعنى: فكان لو رآه الرائي منكم قال: هو قدر قوسين أو أدنى فى القرب.
١١- ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى من خفف «كذب» جعل «ما» فى موضع نصب على حذف الخافض، أي: فيما رأى. و «ما» : بمعنى «الذي»، و «رأى» : واقعة على «هاء» محذوفة أي: رآه، و «رأى» من رؤية العين.
ويجوز أن يكون «ما» والفعل: مصدرا، فلا يحتاج إلى إضمار «هاء».
ومن شدد «كذب»، جعل «ما» مفعولا به، على أحد الوجهين، ولا تقدير حذف حرف جر فيه، لأن الفعل إذا شدد تعدى بغير حرف.
١٣- وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى «نزلة» : مصدر فى موضع الحال، كأنه قال: ولقد رآه نازلا نزلة أخرى، وهو عند الفراء نصب، لأنه فى موضع الظرف، إذ معناه: مرة أخرى، و «الهاء» فى «رآه» تعود على جبريل.
«كم» : خبرية، وموضعها رفع بالابتداء، و «لا تغنى» : الخبر.
٢٨- وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ...
«به» : الهاء، تعود على الأسماء، لأن التسمية والأسماء بمعنى.
٣٠- ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى «أعلم»، بمعنى: عالم، ومثله «وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى» ١٦: ٢٥، وفيه نظر، لأن «أفعل» إنما يكون بمعنى فاعل إذا كان للمخبر عن نفسه.
ويجوز أن تكون على بابها للتفضيل فى العلم أي: هو أعلم من كل أحد بهذين الصنفين، وبغيرهما، ومثل ذلك «هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى» ٥٣: ٣٢ ٣١- وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى «ليجزى» : اللام، متعلقة بالمعنى، لأن معنى «وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ» ١٦: ٤٩، هو: مالك للجميع يهدى من يشاء ويضل من يشاء ويضل ليجزى الذين.
وقيل: اللام، متعلقة بقوله «لا تغنى شفاعتهم» الآية: ٢٦.
٣٢- الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ...
«الذين» : فى موضع نصب على البدل من «الذين» فى قوله، ويجزى الذين أحسنوا» الآية: ٣١.
«إلا اللمم» : استثناء من الأول، وهو صغائر الذنوب، من قولهم: ألممت بالشيء إذا قللت نيله، وهو أحسن الأقوال فيه.
٣٨- أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى «أن» : فى موضع خفض على البدل من «ما» فى قوله «أم لم ينبأ بما فى صحف موسى» الآية: ٣٦، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ أي: ذلك أن لا تزر، و «الهاء» : محذوفة مع، «أن» أي: أنه لا تزر.
٣٩، ٤٠- وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى «أن»، فى الموضعين: عطف على، «أن لا تزر».
«ثم يجزاه» : الهاء، تعود على السعى أي: يجزى به و «الجزاء» : نصب على المصدر.
٤٢، ٤٣، ٤٤، ٤٥- وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى «أن»، فى جميع ذلك: عطف على «أن لا تزر»، على أحد وجهيها، وكذلك «أن»، فيما بعد ذلك.
٥٠- وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى أدغم نافع وأبو عمرو التنوين فى اللام من «الأولى» بعد أن ألقيا حركة الهمزة المضمومة من «الأولى» على لام التعريف وقد منع المبرد وغيره ذلك، لأنهما أدغما ساكنين فيما أصله السكون وحركته عارضة، والعارض لا يعتد به.
ووجه قراءتهما بالإدغام، هو ما حكى المازني وغيره، فمن أدغم التنوين من «عاد» فى اللام من «الأولى» اعتد بالحركة على اللام، وعلى ذلك قالوا: سل زيدا، إنما هو: اسأل، فلما ألقى حركة «الهمزة» على «السين» اعتد بها، فحذف ألف الوصل، وعلى ذلك قالوا: رد، وعض، ومد، أصله: افعل، ثم ألقيت حركة العين على الفاء.
واعتدوا بها، فحذفوا ألف الوصل لاعتدادهم بحركة الفاء، وإن كانت عارضة.
٥٣- وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى «والمؤتفكة» : نصب ب «أهوى».
- ٥٤- سورة القمر
٤- وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ «مزدجر» : الدال، بدل من تاء، وهو «مفتعل» من «الزجر»، وإنما أبدلت الدال من التاء، لأن التاء مهموسة والزاى مهجورة، ومخرجهما قريب من الآخر، فأبدلوا من التاء حرفا هو من موافق الزاى فى الجهر، وهو الدال.
هى حكمة.
«فما تغن النذر» : ما، استفهام، ويجوز أن تكون فى موضع نصب ب «تغنى»، ويجوز أن تكون نافية على حذف مفعول «تغنى»، وحذفت «الياء» من «تغن»، والواو من «يدع» الآية: ٦، وشبه ذلك من خط الصحف، لأنه كتب على لفظ الإدراج والوصل، ولم يكتب على حكم الأصل والوقف، وقد غلط بعض النحويين فقال: إنما حذفت «الياء» من «فما تغن النذر»، لأن «ما» بمنزلة «لم»، فجزمت كما تجزم لم، وهذا خطأ لأن «لم» انما تنفى الماضي وترد المستقبل ماضيا، و «ما» تنفى الحال، فلا يجوز أن يقع أحدهما موقع الآخر لاختلاف معنييهما.
٦- فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ «يوم» : نصب على إضمار فعل أي: اذكر يوم يدع، ولا يعمل فيه «قول»، لأن «التولي» فى الدنيا، و «يوم يدع الداعي» فى الآخرة، ولذلك يحسن الوقف على «عنهم»، ويبتدأ ب «يوم يدع الداعي».
ويجوز أن يكون العامل فى «يوم» :«خشعا» الآية: ، أو: «يخرجون» الآية: ٧ ٧- خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ «خشعا» : نصب على الحال من الهاء والميم فى «عنهم»، لذا يصح الوقف على «عنهم».
وإن جعلته حالا من الضمير فى «يخرجون»، حسن الوقف على «عنهم».
وكذلك موضع «يخرجون» : حالا من الضمير المخفوض فى «أبصارهم».
وكذلك موضع: «كأنهم جراد»، وكذلك: «مهطعين» الآية: ٨، كلها نصب على الحال.
١٢- وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ «الماء» : اسم للجنس، فلذلك لم يقل «الماءان» بعدد ذكره، لخروج الماء من موضعين: من السماء ومن الأرض.
وأصل «ماء» : موه، فأبدلوا من الواو ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصارت «ماه»، و «الألف»
١٥- وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ «الهاء» : للعقوبة وقيل: للسفينة.
«مدكر»، أصله: مدتكر، فهو «مفتعل» من «الذكر»، لكن الدال حرف مهجور قوى، والتاء مهموسة ضعيفة، فأبدلوا من «التاء» حرفا من مخرجها مما يوافق الدال فى الجهر، وهو الذال، ثم أدغمت الدال فى الذال، ويجوز: مذكر، بالذال، على إدغام الثاني فى الأول، وبذلك قرأ قتادة.
١٦- فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ «كيف» : خبر «كان»، و «عذابى: اسمها.
ويجوز أن يكون «كيف» : فى موضع الحال، ف «كان» بمعنى: وقع وحدث و «عذابى» : رفع ب «كان»، ولا خبر لها.
١٩- إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ «صرصرا»، أصله: صررا، من: صر الشيء، إذا صوت لكن أبدلوا من الراء الثانية صادا.
٢٠- تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ «تنزع» : فى موضع نصب، على النعت ل «ريح»، و «كأنهم» : فى موضع نصب، على الحال من «الناس» تقديره: إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا قارعة للناس مشبهين أعجاز نخل، وهى حال مقدرة أي:
يكونون كذلك.
وقيل: الكاف، فى موضع نصب بفعل مضمر تقديره: فيترككم كأعجاز نخل أي: مثل أعجاز نخل.
«منقعر»، لأن النخل يذكر ويؤنث، فلذلك قال: منقعر، وقال فى موضع آخر: «أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ» : ٦٩: ٧ ٢١- فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ «نذر»، قيل: هو مصدر، بمعنى: إنذارى وقيل: هو جمع: نذير
و «منا» و «واحدا» : صفتان ل «بشرا».
«وسعر»، قيل: هو مصدر: سعر، إذا طاش وقيل: هو جمع «سعير».
٢٦- سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ «من الكذاب» : ابتداء وخبر والجملة: فى موضع نصب ب «سيعلمون».
٢٧- إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ «واصطبر»، هو: افتعل، من «الصبر»، وأصله: واصتبر، فأبدلوا من التاء حرفا يؤاخى «الصاد» فى الإطباق عملا واحدا، ومثله: مصطبر، وهو مفتعل، من: الصبر دليله أنك إذا صغرت أو جمعت حذفت الطاء، إذ هى بدل من تاء، تقول: مصيبر، ومصابر، كما تفعل ب «مكتسب».
٣٤- إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ «إلا آل لوط» : نصب على الاستثناء، وأصله: «أهل»، ثم أبدلوا من «الهاء» همزة، لخفائها، فصار: أأل، فأبدلوا من الهمزة الساكنة ألفا، كما فعلوا فى: آتى، وآمن. ويدل على ذلك قولهم فى التصغير: أهيل.
«بسحر» : انصرف لأنه نكرة، ولو كان معرفة لم ينصرف، لأنه إذا كان معرفة فهو معدول عن الألف واللام، إذ تعرف بغيرهما، وحق هذا الصنف أن يعرف بهما، فلما لم يتعرف بهما صار معد ولا عنهما، فثقل مع ثقل التعريف، فلم ينصرف فإن نكر انصرف، ومثله: بكرة، إلا أن «بكرة» لم ينصرف للتأنيث والتعريف، ومثله: غدوة، فإن كان نكرة انصرف ك «سحر».
٣٥- نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ «نعمة» : مفعول من أجله، ويجوز فى الكلام الرفع، على تقدير: تلك نعمة.
«كذلك نجزى» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: نجزى من شكر جزاء كذلك.
٣٧- وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ لا تكاد العرب تثنى «ضيفا» ولا تجمعه، لأنه مصدر وتقدير الآية: عن ذوى ضيفه، وقد ثناه بعضهم وجمعه.
وقد أجمع القراء على النصب فى «كل»، على الاختيار، فيه عند الكوفيين، وليدل ذلك على عموم الأشياء المخلوقات أنها لله، بخلاف ما قاله أهل الزيغ أن ثم مخلوقات لغير الله، تعالى عن ذلك، وإنما دل النصب فى «كل» على العموم لأن التقدير: إنا خلقنا كل شىء خلقناه بقدر، ف «خلقناه» : تأكيد وتفسير ل «خلقنا» المضمر الناصب ل «كل»، فإذا حذفته وأظهرت الأول صار تقديره: أنا خلقنا كل شىء بقدر، فهذا لفظ عام يعم جميع المخلوقات، ولا يجوز أن يكون «خلقناه» صفة ل «شىء»، لأن الصفة والصلة لا يعملان فيما قبل الموصوف ولا فى الموصول.
ولا يكونان تفسيرا لما يعمل فيما قبلهما، فإذا لم يكن «خلقناه» صفة ل «شىء»، لم يتبق إلا أنه تأكيد وتفسير للمضمر الناصب ل «كل»، وذلك يدل على العموم أيضا، وأن النصب هو الاختيار عند الكوفيين، لأن «إنا» عندهم تطلب لفعل، فهى به أولى، فالنصب عندهم فى «كل» هو الاختيار، فإذا انضاف إليه معنى العموم والخروج من الشبه كان النصب أقوى كثيرا من الرفع.
- ٥٥- سورة الرحمن
٥- الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ «الشمس» : ابتداء، والخبر محذوف تقديره: والشمس والقمر يجريان بحسبان أي: بحساب.
وقيل: «بحسبان»، هو الخبر.
٨- أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ «أن» : فى موضع نصب، على حذف الخافض تقديره: لئلا تطغوا، ف «تطغوا» : فى موضع نصب ب «أن».
وقيل: أن، بمعنى: أي، لا موضع لها من الإعراب، فيكون «تطغوا»، على هذا: مجزوما ب «لا».
(م ٢٨- الموسوعة القرآنية ج ٤)
ومن رفع عطفه على «فاكهة» الآية: ١١، و «فاكهة» : ابتداء، و «فيها» : الخبر.
ومن خفض «الريحان» عطفه على «العصف» وجعل «الريحان» بمعنى: الرزق.
وأصل «ريحان» : ريوحان، ثم أبدلوا من الواو ياء، وأدغمت الياء فى الياء، كميت وهين، ثم خففت الياء، كما تقول فى «ميّت» : ميت وهيّن: هين، ولزم التخفيف فى «ريحان» لطوله وللحاق الزيادة فى آخره، وهما الألف والنون فوزنه «فيعلان»، ولو كان «فعلان» لقلت: روحان، لأنه من: الروح، ولم يكن أبدل «الواو» : ياء، إذ لا علة توجب ذلك، فلما أجمع على لفظ «الياء» فيه علم أن له أصلا خفف منه، وهو ما ذكرنا.
١٧- رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ رفع على إضمار مبتدأ تقديره: هو رب المشرقين.
وقيل: هو بدل من الضمير فى «خلق» الآية: ١٤، ويجوز فى الكلام الخفض على البدل من «ربكما» الآية: ١٦ ٢٢- يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ أي: من أحدهما، ثم حذف المضاف، وهو «أحد»، واتصل الضمير ب «من»، كما قال: «عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ» ٤٣: ٣١ أي: من إحدى القريتين، ثم حذف المضاف، وحذف المضاف جائز كثير سائغ فى كلام العرب كقوله: «وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ» ١٢: ٨٢، وكقوله: «الَّتِي أَخْرَجَتْكَ» ٤٧: ١٣ ٢٤- وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ «كالأعلام» : الكاف، فى موضع نصب، على الحال من المضمر فى «المنشآت».
٣٥- يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ من: رفع «النحاس» عطفه على «شواظ»، وهو أصح فى المعنى، لأن «الشواظ» : اللهب الذي لا دخان فيه والنحاس: الدخان، وكلاهما يتكون من النار.
فأما من قرأ: «ونحاس»، بالخفض، فإنه عطفه على «نار»، وفيه بعد، لأنه يصير المعنى أن اللهب من
وقد قيل: إن التقدير: يرسل عليكما شواظ من نار وشىء من نحاس، ثم حذف «شيئا» وأقام «من نار» مقامه، وهو صفته، وحذف حرف الجر لتقدم نكرة، فيكون المعنى كقراءة من رفع «نحاسا».
٤١- يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ ليس فى «يؤخذ» ضمير، و «بالنواصي» : يقوم مقام الفاعل وتقديره: فيؤخذ بنواصيهم.
وقيل: التقدير: فيؤخذ بالنواصي منهم.
ولا يجوز أن يكون فى «يؤخذ» ضمير يعود على «المجرمين»، لأنه يلزم أن يقول: «فيؤخذون» ويلزم أن يتعدى «أخذ» إلى مفعولين، أحدهما بالباء، ولا يجوز ذلك، إنما يقال: أخذت الناصية، وأخذت بالناصية ولو قلت: أخذت الدابة بالناصية، لم يجز وحكى عن العرب: أخذت الخطام، وأخذت بالخطام، بمعنى.
وقد قيل: إن معناه: فيؤخذ كل واحد بالنواصي، وليس بصواب، لأن «أخذ» لا يتعدى إلى مفعولين أحدهما بالباء، كما سبق.
وقد يجوز أن يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف جر غير «الباء»، نحو: أخذت ثوبا من زيد، فهذا المعنى غير الأول، فلا يحسن مع «الباء» مفعول آخر، إلا أن تجعلها بمعنى «من أجل»، فيجوز أن تقول: أخذت زيدا بعمرو أي: من أجله وبذنبه.
٤٨- ذَواتا أَفْنانٍ «ذواتا» : تثنية «ذات»، على الأصل، لأن أصل «ذات» : ذوات، لكن حذفت «الواو» تخفيفا، للفرق بين الواحد والجمع، وأفنان: جمع «فنن»، على قول من جعل «أفنانا»، بمعنى: أغصان ومن جعل «أفنانا»، بمعنى: أجناس وأنواع، كان الواحد «فنا»، وكان حقه أن يجمع على: فنون.
٥٤- مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ «متكئين على فرش» : حال، والعامل فيه مضمر تقديره: ينعمون متكئين، ودل على ذلك أن الآيات فى صفة النعيم.
و «جنى الجنتين دان» : ابتداء وخبر، و «دان» : كقاض وعار، معتل اللام.
٥٨- كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ «كأنهن» : فى موضع الحال من «قاصرات الطرف» الآية: ٥٦، كأنه قال: فيهن قاصرات الطرف مشبهات الياقوت.
وذكر النحاس أن «الكاف» فى موضع رفع على الابتداء، وهو بعيد لا وجه له.
٧٠- فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ أصل «خيرات» : على «فيعلات»، لكن خفف، كميت وهين «خيرات» : ابتداء، و «فيهن» : الخبر.
٧٦- مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ «رفرف» : اسم للجميع، فلذلك نعت ب «خضر»، وهو جمع «أخضر»، فهو كقوله: رهط كرام، وقوم لئام.
وقيل: هو جمع، واحده: رفرفة، و «عبقرى»، قيل: واحده: عبقرية وقيل: «عبقرى» : واحد، يدل على الجمع، منسوب إلى «عبقر»، وهو موضع.
- ٥٦- سورة الواقعة
١- إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ «إذا» : ظرف زمان، والعامل فيها «وقعت»، لأنها قد يجازى بها، فعمل فيها الفعل الذي بعدها، كما يعمل فى «ما»، و «من» اللتين للشرط، فى قولك: ما تفعل أفعل، ومن تكرم أكرم، ف «من»، و «ما» :
فى موضع نصب بالفعل الذي بعدهما بلا اختلاف، فإن دخلت ألف الاستفهام على «إذا» خرجت من حد الشرط، فلا يعمل فيها الفعل الذي بعدها، لأنها مضافة إلى ما بعدها، نحو «أئذا متنا» و «أئذا كنا»، وشبهه.
وقد أجاز النحويون عمل «متنا» فى «إذا»، وهو بعيد.
٣- خافِضَةٌ رافِعَةٌ رفع على إضمار مبتدأ أي: هى خافضة.
ومن قرأ بالنصب فعلى الحال من «الواقعة» الآية: ١، وفيه بعد، لأن الحال فى أكثر أحوالها أن تكون ويمكن أن لا تكون، والقيامة لا شك أنها ترفع قوما إلى الجنة وتخفض آخرين إلى النار، فلا بد من ذلك، فلا فائدة فى الحال.
وقد أجاز الفراء نصبها على إضمار: وقعت خافضة رافعة.
٤- إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا العامل فى «إذا»، عند الزجاج: «وقعت» الآية: ١، وهذا بعيد، إذا أعملت «وقعت» فى «إذا» الأولى، فإن أضمرت ل «إذا» الأولى عاملا آخر يحسن عمل «وقعت» فى «إذا» الثانية، إلا أن تجعل «إذا» الثانية بدلا من الأولى، فيجوز عمل «وقعت» فيهما جميعا.
٨- فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ «أصحاب»، الأولى: مبتدا، و «ما» : ابتداء ثان، وهى استفهام، معناه: التعجب فى التعظيم، و «أصحاب الميمنة» : خبر «ما»، وخبر «أصحاب» الأولى، وجاز ذلك، وليس فى الجملة ما يعود على المبتدأ، لأن المعنى:
ما هم؟ ف «هم» : يعود على المبتدأ الأول، فهو كلام محمول على معناه لا على لفظه، ومثله «الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ» ٦٩: ١، ٢، و «الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ» ١٠١: ١، ٢، وإنما ظهر الاسم الثاني، وحقه أن يكون مضمرا، لتقدم إظهاره ليكون أجل فى التعظيم والتعجب وأبلغ، ومثله أيضا: «فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة».
١٠، ١١- وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ «السابقون»، الأول، ابتداء والثاني: نعته.
«وأولئك المقربون» : ابتداء وخبر فى موضع خبر الأول.
١٣، ١٤، ١٥- ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ «ثلة» : خبر ابتداء أي: هم ثلة.
وقيل. عطف عليه، و «على سرر» : خبر ثان.
١٦- مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ «متكئين» و «متقابلين» : حالان من المضمر فى «سرر»، ولو كان «على سرر» ملغى غير خبر، لم يكن فيه ضمير.
٢٢- وَحُورٌ عِينٌ من رفعه حمله على المعنى، لأن معنى الكلام: فيها أكواب وأباريق، فعطف «وحور عين» على المعنى ولم يعطفه على اللفظ، ومن خفضه عطفه على ما قبله، وحمله أيضا على المعنى، لأن المعنى: تنعمون بفاكهة ولحم وبحور عين.
ويجوز النصب، على أن يحمل أيضا على المعنى، لأن المعنى: مطوف عليهم بكذا وكذا، ويعطون كذا وكذا، ثم عطف «وحورا» على معناه.
«عين» : هو جمع: عيناء، وأصله «عين» على فعل، كما تقول: حمراء وحمر: وكسرت العين لئلا تنقلب الياء واوا، فتشبه ذوات الواو، وليس فى كلام العرب ياء ساكنة قبلها ضمة، ولا واو ساكنة قبلها كسرة.
ومن العرب من يقول: حير عين، على الإتباع.
٢٤- جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ «جزاء» : مصدر وقيل: مفعول من أجله.
٢٦- إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً «سلاما» : نصب بالقول وقيل: هو نصب على المصدر وقيل: هو نعت ل «قيل». ويجوز فى الكلام الرفع على معنى: سلام عليكم، ابتداء وخبر.
وقال الأخفش: هو ضمير لم يجر له ذكر، إلا أنه عرف معناه.
٣٧- عُرُباً أَتْراباً «عربا» : هو جمع «عروبة»، ومن أسكن العين فعلى التخفيف، كعضد وعضد. و «الأتراب» :
جمع: ترب.
٤٧- وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ من كسر الميم فى «متنا» جعله فعل يفعل، كخاف يخاف، والمستقبل عنده: يمات.
وقيل: هو شاذ فى المعتل، أتى على: فعل يفعل، بضم العين فى المستقبل، كما أتى فى السالم: فضل يفضل، على فعل يفعل، وهو شاذ أيضا.
٥٥- فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ «شرب»، من فتح الشين جعله مصدر «شرب»، ومن ضمها جعله اسما للمصدر، ونصبه على المصدر أي:
شربا مثل شرب الهيم، ثم حذف الموصوف والمضاف.
و «الهيم» : جمع «هيماء»، وكسرت الهاء لئلا تنقلب الياء واوا، فهو مثل «عين».
وقيل: هو جمع «هائم».
٦٥- لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ «ظلتم» : أصلها: ظللتم، ثم حذفت اللام الأولى.
وقد قرىء بكسر الظاء، على أن حركة اللام الأولى الكسر.
٧٩- لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ هذه الضمة فى «يمسه» يجوز أن تكون إعرابا، و «لا» نفى أي: ليس يمسه إلا المطهرون يعنى:
الملائكة، فهو خبر، وليس نهيا، وهو قول ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وغيرهم.
فيكون معنى التطهير، على القول الأول: من الذنوب والخطايا، وعلى القول الثاني: التطهير بالماء.
٨٨، ٨٩- فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ جواب «أما» و «إن» : فى الفاء، فى قوله «فروح» أي: فله روح، ابتداء وخبر.
وقيل: «الفاء» : جواب «أما»، و «إن» : جوابها فيما قبلها، لأنها لم تعمل فى اللفظ.
وقال المبرد: جواب «إن» : محذوف، ولا يلى «أما» الأسماء أو الجمل، وفيها معنى الشرط، وكان حقها ألا يليها إلا الفعل، للشرط الذي فيها، لكنها نائبة عن فعل، لأن معناها: مهما يكن من شىء فالأمر كذلك فلما تابت بنفسها عن فعل، والفعل لا يليه فعل، امتنع أن يليها الفعل ووليها الاسم أو الجمل، وتقدير الاسم أن يكون بعد جوابها، فإذا أردت أن تعرف إعراب الاسم الذي بعدها فاجعل موضعها «مهما»، وقدر الاسم بعد «الفاء»، وأدخل «الفاء» على الفعل.
ومعنى «أما»، عند أبى إسحاق: أنها خروج من شىء إلى شىء أي: دع ما كنا فيه وخذ فى غيره.
٩١- فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ابتداء، وخبر.
٩٣- فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ «فنزل» أي: فيها نزل، و «من حميم» : نعت ل «نزل»، أو هو ابتداء وخبر.
٩٥- إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ «حق اليقين» : نعت قام مقام منعوت تقديره: من الخبر اليقين.
١- سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ «والأرض» أي: وما فى الأرض، ثم حذفت «ما»، على أنها نكرة موصوفة، قامت مقام الصفة، وهى «الأرض»، مقام الموصوف، وهو «ما».
ولا يحسن أن يكون «ما»، بمعنى: «الذي»، وتحذف الصلة، لأن الصلة لا تقوم مقام الموصول عند البصريين، وتقوم الصفة مقام الموصوف عند الجميع، فحمله على الإجماع أولى من حمله على الاختلاف.
٤-... وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ «معكم» : نصب على الظرف، والعامل فيه المعنى تقديره: وهو شاهد معكم.
٨- وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ...
«ما» : ابتداء، و «لكم» : الخبر، و «لا تؤمنون» : حال.
١٠-... وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ انتصب «كلا» ب «وعد».
ومن قرأه بالرفع جعل «وعد» نعتا ل «كل»، فلا يعمل فيه، فرفعه على إضمار مبتدأ تقديره: أولئك كل وعد الله الحسنى.
وقد منع بعض النحويين أن يكون «وعد» صفة ل «كل»، لأنه معرفة تقديره: وكلهم، فلا يكون الخبر إلا «وعد»، وهو بعيد، ولا يجوز عند سيبويه إلا فى الشعر.
١١- مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ «قرضا» : قد تقدم ذكره فى «البقرة: ٢٤٥»، وهو مصدر أتى على غير المصدر، كما قال: «أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً» ٧١: ١٧، وكما قالوا: أجاب جابة.
وقيل: هو مفعول به، كأنه قال: يقرض الله مالا حلالا.
وقوله «بشراكم» : ابتداء، و «جنات» : خبره وتقديره: وبشرى لكم دخول جنات، ثم حذف المضاف، ومعناه: يقال لهم ذلك.
وأجاز الفراء نصب «جنات» على الحال، ويكون «يوم» : خبر «بشراكم»، وتكون «جنات» : حالا لا معنى له، إذ ليس فيها معنى فعل.
وأجاز أن يكون «بشراكم» فى موضع نصب، على معنى: يبشرونهم بالبشرى، وينصب «جنات»، ب «البشرى».
وكله بعيد، لأنه يفرق بين الصلة والموصول ب «يوم».
«خالدين فيها» : نصب على الحال، من الكاف والميم فى «بشراكم» ١٣- يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ «يوم» : ظرف، والعامل فيه: «ذلك هو الفوز» الآية: ١٢.
وقيل: هو بدل من «يوم» الأول.
و «فضرب بينهم بسور» : الباء، زائده و «سور» : فى موضع رفع، مفعول لم يسم فاعله، «والباء» :
متعلقة بالمصدر أي: ضربا بسور.
١٦- أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ «ما» : بمعنى «الذي»، فى موضع خفض عطف على «ذكر»، وفى «نزل» : ضمير الفاعل، يعود على «ما»، ولا يجوز أن تكون مع الفعل مصدرا، لأن الفعل يبقى بغير فاعل.
١٩- وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ «والشهداء» : رفع، عطف على «الصديقون»، و «لهم أجرهم ونورهم» : يعود على الجميع.
وقيل: هو مبتدأ، و «عند ربهم» : الخبر، «ولهم أجرهم» : ابتداء وخبر، فى موضع خبر «الشهداء»، إن شئت، والضمير يعود على «الشهداء» فقط.
٢٠- اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ «أنما» : أن، سدت مسد مفعولى «علم»، و «ما» : كافة، ل «أن» عن العمل، و «الحياة» : ابتداء، و «لعب» : الخبر، و «الدنيا» : فى موضع رفع نعت ل «الحياة».
و «كمثل غيث» : الكاف، فى موضع رفع نعت ل «تفاخر»، أو: على أنها خبر بعد خبر ل «الحياة».
٢١- سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا...
«عرضها كعرض» : ابتداء وخبر، فى موضع خفض على النعت ل «جنة»، وكذلك: «أعدت» : نعت أيضا ل «جنة».
٢٢- ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ «فى الأرض» : فى موضع رفع، صفة ل «مصيبة» على الموضع، لأن «من» : زائدة.
ويجوز أن يكون «فى الأرض» : ظرفا ل «أصاب»، أو ل «مصيبة»، فلا يكون فيه حينئذ ضمير «نبرأها» والضمير يعود على «مصيبة»، وقيل: على «الأرض»، وقيل: على «أنفسكم».
٢٤- الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ «الذين» : فى موضع رفع، على إضمار مبتدأ، أو على الابتداء، والخبر محذوف أو فى موضع نصب على البدل من «كل»، أو على: «أعنى».
«فيه بأس» : ابتداء وخبر، فى موضع نصب على الحال من «الحديد».
٢٧-... ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ...
«إلا ابتغاء رضوان الله» : استثناء ليس من الأول، ويجوز أن يكون بدلا من المضمر المنصوب فى «كتبناها».
- ٥٨- سورة المجادلة
٢- الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ «الذين» : ابتداء، و «ما هن أمهاتهم» : الخبر، وأتت «ما» فى موضع نصب.
«إلا اللائي» : فى موضع رفع خبر ما بعد «إلا» الموجبة، لأن «إن» بمعنى «ما» فى قوله «إن أمهاتهم».
واللغتان متفقتان فى الإيجاب على الرفع فى الخبر، وكذلك إن تقدم الخبر على الاسم، فالرفع فى الخبر لا غير.
«منكرا وزورا» : نعتان لمصدر محذوف، نصب بالقول أي: ليقولون قولا منكرا وقولا زورا أي: كذبا وبهتانا.
ولو رفعته لا نقلب المعنى، لأنك كنت تحكى قولهم فتخبر أنهم يقولون هاتين اللفظين، وليس اللفظ بهاتين اللفظين يوجب ذمنهم.
٣- وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا...
«لما» : اللام، متعلقة ب «يعودون» أي: يعودون لوطء المقول فيهن الظهار، وهن الأزواج، ف «ما» والفعل مصدر أي: لقولهم، والمصدر فى موضع المفعول، كقولهم: هذا درهم ضرب الأمير، أي: مضروبه، فيصير معنى «لقولهم» للمقول فيهن الظهار أي: لوطئهن بعد التظاهر منهن، فعليهم تحرير رقبة من قبل الوطء.
وقال الأخفش: اللام، متعلقة ب «تحرير»، وفى الكلام تقديم وتأخير والمعنى: فعليهم تحرير رقبة لما نطقوا به من الظهار، وتقدير الآية عنده: والذين يظاهرون من نسائهم فعليهم تحرير رقبة للفظهم بالظهار ثم يعودون للوطء.
وقال أهل الظاهر: إن «اللام» متعلقة ب «يعودون»، فإن المعنى: ثم يعودون لقولهم فيقولون مرة أخرى، فلا يلزم المظاهر عندهم كفارة حتى يظاهر مرة أخرى.
وهذا غلط، لأن العود ليس هو أن يرجع الإنسان إلى ما كان فيه، دليله: تسميتهم للآخرة: المعاد، ولم يكن فيها أحد فيعود إليها.
وقال قتادة: معناه: ثم يعودون لما قالوا من التحريم فيحلونه، فاللام، على هذا متعلقة، ب «يعودون».
٥، ٦-... وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا...
«يوم» : ظرف، والعامل فيه «عذاب مهين» أي: فى هذا اليوم.
٧- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ...
«ثلاثة» : خفض، بإضافة «نجوى» إليها، و، «النجوى» بمعنى: السر، كما قال تعالى: «نُهُوا عَنِ النَّجْوى» ٥٨: ٨، و «بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ» ٥٨: ١٣.
ويجوز أن يكون «ثلاثة» بدلا من «نجوى» بمعنى: المتناجين، كما قال «لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ» ٤: ١١٤ ويجوز فى الكلام رفع «ثلاثة» على البدل من موضع «نجوى»، لأن موضعها رفع، و «من» : زائدة.
وإذا نصبت «ثلاثة» على الحال من المضمر المرفوع فى «نجوى»، إذا جعلته بمعنى «المتناجين»، جاز فى السلام.
١٨- يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ...
«جميعا» : نصب على الحال.
١٩- اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ...
«استحوذ» : هو مما جاء على أصله وشذ عن القياس، وكان قياسه «استحاذ»، كما تقول: استقام الأمر، واستجاب الداعي.
أصل «أب» : أبو، على فعل، دليله قولهم: أبوان، فى التثنية، وحذفت الواو منه لكثرة الاستعمال، ولو جرى على أصول الاعتلال لقلت: أباك، فى الرفع والنصب والخفض، بمنزله: عصا، وعصاك.
وبعض العرب يفعل فيه ذلك، ولكن جرى على غير قياس الاعتدال فى أكثر اللغات، وحسن ذلك فيه لكثرة استعماله ولصرفه.
فأما «ابن»، فالساقط فيه ياء، وأصله: بنى، مشتق من: «بنا يبنى»، والعلة فيه كالعلة فى «أب».
وقد قيل: إن الساقط منه «واو»، لقولهم: البنوة، وهو غلط، لأن «البنوة» فى وزنها: الفعولة، وأصلها:
البنوية، فأدغمت الياء فى الواو، وغلبت الواو للضمتين قبلها، ولو كانت ضمة واحدة لصرت إلى الكسر وغلبت «الياء»، ولكن لو أتى ب «الياء» فى هذا لوجب تغيير ضمتين، فتستحيل الكلمة.
- ٥٩- سورة الحشر
٦-... فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ...
«ولا ركاب»، يجوز فى الكلام: ولا ركابا، بالنصب، تعطفه على موضع «من خيل»، لأن «من» زائدة، و «خيل» : مفعول به.
٧- ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ...
«دولة» : خبر «كان»، والفيء: اسمها تقديره: كيلا يكون الفيء دولة.
ومن قرأ «تكون» بالتاء، ورفع «دولة» جعلها اسم «كان»، و «كان» بمعنى: وقع، ولا تحتاج إلى خبر، و «لا»، فى القراءتين: غير زائدة.
٨- لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً...
«يبتغون» : فى موضع نصب، على الحال من «الفقراء»، أو: الضمير فى «أخرجوا».
٩- وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ...
«الذين» : فى موضع خفض، عطف على «الفقراء»، و «يحبون» : فى موضع نصب، على الحال من «الذين»، ومثله: ولا «يجدون»، و «يؤثرون» أو فى موضع رفع على الابتداء، والخبر: «يحبون»
١٤- لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ...
«جميعا» : نصب على الحال، من المضمر المرفوع.
١٦- كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ...
«كمثل» : الكاف، فى موضع رفع.
١٧- فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ «أن» : فى موضع رفع، اسم «كان»، و «العاقبة» : الخبر، و «وخالدين» : حال.
ويجوز رفع «خالدين» على خبر «أن»، ويلغى الظرف، وبه قرأ الأعمش.
وكلا الوجهين عند سيبويه سواء.
وقال المبرد: نصب «خالدين» على الحال، أو لئلا يلغى الظرف مرتين، يعنى «فى النار» و «فيها».
ولا يجوز، عند الفراء، إلا نصب «خالدين» على الحال، لأنك لو رفعت «خالدين» على خبر «أن» كان حق «فى النار» أن يكون متأخرا، فيقدم المضمر على المظهر، لأنه يصير التقدير عنده: وكان عاقبتهما أنهما خالدان فيها فى النار، وهذا جائز عند البصريين، إذا كان المضمر فى اللفظ بعد المظهر، وإن كانت رتبة المضمر التأخير، إنما ينظر إلى اللفظ عندهم، وكلهم أجاز: ضر زيدا طعامه، بتأخير الضمير فى اللفظ، وإن كانت رتبته التقديم، لأنه فاعل.
٢١- لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ...
«خاشعا متصدعا» : حالان من الهاء فى «رأيته»، و «رأيت» : من: رؤية العين.
٢٤- هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى...
«المصور» : مفعّل، من: صور يصور، ولا يحسن أن يكون من: صار يصير لأنه يلزم فيه أن يقال:
المصيّر، بالياء، وهو نعت بعد نعت، أو خبر بعد خبر ويجوز نصبه فى الكلام، ولا بد من فتح الواو، فتنصبه ب «البارئ» أي: هو الله الخالق المصوّر أي: الذي يخلق المصوّر يعنى: آدم عليه السلام.
ولا يجوز نصبه مع كسر الواو.
وقد روى عن على رضى الله عنه أنه قرأ بفتح الواو وكسر الراء، على التشبيه ب «الحسن الوجه».
١- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي...
«تلقون» : فى موضع نصب، على النعت ل «أولياء».
«يخرجون الرسول» : فى موضع نصب، على الحال من المضمر فى «كفروا».
«إن تؤمنوا» : أن، فى موضع نصب، مفعول من أجله.
«إن كنتم خرجتم» : أن، للشرط، وجواب الشرط فيما تقدم من الكلام، لأنها لم تعمل فى اللفظ.
«جهادا» : نصب على المصدر فى موضع الحال وقيل: هو مفعول من أجله، ومثله: «ابتغاء مرضاتى».
٣- لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ «يوم» : ظرف، العامل فيه «ينفعكم»، وتقف على «القيامة».
وقيل: «ينفعكم» : هو العامل فى الظرف، وتقف على «بينكم»، ولا تقف على «القيامة».
٤- قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ...
«برءاء» : جمع: برىء، ككريم وكرماء.
وأجاز عيسى بن عمر «براء»، بكسر الباء، جعله ككريم وكرام.
وأجاز الفراء «براء منكم»، بفتح الراء، بلفظ الواحد يدل على الجمع، كقوله «إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ» ٤٣: ٢٦.
و «براء»، فى الأصل: مصدر، فهو يقع على الواحد والجمع بلفظ واحد، وتحقيقه: إننى ذو براء أي:
ذو تبرؤ منكم.
«إلا قول إبراهيم» : قول، استثناء ليس من الأول.
وقيل: هما مفعولان من أجلهما.
١٠- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ...
«مهاجرات» : نصب على الحال، من «المؤمنات».
«مؤمنات» : مفعول ثان ل «علمتموهن»، «وهن» : الأول.
«أن تنكحوهن» : فى موضع نصب بحذف حرف الجر تقديره: فى أن تنكحوهن أي: ليس عليكم حرج فى نكاحهن إذا آتيتموهن أجورهن.
- ٦١- سورة الصف
٣- كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ «مقتا» نصب على البيان.
«أن تقولوا» : أن، فى موضع رفع على الابتداء، وما قبلها الخبر تقديره: قولكم ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله.
ويجوز أن يكون «أن» فى موضع رفع، على إضمار مبتدأ أي: هو أن تقولوا.
وفى «كبر» : ضمير فاعل أي: كبر المقت مقتا، هذا مما أضمر من غير تقدم ذكر قبله، لكنه أضمر على شريطة التفسير، لأنه بمعنى الذّم تقديره: قولكم ما لا تفعلون مذموم وقام قوله: «كبر مقتا» مقام «مذموم»، كما تقول: زيد نعم رجلا، فترفع «زيدا» على الابتداء وما بعده خبره، وليس فيه ما يعود عليه، ولكنه جاز وحسن، لأن معناه المدح، فكأنه فى التقدير: زيد ممدوح، وقام قولك: «نعم رجلا» مقام «ممدوح».
«كأنهم بنيان» : فى موضع الحال من المضمر المرفوع فى «يقاتلون» والتقدير: مشبهين بنيانا مرصوصا.
٦- وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ...
العامل فى «إذ» : فعل مضمر تقديره: واذكر إذ قال.
«مصدقا» و «مبشرا» : حالان، من عيسى عليه السلام.
١١، ١٢- تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ...
«تؤمنون، وتجاهدون»، لفظهما، عند المبرد، لفظ الخبر ومعناه الأمر، كأنه قال: آمنوا وجاهدوا، ولذلك قال: «يغفر لكم»، «ويدخلكم» : بالحزم، لأنه جواب الأمر، فهو محمول على المعنى.
ودل على ذلك أن فى حرف عبد الله «آمنوا»، على الأمر.
وقال غيره: «تؤمنون» و «وتجاهدون» : عطف بيان على ما قبله، وتفسير ل «التجارة» ما هى، كأنه لما قال «هل أدلكم على تجارة» الآية: ١٠، لم يدر ما التجارة؟ فبينها بالإيمان والجهاد، فعلم أن التجارة هى الإيمان والجهاد، فيكون على هذا «يغفر» جواب الاستفهام محمول على المعنى، لأن المعنى: هل تؤمنون بالله وتجاهدون يغفر لكم، لأنه قد بين التجارة بالإيمان والجهاد، فهى هما، وكأنهما قد لفظ بهما فى موضع التجارة بعد «هل»، فحمل الجواب على ذلك المعنى.
وقال الفراء: «يغفر» : جواب الاستفهام، فإن أراد هذا المعنى فهو حسن، وإن لم يرده فذلك غير جائز، لأن «الدلالة» لا تجب بها المغفرة، إنما تجب المغفرة بالقول والعمل.
١٣- وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ «أخرى» : فى موضع خفض، عطف على «تجارة» الآية: ١٠ أي: وهل أدلكم على خلة أخرى تحبونها.
هذا مذهب الأخفش، ويرفع «نصر» على إضمار مبتدأ أي: ذلك نصر، أو: هى نصر.
وقال الفراء: «أخرى» : فى موضع رفع على الابتداء والتقدير عنده: ولكم خلة أخرى.
١٤-... فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ «ظاهرين» : نصب على خبر «أصبح»، والضمير: اسمها.
- ٦٢- سورة الجمعة
٢- هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ «يتلو، ويزكيهم ويعلمهم» : كلها نعوت ل «رسول»، وكذلك: «منهم»، نعت أيضا، فى موضع نصب كلها.
٣- وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ «آخرين» : فى موضع خفض، عطف على «الأميين» الآية: ٢.
وقيل: فى موضع نصب، على العطف على المضمر المنصوب فى «يعلمهم»، أو: «يزكيهم».
وقيل: هو معطوف على معنى «يتلوا عليهم»، لأن معناه: يعرفهم آياته.
«لما يلحقوا» : أصل «لما» : لم، زيدت عليها «ما» لينفى بها ما قرب من الحال، ولو لم يكن معها «ما» لكانت على نفى ماض لا غير، وإذا قلت: لم يقم زيد، فهو نفى لمن قال: قام زيد وإذا قلت: لما يقم زيد، فهو نفى لمن قال: يقوم زيد.
٥- مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ «يحمل» : حال من «الحمار».
«بئس مثل القوم» : مثل، مرفوع ب «بئس»، والجملة: فى موضع البيان لمحذوف تقديره: بئس مثل القوم هذا المثل، لكن حذف لدلالة الكلام عليه.
٨- قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ...
«ملاقيكم» : خبر «إن»، وإنما دخلت الفاء فى خبر «إن»، لأنه قد نعت اسمها ب «الذي»، والنعت هو المنعوت، و «الذي» مبهم، والإبهام حد من حدود الشرط، فدخلت «الفاء» فى الخبر لما فى «الذي» من الإبهام،
ويجوز أن يكون «الذي تفرون منه» هو الخبر، ويكون «الفاء» فى «فإنه ملاقيكم» : جواب للجملة، كما تقول: زيد منطلق فقم إليه.
٩- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ...
«الجمعة» : يجوز إسكان الميم استخفافا.
وقيل: هى لغة وقيل: لما كان فيه معنى الفعل صار بمنزلة «رجل هزأة»، لأنه مفعول به فى المعنى وشبهه، فصار كهزأة، الذي يهزأ منه.
وفيه لغة ثالثة: الجمعة، بفتح الميم، على نسب الفعل إليها، كأنها تجمع الناس، كما يقال: رجل لحنة، إذا كان يلحن الناس وقرأة، إذا كان يقرئ الناس.
- ٦٣- سورة المنافقون
١- إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ العامل فى «إذا» :«جاءك»، لأن فيها معنى الشرط، وقد تقدمت عليها.
«يعلم إنك لرسوله» : كسرت «إن»، لدخول اللام عليها فى خبرها، فالفعل معلق عن العمل فى اللفظ، وهو عامل فى المعنى فى الجملة، ولا يعلق عن العمل إلا الأفعال التي تنصب الابتداء والخبر.
٢- اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ «ما» : فى موضع رفع ب «ساء»، على قول سيبويه، و «وكانوا يعملون» : صلة «ما»، و «الهاء» :
محذوفة أي: يعملونه.
وقال الأخفش: «ما» : نكرة، فى موضع نصب، و «كانوا يعملون» : نعته، «والهاء» : محذوفة أيضا من الصلة، وحذفها من الصلة أحسن، وهو جائز من الصفة.
٥- وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ «تعالوا يستغفر» : أعمل الثاني منهما، وهو «يستغفر». وليس فيه ضمير، لأن فاعله بعده، ولو أعمل الأول فى الكلام، وهو «تعالوا»، لقيل: تعالوا يستغفر لكم إلى رسول الله لأن تقديره: تعالوا إلى رسول الله يستغفر لكم، ففى «يستغفر» : ضمير الفاعل على هذا التقدير.
٦- سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ «لن يغفر» : لن، هى الناصبة للفعل، عند سيبويه.
وقال الخليل: أصلها «لا أن»، فحذفت الهمزة لكثرة الاستعمال، ثم حذفت ألف «لا» لسكونها وسكون النون، فبقيت: لن، و «ولن» موضوعه لنفى المستقبل فإذا قلت: لن يقوم زيد، فإنما هو نفى لمن قال: سيقوم زيد ولذلك لا يجوز دخول السين وسوف مع «لن»، لأنها لا تدخل إلا على مستقبل، فلا تحتاج إلى السين وسوف معها، ف «لن» هى الناصبة للفعل، عند الخليل.
وقال سيبويه: إنه لا يجوز: زيدا لن أضرب، لأنه فى صلة «لن»، على قول الخليل.
وقد منع بعض النحويين- وهو على بن سليمان- أن يجوز: زيدا لن أضرب، من جهة أن «لن» لا تتصرف، فهى ضعيفة لا يتقدم عليها ما بعدها، كما لم يجز أن يتقدم اسم «أن» عليها، وعوامل الأسماء أقوى من عوامل الأفعال، وإذا لم يتقدم ما بعد عوامل الأسماء عليها، وهى أقوى من عوامل الأفعال، كان ذلك فى عوامل الأفعال أبعد وكذلك «لم» عنده.
والبصريون على جوازه مع «لن».
٨- يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ...
«ليخرجن» : هذا وجه الكلام، لأن الفعل متعد إلى مفعول، لأنه من «أخرج».
فأما من قرأ «ليخرجن»، بفتح الياء، فالفعل غير متعد، لأنه «خرج»، لكنه ينصب الأول على الحال، والحال لا يكون فيها الألف واللام إلا فى نادر يسمع ولا يقاس عليه حكى سيبويه: ادخلوا الأول فالأول، نصبه على الحال.
وأجاز يونس: مررت به المسكين، نصب «المسكين» على الحال، ولا يقاس عليه لشذوذه وخروجه عن القياس.
- ٦٤- سورة التغابن
٦- ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا...
«يهدوننا» : إنما جمع، لأنه رده على، معنى «بشر»، لأنه بمعنى الجماعة فى هذا الموضع، ويكون للواحد، نحو قوله «ما هذا بشرا» ١٢: ٣١.
وقد أجاز النحويون: رأيت ثلاثة نفر، وثلاثة رهط، حملا على المعنى ولم يجيزوا: رأيت ثلاثة قوم، ولا ثلاثة بشر والفرق بينهما أن «نفرا» و «رهطا»، لما دون العشرة من العدد، فأضيف ما دون العشرة من العدد إلى ما فوقها وأما «بشر» فيقع للواحد، فلم يمكن إضافة عدد إلى واحد.
و «بشر» : رفع بالابتداء وقيل: بإضمار فعل.
٩- يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ...
«يوم» : ظرف، والعامل فيه: «لتنبئون» الآية: ٧.
١٦- فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ...
«خيرا» : انتصب، عند سيبويه، على إضمار فعل دل عليه الكلام، لأنه لما قال «وأنفقوا» دل على أنه أمرهم أن يأتوا فعل خير، وكأنه قال: وأتوا خيرا.
وقال الفراء والكسائي: هو نعت لمصدر محذوف تقدير: وأنفقوا إنفاقا خيرا.
وقيل: هو نصب ب «أنفقوا»، و «الخير» : المال، على هذا القول، وفيه بعد فى المعنى.
وقال بعض الكوفيين: هو نصب على الحال، وهو بعيد فى الإعراب والمعنى أيضا.
٣-... وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً انتصب «أمره» ب «بالغ»، لأنه بمعنى الاستقبال.
وقد قرئ بالإضافة.
وأجاز الفراء فى الكلام: بالغ أمره، بالتنوين ورفع «الأمر» ب «بالغ». أو بالابتداء، و «بالغ» :
خبره، والجملة: خبر «إن».
٤- وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً «واللائي يئسن» : اللائي، ابتداء، و «يئسن» وما بعده: صلة، إلى «نسائكم»، و «إن ارتبتم» : شرط و «فعدتهن» : ابتداء، و «ثلاثة» : خبره، و «الفاء» : جواب شرط، وجوابه وما تعلق به: خبر عن «اللائي».
والتقدير: إن ارتبتم فيهن فأمد عدتهن ثلاثة أشهر.
وواحد «اللائي» : التي.
«وأولات الأحمال» : ابتداء، و «أجلهن» : ابتداء ثان، و «أن يضعن» : خبر الثاني، و «أن» :
فى موضع رفع، وهى والفعل مصدر، والثاني وخبره: خبر الأول.
ويجوز أن يكون «أجلهن» بدلا من «أولات»، وهو بدل الاشتمال، و «أن يضعن» : الخبر.
وواحد «أولات» : ذات.
٦-... وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ...
فى «كن» : اسمها، و «أولات» : الخبر تقديره: وإن كانت المطلقات أولات حمل فأنفقوا عليهن.
١٠، ١١-... قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ...
انتصب «ذكرا» ب «أنزل»، وانتصب «رسول» على نعت «ذكر» تقديره: ذكرا ذا رسول، ثم حذف المضاف إليه.
وقيل: انتصب «رسول» على البدل من «ذكر»، و «رسول» بمعنى: رسالة.
وهو فى الوجهين بدل الشيء من الشيء، وهو هو.
وقيل: هو نصب على إضمار: «أرسلنا».
وقيل: على إضمار: «أعنى».
وقيل: هو نصب على الإغراء أي: اتبعوا رسولا، أو: الزموا رسولا.
وقيل: هو نصب بفعل دل عليه «ذكرا» تقديره: قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا أي: تذكروا رسولا أو: نذكر رسولا.
وقيل: هو نصب ب «ذكر»، لأنه مصدر يعمل عمل الفعل، تقديره: فأنزل الله إليكم أن تذكروا رسولا.
و «يتلو» : نعت ل «رسول».
١٢- اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً «لتعلموا» : اللام، متعلقة ب «يتنزل».
وقيل: ب «خلق».
- ٦٦- سورة التحريم
١- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي، مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ «تبتغى» : فى موضع نصب، على الحال من المضمر فى «تحرم».
٢- قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ «تحلة» : نصب ب «فرض»، وزنه: تفعلة، وأصله: تحللة، ثم، ألقيت حركة اللام الأولى على الحاء، وأدغمت فى الثانية.
٣-... فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ...
«نبأت به» : المفعول الثاني محذوف تقديره: نبأت به صاحبتها، يعنى: حفصة رضى الله عنها عائشة. وقيل:
عائشة هى المخبرة حفصة بالسر.
فأما من خفف الراء، فهو على معنى: جازى على بعضه ولم يجاز على بعض، إحسانا منه صلى الله عليه وسلم.
ولا يحسن أن يكون: معناه: أنه لم يدر بعضه، لأن الله عز وجل قد أخبرنا أنه قد أظهر نبيه عليه، فغير جائز أن يظهر على ما أفشت ويعرفه بعض ما أظهره عليه دون بعض، أو يعرف بعضا وينكر بعضا.
٤- إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ إنما جمع «القلب»، وهما اثنان، لأن كل شىء ليس فى الإنسان منه غير واحد إذا قرن به مثله، فهو جمع، وقيل: لأن التثنية جمع، لأنه جمع شىء إلى شىء.
«فإن الله هو مولاه» : هو، فاصلة، و «مولاه» : خبر «إن».
ويجوز أن يكون «هو» : ابتداء، «ومولاه» : الخبر، والجملة: خبر «إن». وتقف على «مولاه»، على هذا لا تتجاوزه.
«وجبريل» : ابتداء، وما بعده عطف عليه، و «ظهير» : خبر.
ويجوز أن يكون «وجبريل» عطفا على «مولاه».
وتقف على «جبريل» على هذا، ويكون «وصالحو المؤمنين» ابتداء، و «الملائكة» : عطفا، و «ظهير» : خبرا.
ويجوز أن يكون «وصالحو المؤمنين» : عطفا على «جبريل»، و «جبريل» : عطفا على «مولاه».
و «المولى»، بمعنى: الولي، لأن الملائكة والمؤمنين أولياء الأنبياء وناصروهم، فتقف، على هذا، على «المؤمنين»، ويكون قوله «والملائكة» : ابتداء، و «ظهير» : خبره، لأن المتعارف عند القراء الوقف على «مولاه»، ويكون «وجبريل» : ابتداء يبتدأ به.
٥- عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ...
«أن» : فى موضع نصب خبر «عسى»، ومثله: «أن يكفر» الآية: ٨.
٦- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً...
«قوا» : فعل قد اعتل فاؤه ولامه، فالفاء محذوفة لوقوعها بين ياء وكسرة فى قوله «يقى»، على مذهب البصريين
وقيل: بل حذفت الضمة عن «الياء» استخفافا، وحذفت لسكونها وسكون الواو بعدها، وضمت القاف لأجل الواو، لئلا تنقلب ياء، فتغير المعنى.
١٠- ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ...
«مثلا»، و «امرأة» : مفعولان ب «ضرب».
وقيل: «امرأة نوح»، هى بدل من «مثلا» على تقدير: مثل امرأة نوح، ثم حذف «مثل» الثاني لدلالة الأول عليه.
١٢- وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها...
«مريم» : انتصب على العطف، على «مثلا» الآية: ١١، و «ابنة» : نعت لها، أو بدل. ولم تنصرف «مريم» للتأنيث والتعريف.
وقيل: إنه اسم أعجمى وقيل: عربى
- ٦٧- سورة الملك
٣- الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ «طباقا» : نعت ل «سبع».
«وقيل» : هو جمع «طبقة»، كرحبة ورحاب.
وقيل: هو جمع «طبق»، كجمل وجمال.
٤- ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ «كرتين» نصب، لأنه فى موضع المصدر، كأنه قال: فارجع البصر رجعتين.
٨- تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ «كلما» : نصب ب «ألقى»، على الظرف.
١١- فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ إنما وحد «الذنب»، والإخبار عن جماعة، لأنه مصدر يقع على القليل والكثير «فسحقا» : نصب على إضمار فعل أي: ألزمهم الله سحقا.
وقيل: هو مصدر جعل بدلا من اللفظ بالفعل، وهو قول سيبويه.
والرفع يجوز فى الكلام على الابتداء.
١٤- أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ «من» : فى موضع رفع ب «يعلم»، والمفعول محذوف تقديره: ألا يعلم الخالق خلقه، فدل ذلك على أن ما يسرّ الخلق من قولهم وما يجهرون به كل من خلق الله، لأنه قال: «وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور» الآية: ١٣ ولا يصح أن تكون «من» فى موضع نصب، اسما للمسرين والمجاهرين، حتى لا يخرج الكلام من عمومه، ويدفع عموم الخلق عن الله جل ذكره، ولو أتت «ما» فى موضع «من» لكان فيه بيان لعموم أن الله خالق كل شىء من أقوال الخلق، أسروها أو أظهروها، خيرا كانت أو شرا، ويقوى ذلك قوله «إنه عليم بذات الصدور»، ولم يقل: عليم بالمسرين والمجاهرين، وتكون «ما» : فى موضع نصب.
١٦، ١٧- أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ «أن»، فيهما: فى موضع نصب على البدل من «من»، وهو بدل الاشتمال.
وقال النحاس: «أن» : مفعولة، ولم يذكر البدل، ووجهه ما ذكرت لك.
١٩- أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ...
«صافات» : حال من «الطير»، وكذلك: «ويقبضن».
٢٣- قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ إنما وحد «السمع»، لأنه فى الأصل مصدر.
٢٥- وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ «هذا» : مبتدأ، و «الوعد» : نعته، و «متى» : فى موضع رفع خبر «هذا»، وفيه ضمير مرفوع يعود على «هذا».
وقيل: «هذا» : رفع بالاستقرار، و «متى» : ظرف فى موضع نصب، فلا يكون فيه ضمير.
٢٧- فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ «تدعون» : هو تفتعلون، من الدعاء، وأصله: تدتعيون، ثم أدغمت التاء فى الدال، على إدغام الثاني فى الأول، لأن الثاني أضعف من الأول، وأصل الإدغام الأضعف فى الأقوى، ليزداد قوة مع الإدغام، والدال مجهورة والتاء مهموسة، والمجهور أقوى من المهموس، فلذلك أدغم الثاني فى الأول، ليصير اللفظ بحرف مجهور.
٣٠- قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ «فمن يأتيكم» : ابتداء وخبر، و «الفاء» : جواب الشرط.
«بماء معين» : يجوز أن يكون «معينا» بمعنى: «فعيلا»، من: معن الماء، إذا كثر ويجوز أن يكون «مفعولا» من العين وأصله: معيون، ثم أعل بأن أسكنت الياء استخفافا وحذفت لسكونها وسكون الواو بعدها، ثم قلبت الواو ياء، لانكسار العين قبلها.
وقيل: بل حذفت الواو لسكونها وسكون الياء قبلها فتقديره على هذا: فمن يأتيكم بماء يرى بالعين.
- ٦٨- سورة القلم
١- ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ قد تقدم وجهه الإظهار والإدغام فى النون فى «يسن» وغيرها، وقد قرئت بفتح «النون» على أنه مفعول به أي: اذكر نون، أو: أقرأ نون، ولم ينصرف لأنه معرفة، وهو اسم لمؤنث، وهى السورة.
وقال سيبويه: إنما فتحت النون لالتقاء الساكنين، كأين وكيف، كأن القارئ وصل قراءته ولم يدغم، فاجتمع ساكنان: النون والواو، وفتحت النون.
وقال الفراء: إنما فتحت على التشبيه ب «ثم».
وقال غيره: فتحت، لأنها أشبهت نون الجمع.
وقال أبو حاتم: لما حذفت منها واو القسم نصبت بالفعل المقسم به، كما تقول: الله لأفعلن، فنصب الاسم بالفعل، كأنه فى التمثيل، وإن كان لا يستعمل: أقسمت بالله.
وأجاز سيبويه: الله لأفعلن، بالخفض، أعمل حرف القسم، وهو محذوف، وجاز ذلك فى هذا، وإن كان لا يجوز فى غيره، لكثرة استعمال الحذف فى باب القسم.
ومن جعل «نون» قسما، جعل الجواب: «ما أنت بنعمة ربك» الآية: ٢.
٦- بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ «بأيكم» : الباء، زائدة، والمعنى: أيكم المفتون.
وقيل: الباء، غير زائدة، لكنها بمعنى «فى» والتقدير: فى أيكم المفتون.
وقيل: المفتون، بمعنى: الفتون، والتقدير: فى أيكم الفتون أي: الجنون.
وكتب «أيكم» فى المصحف، فى هذا الموضع خاصة، بياءين وألف قبلهما، وعلة ذلك أنهم كتبوا للهمزة صورة على التحقيق وصورة على التخفيف، فالألف صورة الهمزة على التحقيق، والياء الأولى صورتها على التخفيف، لأن قبل الهمزة كسرة، فإذا خفضتها فحكمها أن تبدل منها ياء والثانية صورة الياء المشددة.
وكذلك كتبوا «بأييد- ٥١: ٤٧» بياءين، على هذه العلة، وكتبوا «وَلَأَوْضَعُوا- ٩: ٤٨»، وكذلك:
«أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ- ٢٧: ٢١» و: «لَإِلَى الْجَحِيمِ- ٣٧: ٦٨»، و: «لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ- ٣: ١٥٨»، كتب كله بألفين: إحداهما، وهى الأولى، صورة الهمزة على التحقيق، والثانية صورتها على التخفيف.
وقد قيل: الأولى: صورة الهمزة، والثانية: صورة حركتها.
وقيل: هى فتحة أشبعت فتولدت منها ألف، وفيه بعد، وهذا إنما هو تعليل لخط المصحف، إذ قد أتى على خط ذلك، ولا سبيل لتحريفه.
١٤، ١٥- أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ «أن» : مفعول من أجله، والعامل فيه فعل مضمر تقديره: يكفر- أو: يجحد- من أجل أن كان ذا مال ولا يجوز أن يكون العامل: «تتلى»، لأن ما بعد «إذا» لا يعمل فيما قبلها، لأن «إذا» تضاف إلى الجمل التي بعدها، ولا يعمل المضاف إليه فيما قبل المضاف، و «قال» : جواب الجزاء، ولا يعمل فيما قبل الجزاء، لأن حكم العامل أن يكون قبل المعمول فيه، وحكم الجواب أن يكون بعد الشرط، فيصير مقدما مؤخرا فى حال، وذلك لا يجوز، فلا بد من إضمار عامل على ما ذكرنا.
«أساطير» أي: هذه أساطير، ف «أساطير» : خبر ابتداء مضمر.
١٧-... إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ «مصبحين» : حال من المضمر فى «ليصرمنها» المرفوع، ولا خبر ل «أصبح» فى هذا، لأنها بمعنى: داخلين فى الإصباح.
٣٣- كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ «العذاب» : ابتداء، و «كذلك» : الخبر أي: العذاب الذي يحل بالكفار مثل هذا العذاب.
٣٦- ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ «ما» : ابتداء، استفهام، و «لكم» : الخبر، و «كيف» : فى موضع نصب ب «تحكمون».
٣٩- أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ «أيمان» : ابتداء، و «علينا» : خبر، و «بالغة» : نعت ل «أيمان».
وقرأ الحسن: «بالغة»، بالنصب، على الحال من المضمر فى «علينا».
٤١، ٤٢- أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ انتصب «يوم» على: اذكر يا محمد، فيبتدأ به.
٤٣- خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ «خاشعة» : نصب على الحال، من المضمر فى «يدعون»، أو من المضمر فى «يستطيعون»، و «أبصارهم» :
رفع بفعلها، و «ترهقهم» : فى موضع الحال، مثل الأول، وإن شئت: كان منقطعا من الأول.
٤٤- فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ «من» : فى موضع نصب، على العطف على المتكلم، وإن شئت: على أنه مفعول معه.
٤٩- لَوْلا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ «أن» : فى موضع رفع بالابتداء، والخبر محذوف ولا يكاد يستعمل مع «لولا» عند سيبويه إلا محذوفا والتقدير: لولا مداركة الله إياه لحقته، أو: استنفدته، وشبهه، و «لنبذ» : جواب «لولا»، وذكّر تداركه»، لأن النعمة والنعم، بمعنى، فحمل على المعنى.
وقيل: ذكّر، لأنه فرق بينهما بالهاء.
وقيل: لا تأنيث، النعمة: مؤنث غير حقيقى، إذ لا ذكر لها من لفظها.
وفى قراءة ابن مسعود: «لولا أن تداركته»، بالتاء، على تأنيث اللفظ.
«وهو مذموم» : ابتداء وخبر، فى موضع نصب على الحال من المضمر المرفوع فى «نبذ».
٥١- وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ «أن»، عند الكوفيين، بمعنى: «ما»، و «اللام» بمعنى: «إلا» وتقديره: وما يكاد الذين كفروا إلا يزلقونك.
و «إن»، عند البصريين: مخففة من الثقيلة واسمها مضمر معها، و «اللام» : لام التأكيد، لزمت هذا النوع لئلا تشبه «إن» التي بمعنى «ما».
١، ٢- الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ «الحاقة» : ابتداء، و «ما» : ابتداء ثان. و «ما» : بمعنى الاستفهام الذي معناه التعظيم والتعجب. و «الحاقة»، الثانية: خبر «ما»، و «ما» وخبرها: خبر عن «الحاقة» الأولى. وجاز أن تكون الجملة خبرا عنها ولا ضمير فيها يعود على المبتدأ، لأنها محمولة على معنى: الحاقة ما أعظمها وأهولها.
وقيل: المعنى: الحاقة ما هى؟ على التعظيم لأمرها، ثم أظهر الاسم، ليكون أبين فى التعظيم. وقد مضى ذكر هذا فى «الواقعة» : ٥٦، ومثله: «القارعة ما القارعة» السورة: ١٠١.
٣- وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ «ما» : ابتداء، و «ما»، الثانية: ابتداء ثان، و «الحاقة» : خبره، والجملة فى موضع نصب ب «أدراك»، و «أدراك» وما اتصل به: خبر عن «ما» الأولى، وفى «أدراك» ضمير فاعل يعود على «ما» الأولى، و «ما»، الأولى والثانية: استفهام، فلذلك لم يعمل «أدراك» فى «ما» الثانية، وعمله فى الجملة وهما استفهام، فيهما معنى التعظيم والتعجب.
و «أدراك» : فعل يتعدى إلى مفعولين: الكاف، المفعول الأول، والجملة: فى موضع الثاني ومثله «وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين» ٨٢: ١٧، ١٨، و «وما أدراك ما عليون» ٨٣: ١٩، و «وما أدراك ما العقبة» ٩٠: ١٢، و «وما أدراك ما القارعة» ١٠١: ٣، و «وما أدراك ما الحطمة» ١٠٤: ٥، كله على قياس واحد، ققس بعضه على بعض.
٥- فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ «ثمود» : رفع بالابتداء، و «أهلكوا» : الخبر. وحق «الفاء» أن تكون قبله والتقدير: مهما يكن من شىء فثمود أهلكوا.
و «ثمود» : اسم للقبيلة، وهو معرفة، فلذلك لم ينصرف للتأنيث والتعريف.
وقيل: هو أعجمى معرفة، فلذلك لم ينصرف، ويجوز صرفه فى الكلام، وقد قرئ بذلك فى مواضع من القرآن على أنه اسم للأب، ومثله: «وأما عاد فأهلكوا» الآية: ٦، إلا أن «عادا» ينصرف لخفته، إذ هو على ثلاثة أحرف الأوسط ساكن.
وقيل: هو نصب على المصدر، بمعنى: تباع.
«فيها صرعى» : صرعى، فى موضع نصب على الحال، لأن «ترى» : من رؤية العين.
«كأنهم أعجاز نخل» : الجملة فى موضع نصب على الحال، من المضمر فى «صرعى» أي: مشبهين أعجاز نخل خاوية من التأكل.
١٥- فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ العامل فى الظرف: «وقعت».
١٦- وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ العامل فى الظرف: «واهية».
١٨- يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ العامل فى الظرف: «تعرضون».
٢٨- ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ «ما» : فى موضع نصب ب «أغنى»، ويجوز أن تكون نافية، على حذف مفعول أعنى: ما أغنى مالى شيئا.
٣٢- ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ «ذرعها سبعون» : ابتداء وخبر، فى موضع خفض على النعت ل «سلسلة».
٤١، ٤٢- وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ انتصب «قليلا»، فى هذين الموضعين، ب «تؤمنون» و «تذكرون»، و «ما» : زائدة وحقيقته أنه نعت لمصدر محذوف تقديره: وقتا قليلا تذكرون، وكذلك: «قليلا ما تؤمنون».
(م ٣٠- الموسوعة القرآنية ج ٤)
٤٣- تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ «تنزيل» : خبر ابتداء محذوف أي: هو تنزيل.
٤٧- فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ «حاجزين» : نعت ل «أحد»، لأنه بمعنى الجماعة، فحمل على النعت على المعنى فجمع.
- ٧٠- سورة المعارج
١- سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ من همز «سأل»، احتمل ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يكون من «السؤال»، لكن أبدل من الهمزة ألفا، وهذا بدل على غير قياس، لكنه جائز، حكاه سيبويه وغيره.
والثاني: أن تكون الألف بدلا من واو، حكى سيبويه وغيره: سلت تسال، لغة، بمنزلة: خفت تخاف.
والوجه الثالث: أن تكون الألف بدلا من ياء، من سال يسيل، بمنزلة: كال يكيل.
وأصل «سال»، إذا كان من «السؤال»، أن يتعدى إلى مفعولين، نحو قوله: «فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ» ١١: ٤٦، ويجوز أن تقتصر على واحد، كأعطيت، نحو قوله: «وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ» ٦٠: ١ فإذا اقتصرت على واحد جاز أن يتعدى بحرف جر إلى ذلك الواحد، نحو قوله: «سأل سائل بعذاب واقع» تقديره: سأل سائل الشيء بعذاب، و «الباء»، بمعنى: «عن».
وإذا جعلت «سال»، من «السيل»، لم تكن «الباء» بمعنى «عن»، وكانت على بابها، وأصلها للتعدى.
فأما الهمزة فى «سائل» فتحتمل ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون أصلية، من «السؤال».
والثالث: أن تكون بدلا من «ياء»، على أن تجعل «سال» من «السيل».
٧، ٨، ٩، ١٠، ١١- وَنَراهُ قَرِيباً يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ «يوم»، العامل فيه: «نراه»، ويجوز أن يكون بدلا من «قريب»، والعامل فى «قريب» :«نراه».
وقيل: العامل «يبصرونهم»، والهاء والميم فى «يبصرونهم» : تعود على الكفار، والضمير المرفوع للمؤمنين أي: يبصر المؤمنون الكافرين يوم القيامة أي: يرونهم فينظرون إليهم فى النار.
وقيل: تعود على «الحميم»، وهو بمعنى الجمع أي: يبصر الحميم حميمه.
وقيل: الضميران يعودان على الكفار، أي: يبصر التابعون المبتوعين فى النار ١٥، ١٦- كَلَّا إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى «لظى» : خبر «إن»، فى موضع رفع، و «نزاعة» : خبر ثان.
وقيل: «لظى» : فى موضع نصب، على البدل من «الهاء» فى «إنها» و «نزاعة» : خبر ثان.
وقيل: «لظى» : خبر ثان، و «نزاعة» : بدل من «لظى»، أو: رفع على إضمار مبتدأ.
وقيل: الضمير فى «إنها» : للقصة. و «لظى» : مبتدأ، و «نزاعة» : خبر «لظى»، والجملة: خبر «إن».
ومن نصب «نزاعة»، فعلى الحال، وهى قراءة حفص، عن عاصم والعامل فى «نزاعة» : ما دل عليه الكلام من معنى التلظي كأنه قال: كلا إنها لظى فى حال نزعها للشوى وقد منع المبرد جواز نصب «نزاعة» على الحال، وقال: لا تكون لظى إلا نزاعة للشوى، فلا معنى للحال، إنما الحال فيما يجوز أن يكون ويجوز ألا يكون.
والحال فى هذا جائزة لأنها تؤكد ما تقدمها، كما قال «وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً» ٢: ٩١، ولا يكون «الحق» أبدا إلا مصدقا، وقال «وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً» ٦: ١٢٦، ولا يكون صراط الله- جل ذكره- أبدا إلا مستقيما، فليس يلزم ألا يكون الحال إلا للشىء الذي يمكن أن يكون ويمكن ألا يكون، وهذا أصل لا يصحب فى كل موضع، فقول المبرد ليس بجيد.
وقد قيل: إن هذا إنما هو إعلام لمن ظن أنه لا يكون، فيصح الحال على هذا بغير اعتراض.
١٩- إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً «هلوعا» : حال من المضمر فى «خلق»، وهى الحال المقدرة، لأنه إنما يحدث فيه الهلع بعد خلقه لا فى حال خلقه.
٢٠، ٢١- إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً «جزوعا» و «منوعا» : خبر «كان» مضمرة، أي: يكون جزوعا، أو: يصير، أو: صار، ونحوه.
وقيل: هو نعت ل «هلوع»، وفيه بعد، لأنك تنوى به التقديم قبل «إذا».
٣٦- فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ «ما» : استفهام ابتداء، و «الذين» : الخبر، و «ومهطعين» : حال، وهو عامل فى «قبلك»، و «قبلك» : ظرف.
٣٧- عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ مكان «عزين» نصب على الحال أيضا من «الذين»، وهو جمع «عزة»، وإنما جمع بالواو والنون، وهو مؤنث لا يعقل، ليكون ذلك عوضا مما حذف منه.
وقيل: أصلها: عزهة، كما أن أصل «سنة» : سنهة، ثم حذفت الهاء، فجعل جمعه بالواو والنون عوضا من الحذف.
٤٢، ٤٣- فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ «يوم» : بدل من «يومهم»، و «ويومهم» : نصب ب «يلاقوا»، مفعول به.
«سراعا» : حال من المضمر، فى «يخرجون»، وكذلك: «كأنهم إلى نصب» : فى موضع الحال أيضا من المضمر.
٤٤- خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ «خاشعة» : حال أيضا من المضمر فى «يخرجون»، وكذلك: «ترهقهم ذلة»
١- إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ «أن» : لا موضع لها، إنما هى للبيان، بمعنى: أي.
وقيل: هى فى موضع نصب، على حذف حرف الجر أي: بأن أنذر.
ومثلها فى الوجهين: «أن اعبدوا الله» الآية: ٣.
٥- قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهاراً «ليلا ونهارا» : ظرفا زمان، والعامل فيهما: «دعوت».
٦- فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً «فرارا» : مفعول ثان ل «يزدهم».
٧- وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ...
«كلما» : نصبت على الظرف، والعامل فيها: «جعلوا».
٨- ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً «جهارا» : نصب على الحال أي: مجاهرة بالدعاء لهم.
وقيل: التقدير: ذا جهار.
ويجوز أن يكون نصب على المصدر.
١١- يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً «مدرارا» : نصب على الحال من «السماء»، ولم يثبت «الهاء» لأن «مفعالا» للمؤنث، بغير «هاء» يكون، إذا كان جائزا على الفعل، نحو: امرأة مذكار، ومئناث.
١٥- أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً «طباقا» : مصدر. وقيل: هو نعت ل «سبع».
«بساطا» الآية: ١٩.
١٧- وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً «نباتا» : مصدر لفعل دل عليه «أنبتكم» أي: فنبتم نباتا.
«وقيل» : هو مصدر، على حذف الزيادة.
٢١- قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً «ولده»، من قرأها بضم الواو جعله جمع «ولد»، كوثن ووثن.
وقيل: هى لغة فى الواحد، يقال: ولده وولده، للواحد والجمع.
٢٣- وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً «يغوث ويعوق» : لم يصرفهما، لأنهما على وزن: يقوم، ويقول، وهما معرفة.
وقد قرأ الأعمش بصرفهما، وذلك بعيد، كأنه جعلهما نكرتين، وهذا لا معنى له، إذ ليس كل صنم اسمه يغوث ويعوق، إنما هما اسمان لصنمين معلومين مخصوصين، فلا وجه لتنكيرهما.
٢٥- مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً «ما» : زائدة، للتوكيد، و «خطيئاتهم» : خفض ب «من».
٢٦- وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً «ديارا» : فيعال، من: دار يدور أي: لا تذر على الأرض من يدور أي: لا تذر على الأرض من يدور منهم.
وأصله: ديوارا، ثم أدغم الواو فى الياء، مثل «ميت»، الذي أصله: «ميوت»، ثم أدغموا الثاني فى الأول.
ويجوز أن يكون أبدلوا من الواو ياء، ثم أدغموا الياء الأولى فى الثانية.
ولا يجوز أن يكون «ديارا» : فعالا، لأنه يلزم أن يقال فيه: «دوارا»، وليس اللفظ كذلك.
١- قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً «أن» : فى موضع رفع، لأن مفعول ما لم يسم فاعله ل «أوحى»، ثم عطف ما بعدها من لفظ «أن» عليها، ف «أن» : فى موضع رفع فى ذلك كله.
وقيل: فتحت «أن» فى سائر الآي، ردا على الهاء فى «آمنا به»، وجاز ذلك، وهو مضمر مخفوض على حذف الخافض، لكثرة استعمال حذفه مع «أن».
والعطف فى فتح «أن»، على «آمنا به»، أتم فى المعنى من العطف على «أنه استمع»، لأنك لو عطفت، «وأنا ظنننا» الآية: ٥، و «وأنه كان رجال» الآية: ٦، و «وأنهم ظنوا» الآية: ٧، و «أنا لمسنا» الآية: ٨ و «أنا لما سمعنا الهدى» الآية: ١٢، وشبهه، على «أنه استمع» لم يجز، لأنه ليس مما أوحى إليهم، إنما هو أمر أخبروا به عن أنفسهم والكسر فى جميع ذلك أبين، وعليه جماعة من القراء، والفتح فى ذلك على الحمل على معنى «آمنا به»، وفيه بعد فى المعنى، لأنهم لم يخبروا بأنهم لما سمعوا الهدى آمنوا به، ولم يخبروا أنهم آمنوا أنه كان رجال، إنما حكى الله عنهم أنهم قالوا ذلك مخبرين به عن أنفسهم لأصحابهم، فالكسر أولى بذلك.
٤- وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً «الهاء»، فى «أنه» : للحديث، وهى اسم «أن»، وفى «كان» : اسمها، وما بعدها الخبر.
وقيل: سفيهنا، اسم «كان»، و «يقول» : الخبر، مقدم، وفيه بعد، لأن الفعل إذا تقدم عمل فى الاسم بعده ويجوز أن تكون «كان» زائدة.
٦- وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً «الهاء» فى «أنه» : اسم «أن»، وهو إضمار الحديث والخبر، و «رجال» : اسم «كان»، و «يعوذون» :
خبر «كان»، و «من الإنس» : نعت ل «رجال»، ولذلك حسن أن تكون النكرة اسما ل «كان»، لما نعتت قربت من المعرفة، فجاز أن تكون اسم «كان»، و «كان» واسمها وخبرها خبر: عن «أن».
ويجوز أن تعديها إلى واحد، وتجعل «ملئت» فى موضع الحال، على إضمار «قد» والأول أحسن.
«حرسا» : نصب على التفسير، وكذلك: «شهبا».
١٢- وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً «هربا» : نصب على المصدر، الذي فى موضع الحال.
١٧- لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً «عذابا» : مفعول «يسلكه»، بمعنى: فى عذاب يقال: سلكه وأسلكه، لغتان بمعنى، وقد قرىء:
«نسلكه»، بضم النون، على: أسلكته فى كذا.
١٨- وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً «أن» : فى موضع رفع، عطف على «أنه استمع».
وقيل: فى موضع خفض، على إضمار الخافض، وهو مذهب الخليل وسيبويه والكسائي.
وقيل: فى موضع نصب لعدم الخافض، وهو مذهب جماعة.
٢٢، ٢٣- قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً «بلاغا» : نصب على الاستثناء المنقطع.
وقيل: هو نصب على المصدر، على إضمار فعل، وتكون «إلا»، على هذا القول، منفصلة، و «إن» : للشرط، و «لا» : بمعنى «لم» والتقدير: إنى لن يجيرنى من الله أحد، ولن أجد من دونه ملتحدا، إن لم أبلغ رسالات ربى بلاغا. و «الملتحد» : الملجأ.
«ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم» : هذا شرط، وجوابه «الفاء»، وهو عام فى كل من عصى الله، إلا ما بينه القرآن من غفران الصغائر باجتناب الكبائر، والغفران لمن تاب وعمل صالحا، وما بينه النبي ﷺ من إخراج الموحدين من أهل الذنوب من النار.
فإن جعلت «من» بمعنى «الذي» كانت فى موضع نصب بالفعل، وترفع «أضعف» و «أقل»، على إضمار «هو»، ابتداء، وخبره فى صلة «من»، إذا كانت بمعنى «الذي»، ولا صلة لها إذا كانت استفهاما.
٢٥- قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً «إن» : بمعنى «ما»، و «قريب» : رفع بالابتداء، و «ما» : بمعنى «الذي»، فى موضع رفع ب «قريب»، ويسد مسد الخبر.
وإن شئت، جعلتها خبرا ل «قريب» والجملة: فى موضع نصب ب «أدرى»، و «الهاء» : محذوفة من «تدعون»، تعود على «ما» التقدير: أقريب الوقت الذي توعدونه.
ولك أن تجعل «ما» والفعل مصدرا ولا تحتاج إلى عائد.
٢٦، ٢٧- عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً «من» : فى موضع نصب، على الاستثناء من «أحد»، لأنه بمعنى الجماعة.
٢٨- لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً الضمير فى «ليعلم» : يعود على الله، جل ذكره.
وقيل: على النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: على المشركين.
والضمير فى «أبلغوا» : يعود على الأنبياء.
وقيل: على الملائكة التي تنزل الوحى إلى الأنبياء.
«عددا» : نصب على البيان، ولو كان مصدرا لأدغم.
١- يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ «أصل «المزمل» : المتزمل، ثم أدغمت التاء فى الزاى.
٢، ٣- قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا «نصفه» : بدل من «الليل».
وقيل: انتصب على إضمار: قم نصفه، وهما ظرفا زمان.
٦- إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا «وطئا» : من فتح الواو، نصبه على البيان ومن كسرها ومد، نصبه على المصدر.
٩- رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا «رب» : من رفعه، فعلى الابتداء، و «لا إله إلا هو» : الخبر.
ويجوز أن تضمر له مبتدأ أي: هو رب المشرق.
ومن خفضة جعله بدلا من «ربك» الآية: ٨ أو: نعتا.
١١- وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا «المكذبين» : عطف على النون والياء من «ذرنى» أو: مفعول معه.
«ومهلهم قليلا» : قليلا، نعت لمصدر محذوف، أو: لظرف محذوف.
١٤- يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا العامل فى «يوم» : الاستقرار الدال عليه «لدينا» الآية: ١٢، كما تقول: إن خلفك زيدا اليوم، فالعامل فى «اليوم» : الاستقرار الدال عليه «خلفك»، وهو العامل فى «خلفك» أيضا.
وجاز أن يعمل فى ظرفين لاختلافهما، لأن أحدهما ظرف مكان والآخر ظرف زمان، كأنك قال: إن زيدا مستقر خلفك اليوم، كذلك الآية تقديرها: إن أنكالا وجحيما مستقرة عندنا يوم ترجف.
وأصل «مهيلا» : مهيولا، وهو مفعول من «هلت»، فألقيت حركة الياء على الهاء، فاجتمع ساكنان، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، وكسرت الهاء لتصح الياء التي بعدها، فوزن لفظه «فعيل».
وقال الكسائي والفراء والأخفش: إن «الياء» هى المحذوفة، و «الواو» تدل على معنى، فهى الباقية، فكان يلزمهم أن يقولوا: مهول، إلا أنهم قالوا: كسرت الهاء قبل حذف الياء، لمجاورتها الياء، فلما حذفت الياء انقلبت الواو ياء، لانكسار ما قبلها. والياء فى «مهيلا»، على قولهم: زائدة، وعلى القول الأول: أصلية.
وقد أجازوا كلهم أن يأتى على أصله فى الكلام فتقول: مهيول، وكذلك: مبيوع، وشبهه، من: ذوات الياء، فإن كان من ذوات الواو لم يجز أن يأتى على أصله عند البصريين، وأجازه الكوفيون، نحو: مقول ومصوغ.
وأجازوا كلهم: مبيوع ومهيول، ويكون الاختلاف فى المحذوف منه، على ما تقدم.
١٥- إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا «كما» : الكاف، فى موضع نصب، نعت ل «رسول»، أو لمصدر محذوف.
١٧- فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً «يوما» : نصب ب «يتقون»، وليس بظرف ل «كفرتم»، لأنهم لا يكفرون ذلك اليوم إلا أن تجعل «يكفرون» بمعنى: يجحدون، فتنصب «يوما» ب «يكفرون»، على أنه مفعول به لا ظرف، و «يجعل» : نعت ل «يوم»، إن جعلت الضمير فى «يجعل» يعود على «يوم»، فإن جعلته على الله جل ذكره، لم يكن نعتا ل «يوم» إلا على إضمار «الهاء» على تقدير: يجعل الله الولدان فيه شيبا، فيكون نعتا ل «يوم» لأجل الضمير.
١٨- السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا إنما أتى «منفطر» بغير «هاء»، و «السماء» مؤنثة، لأنه بمعنى النسب أي: السماء ذات انفطار به.
وقيل: إنما ذكّر، لأن «السماء» بمعنى: السقف، و «السقف» يذكر ويؤنث، فأتى «منفطر» على التذكير.
٢٠- إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «ونصفه وثلثه» : من خفضهما عطفهما على «ثلثى الليل» أي: وأدنى من نصفه وثلثه ومن نصبهما عطف «على أدنى» أي: تقوم نصفه وثلثه.
وأجاز الفراء خفض «نصفه» عطفا على «ثلثى»، ونصب «ثلثه»، عطفا على «أدنى».
«أن سيكون» : أن: مخففة من الثقيلة، و «الهاء» : مضمرة، و «سيكون» : الخبر، و «السين» : عوض من التشديد، و «مرضى» : اسم «كان» و «منكم» : الخبر، و «أن سيكون»، على لفظ التذكير، لأن تأنيت «مرضى» غير حقيقى.
«وآخرون» : عطف على «مرضى».
«هو خيرا» : نصب على أنه مفعول ثان ل «تجدوا»، و «هو» : فاصلة، لا موضع لها من الإعراب.
- ٧٤- سورة المدثر
١- يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ «المدثر»، أصله: المتدثر، ثم أدغمت التاء فى الدال، لأنهما من مخرج واحد، والدال أقوى من التاء، لأنها مجهورة، والتاء مهموسة، فورد بلفظ الأقوى منهما، لأن ذلك تقوية للحذف، ولم يرد بلفظ التاء، لأنه إضعاف للحرف، لأن رد الأقوى إلى الأضعف نقص فى الحرف، وكذلك حكم أكثر الإدغام فى الحرفين المختلفين أن يرد الأضعف منهما إلى لفظ الأقوى.
٦- وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ارتفع «تستكثر» لأنه حال أي: لا تعط عطية لتأخذ أكثر منها.
وقيل: ارتفع بحذف «أن» تقديره: لا تضعف الحمد أن تستكثر من الخير، فلما حذف «أن» رفع.
٨- فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ «فى الناقور» : قام مقام ما لم يسم فاعله.
وقيل: المصدر مضمر، يقوم مقام الفاعل.
وقيل: «يومئذ»، نصب على: «أعنى».
١١- ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً «من» : فى موضع نصب، على العطف على النون والياء من «ذرنى»، أو: مفعول معه.
«وحيدا» : حال من الهاء المضمرة مع «خلقت» أي: خلقته.
١٢- وَجَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً «له» : فى موضع المفعول الثاني ل «جعلت»، لأنها بمعنى: صيرت، يتعدى إلى مفعولين.
١٣- وَبَنِينَ شُهُوداً «بنين» : واحده: ابن، ولما حذفت ألف الوصل فى الجمع تحركت الياء، لأن الجمع يرد الشيء إلى أصله، وأصله «بنى» على «فعل»، فلما جمع رد إلى أصله، فقالوا: بنين، فلما تحركت الياء، التي هى لام الفعل، وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، وحذفت لسكونها وسكون ياء الجمع بعدها، وكسر ما قبل الياء على أصل ياء الجمع، وكان حقها أن يبقى ما قبلها مفتوحا، ليدل على الألف الذاهبة، كما قالوا: مصطفين، لكن «ابن» أجرى فى علته فى الواحد على غير قياس، وكان حقه أن يكون بمنزلة: عصى، ورحى، وأن لا تدخله ألف وصل، ولا يسكن أوله، فلما خرج عن أصله فى الواحد خرج فى الجمع أيضا عن أصول العلل، لأن الجمع فرع بعد الواحد، وقد قالوا فى النسب إليه:
بنوى، فرد إلى أصله، وأصل هذه الواو ألف منقلبة عن ياء، هى لام الفعل.
وقد أجاز سيبويه النسب إليه على لفظه، فأجاز: ابني.
٢٧- وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ قد تقدم القول فيه لأنه، مثل: «وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ» ٦٩: ٣ «سقر»، لم تنصرف، لأنها معرفة مؤنث.
٢٨- لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ حذفت الواو من «تذر»، لأنه حمل على نظيره فى الاستعمال، والمعنى، وهو «يدع»، لأنهما جميعا
٢٩- لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ «لواحة» : رفع، على إضمار: هى لواحة.
٣٠- عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ «تسعة عشر» : فى موضع الرفع بالابتداء، و «عليها» : الخبر، وهما اسمان، حذف بينهما «واو» العطف وتضمناه، فبنيا لتضمنهما معنى الحرف، وبنيا على الفتح لخفته.
وقيل: بنيا على الفتح الذي كان للواو المحذوفة.
وأجاز الفراء إسكان العين فى الكلام من «ثلثة عشر» إلى «تسعة عشر».
٣١- وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ...
«أصحاب» : جمع: صاحب، على حذف الزائد من «صاحب» كأنه جمع ل «صحب»، مثل: كتف وأكتاف.
«ماذا أراد الله بهذا مثلا» : إن جعلت «ما» و «ذا» اسما واحدا، كانت فى موضع نصب ب «أراد»، فإن جعلت «ذا» بمعنى «الذي»، كانت «ما» اسما تاما، رفعا بالابتداء، و «ذا» : الخبر، و «أراد» : صلة «ذا»، و «الهاء» : محذوفة منه أي: ما الذي أراده الله بهذا؟ على تقدير: أي شىء الذي أراده الله بهذا مثلا؟
و «مثلا» : نصب على البيان.
«كذلك يضل الله من يشاء» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف.
٣٥- إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ لا يجوز حذف الألف واللام من «الكبر» وما هو مثله، إلا «أخر»، فإنه قد حذفت الألف واللام منه وتضمن معناهما، فتعرف بتضمنه معناهما، فلذلك لم ينصرف فى النكرة، فهو معدول عن الألف واللام.
وقيل: هى حال من المضمر فى «إنها» الآية: ٣٥.
وقيل: من «إحدى» الآية: ٣٥.
وقيل: من «هى» الآية: ٣١.
وقيل: هى نصب، على إضمار فعل أي: صيرها نذيرا أي: ذات إنذار، فذكر اللفظ على النسب.
وقيل: هى فى موضع المصدر أي: إنذارا للبشر، كما قال: «فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ» ٥٤: ١٦: ٢١ أي: إنذارى لهم.
وقيل: هى نصب على إضمار: «أعنى».
٤٥، ٤٦- وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ «كنا» : إنما ضمت «الكاف» فى هذا، وفى أول ما كان مثله، نحو: قلنا، وقمنا، وأصله كله الفتح، لتدل الضمة على أنه نقل من فعل إلى فعل.
وقيل: إنما ضمت لتدل على أنه من ذوات الواو.
وقيل: لتدل على أن الساقط «واو».
وكلا القولين يسقط لكسرهم الأول من «خفت»، وهو من ذوات الواو فى العين، ككان، وقام، وقال والساقط منه «واو» كالساقط من: قمت، وقلت، وكنت، فكسرهم لأول «خفت» يدل على أنهم إنما كسروا ليدل ذلك على أنه من الياء، وعلى أن الساقط «ياء»، فلاجتماع هذه العلل وقع الضم والكسر فى أول ذلك.
٥٦- وَما يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ مفعول «يذكرون» : محذوف أي: يذكرون شيئا، و «أن» : فى موضع نصب، على الاستثناء، أو: فى موضع خفض على إضمار الخافض، ومفعول «يشاء» : محذوف أي: إلا أن يشاءه الله.
١- لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ «لا» : زائدة، لأنها فى حكم المتوسطة، لأن القرآن، كأنه نزل مرة واحدة إلى سماء الدنيا، ثم نزل على النبي ﷺ بعد ذلك فى نيف وعشرين سنة، على ما شاء الله، مما يريد أن ينزل شيئا بعد شىء ولو ابتدأ متكلم لم يجز له أن يأتى ب «لا» زائدة فى أول كلامه.
وقيل: «لا» : غير زائدة، وإنما هى رد لكلام متقدم فى سورة أخرى، و «لا» الثانية: غير زائدة أخبرنا الله جل ذكره أنه أقسم بيوم القيامة وأنه لم يقسم بالنفس اللوامة.
ومن قرأ «لأقسم»، بغير ألف، جعل ذلك «لام قسم» دخلت على «أقسم».
وفيه بعد، لحذف النون، وإنما حقه: لأقسمن وإنما جاز ذلك بالحذف فى هذه الآية جعل «أقسم» حالا وإذا كان حالا لم تلزمه النون فى القسم، لأن «النون» إنما تلزم فى أكثر الأحوال لتفرق بين الحال والاستقبال.
وقد قيل: إنه للاستقبال، ولكن حذفت «النون»، كما أجازوا حذف «اللام» من القسم وإثبات «النون».
وقد أجاز سيبويه حذف «النون» التي تصحب «اللام» فى القسم.
٤- بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ «قادرين» : نصب على الحال، من فاعل فى فعل مضمر: تقديره: بلى نجمعها قادرين وهو قول سيبويه.
وقيل: انتصب «قادرين»، لأنه وضع فى موضع «نقدر» التقدير: بلى نقدر، فلما وضع الاسم موضع الفعل نصب.
وهو قول بعيد من الصواب يلزم منه نصب «قائم»، من قولك: مررت برجل قائم، لأنه فى موضع «يقوم».
«بنانه» : جمع: «بنانة».
٦- يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ «أيان» : ظرف زمان، بمعنى: متى، وهو مبنى، وكان حقه الإسكان، لكن اجتمع ساكنان: الألف والنون،
٩- وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ إنما أتى «جمع» بلفظ التذكير، و «الشمس» مؤنثة، لأنه حمل على المعنى كأنه قال: وجمع النوران والضياءان وهو قول الكسائي.
وقيل: لما كان التقدير: وجمع بين الشمس والقمر، ذكر الفعل لتذكير «بين».
وقيل: لما كان المعنى: وجمعا، إذ لا يتم الكلام إلا بالقمر، والقمر مذكر، غلب المذكر على الأصل فى تأخير الفعل بعدهما.
وقال المبرد: لما كان تأنيث «الشمس» غير حقيقى جاز فيه التذكير، إذ لم يقع التأنيث فى هذا النوع فرقا بين شىء وشىء آخر.
١٠- يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ «المفر» : مصدر، فهو فى معنى، أين الفرار؟
١٤- بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
«الإنسان» : ابتداء، و «بصيرة» : ابتداء ثان، و «على نفسه» : خبر «بصيرة»، والجملة: خبر عن «الإنسان» وتحقيق تقديره: بل على الإنسان رقباء من نفسه على نفسه يشهدون عليه ويجوز أن تكون «بصيرة» خبر عن «الإنسان»، و «الهاء» فى «بصيرة» : للمبالغة.
وقيل: لما كان معناه: حجة على نفسه، دخلت «الهاء» لتأنيث الحجة.
٢٢، ٢٣- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ «وجوه» : ابتداء، و «ناضرة» : نعت لها، و «إلى ربها ناظرة» : خبر الابتداء.
ويجوز أن تكون «ناضرة» : خبرا، و «إلى ربها ناظرة» : خبرا ثانيا.
ويجوز أن تكون «ناظرة» : نعتا ل «ناضرة»، أو ل «وجوه»، و «ناضرة» : خبرا عن «الوجوه»، ودخول «إلى» مع النظر يدل على أنه نظر العين وليس من الانتظار، ولو كان من الانتظار لم يدخل معه «إلى»،
ومن قال إن «ناظرة» بمعنى: منتظرة، فقد أخطأ فى المعنى وفى الإعراب، ووضع الكلام فى غير موضعه.
وقد ألحد بعض المعتزلة فى هذا الموضع وبلغ به التعسف والخروج عن الجماعة إلى أن قال: «إلى» ليست بحرف جر، إنما هى اسم، واحده: ألاء، و «ربها» : مخفوض بإضافته إليها لا بحرف الجر والتقدير، عنده: نعمة ربها منتظرة.
وهذا محال فى المعنى، لأنه تعالى قال: وجوه يومئذ ناضرة أي: ناعمة، فقد أخبر أنها ناعمة: وقد حال النعيم بها وظهرت دلائله عليها، فكيف ننتظر ما أخبرنا الله أنه حال فيها، إنما ننتظر الشيء الذي هو غير موجود، فاما أمر موجود حال فكيف ننتظره هل يجوز أن تقول: أنا أنتظر زيدا، وهو معك لم يفارقك.
وذهب بعض المعتزلة إلى أن «ناظرة» من «نظر العين»، ولكن قال: معناه: إلى ثواب ربها ناظرة.
وهذا أيضا خروج عن الظاهر، ولو جاز هذا لجاز: نظرت إلى زيد، بمعنى: نظرت إلى عطاء زيد.
وهذا نقض لكلام العرب، وفيه إفساد المعاني ونقضها على أنا نقول: لو كان الأمر كذلك لكان أعظم الثواب المنتظر النظر إليه، لا إله إلا هو.
٣١- فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى «لا»، الثانية: نفى، وليست بعاطفة، فمعناه: فلم يصدق ولم يصل.
٣٣- ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى «يتمطى» : فى موضع الحال من المضمر فى «ذهب» وأصله: يتمطط، من المطيط، ولكن أبدلوا من الطاء الثانية ياء، وقلبت «ألفا» لتحركها وانفتاح ما قبلها.
والتمطط: التمدد.
٣٦- أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً «سدى» : نصب على الحال من المضمر فى «يترك»، و «أن» : سد مسد المفعول ل «يحسب».
- ٧٦- سورة الإنسان «الدهر»
١- هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً «هل» : بمعنى: قد، والأحسن أن تكون «هل» على بابها للاستفهام، الذي معناه: التقرير، وإنما هو تقرير لمن أنكر البعث، فلا بد أن يقول: نعم قد مضى دهر طويل على الإنسان، فيقال له: فمن أحدثه بعد أن لم يكن، وكونه بعد عدمه، كيف يمتنع عليه بعثه وإحياؤه بعد موته، وهو معنى قوله: «وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ» ٥٦: ٦٢ أي: فهلا تذكرون فتعلموا أن من أنشأ شيئا بعد أن لم يكن على غير مثال قادر على إعادته بعد موته.
٢، ٣- إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً «شاكرا، كفورا» : حالان من «الهاء» فى «فجعلناه» و «جعل» بمعنى «صير»، فلذلك تعدت إلى مفعولين: «الهاء»، و «سميعا»، و «بصيرا» نعت ل «سميع».
«إما» : للتخيير، ومعنى التخيير أن الله أخبرنا أنه اختار قوما للسعادة وقوما للشقاوة، فالمعنى: إما أن نجعله شقيا أو سعيدا، وهذا من أبين ما يدل على أن الله قدر الأشياء كلها وخلق قوما للسعادة، وبعملها يعملون، وقوما للشقاوة، وبعملها يعملون، فالتخيير هو: إعلام من الله لنا أنه يختار ما يشاء ويفعل ما يشاء، يجعل من يشاء شاكرا ويجعل من يشاء كفورا، وليس التخيير للإنسان أن يختار ما لم يقدّره الله عليه، ويشاء منه ما قد علم الله منه ما يختار، إذا اختار قبل أن يختار.
وقيل: هى حال مقدرة والتقدير: إما أن يحدث منه عند فهمه الشكر، فهو علامة السعادة، وإما أن يحدث منه الكفر، وهو علامة الشقاوة.
وأجاز الكوفيون أن تكون «ما» : زائدة، و «إن» : للشرط.
ولا يجوز هذا عند البصريين، لأن التي للشرط لا تدخل على الأسماء، إذ لا يجازى بالأسماء إلا أن يضمر بعد «إن» فعلا، نحو قوله: «وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» ٩: ٦، فأضمر «استجارك» بعد أن ورد عليه الثاني، فحسن حذفه، ولا يمكن إضمار فعل بعد «إن» هاهنا، لأنه يلزم رفع «شاكر» و «كفور» بذلك الفعل.
وأيضا فإنه لا دليل على الفعل المضمر فى الكلام.
وقيل: فى الآية تقديم وتأخير والتقدير: إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه إما شاكرا وإما كفورا فجعلناه سميعا بصيرا، فيكونان حالين من «الإنسان» على هذه.
٤- إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالًا وَسَعِيراً «سلاسلا، قواريرا» الآيتان: ١٥، ١٦، أصله كله يصرف، لأنه جمع، والجمع ثقيل، ولأنه لا يجمع، فخالف سائر الجموع، ولأنه لا نظير له فى الواحد، ولأنه غاية الجموع، إذ لا يجمع، فثقل فلم ينصرف.
فأما من صرفه من القراء، فإنها لغة لبعض العرب.
حكى الكسائي: أنهم يصرفون كل ما لا ينصرف، إلا: أفعل منك.
وقال الأخفش: سمعنا من العرب من يصرف هذا وجميع ما لا ينصرف.
وقيل: إنما صرفه لأنه وقع فى المصحف بالألف، فصرفه على الإتباع لخط المصحف، وإنما كتب فى المصحف بالألف، لأنها رؤوس الآي، فأشبهت القوافي والفواصل، التي يزاد فيها الألف للوقف.
وقيل: إنما صرفه من صرفه لأنه جمع كسائر الجموع، وجمعه بعض العرب، فصار كالواحد فانصرف كما ينصرف الواحد، ألا ترى إلى قول النبي ﷺ لحفصة: إنكم لأنتن صواحبات يوسف، فجمع «صواحب» بالألف والتاء، كما يجمع الواحد، فصار كالواحد فى الحكم، إذ قد جمع كما يجمع الواحد، فانصرف كما ينصرف الواحد.
وحكى الأخفش: مواليات فلان، فجمع «موالى»، فصار كالواحد.
٥، ٦- إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً انتصب «عينا»، على البدل من «كافورا».
وقيل: على الحال من المضمر، فى «مزاجها».
وقيل: بإضمار فعل أي: يشربون عينا، أي: ماء عين، ثم حذف المضاف.
وقال المبرد: انتصب على إضمار: «أعنى».
١١- فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً «اليوم» : نعت ل «ذلك»، أو: بدل منه.
١٢، ١٣- وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً «جنة وحريرا» : نصب ب «جزاهم»، مفعول ثان والتقدير: دخول جنة ولبس حرير، ثم حذف المضاف فيهما.
«متكئين» : حال من الهاء والميم فى «جزاهم»، والعامل فيه «جزى»، ولا يعمل فيه «صبروا»، لأن الصبر فى الدنيا كان، والاتكاء والجزاء فى الآخرة.
وكذلك موضع «لا يرون»، نصب أيضا على الحال، مثل: «متكئين» أو على الحال من المضمر فى «متكئين»، ولا يحسن أن يكون «متكئين» صفة ل «جنة»، لأنه يلزم إظهار الضمير الذي فى «متكئين»، لأنه جرى صفة لغير من هو له.
١٤- وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا «دانية» : نصب على العطف على «جنة»، وهو نعت قام مقام منعوت تقديره: وجنة دانية.
وقيل: دانية: حال، عطف على «متكئين»، أو: فى موضع «لا يرون»، و «الظلال» : رفع ب «دانية»، لأنه فاعل بالدنو.
وقد قرئ «ودانيا»، بالتذكير، وذكرّ للتفرقة.
وقيل: لتذكير الجمع.
ويجوز «ودان»، بالرفع والتذكير، على الابتداء والخبر، ويذكّر على ما تقدم.
١٧، ١٨- وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا انتصب «عينا» على البدل من «كأس»، أو على إضمار «يسقون» أي: يسقون ماء عين ثم حذف المضاف، أو على إضمار: «أعنى».
«تسمى سلسبيلا»، فى «تسمى» : مفعول لم يسم فاعله، مضمر، يعود على «العين»، و «سلسبيلا» :
مفعول ثان، وهو اسم أعجمى نكرة، فلذلك انصرف.
٢٠- وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً «رأيت»، الأول: غير معدى إلى مفعول، عند أكثر النحويين، و «ثم» : ظرف مكان.
وقال الفراء والأخفش: «ثم» : مفعول به ل «رأيت» قال الفراء: تقديره: لرأيت ما ثم، ف «ما» : المفعول، فحذفت «ما»، وقام «ثم» مقام «ما».
ولا يجوز عند البصريين حذف الموصول وقيام صلته مقامه.
٢١- عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً «عاليهم»، من نصبه، فعلى الظرف بمعنى: فوقهم.
وقيل: هو نصب على الحال من المضمر فى «لقاهم» الآية: ١١، أو من المضمر فى: «جزاهم» الآية: ١٢، الهاء والميم.
«ثياب» : رفع ب «عاليهم»، إذا جعلته حالا، وإن جعلته ظرفا رفعت «ثيابا» بالابتداء، و «عاليهم» :
الخبر، وفى «عاليهم» : ضمير مرفوع.
وإن شئت: رفعت بالاستقرار، ولا ضمير فى «عاليهم»، لأنه يصير بمنزلة فعل مقدم على فاعله.
ومن أسكن الياء فى «عاليهم» رفعه بالابتداء، و «ثياب» : الخبر، و «عالى» : بمعنى الجماعة، كما قال: «سامِراً تَهْجُرُونَ» ٢٣: ٦٧، فأتى بلفظ الواحد يراد به الجماعة، وكذلك قال «فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ» ٦: ٤٥، فاكتفى بالواحد عن الجمع.
ويجوز أن يكون «ثياب» رفعا ب «عاليهم»، لأن «عاليا» اسم فاعل، فهو مبتدأ، و «ثياب» : فاعل يسد مسد خبر «عاليهم»، فيكون «عالى»، على هذا القول، مفردا لا يراد به الجمع، كما تقول: قائم الزيدون، فتوحد، لأنه جرى مجرى حكم الفعل المتقدم فوحد، إذ قد رفع ما بعده، وهو مذهب الأخفش و «عاليهم» : نكرة، لأنه يراد به الانفصال، إذ هو بمعنى الاستقبال، فلذلك جاز نصبه على الحال، ومن أجل أنه نكرة منع غير الأخفش رفعه بالابتداء.
«خضر وإستبرق» : من خفض جعله نعتا ل «سندس»، و «سندس» : اسم للجميع.
وقيل: هو جمع، واحده: سندسة، وهو ما رق من الديباج.
ومن رفعه جعله نعتا ل «ثياب».
ومن رفع «وإستبرق» عطفه على «ثياب»، ومن خفض عطفه على «سندس»، و «إستبرق» : ما غلظ من الديباج، ومن رفعه جعله نعتا ل «ثياب».
وإستبرق: اسم أعجمى نكرة، فلذلك انصرف، وألفه ألف قطع فى الأسماء الأعجمية.
وقد قرأ ابن محيصن بغير صرف، وهو وهم، أن جعله اسما، لأنه نكرة منصرفة.
وقيل: بل جعله فعلا ماضيا من «برق»، فهو جائز فى اللفظ بعيد فى المعنى.
وقيل: إنه فى الأصل فعل ماض، على «استفعل»، من: برق، فهو عربى من «البريق»، فلما أسمى به قطعت ألفه، لأنه ليس من أصل الأسماء أن تدخلها ألف الوصل، إنما دخلت فى أسماء متعلقة مغيرة عن أصلها معدودة لا يقاس عليها.
٢٣- إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا «نحن» : فى موضع نصب، على الصفة لاسم «إن»، لأن المضمر يوصف بالمضمر، إذ هو بمعنى التأكيد لا بمعنى
ويجوز أن يكون «نحن» فاصلة: لا موضع لها من الإعراب، و «نزلنا» : الخبر.
ويجوز أن يكون «نحن» رفعا بالابتداء، و «نزلنا» : الخبر، والجملة: خبر «إن».
٢٤- فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً «أو» : للإباحة أي: لا تطع هذا الضرب.
وقال الفراء: «أو»، فى هذا: بمنزلة «لا» أي: لا تطع من أثم ولا من كفر، وهو معنى الإباحة التي ذكرنا.
وقيل: «أو»، بمعنى: «الواو»، وفيه بعد.
٢٧-... وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلًا «وراء» بمعنى: قدام وأمام، وجاز ذلك فى «وراء» لأنها بمعنى التواري فيما توارى عنك، فما هو أمامك وقدامك وخلفك، يسمى: وراء، لتواريه عنك. و «يوما» : مفعول ب «يذرون».
٣٠- وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً «أن» : فى موضع نصب على الاستثناء، أو: فى موضع خفض على قول الخليل، بإضمار الخافض، وعلى قول غيره:
فى موضع نصب، إذا قدرت حذف الخافض تقديره: إلا بأن يشاء الله.
٣١- يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً «والظالمين» : نصب على إضمار فعل أي: ويعذب الظالمين أعد لهم عذابا، لأن إعداد العذاب يؤول إلى العذاب، فلذلك حسن إضمار «ويعذب»، إذ قد دل عليه سياق الكلام.
ولا يجوز إضمار «أعد»، لأنه لا يتعدى إلا بحرف، فإنما يضمر فى هذا وما شابهه فعل يتعدى بغير حرف.
مما يدل عليه سياق الكلام وفحوى الخطاب.
وفى حرف عبد الله: «وللظالمين أعد لهم».
ويجوز رفع «الظالمين»، على الابتداء، وما بعده خبره.
وقد سمع الأصمعى من يقرأ بذلك، وليس بمعمول به فى القرآن، لأنه مخالف للمصحف ولجماعة القراء.
وقد جعله الفراء فى الرفع بمنزلة قوله «وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ» ٢٦: ٢٢٤، وليس مثله، لأن «الظالمين» قبله فعل عمل فى مفعول، فقطعت الجملة عن الجملة، فوجب أن يكون الخبر فى الجملة الأولى فى قوله «يدخل من يشاء» وقوله «الشعراء» قبله جملة من ابتداء وخبر، فوجب أن تكون الجملة الثانية كذلك، فالرفع هو الوجه فى «الشعراء»، ويجوز النصب فى غير القرآن، والنصب هو الوجه فى «الظالمين»، ويجوز الرفع فى غير القرآن.
- ٧٧- سورة المرسلات
١- وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً «عرفا» : نصب على الحال، من «المرسلات»، وهى الرياح ترسل متتابعة.
ومن جعل «المرسلات» : الملائكة، نصب «عرفا» على تقدير: حرف الجر أي: يرسلهم الله بالعرف أي: بالمعروف.
٢، ٣- فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً وَالنَّاشِراتِ نَشْراً «عصفا» و «نشرا» : مصدران مؤكدان.
٥- فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً «ذكرا» : مفعول به.
٦- عُذْراً أَوْ نُذْراً نصبا على المصدر، فمن ضم «الذال» جعله جمع: عذير، ونذير بمعنى: إعذار وإنذار، ومن أسكن الذال جاز أن يكون مخففا من الضم بمعنى: إعذار وإنذار، كما قال: «فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ» ٢٢: ٤٤ أي: إنكارى أي: عاقبة ذلك.
٧- إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ «ما» : اسم «إن»، و «لواقع» : الخبر، و «الهاء» : محذوفة من «توعدون»، وهى صلة «ما» تقديره:
توعدون به. وحذفها من الصلة حسن لطول الاسم، وقريب منه حذفها من المبتدأ، ولا يجوز حذفها من الخبر إلا فى شعر، و «إن» : جواب القسم المتقدم.
٨- فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ «النجوم»، عند البصريين: رفع بإضمار فعل، لأن «إذا» فيها معنى المجازاة، فهى بالفعل أولى، ومثله:
«إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» ٨١: ١، و «إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ» ٨٢: ١، و «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ» ٨٤: ١، وهو كثير فى القرآن.
وقال الكوفيون: ما بعد «إذا» رفع بالابتداء، وما بعده الخبر، وجواب «إذا» فى قوله «فإذا النجوم» :
محذوف تقديره: وقع.
وقيل: جوابها: «ويل يومئذ للمكذبين» الآية: ١٥.
١٣- لِيَوْمِ الْفَصْلِ «اللام» : متعلقة بفعل مضمر تقديره: أجلت ليوم الفصل.
وقيل: هو بدل من «أي» الآية: ١٢، بإعادة الخافض.
وقيل: «اللام»، بمعنى: «إلى».
١٤- وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ قد تقدم ذكره فى «الحاقة» السورة: ٩٦، وغيرها.
١٥- وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ «ويل»، حيث وقع فى هذه السورة وما شابهها: ابتداء، و «يومئذ» : ظرف عمل فيه معنى «ويل»، و «للمكذبين» : الخبر.
٢٦- أَحْياءً وَأَمْواتاً حالان أي: تجمعهم الأرض فى هاتين، والكفت: الجمع.
وقيل: هو نصب ب «كفات» أي: يكفت الأحياء والأموات أي: يضمهم أحياء على ظهرها وأمواتا فى بطنها.
٣٥- هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ ابتداء وخبر، والإشارة إلى اليوم.
وقرأه الأعمش وغيره «يوما» بالفتح، فيجوز أن يكون مبنيا عند الكوفيين لإضافته إلى الفعل، وهو مرفوع فى المعنى.
ويجوز أن يكون فى موضع نصب، والإشارة إلى غير اليوم.
ويجوز أن تكون الفتحة إعرابا، وهو مذهب البصريين، لأن الفعل معرب.
وإنما يبنى عند البصريين، إذا أضيف إلى مبنى، فتكون الإشارة إلى غير اليوم، وهو خبر الابتداء على كل حال.
٤٤- إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ «الكاف» : فى موضع نصب على النعت لمصدر محذوف أي: جزاء كذلك نجزى.
٤٦- كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ «قليلا» : نعت لمصدر محذوف، أو: لظرف محذوف تقديره: وتمتعوا تمتعا قليلا، وهو منصوب ب «تمتعوا» فى الوجهين، إلا أنه يكون مرة مفعولا فيه، ومرة مفعولا مطلقا.
١- عَمَّ يَتَساءَلُونَ أصله: «عن ما»، فحذفت الألف لدخول حرف الجر على «ما»، وهى استفهام، للفرق بين الاستفهام والخبر، والفتحة تدل على الألف.
ووقف عليه ابن كثير بالهاء، لبيان الحركة، لئلا يحذف الألف ويحذف ما يدل عليها.
ووقف جماعة القراء غيره بالإسكان.
وكذلك ما شابهه من «ما» التي للاستفهام، إذا دخل عليها حرف جر، هذا حكمها، ولا يجوز إثبات الألف إلا فى شعر، كما لا يجوز حذف الألف إذا كانت «ما» خبرا، نحو: «وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ» ٢: ٧٤.
٢- عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ «النبأ» : بدل من «ما»، بإعادة الخافض.
وقيل: التقدير: يتساءلون عن الشيء، ثم حذف الفعل لدلالة الأول عليه، ف «عن»، الأولى: متعلقة ب «يتساءلون» الظاهر، والثانية: بالمضمر.
٦- أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً «مهادا» : مفعول ثان ل «جعل»، ومثله «سباتا» الآية: ٩، لأن «جعل» بمعنى «صير»، ومثله «لباسا» الآية: ١٠ و «معاشا» الآية: ١١.
٨- وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً «أزواجا» : نصب على الحال أي: ابتدعناكم مختلفين: ذكورا وإناثا، قصارا وطوالا. و «خلق»، بمعنى: ابتدع، فلذلك لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد.
١٣- وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً «سراجا» : مفعول ب «جعلنا»، وهى بمعنى: خلقنا، يتعدى إلى مفعول واحد، وليست بمعنى «صيرنا»، مثل ما تقدم.
وقيل: هو جمع الجمع، كأن الواحد على: لفاء ولف، كحمراء وحمر، ثم يجمع: «لف» على «ألفاف»، كما تقول: قفل وأقفال.
١٨- يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً «يوم» : بدل من «يوم» الأول، الآية: ١٧.
«أفواجا» : حال من المضمر فى «تأتون».
٢٣- لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً «أحقاب» : ظرف زمان، ومن قرأه «لبثين» شبهه بما هو خلقه فى الإنسان، نحو: حذر، وفرق وهو بعيد، لأن «اللبث» ليس مما يكون خلقة فى الإنسان، وباب «فعل» إنما هو لما يكون خلقة فى الشيء، وليس «اللبث» بخلقة، و «أحقابا» : ظرف فى الوجهين.
٢٤- لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً «لا يذوقون» : فى موضع الحال من المضمر فى «لابثين».
وقيل: هو نعت ل «أحقاب»، واحتمل الضمير، لأنه فعل لم يجب إظهاره، وإن كان قد جرى صفة على غير من هو له، وإنما جاز أن يكون نعتا ل «أحقاب» لأجل الضمير العائد على «الأحقاب» فى «فيها»، ولو كان فى موضع «يذوقون» : اسم فاعل، لم يكن بد من إظهار المضمر، إذا جعلته وصفا ل «أحقاب».
٢٥- إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً «إلا حميما» : بدل من «بردا»، إذا جعلت «البرد» من البرودة، فإن جعلته «النوم»، كان «إلا حميما» استثناء ليس من الأول.
٢٦- جَزاءً وِفاقاً «جزاء» : نصب على المصدر.
٢٨- وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً «كذابا» : من شدده جعله مصدر: كذب، زيدت فيه الألف كما زيد فى «إكرام»، وقولهم «تكذيبا» جعلوا
وقرأه الكسائي «كذابا» بالتخفيف، جعله مصدر: كاذب كذابا.
وقيل: هو مصدر «كذب»، كقولك: كتب كتابا.
٢٩- وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً «كتاب» : مصدر، لأن «أحصيناه» بمعنى: كتبناه، و «كل» : نصب بإضمار فعل أي: وأحصينا كل شىء أحصيناه ويجوز الرفع بالابتداء.
٣٦- جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً «جزاء» و «عطاء» : مصدران، و «حسابا» : نعت ل «عطاء»، بمعنى: كافيا.
٣٧- رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً من رفع «رب»، فعلى إضمار «هو».
ومن خفضه جعله بدلا من «ربك»، و «الرحمن» : نعت ل «ربك».
ومن رفعه ورفع «الرحمن» جعله مبتدأ، و «الرحمن» : خبره، أو: نعتا له، «ولا يملكون» : الخبر، و «رب السماوات» : بدلا من «ربك».
ومن خفض «الرحمن» ورفع «ربا» : جعله نعتا ل «ربك».
ومن خفض «ربا» ورفع «الرحمن» رفعه على إضمار مبتدأ أي: هو الرحمن وإن شئت: على الابتداء، و «يملكون» : الخبر.
٣٨- يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً «صفا لا يتكلمون» : حالان.
«إلا من أذن له الرحمن» : من، فى موضع رفع، بالبدل من المضمر فى «يتكلمون»، أو: فى موضع نصب على الاستثناء.
١- وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً «غرقا» : مصدر، ومثله: «نشطا» الآية: و «سبحا» الآية: ٢، ٣، و «سبقا» الآية: ٤ ٥- فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً «أمرا» : مفعول به ب «المدبرات».
وقيل: هو مصدر.
وقيل: هو نصب، بإسقاط حرف الجر أي: بأمر، وإنما بعد نصبه ب «المدبرات»، لأن التدبير ليس إلى الملائكة، إنما هو إلى الله جل ذكره، فهى مرسلة بما يدبره الله ويريده، وليس التدبير لها، إلا أن الجملة على معنى: تدبر بأمر الله لها، وجواب القسم محذوف تقديره: وهذه المذكورات لتبعثن، ودل على ذلك إنكارهم للبعث فى قوله «يقولون أإنا لمردودون فى الحافرة» الآية: ١٠.
وقيل: الجواب فى ذلك لغيره.
وقيل: جوابه: «يوم ترجف» على تقدير: حذف اللام أي: ليوم ترجف.
١٦، ١٧- إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى «طوى» : فى موضع خفض، على البدل من «الوادي».
ومن كسر الطاء، وهى قراءة الحسن، فهو فى موضع نصب على المصدر تقديره: بالوادي المقدس، مرتين.
ومن ترك صرفه جعله معدولا «كعمر»، وهو معرفة.
ومن صرفه جعله كحطم، غير معدول.
وقيل: إنما ترك صرفه لأنه اسم لبقعة، وهو معرفة.
٢٥- فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى «نكال الآخرة» : مصدر، وقيل: مفعول من أجله.
وقال الفراء: الرفع والنصب سواء فيه، ومثله «وَالْجِبالَ أَرْساها» ٧٩: ٣٢ ٣٣- مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ «متاعا لكم» : نصب على المصدر.
٣٧- فَأَمَّا مَنْ طَغى «من» : ابتداء، والخبر: «فإن الجحيم» الآية: ٣٩٩، «وما بعده ومثله: «وأما من خاف» الآية: ٤٠، لكن فى الخبر حذف عائد به يتم الخبر وتقديره: فإن الجحيم هى المأوى له، أو: فإن الجنة هى المأوى له.
وقيل: تقديره: هى مأواه، والألف واللام: عوض من المحذوف.
٤٢- يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها «مرساها» : ابتداء، و «أيان» : الخبر، وهو ظرف مبنى بمعنى: متى.
٤٣- فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها حذفت ألف «ما» كما حذفت من «عم» ٧٨: ١، وشبهه، فهو مثله فى العلة والحكم، وقد تقدم ذكره.
- ٨٠- سورة عبس
٢- أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى «أن» : مفعول من أجله.
وقيل: هى فى موضع خفض، على إضمار اللام.
وقيل: هى بمعنى «إذا».
٤- أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى «فتنفعه» : من نصبه جعله جواب «لعل» بالفاء، لأنه غير موجب، فأشبه التمني والاستفهام، وهو غير معروف عند البصريين ومن رفع عطفه على «يذكر».
١٠- فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ابتداء وخبر، فى موضع خبر «من» الآية: ٨ ومثله: «أما من استغنى فأنت له تصدى» الآيتان: ٥، ٦ ١٧- قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ «ما أكفره» : ما، استفهام، ابتداء، و «أكفره» : الخبر، على معنى: أي شىء حمله على الكفر مع ما يرى من الآيات الدالات على التوحيد؟
ويجوز أن يكون «ما» ابتداء، تعجبا أي: هو ممن يتعجب منه فيقال: ما أكفره و «أكفره» :
الخبر أيضا.
٢٠- ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ «الهاء» و «السبيل» : مفعولان ل «يسر»، على حذف اللام من «السبيل» أي: ثم للسبيل يسره.
٢٥- أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا من فتح «أن» جعلها فى موضع خفض، على تقدير «اللام» أي: لأنا.
وقيل: فى موضع نصب، لعدم اللام.
وقيل: فى موضع خفض، على البدل من «طعامه» الآية: ٢٤، لأن هذه الأشياء مشتملة على الطعام منها، فيكون معنى «إلى طعامه» : إلى حدوث طعامه كيف يتأتى، فالاشتمال فى هذا إنما هو من الثاني على الأول، لأن الاعتبار إنما هو فى الأشياء التي يتكون منها الطعام، لا فى الطعام بعينه.
٣٢- مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ «متاعا» : نصب على المصدر.
١- إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ قد تقدم الكلام فى رفع ما بعد «إذا» فى «والمرسلات» السورة: ٧٧، وغيرها.
٢١- مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ «ثم» : ظرف مكان.
٢٤- وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ دخول «على» يدل على أن «ضنينا» بالضاد، بمعنى: بخيل يقال: بخلت عليه، ولو كان بالظاء بمعنى:
متهم، لكان بالباء، كما يقال: هو متهم بكذا، ولا يقال: على كذا، لكن لا يجوز أن يكون فى موضع الباء فتحسن القراءة بالظاء.
٢٦- فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ حقه أن يكون: فإلى أين تذهبون؟ لأن «ذهب» لا يتعدى وتقديره: فإلى أين تذهبون؟ لكن حذفت «إلى»، كما قالوا: ذهبت الشام أي: إلى الشام.
وحكى الفراء: أن الحرف يحذف مع: «انطلق» و «خرج»، تقول: انطلقت الشام أي: إلى الشام وخرجت السوق، أي: إلى السوق.
ولم يجد سيبويه من هذا غير: ذهبت الشام، أي: إلى الشام ودخلت البيت، أي: إلى البيت.
٢٩- وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ «أن» : فى موضع خفض، بإضمار «الباء»، أو: فى موضع نصب، بحذف الخافض.
- ٨٢- سورة الانفطار
٦- يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ «ما» : استفهام ابتداء، و «غرك» : الخبر.
١٩- يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ «يوم» : من فتحه جعله فى موضع رفع على البدل من «يوم- الآية: ١٨» الذي قبله، أو فى موضع نصب على الظرف، أو على البدل من «يوم الدين» الأول، الآية: ١٥.
وهو مبنى عند الكوفيين لإضافة الفعل، ومعرب عند البصريين نصب على البدل من «يوم الدين» الأول ويجوز نصبه على الظرف للجزاء، وهو الدين، وإنما لم يكن مبنيا عندهم، لأنه أضيف إلى معرب، وإنما يبنى إذا أضيف إلى مبنى.
ومن رفعه جعله بدلا من يَوْمُ الدِّينِ- الآية: ١٨» قبله.
ويجوز أن يرفع على إضمار: «هو».
- ٨٣- سورة المطففين «التطفيف»
١- وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ابتداء وخبر، والمختار فى «ويل» وشبهه، إذا لم يكن مضافا أو معربا النصب، نحو قوله: «وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا» ٢٠: ٦١ و «ويل» : أصله مصدر، من فعل لم يستعمل.
وقال المبرد: فى «ويل للمطففين»، وفى «ويل يومئذ للمكذبين» الآية: ١٠، وشبهه: لا يجوز فيه إلا الرفع، لانه ليس بدعاء عليهم، إنما هو إخبار أن ذلك ثبت لهم، ولو كان المصدر من فعل مستعمل كان الاختيار فيه، إذا أضيف أو عرف بالألف واللام: الرفع، ويجوز النصب نحو: الحمد لله، والشكر لزيد، الرفع الاختيار فإن نكر فالاختيار فيه النصب، ويجوز الرفع، نحو: حمدا لله، وشكرا له، الاختيار النصب بضد الأول.
٢- الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ «على الناس» : على، فى موضع «من»
ويجوز أن يكون ضمير مفعول فى موضع نصب ب «كالوا»، و «وزنوا»، فيكتب بغير ألف بعد الواو، وهو فى المصحف بغير ألف بعد الواو.
و «كال» و «وزن» : يتعديان إلى مفعولين، أحدهما بحرف جر والآخر بغير حرف جر.
٤، ٥، ٦- أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ «يوم» : نصب على الظرف، والعامل فيه فعل دل عليه «مبعوثون» أي: يبعثون يوم يقوم الناس.
ويجوز أن يكون بدلا من ل «يوم»، على الموضع.
وهو مبنى عند الكوفيين على الفتح، وموضعه نصب على ما ذكرناه ومعرب منصوب عند البصريين.
٧- كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ «سجين» : هو فعل من «السجل»، والنون بدل من اللام.
وقيل: فعيل: من «السجن».
٨- وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ قد تقدم الكلام فيه وفى نظيره فى «الحاقة» السورة: ٦٩، وغيرها.
٩- كِتابٌ مَرْقُومٌ «كتاب» : رفع على أنه خبر «إن»، والظرف ملغى، أو يكون: خبرا بعد خبر، أو: على إضمار «هو».
١٣- إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ «أساطير» : رفع على إضمار: «هذه».
١٧- ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ «هذا الذي» : ابتداء وخبر، فى موضع المفعول الذي لم يسم فاعله، عند سيبويه.
وقال المبرد: المصدر مضمر، يقوم مقام الفاعل، ولا تقوم الجملة عنده مقام الفاعل.
وقد قيل: إن «عليين» : صفة للملائكة، فلذلك جمع بالواو والنون.
٢٧، ٢٨- وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ انتصب «عين» عند الأخفش ب «يسقون».
وعند المبرد، بإضمار: «أعنى».
وعند الفراء: «بتسنيم» : على أن «تسنيما»، اسم للماء الجاري من علو، كأنه يجرى من علو الجنة، معرفة تقديره: ومزاجه من الماء العالي جاريا من علو.
«يشرب بها» : نعت ل «عين»، و «بها»، بمعنى: منها.
- ٨٤- سورة الانشقاق
١، ٢- إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ يرتفع ما بعد «إذا» على إضمار فعل، عند البصريين.
وعند الكوفيين: ابتداء وخبر، والعامل فى «إذا» : اذكر.
وقيل: العامل: انشقت.
وقيل: العامل: «فملاقيه» الآية: ٦، وجواب «إذا» : أذنت على تقدير زيادة الواو.
وقيل: الجواب محذوف، ومثله «إذا» الثانية، الآية: ٣.
وقيل: جوابها: «ألقت»، على حذف الواو.
وقيل: الجواب مضمر.
وقيل: الجواب: «أذنت» الثانية، الآية: ٥، على حذف الواو.
وإنما تحتاج «إذا» إلى جواب، إذا كانت للشرط، فإن عمل فيها ما قبلها لم تحتج إلى جواب ولم تكن للشرط.
٧- فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ «من» : رفع بالابتداء، وما بعدها الخبر ٩- وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً «مسرورا» : حال من المضمر فى «ينقلب».
١٠- وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ «من» : رفع بالابتداء، وما بعدها الخبر.
١٤- إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ «أن» : سدت مسد المفعولين ل «ظن».
٢٠- فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ «ما» : استفهام ابتداء، و «لهم» : الخبر، «ولا يؤمنون» : حال من الهاء والميم، والعامل فيه معنى الاستفهام التي تعلقت به اللام فى «لهم».
٢٥- إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ «الذين» : نصب على الاستثناء من الهاء والميم فى «فبشرهم» الآية: ٢٤.
وقيل: «هم» : استثناء ليس من الأول.
- ٨٥- سورة البروج
١- وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ جوابه: «قتل أصحاب الأخدود» الآية: ٤ أي: لقتل.
وقيل: جوابه «إن بطش ربك لشديد» الآية: ١٣ وقيل: الجواب محذوف.
٥- النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ «النار» : بدل من «الأخدود» الآية: ٤، وهو بدل الاشتمال.
وقال الكوفيون: هو خفض على الجوار.
وقال بعض أصحاب البصريين: هو بدل ولكن تقديره: قتل أصحاب الأخدود نارها، ثم صارت الألف واللام بدل من الضمير.
وقدره بعض البصريين: قتل أصحاب الأخدود والنار التي فيها.
١٥- ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ «المجيد» : من خفضه جعله نعتا ل «العرش».
وقيل: لا يجوز أن يكون نعتا ل «العرش»، لأنه من صفات الله جل ذكره، وإنما هو نعت ل «رب» فى قوله: «إن بطش ربك لشديد» الآية: ١٢.
ومن رفعه جعله نعتا ل «ذو»، أو: خبرا بعد خبر.
١٦- فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ «فعال» : رفع على إضمار «هو»، أو: على أنه خبر بعد خبر، أو: على البدل مما قبله من «ذو العرش».
١٨- فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ بدل من «الجنود» الآية: ١٧، فى موضع خفض، أو فى موضع نصب على: «أعنى»، ولا ينصرفان للتعريف والعجمة فى «فرعون»، والتأنيث فى «ثمود» والتعريف، إذ هو اسم للقبيلة.
٢٢- فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ «محفوظ» : من رفعه جعله نعتا ل «قرآن» الآية: ٢١ ومن خفضه جعله نعتا ل «لوح».
٤- إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ من قرأ بتخفيف «لما» جعل «ما» زائدة، و «إن» مخففة من الثقيلة، ارتفع ما بعدها لنقصها، وهى جواب القسم، كأنه قال: إن كل نفس لعليها حافظ، وتصحيحه: إنه لعلى كل نفس حافظ، ف «حافظ» :
مبتدأ، و «عليها» : الخبر والجملة: خبر «كل»، ودخلت اللام للفرق بين «إن» المخففة من الثقيلة وبين «إن» بمعنى «ما» النافية.
ومن شدد «لما» جعل «لما» بمعنى: إلا، و «أن» : بمعنى: ما تقديره: ما كل نفس إلا عليها حافظ.
وحكى سيبويه: نشدتك بالله لما فعلت أي: إلا فعلت.
٨، ٩- إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ «يوم» : ظرف، والعامل فيه «لقادر»، ولا يعمل فيه «رجعه»، لأنك كنت تفرق بين الصلة والموصول بخبر «إن»، وهذا على قول من قال «رجعه» بمعنى: بعثه وإحيائه بعد موته.
ومن قال «رجعه» بمعنى: رده لما فى الإحليل، أو على حبس الماء فلا يخرج من الإحليل، نصب «يوما» بفعل مضمر أي: اذكر يوم تبلى ولا يعمل فيه «لقادر»، لأنه لم يرد أنه يقدر على رد الماء فى الإحليل وغير ذلك يوم القيامة، إنما أخبر بذلك أنه يقدر عليه فى الدنيا لو شاء ذلك.
- ٨٧- سورة الأعلى
٥- فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى «الهاء» و «غثاء» : مفعولان ب «جعل»، لأنه بمعنى: «صير»، و «أحوى» : نعت ل «غثاء»، وأحوى، بمعنى: أسود.
وقيل: أحوى: حال من «المرعى»، و «أحوى» : بمعنى: أخضر أي: أخرج المرعى فى حال خضرة فجعله غثاء. والغثاء: الهشيم، كغثاء السيل.
«ما» : فى موضع نصب على الاستثناء أي: لست تنسى إلا ما شاء الله أن يرفع تلاوته وينسخه بغير بدل.
وقيل: تنسى، بمعنى: تترك، فيكون المعنى: إلا ما شاء الله، وليس يشاء الله أن تنسى منه شيئا، فهو بمنزلة قوله فى «هود» فى الموضعين «خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك» الآية: ١٠٧، قيل معناه: إلا ما يشاء ربك وليس يشاء جل ذكره ترك شىء من الخلود، لتقدم مشيئته لهم بالخلود.
وقيل: «إلا ما شاء الله» : استثناء من «فجعله غشاء أحوى» الآية: ٥.
- ٨٨- سورة الغاشية
٢- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ «خاشعة» : خبر «وجوه»، وذلك فى الآخرة.
٣- عامِلَةٌ ناصِبَةٌ «عاملة» : رفع على إضمار «هى»، وذلك فى الدنيا، فتقف، على هذا التأويل، على «خاشعة».
ويجوز أن تكون «عاملة» : خبرا بعد خبر عن «وجوه»، فيكون العمل فى النار، لما لم يعمل فى الدنيا، أعملها الله فى النار، وهو قول الحسن وقتادة، ولا تقف، على هذا، على «خاشعة».
٨، ٩- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ «وجوه... ناعمة» : ابتداء وخبر، و «راضية» : خبر ثان، أو على إضمار: «هى».
٢١، ٢٢، ٢٣-ذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ
«من» : فى موضع نصب، على الاستثناء المنقطع.
وقيل: فى موضع خفض، على البدل من الهاء والميم فى «عليهم».
٢٥- إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ «إيابهم» : قرأه أبو جعفر بتشديد الياء، وفيه بعد، لأنه مصدر: آب يؤوب إيابا، وأصل «الياء» أولا: واو، لكن انقلبت «ياء» لانكسار ما قبلها، وكان يلزم من شدد أن يقول: أوابهم، لأنه من الواو، ويقول: إيوابهم، فيبدل من أول المشدد ياء، كما قالوا: ديوان، والأصل: دوان.
- ٨٩- سورة الفجر
٦، ٧- أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ «إرم» : فى موضع نصب، خفض على النعت ل «عاد»، أو: على البدل، ومعنى «إرم» : القديمة.
ومن جعل «إرم» مدينة، قدر فى الكلام حذفا تقديره: بمدينة عاد إرم.
وقيل: تقديره: بعاد صاحبة إرم.
«وإرم» : مؤنثة معرفة، على هذا القول، فلذلك لم ينصرف، وانصرف «عاد»، لأنه مذكر خفيف.
٩- وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ «وثمود» : لم ينصرف، لأنه اسم للقبيلة، وهو معرفة، وموضعه خفض على العطف على «عاد»، و «الذين» :
فى موضع النعت ل «ثمود»، أو: فى موضع نصب على: «أعنى»، أو: فى موضع رفع على «هم».
١٨- وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ مفعول «تحضون» محذوف تقديره: ولا تحضون الناس- أو: أنفسكم- على طعام.
ومن قرأها «تحاضون» لم يقدر حذف مفعول، إنما هو تتحاضون فيما بينكم على الخير، لا يتعدى.
٢٣- وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى «بجهنم» : فى موضع رفع، مفعول لما لم يسم فاعله.
وقيل: المصدر مضمر، وهو المفعول لما لم يسم فاعله.
ويجوز أن يكون المفعول «يومئذ»، بدلا من الأول.
وقيل: العامل فيه «يتذكر».
«وأنى له الذكرى» : الذكرى، رفع بالابتداء، و «أنى له» : الخبر.
- ٩٠- سورة البلد
١- لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ «لا» : زائدة.
وقيل: هى بمعنى «إلا».
وقيل: لا، غير زائدة، وهى رد لكلام قبله، و «البلد» : نعت ل «هذا»، أو: بدل، أو: عطف بيان.
٥- أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ «أن» : سدت مسد مفعولى «حسب»، ومثله «أن لم يره» الآية: ٧، وأصل «يره» : يراه، ثم خففت الهمزة وحذفت الألف للجزم.
١٢، ١٣- وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ «فك رقبة» : بدل من «العقبة»، أو: على إضمار: هى فك، ابتداء وخبر.
١٦، ١٥- يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ «يتيما» : نصب ب «إطعام»، و «أو مسكينا» : عطف عليه.
٩، ١٠- قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها فى «زكاها» : ضمير «من»، وبه تتم الصلة أي: من زكى نفسه بالعمل الصالح.
«وقد خاب من دساها» أي: أخفى نفسه بالعمل السيئ.
وقيل: إن فى «زكاها» و «دساها» : ضمير يعود على الله عز وجل أي: قد أفلح من زكاه الله، وقد خاب من خذله الله.
وهذا يبعد، إذ لا ضمير يعود على «من» من صلته، وإنما يعود الضمير على اسم الله جل ذكره.
ولكن إن جعلت «من» اسما للنفس، وأثبت على المعنى. فقلت: زكاها ودساها، جاز: لأن الهاء والألف يعود على «من» حينئذ، فيصلح الكلام، كأنه فى التقدير: قد أفلحت النفس التي زكاها الله، وقد خابت النفس التي خذلها الله وأخفاها.
ومعنى «دساها» : أخفاها بالعمل السيئ، أو تكون «من» بمعنى الفرقة، أو الطائفة، أو الجماعة، فتعود «الهاء» فى «دساها» و «زكاها» على «من»، ويحسن الكلام بأن يكون الضمير فى «زكاها» و «دساها» لله جل ذكره.
و «دساها»، أصله: دسسها، من: دسست الشيء: أخفيته، لكن أبدلوا من السين الأخيرة ياء، وقلبت ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها.
١٣- فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها «ناقة الله» : نصب على الإغراء أي: احذروا ناقة الله، و «سقياها»، فى موضع نصب، عطف على «ناقة».
١٤- فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها «سواها» : الهاء، تعود على «الدمدمة»، ودل على ذلك قوله «فدمدم» أي: سوى بينهم فى العقوبة.
١٥- وَلا يَخافُ عُقْباها من قرأه بالفاء، فالفعل لله جل ذكره، ومن قرأه بالواو، فالفعل للعاقر أي: انبعث أشقاها ولا يخاف عقباها.
ويجوز أن يكون من قرأه بالواو، جعل الفعل لله.
٣، ٤- وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى «ما» والفعل: مصدر أي: وخلق الذكر.
وقيل: ما، بمعنى «من»، أقسم الله جل ذكره بنفسه. و «إن سعيكم» : هو جواب القسم.
وقيل: ما، بمعنى «الذي».
وأجاز الفراء خفض «الذكر والأنثى» : على البدل من «ما»، جعلها بمعنى «الذي».
٥ و ٦ و ٧- فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى «من» : رفع بالابتداء، و «فسنيسره» : الخبر، وهو شرط وجوابه، ومثله: «وأما من بخل» الآية: ٨ ١١- وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى «ما» : فى موضع نصب على «يغنى»، وهى استفهام عمل فيه ما بعده.
ويجوز أن تكون «ما» نافية، حرفا، وبحذف مفعول «يغنى» أي: وليس يغنى عنه ماله شيئا إذا هلك ١٢- إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى «الهدى» : اسم «إن»، «وعلينا» : الخبر، ومثله: «وإن لنا للآخرة» الآية: ١٣، ولام التأكيد تدخل على الابتداء وعلى اسم «إن» إذا تأخر، وعلى خبر «إن» إلا أن يكون ماضيا، أو يكون ظرفا يلى «إن»، وعلى الظرف إذا وقع موقع الخبر، وإن لم يكن خبرا، وكان الخبر بعده.
٢٠- إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى «ابتغاء» : نصب على الاستثناء المنقطع.
وأجاز الفراء، الرفع فى «ابتغاء» على البدل من موضع «نعمة» الآية: ١٩، وهو بعيد.
٣- ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى «ما» : جواب القسم.
«ودعك» لا يستعمل إلا بالتشديد، لا يقال: ودع.
قال سيبويه: استغنوا عنه ب «ترك».
«ما قلى» : المفعول محذوف أي: وما قلاك أي: وما أبغضك.
٥- وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى المفعول الثاني محذوف، كما تقول: أعطيت، وتسكت فالتقدير: يعطيك ما تريد فترضى.
٦- أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى الكاف، و «يتيما» : مفعولان ل «يجد»، ومثله: «ووجدك ضالا» الآية: ٧، و «وجدك عائلا» الآية: ٨ ٩- فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ «اليتيم» : نصب ب «تقهر»، وحقه التأخير بعد الفاء وتقديره: مهما يكن من شىء فلا تقهر اليتيم، ومثله: «وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ» الآية: ١٠، ولو كان مع «تقهر» و «تنهر» : هاء، لكان الاختيار فى «اليتيم» و «السائل» :
الرفع، ويجوز النصب ولا يجوز مع حذف «الهاء» إلا النصب.
و «اليتيم» و «السائل» : اسمان يدلان على الجنس.
١١- وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ «بنعمة» : الباء، متعلقة ب «حدث» وتقديرها أن تكون بعد الفاء والتقدير: مهما يكن من شىء فحدث.
- ٩٤- سورة الشرح
١- أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ «ألم» : الألف، تقلب الكلام من النفي فترده إيجابا.
٢- وَطُورِ سِينِينَ هذه لغة فى «سينا»، وقد تقدم ذكره فى سورة «المؤمنين» الآية: ٢٠.
٣- وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ «هذا» : الاسم من «هذا» : ذا، عند البصريين و «الذال» وحدها، عند الكوفيين، وهو اسم مبهم مبنى، وإنما بنى لأنه مسمى بعينه، بل ينتقل إلى كل مشار إليه فلا يستقر على شىء بعينه، فخالف الأسماء فى مشابهة الحروف، لأن الحروف مخالفة للأسماء، فبنى كما بنيت الحروف.
وقال الفراء: إنما لم يعرب لأن آخره ألف، والألف لا تتحرك.
وهذا قول ضعيف يلزم منه بناء «موسى» : و «عصا» : وشبههما.
٧- فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ «ما» : استفهام، رفع بالابتداء، و «يكذبك» : الخبر.
٨- أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ «أحكم» : انصرف، وهو على وزن الفعل، لأنه أضيف فخرج عن شبه الأفعال، لأنها لا تضاف، فانصرف إلى الخفض.
- ٩٦- سورة العلق
١- اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ دخلت الباء فى «باسم» لتدل على الملازمة والتكرير، ومثله: أخذت بالخطام فإن قلت: اقرأ اسم ربك، وأخذت الخطام، لم يكن فى الكلام ما يدل على لزوم الفعل وتكريره.
وأجاز النحويون: أقر بهذا، بحذف الهمزة، على تقدير إبدال الألف من الهمزة قبل الأمر، كما قال تعالى.
وهو مبنى عند البصريين، ومعرب عند الكوفيين.
٣- اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ «وربك الأكرم» : ابتداء وخبر فى موضع الحال، من المضمر فى «اقرأ».
٧- أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى «أن» : مفعول من أجله، و «الهاء»، و «استغنى» مفعولان: «ل «رأى»، و «رأى» : بمعنى: علم، يتعدى إلى مفعولين.
وقد قرأ قتبل عن ابن كثير: «أن راه» بغير ألف بعد الهمزة، كأنه حذف لام الفعل، كما حذفت فى «حاش لله».
وحكى حذفها عن العرب.
وقيل: إن الهمزة سهلت على البدل، فاجتمع ألفان، فحذفت الثانية لالتقاء الساكنين، فلما نقصت الكلمة ردت الهمزة إلى أصلها.
وقيل: إنما حذفت الألف لسكونها وسكون السين بعدها، لأن الهاء حرف خفى لا يعتد به، وجرى الوقف على لفظ الوصل، فحذفت فى الوقف كما حذفت فى الوصل، لئلا يختلف.
وقيل: إنما حذفت الألف لأن مضارع «رأى» قد استعمل بحذف عينه، بعد إلقاء حركته على ما قبله، استعمالا صار فيه كالأصل لا يجوز غيره، فقالوا: ترى، فجرى الماضي على ذلك، فلم يمكن حذف العين، إذ ليس قبلها ساكن تلقى عليه الحركة، فحذفت اللام.
٩- أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى «أرأيت» : الياء، ساكنة لا يجوز غيره، لاتصال المضمر المرفوع بها، ومن لم يهمز «أرأيت» جعل الهمزة بين الهمزة والألف.
وقيل: أبدل منها ألفا.
١٥- كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ «لتسفعا» : هذه النون هى نون التأكيد الخفيفة، دخلت مع لام القسم، والوقف عليها، إذا انفتح ما قبلها، بالألف، وتحذف فى الوقف إذا انضم ما قبلها، أو تكسر ويرد ما حذف من أجلها.
- ٩٧- سورة القدر
١- إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «أنزلناه» : الهاء، تعود على القرآن، وإن لم يجر له ذكر، إذ قد فهم المعنى.
٢- وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ «ما» الأولى: استفهام، ابتداء، و «أدراك» : فعل، وفيه ضمير الفاعل يعود على «ما»، والكاف: مفعول أول ل «أدراك»، و «ما» الثانية: استفهام، ابتداء ثان، و «ليلة» : خبر عن الثاني، والجملة: فى موضع المفعول الثاني ل «أدراك»، و «أدراك» ومفعولاها: خبر الأولى، ومثله: «وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ» ١٠١: ٣، وقد تقدم الكلام على هذا فى «الحاقة» السورة: ٦٩، وفى غيرها.
٥- سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ «سلام هى» : ابتداء وخبر.
«حتى مطلع الفجر» : الأصل فى قياس «مطلع» فتح اللام، لأن اسم المكان والمصدر من فعل يفعل:
المفعل، وقد شذت فأتى فيها الكسر، لغة، نحو: المسجد.
وقرأ الكسائي «مطلع»، بكسر اللام، جعله مما خرج عن قياسه.
- ٩٨- سورة البينة
١، ٢- لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً «لم يكن» : كسرت النون لسكونها وسكون اللام بعدها، وأصلها السكون للجزم، وحذفت الواو قبلها لسكونها وسكون
«والمشركين» : عطف على «أهل»، ولا يحسن عطف «المشركين» على «الذين»، لأنه ينقلب المعنى، ويصير المشركون من أهل الكتاب، وليسوا منهم.
«منفكين» : معناه: مفارقين بعضهم بعضا أي: متفرقين، ودل على ذلك قوله بعد ذلك: «وما تفرق الذين أوتوا الكتاب» الآية: ٤، فهو مأخوذ من قولهم: قد انفك الشيء، من الشيء، إذا فارقه، فلا يحتاج إلى خبر، إذ كان بمعنى: زائلين، ولو كان بمعنى الاستمرار لاحتاج إلى خبر، لأنه من أخوات «كان».
٢- رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً «رسول» : بدل من «البينة» الآية: ١، أو رفع على إضمار: هى رسول، و «يتلوا» : فى موضع رفع، على النعت ل «رسول»، وفى حرف أبى: «رسولا»، بالنصب على الحال.
٣- فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ابتداء وخبر، فى موضع النعت ل «صحف» الآية: ٢ ٥- وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ «مخلصين»، و «حنفاء» : حالان من المضمر فى «يعبدوا».
«دين القيمة» : دين، خبر «ذلك»، و «القيمة» : صفة قامت مقام موصوف تقديره: دين الملة القيمة أي: المستقيمة.
وقيل: تقديره: دين الجماعة القيمة ٦- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ «المشركين» : فى موضع خفض، عطف على «أهل»، كما فى الآية الأولى فى علته.
وجاز ذلك، لأن المصدر ليس بمعنى «أن يفعل» فيحتاج إلى ما يفرق بينه وبين ما تعلق به، إنما يمتنع أن يفرق بينه وبين ما تعلق به إذا كان بمعنى «أن فعل»، وليس هذا منه: و «أبدا» : ظرف زمان.
- ٩٩- سورة الزلزلة
١- إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها «إذا» : ظرف زمان مستقبل، والعامل فيه «زلزلت»، وجاز ذلك لأنها بمعنى الشرط، وما بعدها فى تقدير مجزوم لها، فكما جاز عملها فيما بعدها جاز عمل ما بعدها فيها، كما يعمل فى «ما» و «من» اللتين للشرط ما بعدها، ويعملان هما فيما بعدهما، تقول، من يكرم أكرمه، وما تفعل أفعل، ف «ما» و، «من» : فى موضع نصب بالفعل المجزوم الذي بعدهما، وهما جزما ما بعدهما، فجرت «إذا»، إذ كانت بمعنى الشرط على حكم «ما» و «من»، وإن كانت فى التقدير مضافة إلى الجملة بعدها.
«زلزالها» : مصدر، كما تقول: ضربتك ضربك، وحسن إضافته إلى الضمير لتتفق رؤوس الآي على لفظ واحد.
والزلزال، بالفتح: اسم وبالكسر: مصدر.
وقيل: هما جميعا مصدر.
وقد قرأ عاصم الجحدري: «زلزالها»، بالفتح.
٣- وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها «ما لها» : ابتداء، استفهام تام، و «لها» : الخبر.
٧، ٨- فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ «فمن يعمل» : من، شرط، وهو اسم تام مبتدأ، و «يره» : الخبر، ومثله الثاني.
- ١٠٠- سورة العاديات
١- وَالْعادِياتِ ضَبْحاً «ضبحا» : مصدر، فى موضع الحال.
٢- فَالْمُورِياتِ قَدْحاً «قدحا» : مصدر محض، لأن ف «الموريات» بمعنى: ف «القادحات».
٣- فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً «صبحا» : ظرف زمان، عمل فيه «فالمغيرات».
٤- فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً «نقعا» : مفعول به ب «أثرن».
٥- فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً «جمعا» : حال.
٩، ١٠، ١١- أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ العامل فى «إذا»، عند المبرد: «بعثر» ولا يعمل فيه «يعلم»، ولا «خبير»، لأن الإنسان لا يراد منه العلم والاعتبار ذلك الوقت، إنما يعتبر فى الدنيا ويعلم، ولا يعمل ما بعد «إن» فيما قبلها، لو قلت: يوم الجمعة إن زيدا قائم، لم يجز إلا على كلامين وإضمار عامل ل «يوم»، كأنك قلت: اذكر يوم الجمعة، ثم قلت: إن زيدا قائم
- ١٠١- سورة القارعة
١، ٢، ٣- الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ قد تقدم الكلام فيها وفيما كان مثلها، مثل: «ما أدراك ماهيه» الآية: ١٠، وشبهة فى «الحاقة» : ٦٩، و «الواقعة» : ٥٦، وفى «القدر» : ٩٧ ٤، ٥- يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ العامل فى «يوم» : القارعة أي: تقرع آذان الخلق يوم يكون.
وقيل: «القارعة» : رفع بإضمار فعل، وذلك الفعل عامل فى «يوم» تقديره: ستأتى القارعة.
والأول أحسن.
«كالفراش» : الكاف، فى موضع خبر «كان»، ومثله: «كالعهن»، والعهن: جمع عهنة.
٧- فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ «من» : شرط، اسم تام فى موضع رفع بالابتداء، و «فهو» : الخبر، ومثله: «من خفت» الآية: ٨ ١٠- وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ «هيه» : الهاء، دخلت للوقف، لبيان حركة الياء.
١١- نارٌ حامِيَةٌ «نار» : رفع على إضمار مبتدأ أي: هى نار.
٦- لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ «لترون» : من قرأ بضم «التاء» جعله فعلا رباعيا منقولا من «رأى»، من رؤية العين، فتعدى بنقله إلى الرباعي إلى مفعولين، قام أحدهما مقام الفاعل، وهو المضمر فى «لترون»، مفعول لم يسم فاعله، و «الجحيم» : المفعول الثاني.
ومن فتح «التاء» جعله فعلا ثلاثيا غير منقول إلى الرباعي، فعداه إلى مفعول واحد، لأنه فى الوجهين من رؤية العين.
٧- ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ «عين اليقين» : نصب على المصدر، لأن معناه: لتعايننها عينا يقينا.
- ١٠٣- سورة العصر
١- وَالْعَصْرِ «والعصر» : هو قسم، والواو بدل من الباء وتقديره: ورب العصر، وكذلك التقدير فى كل قسم بغير الله. و «العصر» : الدهر.
٣- إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ «إلا الذين آمنوا» : فى موضع نصب على الاستثناء من «الإنسان»، لأنه بمعنى الجماعة.
- ١٠٤- سورة الهمزة
١- وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ «ويل» : رفع بالابتداء، وهو الاختيار، ويجوز نصبه على المصدر، أو على الإغراء
فى موضع خفض على البدل من «كل».
«وعدده» : فعل ماض مبنى على الفتح وقرأه الحسن بالتخفيف، فهو منصوب على العطف على «مال» أي:
وجمع عدده، ولا يحسن أن يكون التخفيف فعلا ماضيا على إظهار التضعيف، لأن إظهار التضعيف فى مثل هذا لا يجوز إلا فى شعر.
٣- يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ «أن» : سدت مسد مفعولى «يحسب».
وكسر السين فى «يحسب» وفتحها: لغتان مشهورتان.
٤- كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ «لينبذن» : هذا الفعل ونظيره مبنى على الفتح لأجل ملاصقة النون له، وفيه ضمير يعود على «الذي».
وقرأ الحسن «لينبذان» على التثنية، رده على المال وصاحبه، وروى عنه «لينبذن» بضم الذال، على الجمع، رده على: الهمزة، واللمزة، والمال.
٥- وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ قد تقدم ذكرها (الآية: ٤) ٦- نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ «نار الله» : رفع على إضمار: «هى»، ابتداء وخبر.
٨- إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ «مؤصدة» : من همزة جعله من: أصدت الباب: ضيقته، لغة معروفة، ومن لم يهمز جعله مخففا من الهمزة.
ويجوز أن يكون جعله من «أوصدت»، لغة مشهورة فيه، وهو مثل قولهم: وكدت وأكدت، والتأكيد
٩- فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ «فى عمد» : من قرأها بفتحتين جعلها اسما للجميع، لأن باب: فعول، أو فعيل، أو فعال، أن يجمع على «فعل» نحو: كتاب وكتب، ورسول ورسل ورغيف ورغف، وقد قالوا: أديم وأدم، وأفيق وأفق، فهذا بمنزلة: عمود وعمد، بالفتح.
- ١٠٥- سورة الفيل
١- أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ «كيف» : ظرف، والعامل فيه «فعل»، ولا يعمل فيه «تر»، لأنه على معنى الاستفهام، ولا يعمل فيه ما قبله.
٣- وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ «أبابيل» : واحدها: أبول، كعجول وعجال وعجاجيل.
وقيل: واحدها «إبيل»، كسكين وسكاكين.
وقيل: واحدها «إيال»، كدينار ودنانير، وأصل «دينار» : دنار، بتكرير النون فى الجمع والتصغير.
وقيل: هو جمع لا واحد له.
وقيل: هو اسم للجمع.
٤- تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ «ترميهم» : فى موضع نصب نعت ل «طير» الآية: ٣، وكذلك «أبابيل» نعت ل «طير»، فكأنه قال:
جماعات متفرقة.
٥- فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ «كعصف» : الكاف، فى موضع نصب مفعول ثان ل «جعل»، لأنه بمعنى «صير».
١- لِإِيلافِ قُرَيْشٍ «لايلاف» : اللام، متعلقة، عند الأخفش، بقوله «فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ» ١٠٥: ٥ أي: فعل معهم ذلك لتأتلف قريش، وفيه بعد، لإجماع الجميع على الجواز على الوقف على آخر «أَلَمْ تَرَ» ١٠٥: ١ وقيل: اللام متعلقة بفعل مضمر تقديره: اعجبوا لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف وتركهم عبادة رب هذا البيت، وهو مذهب الفراء.
وقال الخليل: اللام: متعلقة بقوله «فليعبدوا» الآية: ٣، وكأنه قال: آلف الله قريشا إيلافا فليعبدوا رب هذا البيت.
٢- إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ «إيلافهم» : بدل من الأول، لزيادة البيان، كما تقول: سمعت كلامك كلامك زيدا، و «إيلاف» : مصدر فعل رباعى.
ومن قرأه «إلا فهم» : جعله مصدر «فعل».
وأجاز الفراء «إيلافهم»، بالنصب على المصدر.
«رحلة الشتاء» : نصب «لإيلافهم»، وفيه لغتان: حكى أبو عبيد: آلفته، وألفته، وعلى ذلك قرىء لإيلاف، ولإلاف، من: آلف ومن: ألف.
- ١٠٧- سورة الماعون
١- أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ «أرأيت» : من خفف الهمزة من «رأيت»، جعلها بين الهمزة والألف.
وقيل: أبدل منها ألفا، وجاز ذلك وبعدها ساكن، لأن الألف يقع بعدها الساكن المشدد، على مذهب جميع
ويكون «أرأيت» من رؤية القلب، والمفعول الثاني محذوف، وفيه بعد فى الإعراب والحذف، وهو أمكن فى المعنى من رؤية العين.
ويكون من رؤية العين، فلا يحتاج إلى حذف.
- ١٠٨- سورة الكوثر
١- إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ اصل «إنا» : إننا، فحذفت إحدى النونات لاجتماع الأمثال، والمحذوفة هى الثانية، بدلالة جواز حذفها فى «إن»، فتقول: إن زيدا لقائم، فتحذف الثانية وتبقى الأولى على سكونها ساكنة، ولو كانت المحذوفة هى الأولى لبقيت الثانية متحركة، لأنها كذلك كانت قبل الحذف، ولا يجوز حذف الثالثة لأنها من الاسم.
- ١٠٩- سورة الكافرون
١، ٢- قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ «الكافرون» : نعت ل «أي»، لا يجوز حذفه، لأنه هو البادي فى المعنى، ولا يجوز عند أكثر النحويين نصبه، كما جاز: يا زيد الظريف، بالنصب.
«ما» : فى الأربعة المواضع: فى موضع نصب بالفعل الذي قبل كل واحدة، وهى بمعنى «الذي»، و «الهاء» محذوفة من الفعل الذي بعد كل واحدة أي: تعبدونه، وأعبده، وعبدتموه.
وقيل: «ما» والفعل: مصدر، فلا تحتاج إلى تقدير حذف.
١- إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ العامل فى «إذا» : جاء.
٢- وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً «يدخلون» : حال من «الناس»، لأن «رأيت» من رؤية العين.
«أفواجا» : نصب على الحال من المضمر فى «يدخلون»، وهو العامل فيه، وأفواج: جمع فوج، وقياسه: أفوج، إلا أن الضمة تستثقل فى الواو، فشبهوا «فعلا» ب «فعل»، فجمعوه جمعه.
- ١١١- سورة المسد
٢- ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ «ما» : فى موضع نصب ب «أغنى»، وهى استفهام، اسم تام.
وقيل: «ما» : نفى، ومفعول «أغنى» محذوف تقديره: ما أغنى عنه ماله وكسبه شيئا.
«وما كسب» : عطف على «ماله»، وهى بمعنى: «الذي»، أو: مع الفعل، مصدر، ولا بد من تقدير «هاء» محذوفة، إذا جعلتها بمعنى «الذي» أي: كسبه.
٤- وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ «امرأته» : عطف على المضمر فى «سيصلى»، و «حمالة» : رفع على إضمار «هى»، ابتداء وخبر.
وقيل: امرأته، رفع بالابتداء و «حمالة» : خبره.
وقيل: الخبر: «فى جيدها حبل»، ابتداء وخبر فى موضع الخبر، ولذلك رفع «الحبل» بالاستقرار: والجملة:
خبر «امرأته»، و «حمالة» : نعت ل «امرأة».
وكذلك إذا جعلت «امرأته حمالة» ابتداء وخبرا، جاز أن تكون الجملة فى موضع الحال من «الهاء» فى «أغنى عنه».
وقيل: إن «فى جيدها حبل» : خبر ثان ل «امرأته».
- ١١٢- سورة الإخلاص
١- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ «هو» : إضمار الحديث أو الخبر أو الأمر، و «الله» : ابتداء، و «أحد» : خبره، والجملة: خبر عن «هو» تقديره: يا محمد، الحديث الحق الله أحد.
وقرأ أبو عمرو بحذف التنوين من «أحد»، لالتقاء الساكنين.
٢- اللَّهُ الصَّمَدُ ابتداء وخبره.
وقيل: «الصمد» : نعته، وما بعده: خبره.
وقيل: «الصمد» : رفع على إضمار مبتدأ، والجملة: خبر عن الله جل ذكره.
وقيل: هى جملة خبر بعد خبر عن «هو».
وقيل: الله، بدل من «أحد».
وقيل: هو بدل من اسم الله الأول، وإنما وقع هذا التكرير للتعظيم والتفخيم، كذلك قال «ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ» ٥٦: ٨، و «الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ» ٦٩: ٢، و «الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ» ١٠١: ٢، فأعيد فى جميعه الاسم مظهرا وقد تقدم مظهرا، وذلك للتعظيم والتفخيم ولمعنى التعجب الذي فيه، وكذلك قوله «وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ» ٧٣: ٢٠، وكان حقه كله أن يعاد مضمرا، لكن أظهر لما ذكرنا.
وإنما وقعت «هو» كناية فى أول الكلام، لأنه كلام جرى على جواب سائل، لأن اليهود سألت النبي
وقال الأخفش والفراء: «هو» : كناية عن مفرد، و «الله» : خبره، و «أحد» : بدل من «الله».
وأصل «أحد» : وحد، فأبدل من الواو همزة، وهو قليل فى الواو المفتوحة.
و «أحد» بمعنى: واحد.
قال ابن الأنبارى: «أحد»، بمعنى: واحد، سقطت الألف منه، على لغة من يقول: «وحد» للواحد، وأبدلت الهمزة من الواو المفتوحة، كما أبدلت فى قولهم: امرأة أناة، وأصلها: وناة، من: ونا، ينى إذا فتر، ولم يسمع إبدال الهمزة من الواو المفتوحة، إلا فى «أحد» و «أناة».
وقيل: أصل «أحد» : واحد، فأبدلوا من الواو الهمزة، فاجتمعت همزتان، فحذفت الواحدة تخفيفا، فهو «واحد» فى الأصل.
وقيل إن «أحدا» : أول، لا إبدال فيه ولا تغيير، بمنزلة اليوم الأحد، وكقولهم: لا أحد فى الدار.
وفى «أحد» فائدة ليست فى «واحد»، لأنك إذا قلت: لا يقوم لزيد واحد، جاز أن يقوم له اثنان فأكثر، وإذا قلت: لا يقوم له أحد، نفى الكل، وهذا أنها تكون فى النفي خاصة، فأما فى الإيجاب فلا يكون فيه ذلك المعنى.
و «أحد» إذا كان بمعنى «واحد» وقع فى الإيجاب، كقولك: مر بنا أحد أي: واحد، فكذا قول الله تعالى: «هو الله أحد» أي: واحد.
٢- لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ «لم يلد» : أصله «يولد»، فحذفت الواو، كحذفها من «يرث»، و «يعد».
٣- وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ «أحد» : اسم «كان»، و «كفوا» :«خبر كان»، و «له» : ملغى.
وقيل: «له» : الخبر، وهو قياس قول سيبويه، لأنه يصح عنده إلغاء الظرف إذا تقدم.
وخالفه المبرد فأجازه، واستشهد بالآية.
- ١١٣- سورة الفلق
٢- مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ «ما»، بمعنى: «الذي»، والضمير محذوف من الصلة، ودل ذلك على أن الله جل وعز خالق كل شىء.
وكذلك إن جعلت «ما» والفعل مصدرا، دل على ذلك إلا أنه لا ضمير محذوف من الكلام.
- ١١٤- سورة الناس
١- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ أصل «الناس» عند سيبويه: «أناس»، والألف واللام بدل من الهمزة.
وقال ابن الأنبارى: الناس: جمع لا واحد له، بمنزلة الإبل والخيل والنعم، لا واحد لهذه الجموع من من ألفاظها، قال: والإنسان، ليس بواحد الناس.
٢، ٣- مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ «ملك» و «إله» : بدل من «رب»، أو نعت له ٦- مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ «الناس» : خفض عطف على «الوسواس» أي: من شر الوسواس والناس، ولا يجوز عطفه على «الجنة»، لأن الناس لا يوسوسون فى صدور الناس، إنما يوسوس الجن، فلما استحال المعنى حملته على العطف على «الوسواس».
الباب التاسع القراءة والقراء
- ٣- تعريف بالمصطلحات والحروف
(أ) المصطلحات
(١) الابتداء: البدء بما هو مستقل معنى موف بالمقصود، ولا يكون إلا اختياريا، لأنه ليس كالوقف تدعو إليه ضرورة.
(٢) الإثبات: ما يثبت فى الوقف من الياءات المحذوفة وصلا.
(٣) الإخفاء: حال بين الإظهار والإدغام.
(٤) الإدغام: اللفظ بحرفين حرفا كالثانى مشددا.
(٥) الإدغام الصغير: ما كان فيه الأول من الحرفين ما كنا.
(٦) الإدغام الكبير: ما كان فيه الأول من الحرفين متحركا، سواء أكانا مثلين أم جنسين أم متقاربين.
وسمى كبيرا: لكثرة وقوعه، إذ الحركة أكثر من السكون.
وقيل: لتأثيره فى إسكان المتحرك قبل إدغامه وقيل: لما فيه من الصعوبة، وقيل: لشموله نوعى المثلين والجنسين والمتقاربين.
(٧) الإشمام: الإشارة إلى الحركة من غير تصويت. ولا تكون الإشارة إلا بعد سكون الحرف، وقيل: هو أن تجعل شفتيك على صورتها إذا لفظت بالضمة.
(٨) الإضجاع (ظ: الإمالة، شديدة) (٩) الإطباق: رفع ظهر اللسان إلى الحنك الأعلى مطبقا له، ولولاه لصارت «الطاء» «دالا»، و «الصاد» «سينا»، و «الظاء» «ذالا»، ولخرجت «الضاد» من الكلام، لأنه ليس من موضوع شيء غيره (ظ: صفات الحروف: الحروف).
(١٠) الإظهار: اللفظ بالحرف جليا لا إلى الإخفاء ولا إلى الإدغام.
(١١) الإلحاق: ما يلحق فى الوقف آخر الكلم من هاءات السكت.
(١٢) الإمالة: النحو بالفتحة نحو الكسرة، وبالألف نحو الياء، وهى لغة عامة أهل نجد من تميم وأسد وقيس، وتكون:
ا- إما شديدة، ويقال لها: الإضجاع، والبطح.
ب- وإما متوسطة، ويقال لها: التقليل، والتلطيف، وبين بين.
أ- إبدال حرف المد فى الوقف من الهمزة المتطرفة بعد الحركة، أو بعد الألف.
ب- إبدال الألف فى الوقف من التنوين فى الاسم المنون المنصوب.
ج- إبدال الهاء فى الوقف من التاء التي تكون علامة تأنيث فى الاسم المفرد وصلا.
(١٤) البطح (ظ: الإمالة، شديدة).
(١٥) بين بين (ظ: الإمالة، متوسطة).
(١٦) التجويد: الإتيان بالقراءة مجودة الألفاظ بريئة من الرداءة فى النطق، مع تصحيح إخراج كل حرف من مخرجه المختص به تصحيحا يمتاز به عن مقاربه، وتوفية كل حرف صفته المعروفة به توفية تخرجه عن مجانسه.
(١٧) التحقيق: إعطاء كل حرف حقه من إشباع المد، واللفظ بالهمزة، وإتمام الحركات، واعتماد الإظهار، والتشديدات، وتوفية الغنات، وتفكيك الحروف- أي: بيانها وإخراج بعضها من بعض بالسكت والترسل واليسر والتؤدة- وملاحظة الجائز من الوقوف.
وبه رياضة الألسن وتقويم الألفاظ.
(١٨) التدوير: التوسط بين التحقيق والحدر.
(١٩) الترتيل: إتباع الكلام بعضه بعضا على مكث وتفهم، من غير عجلة، وهو للتدبر والتفكير والاستنباط، فكل تحقيق ترتيل، وليس كل ترتيل تحقيقا.
(٢٠) الترقيق: إنحاف ذات الحرف ونحو له (ظ: الحروف المستقلة)، وانظر: الفتح المتوسط.
(٢١) التغليظ: ربو الحرف وتسمينه، ويكون فى «اللام» بشروط.
(٢٢) التفخيم: ربو الحرف وتسمينه، ويكون فى «الراء» (ظ: الحروف المستعلية)، وانظر: الفتح.
(٢٣) التقليل، (ظ: الإمالة، متوسطة).
(٢٤) التلطيف (ظ: الإمالة، متوسطة).
(٢٥) الجدر: إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها بالقصر والتسكين والاختلاس والبدل والإدغام الكبير، وتخفيف الهمزة ونحو ذلك. مما صحت به الرواية ووردت به القراءة، مع إيثار الوصل وإقامة الإعراب ومراعاة تقويم اللفظ وتمكن الحروف، وهو ضد التحقيق.
(٢٦) الحذف: ما يحذف فى الوقف من الياءات الثابتة وصلا.
(٢٧) الروم: النطق ببعض الحركة.
وقيل: هو تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها.
(٢٨) السكت: قطع الصوت زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، وهو مقيد بالسماع والنقل، فلا يجوز إلا فيما صحت الرواية به لمعنى مقصود بذاته.
(٢٩) الفتح: فتح الفم بلفظ الحرف، وهو فيما بعده «ألف» أظهر، ويقال له: التفخيم والنصب، وهو لغة أهل الحجاز.
(٣٠) الفتح الشديد: نهاية فتح الفم بلفظ الحرف، ويسمى: التفخيم المحض، وهو فى لفظ العجم لا سيما أهل خراسان، وهو معدوم فى لغة العرب، ولا يجوز فى القرآن.
(٣١) الفتح المتوسط: وهو ما بين الفتح الشديد والإمالة المتوسطة، ويقال له: الترقيق.
(٣٢) القصر: ترك زيادة مط حرف المد وإيفاء المد الطبيعي على حاله.
(٣٣) القصر المحض: حذف المد العرضي وإيفاء ذات حرف المد على ما فيها من غير زيادة.
(٣٤) القطع: إنهاء القراءة والانتقال منها إلى حال أخرى، وهو ما يستعاذ بعده للقراءة المستأنفة، ولا يكون إلا على رأس آية، لأن رؤوس الآي فى نفسها مقاطع.
(٣٥) القلب: تحويل الحرف إلى غيره.
(٣٦) المد: زيادة مط الحرف على المد الطبيعي، وهو الذي لا تقوم ذات حرف المد دونه.
(٣٧) النصب (ظ: الفتح).
(٣٨) النقل: نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وقفا.
(٣٩) الوقف: قطع الصوت على الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة، بنية استئناف القراءة، إما بما يلى الحرف الموقوف عليه، وإما بما قبله.
ويأتى فى رؤوس الآي، وأوساطها، ولا يأتى فى وسط كلمة ولا فيما اتصل رسما.
(٤٠) الوقف الاختياري: الذي يكون عند تمام الكلام.
(٤١) الوقف التام: الذي يكون عند تمام الكلام ولا تعلق له بما بعده البتة، أي لا من جهة اللفظ، ولا من جهة المعنى، فيوقف عليه ويبتدأ بما بعده.
وأكثر ما يكون فى رؤوس الآي وانقضاء القصص.
(٤٢) الوقف الحسن: الذي يكون عند تمام الكلام وله تعلق بما بعده من جهة اللفظ، وسمى كذلك، لأنه فى نفسه حسن مفيد، يجوز الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، إلا أن يكون رأس آية، فإنه يجوز فى اختيار أكثر أهل الأداء.
ويكون أقبح كالوقف على ما يحيل المعنى، نحو: وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ ٤: ١٠، لأن المعنى يفسد بهذا الوقف، إذ تكون البنت مشتركة فى النصف مع أبويه، وإنما المعنى أن النصف للبنت دون الأبوين.
(٤٤) الوقف الكافي: الذي يكون عنه تمام الكلام وله تعلق بما بعده من جهة المعنى فقط، وسمى كذلك للاكتفاء به عما بعده واستغناء ما بعده عنه.
وهو كالتام فى جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده، ويكثر فى الفواصل وغيرها
(ب) الحروف
المخارج- الصفات- التجويد أ- المخارج (١) الجوف، وهو:
أ- للألف.
ب- للواو الساكنة المضموم ما قبلها.
ح- للياء الساكنة المكسور ما قبلها.
وهذه الحروف الثلاثة تسمى: حروف المد واللين، وتسمى: الهوائية والجوفية.
(٢) أقصى الحلق، وهو:
للهمزة والهاء، على مرتبة واحدة، وقيل: الهمزة أول.
(٣) وسط الحلق، وهو:
للعين والحاء، المهملتين.
واختلفوا فى أيهما أسبق، فقيل: إن العين قبل الحاء، وقيل: الحاء قبل.
(٤) أدنى الحلق إلى الفم، وهو:
للغين والخاء، المعجمتين.
وهما من مخرج واحد، وقيل: إن الغين أسبق، وقيل: بل الخاء أسبق.
ملاحظة: هذه الحروف الستة: الهمزة، والهاء، والعين، والخاء، والغين، والخاء، تسمى: حروف الحلق.
للقاف.
وقيل: إن مخرجها من اللهاة مما يلى الحلق.
(٦) أقصى اللسان من أسفل مخرج «القاف» من اللسان قليلا، وما يليه من الحنك، وهو:
للكاف.
ملاحظة: هذان الحرفان: القاف والكاف، يقال لكل منهما: لهوى، نسبة إلى اللهاة، وهى بين الفم والحلق.
(٧) من وسط اللسان بينه وبين الحنك، وهو:
للجيم، والشين المعجمة، والياء، غير المدية.
والجيم أسبق، وقيل: إن الجيم والياء يليان الشين.
ملاحظة: هذه الحروف الثلاثة: الجيم، والياء غير المدية، والشين، تسمى: الحروف الشجرية، نسبة للشجرة التي هى عند مفرج الفم، أي: مفتتحه، وقيل: مجمع اللحيين عند العنفقة.
(٨) من حافة اللسان وما يليه من الأضراس من الجانب الأيسر، أو من الجانب الأيمن، وقيل: من الجانبين، وهو:
للضاد المعجمة.
ملاحظة: هذا الحرف شجرى، إذا أريد بالشجرة: مفرج الفم، أما إذا أريد بها: مجمع اللحيين عند العنفقة، فلا يكون شجريا.
(٩) من حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرفه، وما بينهما وبين ما يليها من الحنك الأعلى، مما فوق الضاحك والناب والرباعية والثنية، وهو:
ل «اللام».
(١٠) من طرف اللسان، بينه وبين ما فوق الثنايا أسفل «اللام» قليلا، وهو:
ل «النون».
(١١) من مخرج «النون» من طرف اللسان، بينه وبين ما فوق الثنايا العليا، ولكنها أدخل فى ظهر اللسان قليلا، وهو:
ل «الراء».
ملاحظة: هذه الحروف الثلاثة، وهي: اللام، والنون، والراء، يقال لها: الذلقية، نسبة إلى موضع
(١٢) من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا، مصعدا إلى جهة الحنك، وهو:
للطاء، والدال المهملة، والتاء المثناة الفوقية.
ملاحظة: هذه الحروف الثلاثة: الطاء، والدال، والتاء، تسمى: النطعية، لأنها تخرج من نطع الغار الأعلى، وهو سقفه.
(١٣) من بين طرف اللسان فويق الثنايا السفلى، وهو:
للصاد المهملة، والسين المهملة، والزاى.
ملاحظتان:
ا- يقال فى «الزاى» : زاء، بالمد، وزى، بالكسر والتشديد.
ب- هذه الحروف: الصاد، والسين، والزاى، التي هى حروف الصفير، يقال لها: الأسلية، لأنها تخرج من أسلة اللسان، وهى مستدقه.
(١٤) من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا، وهو:
للظاء المعجمة، والذال المعجمة، والثاء المثلثة.
ملاحظة: هذه الحروف الثلاثة: الظاء، والذال، والثاء، تسمى: اللثوية، نسبة إلى اللثة.
(١٥) من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا، وهو:
للفاء.
(١٦) مما بين الشفتين، وهو:
للواو غير المدية، والباء الموحدة، والميم.
ملاحظة: هذه الأحرف الأربعة: الفاء، والباء، والميم، والواو غير المدية، تسمى: الشفهية، والشفوية، نسبة إلى الموضع الذي تخرج منه، وهو الشفتان.
(١٧) الخيشوم، وهو:
للغنة التي تكون فى النون والميم، والساكنتين حالة الإخفاء، أو ما فى حكمه من الإدغام بالغنة ب- الصفات (١) المهموسة، وهى التي يجرى معها التنفس لضعف الاعتماد عليها، وهى:
عشرة أحرف، يجمعها قولك: سكت فحثه شخص.
(٢) المجهورة، وهى التي تمنع التنفس أن يجرى معها حتى ينقضى الاعتماد، وهى إما:
ب- مجهورة رخوة، وهى خمسة: الغين، والضاد، والظاء، والذال، المعجمات، والراء.
(٣) الشديدة، وهى التي تمنع الصوت أن يجرى فيها، وهى ثمانية، تجمعها هذه الكلمات: أجد، قط، بكت (ظ: المجهورة الشديدة).
(٤) المتوسطة، وهى التي بين الشدة والرخاوة، ويجمعها قولك: لن عمر، وأضاف بعضهم إليها:
الياء والواو.
(٥) الرخوة، وهى ضد الشديدة، وهى الحروف المهموسة كلها، غير: التاء، والكاف (ظ: المجهورة الرخوة).
(٦) المستعلية، وهى حروف التفخيم، وأعلاها الطاء، وهى سبعة يجمعها قولك: قط، خص، ضغط.
(٧) المستقلة، وهى ضد المستعلية، وهى: الثاء المثلثة، والجيم، والحاء المهملة، والدال المهملة، والذال المعجمة، والراء، والزاى، والسين المهملة، والشين المعجمة، والطاء المهملة، والعين المهملة، واللام، والهاء، والياء المثناة التحتية.
وأسفلها الياء.
وكلها مرقفة، ولن يجوز تفخيم شىء منها، إلا:
(ا) اللام، بعد فتحة أو ضمة إجماعا.
(ب) الراء المضمومة، أو المفتوحة مطلقا، فى أكثر الروايات، والساكنة، فى بعض الأحوال.
(٨) المنطبقة، أو المطبقة، وهى أربعة:
الصاد المهملة، والضاد المعجمة، والطاء المهملة، والظاء المعجمة.
(٩) حروف الصفير، وهى ثلاثة:
الصاد المهملة، والسين المهملة، والزاى.
وهى الأصلية، كما تقدم عند الكلام على المخارج.
(١٠) حروف القلقلة، ويجمعها قولك قطب جد.
وسميت كذلك، لأنها إذا سكنت ضعفت فاشتبهت بغيرها، فاحتاجت إلى ظهور صوت يشبه النبرة حال سكونها فى الوقف وغيره، وإلى زيادة إتمام النطق بها، وذلك الصوت فى سكونها أبين منه فى حركتها، وهو فى الوقف أمكن.
الألف، والواو، والياء.
(١٢) الحروف الخفية، وهى أربعة:
الهاء، وحروف المد الثلاثة.
وسميت خفية، لأنها تخفى فى اللفظ، إذا اندرجت بعد حرف قبلها.
(١٣) حرفا اللين، وهما:
الواو، والياء، الساكنان المفتوح ما قبلهما.
(١٤) حرفا الانحراف، وهما:
اللام، والراء، وقيل: اللام، فقط.
وسميا بذلك، لأنهما انحرفا عن مخرجيهما، واتصلا بمخرج غيرهما.
(١٥) حرفا الغنة، وهما:
النون، والميم.
ويقال لهما، الأغنان، لما فيهما من الغنة المتصلة بالخيشوم.
(١٦) الحرف المكرر، وهو:
الراء.
سمى بذلك لجريان الصوت فيه.
(١٧) حرف التفشي، وهو:
الشين.
وسمى بذلك، لتفشيه فى مخرجه حتى اتصل بمخرج الطاء.
ملاحظة:
أضاف بعضهم إليه: الفاء، والضاد، كما أضاف بعضهم: الراء، والصاد، والسين، والياء المثناة التحتية، والثاء المثلثة، والميم.
(١٨) الحرف المستطيل، وهو:
الضاد المعجمة.
وسمى كذلك، لأنه استطال عند النطق به فاتصل بمخرج اللام، وذلك لما فيه من القوة بالجهر والإطباق والاستعلاء.
(١) الهمزة المهملة بين بين، إذ هى فرع عن الهمزة المحققة.
(٢) ألفا الإمالة والتفخيم، فهما فرعان عن الألف المنتصبة، ولا اعتداد بإمالة بين بين، وإنما الاعتداد بالإمالة المحضة.
(٣) الصاد المشممة، وهى التي بين الصاد والزاى، فهى فرع عن الصاد الخالصة، وعن الزاى.
(٤) اللام المفخمة، وذلك فى اسم الله تعالى بعد فتحة أو ضمة، فهى فرع عن المرققة.
بيان كل حرف شارك غيره فى مخرج فإنه لا يتميز عن مشاركه إلا بالصفات.
وكل حرف شارك غيره فى صفاته، فإنه لا يتميز عنه إلا بالمخرج.
وإليك تفصيل ذلك:
(١) الهمزة والهاء: اشتركا مخرجا وانفتاحا واستفالا، وانفردت «الهمزة» بالجهر الشديد.
(٢) العين والحاء المهملتان: اشتركا مخرجا وانفتاحا واستفالا، وانفردت «الحاء» بالهمس والرخاوة الخالصة.
(٣) الغين والخاء، المعجمتان: اشتركا مخرجا ورخاوة واستعلاء وانفتاحا، وانفردت «الغين» بالجهر.
(٤) الجيم، والشين المعجمة، والياء المثناة التحتية: اشتركت مخرجا وانفتاحا واستفالا، وانفردت «الجيم» بالشدة، واشتركت مع «الياء» فى الجهر، وانفردت «الشين» بالهمس، والتفشي، واشتركت مع «الياء» فى الرخاوة.
(٥) الضاد والظاء، المعجمتان: اشتركا فى الصفة جهرا ورخاوة واستعلاء وإطباقا، وافترقا مخرجا، وانفردت الضاد بالاستطالة.
(٦) الطاء والدال، المهملتان، والتاء المثناة الفوقية: اشتركت مخرجا وشدة، وانفردت «الطاء» بالإطباق والاستعلاء، واشتركت مع «الدال» فى الجهر، وانفردت «التاء» بالهمس، واشتركت مع «الدال» فى الانفتاح والاستفال.
(٧) الظاء والذال المعجمتان، والثاء المثلثة: اشتركت مخرجا ورخاوة، وانفردت «الظاء» بالاستعلاء والإطباق، واشتركت مع «الذال» فى الجهر، وانفردت «الثاء» بالهمس، واشتركت مع «الذال» استفالا وانفتاحا.
(٨) الصاد المهملة، والزاى، والسين المهملة: اشتركت مخرجا ورخاوة وصفيرا، وانفردت «الصاد» بالإطباق والاستعلاء، واشتركت مع «السين» المهملة فى الهمس، وانفردت «الزاى» بالجهر، واشتركت مع «السين» المهملة فى الانفتاح والاستفال.
(٢) الباء، ومعها أحكام:
(أ) تفخم، إذا أتى بعدها حرف مفخم، نحو: بطل.
(ب) ترقق، إذا حال بينها وبين الحرف المفخم بعدها ألف، نحو: باطل.
(ح) تكون: أشد شدة وجهرا، إذا سكنت، نحو: الخبء.
(٣) التاء- يحتفظ بما فيها من الشدة لئلا تصير رخوة، وهذا إذا تكررت، نحو: تتوفاهم، كدت تركن.
ويعتنى ببيانها وتخليصها مرققة، إذا أتى بعدها حرف إطباق، لا سيما «الطاء» التي تشاركها فى المخرج، نحو: أفتطمعون.
(٤) الثاء- حرف ضعيف، لذا يجب الاحتفاظ ببيانه إذا وقع ساكنا، لا سيما إذا أتى بعده حرف يقاربه وقرىء بالإظهار، نحو: يلهث ذلك.
وكذلك يجب التحرز فى بيانه إن أتى قبل حرف استعلاء، لضعفه وقوة الاستعلاء بعده، نحو: أثخنتموهم.
(٥) الجيم- يجب أن يحتفظ بإخراجها من مخرجها، فقد تخرج من دون مخرجها فينتشر بها اللسان فتصير ممزوجة بالشين، وقد ينبو بها اللسان فتخرج ممزوجة بالكاف.
وإذا أتى بعدها حرف مهموس كان الاحتراز بجهرها وشدتها أوجب، حتى لا تضعف فتمتزج بالشين، نحو: رجزا.
وكذا إذا كانت مشددة، نحو: الحج.
(٦) الحاء- تجب العناية بإظهارها إذا وقع بعدها مجانس لها أو مقارب، لا سيما إذا سكنت، نحو:
فاصفح عنهم.
أما إذا جاورها حرف استعلاء فتجب العناية بترقيقها، نحو: أحطت.
وكذا إذا اكتنفها حرفان، نحو: حصحص.
(٧) الخاء- يجب تفخيمها، لا سيما إذا كانت مفتوحة، أو وقعت بعدها ألف، نحو: خلق، خالق.
(٨) الدال- إذا كانت بدلا من «تاء» وجب بيانها قبلا بميل اللسان بها إلى أصلها، نحو: مزدجر.
(٩) الذال- تجب العناية بإظهارها، إذا سكنت وأتت بعدها نون، نحو: فنبذناه. أما إذا جاورها حرف مفخم فتجب العناية بترقيقها وبيان افتتاحها واستفالها، نحو: درهم.
ويجب الاحتراز عند ترقيقها من تحولها تحولا يذهب أثرها وينقل لفظها عن مخرجها.
(١١) الزاى: يجب الاحتفاظ ببيان جهرها، لا سيما إذا سكنت، نحو: تزدرى، أو جاورها حرف مهموس، نحو: ما كنزتم، حتى لا تقترب من السين.
(١٢) السين: تجب العناية بانفتاحها واستفالها إذا أتى بعدها حرف إطباق، حتى لا تجذبها قوته فتنقلب صادا، نحو: بسطة.
وإذا أتى بعدها حرف آخر من غير حروف الإطباق احتفظ ببيان همسها، لئلا تشتبه بالصاد، نحو: يسبحون (١٣) الشين: يجب الحرص على ما فيها من صفة التفشي، لا سيما إذا شددت أو سكنت، نحو: فبشرناه.
وليكن ذلك أوكد فى حال الوقف، وفى نحو: شجر بينهم.
(١٤) الصاد: يجب الاحتراز حال سكونها:
(أ) من أن تقرب من «السين»، وذلك إذا أتى بعدها «تاء»، نحو: ولو حرصت.
(ب) من أن تقرب من «الزاى»، وذلك إذا أتى بعدها «طاء»، نحو: اصطفى.
(ح) من أن يدخلها التشريب، عند من لا يجيزه، وذلك إذا أتى بعدها «دال»، نحو: أصدق.
(١٥) الضاد: انفردت بالاستطالة، وليس فى الحروف ما يعسر على اللسان مثلها، لذا تجب العناية بإحكام لفظها، لا سيما إذا:
(أ) جاورتها «ظاء»، نحو: أنقض ظهرك.
(ب) أو حرف مفخم، نحو: أرض الله.
(ج) أو حرف يجانس ما يشبهها، نحو: الأرض دهبا.
(د) أو سكنت وأتى بعدها حرف إطباق، نحو: فمن اضطر.
(هـ) أو غيره، نحو: أفضتم.
(١٦) الطاء: هى أقوى الحروف تفخيما، لذا يجب أن توفى حقها من التفخيم، لا سيما إذا كانت مشددة، نحو: اطيرنا.
وإذا سكنت وأتت بعدها «تاء» وجب إدغامها إدغاما غير مستكمل، نبقى معه صفة الإطباق والاستعلاء، وذلك لقوة «الطاء» وضعف «التاء»، ولولا التجانس لم يسغ الإدغام، نحو: بسطت.
(١٨) العين: ولها أحكام:
(أ) يحترز من تفخيمها، لا سيما إذا أتت بعدها «ألف»، نحو: العالمين.
(ب) يبين جهرها وما فيها من الشدة إذا سكنت وأتى بعدها حرف مهموس، نحو: المعتدين.
(ح) يجب إظهارها إن وقعت بعدها «غين»، لئلا يسارع اللسان إلى الإدغام لقرب المخرج، نحو: واسمع غير مسمع.
(١٩) الغين- يجب إظهارها عند كل حرف لا قاها، وهذا أوكد فى حرف الحلق، وحالة الإسكان أوجب، فيحترز مع ذلك من تحريكها، لا سيما إذا اجتمعا فى كلمة واحدة، نحو: يغشى، وأفرغ علينا.
وليكن الاعتناء بإظهار (لا تزغ قلوبنا) أبلغ والحرص على سكونه أشد، وهذا لقرب ما بين الغين والقاف مخرجا وصفة.
(٢٠) الفاء- يجب إظهارها، وذلك عند:
(أ) الميم والواو، نحو: يلقف ما، لا تخف ولا.
(ب) الباء، عند أكثر القراء، نحو: تخسف بهم.
(٢١) القاف- يجب توفيتها حقها كاملا من الاستعلاء، حتى لا تصير كالكاف الصماء، وإذا كانت ساكنة قبل «الكاف» فلا خوف فى إدغامها، نحو: ألم نخلقكم.
ويجوز مع هذا:
(أ) أن تبقى صفة الاستعلاء مع الإدغام.
(ب) أن تدغم إدغاما محضا.
(٢٢) الكاف- يجب أن يعنى بما فيها من شدة وهمس حتى لا يذهب بها إلى الكاف الصماء، لا سيما إذا تكررت، أو شددت، أو جاورها حرف مهموس، نحو: بشرككم، نكتل، كشطت.
(٢٣) اللام- ولها أحكام:
(أ) يحسن ترقيقها، لا سيما إذا جاورت حرف تفخيم، نحو: ولا الضالين، وليتلطف.
(ب) يخرص على إظهارها مع رعاية السكون، إذا أتت بعدها نون، نحو: جعلنا.
(ج) ولا خلاف فى إدغام، «قل ربى». لشدة القرب وقوة «الراء».
(د) تدغم «لام التعريف» فى أربعة عشر حرفا، وهى:
ويقال لها: الشمسية، لإدغامها.
(هـ) تظهر مع باقى الحروف، وهى أربعة عشر أيضا، وتسمى: القمرية، لإظهارها (٢٤) الميم- حرف أغن، وتظهر غنته من الخيشوم، إذا كان مدغما أو مخففا.
وهو إما محركا أو ساكنا، ولكل حالة أحكامها:
١- أحكام المحرك:
(أ) لا يفخم، لا سيما إذا أتى بعده حرف مفخم، نحو: مرض (ب) إذا أتت بعده «ألف» كان التحرز من التفخيم أو كد، نحو: مالك.
٢- أحكام الساكن:
ا- الإدغام بالغنة عند «ميم» مثله، كإدغام «النون الساكنة» عند «الميم»، ويكون هذا فى كل «ميم مشددة»، نحو: دمّر، أم من أسس.
ب- الإخفاء عند «الباء»، نحو: يعتصم بالله.
وأجاز بعضهم الإظهار إظهارا تاما.
ج- الإظهار، وهذا عند باقى الأحرف، نحو: الحمد، أنعمت، هم يوقنون.
د- يكون الإظهار أولى إذا أتت بعدها: فاء، أو: واو، نحو: هم فيها، عليهم وما.
(٢٥) النون- حرف أغن، وهو أصل فى الغنة من «الميم»، لقربه من الخيشوم.
وهى إما متحركة أو ساكنة، ولكل منهما أحكام:
١- أحكام المتحركة:
ا- يتحفظ من تفخيمها، لا سيما إذا جاءت بعدها «ألف»، نحو: نصره، أنا.
ب- يحترز من إخفائها حالة الوقف على نحو «العالمين»، ويعنى ببيانها.
٢- أحكام الساكنة:
ا- الإظهار، ويكون عند ستة أحرف، وهى حروف الحلق، منها أربعة بلا خلاف، وهى: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء.
ب- الإدغام، ويأتى عند ستة أحرف يجمعها قولك: يرملون.
د- الإخفاء، وهو حال بين الإظهار والإدغام، ويكون عند باقى حروف المعجم، وجملتها خمسة عشر حرفا، وهى:
التاء، والثاء، والجيم، والدال، والذال، والزاى، والسين، والشين، والصاد، والضاد، والطاء، والظاء، والفاء، والقاف، والكاف، (٢٦) الهاء- يعنى بها مخرجا وصفة، لبعدها وخفائها، لا سيما إذا كانت:
ا- مكسورة، نحو: عليهم.
ب- إذا جاورها ما قاربها صفة أو مخرجا، وهنا يكون بيانها أو كد، نحو: وعد الله حق، يسبحه.
ج- وكذا إذا وقعت بين ألفين، ويكون بيانها أشد توكيدا، وذلك لاجتماع ثلاثة أحرف خفية، نحو: بناها.
د- وكذا إذا وقعت ساكنة، فيكون بيانها أوجب، نحو: اهدنا.
ووإذا شددت خلص لفظها غير مشوبة بتفخيم، مع الاحتراز من فك إدغامها، نحو: أينما يوجهه.
(٢٧) الواو- ولها أحكام:
ا- إذا كانت مضمومة أو مكسورة تحفظ فى بيانها من أن يخالطها لفظ غيرها، أو أن يقصر اللفظ عن حقها، نحو: تفاوت، ولكل وجهة.
ب- ويكون التحفظ بها حال تكريرها أشد، نحو: وورى.
ج- يحترز من مضغها حال تشديدها، نحو: عدوا وحزنا.
د- إذا سكنت وانضم ما قبلها وجب تمكينها بحسب ما فيها من المد، والاعتناء بضم الشفتين لتخرج «الواو» من بينهما صحيحة ممكنة، فإن جاءت بعدها «واو» أخرى وجب إظهارهما واللفظ بكل منهما، نحو: آمنوا، وعملوا.
(٢٨) الياء- ولها أحكام:
ا- يعتنى بإخراجها محركة بلطف ويسر خفيفة، نحو: ترين، لاشية.
ب- ويحسن هذا فى تمكينها إذا جاءت حرف مد، لا سيما إذا وقعت بعدها «ياء» محركة، نحو: فى يوم، الذي يوسوس.
ج- يحتفظ من لوكها ومطها، إذا أتت مشددة فلفظ بهما لينتين ممضوغتين، ينبو بهما اللسان نبوة واحدة وحركة واحدة، نحو: إياك.
١- الآيات البينات فى حكم جمع القراءات- الحداد، أبو بكر محمد بن على بن خلف الحسيني (١٣٤٦ هـ).
٢- إتحاف البررة بالمتون العشرة- جمع: الضباع بن على بن محمد بن حسن بن إبراهيم (١٣٥٤ هـ).
٣- إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر (كذا) - البنا أحمد بن محمد بن أحمد (١١١٧ هـ).
٤- التيسير- الدافى أبو عمر وعثمان بن سعيد بن عثمان (٤٤١ هـ).
٥- غيث النفع فى القراءات السبع- الصفاقسى أبو الحسن على النووي (أوائل القرن الثاني عشر الهجري) ٦- القراءات واللهجات- عبد الوهاب حمودة.
٧- كتاب النقط- الدافى أبو عمر وعثمان بن سعيد بن عثمان (٤٤١ هـ).
٨- معالم اليسر، شرح ناظمة الزهر- عبد الفتاح القاضي، محمود بن إبراهيم.
٩- المقدمة فيما على القارئ أن يعلمه- ابن الجزري أبو الخير محمد بن محمد (٨٣٣ هـ).
١٠- المقصد لتلخيص ما فى المرشد- زكريا بن محمد بن أحمد السليكى المصري (٩٢٦ هـ).
١١- المقنع- الدافى أبو عمر وعثمان بن سعيد بن عثمان (٤٤١ هـ).
١٢- المكرر فيما تواتر من القراءات السبع وتحرر- النشار أبو حفص عمر بن قاسم المصري (٩٠٠ هـ).
١٣- المنح الفكرية على متن الجزرية- الهروي على بن محمد (١٠١٤ هـ).
١٤- النشر فى القراءات العشر- ابن الجزري محمد بن محمد (٨٣٣ هـ).
١٥- الوجوه المسفرة فى إتمام القراءات العشرة (كذا) - المتوفى محمد بن أحمد بن الحسن (١٣١٣ هـ).
هذا إلى كتب التفسير المختلفة، ومنها:
١- البحر المحيط- أبو حيان الأندلسى محمد بن يوسف (٦٥٤ هـ).
٢- الكشاف- الزمخشري محمود بن عمر (٥٢٨ هـ).
- ١- فاتحة الكتاب
١- (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) الحمد لله:
قرىء:
١- بضم دال «الحمد»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بإتباع لام الجر لضمة الدال، وهى قراءة إبراهيم بن أبى عبا.
٣- بإتباع كسرة الدال لكسرة اللام، وهى قراءة الحسن، زيد بن على وهى أغرب، لأن فيها إتباع حركة معرب لحركة غير إعراب.
٤- بنصب «الحمد»، وهى قراءة العتكي، ورؤبة، وسفيان بن عيينة.
٣- (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) مالك:
قرىء:
١- مالك، على وزن «فاعل» بالخفض، وهى قراءة عاصم، والكسائي، وخلف، فى اختياره، ويعقوب، وهى قراءة العشرة إلا: طلحة والزبير، وقراءة كثير من الصحابة، منهم: أبى، وابن مسعود، ومعاذ، وابن عباس، والتابعين، منهم: قتادة، والأعمش.
٢- ملك، على وزن فعل، بالخفض، وهى قراءة باقى السبعة، وزيد، وأبى الدرداء، وابن عمر، والمسور، وكثير من الصحابة والتابعين.
٣- ملك، على وزن «سهل»، وهى قراءة أبى هريرة، وعاصم الجحدري، ورواها الجعفي وعبد الوارث عن أبى عمر، وهى لغة بكر بن وائل.
٤- ملكى، بإشباع كسرة الكاف، وهى قراءة أحمد بن صالح، عن ورش، عن نافع.
٦- ملك، بنصب الكاف من غير ألف، وهى قراءة أنس بن مالك، وأبى نوفل عمر بن مسلم ابن أبى عدى.
٧- ملك، برفع الكاف من غير ألف، وهى قراءة سعد بن أبى وقاص، وعائشة، ومؤرق العجلى.
٨- ملك، فعلا ماضيا، وبنصب «اليوم»، وهى قراءة أبى حيوة، وأبى حنيفة، وجبير بن مطعم، وأبى عاصم عبيد بن عمير الليثي، وأبى المحشر عاصم بن ميمون الجحدري.
وقيل: هى قراءة يحيى بن يعمر، والحسن، وعلى بن أبى طالب.
٩- مالك، بنصب الكاف، وهى قراءة الأعمش، وابن السميفع، وعثمان بن أبى سليمان، وعبد الملك، قاضى الهند.
وقيل: هى قراءة عمر بن عبد العزيز، وأبى صالح السمان، وأبى عبد الملك الشامي.
١٠- ملكا، بالنصب والتنوين، وهى رواية ابن أبى عاصم، عن اليمان.
١١- مالك، برفع الكاف والتنوين، وبنصب «اليوم»، وهى قراءة عون العقيلي، ورويت عن خلف ابن هشام، وأبى عبيد، وأبى حاتم.
١٢- مالك، بالرفع والإضافة، وهى قراءة أبى هريرة، وأبى حيوة، وعمر بن عبد العزيز، بخلاف عنه.
وقيل: هى قراءة أبى روح عون بن أبى شداد العقيلي.
١٣- مليك، على وزن فعيل، وهى قراءة أبى، وأبى هريرة، وأبى رجاء العطاردي.
١٤- مالك، بالإمالة البليغة، وهى قراءة يحيى بن يعمر، وأيوب السختياني.
١٥- مالك، بالإمالة بين بين، وهى قراءة قتيبة بن مهران، عن الكسائي.
وقال أبو على الفارسي: لم يمل أحد من القراء ألف «مالك»، وذلك جائز، إلا أنه لا يقرأ بما يجوز إلا أن يأتى بذلك لك أثر مستفيض.
١٦- ملاك، بالألف وتشديد اللام وكسر الكاف، وهى من الشاذ.
٥- (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) إياك:
قرىء:
١- إياك، بكسر الهمزة وتشديد الياء، وهى قراءة الجمهور.
٣- إياك، بكسر الهمزة وتخفيف الياء، وهى قراءة عمرو بن فائد، عن أبى.
٤- هياك، بإبدال الهمزة المكسورة هاء.
٥- هياك، بإبدال الهمزة المفتوحة هاء. وهى قراءة ابن السورة الغنوي نعبد:
قرىء:
١- يعبد، بالياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الحسن، وأبى مجاز، وأبى المتوكل.
٢- نعبد، بإسكان الدال، وهى قراءة بعض أهل مكة.
٣- نعبد، بكسر النون، وهى قراءة زيد بن على، ويحيى بن وثاب، وعبيد بن عمير الليثي.
نستعين:
قرىء:
١- نستعين، بفتح النون، وهى قراءة الجمهور، وهى لغة الحجاز، وهى الفصحى.
٢- نستعين، بكسر النون، وهى قراءة عبيد بن عمير الليثي، وذر بن جيش، ويحيى بن وثاب، والنخعي، والأعمش، وهى لغة قيس وتميم وأسد وربيعة.
وقيل: هى لغة هذيل.
٦- (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) الصراط:
قرىء:
١- الصراط، بالصاد، وهى قراءة الجمهور، وهى الفصحى، وهى لغة قريش، وبها كتبت فى الإمام.
٢- السراط، بالسين، على الأصل، وهى قراءة قنبل، ورويس.
٣- الزراط، بالزاي، لغة رواها الأصمعى، عن أبى عمرو.
٤- الزراط، بالزاي، مع الإشمام، وهى قراءة حمزة، بخلاف وتفصيل عن رواته، وهى لغة قيس وقيل: إن ما حكاه الأصمعى فى هذه القراءة خطأ منه.
وقال أبو جعفر الطوسي: الصراط، بالصاد، لغة قريش، وهى اللغة الجيدة، وعامة العرب يجعلونها سينا، والزاى، لغة لعذرة، وكعب، وبنى القين.
قرىء:
من أنعمت، وهى قراءة ابن مسعود، وعمر، وابن الزبير، وزيد بن على.
عليهم:
قرىء:
١- عليهم، بضم الهاء وإسكان الميم، وهى قراءة حمزة.
٢- عليهم، بكسر الهاء وإسكان الميم، وهى قراءة الجمهور.
٣- عليهم، بكسر الهاء والميم، وهى قراءة عمرو بن فائد.
٤- عليهمى، بكسر الهاء والميم، وياء بعدها، وهى قراءة الحسن.
وقيل: هى قراءة عمرو بن فائد.
٥- عليهم، بكسر الهاء وضم الميم، وهى قراءة الأعرج، والخفاف، عن أبى عمرو.
٦- عليهم و، بكسر الهاء، وضم الميم واو بعدها، وهى قراءة ابن كثير، وقالون بخلاف عنه ٧- عليهم، بضم الهاء والميم، وهى قراءة الأعرج، والخفاف عن أبى عمرو.
٨- عليهم و، بضم الهاء والميم وواو بعدهما، وهى قراءة الأعرج، والخفاف، عن أبى عمرو ٩- عليهم بضم الهاء وكسر الميم، وهى قراءة الأعرج، والخفاف، عن أبى عمرو.
١٠- عليهمى، بضم الهاء وكسر الميم بعدها ياء، وهى قراءة الأعرج، والخفاف عن أبى عمرو.
- ٢- سورة البقرة
٢- (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) فيه:
قرىء:
فيهى، موصولا بياء، وهى قراءة ابن كثير.
للمتقين:
١- إذا كان موصولا بما بعده، على أن ما بعده (الذين يؤمنون) صفة، كان الوقف على «المتقين» حسنا غير تام.
٤- (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك:
قرىء:
١- أنزل، مبنيا للمفعول فى الاثنين. وهى قراءة الجمهور.
٢- أنزل، مبنيا للفاعل فى الاثنين، وهى قراءة النخعي، وأبى حيوة، ويزيد بن قطيب.
٣- أنزل، بتشديد اللام، وهى قراءة شاذة، ووجها أنه أسكن اللام، ثم حذف همزة «إلى»، ونقل كسرتها إلى لام «أنزل»، فالتقى المثلان فى كلمتين، والإدغام جائز، فأدغم.
وبالآخرة:
قرىء:
١- وبالآخرة، بتسكين لام التعريف وإقرار الهمزة التي بعدها للقطع، وهى قراءة الجمهور.
٢- وبالآخرة، بالحذف ونقل الحركة إلى اللام، وهى قراءة ورش.
يوقنون:
قرىء:
١- يوقنون، بواو ساكنة بعد الياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- يؤقنون، بهمزة ساكنة بدل الواو، وهى قراءة أبى حية النحوي، ووجهها أن الواو لما جاورت المضموم كانت كأن الضمة منها، وهم يبدلون من الواو المضمومة همزة.
٦- (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) سواء:
قرىء:
١- بتخفيف الهمزة، على لغة أهل الحجاز، قرأه الجحدري، فيجوز أنه أخلص الواو، كما يجوز أن يكون جعل الهمزة بين بين، أي بين الهمزة والواو، وعلى هذا يكون لام «سواء» «واوا» لا «ياء».
٢- بضم السين مع واو بعدها مكان الألف، قرأه الخليل، وفى هذا عدول عن معنى المساواة إلى معنى القبح والسب، وعلى هذه القراءة لا يكون له ثمة تعلق إعراب بالجملة بعده.
قرىء:
١- بتخفيف الهمزتين، وبه قرأ الكوفيون، وابن ذكوان.
٢- بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وهى قراءة أبى عمرو وهشام.
٣- بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، مع إدخال ألف بينهما، وهى قراءة أبى عمرو، وقالون، وإسماعيل ابن جعفر.
٤- بتحقيق الهمزتين مع إدخال ألف بينهما، وهى قراءة ابن عباس.
٥- بهمزة واحدة، وحذف الهمزة الأولى، وذلك لدلالة المعنى عليها ولأجل ثبوت معادلها وهو «أم».
وهى قراءة الزهري، وابن محيصن.
٦- بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى الميم الساكنة قبلها، وهى قراءة أبى.
٧- (خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) سمعهم:
قرىء:
١- أسماعهم، وهى قراءة ابن أبى عبلة، فطابق فى الجمع بين القلوب والأسماع والأبصار.
٢- على التوحيد، وهى قراءة الجمهور، إما لكونه:
(ا) مصدرا فى الأصل، فلمح فيه ذلك الأصل.
(ب) اكتفاء بالمفرد عن الجمع، لأن ما قبله وما بعده، يدل على أنه أريد به الجمع.
(ح) مصدرا حقيقة، وحذف ما أضيف إليه لدلالة المعنى، أي: حواس سمعهم.
أبصارهم:
تجوز فيها الإمالة، إذ قد غلبت الراء المكسورة حرف الاستعلاء، ولولا هذا لم تجز الإمالة.
غشاوة:
قرىء:
١- بكسر الغين ورفع التاء، وهى قراءة الجمهور، وتكون الجملة ابتدائية.
٢- بكسر الغين ونصب التاء، هى قراءة المفضل، على إضمار «جعل» وعلى عطف «أبصارهم» على ما قبله ونصبها على حذف حرف الجر، أي: بغشاوة، وهو ضعيف.
٣- بضم الغين ورفع التاء، وهى قراءة الحسن، وزيد بن على.
٥- بالفتح والرفع وسكون الشين، وواو، وهى قراءة عبيد بن عمير.
٦- بالكسر والرفع وسكون الشين، وواو.
٧- بفتح الغين والرفع وسكون الشين وياء.
٨- بالعين المهملة المكسورة والرفع «عشاوة»، من العشى، وهو شبه العمى.
٩- (يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ).
يخادعون:
قرىء:
١- على أنه مضارع «خادع» المزيد، وهى قراءة الجمهور.
٢- على أنه مضارع، «خدع» المجرد، وهى قراءة عبد الله، وأبى حيوة.
وما يخادعون:
قرىء:
١- على أنه مضارع «خادع» المزيد مبنيا للفاعل، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٢- على أنه مضارع «خادع» المزيد، مبنيا للمفعول.
٣- على أنه مضارع «خدع» المجرد، مبنيا للفاعل، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- على أنه مضارع «خدع» المجرد، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجارود بن أبى سبرة.
٥- على أنه مضارع «خدع» المشدد، مبنيا للفاعل، وهى قراءة قتادة، ومؤرق.
٦- بفتح الياء والخاء وتشديد الدال المكسورة، على أن أصلها «يختدعون»، فأدغم.
١٠- (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) مرض- مرضا:
قرئا:
١- بفتح الراء، وهى قراءة الكثرة من القراء.
٢- بسكون الراء، وهى قراءة الأصمعى عن أبى عمرو.
والقياس الفتح، ولهذا قرأ به الجمهور.
قرىء:
١- بالإمالة، على لغة تميم، وهى قراءة حمزة.
٢- بالتفخيم، على لغة أهل الحجاز.
يكذبون:
قرىء:
١- بالتخفيف، وهى قراءة الكوفيين، فالفعل غير متعد.
٢- بالتشديد، وهى قراءة الحرميين والعربيين، وعليها فالمفعول محذوف لفهم المعنى، تقديره: فكونهم يكذبون الله فى إخباره، والرسول فيما جاء به.
ويحتمل أن يكون المشدد فى معنى المخفف، على جهة المبالغة.
١١- (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) قيل:
قرىء:
١- بإخلاص كسر أوله وسكون عينه ياء، وهى لغة قريش، وعليها كثرة القراء.
٢- بضم أوله، وهى لغة قيس وعقيل وبنى أسد، وبها قرأ الكسائي وهشام.
١٣- (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ) السفهاء ألا:
إذا التقت همزتان من كلمتين، الأولى مضمومة والثانية مفتوحة، ففى ذلك أوجه:
١- تحقيق الهمزتين، وبذلك قرأ الكوفيون وابن عامر.
٢- تحقيق الأولى وتخفيف الثانية بإبدالها واوا، كحالها إذا كانت مفتوحة قبلها ضمة فى كلمة، وبذلك قرأ الحرميان وأبو عمرو.
٣- تسهيل الأولى، يجعلها بين الهمزة والواو، وتحقيق الثانية.
٤- تسهيل الأولى يجعلها بين الهمزة والواو وإبدال الثانية واوا.
٥- جعل الأولى بين الهمزة والواو، وجعل الثانية بين الهمزة والواو، ومنع بعضهم ذلك، لأن جعل الثانية بين الهمزة والواو تقريبا لها من الألف، والألف لا تقع بين الضمة.
قرىء:
١- بسكون الواو وتحقيق الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بإلقاء حركة الهمزة على الواو وحذف الهمزة، وهى قراءة ورش.
إنا معكم:
قرىء:
١- بتحريك العين من «معكم»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتسكينها، وهى لغة تميم وربيعة، وهى من الشاذ.
مستهزئون:
قرىء:
١- بتحقيق الهمزة، وهو الأصل.
٢- بقلبها ياء مضمومة، لانكسار ما قبلها.
٣- بحذف الياء، تشبيها بالياء الأصلية.
١٥- (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) يمدهم:
قرىء:
١- بضم أوله، من «أمد».
٢- بفتح أوله، من «مد»، وهى قراءة ابن محيصن وشبل.
فى طغيانهم:
قرىء:
١- بضم الطاء.
٢- بكسرها، وهى لغة.
قرىء:
١- بضم الواو من «اشتروا»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحها، إشباعا لحركة الفتح قبلها، وهى قراءة قعنب.
٣- بكسرها لأنه الأصل فى التقاء الساكنين.
بالهدى:
قرىء:
١- بالإمالة، وهى لغة بنى تميم، وبها قرأ حمزة والكسائي.
٢- بالفتح، وهى لغة قريش. وبها قرأ الباقون.
تجارتهم:
قرىء:
١- تجارتهم، على الإفراد، وهى قراءة الجمهور، والوجه أنه اكتفى بالمفرد عن الجمع لفهم المعنى.
٢- تجاراتهم، على الجمع، وهى قراءة ابن أبى عبلة، والوجه أن لكل واحد تجارة.
١٧- (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ) ذهب الله بنورهم:
قرىء:
أذهب الله نورهم، وهى قراءة اليماني، وفى هذا دليل على مرادفة الباء للهمزة.
فى ظلمات:
قرىء:
١- بضم اللام، وهى قراءة الجمهور.
٢- بسكونها، وهى قراءة الحسن وأبى السماك.
٣- بفتحها.
وهذه اللغات الثلاث جائزة فى جمع فعلة، من الاسم الصحيح العين غير المضعف ولا المعتل اللام بالياء.
وقدر قوم مع الفتح أنها جمع «ظلم»، التي هى جمع «ظلمة»، فهى على هذا جمع جمع.
٤- ظلمة، على التوحيد، وهى قراءة اليماني، يطابق بين إفراد النون والظلمة.
١٨- (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) صم بكم عمى:
قرىء:
صما بكما عميا، بالنصب، وهى قراءة عبد الله بن مسعود، وحفصة.
وذهب فى نصبها مذاهب:
١- أحدها: أن يكون مفعولا ثانيا ل «ترك»، ويكون (فى ظلمات) متعلقا بتركهم، أو فى موضع الحال، (لا يبصرون) حال.
٢- الثاني: أن يكون منصوبا على الحال من المفعول فى «تركهم»، على أن تكون لا تتعدى إلى مفعولين، أو تكون تعدت إليهما وقد أخذتهما.
٣- الثالث: أن يكون منصوبا بفعل محذوف، تقديره: أعنى.
٤- الرابع: أن يكون منصوبا على الحال من الضمير فى «يبصرون».
٥- الخامس: أن يكون منصوبا على الذم.
١٩- (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) حذر الموت:
قرىء:
حذر الموت، على أنه مصدر «حاذر».
٢٠- (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) يخطف:
قرىء:
١- يخطف، سكون الخاء وكسر الطاء.
قال الزمخشري: الفتح فى المضارع أفصح، والكسر فى الماضي لغة قريش، وهى أفصح، وبعض العرب يقول:
خطف بالفتح، يخطف، بالكسر.
٣- يتخطف، وهى قراءة أبى.
٤- يخطف، بفتح الياء والخاء والطاء المشددة، وهى قراءة الحسن.
٥- يخطف، بفتح الياء والخاء وتشديد الطاء المكسورة، وهى قراءة الحسن أيضا، وأبى رجاء، وعاصم الجحدري، وقتادة.
٦- يخطف، بكسر الثلاثة وتشديد الطاء، وهى قراءة الحسن أيضا، والأعمش.
٧- يخطف، بضم الياء وفتح الخاء وكسر الطاء المشددة، من «خطف»، وهى قراءة زيد بن على.
٨- يخطف، بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الطاء المكسورة، وهى فى الحقيقة اختلاس لفتحة الخاء لا إسكان، لأنه يؤدى إلى التقاء الساكنين على غير التقائهما.
٢٤- (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) وقودها:
قرىء:
١- بفتح الواو، وهى قراءة الجمهور، وعلى هذه القراءة، فمعناه: الحطب.
٢- بضمها، وهى قراءة الحسن، باختلاف، ومجاهد، وطلحة، وأبى حيوة، وعيسى بن عمر الهمذاني وعلى هذه القراءة فهو مصدر.
أعدت:
وقرىء:
١- اعتدت من العتاد، بمعنى: العدة، وهى قراءة عبد الله.
٢- أعدها الله للكافرين، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٢٥- (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ) وبشر:
قرىء:
١- بالتشديد، وهى اللغة العليا.
٣- فعلا ماضيا مبنيا للمفعول، وهى قراءة زيد بن على.
قال الزمخشري: عطفا على «أعدت».
مطهرة:
قرىء:
١- مطهرات.
٢- مطهرة، بتشديد الطاء، وأصله: متطهرة، فأدغم.
٢٦- (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) يستحى:
قرىء:
١- يستحى، بياءين، والماضي «استحيا»، وهى لغة أهل الحجاز، وبها قرأ الجمهور.
٢- يستحى، بياء واحدة، والماضي: استحى، وهى لغة بنى تميم، وبها قرأ ابن كثير.
بعوضة:
قرىء:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور، على أن تكون:
(أ) صفة ل «ما» : إذا جعلنا «ما» بدلا من «مثل». و «مثل» مفعول «يضرب».
(ب) بدلا من «مثل».
(ح) عطف بيان، و «مثلا» مفعول «يضرب».
(د) مفعولا ل «يضرب»، و «مثلا» حال من النكرة مقدمة عليها.
(هـ) مفعولا ثانيا ل «يضرب»، والأول هو «المثل»، على أن «يضرب» يتعدى إلى اثنين.
(و) مفعول أول ل «يضرب»، و «مثلا» المفعول الثاني.
(ز) منصوبا، على تقدير إسقاط الجار، والمعنى: أن يضرب مثلا ما بين بعوضة فما فوقها.
٢- بالرفع، وهى قراءة الضحاك وإبراهيم بن أبى عبلة، على أن تكون خبرا لمبتدأ محذوف.
يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين:
١- يضل به كثير ويهدى به كثير وما يضل به إلا الفاسقون، على البناء للمفعول فى الثلاثة، وهذه قراءة زيد بن على.
٢- يضل به كثير ويهدى به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقون، على البناء للفاعل الظاهر مع فتح حرف المضارعة فى الثلاثة، وهذه قراءة إبراهيم بن أبى عبلة.
٢٨- (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ترجعون:
قرىء:
١- ترجعون، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور، وهى أفصح.
٢- ترجعون، مبنيا للفاعل، وهى قراءة مجاهد وغيره.
٢٩- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) هو:
فيها لغات:
١- تخفيف الواو مفتوحة.
٢- تشديدها، وهى لغة همدان.
٣- تسكينها، وهى لغة أسد وقيس.
٤- حذفها، وهذا مختص بالشعر.
استوى:
قرىء:
١- بالفتح، وهى لغة أهل الحجاز.
٢- بالإمالة، وهى لغة أهل نجد.
وبهما القراءات السبع.
وهو:
قرىء:
٢- بضمها، على الأصل، وهى قراءة الباقين.
٣- بالوقوف عليها بالهاء «وهوه»، وهى قراءة يعقوب.
٣٠- (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) يسفك:
قرىء:
١- يسفك، بكسر الفاء ورفع الكاف، وهى قراءة الجمهور.
٢- يسفك، بضم الفاء، وهى قراءة أبى حيوة، وابن أبى عبلة.
٣- يسفك، مضارع «اسفك».
٤- يسفك، مضارع «سفك»، مشددة الفاء.
٥- يسفك، بنصب الكاف وهى قراءة ابن هرمز.
فمن رفع الكاف عطف على «يفسد»، ومن نصب نصب فى جواب الاستفهام.
٣١- (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) علم آدم:
وقرىء:
وعلم آدم، مبنيا للمفعول، وبها قرأ اليماني، ويزيد اليزيدي.
ثم عرضهم:
وقرىء:
١- ثم عرضها، وهى قراءة أبى.
٢- ثم عرضهن، وهى قراءة عبد الله.
أنبئونى:
وقرىء:
أنبونى، بغير همز، وهى قراءة الأعمش.
إذا التقت همزتان مكسورتان من كلمتين:
١- تبدل الثانية ياء ممدودة، مكسورة عند ورش، وملينة عند قالون واليزيدي مع تحقيق الثانية.
٢- تحذف الأولى، وهى قراءة عمرو.
٣- تخففان، وهى قراءة الكوفيين، وابن عامر.
٣٣- (قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) أنبئهم:
قرىء:
١- بالهمز وضم الهاء، وهو الأصل، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالهمز وكسر الهاء، وهى مروية عن ابن عباس، والوجه فيها إتباع حركة الهاء لحركة الباء، ولم يعتد بالهمزة لأنها ساكنة، إذ هى حاجز غير حصين.
٣- أنبيهم، بإبدال الهمزة ياء وكسر الهاء.
٤- أنبئهم، على وزن «أعطهم»، وهى قراءة الحسن، والأعرج، وابن كثير.
إنى أعلم:
ياء المتكلم المتحرك ما قبلها، إذا لقيت همزة القطع المفتوحة، جاز فيها وجهان: التحريك والإسكان، وبالوجهين.
قرىء فى السبعة.
٣٤- (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) للملائكة:
قرىء:
١- يجر التاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم التاء، وهى لغة أزد شنوءة، وبها قرأ أبو جعفر.
قرىء:
١- بفتح الغين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بسكونها، وهى قراءة إبراهيم النخعي، ويحيى بن وثاب.
ولا تقربا:
وقرىء:
بكسر التاء، وهى لغة عن الحجازيين.
هذه:
قرىء:
١- بالهاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، وهى قراءة ابن محيصن.
الشجرة:
وقرىء:
١- الشجرة، بكسر الشين، حكاها هارون الأعور عن بعض الفراء.
٢- الشيره، بكسر الشين والياء المفتوحة بعدها.
قال أبو عمرو: يقرأ بها برابر مكة وسودانها.
٣٦- (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) فأزلهما:
وقرىء:
١- فأزالهما، غير ممالة، أي: نحاهما، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، وحمزة.
٢- فأزالهما، ممالة، رويت عن حمزة، وأبى عبيدة.
اهبطوا:
وقرىء:
١- بكسر الباء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم الباء، وهى قراءة أبى حيوة.
قرىء:
١- برفع «آدم» ونصب «الكلمات»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بنصب «آدم» ورفع «الكلمات»، وهى قراءة ابن كثير. يعنى: وصول الكلمات إلى آدم.
إنه:
قرىء:
١- إنه، بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور، على أنها جملة ثابتة تامة أخرجت مخرج الخبر المستقل الثابت، ثم هى مربوطة ربطا معنويا بما قبلها.
٢- أنه، بفتح الهمزة، وهى قراءة نوفل بن أبى عقرب، على التعليل، والتقدير: لأنه، وهى وما بعدها فضلة، إذ هى فى تقدير مفرد ثابت واقع مفروغ من ثبوته لا يمكن فيه نزاع منازع.
٣٨- (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) هداى:
وقرىء:
١- بسكون الياء، وهى قراءة الأعرج، وفيه الجمع بين ساكنين، وذلك من إجراء الوصل مجرى الوقف.
٢- هدى، بقلب الألف ياء وإدغامها فى ياء المتكلم، وهى لغة هذيل، إذ لم يمكن كسر ما قبل الياء، لأنه حرف لا يقبل الحركة، وهى قراءة عاصم الجحدري، وعبد الله بن أبى إسحاق، وعيسى بن عمر.
فلا خوف:
قرىء:
١- بالرفع والتنوين، مراعاة للرفع فى (ولا هم يحزنون)، فرفعوا للتعادل، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالفتح، وكذا فى جميع القرآن، ووجهه: أن ذلك نص فى العموم فينفى كل فرد فرد من مدلول الخوف، وهى قراءة الزهري، وعيسى الثقفي، ويعقوب.
٣- بالرفع من غير تنوين، على إعمال «لا» عمل «ليس»، وحذف التنوين تخفيفا لكثرة الاستعمال، وهى قراءة ابن محيصن، وعلى.
قرىء:
١- إسرائيل، بهمزة بعد الألف وياء بعدها، وهى قراءة الجمهور.
٢- اسراييل، بياءين بعد الألف، وهى قراءة أبى جعفر، والأعمش، وعيسى بن عمر.
٣- اسرائل، بهمزة بعد الألف ثم لام، وهو مروى عن ورش.
٤- اسرائل، بهمزة مفتوحة بعد الراء ولام.
٥- اسرئل، بهمزة مكسورة بعد الراء.
٦- اسرال، بألف ممالة بعدها لام خفيفة.
٧- اسرال، بألف غير ممالة، وهى رواية خارجة عن نافع.
٨- اسرائن، بنون بدل اللام، وهى قراءة الحسن، والزهري، وابن أبى إسحاق.
أوف:
وقرىء:
أوف، مشددا، وهى قراءة الزهري.
فارهبون:
وقرىء:
فارهبونى، بالياء على الأصل، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
٤٢- (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) وتكتموا:
وقرىء:
وتكتمون الحق، وهى قراءة عبد الله، وتخريجها على أنها جملة فى موضع الحال.
٤٨- (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) لا تجزى:
وقرىء:
لا تجزأ، من أجزاء، بمعنى: أغنى.
نفس عن نفس:
نسمة عن نسمة. وهى قراءة أبى السرار الغنوي.
ولا يقبل:
وقرىء:
١- ولا تقبل، بالتاء، وهو القياس والأكثر. ومن قرأ بالياء فهو أيضا جائز فصيح.
٢- ولا يقبل، بفتح الياء ونصب «شفاعة» على البناء للفاعل.
٤٩- (وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) وإذ نجيناكم:
قرىء:
١- أنجيناكم، وهذه قراءة النخعي.
٢- أنجيتكم.
يذبحون:
وقرىء:
١- يذبحون، خفيفا، من «ذبح» المجرد.
٢- يقتلون، مكان «يذبحون».
٥١- (وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ) وإذا واعدنا:
وقرىء:
وعدنا، بغير ألف، وهى قراءة أبى عمرو.
أربعين:
وقرىء:
أربعين، بكسر الباء، اتباعا، وهى قراءة على، وعيسى بن عمر.
اتخذتم:
قرىء:
١- بإدغام الذال فى التاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالإظهار، وهى قراءة ابن كثير، وحفص.
قرىء:
١- بظهور حركة الإعراب، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالاختلاس، وهى قراءة أبى عمرو.
٣- بالإسكان، عن سيبويه، وهو إجراء للمنفصل من كلمتين مجرى المتصل من كلمة.
٤- بكسر الياء من غير همز، وهى قراءة الزهري.
٥٥- (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) جهرة:
وقرىء:
بفتح الهاء، وتحتمل وجهين:
١- أن يكون «جهرة» مصدرا، كالغلبة.
٢- أن يكون جمعا ل «جاهر»، كفاسق وفسقة، فيكون انتصابه على الحال، أي: جاهرين بالرؤية.
الصاعقة:
وقرىء:
الصعقة، وهى قراءة عمر، وعلى.
٥٨- (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) القرية:
لغة أهل اليمن: القرية، بكسر القاف، ويجمعونها على قرى، بكسر القاف.
نغفر:
قرىء:
٢- بالتاء مضمومة، وهى قراءة ابن عامر.
٣- بالياء مفتوحة، وهى قراءة أبى بكر، والضمير عائد إلى الله تعالى.
٤- بالتاء مفتوحة، وهى قراءة ابن عطية، كأن «الحطة» تكون بسبب الغفران.
٥- بالنون، وهى قراءة الباقين.
٦- بالتاء مضمومة وإفراد «الخطيئة»، وهى قراءة الجحدري، وقتادة.
٧- بإظهار الراء عند اللام، وهى قراءة الجمهور.
٨- بإدغامها، وهو ضعيف.
٥٩- (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) رجزا:
وقرىء:
بضم الراء، وهى قراءة ابن محيصن.
يفسقون:
وقرىء:
بكسر السين، وهى لغة، وهى قراءة النخعي، وابن وثاب، وغيرهما.
٦٠- (وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) عشرة:
قرىء:
١- بإسكان الشين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسرها، وهى قراءة مجاهد، وعيسى، وابن وثاب وابن أبى ليلى، ويزيد.
٣- بفتحها، وهى قراءة ابن الفضل الأنصاري، والأعمش.
وقرىء:
بضم القاف.
فومها:
وقرىء:
وثومها، بالثاء المثلثة.
أدنى:
وقرىء:
أدنأ، وهى قراءة زهير، والكسائي.
اهبطوا:
قرىء:
بضم الباء وكسرها، وهما لغتان، والأفصح الكسر.
مصرا:
قرىء:
١- بصرفها هنا، وهى قراءة الجمهور، والمراد: مصر من الأمصار.
٢- بغير تنوين، وهى قراءة الحسن، وطلحة، والأعمش، وأبان بن تغلب.
سألتهم:
وقرىء:
بكسر السين، وهذا من تداخل اللغات، لأن فى «سأل» لغتين:
١- إحداهما: أن تكون العين همزة.
٢- والثانية: أن تكون العين واوا، فتكون الألف منقلبة عن واو.
قرىء:
١- يقتلون، بالتشديد، وهى قراءة علىّ.
٢- تقتلون، بالتاء، وهى قراءة الحسن، على الالتفات.
النبيين:
قرىء:
١- بغير همز، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالهمزة، وهى قراءة نافع.
٦٢- (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) هادوا:
قرىء:
١- بضم الدال، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحها، من المهاداة، وهى قراءة أبى السمال العدوى.
والصابئين:
قرىء:
١- مهموزا، وهى قراءة الجمهور.
٢- بغير همز، وهى قراءة نافع، وتحتمل وجهين:
أ) إما من «صبا»، بمعنى: مال.
ب) وإما أن يكون أصله الهمز وسهل، بقلب الهمزة ألفا فى الفعل وياء فى الاسم.
ولا خوف:
قرىء:
١- بالرفع والتنوين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع من غير تنوين، وهى قراءة الحسن.
٦٣- (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
وقرىء:
ما أتيتكم، وهو شبه التفات، لأنه خرج من ضمير المعظم نفسه إلى غيره.
واذكروا:
قرىء:
١- أمرا، من «ذكر»، وهى قراءة الجمهور.
٢- أمرا، من «أذكر»، وهى قراءة أبى، وأصله: وإذ تكروا، ثم أبدل من التاء دالا، ثم أدغم الذال فى الدال.
٣- تذكروا، على أنه مضارع انجزم على جواب الأمر، الذي هو «خذوا».
٤- تذكروا، أمر من «التذكر»، وهى قراءة ابن مسعود.
٦٧- (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) يأمركم:
قرىء:
١- بضم الراء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بسكونها والاختلاس وإبدال الهمزة ألفا.
أتتخذنا:
قرىء.
١- بالتاء، على أن الضمير هو لموسى، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، على أن الضمير لله تعالى، وهو استفهام على سبيل الإنكار، وهى قراءة عاصم الجحدري، وابن محيصن هزؤا:
قرىء:
١- بإسكان الزاى، وهى قراءة حمزة، وإسماعيل، وخلف- فى اختياره- والفزاز، عن عبد الوارث، والمفضل.
٢- بضم الزاى والواو بدل الهمز، وهى قراءة حفص ٣- بضم الزاى والهمزة، وهى قراءة الباقين.
قرىء:
١- بالتاء، والضمير عائد على «البقرة»، والجملة صفة.
٢- بالياء، والضمير عائد على «اللون».
٧٠- (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ) تشابه:
قرىء:
١- تشابه، فعلا ماضيا، مسند الضمير «البقر»، على أن «البقر» مذكر، وهى قراءة الجمهور.
٢- تشابه، بضم الهاء، على أنه فعل مضارع محذوف التاء، وفيه ضمير يعود على «البقر»، على أن «البقر» مؤنث، وهى قراءة الحسن.
٣- تشابه، بضم الهاء وتشديد الشين، على أنه مضارع، وفيه ضمير يعود على «البقر»، وهى قراءة الحسن أيضا.
٤- تشبه، وهى قراءة محمد المعيطى ذى الشامة.
٥- تشبه، فعلا ماضيا على «تفعل»، وهى قراءة مجاهد.
٦- يشابه، بالياء وتشديد الشين، على أنه مضارع من «لفاعل». ثم أدغمت الياء فى الشين، وهى قراءة ابن مسعود.
٧- متشبه، اسم فاعل من تشبه.
٨- يتشابه، على أنه مضارع تشابه، وفيه ضمير يعود على «البقر».
٩- تشابهت، وهى قراءة أبى.
١٠- متشابه، وهى قراءة الأعمش.
١١- متشابهة، وهى قراءة الأعمش أيضا.
١٢- تشابهت، بتشديد الشين، على أنه فعل ماض، وبتاء التأنيث فى آخره.
قرىء:
١- لا ذلول، بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
٢- لا ذلولا، بالفتح، وهى قراءة أبى عبد الرحمن السلمى.
تسقى:
قرىء:
١- تسقى، بفتح التاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- تسقى، بضم التاء، من أسقى، وهما بمعنى واحد.
الآن:
قرىء:
١- الآن، بإسكان اللام والهمزة، وهى قراءة الجمهور.
٢- الآن، يحذف الهمزة وإلقاء حركتها على اللام، وهى قراءة نافع.
٧٢- (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللَّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) فادارأتم:
قرىء:
١- بالإدغام، وهى قراءة الجمهور.
٢- فتدارأتم، على وزن تفاعلتم، وهى قراءة أبى حيوة، وأبى السوار الغنوي.
٣- فادارأتم، بغير ألف قبل الراء، وهى قراءة أبى السوار أيضا.
٧٤- (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) وإن:
قرىء:
١- وإن مشددة، وهى قراءة الجمهور.
٢- وإن، مخففة، وهى قراءة قتادة.
قرىء:
١- لما، بميم مخففة، وهى قراءة الجمهور.
٢- لما، بالتشديد، وهى قراءة طلحة بن مصرف، وهى لا تتجه إلا إن تكون «إن» نافية.
يشقق:
قرىء:
١- يشقق، بتشديد الشين، وأصله «يتشقق»، فأدغم التاء فى الشين، وهى قراءة الجمهور.
٢- تشقق، بالتاء والشين المخففة، وهى قراءة ابن مصرف.
تعملون:
قرىء:
١- تعملون، بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- يعملون، بالياء، وهى قراءة ابن كثير.
٧٧- (أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) أو لا يعلمون:
قرىء:
١- أو لا يعلمون بالياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- أو لا تعلمون بالتاء، وهى قراءة ابن محيصن، ويكون ذلك خطابا للمؤمنين.
٧٨- (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) أمانى:
قرىء:
١- أمانى، بالتشديد، وهى قراءة الجمهور.
٢- أمانى، بالتخفيف، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، والأعرج، وابن جماز عن نافع، وهارون عن أبى عمرو.
٨١- (بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) خطيئته:
قرىء:
١- خطيئته، بالإفراد، وهى قراءة الجمهور.
٣- خطاياه، جمع تكسير، وهى قراءة بعض القراء.
٨٣- (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) لا تعبدون:
قرىء:
١- لا تعبدون، بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- لا يعبدون، بالياء، وهى قراءة ابن كثير، وحمزة، والكسائي.
٣- لا يعبدوا، على النهى، وهى قراءة أبى، وابن مسعود.
حسنا:
قرىء:
١- حسنا، بالضم، على أنه مصدر، وهى قراءة الجمهور.
٢- حسنا، بفتح الحاء والسين، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٣- حسنا، بضم الحاء والسين، وهى قراءة عطاء بن أبى رباح، وعيسى بن عمر.
٤- حسنى، على وزن فعلى، وهى قراءة أبى، وطلحة بن مصرف.
٥- إحسانا، وهى قراءة الجحدري.
إلا قليلا:
قرىء:
١- إلا قليلا، بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
٢- إلا قليل، بالرفع، وهى قراءة أبى عمرو، على أنه بدل من الضمير فى «توليتم».
٨٤- (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) لا تسفكون:
قرىء:
١- بفتح التاء وسكون السين وكسر الفاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح التاء وسكون السين وضم الفاء، وهى قراءة طلحة بن مصرف، وشبيب بن حمزة.
٣- بضم التاء وفتح السين وكسر الفاء المشددة، وهى قراءة أبى نهيك، وأبى مجاز.
٤- بضم التاء وإسكان السين وكسر الفاء المخففة، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
قرىء:
١- بتخفيف الطاء، وهى قراءة عاصم، وحمزة، والكسائي، وأصله: تتظاهرون.
٢- بتشديد الظاء، أي بإدغام الظاء فى التاء، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- تظاهرون، بضم التاء وكسر الهاء، وهى قراءة أبى حيوة.
٤- تظهرون، بفتح التاء، والظاء والهاء مشدّدين، دون ألف، وهى قراءة مجاهد، وقتادة.
٥- تتظاهرون، على الأصل.
يردون:
قرىء:
١- يردون، بالياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- تردون، بالتاء، وهو مناسب لقوله «أفتؤمنون».
تعملون:
قرىء:
١- يعملون، بالياء، وهى قراءة نافع، وابن كثير، وأبى بكر.
٢- تعملون، بالتاء، وهى قراءة الباقين.
٨٧- (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ بالرسل:
قرىء:
١- بضم السين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتسكينها، وهى قراءة الحسن، ويحيى بن يعمر.
وأيدناه:
قرىء:
١- وأيدناه، على وزن «فعلناه»، وهى قراءة الجمهور.
القدس:
قرىء:
١- بضم القاف والدال، وهى قراءة الجمهور.
٢- بسكون الدال، وهى قراءة مجاهد، وابن كثير.
٣- القدوس، بواو، وهى قراءة أبى حيوة.
٨٨- (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ) غلف:
قرىء:
١- غلف، بإسكان اللام، وتكون جمع «أغلف»، وهى قراءة الجمهور.
٢- غلف، بضم اللام، وتكون جمع «غلاف»، وهى قراءة ابن عباس، والأعرج، وابن هرمز، وابن محيصن.
٩٣- (... قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) به إيمانكم:
قرىء:
١- بكسر الهاء فى «به»، لأجل كسرة الباء.
٢- بضم الهاء ووصلها بواو، وهى قراءة الحسن، ومسلم بن جندب.
٩٤- (قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) فتمنوا الموت:
قرىء:
١- بضم الواو، وهى اللغة المشهورة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسرها، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
٣- بفتحها، طلبا للتخفيف، وهى قراءة أبى عمرو.
٤- باختلاس ضمة الواو، وحكيت عن أبى عمرو أيضا.
قرىء:
١- بالياء، على نسق ما سبق، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالتاء، على سبيل الالتفات والخروج من الغيبة إلى الخطاب، وهى قراءة الحسن، وقتادة، والأعرج، ويعقوب.
٩٧- (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) جبريل:
قرىء:
١- جبريل، كقنديل، وهى لغة أهل الحجاز، وهى قراءة ابن عامر، وأبى عمرو، ونافع، وحفص.
٢- جبريل، بفتح الجيم، وهى قراءة الحسن، وابن كثير، وابن محيصن، واستنكرها الفراء.
٣- جبرئيل، كعنتريس، وهى لغة تميم وقيس وكثير من أهل نجد، وهى قراءة الأعمش، وحمزة، والكسائي، وحماد بن أبى زياد.
٤- جبرئل، بغير ياء بعد الهمزة وتخفيف اللام، وتروى عن عاصم، ويحيى بن يعمر.
٥- جبرئل، مثل الذي سبق مع تشديد اللام، وهى قراءة أبان عن عاصم، ويحيى بن يعمر.
٦- جبرائيل، وهى قراءة ابن عباس، وعكرمة.
٧- جبراييل، وهى قراءة ابن عباس، وعكرمة أيضا.
٨- جبرال، وهى قراءة طلحة.
٩- جبرايل، بالياء والقصر، وبها قرأ طلحة أيضا.
١٠- جبراييل، بألف بعد الراء بعدها ياءان أولاهما مكسورة، وهى قراءة الأعمش، وابن يعمر.
١١- جبرين، بالفتح، وهى لغة أسد.
١٢- جبرين، بالكسر، وهى لغة أسد.
١٣- جبرائين.
قرىء:
١- ميكال، كمفعال، وهى لغة أهل الحجاز، وبها قرأ أبو عمرو، وحفص.
٢- ميكائل، بعد الألف همزة، وبها قرأ نافع، وابن شنبوذ.
٣- ميكائيل، بعد الهمزة ياء، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وابن عامر، وأبى بكر.
٤- ميكئيل، كميكعيل، وبها قرأ ابن محيصن.
٥- ميكئل، لا ياء بعد الهمزة، وبها قرأ ابن محيصن أيضا.
٦- ميكائيل، بياءين بعد الألف أولاهما مكسورة، وبها قرأ الأعمش ١٠٠- (أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) أو كلما:
قرىء:
بسكون الواو، وهى قراءة أبى السمال العدوى، وقدر على:
(أ) أن يكون للعطف على «الفاسقين»، وهذا قول الزمخشري.
(ب) على الخروج من كلام إلى غيره، وتكون «أو» بمنزلة «أم» المنقطعة، وهذا قول المهدوى.
عاهدوا:
قرىء:
١- عوهدوا، على البناء للمفعول، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، وهذه القراءة تخالف رسم المصحف.
٢- عهدوا، ويكون «عهدا» مصدرا.
١٠٢- (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ... )
الشياطين:
قرىء:
الشياطون، بالرفع بالواو، وهى قراءة الحسن، والضحاك، وهى قراءة شاذة.
قرىء:
١- بالتشديد، ويجب إعمالها، وهى قراءة نافع، وعاصم، وابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بتخفيف النون، ورفع ما بعدها بالابتداء والخبر، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة، والكسائي.
الملكين:
قرىء:
١- بفتح اللام، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسر اللام، وهى قراءة ابن عباس، والحسن، وأبى الأسود الدؤلي، والضحاك، وابن أبزى.
وقيل: إنهما رجلان ساحران، أو نحو من ذلك، وعلى هذا تكون «ما» موصولة.
وقال ابن أبزى: هما داود وسليمان، وعلى هذا تكون «ما» نافية.
هارون وماروت:
قرىء:
١- بفتح التاء، ويكونان بدلا من:
أ- الملكين، على من قرأ بفتح اللام، وتكون الفتحة علامة للجر، لأنهما لا ينصرفان.
ب- أو بدلا من الناس، فتكون الفتحة علامة للنصب، ولا يكون هاروت وماروت اسمين للملكين.
ج- أو بدلا من الشياطين، على أن يكونا قبلتين منهم، وتكون الفتحة علامة للنصب، على قراءة من نصب الشياطين، أما من رفع فانتصابهما على الذم.
د- وعلى قراءة من قرأ «الملكين» بكسر اللام، فيكونان بدلا من «منهما»، إلا إذا فسرا: بداود وسليمان، عليهما السلام، فلا يكونان بدلا من «منهما»، ولكن يتعلقان بالشياطين على الوجهين السابقين.
٢- برفع التاء، وهى قراءة الحسن والزهري، ويكونان خبر مبتدأ محذوف، إن كانا ملكين، أو بدلا من الشياطين إن كانا شيطانين، على قراءة من رفع.
يعلمان:
قرىء:
١- بالتشديد، من التعليم، وهى قراءة الجمهور.
٢- يعلمان، من أعلم، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
قرىء:
١- المرء، بفتح الميم وسكون الراء والهمزة، وهى قراءة الجمهور.
٢- المر، بغير همز مخففا، وهى قراءة الحسن، والزهري، وقتادة.
٣- المرء، بضم الميم والهمزة، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
٤- المرء، بكسر الميم والهمز، وهى قراءة الأشهب العقيلي.
٥- المرء، بفتح الميم وإسقاط الهمز وتشديد الراء، وهى قراءة الزهري.
١٠٣- (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) لمثوبة:
قرىء:
١- بضم الثاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بسكونها، وهى قراءة قتادة، وأبى السمال، وعبد الله بن بريدة.
١٠٤- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) راعنا:
قرىء:
١- راعنا، وهى قراءة الجمهور.
٢- راعونا، على إسناد الفعل لضمير الجمع، وهى قراءة عبد الله، وأبى.
٣- ارعونا، وهى من مصحف عبد الله.
٤- راعنا، بالتنوين، صفة لمصدر محذوف، أي: قولا راعنا، وهى قراءة الحسن، وابن أبى ليلى، وأبى حيوة، وابن محيصن.
انظرنا:
قرىء:
١- موصول الهمزة مضموم الظاء، من النظرة، وهى التأخير، وهى قراءة الجمهور.
٢- بقطع الهمزة وكسر الظاء، من الإنظار، وهى قراءة أبى، والأعمش، أي: أخرنا:
قرىء:
١- من «نسخ»، بمعنى: أزال، وهى قراءة الجمهور.
٢- من «الإنساخ»، والمعنى: ما نجده منسوخا، مثل: أحمدت فلانا، إذا وجدته محمودا.
ننسها:
قرىء:
١- ننسأها، بفتح نون المضارعة والسين وسكون الهمزة، وهى قراءة عمر، وابن عباس، والنخعي، وعطاء، ومجاهد، وعبيد بن عمير، وابن كثير، وأبى عمرو.
٢- ننساها، بفتح نون المضارعة والسين بغير همز، وهى قراءة طائفة.
٣- تنساها، بالتاء المفتوحة وسكون النون وفتح السين من غير همز، وهى قراءة الحسن، وابن يعمر.
٤- تنسأها، بالتاء المفتوحة وسكون النون وفتح السين والهمز، وهى قراءة فرقة.
٥- تنسأها، بالتاء المضمومة وسكون النون وفتح السين والهمز، وهى قراءة أبى حيوة.
٦- ننسها، بضم النون وكسر السين من غير همز، وهى قراءة باقى السبعة.
٧- ننسئها، بضم النون وكسر السين وهمزة بعد السين، وهى قراءة فرقة.
٨- ننسها، بضم النون الأولى وفتح الثانية وتشديد السين وبلا همز، وهى قراءة الضحاك، وأبى رجاء ٩- ننسك، بضم النون الأولى وسكون الثانية وكسر السين من غير همز وبكاف للخطاب بدل ضمير الغيبة، وهى قراءة أبى.
١٠٧- (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) سئل:
قرىء:
١- سئل، وهى قراءة الجمهور.
٢- سيل، بكسر السين وياء، وهى قراءة الحسن، وأبى السمال.
٣- سيل، بإشمام السين وياء، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، والزهري.
٤- سئل، بتسهيل الهمزة بين بين وضم السين، وهى قراءة لبعض القراء.
إلا من كان يهوديا أو نصرانيا، وهى قراءة أبى، فحمل الاسم والخبر معا على اللفظ، وهو الإفراد والتذكير.
١١٢- (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ولا خوف:
قرىء:
١- برفع الفاء من غير تنوين، وهى قراءة ابن محيصن.
٢- بالفتح من غير تنوين، وهى قراءة الزهري، وعيسى الثقفي، ويعقوب، وآخرين.
١١٧- (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) بديع:
قرىء:
١- بالرفع، وهى قراءد الجمهور.
٢- بالنصب على المدح، وهى قراءة المنصور.
٣- بالجر على أنه بدل من الضمير فى «له» الآية: ١١٦.
فيكون:
قرىء:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالنصب، وهى قراءة ابن عامر ١١٨- (وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) تشابهت:
وقرىء:
تشابهت، بتشديد الشين.
قرىء:
١- بضم التاء واللام، وهى قراءة الجمهور.
٢- وما تسأل، وهى قراءة أبى.
٣- ولن تسأل، وهى قراءة ابن مسعود.
٤- ولا تسأل، بفتح التاء وجزم اللام، على النهى، وهى قراءة نافع، ويعقوب.
١٢٤- (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وإذا ابتلى إبراهيم ربه:
قرىء:
١- بنصب «إبراهيم» ورفع «ربه»، وهى قراءة الجمهور.
٢- برفع «إبراهيم» ونصب «ربه»، وهى قراءة ابن عباس، وأبى الشعثاء، وأبى حنيفة والمعنى على الدعاء.
١٢٥- (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) واتخذوا:
قرىء:
١- بكسر الخاء، على الأمر، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي، والجمهور.
٢- بفتحها، على أنه فعل ماض، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
١٢٦- (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) فأمتعه:
قرىء:
١- مشددا، على الخبر، وهى قراءة الجمهور من السبعة.
٣- فنمتعه، وهى قراءة أبى بن كعب.
٤- فأمتعه، على صيغة الأمر، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما، وعلى هذه القراءة فيكون الضمير فى «قال» عائدا على «إبراهيم».
ثم أضطره:
قرىء:
١- ثم أضطره، خبرا، وهى قراءة الجمهور، وابن عامر.
٢- ثم اضطره، بكسر الهمزة، على لغة قريش، وهى قراءة يحيى بن وثاب.
٣- ثم أضطره، بإدغام الضاد فى الطاء، خبرا، وهى قراءة ابن محيصن.
٤- ثم أضطره، بضم الطاء، خبرا، وهى قراءة يزيد بن أبى حبيب.
٥- ثم نضطره، وهى قراءة أبى بن كعب.
٦- ثم أضطره، على صيغة الأمر، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد.
٧- ثم اطره، بإدغام الضاد فى الطاء، وهى قراءة ابن محيصن.
١٢٨- (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) وأرنا:
قرىء:
١- وأرهم، وهى قراءة ابن مسعود، من إعادة الضمير على «الذرية».
٢- وأرنا، بإسكان الراء، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٣- وأرنا، بالاختلاس، وهى قراءة أبى عمرو.
٤- وأرنا، بالإشباع، وهى قراءة أبى عمرو أيضا.
١٣٢- (وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ووصى:
قرىء:
١- وأوصى، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
ويعقوب:
قرىء:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور، ويعقوب، وهذا إما بالعطف على «إبراهيم»، ويكون داخلا فى حكم توصية بنيه، وإما على الابتداء وخبره محذوف، والأول أظهر.
٢- بالنصب، وهى قراءة إسماعيل بن عبد الله المكي، والضرير، وعمرو بن قائد الأسوارى، ويكون عطفا على «بنيه».
١٣٣- (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) وإله آبائك إبراهيم:
هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
١- وإله إبراهيم، بإسقاط «آبائك»، وهى قراءة أبى ٢- وإله أبيك، وهى قراءة ابن عباس، والحسن، وابن يعمر، والجحدري، وأبى رجاء.
١٣٥- (وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ملة:
قرىء:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور، على المفعولية، أو على أنه خبر «كان»، أو بالنصب على الإغراء، أو على إسقاط الخافض.
٢- بالرفع، وهى قراءة ابن هرمز الأعرج، وابن أبى عبلة على أنه خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ محذوف الخبر.
وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
١- بما آمنتم به، وهى قراءة عبد الله بن مسعود، وابن عباس.
٢- بالذي آمنتم به، وهى قراءة أبى.
١٣٨- (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ) صبغة الله:
قرىء:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع، وهى قراءة من قرأ برفع «ملة»، وهى قراءة الأعرج، وابن أبى عبلة.
١٤٠- (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) أم تقولون:
قرىء:
١- بالتاء، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وحفص.
٢- بالياء، وهى قراءة الباقين.
١٤٣- (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) عقبيه:
وقرىء:
عقبيه، بسكون القاف، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
قرىء:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور، على أن تكون خبر «كانت».
٢- بالرفع، وهى قراءة اليزيدي.
لرؤوف:
قرىء:
١- لرؤوف، مهموزا، على وزن مفعول، وهى قراءة الحرميين، وابن عامر، وحفص.
٢- لرؤف مهموزا، على وزن «ندس»، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- لروف، بغير همز، وهى قراءة أبى جعفر بن القعقاع.
١٤٤- (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) شطره:
وقرىء:
١- قبله، وهى حرف عبد الله.
٢- تلقاه، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
يعملون:
قرىء:
١- بالتاء على الخطاب، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة، والكسائي.
٢- بالياء، وهى قراءة فرقة، ويكون المراد: أهل الكتاب.
١٤٨-َ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
ولكل وجهة هو موليها:
قرىء:
١- ولكل، منونا، و «وجهة» مرفوعا، و «موليها»، بكسر اللام، اسم فاعل، وهى قراءة الجمهور.
٣- ولكل، بخفض اللام من غير تنوين، «وجهة»، بالخفض منونا على الإضافة، وهى قراءة شاذة.
٤- ولكل جعلنا قبلة، وهى قراءة عبد الله.
١٥٠- (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ومن حيث:
قرىء:
بالفتح تخفيفا، وهى قراءة عبد الله بن عمير.
لئلا:
قرىء:
١- بالتحقيق، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالتخفيف، وهى قراءة نافع، ورسمت الهمزة باءا.
إلا:
قرىء:
١- إلا، أداة استثناء، وهى قراءة الجمهور.
٢- ألا، بفتح الهمزة وتخفيف اللام، على أنها للتنبيه والاستفتاح، وهى قراءة ابن عامر، وزيد بن على، وابن زيد.
وعلى هذه القراءة يكون «الذين ظلموا» مبتدأ، والجملة «فلا تخشوهم واخشوني» فى موضع الخبر.
١٥٨- (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ) أن يطوف:
قرىء:
١- أن يطوف، بتشديد الطاء، وهى قراءة الجمهور.
٣- أن يطوف، من طاف يطوف، وهى قراءة أبى حمزة.
٤- أن يطاف، بتشديد الطاء، وأصله: يطوف، فقلبت التاء طاء ثم أدغمنا، وهى قراءة ابن عباس، وأبى السمال.
تطوع:
قرىء:
١- تطوع، فعلا ماضيا، وهى قراءة ابن كثير، ونافع، وأبى عمرو، وعاصم، وابن عامر، وتكون «من» بمعنى «الذي»، أو تكون شرطية.
٢- يطوع، مضارعا مجزوما، بمن الشرطية، وأصله «يتطوع»، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٣- يتطوع، وهى قراءة ابن مسعود.
خيرا قرىء:
١- خيرا، منصوبا على المفعول بعد إسقاط حرف الجر، أو نعتا لمصدر محذوف، وهى قراءة الجمهور.
٢- بخير، وهى قراءة ابن مسعود، حيث قرأ «يتطوع بخير».
١٥٩- (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) بيناه:
هذه هى قراءة الجمهور.
وقرىء:
بينه، بضمير المفرد الغائب، على الالتفات من ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
قرىء:
١- والملائكة والناس أجمعين، بالجر، عطفا على اسم الله.
٢- والملائكة والناس أجمعون، بالرفع، وهى قراءة الحسن، وقدر على العطف على موضع اسم الله.
١٦٤- (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) الرياح:
قرىء:
بالإفراد والجمع.
١٦٥- (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ) يحبونهم:
قرىء:
١- بضم الياء.
٢- بفتحها، وهى لغة، والمضارع بكسر العين شذوذا لأنه مضاعف متعد، وقياسه أن يكون مضموم العين.
إذ يرون العذاب أن:
قرىء:
١- إذ ترون العذاب أن، بالتاء المفتوحة وفتح همزة «أن»، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
٢- إذ يرون العذاب أن، بالياء المضمومة، وفتح همزة «أن»، وهى قراءة ابن عامر.
٤- ولو ترى... إن وإن، بالتاء، وكسر الهمزة فيهما، وهى قراءة الحسن، وقتادة، وشيبة، وأبى جعفر، ويعقوب.
٥- ولو يرى.. أن.. وأن، بالياء المفتوحة وفتح الهمزة فيهما، وهى قراءة الكوفيين، وأبى عمرو، وابن كثير.
٦- ولو يرى.. أن... وإن، بالياء وكسر الهمزة فيهما، وهى قراءة فرقة.
١٦٦- (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ) اتبعوا من الذين اتبعوا:
قرىء:
١- اتبعوا، الأول، مبينا للمفعول، والثاني مبينا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
٢- اتبعوا، الأول، مبينا للفاعل، والثاني مبينا للمفعول، وهى قراءة مجاهد.
١٦٨- (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ خطوات:
قرىء:
١- بضم الخاء والطاء، وبالواو، وهى قراءة ابن عامر، والكسائي، وقنبل، وحفص، وعباس عن أبى عمرو، والبرجمي عن أبى بكر.
٢- بضم الخاء والطاء، وبالواو، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بضم الخاء وفتح الطاء وبالواو، وهى قراءة أبى السمال.
٤- بضم الخاء والطاء والهمزة، على أن الهمزة أصل، وهى قراءة على، وقتادة، والأعمش، وسلام.
١٧٣- (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) حرم:
قرىء:
١- مشددا مبينا للفاعل، مسندا إلى ضمير اسم الله تعالى، وهى قراءة الجمهور.
٢- مشددا مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى جعفر.
الميتة:
قرىء:
١- بالنصب، على القراءة الأولى فى «حرم»، على أن تكون: «ما» فى «إنما» مهيئة، هيأت «إن» لولايتها الجملة الفعلية.
٢- بالرفع:
(ا) على القراءة الأولى فى «حرم»، على أن تكون «ما» فى «إنما» موصولة، اسم «أن»، والعائد عليها محذوف، أي: إن الذي حرمه الله الميتة.
(ب) أو على القراءة الثانية فى «حرم»، على أن تكون «ما» إما:
١- موصولة، اسم «أن» والعائد الضمير المستكن فى «حرم»، و «الميتة» خبر «إن».
٢- مهيئة، وهى، أي «الميتة»، مرفوعة ب «حرم».
(ح) أو على القراءة الثانية فى «حرم»، و «ما»، إما للهيئة أو الوصل.
٣- بتشديد الياء، وهى قراءة أبى جعفر.
اضطر:
قرىء:
١- بضم الطاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسر الطاء، وهى قراءة أبى جعفر، وأبى السمال.
٣- اطر، بإدغام الضاد فى الطاء، وهى قراءة ابن محيصن.
١٧٧- (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) البر:
قرىء:
١- بالنصب، وهى قراءة حمزة.
بعهدهم:
قرىء:
بعهودهم، على الجمع، وهى قراءة الجحدري.
والصابرين:
وقرىء:
والصابرون، عطفا على «الموفون».
١٧٩- (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) القصاص:
وقرىء:
القصص، وهى قراءة أبى الجوزاء: أوس بن عبد الله الربعي، أي: فيما قص عليكم من حكم القتل والقصاص.
وقيل: القصص القرآن، وقيل: هو مصدر كالقصاص.
١٨٢- (فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) خاف:
وقرىء:
بالإمالة، وهى قراءة حمزة.
موص:
قرىء:
١- موص، من «وصى».
٢- موص، من «أوصى».
جنفا:
قرىء:
١- بالجيم والنون، وهو الخطأ، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالحاء والياء، وهو البخس، وهى قراءة على.
وقرىء:
أيام معدودات، بالرفع، على أنها خبر مبتدأ محذوف، وهى قراءة أبى عبد الله الحسين بن خالويه.
عدة:
قرىء:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور، على أنه مبتدأ محذوف الخبر.
٢- بالنصب، على إضمار فعل، أي: فليصم عدة، وتكون «عدة» بمعنى معدود.
يطيقونه:
قرىء:
١- يطيقونه، مضارع «أطاق»، وهى قراءة الجمهور.
٢- يطوقونه، من «أطوق»، كقولهم: أطول، فى: أطال. وهى قراءة حميد، وصحة حرف العلة فى هذا النحو شاذة.
٣- يطوّقونه، مبينا للمفعول، من: «طوق»، وهى قراءة عبد الله بن عباس.
٤- يطوقونه، من: «أطوق»، وأصله: تطوق، على وزن تفعل، ثم أدغموا التاء فى الطاء، فاجتلبوا فى الماضي والأمر همزة وصل، وهى قراءة عائشة، ومجاهد، وطاووس، وعمرو بن دينار.
٥- يطيقونه، بفتح ياء المضارعة، ورويت عن مجاهد، وابن عباس.
٦- يطيقونه، بضم الياء والبناء للمفعول.
وقيل إن تشديد الياء فى هذه اللفظة ضعيف.
فدية طعام مسكين:
قرىء:
١- بتنوين «فدية»، ورفع «طعام»، على البدل، وإفراد «مسكين»، وهى قراءة الجمهور ٢- بتنوين «فدية»، ورفع «طعام»، وجمع «مسكين»، وهى قراءة هشام.
٣- بإضافة «فدية»، وجمع «مسكين»، وهى قراءة نافع، وابن ذكوان.
(انظر الآية: ١٥٨) من هذه السورة (ص: ٣٢٧).
وأن تصوموا:
وقرىء:
والصوم، وقيل: والصيام، وهى قراءة أبى.
١٨٥- (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) شهر:
قرىء:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالنصب، على تقدير فعل، تقديره: صوموا شهر رمضان، وهى قراءة مجاهد، وشهر بن حوشب، وهارون الأعور عن أبى عمرو، وأبى عمارة عن حفص عن عاضم.
ولتكملوا:
قرىء:
١- مشدد الميم مفتوح الكاف، وهى قراءة أبى بكر، وأبى عمرو، بخلاف عنهما ٢- بالتخفيف وإسكان الكاف، وهى قراءة الباقين.
١٨٦- (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) يرشدون:
قرىء:
١- بفتح الياء وضم الشين، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة قوم.
٤- بفتحهما.
١٨٧- (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
أحل:
قرىء:
١- مبنيا للمفعول، وحذف الفاعل للعلم به، وهى قراءة الجمهور ٢- مبنيا للفاعل، ونصب «الرفث» به.
الرفث:
وهذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
الرفوث، وهى قراءة عبد الله.
وهما مصدران.
عاكفون:
وقرىء:
عاكفون، بغير ألف، وهى قراءة قتادة.
١٨٩- (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) عن الأهلة:
قرىء:
٢- نقل حركة الهمزة، وحذف الهمزة، وهى قراءة ورش.
٣- إدغام نون «عن» فى لام «الأهلة» بعد النقل والحذف، وهى قراءة شاذة.
الحج:
قرىء:
١- بفتح الحاء، على المصدرية، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسرها، على الاسمية، وهى قراءة الحسن، وابن أبى إسحاق.
ولكن:
قرىء:
١- بتخفيفها ورفع «البر»، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
٢- بتشديدها ونصب «البر»، وهى قراءة الباقين.
١٩١- (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ) ولا تقاتلوهم حتى يقاتلوكم:
وقرىء:
ولا تقتلوهم... حتى يقتلوكم، وهى قراءة حمزة، والكسائي، والأعمش.
١٩٤- (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) والحرمات:
وقرىء:
بإسكان «الراء» على الأصل، وهى قراءة الحسن.
وقرىء:
بالرفع على الابتداء والخبر، فتخرج «العمرة» عن الأمر ويتفرد به «الحج»، وهى قراءة على، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وابن عباس، وابن عمر، والشعبي، وأبى حيوة.
الهدى:
وقرىء:
الهدى، بكسر الدال وتشديد الياء، وهى قراءة مجاهد، والزهري، وابن هرمز، وأبى حيوة.
نسك:
وقرىء:
بإسكان السين، وهى قراءة الحسن، والزهري.
فصيام:
وقرىء:
بالنصب، أي: فليصم صيام ثلاثة أيام.
وسبعة:
وقرىء:
بالنصب، عطفا على محل «ثلاثة أيام»، وهى قراءة زيد بن على، وابن أبى عبيدة.
قرىء:
١- بالرفع والتنوين فى الثلاثة، على أن «لا» غير عاملة وما بعدها مرفوع بالابتداء والخبر عن الجميع «فى الحج».
٢- بالنصب والتنوين فى الثلاثة على المصادر، والعامل فيها أفعال من لفظها، وهى قراءة أبى رجاء العطاردي.
٣- بفتح الثلاثة من غير تنوين على البناء، وهى قراءة الكوفيين ونافع.
٤- برفع «فلا رفث ولا فسوق» والتنوين على المذهبين السابقين، وفتح «ولا جدال» من غير تنوين.
(وانظر: الرفث، الآية: ١٨٧ من هذه السورة).
٢٠٣- (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
فلا إثم:
قرىء:
بوصل الألف، وهى قراءة سالم بن عبد الله، ووجهه: أنه سهل الهمزة بين بين، فقربت من السكون، فحذفها تشبيها بالألف، ثم حذف الألف لسكونها وسكون الثاء.
٢٠٤- (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ) ويشهد:
وقرىء:
١- بضم الياء وكسر الهاء، من «أشهد» ونصب لفظ الجلالة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح الياء والهاء، من «شهد» ورفع لفظ الجلالة، وهى قراءة أبى حيوة، وابن محيصن.
٢٠٥- (وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ) ويهلك:
قرىء:
١- يهلك، من أهلك، ونصب الكاف، عطفا على، «ليفسد»، وهى قراءة الجمهور.
٢- ليهلك، بإظهار لام العلة، وهى قراءة أبى.
٣- يهلك، من أهلك، برفع الكاف، وهى قراءة قوم، عطفا على «يعجبك»، أو على «سعى»، لأنه فى معنى «يسعى».
٤- يهلك، من هلك، برفع الكاف، و «الحرث والنسل» على الفاعلية، وهى قراءة الحسن، وابن أبى إسحاق، وأبى حيوة، وابن محيصن.
٥- يهلك، من هلك، وبفتح اللام ورفع الكاف، ورفع «الحرث»، وهى لغة شاذة.
٢٠٨- (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) مرضاة:
قرىء:
١- بالإمالة، وهى قراءة الكسائي.
٢- بالوقوف عليها بالتاء، وهى قراءة حمزة.
٣- بالوقوف عليها بالهاء، وهى قراءة الباقين.
٢٠٩- (فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) زللتم وقرىء:
بكسر اللام، وهما لغتان.
وقرىء:
فى ظلال، وهى قراءة أبى، وعبد الله، وقتادة، والضحاك.
والملائكة:
قرىء:
١- بالجر، عطفا على «فى ظلل» على تقدير: وفى الملائكة، أو عطفا على «الغمام» على تقدير:
ومن الملائكة.
٢- بالرفع، عطفا على «الله»، وهى قراءة الجمهور.
وقضى الأمر:
وقرىء:
١- وقضاء الأمر، بالمد والرفع، عطفا على «الملائكة» فى قراءتها الثانية، وهى قراءة معاذ بن جبل.
٢- وقضاء الأمر، بالمد والخفض، عطفا على «الملائكة»، فى قراءتها الأولى.
٣- وقضى الأمور، بالجمع وبناء الفعل للمفعول، وحذف الفاعل للعلم به، وهى قراءة يحيى بن يعمر ترجع:
قرىء:
١- بفتح التاء وكسر الجيم، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة، والكسائي.
٢- بالياء وفتح الجيم، مبينا للمفعول، وهى قراءة باقى السبعة.
٢١١- (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) سل:
قرىء:
١- اسأل، وهى قراءة أبى عمرو.
٢- أسل، بنقل حركة الهمزة إلى السين وحذف الهمزة، التي هى عين، ولم تحذف همزة الوصل، لأنه لم يعتد بحركة السين لعروضها، وهى قراءة قوم.
يبدل:
وقرىء:
بالتخفيف.
٢١٢- (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) زين:
قرىء:
١- زين، على بناء الفعل للمفعول، ولا يحتاج إلى إثبات علامة التأنيث، للمفصل ولكون المؤنث غير حقيقى التأنيث، وهى قراءة الجمهور.
٢- زينت، بالتاء، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٣- زين، على البناء للفاعل، الذي هو ضمير يعود على الله تعالى، إذ قبله «فإن الله شديد العقاب»، وهى قراءة مجاهد، وحميد بن قيس، وأبى حيوة.
٢١٤- (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) وزلزلوا حتى يقول:
قرىء:
١- وزلزلوا حتى، وهى قراءة الجمهور، والفعل بعدها منصوب إما على الغاية، وإما على التعليل.
٢- وزلزلوا حتى، برفع «يقول»، وهى قراءة نافع، والمضارع بعد «حتى» إذا كان للحال فلا يخلو أن يكون حالا فى حين الأخبار، أو حالا قد مضت، فتحكى على ما وقعت، فيرفع الفعل على أحد هذين الوجهين.
٣- وزلزلوا ويقول، بالواو، وهى قراءة الأعمش.
٢١٦- (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) كتب:
قرىء:
٢- مبنيا للفاعل، وبنصب «القتال»، والفاعل ضمير فى «كتب» يعود على اسم الله تعالى.
كره:
وقرىء:
بفتح الكاف، وهى قراءة السلمى، كالضعف والضعف.
٢١٧- (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).
قتال:
قرىء:
١- بالكسر، وهى قراءة الجمهور، على أنه بدل اشتمال من «الشهر».
٢- بالرفع، وهى قراءة شاذة.
٣- عن قتال، بإظهار «عن»، وهى قراءة ابن عباس، والربيع، والأعمش، وهكذا هو فى مصحف عبد الله.
٤- قتل فيه قل قتل فيه، بغير ألف فيهما، وهى قراءة عكرمة.
والمسجد الحرام:
قرىء:
١- بالخفض، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع، وهى قراءة شاذة، بالعطف على «وكفر به»، ويكون على حذف مضاف، أي: وكفر بالمسجد الحرام، ثم حذف «الباء» وأضاف «الكفر» إلى «المسجد»، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه حبطت:
وقرىء:
بفتح الباء، وهما لغتان، وهى قراءة أبى السمال.
قرىء:
١- كثير، بالثاء، وهى قراءة حمزة.
٢- كبير، بالباء، وهى قراءة الباقين.
أكبر:
وقرىء:
أكثر، بالثاء، وهى قراءة عبد الله.
العفو:
قرىء:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور، وهو منصوب بفعل مضمر، تقديره: قل ينفقون العفو.
٢- وبالرفع، وهى قراءة أبى عمرو، على تقدير مبتدأ محذوف.
٢٢٠- (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) إصلاح لهم:
وقرى:
إصلاح إليهم وهى قراءة طاووس.
لأعنتكم:
قرىء:
١- بتخفيف الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتليين الهمزة، وهى قراءة البزي ٣- بطرح الهمزة وإلقاء حركتها على اللام.
قرىء:
١- بالخفض، وهى قراءة الجمهور، عطفا على «الجنة».
٢- بالرفع، وهى قراءة الحسن، على الابتداء والخبر.
٢٢٢- (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) يطهرن:
قرىء:
١- يطهرن، بتشديد الطاء والفتح، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وعاصم، وكذا هو فى مصحف أبى، وعبد الله، وأصله: يتطهرن.
٢- يطهرن، بالتخفيف، مضارع «طهر»، وهى قراءة الباقين.
٢٢٦- (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يؤلون:
وقرىء:
١- آلوا، بلفظ الماضي، وهى قراءة عبد الله.
٢- يقسمون، وهى قراءة أبى، وابن عباس.
فإن فاءوا:
قرىء:
١- فإن فاءوا فيها، وهى قراءة أبى.
٢- فإن فاءوا فيهن، وهى قراءة أبى أيضا، وعبد الله.
قرىء:
١- قروء، على فعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- قرو، بالتشديد من غير همز، وهى قراءة الزهري.
٣- قرو، بفتح الكاف وسكون الراء وواو خفيفة، وهى قراءة الحسن.
أرحامهن:
وقرىء:
بضم الهاء، وهى قراءة بشر بن عبيد، وهو الأصل، وإنما كسرت لكسرة ما قبلها.
وبعولتهن:
وقرىء:
بسكون التاء، فرارا من ثقل توالى الحركات، وهى قراءة مسلمة بن محارب.
بردهن:
وقرىء:
١- بضم الهاء، وهى قراءة مبشر بن عبيد، وهى الأصل، وإنما كسرت لكسرة ما قبلها.
٢- بردتهن، بالتاء بعد الدال، وهى قراءة أبى.
٢٢٩- (الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) إلا أن يخافا ألا يقيما:
وقرىء:
١- إلا أن يخافوا ألا يقيموا، بالياء، أي: إلا أن يخاف الأزواج والزوجات، وهى قراءة عبد الله، وهو من باب الالتفات.
٣- إلا أن يخافوا، بضم الياء مبنيا للمفعول، وهى قراءة حمزة، ويعقوب، ويزيد بن القعقاع.
٢٣٠- (فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُها لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) يبينها:
وقرىء:
نبينها، بالنون، على طريق الالتفات، وتروى عن عاصم.
٢٣١- (وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) هزوا:
وقرىء:
١- هزءا، بإسكان الزاي، وهى قراءة حمزة، وإذا وقف سهل الهمزة على مذهبه فى تسهيل الهمز.
٢- هزوا، بضم الزاى وإبدال واو من الهمزة، وذلك لأجل الضم، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٣- هزؤا، بضمتين والهمز، وهى قراءة الجمهور.
(وانظر: الآية: ٦٧).
٢٣٣- (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَها لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ فَإِنْ أَرادا فِصالًا عَنْ تَراضٍ مِنْهُما وَتَشاوُرٍ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِذا سَلَّمْتُمْ ما آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) يتم:
قرىء:
٢- بالتاء، من «تم»، ورفع «الرضاعة»، وهى قراءة مجاهد، والحسن، وحميد، وابن محيصن، وأبى رجاء، وكذلك قراءة أبى حنيفة، وابن أبى عبلة، والجارود بن أبى سبرة.
٣- بالياء، ورفع الميم، ونسبت إلى مجاهد، وقد جاز رفع الفعل بعد «أن» فى كلام العرب فى الشعر.
الرضاعة:
وقرىء:
١- بكسر الراء، وهى لغة، وهى قراءة أبى حنيفة، وابن أبى عبلة، والجارود بن أبى سبرة.
٢- الرضعة، على وزن القصعة، ورويت عن مجاهد.
وكسوتهن:
وقرىء:
بضم الكاف، وهما لغتان.
تكلف:
قرىء:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور، والفاعل هو الله تعالى، وحذف للعلم به.
٢- بفتح التاء، أي لا تتكلف، وهى قراءة أبى رجاء، والأصل: تتكلف بتاءين، حذفت إحداهما، وترتفع «نفس» على الفاعلية.
٣- لا نكلف نفسا، بالنون، والفعل مسند إلى ضمير الله تعالى، و «نفسا» منصوب على المفعولية، وهى قراءة أبى الأشهب عن أبى رجاء.
لا تضار:
قرىء:
١- برفع الراء المشددة، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، ويعقوب، وأبان.
٢- بفتح الراء، على النهى، فسكنت الراء الأخيرة للجزم وسكنت الراء الأولى للإدغام، فالتقى ساكنان، فحرك الأخير منهما بالفتح، لموافقة الألف التي قبل الراء، لتجانس الألف والفتحة، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- لا تضار، بكسر الراء المشددة، على النهى.
٥- بإسكان الراء وتخفيفها، وهى قراءة الأعرج، من: ضار يضير.
٦- بفك الإدغام وكسر الراء الأولى وسكون الثانية، وهى قراءة ابن عباس.
٧- بفك الإدغام وفتح الراء الأولى وسكون الثانية، وهى قراءة ابن مسعود.
٢٣٤- (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ. أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) يتوفون:
وقرىء:
١- بضم الياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح الياء مبنيا للفاعل، وهى قراءة على، والمفضل عن عاصم أي: يستوفون آجالهم.
٢٣٦- (لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ) تمسوهن:
قرىء:
١- تماسوهن، مضارع «ماس»، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٢- تمسوهن، مضارع «مس»، وهى قراءة باقى السبعة.
الموسع:
قرىء:
١- الموسع، اسم فاعل من «أوسع»، وهى قراءة الجمهور.
٢- الموسع، بفتح الواو والسين وتشديدها، اسم مفعول من «وسع»، وهى قراءة أبى حيوة.
قدره:
قرىء:
١- بسكون الدال، وهى قراءة ابن كثير، ونافع، وأبى بكر، وأبى عمرو.
٣- بفتح الدال، والراء، انتصب على المعنى، أو على إضمار فعل.
٢٣٧- (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فنصف:
قرىء:
١- بكسر النون وضم الفاء، وهى قراءة الجمهور، على تقدير: فعليكم نصف ما فرضتم، أو فلهن نصف ما فرضتم.
٢- بكسر النون وفتح الفاء، على تقدير: فادفعوا نصف ما فرضتم.
٣- بضم النون والفاء، وهى قراءة السلمى، وعلى، والأصمعى عن أبى عمرو.
إلا أن يعفون:
وقرىء:
١- إلا أن يعفونه، وهى قراءة الحسن، والهاء ضمير «النصف»، والأصل: يعفون عنه أي: عن النصف. وقيل: الهاء، للاستراحة، كما تأول ذلك بعضهم فى قول الشاعر:
هم الفاعلون الخير والآمرونه | على مدد الأيام ما فعل البر |
أو يعفو:
وقرىء:
بتسكين الواو، وهى قراءة الحسن، فتسقط فى الوصل لالتقائها ساكنة مع الساكن بعدها، وهى تثبت مع الوقف.
وأن تعفو:
وقرىء:
بالياء المثناة التحتية، وهى قراءة الشعبي، جعله غائبا وجمع، على معنى «الذي بيده عقدة النكاح»، لأنه للجنس، لا يراد به واحد.
وقرىء:
١- ولا تناسوا الفضل، وهى قراءة على، ومجاهد، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة.
٢- ولا تنسوا الفضل، بكسر الواو، على أصل التقاء الساكنين، وهى قراءة يحيى بن يعمر.
٢٣٨- (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) والصلاة الوسطى:
وقرىء:
١- والصلاة الوسطى صلاة العصر، وهى قراءة أبى، وابن عباس، وعبيد بن عمير.
٢- وعلى الصلاة الوسطى، بإعادة الجار، على سبيل التوكيد، وهى قراءة عبد الله.
٣- بنصب «الصلاة»، وهى قراءة عائشة. قال الزمخشري: النصب، على المدح والاختصاص.
٤- الوسطى، بالصاد، وهى قراءة قالون، أبدلت السين صادا، لمجاورة الطاء.
٢٣٩- (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) فرجالا أو ركبانا:
وقرىء:
١- فرجالا، بضم الراء وتشديد الجيم، وهى قراءة عكرمة، وأبى مجاز.
٢- فرجالا، بضم الراء وتخفيف الجيم، ورويت عن عكرمة.
٣- فرجالا، بضم الراء وفتح الجيم مشددة بغير ألف.
٤- فرجلا، بفتح الراء وسكون الجيم.
٥- فرجالا فركبانا، وهى قراءة بديل بن ميسرة.
٢٤٠- (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وصية:
قرىء:
١- بالرفع، على الابتداء، أو بفعل محذوف، وهى قراءة الحرميين، والكسائي، وأبى بكر.
٢٤٣- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) ألم تر:
وقرىء:
بسكون الراء، على توهم أن الراء آخر الكلمة، وهى قراءة السلمى.
٢٤٥- (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون) فيضاعفه:
قرىء:
١- فيضعفه، بالتشديد، وهى قراءة ابن كثير، وابن عامر.
٢- فيضاعفه، بالنصب، وهى قراءة ابن عامر، وعاصم.
٣- فيضاعفه، بالرفع عطفا على صلة «الذي»، وهى قراءة الباقين.
ويبسط:
قرىء:
١- بالسين، وهى قراءة حمزة، بخلاف عن خلاد، وحفص، وهشام، وقتبل، والنقاش عن الأخفش.
٢- بالصاد، وهى قراءة الباقين.
٢٤٦- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) نقاتل:
قرى:
١- بالنون والجزم، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء والرفع، على الصفة للملك، وهى قراءة الضحاك، وابن أبى عبلة.
٤- بالياء والجزم، على جواب الأمر.
أخرجنا:
وقرىء:
أخرجنا، أي العدو، وهى قراءة عبيد بن عمير.
تولوا إلا قليلا منهم:
وقرىء:
تولوا إلا أن يكون قليل منهم، على الاستثناء المنقطع، وهى قراءة أبى.
٣٤٨- (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) التابوت:
هى قراءة الجمهور وقرأ أبو زيد: التابوه، بالهاء، وهى لغة الأنصار.
٢٤٩- (فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) غرفة:
وقرىء:
بفتح الغين، وهى قراءة الحرميين.
إلا قليلا:
وقرىء:
إلا قليل، بالرفع، ميلا مع المعنى، إذ معنى «فشربوا منه» أي: لم يطيعوه، وهى قراءة عبد الله، وأبى، والأعمش.
وقرىء:
فية، بإبدال الهمزة ياء، وهى قراءة الأعمش ٢٥١- (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ) دفع:
وقرىء:
دفاع، مصدر: دفع، أو دافع، وهى قراءة نافع، ويعقوب، وسهل.
٢٥٣- (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) كلم الله:
قرىء:
١- بالتشديد، ورفع اسم الجلالة، والعائد على «من» محذوف، تقديره: من كلمه، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالتشديد، ونصب اسم الجلالة، والفاعل مستتر فى «كلم» يعود على «من».
٣- كالم الله، بالألف، ونصب اسم الجلالة، وهى قراءة أبى المتوكل، وأبى نهشل، وابن السميفع.
٢٥٤- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة:
قرىء:
١- بفتح الثلاثة من غير تنوين، وهى قراءة ابن كثير، ويعقوب، وأبى عمرو.
٢- بالرفع والتنوين، وهى قراءة الباقين.
قرىء:
١- القيوم، على وزن «فيعول»، وهى قراءة الجمهور.
٢- القيام، وهى قراءة ابن مسعود، وابن عمر، وعلقمة، والنخعي، والأعمش.
٣- القيم، وقرأ بها علقمة أيضا.
وسع:
قرىء شاذا:
١- بسكون السين.
٢- بسكونها وضم العين، مبتدأ، وخبره: (السموات والأرض).
يؤوده:
وقرىء شاذا: بحذف الهمزة.
٢٥٦- (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) قد تبين:
قرىء:
١- بإدغام دال «قد» فى تاء «تبين»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالإظهار، وهى قراءة شاذة.
الرشد:
قرىء:
١- الرشد، على وزن «القفل»، والرشد، على وزن «العنق» وهما قراءة الجمهور.
٣- الرشاد، بالألف، وقد حكيت عن ابن عطية عن أبى عبد الرحمن.
٢٥٨- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ، إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) أنا أحيي:
قرىء:
١- بإثبات ألف «أنا»، مادام بعدها همزة مفتوحة أو مضمومة: وهى قراءة نافع، وهى لغة بنى تميم، لأنه من إجراء الوصل مجرى الوقف، وهو ضعيف لا يحسن الأخذ به فى القرآن، وأبو نشيط لا يثبتها إلا مع الهمزة المكسورة.
٢- بحذف الألف، وهى قراءة الباقين، وقد أجمعوا على إثباتها فى الوقف.
فبهت:
قرىء:
١- مبنيا لما لم يسم فاعله، والفاعل المحذوف «إبراهيم»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح الباء والهاء، أي: فبهت ابراهيم الذي كفر، وهى قراءة ابن السميفع.
٣- بفتح الباء وضم الهاء، وهى قراءة أبى حيوة.
٤- بفتح الباء وكسر الهاء، وهى محكية عن الأخفش.
٢٥٩- (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أو:
قرئت:
٢- بفتح الواو، على أنها حرف عطف دخلت عليها ألف التقرير والتقدير، وهى قراءة أبى سفيان ابن حسين.
لم يتسنه:
قرىء:
١- بحذف الهاء فى الوصل، على أنها هاء السكت، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٢- بإثبات الهاء فى الوصل والوقف، وهى قراءة الباقين.
٣- بإدغام التاء فى السين، وهى قراءة أبى.
٤- لمائة سنة، مكان «لم يتسنه»، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
٥- وهذا شرابك لم يتسنه، وهى قراءة عبد الله.
ننشزها:
قرىء:
١- ننشزها، بضم النون والراء المهملة، وهى قراءة الحرميين.
٢- ننشزها، بفتح النون والراء المهملة، من: أنشر، وهى قراءة ابن عباس، والحسن، وأبى حيوة، وأبان عن عاصم.
٣- ننشزها، بضم النون والزاى المعجمة، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- ننشزها، بفتح النون وضم الشين والزاى المعجمتين، وهى قراءة النخعي.
٥- ننشيها، بالياء، أي نخلقها، وهى قراءة أبى.
تبين:
قرىء:
١- تبين، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
٢- تبين، مبنيا للمفعول الذي لم يسم فاعله، وهى قراءة ابن عباس.
٣- بين، بغير تاء، مبنيا لما لم يسم فاعله، وهى قراءة ابن السميفع.
قرىء:
١- بكسر الصاد، وهى قراءة حمزة، ويزيد، وخلف، ورويس.
٢- بضمها، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بتشديد الراء وضم الصاد وكسرها، من: صره يصره، إذا جمعه، وهى قراءة ابن عباس.
جزءا:
قرىء:
٢- جزءا، بإسكان الزاى وبالهمزة، وهى قراءة الجمهور.
٢- جزاء، بضم الزاى وبالهمزة، وهى قراءة أبى بكر.
٣- جزا، بحذف الهمزة وتشديد الزاى، وهى قراءة أبى جعفر، ووجهه أنه حين حذف ضعّف الزاى.
٢٦١- (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) مائة حبة:
قرىء شاذا:
مائة حبة، بالنصب، على تقدير: أخرجت، أو أنبتت، أو على البدل من «سبع سنابل».
٢٦٤- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) رئاء:
وقرىء:
بإبدال الهمزة الأولى ياء، لكسر ما قبلها، وهى قراءة طلحة بن مصرف، عن عاصم.
وقرىء:
بفتح الفاء، وهى قراءة ابن المسيب، والزهري، وهو شاذ فى الأسماء، وبابه المصادر، كالغليان والصفات، نحو: رجل صيمان.
٢٦٥- (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) ربوة:
قرىء:
١- بفتح الراء، وهى قراءة ابن عامر، وعاصم.
٢- بضم الراء، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بكسر الراء، وهى قراءة ابن عباس.
٤- رباوة، على وزن كراهة، وهى قراءة أبى جعفر، وأبى عبد الرحمن.
٥- رباوة، على وزن رسالة، وهى قراءة أبى الأشهب العقيلي.
أكلها:
وقرىء:
بضم الهمزة وإسكان الكاف، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
تعملون:
قرىء:
١- بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة الجمهور، وفيه التفات.
٢- بالياء، وهى قراءة الزهري، وظاهره أن الضمير يعود على المنافقين، ويحتمل أن يكون عاما، فلا يختص بالمنافقين بل يعود على الناس أجمعين.
٢٦٦- (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) ضعفاء:
وقرىء:
ضعاف، وكلاهما جمع ضعيف، كظريف، وظرفاء، وظراف.
١- وهى قراءة ابن عباس، والزهري، ومسلم بن جندب.
وقرىء:
٢- بتشديد التاء، وهى قراءة البزي، أصله: تتيمموا، فأدغم التاء فى التاء، وذلك فى مواضع من القرآن نظمها أبو حيان فى هذه الأبيات:
تولوا بأنفال وهود هما معا | ونور وفى المحنة بهم قد توصلا |
تنزل فى حجر وفى الشعرا معا | وفى القدر فى الأحزاب لا أن تبدلا |
تبرجن مع تناصرون تنازعوا | تكلم مع تيمموا قبلهن لا |
تلقف أنى كان مع لتعارفوا | وصاحبيها فتفرق حصلا |
بعمران لا تفرقوا بالنسا أتى | توفاهم تخيرون له انجلى |
تلهى تلقونه تلظى تربصو | ن زد لا تعارفوا تميز تكملا |
ثلاثين مع إحدى وفى اللات خلفه | تمنون مع ما بعد ظلتم تنزلا |
وفى بدئه خفف وإن كان قبلها | لدى الوصل حرف المد مد وطولا |
٤- ولا تأموا، وهى قراءة عبد الله، من: أممت، أي: قصدت.
تغمضوا:
قرىء:
١- بضم التاء وإسكان الغين وكسر الميم، من: أغمض، وهى قراءة الجمهور، وجعلوه مما حذف مفعوله، أي: تغمضوا أبصاركم، أو بصائركم، ويجوز أن يكون لازما، مثل: أغضى عن كذا.
٢- بضم التاء وفتح الغين وكسر الميم مشددة، وهى قراءة الزهري، ومعناها معنى قراءة الجمهور.
٣- بفتح التاء وسكون الغين وكسر الميم، ورويت عن الزهري أيضا، مضارع: غمض، وهى لغة فى «أغمص».
٤- بفتح التاء وسكون الغين وضم الميم، ورويت عن اليزيدي، ومعناه: إلا أن يخفى عليكم رأيكم فيه.
٥- بفتح التاء وتشديد الميم مفتوحة، ورويت عن الحسن.
٢٦٩- (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) يؤتى الحكمة من يشاء:
وقرىء:
بالتاء، فى «يؤتى»، و «يشاء»، وهى قراءة الربيع بن خثيم، على الخطاب، وهو التفات، إذ هو خروج من غيبة إلى خطاب.
ومن يؤت الحكمة:
قرىء:
١- مبنيا للمفعول الذي لم يسم فاعله، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسر التاء مبنيا للفاعل، وهى قراءة يعقوب.
٣- يؤته، بإثبات الضمير الذي هو المفعول الأول، وهى قراءة الأعمش.
٢٧١- (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) نعما:
قرىء:
١- بكسر النون والعين، وهى قراءة ابن كثير، وورش، وحفص، هنا وفى النساء (الآية: ٥٨))، وهى على لغة من يحرك العين، فيقول: نعم، ويتبع حركة النون بحركة العين، وتحريك العين هو الأصل، وهى لغة هذيل.
٢- بفتح النون وكسر العين، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وهو الأصل، لأن وزنه على «فعل».
ويحتمل أن يكون على لغة من أمكن، فلما دخلت «ما» أدغمت حركة العين لالتقاء الساكنين.
٣- بكسر النون وإخفاء حركة العين، وهى قراءة، أبى عمرو، وقالون، وأبى بكر.
ويكفر عنكم:
قرىء:
١- بالواو، وهى قراءة الجمهور.
٢- بإسقاطها، رواها أبو حاتم عن الأعمش.
٤- بالياء وجزم الراء، وهى قراءة الحسن.
٥- بالياء ونصب الراء، ورويت عن الأعمش.
٦- بالتاء وجزم الراء، وهى قراءة ابن عباس.
٧- بالتاء وجزم الراء وفتح الفاء وبناء الفعل للمفعول الذي لم يسم فاعله، وهى قراءة عكرمة، والضمير للصدقات.
٨- بالتاء ورفع الراء، وهى قراءة ابن هرمز، والضمير للصدقات.
٩- بالتاء ونصب الراء، وهي قراءة عكرمة، وشهر بن حوشب، والضمير للصدقات.
١٠- بالنون ورفع الراء، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، والضمير لله تعالى.
١١- بالنون والجزم، وهى قراءة نافع، وحمزة، والكسائي، والضمير لله تعالى.
١٢- بالنون ونصب الراء، ورويت عن الأعمش، والضمير لله تعالى.
ومن جزم الراء فعلى مراعاة الجملة التي وقعت خبرا، أو هى فى موضع جزم.
ومن رفع الراء، فيحتمل أن يكون الفعل خبر مبتدأ محذوف، أو أن يكون مستأنفا لا موضع له من الإعراب، وتكون الواو عطف جملة كلام على جملة كلام، ويحتمل أن يكون معطوفا على محل ما بعد الفاء، إذ لو وقع مضارع بعدها لكان مرفوعا.
ومن نصب الراء فعلى إضمار «أن»، وهو عطف على مصدر توهم.
والجزم أفصح هذه القراءات، لأنها تؤذن بدخول التكفير فى الجزاء، وكونه مشروطا إن وقع الإخفاء.
وأما الرفع فليس فيه هذا المعنى.
وقيل: إن الرفع أبلغ وأعم، لأن الجزم يكون على أنه معطوف على جواب الشرط الثاني، والرفع يدل على أن التكفير مترتب من جهة المعنى على بذل الصدقات، أبديت أو أخفيت، لأنا نعلم هذا التكفير يتعلق بما قبله، ولا يختص التكفير بالإخفاء فقط، والجزم يخصصه به، ولا يمكن أن يقال إن الذي يبدى الصدقات لا يكفر عن سيئاته، فقد صار التكفير شاملا للنوعين من إبداء الصدقات وإخفائها، وإن كان الإخفاء خيرا من الإبداء.
٢٧٣- (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) يحسبهم:
قرىء:
٢- بكسر السين، وهى قراءة باقى السبعة، وهى لغة الحجاز.
٢٧٥- (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان.
من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربى وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) الربى:
قرىء:
١- الربو، بالواو، وهى قراءة العدوى، وقيل: هى لغة الحيرة، ولذلك كتبها أهل الحجاز بالواو، لأنهم تعلموا الخط من أهل الحيرة، وهذه القراءة على لغة من وقف على «أفعى» بالواو، فقال: هذه أفعو، فأجرى الوصل إجراء الوقف.
٢- بكسر الراء وضم الياء وواو ساكنة، حكاها أبو زيد، وهى قراءة بعيدة، لأنه ليس فى لسان العرب اسم آخره واو قبلها ضمة، ومتى أدى التصريف إلى ذلك قلبت تلك الواو ياء، وتلك الضمة كسرة.
وقد أولت هذه القراءة على لغة من قال فى: أفعى: أفعو، فى الوقف.
فمن جاءه:
وقرىء:
فمن جاءته، بالتاء على الأصل، وهى قراءة أبى، والحسن.
٢٧٦- (يمحق الله الربى ويربى الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم) يمحق... يربى:
وقرئا:
بالتشديد، وهى قراءة ابن الزبير، ورويت عن النبي ﷺ ٢٧٨- (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربى إن كنتم مؤمنين) ما بقي:
وقرىء:
١- ما بقا، بقلب الياء الفا، وهى قراءة الحسن، وهى لغة لطيئ ولبعض العرب.
الربى:
وقرىء:
الربو، بكسر الراء وضم الباء وسكون الواو، وهى قراءة العدوى (وانظر: الآية: ٢٧٥، ص: ٣٦٢) وقال أبو الفتح: شذ هذا الحرف فى أمرين.
أحدهما: الخروج من الكسر إلى الضم بناء لازما.
والآخر: وقوع الواو بعد الضمة فى آخر الاسم، وهذا شىء لم يأت إلا فى الفعل، نحو: يغزو ويدعو، وأما «ذو» الطائية، بمعنى «الذي»، فشاذة جدا، ومنهم من يغير «واوها» إذا فارقت الرفع، فيقول:
رأيت ذا قام.
ووجه القراءة أنه فخم الألف، انتحى بها «الواو» التي «الألف» بدل منها، على حد قولهم: الصلاة والزكاة، وهى فى الجملة قراءة شاذة.
٢٧٩- (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) فأذنوا:
قرىء:
١- فآذنوا، بالمد، أمر من: آذن، الرباعي، بمعنى: أعلم، وهى قراءة حمزة، وأبى بكر، فى غير رواية البرجمي، أي: فأعلموا من لم ينته عن ذلك بحرب، والمفعول محذوف.
٢- فأذنوا، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- فأيقنوا، وهى قراءة الحسن.
لا تظلمون ولا تظلمون:
قرىء:
١- الأول مبنيا للفاعل والثاني مبنيا للمفعول أي: لا تظلمون الغريم بطلب زيادة على رأس المال، ولا تظلمون أنتم بنقصان رأس المال، أو بالمطل، وهى قراءة الجمهور.
٢- الأول مبنيا للمفعول والثاني مبنيا للفاعل، وهى قراءة أبان، والمفضل عن عاصم.
قرىء:
١- ذو عسرة، على أن «كان» تامة، وهى قراءة الجمهور.
وأجاز بعض الكوفيين أن تكون «كان» ناقصة، والخبر مقدر، تقديره: وإن كان من غرمائكم ذو عسرة، أو وإن كان ذو عسرة لكم عليه حق.
٢- ذا عسرة، وهى قراءة أبى، وابن مسعود، وعثمان، وابن عباس.
٣- معسرا، وهى قراءة الأعمش، وحكى الداني أنها كذلك فى مصحف أبى.
٤- ومن كان ذا عسرة، وهى قراءة أبان بن عثمان.
٥- فإن كان ذا عسرة، حكى المهدوى أنها فى مصحف عثمان.
نظرة:
قرىء:
١- بكسر الظاء، على وزن نبقة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بسكون الظاء، وهى قراءة أبى رجاء، ومجاهد، والحسن، والضحاك، وقتادة، وهى لغة تميمية.
٣- فناظرة، على وزن فاعلة، وهى قراءة عطاء، وخرجها الزجاج على أنها مصدر.
٤- فناظره، وهى قراءة عطاء، على معنى: فصاحب الحق ناظره أي: منتظره، أو صاحب نظرته، على طريق النسب.
٥- فناظره، على صيغة الأمر، والهاء ضمير الغريم، ورويت عن مجاهد.
٦- فناظروه، وهى قراءة عبد الله أي: فأنتم ناظروه، أي منتظروه.
ميسرة:
قرىء:
١- بضم السين، وهى قراءة نافع وحده، والضم لغة أهل الحجاز، وهو قليل.
٢- بفتح السين، وهى قراءة الجمهور، وهى لغة أهل نجد، وهى اللغة الكثيرة.
٣- ميسوره، على وزن مفعول، مضافا إلى ضمير الغريم، وهى قراءة عبد الله.
٤- ميسره، بضم السين وكسر الراء، بعدها ضمير الغريم، وهى قراءة عطاء، ومجاهد.
قرىء:
١- بإدغام التاء فى الصاد، وهى قراءة الجمهور.
٢- بحذف التاء، وهى قراءة عاصم.
٣- بتاءين، وهو الأصل، وهى كذلك فى مصحف عبد الله.
٢٨١- (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ترجعون:
قرىء:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة يعقوب، وأبى عمرو.
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- يرجعون، على معنى: يرجع جميع الناس، وهو من باب الالتفات، وهى قراءة الحسن.
٤- تردون، بضم التاء، وهى قراءة أبى.
٥- يردون، وهى قراءة عبد الله.
٦- تصيرون، ورويت عن أبى أيضا.
٢٨٢- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلَّا تَكْتُبُوها وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
وقرىء:
شيا، بالتشديد وامرأتان:
وقرىء:
بهمزة ساكنة على غير قياس، وهى قراءة شاذة.
أن:
قرىء:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة الأعمش، وحمزة، على جعلها حرف شرط و «فتذكر» بالتشديد ورفع الراء، جواب الشرط.
٢- بفتح الهمزة، وهى قراءة الباقين، وهى الناصبة، وتفتح راء «فتذكر» عطفا على «أن تضل».
تضل:
وقرىء:
بضم التاء وفتح الضاد، مبنيا للمفعول، بمعنى: تنسى، وهى قراءة الجحدري.
فتذكر:
قرىء:
١- بتسكين الذال وتخفيف الكاف، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بفتح الذال وتشديد الكاف، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بتخفيف الكاف المكسورة، ورفع الراء أي: فهى تذكر، وهى قراءة حميد ابن عبد الرحمن، ومجاهد.
٤- فتذاكر، من المذاكرة، وهى قراءة زيد بن أسلم.
ولا تسأموا أن تكتبوه:
وقرىء:
ولا يسأموا أن يكتبوه، بالياء، وهى قراءة السلمى، ويكون الضمير الفاعل عائدا على «الشهداء».
وقرىء:
أن لا يرتابوا، بالياء، وهى قراءة السلمى.
تجارة حاضرة:
قرىء:
١- بنصبهما، وهى قراءة عاصم، على أن «كان» ناقصة والتقدير: إلا أن تكون هى، أي: التجارة.
٢- برفعهما، وهى قراءة الباقين، على أن تكون «كان» تامة، و «تجارة» فاعل.
ولا يضار:
وقرىء:
١- ولا يضار، بالفك وفتح الراء الأولى، وهى قراءة عمر.
٢- ولا يضار، بجزم الراء، وهى قراءة ابن القعقاع، وعمرو بن عبيد، وهو ضعيف، لأنه فى التقدير جمع بين ثلاث سواكن.
٣- ولا يضار، بكسر الراء الأولى والفك، وهى قراءة عكرمة.
٤- ولا يضار، برفع الراء المشددة، وهى قراءة ابن محيصن، وهى نفى معناه النهى.
(وانظر: لا تضار الآية: ٢٣٣).
٢٨٣- (وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) كاتبا:
١- على الإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- كتابا، على أنه مصدر، وهى قراءة أبى، ومجاهد، وأبى العالية.
٣- على الجمع، اعتبارا بأن كل نازلة لها كاتب وهى قراءة ابن عباس، والضحاك.
٤- كتبا، جمع كتاب، وهى مروية عن أبى العالية.
فرهان:
جمع رهن، وهى قراءة الجمهور.
فوهن، بضم الراء والهاء، أو تسكينها، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
فإن أمن:
وقرىء:
١- فإن أومن، رباعيا مبنيا للمجهول، نقلها الزمخشري عن أبى أي: آمنه الناس.
٢- فإن ائتمن، افتعل من «الأمن» أي: وثق، وهى قراءة أبى.
الذي أوتمن:
قرىء:
١- بإبدال الهمزة ياء، وهى قراءة ابن محيصن، وورش.
٢- اللذتمن، بإدغام التاء المبدلة من الهمزة، قياسا على «اتسر»، وهى قراءة عاصم، وهى شاذة ولا تكتموا:
وقرىء:
ولا يكتموا، بالياء، على الغيبة، وهى قراءة السلمى.
قلبه:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالنصب، على التفسير، ونسبها ابن عطية إلى ابن أبى عبلة.
تعملون:
وقرىء:
يعملون، بالياء، وهى قراءة السلمى.
٣٨٤- (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فيغفر لمن يشاء ويعذب:
قرىء:
١- بالرفع فيهما، على القطع، وهى قراءة ابن عامر، وعاصم، ويزيد، ويعقوب، وسهل.
٣- بالنصب فيهما، على إضمار «أن»، وهى قراءة ابن عباس، والأعرج، وأبى حيوة.
٤- يغفر لمن يشاء، على البدل من «يحاسبكم»، وهى قراءة الجعفي، وخلاد، وطلحة بن مصرف، ويروى أنها كذلك فى مصحف عبد الله.
٢٨٥- (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) والمؤمنون:
وقرىء:
وآمن المؤمنون، على إظهار الفعل، وهى قراءة على، وعبد الله.
وكتبه:
١- على الجمع، وهى قراءة السبعة، غير: حمزة، والكسائي.
وقرىء:
٢- وكتابه، على التوحيد، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
لا نفرق:
وقرىء:
١- لا يفرق، بالياء، وهى قراءة ابن جبير، وابن يعمر، وأبى زرعة، ويعقوب.
٢- لا يفرقون، حملا على معنى، «كل»، وهى كذلك فى مصحف أبى، وابن مسعود.
٢٨٦- (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) إلا وسعها:
وقرىء:
وسعها، على أنه فعل ماض، وهى قراءة ابن أبى عبلة. وأولوه على إضمار «ما» الموصولة، وهى المفعول الثاني ل «يكلف».
ولا تحمل:
وقرىء:
ولا تحمل، بالتشديد، وهى قراءة أبى.
وقرىء:
١- آصارا، بالجمع، وهى قراءة أبى.
٢- أصرا، بضم الهمزة، وهى قراءة عاصم.
- ٣- سورة آل عمران
١، ٢- (الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (آلم الله:) قرىء:
١- بفتح الميم وألف الوصل ساقطة، وهى قراءة السبعة.
٢- بسكون الميم وقطع الألف، وهى قراءة الحسن، وعمرو بن عبيد، والرؤاسي، والأعمش، والبرجمي، وابن القعقاع، وقفوا على الميم، كما وقفوا على الألف واللام.
٣- بكسر الميم، وهى قراءة أبى حيوة.
القيوم:
وقرىء:
١- القيام، وهى قراءة عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وعلقمة بن قيس.
٢- القيم، كما فى مصحف عبد الله، ورويت أيضا عن علقمة.
٣- (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) التوراة:
قرىء:
١- بتفخيم الراء، وهى قراءة ابن كثير، وعاصم، وابن عامر.
٢- بإضجاعها، وهى قراءة أبى عمرو، والكسائي.
٣- بين اللفظين، وهى قراءة حمزة، ونافع.
٦- (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) يصوركم:
وقرىء:
تصوركم، أي صوركم، أي لنفسه، ولتعبده، وهى قراءة طاووس.
وقرىء:
١- ويقول الراسخون فى العلم آمنا به، وهى قراءة أبى، وابن عباس، فيما رواه طاووس عنه.
٢- وابتغاء تأويله إن تأويله إلا عند الله والراسخون فى العلم يقولون، وهى قراءة عبد الله.
٨- (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) لا تزغ قلوبنا:
وقرىء:
١- بفتح التاء، ورفع الباء من «قلوبنا»، وهى قراءة الصديق، وأبى قائلة، والجراح.
٢- بالياء مفتوحة، ورفع الباء من «قلوبنا»، على أنه من «زاغ»، وأسنده إلى القلوب، وهى قراءة لبعضهم.
٩- (رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) جامع الناس:
وقرىء:
بالتنوين ونصب «الناس»، وهى قراءة أبى هاشم.
١٠- (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ) لن تغنى:
وقرىء:
١- بالياء أولا، على التذكير، وهى قراءة أبى عبد الرحمن.
٢- بالياء أولا، وإسكان الياء آخرا، لاستثقال الحركة فى حرف اللين، وإجراء المنصوب مجرى المرفوع، وهى قراءة الحسن.
قرىء:
بضم الواو، وهو مصدر، وهى قراءة الحسن، ومجاهد، وغيرهما.
١٢- (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ) ستغلبون وتحشرون:
وقرئا:
٢- بالياء، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٢- بالتاء، وهى قراءة باقى السبعة.
١٣- (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ) فئة:
قرىء:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور، على أنه مبتدأ محذوف الخبر، أو على البدل من الضمير فى «التقتا» ٢- بالجر، وهى قراءة مجاهد، والحسن، والزهري، وحميد، على البدل التفصيلي، وهو بدل كل من كل.
٣- بالنصب، على المدح، وهى قراءة ابن السميفع، وابن أبى عبلة.
تقاتل:
قرىء:
١- بالتاء، على تأنيث الفئة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، على التذكير، لأن معنى الفئة: القوم، فرد إليه، وهى قراءة مجاهد، ومقاتل.
يرونهم:
قرىء:
١- بالتاء، مفتوحة على الخطاب، وهي قراءة نافع، ويعقوب، وسهل.
٢- بالياء، مفتوحة، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بضم التاء، على الخطاب، وهى قراءة ابن عباس، وطلحة.
٤- بضم الياء، على الغيبة، وهى قراءة السلمى.
قرىء:
١- مبنيا للمفعول، والفاعل محذوف، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الحسن.
والتزيين يصح إسناده إلى الله تعالى بالإيجاد والتهيئة للانتفاع، أو نسبته إلى الشيطان بالوسوسة.
١٥- (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) أؤنبئكم:
قرىء:
١- بتحقيق الهمزتين، من غير إدخال ألف بينهما.
٢- بتخفيفهما وإدخال ألف بينهما.
٣- بتسهيل الثانية من غير ألف بينهما.
٤- بتسهيلهما وإدخال ألف بينهما.
٥- نقل الحركة إلى اللام فى «مثل»، وحذف الهمزة.
جنات:
قرىء:
١- بالجر، بدلا من «بخير»، وهى قراءة يعقوب.
٢- بالنصب، بدلا من موضع «بخير».
١٨- (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) شهد:
وقرىء:
١- بضم الشين مبنيا للمفعول، فيكون «أنه» موضع البدل، وهى قراءة أبى الشعثاء.
٣- شهداء، على وزن فعلاء، جمعا مرفوعا، مضافا إلى اسم الله، أي هم شهداء، عن أبى نهيك.
٤- شهداء الله، بالرفع والنصب، ويلام جر داخلة على اسم الله.
٥- شهد، بضم الشين والهاء، جمع شهيد، كنذير ونذر، وهو منصوب على الحال، واسم الله منصوب، رويت عن أبى المهلب.
أنه لا إله إلا هو:
قرىء:
بكسر الهمزة فى «أنه»، على إجزاء «شهد» مجرى «قال»، وهى قراءة ابن عباس.
هو والملائكة:
وقرىء:
بإدغام واو «هو» فى واو «والملائكة»، وهى قراءة أبى عمرو.
قائما بالقسط:
وقرىء:
القائم بالقسط، بالرفع، على تقدير: هو القائم بالقسط، وهى قراءة عبد الله.
١٩- (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) إن الدين:
قرى:
١- إن، بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
٢- أن، بفتح الهمزة، وهى قراءة ابن عباس، والكسائي، ومحمد بن عيسى الأصبهانى.
٢١- (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) ويقتلون النبيين:
وقرىء:
١- ويقتلون بالتشديد، وهى قراءة الحسن.
وقرىء:
١- ويقاتلون، وهى قراءة حمزة، وجماعة من غير السبعة.
٢- وقاتلوا، وهى قراءة الأعمش، وكذا هى فى مصحف عبد الله.
٣- ويقتلون النبي بغير حق والذين يأمرون، اكتفاء بذكر فعل واحد، وهى قراءة أبى.
٢٣- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ) ليحكم:
وقرىء:
مبنيا للمفعول، وهى قراءة الحسن، وأبى جعفر، وعاصم الجحدري.
٢٨- (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ).
لا يتخذ:
قرىء:
١- لا يتخذ، على النهى، وهى قراءة الجمهور.
٢- لا يتخذ، برفع الذال، على النفي، والمراد به النهى، وهى قراءة الضبي.
تقاة:
وقرىء:
تقية، على وزن مطية، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد، وأبى رجاء، وغيرهم.
٣٠- (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) من سوء تود:
وقرىء:
من سوء ودت، وهى قراءة عبد الله وابن أبى عبلة
١- بضم التاء والياء، من «أحب»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح التاء والياء، من: «حب»، وهى قراءة أبى رجاء العطاردي، وهما لغتان.
٣- بفتح الياء من «يحببكم» والإدغام، رويت عن الزمخشري.
فاتبعونى:
وقرىء:
بتشديد النون، بإلحاق نون التوكيد لفعل الأمر، وهى قراءة الزهري.
ويغفر لكم:
وقرىء:
بإدغام راء «ويغفر» فى لام «لكم»، وهى قراءة أبى عمرو، ويعقوب.
٣٤- (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ذرية:
قرىء:
١- بضم الذال، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسر الذال، وهى قراءة زيد بن ثابت، والضحاك.
٣٥- (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) امرأة عمران:
كتبوا «امرأة عمران» بالتاء لا بالهاء، وكذلك «امرأة العزيز» ١٢: ٣٠، ٥١، و «امرأة نوح» ٦٦: ١٠، و «امرأة لوط» ٦٦: ١٠، و «امرأة فرعون» ٢٨: ٩ ٦٦: ١١ فهذه سبعة مواضع، فأهل المدينة يقفون بالتاء، اتباعا لرسم المصحف، وهى لغة لبعض العرب، يقفون على طلحة: طلحت، بالتاء.
ووقف أبو عمرو والكسائي بالهاء، ولم يتبعوا رسم المصحف، وهى لغة أكثر العرب.
قرىء:
١- بضم التاء، على أن يكون ذلك وما بعده من كلام أم مريم، وهى قراءة ابن عامر، وأبى بكر، ويعقوب.
٢- بسكون التاء، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بكسر التاء، وهى قراءة ابن عباس.
٣٧- (فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) فتقبلها ربها:
وقرىء:
بسكون اللام، و «ربها» بالنصب، على النداء، وهى قراءة مجاهد.
وأنبتها:
وقرىء:
بكسر الباء وسكون التاء، وهى قراءة مجاهد.
وكفلها:
قرىء:
١- بتشديد الفاء، وهى قراءة الكوفيين.
٢- بتخفيف الفاء، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بكسر الفاء مشددة وسكون اللام، على الدعاء، من أم مريم لمريم، وهى قراءة مجاهد.
٤- وأكفلها، وهى قراءة أبى.
٥- بكسر الفاء مخففة، وهى لغة، وهى قراءة عبد الله المزني.
زكريا:
قرىء:
١- مقصورا، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٣٩- (فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) إن الله:
قرىء:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة.
٢- بفتح الهمزة، وهى قراءة الباقين.
٣- يا زكريا إن الله، وهى قراءة عبد الله، ولا يجوز فتح همزة «أن» على هذه القراءة.
يبشرك:
وقرىء:
بضم أوله وسكون ثانيه، من «أبشر»، وهى قراءة عبد الله.
٤١- (قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) ألا تكلم:
وقرىء:
برفع الميم، على أن «أن» هى المخففة من الثقيلة أي: أنه لا تكلم، أو على إجراء، «أن» مجرى «ما» المصدرية، وانتصاب «ثلاثة أيام» على الظرف.
رمزا:
وقرىء:
١- بضم الراء، والميم، على أنه جمع «رموز»، كرسول ورسل، وهى قراءة علقمة بن قيس، ويحيى ابن وثاب.
٢- بفتح الراء والميم، على أنه جمع «رامز»، كخادم وخدم، وهى قراءة الأعمش.
الإبكار:
وقرىء شاذا:
بفتح الهمزة، على أنه جمع «بكر»، بفتح الباء والكاف، ونظيره: سحر وأسحار.
وقرىء:
وإذ قال، وهى قراءة ابن مسعود، وابن عمر.
٤٨- (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) ويعلمه:
قرىء:
١- بالياء، وهى قراءة نافع، وعاصم، ويعقوب، وسهل.
٢- بالنون، وهى قراءة الباقين.
٤٩- (وَرَسُولًا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أنى قد جئتكم:
قرىء:
١- بفتح همزة «أن»، وهى قراءة الجمهور، على أن تكون معمولا ل «رسول»، أي: ناطقا بأنى قد جئتكم.
٢- بكسرها، على أن تكون معمولا لقول محذوف، وهى قراءة شاذة.
بآية:
قرىء:
١- بالإفراد، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالجمع، وهى كذلك فى مصحف عبد الله.
كهيئة:
قرىء:
١- كهيئة، على وزن: جيئة، وهى قراءة الجمهور.
٢- كهيئة، بكسر الهاء وياء مشددة مفتوحة بعدها تاء التأنيث، وهى قراءة الزهري.
١- وهذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- الطائر، وهى قراءة أبى جعفر بن القعقاع.
فأنفخ فيه:
وقرىء:
فأنفخها، على إعادة الضمير على الهيئة المحذوفة، إذ يكون التقدير: هيئته كهيئة الطير.
طيرا:
وقرىء:
طائرا، وهى قراءة نافع ويعقوب.
تدخرون:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- تذخرون، بذال ساكنة وخاء مفتوحة، وهى قراءة مجاهد، والزهري، وأيوب السختياني، وأبى السمال.
٣- تذدخرون، بذال ساكنة ودال مفتوحة، من غير إدغام، وهى قراءة أبى شعيب السوسي.
٥٠، ٥١- (وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) قرىء:
إن الله:
١- بكسر همزة «إن»، على تقدير قول محذوف.
٢- بفتحها، على البدل من «آية».
قرىء:
١- بتشديد الياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتخفيف الياء، وهى قراءة إبراهيم النخعي، وأبى بكر الثقفي.
٥٧- (وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) فيوفيهم:
قرىء:
١- فيوفيهم، بالياء، على سبيل الالتفات والخروج من ضمير المتكلم إلى ضمير الغيبة، للتنوع فى الفصاحة، وهى قراءة حفص، ورويس.
٢- فنوفيهم، بالنون، وهى قراءة الجمهور.
٦١- (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) تعالوا:
قرىء:
١- بفتح اللام، وهو الأصل والقياس وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم اللام، وهى قراءة الحسن، وأبى واقد، وأبى السمال، ووجهه أن أصله: تعالوا، كما تقول: تجادلوا، نقلت الضمة من الياء إلى اللام، بعد حذف فتحتها، فبقيت ساكنة، وواو الضمير ساكنة، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وهو تعليل شاذ.
٦٤- (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) سواء:
قرىء:
١- بالجر، على الصفة، وهى قراءة الجمهور.
٦٦- (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ. فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ها أنتم:
قرىء:
١- ها أنتم، بألف بعد الهاء بعدها همزة «أنتم» محققة، وهى قراءة الكوفيين، وابن عامر، والبزي.
٢- ها أنتم، بهاء بعدها ألف بعدها همزة مسهلة بين بين، وهى قراءة نافع، وأبى عمرو، ويعقوب.
٧١- (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) تلبسون:
وقرىء:
١- بفتح التاء، مضارع «لبس»، وهى قراءة يحيى بن وثاب، وجعل «الحق» كأنه ثوب لبسوه، و «الباء» فى «بالباطل» للحال.
٢- بضم التاء وكسر «الباء» المشددة، وهى قراءة أبى مجاز.
٣- لم تلبسوا وتكتموا، بحذف النون فيهما، وهى قراءة عبيد بن عمير، وهى شاذة.
٧٣- (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) أن يؤتى:
وقرىء:
١- على الاستفهام، الذي معناه الإنكار عليهم والتوبيخ، وهى قراءة ابن كثير.
٢- بكسر الهمزة، بمعنى: لم يعط أحد مثل ما أعطيتم من الكرامة، وهى قراءة الأعمش، وشعيب بن أبى حمزة.
٣- بكسر التاء من «يؤتى»، على إسناد الفعل إلى أحد، والمعنى: أن إنعام الله لا يشبهه إنعام أحد من خلقه، وهى قراءة الحسن.
قرىء:
١- تئمنه، وهى قراءة أبى بن كعب.
٢- تيمنه، بتاء مكسورة وياء ساكنة بعدها، وهي قراءة ابن مسعود، والأشهب العقيلي، وابن وثاب، وهى لغة تميم.
يؤده:
قرىء:
١- بكسر الهاء ووصلها بياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- باختلاس الحركة، وهى قراءة قالون.
٣- بالسكون، وهى قراءة أبى عمرو، وأبى بكر، وحمزة، والأعمش.
٤- بضم الهاء، ووصلها بواو، وهى قراءة الزهري.
٥- بضمها دون وصل، وهى قراءة سلام.
٧٨- (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) لتحسبوه:
وقرىء:
ليحسبوه، بالياء، وهو يعود على (الذين يلوون ألسنتهم).
٧٩- (ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) ثم يقول:
وقرىء:
٢- بالرفع، على القطع، وهى قراءة شبل، ومحبوب.
تعلمون:
قرىء:
١- بالتخفيف، مضارع «علم»، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٢- بضم التاء وفتح العين وتشديد اللام المكسورة، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بفتح التاء والعين واللام المشددة، مضارع حذفت منه التاء والتقدير: تتعلمون، وهى قراءة مجاهد، والحسن.
تدرسون:
قرىء:
١- بكسر الراء، وهى قراءة أبى حيوة.
٢- بضم التاء وفتح الدال وكسر الراء المشددة أي: تدرسون غيركم العلم، وقد رويت عن أبى حيوة.
٣- بضم التاء وإسكان الدال وكسر الراء، من «أدرس».
٨٠- (وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ولا يأمركم:
وقرىء:
بنصب الراء، وهى قراءة عاصم، وابن عامر، وحمزة، على أن يكون المعنى: ولا أن يأمركم.
٨١- (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) ميثاق النبيين:
وقرىء:
ميثاق الذين أوتوا الكتاب، وهى قراءة أبى، وعبد الله.
لما:
قرىء:
١- بفتح اللام وتخفيف الميم، على أن «ما» شرطية، منصوبة على المفعول بالفعل بعدها، واللام قبلها موطئة لمجىء ما بعدها جوابا للقسم، وهى قراءة جمهور السبعة.
٣- بتشديد الميم، وهى قراءة سعيد بن جبير، والحسن أي: لما أتاكم الكتاب والحكمة أخذ الميثاق.
أتيتكم:
قرىء:
١- على الإفراد، وهى قراءة الجمهور.
٢- آتيناكم، على التعظيم، وهى قراءة نافع.
٨٣- (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) يبغون:
قرىء:
١- بالياء، على الغيبة، وهى قراءة أبى عمرو، وحفص، وعياش، ويعقوب، وسهل.
٢- بالتاء، على الخطاب، على الالتفات، وهى قراءة الباقين.
يرجعون:
قرىء:
١- بالياء، على الغيبة، وهى قراءة حفص، وعياش، ويعقوب، وسهل.
٢- بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة الباقين.
٩٠- (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ) تقبل:
وقرىء:
نقبل، بالنون، ونصب «توبتهم»، وهى قراءة عكرمة.
٩١- (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) يقبل:
قرىء:
٢- بالياء، مبنيا للفاعل، ونصب «ملء» أي: فلن يقبل الله.
ملء الأرض:
وقرىء:
مل الأرض، بدون همزة، وهى قراءة أبى جعفر، وأبى السمال.
ولو افتدى به:
قرىء:
١- بالواو، وهى قراءة الجمهور.
٢- لو افتدى، بحذف الواو، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٩٥- (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قل صدق:
وقرىء:
بإدغام اللام فى الصاد، وهى قراءة أبان بن تغلب.
٩٦- (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ) وضع:
قرىء:
١- على البناء للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- على البناء للفاعل، وهى قراءة ابن السميفع، والضمير يعود على «إبراهيم».
٩٧- (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) آيات بينات:
قرىء:
١- على الجمع، وهى قراءة الجمهور.
٢- على التوحيد «آية بينة»، وهى قراءة أبى، وعمرو، وابن عباس، ومجاهد، وأبى جعفر.
قرىء:
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، وهى قراءة الحسن، والأعمش.
١٠٤- (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ولتكن:
قرىء:
١- بسكون اللام، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسرها، وهى قراءة أبى عبد الرحمن، والحسن، والزهري، وعيسى بن عمر، وأبى حيوة.
١٠٦- (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) تبيض... وتسود:
وقرئا:
١- بكسر التاء فيهما، وهى لغة تميم، وبها قرأ يحيى بن وثاب، وأبو رزين العقيلي، وأبو نهيك.
٢- تبياض... وتسواد، بزيادة ألف فيهما، مع فتح التاء، وهى قراءة أبى الجوزاء.
اسودت:
وقرىء:
اسوادت، بزيادة ألف، وهى قراءة أبى الجوزاء، وابن يعمر.
١٠٧- (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) ابيضت:
وقرىء:
ابياضت، بزيادة ألف، وهى قراءة أبى الجوزاء، وابن يعمر.
قرىء:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، وهى قراءة أبى نهيك.
١١٥- (وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) وما يفعلوا:
قرىء:
١- بالياء، وهى قراءة ابن عباس، وحمزة، والكسائي، وحفص، وعيد الوارث.
٢- بالتاء، وهى قراءة نافع، وابن عامر، وابن كثير، وأبى بكر.
١١٧-َثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
ينفقون:
وقرىء:
بالتاء، وهى قراءة ابن هرمز، والأعرج.
ولكن:
وقرىء شاذا:
بالتشديد، «أنفسهم» اسمها، والخبر «يظلمون».
١١٨- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) قد بدت:
وقرىء:
قد بدا، لأن الفاعل مؤنث مجازا، أو على معنى «البغض»، وهى قراءة عبد الله.
١١٩- (ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ وَإِذا لَقُوكُمْ قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) ذات:
اختلفوا فى الوقف عليها:
٢- وقال الكسائي والجرمي: بالهاء، لأنها تاء التأنيث.
١٢٠- (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) إن تمسسكم:
قرىء:
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، لأن تأنيث «الحسنة» مجازى، وهى قراءة السلمى.
لا يضركم:
قرىء:
١- لا يضركم، من ضار يضير، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو، وحمزة.
٢- لا يضركم، بضم الضاد والراء المشددة، من: ضر يضر، وهى قراءة الكوفيين، وابن عامر.
٣- لا يضركم، بضم الضاد وفتح الراء المشددة، وهى قراءة عاصم.
٤- لا يضركم، بضم الضاد وكسر الراء المشددة، على أصل التقاء الساكنين، وهى قراءة الضحاك.
٥- لا يضرركم، بفك الإدغام، وهى قراءة أبى.
يعملون:
قرىء:
١- بالياء، على الوعيد أي: محيط جزاؤه.
٢- بالتاء، على الالتفات للكفار، أو على إضمار: قل لهم يا محمد، أو على أنه خطاب للمؤمنين، وهى قراءة الحسن بن أبى الحسن.
١٢١- (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) تبوىء:
قرىء:
١- تبوىء، من: بوأ، وهى قراءة الجمهور.
٢- تبوىء، من: أبوا، وهى قراءة عبد الله.
للمؤمنين:
وقرىء:
للمؤمنين، بلام الجر، على معنى: ترتب وتهيىء، وهى قراءة عبد الله.
مقاعد للقتال:
وقرىء:
مقاعد القتال، على الإضافة، وهى قراءة الأشهب.
١٢٢- (إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) إذ همت طائفتان:
أدغم السبعة تاء التأنيث فى الطاء.
والله وليهما:
وقرىء:
والله وليهم، بإعادة الضمير على المعنى، وهى قراءة عبد الله.
١٢٤- (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ) بثلاثة آلاف:
وقرىء:
بتسكين التاء، فى الوصول، أجرى مجرى الوقف، وهى قراءة شاذة.
منزلين:
قرىء:
١- بالتخفيف، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالتشديد، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن عامر.
٣- بالتشديد، مبنيا للفاعل، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٤- بالتخفيف، مبنيا للفاعل، وهى لبعض القراء.
قرىء:
١- بفتح الواو، وهى قراءة الصاحبين، والأخوين.
٢- بكسرها، وهى قراءة أبى عمرو، وابن كثير، وعاصم.
١٢٧- (لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ) يكبتهم:
وقرىء:
١- تكبتهم، بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- يكبدهم، بالدال أي: يصيب الحزن كبدهم، وهى قراءة لا حق.
١٢٨- (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ) أو يتوب عليهم أو يعذبهم:
وقرئا:
برفعهما، على معنى: أو هو يتوب عليهم، وهى قراءة أبى.
١٣٣- (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) وسارعوا:
وقرىء:
وسابقوا، وهى قراءة أبى.
١٤٠- (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) إن يمسسكم:
وقرىء:
إن تمسسكم، بالتاء، وهى قراءة الأعمش.
قرح:
قرىء:
١- بضم القاف وتسكين الراء، وهى قراءة الأخوين، وأبى بكر، والأعمش، من طريقه.
٣- بفتح القاف والراء، وهى قراءة أبى السمال، وابن السميفع.
٤- قروح، بالجمع، وهى قراءة الأعمش «إن تمسسكم قروح»، وجواب الشرط محذوف، تقديره:
فتأسوا فقد مس القوم قرح.
١٤٢- (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) ولما يعلم:
قرىء:
١- بكسر الميم، لالتقاء الساكنين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحها، على الإتباع لفتحة اللام، وهى قراءة ابن وثاب، والنخعي.
ويعلم:
قرىء:
١- بفتح الميم، وهى قراءة الجمهور، وقيل: هو مجزوم، وأتبع الميم اللام فى الفتح، وقيل هو منصوب بإضمار «أن».
٢- بكسر الميم، عطفا على «ولما يعلم»، وهى قراءة الحسن، وابن يعمر، وأبى حيوة وعمرو بن عبيد.
٣- برفع الميم، وهى قراءة عبد الوارث عن أبى عمرو، على أن الواو للحال.
١٤٣- (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) من قبل:
وقرىء:
بضم اللام مقطوعا عن الإضافة، ويكون موضع «أن تلقوه» نصبا على أنه بدل اشتمال من «الموت».
تلقوه:
وقرىء:
تلاقوه، وهى قراءة النخعي، والزهري.
فقد:
وقرىء:
فلقد، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
قرىء:
١- بالتعريف، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالتنكير، وهى فى مصحف عبد الله، وبها قرأ ابن عباس، وقحطان بن عبد الله.
على عقبيه:
قرىء:
١- على عقبيه، بالتثنية، وهى قراءة الجمهور.
٢- على عقبه، بالإفراد، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
١٤٥- (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) نؤته:
قرىء:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، وهى قراءة الأعمش.
سنجزى:
قرىء:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، وهى قراءة الأعمش.
١٤٦- (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) وكأين:
قرىء:
١- كأين، بالنون، وهى قراءة الجمهور، وكتبت بنون فى المصحف، وقالوا: هى أصل الكلمة، إذ هى «أي» دخل عليها كاف التشبيه، ووقف الجمهور على النون اتباعا للرسم.
٣- كائن، وهى قراءة ابن كثير.
٤- كأين، على مثال «كعين»، وهى قراءة ابن محيصن، والأشهب العقيلي.
٥- كيئن، على مقلوب قراءة ابن محيصن، وهى قراءة شاذة.
٦- كى، بكاف بعدها ياء مكسورة منونة، وهى قراءة الحسن.
قاتل:
قرىء:
١- قتل، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٢- قتل، مبنيا للمفعول، مع تشديد التاء، وهى قراءة قتادة.
٣- قاتل، فعلا ماضيا، وهى قراءة باقى السبعة.
ربيون:
قرىء:
١- بكسر الراء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم الراء، وهو من تفسير النسب، وهى قراءة على، وابن مسعود، وابن عباس، وعكرمة، والحسن، وأبى رجاء، وعمرو بن عبيد، وعطاء بن السائب.
٣- بفتح الراء، وهى قراءة ابن عباس، وهى لغة تميم.
وهنوا:
قرىء:
١- بفتح الهاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسرها، وهي قراءة الأعمش، والحسن، وأبى السمال.
٣- بإسكانها، وهى قراءة عكرمة.
ضعفوا:
قرىء:
١- بضم العين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح العين، حكاها الكسائي، لغة.
١٤٧- (وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) قولهم:
قرىء:
٢- بالرفع، وهى قراءة طائفة، منهم: حماد بن سلمة، جعلوه اسم «كان»، والخبر «أن قالوا».
١٤٨- (فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) فآتاهم:
وقرىء:
فأثابهم، من الإثابة، وهى قراءة الجحدري.
١٥٠- (بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) الله:
وقرىء:
بالنصب، على معنى: بل أطيعوا الله، لأن الشرط السابق يتضمن معنى النهى أي: لا تطيعوا الكفار فتكفروا بل أطيعوا الله مولاكم، وهى قراءة الحسن.
١٥١- (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) الرعب:
قرىء:
١- بضم العين، وهى قراءة ابن عامر، والكسائي.
٢- بسكونها، وهى قراءة الباقين.
١٥٣- (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) تصعدون:
قرىء:
١- مضارع «أصعد»، وهى قراءة الجمهور.
٢- مضارع «صعد»، وهى قراءة أبى عبد الرحمن، والحسن، ومجاهد، وقتادة، واليزيدي.
٣- مضارع «تصعد»، وأصله: تتصعد، وهى قراءة أبى حيرة.
٤- يصعدون، على الخروج من الخطاب إلى الغائب، وهى قراءة ابن محيصن، وابن كثير.
تلوون:
قرىء:
تلوون، من ألوى، وهى قراءة الأعمش، وأبى بكر، وهى لغة فى «لوى».
وقرىء:
بضم الهمزة والحاء، وهو الجبل، وهى قراءة حميد بن قيس.
والقراءة الشهيرة أقوى، لأن النبي ﷺ لم يكن على الجبل إلا بعد ما فر الناس عنه.
١٥٤- (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) أمنة:
قرىء:
١- بفتح الميم، على أنه بمعنى الأمر، أو جمع أمنة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بسكون الميم، بمعنى الأمن، وهى قراءة النخعي، وابن محيصن.
كله:
قرىء:
١- بالنصب، تأكيد للأمر، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع، على أنه مبتدأ، أو توكيدا للأمر على الموضع، وهى قراءة أبى عمرو.
لبرز:
قرىء:
١- ثلاثيا مبنيا للفاعل، أي: لصاروا فى البراز من الأرض، وهى قراءة الجمهور.
٢- مشدد الراء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى حيوة.
كتب:
قرىء:
١- مبنيا للمفعول، ورفع «القتل»، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيا للفاعل، ونصب «القتل».
وقرىء:
القتال، مرفوعا، وهى قراءة الحسن، والزهري:
١٥٦- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) تعملون:
قرىء:
١- بالياء، على الغيبة، وهى قراءة ابن كثير، والأخوين.
٢- بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة الباقين.
١٥٧- (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) متم:
قرىء:
١- بالضم، وهى قراءة الابنين، والأبوين، هنا وفى جميع القرآن، وقراءة حفص هنا.
٢- بالكسر، وهى قراءة الباقين.
يجمعون:
قرىء:
١- بالتاء، على سياق الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء أي: مما يجمعه الكفار والمنافقون وغيرهم، وهى قراءة قوم، منهم: حفص عن عاصم.
١٥٨- (وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ) متم:
قرىء:
١- بالضم، وهى قراءة الابنين والأبوين، (انظر: الآية السابقة)، وقراءة حفص هنا.
٢- بالكسر، وهى قراءة الباقين.
١- وهى قراءة الجمهور، وليس على العموم، إذ لا يشاور فى التحليل والتحريم، و «الأمر» اسم جنس يقع للكل والبعض.
وقرىء:
٢- فى بعض الأمر، وهى قراءة ابن عباس.
عزمت:
قرىء:
١- بفتح التاء، على الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم التاء، على أنها ضمير لله تعالى، والمعنى: فإذا عزمت لك على شىء أي: أرشدتك إليه وجعلتك تقصده، وهى قراءة عكرمة، وجابر بن زيد، وأبى نهيك، وجعفر الصادق.
١٦٠- (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) يخذلكم:
قرىء:
١- يخذلكم، من خذل، وهى قراءة الجمهور.
٢- يخذلكم، من أخذل، رباعيا، والهمزة فيه للجعل أي: يجعلكم، وهى قراءة عبيد بن عمير.
١٦١- (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) أن يغل:
قرىء:
١- يفتح الياء، من غل، مبنيا للفاعل، وهى قراءة ابن عباس، وابن كثير، وأبى عمرو، وعاصم أي:
لا يمكن أن يقع فى شىء منها لأنه معصوم، فهو على النفي.
٢- بضم الياء وفتح الغين، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن مسعود، وباقى السبعة أي: ليس لأحد أن يخونه فى الغنيمة، فهو على النهى للناس عن الغلول فى المغانم.
وقرىء شاذا:
لمن من، ب «من» الجارة، و «من» مجرور بها، وهو على أحد تقديرين، أن يراد:
١- لمن من الله على المؤمنين منه أو بعثه إذا بعث فيهم، فحذف لقيام الدلالة.
٢- أو يكون «إذ» فى محل الرفع، والمعنى: لمن من الله على المؤمنين وقت بعثه.
من أنفسهم:
قرىء:
١- بضم الفاء، جمع نفس، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح الفاء من النفاسة، وهى قراءة فاطمة، وعائشة، والضحاك، وأبى الجوزاء.
١٦٨- (الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ما قتلوا:
وقرىء:
بالتشديد، وهى قراءة الحسن.
١٦٩- (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) ولا تحسبن:
قرىء:
١- بالتاء، أي: ولا تحسبن أيها السامع، وهى قراءة الجمهور، وقيل: الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أو لكل أحد.
٢- بالياء، أي: لا يحسبن حاسب، وهى قراءة حميد بن قيس، وهشام. بخلاف عنه.
قال ابن عطية: وأرى هذه القراءة بضم الياء.
قرىء:
١- بالتخفيف، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالتشديد، وهى قراءة الحسن، وابن عامر.
٣- فاتلوا، وقد رويت عن عاصم.
بل أحياء قرىء:
١- بالرفع، على أنه خبر مبتدأ محذوف، وتقديره: بل هم أحياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالنصب، على معنى: بل أحسبهم أحياء، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
١٧١- (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) وأن الله:
قرىء:
١- بكسر الهمزة، على الاستئناف، وهى قراءة الكسائي وجماعة، ويؤيده قراءة عبد الله ومصحفه (والله لا يضيع).
٢- بفتح الهمزة، عطفا على متعلق الاستبشار، فهو داخل فيه، وهى قراءة باقى السبعة.
١٧٥- (إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) يخوف أولياءه:
قرىء:
١- يخوفكم أولياءه، وهى قراءة ابن مسعود، وابن عباس.
٢- يخوفكم بأوليائه، وهى قراءة أبى، والنخعي.
١٧٦- (وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) ولا يحزنك:
قرىء:
١- بفتح الياء، من «حزن»، وهى قراءة الجماعة.
٢- بضم الياء، من «أحزن»، وهى قراءة نافع.
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة حمزة، ويكون على حذف مضاف من الأول أي: ولا تحسبن شأن الذين كفروا ومن الثاني أي: ولا تحسبن الذين كفروا أصحاب أن الإملاء خير لأنفسهم، حتى يصح كون الثاني هو الأول.
٢- بالياء، وهى قراءة باقى السبعة والجمهور.
أنما نملى وقرىء:
بالكسر، وهى قراءة يحيى بن وثاب، وقد قرأ (ولا يحسبن) بالياء، فيكون المفعول الأول (الذين كفروا)، و (أنما نملى) جملة فى موضع المفعول الثاني.
١٨٠- (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) ولا يحسبن قرىء:
١- بالتاء، وهى قراءة حمزة، وهى على تقدير حذف مضاف، أي: بخل الذين.
٢- بالياء، وهى قراءة باقى السبعة.
هو خيرا:
وقرىء:
بإسقاط «هو»، و «خيرا» هو مفعول «تحسبن»، وهى قراءة الأعمش.
تعملون قرىء:
١- بالياء، على الغيبة، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بالتاء على الالتفات، وهى قراءة الباقين.
قرىء:
١- سنكتب، بالنون، و «قتلهم» بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
٢- سيكتب، بالياء، على الغيبة، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الحسن، والأعرج.
٣- سيكتب، بالياء، مبنيا للمفعول، و «قتلهم» بالرفع، عطفا على «ما»، إذ هى مرفوعة ب «سيكتب».
٤- سنكتب ما يقولون، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
٥- ستكتب ما قالوا، بتاء مضمومة، على معنى «مقالتهم»، حكاها الداني عن طلحة بن مصرف.
ونقول:
قرىء:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور، والضمير لله سبحانه وتعالى، أو للملائكة.
٢- ويقال، وهى قراءة ابن مسعود.
٣- ونقول لهم، ورويت عن أبى معاذ النحوي، فى حرف ابن مسعود.
١٨٣- (الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) بقربان:
وقرىء:
بضم الراء، وهى قراءة عيسى بن عمير.
١٨٤- (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ) والزبر:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- وبالزبر، وهى قراءة ابن عامر، وكذا هى فى مصاحف أهل الشام.
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- وبالكتاب، وهى قراءة هشام، بخلاف عنه.
١٨٥- (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) ذائقة الموت:
وقرىء:
١- بالتنوين ونصب «الموت»، وهى قراءة اليزيدي.
٢- بغير تنوين ونصب «الموت»، وهى قراءة الأعمش، وحذف التنوين لالتقاء الساكنين.
١٨٧- (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ) لتبيننه للناس ولا تكتمونه:
وقرىء:
١- بالياء فيهما، على الغيبة، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، وأبى بكر.
٢- بالتاء فيهما، وهى قراءة باقى السبعة.
١٨٨- (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) لا تحسبن... فلا تحسبنهم:
قرئا:
١- بتاء الخطاب وفتح الباء فيها، خطاب للرسول، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وعاصم، على أن المفعول الأول (الذين يفرحون)، والثاني محذوف، لدلالة ما بعده عليه.
٢- بتاء الخطاب وضم الباء فيها، خطابا للمؤمنين، وتخريجها كتخريج القراءة الأولى.
أتوا:
قرىء:
١- آتوا، بمعنى: أعطوا، وهى قراءة النخعي، ومروان بن الحكم.
٢- أوتوا، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن جبير، والسلمى.
١٩٥- (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ. جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ) أنى:
قرىء:
١- أنى، بالفتح، على إسقاط الباء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بأنى، بالباء، وهى قراءة أبى.
٣- إنى، بكسر الهمزة، فيكون على إضمار القول، وهى قراءة عيسى بن عمر.
أضيع:
قرىء:
١- أضيع، من «أضاع»، وهى قراءة الجمهور.
٢- أضيع، بالتشديد، من ضيع، وهى قراءة لبعضهم.
وقاتلوا وقتلوا:
١- هذه قراءة جمهور السبعة.
وقرىء:
٢- وقتلوا وقاتلوا، المبنى للمفعول ثم المبنى للفاعل، وهى قراءة حمزة، والكسائي، على أن الواو لا تدل على الترتيب، فيكون الثاني وقع أو لا، ويجوز أن يكون ذلك على التوزيع، فالمعنى قتل بعضهم وقاتل باقيهم.
٤- وقتلوا- بضم القاف وتشديد التاء- وقاتلوا، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
٥- وقاتلوا وقتلوا، بتشديد التاء والبناء للمفعول، وهى قراءة أبى رجاء، والحسن.
- ٤- سورة النساء
١- (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) واحدة:
قرىء:
١- بالتاء، على تأنيث لفظ النفس، وهى قراءة الجمهور.
٢- واحد، على مراعاة المعنى، إذ المراد به آدم، أو على أن «النفس» تذكر وتؤنث، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
وخلق:
وقرىء:
وخالق، على اسم الفاعل، وهو خبر مبتدأ محذوف، تقديره: وهو خالق.
وبث:
وقرىء:
وباث، على اسم الفاعل.
تساءلون:
وقرىء:
١- تسألون، مضارع «سأل» الثلاثي، وهى قراءة عبد الله.
٢- تسلون، بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى السين.
والأرحام:
قرىء:
١- بنصب الميم، عطفا على لفظ الجلالة، أو على موضع «به»، وهى قراءة الجمهور.
٢- (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً) حوبا:
قرىء:
١- بضم الحاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحها، وهى قراءة الحسن، وهى لغة بنى تميم وغيرهم.
٣- حابا، وهى قراءة لبعض القراء.
وكلها مصادر.
٣- (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا) طاب:
وقرىء:
بالإمالة، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، والجحدري، والأعمش.
وفى مصحف أبى، «طيب» بالياء، وهو دليل الإمالة.
ورباع:
وقرىء:
وربع، ساقطة الألف، وهى قراءة النخعي، وابن وثاب.
فواحدة:
وقرىء:
بالرفع، وهى قراءة الحسن، والجحدري، وأبى جعفر، وابن هرمز.
أو ما ملكت:
وقرىء:
أو من ملكت، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
وقرىء:
ألا تعيلوا، بفتح التاء، وهى قراءة طلحة أي: لا تفتقروا، من «العيلة».
٤- (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً) صدقاتهن:
قرىء:
١- بالفتح والضم، جمع صدقة، على وزن «سمرة»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم الصاد وإسكان الدال، وهى قراءة قتادة.
٣- بضمهما، وهى قراءة مجاهد، وموسى بن الزبير، وابن أبى عبلة، وفياض بن غزوان.
٤- صدقتهن، بضمهما والإفراد، وهى قراءة النخعي وابن وثاب.
هنيئا مريئا:
وقرئا:
هنيا مريا، دون همز، وهى قراءة الحسن، والزهري.
٥- (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً) التي:
١- وهى قراءة الجمهور:
وقرىء:
١- اللاتي، وهى قراءة الحسن، والنخعي.
٢- اللواتى، وهى قراءة شاذة.
قيما:
قرىء:
١- فيما، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
٢- قياما، وهى قراءة جمهور السبعة.
٣- قواما، بكسر القاف، وهى قراءة عبد الله بن عمر.
٥- قوما، وهى قراءة شاذة.
٦- (وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً) فإن آنستم:
وقرىء:
فإن أحسستم، يريد: فإن أحسستم، فحذف عين الكلمة، وهى قراءة ابن مسعود.
رشدا:
وقرىء:
١- بفتحتين، وهى قراءة ابن مسعود، وأبى عبد الرحمن، وأبى السمال، وعيسى الثقفي.
٢- بضمتين، وهى قراءة شاذة.
٩- (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً) وليخش:
قرىء:
١- بكسر لام الأمر، وهى قراءة الزهري، والحسن، وأبى حيوة، وعيسى بن عمر.
٢- بالإسكان، وهى قراءة الجمهور.
ضعافا:
قرىء:
١- بإمالة فتحة العين، وهى قراءة حمزة.
٢- ضعفا، بضمتين وتنوين الفاء، وهى قراءة ابن محيصن.
٣- ضعفاء، بضم الصاد والمد، وهى قراءة عائشة، والسلمى، والزهري، وأبى حيوة، وابن محيصن.
٤- ضعافى، بضم أوله وفتحة وبالإمالة، وهى قراءة لبعضهم.
قرىء:
١- بكسر لام الأمر، وهى قراءة الزهري، والحسن، وأبى حيوة، وعيسى بن عمر.
٢- بالإسكان، وهى قراءة الجمهور.
وليقولوا:
قرىء:
١- بكسر لام الأمر، وهى قراءة الزهري، والحسن، وأبى حيوة، وعيسى بن عمر.
٢- بالإسكان، وهى قراءة الجمهور.
١٠- (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) وسيصلون:
قرىء:
١- بفتح الياء، مبنيا للفاعل، من الثلاثي، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم الياء وفتح اللام، مبنيا للمفعول، من الثلاثي، وهى قراءة ابن عامر، وأبى بكر.
٣- بضم الياء وفتح الصاد واللام مشددة، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
١١- (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) يوصيكم:
وقرىء:
بالتشديد، من وصى، وهى قراءة الحسن، وابن أبى عبلة.
وقرىء:
أن للذكر، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
ثلثا.. ثلث.. الربع.. السدس:
قرئت:
١- بضم الوسط، وهى قراءة الجمهور.
٢- بإسكان الوسط، وهى قراءة الحسن، ونعيم بن ميسرة، والأعرج.
واحدة:
قرئت:
١- بالنصب، على أنه خبر «كان»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع، على أن «كان» تامة و «واحدة» فاعل، وهى قراءة نافع.
النصف:
وقرىء:
بضم النون، وهى قراءة السلمى.
فلأمه:
وقرىء:
بكسر الهمزة، لمناسبة الكسرة، وهى قراءة الأخوين.
يوصى:
قرىء:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الابنين، وأبى بكر.
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الباقين.
قرىء:
١- بفتح الراء، مبنيا للمفعول، من «أورث»، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسر الراء، مبنيا للفاعل، من «أورث»، وهى قراءة الحسن.
٣- بكسر الراء وتشديدها، من «ورث»، وهى قراءة أبى رجاء، والحسن، والأعمش.
١٤- (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ) يدخله:
قرىء:
١- بالنون، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
٢- بالياء، وهى قراءة الباقين.
١٦- (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً) واللذان:
قرىء:
١- بتخفيف النون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتشديد النون، وهى قراءة ابن كثير.
١٩- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) كرها:
قرىء:
١- بفتح الكاف، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو، وعاصم، وابن عامر.
٢- بضمها، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
لا يحل:
وقرىء:
لا تحل، بالتاء على تقدير: لا تحل لكم الوراثة.
مبينة:
قرىء:
١- بفتح الياء، وهى قراءة ابن كثير، وأبى بكر أي: يبينها من يدعيها ويوضحها.
٢- بكسر الياء، وهى قراءة الباقين أي: بينة فى نفسها ظاهرة.
٢٠- (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) إحداهن:
وقرىء:
١- بوصل الألف، وهى قراءة ابن محيصن.
شيئا:
وقرىء:
شيئا، بفتح الياء وتنوينها، حذف الهمزة وألقى حركتها على الياء، وهى قراءة أبى السمال، وأبى جعفر.
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- اللاى، بالياء، وهى قراءة عبد الله.
٣- التي، وهى قراءة ابن هرمز.
الرضاعة:
وقرىء:
الرضاعة، بكسر الراء، وهى قراءة أبى حيوة.
٢٤- (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) كتاب الله:
وقرىء:
كتب الله، جمعا ورفعا أي: هذه كتب الله عليكم أي: فرائضه ولا زماته، عن ابن السميفع.
فما استمتعتم به منهن:
وقرىء:
فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى، وهى قراءة أبى، وابن عباس، وابن جبير.
٢٧- (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيماً) أن تميلوا:
قرىء:
٢- بالياء، على الغيبة.
ميلا:
قرىء:
١- بسكون الياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحها، وهى قراءة الحسن.
٢٩- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) تجارة:
قرىء:
١- بالنصب، على أن تكون «كان» ناقصة، على تقدير مضمر فيها يعود على «الأموال»، أو تفسره «التجارة»، وهى قراءة الكوفيين، وأختارها أبو عبيد.
٢- بالرفع، وهى قراءة باقى السبعة، على أن «كان» تامة.
ولا تقتلوا:
وقرىء:
ولا تقتلوا، بالتشديد، وهى قراءة على، والحسن.
٣٠- (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) نصليه:
قرىء:
١- بضم النون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح النون، وهى قراءة النخعي، والأعمش.
٣- بالنون مشددا.
٤- يصليه، بالياء.
٣١- (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً) نكفر... وندخلكم:
قرئا:
سيئاتكم:
وقرىء:
من سيئاتكم، وهى قراءة ابن عباس.
مدخلا:
قرىء:
١- بفتح الميم، وهى قراءة نافع.
٢- بضمها، وهى قراءة باقى السبعة، وانتصابه إما على المصدر، وأما على أنه مكان الدخول.
٣٤- (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً) بما حفظ الله:
قرىء:
١- برفع اسم الجلالة، وهى قراءة الجمهور، و «ما» مصدرية والتقدير: يحفظ الله إياهن.
٢- بنصب اسم الجلالة، وهى قراءة أبى جعفر بن القعقاع. «ما» بمعنى الذي، وفى «حفظ» ضمير يعود على «ما» مرفوع.
٣٦- (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالًا فَخُوراً) وبالوالدين إحسانا:
قرىء:
وبالوالدين إحسان، بالرفع، مبتدأ وخبر، فيه ما فى المنصوب من معنى الأمر، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
وقرىء:
مثقال نملة، وهى قراءة ابن مسعود.
حسنة:
قرئت:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور، وتكون «كان» ناقصة.
٢- بالرفع، وهى قراءة الحرميين، وتكون «كان» تامة.
يضاعفها:
وقرىء:
يضعفها، بالتشديد، وهى قراءة الابنين.
٤٢- (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً) وعصوا الرسول:
قرىء:
١- بضم الواو، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسر الواو، على أصل التقاء الساكنين، وهى قراءة أبى السمال.
تسوى:
قرىء:
١- بضم التاء وتخفيف السين، مبنيا للمفعول، مضارع «سوى»، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، وعاصم.
٢- بفتح التاء وتشديد السين، وأصله: تتسوى، وهو مضارع: تسوى، فأدغمت التاء فى السين، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
٣- بفتح التاء وتخفيف السين، على حذف التاء، وأصله: تتسوى، مضارع تسوى: وهى قراءة حمزة، والكسائي.
قرىء:
١- لمستم، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٢- لا مستم، وهى قراءة باقى السبعة.
٤٤- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ) ويريدون:
وقرىء:
بالتاء، المثناة الفوقية، وهى قراءة النخعي.
أن تضلوا:
أن يضلوا، بالياء وفتح الضاد وكسرها.
٤٦- (مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا) الكلم:
وقرىء:
١- الكلم، بكسر الكاف وسكون اللام، جمع- كلمة، تخفيف «كلمة».
٢- الكلام، وهى قراءة النخعي، وأبى رجاء.
قرىء:
١- بكسر الميم، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم الميم، وهى قراءة أبى رجاء.
٤٩- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا) ألم تر:
قرىء:
١- بفتح الراء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بسكونها، إجراء لما وصل مجرى الوقف، وهى قراءة السلمى.
ولا يظلمون قرىء:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة طائفة.
٥٥- (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً) صد قرىء:
١- برفع الصاد، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن مسعود، وابن عباس، وابن جبير، وعكرمة، وابن يعمر، والجحدري.
٢- بكسر الصاد، مبنيا للمفعول، والمضاعف المدغم الثلاثي إذا بنى للمفعول يجوز فيه ما جاز فى «باع» إذا بنى للمفعول، وهى قراءة أبى، وأبى الجوزاء، وأبى رجاء، والحوفى.
٥٧- (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا) سندخلهم قرىء:
ويدخلهم، بالياء، وهى قراءة النخعي، وابن وثاب.
٥٨- (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً) نعما قرىء:
١- بكسر النون، اتباعا لحركة العين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح النون على الأصل، وهى قراءة بعض القراء.
٦٠- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيداً) بما أنزل إليك وما أنزل:
قرئا:
١- مبنيين للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيين للفاعل.
٦٢- (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) تعالوا:
وقرىء:
١- بضم اللام، وهى قراءة الحسن.
٦٥- (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) فيما شجر:
وقرىء:
بسكون الجيم، وهى قراءة أبى السمال.
قرىء:
١- بكسر النون، وهى قراءة أبى عمرو، وحمزة، وعاصم.
٢- بضمها، وهى قراءة باقى السبعة.
أو:
قرىء:
١- بضمها، وهى قراءة أبى عمرو، مع كسر نون «أن اقتلوا».
٢- بكسرها، وهى قراءة حمزة، وعاصم، مع كسر نون «أن اقتلوا».
٣- بضمها، وهى قراءة باقى السبعة، مع ضم نون «أن اقتلوا».
إلا قليل:
قرىء:
إلا قليلا، بالنصب، وهى قراءة أبى، وابن أبى إسحاق وابن عامر، وعيسى بن عمر.
٦٨- (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) وحسن:
١- بضم السين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بسكون السين، وهى لغة تميم، وبها قرأ أبو السمال.
٧١- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً) فانفروا... أو انفروا:
قرىء:
١- بالكسر، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالضم، فيهما، وهى قراءة الأعمش.
قرىء:
١- بالتشديد، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالتخفيف، وهى قراءة مجاهد.
٧٣- (وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) ليقولن:
قرىء:
١- بفتح اللام، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم اللام، وهى قراءة الحسن.
تكن:
قرىء:
١- بالتاء، وهى قراءة ابن كثير، وحفص.
٢- بالياء، وهى قراءة الباقين.
فأفوز:
قرىء:
١- بنصب «الزاى» على جواب التمني، وهى قراءة الجمهور.
٢- برفع «الزاى» عطفا على «كنت»، وهى قراءة الحسن، ويزيد النحوي.
٧٤- (فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) فليقاتل:
قرىء:
١- بسكون لام الأمر، وهى قراءة الجمهور.
فيقتل:
قرىء:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة محارب بن دثار.
يغلب فسوف قرىء:
١- بإدغام الباء فى الفاء، وهى قراءة أبى عمرو، والكسائي، وهشام، وخلاد.
٢- بالإظهار، وهى قراءة باقى السبعة.
نؤتيه:
قرىء:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، وهى قراءة الأعمش، وطلحة بن مصرف.
٧٥- (وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) والمستضعفين:
وقرىء:
للمستضعفين: بغير واو عطف، إما على إضمار حرف العطف، وإما على البدل من «سبيل الله»، أي: فى سبيل الله سبيل المستضعفين، وهى قراءة ابن شهاب.
٧٧- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْلا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا) ولا تظلمون:
قرىء:
١- بالياء، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وابن كثير.
٧٩- (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً) فمن نفسك:
وقرىء:
بفتح الميم ورفع السين، على أن «من» استفهام، معناه: الإنكار أي: فمن نفسك حتى ينسب إليها فعل، وهى قراءة عائشة.
٨١- (وَيَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا) بيت طائفة:
قرىء:
١- بالإدغام، وهى قراءة حمزة، وأبى عمرو.
٢- بالإظهار، وهى قراءة الباقين.
تقول:
وقرىء:
بالياء، وهى قراءة يحيى بن يعمر، ويكون الضمير للرسول، أو يعود على «لطائفة»، لأنها فى معنى القوم، أو الفريق.
٨٢- (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) يتدبرون:
قرىء:
١- بياء وتاء بعدها، على الأصل، وهى قراءة الجمهور.
٢- بإدغام التاء فى الدال، وهى قراءة ابن محيصن.
٨٣- (وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا) لعلمه:
وقرىء:
٨٤- (فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا) لا تكلف:
وقرىء:
١- لا نكلف، بالنون وكسر اللام.
٢- لا تكلف، بالتاء وفتح اللام، والجزم على جواب الأمر، وهى قراءة عبد الله بن عمر.
٨٧- (اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً) صدق:
قرىء:
بإشمام الصاد زايا، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وكذا فيما كان مثله من صاد ساكنة بعدها دال ٨٨- (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا) أركسهم:
وقرىء:
١- ركسهم، ثلاثيا، وهى قراءة عبد الله.
٢- ركسوا، بالتشديد.
٩٠- (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا) حصرت:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- حصرة، على وزن «تبعة»، وهى قراءة الحسن، وقتادة، ويعقوب.
٤- حاصرات، وهى قراءة.
٥- حصرة، بالرفع، على أنه خبر مقدم أي: صدورهم حصرة.
فلقاتلوكم:
١- فلقاتلوكم، بألف المفاعلة، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- فلقتلوكم، على وزن ضربوكم، وهى قراءة مجاهد.
٣- فلقتلوكم، بالتشديد، وهى قراءة الحسن، والجحدري.
٩١- (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً) أركسوا:
وقرىء:
١- ركسوا، بضم الراء من غير ألف، مخففا، وهى قراءة عبد الله.
٢- ركسّوا، بتشديد الكاف، عن ابن جنى عن عبد الله.
٩٢- (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) خطأ:
وقرىء:
١- خطاء، على وزن سماء ممدودا، وهى قراءة الحسن، والأعمش.
٢- خطاء، على وزن عصا، مقصورا، وهى قراءة الزهري.
١- أصله: يتصدقوا، فأدغمت التاء فى الصاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- تصدقوا، بالتاء وتشديد الصاد، على المخاطبة، وهى قراءة الحسن، وأبى عبد الرحمن، وعبد الوارث.
٣- تصدقوا، بالتاء وتخفيف الصاد.
٩٤- (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا) السلم:
وقرىء:
١- السلام، ويجوز أن يكون من التسليم، ويجوز أن يكون بمعنى: الاستسلام، وهى قراءة عاصم، وأبى عمرو، وابن كثير، والكسائي، وحفص.
٢- السلام، بفتح السين واللام من غير ألف، وهو من الاستسلام، وهى قراءة نافع، وابن عامر، وحمزة، وابن كثير.
٣- السلم، بكسر السين وإسكان اللام، وهو الانقياد والطاعة، وهى قراءة أبان بن زيد عن عاصم.
٤- السلم، بفتح السين وسكون اللام، وهى قراءة الجحدري.
مؤمنا:
وقرىء:
مأمنا، أي: لا نؤمنك فى نفسك، وهى قراءة على، وابن عباس، وعكرمة، وأبى العالية، ويحيى بن يعمر.
أن:
قرىء:
١- بكسر الهمزة، على الاستئناف، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحها، على أن تكون معمولة لقوله «فتبينوا».
قرىء:
١- برفع الراء، على الصفة، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، وحمزة.
٢- بنصبها، على الاستثناء، وهى قراءة نافع، وابن عامر، والكسائي.
٣- بكسرها، على الصفة ل «المؤمنين»، وهى قراءة الأعمش، وأبى حيوة.
وكلا:
قرىء:
وكل، بالرفع على الابتداء.
٩٧- (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيراً) توفاهم:
وقرىء:
١- بضم التاء، مضارع «وفيت»، وهى قراءة إبراهيم.
١٠٠- (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) مراغما:
وقرىء:
مرغما، على وزن «مفعل»، وهى قراءة الجراح، ونبيح. والحسن بن عمران
قرىء:
١- تقصروا، من «أقصر»، وهى قراءة ابن عباس.
٢- تقصروا، مشددا، وهى قراءة الزهري.
١٠٢- (وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً) وأمتعتكم:
وقرىء:
وأمتعاتكم، وهو شاذ، إذ هو جمع الجمع.
١٠٤- (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) ولا تهنوا:
وقرىء:
١- تهنوا، بفتح الهاء، وهى لغة، وهى قراءة الحسن.
٢- تهانوا، من الإهانة، وهى قراءة عبيد بن عمير.
إن تكونوا:
وقرىء:
١- بفتح الهمزة، على المفعول لأجله، وهى قراءة الأعرج.
وقرىء:
تئلمون، بكسر التاء، وهى قراءة ابن السميفع.
يألمون:
وقرىء:
يئلمون، بكسر الياء، وهى قراءة ابن وثاب، ومنصور بن المعتمر.
١١٤- (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) نؤتيه:
قرىء:
١- يؤتيه، بالياء، وهى قراءة أبى عمرو، وحمزة.
٢- نؤتيه، بالنون، وهى قراءة الباقين.
١١٧- (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً) إن يدعون:
وقرىء:
تدعون، بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة أبى رجاء.
إلا أناثا:
وقرىء:
١- إلا أوثانا، جمع وثن، وهى قراءة أبى السوار، والهنائى.
٢- إلا أنثى، على التوحيد، وهى قراءة الحسن.
٣- أنثا، وهى قراءة ابن عباس، وأبى حيوة، والحسن، وعطاء، وأبى العالية، وأبى نهيك، ومعاذ القارئ.
٤- إلا وثنا، بفتح الواو والثاء من غير حمز، وهى قراءة سعد بن أبى وقاص، وعبد الله بن عمر، وأبى المتوكل، وأبى الجوزاء.
٥- إلا أنثا، وهى قراءة ابن المسيب، ومسلم بن جندب.
٧- إلا أثنا، بسكون الثاء، وهى قراءة فرقة.
١٢٠- (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) يعدهم:
وقرىء:
بسكون الدال، وهى قراءة الأعمش.
١٢٤- (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) يدخلون:
قرىء:
١- يدخلون، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، وأبى بكر.
٢- يدخلون، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الباقين.
١٢٨- (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) الشح:
وقرىء:
الشح، بكسر الشين، وهى لغة، وهى قراءة العدوى.
١٢٩- (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) فتذروها كالمعلقة:
وقرىء:
١- فتذروها كالمسجونة، وهى قراءة أبى.
٢- فتذروها كأنها معلقة، وهى قراءة عبد الله.
قرىء:
وإن تلوا، بضم اللام بواو واحدة، وهى قراءة جماعة فى الشاذ، وابن عامر، وحمزة.
١٣٧- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً) نزل... أنزل:
قرىء:
١- بالبناء للمفعول، وهى قراءة العربيين، وابن كثير.
٢- بالبناء للفاعل، وهى قراءة الباقين.
١٤٠- (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) نزل:
قرىء:
١- مشددا مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- مشددا مبنيا للفاعل، وهى قراء عاصم.
٣- مخففا مبنيا للفاعل، وهى قراءة أبى حيوة.
٤- أنزل، بالهمزة، مبنيا للمفعول، وهى قراءة النخعي.
١٤١- (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) ونمنعكم:
وقرىء:
٢- ومنعناكم، وهى قراءة أبى.
١٤٢- (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)
خادعهم:
وقرىء:
بإسكان العين، على التخفيف واستثقال الخروج من كسر إلى ضم، وهى قراءة مسلمة ابن عبد الله النحوي.
كسالى:
قرىء:
١- بضم الكاف، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح الكاف، وهى لغة تميم وأسد، وهى قراءة الأعرج.
٣- كسلى، على وزن فعلى، وهى قراءة ابن السميفع.
يراءون:
وقرىء:
بهمزة مضمومة مشددة، بين الراء والواو.
١٤٣- (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا) مذبذبين:
وقرىء:
١- بكسر الذال الثانية، اسم فاعل، وهى قراءة ابن عباس، وعمرو بن فائد.
٢- بفتح الميم والذالين، وهى قراءة الحسن.
٣- متذبذبين، اسم فاعل من تذبذب، وهى قراءة أبى.
١٤٥- (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً) الدرك:
قرىء:
١- بفتح الراء، وهى قراءة الحرميين، والعربيين:
١٤٦- (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً) يؤت:
وقف يعقوب عليها بالياء، وروى هذا عن حمزة، والكسائي، ونافع.
ووقف السبعة بغير ياء، اتباعا لرسم المصحف.
١٤٨- (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) ظلم:
قرىء:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة ابن عباس، وابن عمر، وابن جبير، وعطاء بن السائب، والضحاك، وزيد بن أسلم، وابن أبى إسحاق، ومسلم بن يسار، والحسن بن المسيب، وقتادة، وأبى رجاء.
١٥٢- (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) يؤتيهم:
قرىء:
١- بالياء، ليعود على اسم الله قبله، وهى قراءة حفص.
٢- بالنون، وهى قراءة الباقين.
١٥٣- (يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ وَآتَيْنا مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً) أكبر:
قرىء:
١- بالباء، وهى قراءة الجمهور.
٢- أكثر، بالثاء المثلثة بدل «الباء»، وهى قراءة الحسن.
الصاعقة:
١- وهذه قراءة الجمهور.
٢- الصعقة، وهى قراءة السلمى، والنخعي.
١٥٤- (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) لا تعدوا:
قرىء:
١- بفتح العين وتشديد الدال، على أن الأصل «لا تعتدوا»، فألقيت حركة التاء على العين، وأدغمت التاء فى الدال، وهى قراءة ورش.
٢- بإخفاء حركة العين وتشديد الدال، وأصله أيضا: لا تعتدوا، وهى قراءة قالون.
٣- بإسكان العين وتخفيف الدال، من عدا يعدو، وهى قراءة الباقين.
١٥٥- (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا) بل طبع:
قرىء:
١- بإدغام لام «بل» فى طاء «طبع»، وهى قراءة الكسائي، وحمزة.
٢- بالإظهار، وهى قراءة باقى السبعة.
١٥٩- (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) ليؤمنن:
قرىء:
بضم النون، على معنى: وإن منهم أحد إلا سيؤمنون به قبل موتهم، لأن «أحدا» يصلح للجميع، وهى قراءة أبى.
١٦٢- (لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً) والمقيمين:
قرىء:
١- بالرفع، نسقا على الأول، وهى قراءة ابن جبير، وعمرو بن عبيد، والجحدري، وعيسى بن عمر، ومالك ابن دينار، وعصمة عن الأعمش، ويونس، وهارون عن أبى عمرو، وكذا هو فى مصحف ابن مسعود.
قرىء:
١- بالياء، عودا على (والمؤمنون بالله)، وهى قراءة حمزة.
٢- بالنون، على الالتفات، وهى قراءة باقى السبعة.
١٦٣- (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) يونس:
قرىء:
١- بكسر النون، وهى لغة لبعض العرب، وهى قراءة نافع.
٢- بفتح النون، وهى لغة لبعض بنى عقيل، وهى قراءة النخعي، وابن وثاب.
٣- بضم النون، وهى لغة الحجاز، وهى قراءة الجمهور.
زبورا:
وقرىء:
بضم الزاى، وهى قراءة حمزة.
١٦٤- (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً) ورسلا... ورسلا:
قرئا:
بالرفع: على الابتداء، وجاز الابتداء بالنكرة هنا لأنه موضع تفصيل، وهى قراءة أبى.
الله قرىء:
بالنصب، على أن «موسى» هو المكلم، وهى قراءة إبراهيم، وابن وثاب.
١٦٦- (لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً) لكن الله:
قرىء:
بالتشديد ونصب لفظ الجلالة، وهى قراءة السلمى، والجراح، والحكمي.
وقرىء:
مبنيا للمفعول، وهى قراءة الحسن.
أنزله:
وقرىء:
نزله، مشددا، وهى قراءة السلمى.
١٧١- (يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا) المسيح:
وقرىء:
على وزن السكيت، وهى قراءة جعفر بن محمد أن يكون:
وقرىء:
بكسر الهمزة وضم النون من «يكون»، على أن «أن» ناقصة، أي: ما يكون له ولد، وهى قراءة الحسن.
١٧٢-َنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً)
عبد الله:
وقرىء:
عبيد الله، على التصغير.
فسيحشرهم:
وقرىء:
فسنحشرهم، بالنون، وهى قراءة الحسن.
وقرىء:
لأن لا تضلوا، وهى قراءة الكوفي، والفراء، والكسائي، وتبعهم الزجاج.
- ٥- سورة المائدة
١- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ) غير:
وقرىء:
بالرفع، على أن يكون صفة لقوله «بهيمة الأنعام»، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٢- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) آمين:
وقرىء:
آمى، بحذف النون للإضافة، وهى قراءة عبد الله، وأصحابه.
يبتغون:
قرىء:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور، فيكون صفة ل «آمين».
٢- بالتاء، خطابا للمؤمنين، وهى قراءة حميد بن قيس، والأعرج.
وقرىء:
١- بضم الراء، وهى قراءة الأعمش (وانظر ٣: ١٥).
حللتم:
وقرىء:
أحللتم، وهى لغة، يقال: حل من إحرامه، وأحل.
فاصطادوا:
وقرىء:
بكسر الفاء، على البدل من كسر الهمزة عند الابتداء، وهى قراءة أبى واقد، والجراح، ونبيح، والحسن بن عمران.
يجرمنكم:
وقرىء:
بسكون النون، على أنها نون التوكيد الخفيفة، وهى قراءة الحسن، وإبراهيم وابن وثاب، والوليد، عن يعقوب.
شنآن:
قرىء:
١- بفتح النون، وهى قراءة النحويين، وابن كثير، وحمزة، وحفص، ونافع.
٢- بسكون النون، وهى قراءة ابن عامر، وأبى بكر.
أن صدوكم:
وقرىء:
بكسر الهمزة على أنها شرطية، وهى قراءة أبى عمرو، وابن كثير.
٣- (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
وقرىء:
والمنطوحة، وهى قراءة عبد الله، وأبى ميسرة.
وما أكل السبع:
وقرىء:
١- وأكيلة السبع، وهى قراءة عبد الله.
٢- وأكيل السبع، وهى قراءة ابن عباس.
النصب:
قرىء:
١- بضمتين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم النون وإسكان الصاد، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
٣- بفتحتين، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٤- بفتح النون وإسكان الصاد، وهى قراءة الحسن.
اضطر:
وقرىء:
أطر، بإدغام الضاد فى الطاء.
متجانف:
١- بالألف، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- متجنف، دون ألف، وهى قراءة أبى عبد الرحمن، والنخعي، وابن وثاب.
١٢- (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) برسلى:
وقرىء:
عزرتموهم:
وقرىء:
١- خفيفة الزاى، وهى قراءة عاصم، والجحدري.
١٣- (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) قاسية:
١- اسم فاعل، من قسا يقسو، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- قسية، بغير ألف وتشديد الياء، وهى قراءة عبد الله، وحمزة، والكسائي.
٣- قسية، بضم القاف وتشديد الياء، وهى قراءة الهيصم بن الشداخ.
٤- بكسر القاف وتشديد الياء.
الكلم:
قرىء:
١- بفتح الكاف وكسر اللام، وهى قراءة الجمهور.
٢- الكلام، بالألف، وهى قراءة أبى عبد الرحمن، والنخعي.
٣- الكلم، بكسر الكاف وسكون اللام، وهى قراءة أبى رجاء.
١٦- (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) به:
وقرىء:
بضم الهاء، وهى قراءة عبيد بن عمير، والزهري، وسلام، وحميد، ومسلم بن جندب.
سبل:
وقرىء:
٢٠- (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) يا قوم:
وقرىء:
بضم الميم، وهى قراءة ابن محيصن.
٢٣- (قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) يخافون:
وقرىء:
بضم الياء، وهى قراءة ابن عباس، وابن جبير، ومجاهد، ويحتمل أن يكون الرجلان هما يوشع وكالب، والتقدير: يهابان ويوقران لتقواهما وفضلهما.
٢٥- (قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) فافرق:
وقرىء:
١- فافرق، بكسر الراء، وهى قراءة عبيد بن عمير، ويوسف بن داود.
٢- ففرق، وهى قراءة ابن السميفع.
٢٧- (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) لا أقتلنك:
وقرىء:
لا أقتلنك، بالنون الخفيفة، وهى قراءة زيد بن على.
٣٠- (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ) فطوعت له نفسه:
وقرىء:
فطاوعته، وهى قراءة الحسن، وزيد بن على، والجراح، والحسن بن عمران، وأبى واقد.
١- بألف بعد التاء، وهى بدل من ياء المتكلم، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بإمالة الألف، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وأبى عمرو.
أعجزت:
١- بفتح الجيم، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بكسر الجيم، وهى قراءة ابن مسعود، والحسن، وفياض، وطلحة، وسليمان، وهى لغة شاذة.
فأوارى:
١- بنصب الياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بسكون الياء، وهى قراءة طلحة بن مصرف، والفياض بن غزوان.
سوءة أخى:
وقرىء:
١- سوة أخى، بحذف الهمزة، ونقل حركتها إلى الواو.
٢- سوة أخى، بقلب الهمزة، واوا وإدغامها فى الواو، وهى قراءة أبى حفص.
٣٢- (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) من أجل:
وقرىء:
١- بفتح الهمزة وكسرها.
٢- بكسرها وحذفها ونقل حركتها إلى الساكن قبلها، وهى قراءة ابن القعقاع.
٣- بحذفها وفتحها ونقل الحركة إلى النون، وهى قراءة ورش.
قرئت:
١- بالتشديد، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالتخفيف، وهى قراءة الحسن، ومجاهد، وابن محيصن.
٣٦- (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ما تقبل:
قرىء:
١- بالبناء للمجهول، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالبناء للفاعل أي: ما تقبل الله منهم، وهى قراءة يزيد بن قطيب.
٣٧- (يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ) أن يخرجوا:
قرىء:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة النخعي، وابن وثاب.
٣٨- (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) السارق والسارقة:
قرئا:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالنصب، على الاشتغال، وهى قراءة عيسى بن عمر، وابن أبى عبلة.
٣- والسارقون والسارقات، وهى قراءة عبد الله.
وقرىء:
يسرعون، من أسرع، وهى قراءة السلمى.
للكذب:
وقرىء:
١- بكسر الكاف وسكون الذال، وهى قراءة الحسن، وعيسى بن عمر.
الكلم:
وقرىء:
بكسر الكاف وسكون اللام.
٤٢- (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) سماعون:
وقرىء:
سماعين، وهى قراءة الضحاك، وانتصابه على الذم.
السحت:
قرىء:
١- بضمتين، وهى قراءة النحويين، وابن كثير.
٢- بضم السين وإسكان الحاء، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بفتح السين وإسكان الحاء، وهى قراءة زيد بن على، وخارجة بن مصعب عن نافع.
٤- بفتحين.
٤٥- (وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) والعين (وما بعدها من المعاطيف) :
قرئت:
١- بالنصب، على التشريك فى عمل «إن»، وهى قراءة نافع، وحمزة، وعاصم.
٢- بالرفع، من قبيل عطف جملة على جملة، وهى قراءة الكسائي.
٣- بنصب «العين» و «الأنف» و «الأذن» و «السن»، ورفع «والجروح»، وهى قراءة العربيين، وابن كثير.
٤- بنصب «النفس» والأربعة بعدها، وهى قراءة أبى.
والأذن:
قرىء:
١- بإسكان الذال، وهى قراءة نافع.
٢- بالضم، وهى قراءة الباقين.
٤٦- (وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) وهدى وموعظة:
قرئا:
١- بالرفع، وهى قراءة الضحاك.
٢- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
١- بفتح الميم الثانية، على أنه اسم مفعول، وهى قراءة مجاهد، وابن محيصن، والضمير عائد على «الكتاب» الأول.
٢- بكسر الميم الثانية، على أنه اسم فاعل، وهى قراءة الباقين، والضمير عائد على «الكتاب» الثاني.
٤٩- (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ) وأن احكم:
وقرىء:
١- بضم النون، اتباعا لحركة الكاف.
٢- بكسرها، على أصل التقاء الساكنين.
٥٠- (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) أفحكم:
وقرىء:
١- بنصب الميم، مفعول «يبغون»، وهى قراءة الجمهور.
٢- برفع الميم، على الابتداء، وهى قراءة السلمى، وابن وثاب، وأبى رجاء، والأعرج.
٣- بفتح الحاء والكاف والميم، وهى قراءة قتادة، والأعمش.
يبغون:
وقرىء:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة ابن عامر.
وقرىء:
فيرى، بالياء، المثناة التحتية، والفاعل ضمير يعود على «الله»، أو «الرأى»، وهى قراءة إبراهيم، وابن وثاب.
يسارعون:
وقرىء:
يسرعون، من أسرع، وهى قراءة قتادة، والأعمش.
٥٣- (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ) ويقول:
وقرىء:
١- بغير واو، وهى قراءة الابنين، ونافع، كأنه جواب قائل: ما يقول المؤمنون حينئذ؟ وكذا هى فى مصاحف أهل مكة والمدينة.
٢- بالواو، وهى قراءة الباقين.
٣- بنصب اللام، وهى قراءة أبى عمرو.
٤- برفعها، وهى قراءة الكوفيين.
٥٤- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) يرتد:
قرىء:
١- بدالين مفكوكا، وهى لغة الحجاز، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
٢- بدال واحدة مشددة، وهى لغة تميم، وهى قراءة الباقين.
قرىء:
١- بالخفض، وهى قراءة النحويين.
٢- ومن الكفار، بزيادة «من»، وهى قراءة أبى.
٣- بالنصب، وهى قراءة الباقين.
٥٩- (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ) تنقمون:
قرىء:
١- بكسر القاف، والماضي بفتحها، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح القاف، وهى قراءة أبى حيوة، والنخعي، وابن أبى عبلة، وأبى البرهسم، والماضي: نقم، بكسر القاف أنزل... أنزل:
قرئا:
١- مبنيين للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيين للفاعل، وهى قراءة أبى نهيك.
وأن أكثركم:
قرىء:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسرها، وهى قراءة نعيم بن ميسرة.
٦٠- (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ) أأنبئكم:
قرىء:
١- أنبئكم، من أنبأ، وهى قراءة النخعي، وابن وثاب.
٢- أنبئكم، من نبأ، وهى قراءة الجمهور.
١- وعبد، وهى قراءة السبعة.
٢- وعبدوا، وهى قراءة أبى.
٣- وعبد، بإسكان الياء، وهى قراءة الحسن.
٤- وعبد، بضم الباء، وهى قراءة ابن مسعود.
٥- وعبد، مبنيا للمفعول، وهى قراءة النخعي، وابن القعقاع، والأعمش فى رواية.
٦- وعبدت، مبنيا للمفعول، وهى قراءة عبد الله.
٧- وعباد، جمع، عابد، وهى قراءة أبى واقد الأعرابى.
٨- وعبد، جمع عبد، كرهن ورهن، أو جمع عابد، كشارف وشرف، وهى قراءة ابن عباس- فى رواية- ومجاهد، وابن وثاب.
٩- وعبد، جمع عابد، كضارب وضرب، وهى قراءة الأعمش.
١٠- وعباد، جمع عابد، كقائم وقيام، وهى قراءة بعض البصريين.
١١- وعبيد، جمع عبد، نحو كلب وكليب، وهى قراءة ابن عباس، فى رواية.
١٢- وأعبد، جمع عبد، كفلس وأفلس، وهى قراءة عبيد بن عمير.
١٣- وعبد، اسم جامع، كخادم وخدم، وهى قراءة ابن عباس، وابن أبى عبلة.
١٤- وعابدى، وهى قراءة.
١٥- وعابدو: ورويت عن ابن عباس.
١٦- وعبد، على وزن حطم، للمبالغة، ورويت عن عبد الله.
٦٣- (لَوْلا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ) الربانيون:
وقرىء:
الربيون، وهى قراءة الجراح، وأبى واقد.
لبئس:
وقرىء:
بئس، وهى قراءة ابن عباس.
قرىء:
بسكون العين، وهى قراءة أبى السمال.
٦٧- (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) رسالته:
قرىء:
١- على الجمع، وهى قراءة نافع، وابن عامر، وأبى بكر.
٢- على التوحيد، وهى قراءة باقى السبعة.
٦٩- (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) الصابئون:
وقرىء:
١- والصابئين، وهى قراءة ابن كثير.
٢- والصابيون، بسكر الباء وضم الياء، وهو من تخفيف الهمز، وهى قراءة الحسن، والزهري.
٣- والصابئون، وهى قراءة القراء السبعة.
٧١- (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) تكون:
قرىء:
١- بنصب نونه، ب «أن» الناصبة للمضارع، وهو على الأصل، وهى قراءة الحرميين، وعاصم، وابن عامر.
فعموا:
وقرىء:
بضم العين والصاد وتخفيف الميم، وهى قراءة النخعي، وابن وثاب.
كثير:
وقرىء:
كثيرا، بالنصب، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٧٥- (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) الرسل:
وقرىء:
رسل، بالتنكير، وهى قراءة حطان.
٨٩- (لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) عقدتم:
قرىء:
١- بتشديد القاف، وهى قراءة الحرميين.
٢- بتخفيفها، وهى قراءة الأخوين، وأبى بكر.
٣- عاقدتم، بألف بين العين والقاف، وهى قراءة ابن ذكوان.
٤- عقدت الأيمان، على جعل الفعل للإيمان، وهى قراءة الأعمش.
أهليكم:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- أهاليكم، جمع تكسير، وبسكون الياء، وهى قراءة أبى جعفر الصادق.
وقرىء:
١- بضم الكاف، وهى قراءة النخعي، وابن المسيب، وابن عبد الرحمن.
٢- كإسوتهم، وبكاف الجر على «إسوة»، وهى قراءة ابن جبير، وابن السميفع.
٩٤- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ) تناله:
وقرىء:
يناله، بالياء، وهى قراءة النخعي، وابن وثاب.
٩٥- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ) فجزاء مثل:
قرىء:
١- بالتنوين ورفع «مثل»، على الوصفية، وهى قراءة الكوفيين.
٢- فجزاؤه، ورفع «مثل»، على الابتداء والخبر، وهى قراءة عبد الله.
٣- بالرفع والإضافة إلى «مثل»، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- بالرفع والتنوين، ونصب «مثل»، وهى قراءة السلمى.
٥- بنصب «جزاء» و «مثل»، وهى قراءة محمد بن مقاتل.
النعم:
وقرىء:
بسكون العين، تخفيف، وهى قراءة الحسن.
أو كفارة طعام:
قرىء:
١- بالإضافة، وهى قراءة الصاحبين.
مساكين:
وقرىء:
مسكين، بالإفراد، على أنه اسم جنس، وهى قراءة الأعرج، وعيسى بن عمر، وقد مرت قراءتهما فى «أو كفارة طعام».
٩٦- (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) وحرم:
وقرىء:
١- وحرم، مبنيا للفاعل، ونصب «صيد»، وهى قراءة ابن عباس.
ما دمتم:
وقرىء:
ما دمتم، بكسر الدال، وهى لغة، وهى قراءة يحيى.
حرما:
وقرىء:
بفتح الحاء والراء، وهى قراءة ابن عباس.
٩٧- (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) قياما:
وقرىء:
قيما، بفتح القاف وتشديد الياء المكسورة، مثل «سيد»، وهى قراءة الجحدري.
١٠١- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْها وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) إن تبد لكم:
قرىء:
١- بالتاء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٣- بالياء، مفتوحة وضم الدال، وهى قراءة الشعبي.
١٠٢- (قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ) سألها:
وقرىء:
بكسر السين من غير همز، يعنى بالكسر والإمالة، وهى قراءة النخعي.
١٠٥- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أنفسكم:
قرىء:
بالرفع، على الابتداء، والخبر «عليكم»، وهى قراءة شاذة.
لا يضركم:
قرىء:
١- بضم الضاد والراء وتشديدها، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم الضاد وسكون الراء، من ضار يضور، وهى قراءة الحسن.
٣- بكسر الضاد وسكون الراء، من ضار يضير، وهى قراءة النخعي.
١٠٦- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ) شهادة:
قرىء:
١- بالرفع، لإضافته إلى «بينكم»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع والتنوين، وهى قراءة الشعبي، والحسن، والأعرج.
٣- بالنصب والتنوين، وهى قراءة السلمى.
وقرىء:
بجزم الميم، نهيا، وهى قراءة الحسن، والشعبي.
شهادة الله:
قرئا:
١- بنصبهما وتنوين «شهادة»، والتقدير: ولا نكتم الله شهادة، وهى قراءة على، ونعيم بن ميسرة، والشعبي، بخلاف عنه.
٢- بتنوين «شهادة»، و «الله» بمد همزة الاستفهام، التي هى عوض من حرف القسم، دخلت تقريرا وتوفيقا لنفوس المقسمين، أو لمن خاطبوه، وقد رويت عن على، والسلمى، والحسن البصري.
٣- الوقوف على «شهادة» بالهاء الساكنة، و «الله» بقطع الف الوصل دون مد الاستفهام، وقد رويت عن الشعبي.
١٠٧- (فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ) استحق:
قرىء:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة حمزة، وأبى بكر.
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الحسن.
١٠٩- (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ماذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) أجبتم:
وقرىء:
مبنيا للفاعل، وهى قراءة ابن عباس، وأبى حيوة.
علام:
وقرىء:
بكسر العين، وهى قراءة حمزة، وأبى بكر.
وقرىء:
بكسر الغين، وهى قراءة حمزة، وأبى بكر.
١١٠- (إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) أيدتك:
قرىء:
١- بتشديد الياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- أيدتك، على أفعلتك، أو فاعلتك، وهى قراءة مجاهد، وابن محيصن.
فتكون:
وقرىء:
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، وهى قراءة عيسى بن عمير.
سحر:
قرىء:
١- ساحر، بالألف، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٢- سحر، وهى قراءة باقى السبعة.
١١٢- (إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) يستطيع:
قرىء:
١- بالياء وضم الباء من «ربك»، وهى قراءة الجمهور.
١١٣- (قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ) ونعلم:
وقرىء:
١- ونعلم، بضم النون مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن جبير.
٢- ويعلم، بالياء المضمومة، والضمير عائد على «القلوب»، وهى قراءة سعيد بن جبير.
٣- وتعلم بالتاء أي: وتعلمه قلوبنا، وهى قراءة الأعمش.
وتكون:
قرىء:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالتاء، وهى قراءة عثمان، وعيسى.
١١٤- (قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) تكون:
قرىء:
١- تكون، على أن الجملة صفة ل «مائدة»، وهى قراءة الجمهور.
٢- يكن، بالجزم، على جواب الأمر، والمعنى: يكن نزولها عيدا، وهى قراءة عبد الله، والأعمش.
لأولنا وآخرنا:
وقرئا:
لأولانا وآخرنا، أنثا على معنى الأمة والجماعة، وهى قراءة زيد بن ثابت، وابن محيصن، والجحدري.
وآية:
وقرىء:
وأنه، والضمير إما للعيد، أو للإنزال، وهى قراءة اليماني.
قرىء:
١- بالتشديد، وهى قراءة نافع، وابن عامر، وعاصم.
٢- مخففا، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- سأنزلها، وهى قراءة الأعمش، وطلحة بن مصرف.
١١٨- (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) العزيز الحكيم:
وقرىء:
الغفور الرحيم، وهى قراءة جماعة.
١١٩- (قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) يوم:
قرىء:
١- بالرفع، خبر لمبتدأ مقدر، تقديره: هذا، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالفتح، وخرجه الكوفيون على أنه مبنى خبر ل «هذا»، وبنى لإضافته إلى الجملة الفعلية، وهى قراءة نافع.
٣- يوما، بالتنوين، وهى قراءة الأعمش.
٤- يوم، بالرفع والتنوين، وهى قراءة الحسن بن عياش الشامي.
صدقهم:
قرىء:
١- بالرفع، فاعل، «ينفع»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالنصب، على أنه مفعول له أي: لصدقهم، أو على إسقاط حرف الجر.
٩- (وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ) وللبسنا:
وقرىء:
١- ولبسنا، بلام واحدة، وهى قراءة ابن محيصن.
٢- وللبسنا، بتشديد الباء، وهى قراءة الزهري.
١٤- (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فاطر:
قرىء:
١- بالكسر، نعتا، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع، على إضمار «هو»، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٣- بالنصب، على المدح، وهى قراءة شاذة.
٤- فطر، فعل ماض، وهى قراءة الزهري.
ولا يطعم:
قرىء:
١- بفتح الياء، وهى قراءة الأعمش، وأبى حيوة، وعمرو بن عبيد، وأبى عمرو، فى رواية عنه.
٢- بضم الياء وكسر العين، ويكون الضمير عائدا على «الولي»، وهى قراءة العماني، وابن أبى عبلة.
٣- ببنائه للفاعل مع بناء الأول للمفعول، والضمير لغير الله، وقد رويت عن ابن المأمون، عن يعقوب.
١٦- (مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) يصرف:
قرىء:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة حمزة، وأبى بكر، والكسائي.
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة باقى السبعة.
وقرىء:
١- مبنيا للمفعول، و «القرآن» مرفوع به، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيا للفاعل، و «القرآن» منصوب به، وهى قراءة عكرمة، وأبى نهيك، وابن السميفع، والجحدري.
٢٢- (ويوم نحشرهم جميعا ثم تقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون) نحشرهم... نقول.
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالياء، وهى قراءة حميد، ويعقوب.
٢٣- (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) تكن:
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالياء، وهى قراءة الحمزة، والكسائي.
٣- وما كان، وهى قراءة أبى، وابن مسعود، والأعمش.
٤- ثم ما كان، وهى قراءة طلحة، وابن مصرف.
فتنتهم:
قرىء:
١- بالرفع، وهى قراءة الابنين، وحفص.
٢- بالرفع، مع قراءة «لم يكن»، بالياء، وهى قراءة فرقة.
٣- بالنصب، مع قراءة «لم يكن» بالياء.
ربنا:
قرىء:
٢- بالخفض، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- والله ربنا، برفعهما، وهى قراءة عكرمة، وسلام بن مسكين.
٢٥- (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) وقرأ:
وقرىء:
بكسر الواو، وهى قراءة طلحة بن منصرف، كأن آذانهم وقرت بالصمم، كما توفر الدابة من الحمل.
٢٧- (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وقفوا:
قرىء:
١- مبينا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبينا للفاعل، وهى قراءة ابن السميفع، وزيد بن على.
ولا نكذب... ونكون:
وقرئا:
١- بالنصب فيهما، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة، وحفص.
٢- برفع الأول ونصب الثاني، وهى قراءة ابن عامر.
٣- بنصب الأول ورفع الثاني، فالنصب عطف على مصدر متوهم، والرفع عطف على «نرد»، أو على الاستئناف.
٢٨- (بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) ردوا:
وقرىء:
٣٢- (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) تعقلون:
قرىء:
١- بالتاء، وهى قراءة نافع، وابن عامر، وحفص.
٢- بالياء، وهى قراءة الباقين.
٣٣- (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) يكذبونك:
قرىء:
١- بالتخفيف، وهى قراءة على، ونافع، والكسائي.
٢- بالتشديد، وهى قراءة باقى السبعة، وابن عباس.
٣٦- (إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) يرجعون:
وقرىء:
بفتح الياء، من «رجع» اللازم.
٣٨- (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) ولا طائر:
وقرىء:
بالرفع، عطفا على موضع «دابة»، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
ما فرطنا:
قرىء:
بتخفيف الراء، وهى قراءة الأعرج، وعلقمة.
قرىء:
١- بتحقيق الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتسهيل بين بين، وهى قراءة نافع.
٣- بإبدالها ألفا محضة، ويطول مدها لسكونها وسكون ما بعدها، وقد رويت عن نافع.
٤- بحذفها، وهى قراءة الكسائي.
٤٤- (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ) فتحنا:
وقرىء:
بتشديد التاء، وهى قراءة ابن عامر.
٤٥- (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فقطع دابر:
وقرىء:
بفتح القاف والطاء، والراء من «دابر» أي: فقطع الله، وهى قراءة عكرمة.
٥٢- (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) بالغداة:
وقرىء:
١- بالغدوة، وهى قراءة ابن عامر، وأبى عبد الرحمن، ومالك بن دينار، والحسن، ونصر بن عاصم، وأبى رجاء العطاردي.
٢- بالغدو، بغير هاء، وقد رويت عن أبى عبد الرحمن.
٣- بالغدوات، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
وقرىء:
والعشيات، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٥٤- (وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أنه.. أنه:
قرئا:
١- بفتح الهمزتين، والأولى بدل من الرحمة، والثانية خبر مبتدأ محذوف، وهى قراءة عاصم، وابن عامر.
٢- بكسرهما، الأولى على جهة التفسير للرحمة، والثانية فى موضع الخبر، أو الجواب، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، والأخوين.
٣- بفتح الأولى وكسر الثانية، وهى قراءة نافع.
٤- بكسر الأولى وفتح الثانية، وهى قراءة فرقة.
٥٥- (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) ولتستبين:
قرىء:
١- بالتاء، ورفع «سبيل» وهى قراءة ابن كثير، وحفص.
٢- بالياء، ورفع «سبيل»، وهى قراءة الأخوين، وأبى بكر.
٣- بالتاء ونصب «سبيل»، وهى قراءة نافع.
٥٧- (قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ) يقص الحق قرىء:
١- يقضى الحق، وهى قراءة العربيين، والأخويين.
٣- يقضى الحق أي: القضاء الحق فى كل ما يقضى.
٤- يقص الحق، وهى قراءة ابن عباس، والحرميين.
ضللت:
قرىء:
بكسر اللام، وهى قراءة السلمى، وابن وثاب، وطلحة.
٧٤- (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) آزر:
قرىء:
١- بفتح الراء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم الراء، وهى قراءة أبى، وابن عباس، والحسن، ومجاهد.
٣- أأزرا، بهمزة استفهام، وفتح الهمزة بعدها وسكون الزاى ونصب الراء منونة وحذف همزة الاستفهام من «أتتخذ»، وهى قراءة ابن عباس أيضا.
٤- أإزرا، بكسر الهمزة بعدها همزة الاستفهام، وبها قرأ ابن عباس أيضا، وأبو إسماعيل الشامي.
٥- إزرا، بكسر الهمزة وسكون الزاى ونصب الراء وتنوينها، وبغير همزة استفهام فى «أتتخذ»، وهى قراءة الأعمش.
٧٥- (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) نرى:
وقرىء:
بالتاء، المثناة الفوقية.
ملكوت:
وقرىء:
١- بسكون اللام، وهى قراءة أبى السمال ٢- ملكوث، بالثاء المثلثة، وهى قراءة عكرمة.
قرىء:
١- بتخفيف النون، وهى قراءة نافع، وابن عامر، بخلاف عن هشام.
٢- بتشديد النون، وهى قراءة باقى السبعة.
٨١- (وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) سلطانا:
وقرىء:
بضم اللام.
وثمة خلاف: هل ذلك لغة فيثبت به بناء «فعلان» بضم الفاء والعين، أو هو إتباع فلا يثبت.
٨٢- (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) بظلم:
وقرىء:
بشرك، وهى قراءة مجاهد.
قيل: ولعل ذلك تفسير معنى، إذ هى قراءة تخالف السواد.
٨٥- (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) إلياس:
وقرىء:
بتسهيل الهمزة، وهى قراءة ابن عباس باختلاف عنه، والحسن، وقتادة.
٨٦- (وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ) اليسع:
قرىء:
١- واليسع، كأن «أل» دخلت على مضارع «وسع»، وهى قراءة الجمهور.
٢- والليسع، على وزن «فيعل» نحو الضيغم، وهى قراءة الأخوين.
قرىء:
١- بالهاء، ساكنة وصلا ووقفا، وهى هاء السكت أجريت وصلا مجراها وقفا، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٢- بحذفها وصلا وإثباتها وقفا، وهى قراءة الأخوين.
٣- باختلاس الكسرة وصلا وسكونها وقفا، وهى قراءة هشام.
٤- بكسرها ووصلها بياء وصلا وسكونها وقفا، وهى قراءة ابن ذكوان.
٩١- (وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) قدروا:
وقرىء:
بالتشديد، وهى قراءة الحسن، وعيسى الثقفي.
تجعلونه... وتبدونها وتخفون:
قرئت:
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٩٢- (وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) ولتنذر:
١- بالتاء، خطابا للرسول، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالياء، أي القرآن بمواعظة وأوامره، وهى قراءة أبى بكر.
١- بالتوحيد، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- صلواتهم، بالجمع، وقد رويت عن أبى بكر.
٩٣- (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) ما أنزل:
وقرىء:
ما نزل، بالتشديد، وهى قراءة أبى حيوة.
الهون:
وقرىء:
الهوان، بالألف وفتح الهاء، وهى قراءة عبد الله، وعكرمة.
٩٤- (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) فرادى:
قرىء:
١- فرادى، غير مصروف.
٢- فرادا، بالتنوين، وهى قراءة عيسى بن عمر، وأبى حيوة.
بينكم:
قرىء:
١- بالرفع، على الاتساع فى الظرف، وهى قراءة جمهور السبعة.
٢- بفتح النون، وهى قراءة نافع، والكسائي، وحفص.
وقرىء:
فلق. على أنه فعل ماض، وهى قراءة عبد الله.
٩٦- (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فالق:
وقرىء:
فلق، على أنه فعل ماض، وهى قراءة النخعي، وابن وثاب، وأبى حيوة.
جعل:
١- على أنه فعل ماض، وهى قراءة الكوفيين.
وقرىء:
٢- جاعل، اسم فاعل، وهى قراءة باقى السبعة.
سكنا:
وقرىء:
ساكنا، وهى قراءة يعقوب.
قال الداني: ولا يصح عنه.
الشمس والقمر:
قرئا:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالجر، وهى قراءة أبى حيوة.
٩٨- (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ) فمستقر:
قرىء:
١- بكسر القاف، اسم فاعل، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٩٩- (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) نخرج منه حبا:
وقرىء:
يخرج منه حب، وهى قراءة الأعمش، وابن محيصن.
قنوان:
قرىء:
١- بكسر القاف، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضمها، وهى قراءة الأعمش، والخفاف- عن أبى عمرو- والأعرج، فى رواية.
٣- بفتح القاف، وهى قراءة الأعرج، فى رواية، وهارون عن أبى عمرو.
وجنات:
قرىء:
١- بكسر التاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع، وهى قراءة محمد بن أبى ليلى، والأعمش، وأبى بكر.
ثمره:
قرىء:
١- بضم الثاء وإسكان الميم، وهى قراءة فرقة.
٢- بفتح الثاء والميم، وهى قراءة باقى السبعة.
وينعه:
وقرىء:
١- بفتح الياء وسكون النون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم الياء وسكون النون، وهى قراءة قتادة، والضحاك، وابن محيصن.
٣- ويانعه «اسم فاعل»، وهى قراءة ابن أبى عبلة
وقرىء:
بخفض النون، على الإضافة، وهى قراءة شعيب بن أبى حمزة.
وخلقهم:
وقرىء:
بإسكان اللام، وهى قراءة يحيى بن يعمر.
وخرقوا:
قرىء:
١- بتشديد الراء، وهى قراءة نافع.
٢- بتخفيفها، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بالحاء المهملة والفاء وتخفيف الراء، وهى قراءة ابن عباس.
٤- بالحاء المهملة والفاء وتشديد الراء، وهى قراءة ابن عمر.
١٠١- (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) بديع:
وقرىء:
١- بالجر، ردا على قوله «وجعلوا لله»، وهى قراءة المنصور.
٢- بالنصب، على المدح، وهى قراءة صالح الشامي.
١٠٥- (وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) وليقولوا:
قرىء:
١- بسكون اللام.
٢- بكسرها، وهى قراءة الجمهور.
درست:
قرىء:
١- دارست أي: دارست يا محمد غيرك، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٣- درست، وهى قراءة باقى السبعة، أي درست يا محمّد.
٤- درست، بالتشديد، والخطاب أي: درست الكتب القديمة.
٥- درست، مشددا، مبنيا للمفعول المخاطب.
٦- درست، بالتخفيف، مبنيا للمفعول.
٧- دارست أي: دارستك الجماعة الذين تتعلم منهم.
٨- درست، بضم الراء، مسندا إلى غائب.
٩- درست، مبنيا للمفعول.
١٠- درس أي: محمد، أو الكتاب، وهى قراءة أبى.
١١- درست، بتشديد الراء.
١٢- درسن، مسندا إلى النون مبنيا للفاعل، ورويت عن الحسن.
١٣- دارسات، أي قديمات.
١٠٨- (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) عدوا:
وقرىء:
١- بضم العين والدال وتشديد الواو، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، وقتادة، ويعقوب، وسلام، وعبد الله بن يزيد.
١٠٩- (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ) ليؤمنن:
وقرىء:
مبنيا للمفعول، وبالنون الخفيفة، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
يشعركم:
وقرىء:
١- بسكون الراء.
أنها:
قرىء:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بفتحها، وهى قراءة باقى السبعة.
لا يؤمنون:
وقرىء:
١- لا يؤمنون، بتاء الخطاب، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة.
٢- لا يؤمنون، بياء الغيبة: وهى قراءة باقى السبعة.
١١٠- (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) ونقلب... ونذرهم:
وقرئا:
١- بالياء فيهما، والفاعل ضمير الله، وهى قراءة النخعي.
٢- ونقلب، على البناء للمجهول، و «ويذرهم»، بالياء وسكون الراء، رواهما المغيرة عن النخعي.
١١١- (وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) قبلا:
قرى:
١- بكسر القاف وفتح الباء أي: مقابلة وعيانا، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
٢- بضم القاف والباء، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بضم القاف وسكون الباء، على جهة التخفيف من الضم، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، وأبى حيوة.
٤- قبيلا، بفتح القاف وكسر الباء وياء بعدها، وأنتصب على الحال، وهى قراءة أبى، والأعمش.
٥- قبلا، بفتح القاف وسكون الباء، وهى قراءة ابن مصرف.
١١٣- (وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ) ولتصغى:
وقرىء:
ولتصغى.. وليرضوه وليقترفوا:
قرئت:
بسكون اللام فيها، وهى قراءة الحسن.
١١٤- (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) منزل:
قرىء:
١- بالتشديد، وهى قراءة ابن عباس، وحفص.
٢- بالتخفيف، وهى قراءة الباقين.
١١٥- (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) كلمة:
قرئت:
١- بالإفراد، وهى قراءة الكوفيين.
٢- كلمات، بالجمع، وهى قراءة نافع.
١١٧- (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) يضل:
وقرىء:
بضم الياء، والفاعل ضمير «من»، ومفعوله محذوف، وهى قراءة الحسن، وأحمد بن أبى شريح.
١٢٣- (وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ) أكابر:
وقرىء:
أكبر، وهى قراءة ابن مسلم.
١٢٥- (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) ضيقا:
وقرىء:
حرجا:
قرىء:
١- بفتح الراء، وهى قراءة نافع، وأبى بكر.
٢- حرجا، بكسر الراء، ورويت عن عمر.
يصعد:
قرىء:
١- يصعد، مضارع صعد، وهى قراءة ابن كثير.
٢- يصاعد، أصله: يتصاعد، وهى قراءة أبى بكر.
٣- يصعد، بتشديد الصاد والعين، أصله: يتصعد، وهى قراءة عبد الله، وابن مصرف، والأعمش ١٢٨- (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)
يحشرهم:
قرىء:
١- بالياء، وهى قراءة حفص.
٢- بالنون، وهى قراءة باقى السبعة.
أجلنا:
وقرىء:
آجالنا، على الجمع.
١٣٠-امَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا شَهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ)
يأتكم:
وقرىء:
تأتكم، بالتاء، على تأنيث لفظ «الرسل»، وهى قراءة الأعرج
وقرىء:
تعملون، بالتاء على الخطاب، وهى قراءة ابن عامر.
١٣٥- (قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) تكون:
وقرىء:
يكون، بالياء، على التذكير، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
١٣٦- (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ) بزعمهم:
قرىء:
١- بضم الزاى، وهى لغة بنى أسد، وهى قراءة الكسائي.
٢- بفتح الزاى، وهى لغة الحجاز، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بفتح الزاى والعين، لغة لبعض قيس وتميم، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
١٣٧- (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ) زين:
قرىء:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة نفر، منهم: السلمى، والحسن، وأبو عبد الملك.
٣- بكسر الزاى وسكون الياء، وهى قراءة بعض أهل الشام.
شركاؤهم:
وقرىء:
١- بالجر، مع جر «أولادهم»، ويكون الشركاء هم الموءودون.
١٣٨- (وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِراءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ) أنعام:
وقرىء:
نعم، على الإفراد، وهى قراءة أبان بن عثمان.
حجر:
وقرىء:
١- بضم الحاء وسكون الجيم، وهى قراءة الحسن، وقتادة.
٢- بفتح الحاء وسكون الجيم، ورويت أيضا عن الحسن، وقتادة.
٣- بضم الحاء والجيم، وهى قراءة أبان بن عثمان.
٤- بكسر الحاء وسكون الجيم، وهى قراءة باقى السبعة.
٥- حرج، بكسر الحاء وتقديم الراء على الجيم وسكونها، وهى قراءة أبى، وعبد الله، وابن عباس، وابن الزبير، وعكرمة، وعمرو بن دينار، والأعمش.
١٣٩- (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) خالصة:
قرىء:
١- خالص، بالرفع بغير تاء، وهى قراءة عبد الله، وابن جبير، وأبى العالية، والضحاك، وابن أبى عبلة.
٢- خالصا، بالنصب بغير تاء، وانتصب على الحال من الضمير الذي تضمنته الصلة، وهى قراءة ابن جبير.
٣- خالصة، بالنصب، وهى قراءة ابن عباس، والأعرج، وقتادة، وابن جبير.
٤- خالصة، على الإضافة، وهى قراءة ابن عباس أيضا، وأبى رزين، وعكرمة، وابن يعمر، وأبى حيوة، والزهري.
٥- خالصة، بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
قرىء:
١- تكن، بتاء التأنيث، و «ميتة» بالنصب، وهى قراءة أبى بكر.
٢- تكن، بتاء التأنيث، و «ميتة» بالرفع، وهى قراءة ابن عامر.
٣- يكن، بالتذكير، «وميتة» بالرفع، على أن «كان» تامة، وهى قراءة ابن كثير.
٤- يكن، بالتذكير، و «ميتة» بالنصب، وهى قراءة باقى السبعة.
ميتة:
وقرىء:
بالتشديد، وهى قراءة يزيد.
شركاء:
وقرىء:
سواء، وهى قراءة عبد الله.
١٤٠- (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِراءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) قتلوا:
وقرىء:
قتلوا، بالتشديد، وهى قراءة الحسن، والسامي، وأهل مكة والشام ومنهم: ابن كثير، وابن عامر.
سفها:
وقرىء:
سفهاء، على الجمع، وهى قراءة اليماني.
١٤١- (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) أكله:
وقرىء:
أكله، بالضم والسكون.
قرىء:
١- بفتح الحاء، وهى قراءة العربيين.
٢- بكسرها، وهى قراءة باقى السبعة.
١٤٣- (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) الضأن:
وقرىء:
الضأن، بفتح الهمزة، وهى قراءة عيسى بن عمر.
اثنين.
وقرىء:
اثنان، بالرفع، على الابتداء، والخبر المقدم، وهى قراءة أبان بن عثمان.
المعز:
وقرىء:
١- المعز، بفتح العين، وهى قراءة الابنين، وأبى عمرو.
٢- المعزى، وهى قراءة أبى.
١٤٥- (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أوحى:
وقرىء:
أوحى، بفتح الهمزة والحاء، على أنه فعل ماض مبنى للفاعل، ورويت عن ابن عامر.
وقرىء:
يطعمه، بتشديد الطاء وكسر العين، والأصل: يطتمعه، وهى قراءة الباقر.
يكون ميتة:
قرىء:
١- بالتاء، ونصب «ميتة»، وهى قراءة الابنين، وابن كثير، وحمزة.
٢- بالياء، ورفع «ميتة»، على أن «يكون» تامة، وهى قراءة ابن عامر.
٣- بالياء ونصب «ميتة»، وهى قراءة الباقين.
١٤٦- (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ) ظفر:
وقرىء:
١- ظفر، بسكون الفاء، وهى قراءة أبى، والحسن، والأعرج.
٢- بسكونها وكسر الظاء، وهى قراءة أبى السمال، وقعنب.
١٤٨- (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذاقُوا بَأْسَنا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) تتبعون:
وقرىء:
يتبعون، بالياء، وهى قراءة النخعي، وابن وثاب.
وقيل: هى قراءة شاذة يضعفها قوله: «وإن أنتم».
تذكرون:
قرىء:
١- بتخفيف الذال، وهى قراءة حفص، والأخوين.
٢- بتشديدها، وهى قراءة باقى السبعة.
١٥٣- (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) وأن:
قرىء:
١- بكسر الهمزة وتشديد النون، وهى قراءة الأخوين.
٢- بفتحها وتخفيف النون، وهى قراءة ابن عامر.
٣- بفتحها وتشديد النون، وهى قراءة الباقين.
فتفرق:
وقرىء:
فتفرق، بإدغام التاء وتشديدها.
١٥٤- (ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ) أحسن:
وقرىء:
برفع النون، على أنه خبر مبتدأ محذوف، وهى قراءة يحيى بن يعمر، وابن أبى إسحاق.
وقرىء:
يقولوا، بياء الغيبة أي: كفار قريش، وهى قراءة ابن محيصن.
١٥٨- (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) تأتيهم:
وقرىء:
يأتيهم، بالياء، وهى قراءة الأخوين.
أو يأتى بعض آيات ربك:
قرىء:
أو تأتى بعض، بالتاء، وهى قراءة أبى عمرو، وابن سيرين، وأبى العالية.
لا ينفع:
وقرىء:
لا تنفع، بالتاء، يكون الإيمان مضافا إلى ضمير المؤنث، وهى قراءة ابن سيرين.
١٥٩- (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) فرقوا:
وقرىء:
١- فارقوا، وهى قراءة على، والأخوين.
٢- فرقوا بتخفيف الراء، وهى قراءة إبراهيم، والأعمش، وأبى صالح.
وقرىء:
عشر، بالتنوين، و «أمثالها» بالرفع، على الصفة لعشر، وهى قراءة الحسن، وابن جبير، وعيسى بن عمر، والأعمش، ويعقوب، والقزاز عن غبد الوارث.
١٦١- (قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فيما:
قرىء:
١- بالتخفيف، وهى قراءة الكوفيين، وابن عامر.
٢- كسيد، وهى قراءة باقى السبعة.
١٦٢- (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) صلاتى:
وقرىء:
صلاتى، بفتح الياء، وهى قراءة عيسى بن عمر.
ونسكى:
وقرىء:
١- نسكى، بإسكان السين، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة.
٢- بفتح الياء، وهى قراءة عيسى بن عمر.
محياى:
وقرىء:
١- بكسر الياء، وهى قراءة أبى خالد عن نافع.
٢- بفتح الياء، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٣- محيى، على لغة هذيل، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وعيسى، والجحدري.
٣- (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ) اتبعوا:
وقرىء:
ابتغوا، من الابتغاء، وهى قراءة الجحدري.
ولا تتبعوا:
وقرىء:
ولا تبتغوا، من الابتغاء، وهى قراءة مجاهد، ومالك بن دينار.
تذكرون:
قرىء:
١- بتاء واحدة وتخفيف الذال، وهى قراءة حفص، والأخوين.
٢- يتذكرون، بالياء والتاء وتخفيف الذال، وهى قراءة ابن عامر.
٣- بتاء الخطاب وتشديد الذال، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- بتاءين، وهى قراءة أبى الدرداء، وابن عامر.
٥- يذكرون، بياء وتشديد الذال، وهى قراءة مجاهد.
٤- (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ) أهلكناها:
وقرىء:
أهلكناهم، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
١٠- (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ) معايش ١- بالياء، وهو القياس، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- معائش، بالهمز، وليس بالقياس، وهى قراءة الأعرج، وزيد بن على، والأعمش، وخارجة، وابن عامر.
مذموما، بضم الذال من غير همز، وهى قراءة الزهري، وأبى جعفر، والأعمش.
لمن:
وقرىء:
١- بفتح اللام، على أنها اللام الموطئة للقسم، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسر اللام، على معنى: لأجل من تبعك، وهى قراءة الجحدري.
٢٠- (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ) وورى:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- أورى، بأبدال الواو همزة، وهو بدل جائز، وهى قراءة عبد الله.
٣- ورى، بواو مضمومة من غير واو بعدها، وهى قراءة ابن وثاب.
سوءاتهما:
وقرىء:
١- سوتهما، بالإفراد وتسهيل الهمزة وإبدالها واوا وإدغام الواو فيها، وهى قراءة مجاهد، والحسن.
٢- سواتهما، بتسهيل الهمز وتشديد الواو، وهى قراءة الحسن أيضا، وأبى جعفر بن القعقاع، وشيبة بن نصاح.
٣- سواتهما، بواو واحدة وحذف الهمزة.
ملكين:
وقرىء:
بكسر اللام، وهى قراءة ابن عباس، والحسن بن على، والضحاك، ويحيى كثير، والزهري
وقرىء:
بفتح الفاء، وهى قراءة أبى السمال.
يخصفان:
قرىء:
١- يخصفان، من أخصف، وهى قراءة الزهري.
٢- يخصفان، بفتح الياء وكسر الخاء والصاد وشدها، وهى قراءة الحسن، والأعرج، ومجاهد، وابن وثاب.
٣- يخصفان، بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد المكسورة، رواها محبوب عن الحسن.
٤- يخصفان، بالتشديد، من خصف على «فعّل»، وهى قراءة عبد الله.
٢٥- (قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ) تخرجون:
قرىء:
١- تخرجون، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الأخوين، وابن ذكوان.
٢- تخرجون، مبنيا للمفعول، وهى قراءة باقى السبعة.
٢٦- (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) ولباس:
قرىء:
١- بالنصب، وهى قراءة الصاحبيين، والكسائي.
٢- بالرفع، وهى قراءة باقى السبعة.
ذلك خير:
وقرىء:
ولباس التقوى خير، بإسقاط «ذلك»، وهى قراءة عبد الله، وأبى.
وقرىء:
١- بضم الياء، من «أفتن»، وهى قراءة يحيى، وإبراهيم.
٢- لا يفتننكم، بغير نون، وهى قراءة زيد بن على.
وقبيله:
وقرىء:
بالنصب، عطفا على اسم «إن»، وهى قراءة اليزيدي.
لا ترونهم:
وقرىء:
لا ترونه، بإفراد الضمير، وقد يكون عائدا على الشيطان، وهى قراءة شاذة.
٣٠- (فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) فريقا:
وقرىء:
فريقين فريقا، وهى قراءة أبى.
إنهم اتخذوا:
وقرىء:
بفتح الهمزة، وهى قراءة العباس بن الفضل، وسهل بن شعيب، وعيسى بن عمر.
٣٢- (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) خالصة:
وقرىء:
١- بالرفع، وهى قراءة نافع.
٣٤- (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) أجلهم:
وقرىء:
آجالهم، بالجمع، وهى قراءة الحسن، وابن سيرين.
٣٨- (قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ) اداركوا:
وقرىء:
١- بقطع ألف الوصل، وهى قراءة أبى عمرو.
٢- اداركوا، بشد الدال، المفتوحة وفتح الراء، بمعنى: أدرك بعضهم بعضا، وهى قراءة مجاهد.
٣- أدركوا، بضم الهمزة وكسر الراء، وهى قراءة حميد.
٤- تداركوا، وهى قراءة ابن مسعود، والأعمش.
لا تعلمون:
قرىء:
١- بالتاء، على الخطاب للسائلين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، على الإخبار عن الأمة، وهى قراءة أبى بكر، والمفضل.
٤٠- (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) لا تفتح:
قرىء:
١- لا تفتح، بتاء التأنيث، وهى قراءة أبى عمرو.
٢- بالياء والتخفيف، وهى قراءة الأخوين.
٤- بالتاء مفتوحة والتشديد، وهى قراءة أبى حيوة، وأبى.
الجمل:
قرىء:
١- بضم الجيم وفتح الميم مشددة، وهى قراءة ابن عباس.
٢- بضم الجيم وفتح الميم مخففة، وهى قراءة ابن عباس أيضا.
٣- بضم الجيم وسكون الميم، وهى قراءة عكرمة، وابن جبير.
٤- بفتح الجيم وسكون الميم، وهى قراءة المتوكل، وأبى الجوزاء.
ومعناه فى هذه كلها: حبل السفينة.
٥- بفتح الجيم والميم، وهى قراءة الجمهور.
سم:
قرىء:
١- بضم السين، وهى قراءة عبد الله، وقتادة، وأبى رزين، وابن مصرف، وطلحة.
٢- بكسر السين، وهى قراءة أبى عمران الحوفى، وأبى نهيك، والأصمعى عن نافع.
٣- المخيط، بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الياء، وهى قراءة عبد الله، وأبى مجاز.
٤- المخيط، بفتح الميم، وهى قراءة طلحة.
٤١- (لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ وَكَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ) غواش:
وقرىء:
بالرفع، كقراءة عبد الله «وله الجوار المنشآت».
٤٣- (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وما كنا:
قرىء:
ما كنا، بغير واو، وكذا هى فى مصاحف أهل الشام، وهى قراءة ابن عامر.
قرىء:
١- بتثقيل «أن» ونصب «لعنة»، وهى قراءة الأخوين، وابن عامر.
٢- بكسر الهمزة والتثقيل ونصب «لعنة»، وهى قراءة عصمة عن الأعمش.
٣- بفتح الهمزة وتخفيف النون، ورفع «لعنة»، وهى قراءة باقى السبعة.
٤٦- (وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ) وهم يطمعون:
وقرىء:
١- وهم طامعون، وهى قراءة النحوي.
٢- وهم ساخطون، وهى قراءة إياد بن لقيط.
٤٧- (وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) وإذا صرفت:
وقرئت:
وإذا قلبت، وهى قراءة الأعمش.
٤٩- (أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) ادخلوا:
وقرىء:
١- أدخلوا، من «أدخل» أي: أدخلوا أنفسكم، وهى قراءة الحسن، وابن هرمز.
٢- دخلوا، إخبار بفعل ماض، وهى قراءة عكرمة.
٣- أدخلوا، مبنيا للمفعول، وهى قراءة طلحة، وابن وثاب، والنخعي.
وقرىء:
فضلناه، بالضاد المنقوطة، وهى قراءة ابن محيصن، والجحدري.
هدى ورحمة:
قرئا:
١- بالرفع أي: هو هدى ورحمة.
٢- بالخفض، على البدل من «كتاب» أو النعت، وهى قراءة زيد بن على.
٥٣- (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) أو نرد فنعمل:
قرئا:
١- برفع الدال ونصب اللام، وهى قراءة الجمهور.
٢- بنصب الدال ورفع اللام، وهى قراءة الحسن، فيما نقل الزمخشري.
٣- برفعهما، وهى قراءة الحسن، فيما نقل ابن عطية.
٤- بنصبهما، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وأبى حيوة.
٥٤- (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) يغشى:
قرىء:
١- بالتضعيف، وهى قراءة الأخوين، وأبى بكر.
٢- بإسكان الغين، وهى قراءة باقى السبعة.
والشمس والقمر والنجوم مسخرات:
وقرئت:
١- بالرفع، على الابتداء والخبر، وهى قراءة ابن عامر.
٢- برفع «والنجوم مسخرات» فقط على الابتداء والخبر، وهى قراءة أبان بن تغلب.
٥٥- (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) وخفية:
وقرىء:
١- بكسر الخاء، لغة، وهى قراءة أبى بكر.
٢- وخيفة، من الخوف، وهى قراءة الأعمش.
إنه:
وقرىء:
إن الله، يجعل المظهر مكان المضمر، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٥٧- (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) الرياح:
وقرىء:
مفردا، وهى قراءة ابن كثير، وقرأ معها: «نشرا»، بضم النون والشين. (ظ: نشرا).
بشرا:
وقرىء:
١- نشرا، بضم النون والشين، جمع ناشر، على النسب، أو جمع نشور، كصبور وصبر، وهى قراءة الحسن، والسلمى، وأبى رجاء، وغيرهم.
٢- نشرا بضم النون وإسكان الشين، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وزر، وابن وثاب، والنخعي، وغيرهم.
٤- بفتح النون وسكون الشين، على أنها مصدر، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٥- بشرا، بضم الباء والشين، وهى قراءة ابن عباس، والسلمى، وابن أبى عبلة. (وقرءوا: الرياح).
٦- بشرا، بضم الباء وإسكان الشين، وهى قراءة عاصم. (وقرأ: الرياح).
٧- بشرا، بفتح الباء وسكون الشين، على أنه مصدرا، وهى قراءة السلمى.
٨- بشرى، بألف مقصورة، كرجعى، وهى قراءة ابن السميفع، وابن قطيبا.
٥٨- (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) يخرج:
وقرىء:
يخرج، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن أبى عبلة، وأبى حيوة، وعيسى بن عمر.
نكدا:
وقرىء:
١- بفتح الكاف، وهى قراءة ابن القعقاع.
٢- بسكونها، وهى قراءة ابن مصرف.
نصرف:
قرىء:
يصرف، بالياء، مراعاة للغيبة.
٥٩- (لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) غيره:
قرىء:
١- بالجر، على البدل من لفظ «إله»، أو على النعت، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش، وأبى صفر، والكسائي.
٢- بالرفع، عطفا على موضع «من إله»، لأن «من» زائدة، وهى قراءة باقى السبعة.
٦٠- (قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) الملأ:
وقرىء:
الملو، بالواو، وكذلك هى فى مصاحف أهل الشام، وهى قراءة ابن عامر.
وقيل: إن هذا ليس مشهورا عن ابن عامر، وقراءته كقراءة باقى السبعة بهمزة.
٦٢- (أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ) أبلغكم:
وقرىء:
١- بالتخفيف، وهى قراءة أبى عمرو.
٢- بالتشديد، وهى قراءة باقى السبعة.
٧٣- (وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ثمود:
قرىء:
بكسر الدال والتنوين، مصروفا، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش.
٧٤- (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) وتنحتون:
وقرىء:
١- وتنحتون، بفتح الحاء، وهى قراءة الحسن.
٢- وتنحاتون، بإشباع الفتحة، عزاها الزمخشري إلى الحسن.
٣- وينحتون، بالياء وكسر الحاء، وهى قراءة ابن مصرف.
٤- وينحتون، بالياء وفتح الحاء، وهى قراءة أبى مالك.
وقرىء:
تعثوا، بكسر التاء، لغة، وهى قراءة الأعمش.
٧٥- (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ) قال الملأ:
١- بغير واو، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
١- وقال الملأ، بواو عطف، وهى قراءة ابن عامر.
٧٧- (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) ائتنا:
قرىء:
١- بإبدال همزة فاء «ائتنا» واوا، لضمة «صالح»، وهى قراءة ورش، والأعمش.
٢- بإسكانها، وهى قراءة باقى السبعة.
٩٣- (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ) آسى:
وقرىء:
إيسى، بكسر الهمزة، لغة، وهى قراءة ابن وثاب، وابن مصرف، والأعمش.
٩٦- (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) لفتحنا:
وقرىء:
لفتحنا، بتشديد التاء، وهى قراءة ابن عامر، وعيسى الثقفي، وأبى عبد الرحمن.
وقرىء:
أو أمن، بسكون الواو، وجعل «أو» عاطفة، وهى قراءة نافع، والابنين.
١٠٥- (حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ) على:
قرىء:
١- على، بتشديد الياء، وهى قراءة نافع.
٢- على، بتخفيفها، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بإسقاطها، «حقيق أن لا أقول»، وهى قراءة عبد الله، والأعمش.
١١٠- (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَماذا تَأْمُرُونَ) تأمرون:
قرىء:
١- بفتح النون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسرها، وهى قراءة نافع.
١١١- (قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ) أرجه:
قرىء:
١- أرجئهو، بالهمز وضم الهاء ووصلها بواو، وهى قراءة ابن كثير، وهشام.
٢- أرجئه، بالهمز وضم الهاء، وهى قراءة أبى عمرو.
٣- أرجهى، بغير همز، وبكسر الهاء ووصلها بياء، وهى قراءة ورش، والكسائي.
٤- أرجه، بغير همز وإسكان الهاء، وهى قراءة عاصم، وحمزة.
٥- أرجه، بغير همز واختلاس كسرة الهاء.
١١٢- (يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ) سحار:
قرىء:
١١٣- (وَجاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ) إن لنا لأجرا:
قرىء:
١- إن، على الخبر، وهى قراءة الحرميين، وحفص.
٢- إن، على الاستفهام، حذفت منه الهمزة.
٣- أن، بإثبات همزة الاستفهام محققة أو مسهلة، وهى قراءة الأخوين، وابن عامر، وأبى بكر، وأبى عمرو.
١١٧- (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) تلقف:
قرىء:
١- تلقف، بسكون اللام، من لقف، وهى قراءة حفص.
٢- تلقف، مضارع تلقف، حذفت إحدى التاءين، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بإدغام تاء المضارعة فى التاء الأصلية، وهى قراءة البزي.
٤- تلقم، بالميم، وهى قراءة ابن جبير.
١٢٣- (قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) آمنتم:
قرىء:
١- آمنتم، على الخبر، وهى قراءة حفص.
٢- بهمزة استفهام ومدة بعدها مطولة فى تقدير ألفين، وهى قراءة العربيين، ونافع، والبزي ٣- بهمزة استفهام ومدة مسهلة، وهى قراءة ورش.
٤- بهمزة استفهام مخففة وبعدها ألف، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٥- بإبدال همزة الاستفهام واوا، لضمة نون «فرعون»، وهى قراءة قنبل.
١٢٦- (وَما تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآياتِ رَبِّنا لَمَّا جاءَتْنا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ) تنقم:
قرىء:
٢- بكسرها، وهى قراءة الجمهور، وهى الأفصح.
١٢٧- (وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ) ويذرك:
قرىء:
١- بالياء وفتح الراء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء والجزم، عطفا على التوهم، وهى قراءة الأشهب العقيلي، والحسن.
٣- بالنون ورفع الراء، وهى قراءة أنس بن مالك.
وآلهتك:
١- بالجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- وإلهتك، على المصدرية، وهى قراءة ابن مسعود، وعلى، وابن عباس، وأنس.
١٢٨- (قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) يورثها:
وقرىء:
١- يورثها، بفتح الراء.
٢- يورثها، بتشديد الراء، وهى قراءة الحسن.
العاقبة:
وقرىء:
بالنصب، عطفا على «إن الأرض»، وهى قراءة ابن مسعود، وأبى.
١٣١- (فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) يطيروا وقرىء:
طائرهم:
وقرىء:
طيرهم، وهى قراءة الحسن.
١٣٧- (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ) كلمة:
وقرىء:
كلمات، على الجمع، وهى قراءة الحسن.
يعرشون:
قرىء:
١- بضم الراء، وهى قراءة ابن عامر.
٢- بكسر الراء، وهى لغة الحجاز، وهى قراءة باقى السبعة، والحسن ومجاهد، وأبى رجاء.
٣- يعرشون، بضم الياء وفتح العين وتشديد الراء، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
١٣٨- (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) وجاوزنا:
قرىء:
وجوزنا، وهو مما جاء فيه «فعل» المضعف، بمعنى «فعل» المجرد، وهى قراءة الحسن، وإبراهيم، وأبى رجاء، ويعقوب.
يعكفون:
قرىء:
١- بكسر الكاف، وهى قراءة الأخوين، وأبى عمرو.
٢- بضمها، وهى قراءة باقى السبعة.
وهما لغتان فصيحتان.
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- أنجاكم، وهى قراءة ابن عامر.
٣- نجيناكم، مشددا.
يقتلون:
١- بالتشديد، من قتل، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالتخفيف، من قتل، وهى قراءة نافع.
١٤٣- (وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) دكا:
وقرىء:
دكاء، على وزن حمراء، وهى الناقة التي لا سنام لها، شبه الأرض بها، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
١٤٤- (قالَ يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) برسالاتى:
وقرىء:
١- برسالتى، على الإفراد، وهى قراءة الحرميين.
٢- برسالاتى، على الجمع، وهى قراءة باقى السبعة.
وقرىء:
١- وبكلمى، وهى قراءة أبى رجاء.
٢- وتكلمى، وهى قراءة الأعمش.
١٤٥- (وكتبنا له فى الألواح من كل شىء موعظة وتفصيلا لكل شىء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفاسقين) سأوريكم:
١- بواو ساكنة بعد الهمزة، على ما يقتضيه رسم المصحف، وهى قراءة الحسن، وهى لغة فاشية بالحجاز.
وقرىء:
٢- سأريكم، من رؤية العين.
٣- سأورثكم، وهى قراءة ابن عباس، وقسامة بن زهير.
١٤٦- (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ) الرشد:
قرىء:
١- الرشد، بفتحتين، وهى قراءة الأخوين.
٢- الرشد، بالضم، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- الرشد، بضمتين، وهى قراءة ابن عامر، فى رواية.
٤- الرشاد، وهى قراءة أبى عبد الرحمن.
لا يتخذوه:
وقرىء:
لا يتخذوها، على تأنيث السبيل، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
١٤٨- (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ) حليهم:
وقرىء:
٢- بضم الحاء، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بفتح الحاء وسكون اللام، مفرد يراد به الجنس، وهى قراءة يعقوب خوار:
وقرىء:
جؤار، بالجيم والهمز، وهى قراءة على، وأبى السمال.
١٤٩- (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) سقط:
قرىء:
١- سقط، مبنيا للفاعل، وهى قراءة ابن السميفع، وغيره.
٢- أسقط، رباعى مبنى للمفعول، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
يرحمنا:
وقرىء:
١- ترحمنا، بالخطاب، وهى قراءة الأخوين، والشعبي، وابن وثاب، والجحدري، وابن مصرف، والأعمش، وأيوب.
٢- يرحمنا، بالياء، وهى قراءة باقى السبعة، ومجاهد، والحسن، والأعرج، وأبى جعفر، وشيبة بن نصاح.
١٥٠- (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ابن أم:
قرىء:
١- بفتح الميم، وهى قراءة أبى عمرو، وحفص.
تشمت:
قرىء:
١- بفتح التاء وكسر الميم، ونصب «الأعداء»، وهى قراءة ابن محيصن.
٢- بفتح التاء وفتح الميم، ونصب «الأعداء»، وهى قراءة مجاهد، و «شمت» متعدية.
١٥٤- (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) سكت:
وقرىء:
أسكت، رباعيا مبنيا للمفعول، وكذا هو فى مصحف حفصة.
١٥٦- (وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ) هدنا:
وقرىء:
بكسر الهاء، من هاد يهيد، إذا حرك، وهى قراءة زيد، بن على، وأبى وجزة.
أشاء:
وقرىء:
أساء، من الإساءة، وهى قراءة زيد بن على، والحسن، وطاووس، وعمرو بن فائد.
١٥٧- (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
إصرهم:
وقرىء:
١- آصارهم، جمع إصر، وهى قراءة ابن عامر.
عزروه:
وقرىء:
١- بالتخفيف، وهى قراءة الجحدري، وقتادة وسليمان التيمي، وعيسى.
٢- وعززوه، بزايين، وهى قراءة جعفر بن محمد.
١٦٠- (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) وقطعناهم:
وقرىء:
وقطعناهم، بالتخفيف، قرأ بها أبان بن تغلب، عن عاصم.
عشرة:
قرئت:
١- عشرة، بكسر الشين، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش، وطلحة بن سليمان، وهى لغة تميم.
٢- عشرة، بإسكان الشين، وهى قراءة الجمهور، وهى لغة الحجاز.
١٦١- (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) نغفر لكم خطيئاتكم:
قرئت:
١- نغفر، بالنون، و «خطيئاتكم» جمع سلامة، وهى قراءة الكوفيين، وابن كثير، والأعمش.
٢- نغفر بالنون، وتخفيف همزة «خطيئاتكم»، وإدغام الياء فى الياء، وهى قراءة الحسن.
٣- نغفر لكم خطاياكم، وهى قراءة أبى عمرو.
٤- تغفر، بالتاء مبنيا للمفعول، و «خطيئاتكم»، جمع سلامة، وهى قراءة نافع، ومحبوب.
٥- تغفر، بتاء مضمومة مبنيا للمفعول، وخطيئتكم، على التوحيد وهى قراءة ابن عامر.
٦- تغفر، بتاء مفتوحة، على أن «الحطة» تغفر، إذ هى سبب الغفران، وهى قراءة ابن هرمز.
وقرىء:
١- يعدون، من الأعداد، وإن كانوا يعدون آلات الصيد يوم السبت.
٢- يعدون، بفتح العين وتشديد الدال، وأصله: يعتدون، وهى قراءة شهر بن حوشب، وأبى نهيك.
سبتهم:
قرىء:
يوم أسباتهم، وهى قراءة عمر بن عبد العزيز.
لا يسبتون:
وقرىء:
١- بكسر الباء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضمها، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٣- بضم ياء المضارعة على البناء للفاعل، من «أسبت»، وهى قراءة على، وعاصم.
٤- بضم ياء المضارعة، على البناء للمفعول، من «أسبت»، وهى قراءة الحسن.
١٦٤- (وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) معذرة:
قرىء:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالنصب، وهى قراءة زيد بن على، وعيسى بن عمر، وطلحة بن مصرف، وعاصم، فى بعض ما روى عنه.
١٦٥- (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) بئيسى:
وقرىء:
٢- بئس، كبئر، بالهمز، وهى قراءة ابن عامر.
٣- بئس، كشهد، حكاها يعقوب القارئ، وعزاها أبو الفضل الرازي إلى عيسى بن عمر، وزيد بن على.
٤- بأس، على وزن «ضرب» فعلا ماضيا، وهى قراءة نصر بن عاصم.
٥- بأس، بفتح الباء وسكون الألف.
٦- بيس، على وزن «كيل»، وهى قراءة خارجة، عن نافع.
٧- بئس، على وزن «كبد»، وهى قراءة أبى عبد الرحمن بن مصرف.
٨- بيأس، على وزن «ضيغم»، وهى قراءة ابن عباس، وأبى بكر بن عاصم.
٩- بئيس، على وزن «رئيس»، وهى قراءة باقى السبعة.
١٦٩- (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) ورثوا:
وقرىء:
بضم الواو وتشديد الراء، وهى قراءة الحسن.
أن لا يقولوا:
وقرىء:
أن لا تقولوا، بالتاء، وهى قراءة الجحدري.
ودرسوا:
وقرىء:
وادارسوا، وهى قراءة على، والسلمى.
تعقلون:
١- بالتاء على الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
١- بالياء، جريا على الغيبة فى الضمائر السابقة، وهى قراءة أبى عمرو، وأهل مكة.
قرىء:
١- يمسكون، من أمسك، وهى قراءة عمر، وأبى العالية، وأبى بكر عن عاصم.
٢- يمسكون، بالتشديد، من مسك، وهى قراءة الجمهور.
٣- استمسكوا، وهى قراءة عبد الله، والأعمش.
٤- تمسكوا، فى حرف أبى.
١٧١- (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) واذكروا:
وقرىء:
١- واذكروا، بالتشديد، من الاذكار.
٢- تذكروا، وهى قراءة ابن مسعود.
١٧٣- (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) ذريتهم:
قرىء:
١- ذرياتهم، بالجمع، وهى قراءة العربيين، ونافع.
٢- ذريتهم، بالإفراد، وهى قراءة باقى السبعة.
أن تقولوا:
قرىء:
١- بالياء، على الغيبة، وهى قراءة أبى عمرو.
٢- بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة باقى السبعة.
١٧٤- (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) نفصل:
وقرىء:
يفصل، بالياء، أي يفصل هو، أي الله تعالى.
١- من «أتبع»، رباعيا، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- فاتبعه، مشددا، بمعنى: تبعه، وهى قراءة طلحة، والحسن.
١٧٧- (ساءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ) ساء مثلا:
وقرىء:
ساء مثل، بالرفع، و «القوم» بالخفض، وهى قراءة الحسن، وعيسى بن عمر، والأعمش.
١٨٠- (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) يلحدون:
قرىء:
١- بفتح الياء والحاء، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش، وطلحة، وعيسى.
٢- بضم الياء وكسر الحاء، وهى قراءة باقى السبعة.
١٨٢- (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) سنستدرجهم:
وقرىء:
سيستدرجهم، بالياء، على الالتفات، أو على أن يكون الفاعل ضمير التكذيب المفهوم من «كذبوا» أي: سيستدرجهم هو، أي التكذيب، وهى قراءة النخعي، وابن وثاب.
١٨٣- (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) إن:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- أن، بفتح الهمزة، وهى قراءة عبد الحميد، عن ابن عامر.
وقرىء:
١- ونذرهم، بالنون، ورفع الراء، وهى قراءة الحسن، وقتادة، وأبى عبد الرحمن، وأبى جعفر، والأعرج، وشيبة، والحرميين، وابن عامر.
٢- بالياء ورفع الراء، وهى قراءة أبى عمرو، وعاصم.
٣- بالياء وجزم الراء، وهى قراءة ابن مصرف، والأعمش، والأخوين.
٤- بالنون والجزم، وهى رواية خارجة عن نافع.
١٨٩- (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) حملا:
وقرىء:
حملا، بالكسر، وهى قراءة حماد بن سلمة، عن ابن كثير.
فمرت:
١- بتشديد الراء، وهى قراءة الجمهور أي: استمرت به.
وقرىء:
٢- بتخفيف الراء، من المرية أي: فشكت فيما أصابها أهو حمل أو مرض، وهى قراءة ابن عباس، وأبى العالية، ويحيى بن يعمر.
٣- فمارت به، بألف وتخفيف الراء أي: جاءت وذهبت، وهى قراءة عبد الله بن عمرو، بن العاص، والجحدري.
٤- فاستمرت بحملها، وهى قراءة عبد الله.
٥- فاستمرت به، وشى قراءة سعيد بن أبى وقاص، والضحاك.
٦- فاستمارت به، وهى قراءة أبى بن كعب، والجرمي.
أثقلت:
وقرىء:
أثقلت، على البناء للمفعول.
قرىء:
١- شركا، على المصدر، وهو على حذف مضاف، أي: ذا شرك، وهى قراءة ابن عباس، وأبى جعفر، وشيبة، وعكرمة، ومجاهد، وأبان بن تغلب، ونافع، وأبى بكر عن عاصم.
٢- شركاء، على الجمع، وهى قراءة الأخوين، وابن كثير، وأبى عمرو.
يشركون:
وقرىء:
تشركون، بالتاء على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، وهى قراءة السلمى.
١٩١- (أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) أيشركون:
وقرىء:
أتشركون، بالتاء، وهى قراءة السلمى.
١٩٣- (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) لا يتبعوكم:
وقرىء:
لا يتبعوكم، مخففا، وهى قراءة نافع.
١٩٤- (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أن:
وقرىء:
بالتخفيف، وبنصب «عبادا» و «أمثالكم»، وتكون «إن» نافية أعملت عمل «ما» الحجازية، وهى قراءة ابن جبير.
١- بياء مشددة وهى ياء «فعيل»، أدغمت فى لام الكلمة، وياء المتكلم مفتوحة، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بياء واحدة مشددة مفتوحة، وهى قراءة أبى عمرو.
١٩٩- (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) بالعرف:
وقرىء:
بضم الراء، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٢٠١- (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) طائف:
قرىء:
١- طيف، وهى قراءة النحويين، وابن كثير.
٢- طائف، وهى قراءة باقى السبعة.
٢٠٢- (وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) يمدونهم:
قرىء:
١- يمدونهم، من «أمد»، وهى قراءة نافع.
٢- يمدونهم، من «مد»، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- يمادونهم، من «ماد»، وهى قراءة الجحدري.
لا يقصرون:
قرىء:
١- لا يقصرون، من «أقصر»، وهى قراءة الجمهور.
٢- لا يقصرون، من «قصر»، وهى قراءة ابن أبى عبلة، وعيسى بن عمر.
وقرىء:
وخفية.
والآصال:
وقرىء والإيصال، مصدر «آصل»، أي: دخل فى وقت الأصيل، وهى قراءة أبى مجاز لا حق بن حميد السدوسي
- ٨- سورة الأنفال
١- (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) عن الأنفال:
وقرىء:
أنفال، بنقل حركة الهمزة إلى لام التعريف، وحذف الهمزة والاعتداد بالحركة والإدغام، وهى قراءة، ابن محيصن.
٢- (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) وجلت:
وقرىء:
بفتح الجيم، وهى لغة.
٦- (يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ) ما تبين:
وقرىء:
ما بين، بضم الياء من غير تاء، وهى قراءة عبد الله.
وقرىء:
يعدكم، بسكون الدال لتوالى الحركات، وهى قراءة مسلمة بن محارب إحدى:
وقرىء:
أحد، على التذكير، إذ تأنيث «الطائفة» مجاز، وهى قراءة ابن محيصن.
بكلماته:
وقرىء:
بكلمته، على التوحيد، وهى قراءة مسلم بن محارب.
٩- (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) أنى:
١- بالفتح، وهى قراءة الجمهور أي: بأنى.
وقرىء:
٢- بالكسر، على إضمار القول، وهى قراءة عيسى بن عمر.
بألف:
١- على التوحيد، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بآلف، على وزن «أفلس»، وهى قراءة الجحدري.
مردفين:
قرىء:
١- مردفين، بفتح الدال، وهى قراءة نافع، وجماعة من أهل المدينة.
٣- مردفين، بفتح الراء وكسر الدال مشددة، وهى قراءة بعض المكيين.
١١- (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ) يغشيكم:
قرىء:
١- يغشاكم، مضارع «غشى»، وهى قراءة مجاهد، وابن محيصن، وأبى عمرو، وابن كثير.
٢- يغشيكم، مضارع «أغشى»، وهى قراءة الأعرج، وابن نصاح، وأبى حفص، ونافع.
٣- يغشّيكم، مضارع «غشى»، وهى قراءة عروة بن الزبير، ومجاهد، والحسن، وعكرمة، وأبى رجاء، وابن عامر، والكوفيين.
ماء:
١- بالمد، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- ما، بغير همز، وهى قراءة الشعبي، على أن تكون «ما» موصلة، وصلتها حرف الجر بما جره، فكأنه قال: ما للطهور، وقيل: هى ماء، وحذفت همزته.
ليطهركم:
وقرىء:
يطهركم، بسكون الطاء، وهى قراءة ابن المسيب.
ويذهب:
قرىء:
ويذهب: بجزم الباء، وهى قراءة عيسى بن عمر.
رجز:
وقرىء:
١- رجز، بضم الراء، وهى قراءة ابن محيصن.
٢- رجس، بالسين، وهى قراءة أبى العالية.
وقرىء:
إنى معكم، بكسر الهمزة، على إضمار القول، وهى قراءة عيسى بن عمر.
الرعب:
وقرىء:
الرعب، بضم العين، وهى قراءة ابن عامر، والكسائي، والأعرج.
١٣-لِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ)
يشاقق:
الإجماع على الفك، اتباعا لخط المصحف، وهى لغة الحجاز، والإدغام لغة تميم.
١٤- (ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ) وأن:
وقرىء:
وإن، بكسر الهمزة، على استئناف الإخبار، وهى قراءة الحسن، وزيد بن على، وسليمان التيمي.
١٦- (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) دبره:
وقرىء:
دبره، بسكون الباء، وهى قراءة الحسن ١٨- (ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ) موهن:
قرىء:
١- موهّن، من «وهّن» بالتشديد، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٢- موهن، من «أوهن»، وهى قراءة باقى السبعة، وأبى رجاء، والأعمش، وابن محيصن.
قرىء:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الصاحبين، وحفص.
٢- بكسر الهمزة، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- والله، وهى قراءة ابن مسعود.
٢٤- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) المرء:
وقرىء:
١- المرء، بكسر الميم، اتباعا لحركة الإعراب، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
٢- المرء، بتشديد الراء من غير همز، وهى قراءة الحسن.
٢٥- (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) لا تصيبن:
وقرىء:
لتصيبن، وهى قراءة ابن مسعود، وعلى، وزيد بن ثابت، والباقر، والربيع بن أنس، وأبى العالية.
٢٧- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أماناتكم:
وقرىء:
أمانتكم، على التوحيد، وهى قراءة مجاهد.
٣٢- (وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) هو الحق:
قرىء:
٢- بالرفع، وهى قراءة الأعمش، وزيد بن على.
٣٥- (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) صلاتهم:
وقرىء:
صلاتهم، بالنصب، ورفع «مكاء» و «تصدية»، وهى قراءة أبان بن تغلب، والأعمش، بخلاف عنهما مكاء:
وقرىء:
مكا، بالقصر، منونا، وهى قراءة أبى عمرو.
٣٨- (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ) إن ينتهوا نغفر لهم:
وقرئا:
١- إن تنتهوا نغفر لكم، وهى قراءة ابن مسعود.
٢- إن تنتهوا يغفر، مبنيا للفاعل، والضمير لله تعالى.
٤١- (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فأن لله:
قرىء:
فإن لله، بكسر الهمزة، وهى قراءة الجعفي، عن هارون عن أبى.
خمسه:
وقرىء:
١- خمسه، بسكون الميم، وهى قراءة الحسن، وعبد الوارث عن أبى عمرو.
٢- خمسه، بكسر الخاء، على الإتباع، وهى قراءة النخعي.
وقرىء:
أسفل، بالرفع، وهى قراءة زيد بن على.
ليهلك:
وقرىء:
بفتح اللام، وهى قراءة الأعمش، وعصمة.
حى:
قرىء:
١- حيى، بالفك، وهى قراءة نافع، والبزي، وأبى بكر.
٢- حى، بالإدغام، وهى قراءة باقى السبعة.
٤٦- (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) وتذهب:
وقرىء:
١- ويذهب، بالياء، وجزم الباء، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٢- ويذهب، بالياء، ونصب الباء، وهى قراءة أبى حيوة، وأبان، وعصمة.
فتفشلوا:
وقرىء:
فتفشلوا، بكسر الشين، وهى قراءة الحسن، وإبراهيم.
٥٠- (وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) يتوفى:
وقرىء:
٥٧- (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) فشرد:
وقرىء:
فشرذ، بالذال، أي: ففرق، وهى قراءة الأعمش، وكذا فى مصحف عبد الله.
من خلفهم:
وقرىء:
من خلفهم، جارا ومجرورا، ومفعول «فشرد» محذوف، أي: ناسا من خلفهم، وهى قراءة أبى حيوة، والأعمش.
٥٨- (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ) سواء:
وقرىء:
سواء، بكسر السين، وهى قراءة زيد بن على.
٥٩- (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ) ولا يحسبن:
١- بالياء، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة، وحفص.
وقرىء:
٢- بالتاء، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- ولا يحسب، بفتح السين والياء وحذف النون، وهى قراءة الأعمش.
لا يعجزون:
وقرىء:
١- لا يعجزونى، بكسر النون وياء بعدها، وهى قراءة ابن محيصن.
٤- لا يعجزون، بكسر النون من غير تشديد ولا ياء، وهى قراءة طلحة.
٦٠- (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ)
رباط:
وقرىء:
٢- ربط، بضم الراء وسكون الباء، ورويت أيضا عن الحسن، وأبى حيوة.
ترهبون:
وقرىء:
ترهبون، مشددا، وهى قراءة الحسن، ويعقوب، وابن عقيل.
٦٥- (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) حرض:
وقرىء:
حرص، بالصاد المهملة، وهو من الحرص، وهى قراءة الأعمش.
إن يكن.. وإن يكن:
قرئا:
١- على التذكير فيهما، وهى قراءة الكوفيين.
٢- على التأنيث، وهى قراءة الحرميين، وابن عامر.
٣- على التذكير، فى الأولى، لقوله تعالى «ويغلب»، وعلى التأنيث فى الثانية لقوله تعالى «صابرة».
٦٦- (الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) علم:
وقرىء:
علم، مبنيا للمفعول، وهى قراءة المفضل، عن عاصم.
ضعفا:
وقرىء:
١- ضعفا، بالضم، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٢- ضعفاء، جمع ضعيف، وهى قراءة ابن القعقاع.
١- على التذكير، على المعنى، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- أن تكون، بالتاء، على تأنيث لفظ الجمع، وهى قراءة أبى عمرو.
أسرى:
١- أسرى، على وزن «فعلى»، وهى قراءة الجمهور، والسبعة.
وقرىء:
٢- أسارى، وهى قراءة يزيد بن القعقاع.
يثخن:
١- بالتخفيف، من «أثخن»، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- يثخن، مشددا، وهى قراءة أبى جعفر، ويحيى بن يعمر، ويحيى بن وثاب.
تريدون:
وقرىء:
يريدون، بالياء.
الآخرة:
قرئت:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالجر، وهى قراءة سليمان بن جماز المدني، على تقدير مضاف محذوف والتقدير: عرض الآخرة ٧٠- (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) الأسرى:
١- بالتعريف، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٣- الأسارى، وهى قراءة قتادة، وأبى جعفر، وابن أبى إسحاق، ونصر بن عاصم، وأبى عمرو، من السبعة.
يؤتكم:
وقرىء:
يثبكم، من الثواب، وهى قراءة الأعمش.
أخذ:
وقرىء:
أخذ، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة، وشيبة، وحميد.
٧٢- (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) ولايتهم:
قرىء:
١- بالكسر، وهى قراءة الأعمش، وابن وثاب، وحمزة.
٢- بالفتح، وهى قراءة باقى السبعة، والجمهور.
تعلمون:
قرىء:
يعملون، بالياء، على الغيبة، وهى قراءة السلمى، والأعرج.
٧٣- (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ) أولياء بعض:
وقرىء:
أولى ببعض.
كبير:
وقرىء:
كثير، بالثاء المثلثة، وهى قراءة أبى موسى الحجازي، عن الكسائي.
١- (بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) براءة:
وقرىء:
بالنصب، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٣- (وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) وأذان:
وقرىء:
وإذن، بكسر الهمزة وسكون الذال، وهى قراءة الضحاك، وعكرمة، وأبى المتوكل.
أن الله:
وقرىء:
إن الله، بكسر الهمزة، وهى قراءة الحسن، والأعرج.
ورسوله:
قرىء:
١- بالنصب، عطفا على لفظ اسم «إن»، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وعيسى بن عمر، وزيد بن على ٢- بالرفع، على الابتداء، وهى قراءة الجمهور.
٣- بالجر، على العطف على الجوار، وهى قراءة شاذة، رويت عن الحسن.
٤- (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) ينقصوكم:
وقرىء:
ينقضوكم، بالضاد معجمة، وهى قراءة عطاء بن السائب الكوفي، وعكرمة، وأبى زيد، وابن السميفع
وقرىء:
وإن يظهروا، مبنيا للمفعول، وهى قراءة زيد بن على.
إلا:
وقرىء:
إيلاء، بكسر الهمزة وياء بعدها، وهى قراءة عكرمة وإبل: اسم الله تعالى.
١٢- (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) أئمة:
قرىء:
١- بإبدال الهمزة الثانية ياء، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٢- بمد الهمزة، ورويت عن نافع.
٣- بهمزتين، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- بهمزتين، بينهما ألف، وهى قراءة ابن أبى أويس عن نافع.
أيمان:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بكسرها، أي لا إسلام لهم ولا تصديق، وهى قراءة الحسن، وعطاء، وزيد بن على، وابن عامر.
١٣- (أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) بدءوكم:
وقرىء:
بدوكم، بغير همز، وهى قراءة زيد بن على.
وقرىء:
ونشف، بالنون، على الالتفات، وهى قراءة زيد بن على.
١٥- (وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) ويذهب:
وقرىء:
ويذهب، فعل لازم، و «غيظ» فاعل، وهى قراءة فرقة.
ويتوب:
قرىء:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالنصب، وهى قراءة زيد بن على، والأعرج، وابن أبى إسحاق، وغيرهم.
١٦- (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) تعملون:
١- بالتاء على الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالياء، على الغيبة، وهى قراءة الحسن، ويعقوب.
١٧- (ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ) يعمروا:
وقرىء:
يعمروا، بضم الياء وكسر الميم أي: يعينوا على عمارتها، وهى قراءة ابن السميفع.
مساجد:
قرىء:
١- مسجد، بالإفراد، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، والجحدري.
شاهدين:
وقرىء:
شاهدون، على إضمار «هم»، وهى قراءة زيد بن على.
أنفسهم:
وقرىء:
أنفسهم، بفتح الفاء، أي أشرفهم وأجلهم قدرا.
خالدون:
وقرىء:
خالدين، بالياء، نصبا على الحال، و «فى النار» الخبر، وهى قراءة زيد بن على ١٨- (إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) مساجد:
وقرىء:
١- مسجد، بالتوحيد، وهى قراءة الجحدري، وحماد بن أبى سلمة عن ابن كثير.
٢- مساجد، بالجمع، وهى قراءة باقى السبعة.
١٩- (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) سقاية... وعمارة:
١- سقاية... وعمارة، مصدران، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- سقاة... وعمرة، جمع «ساق»، وجمع «عامر»، مس: رام ورماة، وصانع وصنعة، وهى قراءة ابن الزبير، والباقر، وأبى حيوة.
٢١- (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ) يبشرهم:
قرىء:
ورضوان:
وقرىء:
١- بضم الراء، وهى قراءة عاصم.
٢- بضم الراء والضاد معا، وهى قراءة الأعمش.
٢٣- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) إن استحبوا:
قرىء:
١- بفتح همزة «إن» على التعليل، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٢- بكسرها، على الشرط، وهى قراءة الباقين.
٢٤- (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) وعشيرتكم:
١- بغير ألف، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- وعشيراتكم، بألف على الجمع، وهى قراءة أبى رجاء، وأبى عبد الرحمن، وأبى بكر عن عاصم ٢٥- (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) رحبت:
وقرىء:
رحبت، بسكون الحاء، وهى لغة تميم، وهى قراءة زيد بن على.
وقرىء:
سكينة، بكسر السين وتشديد الكاف، وهى قراءة زيد بن على.
٢٨- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) نجس:
١- بفتح النون والجيم، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بكسر النون وسكون الجيم، وهى قراءة أبى حيوة، على حذف موصوف.
٣- أنجاس، وهى قراءة ابن السميفع.
عيلة:
وقرىء:
عائلة، وهو مصدر كالعاقبة، وقعت لموصوف محذوف أي: حالا عائلة، وهى قراءة ابن مسعود، وعلقمة ٣٠- (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) عزيز:
قرىء:
١- منونا، على أنه عربى، وهى قراءة عاصم، والكسائي.
٢- غير منون، على المنع من الصرف للعلمية والعجمي، وهى قراءة باقى السبعة.
يضاهئون:
قرىء:
١- بالهمز، وهى قراءة عاصم، وابن مصرف.
٢- بغير همز، وهى قراءة باقى السبعة.
١- بالواو، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بغير واو، وهى قراءة ابن مصرف.
٣٥- (يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) يحمى:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالتاء، وهى قراءة الحسن، وابن عامر.
تكنزون:
قرىء:
تكنزون، بضم النون.
٣٦- (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) اثنا عشر:
وقرىء:
١- بإسكان العين مع إثبات الألف، وهو جمع بين ساكنين على غير حده، وهى قراءة ابن القعقاع، وهبيرة عن حفص.
٢- بإسكان الشين، وهى قراءة طلحة.
وقرىء:
١- مهموزا، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتشديد الياء من غير همز، وهى قراءة الزهري، وحميد، وأبى جعفر.
٣- النسء، بإسكان السين، وهى قراءة السلمى، وطلحة، والأشهب.
٤- النسوء، على وزن «فعول» بفتح الفاء، وهى قراءة مجاهد.
يضل:
قرىء:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن مسعود، والأخوين، وحفص.
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بفتحتين، من «ضللت»، بكسر اللام، وهى قراءة أبى رجاء.
٤- نضل، بالنون المضمومة، وكسر الضاد، وهي قراءة النخعي، ومحبوب عن الحسن.
ليواطئوا:
قرىء:
ليواطيوا، بالياء المضمومة، وهى قراءة الأعمش، وأبى جعفر.
زين:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- مبنيا للفاعل، ونصب «سوء» والتقدير: زين لهم ذلك الفعل سوء أعمالهم، وهى قراءة زيد بن على.
٣٨- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) اثاقلتم:
وقرىء:
تثاقلتم، وهى قراءة الأعمش.
قرىء:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالنصب أي: وجعل كلمة الله.
٤٢- (لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لَاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) لو استطعنا:
وقرىء:
١- بضم الواو، فرارا من ثقل الكسرة، وهى قراءة الأعمش، وزيد بن على.
٢- بفتحها، وهى قراءة الحسن.
٤٦- (وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ) عدة:
وقرىء:
١- بضم العين من غير تاء، وهى قراءة محمد بن عبد الملك بن مروان، وابنه.
والفراء يقول: تسقط التاء للإضافة، وجعل من ذلك: وإقام الصلاة أي: وإقامة الصلاة.
٢- بكسر العين وهاء إضمار، وهى قراءة زر بن حبيش، وأبان عن عاصم.
٣- عدة، بكسر العين وبالتاء، دون إضافة.
٤٧- (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) ما زادوكم:
وقرىء:
ما زادكم أي: ما زادكم خروجهم، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
ولأوضعوا:
وقرىء:
٢- ولا رفضوا، بالراء، من: رفض، إذا أسرع، وهى قراءة ابن الزبير.
٤٩- (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) لا تفتنى:
وقرىء:
١- لا تفتنى بضم أوله، من «أفتن»، وهى قراءة عيسى بن عمر، وهى لغة تميم.
٥١- (قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) لن يصيبنا:
وقرىء:
١- هل يصيبنا، وهى قراءة ابن مسعود، وابن مصرف.
٢- هل يصيبنا، بالتشديد، وهى قراءة ابن مصرف أيضا، وأعين، قاضى الري.
٥٢- (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) إلا إحدى:
وقرىء:
إلا حدى، بإسقاط الهمزة، وهى قراءة ابن محيصن.
٥٣- (قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ) كرها:
وقرىء:
كرها، بضم الكاف، وهى قراءة الأعمش، وابن وثاب.
٥٤- (وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كارِهُونَ) تقبل:
قرىء:
١- يقيل، بالياء، وهى قراءة الأخوين، وزيد بن على.
٢- تقبل، بالتاء، وهى قراءة باقى السبعة.
قرىء:
١- بالإفراد، وهى قراءة زيد بن على.
٢- بالجمع، وهى قراءة باقى السبعة.
٥٧- (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ) مغارات:
وقرىء:
بالضم، وهى قراءة سعد بن عبد الرحمن بن عوف.
مدخلا:
وقرىء:
١- بفتح الميم، من «دخل»، وهى قراءة الحسن، وابن أبى إسحاق، ومسلمة بن محارب، وابن محيصن، ويعقوب، وابن كثير.
٢- بضم الميم، من «أدخل»، وهى قراءة محبوب عن الحسن.
٣- بتشديد الدال والخاء معا، أصله «متدخل»، فأدغمت التاء فى الدال، وهى قراءة قتادة، وعيسى بن عمر، والأعمش.
٤- مندخلا، بالنون، وهى قراءة أبى.
وقيل: إن قراءة أبى: متدخلا، بالتاء.
٥٨- (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ) يلمزك:
١- بكسر الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بضمها، وهى قراءة يعقوب، وحماد بن سلمة، والحسن، وأبى رجاء.
٦٠- (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) فريضة:
وقرىء:
فريضة، بالرفع، على: تلك فريضة.
وقرىء:
أذن، بالتنوين، و «خير» بالرفع، وهى قراءة الحسن، ومجاهد، وزيد بن على، وأبى بكر عن عاصم.
ورحمة:
قرىء:
ورحمة، بالجر، عطفا على «خير»، وهى قراءة أبى، وعبد الله، والأعمش، وحمزة.
٦٣- (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ) ألم يعلموا:
وقرىء:
ألم تعلموا، بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة الحسن، والأعرج.
فأن له.
١- بالفتح، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالكسر، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٦٦- (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً بِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ) إن نعف.. نعذب:
١- بالنون فيهما، وهى قراءة زيد بن ثابت، وأبى عبد الرحمن، وزيد بن على، وعاصم، من السبعة.
وقرئا:
٢- تعف.. تعذب، مبنيا للمفعول، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- يعف.. يعذب، مبنيا للفاعل فيهما، وهى قراءة الجحدري.
٤- تعف، بالتاء مبنيا للمفعول، يعذب، بالياء مبنيا للمفعول، وهى قراءة مجاهد.
وقرىء:
بضمتين، وهى قراءة الأعمش.
٧٥- (وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) لنصدقن ولنكونن:
وقرئا:
بالنون الخفيفة، وهى قراءة الأعمش.
٧٧- (فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ) يكذبون:
وقرىء:
يكذبون، بالتشديد، وهى قراءة أبى رجاء.
٧٨- (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) ألم يعلموا:
قرىء:
ألم تعلموا، بالتاء، وهى قراءة على، وأبى عبد الرحمن، والحسن.
٧٩- (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) جهدهم:
قرىء:
بالفتح، وهى قراءة ابن هرمز
قرىء:
١- خلف، بالفتح، وهى قراءة ابن عباس: وأبى حيوة، وعمرو بن عمرو.
٢- خلف، بالضم.
٨٣- (فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ) الخالفين:
وقرىء:
الخلفين، وهى قراءة مالك بن دينار، وعكرمة.
٩٠- (وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) المعذرون:
قرىء:
١- بفتح العين وتشديد الذال، وهى قراءة الجمهور.
كذبوا:
١- بالتخفيف، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بتشديد، وهى قراءة أبى، والحسن.
٩١- (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) إذا نصحوا لله:
وقرىء:
إذا نصحوا الله، وهى قراءة أبى حيوة.
قرىء:
١- بالضم، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بالفتح، وهى قراءة باقى السبعة.
١٠٠- (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) والأنصار:
وقرىء:
برفع الراء، عطفا على «والسابقون»، وهى قراءة عمر بن الخطاب، والحسن، وقتادة، وعيسى الكوفي، وسعيد بن أبى سعيد، وطلحة، ويعقوب.
تحتها:
قرىء:
١- من تحتها، بإثبات «من» الجارة، وهى ثابتة فى مصاحف مكة، وهى قراءة ابن كثير.
٢- بإسقاطها، وهى قراءة باقى السبعة.
١٠٣- (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) تطهرهم:
وقرىء:
تطهرهم، من «أطهر»، وهى قراءة الحسن.
صلاتك:
قرىء:
١- بالتوحيد، وهى قراءة الأخوين، وحفص.
٢- بالجمع، وهى قراءة باقى السبعة.
وقرىء:
ألم تعلموا، بالتاء على الخطاب، وهى قراءة الحسن، وكذا هى فى مصحف أبى.
١٠٦- (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) مرجون:
قرىء:
١- بغير همز، وهى قراءة الحسن، وطلحة، وأبى جعفر، وابن نصاح، والأعرج، ونافع، وحمزة، والكسائي، وحفص.
٢- بالهمز، وهى قراءة باقى السبعة.
١٠٧- (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) والذين:
١- بواو، وهى قراءة جمهور القراء.
وقرىء:
٢- الذين، بغير واو، وهى قراءة نافع، وأبى جعفر، وشيبة، وابن عامر.
١٠٨- (لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) فيه فيه:
وقرئا:
بكسر الهاء فى الأولى وضعها فى الثانية، وهى قراءة عبد الله بن يزيد.
يتطهروا:
وقرىء:
يطهروا، بالإدغام، وهى قراءة ابن مصرف، والأعمش
وقرىء:
المطهرين، وهى قراءة ابن أبى طالب.
١٠٩- (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) أسس.. أسس:
قرئا:
١- بالبناء للمفعول، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
٢- بالبناء للفاعل، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- الأولى على البناء للمفعول، والثانية على البناء للفاعل، وهى قراءة عمارة بن عائذ.
٤- أسس، وهى قراءة نصر بن على.
٥- أساس، جمع أس، ورويت عن نصر بن على أيضا، وأبى حيوة، ونصر بن عاصم.
٦- أسس، بهمزة مفتوحة وسين مضمومة، ورويت عن نصر بن عاصم أيضا.
٧- إساس، بالكسر.
٨- أساس، بالفتح.
٩- أس، بضم الهمزة وتشديد السين.
جرف:
قرىء:
١- بإسكان الراء، وهى قراءة جماعة، منهم: حمزة، وابن عامر، وأبو بكر.
٢- بضمها، وهى قراءة باقى السبعة.
١١٠- (لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) تقطع:
قرىء:
١- بفتح التاء، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة، وحفص.
٣- يقطع، بالتخفيف.
٤- يقطع، وهى قراءة الحسن، ومجاهد، وقتادة، ويعقوب.
٥- تقطع، بضم التاء وفتح القاف وكسر الطاء المشددة، ونصب «قلوبهم»، وهى قراءة أبى حيوة.
٦- قطعت، وهى قراءة طلحة، والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكل مخاطب.
١١١- (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فيقتلون ويقتلون:
قرئا:
١- الأول على البناء للفاعل، والثاني على البناء للمفعول، وهى قراءة الحسن، وقتادة، وأبى رجاء، والعربيين، والحرميين، وعاصم.
٢- الأول على البناء للمفعول والثاني على البناء للفاعل، وهى قراءة النخعي، وابن وثاب، وطلحة، والأهمش، والأخوين.
١١٧- (لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) يزيغ:
قرىء:
١- بالياء المفتوحة، وهى قراءة حمزة، وحفص.
٢- بالتاء المفتوحة، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بالتاء المضمومة، وهى قراءة الأعمش، والجحدري.
١- بتشديد اللام، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بتخفيف اللام، مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى مالك.
٣- بتخفيف اللام، مبنيا للفاعل، وهى قراءة زر بن حبيش، وعمرو بن عبيد، ومعاذ القارئ، وحميد.
٤- بتشديد اللام، مبنيا للفاعل، وهى قراءة أبى العالية، وأبى الجوزاء.
٥- خالفوا، بألف أي: لم يوافقوا، وهى قراءة أبى زيد، وأبى مجاز، والشعبي، وابن يعمر، وعلى بن الحسين، وابناه زيد ومحمد الباقر، وابنه جعفر الصادق.
١١٩- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) الصادقين:
وقرىء:
بفتح القاف وكسر النون، على التثنية أي: الله ورسوله، وهى قراءة زيد بن على، وابن السميفع، وأبى المتوكل.
١٢٣- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) غلظة:
١- بكسر الغين، وهى لغة أسد، وبها قرأ الجمهور.
وقرىء:
٢- بفتحها، وهى لغة الحجاز، وبها قرأ الأعمش، وأبان بن تغلب، والمفضل، كلاهما عن عاصم.
٣- بضمها، وهى لغة تميم وبها قرأ أبو حيوة، والسلمى، وابن أبى عبلة.
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالنصب، وهى قراءة زيد بن على، وعبيد بن عمير.
١٢٦- (أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ) يرون:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة حمزة.
٣- أو لا ترى أي: أنت يا محمد، وهى قراءة أبى، وابن مسعود، والأعمش.
٤- أو لم تروا، وقد رويت عن الأعمش أيضا.
١٢٨- (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) أنفسكم:
وقرىء:
بفتح الفاء، أي: من أشرفكم وأعزكم، وهى قراءة أبى العالية، والضحاك، وابن محيصن.
- ١٠- سورة يونس
٢- (أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ) عجبا:
وقرىء:
عجب، على أنه اسم «كان»، و «أن أوحينا» الخبر، وهى قراءة عبد الله.
وقرىء:
بسكون الجيم، وهى لغة تميم، وبها قرأ رؤبة.
لساحر:
وقرىء:
١- لسحر، إشارة إلى الوحى، وهى قراءة الجمهور، والعربيين.
٢- لساحر، وهى قراءة باقى السبعة، وابن مسعود، وأبى رزين، وابن جبير، ومجاهد، وابن وثاب، وطلحة، والأعمش، وابن محيصن، وابن كثير، وعيسى بن عمر.
٣- (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) حقا:
وقرىء:
حق، بالرفع، خبر، والمبتدأ، «أنه»، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
يبدأ:
وقرىء:
يبدىء، من «أبدأ»، وهى قراءة طلحة.
٥- (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) ضياء:
وقرىء:
ضئاء، بهمزة قبل الألف بدل الياء، وهى قراءة قنبل.
الحساب:
وقرىء:
بفتح الحاء، وهى قراءة ابن مصرف.
قرىء:
١- بالياء، جريا على لفظه، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، وحفص.
٢- بالنون، على سبيل الالتفات، وهى قراءة باقى السبعة.
١٠- (دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) أن الحمد:
وقرىء:
أن، بالتشديد، ونصب «الحمد»، وهى قراءة عكرمة، ومجاهد، وقتادة، وابن يعمر، وبلال بن أبى بردة، وأبى مجاز، وأبى حيوة، وابن محيصن، ويعقوب.
١١- (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) لقضى:
قرىء:
١- لقضى، مبنيا للفاعل، و «أجلهم» بالنصب، وهى قراءة ابن عامر.
٢- لقضينا، وهى قراءة الأعمش.
٣- لقضى، مبنيا للمفعول، و «أجلهم» بالرفع، وهى قراءة باقى السبعة.
١٦- (قُلْ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) ولا أدراكم:
وقرىء:
١- ولأدراكم، بلام دخلت على فعل مثبت، معطوف على منفى، والمعنى: ولأعلمكم به من غير طريقى وعلى لسان غيرى، وهى قراءة قنبل، والبزي.
٢- ولا أدرأتكم، بهمزة ساكنة، على أن أصله «أدريتكم»، ثم قلبت الياء همزة، كما تقول فى «لبيت بالحج» : لبأت أو على أن أصله من «الدرء» وهو الدفع، وهى قراءة ابن عباس، وابن سيرين، والحسن، وأبى رجاء.
لبثت:
قرىء:
١- بإدغام التاء، وهى قراءة أبى عمرو.
٢- بإظهارها، وهى قراءة باقى السبعة.
عمرا:
وقرىء:
بإسكان الميم، وهى قراءة الأعمش.
١٨- (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) أتنبئون:
وقرىء:
أتنبئون، بالتخفيف، من «أنبأ».
يشركون:
١- بالياء، على الغيبة، وهى قراءة العربيين، والحرميين، وعاصم.
وقرىء:
٢- بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٢١- (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ) رسلنا:
وقرىء:
بالتخفيف، وهى قراءة الحسن، وابن أبى إسحاق، وأبى عمرو.
تمكرون:
١- بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة السبعة.
وقرىء:
٢- بالياء، على الغيبة، جريا على ما سبق، وهى قراءة الحسن، وقتادة، ومجاهد، والأعرج.
قرىء:
١- ينشركم، من «النشر»، وهى قراءة زيد بن ثابت، والحسن، وأبى العالية، وزيد بن على، وأبى جعفر، وعبد الله بن جبير، وأبى عبد الرحمن، وشيبة، وابن عامر.
٢- ينشركم، من الإنشار، وهو الإحياء، وهى قراءة الحسن.
٣- ينشركم، بالتشديد للتكثير، وهى قراءة بعض الشاميين.
٤- يسيركم، وهى قراءة باقى السبعة، والجمهور.
٢٣- (فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) متاع الحياة الدنيا:
وقرىء:
متاعا الحياة الدنيا، ينصب «متاع»، وتنوينه ونصب «الحياة»، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
٢٤- (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وازينت:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- وتزينت، وهى قراءة أبى عبد الله، وزيد بن على، والأعمش.
٣- وأزينت، على وزن «أفعلت»، كأحصد الزرع، أي حضرت زينتها، وهى قراءة سعد بن أبى وقاص، وأبى عبد الرحمن، وابن يعمر، والحسن، والشعبي، وأبى العالية، وقتادة، ونصر بن عاصم، وابن هرمز، وعيسى الثقفي.
٥- وازيانت، بألف ساكنة ونون مشددة، وهى قراءة أشياخ عوف بن أبى جميلة.
٦- وازاينت، وهى قراءة فرقة.
لم تغن:
وقرىء:
لم يغن: بالياء، وهى قراءة الحسن، وقتادة.
٢٦- (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) قتر:
وقرىء:
بسكون التاء، وهى لغة، وبها قرأ الحسن، وأبو رجاء، وعيسى بن عمر، والأعمش.
٢٧- (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) قطعا:
وقرىء:
بسكون الطاء، اسم للشىء المقطوع، وهى قراءة ابن كثير، والكسائي.
٣٠- (هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) تبلو:
قرىء:
١- تتلو، بتاءين أي: تتبع وتطلب بما أسلفت من أعمالها، وهى قراءة الأخوين، وزيد ابن على.
٢- تبلو، بالتاء والباء أي: تختبر ما أسلفت من العمل فتعرف كيف هو؟ وهى قراءة باقى السبعة.
٣- تبلو، بنون وباء أي: تختبر، وهى قراءة عاصم.
بكسر الراء، لما سكن للإدغام، بنقل حركة الدال إلى حركة الراء بعد حذف حركتها، وهى قراءة يحيى بن وثاب.
الحق:
وقرىء:
بالنصب، على المدح.
٣٣- (كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) كلمة:
وقرىء:
١- كلمات، على الجمع، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، والصاحبين.
٢- كلمة، بالإفراد، وهى قراءة باقى السبعة.
٣٥- (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) أمن لا يهدى:
وقرىء:
١- بفتح الياء وسكون الهاء وتشديد الدال، جمعا بين ساكنين، وهى قراءة أهل المدينة، إلا «ورشا».
٢- بفتح الياء وسكون الهاء وتشديد الدال، جمعا بين ساكنين، مع اختلاس الحركة، وهى قراءة أبى عمرو، وقالون.
٣- بفتح الياء والهاء، وأصله: يهتدى، فنقلت حركة التاء إلى الهاء، وأدغمت التاء فى الدال، وهى قراءة ابن عامر، وابن كثير، وورش، وابن محيصن.
٤- بفتح الياء وكسر الهاء، وهى لغة سفلى مضر، وبها قرأ حفص، ويعقوب، والأعمش.
٥- بكسر الياء، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وخلف، ويحيى بن وثاب.
٣٧- (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) تصديق.. وتفصيل:
قرئا:
٢- بالرفع، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٤٦- (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ) ثم:
وقرىء:
بفتح الثاء أي: هنا لك، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٥١- (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) أثم:
وقرىء:
بفتح الثاء، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
الآن:
١- على الاستفهام بالمد، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بهمزة الاستفهام بغير مد، وهى قراءة طلحة، والأعرج.
٥٣- (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) لحق:
وقرىء:
الحق، وهى قراءة الأعمش.
٥٦- (هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ترجعون:
١- بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- يرجعون، بالياء، على الغيبة، وهى قراءة عيسى بن عمر، والحسن بخلاف عنه.
٥٨- (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) فليفرحوا:
١- بالياء، على أمر الغائب، وهى قراءة الجمهور.
٢- فلتفرحوا، بالتاء على الخطاب، وهى قراءة عثمان بن عفان، وأبى، وأنس، والحسن، وأبى رجاء، وابن هرمز، وابن سيرين، وأبى جعفر المدني، وغيرهم.
٣- فليفرحوا، بالياء وكسر اللام، وهى قراءة أبى.
يجمعون:
قرىء:
تجمعون، بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة ابن عامر.
٦١- (وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) يعزب:
وقرىء:
بكسر الزاى، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش، وابن مصرف، والكسائي.
ولا أصغر.. ولا أكبر:
١- بفتح الراء فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا.
٢- بالرفع فيهما، وهى قراءة حمزة.
٧١- (واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامى وتذكيرى بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم افضوا إلى ولا تنظرون) فأجمعوا:
١- فأجمعوا، من أجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- فاجمعوا، بوصل الألف وفتح الميم، من جمع، وهى قراءة الزهري، والأعمش، والجحدري، وأبى رجاء، والأعرج، والأصمعى عن نافع، ويعقوب.
قرىء:
ثم أفضوا، بالفاء وقطع الألف، من: أفضى بكذا: انتهى إليه، وهى قراءة السرى بن ينعم.
٧٤- (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ) نطبع:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالياء، وهى قراءة العباس بن الفضل.
٧٦- (فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ) لسحر:
وقرىء:
لساحر، وهى قراءة مجاهد، وابن جبير، والأعمش.
٧٨- (قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ) وتكون:
١- بالتاء، لمجاز تأنيث «الكبرياء»، وهى قراءة ابن مسعود، والحسن- فيما زعم خارجة- وأبى عمرو، وعاصم، بخلاف عنهما.
وقرىء:
٢- بالياء، لمراعاة اللفظ والمعنى، وهى قراءة الجمهور.
٧٩- (وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ) ساحر:
قرىء:
سحار، وهى قراءة ابن مصرف، وابن وثاب، وعيسى، وحمزة، والكسائي.
قرىء:
١- آلسحر، بهمزة ممدودة، وهى قراءة أبى عمرو، ومجاهد، وابن القعقاع.
٢- السحر، بهمزة الوصل، وهى قراءة باقى السبعة، والجمهور.
٨٣- (فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) يفتنهم:
وقرىء:
بضم الياء، من «أفتن»، وهى قراءة الحسن، ونبيح.
٨٨- (وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالًا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ) ليضلوا:
قرىء:
١- بضم الياء، وهى قراءة الكوفيين، وقتادة، والأعمش، وعيسى، والحسن، والأعرج، بخلاف عنهما.
٢- بفتحها، وهى قراءة الحرميين، والعربيين، ومجاهد، وأبى رجاء، وشيبة، وأبى جعفر، وأهل مكة.
٣- بكسرها، على الموالاة بين الكسرات، وهى قراءة الشعبي.
اطمس:
وقرىء:
بضم الميم، وهى لغة مشهورة، وبها قرأ الشعبي.
٨٩- (قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) قد أجيبت دعوتكما:
قرئت:
١- قد أجيبت دعواتكما، على الجمع، وهى قراءة السلمى، والضحاك.
تتبعان:
قرىء:
١- بتشديد التاء والنون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتخفيف التاء وتشديد النون، وهى قراءة ابن عباس، وابن ذكوان.
٣- بتشديد التاء وتخفيف النون، ورويت عن أبن ذكوان أيضا.
٤- بتخفيف التاء وسكون النون، وهى قراءة فرقة.
٩٠- (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وجاوزنا:
١- هذه هى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- وجوزنا، بتشديد الواو، وهى قراءة الحسن.
أنه:
١- بفتح الهمزة، على حذف التاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بكسرها، على الاستئناف، وهى قراءة الكسائي، وحمزة.
٩٢- (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ) ننجيك:
وقرىء:
١- ننجيك، مخففا، مضارع «أنجى».
٢- ننحيك، بالحاء، من التنحية، وهى قراءة أبى، وابن السميفع، ويزيد البربري.
ببدنك:
وقرىء:
١- أبدانك أي: بدروعك، وهى قراءة أبى حنيفة.
خلفك:
وقرىء:
١- خلفك، بفتح اللام.
٢- خلّقك، من الخلق.
٩٤- (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ) الكتاب:
وقرىء:
الكتب، على الجمع، وهى قراءة يحيى، وإبراهيم.
٩٨- (فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) فلولا:
وقرىء:
فهلا، وهى قراءة أبى، وعبد الله، وكذا هى فى مصحفيهما.
١٠٠- (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) ويجعل:
وقرىء:
١- ونجعل، بالنون، وهى قراءة أبى بكر، وزيد بن على.
الرجس:
وقرىء:
الرجز، وهى قراءة الأعمش.
١٠١- (قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) قل انظروا:
وقرىء:
بضم اللام، وهى قراءة الحرميين، والعربيين، والكسائي.
وقرىء:
٢- بالياء.
١٠٣- (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) ننجي:
وقرىء:
ننجى، مضارع، «أنجى»، وهى قراءة الكسائي، وحفص.
- ١١- سورة هود
١- (الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) فصلت:
قرىء:
فصلت، بفتحتين، خفيفة، على لزوم الفعل للآيات، وهى قراءة عكرمة، والضحاك، والجحدري، وزيد بن على، وابن كثير.
٣- (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) يمتعكم:
قرىء:
يمتعكم، بالتخفيف، من «أمتع»، وهى قراءة الحسن، وابن هرمز، وزيد بن على، وابن محيصن تولوا:
قرىء:
١- بضم التاء واللام وفتح الواو، مضارع «ولى»، وهى قراءة اليماني، وعيسى بن عمر.
٢- بضم التاء واللام وسكون الواو، مضارع «أولى»، وهى قراءة الأعرج.
١- بفتح الياء، مضارع «ثنى»، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بضمها، مضارع «أثنى»، و «صدورهم» بالرفع، وهى قراءة سعيد بن جبير.
٣- تثنونى، مضارع «اثنونى»، و «صدورهم» بالرفع، وهى قراءة ابن عباس، وعلى بن الحسين، وابناه: زيد ومحمد، وابنه جعفر، ومجاهد، وابن يعمر، ونصر بن عاصم، وعبد الرحمن بن أبزى، والجحدري، وابن أبى إسحاق، وأبى الأسود الدؤلي، وأبى رزين، والضحاك.
٤- يثنونى، بالياء، و «صدورهم» بالرفع، وهى قراءة ابن عباس أيضا، ومجاهد، وابن يعمر، وابن أبى إسحاق.
ألا حين يستغشون:
وقرىء:
على حين يستغشون، وهى قراءة ابن عباس.
٧- (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) إنكم:
وقرىء:
أنكم، بفتح الهمزة.
سحر:
وقرىء:
ساحر، وهى قراءة فرقة.
١٠- (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) لفرح:
١- بكسر الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
١٤- (فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) أنزل:
وقرىء:
نزل، بفتح النون والزاى وتشديدهما، وهى قراءة زيد بن على ١٥- (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ) نوف:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالياء، على الغيبة، وهى قراءة طلحة بن ميمون.
٣- يوف، مضارع «أوفى»، وهى قراءة زيد بن على.
٤- نوفى، بالتخفيف وإثبات الياء، وهى قراءة الحسن.
١٦- (أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) وباطل:
وقرىء:
١- وبطل، على أنه فعل ماض، وهى قراءة زيد بن على.
٢- وباطلا، بالنصب، على أنه خبر «كان» مقدم، وهى قراءة أبى، وابن مسعود.
١٧- (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) كتاب موسى:
وقرىء:
بالنصب، وهى قراءة محمد بن السائب الكلبي.
قرىء:
١- بفتح الهمزة، أي: بأنى، وهى قراءة النحويين، وابن كثير.
٢- بكسرها، على إضمار القول، وهى قراءة ابن كثير.
٢٧- (فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ) بادى الرأى:
قرىء:
١- بادىء الرأى، من «بدأ» أي: أول الرأى، وهى قراءة أبى عمرو، وعيسى الثقفي.
٢- بادى الرأى، بالياء، ومعناه: ظاهر الرأى، وهى قراءة باقى السبعة.
٢٨- (قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ) فعميت:
قرىء:
١- فعميت، بضم العين وتشديد الميم، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الأخوين، وحفص.
٢- فعميت، بفتح العين وتخفيف الميم، مبنيا للفاعل، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- فعماها، وهى قراءة أبى، وعلى، والسلمى، والحسن، والأعمش.
٤- وعميت، بالواو، خفيفة، وهى قراءة ابن وثاب.
٣٢- (قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) فأكثرت جدالنا:
وقرىء:
فأكثرت جدلنا، وهى قراءة ابن عباس.
قرىء:
١- بفتح النون، مصدر، وهى قراءة عيسى بن عمر الثقفي.
٢- بضم النون، مصدر، أو اسم، وهى قراءة الجماعة.
٣٦- (وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) وأوحى إلى نوح أنه:
قرىء:
١- أوحى، مبنيا للمفعول، و «أنه» بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
٢- أوحى، مبنيا للفاعل، و «إنه» بكسر الهمزة، على إضمار القول، وهى قراءة أبو البرهسم.
٤١- (وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) مجراها:
قرىء:
١- بضم الميم، وهى قراءة مجاهد، والحسن، وأبى رجاء، والأعرج، وشعبة، والجمهور من السبعة، والحرميين، والعربيين، وأبى بكر.
٢- بفتحها، وهى قراءة الأخوين، وحفص، وابن مسعود، وعيسى الثقفي، وزيد بن على، والأعمش.
٣- مجريها، اسم فاعل، من «أجرى»، وهى قراءة الضحاك، والنخعي، وابن وثاب، وأبى رجاء، ومجاهد، وابن جندب، والكلبي، والجحدري.
مرساها:
قرىء:
١- بفتح الميم، مع فتح ميم «مجراها» وهى قراءة ابن مسعود، وعيسى الثقفي، وزيد بن على، والأعمش.
٢- بضمها، اسم فاعل من «أجرى»، وهى قراءة الضحاك، والنخعي، وابن وثاب، وأبى رجاء، ومجاهد وابن جندب، والكلبي، والجحدري.
وقرىء:
١- بكسر التنوين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضمه، على إتباع حركته حركة الإعراب فى الحاء، وهى قراءة وكيع بن الجراح.
ابنه وكان:
قرىء:
١- بوصل الهاء بالواو، وهى قراءة الجمهور.
٢- بسكون الهاء، وهى قراءة ابن عباس.
٣- ابناه، بألف وهاء السكت، وهى قراءة السدى.
٤- ابنها، بفتح الهاء وألف، أي ابن امرأته، وهى قراءة على، وعروة.
٤٤- (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الجودي:
وقرىء:
بسكون الياء، مخففة، وهى قراءة الأعمش، وابن أبى عبلة.
٤٦- (قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) عمل غير صالح:
وقرىء:
على أنه فعل، نصب «غير صالح»، وهى قراءة على، وأنس، وابن عباس، وعائشة.
فلا تسألن:
قرىء:
١- تسألن، بتشديد النون مكسورة، وهى قراءة الصاحبين.
٢- تسألنى، بتشديد النون مكسورة، وإثبات الياء، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، وزيد بن على.
٤- تسالنى، من غير همز، من سال يسال، وهى قراءة الحسن، وابن أبى مليكة.
٥- تسألن، بالهمز وإسكان اللام وكسر النون وتخفيفا، وأثبت الياء فى الوصل ورش وأبو عمرو، وحذفها الباقون، وهى قراءة باقى السبعة.
٥٠- (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ) غيره:
وقرىء:
بالخفض، وهى قراءة الكسائي.
يا قوم:
وقرىء:
بضم الميم، وهى قراءة ابن محيصن.
٥٧- (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) فإن تولوا:
١- تولوا، أي تتولوا، مضارع تولى، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- تولوا، بضم التاء واللام، مضارع «ولى»، وهى قراءة الأعرج، وعيسى الثقفي.
ويستخلف:
١- بضم الفاء، على معنى الخبر المستأنف، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- يجزمها، عطفا على موضع الجزاء، وهى قراءة حفص.
ولا تضرونه:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- ولا تضروه، بالجزم، وهى قراءة عبد الله.
١- على منع الصرف، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالصرف، على إرادة الحي، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش.
٦٦- (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) ومن خزى يومئذ ١- بالإضافة، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- من خزى، بالتنوين، ونصب «يومئذ» على الظرف، معمولا ل «خزى»، وهى قراءة طلحة، وأبان بن ثعلب.
يؤمئذ:
وقرىء:
١- بفتح الميم، وهى فتحة بناء، لإضافته إلى «إذ»، وهو غير متمكن، وهى قراءة نافع، والكسائي.
٢- بكسر الميم، وهى حركة إعراب، وهى قراءة باقى السبعة.
٦٩- (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) سلام:
وقرىء:
سلم، وهى قراءة الأخوين. والسلم: السلام، كحرم وحرام.
قرىء:
١- بالرفع، على الابتداء، وهى قراءة الحرميين، والنحويين، وأبى بكر.
٢- بالنصب، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة، وحفص، وزيد بن على.
٧٦- (يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) آتيهم:
وقرىء:
آتاهم، بلفظ الماضي، وهى قراءة عمرو بن هرم.
٧٨- (وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) يهرعون:
١- يهرعون، مبنيا للمفعول، من «أهرع» أي: يهرعهم الطمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- يهرعون، بفتح الياء، من «هرع»، وهى قراءة فرقة.
أطهر:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالنصب، وهى قراءة الحسن، وزيد بن على، وعيسى بن عمر، وسعيد بن جبير، ومحمد بن مروان السعدي وقال سيبويه: هو لحن.
٨٠- (قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) أو آوى:
وقرىء:
بنصب الياء على إضمار «أن» بعد «أو»، وهى قراءة شيبة، وأبى جعفر.
وقرىء:
١- بوصل الألف، من سرى، وهى قراءة الحرميين.
٢- بقطعها، وهى قراءة باقى السبعة.
إلا امرأتك:
قرىء:
١- بالرفع، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بالنصب، وهى قراءة باقى السبعة.
الصبح:
وقرىء:
بضم الباء، وهى لغة، وبها قرأ عيسى بن عمر.
٨٦- (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) بقية:
وقرىء:
١- بتخفيف الياء، وهى قراءة؟؟؟؟ بن جعفر.
٢- تقية، بالتاء، وهى قراءة الحسن.
٨٧- (قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل فى أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد) أصلواتك:
وقرىء:
١- على التوحيد، وهى قراءة ابن وثاب، والأخوين.
١- بالنون فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بالتاء فيهما، على الخطاب، وهى قراءة الضحاك بن قيس، وابن أبى عبلة، وزيد بن على.
٣- بالنون فى الأول والتاء، فى الثاني، وهى قراءة أبى عبد الرحمن، وطلحة.
٨٩- (وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) لا يجرمنكم:
وقرىء:
بضم الياء، من «أجرم»، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش.
مثل:
وقرىء:
بفتح اللام، على أن تكون الفتحة فتحة بناء، أو تكون فتحة إعراب، أو انتصب على أنه نعت لمصدر محذوف، وهى قراءة مجاهد، والجحدري، وابن أبى إسحاق.
٩٥- (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ) بعدت:
قرىء:
١- بعدت، بضم العين، من «البعد» الذي هو ضد القرب، وهى قراءة السلمى، وأبى حيوة.
٢- بعدت، بكسرها، وهى قراءة الجمهور.
١٠٢- (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) وكذلك أخذ ربكم إذا أخذ:
وقرىء:
إذ أخذ، وهى قراءة أبى رجاء، والجحدري.
وكذلك أخذ ربك إذ أخذ، على أن «أخذ ربك»، فعل وفاعل، و «إذ» ظرف لما مضى، وهى قراءة أبى رجاء، والجحدري.
وقرىء:
وما يؤخره، بالياء، وهى قراءة الأعمش.
١٠٥- (يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) يأت:
قرىء:
١- بإثبات الياء وصلا وحذفها وقفا، وهى قراءة النحويين، ونافع.
٢- بإثباتها وصلا ووقفا، وهى قراءة ابن كثير.
٣- بحذفها وصلا ووقفا، وهى قراءة باقى السبعة.
١٠٦- (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) شقوا:
وقرىء:
١- بضم الشين، وهى قراءة الحسن.
٢- بفتح الشين، وهى قراءة الجمهور.
١٠٨- (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) سعدوا:
وقرىء:
١- بضم السين، وهى قراءة ابن مسعود، وطلحة بن مصرف، وابن وثاب، والأعمش، وحمزة، والكسائي، وحفص.
٢- بفتحها، وهى قراءة باقى السبعة.
١١١- (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) إن:
قرىء:
١- بتخفيف النون ساكنة، وهى قراءة الحرميين، وأبى بكر ٢- بتشديدها، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة، وحفص.
قرىء:
١- بتشديدها، وهى قراءة ابن عامر، وعاصم، وحمزة.
٢- بتخفيفها، وهى قراءة الحرميين.
٣- لما، بتشديد الميم وتنوينها، وهى قراءة الزهري، وسليمان بن أرقم.
١١٢- (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) تعملون:
وقرىء:
يعملون، بالياء، على الغيبة، وهى قراءة الحسن، والأعمش.
١١٣- (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) تركنوا:
قرىء:
١- بفتح الكاف، والماضي: ركن، بكسرها، وهى قراءة لجمهور.
٢- بضم الكاف، ماضى: ركن، بفتحها، وهى لغة قيس، وتميم، وبها قرأ قتادة، وطلحة، والأشهب.
٣- تركنوا، مبنيا للمفعول، من: أركنه، إذا أماله، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٤- تركنوا، بكسر التاء، على لغة تميم، وهى قراءة أبى عمرو.
فتمسكم:
وقرىء:
بكسر التاء، على لغة تميم، وهى قراءة ابن وثاب، وعلقمة، والأعمش، وابن مصرف، وحمزة.
ثم لا تنصرون:
وقرىء:
ثم لا تنصروا، بحذف النون، والفعل منصوب، عطفا على قوله «فتمسكم»، وهى قراءة زيد بن على ١١٤- (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) زلفا:
١- بفتح اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٣- زلفا، بضم اللام، كأنه اسم مفرد، وهى قراءة طلحة، وعيسى، وابن أبى إسحاق، وأبى جعفر.
٤- زلفا، بإسكان اللام، وهى قراءة ابن محيصن، ومجاهد أيضا.
١١٦- (فَلَوْلا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وَكانُوا مُجْرِمِينَ) بقية:
وقرىء:
١- بقية، بتخفيف الياء، اسم فاعل من «بقي»، نحو: شجى، فهى شجية، وهى قراءة قرقة.
٢- بقية، بضم الياء وسكون القاف، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة.
٣- بقية، بفتح الياء، على وزن «فعلة» للمرة.
إلا قليلا:
وقرىء:
إلا قليل، بالرفع، وهى قراءة زيد بن على.
١٢٣- (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) تعملون:
قرىء:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الصاحبين، وحفص، وقتادة، والأعرج، وشيبة، وأبى جعفر، والجحدري.
٢- بالياء، على الغيبة، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- (إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) يوسف:
قرىء:
يؤسف، بالهمز وفتح السين، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
يا أبت:
قرىء:
١- يا أبت، بفتح التاء، وهى قراءة ابن عامر، وأبى جعفر، والأعرج.
٢- يا أبت، بكسر التاء، وهى قراءة باقى السبعة، والجمهور.
٣- يا أبه، بالوقف عليها بالهاء، وهى قراءة الابنين.
أحد عشر:
وقرىء:
١- بسكون العين، لتوالى الحركات، وهى قراءة الحسن، وأبى جعفر، وطلحة بن سليمان ٥- (قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) يا بنى:
قرىء:
١- يا بنى، بفتح الياء، وهى قراءة حفص.
٢- يا بنى، بالكسر، وهى قراءة باقى السبعة.
لا تقصص:
١- لا تقصص، بالفك، وهى لغة الحجاز، وبها قرأ الجمهور.
وقرىء:
٢- لا تقص، مدغما، وهى لغة تميم، وبها قرأ زيد بن على.
رؤياك:
قرىء:
١- بالهمز من غير إمالة، وهى قراءة الجمهور.
٧- (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ) آيات:
١- آيات، على الجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- آية، على الإفراد، وهى قراءة مجاهد، وشبل، وأهل مكة، وابن كثير.
٣- عبرة، وكذا هى فى مصحف أبى.
١٠- (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) غيابة:
وقرىء:
١- غيابات، بالتشديد والجمع، وهى قراءة ابن هرمز.
٢- غيبة، وهى قراءة الحسن.
يلتقطه:
وقرىء:
تلتقطه، بتاء التأنيث، أنث على المعنى، وهى قراءة الحسن، ومجاهد، وقتادة، وأبى رجاء.
١١- (قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ) لا تأمنا:
وقرىء:
١- بإدغام نون «تأمن» فى نون الضمير، من غير إشمام، وهى قراءة زيد بن على، وأبى جعفر، والزهري، وعمرو بن عبيد.
٢- بالإدغام والإشمام للضم، وهى قراءة الجمهور.
٣- بضم الميم، فتكون الضمة منقولة إلى الميم من النون الأولى، بعد سلب الميم حركتها وإدغام النون فى النون، وهى قراءة ابن هرمز.
٤- لا تأمننا، بالإظهار وضم النون على الأصل، وخط المصحف بنون واحد، وهى قراءة أبى، والحسن وطلحة بن مصرف، والأعمش.
١٢- (أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) يرتع ويلعب:
١- بالياء والجزم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بالنون والجزم، وهى قراءة الابنين، وأبى عمرو.
٣- يرتع، بكسر العين، وهى قراءة الحرميين.
٤- ويلعب، بضم الياء أي: وهو يلعب.
٥- نرتع، بنون مضمومة، من «أرتعنا»، وهى قراءة قتادة، وابن محيصن.
٦- نرتع ويلعب، بإسناد اللعب إلى يوسف وحده، وهى قراءة النخعي.
٧- يرتع ويلعب، بضم الياءين، مبنيا للمفعول، وهى قراءة زيد بن على.
١٣- (قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ) ليحزنى:
١- بالفك، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بتشديد النون، وهى قراءة زيد بن على، وابن هرمز. وابن محيصن.
تذهبوا:
وقرىء:
١- تذهبوا، من «أذهب»، وهى قراءة زيد بن على.
الذئب:
١- بالهمزة، وهى لغة الحجاز، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بغير همز، فى الوقف، وهى قراءة الكسائي، وورش، وحمزة.
١٥- (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة ابن عمر، وكذا هى فى بعض مصاحف البصرة.
٣- بالنون، وهى قراءة سلام.
١٨- (وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ) كذب:
١- بالجر، على أنه وصف ل «دم»، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- كذبا، بالنصب، ويحتمل أن يكون مصدرا فى موضع الحال، ومفعولا من أجله، وهى قراءة زيد بن على.
٣- كدب، بالدال غير معجمة أي: الكدر، أو الطري، وهى قراءة عائشة، والحسن.
فصبر جميل:
وقرئا:
فصبرا جميلا، بالنصب، وهى قراءة أبى، والأشهب، وعيسى بن عمر، وكذا هى فى مصحف أبى، ومصحف أنس بن مالك.
١٩- (وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ) يا بشرى:
وقرىء:
١- يا بشرى، بغير إضافة، وهى قراءة الكوفيين.
٢- يا بشراى، بسكون ياء الإضافة، وهى قراءة ورش عن نافع.
٣- يا بشرى، بقلب الألف ياء وإدغامها فى ياء الإضافة، وهى لغة لهذيل وهى قراءة أبى الطفيل والحسن، وابن أبى إسحاق، والجحدري.
قرىء:
١- بكسر الهاء، بعدها ياء ساكنة وفتح التاء، وهى قراءة نافع، وابن ذكوان، والأعرج، وشيبة، وأبى جعفر.
٢- بالهمز، مع هذه القراءة السابقة، وهى قراءة الحلواني عن هشام.
٣- بهذه القراءة الثانية مع ضم التاء، وهى قراءة على، وأبى وائل، وأبى رجاء، ويحيى، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، وطلحة.
٤- بهذه القراءة الثالثة مع تسهيل الهمزة، وهى قراءة زيد بن على، وابن أبى إسحاق.
٥- بكسر الهاء بعدها ياء ساكنة وكسر التاء، عن النحاس.
٦- بفتح الهاء وسكون الياء وضم التاء، وهى قراءة ابن كثير، وأهل مكة.
٧- بهذه القراءة السادسة مع فتح التاء، وهى قراءة باقى السبعة، وأبى عمرو، والكوفيين، وابن مسعود والحسن، والبصريين.
٨- هييت مثل: حييت، عن ابن عباس.
مثواى:
وقرىء:
مثوى، وهى قراءة أبى الطفيل.
٢٤- (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ) لنصرف:
وقرىء:
ليصرف، بياء الغيبة، عائدا على «ربه»، وهى قراءة الأعمش.
المخلصين:
قرىء:
١- بكسر اللام، وهى قراءة العربيين، وابن كثير.
وقرىء:
أو عذابا أليما أي: أو يعذب عذابا أليما، وهى قراءة زيد بن على.
٢٦، ٢٧- (قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ) قبل. دبر:
قرئا:
١- بضم الباء فيهما والتنوين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتسكينها وبالتنوين، وهى لغة الحجاز وأسد، وبها قرأ الحسن، وأبى عمرو، فى رواية.
٣- بثلاث ضمات، وهى قراءة ابن يعمر، وابن أبى إسحاق، والعطاردي، وأبو الزناد، ونوح القارئ، والجارود بن أبى سبرة، بخلاف عنه.
٤- بإسكان الباء مع بنائهما على الضم، وهى قراءة ابن يعمر، وابن أبى إسحاق، والجارود أيضا، فى رواية عنهم.
٣٠- (وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) قد شغفها:
وقرىء:
بإدغام الدال فى الشين، وهى قراءة النحويين، وحمزة، وهشام، وابن محيصن.
شغفها:
قرىء:
١- شغفها، بكسر الغين المعجمة، وهى قراءة ثابت البناني.
٣- شعفها، بفتح العين المهملة، وهى قراءة على بن أبى طالب، وعلى بن الحسين، وابنه محمد بن على، وابنه جعفر بن محمد، والشعبي، وعوف الأعرابى، وكذلك قتادة، وابن هرمز، ومجاهد، وحميد، والزهري، بخلاف عنهم.
٤- شعفها، بكسر العين المهملة، وهى قراءة ثابت البناني، وأبى رجاء.
٣١- (فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم) متكأ:
قرىء:
١- متكى، من غير همز، بوزن متقى، وهى قراءة الزهري، وأبى جعفر.
٢- متكئا، مفعلا، من: تكأ يتكأ، إذا اتكأ، وهى قراءة الأعرج.
٣- متكاء، بالمد والهمزة، وهو «مفتعال» من «الاتكاء»، فأشبعت الفتحة، فتولدت منها الألف، وهى قراءة الأعرج أيضا.
٤- متكا، بضم الميم وسكون التاء وتنوين الكاف، وهى قراءة ابن عباس، وابن عمر، ومجاهد، والضحاك، والجحدري، والكلبي، وأبان بن تغلب، وابن هرمز.
٥- متكا، بفتح الميم وسكون التاء وتنوين الكاف، وهى قراءة عبد الله، ومعاذ.
حاش لله:
قرىء:
١- حاش لله، بغير ألف بعد الشين، و «لله» بلام الجر، وهى قراءة الجمهور.
٢- حاشا لله، بألف ولام الجر، وهى قراءة أبى عمرو.
٣- حشى لله، على وزن «رحى»، وبلام الجر، وهى قراءة فرقة، منهم الأعمش.
٤- حاش لله، بسكون الشين وصلا ووقفا، وبلام الجر، وهى قراءة الحسن.
٥- حاشى الله، بالإضافة، وهى قراءة أبى، وعبد الله.
٦- حاش الإله، وهى قراءة الحسن.
٧- حاشا لله، بالتنوين، وهى قراءة أبى السمال.
قرىء:
١- بشر، بالرفع، وهى لغة تميم، والنصب لغة الحجاز، وهى قراءة ابن مسعود.
٢- بشرى أي: بمشرى، أي: ما يباع ويشترى، وهى قراءة الحسن، وأبى الحويرث.
٣٢- (قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ) وليكونا:
وقرىء:
وليكونن، بالنون المشددة، وهى قراءة فرقة.
٣٣- (قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ) السجن:
وقرىء:
السجن، بفتح السين، وهو مصدر سجن، وهى قراءة عثمان، ومولاه طارق، وزيد بن على، والزهري، وابن أبى إسحاق، وابن هرمز، ويعقوب.
أصب:
قرىء:
١- أصب، من: صببت صبابة، وهى قراءة فرقة.
٢- أصب، من: صبا يضبو صبوا، وهى قراءة الجمهور.
٣٥- (ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) ليسجننه:
وقرىء:
لتجسننه، بالتاء، على خطاب العزيز، وهى قراءة الحسن حتى:
قرىء:
عتى، بإبدال الحاء عينا، وهى لغة هذيل، وبها قرأ ابن مسعود.
١- فيسقى، من «سقى»، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- فيسقى، من «أسقى»، وهى قراءة فرقة.
٣- فيسقى، بضم الياء وفتح القاف، على البناء للمفعول، وهى قراءة عكرمة، والجحدري.
٤٥- (وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ) ادكر:
١- بدال مشددة، وأصله، ادتكر، أبدلت التاء دالا وأدغمت الدال فيها فصار: ادكر، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- اذكر، بذال مشددة، بإبدال التاء ذالا وإدغام الذال فيها، وهى قراءة الحسن.
أمة:
وقرىء:
١- إمة، بكسر الهمزة أي: بعد نعمة أي بعد أن أنعم عليه بالنجاة من القتل، وهى قراءة الأشهب العقيلي.
٢- أمه، بفتح الهمزة والميم مخففة وهاء، وهى قراءة ابن عباس، وزيد بن على، والضحاك، وقتادة، وأبى رجاء، وشبيل بن عزرة الضبعي، وربيعة بن عمرو.
٣- أمه، بفتح الهمزة وسكون الميم وهاء، مصدر «أمه» على غير قياس، وهى قراءة عكرمة، ومجاهد.
أنبئكم:
وقرىء:
آتيكم، من «الإتيان»، وهى قراءة الحسن.
٤٧- (قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ) دأبا قرىء:
٢- بإسكانها، وهى قراءة الجمهور.
٤٩- (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) يعصرون:
١- يعصرون، بالياء، على الغيبة، وهى قراءة الجمهور وقرىء:
٢- تعصرون، بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة الأخوين.
٣- تعصرون، بضم الياء وفتح الصاد، مبنيا للمفعول، وهى قراءة جعفر بن محمد، والأعرج، وعيسى.
٤- تعصرون، بالتاء مضمومة على الخطاب، مبنيا للمفعول، ورويت عن عيسى أيضا.
٥- يعصرون، بالياء مضمومة وكسر الصاد مشددة، حكيت عن النقاش.
٦- تعصرون، بكسر التاء والعين والصاد وشدهما، وهى قراءة زيد بن على.
٥٠- (وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جاءَهُ الرَّسُولُ قالَ ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ فَسْئَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ) النسوة:
وقرىء:
بضم النون، وهى قراءة أبى حيوة، وأبى بكر عن عاصم.
اللاتي:
وقرىء:
اللائي، وهى قراءة فرقة، كلاهما جمع «التي».
٥١- (قالَ ما خَطْبُكُنَّ إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) حصحص:
وقرىء:
حصحص، على البناء للمفعول.
١- يشاء، بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- نشاء، بالنون، وهى قراءة الحسن، وابن كثير، وشيبة، ونافع.
٥٩- (وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) بجهازهم:
وقرىء:
بكسر الجيم.
٦٢- (وقال لفتياته اجعلوا بضاعتهم فى رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون) لفتياته:
١- هى قراءة الأخوين، وحفص.
وقرىء:
٢- لفتيته، وهى قراءة باقى السبعة.
٦٣- (فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) نكتل:
وقرىء:
١- بالياء، وهى قراءة الأخوين.
٢- بالنون، وهى قراءة باقى السبعة.
٦٤- (قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) خير حافظا:
وقرىء:
٢- خير حافظ، على الإضافة، وهى قراءة الأعمش.
٣- خير الحافظين، وهى قراءة أبى هريرة.
٦٥- (وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا وَنَمِيرُ أَهْلَنا وَنَحْفَظُ أَخانا وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ) ما نبغى:
وقرىء:
ما تبغى، بالتاء، على خطاب «يعقوب»، وهى قراءة عبد الله، وأبى حيوة.
ونمير:
وقرىء:
بضم النون، وهى قراءة أبى عبد الرحمن السلمى.
٧٠- (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) جعل:
وقرىء:
وجعل، وهى قراءة عبد الله.
٧١- (قالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ماذا تَفْقِدُونَ) تفقدون:
وقرىء:
بضم التاء، من «أفقدته»، إذا وجدته فقيدا، وهى قراءة السلمى.
٧٢- (قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) صواع:
١- بضم الصاد بعدها واو مفتوحة، بعدهما ألف وعين مهملة، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٣- صاع، وهى قراءة أبى هريرة، ومجاهد.
٤- صوع، على وزن «قوس»، وهى قراءة أبى رجاء.
٥- صوع، بضم الصاد، وهى قراءة عبد الله بن عون بن أبى أرطبان.
٦- صواغ، على وزن «غراب»، بالغين المعجمة، وهى قراءة الحسن، وابن جبير.
٧- صوغ، بالضم وإسكان الواو وغين معجمة، وهى قراءة يحيى بن يعمر.
٨- صوغ، بالفتح والغين المعجمة، مصدر «صاغ»، وهى قراءة زيد بن على.
٧٦- (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) وعاء:
وقرىء:
إعاء، بإبدال الواو المكسورة همزة، وهى قراءة ابن جبير.
نرفع درجات من نشاء:
١- نرفع، بالنون، و «درجات»، منونا، و «نشاء»، بالنون، وهى قراءة الجمهور، والكوفيين.
وقرئت:
٢- نرفع بالنون، و «درجات» مضاف، «نشاء»، بالنون، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- يرفع، بالياء، و «درجات» منونا، و «يشاء»، بالياء، وهى قراءة يعقوب.
٤- ترفع، بالنون، و «درجات» منونا، و «يشاء»، بالياء، وهى قراءة عيسى البصري.
قال صاحب اللوامح: وهى قراءة مرغوب عنها تلاوة وجملة، وإن لم يكن إنكارها.
٧٧- (قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ) فأسرها:
وقرىء:
فأسره، بضمير تذكير، وهى قراءة عبد الله، وابن أبى عبلة.
١- ثلاثيا مبنيا للفاعل، إخبار بظاهر الحال، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بتشديد الراء، مبنيا للمفعول أي: نسب إلى السرقة، وهى قراءة ابن عباس، وأبى رزين، والكسائي.
٣- سارق، اسم فاعل، وهى قراءة الضحاك.
٨٤- (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) الحزن:
وقرىء:
١- الحزن، بفتح الحاء والزاى، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد.
٢- بضمهما، وهى قراءة قتادة.
٣- الحزن، بضم الحاء وإسكان الزاى، وهى قراءة الجمهور.
٨٦-الَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ)
حزنى:
وقرىء:
١- حزنى، بفتحتين، وهى قراءة الحسن، وعيسى.
٢- حزنى، بضمتين، وهى قراءة قتادة.
٨٧- (يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ) تيأسوا:
١- وهى قراءة فرقة من الجمهور.
وقرىء:
٢- تأيسوا، وهى قراءة فرقة أخرى من الجمهور.
٣- تئسوا، بكسر التاء، هى قراءة الأعرج.
وقرىء:
روح، بضم الراء، وهى قراءة عمر بن عبد العزيز، والحسن، وقتادة.
٩٠- (قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) أإنك:
١- على الاستفهام، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- إنك، بغير همزة استفهام، وهى قراءة قتادة، وابن محيصن.
١٠١- (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) آتيتني... وعلمتنى:
قرئا:
آتيتن... وعلمتن، بحذف الياء منهما، اكتفاء بالكسرة، وهى قراءة عبد الله، وعمرو بن ذر.
١٠٤- (وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) تسألهم:
وقرىء:
نسألهم، بالنون، وهى قراءة بشر بن عبيد.
١٠٥- (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ) وكأين:
وقرىء:
وكى، بياء مكسورة من غير همز ولا ألف ولا تشديد، وهى لغة، وبها قرأ الحسن.
والأرض:
وقرىء:
١- بالرفع، على الابتداء، وهى قراءة عكرمة، وعمرو بن فائد.
٢- بالنصب، على الاشتغال، وهى قراءة السدى.
وقرىء:
هذا سبيلى، على التذكير، و «السبيل» يذكر ويؤنث، وهى قراءة عبد الله.
١٠٩- (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ) نوحى:
قرىء:
١- بالنون وكسر الحاء، وهى قراءة أبى عبد الرحمن، وطلحة، وحفص.
٢- بالياء وفتح الحاء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
تعقلون:
قرىء:
١- بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة الحسن، وعلقمة، والأعرج، وعاصم، وابن عامر، ونافع.
٢- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
١١٠- (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) كذبوا:
قرىء:
١- بتخفيف الذال، مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى، وعلى، وابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، وطلحة، والأعمش.
٢- بتشديد الدال، مبنيا للمفعول، وهى قراءة باقى السبعة، والحسن، وقتادة، ومحمد بن كعب، وأبى رجاء، وابن أبى ملكية، والأعرج، وعائشة، بخلاف عنها.
٣- بتخفيف الذال، مبنيا للفاعل أي: ظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد، والضحاك.
قرىء:
١- بنون واحدة وشد الجيم وفتح الياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة عاصم، وابن عامر.
٢- على القراءة السابقة مع إسكان الياء، وهى قراءة مجاهد، والحسن، والجحدري، وطلحة، وابن هرمز، ٣- بنونين، مضارع، «أنجى»، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- على القراءة السابقة، مع فتح الياء، وهى قراءة فرقة.
بأسنا:
وقرىء:
بأسه، بضمير الغائب، وهى قراءة الحسن.
١١١- (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) قصصهم:
وقرىء:
بكسر القاف، وهو قراءة أحمد بن جبير الأنطاكى.
تصديق.. وتفصيل.. وهدى ورحمة:
قرئت:
١- برفعها، وهى قراءة حمران بن أعين، وعيسى الكوفي.
٢- بنصبها، وهى قراءة الجمهور.
- ١٣- سورة الرعد
٢- (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) عمد:
١- بفتحتين، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
يدبر... يفصل:
قرئا:
١- بالنون فيهما، وهى قراءة النخعي، وأبى رزين، وأبان بن تغلب.
٢- بالنون فى «نفصل» فقط، ورويت عن الحسن، والأعمش.
٤- (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) وجنات:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالنصب، وبإضمار فعل، وهى قراءة الحسن.
وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان:
قرئت:
١- برفعها هى الأربعة، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، وحفص.
٢- يخفضها هى الأربعة، وهى قراءة باقى السبعة.
صنوان:
قرىء:
١- بكسر الصاد، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضمها، وهى قراءة ابن مصرف، والسلمى، وزيد بن على.
٣- بفتحها، وهى قراءة الحسن.
يسقى:
قرىء:
١- بالياء، وهى قراءة عاصم، وابن عامر، وزيد بن على.
٢- بالتاء، وهى قراءة باقى السبعة.
وقرىء:
يفضل، بالياء وفتح الضاد، ورفع «بعضها»، وهى قراءة يحيى بن يعمر، وأبى حيوة، والحلبي عن عبد الوارث.
٥- (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) أئذا... أإنا:
قرئا:
١- بجعل الأول استفهاما والثاني خبرا، وهى قراءة نافع، والكسائي.
٢- بجعل الأول خبرا والثاني استفهاما، وهى قراءة ابن عامر.
٤- بجعلهما استفهامين، وهى قراءة باقى السبعة.
٦- (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ) المثلات:
قرىء:
١- بفتح الميم وضم الثاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحهما، وهى قراءة مجاهد، والأعمش.
٣- بضمهما، وهى قراءة عيسى بن عمير.
٤- بضم الميم وسكون الثاء، وهى قراءة ابن وثاب.
٥- بفتح الميم وسكون الثاء، وهى قراءة ابن مصرف.
٧- (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) هاد:
وقرىء:
١- بالوقف عليه بالياء، وهى قراءة ابن كثير.
٢- بحذفها، وهى قراءة باقى السبعة.
قرىء:
بالنصب، وهى قراءة زيد بن على.
المتعال:
وقرىء:
١- بإثبات الياء وقفا ووصلا، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، فى رواية.
٢- بحذفها، ووصلا ووقفا، وهى قراءة الباقين.
١١- (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ) وال:
قرىء:
١- بالياء.
٢- بحذف الياء.
١٣- (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ) المحال:
قرىء:
١- بكسر الميم، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح الميم، وهى قراءة الضحاك، والأعرج.
١٤- (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) كباسط كفيه:
وقرىء:
بتنوين «باسط».
١٦- (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) يستوى:
قرىء:
١- بالياء، وهى قراءة الأخوين، وأبى بكر.
٢- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
قرىء:
١- بفتح الدال، وهى قراءة الجمهور.
٢- بسكونها، وهى قراءة الأشهب العقيلي، وزيد بن على، وأبى عمرو.
يوقدون:
١- بالياء، على الغيبة، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وحفص، وابن محيصن، ومجاهد، وطلحة، ويحيى.
وقرىء:
٢- بالتاء، على الخطاب، هى قراءة باقى السبعة، والحسن، وأبى جعفر، والأعرج.
١٩- (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) أفمن:
وقرىء:
أو من، بالواو بدل الفاء، وهى قراءة زيد بن على.
٢٣- (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ) جنات:
١- بالجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالإفراد، وهى قراءة النخعي.
يدخلونها:
وقرىء:
يدخلونها، مبنيا للمفعول، رويت عن ابن كثير، وأبى عمرو.
قرىء:
١- بضم اللام، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٢- بفتحها، وهى قراءة الجمهور، وهى أفصح.
ذرياتهم:
قرىء:
١- وذريتهم، بالتوحيد، وهى قراءة عيسى الثقفي.
٢- بالجمع «وذرياتهم» وهى قراءة الجمهور.
٢٤- (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) فنعم:
قرىء:
١- بفتح النون وكسر العين، وهى قراءة ابن يعمر.
٢- بفتح النون وسكون العين، وهى قراءة ابن وثاب.
٣- بكسر النون وسكون العين، وهى قراءة الجمهور.
٢٩- (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) طوبى:
وقرىء:
طيبى، بكسر الطاء، وهى قراءة بكرة الأعرابى.
وحسن مآب:
قرىء:
بالنصب، وهى قراءة عيسى الثقفي.
٣١- (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) أو تحل:
قرىء:
٢- بالياء، على الغيبة، وهى قراءة مجاهد، وابن جبير.
دارهم:
وقرىء:
ديارهم، بالجمع.
٣٣- (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) تنبئونه:
وقرىء:
تنبئونه، من «أنبأ»، وهى قراءة الحسن.
زين:
قرىء:
١- على البناء للفاعل، و «مكرهم» بالنصب، وهى قراءة مجاهد.
٢- على البناء للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
فصدوا:
قرىء:
١- بضم الصاد، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الكوفيين.
٢- بفتحها، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بكسر الصاد، وهى قراءة ابن وثاب.
٤- وصد، بالتنوين، عطفا على «مكرهم»، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
٣٦- (وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ) ولا أشرك:
وقرىء:
٣٩- (يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) ويثبت:
١- يثبت، من «أثبت»، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، وعاصم.
وقرىء:
٢- بالتشديد، وهى قراءة باقى السبعة.
٤٢- (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) الكفار:
قرىء:
١- الكافر، على الإفراد، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٢- الكفار، جمع تكسير، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- الكافرين، جمع سلامة، وهى قراءة ابن مسعود.
٤٣- (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) ومن:
قرىء:
١- فى موضع خفض، عطفا على لفظ «الله»، وهى قراءة الجمهور.
وقيل: فى موضع رفع بالابتداء، والخبر محذوف.
٢- وبمن، بدخول الباء، عطفا على «بالله».
٣- حرف جر، وجر ما بعده، وارتفاع «علم» بالابتداء، وهى قراءة على، وأبى، وابن عباس، وعكرمة، وابن جبير، وعبد الرحمن بن أبى بكر، والضحاك، وسالم بن عبد الله بن عمر، وابن أبى إسحاق، ومجاهد، والحكم، والأعمش.
٤- على القراءة السابقة، وجعل «علم» فعلا مبنيا للمفعول، و «الكتاب» مرفوع به، وهى قراءة على أيضا، وابن السميفع، والحسن
٢- (اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ) الله:
قرىء:
١- بالرفع، والمبتدأ محذوف أي: هو الله، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
٢- بالجر، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) ويصدون:
وقرىء:
ويصدون، مضارع «أصد»، وهى قراءة الحسن.
٤- (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) بلسان:
قرىء:
١- بلسن، بإسكان السين، كالريش والرياش، وهى قراءة أبى عمران الجونى.
٢- بلسن، بضم اللام والسين، كعماد وعمد، وهى قراءة أبى رجاء، وأبى المتوكل، والجحدري.
٣- بلسن، بضم اللام وسكون السين، مخفف، كرسل ورسل.
٩- (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ وَقالُوا إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) تدعوننا:
وقرىء:
تدعونا، بإدغام نون الرفع فى الضمير، وهى قراءة طلحة.
وقرىء:
بالنصب، على المدح، وهى قراءة زيد بن على.
١١- (قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) فليتوكل:
وقرىء:
بكسر اللام، وهى قراءة الحسن.
١٣- (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) لنهلكن:
وقرىء:
ليهلكن، بياء، وهى قراءة أبى حيوة.
١٤- (وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ) ولنسكننكم:
وقرىء:
وليسكننكم، بياء الغيبة، وهى قراءة أبى حيوة.
١٥- (وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) واستفتحوا:
وقرىء:
بكسر التاء، أمر للرسل، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد، وابن محيصن.
١- بالإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- الرياح، بالجمع، وهى قراءة نافع، وأبى جعفر.
فى يوم عاصف:
وقرىء:
فى يوم عاصف، على الإضافة، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وإبراهيم بن أبى بكر عن الحسن.
١٩- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) تر:
وقرىء:
بسكون الراء، على إجراء الوصل مجرى الوقف، وهى قراءة السلمى.
خلق:
قرىء:
١- خالق، اسم فاعل، وجر «الأرض»، وهى قراءة الأخوين.
٢- خلق، فعلا ماضيا، و «الأرض» بالفتح، وهى قراءة باقى السبعة.
٢١- (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ)
وبرزوا:
وقرىء:
مبنيا للمفعول، وبتشديد الراء، وهى قراءة زيد بن على.
قرىء:
١- بهمزة المتكلم، مضارع «أدخل»، وهى قراءة الحسن، وعمرو بن عبيد.
٢- ماضيا مبنيا للمجهول، وهى قراءة الجمهور ٣٠- (وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) ليضلوا:
قرىء:
١- بفتح الياء، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بضمها، وهى قراءة باقى السبعة.
٣٤- (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) من كل:
وقرىء:
بالتنوين أي: من كل ما سألتموه، و «ما» موصولة، مفعول ثان، وهى قراءة ابن عباس، والضحاك، والحسن، ومحمد بن على، وجعفر بن محمد، وعمرو بن فائد، وقتادة، وسلام، ويعقوب، ونافع فى رواية.
٣٥- (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) واجنبنى:
وقرىء:
وأجنبنى، من «أجنب»، وهى قراءة الجحدري، وعيسى الثقفي.
وقرىء:
١- بتسهيل الهمزة، وهى قراءة هشام.
٢- آفدة، على وزن فاعلة.
٣- أفدة، على وزن فعلة.
٤- أفودة، بالواو المكسورة، بدل الهمزة، وهى قراءة ابن الهيثم.
تهوى:
وقرىء:
١- بضم التاء، مبنيا للمفعول، من «أهوى»، بهمزة التعدية، وهى قراءة مسلمة بن عبد الله.
٢- بفتح التاء، من «هوى» بمعنى مال، وهى قراءة الجمهور.
٣- بفتح التاء، مضارع «هوى» بمعنى: أحب، وهى قراءة على بن أبى طالب، وزيد بن على، ومحمد بن على، وجعفر بن محمد، ومجاهد.
٤٠- (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ) دعاء:
وقرىء:
١- بغير ياء، وهى قراءة طلحة، والأعمش.
٢- بياء ساكنة فى الوصل، وهى قراءة ابن كثير.
٣- بياء ساكنة فى الوقف، وهى قراءة لبعضهم.
٤٢- (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ) يؤخرهم:
قرىء:
١- بالنون، وهى قراءة السلمى، والحسن، والأعرج، والمفضل عن عاصم، وعباس بن الفضل، وهارون العتكي، ويونس بن حبيب عن أبى عمرو.
٤٦- (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ) وإن كان... لتزول:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- وإن كاد، بدال مكان «النون»، وفتح اللام الأولى من «لتزول» ورفع الثانية، وهى قراءة عمر، وعلى، وعبد الله، وأبى، وأبى سلمة عبد الرحمن، وأبى إسحاق السبيعي، وزيد بن على.
٣- وإن كان لتزول، بالنون، وعلى القراءة السابقة فى «لتزول»، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد، وابن وثاب، والكسائي.
٤- وإن كان لتزول، بالنون، وكسر اللام الأولى من «لتزول»، وفتح الثانية.
٥- وإن كان لتزول، بالنون، وفتح اللامين، على لغة من فتح «لام كى».
٤٧- (فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ) مخلف وعده رسله:
قرىء:
١- بإضافة «مخلف» إلى «وعده»، ونصب «رسله»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بنصب «وعده» وإضافة «مخلف» إلى «رسله»، على الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول.
٤٨- (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) تبدل:
وقرىء:
نبدل، بالنون، ونصب «الأرض».
وبرزوا:
وقرىء:
بضم الباء وكسر الراء مشددة، على البناء للمفعول، وهى قراءة زيد بن على.
٥٠- (سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ) قطران:
وقرىء:
١- بفتح القاف وكسر الطاء وتنوين الراء، و «آن» : اسم فاعل، من «أنى»، صفة ل «قطر»، وهى قراءة
٢- بفتح القاف وإسكان الطاء، وهى قراءة عمر بن الخطاب، وعلى بن أبى طالب.
وجوههم:
قرىء:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع، على التجوز.
٥٢- (هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) ولينذروا:
وقرىء:
١- بتاء مضمومة وكسر الدال، وهى قراءة مجاهد، وحميد.
٢- بفتح الياء والذال، مضارع: نذر بالشيء، إذا علم به، وهى قراءة يحيى بن عمارة، وأحمد.
يزيد بن أسيد السلمى.
- ١٥- سورة الحجر
٢- (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) ربما:
قرىء:
١- بتخفيف الباء، وهى قراءة عاصم، ونافع.
٢- بتشديدها، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- ربّما، بزيادة تاء، وهى قراءة طلحة بن مصرف، ويزيد بن على.
٦- (وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) نزل:
وقرىء:
ماضيا مخففا، مبنيا للفاعل، وهى قراءة زيد بن على
وقرىء:
١- ما تنزل، مضارع «تنزل» أي: ما تنزل، و «الملائكة»، بالرفع، وهى قراءة الحرميين، والعربيين.
٢- ما تنزل، بضم التاء وفتح النون والزاى، و «الملائكة» بالرفع، وهى قراءة أبى بكر، ويحيى بن وثاب.
٣- ما تنزل، بضم النون الأولى وفتح الثانية وكسر الزاى، و «الملائكة» بالنصب، وهى قراءة الأخوين، وحفص، وابن مصرف.
٤- ما نزل، ماضيا، مخففا مبنيا للفاعل، «الملائكة» بالرفع، وهى قراءة زيد بن على.
١٤- (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) يعرجون:
وقرىء:
يعرجون، بكسر الراء، وهى لغة هذيل، وبها قرأ الأعمش، وأبى حيوة.
١٥- (لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) سكرت:
قرىء:
١- بتخفيف الكاف، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الحسن، ومجاهد، وابن كثير.
٢- بتشديدها مبنيا للمفعول، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بفتح السين وكسر الكاف مخففة، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الزهري.
٢٠- (وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) معايش:
وقرىء:
معائش، بالهمز، وهى قراءة الأعرج، وخارجة عن نافع.
٢٧- (وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ) والجان:
قرىء:
والجأن، بالهمز، وهى قراءة الحسن، وعمرو بن عبيد.
قرىء:
١- بفتح اللام، وهى قراءة الكوفيين، ونافع، والحسن، والأعرج أي: من أخلصته للطاعة أنت فلا يؤثر فيه تزيينى.
٢- بكسر اللام، وهى قراءة باقى السبعة أي: إلا من أخلص العمل لله ولم يشرك فيه غيره.
٤١- (قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) على:
قرىء:
علىّ، أي عال، وهى قراءة الضحاك، وإبراهيم، وأبى رجاء، وابن سيرين، ومجاهد، وقتادة، وقيس بن عباد، وحميد، وعمرو بن ميمون، وعمارة بن أبى حفصة، ويعقوب.
٤٤- (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) جزء:
وقرىء:
جزء، بتشديد الزاى من غير همز، ووجهه: أنه حذف الهمزة وألقى حركتها على الزاى ووقف بالتشديد، وهى قراءة ابن القعقاع.
٤٥- (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) وعيون:
قرىء:
١- بضم العين، وهى قراءة نافع، وأبى عمرو، وحفص، وهشام.
٢- بكسرها، وهى قراءة باقى السبعة.
٤٦- (ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ) ادخلوها:
وقرىء:
١- أدخلوها، ماضيا مبنيا للمفعول، من «الإدخال»، وهى قراءة الحسن.
٢- ادخلوها، أمر من «الدخول»، وهى قراءة الجمهور.
قرىء:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم التاء مبنيا للمفعول، من «الإيجال»، وهى قراءة الحسن.
٣- لا تأجل، بإبدال الواو ألفا.
٤- لا تواجل، من واجله.
٥٤- (قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) أبشر تمونى:
وقرىء:
بشر تمونى، بغير همزة استفهام، وهى قراءة الأعرج.
الكبر:
وقرىء:
١- بضم الكاف وسكون الباء، وهى قراءة ابن محيصن.
تبشرون:
وقرىء:
١- تبشروني، بنون مشددة وياء المتكلم، أدغم نون الرفع فى نون الوقاية، وهى قراءة الحسن.
٢- تبشرون، بتشديد النون مكسورة دون ياء، وهى قراءة ابن كثير.
٣- تبشرون، بكسرها مخففة، وهى قراءة نافع.
٥٥- (قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ) القانطين:
وقرىء:
١- القنطين، من: قنط يقنط، وهى قراءة ابن وثاب، وطلحة، والأعمش.
٥٦- (قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) يقنط:
قرىء:
١- بكسر النون، وهى قراءة النحويين، والأعمش.
٣- بضمها، وهى قراءة زيد بن على، والأشهب.
٥٩- (إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ) لمنجوهم:
قرىء:
١- بالتخفيف، وهى قراءة الأخوين.
٢- بالتشديد، وهى قراءة باقى السبعة.
٦٠- (إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ) قدرنا:
قرىء:
١- بالتخفيف، وهى قراءة أبى بكر.
٢- بالتشديد، وهى قراءة باقى السبعة.
٧٢- (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) أنهم:
وقرىء:
أنهم بفتح الهمزة، وهى قراءة أبى عمرو، فى رواية الجهضمي.
سكرتهم:
وقرىء:
١- سكرتهم، بضم السين، وهى قراءة الأشهب.
٢- سكراتهم، بالجمع، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٣- سكرهم، بغير تاء، وهى قراءة الأعمش.
٨٢- (وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ) ينحتون:
١- بكسر الحاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بفتحها، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة.
وقرىء:
الخالق، وهى قراءة زيد بن على، والجحدري، والأعمش، ومالك بن دينار.
٨٧- (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) والقرآن:
قرىء:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالخفض، عطفا على المثاني، وهى قراءة فرقة.
- ١٦- سورة النحل
١- (أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) تستعجلوه:
قرىء:
١- بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، نهيا للكفار، وهى قراءة ابن جبير.
يشركون:
قرىء:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٢- بالياء، وهى قراءة باقى السبعة.
٢- (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) ينزل:
قرىء:
١- مخففا، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بالتشديد، وهى قراءة باقى السبعة، وزيد بن على، والأعمش.
٤- تنزل، بالتخفيف، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجحدري.
٥- ننزل، بالنون والتشديد، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٦- ننزل، بالنون والتخفيف، وهى قراءة قتادة.
قال ابن عطية، وفى هاتين الأخيرتين شذوذ كثير.
٥- (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) دفء:
وقرىء:
١- بضم الفاء وشدها وتنوينها، وهذا بنقل الحركة من الهمزة إلى الفاء وحذفها ثم تشديد الفاء، إجراء للوصل مجرى الوقف، وهى قراءة الزهري، وأبى جعفر.
٢- بنقل الحركة وحذف الهمزة دون تشديد التاء، وهى قراءة زيد بن على.
٧- (وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) بشق:
قرىء:
١- بكسر الشين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحها، وهى قراءة مجاهد، والأعرج، وأبى جعفر، وعمرو بن ميمون.
٩- (وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) ومنها جائر:
وقرىء:
١- ومنكم جائر، وهى قراءة عبد الله.
٢- فمنكم جائر، وهى قراءة على.
١١- (يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ينبت:
وقرىء:
١- ننبت، بالنون، وهى قراءة أبى بكر.
وقرىء:
بالرفع، هو وما بعده، على الابتداء، وهى قراءة ابن عامر.
١٦- (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) وبالنجم:
وقرىء:
١- بضم النون والجيم، وهى قراءة ابن وثاب.
وقيل: هذه قراءة الحسن.
وقرأها ابن وثاب بضمة واحدة.
١٩، ٢٠- (وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ)
تسرون وما تعلنون... والذين يدعون:
قرئت:
١- بالتاء، فى جميعها، وهى قراءة الجمهور، ومجاهد، والأعرج، وشيبة، وأبى جعفر، وهبيرة عن عاصم.
٢- بالتاء فى الأوليين، وبالياء فى «يدعون»، وهى قراءة عاصم، فى مشهوره.
٢١- (أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) أيان:
وقرىء:
إيان، بكسر الهمزة، وهى قراءة أبى عبد الرحمن.
٢٤- (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أساطير:
قرىء:
١- بالنصب، وهى قراءة شاذة.
٢- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بنيتهم، وهى قراءة فرقة.
٣- بينهم، وهى قراءة جعفر.
٤- بيوتهم، وهى قراءة الضحاك.
السقف:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
١- السقف بضمتين، وهى قراءة الأعرج.
٢- السقف، بضم السين فقط، وهى قراءة مجاهد.
٣- السقف، بفتح السين وضم القاف، وهى لغة.
٢٧- (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ) شركائى:
قرىء:
١- ممدودا مهموزا مفتوح الياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- على هذه القراءة، ولكن بإسكان الياء، وهى قراءة فرقة.
تشاقون:
قرىء:
١- بفتح النون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسرها، وهى قراءة نافع.
٣- بتشديدها، بإدغام نون الرفع فى نون الوقاية.
قرىء:
ولنعمة دار المتقين، بتاء مضمومة، و «دار» مخفوضة بالإضافة، فيكون «نعمة» مبتدأ، و «جنات» الخبر، وهى قراءة زيد بن على.
٣١- (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ) جنات عدن:
قرىء:
بالنصب، على الاشتغال أي: يدخلون جنات عدن، وهى قراءة زيد بن ثابت، وأبى عبد الرحمن.
يدخلونها:
وقرىء:
١- تدخلونها، بتاء الخطاب، وهى قراءة السلمى.
٢- يدخلونها، بالياء، والفعل مبنى للمفعول، وهى قراءة إسماعيل بن جعفر عن نافع.
٣٣-َلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
تأتيهم:
قرىء:
١- بالياء، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٢- بالتاء، وهى قراءة باقى السبعة.
٣٧- (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) إن:
وقرىء:
وإن، بزيادة واو، وهى قراءة النخعي.
١- بكسر الراء، وهى لغة الحجاز، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بفتح الراء، وهى قراءة النخعي، والحسن، وأبى حيوة.
لا يهدى:
وقرىء:
١- لا يهدى، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الحرميين، والعربيين، والحسن، والأعرج، ومجاهد، وشيبة، وشبل، ومزاحم الخراسانى، والعطاردي، وابن سيرين.
٢- لا يهدى، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الكوفيين، وابن مسعود، ابن المسيب.
٣- لا يهدى، بفتح الياء وكسر الهاء والدال المشددة، وهى قراءة فرقة، منهم: عبد الله.
٤- لا يهدى، بضم الياء، وكسر الدال.
قال ابن عطية: وهى ضعيفة.
٤١- (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) لنبوئنهم:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- لنثوينهم، بالثاء المثلثة، مضارع «أثوى»، وهى قراءة على، وعبد الله، ونعيم، وابن ميسرة، والربيع بن خثيم.
٤٣- (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) نوحى:
١- بالنون وكسر الحاء، وهى قراءة عبد الله، والسلمى، وطلحة، وحفص.
وقرىء:
٢- بالياء وفتح الحاء، وهى قراءة الجمهور.
٣- بالياء وكسر الحاء، وهى قراءة فرقة.
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة السلمى والأعرج، والأخوين.
٢- بالياء، على الغيبة، وهى قراءة باقى السبعة.
يتفيأ:
قرىء:
١- بالتاء، على التأنيث، وهى قراءة أبى عمرو، وعيسى، ويعقوب.
٢- بالياء، وهى قراءة باقى السبعة.
ظلاله ١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- ظلله، جمع ظله، كحلة وحلل، وهى قراءة عيسى.
٥٣- (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ) تجأرون وقرىء:
تجرون، بحذف الهمزة، وإلقاء حركتها على الجيم.
٥٤- (ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) كشف وقرىء:
كاشف، و «فاعل» هنا بمعنى «فعل»، وهى قراءة قتادة.
٥٩- (يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) أيمسكه وقرىء:
أيمسكها، وهى قراءة الجحدري.
١- هوان، على وزن «فعال»، وهى قراءة الجحدري.
٢- هون، بالفتح، وهى قراءة فرقة.
٦٢- (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) ألسنتهم وقرىء:
بإسكان التاء، وهى لغة تميم، وبها قرأ الحسن، ومجاهد، باختلاف.
الكذب وقرىء:
بضم الكاف والذال والباء، صفة للألسن، وهى قراءة معاذ بن جبل، وبعض أهل الشام.
أن لهم وقرىء:
بكسر الهمزة، وهى قراءة الحسن، وعيسى بن عمر، على أن «أن» جواب قسم، أغنت عنه «لا جرم».
مفرطون وقرىء:
١- بكسر الراء، من «أفرط» أي: يتجاوزون الحد، وهى قراءة ابن عباس، وابن مسعود، وأبى رجاء، وشيبة، ونافع، وأكثر أهل المدينة.
٢- بفتح الراء «من» أفرطته إلى كذا، إذا قدمته، وهى قراءة باقى السبعة، والحسن، والأعرج، وأصحاب ابن عباس، ونافع، فى رواية.
٣- بتشديد الراء، وكسرها من «فرط»، وهى قراءة أبى جعفر.
٤- بتشديد الراء وفتحها أي: مقدمون، ورويت عن أبى جعفر أيضا.
قرىء:
١- بفتح النون، وهى قراءة ابن مسعود، بخلاف، والحسن، وزيد بن على، وابن عامر، وأبى بكر، ونافع، وأهل المدينة.
٢- بضمها، مضارع «أسقى»، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بالياء مضمومة، وهى قراءة أبى رجاء.
٤- بالتاء مفتوحة، وهى قراءة أبى جعفر.
سائغا:
وقرىء:
سيغا، بتشديد الياء، وهى قراءة فرقة.
سيغا، مخففا، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٦٨- (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) النحل:
وقرىء:
بفتح الحاء، وهى قراءة ابن وثاب.
يعرشون:
قرىء:
١- بضم الراء، وهى قراءة السلمى، وعبيد بن نضلة، وابن عامر، وأبى بكر عن عاصم.
٢- بكسرها، وهى قراءة باقى السبعة.
٧١- (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) يجحدون:
وقرىء:
تجحدون، بالتاء على الخطاب، وهى قراءة أبى بكر عن عاصم، وأبى عبد الرحمن، والأعرج، بخلاف عنه.
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- يوجه، بهاء واحدة ساكنة مبنيا للفاعل، وفاعله ضمير يعود على «مولاه»، وضمير المفعول محذوف لدلالة المعنى عليه.
٣- يوجهه، بهاء واحدة ساكنة، والفعل مبنى للمفعول، ورويت عن علقمة، وابن وثاب.
٤- توجهه، بهاءين وتاء الخطاب، وهى قراءة عبد الله.
٧٨- (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) أمهاتكم:
وقرىء:
١- بكسر الهمزة والميم، وهى قراءة حمزة.
٢- بحذف الهمزة وكسر الميم، وهى قراءة الأعمش.
٣- بحذفها وفتح الميم، وهى قراءة ابن أبى ليلى.
٧٩- (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ألم يروا قرىء:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة، وطلحة، والأعمش، وابن هرمز ٢- بالياء، وهى قراءة باقى السبعة.
٨٠- (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) ظعنكم:
وقرىء:
١- بفتح العين، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٨١- (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) يتم:
وقرىء:
تتم، بتاء مفتوحة، و «نعمة» بالرفع، وهى قراءة ابن عباس.
تسلمون:
وقرىء:
تسلمون، بفتح التاء واللام، من السلامة، وهى قراءة ابن عباس.
٩٦- (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) ولنجزين:
١- هذه قراءة عاصم، وابن كثير.
وقرىء:
٢- بالياء، وهى قراءة باقى السبعة.
١٠٣- (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) لسان الذي:
وقرىء:
اللسان الذي، بتعريف «لسان» بأل، و «الذي» صفته، وهى قراءة الحسن.
يلحدون:
قرىء:
١- بفتح الياء، من «لحد» ثلاثيا، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وعبد الله بن طلحة، والسلمى، والأعمش، ومجاهد.
٢- بضم الياء، من «ألحد»، وألحد ولحد، بمعنى، وهى قراءة باقى السبعة، وابن القعقاع.
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة ابن عامر.
١١٢- (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) والخوف:
١- بالجر، عطفا على «الجوع»، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالنصب، عطفا على «لباس»، رواها العباس عن أبى عمرو.
١١٦- (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) الكذب:
وقرىء:
١- بالجر، على أن يكون بدلا من «ما»، وهى قراءة الحسن، وابن يعمر، وطلحة، والأعرج، وبن أبى إسحاق، وابن عبيد، ونعيم بن ميسرة.
٢- بضم الثلاثة، صفة للألسنة، جمع كذوب، وهى قراءة معاذ، وابن أبى عبلة، وبعض أهل الشام.
١٢٤- (إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) جعل:
وقرىء:
بفتح الجيم والعين، مبنيا للفاعل، وهى قراءة أبى حيوة.
١- بفتح الضاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بكسرها، وهى قراءة ابن كثير.
- ١٧- سورة الإسراء
١- (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) لنريه:
١- هذه قراءة الجمهور، وفيها التفات من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم.
وقرىء:
٢- ليريه، بالياء، وهى قراءة الحسن.
٢- (وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا) ألا تتخذوا:
قرىء:
١- بالياء، على العيبة، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعيسى، وأبى رجاء، وأبى عمرو.
٢- بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) فى الكتاب:
١- على الإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- فى الكتب، على الجمع، وهى قراءة أبى العالية، وابن جبير.
وقرىء:
١- بضم التاء وفتح السين، مبنيا للمفعول أي: يفسدكم غيركم، وهى قراءة ابن عباس، ونصر بن على، وجابر بن زيد.
٢- بفتح التاء وضم السين: أي: فسدتم، وهى قراءة عيسى.
علوا:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- عليا، بكسر اللام والياء المشددة، وهى قراءة زيد بن على.
٥- (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا) عبادا:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- عبيدا، وهى قراءة الحسن، وزيد بن على.
فجاسوا:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- فحاسوا، بالحاء المهملة، وهى قراءة أبى السمال.
٣- فتجوسوا، على وزن «تكسروا»، بالجيم.
٧- (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً) ليسوءوا:
١- هذه قراءة الجمهور، بلام «كى»، وياء الغيبة، وضمير الجمع الغائب العائد على المبعوثين.
وقرىء:
٣- لنسوء، بالنون، وهى قراءة على بن أبى طالب، وزيد بن على، والكسائي.
٤- لنسؤن، بلام الأمر والنون، ونون التوكيد الخفيفة آخرا، وهى قراءة أبى.
٩- (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) ويبشر:
١- بالتشديد، مضارع «بشر» المشدد، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- يبشر، مضارع «بشر» المخفف، وهى قراءة عبد الله، وطلحة، وابن وثاب، والأخوين.
١٢- (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا) مبصره.
وقرىء:
مبصرة، بفتح الميم والصاد، وهو مصدر، أقيم مقام الاسم، وهى قراءة قتادة، وعلى بن الحسن.
١٣- (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً) طائر:
وقرىء:
طيره، وهى قراءة مجاهد، والحسن، وأبى رجاء:
فى عنقه:
وقرىء:
فى عنقه، بإسكان النون.
ونخرج:
١- بنون، وهى قراءة الجمهور، مضارع «أخرج»، و «كتابا» بالنصب.
وقرىء.
٢- على القراءة السابقة، و «كتاب» بالرفع، على أنه مفعول ما لم يسم فاعله، ورويت عن أبى جعفر أيضا.
٣- ويخرج، بفتح الياء وضم الراء، و «كتابا» بالنصب أي: طائره كتابا، وهى قراءة ابن محيصن، ومجاهد.
٤- على القراءة السابقة، «كتاب» بالرفع، على أنه فاعل، وهى قراءة الحسن.
يلقاه:
١- بفتح الياء وسكون اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- يلقاه، بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف، وهى قراءة ابن عامر، والجحدري، والحسن بخلاف عنه.
١٦- (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً)
أمرنا:
١- هذه قراءة الجمهور، وفيها قولان:
(أ) أحدهما، من الأمر الذي هو ضد النهى.
(ب) والثاني: بمعنى: كثرنا.
وقرىء:
٢- أمرنا، بكسر الميم أي كثرنا، لغة فى المفتوح الميم، وهى قراءة الحسن، ويحيى بن يعمر، وعرمة.
٣- آمرنا، بالمد: كثرنا، وهى قراءة على بن أبى طالب، وابن أبى إسحاق، وأبى رجاء، وعيسى بن عمر، وسلام، وعبد الله بن أبى يزيد، والكلبي.
٤- أمرنا، بتشديد الميم أي: كثرنا، وهى قراءة ابن عباس، وأبى عثمان النهدي، والسدى، وزيد بن على، وأبى العالية.
١٨- (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً) ما نشاء:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- ما يشاء، بالياء، وهى قراءة نافع.
وقرىء:
أكثر، بالثاء المثلثة.
٢٣- (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً) وقضى:
١- فعلا ماضيا، من القضاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- وقضاء، مصدر «قضى»، مرفوع على الابتداء، وهى قراءة بعض ولد معاذ بن جبل.
أف:
قرىء:
١- بالكسر والتشديد مع التنوين، وهى قراءة الحسن، والأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، وعيسى، ونافع، وحفص.
٢- بالكسر والتشديد من غير تنوين، وهى قراءة أبى عمرو، وحمزة، والكسائي، وأبى بكر.
٣- بالفتح مشددة من غير تنوين، وهى قراءة ابن كثير، وابن عامر.
٤- بضم الفاء من غير تنوين، وهى قراءة أبى السمال.
٥- بالنصب والتشديد مع التنوين، وهى قراءة زيد بن على ٦- خفيفة، وهى قراءة ابن عباس.
٧- بالرفع والتنوين، حكاها هارون.
٢٤- (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً) الذل:
١- بضم الذال، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- الذل، بكسر الذال، وذلك على الاستعارة فى الناس لأن ذلك يستعمل فى الدواب، وهى قراءة ابن عباس، وعروة بن الزبير، والجحدري، وابن وثاب.
وقرىء:
خشية، بكسر الخاء.
خطئا:
١- بكسر الخاء وسكون الطاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
١- خطأ، بكسر الخاء وفتح الطاء والمد، على أنها مصدر خاطأ، وهى قراءة ابن كثير.
٢- خطأ، على وزن «نبأ»، وهى قراءة ابن ذكوان.
٣- خطاء، بفتح الخاء والطاء والمد، اسم مصدر، من «أخطأ»، كالعطاء من «أعطى»، وهى قراءة الحسن.
٣٣- (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) فلا يسرف:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بتاء الخطاب، على خطاب «الولي»، فالضمير له، وهى قراءة الأخوين، وزيد بن على، وحذيفة، وابن وثاب، والأعمش، ومجاهد، بخلاف.
٣- بضم الفاء، على الخبر، ومعناه النهى.
٣٦- (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا) ولا تقف:
١- بحذف الواو للجزم، مضارع «قفا»، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- ولا تقفو، بإثبات الواو، وهى قراءة زيد بن على.
٣- ولا تقف، مثل: ولا تقل، من: قاف يقوف، وهى قراءة معاذ القارئ.
والفؤاد:
وقرىء:
٣٧- (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولًا) مرحا:
وقرىء:
بكسر الراء، وهى قراءة فرقة.
تخرق:
وقرىء:
تخرق، بضم الراء، وهى قراءة الجراح الأعرابى.
وقال أبو حاتم: لا تعرف هذه اللغة.
٣٨- (كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً) سيئه:
قرىء:
١- سيئه، بالنصب والتأنيث، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو، وأبى جعفر، والأعرج.
٢- سيئه، بضم الهمزة، مضافا لهاء المذكر الغائب، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- سيئاته، بالجمع مضافا الهاء، وهى قراءة عبد الله.
٤- سيئات، بالجمع بغير هاء، وهى قراءة لعبد الله أيضا.
٥- خبيئه، وهى قراءة لعبد الله أيضا.
٤١- (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً) صرفنا:
١- بتشديد الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بتخفيف الراء، وهى قراءة الحسن.
ليذكروا:
١- أي ليتذكروا، من التذكير، أدغمت التاء فى الذال، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- ليذكروا، بسكون الذال وضم الكاف، من «الذكر»، وهى قراءة الأخوين، وطلحة وابن وثاب، والأعمش.
٤٣- (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً) يقولون:
قرىء:
٢- بالياء، وهى قراءة باقى السبعة.
٤٤- (تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً) تسبح:
١- بالتاء، وهى قراءة النحويين، وحمزة، وحفص.
وقرىء:
٢- بالياء، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- سبحت، وهى قراءة عبد الله، والأعمش، وطلحة بن مصرف.
٥٧- (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً) يدعون:
١- بياء الغيبة مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة ابن مسعود، وقتادة.
٣- بياء الغيبة، مبنيا للمفعول أي: يدعونهم آلهتهم، أو يدعونهم لكشف ما حل بهم من الضر. وهى قراءة زيد بن على.
٦٠- (وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً) والشجرة:
١- بالنصب، عطفا على «الرؤيا»، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالرفع، على الابتداء، والخبر محذوف، تقديره: كذلك، أي فتنة، وهى قراءة زيد بن على ونخوفهم:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
٢- ويخوفهم، بياء الغيبة، وهى قراءة الأعمش.
٦٤- (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) ورجلك:
١- بفتح الراء وسكون الجيم، اسم جمع، واحده: راجل، مثل ركب وراكب، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بفتح الراء وكسر الجيم، بمعنى: رجال، وقيل: صفة، أي: غير الراكب، وهى قراءة الحسن، وأبى عمرو- فى رواية- وحفص.
٣- ورجالك، وهى قراءة قتادة، وعكرمة.
٦٨- (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا) يخسف... يرسل:
قرئا:
١- بالنون، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة باقى القراء.
٦٩- (أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً) يعيدكم:
قرىء:
١- بالنون، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة باقى القراء.
فيرسل:
قرىء:
١- بالنون، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة باقى القراء.
قرىء:
١- بالنون، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة باقى القراء.
٣- بتاء الخطاب، مسندا إلى «الريح»، وهى قراءة مجاهد، وأبى جعفر.
٤- بياء الغيبة، وفتح الغين، وشد الراء، معدى بالتضعف، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء.
٥- بتاء الخطاب وفتح الغين وشد الراء، ورويت عن أبى جعفر.
٦- بالنون وإسكان الغين وإدغام القاف فى الكاف، وهى قراءة حميد، ورويت عن أبى عمرو، وابن محيصن الريح:
١- بالإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- الرياح، بالجمع، وهى قراءة أبى جعفر.
٧١- (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا) ندعو:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- يدعو، بياء الغيبة أي: يدعو الله، وهى قراءة مجاهد.
٣- يدعى، مبنيا للمفعول، و «كل» مرفوع به، وهى قراءة الحسن، فيما ذكر أبو عمرو الداني.
٧٦- (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا) وإذا لا يلبثون:
وقرىء:
١- وإذا لا يلبثوا، بحذف النون، أعملت «إذا» فنصب بها، وهى قراءة أبى، وكذا هى فى مصحف عبد الله.
٣- وإذا لا يلبثون، بضم الياء وفتح اللام وكسر الباء مشددة، وهى قراءة يعقوب.
خلافك:
١- هذه قراءة الأخوين، وابن عامر، وحفص.
وقرىء:
٢- خلفك، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بعدك، وهى قراءة عطاء بن أبى رباح.
قال أبو حيان: والأحسن أن يجعل تفسيرا لا قراءة، لأنها تخالف سواد المصحف.
٨٢- (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) وننزل:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالباء، خفيفة، وهى قراءة مجاهد.
شفاء ورحمة:
وقرئا:
بالنصب على الحال، وهى قراءة زيد بن على.
٨٣- (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً) ونأى:
١- من: النأى، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- وناء، وهى قراءة ابن عامر، وقيل: هو مقلوب «نأى» بمعنى: بعد وقيل: معناه: نهض بجانبه.
٨٩- (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) صرفنا:
قرىء:
٢- بتخفيفها، وهى قراءة الحسن.
٩٠- (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) تفجر:
قرىء:
١- تفجر، من «فجر» مخففا، وهى قراءة الكوفيين.
٢- تفجر، من «فجر»، مشددا، والتضعيف للمبالغة لا للتعدية، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- تفجر، من «أفجر»، وهى قراءة الأعمش، وعبد الله بن مسلم بن يسار.
٩٢- (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا) قبيلا:
وقرىء:
قبلا، وهى قراءة الأعرج.
١٠٢- (قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً) علمت:
قرىء:
١- بفتح التاء، على خطاب موسى لفرعون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم التاء، على إخبار موسى عن نفسه، وهى قراءة على بن أبى طالب، وزيد بن على، والكسائي.
١٠٦- (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا) فرقناه:
قرىء:
١- بتخفيف الراء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتشديد الراء، وهى قراءة أبى عبد الله، وعلى، وابن عباس، وأبى رجاء، وقتادة، والشعبي، وحميد:
وعمرو بن قائد، وزيد بن على، وعمرو بن ذر، وعكرمة، والحسن، بخلاف عنه.
قرىء:
أيا من تدعو، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
- ١٨- سورة الكهف
٢- (قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً) لدنه:
وقرىء:
بسكون الدال وإشمامها الضم وكسر النون، وهى قراءة أبى بكر.
ويبشر:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
بالرفع:
٥- (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) كبرت:
وقرئت:
بسكون الباء، وهى فى لغة تميم.
كلمة:
قرئت:
١- بالنصب، على التمييز، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع، على الفاعلية، وهى قراءة الحسن، وابن يعمر، وابن محيصن، والقواس، عن ابن كثير.
٦- (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) باخع:
قرىء:
١- بالتنوين، و «نفسك» بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالإضافة، على الأصل.
إن لم يؤمنوا:
قرىء:
٢- بفتحها، للمضى، يعنى: لأن لم يؤمنوا.
١٠- (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً) وهيىء:
وقرىء:
وهيى، بياءين من غير همز، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، والزهري.
رشدا:
قرىء:
١- بضم الراء وإسكان الشين، وهى قراءة أبى رجاء.
٢- بفتحهما، وهى قراءة الجمهور.
١٢- (ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) لنعلم:
قرىء:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، وهى قراءة الزهري.
١٦- (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً) مرفقا:
وقرىء:
١- بفتح الميم وكسر الفاء، وهى قراءة أبى جعفر، والأعرج، وشيبة، وحميد، وابن سعدان، ونافع، وابن عامر، وغيرهم.
٢- بكسر الميم وفتح الفاء، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وطلحة، والأعمش، وباقى السبعة.
١٧- (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم فى فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا) تزاور:
قرىء:
١- تزاور، بإدغام تاء «تتزاور» فى الزاى، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٣- تزور، على وزن «تحمر»، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وابن عامر، وقتادة، وحميد، ويعقوب، عن العمرى.
٤- تزوار، على وزن «تحمار»، وهى قراءة الجحدري، وأيوب السختياني، وابن أبى عبلة، وجابر.
٥- تزوئر، بهمزة قبل الراء، وهى قراءة ابن مسعود، وأبى المتوكل.
تقرضهم:
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالياء أي: يقرضهم الكهف، وهى قراءة فرقة.
١٨- (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً) ونقلبهم:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالياء، مشددا، أي يقلبهم الله، حكاها الزمخشري.
٣- بياء مفتوحة ساكنة القاف مخففة اللام، وهى قراءة الحسن.
٤- تقلبهم، مصدر «تقلب» على النصب بفعل مقدر، والتقدير: وترى، أو تشاهد، تقلبهم، حكاها ابن جنى، عن الحسن.
٥- تقلبهم، مصدر «تقلب»، على الرفع بالابتداء، وحكيت أيضا عن الحسن.
وكلبهم:
وقرىء:
وكالبهم أي: صاحب كلبهم، وهى قراءة أبى جعفر الصادق.
لو اطلعت:
قرىء:
١- بضم الواو وصلا، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش.
٢- بكسرها، وهى قراءة الجمهور.
قرىء:
١- بتشديد اللام والهمزة، وهى قراءة ابن عباس، والحرميين، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة.
٢- بتخفيف اللام والهمزة، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بتشديد اللام وإبدال الياء من الهمزة، وهى قراءة أبى جعفر.
٤- بتخفيف اللام والإبدال، وهى قراءة الزهري.
رعبا:
قرىء:
بضم العين، وهى قراءة أبى جعفر، وعيسى. (وانظر: الآية ١٥١، من سورة آل عمران) ١٩- (وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَسائَلُوا بَيْنَهُمْ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً) بورقكم:
قرىء:
١- بإسكان الراء، وهى قراءة أبى عمرو، وحمزة، وأبى بكر، والحسن، والأعمش، واليزيدي، ويعقوب من رواية خلف، وأبى عبيد، وابن سعدان.
٢- بكسرها، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بكسر الواو وإسكان الراء وإدغام القاف فى الكاف، وهى قراءة أبى رجاء.
٤- بكسر الواو والراء وإدغام القاف فى الكاف، وهى قراءة ابن محيصن.
٥- بكسر الواو وسكون الراء، دون إدغام، وحكيت عن الزجاج.
٦- بوارقكم، اسم جمع، مثل «باقر»، وهى قراءة على بن أبى طالب.
وليتلطف:
وقرىء:
١- بكسر لام الأمر، وهى قراءة الحسن.
٢- بضم الياء، مبنيا للمفعول، ورويت عن قتيبة.
وقرىء:
ببناء الفعل للفاعل، ورفع «أحد»، وهى قراءة أبى صالح، ويزيد بن القعقاع.
٢٠- (إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً) يظهروا:
وقرىء:
بضم الياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة زيد بن على.
٢١- (وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) غلبوا:
وقرىء:
بضم الغين وكسر اللام، وهى قراءة الحسن، وعيسى الثقفي.
٢٢- (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) ثلاثة:
وقرىء:
بإدغام الثاء فى التاء، وهى قراءة ابن محيصن.
خمسة:
وقرىء:
١- بفتح الخاء والميم، وهى لغة، وبها قرأ شبل بن عباد، عن ابن كثير.
٢- بكسر الخاء والميم وبإدغام التاء فى السين، وهى قراءة ابن محيصن.
٢٥- (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) مائة:
قرىء:
١- بغير تنوين مضافا إلى «سنين»، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وطلحة، ويحيى، والأعمش، والحسن، وابن أبى ليلى، وخلف، وابن سعدان، وابن عيسى الأصبهانى، وابن جبير الأنطاكى.
سنين:
وقرىء:
١- سنة، وهى قراءة أبى، وكذا هى فى مصحف عبد الله.
٢- سنون، بالواو، على إضمار: هى سنون، وهى قراءة الضحاك.
تسعا:
وقرىء:
بفتح التاء، وهى قراءة الحسن، وأبى عمرو، فى رواية اللؤلئى.
٢٦- (قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) أبصر.. وأسمع:
قرئا:
على الخبر، فعلين ماضيين، لا على التعجب، وهى قراءة عيسى.
يشرك:
قرىء:
١- بالياء على النفي، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء والجزم، وهى قراءة مجاهد.
قال يعقوب: لا أعرف وجهه.
٣- بالتاء والجزم، على النهى، وهى قراءة ابن عامر، والحسن، وأبى رجاء، وقتادة، والجحدري، وأبى حيوة، وزيد، وحميد بن وزير، عن يعقوب، والجعفي، واللؤلئي، عن بكر.
٢٨- (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) ولا تعد:
قرىء:
ولا تعد، من أعدى، وهى قراءة الأعمش.
وقرىء:
بفتح اللام، و «قلبه» بضم الباء، على إسناد الفعل إلى «القلب»، وهى قراءة عمرو بن فائد، وموسى الأسوارى، وعمرو بن عبيد.
٢٩- (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً) وقل الحق:
وقرىء:
١- بفتح اللام، و «الحق» بالنصب، وهى قراءة أبى السمال قعنب.
٣٠- (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) لا نضيع:
قرىء:
١- بضم النون وكسر الضاد، من «أضاع»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم النون والتشديد، من «ضيع»، عداه بالتضعيف، وهى قراءة عيسى الثقفي.
٣١- (أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً) أساور:
وقرىء:
أسورة، من غير ألف وبزيادة هاء، وهى قراءة أبان، عن عاصم.
ويلبسون:
وقرىء:
بكسر الباء، وهى قراءة أبان عن عاصم، وابن أبى حماد عن أبى بكر.
وإستبرق:
وقرىء:
بوصل الألف وفتح القاف، على أنه فعل ماض، «استفعل» من «البريقى»، وهى قراءة ابن محيصن.
وقرىء:
بنقل الهمزة إلى لام التعريف وإدغام لام «على» فيها، فتحذف لام «على» لتوهم سكون لام التعريف، والنطق به: علرائك، وهى قراءة ابن محيصن.
٣٣- (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً) فجرنا:
قرىء:
١- بتشديد الجيم، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتخفيف الجيم، وهى قراءة الأعمش، وسلام، ويعقوب، وعيسى بن عمر.
نهرا:
قرىء:
١- بفتح الهاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بسكون الهاء، وهى قراءة أبى السمال، وفياض بن غزوان، وطلحة بن سليمان.
٣٤- (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَراً) ثمر:
وقرىء:
١- بضم الثاء والميم، جمع ثمار، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وابن كثير، ونافع، وجماعة قراء المدينة.
٢- بفتح الثاء وإسكان الميم، تخفيفا وهى قراءة أبى رجاء، والأعمش، وأبى عمرو.
٣- بفتح الثاء، والميم، وهى قراءة أبى جعفر، والحسن، وجابر بن زيد، والحجاج، وعاصم، وأبى حاتم، ويعقوب عن ورش.
٣٦- (وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً) منها:
١- على التوحيد، وعود الضمير على «الجنة»، وهى قراءة الكوفيين، وأبى عمرو، وكذا فى مصاحف الكوفة والبصرة.
٢- منهما، على التثنية وعود الضمير على «الجنتين»، وهى قراءة ابن الزبير، وزيد بن على، وأبى بحرية، وأبى جعفر، وسيبه، وابن محيصن، وحميد، وابن مناذر، ونافع، وابن كثير، وابن عامر، وكذا فى مصاحف مكة والمدينة والشام.
٣٨- (لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً) لكنا:
وقرىء:
١- بتشديد النون، بغير ألف فى الوصل وبألف فى الوقف، وأصله: لكن أنا، نقلت حركة الهمزة إلى نون «لكن»، وحذفت الهمزة، فالتقى مثلان، فأدغم أحدهما فى الآخر، وهى قراءة الكوفيين، وأبى عمرو، وابن كثير، ونافع، فى رواية ورش وقالون.
٢- بإثبات الألف وقفا ووصلا، وهى قراءة ابن عامر، ونافع فى رواية المسيلى، وزيد بن على، والحسن، والزهري، وأبى بحرية، ويعقوب فى رواية، وأبى عمرو.
٣- لكن هو، بغير «أنا»، وهى قراءة عيسى الثقفي.
٣٩- (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً) أقل:
١- بالنصب، مفعولا ثانيا، ل «ترنى»، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالرفع، خبر «أنا» مبتدأ، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٤١- (أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً) غورا:
قرىء:
١- بفتح الغين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم الغين، وهى قراءة البرجمي.
٣- «غؤورا»، بضم الغين وهمز الواو، وبواو بعد الهمزة، وهى قراءة فرقة.
قرىء:
١- بالياء، لأن تأنيث «الفئة» مجاز، وهى قراءة الأخوين، ومجاهد، وابن وثاب، والأعمش، وطلحة، وأيوب، وخلف، وأبى عبيد، وابن سعدان، وابن عيسى الأصبهانى، وابن جرير.
٢- بالتاء، وهى قراءة باقى السبعة، والحسن، وأبى جعفر، وشيبة.
٤٤- (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً) الولاية:
قرىء:
١- بكسر الواو، بمعنى: الرياسة والرعاية، وهى قراءة الأخوين، والأعمش، وابن وثاب، وشيبة، وابن غزوان عن طلحة، وخلف، وابن سعدان، وابن عيسى الأصبهانى، وابن جرير.
٢- بفتحها، بمعنى: الموالاة والصلة، وهى قراءة باقى السبعة.
الحق:
وقرىء:
١- بالرفع، صفة ل «الولاية»، وهى قراءة النحويين، وحميد، والأعمش، وابن أبى ليلى، وابن مناذر، واليزيدي، وابن عيسى الأصبهانى.
٢- بالخفض، وصفا لله تعالى، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بالنصب، على التأكيد، وهى قراءة أبى حيوة، وزيد بن على، وعمرو بن عبيد، وابن أبى عبلة، وأبى السمال، ويعقوب، عن عصمة عن أبى عمرو.
عقبا:
وقرىء:
١- بسكون القاف والتنوين، وهى قراءة الحسن، والأعمش، وعاصم، وحمزة.
٢- بضم القاف والتنوين، وهى قراءة الجمهور.
٣- بألف التأنيث المقصورة، ورويت عن عاصم.
٤٥- (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) تذروه:
١- هذه قراءة الجمهور.
٢- تذريه، رباعيا، من «أذرى»، وهى قراءة ابن مسعود.
الرياح:
١- بالجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- الريح، بالإفراد، وهى قراءة زيد بن على، والحسن، والنخعي، والأعمش، وطلحة، وابن أبى ليلى، وابن محيصن، وخلف، وابن عيسى، وابن جرير.
٤٧- (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) نسير:
١- بالنون، و «الجبال» بالنصب، وهى قراءة نافع، وحمزة، والكسائي، والأعرج، وشيبة، وعاصم، وابن مشرف، وأبى عبد الرحمن.
وقرىء:
٢- تسير، بضم التاء، وفتح الياء المشددة المبنية للمفعول، و «الجبال» بالرفع، وهى قراءة ابن عامر، وابن كثير، وأبى عمرو، والحسن، وشبل، وقتادة، وعيسى، والزهري، وحميد، وطلحة، واليزيدي، والزبيري، عن رجاله عن يعقوب.
٣- يسير، بضم الياء الأولى وفتح الثانية المشددة، مبنيا للمفعول، و «الجبال» بالرفع، وهى قراءة الحسن.
٤- تسير، من «سار»، وهى قراءة ابن محيصن، ومحبوب عن أبى عمرو.
٥- سيرت، وهى قراءة أبى.
وترى:
وقرىء:
مبنيا للمفعول، وهى قراءة عيسى.
نغادر:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالتاء، بالإسناد إلى القدرة، أو الأرض، وهى قراءة قتادة.
٣- بالتاء، مبنيا للمفعول و «أحد» بالرفع، وهى قراءة أبان بن يزيد عن عاصم
٥١- (ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) وما كنت:
وقرىء:
بفتح التاء، خطابا للرسول صلى الله عليه وسلم، وهى قراءة أبى جعفر، والجحدري، والحسن، وشيبة.
متخذ المضلين:
وقرىء:
متخذا المضلين، بإعمال اسم الفاعل، وهى قراءة على بن أبى طالب.
عضدا:
وقرىء:
١- بفتح العين وسكون الضاد، وهى قراءة عيسى.
٢- بضمتين، وهى قراءة شيبة، وأبى عمرو.
٣- بكسر العين وفتح الضاد، وهى قراءة الضحاك.
٥٢- (وَيَوْمَ يَقُولُ نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً) يقول:
١- بالياء، أي الله، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالنون، وهى قراءة الأعمش، وطلحة، ويحيى، وابن أبى ليلى، وحمزة، وابن مقسم.
شركائى:
١- بالمد، مضافا إلى الياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- مقصورا، مضافا إلى الياء، وهى قراءة أهل مكة.
٥٣- (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً) مواقعوها:
وقرىء:
قال أبو حيان. والأولى جعله تفسيرا، لمخالفته سواد المصحف.
٢- ملاقوها، بالفاء مشددة، من «لففت»، وقد رويت عن علقمة.
مصرفا:
وقرىء:
بفتح الراء، وهى قراءة زيد بن على.
٥٥- (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا) قبلا:
قرىء:
١- بضم القاف والباء، وهى قراءة الحسن، والأعرج، والأعمش، وابن أبى ليلى، وخلف، وأيوب، وابن سعدان، وابن عيسى الأصبهانى، وابن جرير، والكوفيين.
٢- بكسر القاف وفتح الباء أي: عيانا، وهى قراءة باقى السبعة، ومجاهد، وعيسى بن عمر.
٣- بضم القاف وسكون الياء، على التخفيف، وهى لغة تميم، وبها قرأ أبو رجاء.
٤- بفتحتين أي: مستقبلا، حكاها ابن قتيبة عن الحسن، وحكاها الزمخشري.
٥- قبلا، بفتح القاف وياء مكسورة بعدها ياء، وهى قراءة أبى بن كعب، وابن غزوان عن طلحة.
٥٨- (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا) موئلا:
١- بسكون الواو وهمزة بعدها مكسورة، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- مولا، بتشديد الواو من غير همز ولا ياء، وهى قراءة الزهري.
٣- مولا، بكسر الواو خفيفة من غير همز ولا ياء، وهى قراءة أبى جعفر.
٥٩- (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) لمهلكهم:
قرىء:
٢- بفتحها، وهو زمان الهلاك، وهى قراءة حفص، وهارون، عن أبى بكر.
٣- بفتح الميم وكسر اللام، مصدرا، وهى قراءة حفص أيضا.
٦٠- (وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) مجمع:
١- بفتح الميم، وهى قراءة الجمهور، وهى القياس.
وقرىء:
٢- بكسر الميم الثانية، وهى قراءة الضحاك، وعبد الله بن مسلم بن يسار.
حقبا:
١- بضمها، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بإسكان القاف، وهى قراءة الضحاك.
٦٣- (قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) وما أنسانيه:
وقرىء:
بإمالة السين، عن الكسائي.
أن أذكره:
وقرىء:
أن أذكركه، وهى قراءة عبد الله، وكذا هى فى مصحفه.
واتخذ:
قرىء:
واتخاذ، على المصدر، وهى قراءة أبى حيوة.
٦٤- (قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً) نبغ:
قرىء:
٢- أما الوقف فالأكثر فيه طرح الياء، اتباعا لرسم المصحف.
٣- وأثبتها فى الحالين ابن كثير.
٦٥- (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) لدنا:
وقرىء:
بتخفيف النون، وهى لغة، وبها قرأ أبو زيد، عن أبى عمرو.
٦٦- (قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) رشدا:
قرىء:
١- بفتحتين، وهى قراءة الحسن، والزهري، وأبى بحرية، وابن محيصن، وابن مناذر، ويعقوب، وأبى عبيد، واليزيدي، وكذا هى قراءة أبى عمرو، من السبعة.
٢- بضم الراء وإسكان الشين، وهى قراءة باقى السبعة.
٦٨- (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) خبرا:
وقرىء:
بضم الباء، وهى قراءة الحسن، وابن هرمز.
٧٠- (قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) فلا تسألنى:
قرىء:
١- بالهمزة وسكون اللام وتشديد النون، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
٢- بفتح السين واللام، من غير همز، مشددة النون، ورويت عن أبى جعفر.
٣- بالهمز وسكون اللام وتخفيف النون، وهى قراءة باقى السبعة.
٧١- (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً) لتغرق:
قرىء:
٢- بالتاء المضمومة وإسكان الغين وكسر الراء، و «أهلها» بالنصب، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بالتاء المضمومة وفتح الغين وشد الراء، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء.
٧٤- (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً) زكية:
وقرىء:
١- بغير ألف وبتشديد الياء، وهى قراءة زيد بن على، والحسن، والجحدري، وابن عامر، والكوفيين.
٢- زاكية، بالألف، وهى قراءة ابن عباس، والأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، وابن محيصن، وحميد، والزهري، ونافع، واليزيدي، وابن مسلم، وزيد بن بكر عن يعقوب، والتمار عن رويس عنه، وأبى عبيد، وابن جبير الأنطاكى، وابن كثير، وأبى عمرو.
نكرا:
١- بإسكان الكاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- برفعها، حيث كان منصوبا، وهى قراءة نافع، وأبى بكر، وابن ذكوان، وأبى جعفر، وشيبة، وطلحة، ويعقوب، وأبى حاتم ٧٦- (قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً) فلا تصاحبنى:
١- من المصاحبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- فلا تصحبنى، مضارع «صحب»، وهى قراءة عيسى، ويعقوب.
٣- فلا تصحبنى، بضم التاء، وكسر الحاء، مضارع «أصحب»، ورويت عن عيسى أيضا.
٤- فلا تصحبنى، بفتح التاء والباء وشد النون، وهى قراءة الأعرج.
لدنى:
١- بإدغام نون «لدن» فى نون الوقاية، التي اتصلت بياء المتكلم، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتخفيف النون، وهى نون «لدن» اتصلت بياء المتكلم، وهو القياس، وهى قراءة نافع، وعاصم.
عذرا:
قرىء:
١- بضم الذال، وهى قراءة عيسى.
٢- عذرى، بكسر الراء مضافا إلى ياء المتكلم، ورويت عن أبى عمرو، وعن أبى.
٧٧- (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) يضيفوهما:
١- بالتشديد، من «ضيف»، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بكسر الضاد وإسكان الياء، من «أضاف»، وهى قراءة ابن الزبير، والحسن، وأبى رجاء، وأبى زيد، وابن محيصن، وعاصم فى رواية المفضل، وأبان.
ينقض:
وقرىء:
١- بضم الياء وفتح القاف والضاد، مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى.
٢- يناقص، بالصاد غير معجمة مع الألف، «ينفعل» اللازم، من: قاص يقيص، أي كثر، تقول: قصيته، فانقاص، وهى قراءة على، وعكرمة، وأبى شيخ حيوان بن خالد الهنائى، وخليد بن سعد، ويحيى بن يعمر.
٣- ينقاض، بألف وضاد معجمة، تقول: قضته فانقاض أي: هدمته فانهدم، وهى قراءة الزهري.
لاتخذت:
وقرىء:
بتاء مفتوحة وخاء مكسورة، وهى قراءة عبد الله، والحسن، وقتادة، وابن بحرية.
٧٨- (قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) فراق بينى:
قرىء:
١- بالتنوين، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٧٩- (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) مساكين:
قرىء:
١- بتخفيف السين، جمع مسكين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتشديد السين، جمع مساك، جمع تصحيح، وهى قراءة على.
٨٠- (وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً) وكان أبواه مؤمنين:
قرىء:
وكان أبواه مؤمنان، على أن فى «كان» ضمير الشأن، والجملة فى موضع خبر ل «كان»، وهى قراءة أبى سعيد الخدري، والجحدري.
٨١- (فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً) يبدلهما:
قرىء:
١- بالتشديد، وهى قراءة نافع، وأبى عمرو، وأبى جعفر، وشيبة، وحميد، والأعمش، وابن جرير.
٢- بالتخفيف، وهى قراءة باقى السبعة.
رحما:
وقرىء:
١- بضم الراء والحاء، وهى قراءة ابن عامر، وأبى جعفر.
٢- بفتح الراء وكسر الحاء، وهى قراءة ابن عباس.
٨٥- (فَأَتْبَعَ سَبَباً) فأتبع:
قرىء:
١- بالتخفيف، وهى قراءة زيد بن على، والزهري، والأعمش، وطلحة، وابن أبى ليلى، والكوفيين، وابن عامر.
٢- بالتشديد، وهى قراءة باقي السبعة.
قرىء:
١- حامية، بالياء، وهى قراءة عبد الله، وطلحة بن عبد الله، وعمرو بن العاصي، وابن عمر، وعبد الله ابن عمرو، ومعاوية، والحسن، وزيد بن على، وابن عامر، وحمزة، والكسائي.
٢- حمئة، بهمزة مفتوحة وهى قراءة ابن عباس، وباقى السبعة، وشيبة، وحميد، وابن أبى ليلى، ويعقوب، وأبى حاتم، وابن جبير الأنطاكى.
٣- بتليين الهمزة، وهى قراءة الزهري.
٨٨- (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً) جزاء:
قرىء:
١- بالنصب والتنوين، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وحفص، وأبى بحرية، والأعمش، وطلحة، وابن مناذر، ويعقوب، وأبى عبيد، وابن سعدان، وابن عيسى الأصبهانى، وابن جبير الانطاكى، ومحمد بن جرير.
٢- بالرفع والإضافة وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بالرفع، على أنه مبتدأ، و «له» الخبر، و «الحسنى» بدل، من «جزاء»، وهى قراءة عبد الله ابن أبى إسحاق.
٤- بالنصب من غير تنوين والإضافة، وهى قراءة ابن عباس، ومسروق.
يسرا:
وقرىء:
بضم السين، وهى قراءة أبى جعفر.
٨٩- (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً) أتبع:
انظر (الآية: ٨٥ من هذه السورة ص: ٦٤٥).
٩٠- (حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً) مطلع:
قرىء:
٢- بكسرها، وهو سماع فى أحرف معدودة، وهى قراءة الجمهور.
٩٢- (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً) أتبع:
انظر (الآية: ٨٥ من هذه السورة ص: ٦٤٥).
٩٣- (حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا) السدين:
قرىء:
١- بفتح السين، وهى قراءة مجاهد، وعكرمة، والنخعي، وحفض، وابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بضمها، وهى قراءة باقى السبعة.
قال الكسائي: هما لغتان بمعنى واحد.
يفقهون:
وقرىء:
بضم الياء وكسر القاف، أي: يفقهون السامع كلامهم، وهى قراءة الأعمش، وابن أبى ليلى، وخلف، وابن عيسى الأصبهانى، وحمزة، والكسائي.
٩٤- (قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا) يأجوج ومأجوج:
قرئا:
١- بالهمز، وهى لغة بنى أسد، وبها قرأ عاصم، والأعمش، ويعقوب فى رواية.
٢- بألف غير مهموزة، وهى لغة كل العرب غير بنى أسد، وبها قرأ باقى السبعة.
خرجا:
وقرىء:
١- خراجا بالألف، وهى قراءة الحسن، والأعمش، وطلحة، وخلف، وابن سعدان، وابن عيسى الأصبهانى، وابن جبير الأنطاكى ومن السبعة: حمزة، والكسائي.
سدا:
قرىء:
١- بضم السين، وهى قراءة نافع، وابن عامر، وأبى بكر.
٢- بفتحها، وهى قراءة ابن محيصن، وحميد، والزهري، والأعمش، وطلحة، ويعقوب فى رواية، وابن عيسى الأصبهانى، وابن جرير.
٩٥- (قال ما مكننى فيه ربى خير فأعينونى بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما) ما مكننى:
١- بنونين متحركتين، وهى قراءة ابن كثير، وحميد.
وقرىء:
٢- بإدغام نون «مكن» ونون الوقاية، وهى قراءة باقى السبعة.
٩٦- (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) زبر:
١- بفتح الباء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بضمها، وهى قراءة الحسن.
الصدفين:
قرىء:
١- بضم الصاد والدال، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، وابن عامر، والزهري، ومجاهد، والحسن.
٢- بضم الصاد وإسكان الدال، وهى قراءة أبى بكر، وابن محيصن، وأبى رجاء، وأبى عبد الرحمن.
٣- بفتحهما، وهى قراءة باقى السبعة، وأبى جعفر، وشيبة، وحميد، وطلحة، وابن أبى ليلى، وجماعة عن يعقوب، وخلف فى أخباره، وأبى عبيد، وابن سعدان.
٤- بالفتح وإسكان الدال، وهى قراءة ابن جندب، ورويت عن قتادة.
٥- بالفتح وضم الدال، وهى قراءة الماجشون.
٦- بضم الصاد وفتح الدال، وهى قراءة قتادة، وأبان عن عاصم.
١- آتوني أي: أعطونى، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- ائتوني أي: جيئونى، وهى قراءة الأعمش، وطلحة وأبى بكر، بخلاف عنه.
٩٧- (فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً) فما اسطاعوا:
١- بحذف التاء تخفيفا، لقربها من الطاء وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بإدغامها، فى الطاء، وهو إدغام على غير حده، وهى قراءة حمزة، وطلحة.
وقال أبو على: هى غير جائزة ٣- فما اصطاعوا، بالإبدال من السين صادا، لأجل الطاء، وهى قراءة الأعمش، عن أبى بكر.
٤- فما استطاعوا، بالتاء من غير حذف، وهى قراءة الأعمش.
٩٨- (قال هذا رحمة من ربى فإذا جاء وعد ربى جعله دكا وكان وعد ربى حقا) هذا رحمة:
وقرىء:
هذه رحمة، بتأنيث اسم الإشارة، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
دكا:
قرىء:
١- بالمد، ممنوع الصرف، وهى قراءة الكوفيين.
٢- دكا، منونا، مصدر: دككتة، وهى قراءة باقى السبعة.
١٠٢- (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلًا) أفحسب:
وقرىء:
١- بإسكان السين وضم الباء، مضافا إلى «الذين»، وهى قراءة على بن أبى طالب، وزيد بن على ابن الحسين، ويحيى بن يعمر، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة، ونعيم بن ميسرة، والضحاك، وابن أبى ليلى، وابن كثير، ويعقوب، بخلاف عنهما، وابن محيصن، وأبى حيوة، والشافعي، ومسعود بن صالح.
١٠٥- (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) فحبطت:
قرىء:
١- بفتح الباء، وهي قراءة ابن عباس، وأبى السمال.
٢- بكسرها، وهى قراءة الجمهور.
فلا نقيم:
وقرىء:
فلا يقوم، مضارع «قام»، رويت عن مجاهد، وابن محيصن، ويعقوب، بخلاف عنهم.
١٠٩- (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) تنفد:
وقرىء:
ينفد، بالياء.
مددا:
وقرىء:
١- مدادا، عن ابن عباس.
٢- مددا، بكسر الميم، جمع «مدة»، وهى ما يستمده الكاتب فيكتب به، وهى قراءة الأعرج.
تتمه الباب العاشر القراءات فى القران الكريم
- ١٩- سورة مريم
١- كهيعص كهيعص:
قرىء:
١- بكسر الهاء والياء، وهى قراءة على، ويحيى.
٢- بين الفتح والكسر، وإلى الفتح أقرب، وهى قراءة نافع.
٣- بكسر الهاء وفتح الياء، وهى قراءة أبى عمرو.
٤- بفتح الهاء وكسر الياء، وهى قراءة حمزة.
٥- بضمهما، وهى قراءة الحسن.
٦- بفتحهما، وهى قراءة غيرهم.
٥- وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا من ورائي:
وقرىء:
من وراى، بالقصر، وهى قراءة ابن كثير.
٨- قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا عتيا:
قرىء:
١- بكسر العين، وهى قراءة ابن وثاب، وحمزة، والكسائي.
٢- بفتحها، وهى قراءة ابن مسعود.
٣- عسيا، وهى قراءة أبى، ومجاهد.
٩- قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً خلقتك:
وقرىء:
خلقناك، وهى قراءة الأعمش، والكسائي، وابن وثاب.
١٧- فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا
روحنا:
وقرىء:
٢- بتشديد النون، اسم ملك، ذكرها النقاش.
١٩- قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا
لأهب:
قرىء:
١- بالياء، أي: ليهب ربك، وهى قراءة شيبة، وأبى الحسن، وأبى بحرية، والزهري، وابن مناذر، ويعقوب، واليزيدي، ومن السبعة: نافع، وأبو عمرو.
٢- بهمزة للتكلم، وهى قراءة الجمهور، وباقى السبعة.
٢٣- فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا فأجاءها:
١- أي: ساقها، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بإمالة فتحة الجيم، وهى قراءة الأعمش، وطلحة.
٣- فأجاها، من المفاجأة، وهى قراءة حماد بن سلمة، عن عاصم.
المخاض:
وقرىء:
بكسر الميم، وهى قراءة ابن كثير، فى رواية.
نسيا:
قرىء:
١- بكسر النون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحها، وهى قراءة ابن وثاب، وطلحة، والأعمش، وابن أبى ليلى، وحمزة، وحفص.
٣- بكسر النون، والهمز مكان الياء، وهى قراءة محمد بن كعب القرظي.
٤- بفتح النون والهمز، وهى قراءة بكر بن حبيب، ومحمد بن كعب أيضا.
٥- بفتح النون والسين من غير همز، وهى قراءة بكر بن حبيب أيضا.
منسيا:
وقرى:
بكسر الميم، اتباعا لحركة السين، وهى قراءة الأعمش، وأبى جعفر، فى رواية.
٢٤- فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا
وقرىء:
فخاطبها، وهى قراءة زر، وعلقمة.
قال أبو حيان: وينبغى أن يكون تفسيرا لا قراءة، لأنها مخالفة لسواد المصحف المجمع عليه.
من تحتها:
قرىء:
١- من، حرف جر، وهى قراءة البراء بن عازب، وابن عباس، والحسن، وزيد بن على، والضحاك، وعمرو بن ميمون، ونافع، وحمزة، والكسائي، وحفص.
٢- من، بفتح الميم، بمعنى: الذي، وهى قراءة الابنين، والأبوين، وعاصم، وزر، ومجاهد، والجحدري، والحسن، وابن عباس.
٢٥- وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا تساقط:
وقرىء:
١- بفتح التاء والسين وشدها بعدها ألف، وفتح القاف، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح التاء، والسين مخففة، بعدهما ألف، وفتح القاف، وهى قراءة الأعمش، وطلحة، وابن وثاب، ومسروق، وحمزة.
٣- مضارع «ساقطت»، وهى قراءة حفص.
٤- تتساقط، بتاءين، وهى قراءة أبى السمال.
٥- يساقط، بالياء من تحت، مضارع «ساقط»، وهى قراءة البراء بن عازب، والأعمش.
٦- تسقط، بالتاء مضمومة وكسر القاف، وهى قراءة أبى حيوة، ومسروق.
٧- يسقط، بالياء مضمومة وكسر القاف.
جنيا:
وقرىء:
بكسر الجيم، اتباعا لحركة النون، وهى قراءة طلحة بن سليمان.
٢٦- فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا
وقرىء:
بكسر القاف، وهى لغة تجديدة.
ترين:
قرىء:
١- ترئن، بالإبدال من الياء همزة، وهى قراءة أبى عمرو، فيما روى عنه ابن رومى.
٢- ترؤن، بالهمزة أيضا بدل الواو، ورويت عن أبى عمرو أيضا.
٣- ترين، بسكون الياء وفتح النون خفيفة، وهى قراءة طلحة، وأبى جعفر.
قال ابن جنى: وهي شاذة، يعنى أن الجازم لم يؤثر فيحذف النون.
٢٧- فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا فريا:
وقرىء:
١- بسكون الراء، وهى قراءة أبى حيوة.
٢- فرئا، بالهمزة، فيما نقل ابن خالويه.
٣١- وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا ما دمت:
وقرىء:
١- بضم الدال، وهى قراءة عاصم، وجماعة.
٢- بكسر الدال، وهى قراءة أهل المدينة، وابن كثير، وأبى عمرو.
٣٢- وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا وبرا:
وقرىء:
بكسر الباء، على حذف مضاف، أي: وذابر، وإما على المبالغة.
٣٤- ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ قول الحق:
وقرىء:
١- بالنصب، على المصدر، وهى قراءة زيد بن على، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، وابن أبى إسحاق، والحسن، ويعقوب.
٣- قال، يألف ورفع اللام، وهى قراءة ابن مسعود، والأعمش.
٤- قول، بضم القاف والرفع، وهى قراءة الحسن.
قال أبو حيان: وهى مصادر كلها.
٥- قال، فعلا ماضيا، ورفع «الحق»، وهى قراءة طلحة، والأعمش، فى رواية، زائدة. والمعنى: قال الحق، وهو الله، وتكون: «الذي» على هذا، خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو.
تمترون:
١- بتاء الخطاب، وهذه قراءة على، والسلمى، وداود بن أبى هند، ونافع، فى رواية، والكسائي، فى رواية.
وقرىء:
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
٣٦- وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ وإن:
قرىء:
١- بكسر الهمزة، على الاستئناف، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالكسر، دون واو، وهى قراءة أبى.
٣- بالفتح وواو، على معنى: ولأنه ربى وربكم، وهى قراءة الحرمين، وأبى عمرو.
٤٠- إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ يرجعون:
١- بالياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالتاء، من فوق، وهى قراءة الأعرج.
٣- بالياء، مبنيا للفاعل، وهى قراءة السلمى، وابن أبى إسحاق، وعيسى.
٤٧- قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا سلام:
وقرىء:
سلاما، بالنصب، وهى قراءة أبى البرهسم.
وقرىء:
١- بفتح اللام، أي: أخلصه الله للعبادة، وهى قراءة الكوفيين، وأبى رزين، ويحيى، وقتادة.
٢- بكسر اللام، وهى قراءة باقى السبعة والجمهور.
٥٥- وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا مرضيا:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء: ٢- مرضوا، مصححا، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٥٨- أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا تتلى:
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالياء، وهى قراءة عبد الله، وأبى جعفر، وشيبة، وشبل بن عبادة، وأبى حيوة، وعبد الله بن أحمد العجلى، عن حمزة، وقتيبة، فى رواية، وورش، فى رواية النحاس، وابن ذكوان، فى رواية التغلبي.
وبكيا:
١- بضم الباء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بكسرها، اتباعا لحركة الكاف، وهى قراءة عبد الله، ويحيى، والأعمش، وحمزة، والكسائي.
٥٩- فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا يلقون:
وقرىء:
بضم الياء وفتح اللام وشد القاف، فيما حكى الأخفش.
٦٠- إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً يدخلون:
وقرىء:
٢- سيدخلون، بسين الاستقبال، مبنيا للفاعل، وهى قراءة ابن غزوان، عن طلحة.
٦١- جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا جنات:
١- جنات، نصبا جمعا، بدل من «الجنة»، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- جنات، رفعا جمعا، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة، وعيسى بن عمر، والأعمش، وأحمد بن موسى، عن أبى عمرو.
٣- جنة عدن، نصبا مفردا، وهى قراءة الحسن بن حى، وعلى بن صالح، ورويت عن الأعمش، وهى كذلك فى مصحف عبد الله.
٤- جنة، رفعا مفردا، وهى قراءة اليماني، والحسن، وإسحاق بن يوسف الأزرق، عن حمزة.
٦٣- تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا نورث:
١- بضم النون وسكون الواو وكسر الراء، مخففة، مضارع «أورث»، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بضم النون وفتح الواو وتشديد الراء، وهى قراءة الحسن، والأعرج، وقتادة، ورويس، وحميد، وابن أبى عبلة، وأبى حيوة، ومحبوب، عن أبى عمرو.
٦٤- وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا نتنزل:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور، عنى جبريل نفسه والملائكة.
وقرىء:
٢- بالياء، على أنه خبر من الله، وهى قراءة الأعرج.
٦٥- رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا هل تعلم:
وقرىء:
١- بإظهار اللام عند التاء، وهى قراءة الجمهور.
٦٦- وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا أئذا:
١- بهمزة الاستفهام، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- إذا، بدون همزة الاستفهام، وهى قراءة فرقة، منهم: ابن ذكوان، بخلاف عنه.
لسوف:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- سأخرج، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
أخرج:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة.
٦٧- أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً أولا يذكر:
وقرىء:
١- خفيفا، مضارع «ذكر»، وهى قراءة أبى بحرية، والحسن، وشيبة، وابن أبى ليلى، وابن مناذر، وأبى حاتم، ومن السبعة: عاصم، وابن عامر، ونافع.
٢- بفتح الذال والكاف وتشديدهما، أصله: يتذكر، وأدغمت التاء فى الذال، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- يتذكر، على الأصل، وهى قراءة أبى.
٦٨- فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا جثيا:
وقرىء:
بكسر الجيم، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
وقرىء:
بكسر العين، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
أيهم:
١- بالرفع، وهى حركة بناء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالنصب، مفعولا «لننزعن»، وهى قراءة طلحة بن مصرف، ومعاذ بن مسلم الهراء، وزائدة، عن الأعمش.
٧٢- ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا ثم:
١- بضم الثاء، حرف عطف، على أن الورود عام، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بفتح الثاء، أي: هناك، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وأبى، وعلى، والجحدري، وابن أبى ليلى، ومعاوية بن قرة، ويعقوب.
٣- ثمه، بهاء السكت، وهكذا عن ابن أبى ليلى فى الوقف.
ننجى:
١- بفتح النون، وتشديد الجيم، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بإسكان النون وتخفيف الجيم، وهى قراءة يحيى، والأعمش، والكسائي، وابن محيصن.
٣- نجى، بنون واحدة مضمومة وجيم مشددة، وهى قراءة فرقة.
٤- ننحى، بحاء مهملة، مضارع «نحى»، وهى قراءة على.
٧٣- وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا تتلى:
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بالياء، وهى قراءة أبى حيوة، والأعرج، وابن محيصن.
قرىء:
١- بفتح الميم، وهى قراءة الجمهور ٢- بضم الميم، وهى قراءة ابن كثير، وابن محيصن، وحميد، والجعفي، وأبى حاتم، عن أبى عمرو.
٧٤- وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً ورئيا:
١- بالهمز، من رؤية العين، فعل، بمعنى: مفعول، كالطحن والسقي، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بتشديد الياء من غير همز، وهو إما من «الرواء» مهموز الأصل، سهلت همزته بإبدالها ياء، ثم أدغمت الياء فى الياء، وإما من «الري» ضد العطش، وهى قراءة الزهري، وأبى جعفر، وشيبة، وطلحة، فى رواية الهذلي، وأيوب، وابن سعدان، وابن ذكوان، وقالون.
٣- ورياء، بياء بعدها ألف بعدهما همزة، من المراءاة، أي: يرى بعضهم بعضا حسنة. حكاهما اليزيدي.
٤- وريا، من غير همز ولا تشديد، من الرواء، فصار: ورئيا، ثم نقلت حركة الهمزة إلى الياء وحذفت، أو من «الري»، وحذفت إحدى الياءين تخفيفا، وهى قراءة ابن عباس، فيما روى عن طلحة.
٥- وزيا، بالزاي، مشدد الياء، وهى البزة الحسنة، وهى قراءة ابن عباس أيضا، وابن جبير، ويزيد البربري، والأعسم المكي.
٧٧- أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً ولدا:
١- بفتح الواو واللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرىء:
٢- بضم الواو وإسكان اللام، وهى قراءة الأعمش، وطلحة، والكسائي، وابن أبى ليلى، وابن عيسى الأصبهانى.
٣- بكسر الواو وسكون اللام، وهى قراءة عبد الله، ويحيى بن يعمر.
٧٨- أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً أطلع:
وقرىء:
٢- بكسر الهمزة، فى الابتداء وحذفها فى الوصل، لدلالة «أم» عليها.
٧٩- كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا كلا:
قرئ:
بالفتح والتنوين، وانتصابه على إضمار فعل من لفظه، وتقديره: كلوا كلا عن عبادة الله، أو نحو ذلك، أي:
انحرفوا، وكنى بالكتابة عما يترتب عليها من الجزاء، فلذلك دخلت السين، وهى قراءة أبى نهيك.
سنكتب:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء مضمومة، وهى قراءة الأعمش.
٣- بتاء مفتوحة، مبنيا للمفعول، ورويت عن عاصم.
ونمد:
وقرئ:
بضم النون، مضارع «أمد»، وهى قراءة على بن أبى طالب.
٨٢- كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا كلا:
قرئ:
بالفتح والتنوين، وانتصابه على إضمار فعل من لفظه (ظ: الآية: ٧٩)، وهى قراءة أبى نهيك.
٨٩- لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا إدا:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة على بن أبى طالب، وأبى عبد الرحمن.
٩٠- تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا تكاد:
قرئ:
٢- بالتاء، وهى قراءة باقى السبعة.
يتفطرن:
١- بالتاء والتشديد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ينفطرن، بالنون، مضارع «انفطر»، وهى قراءة أبى عمرو، وحمزة، وأبى بكر، عن عاصم، وابن عامر، وأبى بحرية، والزهري، وطلحة، وحميد، واليزيدي، ويعقوب، وأبى عبيد.
٣- يتصدعن، وهى قراءة ابن مسعود.
قال أبو حيان: وينبغى أن يجعل هذا تفسيرا، لمخالفتها سواد المصحف المجمع عليه.
٩٣- إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً آتى الرحمن:
١- بالإضافة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- آت، بالتنوين، ونصب «الرحمن»، وهى قراءة عبد الله، وابن الزبير، وأبى حيوة، وطلحة، وأبى بحرية، وابن أبى عبلة، ويعقوب.
٩٦- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ودا:
١- بضم الواو، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة أبى الحارث الحنفي.
٣- بكسرها، وهى قراءة جناح بن حبيش.
٩٨- وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً تحس:
١- بضم التاء، مضارع «أحس»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح التاء وضم الحاء، من: «حسه»، إذا شعر به، وهى قراءة أبى حيوة، وأبى بحرية، وابن أبى عبلة، وأبى جعفر المدني.
وقرئ:
١- بضم التاء، مبنيا للمفعول، مضارع «أسمعت»، وهى قراءة حنظلة.
- ٢٠- سورة طه
٢- ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ما أنزلنا:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ما نزل، بنون مضمومة وزاى مكسورة، مشددة، مبنيا للمفعول، وهى قراءة طلحة.
٤- تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى تنزيلا:
وقرئ:
تنزيل، بالرفع، على إضمار «هو»، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
١٠- إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً لأهله امكثوا:
وقرئ:
١- بضم الهاء، وهى قراءة الأعمش، وطلحة، وحمزة، ونافع، فى رواية.
٢- بكسرها، وهى قراءة الجمهور.
١٢- إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً إنى:
قرئ:
١- بكسر الهمزة، على إضمار «القول» عند البصريين، وعلى معاملة النداء معاملة «القول» عند الكوفيين، وهى قراءة الجمهور.
١- بفتحها، على تقدير: بأنى أنا ربك، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
م ٢- الموسوعة القرآنية ج ٦)
قرئ:
١- بكسر الطاء، منونا، وهى قراءة الحسن، والأعمش، وأبى حيوة، وابن أبى إسحاق، وأبى السمال، وابن محيصن.
٢- بضمها، منونا، وهى قراءة الكوفيين.
٣- بضمها غير منون، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٤- بكسرها، غير منون، وهى قراءة أبى زيد، عن أبى عمرو.
١٣- وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى وأنا اخترتك:
١- بضمير المتكلم، المفرد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- وأنا اخترناك، بفتح الهمزة وشد النون، وهى قراءة طلحة، والأعمش، وابن أبى ليلى، وحمزة، وخلف، فى اختياره.
٣- وأنى اخترتك، بفتح الهمزة وياء المتكلم، وهى قراءة أبى.
١٤- إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي لذكرى:
وقرئ:
١- للذكرى، بلام التعريف وألف التأنيث، وهى قراءة السلمى، والنخعي.
٢- لذكرى، بألف التأنيث، بغير لام التعريف، وهى قراءة فرقة.
٣- للذكر، وهى قراءة فرقة.
١٥- إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى أخفيها:
وقرئ:
١- بضم الهمزة، مضارع «أخفى»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحها، وهى قراءة أبى الدرداء، وابن جبير، والحسن، ومجاهد، وحميد، ورويت عن ابن كثير، وعاصم.
وقرئ:
بكسر التاء، وهى قراءة يحيى.
١٨- قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى عصاى:
قرئ:
١- عصى، بقلب الألف ياء وإدغامها فى ياء المتكلم، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، والجحدري.
٢- عصاى، بكسر الياء، وهى قراءة الحسن، ورويت عن ابن أبى إسحاق، وأبى عمرو، معا ٣- عصاى، بسكون الياء، وهى قراءة الجحدري.
وأهش:
١- بضم الياء، والشين المعجمة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الهاء والشين المعجمة، وهى قراءة النخعي.
٣- بضم الهاء والشين غير معجمة، والهش: السوق، وهى قراءة الحسن، وعكرمة.
٤- بضم الهمز والشين المعجمة، من «أهش» رباعيا، ذكرها الزمخشري، عن النخعي.
غنمى:
وقرئ:
بسكون النون، وهى قراءة فرقة.
مآرب:
وقرئ:
مارب، بغير همز، أي: بغير همز محقق، يعنى التسهيل، وهى قراءة الزهري، وشيبة.
٣١- اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي اشدد:
١- أمر من «شد»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٣- أشدد، مضارع «شدد» للتكثير، وهى قراءة الحسن ٣٢- وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي أشركه:
١- بفتح الهمزة، الأمر من «أشرك»، وهى قراءة الجمهور وقرئ:
٢- بضمها، مضارع مجزوم، وهى قراءة الحسن، وزيد بن على، وابن عامر.
٣٩- أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ولتصنع:
١- بكسر اللام، وضم التاء ونصب الفعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح التاء، وهى قراءة الحسن، وأبى نهيك.
٤٠- إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى تقر:
١- بفتح التاء والقاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح التاء وكسر القاف، وهى قراءة فرقة.
وهما لغتان.
٣- بضم التاء وفتح القاف، مبنيا للمفعول، وهى قراءة جناح بن حبيش.
٤٢- اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي ولا تنيا:
وقرئ:
١- بكسر التاء، اتباعا لحركة النون، وهى قراءة ابن وثاب.
٢- ولا تهنا، وكذا هى فى مصحف عبد الله.
وقرئ:
بفتح اللام، فعلا ماضيا، فى موضع الصفة ل «كل شىء» وهى قراءة عبد الله، وأبى نهيك، وابن أبى إسحاق، والأعمش، والحسن، ونصير، عن الكسائي، وابن نوح، عن قتيبة، وسلام.
٥٢- قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى لا يضل:
وقرئ:
١- بضم الياء، مبنيا للفاعل، أي: لا يضل الله ذلك الكتاب فيضيع ولا ينسى ما أثبته فيه، وهى قراءة الحسن، وقتادة، والجحدري، وحماد بن سلمة، وابن محيصن، وعيسى الثقفي.
٢- بضم الياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة السلمى.
ولا ينسى:
وقرئ:
بضم الياء مبنيا للمفعول، وهى قراءة السلمى.
وهى وما قبلها «لا يضل»، على قراءة السلمى، صفتان لموصوف محذوف، أي: لا يضله ربى ولا ينساه.
٥٣- الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى مهدا:
١- بفتح الميم وإسكان الهاء، وهى قراءة الأعمش، وطلحة، وابن أبى ليلى، وعاصم، وحمزة، والكسائي.
وقرئ:
٢- مهادا، وهى قراءة باقى السبعة.
٥٨- فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً لا نخلفه:
١- بالرفع، صفة ل «موعد»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالجزم، على أنه جواب الأمر، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة.
قرئ:
١- بضم السين منونا فى الوصل، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة، وعاصم، ويعقوب، والحسن، وقتادة، وطلحة، والأعمش، وابن أبى ليلى، وأبى حاتم، وابن جرير.
٢- بكسرها منونا فى الوصل، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بضم السين من غير تنوين فى الحالين، أجرى الوصل مجرى الوقف، وهى قراءة الحسن.
٤- بكسر السين من غير تنوين فى الحالين، أجرى الوصل أيضا مجرى الوقف، وهى قراءة عيسى.
٥٩- قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى يوم الزينة:
وقرئ:
ينصب «يوم»، وهى قراءة الحسن، والأعمش، وعاصم، فى رواية، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، وقتادة، والجحدري، وهبيرة، والزعفراني.
وأن يحشر:
وقرئ:
وأن تحشر، بتاء الخطاب، أي: يا فرعون، وهى قراءة ابن مسعود، والجحدري، وابن عمران الجونى، وأبى نهيك، وعمرو بن فائد.
٦١- قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى فيسحتكم:
١- بضم الياء وكسر الحاء، من «أسحت» رباعيا، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وحفص، والأعمش، وطلحة، وابن جرير.
وقرئ:
٢- بفتحهما، وهى قراءة باقى السبعة، ورويس، وابن عباد.
٦٣- قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى إن هذان:
قرثا:
١- إن، بتشديد النون و «هذان» بألف ونون خفيفة، على حذف ضمير الشأن، وهى قراءة
٢- إن، بتخفيف النون، و «هذان» بتشديد النون، وهى قراءة أبى بحرية، وأبى حيوة، والزهري، وابن محيصن، وحميد، وابن سعدان، وحفص، وابن كثير.
٣- إن هذين، بتشديد نون، «إن»، وبالياء، وهى قراءة عائشة، والحسن، والنخعي، والجحدري، والأعمش، وابن جبير، وابن عبيد، وأبى عمرو.
٦٤- فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى فأجمعوا:
١- بقطع الهمزة وكسر الميم، من «أجمع» رباعيا، بمعنى: اعزموا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بوصل الألف وفتح الميم، وهى قراءة الزهري، وابن محيصن، وأبى عمرو، ويعقوب، فى رواية، وأبى حاتم.
ثم ائتوا:
وقرئ:
ثم إيتوا، بكسر الميم وإبدال الهمزة ياء تخفيفا، وهى قراءة شبل بن عباد، وابن كثير، فى رواية شبل عنه.
٦٦- قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى عصيهم:
وقرئ:
بضم العين، وهو الأصل، لأن الكسر إتباع لحركة الصاد، وحركة الصاد لأجل الياء، وهى قراءة الحسن، وعيسى.
يخيل:
وقرئ:
١- تخيل، بالتاء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الزهري، والحسن، وعيسى، وأبى حيوة، وقتادة، والجحدري، وروح، والوليد، وابن ذكوان.
٢- تخيل، بفتح التاء، أي: تتخيل، وهى قراءة أبى السمال.
١- بفتح اللام، وتشديد القاف مجزوما على جواب الأمر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح اللام، وتشديد القاف والرفع على الاستئناف أو على الحال، وهى قراءة ابن عامر.
٣- بإسكان اللام والفاء وتخفيف القاف، وهى قراءة أبى جعفر، وحفص، وعصمة، عن عاصم.
كيد:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، وهى قراءة مجاهد، وحميد، وزيد بن على.
ساحر:
١- اسم فاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- سحر، بكسر السين وإسكان الحاء، بمعنى: ذى سحر، وهى قراءة أبى بحرية، والأعمش، وطلحة، وابن أبى ليلى، وخلف، فى اختياره، وابن عيسى الأصبهانى، وابن جبير الأنطاكى، وابن جرير، وحمزة، والكسائي.
٧٢- قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا تقضى:
١- مبنيا للفاعل، خطابا لفرعون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى حيوة.
٧٧- وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى يبسا:
وقرئ:
لا تخاف:
١- جملة فى موضع الحال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- لا تخف، بالجزم على جواب الأمر، أو على نهى مستأنف، وهى قراءة الأعمش، وحمزة، وابن أبى ليلى.
دركا:
١- بفتح الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بسكونها، وهى قراءة أبى حيوة، وطلحة، والأعمش.
٧٨- فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ فأتبعهم:
١- بسكون التاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
بتشديد التاء، وهى قراءة أبى عمرو فغشيهم من اليم ما غشيهم:
١- على وزن «فعل»، مجرد من الزيادة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فغشاهم من اليم ما غشاهم، بتضعيف الغين، وهى قراءة فرقة، منهم: الأعمش.
بجنوده:
وقرئ:
وجنوده، عطفا على «فرعون»، رواها الزجاج.
٨٠- يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى أنجيناكم:
وقرئ:
١- أنجيتكم، وهى قراءة الكسائي، وحمزة.
٣- نجيناكم، بتشديد الجيم، من غير ألف قبلها، وهى قراءة حميد.
وواعدناكم:
وقرئ:
وواعدتكم، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
الأيمن:
وقرئ:
بالجر، على الجوار، رواها الزمخشري.
٨١- كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى ما رزقناكم:
وقرئ:
ما رزقنكم، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
ولا تطغوا:
وقرئ:
بضم الغين، وهى قراءة زيد بن على.
فيحل:
١- بكسر الحاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الحاء، وهى قراءة الكسائي، وقتادة، وأبى حيوة، والأعمش، وطلحة.
فيحل عليكم:
قرئ:
١- لا يحلن عليكم، بلام ونون مشددة وفتح اللام وكسر الحاء، رواها أبو على الأهوازى فى «الإقناع».
٢- فيحل، بضم الياء وكسر الحاء، من «الإحلال»، فهو متعد، وهى قراءة قتادة، وعبد الله بن مسلم بن يسار، وابن وثاب، والأعمش.
١- بالمد والهمز، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- أولائى، بياء مكسورة، وهى قراءة الحسن، وابن معاذ، عن أبيه.
٣- بالقصر، وهى قراءة ابن وثاب، وعيسى.
٤- أولاى، بياء مفتوحة، وهى قراءة فرقة.
أثرى:
١- بفتح الهمزة والثاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الهمزة وسكون الثاء، وهى قراءة عيسى، ويعقوب، وعبد الوارث، عن أبى عمرو، وزيد بن على.
٣- بضم الهمزة وسكون الثاء، حكاها الكسائي، ورويت عن عيسى أيضا.
٨٥- قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ وأضلهم:
١- فعلا ماضيا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- برفع اللام، مبتدأ، و «السامري» خبره، وهى قراءة أبى معاذ، وفرقة.
٨٧- قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ بملكنا:
قرئ:
١- بضم الميم، وهى قراءة الأخوين، والحسن، والأعمش، وطلحة، وابن أبى ليلى، وقعنب.
٢- بفتحها، وهى قراءة زيد بن على، ونافع، وعاصم، وأبى جعفر، وشيبة، وابن سعدان.
٣- بكسرها، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- بفتح الميم واللام، وهى قراءة عمر.
قرئ:
١- بفتح الحاء والميم، وهى قراءة الأخوين، وأبى عمرو، وابن محيصن.
٢- بضم الحاء وكسر الميم، محففة، وهى قراءة أبى رجاء.
٣- بضم الحاء وكسر الميم، مشددة، وهى قراءة باقى السبعة، وأبى جعفر، وشيبة، وحميد، ويعقوب ٨٨- فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ فنسى:
وقرئ:
بسكون الياء، وهى قراءة الأعمش.
٨٩- أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً يرجع:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، على أن «أن» هى الناصبة للمضارع، وهى قراءة أبى حيوة.
٩٠- وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي إنما:
وقرئ:
بفتح الهمزة، وهى قراءة فرقة.
وإن ربكم:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة الحسن، وعيسى، وأبى عمرو.
٩٤-الَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي
وقرئ:
بضم التاء وكسر القاف، مضارع «أرقب»، وهى قراءة أبى جعفر.
٩٦- قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي بصرت بما لم يبصروا:
١- بضم الصاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الصاد فى الأول وفتحها فى الثاني، وهى قراءة الأعمش، وأبى السمال.
٣- بضم الباء وكسر الصاد فى الأول، وضم الباء وفتح الصاد فى الثاني، على البناء للمفعول فيهما، هى قراءة عمرو بن عبيد.
٤- تبصروا، بتاء الخطاب، لموسى وبنى إسرائيل، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وابن بحرية، والأعمش، وطلحة، وابن أبى ليلى، وابن مناذر، وابن سعدان، وقعنب.
فقبضت قبضة:
١- بالضاد المعجمة فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالصاد فيهما، وهو الأخذ بأطراف الأصابع، وهى قراءة عبد الله، وأبى، وابن الزبير، وحميد، والحسن.
٣- قبضت، بإدغام الضاد فى تاء المتكلم، وإبقاء الإطباق مع تشديد التاء، وهى قراءة ابن محيصن.
٤- قبضة، بضم القاف والصاد المهملة، وهى قراءة الحسن، بخلاف عنه، وقتادة، ونصر بن عاصم.
٩٧- قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً مساس:
١- بكسر الميم، وفتح السين الأخيرة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
تخلفه:
١- بالتاء المضمومة وفتح اللام، على معنى: لن يقع فيه خلف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم التاء وكسر اللام، أي: لن تستطيع الحيدة عنه، وهى قراءة ابن كثير، والأعمش، وأبى عمرو.
٣- بفتح التاء وضم اللام، وهى قراءة أبى نهيك.
وفى اللوامح: بفتح الياء وضم اللام، يعنى: قراءة أبى نهيك السابقة.
٤- بالنون وكسر اللام، أي: لا ننقص مما وعدناك من الزمان شيئا، وهى قراءة ابن مسعود، والحسن، بخلاف عنه.
ظلت:
١- بظاء مفتوحة ولام ساكنة، وهى قراءة الجمهور، ونصر بن عاصم.
وقرئ:
٢- بكسر الظاء ولام ساكنه، وهى قراءة ابن مسعود، وقتادة، والأعمش، بخلاف عنه، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، وابن يعمر، بخلاف عنه كذلك.
٣- بضمها ولام ساكنة، وهى قراءة ابن يعمر.
٤- ظللت، بلامين على الأصل، ورويت عن أبى، والأعمش.
لنحرقنه:
١- مشددا، مضارع «حرق» مشددا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مخففا، من «أحرق» رباعيا، وهى قراءة الحسن، وقتادة، وأبى جعفر، وأبى رجاء، والكلبي.
٣- بفتح النون وسكون الحاء، وضم الراء، وهى قراءة على، وابن عباس، وحميد، وأبى جعفر، فى رواية، عمرو بن فائد.
لننسفنه.
١- بكسر السين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم السين، وهى قراءة فرقة، منهم: عيسى.
٩٨- إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً وسع:
وقرئ:
بفتح السين مشددة، وهى قراءة قتادة، ومجاهد.
١٠٠- مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً يحمل:
١- مضارع «حمل» مخففا، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مشدد الميم مبنيا للمفعول، وهى قراءة فرقة، منهم: داود بن رفيع.
١٠٠- يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً ينفخ:
١- بالياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، مبنيا للفاعل.
٣- بالنون، مبنيا للفاعل، وهى قراءة أبى عمرو، وابن محيصن، وحميد.
ونحشر:
١- بالنون، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الحسن.
٣- بالياء، مبنيا للفاعل.
١١٢- وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً فلا يخاف:
١- على الخبر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فلا يخف، على النهى، وهى قراءة ابن كثير، وابن محيصن، وحميد.
وقرئ:
١- بالياء وجزم الثاء، وهى قراءة الحسن.
٢- بالنون وجزم الثاء، وهى قراءة عبد الله، ومجاهد، وأبى حيوة، والحسن، فى رواية، والجحدري، وسلام.
١١٤- فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً يقضى:
١- مبنيا للمفعول، و «وحيه» مرفوع به، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- نقصى، بالنون، مفتوح الياء، و «وحيه» بالنصب، وهى قراءة عبد الله، والجحدري، والحسن، وأبى حيوة، ويعقوب، وسلام الزعفراني، وابن مقسم.
٣- نقضى، بالنون، ساكن الياء، وهى قراءة الأعمش.
١١٥- وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً فنسى:
وقرئ:
بضم النون وتشديد السين، أي، نساه الشيطان، وهى قراءة اليماني، والأعمش.
١١٩- وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى وأنك:
١- بفتح الهمزة، عطفا على المصدر المنسبك من «أن لا تجوع»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، عطفا على «إن لك»، وهى قراءة شيبة، ونافع، وحفص، وابن سعدان.
١٢٤- وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ضنكا:
١- بالفتح والتنوين، وهى قراءة الجمهور.
٢- ضنكى، بألف التأنيث ولا تنوين وبالإمالة، صفة على «فعلى» من الضنك، وهى قراءة الحسن.
ونحشره:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنون وجزم الراء على التخفيف، أو العطف على موضع «فإن له»، لأنه جواب الشرط، وهى قراءة فرقة، منهم: أبان بن تغلب.
٣- ويحشره، بالياء، وهى قراءة فرقة.
٤- ويحشره، بالهاء ساكنة، على لفظ الوقف، وهى قراءة.
١٢٨- أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى يهد:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنون، وهى قراءة فرقة، منهم: ابن عباس، والسلمى.
يمشون:
وقرئ:
بالتشديد، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن السمفيع.
١٣٠- فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى وأطراف:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالخفض، عطفا على «آناء» وهى قراءة الحسن، وعيسى بن عمر.
ترضى:
وقرئ:
(م ٣- الموسوعة القرآنية ج ٦)
١٣١- وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى زهرة:
١- بسكون الهاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة الحسن، وأبى البرهسم، وأبى حيوة، وطلحة، وحميد، وسلام، ويعقوب، وسهل، وعيسى، والزهري.
لنفتنهم:
وقرئ:
بضم النون، مضارع «أفتنه»، وهى قراءة الأصمعى، عن نافع.
١٣٢- وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى نرزقك:
١- بضم القاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإدغام القاف فى الكاف، وهى قراءة فرقة، منهم: ابن وثاب، وجاء ذلك عن يعقوب.
١٣٣- وَقالُوا لَوْلا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى تأتهم:
١- بالتاء، على لفظ «بينة»، وهى قراءة نافع، وأبى عمرو، وحفص.
وقرئ:
٢- بالياء، وهى قراءة باقى السبعة، وأبى بحرية، وابن محيصن، وطلحة، وابن أبى ليلى، وابن مناذر، وخلف، وأبى عبيدة، وابن سعدان، وابن عيسى، وابن جبير الأنطاكى.
بينة:
١- بالإضافة إلى «ما»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالتنوين، و «ما» بدل، وهى قراءة فرقة، منهم: أبو زيد، عن أبى عمرو.
٣- بالتنوين والنصب، على الحال، و «ما» فاعل «تأتهم»، وهى قراءة فرقة.
الصحف:
١- بضم الحاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكانها، وهى قراءة فرقة، منهم: ابن عباس.
١٣٤- وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى نذل ونخزى:
١- مبنيين للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- مبنيين للمفعول، وهى قراءة ابن عباس، ومحمد بن الحنيفة، وزيد بن على، والحسن، فى رواية عباد، والعمرى، وداود، والفزاري، وأبى حاتم، ويعقوب.
١٣٥- قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى السوي:
١- على وزن «فعيل»، أي: المستوي، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- السواء، أي: الوسط، وهى قراءة أبى مجاز، وعمران بن حدير.
٣- السوأى، على وزن «فعلى»، أنث لتأنيث «الصراط»، وهى قراءة الجحدري، وابن يعمر.
٤- السوي، بضم السين وفتح الواو وشد الياء، تصغير «السواء».
- ٢١- سورة الأنبياء
٢- ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ محدث:
١- بالجر، صفة ل «ذكر»، على اللفظ، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع صفة ل «ذكر» على الموضع، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٣- بالنصب على الحال، من «ذكر»، إذ قد وصف ب «من ربهم»، وهى قراءة زيد بن على.
٣- لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ لاهية:
وقرئ:
بالرفع، على أنه خبر بعد خبر، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٤- قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قال:
١- على معنى الخبر، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وحفص، والأعمش، وطلحة، وابن أبى ليلى، وخلف، وابن سعدان، وابن جبير الأنطاكى، وابن جرير.
وقرئ:
٢- قل، على الأمر لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهى قراءة باقى السبعة.
٧- وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ يوحى:
١- على البناء للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنون، وكسر الحاء، وهى قراءة طلحة، وحفص.
١٨- بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ فيدمغه:
وقرئ:
بنصب الغين، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٢١- أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ.
ينشرون:
١- مضارع «أنشر»، وهى قراءة الجمهور.
٢- مضارع، «نشر»، وهى قراءة الحسن، ومجاهد.
٢٣- لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ لا يسأل... يسألون:
وقرئا:
لا يسل.. يسلون، بفتح السين، نقلت حركة الهمزة إلى السين وحذفت الهمزة، وهى قراءة الحسن.
٢٤- أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ذكر من معى:
١- بالإضافة إلى «من»، على إضافة المصدر إلى المفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتنوين، و «من» مفعول.
٣- بالتنوين، وكسر ميم «من»، ومعنى «معى» : عندى، وهى قراءة يحيى بن عمير، وطلحة.
وذكر من قبلى:
انظر ما سبق.
الحق:
١- بالنصب، على المفعولية، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة الحسن، وحميد، وابن محيصن.
٢٥- وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ نوحى:
١- بالنون، وهى قراءة الأخوين، والأعمش، وطلحة، وابن أبى ليلى، والقطعي، وابن غزوان عن أيوب، وابن سعدان، وخلف، وابن عيسى، وابن جرير.
وقرئ:
٢- بالياء، وفتح الحاء، وهى قراءة باقى السبعة.
١- بالتخفيف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتشديد، وهى قراءة عكرمة.
٢٧- لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ لا يسبقونه:
وقرئ:
بضم الياء.
٢٩- وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ نجزيه:
١- بفتح النون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، والأصل: نجزئه، ثم خففت الهمزة، فانقلبت ياء، وهى قراءة أبى عبد الرحمن المقرئ ٣٠- أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ أو لم:
١- بالواو، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ألم، بغير واو، وهى قراءة ابن كثير، وحميد، وابن محيصن.
رتقا:
١- بسكون التاء، على المصدرية، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح التاء، على الاسمية، وهى قراءة الحسن، ويد بن على، وأبى حيوة، وعيسى.
حى:
١- بالخفض، صفة ل «شىء»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- حيا، بالنصب، مفعولا ثانيا ل «جعلنا»، وهى قراءة حميد.
١- بالجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- آيتها، بالإفراد، وهى قراءة مجاهد، وحميد.
٣٥- كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ ترجعون:
١- بتاء الخطاب، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتاء مفتوحة، مبنيا للفاعل، وهى قراءة فرقة.
٣- بالياء مضمومة، مبنيا للمفعول، للغيبة، على سبيل الالتفات، وهى قراءة فرقة.
٤٠- بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ تأتيهم... فتبهتهم:
وقرئا:
يأتيهم... فيبهتهم، بالياء فيهما، والضمير عائد إلى الوعد، أو الحين، وهى قراءة الأعمش.
٤٢- قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ يكلؤكم:
وقرئ:
١- يكلوكم، بضمة خفيفة من غير همز.
٢- يكلوكم، بفتح اللام وإسكان الواو، حكاها الكسائي، والفراء.
٤٥- قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ يسمع:
١- بفتح الياء والميم، و «الصم» رفع به، و «الدعاء» نصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتاء مضمومة وكسر الميم، ونصب «الصم الدعاء» والفاعل ضمير المخاطب، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، وهى قراءة ابن عامر، وابن جبير، عن أبى عمرو، وابن الصلت، عن حفص.
٤- بالياء مضمومة، مبنيا للمفعول، و «الصم» رفع به.
٥- بالياء مضمومة وكسر الميم، وإسناد الفعل إلى «الدعاء»، و «الصم». نصب به، وهى قراءة أحمد بن جبير الأنطاكى، عن اليزيدي، عن أبى عمرو.
٤٧- وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ القسط:
وقرئ:
القصط، بالصاد.
مثقال:
١- بالنصب خبر «كان»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، على الفاعلية، و «كان» تامة، وهى قراءة زيد بن على، وأبى جعفر، وشيبة، ونافع.
أتينا:
١- من الإتيان، أي جئنا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- آتينا، بالمد، على وزن «فاعلنا»، من المواتاة، وهى المجازاة، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد، وابن جبير، وابن أبى إسحاق، والعلاء بن سيابة، وجعفر بن محمد، وابن شريح الأصبهانى.
٥١- وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ رشده:
١- بضم الراء وسكون الشين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الراء والشين، وهى قراءة عيسى الثقفي.
٥٧- وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ وتالله:
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالباء، بواحدة من أسفل، وهى قراءة معاذ بن جبل، وأحمد بن حنبل.
تولوا:
١- مضارع «ولى»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مضارع «تولى»، والأصل: تتولى، فحذفت إحدى التاءين، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٥٨- فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ جذاذا:
١- بضم الجيم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة الكسائي، وابن محيصن، وابن مقسم، وأبى حيوة، وحميد، والأعمش، فى رواية.
٣- بفتحها، وهى قراءة ابن عباس، وأبى نهيك، وأبى السمال.
وهى لغات، وأجودها الضم.
٦٣- قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ فعله:
وقرئ:
مشدد اللام، بمعنى: لعله، وهى قراءة ابن السميفع.
٦٥- ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ نكسوا:
وقرئ:
١- بتشديد الكاف، مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى حيوة، وابن أبى عبلة، وابن مقسم، وابن الجارود، والبكراوى، كلاهما عن هشام.
٢- بتخفيف الكاف، مبنيا للفاعل، أي: نكسوا أنفسهم، وهى قراءة رضوان بن المعبود.
٦٧- أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ أف:
انظر: الإسراء، الآية: ٢٣
وقرئ:
لحكمهما، والضمير لداود وسليمان، وهى قراءة ابن عباس.
٧٩- فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ ففهمناها:
١- بالتضعيف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فأفهمناها، عدى بالهمزة، وهى قراءة عكرمة.
٨٠- وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ لبوس:
١- بفتح اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها.
لتحصنكم:
١- بالتاء وإسكان الحاء، أي: لتحصنكم الصنعة، واللبوس، على معنى الدرع، ودرع الحديد مؤنثة، وهى قراءة ابن عامر، وحفص، والحسن، وسلام، وأبى جعفر، وشيبة، وزيد بن على.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة وإسكان الحاء، أي الله، فيكون التفاتا، إذ جاء بعده ضمير متكلم فى «علمناه»، وهى قراءة الجمهور.
٣- بالنون وإسكان الحاء، وهى قراءة أبى حنيفة، ومسعود بن صالح، ورويس، والجعفي، وهارون، ويونس المنقري، كلهم عن أبى عمرو.
٤- بالياء وفتح الحاء وتشديد الصاد، وهى قراءة الفقيمي، عن أبى عمرو، وابن أبى حماد، عن أبى بكر.
٥- بالتاء والتشديد، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش.
١- بالإفراد والنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالإفراد والرفع، وهى قراءة ابن هرمز، وأبى بكر.
٣- بالجمع والنصب، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء.
٤- بالجمع والرفع، وهى قراءة أبى حيوة.
٨٣- وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ أنى:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، على إضمار القول، أو إجراء «نادى» مجرى: «قال»، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٨٧- وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ نقدر:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء مضمومة، وفتح الدال مخففا، وهى قراءة ابن أبى ليلى، وأبى شرف، والكلبي، وحميد ابن قيس، ويعقوب.
٣- بالياء مفتوحة، وكسر الدال، وهى قراءة عيسى، والحسن.
٤- بضم الياء وفتح القاف، والدال مشددة، وهى قراءة على بن أبى طالب، واليماني.
٥- بالنون مضمومة، وفتح القاف، وكسر الدال مشددة، وهى قراءة الزهري.
٨٨- فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ننجى:
١- مضارع «أنجى»، وهى قراءة الجمهور.
٢- مشددا، مضارع «نجى»، وهى قراءة الجحدري.
٣- نجى، بنون مضمومةو جيم مشددة وياء ساكنة، وهى قراءة ابن عامر، وأبى بكر.
٩٠- فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ يدعوننا:
وقرئ:
١- يدعونا، يحذف نون الرفع، وهى قراءة فرقة.
٢- يدعونا، بنون مشددة، أدغمت نون الرفع فى «نا» ضمير النصب، وهى قراءة طلحة.
رغبا ورهبا:
وقرئا:
١- بالفتح وإسكان الهاء، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش، ووهب بن عمرو، والنحوي، وهارون، وأبى معمر، والأصمعى، واللؤلئي، ويونس، وأبى زيد، سبعتهم عن أبى عمرو.
٢- بضمتين فيهما، وهى الأشهر، عن الأعمش.
٣- بضم الراءين وسكون الغين والهاء، وهى قراءة فرقة.
٩٢- إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ أمتكم:
١- بالرفع، خبر «إن»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، بدل من «هذه»، وهى قراءة الحسن.
٣- برفع الثلاثة «أمتكم أمة واحدة»، وهى قراءة الحسن أيضا، وابن أبى إسحاق، والأشهب العقيلي، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، والجعفي، وهارون، عن أبى عمرو، والزعفراني.
٩٥- وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ وحرام:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
٢- حرم، بكسر الحاء وسكون الراء، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وأبى بكر، وطلحة، والأعمش، وأبى حنيفة، وأبى عمرو، فى رواية.
٣- حرم، بفتح الحاء وسكون الراء، وهى قراءة قتادة، ومطر الوراق، ومحبوب، عن أبى عمرو.
٤- حرم، بكسر الراء وفتح الحاء والميم، على المضي، وهى قراءة ابن عباس، وعكرمة، وابن المسيب، وقتادة أيضا.
٥- حرم، بضم الراء وفتح الحاء والميم، على المضي، وهى قراءة أبى العالية، وزيد بن على.
٦- حرم، بفتح الحاء والراء والميم، على المضي، وهى قراءة ابن عباس أيضا.
٧- حرم، يضم الحاء وكسر الراء مشددة وفتح الميم، وهى قراءة اليماني.
أهلكناها:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- أهلكتها، بتاء المتكلم، وهى قراءة السلمى، وقتادة.
٩٦- حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ حدب:
وقرئ:
١- جدث، بالثاء المثلثة، وهى القبر، بلغة الحجاز، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس.
٢- جدف، بالفاء بدل الثاء، وهى لغة تميم.
ينسلون:
١- بكسر السين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وأبى السمال.
٩٨- إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ حصب:
١- بالحاء والصاد المهملتين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكان الصاد، مصدر يراد به المفعول، ورويت عن ابن عباس.
٤- حطب، بالطاء، وهى قراءة أبى، وعلى، وعائشة، وابن الزبير، وزيد بن على.
٩٩- لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ آلهة:
١- بالنصب، على خبر «كان»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، على أن فى «كان» ضمير الشأن، وهى قراءة طلحة.
١٠٤- يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ نطوى:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يطوى، بياء، أي: الله، وهى قراءة فرقة، منهم: شيبة بن نصاح.
٣- تطوى، بالتاء مضمومة، وفتح الواو، و «السماء» رفعا، وهى قراءة أبى جعفر، وفرقة.
السجل:
١- على وزن «الطمر»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمتين وشد اللام، وهى قراءة أبى هريرة، وصاحبه، وأبى زرعة.
٣- بفتح السين وسكون الجيم ولام مخففة، وهى قراءة الأعمش، وطلحة، وأبى السمال.
٤- بكسر السين وسكون الجيم ولام مخففة، وهى قراءة الحسن، وعيسى.
للكتب:
١- على الجمع وضم التاء، وهى قراءة حمزة والكسائي.
وقرئ:
٢- على الجمع، وسكون التاء، وهى قراءة الأعمش.
٣- للكتاب، مفردا، وهى قراءة الجمهور.
١- على الأمر، وبكسر الباء من «رب»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- قال رب، بكسر الباء، وهى قراءة حفص.
٣- قال رب، بضم الباء، على أنه مفرد، وهى قراءة أبى جعفر.
٤- قل ربى، بياء ساكنة، وهى قراءة ابن عباس، وعكرمة، والجحدري، وابن محيصن.
احكم:
١- على الأمر، من «حكم»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- أحكم، أفعل تفضيل، وهى قراءة ابن عباس، وعكرمة، والجحدري، وابن محيصن، وقد قرءوا «ربى»، فيكونان مبتدأ وخبر.
٣- أحكم، فعلا ماضيا، وهى قراءة فرقة.
تصفون:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يصفون، بالياء، ورويت عن ابن عامر، وعاصم.
- ٢٢- سورة الحج
٢- يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
تذهل كل:
١- بفتح التاء والهاء، ورفع «كل»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم التاء وكسر الهاء، ونصب «كل»، أي: تذهل الزلزلة أو الساعة كل مرضعة، وهى قراءة ابن أبى عبلة، واليماني.
١- بالتاء للمفتوحة، وخطاب المفرد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم التاء وكسر الراء، أي: وترى الزلزلة أو الساعة، وهى قراءة زيد بن على.
٣- بضم التاء وفتح الراء، ورفع «الناس»، وأنث على تأويل الجماعة، وهى قراءة الزعفراني، وعباس، فى اختياره.
٤- بضم التاء وفتح الراء، ونصب «الناس» بتعدية «ترى» إلى مفاعيل ثلاثة، أحدها الضمير المستكن فى «ترى»، وهو ضمير المخاطب، والثاني والثالث «الناس سكارى»، وهى قراءة أبى هريرة، وأبى زرعة وأبى نهيك.
سكارى:
١- على وزن، فعالى، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح السين، جمع تكسير، واحدة: سكران، وهى قراءة أبى هريرة، وأبى نهيك، وعيسى.
٣- سكرى، بفتح السين، وهى قراءة الأخوين، وابن سعدان، ومسعود بن صالح.
٤- سكرى، بضم السين، اسم مفرد، كالبشرى، وهى قراءة الحسن، والأعرج، وأبى زرعة، وابن جبير، والأعمش.
وقال الزمخشري: هو غريب.
بسكارى:
انظر ما سبق.
٣- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ ويتبع:
وقرئ:
بالتخفيف، وهى قراءة زيد بن على.
٤- كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ كتب:
١- مبنيا للمفعول، وهو قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، أي كتب الله.
١- بفتح الهمزة، فى موضع المفعول الذي لم يسم فاعله، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الهمزة، وهى قراءة الأعمش، والجعفي، عن أبى عمرو.
فأنه:
وقرئ:
بكسر الهمزة، وهى قراءة الأعمش، والجعفي، عن أبى عمرو.
٥- يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
البعث:
وقرئ:
بفتح العين، وهى لغة فيه، وهى قراءة الحسن.
لنبين:
وقرئ:
ليبين، بالياء، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
ونقر:
١- بالنون والرفع، على الإخبار، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ونقر، بالنون والنصب، عطفا على «لنبين»، وهى قراءة يعقوب، وعاصم، فى رواية.
٣- ونقر، بفتح النون وضم القاف والراء، من: قر الماء، إذ صبه، وهى قراءة يعقوب.
م ٤- الموسوعة القرآنية ج ٦
٥- ويقر، بفتح الياء والراء وكسر القاف، وهى قراءة أبى زيد النحوي.
يتوفى:
١- بالضم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالفتح، أي: يستوفى أجله.
العمر:
وقرئ:
بتسكين الميم، وهى قراءة أبى عمرو، ونافع.
وربت.
وقرئ:
وربأت، بالهمزة، هى قراءة أبى جعفر، وعبد الله بن جعفر، وخالد بن إلياس، وأبى عمرو، فى رواية.
٩- ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ عطفه:
وقرئ:
بفتح العين، أي: تعطفه وترحمه، وهى قراءة الحسن.
ليضل:
١- بضم الياء، أي: ليضل غيره، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، أي: ليضل فى نفسه، وهى قراءة مجاهد، وأهل مكة، وأبى عمرو، فى رواية.
ونذيقه:
وقرئ:
فأذيقه، بهمزة المتكلم، وهى قراءة زيد بن على.
١- فعلا ماضيا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- خاسر الدنيا، اسم فاعل، نصب على الحال، وهى قراءة مجاهد، وحميد، والأعرج، وابن محيصن، من طريق الزعفراني، وقعنب، والجحدري، وابن مقسم.
٣- خاسر الدنيا، اسم فاعل مرفوعا، على تقدير: هو خاسر.
١٨- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ كثير:
وقرئ:
وكبير، بالباء، وهى قراءة وضاح بن حبيش.
حق:
وقرئ:
وكثير حقا، أي: حق عليهم العذاب حقا.
مكرم:
١- اسم فاعل، من «أكرم»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الراء، على المصدر، أي: من إكرام، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٢٠- يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ يصهر:
وقرئ:
بفتح الصاد وتشديد الهاء، وهى قراءة الحسن.
١- بضم الياء وفتح الحاء وتشديد اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الياء والتخفيف، وهو بمعنى المشدد.
٣- بفتح الياء واللام وسكون الحاء، وهى قراءة ابن عباس.
ولؤلؤا:
١- بالنصب، على إضمار فعل، وهى قراءة عاصم، ونافع، والحسن، والجحدري، والأعرج، وأبى جعفر، وعيسى بن عمر، وسلام، ويعقوب.
وقرئ:
٢- بالخفض، عطفا على «أساور»، أو على «ذهب»، وهى قراءة باقى السبعة، والحسن أيضا، وطلحة، وابن وثاب، والأعمش، وأهل مكة.
٣- ولوليا، قلبت الهمزتان واوين، فقلبت الثانية ياء، وهى قراءة الفياض.
٤- وليليا، أبدلت الهمزتان واوين، ثم قلبتا ياءين، وهى قراءة ابن عباس.
٢٥- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ سواء:
١- بالنصب، وانتصب به «العاكف»، لأنه مصدر، وهى قراءة حفص، والأعمش.
وقرئ:
٢- بالرفع، على أن الجملة من مبتدأ وخبر، وهى قراءة الجمهور.
٣- بالنصب، و «العاكف» بالجر، وهى قراءة فرقة، منهم: الأعمش، فى رواية القطعي.
الباد:
قرئ:
١- بإثبات الياء، وصلا ووقفا.
٣- بإثباتها وصلا، وحذفها وقفا.
٢٦- وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ أن لا تشرك:
وقرئ:
أن لا يشرك، بالياء، على معنى: أن لا يقول معنى القول الذي قيل له، وهى قراءة عكرمة، وأبى نهيك قال أبو حاتم: ولا بد من نصب «الكاف» على هذه القراءة.
٢٧- وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ وأذن:
١- بالتشديد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- وآذن، بالمد، وتخفيف الذال، وهى قراءة الحسن، وابن محيصن.
بالحج:
١- بالفتح، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالكسر، هى قراءة ابن أبى إسحاق.
رجالا:
١- بالكسر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالضم والتخفيف، اسم جمع، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، والحسن، وأبى مجاز.
٣- بالضم وتشديد الجيم، جمع «راجل»، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد، وجعفر بن محمد.
٤- رجال، على وزن «النعامى»، بألف التأنيث المقصورة، ورويت عن عكرمة.
٥- رجالى، كالقراءة السابقة، مع تشديد الجيم، ورويت عن عطاء، وابن حدير.
وقرئ:
١- بفتح الخاء والطاء مشددة، وهى قراءة نافع.
٢- بسكون الخاء وتخفيف الطاء، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بكسر الخاء والطاء مشددة، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، والأعمش.
٤- بكسر الخاء وفتح الطاء مشددة، وهى قراءة الحسن.
٥- بغير فاء، وإسكان الخاء وفتح الطاء مخففة، وهى قراءة الأعمش أيضا.
الريح:
وقرئ:
الرياح، وهى قراءة أبى جعفر، والحسن.
٣٤- وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ منسكا:
١- بفتح الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة الأخوين، وابن سعدان، وأبى حاتم، عن أبى عمرو، ويونس، ومحبوب، وعبد الوارث.
٣٥- الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ والمقيمي الصلاة:
١- بالخفض، على الإضافة، وحذف النون لأجلها، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- والمقيمين الصلاة، بالنون ونصب «الصلاة»، وهى قراءة ابن مسعود، والأعمش.
٣- والمقيم الصلاة، وهى قراءة الضحاك.
١- بإسكان الدال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى الأصل، وهى قراءة الحسن، وابن أبى إسحاق، وشيبة، وعيسى، ورويت عن أبى جعفر، ونافع.
٣- بضم الباء والدال وتشديد النون، على أنه اسم مفرد، كعتل، أو كأن التشديد من التضعيف الجائز فى الوقف، وأجرى فى الأصل مجرى الوقف، وهى قراءة ابن أبى إسحاق أيضا.
صواف:
وقرئ:
١- صوافى، جمع «صافية»، وهى قراءة أبى موسى الأشعري، والحسن، ومجاهد، وزيد بن أسلم، وشقيق، وسليمان التيمي، والأعرج.
٢- صوافى، جمع «صافية»، مع تنوين الياء، وهى قراءة عمرو بن عبيد.
قال الزمخشري: التنوين عوض من حرف عند الوقف.
وقد يكون على لغة من صرف مالا ينصرف.
٣- صواف، مثل «عوار»، وهى قراءة الحصن.
٤- صوافن، بالنون، وهى قراءة عبد الله، وابن عمر، وابن عباس، والباقر، وقتادة، ومجاهد، وعطاء، والضحاك، والكلبي، والأعمش، بخلاف عنه.
القانع:
وقرئ:
القنع، كالحذر، وهى قراءة أبى رجاء.
والمعتر:
وقرئ:
١- والمعترى، اسم فاعل من «اعترى»، وهى قراءة الحسن.
٢- والمعتر، بكسر الراء، دون ياء، وهى قراءة عمرو، وإسماعيل.
١- هذه قراءة الحسن، وأبى جعفر، ونافع، والكوفيين، وابن عامر.
وقرئ:
٢- يدفع، وهى قراءة أبى عمرو، وابن كثير.
٣٩- أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ أذن:
وقرئ:
١- بضم الهمزة، وهى قراءة نافع، وعاصم، وأبى عمرو.
٢- بفتحها، وهى قراءة باقى السبعة.
يقاتلون:
وقرئ:
١- بفتح التاء، وهى قراءة نافع، وابن عامر، وحفص.
٢- بكسرها، وهى قراءة الباقين.
٤٠- الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ولولا دفع:
١- وهى قراءة الكوفيين، وابن عامر، وقرآ «يدافع» الآية: ٣٨ وقرئ:
٢- ولولا دفاع، وهى قراءة الحسن، وأبى جعفر، وقرآ «يدافع» الآية: ٣٨ لهدمت:
وقرئ:
١- مخففا، وهى قراءة الحرميين، وأيوب، وقتادة، وطلحة، وزائدة عن الأعمش، والزعفراني.
٢- مشددا، وهى قراءة باقى السبعة.
١- جمع صلاة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الصاد واللام، وهى قراءة جعفر بن محمد.
٣- بسكون اللام وكسر الصاد، وحكيت عن خالويه.
٤- بضم الصاد وفتح اللام، وحكيت عن الجحدري.
٥- بفتح الصاد وسكون اللام، وحكيت عن الكلبي، وأبى العالية.
٦- صلوت، بضمتين من غير ألف، وحكيت عن الجحدري أيضا.
٧- صلوتا، بضمتين من غير ألف، وفتح التاء، وألف بعدها، وحكيت عن مجاهد ٨- صلوت، بضمتين من غير ألف، وبثاء منقوطة بثلاث، وحكيت عن الضحاك.
٩- صلوثا، بضمتين من غير ألف، وبثاء منقوطة بثلاث، وألف، وحكيت عن أبى رجاء، والجحدري، وأبى العالية.
١٠- صلويثا، بكسر الصاد وإسكان اللام وواو مكسورة بعدها ياء بعدها ثاء، منقوطة بثلاث، بعدها ألف، وهى قراءة عكرمة.
١١- صلواث، بضم الصاد وسكون اللام وواو مفتوحة بعدها ألف، بعدها ثاء مثلثة النقط، وهى قراءة الجحدري أيضا.
١٢- صلواث على القراءة السابقة، ولكن بكسر الصاد، وهى قراءة مجاهد.
١٣- صلوب، بالباء الموحدة، على وزن «كعوب»، حكاها خالويه، وابن عطية، عن الحجاج، والجحدري.
١٤- صلوات، كقراءة الجمهور، ولكن من غير تنوين التاء، على أنه اسم موضع، رويت عن هارون، عن أبى عمرو.
٤٥- فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ أهلكناها:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٤٦- أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ فتكون:
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فيكون، بالياء، وهى قراءة مبشر بن عبيد.
٤٧- وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ تعدون:
قرئ:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الأخوين، وابن كثير.
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة باقى السبعة.
٥١- وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ معاجزين:
قرئ:
١- معجزين، بالتشديد، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، والجحدري، وأبى السمال، والزعفراني.
٢- بألف، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- معجزين، بسكون العين وتخفيف الزاى، من «أعجز»، وهى قراءة ابن الزبير.
٥٤- وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ لهاد الذين آمنوا:
قرئ:
١- بالإضافة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتنوين «لهاد»، وهى قراءة أبى حيوة، وابن أبى عبلة.
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة الحسن.
يدعون:
١- بياء الغيبة، مبنيا للفاعل، وهى قراءة أبى عمرو، وحفص.
وقرئ:
٢- بتاء الخطاب، مبنيا للفاعل، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- يدعون، بالياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة مجاهد، وموسى.
٦٥- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ والفلك:
١- بسكون اللام والنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم اللام، وبالنصب، وهى قراءة ابن مقسم، والكسائي.
وانتصب عطفا على «ما».
٣- بضم الكاف، مبتدأ وخبر، وهى قراءة السلمى، والأعرج، وطلحة، وأبى حيوة، والزعفراني.
٦٧- لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ فلا ينازعنك:
وقرئ:
١- بالنون الخفيفة، أي: اثبت على دينك ثباتا لا يطمعون أن يجذبوك.
٢- من النزع، بمعنى: فلا يقلعنك، وهى قراءة أبى مجاز.
١- بالرفع، وعلى إضمار مبتدأ، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، على الاختصاص، وهى قراءة ابن أبى عبلة، وإبراهيم بن يوسف، عن الأعمش، وزيد بن على.
٣- بالجر، على البدل من «شر»، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وإبراهيم بن نوح.
٧٣- يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ تدعون:
١- بالتاء، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الحسن، ويعقوب، وهارون، والخفاف، ومحبوب، عن أبى عمرو.
٣- بالياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة اليماني، وموسى الأسوارى.
- ٢٣- سورة المؤمنون
١- قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ أفلح:
وقرئ:
١- بضم الهمزة وكسر اللام، مبنيا للمفعول، وهى قراءة طلحة بن مصرف، وعمرو بن عبيد.
٢- بفتح الهمزة واللام وضم الحاء، وهى قراءة طلحة أيضا.
٩- وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ صلواتهم:
وقرئ:
٢- بالجمع، وهى قراءة باقى السبعة.
١٤- ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ عظاما... العظام:
١- بالجمع فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بالإفراد، فيهما، وهى قراءة ابن عامر، وأبى بكر، عن عاصم، وأبان، والمفضل، والحسن، وقتادة، وهارون، والجعفي، ويونس، عن أبى عمرو، وزيد بن على.
٣- بإفراد الأول وجمع الثاني، وهى قراءة السلمى، وقتادة أيضا، والأعرج، والأعمش، ومجاهد، وابن محيصن.
٤- بجمع الأول وإفراد الثاني، وهى قراءة أبى رجاء، وإبراهيم بن أبى بكر، ومجاهد أيضا.
١٥- ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ لميتون:
وقرئ:
لمائتون، وهى قراءة زيد بن على، وابن أبى عبلة، وابن محيصن.
٢٠- وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ سيناء:
وقرئ:
١- بكسر السين، وهى لغة لبنى كنانة، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو، والحسن.
٢- بفتحها، وهى لغة سائر العرب، وهى قراءة عمر بن الخطاب، وباقى السبعة.
٣- سينى، مقصورا وبفتح السين.
تنبت:
١- بفتح التاء، وضم الباء، والباء، فى «بالدهن» على هذا، باء الحال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم التاء وكسر الباء، والباء فى «بالدهن» على هذا، زائدة، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، وسلام، وسهل، ورويس، والجحدري.
٤- تنبت الدهن، بضم التاء وكسر الباء، و «الدهن» بالنصب، وهى قراءة زر بن حبيش.
الدهن:
وقرئ:
بالدهان، وهى قراءة سليمان بن عبد الملك، والأشهب.
وصبغ:
وقرئ:
١- وصبغا، بالنصب، عطفا على موضع «بالدهن»، وهى قراءة الأعمش.
٢- وصباغ، وهى قراءة عامر بن عبد الملك.
٢٦- قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ رب:
وقرئ:
بضم الياء، وهى قراءة أبى جعفر، وابن محيصن.
٢٩- وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ منزلا:
١- بضم الميم وفتح الزاى، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الميم وكسر الزاى، أي: مكان النزول، وهى قراءة أبى بكر، والمفضل، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، وأبان.
٣٦- هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ هيهات هيهات:
١- بفتح التاءين، وهى لغة الحجاز، وبها قرأ الجمهور.
وقرئا:
٢- بفتحهما منونتين، وهى قراءة هارون، عن أبى عمرو.
٣- بضمهما من غير تنوين، وهى قراءة أبى حيوة.
٤- بضمهما منونتين، ورويت عن أبى حيوة، أيضا، وعن الأحمر.
٦- بكسرهما وبالتنوين، ورويت عن خالد بن إلياس.
٧- بإسكانهما، وهى قراءة خارجة بن مصعب، عن أبى عمرو.
٨- هيهات هيهات ما توعدون، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٤٤- ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ تترى:
وقرئ:
١- منونا، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، وقتادة، وأبى جعفر، وشيبة، وابن محيصن، والشافعي.
٢- بغير تنوين، وهى قراءة باقى السبعة.
٥٠- وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ ربوة:
قرئ:
١- بضم الراء، وهى لغة قريش، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحها، وهى قراءة الحسن، وأبى عبد الرحمن، وعاصم، وابن عامر ٣- بكسرها، وهى قراءة أبى إسحاق السبيعي.
٤- رباوة، بضم الراء وبالألف، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
٥- رباوة، بفتح الراء وبالألف، وهى قراءة زيد بن على، والأشهب العقيلي، والسلمى.
٦- بكسر الراء وبالألف.
٥٢- وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ وإن:
قرئ:
١- بكسر الهمز والتشديد، على الاستئناف، وهى قراءة الكوفيين.
٢- بالفتح والتشديد، أي: ولأن، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٣- بالفتح والتخفيف، وهى قراءة ابن عامر.
١- بالإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فى غمراتهم، بالجمع، وهى قراءة على بن أبى طالب، وأبى حيوة، والسلمى.
٥٥- أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ أنما:
وقرئ:
بكسر الهمزة، وهى قراءة ابن وثاب.
نمدهم:
وقرئ:
يمدهم، بالياء، وهى قراءة ابن كثير، فى رواية.
٥٦- نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ نسارع:
وقرئ:
يسارع، بالياء وكسر الراء، أي: يسارع هو، وهى قراءة السلمى، وعبد الرحمن بن أبى بكر.
٦٠- وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ يؤتون ما آتوا:
١- أي يعطون ما أعطوا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
يأتون ما أتوا، من الإتيان، وهى قراءة عائشة، وابن عباس، وقتادة، والأعمش، والحسن، والنخعي.
أنهم:
وقرئ:
بالكسر، وهى قراءة الأعمش.
٦١- أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ يسارعون:
وقرئ:
٦٧- مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ سامرا:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- سمرا، بضم السين وشد الميم مفتوحة، وهى قراءة ابن مسعود، وابن عباس، وأبى حيوة، وابن محيصن، وعكرمة، والزعفراني، ومحبوب، عن أبى عمرو.
٣- سمارا، بضم السين وشد الميم وألف، جمع ثان ل «سامر»، وهى قراءة ابن عباس أيضا، وزيد بن على، وأبى رجاء، وأبى نهيك.
تهجرون:
١- بالفتح التاء وضم الجيم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، على سبيل الالتفات، ورويت عن ابن أبى عاصم.
٣- تهجرون، بضم التاء وكسر الجيم، من «أهجر»، أي: تقولون الهجر، وهى قراءة ابن عباس، وابن محيصن، ونافع، وحميد.
٤- تهجرون، بضم التاء وفتح الهاء، وتشديد الجيم، مضعف، من «هجر»، وهى قراءة ابن مسعود، وابن عباس أيضا، وزيد بن على، وعكرمة، وأبى نهيك، وابن محيصن أيضا، وأبى حيوة.
٧١- ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل آتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ولو اتبع:
وقرئ:
بضم الواو، وهى قراءة ابن وثاب.
آتيناهم:
١- بالنون، وهى قراء الجمهور.
وقرئ:
٢- آتيتهم، بتاء المتكلم، وهى قراءة ابن إسحاق، وعيسى بن عمر، ويونس، عن أبى عمرو.
(م ٥- الموسوعة القرآنية ج ٦)
بذكرهم:
وقرئ:
١- بذكراهم، بألف التأنيث، وهى قراءة عيسى.
٢- نذكرهم، بالنون، مضارع «ذكر»، وهى قراءة قتادة.
٧٢- أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ خرجا فخراج:
وقرئ:
خراجا فخرج، وهى قراءة الحسن، وعيسى.
وانظر: الكهف، الآية: ٩٤ ٧٧- حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ مبلسون:
وقرئ:
بفتح اللام، وهى قراءة السلمى.
٨٠- وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ تعقلون:
وقرئ:
يعقلون، بياء الغيبة، على الالتفات، وهى قراءة أبى عمرو.
٨٥- سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ لله:
وقرئ:
١- الله، بلفظ الجلالة، مرفوعا، وهى قراءة عبد الله، والحسن، والجحدري، ونصر بن عاصم، وابن وثاب، وأبى الأشهب، وأبى عمرو، من السبعة.
٢- لله، بلام الجر، وهى قراءة باقى السبعة.
وقرئ:
برفع الميم، نعتا ل «رب»، وهى قراءة ابن محيصن.
٨٧- سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ لله:
انظر: الآية: ٨٥، من هذه السورة.
٨٩- سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ لله:
أنظر: الآية: ٨٥، من هذه السورة.
٩٠- بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ أتيناهم:
وقرئ:
١- أتيتهم، بتاء المتكلم.
٢- أتيتهم، بتاء الخطاب، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
٩١- مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ يصفون:
وقرئ:
تصفون، بتاء الخطاب.
٩٢- عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ عالم:
وقرئ:
١- بالجر، صفة لله، وهى قراءة الابنين، وأبى عمرو، وحفص.
٢- بالرفع، وهى قراءة باقى السبعة، وابن أبى عبلة، وأبى حيوة، وأبى بحرية.
قال الأخفش: الجر أجود، ليكون الكلام من وجه واحد.
وقرئ:
ترئنى، بالهمز بدل الياء، وهى قراءة الضحاك، وأبى عمران الجونى.
١٠١- فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ الصور:
وقرئ:
١- بفتح الواو، جمع «صورة»، وهى قراءة ابن عباس، والحسن، وابن عياش.
٢- بكسر الصاد وفتح الواو، وهى قراءة أبى رزين.
١٠٦- قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ شقوتنا:
وقرئ:
١- شقاوتنا، بفتح الشين، وهى قراءة عبد الله، والحسن، وقتادة، وحمزة، والكسائي، والمفضل، عن عاصم، وأبان، والزعفراني، وابن مقسم.
٢- شقاوتنا، بكسر الشين، وهى قراءة قتادة أيضا، والحسن، فى رواية خالد بن حوشب، عنه.
٣- شقوتنا، بكسر الشين وسكون القاف، وهى لغة كثيرة فى الحجاز، وهى قراءة باقى السبعة، والجمهور.
٤- شقوتنا، بفتح الشين وسكون القاف، وهى قراءة شبل، فى اختياره.
١٠٩- إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ إنه:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، أي: لأنه، وهى قراءة أبى، وهارون العتكي.
١- بكسر السين، وهى قراءة الحسن، وأبى عمرو.
وقرئ:
٢- بضم السين، وهى قراءة أصحاب عبد الله، وابن أبى إسحاق، والأعرج.
١١١- إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ أنهم هم:
قرئ:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة زيد بن على، وحمزة، والكسائي، وخارجة، عن نافع.
٢- بالفتح، وهى قراءة باقى السبعة.
١١٢- قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قل:
١- على الأمر، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وابن كثير.
وقرئ:
٢- قال، وهى قراءة باقى السبعة.
عدد سنين:
١- على الإضافة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- عددا، بالتنوين، وهى قراءة الأعمش، والمفضل، عن عاصم ١١٣- قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ العادين:
وقرئ:
١- العادين، بتخفيف الدال، أي: الظالمين، وهى قراءة الحسن، والكسائي، فى رواية.
٢- العاديين، أي: القدماء، المعمرين، قالها الزمخشري.
وقرئ:
١- قل، على الأمر، وهى قراءة الأخوين.
٢- قال، وهى قراءة باقى السبعة.
١١٥- أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ لا ترجعون:
قرئ:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الأخوين.
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة باقى السبعة.
١١٦- فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ الكريم:
وقرئ:
بالرفع، صفة لرب العرش، أو العرش، وهى قراءة أبان بن تغلب، وابن محيصن، وأبى جعفر، وإسماعيل، عن ابن كثير.
١١٧- وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ إنه:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الهمزة، وهى قراءة الحسن، وقتادة.
يفلح:
وقرئ:
بفتح الياء واللام، وهى قراءة الحسن.
١١٨- وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ رب:
وقرئ:
بالضم، وهى قراءة ابن محيصن.
١- سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ سورة:
وقرئ:
بالنصب، وهى قراءة عمر بن عبد العزيز، ومجاهد، وعيسى بن عمر الثقفي البصري، وعيسى بن عمر الهمداني الكوفي، وابن أبى عبلة، وأبى حيوة، ومحبوب، عن أبى عمرو، وأم الدرداء.
وفرضناها:
١- بتخفيف الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتشديد الراء، وهى قراءة عبد الله، وعمر بن عبد العزيز، ومجاهد، وقتادة، وأبى عمرو، وابن كثير.
٢- الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الزانية والزاني:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بالنصب، على الاشتغال، أي: واجلدوا، وهى قراءة عيسى الثقفي، ويحيى بن يعمر، وعمرو ابن فائد، وأبى جعفر، وشيبة، وأبى السمال، ورويس.
٣- والزان، بغير ياء، وهى قراءة عبد الله.
تأخذكم:
١- بالتاء، لتأنيث «الرأفة» لفظا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، وهى قراءة على بن أبى طالب، والسلمى، وابن مقسم، وداود بن أبى هند، عن مجاهد.
رأفة:
١- بسكون الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحها، وهى قراءة ابن كثير.
٣- بألف بعد الهمزة، وهى قراءة ابن جريج.
٣- الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وحرم:
١- مشددا، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، أي الله، وهى قراءة أبى البرهسم.
٣- بضم الراء وفتح الحاء، وهى قراءة زيد بن على.
٤- وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ أربعة شهداء:
١- بالإضافة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بأربعة، بالتنوين، وهى قراءة أبى زرعة، وعبد الله بن مسلم.
٦- وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ولم يكن:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتاء.
أربع:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، وهى قراءة طلحة، والسلمى، والحسن، والأعمش، وخالد بن إياس «إلياس».
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، وهى قراءة طلحة، والسلمى، والحسن، والأعمش، وخالد بن إياس «إلياس» أن لعنة:
وقرئ:
بتخفيف «أن»، ورفع «لعنة»، وهى قراءة نافع.
٩- وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ أن غضب:
وقرئ:
بتخفيف «أن»، ورفع «غضب»، وهى قراءة نافع.
١١- إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ كبره:
١- بكسر الكاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الكاف، وهى قراءة الحسن، وعمرة بنت عبد الرحمن، والزهري، وأبى رجاء، ومجاهد، وأبى البرهسم، والأعمش، وحميد، وابن أبى عبلة، وسفيان الثوري، ويزيد بن قطيب، ويعقوب، والزعفراني، وابن مقسم، وسورة، عن الكسائي، ومحبوب، عن أبى عمرو.
١٥- إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ إذ تلقونه:
١- بفتح الثلاث وشد القاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإدغام ذال «إذ» فى التاء، وهى قراءة النحويين، وحمزة.
٤- بفتح التاء والقاف وسكون اللام، مضارع «لقى»، ورويت عن ابن السميفع أيضا.
٥- بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف، وهى قراءة عائشة، وابن عباس، وعيسى، وابن يعمر، وزيد بن على.
٦- تألقونه، بفتح التاء وهمزة ساكنة بعدها لام مكسورة، من «الألق»، وهو الكذب، وهى قراءة ابن أسلم، وأبى جعفر.
٧- تيلقونه، بتاء مكسورة بعدها ياء ولام مفتوحة، كأنه مضارع «ولق» بكسر اللام، وهى قراءة يعقوب.
٢١- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ما زكى:
١- بتخفيف الكاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإمالتها، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وأبى حيوة، والحسن، والأعمش، وأبى جعفر.
٣- بتشديدها، وهى قراءة روح.
٢٢- وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ يأتل:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يتأل، مضارع «تألى»، وهى قراءة عبد الله بن عياش بن ربيعة، وأبى جعفر، مولاه، وزيد ابن أسلم، والحسن.
أن يؤتوا:
وقرئ:
أن تؤتوا، بالتاء، على الالتفات، وهى قراءة أبى حيوة، وابن قطيب، وأبى البرهسم.
وليعفوا وليصفحوا:
وقرثا:
٢٤- يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ تشهد:
وقرئ:
١- يشهد، بالياء، لأنه تأنيث مجازى، وهى قراءة الأخوين، والزعفراني، وابن مقسم، وابن سعدان.
٢- بالتاء، وهى قراءة باقى السبعة.
٢٥- يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ يوفيهم:
وقرئ:
مخففا، وهى قراءة زيد بن على.
الحق:
١- بالنصب، صفة ل «دينهم»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، صفة لله، وهى قراءة عبد الله، ومجاهد، وأبى روق، وأبى حيوة.
٣١- وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وليضربن:
وقرئ:
بكسر اللام، وهى قراءة عياش، عن أبى عمرو.
وقرئ:
بسكون الميم، وهى قراءة طلحة.
جيوبهن:
وقرئ:
١- بضم الجيم، وهى قراءة أبى عمرو، ونافع، وعاصم، وهشام.
٢- بكسرها، وهى قراءة باقى السبعة.
غير:
قرئ:
١- بالنصب، على الحال، أو الاستثناء، وهى قراءة ابن عامر، وأبى بكر.
٢- بالجر، على النعت، وهى قراءة باقى السبعة.
عورات:
١- بسكون الواو، وهى لغة أكثر العرب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى لغة تميمية، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، والأعمش.
أيه:
وقرئ:
بضم الهاء، وهى قراءة ابن عامر، ووجهها: أنها كانت مفتوحة لوقوعها قبل الألف، فلما سقطت الألف لالتقاء الساكنين، أتبعت حركتها حركة ما قبلها.
٣٤- وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ مبينات:
وقرئ:
١- بفتح الياء، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو، وأبى بكر.
٢- بكسر الياء، وهى قراءة باقى السبعة، والحسن، وطلحة، والأعمش.
نور:
وقرئ:
نور، فعلا ماضيا، و «الأرض» بالنصب، وهى قراءة على بن أبى طالب، وأبى جعفر، وعبد العزيز المكي، ويزيد بن على، وثابت بن أبى حفصة، ومسلمة بن عبد الملك، وأبى عبد الرحمن السلمى، وعبد الله بن عياش ابن أبى ربيعة.
زجاجة والزجاجة:
وقرئا:
١- بكسر الزاى، فيهما، وهى قراءة أبى رجاء، ونصر بن عاصم.
٢- بفتحها، فيهما، وهى قراءة ابن أبى عبلة، ونصر بن عاصم، فى رواية مجاهد.
درى:
١- بضم الدال وتشديد الراء والياء، وهى قراءة الجمهور، ومن السبعة: نافع، وابن عامر، وحفص، وابن كثير.
٢- بفتح الدال وتشديد الراء والياء، وهى قراءة قتادة، وزيد بن على، والضحاك.
٣- بكسر الدال وتشديد الراء والياء، وهى قراءة الزهري.
٤- بكسر الدال وتشديد الراء، والياء والهمزة من الدرء، بمعنى الدفع، وهى قراءة حمزة.
يوقد:
١- بالياء مضارع «أوقد»، مبنيا للمفعول، وهى قراءة نافع، وابن عامر، وحفص.
وقرئ:
٢- توقد، بالتاء، مضارع «أوقد»، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الأخوين، وأبى بكر، والحسن، وزيد بن على، وقتادة، وابن وثاب، وطلحة، وعيسى، والأعمش.
٣- توقد، بفتح الأربعة، فعلا ماضيا، أي: المصباح، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٥- وقد، بغير تاء، وشد القاف، فعلا ماضيا، أي: وقد المصباح، وهى قراءة عبد الله.
٦- يقد، بالياء وشد القاف، وهى قراءة السلمى، وقتادة.
لا شرقية ولا غربية:
١- بالخفض فيهما، صفة ل «زيتونة»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، أي لا هى شرقية ولا غربية، وهى قراءة الضحاك.
تمسسه:
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، وهى قراءة ابن عباس، والحسن.
٣٦- فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ يسبح:
١- بكسر الباء، والياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتاء وكسر الباء، وهى قراءة ابن وثاب، وأبى حيوة.
٣- بالياء وفتح الباء، وهى قراءة ابن عامر، وأبى بكر، والبحتري، عن حفص، ومحبوب، عن أبى عمرو، والمنهال، عن يعقوب، والمفضل، وأبان.
٣٧- رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ تتقلب:
وقرئ:
تقلب، بإدغام التاء، وهى قراءة ابن محيصن.
وقرئ:
بقيعات، جمع «قيعة»، وهى قراءة مسلمة بن محارب.
الظمآن:
وقرئ:
الظمان، بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى الميم، وهى قراءة شيبة، وأبى جعفر، ونافع، بخلاف عنهما.
٤٠- أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ سحاب ظلمات:
١- بتنوين «سحاب»، ورفع «ظلمات»، على تقدير خبر لمبتدأ محذوف، أي: هذه ظلمات، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- سحاب، بالتنوين، و «ظلمات» بالجر، بدلا من «كظلمات»، و «بعضها فوق بعض» مبتدا وخبر، فى موضع الصفة ل «كظلمات»، وهى قراءة قنبل.
٤١- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ والطير صافات:
١- والطير، مرفوعا، عطفا على «من»، و «صافات» نصب على الحال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بنصب «والطير»، على أنه مفعول، و «صافات» على الحال، وهى قراءة الأعرج.
٣- برفعهما، مبتدأ وخبر، وهى قراءة الحسن، وخارجة، عن نافع.
وقرئ:
تفعلون، بتاء الخطاب، وهى قراءة الحسن، وعيسى، وسلام، وهارون، عن أبى عمرو.
٤٣- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ يؤلف:
وقرئ:
١- بالواو، وهى قراءة ورش.
٢- بالهمز، وهو الأصل، وهى قراءة باقى السبعة.
سنا:
١- بالقصر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- سناء، ممدودا، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
برقه:
١- مفردا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الباء وفتح الراء، جمع «برقة» بضم الباء، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
يذهب:
١- بفتح الياء والهاء، هى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الياء وكسر الهاء، وهى قراءة أبى جعفر.
٤٥- وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ خلق:
١- فعلا ماضيا، «ونصب كل»، وهى قراءة الجمهور.
٢- خالق، اسم فاعل، مضاف إلى «كل»، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وابن وثاب، والأعمش.
٥١- إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ قول:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة على، وابن أبى إسحاق، والحسن.
قال الزمخشري: والنصب أقوى، لأن أولى الاسمين بكونه اسما ل «كان» أو غلهما فى التعريف.
ليحكم:
وقرئ:
مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى جعفر، والجحدري، وخالد بن إلياس.
٥٢- وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ ويتقه:
وقرئ:
بالإشباع، والاختلاس، والإسكان.
٥٥- وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ استخلف:
وقرئ:
مبنيا للمفعول.
وليبدلنهم:
١- بالتشديد، وهى قراءة الجمهور.
(م ٦- الموسوعة القرآنية ج ٦)
٥٧- لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ لا تحسبن:
١- بتاء الخطاب، والتقدير: لا تحسبن أيها المخاطب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- لا يحسبن، بالياء للغيبة، والتقدير: لا يحسبن حاسب، وهى قراءة حمزة، وابن عامر.
٥٨- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ الحلم:
وقرئ:
بسكون اللام، وهى لغة تميم، وبها قرأ الحسن، وأبو عمرو، فى رواية، وطلحة.
ثلاث:
قرئ:
١- بالنصب، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٢- بالرفع، وهى قراءة باقى السبعة.
عورات:
قرئ:
بفتح الواو، وهى لغة هذيل بن مدركة، وبنى تميم، وبها قرأ الأعمش.
١- بفتح الميم واللام خفيفة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الميم وكسر اللام مشددة، وهى قراءة ابن جبير.
مفاتحه:
١- جمع «مفتح»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مفاتيحه، جمع «مفتاح»، وهى قراءة ابن جبير.
٣- مفتاحه، مفردا، وهى قراءة قتادة، وهارون، عن أبى عمرو.
صديقكم:
قرئ:
بكسر الصاد، اتباعا لحركة الدال، حكاها حميد الخزاز.
٦٢- إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ جامع:
وقرئ:
جميع، وهى قراءة اليماني.
١- ظرفا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- نبيكم، بنون مفتوحة، وياء مكسورة، وياء مشددة، وهى قراءة الحسن، ويعقوب، فى رواية لواذا:
وقرئ:
بفتح اللام، وهى قراءة يزيد بن قطيب.
يخالفون:
وقرئ:
يخلفون، بالتشديد، أي: يخلفون أنفسهم.
٦٤- أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ يرجعون:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة ابن يعمر، وابن أبى إسحاق، وأبى عمرو.
- ٢٥- سورة الفرقان
١- تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً عبده:
١- بالإفراد، وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- عباده، أي: الرسول وأمته، وهى قراءة ابن الزبير.
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة طلحة.
تملى:
وقرئ:
تتلى، بالتاء، بدل الميم، وهى قراءة طلحة، وعيسى.
٧- وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً فيكون:
١- بالنصب، على جواب التخصيص، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، عطفا على «أنزل»، لأن «أنزل» فى موضع رفع، وهو ماض وقع موقع المضارع.
٨- أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً أو تكون:
وقرئ:
أو يكون، بالياء، وهى قراءة قتادة، والأعمش.
يأكل:
١- بياء الغيبة، أي: الرسول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يأكلون، وهى قراءة زيد بن على، وحمزة، والكسائي، وابن وثاب، وطلحة.
١٠- تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً ويجعل:
١- بالجزم، وهى قراءة الجمهور، ومن السبعة: نافع، وحمزة، والكسائي، وأبو عمرو.
٢- بالرفع، وهى قراءة مجاهد، وابن عامر، وابن كثير، وحميد، وأبى بكر، ومحبوب، عن أبى عمرو.
٣- بالنصب، على إضمار «أن»، وهى قراءة عبيد الله بن موسى، وطلحة بن سليمان.
قال أبو الفتح: وهى قراءة ضعيفة.
١٣- وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً مقرنين:
وقرئ شاذا:
مقرنون، بالواو، وهى قراءة أبى شيبة، صاحب معاذ بن جبل.
ثبورا:
وقرئ:
بفتح الثاء، وهى قراءة عمرو بن محمد.
١٤- لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً ثبورا:
وقرئ:
بفتح الثاء، وهى قراءة عمرو بن محمد.
١٧- وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ يحشرهم:
١- بالياء، وهى قراءة أبى جعفر، والأعرج، وابن كثير، وحفص.
وقرئ:
٢- بالنون، وهى قراءة الحسن، وطلحة، وابن عامر.
فيقول:
١- بالياء، وهى قراءة أبى جعفر، والأعرج، وابن كثير، وحفص.
وقرئ:
٢- بالنون، وهى قراءة الحسن، وطلحة، وابن عامر.
١- بثبوت «كان»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ما ينبغى، بسقوط «كان»، وهى قراءة علقمة.
نتخذ:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يتخذ، مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبى رجاء، ونصر بن علقمة، وزيد بن على، وأخيه الباقر، ومكحول، والحسن، وأبى جعفر، وحفص بن عبيد، والنخعي، والسلمى، وشيبة، وأبى بشر، والزعفراني.
١٩- فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً تقولون:
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، وهى قراءة أبى حيوة، وابن الصلت، عن قنبل.
تستطيعون:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة حفص، وأبى حيوة، والأعمش، وطلحة.
وقرئ:
٢- بالياء، وهى قراءة ابن كثير، وأبى بكر.
نذقه:
وقرئ:
يذقه، بياء الغيبة، أي: الله.
وقرئ:
أنهم، بالفتح، على زيادة اللام.
ويمشون:
١- مضارع «مشى» خفيفا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مشددا، مبنيا للمفعول، أي: تمشيهم حوائجهم إلى الناس، وهى قراءة على، وابن مسعود، وعبد الرحمن ابن عبد الله.
٣- مشددا، مبنيا للفاعل، وهى قراءة أبى عبد الرحمن السلمى.
٢٢- يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً حجرا:
وقرئ:
بضم الحاء، وهى قراءة أبى رجاء، والحسن، والضحاك.
٢٥- وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلًا تشقق:
قرئ:
١- بإدغام التاء، من «تتشقق»، وهى قراءة الحرميين، وابن عامر.
٢- بحذف التاء، وهى قراءة باقى السبعة.
ونزل:
١- ماضيا مشددا، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ماضيا مشددا مبنيا للفاعل، وهى قراءة ابن مسعود، وأبى رجاء.
٣- أنزل، مبنيا للفاعل، ورويت أيضا عن أبى رجاء.
٤- نزل، ثلاثيا مخففا، مبنيا للفاعل، ورويت عن أبى عمرو.
٦- تنزلت، ورويت عن أبى.
٧- نزلت، ماضيا مشددا مبنيا للمفعول، بتاء التأنيث، وهى قراءة أبى.
٢٨- يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا يا ويلتى:
وقرئ:
بكسر التاء، والياء ياء الإضافة، وهى قراءة الحسن، وابن قطيب.
٣٢- وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا لنثبت:
وقرئ:
ليثبت، بالياء، أي ليثبت الله، وهى قراءة عبد الله.
٣٦- فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً فدمرناهم:
وقرئ:
فدمراهم، على الأمر لموسى وهارون، وهى قراءة على، والحسن، ومسلمة بن محارب.
٣٨- وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا ونمودا:
وقرئ:
وثمود، غير مصروف، وهى قراءة عبد الله، وعمرو بن ميمون، والحسن، وعيسى.
٤٠- وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً أمطرت:
وقرئ:
مطرت، ثلاثيا مبنيا للمفعول، وهى قراءة زيد بن على.
وقرئ:
بضم السين، وهى قراءة أبى السمال.
٤٣- أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا إلهه:
وقرئ:
آلهة، منونة على الجمع، وهى قراءة بعض أهل المدينة.
٤٩- لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً ونسقيه:
وقرئ:
بفتح النون، وهى قراءة عبد الله، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، والأعمش، وعاصم، وأبى عمرو.
وأناسى:
وقرئ:
بتخفيف الياء، وهى قراءة يحيى بن الحارث الذمارى.
٥٠- وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً صرفناه:
وقرئ:
بتخفيف الراء، وهى قراءة عكرمة.
٥٣- وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً ملح:
وقرئ:
بفتح الميم وكسر اللام، وهى قراءة طلحة، وقتيبة، عن الكسائي.
قال أبو الفضل الرازي فى كتاب «اللوامح» : وهى لغة شاذة قليلة.
١- بالرفع، خبر مبتدأ محذوف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالجر، صفة ل «الحق» الآية: ٥٨، وهى قراءة زيد بن على.
٦١- تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً سراجا:
١- على الإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- سرجا، بالجمع مضموم الراء، وهى قراءة عبد الله، وعلقمة، والأعمش، والأخوين.
٣- سرجا، بالجمع، ساكن الراء، وهى قراءة الأعمش أيضا، والنخعي، وابن وثاب.
وقمرا:
وقرئ:
بضم القاف وسكون الميم، لغة فى القمر، كالرشد والرشد، وقيل: جمع «قمراء»، وهى قراءة الحسن، والأعمش، والنخعي، وعصمة، عن عاصم.
٦٢- وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً يذكر:
وقرئ:
يذكر «مضارع» ذكر خفيفا، وهى قراءة النخعي، وابن وثاب، وزيد بن على، وطلحة، وحمزة.
٦٣- وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وعباد:
وقرئ:
١- وعباد، جمع عابد كضارب وضراب، وهى قراءة اليماني.
٢- وعبد، بضم العين والباء، وهى قراءة الحسن.
وقرئ:
يمشون، مبنيا للمفعول، مشددا، وهى قراءة السلمى واليماني.
٦٤- وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً سجدا:
وقرئ:
سجودا، على وزن «قعود»، وهى قراءة أبى البرهسم.
٦٦- إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً مقاما:
١- بالضم، أي مكان إقامة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الميم، أي: مكان قيام، وهى قراءة فرقة.
٦٧- وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً يفتروا:
١- بفتح الياء وضم التاء، وهى قراءة الحسن، وطلحة، والأعمش، وحمزة، والكسائي، وعاصم.
وقرئ:
٢- بفتح الياء وكسر التاء، وهى قراءة مجاهد، وابن كثير، وأبى عمرو.
٣- بضم الياء وكسر التاء مشددة، وهى قراءة، نافع، وابن عامر.
قواما:
وقرئ:
بالكسر، ، وهى قراءة حسان بن عبد الرحمن.
٦٨- وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يلق:
وقرئ:
١- بضم الياء وفتح اللام والقاف مشددة، دون ألف.
أثاما:
وقرئ:
أياما، جمع يوم، يعنى: شدائد، وهى قراءة ابن مسعود.
٦٩- يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً يضاعف:
١- مبنيا للمفعول، وبألف، مجزوما، وهى قراءة نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي.
وقرئ:
٢- على القراءة السابقة، مرفوعا، وهى قراءة أبى بكر، عن عاصم.
٣- مشدد العين مبنيا للمفعول، مع طرح الألف، وهى قراءة الحسن، وأبى جعفر، وابن كثير.
٤- مضعفا، بالنون المضمومة وكسر العين مشددة، وهى قراءة أبى جعفر أيضا، وشيبة، وطلحة ابن سليمان.
٥- يضاعف، مبنيا للفاعل، ونصب «العذاب»، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
يخلد:
١- مبنيا للفاعل، مجزوما، وهى قراءة نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي.
وقرئ:
٢- على القراءة السابقة، مرفوعا، وهى قراءة أبى بكر، عن عاصم.
٣- وتخلد، بتاء الخطاب، على الالتفات، مرفوعا، أي: وتخلد أيها الكافر، وهى قراءة طلحة بن سليمان.
٤- ويخلد، مبنيا للمفعول، مشدد اللام مجزوما، وهى قراءة أبى حيوة.
٥- ويخلد، مبنيا للمفعول، مخففا مرفوعا، وهى قراءة أبى بكر، عن عاصم.
٦- ويخلد، مبنيا للمفعول، مشددا مرفوعا، وهى قراءة الأعمش.
٧٤- وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً وذرياتنا:
١- بالجمع، وهى قراءة ابن عامر، والحرميين، وحفص.
٢- وذريتنا، على الإفراد، وهى قراءة باقى السبعة، وطلحة.
قرة عين:
١- على الإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- قرات، على الجمع، وهى قراءة عبد الله، وأبى الدرداء، وأبى هريرة ٧٥- أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً يلقون:
١- بضم الياء وفتح اللام، والقاف مشددة، وهى قراءة الحسن، وشيبة، وأبى جعفر، والحرميين، وأبى عمرو، وأبى بكر.
وقرئ:
٢- بفتح الياء وسكون اللام وتخفيف القاف، وهى قراءة طلحة، ومحمد اليماني، وباقى السبعة.
٧٧- قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً فسوف يكون:
وقرئ:
فسوف تكون، بتاء التأنيث، وهى قراءة ابن جريج.
لزاما:
١- بكسر اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، مصدر، وهى قراءة المنهال، وأبان بن تغلب، وأبى السمال.
- ٢٦- سورة الشعراء
١- طسم طسم:
قرئ:
١- بإمالة فتحة الطاء، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وأبى بكر.
٣- بإظهار نون «سين»، وهى قراءة حمزة.
٤- بإدغامها، وهى قراءة باقى السبعة.
٥- بكسر الميم، وهى قراءة عيسى.
٦- ط س م، مقطوعا، وهى قراءة أبى جعفر، وكذا فى مصحف عبد الله.
٤- إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ إن نشأ ننزل:
وقرئ:
إن نشأ ينزل، على الغيبة، وهى قراءة أبى عمرو، فى رواية هارون.
فظلت:
١- ماضيا بمعنى المستقبل لأنه معطوف على «ننزل»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فتظل، وهى قراءة طلحة.
خاضعين:
وقرئ:
خاضعة، وهى قراءة عيسى، وابن أبى عبلة.
١١- قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ يتقون:
وقرئ:
بكسر النون، والتقدير: أفلا يتقوننى، فحذفت نون الرفع لالتقاء الساكنين، وياء المتكلم اكتفاء بالكسرة.
١٣- وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ ويضيق... ولا ينطلق:
١- بالرفع فيهما، عطفا على «أخاف»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٣- بنصب الأول ورفع الثاني، حكاها أبو عمرو الداني، عن الأعرج.
١٨- قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ عمرك:
وقرئ:
بإسكان الميم، وهى قراءة أبى عمرو، فى رواية.
١٩- وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ فعلتك:
١- بفتح الفاء، على معنى الحسرة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، على معنى الهيئة، وهى قراءة الشعبي.
٢١- فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ لما:
١- حرف وجوب لوجوب، أو ظرفا بمعنى: حين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر اللام وتخفيف الميم، وهى قراءة حمزة، فى رواية.
حكما:
١- بالإسكان، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الكاف، وهى قراءة عيسى.
٢٢- وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ وتلك نعمة تمنها:
وقرئ:
وتلك نعمة مالك أن تمنها، وهى قراءة الضحاك.
وقرئ:
على البناء للفاعل، أي: أرسله ربه إليكم، وهى قراءة مجاهد، وحميد، والأعرج.
٢٨- قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ المشرق والمغرب:
وقرئ:
المشارق والمغارب، على الجمع، وهى قراءة عبد الله، وأصحابه، والأعمش.
٣٧- يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ سحار:
وقرئ:
ساحر، وهى قراءة الأعمش، وعاصم، فى رواية.
٥١- إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ أن كنا:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة أبان بن تغلب، وأبى معاذ.
٥٢- وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ أسر:
وقرئ:
سر، من: سار يسير، وهى قراءة اليماني (وانظر: هود، الآية: ٨١).
٥٦- وإنا لجميع حذرون حذرون:
وقرئ:
١- حاذرون، جمع «حاذر»، وهو من أخذ يحذر، وهى قراءة الكوفيين، وابن ذكوان، وزيد بن على.
٢- بغير ألف، جمع حذر، وهو المتيقظ، وهى قراءة باقى السبعة.
(م ٧- الموسوعة القرآنية ج ٦)
وقرئ:
بضم الميم، من أقام، وهى قراءة قتادة، والأعرج.
٦١- فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون تراءى:
١- مثل: تراعى، وهى قراءة الجمهور، وهو الصواب.
وقرئ:
٢- تراى، بغير همز، على مذهب التخفيف بين بين، ولا يصح القلب لوقوع الهمزة بين ألفين أحدهما ألف «تفاعل» الزائدة بعد الفاء، والثانية اللام المعتلة من الفعل، فلو خففت بالقلب لاجتمع ثلاث ألفات متسقة، وذلك مما لا يكون أبدا، وهى قراءة الأعمش، وابن وثاب.
٣- ترئ، بكسر الراء ويمد ثم يهمز، وهى قراءة حمزة.
لمدركون:
١- بإسكان الدال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الدال مشددة وكسر الراء، على وزن «مفتعلون»، وهى قراءة الأعرج، وعبيد بن عمير.
٦٣- فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ فرق:
وقرئ:
فلق، باللام، عوض الراء، حكاها يعقوب عن بعض القراء.
٦٤- وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ وأزلفنا:
وقرئ:
١- وزلفنا، بغير ألف، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة.
٢- وأزلفنا، بالقاف عوض الفاء، أي: أزللنا، وهى قراءة أبى، وابن عباس، وعبد الله بن الحارث.
وقرئ:
بضم الياء وكسر الميم، من «أسمع»، والمفعول الثاني محذوف، تقديره الجواب، أو الكلام، وهى قراءة قتادة، ويحيى بن يعمر.
إذ تدعون:
وقرئ:
بإظهار ذال «إذ»، وبإدغامها فى «تاء» «تدعون».
٨٢- وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ خطيئتى:
١- على الإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢-، على الجمع، وهى قراءة الحسن.
٩١- وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ وبرزت:
وقرئ:
١- تبرزت، بالتاء، وهى قراءة الأعمش:
٢- وبرزت، بالفتح والتخفيف، و «الجحيم» بالرفع، وهى قراءة مالك بن دينار.
١١١- قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ واتبعك:
١- فعلا ماضيا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- وأتباعك، جمع «تابع» كصاحب وأصحاب، والواو للحال، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وأبى حيوة، والضحاك، وابن السميفع، وسعيد بن أبى سعد الأنصاري، وطلحة ويعقوب.
١١٣- إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ تشعرون:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة الأعرج، وأبى زرعة، وعيسى بن عمر الهمداني.
١٢٨- أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ريع:
١- بكسر الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
١٢٩- وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ تخلدون:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، غير مشدد، وهى قراءة قتادة.
٣- مبنيا للمفعول، مشددا، وهى قراءة أبى، وعلقمة، وأبى العالية.
١٣٦- قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ أوعظت:
١- بإظهار الظاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإدغام الظاء فى التاء، ورويت عن أبى عمرو، والكسائي، وعاصم.
١٣٧- إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ خلق:
قرئ:
١- بفتح الخاء وسكون اللام، وهى قراءة عبد الله، وعلقمة، والحسن، وأبى جعفر، وأبى عمرو، وابن كثير، والكسائي.
٢- بضمتين، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بضم الخاء وسكون اللام، وهى قراءة أبى قلابة والأصمعى عن نافع.
١٤٩- وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ وتنحتون:
١- بالتاء، للخطاب، وكسر الحاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالتاء للخطاب، وفتح الحاء، وهى قراءة أبى حيوة، وعيسى، والحسن.
٣- بالياء وكسر الحاء، ورويت عن عبد الرحمن بن محمد، عن أبيه.
٤- بالياء وفتح الحاء، ورويت عن أبى حيوة، والحسن أيضا.
فارهين:
١- بالألف، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وزيد بن على، والكوفيين، وابن عامر وقرئ:
٢- فرهين، بغير ألف، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- متفرهين، اسم فاعل من «تفره»، وهى قراءة مجاهد.
١٧٦- كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ الأيكة:
وقرئ:
١- ليكة، بغير لام التعريف، ممنوع من الصرف، وهى قراءة الحرميين، وابن عامر.
٢- الأيكة، بلام التعريف، وهى قراءة باقى السبعة.
١٨٤- وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ والجبلة:
١- بكسر الجيم والباء، وشد اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها وشد اللام، وهى قراءة أبى حصين، والأعمش، والحسن، بخلاف عنهما.
٣- بكسر الجيم، وسكون الباء، وهى قراءة السلمى.
١٩٧- أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ أو لم يكن:
١- بالياء، و «آية» بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتاء، ورفع «آية»، وهى قراءة ابن عامر، والجحدري.
وقرئ:
تعلمه، بتاء التأنيث، وهى قراءة الجحدري.
٢٠٢- فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فيأتيهم:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء التأنيث، أنث على معنى «العذاب»، لأن معناه، العقوبة، وهى قراءة الحسن، وعيسى.
بغتة:
وقرئ:
بفتح الغين، وهى قراءة الحسن.
٢٠٧- ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ يمتعون:
وقرئ:
بإسكان الميم وتخفيف التاء.
٢١٠- وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ الشياطين:
وقرئ:
الشياطون، وهى قراءة الحسن والأعمش، وابن السميفع قال أبو حيان: وتوجيه هذه القراءة أنه لما كان آخره كآخر «يبرين» و «فلسطين»، فكما أجرى إعراب هذا على النون تارة وعلى ما قبله تارة: فقالوا: يبرين ويبرون، وفلسطين وفلسطون، أجرى ذلك فى «الشياطين» تشبيها به، فقالوا: الشياطين والشياطون.
٢١٧- وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ وتوكل:
قرئ:
١- فتوكل، بالفاء وهى قراءة نافع، وابن عامر، وابن جعفر، وشيبة.
١- مصدر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مضارع «قلب» مشددا، وهى قراءة جناح بن حبيش.
٢٢٤- وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ والشعراء:
١- رفعا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- نصبا، على الاشتغال، وهى قراءة عيسى.
يتبعهم:
قرئ:
١- مخففا، وهى قراءة السلمى، والحسن، بخلاف عنه، ونافع.
٢- مشددا، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بسكون العين، وهى قراءة الحسن، وعبد الوارث، عن أبى عمرو.
٤- بنصبها، رواها هارون.
- ٢٧- سورة النمل
١- طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ وكتاب مبين:
وقرئا:
برفعهما، والتقدير: وآيات كتاب، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
قرئ:
١- منونا، و «قبس» بدل أو صفة، وهى قراءة الكوفيين.
٢- بالإضافة، وهى قراءة باقى السبعة.
١٠- وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ جان:
وقرئ:
جأن، بهمزة، مكان الألف، وهى قراءة الحسن، والزهري، وعمرو بن عبيد.
١١- إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ إلا من:
وقرئ:
ألا، بفتح الهمزة وتخفيف اللام، حرف استفتاح، و «من» شرطية، وهى قراءة أبى جعفر، وزيد بن أسلم.
حسنا:
١- بضم الحاء وإسكان السين، منونا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الحاء وإسكان السين، غير منون، على وزن «فعلى» ممنوعا من الصرف، وهى قراءة محمد ابن عيسى الأصبهانى.
٣- بضم الحاء والسين، منونا، وهى قراءة ابن مقسم.
٤- بفتحها، منون، وهى قراءة مجاهد، وأبى حيوة، وابن أبى ليلى، والأعمش، وأبى عمرو، فى رواية الجعفي، وابن زيد، وعصمة، وعبد الوارث، وهارون، وعياش.
١٣- فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ مبصرة:
وقرئ:
بفتح الميم والصاد، مصدر، كأعجبته، وهى قراءة قتادة، وعلى بن الحسين.
وقرئ:
وعليا، بقلب الواو ياء وكسر العين واللام، وهى قراءة عبد الله، وابن وثاب، والأعمش، وطلحة.
١٨- حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ النمل:
وقرئ:
١- بضم الميم، كالرجل والرجل، وهى قراءة الحسن، وطلحة، ومعتمر بن سليمان التيمي، وسليمان التيمي.
٢- بضم النون والميم، ورويت عن سليمان التيمي أيضا.
نملة:
وقرئ:
١- بضم الميم، كسمرة، وهى قراءة الحسن، وطلحة، ومعتمر بن سليمان، وسليمان التيمي.
٢- بضم النون والميم، ورويت عن سليمان التيمي أيضا.
ادخلوا مساكنكم:
وقرئ:
١- ادخلوا مسكنكم، على الإفراد، وهى قراءة شهر بن حوشب.
٢- ادخلن مساكنكن، وهى قراءة أبى.
لا يحطمنكم:
وقرئ:
١- مخففة النون، التي قبل الكاف.
٢- بضم الياء وفتح الحاء وشد الطاء والنون، مضارع «حطم» مشددا، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، وقتادة، وعيسى بن عمر الهمداني الكوفي.
وقرئ:
ضحكا، على المصدر، وهى قراءة ابن السميفع.
٢٢- فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ فمكث:
١- بفتح الكاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة عاصم، وأبى عمرو، فى رواية الجعفي، وسهل، وروح سبأ:
١- مصروفا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الهمزة، غير مصروف وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٣- بإسكانها، وهى قراءة قنبل، من طريق النبال.
٤- بكسر الهمزة من غير تنوين، وهل قراءة الأعمش.
٥- سبا، مقصورا مصروفا، على وزن «رحى» وهى قراءة ابن كثير.
٦- بسكون الياء وهمزة مفتوحة، غير منون، بنى على «فعلى» فامتنع من الصرف، ورويت عن أبى معاذ ٧- بألف ساكنة، كقولهم: تفرقوا أيدى سبا، وهى قراءة ابن حبيب، عن اليزيدي.
بنبإ:
وقرئ:
بنبإ، بألف عوض الهمزة، وهى قراءة فرقة.
٢٥- أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ ألا:
قرئ:
٢- بالتشديد، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- هلا، وهى قراءة الأعمش، وكذا هى فى حرف عبد الله.
يسجدوا:
وقرئ:
١- يسجدون، رويت عن عبد الله، وفى حرفه: «هلا يسجدون» ٢- تسجدون، على الخطاب، وهى قراءة أبى، حيث قرأ: «ألا تسجدون».
الخبء:
١- بسكون الباء والهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بنقل حركة الهمزة إلى الباء، وحذف الهمزة، وهى قراءة أبى، وعيسى.
٣- بألف بدل الهمزة، وفتح ما قبلها، وهى قراءة عكرمة، وعبد الله، ومالك بن دينار.
ما تخفون وما تعلنون:
١- بتاء الخطاب، فيهما، والخطاب لسليمان والحاضرين معه، وهى قراءة الكسائي، وحفص.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة، فيهما، والضمير عائد على المرأة وقومها، وهى قراءة الحرميين والجمهور.
٢٦- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ العظيم:
وقرئ:
بالرفع، على أنه صفة للعرش، وقطع على إضمار «هو» على سبيل المدح، وهى قراءة ابن محيصن، وجماعة.
٢٨- اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ فألقه:
وقرئ:
١- بكسر الهاء، وياء بعدها، فى السبعة.
٣- بضم الهاء وواو بعدها، وهى قراءة مسلم بن جندب.
٣٠- إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إنه... وإنه:
١- بكسر الهمزة، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحهما، وهى قراءة عكرمة، وابن أبى عبلة.
٣- وإنه، بزيادة واو عطف فى الأولى، عطفا على «إنى ألقى»، وهى قراءة عبد الله.
٣١- أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ تعلوا.
وقرئ:
تغلوا، بالغين المعجمة، وهى قراءة ابن عباس، ووهب بن منبه، والأشهب العقيلي.
٣٦- فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ جاء:
وقرئ:
جاءوا، عائد، على «مرسلون»، وهى قراءة عبد الله.
أتمدونن:
قرئ:
١- بنونين، وهى قراءة جمهور السبعة، وأثبت بعض «الياء».
٢- بإدغام نون الرفع فى نون الوقاية، وإثبات ياء المتكلم، وهى قراءة حمزة.
٣- بنون واحدة، خفيفة، وهى قراءة، عن نافع ٣٧- ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ ارجع:
وقرئ:
ارجعوا، وهى قراءة عبد الله، وقد قرأ: «جاءوا» الآية: ٣٦
وقرئ:
١- بكسر العين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح العين، وهى قراءة أبى حيوة.
٣- عفرية، بكسر العين وسكون الفاء وكسر الراء، بعدها ياء مفتوحة، بعدها تاء للتأنيث، وهى قراءة أبى رجاء، وأبى السمال، وعيسى.
٤- عفر، بلا ياء ولا تاء، وهى قراءة فرقة.
٥- عفراة، بالألف وتاء التأنيث، وهى لغة طيئ، وتميم.
٤١- قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ ننظر:
١- بالجزم، على جواب الأمر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع على الاستثناء، وهى قراءة أبى حيوة.
٤٣- وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ إنها:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى على تقدير حرف الجر، أو على البدل من الفاعل، الذي هو: «ما كانت تعبد»، وهى قراءة سعيد بن جبير، وابن أبى عبلة.
٤٤-يلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
وقرئ:
سأقيها، بالهمزة، رواها أبو الإخريط وهب بن واضح.
٤٧- قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ اطيرنا:
قرئ:
تطيرنا، على الأصل.
٤٩- قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ تقاسموا:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- تقسموا، بغير ألف، وتشديد السين، وهى قراءة ابن أبى ليلى.
لنبيتنه... لنقولن:
١- بالنون، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء خطاب الجمع، فيهما، وهى قراءة الحسن، وحمزة، والكسائي.
٣- بياء الغيبة، فيهما، وهى قراءة مجاهد، وابن وثاب، وطلحة، والأعمش.
٤- بياء الغيبة فى الأولى، مسندا للجمع، أي: ليبيتنه، أي: قوم منا، وبالنون فى الثاني، أي: جميعنا، وهى قراءة حميد بن قيس.
مهلك:
١- بفتح الميم وكسر اللام، وهى قراءة حفص.
وقرئ:
٢- بضم الميم وفتح اللام، من «أهلك»، وهى قراءة الجمهور.
٣- بفتحهما، وهى قراءة أبى بكر.
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الحسن، وابن أبى إسحاق، والكوفيين.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة الجمهور.
٣- أن، الناصبة للمضارع، وهى قراءة أبى.
٥٢- فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ خاوية:
١- بالنصب، على الحال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٥٦- فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ جواب:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة الحسن، وابن أبى إسحاق.
٥٧- فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ قدرناها:
١- بتشديد الدال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتخفيفها، وهى قراءة أبى بكر.
٥٩- قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ يشركون:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الحسن، وقتادة، وعاصم، وأبى عمرو وقرئ:
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
١- بشد الميم، وهى «أم» أدغمت فى «ميم» من، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتخفيفها، على أنها همزة الاستفهام دخلت على «من»، وهى قراءة الأعمش.
ذات:
١- بالإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ذوات، بالجمع، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
بهجة:
١- بسكون الهاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتحريك الهاء، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
الله:
وقرئ:
١- بتخفيف الهمزتين، وتليين الثانية، والفصل بينهما بألف.
٢- أإلها، بالنصب، بمعنى: أتدعون إلها.
٦١- أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ.
أمن:
انظر: الآية: ٦٠ من هذه السورة.
أإله:
انظر: الآية: ٦٠، من هذه السورة.
٦٢- أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ أمن:
انظر: الآية: ٦٠، من هذه السورة.
وقرئ:
ونجعلكم، بالنون، وهى قراءة الحسن، فى رواية.
أإله:
انظر الآية: ٦٠، من هذه السورة.
تذكرون:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة الحسن، والأعمش، وأبى عمرو.
٣- تتذكرون، بتاءين، وهى قراءة أبى حيوة.
٦٣- أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أمن:
انظر الآية: ٦٠، من هذه السورة.
أإله:
١- انظر الآية: ٦٠، من هذه السورة.
٦٤- أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أمن:
انظر الآية: ٦٠ من هذه السورة.
أإله:
انظر الآية: ٦٠، من هذه السورة.
٦٥- قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ أيان:
وقرئ:
بكسر الهمزة، وهى قراءة السلمى، وهى لغة قبيلة بنى سليم.
(م ٨- الموسوعة القرآنية ج ٦)
١- بإدغام التاء فى الدال، إذ أصله: تدارك، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- أم تدارك، وهى قراءة أبى.
٣- بل أدرك، بنقل حركة الهمزة إلى اللام، وتشديد الدال، بناء على أن وزنه «افتعل» فأدغم الدال، وهى فاء الكلمة، فى التاء بعد قلبها دالا، والهمزة المحذوفة المنقول حركتها إلى اللام وهى همزة الاستفهام، أدخلت على ألف الوصل، فانحذفت ألف الوصل، ثم انحذفت هى وألقيت حركتها على لام «بل»، وهى قراءة سليمان بن يسار.
٤- على القراءة السابقة، مع كسر لام «بل»، وهى قراءة أبى رجاء، والأعرج، وشيبة، وطلحة العنبري.
٥- أدرك، على وزن «افعل»، بمعنى: تفاعل، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، وأبى جعفر، وأهل مكة.
٦- آدرك، بمد همزة الاستفهام، وأصله: أأدرك، فقلبت الثانية ألفا تخفيفا، كراهة الجمع بين همزتين، وهى قراءة الحسن، وقتادة، وابن محيصن.
٧- أم أدرك، «أم» بدل «بل» و «أدرك» على وزن «افعل»، وهى قراءة مجاهد.
٨- ادراك، بهمزة داخلة على «ادارك»، فتسقط همزة الوصل المجتلبة لأجل الإدغام والنطق بالساكن، وهى قراءة ابن عباس أيضا.
٩- أأدرك، بهمزتين، همزة الاستفهام وهمزة «أفعل» وهى قراءة ابن مسعود.
١٠- أدرك، بهمزة، وإدغام فاء الكلمة، وهى الدال، فى تاء «افتعل» بعد صيرورة «التاء» : دالا.
١١- أدرك، بحذف همزة «أدرك» ونقل حركتها إلى اللام.
٦٧- وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ أئذا:
وقرئ:
١- بالجمع بين الاستفهامين، وقلب الثانية ياء، وهى قراءة ابن كثير.
٢- على القراءة السابقة، والفصل بينهما بألف، وهى قراءة أبى عمرو.
٣- بهمزتين، وهى قراءة عاصم، وحمزة.
٥- آئذا، باستفهام ممدود.
أإنا:
قرئ:
١- بالجمع بين الاستفهامين، وقلب الثانية ياء، وهى قراءة ابن كثير.
٢- على القراءة السابقة، والفصل بينهما بألف، وهى قراءة أبى عمرو.
٣- بهمزتين وهى قراءة عاصم، وحمزة.
٤- آينا، بهمزة الاستفهام وقلب الثانية ياء، وبينهما مدة.
٥- أننا، بنونين، من غير استفهام.
٧٢- قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ردف:
١- بكسر الدال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة ابن هرمز.
وهما لغتان:
٧٤- وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ ما تكن:
١- من «أكن»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح التاء وضم الكاف، من «كن» وهى قراءة ابن محيصن، وابن السميفع.
٧٨- إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ بحكمه:
وقرئ:
بكسر الحاء وفتح الكاف، وهى قراءة جناح بن حبيش.
١- بضم التاء وكسر الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ولا يسمع الصم، بالياء، ورفع «الصم».
٨١- وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ بهادي العمى:
١- اسم فاعل مضاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بهاد، منونا، وهى قراءة يحيى بن الحارث، وأبى حيوة.
٣- تهدى، مضارع «هدى» وهى قراءة الأعمش، وطلحة، وابن وثاب، وابن يعمر، وحمزة.
٨٢- وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ تكلمهم:
١- بالتشديد، من الكلام، أو من الكلم، وهو الجرح، والتشديد للتكثير، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح التاء وسكون الكاف، مخفف اللام، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد، وابن جبير، وأبى زرعة، والجحدري، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة.
أن الناس:
قرئ:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الكوفيون، وزيد بن على.
٢- بكسرها، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بأن، وهى قراءة ابن مسعود.
٨٤- حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أما ذا:
وقرئ:
٨٧- وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ أتوه:
١- فعلا ماضيا، وهى قراءة عبد الله، وحمزة، وحفص.
وقرئ:
٢- آتوه، اسم فاعل، وهى قراءة الجمهور.
داخرين:
قرئ:
دخرين، بغير ألف، وهى قراءة الحسن، والأعمش.
٨٨- وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ تفعلون:
قرئ:
١- بالياء، وهى قراءة العربيين، وابن كثير.
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة باقى السبعة.
٨٩- مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ فزع يومئذ:
قرئ:
١- فزع، بالتنوين، وهى قراءة الكوفيين.
٢- بالإضافة، وهى قراءة باقى السبعة.
يومئذ:
وقرئ:
١- بكسر الميم، وهى قراءة العربيين، وابن كثير، وإسماعيل بن جعفر، عن نافع ٢- بفتحها للاضافة إلى غير متمكن، وهى قراءة نافع، فى غير رواية إسماعيل.
١- صفة للرب، وهى قراءة الجمهور.
قرئ:
٢- التي، صفة للبلد، وهى قراءة ابن مسعود، وابن عباس.
٩٢- وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ وأن أتلو:
١- بالواو، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- وأن أتل، بغير واو، أمرا من «تلا»، وهى قراءة عبد الله.
٩٣- وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ تعملون:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
وقرئ:
٢- يعملون، بياء الغيبة، التفاتا من ضمير الخطاب إلى ضمير الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
- ٢٨- سورة القصص
٤- إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ يذبح:
١- مضعفا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الياء وسكون الذال، وهى قراءة أبى حيوة، وابن محيصن.
١- بالنصب، عطفا على «نمن»، الآية: ٥، وهى قراءة الجمهور.
قرئ:
٢- ولنمكن، بلام «كى»، وهى قراءة الأعمش.
ونرى:
١- مضارع «أرينا»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مضارع «رأى»، ورفع ما بعده، وهى قراءة عبد الله، وحمزة، والكسائي.
٧- وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ أن أرضعيه:
وقرئ:
بكسر نون «أن»، بعد حذف الهمزة، على غير قياس، لأن القياس فيه نقل حركة الهمزة، وهى الفتحة، إلى النون، كقراءة ورش.
٨- فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ حزنا:
١- بفتح الحاء والزاى، وهى لغة قريش، وبها قرأ الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الحاء وإسكان الزاى، وهى قراءة ابن وثاب، وطلحة، والأعمش، وحمزة، والكسائي، وابن سعدان.
١٠- وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فؤاد:
وقرئ:
فواد، بالواو، وهى قراءة أحمد بن موسى.
وقرئ:
١- فزعا، بالزاي والعين المهملة، من الفزع، وهى قراءة فضالة بن عبيد، والحسن، ويزيد بن قطيب، وأبى زرعة بن عمرو بن جرير.
٢- قرعا، بالقاف، وكسر الراء، من: قرع، وهو انحسار الشعر، وهى قراءة ابن عباس.
٣- قرعا، بالقاف وسكون الراء، من القارعة، وهى: الهم العظيم، ورويت لابن عباس أيضا.
٤- فزغا، بالفاء مكسورة وسكون الزاى، والغين المنقوطة، ومعناه: ذاهبا هدرا تالفا، وهى قراءة بعض الصحابة.
٥- فرغا، بضم الفاء والراء، وهى قراءة الخليل بن أحمد.
١١- وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ جنب:
١- بضمتين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الجيم وسكون النون، وهو الجانب، وهى قراءة قتادة، والحسن، والأعرج، وزيد بن على.
٣- بفتحهما، ورويت عن قتادة أيضا.
٤- بضم الجيم وإسكان النون، وهى قراءة الحسن أيضا.
٥- جانب، وهى قراءة النعمان بن سالم.
١٥- وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ حين:
وقرئ:
بنصب النون، على إجراء المصدر مجرى الفعل، كأنه قال: على حين غفل، وهى قراءة أبى طالب.
يقتتلان:
وقرئ:
فاستغاثه:
١- بالغين والتاء، أي: طلب غوثه ونصره، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فاستعانه، بالعين المهملة والنون، أي: طلب منه الإعانة، وهى قراءة سيبويه، وابن مقسم والزعفراني.
فوكزه:
وقرئ:
١- فلكزه، باللام، وهى قراءة عبد الله.
٢- فنكزه، بالنون، ورويت عن عبد الله أيضا.
٢٣- وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ ما خطبكما:
وقرئ:
بكسر الخاء، أي: من زوجكما، وهى قراءة شمر.
قال أبو حيان: وهذه قراءة شاذة.
لا نسقى:
وقرئ:
بضم النون، وهى قراءة ابن مصرف يصدر:
قرئ:
١- بالفتح الياء وضم الدال، أي: يصدرون بأغنامهم، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، والحسن، وقتادة، والعربيين.
٢- بضم الياء وكسر الدال، أي: يصدرون أغنامهم، وهى قراءة باقى السبعة، والأعرج، وطلحة، والأعمش، وابن أبى إسحاق، وعيسى.
١- بكسر الراء، جمع تكسير، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الراء، وهو اسم جمع.
٣- بفتح الراء، مصدر أقيم مقام الصفة، فاستوى فيه لفظ الواحد والجماعة، وهى قراءة عياش، عن أبى عمرو.
٢٥- فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ فجاءته:
وقرئ:
بحذف الهمزة، تخفيفا، على غير قياس، وهى قراءة ابن محيصن.
٢٧- قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ أنكحك إحدى:
وقرئ:
بحذف الهمزة، وهى قراءة ورش، وأحمد بن موسى، عن أبى عمرو.
٢٨- قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ أيما:
وقرئ:
١- بحذف الياء الثانية، وهى قراءة الحسن، والعباس، عن أبى عمرو.
٢- أي الأجلين ما قضيت، زيادة «ما» بين «الأجلين» و «قضيت» وهى قراءة عبد الله.
١- بفتح الجيم، وهى قراءة عاصم.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة الجمهور.
٣- بضمها، وهى قراءة الأعمش، وطلحة، وأبى حيوة، وحمزة.
٣٠- فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ البقعة:
وقرئ:
بفتح الباء، وهى قراءة الأشهب العقيلي، ومسلمة.
إنى أنا:
وقرئ:
أنى، بفتح الهمزة، على أن تكون تفسيرية، وهى قراءة فرقة.
٣٢- اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ الرهب:
قرئ:
١- بفتح الراء والهاء، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٢- بفتح الراء وسكون الهاء، وهى قراءة حفص.
٣- بضم الراء وإسكان الهاء، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- بنصبهما، وهى قراءة قتادة، والحسن، وعيسى، والجحدري.
قرئ:
١- بتشديد النون، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو ٢- بتخفيفها، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- فذانيك، بياء بعد النون مكسورة، وهى لغة هذيل، وقيل: تميم، وبها قرأ ابن مسعود، وعيسى، وابن نوفل، وابن هرمز، وشبل.
٤- فذانيك، بياء بعد النون المفتوحة، رواها شبل، عن ابن كثير.
٥- بتشديد النون مكسورة بعدها ياء، وهى قراءة ابن مسعود.
٣٤- وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ردءا:
١- بالهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى الدال، وهى قراءة أبى جعفر، ونافع، والمدنيين.
يصدقنى:
١- بضم القاف، وهى قراءة عاصم، وحمزة.
وقرئ:
٢- بالإسكان، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- يصدقونى، والضمير لفرعون وقومه، وهى قراءة أبى، وزيد بن على.
قال ابن خالويه: هذا شاهد لمن جزم.
٣٥- قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ عضدك:
وقرئ:
١- بضمتين، وهى قراءة زيد بن على، والحسن.
٢- بضم العين، وإسكان الضاد، ورويت عن الحسن أيضا.
٤- بفتحهما، وقرأ بها عيسى.
٣٧- وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ وقال:
قرئ:
١- قال، بدون واو، وهى قراءة ابن كثير ٢- بالواو، وهى قراءة باقى السبعة.
٣٩- وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ لا يرجعون:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٤٣- وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ورحمة:
وقرئ:
بالرفع، على تقدير: ولكن هو رحمة، أو هو رحمة، أو أنت رحمة، وهى قراءة عيسى، وأبى حيوة.
٤٨- فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ سحران:
وقرئ:
ساحران، وهى قراءة الجمهور.
تظاهرا:
١- فعلا ماضيا، على وزن «تفاعل»، وهى قراءة الجمهور.
٢- اظاهرا، بهمزة الوصل وشد الظاء، وهى قراءة طلحة، والأعمش، وكذا هى فى حرف عبد الله.
٣- تظاهرا، بالتاء وتشديد الظاء، وهى قراءة محبوب عن الحسن، ويحيى بن الحارث الذمارى، وأبى حيوة، وأبى خلاد عن اليزيدي.
قال ابن خالويه: وتشديده لحن، لأنه فعل ماض، وإنما يشدد فى المضارع.
وقال صاحب اللوامح: ولا أعرف وجهه.
وقال صاحب الكامل فى القراءات: ولا معنى له.
وقال أبو حيان: هو مضارع حذفت منه النون، وقد جاء حذفها فى قليل من الكلام وفى الشعر.
٤٩- قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أتبعه:
وقرئ:
يرفع العين، على الاستئناف، أي: أنا أتبعه، وهى قراءة زيد بن على.
٥١- وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وصلنا:
١- مشدد الصاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتخفيفها، وهى قراءة الحسن.
٥٧- وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ثمرات:
١- بفتحتين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمتين، وهى قراءة أبان بن تغلب.
٣- بفتح الثاء وإسكان الميم، وهى قراءة لبعضهم.
٦٠- وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، إعراض عن خطابهم وخطابا لغيرهم، وهى قراءة أبى عمرو.
٦١- أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ متاع الحياة الدنيا:
وقرئ:
متاعا الحياة الدنيا، أي: يمتعون متاعا فى الحياة الدنيا، فانتصبت «الحياة الدنيا» على الظرف.
٦٣- قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ غوينا:
وقرئ:
بكسر الواو، وهى قراءة أبان عن عاصم، وبعض الشاميين.
قال ابن خالويه: وليس ذلك مختارا، لأن كلام العرب: غويت، من الضلالة، وغويت، من البشم.
٦٦- فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ فعميت:
١- بفتح العين وتخفيف الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم العين وتشديد الميم، والمعنى: أظلمت عليهم الأمور، وهى قراءة الأعمش، وجناح بن حبيش، وأبى زرعة.
لا يتساءلون:
وقرئ:
لا يساءلون، بإدغام التاء فى السين، أي: لا يسأل بعضهم بعضا، وهى قراءة طلحة.
وقرئ:
بفتح التاء وضم الكاف، وهى قراءة ابن محيصن.
٧٦- إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ مفاتحه:
وقرئ:
مفاتيحه، وهى قراءة الأعمش. (انظر الآية: ٥٩، من سورة الأنعام).
لتنوء:
وقرئ:
لينوء، بالياء، على مراعاة المضاف المحذوف، وهى قراءة بديل بن ميسرة.
الفرحين:
وقرئ:
الفارحين. حكاها عيسى بن سليمان الحجازي.
٧٨- قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ يسأل:
١- مبنيا المفعول، و «المجرمون» رفع به، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- لا تسأل، بالتاء والجزم، و «المجرمين» بالنصب، وهى قراءة ابن محيصن.
٨٢- وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ لولا أن من:
وقرئ:
لخسف:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة حفص، وعصمة، وأبان عن عاصم، وابن أبى حماد عن أبى بكر.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٣- لانخسف، وهى قراءة ابن مسعود، وطلحة، والأعمش.
٨٧- وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يصدنك:
١- مضارع «صد»، وتشديد النون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مضارع «صد» مع تخفيف النون، وهى قراءة يعقوب.
٣- مضارع «أصد»، بمعنى: صد، حكاها أبو زيد.
٨٨- وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ترجعون:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة عيسى.
- ٢٩- سورة العنكبوت
٣- وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ وليعلمن:
وقرئ:
مضارع «أعلم»، وهى قراءة على، وجعفر بن محمد.
(م ٩- الموسوعة القرآنية ج ٦)
١- بضم الحاء وإسكان السين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحتين، وهى قراءة عيسى، والجحدري.
١٢- وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ خطاياهم:
١- على الجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- خطيئتهم، على التوحيد، وهى قراءة داود بن أبى هند.
١٦- وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ وإبراهيم:
وقرئ:
١- بالرفع، أي: ومن المرسلين إبراهيم، وهى قراءة النخعي، وأبى جعفر، وأبى حنيفة.
١٧- إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وتخلقون:
وقرئ:
١- بفتح التاء والخاء، واللام مشددة، أصله: تتخلقون، بتاءين، فحذفت إحداهما، وهى قراءة على، والسلمى، وعون العقيلي، وعبادة، وابن أبى ليلى، وزيد بن على.
إفكا:
وقرئ:
بفتح الهمزة وكسر الفاء، وهو مصدر، وهى قراءة ابن الزبير، وفضيل بن زرقان.
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وأبى بكر، بخلاف عنه.
يبدئ:
١- مضارع «أبدأ»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يبدأ، مضارع «بدأ»، وهى قراءة الزبير، وعيسى، وأبى عمرو.
٣- بدا، بتخفيف الهمزة بإبدالها ألفا، فذهبت فى الوصل، وهو تخفيف غير قياسى، وهى قراءة الزهري.
٢٠- قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ النشأة:
قرئ:
١- النشاءة، على وزن «فعالة»، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- على وزن «فعلة»، وهى قراءة باقى السبعة.
وهما لغتان، كالرآفة والرأفة، والقصر أشهر.
٢٣- وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ يئسوا:
١- بالهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بغير همز، بل بياء بدل الهمزة، وهى قراءة الذمارى، وأبى جعفر.
٢٤- فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ جواب:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع، اسما ل «كان»، وهى قراءة الحسن، وسالم الأفطس.
٢٥- وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ مودة:
وقرئ:
١- بالرفع، والتنوين، و «بينكم» بالنصب، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، وأبى عمرو، فى رواية الأصمعى، والأعمش، عن أبى بكر.
٢- بالرفع، من غير تنوين، و «بينكم» بفتح النون، بنى لإضافته إلى مبنى، وهو موضع خفض بالإضافة، ولذلك سقط التنوين من «مودة»، وهى قراءة عاصم.
٣- على القراءة السابقة، وخفض نون «بينكم»، وهى قراءة أبى عمرو، والكسائي، وابن كثير.
٤- بنصب «مودة»، منونا، ونصب «بينكم»، وهى قراءة ابن عامر، وعاصم.
٢٩- أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ أئنكم:
١- على الاستفهام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- إنكم، على الخبر.
٣٢- قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ. إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ لننجينه:
١- مضارع «نجى»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مضارع «أنجى»، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
١- بكسر السين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة نافع، وابن عامر، والكسائي.
٣- سوء، بضمها، وهى لغة بنى هذيل، يقولون فى «قيل» : قول، وبها قرأ عيسى، وطلحة.
٣٤- إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ منزلون:
١- بالتخفيف، من «أنزل»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتشديد.
رجزا:
وقرئ:
بضم الراء، وهى قراءة ابن محيصن.
يفسقون:
وقرئ:
بكسر السين وهى قراءة أبى حيوة، والأعمش.
٣٨- وعادا وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين وثمودا:
قرئ:
١- بغير تنوين، وهى قراءة حمزة، وشيبة، والحسن، وحفص.
٢- بالتنوين، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- وعاد وثمود، بالخفض فيهما، عطفا على «مدين»، وهى قراءة ابن وثاب.
من مساكنهم:
وقرئ:
٤٢- إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يعلم ما:
قرئ:
١- بالفك، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالإدغام، وهى قراءة أبى عمرو، وسلام.
يدعون:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة أبى عمرو، وعاصم، بخلاف.
وقرئ:
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
٥٠- وقالوا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين آية:
قرئ:
١- آيات، على الجمع، وهى قراءة العربيين، ونافع، وحفص.
٢- على التوحيد، وهى قراءة باقى السبعة.
٥٥- يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ويقول:
١- بالياء، وهى قراءة الكوفيين، ونافع.
وقرئ:
٢- بالنون، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بالتاء، أي: جهنم، وهى قراءة أبى البرهسم.
٤- ويقال، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن مسعود، وابن أبى عبلة.
وقرئ:
بالتنوين، ونصب «الموت»، وهى قراءة أبى حيوة.
ترجعون:
قرئ:
١- بتاء الخطاب، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتاء الخطاب، مبنيا للفاعل، وهى قراءة على.
٣- بياء الغيبة، وهى قراءة عاصم.
٥٨- وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ لنبوئنهم:
وقرئ:
لنثوينهم، من الثواء، وهى قراءة على، وعبد الله، والربيع بن خيثم، وابن وثاب، وطلحة، وزيد بن على، وحمزة، والكسائي.
غرفا:
وقرئ:
بضم الراء، ورويت عن ابن عامر.
نعم:
١- بغير فاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فنعم، بالفاء، وهى قراءة ابن وثاب.
٦٢- اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ويقدر:
وقرئ:
بضم الياء وفتح القاف وشد الدال، وهى قراءة علقمة الحمصي.
وقرئا:
٢- بسكونها، وهى قراءة ابن كثير، والأعمش، وحمزة، والكسائي.
وليتمتعوا فسوف يعلمون:
وقرئ:
١- فتمتعوا فسوف تعلمون، بالتاء فيهما، وهى قراءة ابن مسعود، وكذا هى فى مصحف أبى.
٢- فيمتعوا، بالياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى العالية.
٦٧- أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ يؤمنون.. يكفرون:
١- بالياء، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بتاء الخطاب، فيهما، وهى قراءة السلمى، والحسن.
- ٣٠- سورة الروم
٢، ٣- غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ غلبت. سيغلبون:
١- غلبت، مبنيا للمفعول، سيغلبون، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- غلبت، مبنيا للفاعل، سيغلبون، مبنيا للمفعول، وهى قراءة على، وأبى سعيد الخدري، وابن عباس، وابن عمر، ومعاوية بن قرة، والحسن.
غلبهم:
١- بفتح الغين واللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الغين وإسكان اللام، وهى قراءة على، وابن عمر، ومعاوية بن قرة.
١- بضمهما، وهى قراءة الجمهور.
قرئا:
٢- بالكسر والتنوين، فيهما، وهى قراءة أبى السمال، والجحدري، وعون العقيلي.
٣- الأول مخفوض منون، والثاني مضموم بلا تنوين، حكاها الكسائي، عن بعض بنى أسد.
٩- أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ وأثاروا:
وقرئ:
١- وآثاروا، بمدة بعد الهمزة، وهى قراءة أبى جعفر.
٢- وأثروا، أي: أبقوا عنها.
١٠- ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوءى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون السوءى:
قرئ:
١- السوي، بإبدال الهمزة واوا، وإدغام الواو فيها، وهى قراءة الأعمش، والحسن.
٢- السوء، بالتذكير، وهى قراءة ابن مسعود.
١١- اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ يبدأ:
١- بفتح الياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الياء وكسر الدال، وهى قراءة عبد الله، وطلحة.
ترجعون:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة الأبوين.
١- بكسر اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة على، والسلمى.
١٣- وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ يكن:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء التأنيث، وهى قراءة خارجة عن نافع، وابن سنان عن أبى جعفر، والأنطاكى عن شيبة.
١٩- يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ تخرجون:
١- بالتاء المضمومة، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالتاء المفتوحة، وضم الراء، وهى قراءة ابن وثاب، وطلحة والأعمش.
٢٢- وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ للعالمين:
١- بفتح اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر اللام، وهى قراءة حفص، وحماد بن شعيب عن أبى بكر، وعلقمة عن عاصم، ويونس عن أبى عمرو.
٢٥- وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ تخرجون:
١- بفتح التاء وضم الراء، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٢- بضم التاء وفتح الراء، وهى قراءة باقى السبعة.
٢٨- ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ أنفسكم:
١- بالنصب، أضيف المصدر إلى الفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، أضيف المصدر للمفعول، وهى قراءة ابن أبى عبيدة.
نفصل:
١- بالنون، حملا على «رزقناكم»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة، رعيا ل «ضرب»، إذ هو مسند للغائب، ورويت عن ابن عمر.
٣٤- لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ فتمتعوا... تعلمون:
قرئا:
١- بالتاء، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فيمتعوا، بالياء مبنيا للمفعول، يعملون، بالياء، وهى قراءة أبى العالية.
٣٩- وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ وما آتيتم:
١- بمد الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بقصرها، وهى قراءة ابن كثير.
١- بالياء، وإسناد الفعل إلى «الربا»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتاء، مضمومة، وإسناد الفعل إليهم، وهى قراءة نافع، وأبى حيوة.
٣- ليربوها، بضمير المؤنث، وهى قراءة أبى مالك.
٤٦- وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ الرياح:
وقرئ:
الريح، مفردا، وأريد معنى الجمع، وهى قراءة الأعمش.
٥٠- فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ آثار:
وقرئ:
١- بالإفراد، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو، وأبى بكر.
٢- بالجمع، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- إثر، بكسر الهمزة، وإسكان الثاء، وهى قراءة سلام.
يحيى:
١- بياء الغيبة، والضمير لله تعالى، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- نحيى، بالتاء للتأنيث، والضمير عائد على «الرحمة»، وهى قراءة الجحدري، وابن السميفع وأبى حيوة.
٣- نحيى، بالنون، وهى قراءة زيد بن على.
٥١- وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ مصفرا:
وقرئ:
مصفارا، بألف بعد الفاء، وهى قراءة جناح بن حبيش.
١- بفتح الضاد، فيهما، وهى قراءة عاصم، وحمزة، وعبد الله، وأبى رجاء.
وقرئ:
٢- بضمها، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
٣- بضم الأول وفتح الثاني، ورويت عن أبى عبد الرحمن، والجحدري، والضحاك.
٤- بضمتين، فيهما، وهى قراءة عيسى.
٥٦- وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ البعث.. البعث:
١- بفتح العين، فيهما، وهى قراءة الحسن.
وقرئ:
١- بكسرها، فيهما.
٦٠- فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ لا يستخفنك:
١- بخاء معجمة، من «الاستخفاف»، وتشديد النون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بخاء معجمة، من «الاستخفاف»، وإسكان النون وهى قراءة ابن أبى عبلة، ويعقوب.
٣- بحاء مهملة وقاف، من «الاستحقاق»، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، ويعقوب.
- ٣١- سورة لقمان
٣- هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ هدى ورحمة:
١- بالنصب، على الحال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٦- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ ليضل:
قرئ:
١- بفتح الياء، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بضمها، وهى قراءة باقى السبعة.
٩- خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ خالدين:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالواو، وهى قراءة زيد بن على.
١٣- وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ يا بنى:
قرئ:
١- بسكون الياء، وهى قراءة البزي.
٢- بفتحها، وهى قراءة حفص، والمفضل، عن عاصم.
١٤- وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وهنا... وهن:
١- بسكون الهاء، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا.
٢- بفتح الهاء، فيهما، وهى قراءة عيسى الثقفي وأبى عمرو.
وقرئ:
وفصله، ومعناه: الفطام، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، وقتادة، والجحدري، ويعقوب.
١٦- يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ يا بنى:
قرئ:
١- بكسر الياء، وهى قراءة البزي.
٢- بفتحها، وهى قراءة حفص، والمفضل عن عاصم.
٣- بكسرها، وهى قراءة باقى السبعة.
مثقال:
وقرئ:
بالرفع، على أن «كان» تامة، وهى قراءة نافع، والأعرج، وأبى جعفر فتكن:
وقرئ:
١- بكسر الكاف وشد النون وفتحها، وهى قراءة عبد الكريم الجزري.
٢- بضم التاء وفتح الكاف والنون مشددة، وهى قراءة محمد البعلبكي.
٣- بفتح التاء وكسر الكاف وسكون النون، من «وكن»، وهى قراءة قتادة.
١٧- يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ يا بنى:
قرئ:
١- بفتح الياء، وهى قراءة البزي، وحفص، والمفضل عن عاصم.
٢- بسكونها.
٣- بكسرها، وهى قراءة باقى السبعة.
١- بفتح الصاد وشد العين، وهى قراءة ابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وزيد بن على.
وقرئ:
٢- تصعر، مضارع «أصعر»، وهى قراءة الجحدري.
٣- تصاعر، بألف، وهى قراءة باقى السبعة.
١٩- وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ واقصد:
وقرئ:
وأقصد، بهمزة قطع، ونسبها ابن خالويه للحجاز.
٢٠- أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ أسبغ:
قرئ:
١- وأصبغ، بالصاد، وهى لغة لبنى كلب، يبدلونها من السين، وهى قراءة ابن عباس، ويحيى بن عمارة.
٢- بالسين، وهى قراءة باقى القراء.
نعمه:
١- جمعا، مضافا للضمير، وهى قراءة الحسن، والأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، ونافع، وأبى عمرو، وحفص.
وقرئ:
٢- نعمة، على الإفراد، وهى قراءة باقى السبعة، وزيد بن على.
٢٧- وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ والبحر:
وقرئ:
يمده:
١- بالياء، من «مد»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء التأنيث، من «مد» أيضا، وهى قراءة ابن مسعود، وابن عباس.
٣- بالياء، من «أمد»، وهى قراءة عبد الله أيضا، والحسن، وابن مطرف، وابن هرمز.
٤- مداده، وهى قراءة جعفر بن محمد.
كلمات:
١- على الجمع، بالألف والتاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- كلمة، على التوحيد، وهى قراءة زيد بن على.
٣- ما نفذ كلام الله، وهى قراءة الحسن.
٢٩- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ تعملون:
وقرئ:
يعملون، بياء الغيبة، وهى قراءة عياش، عن أبى عمرو.
٣١- أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ بنعمة الله:
١- على الإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بنعمات، بكسر النون وسكون العين، جمعا بالألف والتاء، وهى قراءة الأعرج، والأعمش، وابن يعمر.
٣- بنعمات، بفتح النون وكسر العين، وبالألف والتاء، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
(م ١٠- الموسوعة القرآنية ج ٦)
وقرئ:
كالظلال، والظلل والظلال: جمع ظلة، وهى قراءة محمد بن الحنفية.
٣٣- يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ لا يجزى:
١- مضارع «جزى»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الياء وفتح الزاى، مبنيا للمفعول، وهى قراءة عكرمة.
٣- لا يجزئ، بضم الياء وكسر الزاى، مهموزا، ومعناه: لا يغنى، وهى قراءة أبى السمال، وعامر بن عبد الله، وأبى السوار.
تغرنكم:
وقرئ:
بالنون الخفيفة، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وابن أبى عبلة، ويعقوب الغرور:
١- بالفتح، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالضم، وهى قراءة سماك بن حرب، وأبى حيوة.
٣٤- إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ بأى أرض:
١- وهى قراءة الجمهور.
٢- بأية أرض، بتاء التأنيث، وهى قراءة موسى الأسوارى، وابن أبى عبلة.
- ٣٢- سورة السجدة
٥- يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ يعرج:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
تعدون:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة السلمى، وابن وثاب، والأعمش، والحسن.
٦- ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ عالم.. العزيز الرحيم:
١- برفع الثلاثة، على أنها أخبار ل «ذلك»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئت:
٢- بخفضها، وهى قراءة زيد بن على.
٣- بخفض «العزيز الرحيم»، وهى قراءة أبى زيد النحوي.
٧- الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ خلقه:
١- بفتح اللام، فعلا ماضيا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بسكون اللام، وهى قراءة العربيين، وابن كثير.
١- بالهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالألف، بدلا من الهمزة، وهى قراءة الزهري.
١٠- وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ ضللنا:
١- بفتح اللام، والمضارع بكسرها، وهى اللغة الفصيحة، لغة نجد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر اللام، والمضارع بفتحها، وهى لغة أبى العالية، وهى قراءة يحيى بن يعمر، وابن محيصن، وأبى رجاء، وطلحة، وابن وثاب.
٣- بضم الضاد المعجمة، وكسر اللام مشددة، وهى قراءة أبى حيوة.
٤- صللنا، بالصاد المهملة وفتح اللام، ومعناه: أنتنا، وهى قراءة على، وابن عباس، والحسن، والأعمش، وأبان بن سعيد بن العاصي.
١٢- وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ ناكسوا:
١- اسم فاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- نكسوا، فعلا ماضيا، و «رؤوسهم» مفعول به، وهى قراءة زيد بن على.
١٧- فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ أخفى:
١- فعلا ماضيا مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فعلا مضارعا للمتكلم، وهى قراءة حمزة، والأعمش، ويعقوب.
١- فعلا ماضيا مبنيا للفاعل، وهى قراءة محمد بن كعب.
قرة:
وقرئ:
قرات، على الجمع، بالألف والتاء، وهى قراءة عبد الله، وأبى الدرداء، وأبى هريرة، وعون العقيلي.
١٩- أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا بِما كانُوا يَعْمَلُونَ نزلا:
١- بضم الزاى، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكانها، وهى قراءة أبى حيوة.
٢٣- وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ مرية:
قرئ:
بضم الميم، وهى قراءة الحسن.
٢٤- وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ لما:
١- بفتح اللام وشد الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر اللام وتخفيف الميم، وهى قراءة عبد الله، وطلحة، والأعمش، وحمزة، والكسائي، ورويس.
٣- بما، بباء الجر، وهى قراءة لعبد الله أيضا.
٢٧- أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ تأكل:
وقرئ:
يأكل، بالياء، وهى قراءة أبى بكر، فى رواية.
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة ابن مسعود.
٣٠- فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ منتظرون:
١- بكسر الظاء، اسم فاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الظاء، اسم مفعول، وهى قراءة اليماني.
- ٣٣- سورة الأحزاب
٢- وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً تعملون:
قرئ:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة أبى عمرو.
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ اللائي:
قرئ:
١- بالهمز من غير ياء، وهى قراءة قالون، وقنبل.
٢- بياء مختلسة الكسرة، وهى قراءة ورش.
٣- بياء ساكنة بدلا من الهمزة، وهو بدل مسموع لا مقيس، وهى لغة قريش، وهى قراءة أبى عمرو.
٤- بالهمز وياء بعدها، وهى قراءة باقى السبعة.
قرئ:
١- بالتاء، للخطاب، مضارع ظاهر، وهى قراءة عاصم.
٢- بشد الظاء والهاء، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٣- بشد الظاء وألف بعدها، وهى قراءة ابن عامر.
٤- بتخفيف الظاء والألف، وهي قراءة حمزة، والكسائي.
٥- تظهرون، بضم التاء وسكون الظاء وكسر الهاء، مضارع «أظهر»، وهى قراءة ابن وثاب.
٦- تظهرون، بفتح التاء والهاء وسكون الظاء، مضارع «ظهر» مخفف الهاء، وهى قراءة هارون، عن أبى عمرو.
يهدى:
١- مضارع «هدى»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الياء وفتح الهاء وشد الدال، وهى قراءة قتادة.
٦- النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً وأزواجه أمهاتهم:
وقرئ:
وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم، يعنى فى الدين، وهى قراءة عبد الله.
٩- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً وجنودا:
١- بضم الجيم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة الحسن.
تروها:
قرئ:
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة باقى السبعة، والجمهور.
١١- هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً وزلزلوا:
١- بضم الزاى: وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الزاى، وهى قراءة أحمد بن موسى، واللؤلئى عن أبى عمرو.
زلزالا:
١- بكسر أوله، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة الجحدري، وعيسى.
١٣- وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً مقام:
١- بضم الميم، وهى قراءة السلمى، والأعرج، واليماني، وحفص.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، وأبى رجاء، والحسن، وقتادة، والنخعي، وعبد الله ابن مسلم، وطلحة، وباقى السبعة.
١٤- وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً سئلوا:
١- بالهمز، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- سولوا، بواو ساكنة بعد السنين المضمومة، وهى قراءة الحسن.
٣- سيلوا، بكسر السين من غير همز، وهى قراءة عبد الوارث عن أبى عمرو، والأعمش.
٤- سويلو، بواو بعد السين المضمومة وياء مكسورة بدلا من الهمزة، وهى قراءة مجاهد.
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة.
١٩- أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً أشحة:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
قرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٢٠- يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا بادون:
١- جمع سلامة ل «باد»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بدى، على وزن «فعل» مثل: غاز وغزى، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وابن يعمر، وطلحة.
يسألون.
١- مضارع «سأل»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يسالون، بغير همز، حكاها ابن عطية، وعزاهما إلى أبى عمرو، وعاصم، والأعمش.
٢١- لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً أسوة:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضمها، وهى قراءة عاصم.
٢٦- وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وتأسرون:
١- بتاء الخطاب، وكسر السين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة أبى حيوة.
٣- بياء الغيبة، وهى قراءة اليماني.
٢٧- وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً تطؤوها:
١- بهمزة مضمومة بعدها واو، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- تطوها، بحذف الهمزة، وهى قراءة زيد بن على.
٢٨- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا أمتعكن وأسرحكن:
١- بالتشديد، والجزم على جواب الأمر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتشديد، والرفع على الاستئناف، وهى قراءة حميد الخراز.
٣- بالتخفيف، من «أمتع»، وهى قراءة زيد بن على.
٣٠- يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً يأت:
١- بالياء، حملا على لفظ «من»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتاء التأنيث، حملا على معنى «من»، وهى قراءة زيد بن على، والجحدري، وعمرو بن فائد الأسوارى، ويعقوب.
يضاعف:
١- بألف وفتح العين، وهى قراءة نافع، وحمزة، وعاصم، والكسائي.
وقرئ:
٢- يضعف، بالتشديد وفتح العين، وهى قراءة الحسن، وعيسى، وأبى عمرو.
٣- نضعف، بالنون، وشد العين مكسورة، وهى قراءة الجحدري، وابن كثير، وأبى عامر.
٤- نضاعف، بالنون والألف والكسر، وهى قراءة زيد بن على، وابن محيصن، وخارجة، عن أبى عمرو.
٥- يضاعف، بياء الغيبة والألف والكسر، وهى قراءة فرقة.
٣١- وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً يقنت:
١- بالياء، على التذكر، حملا على لفظ «من»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء التأنيث، حملا على معنى «من»، وهى قراءة الجحدري، والأسوارى، ويعقوب، فى رواية.
وقال ابن خالويه: ما سمعت أن أحدا قرأ: «ومن يقنت» إلا بالتاء.
٣٢- يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً فيطمع:
١- بفتح الميم ونصب العين، جوابا للنهى، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالجزم، وكسر العين، لالتقاء الساكنين، وهى قراءة أبان بن عثمان، وابن هرمز.
١- بفتح القاف، وهى لغة العرب، وبها قرأ عاصم.
وقرئ:
٢- بكسر القاف، وهى قراءة الجمهور.
٣- واقررن، بألف الوصل، وكسر الراء الأولى، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٣٤- وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً يتلى:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء التأنيث، وهى قراءة زيد بن على.
٣٦- وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً أن يكون:
١- بالياء، وهى قراءة الكوفيين، والحسن، والأعمش، والسلمى.
وقرئ:
٢- بتاء التأنيث، وهى قراءة الحرميين، والعربيين، وأبى جعفر، وشيبة، والأعرج، وعيسى.
الخيرة:
وقرئ:
بسكون الياء، ذكرها عيسى بن سليمان.
زوجناكها:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- زوجتكها، بتاء ضمير المتكلم، وهى قراءة جعفر بن محمد، وابن الحنفية، وأخواه: الحسن، والحسين، وأبوهم: على.
٣٩- الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً يبلغون:
وقرئ:
بلغوا، فعلا ماضيا، وهى قراءة عبيد الله.
رسالات:
١- على الجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- رسالة، على التوحيد، وهى قراءة أبى.
٤٠- ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ولكن:
١- بالتخفيف، ونصب «رسول»، على إضمار «كان»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتشديد، وهى قراءة عبد الوارث، عن أبى عمرو.
٣- بالتخفيف، ورفع «رسول»، و «خاتم»، وهى قراءة زيد بن على، وابن أبى عبلة.
وخاتم:
١- بفتح التاء، وهى قراءة الحسن، والشعبي، وزيد بن على، والأعرج، بخلاف عنه، وعاصم.
٢- بكسر التاء، أي: إنه ختمهم، أي: جاء آخرهم، وهى قراءة الجمهور.
٤٩- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلًا تعتدونها:
١- بتشديد الدال، «افتعل» من «العدة»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتخفيف الدال، من «العدوان»، ونسبها ابن عطية لابن أبى برزة، عن ابن كثير.
٥٠- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً وامرأة:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، على الابتداء، وهى قراءة أبى حيوة.
إن وهبت:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الهمزة، والتقدير: لأن، وهى قراءة أبى، والحسن، والشعبي، وعيسى، وسلام.
٥١- تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً تقر:
١- مبنيا للفاعل، من «قر»، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيا للفاعل، من «أقر»، والفاعل ضمير الخطاب، أي: أنت، وهى قراءة ابن محيصن.
٣- تقر، مبنيا للمفعول، و «أعينهن» بالرفع.
كلهن:
١- بالرفع، تأكيدا للضمير فى «يرضين»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، تأكيدا للضمير فى «آتيتهن»، وهى قراءة أبى أناس جوبة بن عائذ.
٥٣- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً غير:
١- بالنصب، على الحال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالكسر، صفة ل «طعام»، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
إناه:
١- مفردا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- إناءه، بمدة بعد النون، وهى قراءة الأعمش.
فيستحيى:
١- بياءين وسكون الحاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الحاء، مضارع «استحا»، وهى قراءة فرقة.
١- نصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- رفعا، عطفا على موضع اسم «إن»، وهى قراءة ابن عباس، وعبد الوارث، عن أبى عمرو.
٦١- مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا وقتلوا:
١- بالتشديد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتخفيف، فيكون «تقتيلا» مصدر، على غير قياس، وهى قراءة فرقة.
٦٦- يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا تقلب:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح التاء، أي: تتقلب، وهى قراءة الحسن، وعيسى، وأبى جعفر الرؤاسى.
٣- تتقلب، بتاءين، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٦٧- وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا سادتنا:
١- جمعا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
١- ساداتنا، على الجمع بالألف والتاء، وهو لا ينقاس، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، وقتادة، والسلمى، وابن عامر.
٦٨- رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً كبيرا:
١- بالياء، وهى قراءة حذيفة بن اليمان، وابن عامر، وعاصم والأعرج، بخلاف عنه.
٢- كثيرا، بالثاء المثلثة، وهى قراءة الجمهور.
٦٩- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً عند الله:
وقرئ:
عبد الله، بالباء، من العبودية، وهو خبر «كان»، وهى قراءة عبد الله، والأعمش، وأبى حيوة.
٧٣- لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ويتوب:
وقرئ:
بالرفع، وعزاها صاحب «اللوامح» إلى الحسن.
- ٣٤- سورة سبأ
٢- يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ينزل:
وقرئ:
بضم الياء وفتح النون وشد الزاى، أي: الله تعالى، وهى قراءة على، والسلمى.
٣- وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ لتأتينكم:
١- بتاء التأنيث، أي: الساعة، وهى قراءة الجمهور.
(م ١١- الموسوعة القرآنية ج ٦)
٢- بياء الغيبة، أي: البعث، وهى قراءة طلحة عن أشياخه.
عالم:
وقرئ:
١- بالرفع، على «إضمار» هو، وهى قراءة نافع، وابن عامر، ورويس، وسلام، والجحدري، وقعنب.
٢- علام، على المبالغة والخفض، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش، والكسائي.
يعزب:
انظر: يونس، الآية: ٦١ ولا أصغر... ولا أكبر:
١- برفع الراءين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الراءين، وهى قراءة الأعمش، وقتادة.
٣- بخفض الراءين، وهى قراءة زيد بن على.
٥- وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ معاجزين:
وقرئ:
١- معجزين، مخففا، وهى قراءة الجمهور.
٢- معجزين، مثقلا، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، والجحدري، وأبى السمال.
أليم:
قرئ:
١- بالرفع، وهى قراءة ابن كثير، وحفص، وابن أبى عبلة.
٢- بالجر، وهى قراءة باقى السبعة.
٦- وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الحق:
١- بالنصب، مفعولا ثانيا ل «يرى»، و «هو» فصل، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع، خبر للضمير «هو»، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٧- وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ينبئكم:
١- بالهمز، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإبدال الهمزة ياء محضة، وهى قراءة زيد بن على.
٩- أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ نشأ نخسف بهم.. نسقط:
١- بالنون، فى الثلاثة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، فيها، وهى قراءة حمزة، وابن وثاب، وعيسى، والأعمش، وابن مطرف.
٣- على القراءة السابقة، مع إدغام «الفاء» فى الباء، فى «نخسف بهم»، وهى قراءة الكسائي.
١٠- وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أوبى:
١- مضاعف: آب يؤوب، أي: سبحى معه، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- أمرا، من «أوب»، أي: رجعى معه، وهى قراءة ابن عباس، والحسن، وقتادة، وابن أبى إسحاق.
والطير:
١- بالنصب، عطفا على موضع «يا جبال»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، عطفا على لفظ «يا جبال»، وهى قراءة السلمى، وابن هرمز، وأبى يحيى، وأبى نوفل، ويعقوب، وابن أبى عبلة، وجماعة من أهل المدينة، وعاصم، فى رواية.
وقرئ:
صابغات، بالصاد بدل السين، وهى لغة، (وانظر: لقمان، الآية: ٢٠).
١٢- وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ الريح:
١- على الإفراد، نصبا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- على الإفراد، رفعا، وهى قراءة أبى بكر.
٣- الرياح، بالرفع، جمعا، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة، وخالد بن إلباس.
غدوها... ورواحها:
وقرئا:
غدوتها... وروحتها، على وزن «فعلة»، وهى المرة، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
يزغ:
١- مضارع «زاغ» وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الياء، مضارع «أزاغ».
١٤- فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ الأرض:
١- بسكون الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الراء، جمع «أرضه»، وهو من إضافة العام إلى الخاص.
منسأته:
قرئ:
٢- منسأته، بهمزة ساكنة، وهو من تسكين التحريك تخفيفا، وليس بقياس، وهى قراءة الوليد ابن عتبة، وابن مسلم.
٣- منسأته، بالهمزة مفتوحة، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- بفتح الميم وتخفيف الهمزة، قلبا وحذفا.
٥- منساءة، على وزن مفعالة.
تبينت:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن عباس، وابن مسعود، وأبى، وعلى بن الحسن، والضحاك.
١٥- لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ مسكنهم:
١- مفردا، بفتح الكاف، وهى قراءة النخعي، وحمزة، وحفص.
وقرئ:
٢- مفردا، بكسر الكاف، وهى قراءة الكسائي، والأعمش، وعلقمة.
٣- مساكنهم، جمعا، وهى قراءة الجمهور.
جنتان:
وقرئ:
جنتين، بالنصب، على أنها خبر «كان»، و «آية» اسمها، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
١٦- فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ العرم:
وقرئ:
بإسكان الراء، تخفيفا، وهى قراءة عروة بن الزبير.
١- منونا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالإضافة، وهى قراءة أبى عمرو.
وأثل وشىء:
وقرئا:
بالنصب، عطفا على «جنتين»، حكاهما الفضل بن إبراهيم.
١٧- ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ نجازى:
١- بالنون وكسر الزاى، ونصب «الكفور»، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
وقرئ:
٢- يجازى، بضم الياء وفتح الزاى، ورفع «الكفور»، وهى قراءة الجمهور.
٣- يجزى، مبنيا للمفعول، ورفع «الكفور»، وهى قراءة مسلم بن جندب.
١٩- فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ربنا باعد:
١- ربنا، بالنصب، على النداء، و «باعد» طلب، وهى قراءة جمهور السبعة.
وقرئ:
٢- ربنا بعد: ربنا، رفعا، و «بعد»، فعلا ماضيا مشدد العين، وهى قراءة ابن عباس، وابن الحنفية، وعمرو بن فائد.
٣- ربنا باعد، على القراءة السابقة و «باعد» فعل ماض، وهى قراءة ابن عباس أيضا، وابن الحنفية ايضا، وأبى رجاء، والحسن، ويعقوب، وأبى حاتم، وزيد بن على، وابن يعمر، وأبى صالح، وابن أبى ليلى، والكلبي، ومحمد بن على، وسلام، وأبى حيوة.
٤- ربنا بعد، ربنا، بالنصب، و «بعد»، بضم العين، فعل ماض، وهى قراءة سعيد بن أبى الحسن، وابن الحنفية أيضا، وسفيان بن حسين، وابن السميفع.
١- بالجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- سفرنا، مفردا، وهى قراءة ابن يعمر.
٢٠- وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ صدق:
١- بالتشديد، وهى قراءة ابن عباس، وقتادة، وطلحة، والأعمش، وزيد بن على، والكوفيين.
وقرئ:
٢- بالتخفيف، وهى قراءة باقى السبعة.
إبليس ظنه:
١- برفع أولهما على الفاعلية، ونصب الثاني على المفعولية، وهى قراءة الجمهور، وباقى السبعة فى «صدق».
وقرئ:
٢- بنصب الأول على المفعولية، ورفع الثاني على الفاعلية، وهى قراءة زيد بن على، والزهري، وجعفر ابن محمد، وأبى الجهجاه الأعرابى، وبلال بن أبى برزة.
٣- برفعهما، على إبدال الثاني من الأول المرفوع، وهى قراءة عبد الوارث، عن أبى عمرو.
٢١- وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ لنعلم:
وقرئ:
بياء مضمومة وفتح اللام، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الزهري.
٢٣- وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ أذن:
قرئ:
١- بضم الهمزة، وهى قراءة ابى عمرو، وحمزة، والكسائي.
٢- بفتحها، أي: أذن الله له، وهى قراءة باقى السبعة.
وقرئ:
١- مشددا، مبنيا للفاعل، وهى قراءة ابن مسعود، وابن عباس، وطلحة، وأبى المتوكل الناجي، وابن السميفع، وابن عامر.
٢- بتخفيف الزاى، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الحسن.
٣- فرغ، من «الفراغ»، مشدد الراء مبنيا للمفعول، وهى قراءة عبد الله بن عمر، والحسن أيضا، وأيوب السختياني، وقتادة، وأبى مجلز.
الحق:
وقرئ:
بالرفع، خبر مبتدأ، أي: مقوله الحق، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٢٦- قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ الفتاح:
١- هذه قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- الفاتح، اسم فاعل، وهى قراءة عيسى.
٣٠- قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ ميعاد يوم:
١- بالإضافة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ميعاد يوما، بتنوينهما، وهى قراءة ابن أبى عبلة، واليزيدي.
٣- الأول منونا، والثاني بالنصب من غير تنوين، مضافا إلى الجملة، وهى قراءة عيسى.
٣٣- وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ
مكر:
وقرئ:
٢- بفتح الكاف وشد الراء، مرفوعة مضافة، ومعناه: كدور الليل والنهار، وهى قراءة سعيد بن جبير ابن محمد، وأبى يعمر أيضا.
٣- على القراءة السابقة، مع نصب الراء على الظرف، وهى قراءة ابن جبير، وطلحة بن راشد، وهو من التابعين، من صحح المصاحف بأمر الحجاج.
٣٦- قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ويقدر:
١- بالتخفيف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتشديد، وهى قراءة الأعمش.
٣٧- وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ بالتي:
١- بالإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- باللاتي، بالجمع، وهى قراءة الحسن.
زلفى:
وقرئ:
زلفا، بفتح اللام والتنوين، جمع زلفة، وهى القرية، وهى قراءة الضحاك.
جزاء الضعف:
١- على الإضافة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- برفعهما، وهى قراءة قتادة.
٣- بنصب الأول، ورفع الثاني، وهى قراءة يعقوب، فى رواية.
الغرفات:
١- جمعا، مضموم الراء، وهى قراءة الجمهور.
٢- جمعا، ساكن الراء، وهى قراءة الحسن، وعاصم، بخلاف عنه، والأعمش، ومحمد بن كعب.
٣- جمعا، مفتوح الراء، وهى قراءة لبعض القراء.
٤- الغرفة، على التوحيد، ساكنة الراء، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش، وطلحة، وحمزة.
٥- الغرفة، على التوحيد وفتح الراء، ورويت عن ابن وثاب أيضا.
٣٩- قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ويقدر:
انظر: الآية: ٣٦، من هذه السورة.
٤٤- وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ يدرسونها:
١- مضارع «درس» مخففا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الدال وشدها، وكسر الراء، مضارع «ادّرس»، افتعل من «الدرس»، وهى قراءة أبى حيوة.
٣- يدرسونها، من التدريس، ورويت عن أبى حيوة أيضا.
٤٨- قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ علام:
١- بالرفع، على أنه خبر ثان، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، صفة ل «ربى»، وهى قراءة عيسى، وابن أبى إسحاق، وزيد بن على، وابن أبى عبلة، وأبى حيوة، وحرب، عن طلحة.
الغيوب:
وقرئ:
بكسر أوله، استثقلوا ضمتين والواو، فكسروا.
١- بفتح اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر اللام وفتح الضاد، وهى لغة تميم، وبها قرأ الحسن، وابن وثاب، وعبد الرحمن المقرئ.
٥١- وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ فلا فوت وأخذوا:
١- فوت، مبنى على الفتح، و «أخذوا» فعلا ماضيا مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فلا فوت وأخذ، مصدرين منونين، وهى قراءة عبد الرحمن، مولى بنى هاشم، عن أبيه، وطلحة ٣- فلا فوت، مبنيا، و «أخذ» مصدرا منونا، وهى قراءة أبى.
٥٢- وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ التناوش:
١- بالواو، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالهمز، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وأبى عمرو، وأبى بكر.
٥٣- وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ويقذفون:
١- بالبناء للفاعل، حكاية حال متقدمة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالبناء للمفعول، وهى قراءة مجاهد، وأبى حيوة، ومحبوب عن أبى عمرو.
١- الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ جاعل:
وقرئ:
١- بالرفع، وجر «الملائكة» بالإضافة، أي: هو جاعل، وهى قراءة الحسن.
٢- رفعا بغير تنوين، حذف لالتقاء الساكنين، ونصب «الملائكة»، وهى قراءة عبد الوارث، عن أبى عمرو.
٣- جعل، فعلا ماضيا، و «الملائكة» نصب على المفعولية، وهى قراءة يعمر، وخليد بن نشيط.
٣- يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ غير:
قرئ:
١- بالخفض، نعتا على اللفظ، وهى قراءة ابن وثاب، وشقيق، وأبى جعفر، وزيد بن على، وحمزة، والكسائي.
٢- بالرفع، نعتا على الموضع، وهى قراءة شيبة، وعيسى، والحسن، وباقى السبعة.
٣- بالنصب، على الاستثناء، وهى قراءة الفضل بن إبراهيم النحوي.
٥- يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ الغرور:
١- بفتح الغين، وهو الشيطان، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة أبى حيوة، وأبى السمال.
٨- أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ أفمن:
وقرئ:
زين:
١- بالبناء للمجهول، ورفع «سوء»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، ونصب «سوء»، وهى قراءة عبيد الله بن عمير.
فلا تذهب نفسك:
١- مبنيا للفاعل، و «نفسك» فاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- تذهب من «أذهب»، و «نفسك» نصب، وهى قراءة أبى جعفر، وقتادة، وعيسى، والأشهب، وشيبة، وأبى حيوة، وحميد، والأعمش، وابن محيصن.
١٠- مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ يصعد:
١- مبنيا للفاعل، من «صعد»، و «الكلم» مرفوع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يصعد، من «أصعد»، على البناء للمفعول، وهى قراءة على، وابن مسعود، والسلمى، وإبراهيم.
والعمل الصالح:
١- برفعهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بنصبهما، على الاشتغال، وهى قراءة عيسى، وابن أبى عبلة.
١١- وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ولا ينقص:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة يعقوب، وسلام، وعبد الوارث، وهارون، وكلاهما عن أبى عمرو.
١٢- وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ سائغ:
١- اسم فاعل من «ساغ»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- سيغ، بالتشديد، على وزن «فعل»، كسيد، وهى قراءة عيسى، وأبى عمرو، وعاصم.
٣- سيغ، بالتخفيف، ورويت عن عيسى أيضا.
ملح:
١- بكسر الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الميم وكسر اللام، وهى قراءة أبى نهيك، وطلحة.
قال أبو الفضل الرازي: وهى لغة شاذة.
١٣- يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ تدعون:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
- بياء الغيبة، وهى قراءة عيسى، وسلام.
١٨- وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ لا يحمل:
١- بالياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- لا تحمل، بفتح التاء وكسر الميم، وهى قراءة أبى السمال، عن طلحة، وإبراهيم بن زاذان، عن الكسائي.
تزكى.. يتزكى:
١- الأول فعل ماض، والثاني فعل مضارع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يزكى.. يزكى، بالياء وشد الزاى، فيهما، مضارعان، وهى قراءة إلياس، عن أبى عمرو.
٣- ازكى... يزكى، بإدغام التاء فى الزاى، واجتلاب همزة الوصل مع الأول فى الابتداء.
٢٢- وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ يستوى:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء التأنيث، وهى قراءة زاذان، عن الكسائي.
يسمع:
١- بالتنوين، وهي قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- على الإضافة، وهى قراءة الأشهب، والحسن.
١٧- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ مختلفا ألوانها:
١- على حد: اختلف ألوانها، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مختلفة ألوانها، على حد: اختلفت ألوانها، وهى قراءة زيد بن على.
جدد:
١- بضم الجيم وفتح الدال، جمع «جدة»، وهى قراءة الجمهور، وكذا قرأ الزهري.
٢- بضم الجيم والدال، جمع «جديدة»، ورويت عن الزهري أيضا.
٣- بفتح الجيم والدال، ورويت عن الزهري أيضا.
ولم يجزها أبو حاتم.
٢٨- وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ الدواب:
١- مشدد الياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتخفيفها، وهى قراءة الزهري.
الله... العلماء:
١- بنصب لفظ الجلالة، ورفع «العلماء»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- برفع لفظ الجلالة، ونصب «العلماء»، ورويت عن عمر بن عبد العزيز، وأبى حنيفة.
٣٢- ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ سابق:
١- اسم فاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- سباق، وهى قراءة أبى عمران الحوفى، وعمر بن أبى شجاع، ويعقوب، فى رواية.
٣٣- جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ جنات:
١- جمعا، بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- جنة، على الإفراد، وهى قراءة رزين، وحبيش، والزهري.
يدخلونها:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى عمرو.
يحلون:
١- بضم الياء وفتح الحاء وشد اللام، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الياء وسكون الحاء وتخفيف اللام، من: حليت المرأة، فهى حال، إذا لبست الحلي.
٣٤- وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الحزن:
١- بفتحتين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الحاء وسكون الزاى، ذكرها جناح بن حبيش.
٣٥- الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ لغوب:
١- بضم اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة على بن أبى طالب، والسلمى.
٣٦- وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ فيموتوا:
١- بحذف النون، منصوبا فى جواب النفي، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فيموتون، بالنون، بالعطف على «لا يقضى»، وهى قراءة عيسى، والحسن ولا يخفف:
وقرئ:
بإسكان الفاء، تشبيها للمنفصل بالمتصل، وهى قراءة عبد الوارث، عن أبى عمرو.
(م ١٢- الموسوعة القرآنية ج ٦)
١- بالنون، مبنيا للفاعل، ونصب «كل»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، مبنيا للمفعول، ورفع «كل»، وهى قراءة أبى عمرو، وأبى حاتم.
٣٧- وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ما يتذكر فيه من تذكر:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ما يذكر فيه من اذكر، بالإدغام، واجتلاب همزة الوصل ملفوظا بها فى الدرج، وهى قراءة الأعمش.
النذير:
وقرئ:
النذر، جمعا.
٣٨- إِنَّ اللَّهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ
عالم غيب السموات:
١- على الإضافة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- منونا، ونصب «غيب»، وهى قراءة جناح بن حبيش.
٤٠- قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً
بينة:
١- بالإفراد، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش، وحمزة، وأبى عمرو، وابن كثير، وحفص، وأبان، عن عاصم.
وقرئ:
٢- بالجمع، وهى قراءة باقى السبعة.
وقرئ:
ولو زالتا، وهى قراءة ابن أبى عبلة ٤٣- اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا السيء:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكانها، إجراء للوصل مجرى الوقف، أو لتوالى الحركات وإجراء للمنفصل مجرى المتصل، وهى قراءة الأعمش، وحمزة.
٣- السيء، بهمزة ساكنة بعد السين وياء بعدها مكسورة، وهى قراءة ابن كثير.
يحيق:
قرئ:
بضم الياء، ونصب «المكر السيء»، أي: ولا يحيق الله المكر السيء إلا بأهله.
- ٣٦- سورة يس
١- يس يس:
قرئ:
١- بفتح الياء وإمالتها، محضا وبين اللفظين.
٢- بسكون النون مدغمة فى الواو، وهى قراءة الجمهور، ومن السبعة: الكسائي، وأبو بكر، وورش، وابن عامر.
٣- مظهرة، عند باقى السبعة.
٦- بكسرها، ورويت عن ابن أبى إسحاق أيضا.
٥- تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ تنزيل:
قرئ:
١- بالنصب على المصدر، وهى قراءة طلحة، والأشهب، وعيسى، بخلاف عنهما، وابن عامر، وحمزة، والكسائي.
٢- بالرفع، خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو تنزيل، وهى قراءة باقى السبعة، وأبى بكر، وأبى جعفر، وشيبة، والحسن، والأعرج، والأعمش.
٩- وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ سدا:
١- بفتح السين، وهى قراءة عبد الله، وعكرمة، والنخعي، وابن وثاب، وطلحة، وحمزة، والكسائي، وابن كثير، وحفص.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة الجمهور.
(وانظر: الكهف، الآية: ٩٤).
فأغشيناهم:
١- بالغين المعجمة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالعين المهلة من العشى، وهو ضعف البصر، وهى قراءة ابن عباس، وعمر بن عبد العزيز، وابن يعمر، وعكرمة، والنخعي، وابن سيرين، والحسن، وأبى رجاء، وزيد بن على، ويزيد البربري، ويزيد ابن المهلب، وأبى حنيفة، وابن مقسم.
١٢- إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ونكتب:
وقرئ:
بالياء، مبينا للمفعول، وهى قراءة زر، ومسروق.
١- بالنصب، على الاشتغال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، على الابتداء، وهى قراءة أبى السمال.
١٤- إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ فعززننا:
١- بالتشديد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتخفيف، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة، وأبى بكر، والمفضل، وأبان بثالث:
وقرئ:
بالثالث، بألف ولام، وهى قراءة عبد الله.
١٩- قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ طائركم:
١- على وزن «فاعل»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- طيركم، بياء ساكنة بعد الطاء، وهى قراءة الحسن، وابن هرمز، وعمرو بن عبيد، وزر بن حبيش.
أئن:
١- بهمزتين، الأولى همزة استفهام والثانية همزة «إن» الشرطية، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتخفيفها، وهى قراءة الكوفيين.
٣- بتسهيلها، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- بهمزتين مفتوحتين، وهى قراءة زر بن حبيش.
٥- بهمزتين مفتوحتين، وبناء الثانية بين بين، وهى قراءة أبى جعفر، وطلحة.
ذكرتم:
١- بتشديد الكاف، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتخفيفها، وهى قراءة أبى جعفر، وخالد بن إلياس، وطلحة، والحسن، وقتادة، وأبى حيوة، والأعمش، من طريق زائدة، والأصمعى، عن نافع.
٢٧- بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ المكرمين:
١- بإسكان الكاف وتخفيف الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مشدد الراء مفتوح الكاف.
٢٩- إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ صيحة:
وقرئ:
١- بالنصب، خبر «كان»، واسمها مضمر، أي: إن كانت الأخذة أو العقوبة.
٢- بالرفع، على أن «كان» تامة، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، ومعاذ بن الحارث القارئ.
٣٠- يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ يا حسرة:
١- منادى، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يا حسرة العباد، على الإضافة، على أن الحسرة منهم على ما فاتهم، أو من غيرهم عليهم لما فاتهم، وهى قراءة أبى، وابن عباس، وعلى بن الحسين، والضحاك، ومجاهد، والحسن.
٣- يا حسره على العباد، بسكون الهاء، حملا للوصل على الوقف، وهى قراءة أبى الزناد، وعبد الله بن ذكوان المدني، وابن هرمز، وابن جندب.
٤- يا حسرتا على العباد، بغير تنوين، اجتزئ بالفتحة عن الألف، التي هى بدل ياء المتكلم فى النداء، قالها ابن عباس.
٣١- أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ أنهم:
بكسر الهمزة، على الاستئناف، وقطع الجملة عما قبلها من جهة الإعراب، وهى قراءة ابن عباس، والحسن ٣٢- وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ لما:
١- بتثقيلها، وهى قراءة عاصم، وحمزة، وابن عامر.
وقرئ:
٢- بتخفيفها، هى قراءة باقى السبعة.
٣٤- وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ وفجرنا:
١- بالتشديد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتخفيف، وهى قراءة جناح بن حبيش.
٣٥- لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ ثمره:
١- بفتحتين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمتين، وهى قراءة طلحة، وابن وثاب، وحمزة، والكسائي.
٣- بضم التاء وسكون الميم، وهى قراءة الأعمش.
وما عملته:
١- بالضمير، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- وما عملت، بغير ضمير، وهى قراءة طلحة، وعيسى، وحمزة، والكسائي.
٣٨- وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ لمستقر لها:
وقرئ:
٢- لا مستقر لها، نفيا، مبنيا على الفتح، أي: هى تجرى دائما، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وعكرمة، وعطاء بن رباح، وزين العابدين، والباقر، وابنه الصادق، وابن أبى عبدة.
٣٩- وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ والقمر:
قرئ:
١- بالرفع، على الابتداء، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو، وأبى جعفر، وابن محيصن، والحسن، خلاف عنه.
٢- بالنصب، على الاشتغال، وهى قراءة باقى السبعة.
كالعرجون:
١- بضم العين والجيم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر العين وفتح الجيم، وهى قراءة سليمان التيمي.
٤١- وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ذريتهم:
قرئ:
١- ذرياتهم، بالجمع، وهى قراءة نافع، وابن عامر، والأعمش.
٢- بالجمع وكسر الذال، وهى قراءة زيد بن على، وأبان.
٣- بالإفراد، وهى قراءة باقى السبعة، وعيسى.
٤٣- وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ نغرقهم:
١- بالتخفيف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتشديد، وهى قراءة الحسن.
قرئ:
١- يختصمون، على الأصل، وهى قراءة أبى.
٢- بإدغام التاء فى الصاد ونقل حركتها إلى الخاء، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو، والأعرج، وشبل.
٣- بكسر الخاء وشد الصاد، وهى قراءة باقى السبعة.
٥٠- فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ يرجعون:
وقرئ:
بضم الياء وفتح الجيم، وهى قراءة ابن محيصن.
٥١- وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ الأجداث:
١- بالثاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالفاء، بدل الثاء.
ينسلون:
١- بكسر السين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وأبى عمرو، بخلاف عنهما.
٥٢- قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ يا ويلنا:
وقرئ:
يا ويلتنا، بتاء التأنيث، وهى قراءة ابن أبى ليلى.
٥٥- إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ شغل:
١- بضم الشين والغين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم الشين وسكون الغين، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٣- بفتحهما، وهى قراءة مجاهد، وأبى السمال، وابن هبيرة.
٤- بفتح الشين وإسكان الغين، وهى قراءة يزيد النحوي، وابن هبيرة، فيما نقل أبو الفضل الرازي.
فاكهون:
١- بالألف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فكهون، بغير ألف، وهى قراءة الحسن، وأبى جعفر، وقتادة، وأبى حيوة، ومجاهد، وشيبة، وأبى رجاء، ويحيى بن صبيح، ونافع، فى رواية.
٣- فاكهين، بالألف، وبالياء نصبا على الحال، وهى قراءة طلحة، والأعمش.
٤- فكهون، بضم الكاف، يقال: رجل فكه وفكه، بكسر الكاف وبضمها.
٥٦- هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ فى ظلال:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فى ظل، وهى قراءة عبد الله، والسلمى، وطلحة، وحمزة، والكسائي ٥٨- سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ سلام:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- سلاما، بالنصب على المصدر، وهى قراءة أبى، وعبد الله، وعيسى، والغنوي.
٣- سلم، بكسر السين وسكون اللام، وهى قراءة محمد بن كعب القرظي.
٦٠- أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ أعهد:
١- بفتح الهمزة والهاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسر الهمزة، وهى قراءة طلحة، والهذيل بن شرحبيل الكوفي.
٣- بكسر الهاء، وهى قراءة ابن وثاب.
٦٢- وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ جبلا:
١- بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، وهى قراءة نافع، وعاصم، وأبى حيوة، وسهيل، وأبى جعفر، وشيبة، وأبى رجاء، والحسن، بخلاف عنه.
وقرئ:
٢- بضم الجيم وإسكان الباء، وهى قراءة العربيين، والهذيل بن شرحبيل.
٣- بضمهما وتخفيف اللام، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- بضمهما وتشديد اللام، وهى قراءة الحسن، وابن أبى إسحاق، والزهري، وابن هرمز، وعبد الله ابن عبيد بن عمير، وحفص بن حميد.
٥- بكسر الجيم وسكون الباء، وهى قراءة الأشهب العقيلي، واليماني، وحماد بن مسلمة، عن عاصم.
٦- بكسرتين وتخفيف اللام، وهى قراءة الأعمش.
٧- بكسر الجيم وفتح الباء وتخفيف اللام.
٨- جيلا، بكسر الجيم، بعدها ياء، واحد «الأجيال»، وهى قراءة على بن أبى طالب، وبعض الخراسانيين.
تكونوا:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة، عائدا على «جبل»، وهى قراءة طلحة، وعيسى.
٦٥- الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ نختم:
وقرئ:
يختم، مبنيا للمفعول.
وقرئ:
١- ولتكلمنا، بلام الأمر والجزم.
٢- ولتكلمنا، بلام «كى»، ورويت عن عبد الرحمن بن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن جده طلحة.
٣- وتتكلم، بتاءين.
وتشهد:
وقرئ:
١- ولتشهد، بلام الأمر والجزم.
٢- ولتشهد، بلام «كى»، ورويت عن عبد الرحمن بن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن جده طلحة.
٦٦- وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ فاستبقوا:
١- فعلا ماضيا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- على الأمر، وهى قراءة عيسى.
٦٧- وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ مكانتهم:
١- بالإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مكاناتهم، بالجمع، وهى قراءة أبى بكر.
مضيا:
١- بضم الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الميم، اتباعا لحركة الضاد، وهى قراءة أبى حيوة، وأحمد بن جبير الأنطاكى، عن الكسائي.
٣- بفتح الميم، فيكون من المصادر التي جاءت على «فعيل»، كالوسيم.
١- مشددا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مخففا، وهى قراءة عاصم، وحمزة.
يعقلون:
وقرئ:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة نافع، وابن ذكوان، وأبى عمرو، فى رواية عباس.
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة باقى السبعة.
٧٠- لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ لينذر:
قرئ:
١- بتاء الخطاب، للرسول صلى الله عليه وسلم، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
٢- بالياء للغيبة، مبنيا للفاعل، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بالياء للغيبة، مبنيا للمفعول، وهى قراءة اليماني.
٤- بياء الغيبة مفتوحة، وفتح الذال، مضارع «نذر»، بكسر الذال، إذا علم، وقد عزاها ابن خاوية إلى أبى السمال، واليماني.
٧٢- وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ ركوبهم:
١- فعول بمعنى مفعول، كالحضور والحلوب، وهو مما لا ينقاس، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ركوبتهم، وهى فعول بمعنى مفعول، وهى قراءة أبى، وعائشة.
٣- ركوبهم، بضم الراء، وبغير تاء، مصدرا حذف مضافه، أي: ذو ركوبهم، وهى قراءة الحسن، وأبى البرهسم، والأعمش.
٧٨- وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ خلقه:
١- أي نشأته، وهى قراءة الجمهور.
٢- خالقه، وهى قراءة زيد بن على.
٨٠- الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ الأخضر:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- الخضراء، وأهل الحجاز يؤنثون الجنس، المميز واحده، بالتاء.
٨١- أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ بقادر:
١- بباء الجر، داخلة على اسم الفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يقدر، فعلا مضارعا، وهى قراءة الجحدري، وابن أبى إسحاق، والأعرج، وسلام، ويعقوب.
الخلاق:
١- بصيغة المبالغة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- الخالق، اسم فاعل، وهى قراءة الحسن، والجحدري، ومالك بن دينار، وزيد بن على
- ٣٧- سورة الصافات
٦- إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ بزينة الكواكب:
وقرئا:
١- بزينة، منونا، و «الكواكب» بالخفض، بدلا من «زينة»، وهى قراءة ابن مسعود، ومسروق، بخلاف عنه، وأبى زرعة، وابن وثاب، وطلحة.
٢- بزينة، منونا، و «الكواكب» نصبا، وهى قراءة ابن وثاب، ومسروق، بخلاف عنهما، والأعمش، وطلحة، وأبى بكر.
٨- لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ لا يسمعون:
١- بشد السين والميم، أي: لا يتسمعون، أدغمت التاء فى السين، وهى قراءة ابن عباس، بخلاف عنه، وابن وثاب، وعبد الله بن مسلم، وطلحة، والأعمش، وحمزة، والكسائي، وحفص.
وقرئ:
٢- على نفي السماع، وهى قراءة الجمهور.
١٠- إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ خطف:
١- بكسر الطاء، ثلاثيا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الخاء والطاء مشددة، وهى قراءة الحسن، وقتادة.
٣- بفتح الخاء وكسر الطاء مشددة، ونسبها ابن خالويه إلى الحسن، وقتادة، وعيسى.
فأتبعه:
١- بالتخفيف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتشديد.
١١- فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ أم من:
وقرئ:
١- أمن، بتخفيف الميم، دون «أم»، على أنه استفهام ثان، وهى قراءة الأعمش.
١٢- بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ عجبت:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
وأنكرها بعضهم، ووجها الزمخشري، فقال: أي بلغ من عظيم آياتي وكثرة خلائقى أنى عجبت منها، فكيف بعبادي؟
١٣- وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ ذكروا:
وقرئ:
بتخفيف الكاف؟ وهى قراءة جناح بن حبيش.
١٧- أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ أو:
١- بفتح الواو، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكانها، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، وابن عامر، ونافع، فى رواية قالون.
١٨- قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ نعم:
وقرئ:
بكسر العين، وهى قراءة ابن وثاب (انظر: الأعراف، الآية: ٤٤).
٢٢- احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ وأزواجهم:
وقرئ:
بالرفع، عطفا على ضميره «ظلموا»، وهى قراءة عيسى بن سليمان الحجازي.
٢٤- وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ إنهم:
وقرئ:
أنهم، بالفتح، وهى قراءة عيسى.
٢٥- ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ تناصرون:
١- بتاء واحدة.
٢- بتاءين.
٣- بإدغام إحداهما فى الأخرى.
٣٧- بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ وصدق المرسلين:
وقرئ:
وصدق، بتخفيف الدال، و «المرسلون» بالواو، وهى قراءة عبد الله.
٣٨- إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ لذائقو العذاب:
١- بحذف النون للإضافة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بحذف النون، لالتقاء لام التعريف، ونصب «العذاب»، وهى قراءة أبى السمال، وأبان، عن ثعلبة، عن عاصم.
٣- لذائقون العذاب، بالنون، ونصب «العذاب».
٤٢- فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ مكرمون:
وقرئ:
بفتح الكاف مشدد الراء، وهى قراءة ابن مقسم.
٤٤- عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ سرر:
١- بضم الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى لغة بعض تميم وكلب، وهى قراءة أبى السمال.
٤٧- لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ ينزفون:
١- بضم الياء وفتح الزاى، وهى قراءة الحرميين، والعربيين.
(م ١٣- الموسوعة القرآنية ج ٦)
٢- بضم الياء وكسر الزاى، وهى قراءة مجاهد، وقتادة، وحمزة، والكسائي.
٣- بفتح الياء وكسر الزاى، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
٤- بفتح الياء وضم الزاى، وهى قراءة طلحة.
٥٢- يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ المصدقين:
١- بتخفيف الصاد، من «التصديق»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشدها، من «التصدق»، وهى قراءة فرقة.
٥٤- قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ مطلعون ١- بتشديد الطاء المفتوحة، وفتح النون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكان الطاء وفتح النون، وهى قراءة أبى عمرو، فى رواية حسين الجعفي، وابن عباس، وابن محيصن، وعمار بن أبى عمار، وأبى سراج.
٣- بتخفيف الطاء وكسر النون، وهى قراءة أبى البرهسم، وعمار بن أبى عمار أيضا.
ورد هذه القراءة أبو حاتم، لجمعها بين نون الجمع وياء المتكلم.
٦٧- ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ لشوبا:
١- بفتح الشين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة شيبان النحوي.
٩٤- فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ يزفون:
١- بفتح الياء، من «زف»، إذا أسرع، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم الياء، من «أزف» : دخل فى الزفيف، وهى قراءة حمزة، ومجاهد، وابن وثاب، والأعمش.
٣- مبنيا للمفعول.
٤- بسكون الزاى، من «زفاه»، إذا حداه.
١٠٢- فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ترى:
١- بفتح التاء والراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم التاء وكسر الراء، وهى قراءة عبد الله، والأسود بن يزيد، وابن وثاب، وطلحة، والأعمش، ومجاهد، وحمزة، والكسائي.
٣- بضم التاء وفتح الراء، وهى قراءة الضحاك، والأعمش أيضا ١٠٣- فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ أسلما:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- سلّما، أي فوضا، وهى قراءة عبد الله، وعلى، وابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وجعفر بن محمد، والأعمش، والثوري.
٣- استسلما.
١٠٤- وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ وقرئ:
بحذف «أن».
١٠٥- قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ صدقت:
وقرئ:
بتخفيف الدال.
وقرئ:
الريا، بكسر الراء والإدغام، وهى قراءة فياض.
١٢٣- وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إلياس:
١- بهمزة قطع مكسورة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بوصل الألف، وهى قراءة عكرمة، والحسن، بخلاف عنهما، والأعرج، وأبى رجاء، وابن عامر، وابن محيصن ١٢٥- أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ بعلا:
وقرئ:
بعلاء، بالمد، على وزن «حمراء».
١٢٦- اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ الله ربكم ورب:
١- بالنصب فى الثلاثة، وهى قراءة الكوفيين، وزيد بن على.
وقرئت:
٢- بالرفع، وهى قراءة باقى السبعة.
١٣٠- سلام على آل ياسين آل ياسين:
قرئ:
١- آل ياسين، على أن «أل» مفصولة فى المصحف، و «ياسين» : اسم لإلياس، أو لأبيه، وهى قراءة زيد بن على، ونافع، وابن عامر.
٢- إلياسين، بهمزة مكسورة، جمع المنسوبين إلى «إلياس»، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- الياسين، بوصل الألف، على أنه جمع يراد به «إلياس» وقومه المؤمنون، وحذفت ياء النسب، كما قالوا الأشعرون، وهى قراءة أبى رجاء، والجسن.
١- بهمزة الاستفهام، على الإنكار والاستبعاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بوصل الألف، وهى قراءة نافع، فى رواية إسماعيل، وابن جماز، وجماعة، وإسماعيل، عن أبى جعفر، وشيبة.
١٥٥- أَفَلا تَذَكَّرُونَ تذكرون:
وقرئ:
بسكون الذال وضم الكاف، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
١٧١- وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ كلمتنا:
١- بالإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالجمع، وهى قراءة الضحاك.
١٧٧- فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ نزل:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن مسعود.
- ٣٨- سورة ص
١- ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ص:
وقرئ:
١- بسكون الدال، وهى قراءة الجمهور.
٣- بفتح الدال، وهى قراءة عيسى، ومحبوب، عن أبى عمرو.
٤- بضم الدال، وهى قراءة الحسن أيضا.
٢- بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ عزة:
وقرئ:
غرة، بالغين المعجمة والراء، أي: فى غفلة، وهى قراءة حماد بن الزبرقان، وسورة، عن الكسائي، وميمون، عن أبى جعفر، والجحدري، من طريق العقيلي.
٣- كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ ولات حين:
١- بفتح التاء ونصب النون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم التاء ورفع النون، وهى قراءة أبى السمال.
٣- بكسر التاء وجر النون، وهى قراءة عيسى بن عمر.
٤- بكسر التاء ونصب النون، وهى قراءة عيسى أيضا.
٥- أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ عجاب:
١- بناء مبالغة، كطوال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشد الجيم، وهى قراءة على، والسلمى، وعيسى، وابن مقسم.
١٥- وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ فواق:
١- بفتح الفاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة السلمى، وابن وثاب، والأعمش، وحمزة، والكسائي، وطلحة.
١- بنصبهما، عطفا على «الجبال» الآية: ١٨، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- برفعهما، مبتدأ وخبر، وهى قراءة ابن أبى عبلة، والجحدري.
٢٠- وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ وشددنا:
١- مخففة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشد الدال، وهى قراءة الحسن، وابن أبى عبلة.
٢٢- إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ خصمان:
وقرئ:
١- بكسر الخاء، وهى قراءة أبى يزيد الجراد، عن الكسائي.
تشطط:
قرئ:
١- بالفك، من «أشط»، وهى قراءة الجمهور.
٢- تشطط، من «شط»، ثلاثيا، وهى قراءة أبى رجاء، وابن أبى عبلة، وقتادة، والحسن، وأبى حيوة.
٣- مدغما، من «أشط»، وهى قراءة قتادة أيضا.
٤- تشاطط، بضم التاء مفكوكا، وهى قراءة زر.
٢٣- إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ تسع وتسعون:
١- بكسر التاء، فيهما، وهى قراءة الحسن، وزيد بن على.
٢- بفتحها، فيهما، وهى قراءة الحسن، وزيد بن على.
نعجة:
١- بفتح النون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى لغة لبعض بنى تميم، وهى قراءة الحسن، وابن هرمز.
وعزنى:
وقرئ:
١- بتخفيف الزاى، وهى قراءة أبى حيوة، وطلحة.
٢- وعازنى، بألف وتشديد الزاى، أي: وغالينى، وهى قراءة عبيد الله، وأبى وائل، ومسروق، والضحاك، والحسن، وعبيد بن عمير.
٢٤- قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ ليبغى:
وقرئ:
بفتح الياء، على تقدير حذف النون الخفيفة، وأصله: ليبغين.
فتناه:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشد التاء والنون، مبالغة، وهى قراءة عمر بن الخطاب، وأبى رجاء، والحسن، بخلاف عنه.
٣- أفتناه، وهى قراءة الضحاك.
٢٦- يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ يضلون:
١- بفتح الياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم الياء، وهى قراءة ابن عباس، والحسن، بخلاف عنهما، وأبى حيوة.
قال أبو حيان: وقراءة الجمهور أوضح.
٢٩- كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ مبارك:
١- بالرفع، على الصفة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مباركا، على الحال ليدبروا:
١- بياء الغيبة وشد الدال، وأصله: ليتدبروا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ليتدبروا، على الأصل، وهى قراءة على.
٣- بتاء الخطاب وتخفيف الدال، وهى قراءة أبى جعفر.
٣٣- رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ مسحا:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مساحا، على وزن «قتال».
بالسوق:
١- بغير همز، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالهمز، وهى قراءة ابن كثير.
٣- بهمزة بعدها الواو، وهى قراءة ابن محيصن.
٤- بالساق، مفردا، وهى قراءة زيد بن على.
٣٦- فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ الريح:
١- بالإفراد، وهى قراءة الجمهور.
٢- الرباح، بالجمع، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، وقتادة، وأبى جعفر.
٤٠- وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ وحسن:
١- بالنصب، عطفا على «لزلفى»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، على الابتداء، والوقف على «لزلفى»، وهى قراءة الحسن، وابن أبى عبلة:
٤١- وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ أنى:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة عيسى.
بنصب:
١- بضم النون وسكون الصاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمتين، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، وأبى عمارة، عن حفص، والجعفي، عن أبى بكر. وأبى معاذ، عن نافع.
٣- بفتحتين، وهى قراءة زيد بن على، والحسن، والسدى، وابن أبى عبلة، ويعقوب، والجحدري.
٤- بفتح النون وسكون الصاد، وهى قراءة أبى حيوة، ويعقوب فى رواية، وهبى عن حفص.
٤٥- وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ عبادنا:
١- على الجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- عبدنا، على الإفراد، وهى قراءة ابن عباس، وابن كثير، وأهل مكة، الأيدى:
١- الأيدى، بالياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- الأيد، بغير ياء، وهى قراءة عبد الله، والحسن، وعيسى، والأعمش.
٣- الأيادى، جمع الجمع.
٤٦- إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ بخالصة:
قرئ:
١- بغير تنوين، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، والأعرج، ونافع، وهشام.
٢- بالتنوين، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بخالصتهم، وهى قراءة الأعمش، وطلحة.
٥٣- هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ توعدون:
وقرئ:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بتاء الخطاب، على الالتفات، وهى قراءة باقى السبعة.
٥٧- هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وغساق:
١- بتشديد السين، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وقتادة، وابن وثاب، وطلحة، وحمزة، والكسائي، وحفص، والمفضل، وابن سعدان، وهارون، عن أبى عمر.
وقرئ:
٢- بتخفيفها، وهى قراءة باقى السبعة.
٥٨- وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ وآخر:
١- على الإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- وأخر، على الجمع، وهى قراءة الحسن، ومجاهد، والجحدري، وابن جبير، وعيسى، وأبى عمرو.
شكله:
١- بفتح الشين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسرها، وهى قراءة مجاهد.
٦٣- أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ اتخذناهم:
قرئ:
١- وصلا، وهى قراءة النحويين، وحمزة.
٢- بهمزة الاستفهام، وهى قراءة أبى جعفر، والأعرج، والحسن، وقتادة، وباقى السبعة.
سخريا:
قرئ:
١- بضم السين، وهى قراءة عبد الله، وأصحابه، ومجاهد، والضحاك، وأبى جعفر، وشيبة، والأعرج، ونافع، وحمزة، والكسائي.
٢- بكسر السين، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، وعيسى، وابن محيصن، وباقى السبعة.
٦٤- إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ تخاصم:
١- بالرفع، مضافا إلى «أهل»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بنصب الميم، وجر «أهل».
٣- فعلا ماضيا، و «أهل» بالرفع، فاعل، وهى قراءة ابن السميفع.
٧٠- إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أنما:
وقرئ:
بكسر الهمزة، على الحكاية، وهى قراءة أبى جعفر.
٧٥- قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ لما:
وقرئ:
بفتح اللام وتشديد الميم، وهى قراءة الجحدري.
١- على التثنية، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- على الإفراد، وهى قراءة الجحدري.
أستكبرت:
١- بهمزة الاستفهام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بصلة الألف، وهى قراءة فرقة، منهم: ابن كثير.
٨٤- قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ فالحق والحق:
١- برفع الأول ونصب الثاني، وهى قراءة مجاهد، والأعمش، بخلاف عنهما، وأبان بن تغلب، وطلحة، فى رواية، وحمزة، وعاصم، عن المفضل، وخلف، والعبسي.
وقرئا:
٢- بالرفع، فيهما، على الابتداء وخبره، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد، والأعمش.
٣- بجرهما، الأول مجرور بواو القسم محذوفة، تقديره: فو الحق، والثاني معطوف عليه، وهى قراءة الحسن، وعيسى، وعبد الرحمن بن أبى حماد، عن أبى بكر.
- ٣٩- سورة الزمر
١- تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ تنزيل:
قرئ:
بالنصب، وهى قراءة ابن أبى عبلة، وزيد بن على، وعيسى.
٢- إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ الدين:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع، على الفاعلية، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٣- أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ كاذب كفار:
وقرئ:
١- كذاب كفار، وهى قراءة أنس بن مالك، والجحدري، والحسن، والأعرج، وابن يعمر.
٢- كذوب كفور، وهى قراءة زيد بن على.
٦- خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ يخلقكم:
وقرئ:
بإدغام القاف فى الكاف، وهى قراءة عيسى، وطلحة.
٧- إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ يرضه:
وقرئ:
١- بوصل ضمة الهاء بواو، وهى قراءة النحويين، وابن كثير.
٢- بضمة، فقط، وهى قراءة ابن عامر، وحفص.
٣- بسكون الهاء، وهى لغة لبنى كلاب، وهى قراءة أبى بكر.
١- بضم الياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، وعيسى.
٩- أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ أمن:
وقرئ:
١- بتخفيف الميم، وهى قراءة ابن كثير، ونافع، وحمزة، والأعمش، وعيسى، وشيبة، والحسن.
٢- بتشديد الميم، وهى «أم» أدغمت فى ميم «من»، وهى قراءة باقى السبعة وقتادة، والأعرج، وأبى جعفر.
ساجدا وقائما:
١- بنصبهما على الحال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- برفعهما، إما على النعت ل «قانت»، وإما على أنه خبر بعد خبر، والواو للجمع بين الصفتين، وهى قراءة الضحاك.
يتذكر:
وقرئ:
يذكر، بإدغام التاء فى الذال.
١٧- وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ الطاغوت:
الطواغيت، جمعا، وهى قراءة الحسن.
٢١- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ يجعله:
وقرئ:
بالنصب، وهى قراءة أبى بشر.
وقال صاحب «الكامل» : هو ضعيف.
٢٣- اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ مثانى:
١- بفتح الياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بسكونها، وهى قراءة هشام، وابن عامر، وأبى بشر.
٢٩- ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ سلما:
قرئ:
١- سالما، اسم فاعل، أي خالصا من الشركة، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، والزهري، والحسن، بخلاف عنه، والجحدري، وابن كثير، وأبى عمرو.
٢- سلما، بفتح السين واللام، وهى قراءة الأعرج، وشيبة، وأبى رجاء، وطلحة، والحسن، بخلاف عنه، وباقى السبعة.
٣- سلما، بكسر السين وسكون اللام، وهى قراءة ابن جبير.
٤- ورجل سالم، برفعهما.
وقرئ:
مثلين.
٣٠- إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ميت... ميتون:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مائت.. مائتون، وهى قراءة ابن الزبير، وابن أبى إسحاق، وابن محيصن، وعيسى، واليماني، وابن أبى غوث، وابن أبى عبلة.
٣٣- وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ وصدق:
١- مشددا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مخففا، وهى قراءة أبى صالح، وعكرمة بن سليمان.
٣- مبنيا للمفعول مشددا.
٣٦- أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ عبده:
١- بالإفراد، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- عباده، بالجمع، أي: الأنبياء والطيبين من المؤمنين، وهى قراءة أبى جعفر، ومجاهد، وابن وثاب، وطلحة، والأعمش، وحمزة، والكسائي.
٣٨- وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ كاشفات... ممسكات:
(م ١٤- الموسوعة القرآنية ج ٦)
وقرئا:
٢- بتنوينهما، ونصب ما بعدهما، وهى قراءة شيبة، والأعرج، وعمرو بن عبيد، وعيسى، بخلاف عنه، وأبى عمرو، وأبى بكر.
٤٢- اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ قضى:
١- مبنيا للفاعل، و «الموت» نصبا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، و «الموت» رفعا، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش، وطلحة، وعيسى، وحمزة، والكسائي.
٥٦- أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ يا حسرتا:
١- بإبدال ياء المتكلم ألفا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الإضافة، وهى قراءة أبى جعفر.
٣- بالألف والياء، جمعا بين العوض والمعوض، والياء مفتوحة أو ساكنة، ورويت عن أبى جعفر أيضا.
٤- يا حسرتاه، بهاء السكت، فى الوقف، وهى قراءة ابن كثير.
٥٩- بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ جاءتك:
١- بفتح الكاف وفتح «تاء» ما بعدها، خطابا للكافر ذى النفس، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وكسر «تاء» ما بعدها، والخطاب للنفس، وهى قراءة ابن يعمر، والجحدري،
٣- جئتك، بالهمزة من غير مد، بوزن «بعتك» وهى قراءة الحسن، والأعرج، والأعمش.
٦٠- وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ وجوههم:
وقرئ:
أجوههم، بدال الواو همزة، وهى قراءة أبى.
٦١- وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ بمفازتهم:
١- على الإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- على الجمع، وهى قراءة السلمى، والحسن، والأعرج، والأعمش، وحمزة، والكسائي، وأبى بكر.
٦٤- قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ تأمرونى:
١- بإدغام النون فى نون الوقاية وسكون الياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- على القراءة السابقة، مع فتح الياء، وهى قراءة ابن كثير.
٣- بنونين على الأصل، وهى قراءة ابن عامر.
٤- بنون واحدة مكسورة، وفتح الياء، وهى قراءة نافع.
أعبد:
وقرئ:
بالنصب على إضمار «أن».
٦٥- وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ليحبطن:
١- مبنيا للفاعل، و «عملك» رفع به، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء من «أحبط»، بالنصب، أي: ليحبطن الله عملك.
٣- بالنون، من: «أحبط»، أي: لنحبطن عملك، بالنصب.
٦٧- وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ قدروا:
وقرئ:
بتشديد الدال، وهى قراءة الحسن، وعيسى، وأبى نوفل، وأبى حيوة.
قدره:
وقرئ:
بفتح الدال، وهى قراءة الأعمش.
مطويات:
وقرئ:
بالنصب، على الحال، وهى قراءة عيسى، والجحدري.
٦٨- وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ الصور:
وقرئ:
بفتح الواو، جمع صورة، وهى قراءة قتادة، وزيد بن على.
٦٩- وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ وأشرقت:
١- مبينا للفاعل، أي، أضاءت، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبينا للمفعول، من: شرقت بالضوء، تشرق، إذا امتلأت، وهى قراءة ابن عباس، وعبيد بن عمير.
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- تأتكم، بتاء التأنيث، وهى قراءة ابن هرمز.
- ٤٠- سورة غافر «المؤمن»
١- حم حم:
قرئ:
١- بفتح الحاء، وهو قراءة أبى القاسم بن جبارة الهذلي، صاحب كتاب «الكامل»، فى اختياره ٢- بكسرها، على أصل التقاء الساكنين، وهى قراءة أبى السمال.
٤- ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ فلا يغررك:
قرئ:
١- بالفك، وهى لغة الحجاز، وبها قرأ الجمهور.
٢- بالإدغام، مفتوح الراء، وهى لغة تميم، وبها قرأ زيد بن على، وعبيد بن عمير.
٥- كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ برسولهم:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- برسولها، يعود ضمير إلى لفظ «أمة»، وهى قراءة عبد الله.
وقرئ:
١- كلمات، على الجمع، وهى قراءة ابن هرمز، وشيبة، وابن القعقاع، ونافع، وابن عامر.
٧- الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ العرش:
١- بفتح العين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة ابن عباس، وفرقة.
٨- رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جنات عدن:
١- جمعا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- جنة عدن، بالإفراد، وهى قراءة زيد بن على، والأعمش، وكذا فى مصحف عبد الله.
وانظر: سورة مريم، الآية: ٦١.
صلح:
وقرئ:
بضم اللام، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
وذرياتهم:
١- بالجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالإفراد، وهى قراءة عيسى.
وقرئ:
بالنصب، على المدح.
لينذر:
١- مبنيا للفاعل، و «يوم» بالنصب، مفعولا على السعة، أو ظرفا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، و «يوم» بالرفع، على الفاعلية مجازا، وهى قراءة أبى، وجماعة.
٣- مبنيا للمفعول، وهى قراءة اليماني.
٤- لتنذر، بالتاء، والفاعل ضمير الروح، لأنها تؤنث.
التلاق:
قرئ:
١- بياء، وبغير ياء.
٢٠- وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ يدعون:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- تدعون، بتاء الخطاب، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، ونافع، بخلاف عنه، وهشام ٢٣- وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ وسلطان:
وقرئ:
بضم اللام، وهى قراءة عيسى.
١- وهى قراءة الكوفيين.
وقرئ:
٢- وأن، وهى قراءة باقى السبعة.
يظهر:
١- مضارع «أظهر»، مبنيا للفاعل، و «الفساد» نصبا، وهى قراءة أنس بن مالك، وابن المسيب، ومجاهد، وقتادة، وأبى رجاء، والحسن، والجحدري، ونافع، وأبى عمرو، وحفص.
وقرئ:
٢- «ظهر» مبنيا للفاعل، و «الفساد» رفعا، وهى قراءة باقى السبعة، والأعرج، والأعمش، وابن وثاب، وعيسى.
٣- يشد الظاء والهاء، و «الفساد» رفعا، وهى قراءة مجاهد.
٤- بضم الياء وفتح الهاء، مبنيا للمفعول، و «الفساد» رفعا، وهى قراءة زيد بن على.
٢٧- وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ عذت:
قرئ:
١- بالإدغام، وهى قراءة أبى عمرو، وحمزة، والكسائي.
٢- بالإظهار، وهى قراءة باقى السبعة.
٢٨- وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ رجل:
١- بضم الجيم، وهى قراءة الجمهور.
٢- بسكونها، وهى لغة تميم ونجد، وبها قرأ عيسى، وعبد الوارث، وعبيد بن عقيل، وحمزة ابن القاسم، عن أبى عمرو.
٣٢- وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ التناد:
وقرئ:
١- بسكون الدال، فى الوصل، إجراء له مجرى الوقف، وهى قراءة فرقة.
٢- بتشديد الدال، من: ند البعير، إذا هرب، وهى قراءة ابن الضحاك، وأبى صالح، والكلبي، والزعفراني، وابن مقسم.
٣٥- الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ قلب:
وقرئ:
١- بالتنوين، وهى قراءة أبى عمرو بن ذكوان، والأعرج، بخلاف عنه.
٢- بالإضافة، وهى قراءة باقى السبعة.
٣٧- أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ فأطلع:
قرئ:
١- برفع العين، عطفا على «أبلغ»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بنصب العين، وهى قراءة الأعرج، وأبى حيوة، وزيد بن على، والزعفراني، وابن مقسم، وحفص.
زين:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل.
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل.
٣- بفتح الصاد وضم الدال، منونة، عطفا على «سوء عمله»، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وعبد الرحمن ابن أبى بكرة.
٣٨- وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ الرشاد:
وقرئ:
بشد الشين، وهى قراءة معاذ بن جبل.
٤٠- مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ يدخلون:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة أبى رجاء، وشيبة، والأعمش، والأخوين، والصاحبين، وحفص.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة باقى السبعة، والأعرج، والحسن، وأبى جعفر، وعيسى.
٤٦- النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ أدخلوا:
١- أمرا، من «أدخل»، وهى قراءة الأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، والأعمش، وابن وثاب، وطلحة، ونافع، وحمزة، والكسائي، وحفص.
وقرئ:
٢- أمرا، من «دخل»، وهى قراءة على، والحسن، وقتادة، وابن كثير، والعربيين.
٤٨- قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ كل:
وقرئ:
كلا، بالنصب، على التوكيد لاسم «أن»، وهى قراءة ابن السميفع، وعيسى بن عمران.
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- تقوم، بتاء التأنيث، وهى قراءة ابن هرمز، وإسماعيل، والمنقري، عن أبى عمرو.
٥٢- يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ينفع:
قرئ:
١- بالتاء، وبالياء. «انظر: سورة الروم، الآية: ٥٧».
٥٨- وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ تتذكرون:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة قتادة، وطلحة، وأبى عبد الرحمن، وعيسى، والكوفيين.
وقرئ:
٢- بالياء، على الغيبة، وهى قراءة الأعرج، والحسن، وأبى جعفر، وشيبة.
٦٠- وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ سيدخلون:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة جمهور السبعة، والحسن، وشيبة.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة زيد بن على، وابن كثير، وأبى جعفر.
٦٢- ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ خالق:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، وهى قراءة زيد بن على.
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة طلحة، فى رواية.
٥٤- اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ صوركم:
١- بضم الصاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، قرارا من الضمة قبل الواو استثقالا، وهى قراءة الأعمش، وأبى زيد.
٧١- إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ والسلاسل.. يسحبون:
١- بنصب «والسلاسل»، وبناء «يسحبون» للفاعل، وهى قراءة ابن مسعود، وابن عباس، وزيد بن على، وابن وثاب.
٧٧- فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ يرجعون:
١- بياء الغيبة، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الياء، وهى قراءة أبى عبد الرحمن، ويعقوب.
٣- بتاء الخطاب، مفتوحة، وهى قراءة طلحة بن مصرف، ويعقوب، فى رواية الوليد بن حسان.
- ٤١- سورة فصلت
٥- وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ وقر:
وقرئ:
٦- قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ قل:
١- على الأمر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- قال، فعلا ماضيا، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش.
يوحى:
١- بفتح الحاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة النخعي، والأعمش.
١٠- وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ سواء:
١- بالنصب، على الحال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، أي: هو سواء، وهى قراءة أبى جعفر.
٣- بالخفض، نعتا ل «أربعة أيام»، وهى قراءة زيد بن على، والحسن، وابن أبى إسحاق، وعمرو بن عبيد، وعيسى، ويعقوب.
١١- ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ اثنيا:
١- من الإتيان، أي: ائتيا أمرى وإرادتى، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- أتيا، على وزن «فعلا» وهى قراءة ابن عباس، وابن جبير، وابن مجاهد.
كرها:
وقرئ:
١٣- فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ صاعقة... صاعقة.
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بغير ألف، فيهما، وسكون العين، وهى قراءة ابن الزبير، والسلمى، والنخعي، وابن محيصن.
١٦- فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ نحسات:
قرئ:
١- بسكون الحاء، على التخفيف، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو، والنخعي، وعيسى، والأعرج ٢- بكسر الحاء، وهو القياس، وهى قراءة قتادة، وأبى رجاء، والجحدري، وشيبة، وأبى جعفر وباقى السبعة.
لنذيقهم:
وقرئ:
لنذيقهم، وبالتاء، على أن الإذاقة للرياح، أو للأيام النحسات.
١٧- وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ثمود:
١- بالرفع، ممنوع من الصرف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، مصروفا، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش، وبكر بن حبيب.
١٩- وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ يحشر:
١- مبنيا للمفعول، و «أعداء» رفعا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٣- نحشر، بالنون، وكسر الشين، وهى قراءة الأعرج.
٢١- وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ لم شهدتم:
وقرئ:
لم شهدتن، بضمير المؤنثات، وهى قراءة زيد بن على.
٢٤- فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ يستعتبوا:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الحسن، وعمرو بن عبيد، وموسى الأسوارى.
٢٦- وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ والغوا:
١- بفتح الغين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة عبد الله بن بكسر السهمي، وقتادة، وأبى حيوة، والزعفراني، وابن أبى إسحاق، وعيسى، بخلاف عنهما.
٣٣- وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ إننى:
١- بنون، مشددة، وبنون الوقاية، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
١- بنون مشددة واحدة، وهى قراءة ابن أبى عبلة، وإبراهيم بن نوح، عن قتيبة.
٣٥- وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ يلقاها:
١- من «التلقي»، وهى قراءة الجمهور.
٢- يلاقاها، من «الملاقاة»، وهى قراءة طلحة بن مصرف، وابن كثير.
٤٤- ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمى وعربى قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون فى آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد أأعجمي:
١- بهمزة الاستفهام بعدها مدة، وهى همزة «أعجمى» وقياسها فى التخفيف بين بين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بهمزتين، وهى قراءة الأخوين، والأعمش، وحفص.
٣- دون استفهام، وسكون العين، وهى قراءة الحسن، وأبى الأسود، والجحدري، وسلام، والضحاك، وابن عباس، وابن عامر، بخلاف عنهما.
٤- بهمزة استفهام وفتح العين، وهى قراءة عمرو بن ميمون.
عمى:
١- بفتح الميم، منونا، مصدر «عمى»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الميم وتنوينه، وهى قراءة أبى عمرو، وابن عباس، وابن الزبير، ومعاوية بن أبى سفيان، وعمرو بن العاص، وابن هرمز.
٤٧- إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ ثمرات:
١- على الجمع، وهى قراءة أبى جعفر، والأعرج، وشيبة، وقتادة، والحسن، بخلاف عنه، ونافع، وابن عامر، فى غير رواية- أي جلية- والمفضل، وحفص، وابن مقسم.
وقرئ:
٢- ثمرة بالإفراد، وهى قراءة باقى السبعة، فى رواية طلحة، والأعمش.
وقرئ:
دعاء بالخير، بياء داخلة على «الخير»، وهى قراءة عبد الله.
٥٤- أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ فى مرية:
وقرئ:
بضم الميم، وهى قراءة السلمى، والحسن.
- ٤٢- سورة الشورى
٣- كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يوحى:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة مجاهد، وابن كثير، وعباس، ومحبوب، كلاهما عن أبى عمرو.
٣- نوحى، بالنون، وهى قراءة أبى حيوة، والأعمش عن أبى بكر، وأبان.
٥- تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ يتفطرن:
وقرئ:
تتفطرن، بتاءين مع النون، قالها الزمخشري، عن يونس، عن أبى عمرو.
قال ابن خالوية: هذا حرف نادر، لأن العرب لا تجمع بين علامتى التأنيث، لا يقال: النساء تقمن، ولكن: يقمن.
٧- وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ فريق... فريق:
١- بالرفع، فيهما، أي: هم فريق، أو: منهم فريق، وهى قراءة الجمهور.
(م ١٥- الموسوعة القرآنية ج ٦)
٢- بنصبهما، أي: افترقوا، فريقا فى كذا وفريقا فى كذا، وهى قراءة زيد بن على.
١١- فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فاطر:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالجر، صفة لقوله «إلى الله» الآية: ١٠، وهى قراءة زيد بن على.
١٤- وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ أورثوا:
وقرئ:
ورثوا، مبنيا للمفعول، مشدد الراء، وهى قراءة زيد بن على.
٢١- أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وإن الظالمين:
١- بكسر همزة «إن»، على الاستئناف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، عطفا على كلمة «الفصل»، وهى قراءة الأعرج، ومسلم بن جندب.
٢٣- ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ يبشر:
١- بتشديد الشين، من «بشر»، وهى قراءة الجمهور.
٢- ثلاثيا، وهى قراءة عبد الله بن يعمر، وابن أبى إسحاق، والجحدري، والأعمش، وطلحة فى رواية، والكسائي، وحمزة.
٣- بضم الياء وتخفيف الشين، من «أبشر»، وهى قراءة مجاهد، وحميد بن قيس.
نزد:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، أي: يزد الله، وهى قراءة زيد بن على، وعبد الوارث، عن أبى عمرو، وأحمد بن جبير، عن الكسائي.
حسنا:
١- بالتنوين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- حسنى، على وزن «رجعى» بغير تنوين، وهى قراءة عبد الوارث، عن أبى عمرو.
٢٥- وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ تفعلون:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة عبد الله، وعلقمة، والأخوين، وحفص.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
٢٨- وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ قنطوا:
١- بفتح النون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة الأعمش، وابن وثاب.
٣٠- وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ فيما:
١- بالفاء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بما، بغير فاء، وهى قراءة نافع، وابن عامر، وأبى جعفر فى رواية، وشيبة.
٣٣- إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ الريح:
١- بالإفراد، وهى قراءة جمهور السبعة.
وقرئ:
٢- الرياح، جمعا، وهى قراءة نافع.
فيظللن:
١- بفتح اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة قتادة.
قال أبو حيان: والقياس الفتح.
٣٤- أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ ويعف:
١- مجزوما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ويعفو، بالواو، وهى قراءة الأعمش.
٣- بنصب الواو، ورويت عن أهل المدينة.
٣٥- وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ويعلم:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، على القطع، وهى قراءة الأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، ونافع، وابن عامر، وزيد ابن على.
١- جمعا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالإفراد، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
٤٥- وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ الذل:
١- بضم الذال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الذال، وهى قراءة طلحة.
٥١- وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ حجاب:
١- مفردا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- حجب، جمعا، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
أو يرسل... فيوحى:
١- بالنصب، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع فيهما، وهى قراءة نافع، وأهل المدينة:
٥٢- وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ لتهدى:
١- مضارع «هدى»، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
٢- مضارع هدى مبنيا للمفعول، وهى قراءة حوشب.
٣- بضم التاء وكسر الدال، وهى قراءة ابن السميفع.
- ٤٣- سورة الزخرف
٥- أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ صفحا:
١- بفتح الصاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة حسان بن عبد الرحمن الضبعي، والسميط بن عمير، وشميل بن عذرة.
أن كنتم:
١- بفتح الهمزة، أي: من أجل أن كنتم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الهمزة، وهى قراءة نافع، والأخوين.
٣- إذ كنتم، بذال مكان «النون»، وهى قراءة زيد بن على.
١١- وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ ميتا:
وقرئ:
بالتشديد، وهى قراءة أبى جعفر، وعيسى.
تخرجون:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة ابن وثاب، وعبد الله بن جبير المصبح، وعيسى، وابن عامر، والأخوين.
١٨- أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ ينشأ:
١- مبنيا للمفعول، مشددا، وهى قراءة ابن عباس، وزيد بن على، والحسن، ومجاهد، والجحدري، فى
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، مشددا، وهى قراءة الجمهور.
٣- مبنيا للفاعل، مخففا، وهى قراءة الجحدري، فى قول.
٤- يناشؤ، على وزن «يفاعل» مبنيا للمفعول، وهى قراءة الحسن، فى رواية.
١٩- وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ عباد الرحمن:
قرئ:
١- عند الرحمن، ظرفا، وهو أدل على رفع المنزلة وقرب المكانة، وهى قراءة عمر بن الخطاب، والحسن، أبى رجاء، وقتادة، وأبى جعفر، وشيبة، والأعرج، والابنين، ونافع.
٢- عباد، جمع «عبد»، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وابن جبير، وابن علقمة، وباقى السبعة.
٣- عباد، جمعا وبالنصب، على إضمار فعل، أي: الذين هم خلقوا عباد الرحمن، وهى قراءة الأعمش حكاها ابن خالويه، وقال: وهى فى مصحف ابن مسعود كذلك.
٤- عبد الرحمن، مفردا، ومعناه الجمع، لأنه اسم جنس، وهى قراءة أبى.
أشهدوا:
١- بهمزة الاستفهام، داخلة على «شهدوا»، ماضيا مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بهمزة داخلة على «أشهدوا» رباعيا مبنيا للمفعول، بلا مد بين الهمزتين، وهى قراءة نافع.
٣- على القراءة السابقة، وبمد بين الهمزتين، وهى قراءة المسيبى.
٤- على القراءة الثانية، وبتسهيل الهمزة الثانية بلا مد، وهى قراءة على بن أبى طالب، وابن عباس، ومجاهد، وفى رواية أبى عمرو، ونافع.
٥- على القراءة السابقة، وبمد بينهما.
٦- بتخفيفها، بلا مد، ورويت عن على، والمفضل، عن عاصم.
٧- أشهدوا، بغير استفهام، مبنيا للمفعول، رباعيا، وهى قراءة الزهري، وناس.
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- أنثا، جمع الجمع، وهى قراءة زيد بن على.
ستكتب شهادتهم:
١- بالتاء، مبنيا للمفعول، و «شهادتهم» بالرفع مفردا، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، مبنيا للمفعول و «شهادتهم» بالرفع مفردا، وهى قراءة الزبيري.
٣- على القراءة الأولى، و «شهادتهم» على الجمع، وهى قراءة الحسن.
٤- سنكتب، بالنون، مبنيا للفاعل و «شهادتهم» على الإفراد، هى قراءة ابن عباس، وزيد بن على، وأبى جعفر، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، والجحدري، والأعرج.
٥- بالياء، مبنيا للفاعل، أي، الله، وهى قراءة فرقة.
٢٢- بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ أمة:
١- بالضم: الطريقة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الهمزة، وهى لغة فى «الأمة» بالضم، وهى قراءة عمر بن عبد العزيز، ومجاهد، وقتادة، والجحدري.
٣- بفتح الهمزة، أي: على قصد، وهى قراءة ابن عباس.
٢٤- قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ قل:
١- على الأمر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- قال، على الخبر، وهى قراءة ابن عامر، وحفص.
جئتكم:
١- بتاء المتكلم، وهى قراءة الجمهور.
٢- جئناكم، بنون المتكلمين، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، وابن مقسم، والزعفراني، وأبى شيخ الهنائى.
٢٦- وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ براء:
١- مصدر، يستوى فيه المفرد والمذكر، ومقابلهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الباء، وهى قراءة الزعفراني، والقورصي، عن أبى جعفر، وابن المناذرى، عن نافع.
٣- برئ، وهى قراءة الأعمش.
٢٨- وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ كلمة:
وقرئ:
بكسر الكاف وسكون اللام، وهى قراءة حميد بن قيس.
عقبه:
وقرئ:
١- بسكون القاف ٢- فى عاقبه.
٢٩- بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ متعت:
١- بتاء المتكلم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة قتادة، والأعمش، ورواها يعقوب، عن نافع.
٣١- وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ رجل:
وقرئ:
بسكون الجيم.
١- على الإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- معائشهم، على الجمع، وهى قراءة عبد الله، والأعمش، وابن عباس، وسفيان.
سخريا:
١- بضم السين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة عمرو بن ميمون، وابن محيصن، وابن أبى ليلى، وأبى رجاء، والوليد بن مسلم، وابن عامر.
٣٣- وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ سقفا:
١- بضمتين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم وسكون، وهى قراءة أبى رجاء.
وهما جمع «سقف».
٣- بفتح السين والسكون على الإفراد، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٤- بفتحتين، كأنه لغة فى «سقف».
٥- سقوفا، جمعا، على «فعول»، نحو: كعب وكعوب.
معارج:
١- جمع «معرج»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ومعاريج، جمع «معراج»، وهى قراءة طلحة.
١- بضم السين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى لغة لبعض تميم، وبعض كلب.
٣٥- وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ لما:
قرئ:
١- بفتح اللام وتخفيف الميم، وهى مخففة من الثقيلة، واللام، الفارقة بين الإيجاب والنفي، و «ما» زائدة، و «متاع» خبر «كل»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتشديد الميم، بمعنى «إلا»، و «أن» نافية، وهى قراءة الحسن، وطلحة، والأعمش، وعيسى، وعاصم، وحمزة.
٣- بكسر اللام، و «ما» موصولة، وهى قراءة أبى رجاء، وأبى حيوة.
٣٦- وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ يعش:
١- بضم الشين، أي يتعام ويتجاهل.
وقرئ:
٢- بفتح الشين، أي: يعم عن ذكر الرحمن، وهى قراءة يحيى بن سلام البصري.
٣- يعشو، بالواو، وهى قراءة زيد بن على.
نقيض:
١- بالنون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، أي: يقيض الرحمن، وهى قراءة على، والسلمى، ويعقوب، وأبى عمرو، بخلاف عنه، وحماد عن عاصم، وعصمة عن الأعمش، وعن عاصم والعليمي، عن أبى بكر.
٣٨- حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ جاءنا:
١- على الإفراد، وهى قراءة الأعمش، والأعرج، وعيسى، وابن محيصن، والأخوين.
وقرئ:
٢- جاآنا، على التثنية، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، وقتادة، والزهري، والجحدري، وأبى بكر، والحرميين.
٣٩- وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ أنكم:
وقرئ:
إنكم، بالكسر.
٤٣- فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ أوحى:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الضحاك.
٥٠- فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ ينكثون:
وقرئ:
بكسر الكاف، وهى قراءة أبى حيوة.
٥١- وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ تبصرون:
وقرئ:
يبصرون، بياء الغيبة، وهى قراءة مهدى.
وقرئ:
بفتح الياء، من «بان»، إذا ظهر، وهى قراءة الباقر.
٥٣- فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ ألقى:
مبنيا للفاعل، وهى قراءة الضحاك.
أسورة:
١- جمع «سوار»، نحو: خمار وأخمرة، وهى قراءة الحسن، وقتادة، وأبى رجاء، والأعرج، ومجاهد، وأبى حيوة، وحفص.
وقرئ:
٢- أساورة، وهى قراءة الجمهور.
٣- أساوير، والمفرد: أسوار، وهى قراءة أبى، وعبد الله.
٤- أساور، وهى قراءة الأعمش.
٥٦- فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ سلفا:
١- بفتحتين، مصدر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم السين واللام، «جمع سلف»، وهو الفريق، وهى قراءة أبى عبد الله، وأصحابه، وسعيد بن عياض، والأعمش، وطلحة، والأعرج، وحمزة، والكسائي.
٣- بضم السين واللام، جمع «سلفة»، وهى القطيعة، وهى قراءة على، ومجاهد، والأعرج أيضا.
٥٧- وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ يصدون:
قرئ:
١- بضم الصاد، أي: يعرضون عن الحق، وهى قراءة أبى جعفر، والأعرج، والنخعي، وأبى رجاء، وابن وثاب، وعامر، ونافع، والكسائي.
٥٨- آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ أآلهتنا:
قرئ:
١- بتخفيف الهمزتين، وهى قراءة الكوفيين.
٢- بتسهيل الثانية بين بين، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بهمزة واحدة، على مثال الخبر، وهى قراءة ورش، فى رواية أبى الأزهر.
جدلا:
وقرئ:
جدالا، بكسر الجيم وألف، وهى قراءة ابن مقسم.
٦١- وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ لعلم:
١- مصدر «علم»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح العين واللام، أي: لعلامة، وهى قراءة ابن عباس، وأبى هريرة، وأبى مالك الغفاري، وزيد ابن على، وقتادة ومجاهد، والضحاك، ومالك بن دينار، والأعمش، والكلبي.
٣- للعلم، معرفا بفتحتين، وهى قراءة عكرمة.
٦٨- يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ يا عباد:
قرئ:
١- بالياء، وهو الأصل.
٢- بحذفها، وهو الأكثر.
وكلاهما فى السبعة.
لا خوف:
١- مرفوع منون، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع، من غير تنوين، وهى قراءة ابن محيصن.
٣- بفتحها، من غير تنوين، وهى قراءة الحسن، والزهري، وابن أبى إسحاق، وعيسى، وابن يعمر.
٧١- يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ ما تشتهيه:
١- بالضمير العائد على «ما»، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، ونافع، وابن عباس، وحفص.
وقرئ:
٢- ما تشتهى، بحذف الهاء، وهى قراءة باقي السبعة.
٧٦- وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ الظالمين:
١- وهى قراءة الجمهور، على أن «هم» فصل.
وقرئ:
٢- الظالمون، بالرفع، على أنها خبر «هم»، وهى قراءة عبد الله، وأبى زيد، النحويين.
٧٧- وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ يا مالك:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يا مال، بالترخيم، على لغة من ينتظر، وهى قراءة عبد الله، وابن وثاب، والأعمش.
٣- يا مال، بالبناء على الضم، وهى قراءة أبى السرار الغنوي.
٨١- قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ ولد:
١- بفتحتين، وهى قراءة عبد الله، وابن وثاب، وطلحة.
وقرئ:
٢- بضم الواو وسكون اللام، وهى قراءة الأعمش.
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يلقوا، مضارع «لقى»، وهى قراءة أبى جعفر، وابن محيصن، وعبيد بن عقيل، عن أبى عمرو.
٨٤- وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ إله... إله:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- الله... الله، وهى قراءة عمر، وعبد الله، وأبى، وعلى، والحكم بن أبى العالي، وبلال بن أبى بردة، وابن يعمر، وجابر، وابن زيد، وعمر بن عبد العزيز، وأبى الشيخ الهنائى، وحميد، وابن مقسم، وبن السميفع.
٨٥- وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ترجعون:
١- بتاء الخطاب، مبنيا للمفعول، وهى قراءة نافع، وعاصم، والعدنيين.
وقرئ:
٢- بتاء الخطاب، مبنيا للفاعل.
٣- بياء الغيبة، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٨٦- وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ يدعون:
وقرئ:
٤- بياء الغيبة، وشد الدال، وهى قراءة الجمهور.
٥- بتاء الخطاب، وشد الدال، وهى قراءة الجمهور أيضا.
٨٧- وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ يؤفكون:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة عبد الوارث، عن أبى عمرو.
١- بالخفض، وهى قراءة السلمى، وابن وثاب، وعاصم، والأعمش، وحمزة.
وقرئ:
٢- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
٣- بالرفع، وهى قراءة الأعرج، وأبى قلابة، ومجاهد، والحسن، وقتادة، ومسلم بن جندب.
٨٩- فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ يعلمون:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة أبى جعفر، والحسن، والأعرج، ونافع، وهشام.
- ٤٤- سورة الدخان
٤- فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ يفرق:
وقرئ:
١- بفتح الياء وضم الراء، و «كل» بالنصب، أي: يفرق الله، وهى قراءة الحسن، والأعرج، والأعمش.
٢- نفرق، بالنون، و «كل» بالنصب. وهى قراءة زيد بن على.
٣- يفرق، بفتح الياء وكسر الراء. ونصب «كل».
٤- يفرق، بالتشديد، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الحسن، وزائدة، عن الأعمش.
٦- رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رحمة:
وقرئ:
بالرفع، أي: تلك رحمة، وهى قراءة زيد بن على، والحسن.
(م ١٦- الموسوعة القرآنية ج ٦)
١- بالخفض، بدلا من «ربك»، وهى قراءة ابن محيصن، والأعمش، وأبى حيوة، والكوفيين.
وقرئ:
٢- بالرفع، على القطع، وهى قراءة باقى السبعة، والأعرج، وابن أبى إسحاق، وأبى جعفر، وشيبة.
٨- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ربكم ورب:
١- برفعهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالجر، فيهما، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وابن محيصن، وأبى حيوة، والزعفراني، وابن مقسم، وأبى موسى عيسى بن سليمان، وصالح الناقط، كلاهما عن الكسائي.
٣- بالنصب، فيهما، على المدح، وهى قراءة بن جبير.
١٦- يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ نبطش:
١- بفتح النون وكسر الطاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح النون وضم الطاء، وهى قراءة الحسن، وأبى جعفر.
٣- بضم النون وكسر الطاء، أي: نسلط عليهم، وهى قراءة الحسن أيضا، وأبى رجاء، وطلحة.
١٧- وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ فتنا:
وقرئ:
بتشديد التاء، للمبالغة.
١٨- أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ إنى:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح الهمزة.
٢٠- وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ عذت:
وقرئ:
بالإدغام.
٢٢- فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ أن هؤلاء:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وعيسى، والحسن.
٢٦- وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ ومقام:
١- بفتح الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة ابن هرمز، وقتادة، وابن السميفع، ونافع، فى رواية خارجة.
٢٧- وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ ونعمة:
وقرئ:
بالنصب، وهى قراءة أبى رجاء.
فاكهين:
١- بألف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بغير ألف، وهى قراءة أبى رجاء، والحسن.
٣٨- وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ وما بينهما:
١- وهى قراءة الجمهور.
٢- وما بينهن، وهى قراءة عبيد بن عميس.
٤٠- إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ ميقاتهم:
وقرئ:
بالنصب، على أنه اسم «إن»، والخبر، «يوم الفصل» ٤٥- كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ يغلى:
١- بالياء، أي: الطعام، وهى قراءة مجاهد، وقتادة، والحسن، والابنين، وحفص.
وقرئ:
٢- بالتاء، أي: الشجرة، وهى قراءة عمرو بن ميمون، وأبى رزين، والأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، وابن محيصن، وطلحة، والحسن فى رواية، وباقى السبعة.
٤٧- خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ فاعتلوه:
١- بكسر التاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة زيد بن على، والابنين، ونافع.
٤٩- ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ إنك:
١- بكسر الهمزة.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة الحسن بن على بن أبى طالب، والكسائي.
٥١- إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ مقام:
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة أبى رجاء، وعيسى، ويحيى، والأعمش، وباقى السبعة.
٥٤- كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ بحور:
١- منونا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بغير تنوين، وهى قراءة عكرمة.
٥٦- لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ لا يذوقون:
وقرئ:
لا يذاقون، مبنيا للمفعول، وهى قراءة عبيد بن عمير.
ووقاهم:
وقرئ:
مشدد القاف، وهى قراءة أبى حيوة.
- ٤٥- سورة الجاثية
٤- وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ آيات:
١- جمعا، بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- جمعا، بالنصب، وهى قراءة الأعمش، والجحدري، وحمزة، والكسائي، ويعقوب.
٣- بالتوحيد، رفعا، وهى قراءة زيد بن على.
٥- وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ الرياح:
وقرئ:
آيات:
١- جمعا، بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- جمعا، بالنصب، وهى قراءة الأعمش، والجحدري، وحمزة، والكسائي، ويعقوب.
٣- بالتوحيد، رفعا، وهى قراءة زيد بن على.
٦- تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ نتلوها:
وقرئ:
يتلوها، بياء الغيبة، عائدا على «الله».
يؤمنون:
١- بالياء، وهى قراءة أبى جعفر، والأعرج، وشيبة، وقتادة، والحرميين، وأبى عمرو، وعاصم فى رواية.
وقرئ:
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة الأعمش، وباقى السبعة.
٣- توقنون، وهى قراءة طلحة.
٩- وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ علم:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم العين، وشد اللام، مبنيا للمفعول، وهى قراءة قتادة، ومطر الوراق.
١١- هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ أليم:
١- بالرفع، نعتا ل «عذاب»، وهى قراءة طلحة، وابن محيصن، وأهل مكة، وابن كثير، وحفص.
وقرئ:
٢- بالجر، نعتا ل «رجز»، وهى قراءة الحسن، وأبى جعفر، وشيبة، وعيسى، والأعمش، وباقى السبعة.
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ومنة، بكسر الميم، وشد النون، ونصب التاء، وهى قراءة ابن عباس.
قال أبو حاتم: نسبة هذه القراءة إلى ابن عباس ظلم.
وحكاها أبو الفتح عن: ابن عباس، وعبد الله بن عمر، والجحدري، وعبد الله بن عبيد بن عمير.
وحكاها أيضا عن هؤلاء الأربعة صاحب «اللوامح».
وحكاها ابن خالويه عن أبى عباس، وعبيد بن عمير.
٣- على القراءة السابقة، ولكن بضم التاء، أي هو منة، وهى قراءة مسلمة بن محارب.
٤- بفتح الميم، وشد النون، وهاء الكناية، عائد على «الله»، وعزيت إلى مسلمة بن محارب أيضا.
١٤- قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ليجزى:
١- بالياء، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنون، وهى قراءة زيد بن على، وأبى عبد الرحمن، والأعمش، وأبى علية، وابن عامر، وحمزة، والكسائي.
٣- بالياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة شيبة، وأبى جعفر، بخلاف عنه.
٢٠- هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ هذا:
وقرئ:
هذى، أي: هذه الآيات.
٢١- أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ
سواء محياهم ومماتهم:
١- بنصب «سواء» على الفاعلية، على إجراء «سواء» مجرى «مستويا»، وما بعده مرفوع، وهى قراءة
وقرئ:
٢- الثلاثة، بالنصب، وهى قراءة الأعمش.
٢٣- أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ إلهه:
وقرئ:
آلهة، على الجمع، وهى قراءة الأعرج.
غشاوة:
١- بكسر الغين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى لغة ربيعة، وبها قرأ عبد الله، والأعمش.
٣- بضمها، وهى لغة عكلية، وبها قرأ الحسن، وعكرمة، وعبد الله أيضا.
٤- غشوة، بفتح الغين وسكون الشين، وهى قراءة طلحة، وأبى حنيفة، ومسعود بن صالح، وحمزة، والكسائي.
٥- غشوة، بكسر الغين وسكون الشين، وهى قراءة ابن مصرف.
تذكرون:
١- مشددا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مخففا، وهى قراءة الجحدري.
٣- تتذكرون، وهى قراءة الأعمش.
٢٤- وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ونحيا:
وقرئ:
بضم النون، وهى قراءة زيد بن على.
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة الحسن، وعمرو بن عبيد، وزيد بن على، وعبيد بن عمير، وابن عامر، فيما روى عنه عبد الحميد، وعاصم، فيما روى هارون، وحسين، عن أبى بكر، عنه.
٢٨- وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ جاثية:
وقرئ:
جاذبة، بالذال، والجاذى: هو الذي يجلس على أطراف أصابعه.
كل أمة تدعى:
وقرئ:
بنصب «كل»، على البدل، وهى قراءة يعقوب.
٣٢- وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ إن:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، على لغة سليم، وهى قراءة الأعرج، وعمرو بن فائد.
والساعة:
١- بالرفع، على الابتداء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، عطفا على «وعد الله»، وهى قراءة حمزة.
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الحسن، وابن وثاب، وحمزة، والكسائي.
- ٤٦- سورة الأحقاف
٤- قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أثارة:
وقرئ:
١- أثرة، بغير ألف، وهى واحدة، جمعها «أثر»، وهى قراءة على، وابن عباس، بخلاف عنهما، وزيد ابن على، وعكرمة، وقتادة، والحسن، والسلمى، والأعمش، وعمرو بن ميمون.
٢- أثرة، بغير ألف، وإسكان الثاء، وهى الفعلة الواحدة، وهى قراءة على، والسلمى، وقتادة أيضا.
٣- أثرة، بضم الهمزة وإسكان الثاء، ورويت عن الكسائي.
٩- قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ يفعل:
١- بضم الياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة زيد بن على، وابن أبى عبلة.
يوحى:
وقرئ:
بكسر الحاء، أي: الله عز وجل، وهى قراءة ابن عمير.
وقرئ:
بفتح ميم «من»، على أنها موصولة، و «كتاب» بالنصب، والتقدير: وآتينا الذي قبله كتاب موسى، وهى قراءة الكلبي.
لينذر:
قرئ:
١- بتاء الخطاب، للرسول صلى الله عليه وسلم، وهى قراءة أبى رجاء، وشيبة، والأعرج، وأبى جعفر، وابن عامر، ونافع، وابن كثير.
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة الأعمش، وابن كثير أيضا، وباقى السبعة.
١٥- وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ إحسانا:
١- وهى قراءة الكوفيين.
وقرئ:
٢- حسنا، بضم الحاء وإسكان السين، وهى قراءة الجمهور.
٣- حسنا، بفتح الحاء والسين، وهى قراءة على، والسلمى، وعيسى.
٤- حسنا، بضم الحاء والسين، ورويت عن عيسى أيضا.
كرها:
١- بضم الكاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة شيبة، وأبى جعفر، والأعرج، والحرميين، وأبى عمرو.
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- وفصله، وهى قراءة أبى رجاء، والحسن، وقتادة، والجحدري.
١٦- أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ نتقبل.. أحسن:
١- نتقبل، بالنون، وأحسن، بالنصب. وهى قراءة زيد بن على، وابن وثاب، وطلحة، وأبى جعفر، والأعمش، بخلاف عنه، وحمزة، والكسائي، وحفص.
وقرئ:
٢- يتقبل، بالياء مفتوحة، أحسن، بالنصب، وهى قراءة الحسن، والأعمش، وعيسى.
٣- يتقبل، بالياء مبنيا للمفعول، أحسن، بالرفع، وهى قراءة زيد بن على، وابن وثاب، وطلحة، وأبى جعفر، والأعمش.
١٧- وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أتعدانني:
١- بنونين، الأولى مكسورة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإدغام نون الرفع فى نون الوقاية، وهى قراءة الحسن، وعاصم، وأبى عمرو، فى رواية هشام.
٣- بنون واحدة، وهى قراءة نافع، فى رواية، وجماعة.
٤- بنونين، الأولى مفتوحة، فرارا من الكسرتين، وهى قراءة شيبة، وأبى جعفر، بخلاف عنه، وعبد الوارث، عن أبى عمرو، وهارون بن موسى، عن الجحدري.
وقال أبو حاتم: فتح النون باطل غلط.
أخرج:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الحسن، وابن يعمر، والأعمش، وابن مصرف، والضحاك.
إن وعد الله:
١- بكسر همزة «إن»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، أي: آمن بأن، وهى قراءة الأعرج، وعمرو بن فائد.
١٨- أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ إنهم كانوا:
١- بكسر همزة «إنهم»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة العباس، عن أبى عمرو.
١٩- وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ وليوفيهم:
١- بالياء، أي: الله تعالى، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنون، وهى قراءة الأعمش، والأعرج، وشيبة، وأبى جعفر، والأخوين، وابن ذكوان، ونافع، بخلاف عنه.
٣- بالتاء، أي: ولتوفيهم الدرجات، أسند التوفية إليها مجازا، وهى قراءة السلمى.
٢٠- وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ أذهبتم:
١- على الخبر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بهمزة بعدها مدة مطولة، وهى قراءة قتادة، ومجاهد، وابن وثاب، وأبى جعفر، والأعرج، وابن كثير.
٤- بهمزتين، الثانية منهما ملينة، وهى قراءة ابن كثير، فى رواية.
٥- بهمزتين، الثانية منهما ملينة مع الفصل بينهما بألف، وهى قراءة هشام.
٢٤- فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ استعجلتم:
وقرئ:
بضم التاء وكسر الجيم.
٢٥- تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ تدمر:
وقرئ:
١- بفتح التاء وسكون الدال وضم الميم، وهى قراءة زيد بن على.
٢- يدمر، بياء مفتوحة وسكون الدال وضم الميم، ورفع «كل»، أي: يهلك كل شىء.
لا يرى:
١- بالياء، مضمومة، و «مساكنهم» بالرفع، وهى قراءة عبد الله، ومجاهد، وزيد بن على، وقتادة، وأبى حيوة، وطلحة، وعيسى، والحسن، وعمرو بن ميمون، بخلاف عنهما، وعاصم، وحمزة.
وقرئ:
٢- بتاء الخطاب مفتوحة، و «مساكنهم» بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
٣- بالتاء مضمومة، و «مساكنهم» بالرفع، وهى قراءة أبى رجاء، ومالك بن دينار، بخلاف عنهما، والجحدري، والأعمش، وابن أبى إسحاق، والسلمى.
٤- بتاء الخطاب مفتوحة، و «مسكنهم» مفردا منصوبا.
٢٨- فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ إفكهم:
١- بكسر الهمزة وإسكان الهاء وضم الكاف، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتح الهمزة، ورويت عن ابن عباس.
٣- بثلاث فتحات، أي: صرفهم، وهى قراءة ابن عباس أيضا، وابن الزبير، والصباح بن العلاء الأنصاري، وأبى عياض، وعكرمة، وحنظلة بن النعمان بن مرة، ومجاهد.
٤- بفتحات ثلاث مع تشديد الفاء، للتكثير، وهى قراءة أبى عياض، وعكرمة أيضا.
٥- آفكهم، بالمد، وهى قراءة ابن الزبير أيضا، وابن عباس، فيما ذكر ابن خالويه.
٢٩- وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ صرفنا:
وقرئ:
بتشديد الراء.
قضى:
١- مبنيا للمفعول، أي: قضى محمد ما قرأ، أي: أتمه وفرغ منه، وهى قراءة أبى مجاز، وحبيب بن عبد الله ابن الزبير.
٣٢- وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وليس له:
وقرئ:
وليس لهم، ورويت عن ابن عامر.
٣٣- أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ولم يعى:
١- بسكون العين وفتح الياء، مضارع «عي»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر العين وسكون الياء، وهى قراءة الحسن.
١- اسم فاعل، والباء زائدة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يقدر، مضارعا، وهى قراءة الجحدري، وزيد بن على، وعمرو بن عبيد، وعيسى، والأعرج، بخلاف عنه، ويعقوب.
٣٥- فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ من نهار:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- من النهار، وهى قراءة أبى.
بلاغ:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بلاغا، بالنصب، وهى قراءة الحسن، وزيد بن على، وعيسى.
٣- بلغ، على الأمر للنبى صلى الله عليه وسلم، وهى قراءة أبى مجلز.
يهلك:
١- بضم الياء وفتح اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الياء وكسر اللام، حكاها ابن خالوبه، عن ابن محيصن.
٣- بضم الياء وكسر اللام، و «القوم الفاسقين» بالنصب، وهى قراءة زيد بن ثابت.
- ٤٧- سورة محمد
٢- وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ نزل:
مشددا، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- مشددا، مبنيا للفاعل، وهى قراءة زيد بن على، وابن مقسم.
٣- أنزل، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الأعمش.
٤- نزل، ثلاثيا.
٤- فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ فشدوا:
١- بضم الشين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة السلمى.
فداء:
وقرئ:
فدى، بالقصر، وهى قراءة ابن كثير، فى رواية شبل.
قتلوا:
١- مبنيا للمفعول، والتاء خفيفة، وهى قراءة قتادة، والأعرج، والأعمش، وأبى عمرو، وحفص.
وقرئ:
٢- بفتح التاء والقاف، بغير الف، وهى قراءة الجمهور.
يضل:
وقرئ:
١- مبنيا للمفعول، و «أعمالهم» بالرفع، وهى قراءة على.
٢- بفتح الياء، من «يضل»، و «أعمالهم» بالرفع.
٧- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ويثبت:
١- مشددا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مخففا، وهى قراءة المفضل، عن عاصم.
(م ١٧- الموسوعة القرآنية ج ٦)
١- على وزن «فاعل»، من «أسن» بفتح السين، وهى قراءة ابن كثير، وأهل مكة.
وقرئ:
٢- ياسن، بالياء.
١٦- وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ماذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ آنفا:
١- على وزن فاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- أنف، على وزن «فعل»، وهى قراءة ابن كثير.
١٨- فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ بغتة:
وقرئ:
بفتح الغين، وشد التاء، وهى قراءة الجعفي، وهارون، عن أبى عمرو.
٢٠- وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ أنزلت:
وقرئ:
نزلت.
سورة محكمة.
وقرئ:
بنصبهما، وهى قراءة زيد بن على.
وقرئ:
مبنيا للفاعل، أي: الله، وهى قراءة زيد بن على، وابن عمر.
٢٢- فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ توليتم:
وقرئ:
بضم التاء والواو وكسر اللام، وهى قراءة على، ورويس.
وتقطعوا:
١- بالتشديد، وهى قراءة الجمهور:
وقرئ:
٢- بفتح التاء والقاف، وهى قراءة الحسن.
٣- بالتخفيف، مضارع «قطع»، وهى قراءة أبي عمرو، فى رواية، وسلام، ويعقوب، وأبان، وعصمة.
٢٣، ٢٤- أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها أقفالها:
وقرئ:
١- بكسر الهمزة، وهو مصدر.
٢- أقفلها، بالجمع، على «أفعل».
٢٥- إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ وأملى لهم:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن سيرين، والجحدري، وشيبة، وأبى عمرو، وعيسى.
٣- بهمزة المتكلم، مضارع «أملى»، وهى قراءة مجاهد، وابن هرمز، والأعمش، وسلام، ويعقوب.
١- بكسر الهمزة، وهو مصدر، وهى قراءة ابن وثاب، وطلحة، والأعمش، وحمزة، والكسائي، وحفص.
وقرئ:
٢- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
٢٧- فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ توفتهم:
وقرئ:
توفاهم، وهى قراءة الأعمش.
٣١- وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ ولنبلولنكم... ونبلو:
١- بالنون، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بالياء، فيهما، وهى قراءة أبى بكر.
٣٥- فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ وتدعوا:
١- مضارع «دعا»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتشديد الدال، أي تفتروا، وهى قراءة السلمى.
السلم:
١- بفتح السين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، والأعمش، وعيسى، وطلحة، وحمزة، وأبى بكر، (وانظر الآية ٢٠٨، من سورة البقرة).
١- جزما، على جواب الشرط، والفعل مسند إلى الله تعالى، أو إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، أو البخل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، على الاستئناف، أي: وهو يخرج، وهى قراءة عبد الوارث، عن أبى عمرو.
٣- تخرج، بالتاء مفتوحة وضم الراء والجيم، و «أضغانكم» بالرفع، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد، وابن محيصن، وأيوب بن المتوكل، واليماني.
- ٤٨- سورة الفتح
٩- لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا لتؤمنوا:
١- بتاء الخطاب، هو وما عطف عليه، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة، هو وما عطف عليه، وهى قراءة أبى جعفر، وأبى حيوة، وابن كثير، وأبى عمرو.
تعزروه:
وقرئ:
١- بفتح التاء وضم الزاى، خفيفا، وهى قراءة الجحدري.
٢- بفتح التاء وكسر الزاى، خفيفا، وهى قراءة الجحدري أيضا، وجعفر بن محمد.
٣- بزاءين، وهى قراءة ابن عباس، واليماني.
(انظر: الأعراف، الآية: ١٥٧).
١٠- إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ينكث:
قرئ:
١- بكسر الكاف، وهى قراءة زيد بن على.
وقرئ:
عهد.
فسيؤتيه:
١- بالياء، وهى قراءة الحميدي.
وقرئ:
٢- بالنون، وهى قراءة الحرميين، وابن عامر، وزيد بن على.
١١- سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً شغلتنا:
وقرئ:
بتشديد الغين، حكاها الكسائي، وهى قراءة إبراهيم بن نوح بن باذان، عن قتيبة.
ضرا:
١- بفتح الضاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة الأخوين.
وهما لغتان.
١٢- بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً أهليهم:
وقرئ:
أهلهم، بغير ياء، وهى قراءة عبد الله.
وزين:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٢- مبنيا للفاعل.
١٥- سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا كلام الله:
٢- بألف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- كلم، جمع «كلمة»، وهى قراءة الأخوين.
تحسدوننا:
وقرئ:
بكسر السين، وهى قراءة أبى حيوة.
١٦- قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً أو يسلمون:
١- مرفوعا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- أو يسلموا، بحذف النون، منصوبا بإضمار «أن»، وهى قراءة أبى، وزيد بن على.
١٧- لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً يدخله.. يعذبه:
١- بالياء، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنون، فيهما، وهى قراءة الحسن، وقتادة، وأبى جعفر، والأعرج، وشيبة، وابن عامر، ونافع.
١- بالياء، على الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتاء، على الخطاب، وهى قراءة الأعمش، وطلحة، ورويض، عن يعقوب، ودلبة، عن يونس، عن ورش، وأبى دحية وسقلاب، عن نافع، والأنطاكى، عن أبى جعفر.
٢٤- وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً تعلمون:
١- على الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يعملون، بالياء، وهى قراءة أبى عمرو، ٢٥- هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً والهدى:
١- بسكون الدال، وهى لغة قريش، وبها قرأ الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الذال وتشديد الياء، وهى قراءة ابن هرمز، والحسن، وعصمة، عن عاصم، واللؤلئى، وخارجة، عن أبى عمرو.
وهما لغتان.
٣- بالجر، عطفا على «المسجد الحرام»، وهى قراءة الجعفي، عن أبى عمرو.
٤- بالرفع، على إضمار «وصد».
تزيلوا.
١- وهى قراءة الجمهور،
٢- تزايلوا، على وزن «تفاعلوا»، وهى قراءة ابن أبى عبلة، وابن مقسم، وأبى حيوة، وابن عون.
٢٩- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً رسول الله:
وقرئ:
١- بالنصب، على المدح، وهى قراءة ابن عامر.
أشداء رحماء:
وقرئا:
ينصبهما، وهى قراءة الحسن.
ورضوان:
وقرئ:
بضم الراء، وهى قراءة عمرو بن عبيد.
سيماهم:
وقرئا:
سيمياهم، بزيادة ياء، والمد، وهى لغة فصيحة.
أثر:
١- بفتح الهمزة والثاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الهمزة وسكون التاء، وهى قراءة ابن هرمز.
شطأه:
١- بإسكان الطاء وهمزة مفتوحة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحهما، وهى قراءة ابن كثير، وابن ذكوان.
٣- بفتحهما، وبالمد، وهى قراءة أبى حيوة، وابن أبى عبلة، وعيسى الكوفي.
٤- بألف بدل الهمزة، وهى قراءة زيد بن على.
٥- شطه، بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على الطاء، وهى قراءة أبى جعفر.
٦- شطوه، بإسكان الطاء وواوا بعدها، ورويت عن الجحدري أيضا.
فآزره:
وقرئ:
١- فأزره، ثلاثيا، وهى قراءة ابن ذكوان.
٢- فآزره، على «أفعله»، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- فأزره، بتشديد الزاى.
سوقه:
وقرئ:
سؤقه، بالهمز، وهى قراءة ابن كثير.
- ٤٩- سورة الحجرات
١- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ لا تقدموا:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشد التاء، على إدغام تاء المضارعة فى التاء بعدها، وهى قراءة بعض المكيين.
٣- مضارع «قدم»، بكسر الدال، من «القدوم».
٤- إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ الحجرات:
١- بضم الجيم، اتباعا للضمة قبلها، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحها، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة.
٣- بإسكانها، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٩- وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ اقتتلوا:
١- جمعا، حملا على المعنى، لأن الطائفتين فى معنى «القوم»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- اقتتلنا، على لفظ التثنية، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
١٠- إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أخويكم:
وقرئ:
١- إخوانكم، وهى قراءة زيد بن ثابت، وابن مسعود، والحسن، بخلاف عنه، والجحدري، وثابت البناني، وحماد بن سلمة، وابن سيرين.
٢- إخوتكم، وهى قراءة الحسن أيضا، وابن عامر، فى رواية، وزيد بن على، ويعقوب.
١١- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
عسى أن يكونوا:
١- على أن «عسى» تامة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- عسوا أن يكونوا، على أن «عسى» ناقصة، وهى قراءة عبد الله، وأبى.
عسى أن يكن:
١- على أنّ «عسى» تامة، وهى قراءة الجمهور.
٢- عسين أن يكن، على أن «عسى» ناقصة، وهى قراءة عبد الله، وأبى.
تلمزوا:
١- بكسر الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة الحسن، والأعرج، وعبيد، عن أبى عمرو.
١٢- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ولا تجسسوا:
١- بالجيم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالحاء، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، وابن سيرين.
فكرهتموه:
١- بفتح الكاف وتخفيف الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الكاف وتشديد الراء، وهى قراءة أبى سعيد الخدري وأبى حيوة.
١٣- يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ لتعارفوا:
١- مضارع «تعارف» محذوف التاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاءين، وهى قراءة الأعمش.
٣- بإدغام التاء فى التاء، وهى قراءة مجاهد، وابن كثير.
٤- لتعرفوا، مضارع «عرف»، وهى قراءة ابن عباس، وأبان، عن عاصم.
١- من: لات يليت، وهى لغة الحجاز، وبها قرأ الجمهور.
وقرئ:
٢- لا يألتكم، من: ألت، وهى لغة غطفان وأسد، وبها قرأ الحسن، والأعرج وأبو عمرو.
١٧- يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أن هداكم:
وقرئ:
إذ هداكم، وهى قراءة عبد الله، وزيد بن على.
١٨- إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ تعملون:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة ابن كثير، وأبان.
- ٥٠- سورة ق
١- ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ق:
١- بسكون الفاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة عيسى.
٣- بكسرها، وهى قراءة الحسن، وابن أبى إسحاق، وأبى السمال.
٣- بضمها، وهى قراءة هارون، وابن السميفع، والحسن أيضا.
١- بالاستفهام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بهمزة واحدة، على صورة الخبر، وهى قراءة الأعرج، وشيبه، وأبى جعفر، وابن وثاب، والأعمش، وابن عتبة، عن ابن عامر.
٥- بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ لما:
١- بالتشديد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر اللام، وتخفيف الميم، على أن «ما» مصدرية، واللام لام الجر، وهى قراءة الجحدري.
٨- تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ تبصرة وذكرى:
١- بالنصب، منصوبان بفعل مضمر من لفظهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة زيد بن على.
١٠- وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ باسقات:
١- بالسين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالصاد، وهى لغة لبنى العنبر، رواها قطبة بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
١١- رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ ميتا:
١- التخفيف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتثقيل، وهى قراءة أبى جعفر، وخالد.
١- بلام التعريف، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، وطلحة، ونافع.
وقرئ:
٢- ليكة.
(وانظر، الحجر، الآية: ٧٨، والشعراء، الآية: ١٧٦، ص، الآية: ١٣).
١٥- أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ أفعيينا:
١- بياء مكسورة بعدها ياء ساكنة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتشديد الياء من غير إتباع فى الثانية، وهى قراءة ابن أبى عبلة، والوليد بن مسلم، والقورسى، عن أبى جعفر، والسمسار، عن شيبة، وأبى بحر، عن نافع.
١٩- وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ سكرة:
وقرئ:
سكرات، جمعا، وهى قراءة ابن مسعود.
٢١- وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ معها:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- محها، بالحاء مثقلة، أدغمت العين فى الهاء فانقلبت حاء، وهى قراءة طلحة.
٢٢- لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ.
كنت:
١- بفتح التاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، على مخاطبة النفس، وهى قراءة الجحدري.
١- بفتح الكاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، على مخاطبة النفس، وهى قراءة الجحدري غطاءك:
١- بفتح الكاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، على مخاطبة النفس، وهى قراءة الجحدري.
فبصرك:
١- بفتح الكاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، على مخاطبة النفس، وهى قراءة الجحدري.
٢٣- وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ عتيد:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، على الحال، وهى قراءة عبد الله.
٢٤- أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ألقيا:
وقرئ شاذا:
بنون النون التوكيد الخفيفة، وهى قراءة الحسن.
٣٠- يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ نقول:
قرئ:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الأعرج، وشيبة، ونافع، وأبى بكر، والحسن، وأبى رجاء، وأبى جعفر، والأعمش.
٣- يقال، بياء مبنيا للمفعول، وهى قراءة عبد الله، والحسن، والأعمش.
٣٢- هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ما توعدون:
١- على الخطاب، للمؤمنين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٣٦- وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ فنقبوا:
١- بفتح القاف، مشددة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر القاف مشددة، على الأمر لأهل مكة، وهى قراءة ابن عباس، وابن يعمر، وأبى العالية، ونصر ابن يسار، وأبى حيوة، والأصمعى، عن أبى عمرو.
٣- بكسر القاف خفيفة، أي: نقبت أقدامهم وأخفاف إبلهم لكثرة تطوافهم فى البلاد.
٣٧- إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ألقى:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة السلمى، وطلحة، والسدى، وأبى البرهسم ٣٨- وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ لغوب:
١- بضم اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة على، والسلمى، وطلحة، ويعقوب.
(م ١٨- الموسوعة القرآنية ج ٦)
قرئ:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة ابن عباس، وأبى جعفر، وشيبة، وعيسى، والأعمش، وطلحة، وشبل، وحمزة، والحرميين.
٢- بفتحها، جمع «دبر»، كطنب وأطناب، وهى قراءة الحسن، والأعرج، وباقى السبعة.
٤١- وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ المنادى:
قرئ:
١- بالياء، وصلا، ووقفا، على الأصل، وهى قراءة ابن كثير.
٢- بحذفها، وقفا، وهى قراءة نافع، وأبى عمرو.
٣- بحذفها وصلا ووقفا، اتباعا لخط المصحف، وهى قراءة عيسى، وطلحة، والأعمش، وباقى السبعة.
٤٤- يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ تشقق:
قرئ:
١- بتشديد الشين، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
٢- بتخفيفها، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- بضم التاء، مضارع «شققت»، على البناء للمجهول.
- ٥١- سورة الذاريات
٧- وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ الحبك:
١- بضمتين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكان الباء، وهى قراءة ابن عباس، والحسن، بخلاف عنه، وأبى مالك الغفاري، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، وأبى السمال، ونعيم، عن أبى عمرو.
٤- بكسر الحاء والباء، وهى قراءة أبى مالك الغفاري أيضا، والحسن بخلاف عنه.
٥- بكسر الحاء وإسكان الباء وهى قراءة أبى مالك الغفاري، والحسن أيضا، وأبى حيوة.
٦- بكسر الحاء وضم الباء، ورويت عن أبى مالك أيضا.
٩- يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ يؤفك... أفك:
وقرئا:
١- يأفك... أفك، أي: يصرف الناس عنه من هو مأفوك، وهى قراءة زيد بن على.
٢- يؤفن.. أفن، بالنون.
٣- يؤفك.. أفك، الثانية مبنية للفاعل، وهى قراءة ابن جبير، وقتادة.
٢٠- وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ آيات:
وقرئ:
آية، على الإفراد، وهى قراءة قتادة.
٢٢- وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ رزقكم:
وقرئ:
أرزاقكم، على الجمع، وهى قراءة ابن محيصن.
٢٣- فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ مثل:
١- بالرفع، صفة لقوله «الحق»، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وأبى بكر، والحسن، وابن أبى إسحاق، والأعمش، بخلاف عن ثلاثتهم.
٢- بالنصب، وهى قراءة باقى السبعة، والجمهور.
٢٤- هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ المكرمين:
وقرئ:
بالتشديد، وهى قراءة عكرمة.
١- سلاما، بالنصب، على المصدر الذي سد مسد فعله المستغنى به، و «سلام» بالرفع، مبتدأ، والخبر محذوف، تقديره: عليكم سلام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- سلاما.. سلم، بكسر السين فى الثانية وإسكان اللام مع الرفع، وهى قراءة ابن وثاب، والنخعي، وابن جبير، وطلحة.
٣- سلاما... سلما، بنصبهما.
٤٤- فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ الصاعقة:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- الصعقة، وهى قراءة عمر، وعثمان، رضى الله عنهما، والكسائي.
٤٦- وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ وقوم:
قرئ:
١- بالجر، عطفا على ما تقدم، أي: وفى قوم نوح، وهى قراءة أبى عمرو، وحمزة، والكسائي.
٢- بالنصب، على إضمار فعل، تقديره: وأهلكنا، وهى قراءة باقى السبعة، وأبى عمرو.
٣- بالرفع، على الابتداء والخبر محذوف: أي: أهلكناهم، ورويت عن عبد الوارث، ومحبوب، والأصمعى، عن أبى عمرو، وأبى السمال، وابن مقسم.
٤٧- وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ والسماء:
وقرئ:
بالرفع، على الابتداء، وهى قراءة أبى السمال، ومجاهد، وابن مقسم.
٤٩- وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ تذكرون:
وقرئ:
٥٨- إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ الرزاق:
وقرئ:
الرازق، اسم فاعل، وهى قراءة ابن محيصن، وحميد.
المتين:
وقرئ:
بالجر، صفة للقوة، وهى قراءة الأعمش، وابن وثاب.
- ٥٢- سورة الطور
٣- فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ رق:
وقرئ:
بالكسر، وهى قراءة أبى السمال.
٧- إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ وقرئ:
واقع، بغير لام، وهى قراءة زيد بن على.
١٨- فكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم فكهين:
١- نصبا على الحال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فكهون، بالرفع، على أنه خبر «إن»، هى قراءة خالد.
ووقاهم:
وقرئ:
بتشديد القاف، وهى قراءة أبى حيوة.
وقرئ:
بفتح الراء، وهى لغة ل «كلب» فى المضعف، فرارا من توالى ضمنين مع التضعيف، وهى قراءة أبى السمال.
بحور عين:
على الإضافة، وهى قراءة عكرمة.
٢١- وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ واتبعتهم:
وقرئ:
١- واتبعناهم، وهى قراءة أبى عمرو.
٢- واتبعتهم، وهى قراءة باقى السبعة.
ذريتهم:
قرئ:
١- ذرياتهم، جمعا نصبا، وهى قراءة أبى عمرو.
٢- ذرياتهم، جمعا رفعا، وهى قراءة ابن عامر.
٣- مفردا مرفوعا، وهى قراءة باقى السبعة.
ألتناهم:
١- بفتح اللام، من «ألات» وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر اللام، وهى قراءة الحسن.
٣- بالمد، من «آلت»، على وزن «أفعل»، وهى قراءة ابن هرمز.
٤- لتناهم، بكسر اللام، من «لات» وهى قراءة أبى، وابن مسعود، وطلحة، والأعمش.
٥- لتناهم، بفتح اللام، ورويت عن طلحة، والأعمش أيضا.
١- برفعهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بفتحهما، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢٨- إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ إنه:
وقرئ:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الحسن، وأبى جعفر، ونافع، والكسائي.
٢- بكسرها، وهى قراءة باقى السبعة، والأعرج، وجماعة.
٣٢- أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ أم هم:
وقرئ:
بل هم، وهى قراءة مجاهد.
٣٤- فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ بحديث مثله:
وقرئ:
على الإضافة، وهى قراءة الجحدري، وأبى السمال.
٣٧- أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ المصيطرون:
١- بالصاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالسين، وهى قراءة هشام، وقنبل، وحفص.
٤٥- فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ حتى يلاقوا:
١- وهى قراءة الجمهور.
٢- حتى يلقوا، مضارع «لقى»، وهى قراءة أبى حيوة.
يصعقون:
قرئ:
١- بفتح الياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضم الياء وكسر العين، من «أصعق» رباعيا، وهى قراءة السلمى.
٤٨- وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ بأعيينا:
وقرئ:
بأعينا، بنون واحدة مشددة، وهى قراءة أبى السمال.
٤٩- وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ وإدبار:
وقرئ:
بفتح الهمزة، وهى قراءة سالم بن أبى الجعد، والمنهال بن عمرو، ويعقوب.
- ٥٣- سورة النجم
١١- ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى كذب:
١- مخففا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مشددا، وهى قراءة أبى رجاء، وأبى جعفر، وقتادة، والجحدري، وخالد بن إلياس، وهشام، عن ابن عامر.
١٢- أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى أفتمارونه:
١- أي: أفتجادلونه، وهى قراءة الجمهور.
٢- أفتمرونه، بفتح التاء وسكون الميم، مضارع «مريت»، أي: جحدت، وهى قراءة على، وعبد الله، وابن عباس، والجحدري، ويعقوب، وابن سعدان، وحمزة، والكسائي.
٣- أفتمرونه، بضم التاء وسكون الميم، مضارع «أمريت»، وهى قراءة عبد الله، فيما حكى ابن خالويه، والشعبي.
قال أبو حاتم: وهو غلط.
١٥- عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى جنة:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- جنة، بهاء الضمير، و «جن» فعل ماض، والهاء: ضمير النبي صلى الله عليه وسلم، وهى قراءة على، وأبى الدرداء، وأبى هريرة، وابن الزبير، وأنس، وزر، ومحمد بن كعب، وقتادة.
١٩- أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى اللات:
١- خفيفة التاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مشددة التاء، وهى قراءة ابن عباس، ومجاهد، ومنصور بن المعتمر، وأبى صالح، وطلحة، وأبى الجوزاء، ويعقوب، وابن كثير.
٢٠- وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ومناة:
١- بالكسر مقصورا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ومناءة، بالمد والهمز، وهى قراءة ابن كثير.
٢٢- تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى ضيزى:
١- من غير همز، وهى قراءة الجمهور.
٢- ضئزى، بالهمز، وهى قراءة ابن كثير.
٣- ضيزى: بالفتح، وهى قراءة زيد بن على.
٢٣- إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى يتبعون:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وابن وثاب، وطلحة، والأعمش، وعيسى بن عمر.
٢٦- وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى شفاعتهم:
١- بإفراد «الشفاعة»، وجمع الضمير، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- شفاعته، بإفراد الاثنين، وهى قراءة زيد بن على.
٣- شفاعاتهم، بجمعهما، وهى قراءة ابن مقسم.
٣١- وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ليجزى... ويجزى:
وقرئا:
بالنون، فيهما، وهى قراءة زيد بن على.
٣٧- وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى وفى:
١- بتشديد الفاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٤٢- وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى وأن:
١- بفتح الهمزة، عطفا على ما قبلها، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة أبى السمال.
٤٣- وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى وأنه:
١- بفتح الهمزة، عطفا على ما قبلها، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة أبى السمال.
٤٤- وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا وأنه:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة أبى السمال.
٤٥- وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى وأنه:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة أبى السمال.
٤٧- وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى وأن:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٤٨- وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى وأنه:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة أبى السمال.
٤٩- وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى وأنه:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة أبى السمال.
٥٠- وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى وأنه:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة أبى السمال.
عادا الأولى:
١- عاداه بتنوينه وكسره، لالتقائه ساكنا مع سكون لام «الأولى»، وتحقيق الهمزة بعد اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- على القراءة السابقة، ولكن مع نقل حركة الهمزة إلى اللام، وحذف الهمزة، هى قراءة قوم.
٣- بإدغام التنوين فى اللام المنقول إليها حركة الهمزة المحذوفة، وهى قراءة نافع، وأبى عمرو.
٥٣- وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى والمؤتفكة:
وقرئ:
والمؤتفكات، جمعا، وهى قراءة الحسن.
وقرئ:
بتاء واحدة مشددة، وهى قراءة يعقوب، وابن محيصن.
٦٠- وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ وتضحكون:
وقرئ:
تضحكون، بغير واو، وهى قراءة الحسن، وكذا هى فى حرف أبى، وعبد الله.
- ٥٤- سورة القمر
١- اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وانشق:
وقرئ:
وقد انشق، وهى قراءة حذيفة.
٢- وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ وإن يروا:
وقرئ:
مبنيا للمفعول.
٣- وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ مستقر:
وقرئ:
بفتح القاف، وهى قراءة شيبة.
٢- بكسر القاف والراء، على الوصف ل «أمر» وهى قراءة أبى جعفر، وزيد بن على.
٤- وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ مزدجر:
وقرئ:
٥- حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ حكمة بالغة:
١- برفعهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، فيهما، على الحال، وهى قراءة اليماني.
٦- فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ نكر:
١- بضم الكاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكان الكاف، وهى قراءة الحسن، وابن كثير، وشبل.
٣- فعلا ماضيا مبنيا للمفعول، وهى قراءة مجاهد، وأبى قلابة، والجحدري، وزيد بن على.
٧- خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ خشعا:
١- جمع تكسير، وهى قراءة قتادة، وأبى جعفر، وشيبة، والأعرج، والجمهور.
وقرئ:
٢- خاشعا، بالإفراد، وهى قراءة ابن عباس، وابن جبير، ومجاهد، والجحدري، وأبى عمرو، وحمزة، والكسائي.
٣- خاشعة، وهى قراءة أبى، وابن مسعود.
٤- خشع أبصارهم، جملة فى موضع الحال.
١٠- فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ أنى:
١- بفتح الهمزة، أي: بأنى، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، على إضمار القول، على مذهب البصريين، أو على إجراء الدعاء مجرى القول، على مذهب الكوفيين، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وعيسى، والأعمش، وزيد على، ورويت عن عاصم.
١- بالتخفيف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتشديد، وهى قراءة ابن عامر، وأبى جعفر، والأعرج، ويعقوب.
١٢- وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وفجرنا:
١- بتشديد الجيم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتخفيفها، وهى قراءة عبد الله، وأصحابه، وأبى حيوة، والمفضل، عن عاصم.
فالتقى الماء:
١- وهى قراءة الجمهور، والماء: اسم جنس، والمعنى: ماء السماء وماء الأرض.
وقرئ:
٢- فالتقى الماءان، وهى قراءة على، والحسن، ومحمد بن كعب، والجحدري.
٣- فالتقى الماوان، ورويت عن الحسن أيضا.
١٤- تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ بأعيننا:
١- بالفك، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بأعينا، بالإدغام، وهى قراءة أبى السمال.
كفر:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكان الفاء، وهى قراءة سلمة بن محارب.
٣- مبنيا للفاعل، وهى قراءة زيد بن رومان.
وقرئ:
٢- بالذال، بعد قلب الثاني فى الأول عند الإدغال، وهى قراءة، قتادة، فيما نقل ابن عطية.
١٩- إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ فى يوم نحس ١- على الإضافة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتنوين الأول، وكسر الحاء من الثاني، على أنه صفة، وهى قراءة الحسن.
٢٠- تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ أعجاز وقرئ:
أعجز، نحو: ضبع وأضبع، وهى قراءة أبى نهيك.
٢٤- فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ أبشرا... واحدا وقرئا:
برفعهما، على الابتداء والوصف، وهى قراءة أبى السمال.
٢٥- أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ كذاب أشر وقرئ:
الكذاب الأشر، بلام التعريف فيهما، وبفتح الشين وشد الراء من «الأشر»، وهى قراءة قتادة، وأبى قلابة.
٢٦- سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ سيعلمون ١- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة ابن عامر، وحمزة، وطلحة، وابن وثاب، والأعمش.
الأشر:
وقرئ:
١- بثلاث ضمات وتخفيف الراء، وهى قراءة مجاهد.
٢- بفتح الشين وشد الراء، وهى قراءة قتادة، وأبى قلابة، وأبى حيوة.
٢٨- وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ قسمة:
١- بكسر القاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة معاذ، عن أبى عمرو.
٣١- إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ المحتظر:
١- بكسر الظاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، على أنه موضع الاحتظار، وهى قراءة أبى السمال، وأبى رجاء، وأبى عمرو بن عبيد.
٣٧- وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ فطمسنا:
١- بتخفيف الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتشديدها، وهى قراءة ابن مقسم.
٣٨- وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ عذاب مستقر:
وقرئ:
بغير تنوين «عذاب»، وهى قراءة زيد بن على.
(م ١٩- الموسوعة القرآنية ج ٦)
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة أبى حيوة، وموسى الأسوارى، وأبى البرهسم.
٤٥- سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ سيهزم:
١- بالياء، مبنيا للمفعول، و «جمع» بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ستهزم، بفتح التاء وكسر الزاى، ونصب «الجمع» خطابا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهى قراءة أبى حيوة، وموسى الأسوارى، وأبى البرهسم.
٣- بالنون مفتوحة وكسر الزاى، ونصب «الجمع»، وهى قراءة أبى حيوة أيضا، ويعقوب.
٤- بفتح الياء مبنيا للفاعل، ونصب «الجمع»، أي: صيهزم الله الجمع، وهى قراءة أبى حيوة، وابن أبى عبلة.
ويولون:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة أبى حيوة، وداود بن أبى سالم، عن أبى عمرو.
الدبر:
وقرئ:
الأدبار.
٤٨- يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ فى النار:
وقرئ:
إلى النار، وهى قراءة عبد الله.
وقرئ:
سقر، بإدغام السين فى السين، وهى قراءة محبوب، عن أبى عمرو.
٤٩- إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ كل شىء:
١- بنصب «كل»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- برفعها، وهى قراءة أبى السمال.
قال أبو الفتح: هو الوجه فى العربية، وقراءتنا بالنصب مع الجماعة.
٥٣- وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ مستطر:
وقرئ:
بشد الراء، على أنه من: طر النبات أو نحوه، إذا ظهر، وهى قراءة الأعمش، وعمران بن حدير، وعصمة، عن أبى بكر.
٥٤- إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ونهر:
١- على الإفراد، والهاء مفتوحة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بسكون الهاء، والمراد به الجنس، وهى قراءة الأعرج، ومجاهد، وحميد، وأبى السمال، والفياض بن غزوان ٣- بضم النون والهاء، وهى قراءة زهير الفرقى، والأعمش، وأبى نهيك، وأبى مجاز، واليماني.
٥٥- فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ مقعد، ١- على الإفراد، يراد به اسم الجنس، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مقاعد، على الجمع، وهى قراءة عثمان البتى.
٧- وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ والسماء:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة أبى السمال.
ووضع:
١- فعلا ماضيا، ناصبا «الميزان»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالخفض وإسكان الضاد، وهى قراءة إبراهيم.
٩- وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ تخسروا:
وقرئ:
بفتح التاء وضم السين.
١٠- وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ والأرض:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة أبى السمال.
١٢- وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ والحب ذو العصف والريحان:
١- برفع الثلاثة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ينصبها، وهى قراءة ابن عامر، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة.
١- بالرفع فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بالخفض، فيهما، بدلا من «ربكما»، وهى قراءة أبى حيوة، وابن أبى عبلة.
٢٢- يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ يخرج:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة نافع، وأبى عمرو، وأهل المدينة.
٣- بضم الياء وكسر الراء، و «اللؤلؤ والمرجان» نصب، أي: يخرج الله، ورويت عن أبى عمرو.
٤- بالنون، و «اللؤلؤ والمرجان» نصب، ورويت عن الجعفي، وعن أبى عمرو، وعن ابن مقسم.
اللؤلؤ:
وقرئ:
بكسر اللام الثالثة، وهى قراءة طلحة.
٢٤- وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ الجوار:
وقرئ:
بضم الراء، وهى قراءة عبد الله، والحسن، وعبد الوارث، عن أبى عمرو.
المنشآت:
١- بفتح الشين، اسم مفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الشين، اسم فاعل، أي: الرافعات الشراع، وهى قراءة الأعمش، وحمزة، وزيد بن على، وطلحة، وأبى بكر، بخلاف عنه.
١- بالواو، صفة ل «وجه»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، صفة ل «رب»، وهى قراءة عبد الله.
٣١- سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ سنفرغ:
١- بالنون وضم الراء، من «فرغ» بفتح الراء، وهى لغة الحجاز، وبها قرأ الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنون وفتح الراء، مضارع «فرغ» بكسرها وهى تميمية، وهى قراءة قتادة، والأعرج.
٣- بكسر النون وفتح الراء، وهى لغة سفلى مضر، وهى قراءة أبى السمال، وعيسى.
٤- بفتح النون وكسر الراء، ورويت عن عيسى أيضا.
٥- بياء الغيبة، مفتوحة وضم الراءة، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وأبى حيوة، وزيد بن على.
٦- بضم الياء وفتح الراء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الأعمش، وأبى حيوة، بخلاف عنهما، وابن أبى عبلة، والزعفراني.
٧- بفتح الياء والراء، ورويت عن الأعرج أيضا، ويونس، والجعفي، وعبد الوارث، عن أبى عمرو.
٣٣- يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ استطعتم:
١- على خطاب الجماعة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- استطعتما، على التثنية، وهى قراءة زيد بن على.
٣٥- يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ يرسل:
وقرئ:
ترسل، بالنون، و «شواظا» بالنصب، وهى قراءة زيد بن على.
١- بضم الشين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة عيسى، وابن كثير، وشبل.
٣- شواظا، بالنصب، وهى قراءة زيد بن على، حيث قرأ «نرسل» نحاس:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالجر، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، والنخغى، وابن كثير، وأبى عمرو.
٣- ونحاسا، عطفا على «وشواظا»، وهى قراءة زيد بن على.
٤- بكسر النون والسين، وهى قراءة الكلبي، وطلحة، ومجاهد.
٥- ونحس، كما تقول: يوم نحس، وهى قراءة ابن جبير.
٦- ونحس، مضارع «حسه»، أي: قتله، وهى قراءة عبد الرحمن بن أبى بكر، وابن أبى إسحاق، ٣٧- فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ وردة:
وقرئت:
بالرفع، بمعنى: سماء وردة، وهى قراءة عبيد بن عمير.
٤١- يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ بسيماهم:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بسيمائهم، وهى قراءة حماد بن أبى سليمان.
٤٤- يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ يطوفون:
١- مضارع «طاف»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٣- يطوفون، بضم الياء وفتح الطاء وكسر الواو مشددة، وهى قراءة الأعمش، وطلحة، وابن مقسم ٤- يطوفون، أي: يتطوفون.
٥٤- مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ فرش:
١- بضمتين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بسكون الراء، وهى قراءة أبى حيوة.
وجنى:
وقرئ:
بكسر الجيم.
٥٦- فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ يطمثهن:
١- بكسر الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة طلحة، وعيسى، وأصحاب عبد الله، وعلى.
٣- بفتحها، وهى قراءة الجحدري.
٦٠- هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ إلا الإحسان:
وقرئ:
إلا الحسان، يعنى الحور العين، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
٧٠- فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ خيرات:
وقرئ:
١- بشد الياء، وهى قراءة بكر بن حبيب، وأبى عثمان النهدي، وابن مقسم.
٢- بفتحها، كأنه جمع «خايرة»، ورويت عن أبى عمرو.
١- بكسر الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة طلحة، وعيسى، وأصحاب عبد الله، وعلى.
٣- بفتحها، وهى قراءة الجحدري.
٧٦- مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ رفرف:
١- وهى قراءة الجمهور، ووصف بالجمع، لأنه اسم «جنس»، الواحد منه: رفرفة.
وقرئ:
٢- رفارف، جمع لا ينصرف، وهى قراءة عثمان بن عفان، ونصر بن عاصم، والجحدري، ومالك بن دينار، وابن محيصن، وزهير الفرقى.
خضر:
١- بسكون الضاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة عثمان بن عفان، ونصر بن عاصم، والجحدري، ومالك بن دينار، وابن محيصن، وزهير الفرقبى، وابن هرمز.
وعبقرى:
وقرئ:
عباقرى، بكسر القاف، أو فتحها وشد الياء، وهى قراءة عثمان بن عفان، ونصر بن عاصم، والجحدري، ومالك بن دينار، وابن محيصن.
- ٥٦- سورة الواقعة
٣- خافِضَةٌ رافِعَةٌ خافضة رافعة:
١- برفعهما، وهى قراءة الجمهور.
٢- بنصبهما، وهى قراءة زيد بن على، والحسن، وعيسى، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، وابن مقسم، والزعفراني، واليزيدي.
١٢- فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ جنات:
١- جمعا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- جنة، مفردا، وهى قراءة طلحة.
١٥- عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ سرر:
١- بضم الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى لغة لبعض بنى تميم وكلب، وهى قراءة زيد بن على، وأبى السمال.
١٩- لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ يصدعون:
١- بضم الياء وخفة الصاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الياء وشد الصاد، أصله: يتصدعون، وهى قراءة مجاهد.
ينزفون:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الياء وكسر الزاى، وهى قراءة ابن أبى إسحاق:
٣- بضم الياء وكسر الزاى، وهى قراءة ابن أبى إسحاق أيضا، وعبد الله، والسلمى، والجحدري، والأعمش، وطلحة، وعيسى.
١- بالجر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، أي: ولهم فاكهة، وهى قراءة زيد بن على.
٢١- وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ولحم:
١- بالجر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة زيد بن على.
٢٢- وَحُورٌ عِينٌ وحور عين:
١- برفعهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بجرهما، وهى قراءة السلمى، والحسن، وعمرو بن عبيد، وأبى جعفر، وشيبة، والأعمش، وطلحة، والمفضل، وأبان، وعصمة، والكسائي.
٣- وحير، بقلب الواو ياء، وجرهما، وهى قراءة النخعي.
٤- وحورا عينا، بنصبهما، وهى قراءة أبى، وعبد الله.
٥- وحور عين، بالرفع والإضافة، وهى قراءة قتادة.
٦- وحور عين، بالنصب والإضافة، وهى قراءة ابن مقسم.
٧- وحوراء عيناء، على التوحيد، وفتح الهمزة فيهما، وهى قراءة عكرمة.
٣٢- وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وفاكهة كثيرة:
وقرئ:
برفعهما
١- بضم الراء، مجرورة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بسكونها، مرفوعة، وهى قراءة أبى حيوة.
٣٧- عُرُباً أَتْراباً عربا:
قرئ:
١- بسكون الراء، وهى لغة تميم، وهى قراءة حمزة، وكثيرين.
٢- بضمها، وهى قراءة باقى السبعة.
٤٤- لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ بارد... كريم:
١- بالجر، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، فيهما، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٥٢- لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ شجر:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- شجرة، وهى قراءة عبد الله.
٥٥- فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ شرب:
١- بضم الشين، وهو مصدر، وهى قراءة نافع، وعاصم، وحمزة.
وقرئ:
٢- بكسرها، اسم بمعنى «المشروب»، وهى قراءة مجاهد، وأبى عثمان النهدي.
٣- بفتحها، وهو مصدر مقيس، وهى قراءة الأعرج، وابن المسيب، وشعيب بن الحبحاب، ومالك بن دينار، وابن جريج، وباقى السبعة.
١- بضم الزاى، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بسكونها، وهو أول ما يأكله الضيف، وفيه تهكم بالكفار، وهى قراءة ابن محيصن، وخارجة، عن نافع، ونعيم، ومحبوب، وأبى زيد، وهارون، وعصمة، وعياش، كلهم عن أبى عمرو.
٥٨- أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ تمنون:
١- بضم التاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة ابن عباس، وأبى السمال.
٦٠- نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ قدرنا:
١- بشد الدال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بخفها، وهى قراءة ابن كثير.
٦٢- وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ تذكرون:
وقرئ:
١- بشد الذال.
٢- بخفها، وضم الكاف، وهى قراءة طلحة.
٦٥- لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ فظلتم:
١- بفتح الظاء، ولام واحدة ساكنة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة أبى حيوة، وأبى بكر.
٤- فظللتم، على الأصل، وبفتح اللام، ورويت عن الجحدري أيضا.
والمشهور: ظللت، بالكسر.
تفكهون:
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- تفكنون، أي: تندمون، وهى قراءة أبى حرام.
٦٦- إِنَّا لَمُغْرَمُونَ إنا:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- أئنا، بهمزتين، وهى قراءة الأعمش، والجحدري، وأبى بكر.
٧٥- فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ فلا أقسم:
١- على أن «لا» زائدة مؤكدة. وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فلا أقسم، وهى قراءة الحسن، وعيسى.
بمواقع:
١- جمعا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بموقع، مفردا، مرادا به الجمع، وهى قراءة عمرو، وعبد الله، وأهل المدينة، وحمزة، والكسائي.
٧٩- لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ المطهرون:
١- اسم مفعول، من «طهر» مشددا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- اسم مفعول، من «أطهر»، وهى قراءة عيسى، ورويت عن نافع، وأبى عمرو.
٤- المتطهرون.
٨٠- تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ تنزيل:
وقرئ:
تنزيلا، بالنصب، أي: نزل تنزيلا.
٨٢- وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ رزقكم:
وقرئ:
شكركم، وهى قراءة على، وابن عباس.
قال أبو حيان: وذلك على سبيل التفسير، لمخالفة السواد.
وحكى الهيثم بن عدى أن من لغة أزد شنوءة: ما رزق فلان فلانا، أي: ما شكره.
تكذبون:
١- من التكذيب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- تكذبون، من الكذب، وهى قراءة على، والمفضل، عن عاصم.
٨٤- وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ حينئذ:
وقرئ:
بكسر النون، اتباعا لحركة الهمزة، وهى قراءة عيسى.
٨٩- فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ فروح:
١- بفتح الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وابن عباس، والحسن، وقتادة، ونوح القارئ، والضحاك، والأشهب، وشعيب بن الحبحاب، وسليمان التيمي، والربيع بن خثيم،
٩- وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ وتصلية:
١- رفعا، عطفا على «فنزل» وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- جرا، عطفا على «من حميم»، وهى قراءة أحمد بن موسى، والمنقري، واللؤلئى، عن أبى عمرو
- ٥٧- سورة الحديد
٨- وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ أخذ:
١- مبنيا للفاعل، و «ميثاقكم»، بالنصب وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول و «ميثاقكم» رفعا، وهى قراءة أبى عمرو.
٩- هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ينزل:
١- بالتشديد.
وقرئ:
٢- بالتخفيف.
٣- أنزل، ماضيا، وهى قراءة زيد بن على.
١٠- وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ من قبل:
١- وهى قراءة الجمهور.
٢- قبل، بغير «من»، وهى قراءة زيد بن على.
وكلا:
١- بالنصب، المفعول الأول للفعل «وعد»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، مبتدأ، والجملة بعده الخبر، وهى قراءة ابن عامر، وعبد الوارث.
١٢- يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وبأيمانهم:
١- بفتح الهمزة، جمع «يمين»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الهمزة، وهى قراءة سهل بن شعيب السهمي، وأبى حيوة.
١٣- يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ انظرونا:
وقرئ:
أنظرونا، من «أنظر» رباعيا، أي: أخرونا، وهى قراءة زيد بن على، وابن وثاب، والأعمش، وطلحة، وحمزة.
فضرب:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة زيد بن على، وعبيد بن عمير.
١٤- يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ الغرور:
وقرئ:
(م ٢٠- الموسوعة القرآنية ج ٦)
(وانظر: لقمان، الآية: ٣٣، وفاطر، الآية: ٥).
١٥- فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ لا يؤخذ:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتاء، لتأنيث «الفدية»، وهى قراءة أبى جعفر، والحسن، وابن أبى إسحاق، والأعرج، وابن عامر، وهارون، عن أبى عمرو.
١٦- أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ ألم:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ألما، وهى قراءة الحسن، وأبى السمال.
يأن:
١- مضارع «أنى» : حان، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يئن، مضارع «أن» : حان، أيضا، وهى قراءة الحسن.
نزل:
١- مخففا، مبنيا للفاعل، وهى قراءة نافع، وحفص.
وقرئ:
٢- مشددا، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
٣- مشددا، مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى جعفر، والأعمش، وأبى عمرو، فى رواية يونس وعباس عنه.
٤- أنزل، مبنيا للفاعل، وهى قراءة عبد الله.
ولا يكونوا:
١- بياء الغيبة، عطفا على «أن تخشع»، وهى قراءة الجمهور.
٢- ولا تكونوا، بالتاء، على سبيل الالتفات، وهى قراءة أبى حيوة، وابن أبى عبلة، وإسماعيل، عن أبى جعفر وعن شيبة، ويعقوب، وحمزة، فى رواية، عن سليم عنه.
الأمد:
١- مخفف الدال، وهو الغاية، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشدها، وهى الزمان بعينه، وهى قراءة ابن كثير.
١٨- إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ المصدقين والمصدقات:
١- بشد صاديهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بخفهما، وهى قراءة ابن كثير، وأبى بكر، والمفضل، وأبان، وأبى عمرو، من رواية هارون.
٣- بتاء قبل الصاد، فيهما، وهى قراءة أبى.
٢٠- اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ وتفاخر:
١- بالتنوين، ونصب «بينكم»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالإضافة، وهى قراءة السلمى.
مصفرا:
وقرئ:
مصفارا
١- بإثبات «هو»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
وقرئ:
٢- بإسقاط «هو»، وهى قراءة نافع، وابن عامر، وكذا فى مصاحف المدينة والشام، وكلتا القراءتين متواترة.
٣٧- ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ رأفة:
وقرئ:
رافة، على وزن «فعالة».
٢٩- لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ لئلا يعلم:
١- وهى قراءة الجمهور، و «لا» زائدة.
وقرئ:
٢- لأن لا يعلم، وهى قراءة خطاب بن عبد الله.
٣- ليعلم، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وعكرمة، والجحدري، وعبد الله بن سلمة، على اختلاف.
٤- لينيعلم، أصله: لأن يعلم، قلبت الهمزة ياء، لكسر ما قبلها، وأدغمت النون فى الياء بغير غنة، وهى قراءة الجحدري أيضا.
٦- كى يعلم، ورويت عن ابن عباس.
٧- لكيلا يعلم، ورويت عن ابن عباس أيضا.
٨- لكى يعلم، وهى قراءة عبد الله، وابن جبير.
ألا يقدرون:
١- بالنون، و «إن» هى المخففة من الثقيلة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ألا يقدروا، بحذف النون، و «أن» للناصبة للمضارع، وهى قراءة عبد الله.
- ٥٨- سورة المجادلة
٢- الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ يظاهرون:
١- مضارع، ظاهر، وهى قراءة الأخوين، وابن عامر.
وقرئ:
٢- يتظاهرون، مضارع «تظاهر»، وهى قراءة أبى.
٣- يتظهرون، مضارع «تظهر»، ورويت عن أبى أيضا.
٤- يظهرون، بشدهما، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
٧- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ما يكون:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالتاء، وهى قراءة أبى جعفر، وأبى حيوة، وشيبة.
ثلاثة.. خمسة:
وقرئا:
بالنصب، على الحال، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
ولا أكثر:
١- عطفا، على لفظ المخفوض.
وقرئ:
٢- بالرفع، عطفا على موضع «نجوى»، وهى قراءة الحسن، وابن أبى إسحاق، والأعمش، وأبى حيوة، وسلام، ويعقوب.
٣- ولا أكبر، بالباء والرفع، وهى قراءة الحسن أيضا، ومجاهد، والخليل بن أحمد، ويعقوب أيضا.
ينبئهم:
١- بالتشديد والهمزة وضم الهاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتخفيف والهمز.
٣- بالتخفيف وترك الهمز وكسر الهاء، وهى قراءة زيد بن على.
٨- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ويتناجون:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- وينتجون، مضارع «انتجى»، وهى قراءة حمزة، وطلحة، والأعمش، ويحيى بن وثاب، ورويس.
وقرئ:
انتجيتم، وهى قراءة عبد الله.
فلا تتناجوا:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإدغام التاء فى التاء، وهى قراءة ابن محيصن.
٣- فلا تنتجوا، مضارع «انتجى»، وهى قراءة الكوفيين، والأعمش، وأبى حيوة، وعبد الله، ورويس.
والعدوان:
١- بضم العين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة أبى حيوة.
ومعصية:
١- على الإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ومعصيات، على الجمع، وهى قراءة الضحاك.
١٠- إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ليحزن:
وقرئ:
بفتح الياء والزاى، و «الذين» فاعل.
١١- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ تفسحوا:
١- وهى قراءة الجمهور.
٢- تفاسحو، وهى قراءة داود بن أبى هند، وقتادة، وعيسى.
فى المجلس:
١- على الإفراد، بكسر اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- على الإفراد، بفتح اللام، وهو الجلوس.
وقرئ:
٣- فى المجالس، بالجمع، وهى قراءة عاصم، وقتادة، وعيسى.
فافسحوا يفسح:
وقرئا:
١- بضم السين، فيهما، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، والأعرج، وابن عامر، ونافع، وحفص.
٢- بكسرها، فيهما، وهى قراءة الحسن، والأعمش، وطلحة، وباقى السبعة.
١٢- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ صدقة:
وقرئ:
صدقات، بالجمع.
١٣- أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ تعلون:
١- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، وهى قراءة عياش، عن أبى عمر.
١٦- اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ أيمانهم:
١- بفتح الهمزة، جمع «يمين»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- إيمانهم، بكسر الهمزة، وهى قراءة الحسن.
وقرئ:
استحاذ، على الأصل والقياس، و «استحوذ» شاذ فى القياس فصيح فى الاستعمال، وهى قراءة عمر.
٢٢- لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ كتب:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، و «الإيمان» رفع، وهى قراءة أبى حيوة، والمفضل، عن عاصم عشيرتهم:
١- على الإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- على الجمع، وهى قراءة أبى رجاء.
- ٥٩- سورة الحشر
٢- هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ يخربون:
قرئ:
٢- مخففا، وهى قراءة باقى السبعة.
٣- وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ الجلاء:
١- ممدودا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مقصورا، وهى قراءة الحسن بن صالح، وأخيه على بن صالح.
٣- الجلاء، مهموزا من غير ألف، وهى قراءة طلحة.
٥- ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ قائمة:
١- على التأنيث، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- قوما، على وزن «فعل»، جمع «قائم»، وهى قراءة عبد الله، والأعمش، وزيد بن على.
٣- قائما، اسم فاعل.
أصولها:
وقرئ:
أصلها، بغير واو.
٧- ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ يكون:
١- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتاء، وهى قراءة عبد الله، وأبى جعفر، وهشام.
١- بضم الدال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة على، والسلمى.
٩- وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ يوق شح:
١- بإسكان الواو وتخفيف القاف وضم الشين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ.
٢- بكسر الشين، وهى قراءة أبى حيوة، وابن أبى عبلة.
١٤- لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ جدر:
١- بضمتين، جمع «جدار»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكان الدال، تخفيفا، وهى قراءة أبى رجاء، والحسن، وابن وثاب.
٣- بفتح الجيم وسكون الدال، وهى قراءة أبى عمرو، وابن كثير، وكثير من المكيين.
شتى:
١- بألف التأنيث، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- منونا، على أنها ألف إلحاق، وهى قراءة مبشر بن عبيد.
١٧- فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ عاقبتهما:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالرفع، وهى قراءة الحسن، وعمرو بن عبيد، وسليم بن أرقم خالدين:
١- بالياء، حالا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- خالدان، بالألف، على أنه خبر «أن»، وهى قراءة عبد الله، وزيد بن على، والأعمش، وابن أبى عبلة.
١٨- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ ولتنظر:
١- أمرا، واللام ساكنة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر اللام، على أنها لام «كى»، وفتح الراء، وهى قراءة أبى حيوة، ويحيى بن الحارث، ورويت عن حفص عن عاصم، والحسن.
١٩- وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ولا تكونوا:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة، على سبيل الالتفاف، وهى قراءة أبى حيوة.
٢١- لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ متصدعا:
وقرئ:
مصدعا، بإدغام التاء فى الصاد، وهى قراءة طلحة.
١- بالضم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالفتح، وهى قراءة أبى السمال، وأبى دينار الأعرابى.
المؤمن:
١- بكسر الميم، اسم فاعل من «آمن»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الميم، يعنى: المؤمن به، وهى قراءة أبى جعفر المدني.
٢٤- هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ المصور:
وقرئ:
بفتح الواو والراء، على معنى: جنس المصور، انتصب مفعولا «بالبارئ»، وهى قراءة على، وحاظب بن أبى بلتعة، والحسن، وابن السميفع.
- ٦٠- سورة الممتحنة
٣- لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ يفصل:
١- بالياء، مخففا، مبنيا للفاعل، وهى قراءة عاصم، والحسن، والأعمش.
وقرئ:
٢- بالياء مخففا، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
٣- بالياء مشددا، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الأعرج، وعيسى، وابن عامر.
٤- بالياء مضمومة مشددا، مبنيا للفاعل، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وابن وثاب.
٥- بالنون مضمومة مشددا، مبنيا للفاعل، وهى قراءة أبى حيوة، وابن أبى عبلة.
٧- بالنون مضمومة، وهى قراءة أبى حيوة.
٤- قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ برآء:
١- جمع برئ، كظريف وظرفاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- براء، بكسر الياء جمع «برىء» أيضا، كظريف وظراف، وهى قراءة عيسى.
٣- براء، بضم الباء، كتؤام، اسم جمع، وهى قراءة أبى جعفر.
١٠- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ مهاجرات:
وقرئ:
بالرفع، على البدل من «المؤمنات».
لاهن حل لهم:
وقرئ:
لاهن يحلان لهم، وهى قراءة طلحة.
تمسكوا:
١- مضارع «أمسك»، وهى قراءة الجمهور.
٢- مضارع «مسك» مشددا، وهى قراءة أبى عمرو، ومجاهد، بخلاف عنه، وابن جبير، والحسن، والأعرج.
٢- مضارع «تمسك»، محذوف التاء، وهى قراءة الحسن أيضا، وابن أبى ليلى، وابن عامر فى رواية عبد الحميد، وأبى عمرو فى رواية معاذ.
٤- مضارع «مسك»، ثلاثيا، وهى قراءة الحسن.
١١- وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ فعاقبتم:
١- بألف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- عقب، بشد القاف، وهى قراءة مجاهد، والزهري، والأعرج، وعكرمة، وحميد، وأبى حيوة، والزعفراني.
٣- عقب، بخف القاف مفتوحة، وهى قراءة النخعي، والأعرج أيضا، وأبى حيوة أيضا، والزهري أيضا، وابن وثاب، بخلاف عنه.
٤- عقب، بخف القاف مكسورة، وهى قراءة مسروق، والنخعي أيضا، والزهري أيضا.
٥- فأعقبتم، وهى قراءة مجاهد أيضا.
١٣- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ الكفار:
١- على الجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- الكافر، على الإفراد.
٤- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ يقاتلون:
وقرئ:
بفتح التاء، على البناء للمفعول، وهى قراءة زيد بن على.
٦- وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ سحر:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ساحر، وهى قراءة عبد الله، وطلحة، والأعمش، وابن وثاب.
٧- وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ يدعى:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مضارع «ادعى» مبنيا للفاعل، وهى قراءة طلحة.
٨- يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ متم نوره:
قرئ:
١- بالتنوين والنصب، وهى قراءة العربيين، ونافع، وأبى بكر، والحسن، وطلحة، والأعرج، وابن محيصن ٢- بالإضافة، وهى قراءة باقى السبعة، والأعمش.
١- مخففا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مشددا، وهى قراءة الحسن، وابن أبى إسحاق، والأعرج، وابن عامر.
١١- تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ تؤمنون... وتجاهدون:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- آمنوا... وجاهدوا، أمرين، وهى قراءة عبد الله.
٣- تؤمنوا... وتجاهدوا، محذوفى النونين، على حذف لام الأمر، وهى قراءة زيد بن على.
١٣- وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ نصر... وفتح قريب:
١- بالرفع، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، فيهما، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
١٤- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ أنصار الله:
وقرئا:
١- أنصارا لله، بالتنوين، وهى قراءة الأعرج، وعيسى، وأبى عمرو، والحرميين.
٢- أنصار الله، بالإضافة، وهى قراءة الحسن، والجحدري، وباقى السبعة.
(م ٢١- الموسوعة القرآنية ج ٦)
- ٦٢- سورة الجمعة
١- يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ الملك:
١- بالجر، هو وما بعده، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، على إضمار «هو»، وهى قراءة أبى وائل، ومسلمة بن محارب، ورؤبة، وأبى الدينار الأعرابى.
القدوس:
١- بضم القاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة أبى الدينار، وزيد بن على.
٥- مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ حملوا:
١- مشددا، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مخففا، مبنيا للفاعل، وهى قراءة يحيى بن يعمر، وزيد بن على.
الحمار:
١- معرفا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- حمار، منكرا، وهى قراءة عبد الله.
يحمل:
١- مخففا، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشد الميم، مبنيا للمفعول، وهى قراءة المأمون بن هارون.
١- بضم الواو، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وابن السميفع.
٣- بفتحها، ورويت عن ابن السميفع أيضا.
٨- قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فإنه:
١- بالفاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- إنه، بغير فاء، على الاستئناف، وهى قراءة زيد بن على.
٩- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ الجمعة:
١- بضم الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٣- بسكونها، وهى لغة تميم، وهى قراءة ابن الزبير، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، ورواية عن أبى عمرو وزيد بن على، والأعمش.
فاسعوا:
وقرئ:
فامضوا، ورويت عن كبراء من الصحابة والتابعين.
قال أبو حيان: وينبغى أن يحمل على التفسير، من حيث أنه لا يراد بالسعي هنا الإسراع فى المشي، ففسروه بالمضي، ولا يكون قرآنا، لمخالفته سواد ما أجمع عليه المسلمون.
١- بضمير التجارة، وهى قراءة الجمهور.
قرئ:
٢- إليه، بضمير «اللهو»، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٣- إليهما، بالتثنية.
- ٦٣- سورة المنافقون
٢- اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ أيمانهم:
١- بفتح الهمزة، جمع «يمين»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة الحسن.
٣- ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ فطبع:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة زيد بن على.
٤- وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ تسمع:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة عكرمة، وعطية العوفى.
١- بضم الخاء، والشين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكان الشين، وهى قراءة البراء بن عازب، والنحويين، وابن كثير.
٣- بفتحتين، اسم جنس، وهى قراءة ابن المسيب، وابن جبير.
٥- وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ لووا:
وقرئ:
١- بفتح الواو، وهى قراءة مجاهد، ونافع، وأهل المدينة، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، والمفضل، وأبان، عن عاصم، والحسن، ويعقوب، بخلاف عنهما.
٢- بشدها، للتكثير، وهى قراءة أبى جعفر، والأعمش، وطلحة، وعيسى، وأبى رجاء، والأعرج، وباقى السبعة.
٦- سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ أستغفرت:
١- بهمزة النسوية، التي أصلها همزة الاستفهام، وطرح ألف الوصل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بمدة على الهمزة، وهى قراءة أبى جعفر.
٣- بوصل الألف، دون همزة، على الخبر.
٨- يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ليخرجن:
وقرئ:
١- لنخرجن، بنون الجماعة مفتوحة، وضم الراء، ونصب «الأعز» على الاختصاص، وهى قراءة الحسن فيما ذكر أبو عمرو الداني.
١٠- وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ فأصدق:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فأتصدق، على الأصل، وهى قراءة أبى، وعبد الله، وابن جبير.
وأكن:
١- بالجزم، وهى قراءة جمهور السبعة.
وقرئ:
٢- وأكون، بالنصب، عطفا على «فأصدق»، وهى قراءة الحسن، وابن جبير، وأبى رجاء، وابن أبى إسحاق ومالك بن دينار، والأعمش، وابن محيصن، وعبد الله بن الحسن العنبري، وأبى عمرو، وكذا هى فى مصحف عبد الله، وأبى.
٣- وأكون، بالرفع، على الاستئناف، وهى قراءة عبيد بن عمير.
١١- وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ تعملون:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
قرئ:
١- بالياء، وهى قراءة أبى بكر.
- ٦٤- سورة التغابن
٣- خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ صوركم:
١- بضم الصاد، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسرها، وهى قراءة زيد بن على، وأبى رزين.
والقياس الضم.
٤- يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ما تسرون وما تعلنون:
١- بتاء الخطاب، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بالياء، فيهما، وهى قراءة عبيد عن أبى عمرو، وأبان عن عاصم.
٩- يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ يجمعكم:
١- بالياء وضم العين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء وسكون العين وإشمامها الضم، ورويت عن الجمهور.
٣- بالنون، وهى قراءة سلام، ويعقوب، وزيد بن على، والشعبي.
يكفر... ويدخله:
وقرئا:
١- بالنون، فيهما، وهى قراءة الأعرج، وشيبة، وأبى جعفر، وطلحة، ونافع، وابن عامر، والمفضل عن عاصم، وزيد بن على، والحسين، بخلاف عنه.
٢- بالياء، فيهما، وهى قراءة الأعمش، وعيسى، والحسن، وباقى السبعة.
١١- ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ يهد:
١- بالياء، مضارع «هدى» مجزوما، على جواب الشرط، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنون، وهى قراءة ابن جبير، وطلحة، وابن هرمز، والأزرق، عن حمزة،
٤- يهدأ، بهمزة ساكنة، و «قلبه» بالرفع، وهى قراءة عكرمة، وعمرو بن دينار، ومالك بن دينار.
٥- يهدا، بألف، بدلا من الهمزة الساكنة، وهى قراءة عمرو بن فائد.
٦- يهد، بحذف الألف، بعد إبدالها من الهمزة الساكنة، وهى قراءة عكرمة، ومالك بن دينار أيضا.
- ٦٥- سورة الطلاق
٣- وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً بالغ أمره:
١- بالإضافة، وهى قراءة حفص، والمفضل، وأبان، وجبلة، وابن أبى عبلة، وجماعة عن أبى عمرو، ويعقوب، وابن مصرف، وزيد بن على.
وقرئ:
٢- بالتنوين، و «أمره» بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
٣- بالغا، بالنصب والتنوين و «أمره» بالرفع، وهى قراءة المفضل.
قدرا:
١- بإسكان الدال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة جناح بن حبيش.
٤- وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً يئسن:
١- فعلا ماضيا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياءين، فعلا مضارعا.
١- مفردا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- أحمالهن، جمعا، وهى قراءة الضحاك.
٥- ذلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً ويعظم:
١- بالياء، مضارع «أعظم»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنون، خروجا من الغيبة إلى المتكلم، وهى قراءة الأعمش.
٣- بالياء، والتشديد، مضارع «عظم» مشددا، وهى قراءة ابن مقسم.
٦- أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى وجدكم:
١- بضم الواو، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة الحسن، والأعرج، وابن أبى عبلة، وأبى حيوة.
٣- بكسرها، وهى قراءة فياض بن غزوان، وعمرو بن ميمون، ويعقوب.
٧- لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً لينفق:
١- بلام الأمر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، واللام لا، «كى»، حكاها أبو معاذ.
قدر:
١- مخففا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مشدد الدال، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
١- بالنصب، عطفا على «سبع سموات»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، على الابتداء، وهى قراءة المفضل عن عاصم، وعصمه عن أبى بكر.
يتنزل:
١- مضارع «تنزل»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ينزل، مضارع «نزل» مشددا، و «الأمر» بالنصب، وهى قراءة عيسى، وأبى عمرو فى رواية.
لتعلموا:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة.
- ٦٦- سورة التحريم
٣- وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ نبأت:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- أنبأت، وهى قراءة طلحة.
عرف:
١- بشد الراء، والمعنى: اعلم به وأنب عليه، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- عراف، بألف بعد الراء، وهى لغة يمانية، وبها قرأ ابن المسيب، وعكرمة.
تظاهرا:
١- بتخفيف الظاء، وهى قراءة أبى رجاء، والحسن، وطلحة، وعاصم، ونافع، فى رواية.
وقرئ:
٢- بشد الظاء، وأصله: تتظاهرا، وأدغمت التاء فى الظاء، وهى قراءة الجمهور.
٣- تتظاهرا، على الأصل، وهى قراءة عكرمة.
٤- تظهرا، بشد الظاء والهاء دون ألف، وهى قراءة أبى عمرو.
٥- عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً طلقكن:
١- بفتح القاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإدغامها بالكاف، وهى قراءة أبى عمرو، فى رواية ابن عباس.
٦- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ وأهليكم:
وقرئ:
وأهلوكم، بالواو، عطفا على الضمير فى «قوا».
٨- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ توبة:
وقرئ:
توبا، بغير تاء، وهى قراءة زيد بن على.
١- بفتح الهمزة، جمع «يمين»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الهمزة، وهى قراءة سهل بن شعيب، وأبى حيوة.
نصوحا:
١- بفتح النون، وصفا للنوبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، مصدر وصف به، وهى قراءة الحسن، والأعرج، وعيسى، وأبى بكر، عن عاصم، وخارجة، عن نافع.
١٢- وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ ابنة:
١- بفتح التاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ابنه، بسكون الهاء وصلا، إجراء له مجرى الوقف، وهى قراءة أيوب السختياني.
فنفخنا فيه:
١- فيه، أي: فى الفرج، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فنفخنا فيها، وهى قراءة عبد الله.
وصدقت:
١- بشد الدال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بخفها، وهى قراءة يعقوب، وأبى مجلز، وقتادة، وعصمة، عن عاصم.
بكلمات:
وقرئ:
بكلمة، على التوحيد، وهى قراءة الحسن، ومجاهد، والجحدري.
١- جمعا، وهى قراءة أبى عمرو، وحفص، ورواها خارجة عن نافع.
وقرئ:
٢- وكتابه، على الإفراد، وهى قراءة باقى السبعة.
- ٦٧- سورة الملك
٤- ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ ينقلب:
١- جزما على جواب الأمر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، على حذف الفاء، أي: فينقلب، حكاها الخوارزمي عن الكسائي.
٦- وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ عذاب جهنم:
١- برفع «عذاب»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، عطفا على «عذاب السعير» الآية: ٥، وهى قراءة الضحاك، والأعرج، وأسيد بن أسد المزني، والحسن، فى رواية هارون عنه.
٨- تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ تميز:
١- بتاء واحدة، خفيفة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاءين، وهى قراءة طلحة.
٣- بإدغام التاء فى التاء، وهى قراءة أبى عمرو.
٤- تمايز، وأصله: تتمايز، وهى قراءة الضحاك.
٥- تميز من «ماز»، وهى قراءة زيد بن على، وابن أبى عبلة.
قرئ:
١- بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية، وهى قراءة نافع، وأبى عمرو، والبزي.
٢- بإدخال ألف بينهما، وهى قراءة أبى عمرو.
٣- بإبدال الأولى واوا، لضمة ما قبلها، وهى قراءة أبى عمرو.
٤- بتحقيقهما، وهى قراءة الكوفيين، وابن عامر.
٢٠- أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ أمن:
١- بإدغام ميم «أم» فى ميم «من»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتخفيف الميم الأولى ونقلها إلى الثانية، وهى قراءة طلحة.
٢١- أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ أمن:
١- بإدغام ميم «أم» فى ميم «من»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتخفيف الميم الأولى ونقلها إلى الثانية، وهى قراءة طلحة.
٢٧- فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ سيئت:
وقرئ:
١- بإخلاص كسرة السين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بإشمامها الضم، وهى قراءة أبى جعفر، والحسن، وأبى رجاء، وشيبة، وابن وثاب، وطلحة، وابن عامر، ونافع، والكسائي.
تدعون:
١- بشد الدال مفتوحة، من «الدعوى»، وهى قراءة الجمهور.
٢- بسكون الدال، من الدعاء، وهى قراءة أبى رجاء، والضحاك، والحسن، وقتادة، وابن يسار، وسلام، ويعقوب، وابن أبى عبلة، وأبى زيد، وعصمة عن أبى بكر، والأصمعى، عن نافع.
٢٩- قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ فستعلمون:
١- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة الكسائي.
- ٦٨- سورة القلم
١- ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ن:
١- بسكونها وإدغامها فى «واو» و «القلم»، بغنة أو بغير غنة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإظهارها، وهى قراءة حمزة، وأبى عمرو، وابن كثير، وقالون، وحفص.
٣- بكسرها، لالتقاء الساكنين، وهى قراءة ابن عباس وابن أبى إسحاق، والحسن، وأبى السمال.
٤- بفتحها، وهى قراءة سعيد بن جبير، وعيسى بخلاف عنه.
٦- بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ بأيكم:
وقرئ:
فى أيكم، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
٩- وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ فيدهنون:
١- بالنون، وعلى هذا جمهور المصاحف.
٢- فيدهنوا، بحذفها، وكذا فى بعض المصاحف.
أحدهما: أنه جواب «ود».
والثاني: أنه على توهم النطق ب «أن».
١٣- عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ عتل:
١- بالجر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة الحسن.
١٤- أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ أن كان:
١- على الخبر، وهى قراءة النحويين، والحرميين، وحفص، وأهل المدينة.
وقرئ:
٢- على الاستفهام، وهى قراءة باقى السبعة، والحسن، وابن أبى إسحاق، وأبى جعفر.
٣- بتحقيق الهمزتين، وهى قراءة حمزة.
٤- بتسهيل الثانية.
١٥- إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ إذا:
وقرئ:
أئذا، على الاستفهام، وهى قراءة الحسن.
١٩- فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ طائف:
قرئ:
طيف، وهى قراءة النخعي.
٣٨- إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ إن:
بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بفتحها، واللام فى «لما» زائدة، وهى قراءة طلحة، والضحاك.
٣- أإن، على الاستفهام، وهى قراءة الأعرج.
٣٩- أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ بالغة:
١- بالرفع، على الصفة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، على الحال من الضمير المستكن فى «علينا»، وهى قراءة الحسن، وزيد بن على.
أن:
وقرئ:
أإن، على الاستفهام، وهى قراءة الأعرج.
٤٢- يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ يكشف:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الياء، مبنيا للفاعل، وهى قراءة عبد الله بن أبى عبلة.
٣- بالنون، مبنيا للفاعل، وهى قراءة ابن عباس، وابن مسعود، وابن هرمز.
٤- بالياء المضمومة، وكسر الشين، من «أكشف».
٤٩- لَوْلا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ تداركه:
١- ماضيا، لم تلحقه علامة التأنيث، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- تداركته، بتاء التأنيث، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس.
٣- تداركه، بشد الدال، والأصل: تتداركه، وهى قراءة ابن هرمز، والحسن، والأعمش.
٥١- وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ليزلقونك:
١- بضم الياء، من «أزلق»، وهى قراءة الجمهور.
(م ٢٢- الموسوعة القرآنية ج ٦)
٢- بفتحها، من «زلق»، وهى قراءة نافع.
٣- ليزهقونك، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، والأعمش، وعيسى.
- ٦٩- سورة الحاقة
٥- فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ فأهلكوا:
١- رباعيا مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فهلكوا، مبنيا للفاعل، وهى قراءة زيد بن على.
٧- سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ حسوما:
وقرئ:
بالفتح، حالا من «الريح»، وهى قراءة السدى.
أعجاز:
وقرئ:
أعجز، على وزن «أفعل»، كضبع وأضبع، وهى قراءة أبى نهيك.
٩- وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ قبله:
قرئ:
١- بكسر القاف وفتح الباء، وهى قراءة أبى رجاء، وطلحة، والجحدري، والحسن، بخلاف عنه، وعاصم، فى رواية أبان، والنحويين.
٢- بفتح القاف وسكون الباء، ظرف زمان، وهى قراءة باقى السبعة، وأبى جعفر، وشيبة، والسلمى.
والمؤتفكات:
وقرئ:
والمؤتفكة، على الإفراد، وهى قراءة الحسن.
١- برفعهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بنصبهما، على إقامة الجار والمجرور مقام الفاعل، وهى قراءة أبى السمال.
١٤- وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً وحملت:
١- بالتخفيف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتشديد، وهى قراءة ابن أبى عبلة، وابن مقسم، والأعمش، وابن عامر، فى رواية يحيى.
١٨- يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ لا تخفى:
١- بتاء التأنيث، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، وهى قراءة على، وابن وثاب، وطلحة، والأعمش، وحمزة، والكسائي، وابن مقسم، عن عاصم، وابن سعدان.
١٩- فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ كتابيه:
١- بإثبات هاء السكت وقفا ووصلا، مراعاة لخط المصحف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بحذفها، وصلا ووقفا وإسكان الياء، وهى قراءة ابن محيصن.
٢٠- إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ حسابيه:
انظر: كتابيه، الآية: ١٩ ٢٥- وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ كتابيه:
انظر: الآية: ١٩
انظر الآية: ١٩ ٢٨- ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ ماليه:
انظر الآية: ١٩ ٢٩- هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ سلطانيه:
انظر الآية: ١٩ ٣٧- لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ الخاطئون:
١- بالهمز، اسم فاعل من «خطئ»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء مضمومة بدلا من الهمزة، وهى قراءة الحسن، والزهري، والعتكي، وطلحة، فى نقل.
٣- بضم الطاء دون همز، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، وطلحة، ونافع، بخلاف عنه.
٤١- وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ تؤمنون:
قرئ:
١- بالياء، وهى قراءة ابن كثير، وابن عامر، وأبى عمرو بخلاف عنهما، والجحدري، والحسن.
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة باقى السبعة.
٤٢- وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ تذكرون:
قرئ:
١- بالياء، وهى قراءة ابن كثير، وابن عامر، وأبى عمرو، بخلاف عنهما، والجحدري، والحسن.
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة باقى السبعة.
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- تنزيلا، بالنصب، وهى قراءة أبى السمال.
٤٤- وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ تقول:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول.
- ٧٠- سورة المعارج
١- سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ سأل:
١- بالهمز، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- سال، بألف، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
٤- تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ تعرج:
١- بالتاء، على التأنيث، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالياء، وهى قراءة عبد الله، والكسائي، وابن مقسم، وزائدة، عن الأعمش.
١٠- وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً لا يسأل:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
١١- يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ يبصرونهم:
وقرئ:
مخففا مع كسر الصاد، أي: يبصر المؤمن الكافر فى النار، وهى قراءة قتادة.
عذاب يومئذ:
١- بالإضافة وكسر الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الميم، وهى قراءة أبى حيوة.
١٣- وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ تؤويه:
وقرئ:
بضم الهاء، وهى قراءة الزهري.
١٤- وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ ينجيه:
بضم الهاء، وهى قراءة الزهري.
٣٨- أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ يدخل:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، وهى قراءة ابن يعمر، والحسن، وأبى رجاء، وزيد بن على، وطلحة، والمفضل، عن عاصم.
٤٢- فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ يلاقوا:
١- مضارع «لاقى»، وهى قراءة الجمهور.
٢- يلقوا، مضارع «لقى»، وهى قراءة أبى جعفر، وابن محيصن.
٤٣- يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ يخرجون:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، ورويت عن أبى بكر، عن عاصم.
نصب:
١- بضم النون والصاد، وهى قراءة ابن عامر، وحفص.
وقرئ:
٢- بفتح النون وسكون الصاد، وهى قراءة الجمهور.
٣- بفتحهما، وهى قراءة أبى عمران الجونى، ومجاهد.
٤- بضم النون وسكون الصاد، وهى قراءة الحسن، وقتادة.
٤٤- خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ ذلة:
١- بالتنوين، وهى قراءة الجمهور.
قرئ:
٢- بغير تنوين، مضافا إلى «ذلك»، و «اليوم» بالخفض، وهى قراءة عبد الرحمن بن خلاد، عن داود ابن سالم، عن يعقوب، والحسن بن عبد الرحمن، عن التمار.
- ٧١- سورة نوح
٢١- قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً وولده:
١- بفتح الواو واللام، وهى قراءة السلمى، والحسن، وأبى رجاء. وابن وثاب، وأبى جعفر، وشيبة، ونافع، وعاصم، وابن عامر.
وقرئ:
٣- بكسر الواو وسكون اللام، وهى قراءة الحسن أيضا، والجحدري، وقتادة، وزر، وطلحة، وابن أبى إسحاق، وأبى عمرو، فى رواية.
٢٢- وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً كبارا:
١- بتشديد الباء، وهى لغة يمانية، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بخف الباء، وهى قراءة عيسى، وابن محيصن، وأبى السمال.
٣- بكسر الكاف وفتح الباء، وهى قراءة زيد بن على، وابن محيصن، فيما روى عنه أبو الإخريط وهب بن واضح.
٢٣- وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ودا:
قرئ:
١- بضم الواو، وهى قراءة نافع، وأبى جعفر، وشيبة، بخلاف عنهم.
٢- بفتحها، وهى قراءة الحسن، والأعمش، وطلحة، وباقى السبعة.
ولا يغوث ويعوق:
١- بغير تنوين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتنوينهما، وهى قراءة الأشهب.
٢٥- مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً خطيئاتهم:
١- جمعا، وبالألف والتاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- جمعا بالألف والتاء مع إبدال الهمزة ياء، وإدغام ياء المد فيها، وهى قراءة أبى رجاء.
٣- على الإفراد مهموزا، وهى قراءة الجحدري، وعبيد، عن أبى عمرو.
أغرقوا:
١- بالهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- غرقوا، بالتشديد، وهى قراءة زيد بن على.
٣- ما أغرقوا، بزيادة «ما»، وهى قراءة عبد الله.
٢٨- رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً ولوالدى:
١- على التثنية، وهى قراءة الحسين بن على، ويحيى بن يعمر، والنخعي، والزهري، وزيد بن على.
وقرئ:
٢- بكسر الدال، على الإفراد، يريد: أباه الأقرب، وهى قراءة ابن جبير، والجحدري.
- ٧٢- سورة الجن
١- قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً أوحى:
١- رباعيا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- وحي، ثلاثيا، وهى قراءة ابن أبى عبلة، والعتكي، عن أبى عمرو، وأبى أناس جوية بن عائذ الأسدى.
وأوحى، ووحي، بمعنى واحد.
٣- أحى، بإبدال الواو همزة، وهى قراءة زيد بن على، وجوية، فيما روى عن الكسائي، وابن أبى عبلة أيضا.
٢- يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً الرشد:
١- بضم الراء وسكون الشين، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضمهما، وهى قراءة عيسى.
٣- بفتحهما، ورويت عن عيسى أيضا.
٣- وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً وأنه:
١- نفتح الهمزة، هنا، وفيما بعد فى الآيات ٤، ٥، ٦، ٧، ٨، ٩، ١٠، ١١، وهى قراءة الحرميين، والأبوين.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة باقى السبعة.
جد ربنا:
١- بفتح الجيم ورفع الدال، مضافا إلى «ربنا»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الجيم منونا، و «ربنا» مرفوع، وهى قراءة عكرمة.
٣- بضم الجيم مضافا، وهى قراءة حميد بن قيس.
٤- جدا، بفتح الجيم والدال منونا، وانتصب على التمييز، و «ربنا» بالرافع، وهى قراءة عكرمة.
٥- جدا، بكسر الجيم والتنوين، نصبا، و «ربنا» بالرفع، وهى قراءة قتادة، وعكرمة.
٦- جدى ربنا، أي جدواه، وهى قراءة ابن السميفع.
٥- وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً تقول:
١- مضارع «قال»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مضارع «تتقول»، حذفت إحدى التاءين، وهى قراءة الحسن، والجحدري، وعبد الرحمن بن أبى بكرة، ويعقوب، وابن مقسم.
١- بالهمز، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مليت، بالياء دون همز، وهى قراءة الأعرج.
١٣- وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً بخسا:
١- بسكون الخاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة ابن وثاب.
١٦- وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً لو:
١- بكسر الواو، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة الأعمش، وابن وثاب.
١٧- لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً يسلكه:
١- بالياء، وهى قراءة الكوفيين.
وقرئ:
٢- بالنون، وهى قراءة باقى السبعة، وابن جندب.
صعدا:
١- بفتحتين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الصاد وفتح العين، وهى قراءة ابن عباس.
٣- بضمتين، وهى قراءة قوم.
١- بفتح الهمزة، عطفا على «أنه استمع»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، على الاستئناف، وهى قراءة ابن هرمز، وطلحة.
١٩- وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً وأنه:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة ابن هرمز، وطلحة، ونافع، وأبى بكر.
لبدا:
١- بكسر اللام وفتح الباء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم اللام وفتح الباء، وهى قراءة مجاهد، وابن محيصن، وابن عامر.
٣- بضم اللام وتسكين الباء، وهى قراءة ابن محيصن.
٤- بضمتين، وهى قراءة، الحسن والجحدري، وأبى حيوة، وجماعة، عن أبى عمرو.
٥- بضم اللام، وتشديد الباء المفتوحة، وهى قراءة الحسن، والجحدري، بخلاف عنهما.
٢١- قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً رشدا:
وقرئ:
بضمتين، وهى قراءة الأعرج.
٢٣- إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً فإن له:
١- بكسر الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، والتقدير: فجزاؤه أن له، وهى قراءة طلحة
١- اسم فاعل، مرفوعا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، على المدح.
٣- علم، فعلا ماضيا، ورويت عن السدى.
يظهر:
١- مضارع «أظهر»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الياء والهاء، مضارع «ظهر»، وهى قراءة الحسن.
٢٨- لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ليعلم:
١- بفتح الياء واللام، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الياء وفتح اللام، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن عباس، وزيد بن على.
٣- بضم الياء وكسر اللام، أي: ليعلم الله من يشاء، وهى قراءة الزهري، وابن أبى عبلة.
رسالات:
١- على الجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
١- على الإفراد وهى قراءة أبى حيوة.
وأحاط... وأحصى:
١- مبنيين للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- مبنيين للمفعول، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
١- يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ المزمل:
١- بشد الزاى وكسر الميم المشددة، أصله: المتزمل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- المتزمل، على الأصل، وهى قراءة أبى.
٣- بتخفيف الزاى وكسر الميم، وهى قراءة عكرمة.
٤- بتخفيف الزاى وفتح الميم، أي: الذي لف، وهى قراءة لبعض السلف ٢- قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا قم:
١- بكسر الميم، على أصل التقاء الساكنين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، اتباعا للحركة من القاف، وهى قراءة أبى السمال.
٣- بفتحها، طلبا للتخفيف.
٦- إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا وطأ:
قرئ:
١- بكسر الواو وفتح الطاء ممدودا، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسر الواو وسكون الطاء والهمزة مقصورا، وهى قراءة قتادة، وشبل، عن أهل مكة.
٣- بفتح الواو، ممدودا، وهى قراءة ابن محيصن.
٩- رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا رب:
قرئ:
١- بالخفض على البدل من «ربك»، وهى قراءة الأخوين، وابن عامر، وأبى بكر، ويعقوب.
٢- بالرفع، وهى قراءة باقى السبعة.
المشرق والمغرب:
١- موحدين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بجمعهما وهى قراءة عبد الله، وأصحابه، وابن عباس.
١٤- يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا ترجف:
١- بفتح التاء، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، مبنيا للمفعول، وهى قراءة زيد بن على.
٢٠- إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ثلثى:
١- بضم اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكانها، وهى قراءة الحسن، وشيبة، وأبى حيوة، وابن السميفع، وهشام، وابن مجاهد، عن قنبل.
ونصفه وثلثه:
قرئا:
١- بجرهما، عطفا على «ثلثى الليل»، وهى قراءة العربيين، ونافع.
٢- بنصبهما، عطفا على «أدنى»، وهى قراءة باقى السبعة، وزيد بن على.
١- بضم اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكانها، وهى قراءة ابن كثير، فى رواية شبل.
خيرا وأعظم:
وقرئا:
برفعهما، على الابتداء والخبر، وهى قراءة أبى السمال، وابن السميفع.
- ٧٤- سورة المدثر
١- يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ المدثر:
١١- بشد الدال، وأصله: المتدثر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- المتدثر، على الأصل، وكذا هى فى حرف أبى.
٣- بتخفيف الدال، وهى قراءة عكرمة.
٥- وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ والرجز:
١- بضم الراء، وهى قراءة الحسن، ومجاهد، والسلمى، وأبى جعفر، وأبى شيبة، وابن محيصن، وابن وثاب، وقتادة، والنخعي، وابن أبى إسحاق، والأعرج، وحفص.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى لغة قريش، وهى قراءة الجمهور.
٦- وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ولا تمنن:
١- بفك الإدغام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
تستكثر:
١- برفع الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بجزم الراء، وهى قراءة الحسن، وابن أبى عبلة.
٣- بنصبها، وهى قراءة الحسن أيضا، والأعمش.
٢٩- لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ لواحة:
١- بالرفع، أي: هى لواحة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، على الحال، وهى قراءة زيد بن على، والحسن، وابن أبى عبلة.
٣٠- عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ تسعة عشر:
١- مبنيين على الفتح، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكان العين، كراهة توالى الحركات، وهى قراءة أبى جعفر، وطلحة بن سليمان.
٣- بضم التاء، وهى حركة بناء، عدل إليها عن الفتح لتوالى خمس فتحات، وهى قراءة أنس بن مالك، وابن عباس، وابن قطيب، وإبراهيم بن قنة.
٤- تسعة أعشر، تسعة، بالضم، أعشر، بالفتح، وهى قراءة أنس أيضا.
٣٣- وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ إذ أدبر:
١- إذ، ظرف زمان ماض، وأدبر، رباعيا، وهى قراءة ابن جبير والسلمى، والحسن، بخلاف عنه، وابن سيرين، والأعرج، وزيد بن على، وأبى شيخ، وابن محيصن، ونافع، وحمزة، وحفص.
وقرئ:
٢- إذا أدبر، وهى قراءة الحسن أيضا، وأبى رزين، وأبى رجاء، وابن يعمر، والسلمى، وطلحة، والأعمش، ويونس بن عبيد، ومطر، وهى فى مصحف عبد الله، وأبى.
(م ٢٣- الموسوعة القرآنية ج ٦)
٣٥- إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ لإحدى:
١- بالهمز، وهى منقلبة عن واو، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بحذف الهمزة، وهو حذف لا ينقاس، وهى قراءة نصر بن عاصم، وابن محيصن، ووهب بن جرير، عن ابن كثير.
٣٦- نَذِيراً لِلْبَشَرِ نذيرا:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة أبى، وابن أبى عبلة.
٥٠- كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ حمر:
١- بضم الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإسكانها، وهى قراءة الأعمش.
مستنفرة:
قرئ:
١- بفتح الفاء، وهى قراءة نافع، وابن عامر، والمفضل، عن عاصم.
٢- بكسرها، وهى قراءة باقى السبعة.
٥٣- كَلَّا بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ يخافون:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
٢- بتاء الخطاب، التفاتا، وهى قراءة أبى حيوة.
٥٦- وَما يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ يذكرون:
وقرئ:
١- بياء الغيبة وشد الذال، ورويت عن أبى حيوة.
٢- بالتاء، وإدغام التاء فى الذال، ورويت عن أبى جعفر.
- ٧٥- سورة القيامة
٣- أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ نجمع:
١- بالنون، و «عظامه» نصبا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتاء، مبنيا للمفعول، و «عظامه» رفعا، وهى قراءة قتادة.
٤- بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ قادرين:
١- بالنصب، على الحال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- قادرون، بالرفع، أي: نحن قادرون، وهى قراءة ابن أبى عبلة، وابن السميفع.
٧- فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ برق:
١- بكسر الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة زيد بن ثابت، ونصر بن عاصم، وعبد الله بن أبى إسحاق، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، والزعفراني، وابن مقسم، ونافع، وزيد بن على، وأبان عن عاصم، وهارون، ومحبوب، وكلاهما عن أبى عمرو، والحسن، والجحدري، بخلاف عنهما.
٨- وَخَسَفَ الْقَمَرُ وخسف:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى حيوة، وابن أبى عبلة، وزيد بن قطيب، وزيد بن على.
١٠- يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ المفر:
١- بفتح الميم والفاء، أي: الفرار، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الميم وكسر الفاء، وهو موضع الفرار، وهى قراءة الحسن بن على بن أبى طالب، والحسين بن زيد، وابن عباس، والحسن، وعكرمة، وأيوب السختياني، وكلثوم بن عياض، ومجاهد، وابن يعمر، وحماد بن سلمة، وأبى رجاء، وعيسى، وابن أبى إسحاق، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، والزهري.
٣- بكسر الميم وفتح الفاء، أي: الجيد الفرار، وعزاهما ابن عطية إلى الزهري.
٢٠- كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ تحبون:
١- بتاء الخطاب، لكفار قريش، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يحبون، بياء الغيبة، وهى قراءة مجاهد، والحسن، وقتادة، والجحدري، وابن كثير، وأبى عمرو.
٢١- وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ وتذرون:
١- بتاء الخطاب، لكفار قريش، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ويذرون، بياء الغيبة، وهى قراءة مجاهد، والحسن، وقتادة، والجحدري، وابن كثير، وأبى عمرو.
١- بألف، وهى قراءة الجمهور.
قرئ:
٢- نضرة، بغير ألف، وهى قراءة زيد بن على.
٣٧- أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى يك:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء الخطاب، على سبيل الالتفات، وهى قراءة الحسن.
يمنى:
١- بالياء، وهى قراءة ابن محيصن، والجحدري، وسلام، ويعقوب، وحفص، وأبى عمرو، بخلاف عنه.
وقرئ:
٢- تمنى، بالتاء، أي: النطفة، وهى قراءة الجمهور.
- ٧٦- سورة الإنسان
٤- إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالًا وَسَعِيراً سلاسل:
١- سلاسل، ممنوع من الصرف، وقفا ووصلا، وهى قراءة طلحة، وعمرو بن عبيد، وابن كثير، وأبى عمرو، وحمزة.
وقرئ:
٢- بالتنوين، وصلا، وبالألف المبدلة منه وقفا، وهى قراءة الأعمش.
٥- إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً كافورا:
وقرئ:
قافورا، بالقاف، وهى قراءة عبد الله.
وقرئ:
يشربها، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
١١- فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً فوقاهم:
١- بخفة القاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشدها، وهى قراءة أبى جعفر.
١٤- وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا ودانية:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة أبى حيوة.
٣- ودانيا، وهى قراءة الأعمش.
٤- ودان، مرفوع، وهى قراءة أبى.
١٥- وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا قواريرا:
قرئ:
١- بالتنوين وصلا، وإبداله ألفا وقفا، وهى قراءة نافع، والكسائي.
٢- بمنعه من الصرف، وهى قراءة أبى عمرو، وحفص.
١٦- قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً قواريرا:
قرئ:
١- بالتنوين وصلا، وإبداله ألفا وقفا، وهى قراءة نافع، والكسائي.
٢- بمنعه من الصرف، وهى قراءة أبى عمرو، وحفص.
قدروها:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة على، وابن عباس، والسلمى، والشعبي، وابن أبزى، وقتادة، وزيد بن على، والجحدري، وعبد الله بن عبيد بن عمير، وأبى حيوة، وعباس، عن أبان، والأصمعى، عن أبى عمرو، وابن عبد الخالق، عن يعقوب.
٢٠- وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ثم:
١- بفتح الثاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، حرف عطف، وهى قراءة حميد الأعرج.
٢١- عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً عاليهم:
١- بفتح الياء، وهى قراءة عمرو، وابن عباس، والحسن، ومجاهد، والجحدري، وأهل مكة، وجمهور السبعة.
وقرئ:
٢- بسكونها، وهى قراءة ابن عباس، بخلاف عنه، والأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، وابن محيصن، ونافع، وحمزة.
٣- بضمها، وهى قراءة ابن مسعود، والأعمش، وطلحة، وزيد بن على.
٤- عليهم، جار ومجرور، وهى قراءة ابن سيرين، ومجاهد أيضا، وقتادة، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، والزعفراني، وأبان.
٥- علتهم، بتاء التأنيث-، فعلا ماضيا، وهى قراءة عائشة.
ثياب... خضر وإستبرق.
١- برفع الثلاثة، وهى قراءة ابن أبى عبلة، وأبى حيوة.
٢- خضر، بالرفع صفة لثياب، و «إستبرق» جر، عطف على «سندس»، وهى قراءة العربيين، ونافع، فى رواية.
٣- بجر «خضر»، صفة ل «سندس»، ورفع «إستبرق» عطفا على «ثياب»، وهى قراءة ابن كثير، وأبى بكر.
٣٠- وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً تشاءون:
قرئ:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة العربيين، وابن كثير.
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة باقى السبعة.
٣١- يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً والظالمين:
١- نصبا، بإضمار فعل يفسره قوله «أعد لهم»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- والظالمون، عطف جملة اسمية على فعلية، وهى قراءة ابن الزبير، وأبان بن عثمان، وابن أبى عبلة.
- ٧٧- سورة المرسلات
١- وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً عرفا:
١- بسكون الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة عيسى.
٥- فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً فالملقيات:
١- اسم فاعل خفيف، وهى قراءة الجمهور.
٢- مشددا، اسم فاعل «من التلقية»، وهى قراءة ابن عباس.
٣- بفتح اللام والقاف مشددة، اسم مفعول، وهى قراءة ابن عباس أيضا، فيما ذكره المهدوى.
٦- عُذْراً أَوْ نُذْراً عذرا أو نذرا:
١- بسكون الذالين، وهى قراءة إبراهيم التيمي، والنحويين، وحفص.
وقرئا:
٢- بضمهما، وهى قراءة زيد بن ثابت، وابن خارجة، وطلحة، وأبى جعفر، وأبى حيوة، وعيسى، والحسن، بخلاف، والأعشى، عن أبى بكر.
٣- بسكونها فى الأول وضمها فى الثاني، وهى قراءة أبى جعفر أيضا، وشيبة، وزيد بن على، والحرميين، وابن عامر، وأبى بكر.
أو نذرا:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ونذرا، بواو العطف، وهى قراءة إبراهيم التيمي.
٨- فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ طمست:
١- بخف الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشدها، وهى قراءة عمرو بن ميمون.
٩- وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ فرجت:
١- بخف الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشدها، وهى قراءة عمرو بن ميمون.
١- بالهمز وشد القاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالهمز وتخفيف القاف، وهى قراءة النخعي، والحسن، وعيسى، وخالد.
٢- بالواو وشد القاف، وهى قراءة أبى الأشهب، وعمرو بن عبيد، وعيسى أيضا، وأبى عمرو.
٢٣- فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ فقدرنا:
وقرئ:
بشد الدال، من التقدير، وهى قراءة على بن أبي طالب.
٣٢- إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ بشرر:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشرار، بألف بين الراءين، وهى قراءة عيسى.
٣- على القراءة السابقة، وبكسر الشين، وهى قراءة ابن عباس، وابن مقسم.
كالقصر:
١- بفتح فسكون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح القاف والصاد، وهى قراءة ابن عباس، وابن جبير، ومجاهد، والحسن، وابن مقسم.
٣- بكسر القاف وفتح الصاد، وهى قراءة ابن جبير أيضا، والحسن أيضا.
٤- بفتح القاف وكسر الصاد، وهى قراءة لبعض القراء.
٥- بضمهما، وهى قراءة ابن مسعود.
٣٣- كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ جمالة:
قرئ:
١- بكسر الجيم، وبالألف والتاء، جمع الجمع ل «جمال»، وهى قراءة الجمهور، ومنهم: عمر بن الخطاب.
٣- جمالة، بكسر الجيم، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وحفص، وأبى عمرو، فى رواية الأصمعى وهارون، عنه.
٤- جمالة، بضم الجيم، وهى قراءة ابن عباس، والسلمى، والأعمش، وأبى حيوة، وأبى بحرية، وابن أبى عبلة، ورويس.
صفر:
١- بإسكان الفاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة الحسن.
٣٥- هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ يوم:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، وهى قراءة الأعمش، والأعرج، وزيد بن على، وعيسى، وأبى حيوة، وعاصم، فى رواية.
٥٠- فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ يؤمنون:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- تؤمنون، بتاء الخطاب، وهى قراءة يعقوب، وابن عامر.
- ٧٨- سورة النبأ
١- عَمَّ يَتَساءَلُونَ يتساءلون:
وقرئ:
يساءلون، بغير تاء وشد السين، وهى قراءة عبد الله، وابن جبير.
١- بياء الغيبة، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- الأول بالتاء، على الخطاب، والثاني بالياء، على الغيبة، ورويت عن الضحاك.
١٤- وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ثجاجا:
قرئ:
ثجاجا، بالحاء آخرا، أي منصبا، وهى قراءة الأعرج.
١٨- يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً الصور:
١- بسكون الواو، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة أبى فياض.
٢١- إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً إن:
١- بالكسر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة أبى عمرو المنقري، وابن يعمر.
٢٣- لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً لابثين:
١- بالألف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- لبثين، بغير ألف، وهى قراءة عبد الله، وعلقمة، وزيد بن على، وابن وثاب، وعمرو بن ميمون، وعمرو بن شرحبيل، وطلحة، والأعمش، وحمزة، وقتيبة، وسورة، وروح.
١- بخف الفاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشدها، وهى قراءة أبى بحرية، وابن أبى عبلة.
٢٨- وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً كذابا:
١- بكسر الكاف وشد الذال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الكاف وخف الذال، وهى قراءة على، وعوف الأعرابى، وأبى رجاء، والأعمش، وعيسى.
٣- بضم الكاف وشد الذال، جمع «كاذب»، وهى قراءة عمر بن عبد العزيز، والماجشون.
٢٩- وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً وكل شىء:
١- بنصب «كل»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- برفعها، وهى قراءة أبى السمال.
٣٥- لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً كذابا:
١- بالتشديد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتخفيف، وهى قراءة الكسائي.
٣٦- جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً حسابا:
١- بكسر الحاء وفتح السين مخففة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الحاء وشد السين، وهى قراءة ابن قطيب.
٤- حسنا، بالنون، وهى قراءة ابن عباس.
٥- حسبا، بفتح الحاء، وسكون السين والباء، حكاها العدوى، عن ابن عباس.
٣٧- رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً رب... الرحمن:
قرئا:
١- بجرهما، وهى قراءة عبد الله، وابن أبى إسحاق، والأعمش، وابن محيصن، وابن عامر، وعاصم.
٢- برفعهما، وهى قراءة الأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، وأبى عمرو، والحرميين.
٣- الأول بالجر، والثاني بالرفع، وهى قراءة الأخوين، والحسن، وابن وثاب، والأعمش، وابن محيصن، بخلاف عنهما.
٤٠-نَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً
المرء:
١- بفتح الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
- ٧٩- سورة النازعات
١٠- يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ الحافرة:
١- بالألف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- الحفرة، بغير ألف، وهى قراءة أبى حيوة، وأبى بحرية، وابن أبى عبلة.
١١- أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً نخرة:
وقرئ:
٢- بغير ألف، وهى قراءة أبى رجاء، والحسن، والأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، والسلمى، وابن جبير، والنخعي، وقتادة، وابن وثاب، وأيوب، وأهل مكة، وشبل، وباقى السبعة.
١٨- فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى تزكى:
وقرئ:
١- بشد الزاى، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو، بخلاف.
٢- بخفها، وهى قراءة باقى السبعة.
٣٠- وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها والأرض:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- برفعها، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة، وعمرو بن عبيد، وابن أبى عبلة، وأبى السمال.
٣٢- وَالْجِبالَ أَرْساها والجبال:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- برفعها، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة، وعمرو بن عبيد، وابن أبى عبلة، وأبى السمال.
٤٥- إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها منذر:
١- بالإضافة، وهى قراءة الجمهور.
قرئ:
٢- بالتنوين، وهى قراءة عمر بن عبد العزيز، وأبى جعفر، وشيبة، وخالد الحذاء، وابن هرمز، وعيسى، وطلحة، وابن محيصن، وأبى عمرو، فى رواية، وابن مقسم.
١- عَبَسَ وَتَوَلَّى عبس:
١- مخففا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشد الباء، وهى قراءة زيد بن على.
٢- أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى أن:
١- بهمزة واحدة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- أآن، بهمزة ومدة، وهى قراءة الحسن، وأبى عمران الجونى، وعيسى.
٣- أأن، بهمزتين محققتين، وهى قراءة بعض القراء.
٤- أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى يذكر:
١- بشد الذال والكاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بسكون الذال وضم الكاف، وهى قراءة الأعرج، وعاصم.
فتنفعه:
١- بنصب العين، وهى قراءة الأعرج، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، والزعفراني.
وقرئ:
٢- برفعها، عطفا على «يذكر»، وهى قراءة الجمهور.
٦- فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى تصدى:
١- بفتح التاء وخف الصاد، وأصله: يتصدى، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، وقتادة، والأعرج، وعيسى، والأعمش، وجمهور السبعة.
٢- بفتح التاء وشد الصاد، وهى قراءة الحرميين.
٣- بضم التاء وتخفيف الصاد، أي: يصدنك حرصك على إسلامه، وهى قراءة أبى جعفر.
١٠- فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى تلهى:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإدغام تاء المضارعة فى تاء «تفعل»، وهى قراءة البزي، عن ابن كثير.
٣- بضمها، مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى جعفر.
٤- بتاءين، وهى قراءة طلحة.
٥- بتاء واحدة وسكون اللام، وهى قراءة طلحة أيضا.
٢٥- أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا أنا:
١- بفتح الهمزة، وهى قراءة الأعرج، وابن وثاب، والأعمش، والكوفيين، ورويس.
وقرئ:
٢- أنى، بفتح الهمزة ممالا، وهى قراءة الحسين بن على.
٣- بكسرها، وهى قراءة الجمهور.
٣٧- لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ يغنيه:
١- بضم الياء وسكون الغين المعجمة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يعنيه، بفتح الياء وسكون العين المهملة، وهى قراءة الزهري، وابن محيصن، وابن أبى عبلة، وحميد، وابن السميفع.
٤١- تَرْهَقُها قَتَرَةٌ قترة:
١- بفتح التاء، وهى قراءة الجمهور.
(م ٢٤- الموسوعة القرآنية ج ٦)
٢- بإسكانها، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
- ٨١- سورة التكوير
٤- وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ عطلت:
١- بتشديد الطاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتخفيفها، وهى قراءة مضر، عن اليزيدي.
٥- وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ حشرت:
١- بخف الشين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشدها، وهى قراءة الحسن، وعمرو بن ميمون.
٦- وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ سجرت:
قرئ:
١- بخف الجيم، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
٢- بشدها، وهى قراءة باقى السبعة.
٨- وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ الموءودة:
١- بهمزة بين الواوين، اسم مفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بهمزة مضمومة على الواو، وهى قراءة البزي، فى رواية.
٣- بضم الواو الأولى وتسهيل الهمزة، أي: التسهيل بالحذف ونقل حركتها إلى الواو.
٤- بسكون الواو، على وزن «الفعلة»، وهى قراءة الأعمش.
١- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر السين، وذلك على لغة من قال «سال» بغير همز، وهى قراءة الحسن، والأعرج.
٣- سألت، مبنى للفاعل، وهى قراءة ابن مسعود، وعلى، وابن عباس، وجابر بن زيد، ومجاهد.
١٠- وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ نشرت:
قرئ:
١- بخف الشين، وهى قراءة أبى رجاء، وقتادة، والحسن، والأعرج، وشيبة، وأبى جعفر، ونافع، وابن عامر، وعاصم.
٢- بشدها، وهى قراءة باقى السبعة.
١١- وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ كشطت:
وقرئ:
قشطت، بالقاف.
١٢- وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ سعرت:
١- بشد العين، وهى قراءة نافع، وابن عامر، وحفص.
وقرئ:
٢- بخفها، وهى قراءة باقى السبعة.
٢١- مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ثم:
١- بالفتح، ظرف مكان للبعد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالضم، حرف عطف، وهى قراءة أبى جعفر، وأبى حيوة، وأبى البرهسم، وابن مقسم
وقرئ:
١- بطنين، بالطاء، أي: بمتهم، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وابن عمر، وابن الزبير، وعائشة، وعمر بن عبد العزيز، وابن جبير، وعروة، وهشام بن جندب، ومجاهد، ومن السبعة:
النحويان، وابن كثير.
٢- بالضاد، أي: يبخيل، وهى قراءة عثمان، وابن عباس أيضا، والحسن، وأبى رجاء، والأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، وباقى السبعة.
قال الطبري: وبالضاد خطوط المصاحف كلها.
- ٨٢- سورة الانفطار
٣- وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ فجرت:
١- بتشديد الجيم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بخفها، وهى قراءة مجاهد، والربيع بن خثيم، والزعفراني، والثوري.
٦- يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ما غرك:
١- ما، استفهامية، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ما أغرك، بهمزة، استفهاما أو تعجبا، وهى قراءة ابن جبير، والأعمش.
٩- كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ تكذبون:
١- بالتاء، خطابا للكفار، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
١٥- يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ يصلونها:
١- مضارع «صلى»، وهى قراءة الجمهور.
قرئ:
٢- مشددا، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن مقسم.
١٩- يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يوم:
قرئ:
١- برفع الميم، أي: هو يوم، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وعيسى، وابن جندب، وابن كثير، وأبى عمرو.
٢- على التنكير، منونا مرفوعا، وهى قراءة محبوب عن أبى عمرو.
٣- بالفتح، على الظرف، وهى قراءة زيد بن على، والحسن، وأبى جعفر، وشيبة، والأعرج، وباقى السبعة.
- ٨٣- سورة المطففين
٦- يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ يوم:
وقرئ:
١- بالجر، بدل من «ليوم» الآية: ٥ ٢- بالرفع، أي: ذلك يوم، وهى قراءة زيد بن على.
١٣- إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ إذا:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- أئذا، بهمزة الاستفهام، وهى قراءة الحسن.
تتلى:
١- بتاء التأنيث، وهى قراءة الجمهور.
٢- بالياء، وهى قراءة أبى حيوة، وابن مقسم.
٢٤- تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ تعرف:
١- بالتاء، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتاء، مبنيا للمفعول، ورفع «نضرة»، وهى قراءة أبى جعفر، وابن أبى إسحاق، وطلحة، وشيبة، ويعقوب، والزعفراني.
٣- يعرف، بالياء، مبنيا للمفعول، إذ تأنيث «نضرة» مجازى، وهى قراءة زيد بن على.
٢٦- خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ ختامه:
وقرئ:
١- خاتمه، بعد الخاء ألف، وفتح التاء، وهى قراءة على، والنخعي، والضحاك، وزيد بن على، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، والكسائي.
٢- خاتمه، بعد الخاء ألف، وكسر التاء، وهى قراءة الضحاك، وعيسى، وأحمد بن جبير الأنطاكى، عن الكسائي.
٣١- وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ فاكهين:
١- بالألف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بغير ألف، وهى قراءة أبى رجاء، والحسن، وعكرمة، وأبى جعفر، وحفص.
٣٦- هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ هل ثوب:
١- بإظهار لام «هل»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإدغامها فى الثاء، وهى قراءة النحويين، وابن محيصن.
١- إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ انشقت:
١- بسكون التاء وصلا ووقفا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإشمام الكسر وقفا، وهى قراءة عبيد بن عقيل، عن أبى عمرو.
وكذا فيما بعدها.
٩- وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً وينقلب:
وقرئ:
ويقلب، مضارع «قلب»، مبنيا للمفعول، وهى قراءة زيد بن على.
١٢- وَيَصْلى سَعِيراً يصلى:
١- بفتح الياء مبنيا للفاعل، وهى قراءة قتادة، وأبى جعفر، وعيسى، وطلحة، والأعمش، وعاصم، وأبى عمرو، وحمزة.
وقرئ:
٢- بضم الياء وفتح الصاد واللام مشددة، وهى قراءة باقى السبعة، وعمر بن عبد العزيز، وأبى الشعثاء، والحسن، والأعرج.
٣- بضم الياء ساكن الصاد مخفف اللام، بنى للمفعول من المتعدى بالهمزة، وهى قراءة أبى الأشهب، وخارجة، عن نافع، وأبان عن عاصم، وعيسى أيضا، والعتكي، وجماعة، عن أبى عمرو.
١٩- لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ لتركبن:
وقرئ:
١- بتاء الخطاب وفتح الباء، وهى قراءة عمر بن عبد الله، وابن عباس، ومجاهد، والأسود، وابن جبير، ومسروق، والشعبي، وأبى العالية، وابن وثاب، وطلحة، وعيسى، والأخوين، وابن كثير.
٣- بتاء الخطاب وضم الباء، وهى قراءة عمر، وابن عباس أيضا، وأبى جعفر، والحسن، وابن جبير، وقتادة، والأعمش، وباقى الأعمش.
٤- بالتاء وكسر الباء، على خطاب النفس، وهى قراءة ابن مسعود.
٢٢- بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ يكذبون:
١- مشددا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مخففا، وبفتح الياء، وهى قراءة الضحاك، وابن أبى عبلة.
٢٣- وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ يوعون:
وقرئ:
يعون، من «وعى يعى»، وهى قراءة أبى رجاء.
- ٨٥- سورة البروج
٤- قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ قتل:
١- بالتخفيف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتشديد، وهى قراءة ابن مقسم.
٥- النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ النار:
١- بالجر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
١- بالرفع، وهى قراءة قوم.
الوقود:
١- بفتح الواو، وهى قراءة الجمهور.
٢- بضمها، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، وأبى حيوة، وعيسى.
٨- وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ نقموا:
١- بفتح القاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة زيد بن على، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة.
١٣- إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ يبدئ:
وقرى:
يبدأ، من «بدأ»، ثلاثيا، حكاها أبو زيد.
١٥- ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ المجيد:
وقرئ:
١- بالخفض، صفة للعرش، وهى قراءة، الحسن، وعمرو بن عبيد، وابن وثاب، والأعمش، والمفضل، عن عاصم، والأخوين.
٢١- بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ قرآن مجيد:
١- موصوف وصفة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- على الإضافة، وهى قراءة اليماني، نقلها ابن عطية.
٢٢- فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ لوح:
١- بفتح اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهو الهواء، وهى قراءة ابن يعمر، وابن السميفع.
١- بالخفض، صفة ل «لوح»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع صفة ل «قرآن»، وهى قراءة الأعرج، وزيد بن على، وابن محيصن، ونافع.
- ٨٦- سورة الطارق
٤- إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ إن:
١- خفيفة، و «كل» رفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتشديد، و «كل» بالنصب، حكاها هارون.
لما:
قرئ:
١- خفيفة، وهى قراءة الجمهور.
٢- مشددة، بمعنى «إلا»، وهى قراءة الحسن، والأعرج، وقتادة، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، وأبى عمرو، ونافع، بخلاف عنهما.
٧- يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ يخرج:
١- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن أبى عبلة، وابن مقسم.
الصلب:
١- بضم الصاد وسكون اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الصاد واللام، وهى قراءة ابن أبى عبلة، وابن مقسم، وأهل مكة، وعيسى.
٣- بفتحهما، وهى قراءة اليماني.
وقرئ:
مهلهم، وهى قراءة ابن عباس.
- ٨٧- سورة الأعلى
٣- وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى قدر:
١- بشد الدال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مخفف الدال، من «القدرة»، وهى قراءة الكسائي.
١٦- بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا تؤثرون:
١- بتاء الخطاب، للكفار، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بياء الغيبة، وهى قراءة عبد الله، وأبى رجاء، والحسن، والجحدري، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، وأبى عمرو، والزعفراني، وابن مقسم.
١٨، ١٩- إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى الصحف.. صحف:
١- بضم الحاء، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بسكونها، فيهما، وهى قراءة الأعمش، وهارون، وعصمة، كلاهما عن أبى عمرو.
إبراهيم:
١- بألف وبياء، والهاء مكسورة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- إبرهم، بحذف الألف والياء، والهاء مفتوحة مكسورة معا، وهى قراءة أبى رجاء.
٤- إبراهم، بألف وفتح الهاء وبغير ياء، وهى قراءة مالك بن دينار.
٥- إبراهم، بألف وكسر الهاء وبغير ياء، وهى قراءة عبد الرحمن بن أبى بكرة.
٦- إبراهم، بألف وضم الهاء وبغير ياء.
- ٨٨- سورة الغاشية
٣- عامِلَةٌ ناصِبَةٌ عاملة ناصبة:
١- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بالنصب، على الذم، وهى قراءة عكرمة، والسدى.
٤- تَصْلى ناراً حامِيَةً تصلى:
قرئ:
١- بفتح التاء وسكون الصاد.
٢- بضمها وسكون الصاد، وهى قراءة أبى رجاء، وابن محيصن، والأبوين.
٣- بضمها وفتح الصاد مشدد اللام، وهى قراءة خارجة.
١١- لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً لا تسمع:
قرئ:
١- بالتاء، مبنيا للمفعول. و «لاغية» رفع، وهى قراءة الأعرج، وأهل مكة والمدينة، ونافع، وابن كثير، وأبى عمرو، بخلاف عنهم.
٢- بالياء، مبنيا للمفعول، لمجاز التأنيث، و «لاغية» رفع، وهى قراءة ابن محيصن، وعيسى، وابن كثير، وأبى عمرو.
٣- على القراءة السابقة، و «لاغية» نصب، من قولك: أسمعت زيدا، وهى قراءة الفضل، والجحدري.
١٧- أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ الإبل:
١- بكسر الباء وتخفيف اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشد اللام، وهى قراءة على، وابن عباس.
٣- بإسكان الباء، وهى قراءة الأصمعى، عن أبى عمرو.
خلقت:
١- بتاء التأنيث، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاء المتكلم، مبنيا للفاعل، والمفعول محذوف، وهى قراءة على، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة.
٢٠- وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ سطحت:
١- خفيفة الطاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشدها، وهى قراءة الحسن، وهارون.
٢٢- لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ بمصيطر:
١- بالصاد وكسر الطاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالسين وكسر الطاء، وهى قراءة ابن عامر، فى رواية، ونظيف، عن قنبل، وزرعان، عن حفص.
٣- بفتح الطاء، وهى قراءة هارون.
٢٣- إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ إلا:
١- حرف استثناء، وهى قراءة الجمهور.
٢- ألا، حرف تنبيه، وهى قراءة ابن عباس، وزيد بن على، وقتادة، وزيد بن أسلم.
٢٥- إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ إيابهم:
١- بتخفيف الياء، مصدر «آب»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشدها، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة.
- ٨٩- سورة الفجر
٢- وَلَيالٍ عَشْرٍ وليال عشر:
١- بالتنوين، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بالإضافة، وهى قراءة ابن عباس.
٣- وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ والوتر:
١- بفتح الواو وسكون التاء، وهى لغه قريش، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسر الواو، وهى لغة تميم، وهى قراءة الأغر، عن ابن عباس، وأبى رجاء، وابن وثاب، وقتادة، وطلحة، والأعمش، والحسن، بخلاف عنه، والأخوين.
٤- وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ يسر:
١- بحذف الياء وصلا ووقفا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإثباتها وصلا ووقفا، وهى قراءة ابن كثير.
٣- بياء فى الوصل، وبحذفها فى الوقف، وهى قراءة نافع، وأبى عمرو، بخلاف عنه.
١- مبنيا للمفعول، و «مثلها» رفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، و «مثلها» نصب، وهى قراءة ابن الزبير.
٩- وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ وثمود:
١- بالمنع من الصرف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالتنوين، وهى قراءة ابن وثاب.
١٥- فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ أكرمن:
قرئ:
١- بالياء، وهى قراءة ابن كثير.
٢- بالياء، وصلا وحذفها وقفا، وهى قراءة نافع.
٣- بحذفها، وصلا ووقفا، وهى قراءة باقى السبعة.
١٦- وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ فقدر:
١- بخف الدال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشدها، وهى قراءة أبى جعفر، وعيسى، وخالد، والحسن، بخلاف عنه، وابن عامر أهانن:
قرئ:
١- بالياء، وصلا ووقفا، وهى قراءة ابن كثير.
٢- بالياء، وصلا وحذفها وقفا، وهى قراءة نافع.
٣- بحذفها، وصلا ووقفا، وهى قراءة باقى السبعة.
قرئ:
١- بياء الغيبة، وهى قراءة الحسن، ومجاهد، وأبى رجاء، وقتادة، والجحدري، وأبى عمرو.
٢- بتاء الخطاب، وهى قراءة باقى السبعة.
وكذا «وتأكلون» الآية: ١٩، و «تحبون» الآية: ٢٠.
١٨- وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ تحاضون:
١- بفتح التاء والألف، وهى قراءة الأعمش.
وقرئ:
٢- بضم التاء والألف، وهى قراءة عبد الله، وعلقمة، وزيد بن على، وعبد الله بن المبارك، والشيرازي، عن الكسائي.
٢٥- فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ لا يعذب:
وقرئ:
١- بفتح الذال، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن سيرين، وابن أبى إسحاق، وسوار القاضي، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، وأبى بحرية، وسلام، والكسائي، ويعقوب، وسهل، وخارجة، عن أبى عمرو.
٢٦- وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ يوثق:
وقرئ:
بفتح الثاء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن سيرين، وابن أبى إسحاق، وسوار القاضي، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، وأبى بحرية، وسلام، والكسائي، ويعقوب، وسهل، وخارجة، عن أبى عمرو.
وثاقه:
١- بفتح الواو، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، ونافع، بخلاف عنهم.
١- بتاء التأنيث، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بغير تاء، وهى قراءة زيد بن على.
٢٩- فَادْخُلِي فِي عِبادِي عبادى:
١- جمعا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- عبدى، على الإفراد، وهى قراءة ابن عباس، وعكرمة، والضحاك، ومجاهد، وأبى جعفر، وأبى صالح، والكلبي، وأبى شيخ الهنائى، واليماني.
- ٩٠- سورة البلد
٦- يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً لبدا:
١- بضم اللام وفتح الباء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشد الباء، وهى قراءة أبى جعفر.
٣- بسكون الباء، وهى قراءة زيد بن على.
٤- بضمها، وهى قراءة ابن أبى الزناد.
١٣- فَكُّ رَقَبَةٍ فك:
قرئ:
١- فعلا ماضيا، وهى قراءة ابن كثير، والنحويين.
٢- مرفوعا، وهى قراءة باقى السبعة.
(- ٢٥- الموسوعة القرآنية- ج ٦)
١- بالهمزة، وهى قراءة أبى عمرو، وحمزة، وحفص.
وقرئ:
٢- بغير همز، وهى قراءة باقى السبعة.
- ٩١- سورة الشمس
١١- كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها بطغواها:
١- بفتح الطاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة الحسن، ومحمد بن كعب، وحماد بن سلمة.
١٤- فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها فدمدم:
١- بميم، بعد دالين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فدهدم، بهاء، وهى قراءة ابن الزبير.
١٥- وَلا يَخافُ عُقْباها ولا:
قرئ:
١- فلا، بالفاء، وهى قراءة أبى، والأعرج، ونافع، وابن عامر.
٢- ولا، بالواو، وهى قراءة باقى السبعة.
- ٩٢- سورة الليل
٢- وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى تجلى:
وقرئ:
٢- تتجلى، بتاءين، يعنى «الشمس»، وهى قراءة عبد الله بن عبيد بن عمير.
١٤- فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى تلظى:
١- بتاء واحدة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتاءين، وهى قراءة ابن الزبير، وزيد بن على، وطلحة، وسفيان بن عينية، وعبيد بن عمير.
٣- بتاء مشددة، وهى قراءة البزي.
١٨- الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى يتزكى:
١- مضارع «تزكى»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإدغام التاء فى الزاى، وهى قراءة الحسن بن على بن أبى طالب.
٢٠- إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى ابتغاء:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة ابن وثاب.
٣- ابتغا، مقصورا، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
- ٩٣- سورة والضحى
٦- أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى فآوى:
١- رباعيا، وهى قراءة الجمهور.
(م ٢٥- الموسوعة القرآنية ج ٦)
٢- فأوى، ثلاثيا، بمعنى: رحم، وهى قراءة أبى الأشهب العقيلي.
٨- وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى عائلا:
١- أي فقيرا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- عيلا، كسيد، بتشديد الياء المكسورة، وهى قراءة اليماني.
٩- فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ تقهر:
١- بالقاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالكاف بدل القاف، وهى لغة بمعنى قراءة الجمهور، وبها قرأ ابن مسعود، وإبراهيم التيمي.
- ٩٤- سورة الشرح
١- أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ نشرح:
١- بالجزم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالنصب، على تأويل «نشرحن»، فأبدلت النون ألفا، ثم حذفت تخفيفا، وهى قراءة أبى جعفر.
٧- فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ فرغت:
١- بفتح الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى لغة، وبها قرأ أبو السمال.
وقال الزمخشري: ليست بفصيحة.
١- بسكون الباء خفيفة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشدها مفتوحة.
٣- بكسر الصاد، أي: إذا فرغت من الرسالة فانصب خليفة، وهى قراءة فرقة من الإمامية.
قال ابن عطية، وهى قراءة شاذة، ضعيفة المعنى، لم تثبت عن عالم.
٨- وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ فأرغب:
١- أمرا من الثلاثي، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- فرغب، أمرا من «رغب»، بشد الغين.
- ٩٥- سورة التين
٢- وَطُورِ سِينِينَ سينين:
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح السين، وهى لغة بكر وتميم، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وعمرو بن ميمون، وأبى رجاء.
٣- سيناء، بكسر السين والمد، وهى قراءة عمر بن الخطاب، وعبد الله، وطلحة، والحسن.
٤- سيناء، بفتح السين والملد، وهى قراءة عمر أيضا، وزيد بن على.
٥- ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ سافلين:
١- منكرا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- السافلين، معرفا بالألف واللام، وهى قراءة عبد الله.
١- اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ اقرأ:
١- بهمزة ساكنة، وهى قراءة الجمهور.
قرئ:
٢- بحذفها، وهى قراءة الأعمش، عن أبى بكر، عن عاصم.
٧- أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى رآه:
١- بألف بعد الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بحذفها، وهى قراءة قنبل، بخلاف عنه.
١٦- ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ ناصبة كاذبة خاطئة:
قرئت:
١- بنصب الثلاثة، وهى قراءة أبى حيوة، وابن أبى عبلة، وزيد بن على.
٢- برفعها، عن الكسائي، فى رواية.
١٨- سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ سندع:
وقرئ:
سيدعى، بالياء، مبنيا للمفعول، و «الزبانية» رفع، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
- ٩٧- سورة القدر
٥- سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ مطلع:
١- بفتح اللام، وهى قراءة الجمهور.
٢- بكسرها، وهى قراءة أبى رجاء، والأعمش، وابن وثاب، وطلحة، وابن محيصن، والكسائي، وأبى عمرو، بخلاف عنه.
- ٩٨- سورة البينة
١- لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ والمشركين:
١- بالجر، عطفا على «أهل الكتاب»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- والمشركون، رفعا، عطفا على «الذين كفروا»، وهى قراءة بعض القراء.
٥- وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ مخلصين:
١- بكسر اللام، و «الدين» نصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة الحسن.
دين القيمة:
وقرئ:
الدين القيمة، وهى قراءة عبد الله.
٧- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ البرية:
١- بشد الياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالهمز، من «برأ»، وهى قراءة الأعرج، وابن عامر، ونافع.
١- إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها زلزالها:
١- بكسر الزاى، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة الجحدري.
٦- يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ ليروا:
١- بضم الياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها، وهى قراءة الحسن، والأعرج، وقتادة، وحماد بن سلمة، والزهري، وأبى حيوة، وعيسى، ونافع، فى رواية.
٧، ٨- فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ يره... يره:
١- بفتح الياء، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، فيهما، وهى قراءة الحسين بن على، وابن عباس، وعبد الله بن مسلم، وزيد بن على، والكلبي، وأبى حيوة، وخليد بن نشيط، وأبان، عن عاصم، والكسائي، فى رواية حميد بن الربيع.
٢- بسكون الهاء، فيهما، وهى قراءة هشام، وأبى بكر.
٤- بضمهما مشبعتين، وهى قراءة أبى عمرو.
٥- بإشباع الأولى، وسكون الثانية، وهى قراءة الجمهور.
٦- يراه... يراه، بالألف فيهما، وهى قراءة عكرمه.
٤- فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فأثرن:
١- بتخفيف الثاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشدها، وهى قراءة أبى حيوة، وابن أبى عبلة.
٥- فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً فوسطن:
١- بتخفيف السين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بشدها، وهى قراءة أبى حيوة، وابن أبى عبلة.
٩- أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ بعثر:
١- بالعين، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بحثر، بالحاء مبنيا للمفعول، وهى قراءة عبد الله.
٣- بحثر، بالحاء مبنيا للفاعل، وهى قراءة نصر بن عاصم.
٤- بحث، وهى قراءة الأسود.
١٠- وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ وحصل:
١- مبنيا للمفعول، مشدد الصاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للفاعل، مشدد الصاد، وهى قراءة ابن يعمر، ونصر بن عاصم، ومحمد بن أبى سعدان.
٣- مبنيا للفاعل، خفيف الصاد، وهى قراءة ابن يعمر أيضا، ونصر بن عاصم أيضا.
١- بكسر الهمزة وإثبات اللام، فى «لخبير»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتحها وإسقاط اللام، وهى قراءة أبى السمال.
- ١٠١- سورة القارعة
١، ٢- الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ القارعة.. ما القارعة:
١- بالرفع، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
٢- بالنصب، فيهما، على إضمار فعل، وهى قراءة عيسى.
٤- يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ يوم:
١- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالرفع، وهى قراءة زيد بن على.
٩- فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ فأمه:
١- بضم الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بكسرها، وهى قراءة طلحة.
١٠- وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ ماهيه:
قرئ:
١- بإثبات الهاء، التي هى هاء السكت، وهى قراءة الجمهور.
٢- بحذفها فى الوصل، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، والأعمش، وحمزة.
١- أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ألهاكم:
١- على الخبر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بالمد، على الاستفهام، وهى قراءة ابن عباس، وعائشة، ومعاوية، وأبى عمران الجونى، وأبى صالح، ومالك بن دينار، وأبى الجوزاء.
٣- بهمزتين، وهى قراءة الشعبي، وأبى العالية، وابن أبى عبلة، والكسائي، فى رواية.
٦- لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ لترون:
قرئ:
١- بضم التاء، وهى قراءة ابن عامر، والكسائي.
٢- بفتحها، وهى قراءة باقى السبعة، وعلى، وابن كثير، فى رواية، وعاصم، فى رواية.
- ١٠٣- سورة العصر
١- وَالْعَصْرِ والعصر:
وقرئ:
بكسر الصاد، وهى قراءة سلام.
٢- إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ خسر:
١- بالسكون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة ابن هرمز، وزيد بن على، وهارون، عن أبى بكر عن عاصم.
وقرئ:
بكسر الباء، إشماما، ورويت عن أبى عمرو.
- ١٠٤- سورة الهمزة
١- وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ همزة لمزة:
١- بفتح الميم، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بسكونها، فيهما، وهى قراءة الباقين.
٢- الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ جمع:
قرئ:
١- مشدد الميم، وهى قراءة الحسن، وأبى جعفر، وابن عامر، والأخوين.
٢- بتخفيفها، وهى قراءة باقى السبعة.
وعدده:
١- بشد الدال الأولى، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتخفيفها، وهى قراءة الحسن، والكلبي.
٤- كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ لينبذن:
١- بضمير الواحد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- لينبذان، بضمير الاثنين: الهمزة، وماله، وهى قراءة على، والحسن، بخلاف عنه، وابن محيصن، وحميد، وهارون، عن أبى عمرو.
١- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- الحاطمة، وهى قراءة زيد بن على.
٥- وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ الحطمة:
انظر: الآية: ٤.
٩- فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ عمد:
قرئ:
١- بضمتين، وهى قراءة الأخوين، وأبى بكر.
٢- بضم العين وسكون الميم، وهى قراءة هارون، عن أبى عمرو.
٣- بفتحهما، وهى قراءة باقى السبعة.
- ١٠٥- سورة الفيل
١- أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ تر:
وقرئ:
١- بسكون، وهو جزم بعد جزم، وهى قراءة السلمى.
٢- ترأ، بهمزة مفتوحة مع سكون الراء، وهى لغة لتيم.
٥- فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ مأكول:
١- بسكون الهمزة، وهو الأصل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الهمزة، إشباعا لحركة الميم، وهو شاذ، وهى قراءة أبى الدرداء، فيما نقل ابن خالويه.
١- لِإِيلافِ قُرَيْشٍ لإيلاف:
١- مصدر «آلف» رباعيا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- لإلف، وهى قراءة أبى جعفر، فيما حكى الزمخشري.
٢- إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ رحلة:
١- بكسر الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضمها، وهى قراءة أبى السمال.
٤- الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ من خوف:
١- بإظهار النون عند الخاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بإخفائها، وهى قراءة المسيبى، عن نافع.
- ١٠٧- سورة الماعون
٢- فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ يدع:
١- بضم الدال وشد العين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بفتح الدال وخف العين، وهى قراءة على، والحسن، وأبى رجاء، واليماني.
١- مضارع «حض»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- يحاض، مضارع «حاض»، وهى قراءة زيد بن على.
٦- الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ يراءون:
١- مضارع «راءى»، على وزن «فاعل»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مهموز، مقصورا مشددا، وهى قراءة الأشهب.
٣- على القراءة السابقة، ولكن بغير شد الهمز، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
- ١٠٨- سورة الكوثر
٣- إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ شانئك:
١- بالألف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بغير ألف، وهى قراءة ابن عباس.
- ١٠٩- سورة الكافرون
٦- لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ دين:
وقرئ:
١- بحذف الياء، وهى قراءة القراء السبعة.
٢- بإثباتها، وصلا ووقفا، وهى قراءة سلام.
٢- وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً يدخلون:
١- مبينا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن كثير، فى رواية.
- ١١١- سورة المسد
٢- ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ كسب:
وقرئ:
اكتسب، وهى قراءة عبد الله.
٣- سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ سيصلى:
١- بفتح الياء وسكون الصاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم الياء وفتح الصاد وشد اللام، وهى قراءة أبى، وابن مقسم، وعياش، فى اختياره ٤- وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ وامرأته:
١- على التكبير، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- ومريئته، بالهمز والتصغير، وهى قراءة ابن عباس.
٣- ومريته، بإبدال الهمزة ياء وإدغام ياء التصغير فيها، وهى قراءة ابن عباس أيضا.
حمالة الحطب:
١- حمالة، بالنصب، وهى قراءة الحسن، وزيد بن على، والأعرج، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، وابن محيصن، وعاصم.
٢- بالتنوين فى «حمالة»، وبلام الجر فى «الحطب».
- ١١٢- سورة الإخلاص
١، ٢- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ أحد الله:
وقرئ:
بحذف التنوين من «أحد»، لالتقائه مع لام التعريف، وهى قراءة أبان بن عثمان، وزيد بن على، ونصر بن عاصم، وابن سيرين، والحسن، وابن أبى إسحاق، وأبى عمرو، فى رواية يونس ومحبوب، والأصمعى، واللؤلئى، وعبيد، وهارون.
٤- وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ كفوا:
قرئ:
١- بضم الكاف وإسكان الفاء والهمز، وهى قراءة حمزة.
٢- بضم الكاف وإسكان الفاء وإبدال الهمزة واوا، وهى قراءة حفص.
٣- بضمهما، والهمز، وهى قراءة باقى السبعة.
٤- بضمهما وتسهيل الهمزة، وهى قراءة الأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، ونافع.
٥- كفاء، بكسر الكاف وفتح الفاء والمد، وهى قراءة سليمان بن على بن عبد الله بن عباس.
- ١١٣- سورة الفلق
٢- مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ شر ما خلق:
١- بإضافة «شر» إلى «ما»، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بتنوين «شر»، وهى قراءة عمرو بن فائد.
١- بالفتح، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
٢- بضم النون، وهى قراءة الحسن.
٣- النفاثات، وهى قراءة أبى عمرو، والحسن أيضا، وعبد الله بن القاسم، ويعقوب، فى رواية.
٤- النفاثات، بغير ألف، وهى قراءة الحسن أيضا، وأبى الربيع.
الباب الحادى عشر المعجم المفهرس
وينتظم:
(أ) ألفاظ القران الكريم (ب) أعلام القران الكريم
اإبر ١٤ ابراهيم إن ٢١ الأنبياء ب بر ٨٥ البروج بق ٢ البقرة بل ٩٠ البلد بن ٩٨ البينة بة ٩ التوبة. براءة ت تب ١١١ تبت. اللهب تحر ٦٦ التحريم تغ ٦٤ التغابن تك ٨١ التكوير تكا ١٠٥ التكاثر تي ٩٥ التين ج جا ٤٥ الجاثية جر ١٥ الحجر جع ٦٢ الجمعة جن ٧٢ الجن ح ح ٧١ نوح حب ٣٣ الأحزاب حج ٢٢ الحج حد ٥٧ الحديد حسن ٤١ حم السجدة حشر ٥٩ الحشر حق ٤٦ الأحقاف حما ٥٥ الرحمن خ خل ١١٢ الإخلاص د دخ ٤٤ الدخان ر رات ٤٩ الحجرات رف ٤٣ الزخرف روم ٣٠ الروم ز زم ٣٩ الزمر س سب ٣٤ سبأ سج ٣٢ الم السجدة سر ١٧ الإسراء سف ١٢ يوسف سلا ٧٧ المرسلات ش شرح ٩٤ الانشراح شع ٢٦ الشعراء شم ٩١ الشمس شو ٤٢ الشورى شية ٨٨ الغاشية ص ص ٣٨ ص صا ٣٧ الصافات صف ٦١ الصف ض ضح ٩٣ الضحى ط طف ٨٣ المطففين طق ٨٦ الطارق
وهى:
(أ) مرتبة لوفق حروف الهجاء (ب) مع كل لفظ إشارة إلى آيته وسورته
بسم الله الرحمن الرحيم
باب الهمزة
أبب أبّا عبس ٣١ وفاكهة وأبّا أبد أبدا بق ٩٥ ولن يتمنوه أبدا نسا ٥٧ و ١٢٢ و ١٦٩ خالدين فيها أبدا (ما ١١٩ بة ٢١ و ١٠٠ حب ٦٥ تغ ٩ طل ١١ بن ٨ جن ٢٣) ما ٢٤ انا لن ندخلها أبدا بة ٨٣ لن تخرجوا معي أبدا- ٨٤ ولا تصل على أحد منهم مات أبدا- ١٠٨ لا تقم فيه ابدا كه ٣ ماكثين فيه ابدا- ٢٠ ولن تفلحون إذا أبدا- ٣٥ ما أظن أن تبيد هذه أبدا- ٥٧ فلن يهتدوا إذا أبدا ور ٤ ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا- ١٧ أن تعودوا لمثله أبدا- ٢١ ما زكى منكم من أحد أبدا حب ٥٣ أزواجه من بعده أبدا فتح ١٢ والمؤمنون إلى أهليهم أبدا حشر ١١ ولا نطيع فيكم أحدا أبدا مت ٤ العداوة والبغضاء أبدا جع ٧ ولا يتمنونه أبدا إبريق أباريق قع ١٨ بأكواب وأباريق أبق أبق صا ١٤٠ إذ أبق إلى الفلك أبل إبل أبابيل نعم ١٤٤ ومن الإبل اثنين شية ١٧ أفلا ينظرون إلى الإبل في ٣ وأرسل عليهم طيرا أبابيل أبو أبا أبأ أبي حب ٤٠ ما كان محمد أبا أحد سف ٧٨ إن له أبا شيخا- ٩٣ فألقوه على وجه أبي شع ٨٦ واغفر لأبي أبت أبوك سف ٤ يا أبت إني رأيت- ١٠٠ يا أبت هذا تأويل مر ٤٢ يا أبت لم تعبد- ٤٣ يا أبت إني قد جاءني- ٤٤ يا أبت لا تعبد الشيطان- ٤٥- يا أبت إني أخاف قص ٢٦ يا أبت استأجره صا ١٠٢ يا أبت افعل ما تؤمر مر ٢٨ ما كان أبوك امرأ سوء أبوهما أبونا أبوهم كه ٨٢ وكان أبوهما صالحا
عبس ٣٥ وأمه وأبيه سف ٨ أحب إلى أبينا منا أبيكم أبيهم سف ٩ يخل لكم وجه أبيكم- ٥٩ ائتونى بأخ لكم من أبيكم- ٨١ ارجعوا إلى أبيكم حج ٧٨ ملة أبيكم ابرهيم سف ٦٣ فلما رجعوا إلى أبيهم أباه أبانا أباكم أباهم سف ٦١ سنراود عنه أباه- ٨ إن أبانا لفي ضلال مبين- ١١ يا أبانا مالك لا تأمنّا- ١٧ يا أبانا إنّا ذهبنا نستبق- ٦٣ يا أبانا منع منا الكيل- ٦٥ قالوا يا أبانا ما نبغي- ٨١ يا أبانا ان ابنك سرق- ٩٧ يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا- ٨٠ ألم تعلموا أن أباكم- ١٦ وجاءوا أباهم عشاء أبواه أبويك أبويه أبويكم نسا ١١ وورثه أبواه فلأمه الثلث كه ٨٠ فكان أبواه مؤمنين سف ٦ كما أتمها على أبويك- ٩٩ آوى إليه أبويه- ١٠٠ ورفع أبويه على العرش نساء ١٠ ولأبويه لكل واحد منهما عف ٢٧ كما أخرج أبويكم من الجنة آباء آباؤنا آباؤكم آباؤهم ور ٣١ أو ءاباء بعولتهن نعم ١٤٨ أشركنا ولا ءابآؤنا عف ١٧٣ إنما أشرك أبآؤنا نح ٣٥ نحن ولا آباؤنا مو ٨٣ لقد وعدنا نحن وآباؤنا نم ٦٧ اذا كنا ترابا وآباؤنا- ٦٨ وعدنا هذا نحن وآباؤنا سا ١٧ أو آباؤنا الأولون (قع ٤٨) نسا ١١ آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون- ٢٢ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم نعم ٩١ ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم بة ٤٥ إن كان آباؤكم وأبناؤكم سب ٤٣ يصدكم عما كان يعبد آباؤكم عف ٧١ سميتموها أنتم وآباؤكم (سف ٤٠ نجم ٢٣) أن ٥٤ أنتم وآباؤكم فى ضلال شع ٧٦ أنتم وآباؤكم الأقدمون بق ١٧٠ أو لو كان آباؤهم (ما ١٠٤) هد ١٠٩ الا كما يعبد آباؤهم يس ٦ ما أنذر آباؤهم آبائي آبائك آبائنا سف ٣٨ واتبعت ملة آبائي بق ١٣٣ نعبد إلهك وإله آبائك مو ٢٤ ما سمعنا بهذا في آبائنا (قص ٣٦) دخ ٣٦ فأتوا بآبائنا إن كنتم (جا ٢٤) آبائكم آبائهم آبائهن ور ٦١ او بيوت آبائكم شع ٢٦ ربكم ورب آبائكم الاولين (صا ١٢٦ دخ ٨) نعم ٨٧ ومن آبائهم وذرياتهم عد ٣٥ ومن صلح من آبائهم (مم ٨ كه ٥ من علم ولا لآبائهم حب ٥ ادعوهم لآبائهم هو أقسط ور ٣١ أو آبائهن آباءنا آباءكم بق ١٧٠ ألفينا عليه آباءنا ما ١٠٤ وجدنا عليه آباءنا (لق ٢١ يو ٧٨) عف ٢٨ قالوا وجدنا عليها آباءنا- ٩٥ قد مس آباءنا الضراء ان ٥٣ وجدنا آباءنا لها عابدين شع ٧٤ وجدنا آباءنا كذلك رف ٢٢ و ٢٣ وجدنا ءاباءنا على أمة بة ٢٣ لا تتخذوا آباءكم رف ٢٤ مما وجدتم عليه آباءكم بق ٢٠٠ كذكركم آباءكم آباءهم مو ٦٨ ما لم يأت أباءهم الأولين حب ٥ فإن لم تعلموا آباءهم
يأتى الله بأمره (بة ٢٥) - ٢٥٤ من قبل أن يأتى يوم (ابر ٣١ روم ٤٣ شو ٤٧) ما ٥٢ أن يأتى بالفتح نعم ١٥٨ أو يأتى ربك أو يأتى بعض عد ٣١ حتى يأتى وعد الله- ٣٨ أن يأتى بآية (مم ٧٨) نح ٣٣ أو يأتى أمر ربك منا ١٠ أن يأتي أحدكم الموت بق ١٤٨ أينما تكونوا يأت بكم الله عمر ١٦١ ومن يغلل يأت بما غل نسا ١٣٣ ويأت بآخرين هد ١٠٥ يوم يأت لا تكلم نفس سف ٩٣ يأت بصيرا ابر ١٩ ويأت بخلق (فط ١٦) نح ٧٦ أينما يوجهه لا يأت بخير طه ٧٤ إنه من يأت ربه مجرما مو ٦٨ ما لم يأت آباءهم
يأتينك تأتونى مر ٣٨ وأبصر يوم يأتوننا بق ٨٥ وأن يأتوكم أسارى. عمر ١٢٥ ويأتوكم من فورهم هذا بق ٢٦٠ ثم ادعهن يأتينك سعيا سف ٦٠ فإن لم تأتوني به.
تأتوننا تأتنني نأتيكم نأتينك صا ٢٨ كنتم تأتوننا عن اليمين سف ٦٦ مؤثقا من الله لتأتنني به ابر ١١ أن نأتيكم بسلطان طه ٥٨ فلنأتينك بسحر مثله نأتينهم ائت ائتيا نم ٣٧ فلنأتينهم بجنود يو ١٥ ائت بقرآن غير هذا شع ١٠ آن ائت القوم الظالمين بق ٢٥٨ فأت بها من المغرب عف ١٠٦ فأت بها إن كنت من شع ٣١ قال فأت به إن كنت- ١٥٤ فأت بآية حس ١١ ائتيا طوعا أو كرها شع ١٦ فأتيا فرعون فقولا اؤتوا ائتنا أئتياه طه ٦٤ ثم ائتوا صفا جا ٢٥ ائتوا بآبائنا (دخ ٣٦) بق ٢٣ فأتوا بسورة من مثله- ٢٢٣ فأتوا حرثكم أنى شئتم عمر ٩٣ فأتوا بالتوراة فاتلوها يو ٣٨ قل فأتوا بسورة مثله هد ١٣ فأتوا بعشر سور مثله أن ٦١ فأتوا به على أعين الناس قص ٤٩ فأتوا بكتاب من عند الله صا ١٥٧ فأتوا بكتابكم إن كنتم بق ١٨٩ وأتوا البيوت من أبوابها نعم ٧١ يدعونه إلى الهدى ائتنا عف ٧٠ و ٧٧ ائتنا بما تعدنا (هد ٣٢ حق ٢٢) نف ٣٢ أو ائتنا بعذاب اليم عك ٢٩ ائتنا بعذاب من الله طه ٤٧ فأتياه فقولا إنا رسولا ائتوني ائتونا ائتوهن يو ٧٩ ائتوني بكل ساحر سف ٥٠، ٥٤ وقال الملك ائتوني به- ٥٩ ائتوني باخ لكم حق ٤ ائتوني بكتاب سف ٩٣ وأتوني بأهلكم أجمعين نم ٣١ وأتوني مسلمين ابر ١٠ فأتونا بسلطان مبين
وآتيناهم آياتنا دخ ٣٣ وآتيناهم من الآيات جا ١٧ وآتيناهم بينات يؤتي يؤت تؤتي بق ٢٤٧ يؤتي ملكه من يشاء- ٢٦٩ يؤتى- الحكمة من يشاء نسا ١٤٦ يؤت الله المؤمنين لل ١٨ الذي يؤتي ماله يتزكى ما ٢٢ ما لم يؤت أحدا نسا ٤٠ ويؤت من لدنه أجرا هد ٣ ويؤت كل ذى فضله فضله عمر ٢٦ تؤتي الملك من تشاء ابر ٢٥ تؤتي أكلها كل حين يؤتون يؤتوا تؤتوا يؤتين نسا ٥٣ لا يؤتون الناس نقيرا مو ٦٠ والذين يؤتون ما أتوا حس ٧ الذين لا يؤتون الزكوة ور ٢٢ أن يؤتوا أولى القربى ما ٥٥ ويؤتون الزكوة (عف ١٥٦ بة ٧١ نم ٣ لق ٤) بن ٥ ويؤتوا الزكوة نسا ٥ ولا تؤتوا السفهاء أموالكم كه ٤٠ أن يؤتين خيرا من يؤتيه يؤتينا عمر ٧٣ يؤتيه من يشاء (ما ٥٤ حد ٢١، ٢٩ جع ٤) فتح ١٠ فسيؤتيه أجرا عظيما عمر ٧٩ أن يؤتيه الله الكتاب بة ٥٩ سيؤتينا الله من فضله يؤتكم يؤتيهم تؤتون نف ٧٠ يؤتكم خيرا مما أخذ منكم محمد ٣٦ يؤتكم أجوركم.
فتح ١٦ يؤتكم الله أجرا حسنا حد ٢٨ يؤتكم كفلين من رحمته نسا ١٥٢ سوف يؤتيهم أجورهم هد ٣١ لن يؤتيهم الله خيرا سف ٦٦ حتى تؤتون موثقا تؤتونهن تؤتوه تؤتوها نسا ١٢٧ اللّاتي لا تؤتونهن ما كتب ما ٤١ وإن لم تؤتوه فاحذروا بق ٢٧١ وتؤتوها الفقراء نؤتيه نؤته نؤتها نؤتيهم نسا ٧٤ و ١١٤ فسوف نؤتيه أجرا عمر ١٤٥ ثواب الدنيا نؤته منها- ثواب الآخرة نؤته منها شو ٢٠ حرث الدنيا نؤته منها حب ٣١ نؤتها أجرها مرتين نسا ١٦٢ سنؤتيهم أجرا عظيما آت آتوا آتين سر ٢٦ وآت ذا القربى حقه (روم ٣٨) مت ١١ فأتوا الذين ذهبت أزواجهم بق ٤٣، ٨٣، ١١٠ وآتوا الزكوة (نسا ٧٦ حج ٧٨ ور ٥٦ مجا ١٣ مل ٢٠) نسا ٢ وآتوا اليتامى أموالهم- ٤ واتوا النساء صدقاتهن نعم ١٤١ وآتوا حقه يوم حصاده حب ٣٣ وآتين الزكوة آتنا آتهم بق ٢٠٠، ٢٠١ ربنا آتنا في الدنيا كه ١٠ ربنا آتنا من لدنك- ٦٢ آتنا غدآءنا عمر ١٩٤ ربنا وآتنا ما وعدتنا حب ٦٨ آتهم ضعفين من العذاب عف ٣٨ فآتهم عذابا ضعفا
إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه- ٢٠٣ في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه عمر ١٧٨ إنما نملى لهم ليزدادوا إثما نسا ٤٨ ومن يشرك بالله فقد افترى إثما- ٥٠ وكفى به إثما مبينا- ١١١ ومن يكسب إثما فإنما- ١١٢ ومن يكسب خطيئة أو إثما ما ١٠٧ على أنهما استحقا إثما نسا ٢٠ أتأخذونه بهتانا وإثما- ١١٢ فقد احتمل بهتانا وإثما حب ٥٨ فقد احتملوا بهتانا وإثما إثمه إثمهما إثمى إثمك بق ١٨١ فإنما إثمه على الذين يبدلونه- ٢١٩ وإثمهما أكبر من نفعهما ما ٢٩ أريد أن تبوء بإثمى وإثمك آثاما آثم آثما الآثمين فر ٦٨ ومن يفعل ذلك يلق أثاما بق ٢٨٣ ومن يكتمها فإنه آثم قلبه هر ٢٤ ولا تطع آثما ما ١٠٦ إنا إذا لمن الآثمين أثيم أثيما الأثيم بق ٢٧٦ لا يحب كل كفار أثيم شع ٢٢٢ تنزل على كل أفاك أثيم جا ٧ وبل لكل أفاك أثيم ن ١٢ مناع للخير معتد أثيم طف ١٢ إلا كل معتد أثيم نسا ١٠٧ من كان خوانا أثيما دخ ٤٤ طعام الأثيم تأثيم تأثيما طو ٢٣ لا لغو فيها ولا تأثيم قع ٢٥ لغوا ولا تأثيما أجج أجاج أجاجا فر ٥٣ وهذا ملح أجاج (قط ١٢ قع ٧٠ لو نشاء جعلناه أجاجا
يجري لأجل مسمى (فط ١٣ زم ٥) روم ٨ إلا بالحق وأجل مسمى (حق ٣) عك ٥ فإن أجل الله لآت ح ٤ إن أجل الله إذا جاء سر ٩٩ وجعل لهم أجلا لا ريب مم ٦٧ ولتبلغوا أجلا مسمى الأجل الأجلين قص ٢٩ فلما قضى موسى الأجل- ٢٨ أيما الأجلين قضيت أجله أجلها بق ٢٨٢ صغيرا أو كبيرا إلى أجله- ٢٣٥ حتى يبلغ الكتاب أجله منا ١١ إذا جاء أجلها جر ٥ ما تسبق من أمة أجلها أجلنا أجلهم أجلهن مؤجلا نعم ١٢٨ وبلغنا أجلنا الذي أجلت عف ٣٤ فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون (نح ٦١) - ١٨٥ قد اقترب أجلهم يو ١١ لقضي إليهم أجلهم- ٤٩ إذا جاء أجلهم فط ٤٥ فإذا جاء أجلهم فإن الله طل ٤ أجلهن إن يضعن حملهن بق ٢٣١، ٢٣٢ فبلغن أجلهن- ٢٣٤ فإذا بلغن أجلهن (طل ٢) عمر ١٤٥ كتابا مؤجلا أحد أحد أحدا عمر ٧٣ أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم نسا ٤٣ أو جاء أحد منكم من الغائط (ما ٦) بة ٦ وإن أحد من المشركين هد ٨١ ولا يلتفت منكم أحد (جر ٦٥) جن ٢٢ لن يجيرني من الله أحد فجر ٢٥ لا يغتب عذابه أحد- ٢٦ ولا يوثق وثاقه أحد بل ٥ لن يقدر عليه أحد- ٧ أيحسب أن لم يره أحد خل ١ قل هو الله أحد- ٤ ولم يكن له كفوا أحد بق ١٠٢ وما يعلمان من أحد- وما هم بضآرين به من أحد- ١٣٦ لا تفرّق بين أحد منهم (عمر ٨٤) - ٢٨٥ لا تفرق بين أحد من رسله عمر ١٥٣ ولا تلوون على أحد نسا ١٥٢ ولم يفرقوا بين أحد منهم عف ٨٠ ما سبقكم بها من أحد (عك ٢٨) بة ٨٤ ولا تصل على أحد منهم- ١٢٧ هل يراكم من أحد مر ٩٨ هل تحسّ منهم من أحد ور ٢١ ما زكى منكم من أحد أبدا حب ٤٠ أبا أحد من رجالكم فط ٤١ إن أمسكهما من أحد قة ٤٧ فما منكم من أحد
أخذتكم عت ٢٥ فأخذه الله نكال الآخرة بق ٢٠٦ أخذته العزّة بالإثم عك ٤٠ ومنهم من أخذته عمر ١١ فأخذهم الله بذنوبهم (نف ٥٢ مم ٢١) نح ١١٣ فأخذهم العذاب (شع ١٥٨) شع ١٨٩ فأخذهم عذاب يوم عك ١٤ فأخذهم الطوفان مم ٢٢ فكفروا فأخذهم الله قة ١٠ فأخذهم أخذة رابية عف ١٥٥ فلما أخذتهم الرجفة نسا ١٥٣ فأخذتهم الصاعقة عف ٧٨، ٩١ فأخذتهم الرجفة (عك ٣٧) جر ٧٣، ٨٣ فأخذتهم الصيحه (مو ٤١) حس ١٧ فأخذتهم صاعقة العذاب يا ٤٤ فأخذتهم الصاعقة وهم بق ٥٥ فأخذتكم الصاعقة أخذتها أخذتهم أخذناه أخذناهم حج ٤٨ ثم أخذتها وإلى المصير عد ٣٢ ثم أخذتهم فكيف كان عقاب حج ٤٤ ثم أخذتهم فكيف كان نكير مم ٥ فأخذتهم فكيف كان قص ٤٠ فأخذناه وجنوده (يا ٤٠ مل ١٦ فأخذناه أخذا وبيلا نعم ٤٤ أخذناهم بغتة (عف ٩٥) مو ٧٦ ولقد أخذناهم بالعذاب نعم ٤٢ فأخذناهم بالبأساء عف ٩٦ فأخذناهم بما كانوا قمر ٤٢ وأخذناهم أخذ عزيز رف ٤٨ وأخذناهم بالعذاب يأخذ تأخذ كه ٧٩ وراءهم ملك يأخذ بة ١٠٤ ويأخذ الصدقات سف ٧٦ ما كان ليأخذ أخاه طه ٩٤ لا تأخذ بلحيتي يأخذون يأخذوا تأخذوا نأخذ عف ١٦٩ يأخذون عرض هذا- ١٤٥ قومك يأخذوا بأحسنها نسا ١٠٢ وليأخذوا أسلحتهم- وليأخذوا حذرهم بق ٢٢٩ ولا يحل لكم أن تأخذوا نسا ٢٠ فلا تأخذوا منه شيئا سف ٧٩ قال معاذ الله أن نأخذ يأخذه تأخذه يأخذهم يأخذكم طه ٣٩ يأخذه عدوّ لي بق ٢٥٥ القيوم لا تأخذه سنة عف ٧٣ فيأخذكم عذاب (هد ٦٤ شع ١٥٦) نح ٤٦ أو يأخذهم في تقلبهم- ٤٧ أو يأخذهم على تخوف تأخذكم تأخذهم تأخذونه ور ٢ ولا تأخذكم بهما رأفة يس ٤٩ إلا صيحة واحدة تأخذهم، نسا ٢١ وكيف تأخذونه وقد- ٢٠ أتأخذونه بهتانا وإثما يأخذوه يأخذونها تأخذونها تأخذوها عف ١٦٩ عرض مثله يأخذوه مم ٥ برسولهم ليأخذوه فتح ١٩ ومغانم كثيرة يأخذونها- ٢٠ مغانم كثيرة تأخذونها- ١٥ إلى مغانم لتأخذوها خذ خذها خذوا عف ١٩٩ خذ العفو بة ١٠٣ خذ من أموالهم صدقة مر ١٢ يا يحي خذ الكتاب بق ٢٦٠ فخذ أربعة من الطير عف ١٤٤ فخذ ما آتيتك سف ٧٨ فخذ أحدنا مكانه ص ٤٤ وخذ بيدك ضغثا طه ٢١ قال خذها ولا تخف عف ١٤٥ فخذها بقوة وأمر بق ٦٣، ٩٣ خذوا ما آتيناكم بقوة (عف ١٧١) نسا ٧١، ١٠٢ خذوا حذركم عف ٣١ يا بنى آدم خذوا زينتكم
جن ٣ ما اتخذ صاحبة ولا مل ١٩ فمن شاء اتخذ إلى ربه هر ٢٩ عم ٣٩) كه ٦١ فاتخذ سبيله في البحر نسا ١٢٥ واتخذ الله ابراهيم خليلا عف ١٤٨ واتخذ قوم موسى سر ٤٠ واتخذ من الملائكة إناثا كه ٦١ واتخذ سبيله في البحر عك ٤١ كمثل العنكبوت اتخذت مر ١٧ فاتخذت من دونهم اتخذت اتخذوا شع ٢٩ لئن اتخذت إلها غيري كه ٧٧ لو شئت لا تخذت عليه فر ٢٧ يا ليتني اتخذت مع الرسول نسا ١٥٣ ثم اتخذوا العجل ما ٥٧ الذين اتخذوا دينكم هزوا نعم ٧٠ وذر الذين اتخذوا دينهم عف ٣٠ إنّهم اتخذوا الشياطين- ٥١ الذين اتخذوا دينهم لهوا- ١٥٢ إن الذين اتخذوا العجل بة ٣١ اتخذوا أحبارهم- ١٠٧ والذين اتخذوا مسجدا كه ١٥ اتخذوا من دونه آلهة (أن ٢٤) أن ٢١ أم اتخذوا آلهة من الأرض فر ٣٠ اتخذوا هذا القرآن عك ٤١ اتخذوا من دون الله (جا ١٠ مر ٨١ يس ٧٤ زم ٤٣) زم ٣ اتخذوا من دونه أولياء (شو ٦، ٩) حق ٢٨ فلولا نصرهم الذين اتخذوا مجا ١٦ اتخذوا أيمانهم جنة (منا ٢) كه ٥٦، ١٠٦ واتخذوا آياتي فر ٣ واتخذوا من دونه آلهة اتخذتم اتخذها اتخذوها بق ٥١، ٩٢ ثم اتخذتم العجل عك ٢٥ إنما اتخذتم من دون الله جا ٣٥ اتخذتم آيات الله هزوا بق ٨٠ أتخذتم عند الله عهدا عد ١٦ أفاتخذتم من دونه أولياء جا ٩ اتخذها هزوا ما ٥٨ اتخذوها هزوا اتخذوه اتخذوهم اتخذوك عف ١٤٨ اتخذوه وكانوا ظالمين ما ٨١ اتخذوهم أولياء سر ٧٣ وإذا لاتخذوك خليلا اتخذتموه اتخذتموهم اتخذناه اتخذناهم هد ٩٢ واتخذتموه وراءكم ظهريا مو ١١٠ فاتخذتموهم سخريا أن ١٧ لاتخذناه من لدنا ص ٦٣ اتخذناهم سخريّا
ذنبك وما تأخر مد ٣٧ أن يتقدم أو يتأخر يستأخرون تستأخرون عف ٣٤ لا يستأخرون ساعة ولا (يو ٤٩ نح ٦١) جر ٥ وما يستأخرون (مو ٤٣ سب ٣٠ لا تستأخرون عنه ساعة آخر الآخر ص ٥٨ وآخر من شكله أزواج جر ٩٦ يجعلون مع الله إلها آخر سر ٢٢، ٣٩ لا تجعل مع الله إلها آخر مو ١٤ ثم انشأناه خلقا آخر- ١١٧ ومن يدع مع الله الها آخر فر ٦٨ لا يدعون مع الله إلها آخر شع ٢١٣ فلا تدع مع الله إلها آخر (قص ٨٨) ق ٢٦ جعل مع الله إلها آخر يا ٥١ ولا تجعلوا مع الله إلها آخر بة ١٠٢ وآخر سيئا سف ٣٦ وقال الآخر إنى أرانى- ٤١ وأما الآخر فيصلب ما ٢٧ ولم يتقبل من الآخر آخران آخرون آخرين الآخرين ما ١٠٦ وآخران من غيركم- ١١٠ فآخران يقومان فر ٤ وأعانه عليه قوم آخرون بة ١٠٢ وآخرون اعترفوا- ١٠٦ وآخرون مرجون مل ٢٠ وآخرون يضربون في الارض- وآخرون يقاتلون في سبيل الله نسا ٩١ ستجدون آخرين ما ٤١ سماعون لقوم آخرين نعم ٦ وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين (مو ٣١) - ١٣٣ من ذرية قوم آخرين أن ١١ وأنشأنا بعدها قوما آخرين مو ٤٢ من بعدهم قرونا آخرين دخ ٢٨ وأورثناهم قوما آخرين نسا ١٣٣ ويأت بآخرين نف ٦٠ وآخرين من دونهم ص ٣٨ وآخرين مقرّبين جع ٣ وآخرين منهم يلحقوا شع ٦٤ وأزلفنا ثم الآخرين- ٦٦ ثم أغرقنا الآخرين (صا ٨٢) - ١٧٢ ثم دمرنا الآخرين (صا ١٣٦) أخرى الأخرى أخر نسا ١٠٢ ولتأت طائفة أخرى نعم ١٩ أن مع الله آلهة أخرى- ١٦٤ ولا تزر وازرة وزر أخرى (سر ١٥ فط ٧ زم ٧) سر ٦٩ يعيدكم فيه تارة أخرى طه ١٨ ولي فيها مآرب أخرى- ٢٢ آية أخرى- ٣٧ ولقد مننا عليك مرة أخرى طه ٥٥ ومنها نخرجكم تارة أخرى زم ٦٨ ثم نفخ فيه أخرى نجم ١٣ ولقد رآه نزلة أخرى
الآخرة- وما له في الآخرة من نصيب حد ٢٠ وفي الآخرة عذاب شديد حشر ٣ ولهم في الآخره عذاب مت ١٣ قد يئسوا من الآخرة عت ٢٥ فأخذه الله نكال الآخرة بق ٨٦ اشتروا الحبوة الدنيا بالآخرة نسا ٧٤ يشرون الحياة الدنيا بالآخرة نعم ٩٢ والذين يؤمنون بالآخرة- ١١٣، ١٥٠ لا يؤمنون بالآخرة (نح ٢٢، ٦٠ سر ١٠، ٤٥ مو ٧٤ نم ٤ سب ٨ زم ٤٥ نجم ٢٧) عف ٤٥ وهم بالآخرة كافرون هد ١٩ وهم بالآخرة هم كافرون (سف ٣٧ حس ٧) نم ٣ وهم بالآخرة هم يوقنون (لق ٤) سب ٢١ لنعلم من يؤمن بالآخرة بق ٤ وبالآخرة هم يوقنون- ٢١٧، ٢٢٠ في الدنيا والآخرة (عمر ٢٢ و ٤٥ و ٥٦ بة ٦٩ و ٧٤ سف ١٠١ حج ١٥ ور ١٤، ١٩، ٢٣ حب ٥٧) نسا ١٣٤ فعند الله ثواب الدنيا والآخرة قص ٧٠ له الحمد في الأولى والآخرة «منصوبا» عمر ١٥٢ ومنكم من يريد الآخرة نف ٦٧ والله يريد الآخرة سر ١٩ ومن أراد الآخرة قص ٧٧ وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة عك ٢٠ الله ينشيء النشأة الآخرة- ٦٤ وإن الدار الآخرة لهي حب ٢٩ تردن الله ورسوله والدار الآخرة زم ٩ وقائما يحذر الآخرة مم ٣٩ وإن الآخرة هي دار مد ٥٣ كلّا بل لا يخافون الآخرة قيا ٢١ وتذرون الآخرون لل ١٣ وإن لنا للآخرة والأولى حج ١١ خسر الدنيا والآخرة المستأخرين جر ٢٤ ولقد علمنا المستأخرين اخو أخ الأخ أخا نسا ١٢ له أخ أو أخت سف ٧٧ فقد سرق أخ له من قبل- ٥٩ ائتوني بأخ لكم من أبيكم نسا ٢٣ وبنات الأخ حق ٢١ واذكر أخا عاد إخوة إخوان إخوانا سف ٥٨ وجاء إخوة يوسف نسا ١١ فإن كان له إخوة فلامه رات ١٠ إنما المؤمنون إخوة نسا ١٧٦ وإن كانوا إخوة رجالا ق ١٣ وفرعون وإخوان لوط سر ٢٧ كانوا إخوان الشياطين عمر ١٠٣ فأصبحتم بنعمته اخوانا جر ٤٧ ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا أخي أخوك أخيك ما ٣١ فأواري سوأة أخي سف ٩٠ أنا يوسف وهذا أخي طه ٣٠ هرون أخي ص ٢٣ إن هذا أخي عف ١٥١ رب اغفر لى ولأخي ما ٢٥ لا أملك إلا نفسي وأخي قص ٣٤ وأخى هرون هو أفصح سف ٦٩ قال إنى أنا أخوك طه ٤٢ اذهب أنت وأخوك
أذن أذنت يأذن ائذن ائذنوا يو ٥٩ قل الله أذن لكم طه ١٠٩ إلا من أذن له الرحمن (عم ٣٨) ور ٣٦ في بيوت أذن الله سب ٢٣ إلا لمن أذن له نشق ٢ و ٥ وأذنت لربها وحقت بة ٤٣ لم أذنت لهم سف ٨٠ حتى يأذن لي أبى نجم ٢٦ إلا من بعد أن يأذن شو ٢١ ما لم يأذن به الله بة ٤٩ ائذن لي ولا تفتني ور ٦٢ فأذن لمن شئت منهم بق ٢٧٩ فأذنوا بجرب من الله أذن يؤذن حج ٣٩ أذن للذين يقاتلون نح ٨٤ ثم لا يؤذن للذين كفروا سلا ٣٦ ولا يؤذن لهم فيعتذرون ور ٢٨ فلا تدخلوها حتى يؤذن حب ٥٣ إلا أن يؤذن لكم بة ٩١ من الأعراب ليؤذن لهم آذن آذنتكم آذناك تأذّن عف ١٢٣ قبل أن آذن لكم (طه ٧١ شع ٤٩) أن ١٠٩ فقل آذنتكم على سواء حسن ٤٧ آذناك ما منا من شهيد عف ١٦٧ وإذ تأذّن ربك ابر ٧ وإذ تأذّن ربكم استأذن استأذنك استأذنوك ور ٥٩ كما استأذن الذين بة ٨٦ استأذنك أولو الطول ور ٦٢ فإذا استأذنوك لبعض بة ٨٣ فاستأذنوك للخروج يستأذن يستأذنوا يستأذنوك حب ١٣ ويستأذن فريق منهم ور ٥٩ فليستأذنوا كما استأذن بة ٤٤ لا يستأذنك الذين- ٤٥ انما يستأذنك الذين يستأذنكم يستأذنوك يستأذنوه ور ٥٨ ليستأذنكم الذين ملكت بة ٩٣ على الذين يستأذنونك ور ٦٢ لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أذان أذّن مؤذن بة ٣ وأذان من الله ورسوله سف ٧٠ ثم أذّن مؤذن عف ٤٤ فأذن مؤذن بينهم حج ٢٧ وأذن في الناس بالحج إذن إذني إذنه بق ٩٧ نزّله على قلبك بإذن الله- ١٠٢ من أحد إلا بإذن الله- ٢٤٩ فئة كثيرة بإذن الله- ٢٥١ فهزموهم بإذن الله عمر ٤٩ فيكون طيرا بإذن الله- وأحيي الموت بإذن الله- ١٤٥ أن تموت إلا بإذن الله نسا ٢٥ فانكحوهن بإذن أهلهن- ٦٤ إلا ليطاع بإذن الله عف ٥٨ يخرج نباته بإذن ربه نف ٦٦ يغلبوا ألفين بإذن الله يو ١٠٠ أن تؤمن إلا بإذن الله عد ٣٨ أن يأتي بآية إلا بإذن الله (مم ٧٨) ابر ١ إلى النور بإذن ربهم- ١١ إن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله- ٢٣ خالدين فيها بإذن ربهم- ٢٥ كل حين بإذن ربها سب ١٢ بين يديه بإذن ربه فط ٣٢ ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله مجا ١٠ وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله تغ ١١ ما أصاب من مصيبه إلا بإذن الله
نجم ٥٧ أزفت الآزفة مم ١٨ وأنذرهم يوم الآزفة أسس أسّس أسّس بة ١٠٩ أفمن أسّس بنيانه على- أم من أسّس- ١٠٨ لمسجد أسّس على التقوى استبرق استبرق هر ٢١ ثياب سندس خضر واستبرق حما ٥٤ بطائنها من استبرق كه ٣١ من سندس واستبرق (دخ ٥٣) أسر تأسرون أسرهم أسيرا حب ٢٦ فريقا تقتلون وتأسرون فريقا هر ٢٨ وشددنا أسرهم- ٨ مسكينا ويتيما وأسيرا أسرى الأسرى أسارى نف ٦٧ أن يكون له أسرى- ٧٠ قل لمن في أيديكم من الأسرى بق ٨٥ وإن يأتوكم أسارى أسف آسفونا أسفا أسفي أسفا رف ٥٥ فلما آسفونا انتقمنا منهم كه ٦ إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا سف ٨٤ وقال يا أسفى على يوسف عف ١٥٠ إلى قومه غضبان أسفا (طه ٨٦) أسن آسن محمد ١٥ فيها أنهار من ماء غير آسن أسو أسوة حب ٢١ لكم في رسول الله أسوة مت ٤ لكم أسوة حسنة- ٦ لكم فيه أسوة حسنة أسى تأس آسى تأسوا ما ٢٦ ٦٨ فلا تأس على القوم عف ٩٣ فكيف آسى على قوم حد ٢٣ لكيلا تأسوا على ما فاتكم أشر أشر الأشر قمر ٢٥ بل هو كذاب أشر- ٢٦ سيعلمون غدا من الكذاب الأشر أصد مؤصدة بل ٢٠ عليهم نار مؤصدة هم ٨ إنها عليهم مؤصدة أصر أصرا اصري إصرهم بق ٢٨٦ ربنا ولا تحمل علينا إصرا عمر ٨١ وأخذتم على ذلكم اصرى عف ١٥٧ ويضع عنهم إصرهم أصل أصل أصلها أصولها أصيلا الآصال صا ٦٤ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ابر ٢٤ أصلها ثابت وفرعها حشر ٥ قائمة على أصولها
ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا أن ٨ جعلناهم جسدا لا يأكلون بس ٣٣ حبا فمنه يأكلون- ٧٢ فمنها ركوبهم ومنها يأكلون بة ٣٤ ليأكلون أموال الناس فر ٢٠ إلا أنهم ليأكلون الطعام محمد ١٢ ويأكلون كما تأكل جر ٣ ذرهم يأكلوا ويتمتعوا بس ٣٥ ليأكلوا من ثمره سف ١٤ سبع شداد يأكلن تأكلون تأكلوا تأكل عمر ٤٩ وأنبئكم بما تأكلون سف ٤٧ إلا قليلا مما تأكلون نح ٥ ومنافع ومنها تأكلون مو ١٩ و ٢١ كثيرة ومنها تأكلون- ٣٣ يأكل مما تأكلون منه فط ١٢ ومن كل تأكلون لحما صا ٩١ فقال ألا تأكلون (يا ٢٧) مم ٧٩ لتركبوا منها ومنها تأكلون رف ٧٣ كثيرة منها تأكلون فجر ١٩ وتأكلون التراث بق ١٨٨ ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل (نسا ٢٩) عمر ١٣٠ لا تأكلوا الربوا أضعافا نسا ٢ ولا تأكلوا أموالهم نعم ١١٩ وما لكم ألا تأكلوا مما- ١٢١ ولا تأكلوا مما لم يذكر ور ٦١ أن تأكلوا من بيوتكم- ان تأكلوا جميعا أو أشتاتا بق ١٨٨ لتأكلوا فريقا فح ١٤ لتأكلوا منه لحما طريا ما ١١٣ قالوا نريد أن نأكل منها يأكله يأكلهن تأكله تأكلوها قة ٣٧ لا يأكله إلا الخاطئون سف ١٣ وأخاف أن يأكله- ٤٣ و ٤٦ يأكلهن سبع عجاف عمر ١٨٣ حتى يأتينا بقربان تأكله نسا ٦ ولا تأكلوها إسرافا كلى كلا كلوا كلوه نح ٦٩ ثم كلى من كل الثمرات مر ٢٦ فكلى واشربى عف ١٩ فكلا من حيث شئتما بق ٣٥ وكلا منها رغدا- ٥٧ و ١٧٢ كلوا من طيبات ما رزقناكم (عف ١٥٩ طه ٨١) بق ٦٠ كلوا واشربوا من رزق الله- ١٦٨ كلوا مما فى الأرض حلالا نعم ١٤١ كلوا من ثمره إذا أثمر- ١٤٢ كلوا مما رزقكم الله (نح ١١٤ ما ٨٨) له ٥٤ كلوا وارعوا أنعامكم مو ٥١ كلوا من الطيبات سب ١٥ كلوا من رزق ربكم طو ١٩ كلوا واشربوا هنيئا (قة ٣٤ سلا ٤٣) سلا ٤٦ كلوا وتمتعوا قليلا بق ٥٨ فكلوا منها حيث شئتم (عف ١٦١) ما ٤ فكلوا مما أمسكن عليكم نعم ١١٨ فكلوا مما ذكر اسم الله عليه نف ٦٩ فكلوا مما غنمتم حلالا حج ٢٨ و ٣٦ فكلوا منها وأطعموا بق ١٨٧ وكلوا واشربوا حتى عف ٣٠ وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ملك ١٥ وكلوا من رزقه نسا ٤ فكلوه هنيئا مريئا أكلا أكلهم أكل الأكل فجر ١٩ وتأكلون التراث أكلا لما نسا ١٦١ وأكلهم أموال الناس ما ٦٢ و ٦٣ وأكلهم السحت سب ١٦ جنتين ذواتى أكل خمط عد ٤ بعضها على بعض فى الأكل
عمر ٢١ فبشرهم بعذاب أليم (بة ٣٤ نشق ٢٤) نف ٣٢ أو ائتنا بعذاب أليم بة ٣ وبشر الذين كفروا بعذاب أليم هد ٢٦ أخاف عليكم عذاب يوم أليم حج ٢٥ نذقه من عذاب أليم حس ٤٣ وذو عقاب أليم رف ٦٥ من عذاب يوم أليم جا ٨ فبشره بعذاب أليم (لق ٧) حق ٣١ ويجركم من عذاب أليم صف ١٠ تنجيكم من عذاب أليم ملك ٢٨ فمن يجير الكافرين من عذاب أليم نسا ١٨ أعتدنا لهم عذابا أليما (سر ١٠) - ١٣٨ بأن لهم عذابا أليما- ١٦١ للكافرين منهم عذابا أليما- ١٧٣ فيعذبهم عذابا أليما بة ٣٩ يعذبكم عذابا أليما (فتح ١٦) - ٧٤ يعذبهم الله عذابا أليما فر ٣٧ وأعتدنا للظالمين عذابا أليما حب ٨ وأعد للكافرين عذابا أليما فتح ١٧ يعذبه عذابا أليما- ٢٥ كفروا منهم عذابا أليما مل ١٣ ذا غصة وعذابا أليما هر ٣١ أعد لهم عذابا أليما جر ٥٠ وأن عذابى هو العذاب الأليم صا ٣٨ إنكم لذائقوا العذاب الأليم يو ٨٨ و ٩٧ حتى يروا العذاب الأليم (شع ٢٠١) يا ٣٧ للذين يخافون العذاب الاليم آلمر آلمص عد ١ آلمر تلك آيات الكتاب عف ١ آلمص كتاب أنزل إليك أله إله إلها طه ٨٨ هذا إلهكم وإله موسى بق ١٦٣ وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو نسا ١٧١ إنما الله إله واحد ما ٧٣ وما من إله إلا إله واحد نعم ١٩ إنما هو إله واحد (ابر ٥٢ نح ٥١) - ٤٦ من إله غير الله (قص ٧١ و ٧٢) نح ٢٢ إلهكم إله واحد (كه ١١٠ أن ١٠٨ حج ٣٤ حس ٦) أن ٢٩ ومن يقل منهم إنى إله رف ٨٤ وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله طو ٤٣ أم لهم إله غير الله نم ٦٠ و ٦١ و ٦٢ و ٦٣ و ٦٤ إله مع الله مم ٣٧ فأطلع إلى إله موسى (قص ٣٨) ناس ٣ إله الناس عمر ٦٢ وما من إله إلا الله عف ٥٩ و ٦٥ و ٧٣ و ٨٥ مالكم من إله غيره (هد ٥٠ و ٦١ و ٨٤ مو ٢٣ و ٣٢ مو ٩١ وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق قص ٣٨ ما علمت لكم من إله ص ٦٥ وما من إله إلا الله الواحد بق ٢٥٥ لا إله إلا هو (عمر ٢ و ٦ ١٨ نسا ٨٧ نعم ١٠٢ و ١٠٦ عف ١٥٨ بة ٣١ و ١٢٩ هد ١٤ عد ٣٠ طه ٨ و ٩٨ مو ١١٦ نم ٢٦ قص ٧٠ و ٨٨ فط ٣ زم ٦ مم ٣ و ٦٢ و ٦٥ دخ ٨ حشر ٢٢ و ٢٣ تغ ١٣ مل ٩ يو ٩٠ لا إله إلا الذى آمنت به نح ٢ لا إله إلا أنا (طه ١٤ أن ٢٥) ان ٨٧ أن لا إله إلا أنت صا ٣٥ لا إله إلا الله (محمد ١٩) بق ١٣٣ وإله آبائك إبراهيم واسمعيل واسحق إلها واحدا
٥٥ فبأى آلاء ربك تتمارى حما ١٣ و ١٦ و ١٨ و ٢١ و ٢٣ و ٢٥ و ٢٨ و ٣٠ و ٣٢ و ٣٤ و ٣٦ و ٣٨ و ٤٠ و ٤٢ و ٤٥ و ٤٧ و ٤٩ و ٥١ و ٥٣ و ٥٥ و ٥٧ و ٥٩ و ٦١ و ٦٣ و ٦٥ و ٦٧ و ٦٩ و ٧١ و ٧٣ و ٧٥ و ٧٧ فبأى آلاء ربكما تكذبان عف ٦٩ و ٧٤ فاذكروا آلاء الله أمت أمتا طه ١٠٧ لا ترى فيها عوجا ولا أمتا
٧٩ أم أبرموا أمرا دخ ٥ أمرا من عندنا يا ٤ فالمقسمات أمرا طل ١ يحدث بعد ذلك أمرا عت ٥ فالمدبرات أمرا الأمر الأمور بق ٢١٠ وقضى الأمر (نعم ٨ و ٥٨ هد ٤٤ سف ٤١ ابر ٢٢ مر ٣٩) هد ١٢٣ وإليه يرجع الأمر كله عد ٣١ بل لله الأمر جميعا روم ٤ لله الأمر من قبل ومن بعد محمد ٢١ فإذا عزم الأمر طل ١٢ ينتزل الأمر بينهن عف ٥٤ ألا له الخلق والأمر نم ٣٣ والأمر إليك نفط ١٩ والأمر يومئذ لله عمر ١٢٨ ليس لك من الأمر شىء- ١٥٢ وتنازعتم فى الأمر- ١٥٤ هل لنا من الأمر شىء- قل إن الأمر كله لله- لو كان لنا من الأمر شىء- ١٥٩ وشاورهم فى الأمر نسا ٥٩ وأولى الأمر منكم- ٨٣ وإلى أولى الأمر منهم نف ٤٣ ولتنازعتم فى الأمر حج ٦٧ فلا ينزعنك فى الأمر جا ١٧ وآتيناهم بينات من الأمر- ١٨ على شريعة من الأمر محمد ٢٦ سنطيعكم فى بعض الأمر رات ٧ لو يطيعكم فى كثير من الأمر يو ٣ و ٣١ يدبر الأمر (عد ٢ سج ٥) جر ٦٦ وقضينا إليه ذلك الأمر قص ٤٤ إذ قضينا إلى موسى الأمر
زم ٦ يخلقكم فى بطون أمهاتكم نجم ٣٢ أجنة فى بطون أمهاتكم حب ٦ وأزواجه أمهاتهم مجا ٢ ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائى ولدنهم أمة بق ١٣٤ و ١٤١ تلك أمة قد خلت عمر ١٠٤ ولتكن منكم أمة يدعون- ١١٣ أمة قائمة يتلون آيات الله ما ٦٦ منهم أمة مقتصدة عف ٣٨ كلما دخلت أمة لعنت- ١٥٩ ومن قوم موسى أمة- ١٦٤ وإذا قالت أمة منهم- ١٨١ وممن خلقنا أمة يهدون نح ٩٢ أن تكون أمة هى أربى من أمة.
عمر ١١٠ كنتم خير أمة نسا ٤٠ من كل أمة بشهيد نعم ١٠٨ زينا لكل أمة عملهم عف ٣٤ ولكل أمة أجل (يو ٤٩) يو ٤٧ ولكل أمة رسول هد ٨ العذاب إلى أمة معدودة سف ٤٥ وادكر بعد أمة عد ٣٢ أرسلناك فى أمة قد خلت جر ٥ ما تسبق من أمة أجلها (مو ٤٣) نح ٣٦ ولقد بعثنا فى كل أمة- ٨٤ ويوم نبعث من كل أمة- ٨٩ ويوم نبعث فى كل أمة حج ٣٤ و ٦٧ ولكل أمة جعلنا نم ٨٣ ويوم نحشر من كل أمة قص ٧٥ ونزعنا من كل أمة شهيدا فط ٢٤ وإن من أمة إلا خلا مم ٥ وهمت كل أمة برسولهم رف ٢٢ و ٢٣ إنا وجدنا آبائنا على أمة جا ٢٨ وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها بق ١٢٨ ومن ذريتها أمة مسلمة- ١٤٣ جعلناكم أمة وسطا- ٢١٣ كان الناس أمة واحدة ما ٤٨ لجعلكم أمة واحدة (نح ٩٣) يو ١٩ وما كان الناس إلا أمة هد ١١٨ لجعل الناس أمة واحدة نح ١٢٠ كان أمة قانتا لله أن ٩٢ أن هذه أمتكم أمة واحدة (مو ٥٢) مو ٤٤ كلما جاء أمة رسولها قص ٢٣ وجد عليه أمة من الناس شو ٨ لجعلهم أمة واحدة رف ٢٣ أن يكون الناس أمة أمم أمما الأمم أمتكم نعم ٣٨ إلا أمم أمثالكم عد ٣٠ قد خلت من قبلها أمم عك ١٨ فقد كذب أمم من قبلكم هد ٤٨ وعلى أمم ممن معك- وأمم سنمتعهم نعم ٤٢ ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك (نح ٦٣) عف ٣٨ قالوا ادخلوا فى أمم
٢٩ حج ٥٠ و ٥٦ عك ٧، ٩، ٥٨ فط ٧ مم ٥٨ شو ٢٢، ٢٣، ٢٦ محمد ٢) - ١٠٣ ولو أنّهم آمنوا واتقوا- ١٠٤، ١٥٣، ١٧٢، ١٧٨، ١٨٣، ٢٠٨، ٢٥٤، ٢٦٤، ٢٦٧، ٢٧٨، ٢٨٢ يا أيها الذين آمنوا (عمر ١٠٠، ١٠٢ ١١٨، ١٣٠، ١٤٩، ١٥٦، ٢٠٠ نسا ١٩ و ٢٩ و ٤٣ و ٥٩ و ٧١ و ٩٤ و ١٣٥ و ١٣٦ و ١٤٤ ما ١ و ٢ و ٦ و ٨ ١١ و ٣٥ و ٥٤ و ٥٧ و ٨٧ و ٩٠ و ٩٤ و ٩٥ و ١٠١ و ١٠٥ و ١٠٦ نف ١٥ و ٢٠ و ٢٤ و ٢٧ و ٢٩ و ٤٥ بة ٢٣ و ٢٨ و ٣٤ و ٣٨ و ١١٩ و ١٢٣ حج ٧٧ ور ٢١ و ٢٧ و ٥٨ حب ٩ و ٤١ و ٤٩ و ٥٣ و ٥٦ و ٦٩ و ٧٠ محمد ٧ و ٣٣ رات ١ و ٢ و ٦ و ١١ و ١٢ حد ٢٨ مجا ٩ و ١١ و ١٢ حشر ١٨ مت ١ و ١٠ و ١٣ صف ٢ و ١٠ و ١٤ جع ٩ منا ٩ تغ ١٤ تحر ٦ و ٨) بق ٢٣٧ فإن آمنوا بمثل ما آمنتم- ١٦٥ والذين آمنوا أشد حبّا- ٢١٢ ويسخرون من الذين آمنوا- ٢١٣ فهدى الله الذين آمنوا- ٢١٤ الرسول والذين آمنوا- ٢٤٩ هو والذين آمنوا معه- ٢٥٧ الله ولي الذين آمنوا عمر ٦٨ وهذا النبي والذين آمنوا- ٧٢ أنزل على الذين آمنوا- ١٤٠ وليعلم الله الذين آمنوا- ١٤١ وليمحص الله الذين آمنوا نسا ٣٩وماذا عليهم لو آمنوا بالله نسا ٥١ من الذين آمنوا سبيلا- ٦٠ الذين يزعمون أنّهم آمنوا- ٧٦ الذين آمنوا يقاتلون- ١٣٧ إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا- ١٥٢ والذين آمنوا بالله ورسله (حد ١٩) ما ٩ وعد الله الذين آمنوا (ور ٥٥ فتح ٢٩) - ٥٣ ويقول الذين آمنوا- ٥٥ الله ورسوله والذين آمنوا- ٥٦ الله ورسوله والذين آمنوا- ٦٥ ولو أن أهل الكتاب آمنوا- ٨٢ أشد الناس عداوة للذين آمنوا- أقربهم مودة للذين آمنوا- ٩٣ ليس على الذين آمنوا- إذا ما اتقوا وآمنوا- ثم اتقوا وآمنوا نعم ٨٢ الذين آمنوا ولم يلبسوا عف ٣٢ قل هي للذين آمنوا- ٨٧ آمنوا بالذي أرسلت به- ٨٨ والذين آمنوا معك- ٩٦ ولو أن أهل القرى آمنوا- ١٥٧ فالذين آمنوا به وعزروه نف ١٢ فثبتوا الذين آمنوا- ٧٢ إن الذين آمنوا وهاجروا- والذين آمنوا ولم يهاجروا- ٧٤ والذين آمنوا وهاجروا (بة ٢٠) - ٧٥ والذين آمنوا من بعد بة ٦١ ورحمة للذين آمنوا
ابر ٢٣ وأدخل الذين آمنوا- ٢٧ يثبت الله الذين آمنوا- ٣١ قبل لعبادي الذين آمنوا.
نح ٩٩ سلطان على الذين آمنوا- ١٠٢ ليثبت الذين آمنوا كه ١٣ إنّهم فتية آمنوا بربهم مر ٧٣ قال الذين كفروا للذين آمنوا (عك ١٢ يس ٤٧ حق ١١) حج ١٤ و ٢٣ ان الله يدخل الذين آمنوا- ٣٨ يدافع عن الذين آمنوا- ٥٤ وإن الله لهاد الذين آمنوا ور ١٩ أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا- ٦٢ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله (رات ١٥) شع ٢٢٧ إلا الذين آمنوا (٢٤ نشق ٢٥ تي ٦ عصر ٣) نم ٥٣ وأنجينا الذين آمنوا عك ١١ وليعلمن الله الذين آمنوا- ٥٢ والذين آمنوا بالباطل- ٥٦ يا عبادى الذين آمنوا (زم ١٠) روم ٤٥ ليجزى الذين آمنوا (سب ٤) ص ٢٨ أم نجعل الذين آمنوا مم ٧ ويستغفرون للذين آمنوا- ٢٥ اقتلوا أبناء الذين آمنوا- ٣٥ وعند الذين آمنوا- ٥١ رسلنا والذين آمنوا حس ١٨ ونجينا الذين آمنوا- ٤٤ هو للذين آمنوا هدى شو ١٨ والذين آمنوا مشفقون- ٣٦ خير وأبقى للذين آمنوا- ٤٥ وقال الذين آمنوا رف ٦٩ الذين آمنوا بآياتنا جا ١٤ قل للذين آمنوا- ٢١ أن نجعلهم كالذين آمنوا محمد ٣ وأن الذين آمنوا اتبعوا- ١١ بأن الله مولى الذين آمنوا- ١٢ إن الله يدخل الذين آمنوا- ٢٠ ويقول الذين آمنوا طو ٢١ والذين آمنوا واتبعتهم حد ٧ فالذين آمنوا منكم- ١٣ والمنافقات للذين آمنوا- ١٦ ألم يأن للذين آمنوا- ٢١ أعدت للذين آمنوا بالله- ٢٧ فآتينا الذين آمنوا منهم مجا ١٠ ليحزن الذين آمنوا- ١١ يرفع الله الذين آمنوا حشر ١٠ غلّا للذين آمنوا صف ١٤ فأيدنا الذين آمنوا منا ٣ ذلك بأنّهم آمنوا طل ١٠ يا أولى الألباب الذين آمنوا- ١١ ليخرج الذين آمنوا تحر ٨ النبي والذين آمنوا معه- ١١ مثلا للذين آمنوا تحر ٨ النبي والذين آمنوا معه- ١١ مثلا للذين آمنوا مد ٣١ ويزداد الذين آمنوا طف ٢٩ كانوا من الذين آمنوا- ٣٤ الذين آمنوا من الكفار بل ١٧ ثم كان من الذين آمنوا صا ١٤٨ فآمنوا فمتعناهم إلى حين عف ١٥٣ ثم تابوا من بعدها وآمنوا محمد ٢ وآمنوا بما نزل على محمد آمنتم آمنا آمنهم بق ١٣٧ فان امنوا بمثل ما آمنتم به عف ٧٦ إنّا بالذي آمنتم به- ١٢٣ آمنتم به قبل أن آذن لكم نف ٤١ إن كنتم آمنتم بالله (يو ٨٤) يو ٥١ أثم إذا ما وقع آمنتم به الآن شع ٤٩ آمنتم له قبل أن آذن لكم (طه ٧١) نسا ١٤٧ بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ما ١٢ وآمنتم برسلي وعزرتموهم بق ٨ ومن الناس من يقول آمنا بالله (عك ١٠) - ١٤ و ٧٦ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا.
- ١٣٦ قولوا آمنّا بالله وما أنزل عمر ٧ يقولون آمنّا به- ١٦ ربنا إنا آمنّا
يؤمنوا يو ٨٨ فلا يؤمنوا حتى يروا سر ٩٤ وما منع الناس أن يؤمنوا (كه ٥٥) كه ٦ إن لم يؤمنوا بهذا الحديث حب ١٩ أولئك لم يؤمنوا بر ٨ إلا أن يؤمنوا بالله حج ٥٤ أنه الحق من ربك فيؤمنوا به نعم ١١١ ما كانوا ليؤمنوا (عف ١٠١ يو ١٣ و ٧٤) بق ١٨٦ وليؤمنوا بى لعلهم- ٢٢١ ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنّ- ٢٢٨ إن كن يؤمنّ بالله تؤمنون تؤمنوا نسا ٥٩ إن كنتم تؤمنون بالله (ور ٢) حد ٨ وما لكم لا تؤمنون بالله صف ١١ تؤمنون بالله ورسوله قة ٤١ قليلا ما تؤمنون عمر ١١٠ وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله- ١١٩ وتؤمنون بالكتاب كله بق ٨٥ أفتؤمنون ببعض الكتاب عمر ٧٣ ولا تؤمنوا إلا لمن تبع- ١٧٩ وان تؤمنوا وتتقوا (محمد ٣٦) سر ١٠٧ آمنوا به أو لا تؤمنوا مم ١٢ وإن يشرك به تؤمنوا دخ ٢١ وإن لم تؤمنوا لي
فنفعها إيمانها إيمانكم إيمانهم إيمانهن بق ٩٣ بئسما يأمركم به إيمانكم- ١٠٩ لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا عمر ١٠٠ يردوكم بعد إيمانكم- ١٠٦ كفرتم بعد إيمانكم بة ٦٦ قد كفرتم بعد إيمانكم نسا ٢٥ والله اعلم بإيمانكم بق ١٤٣ وما كان الله ليضيع إيمانكم سج ٢٩ لا ينفع الذين كفروا إيمانهم مم ٨٥ فلم يك ينفعهم إيمانهم عمر ٨٦ قوما كفروا بعد إيمانهم- ٩٠ الذين كفروا بعد إيمانهم فتح ٤ ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم يو ٩ يهديهم ربهم بإيمانهم نعم ٨٢ ولم يلبسوا إيمانهم بظلم مت ١٠ الله أعلم بإيمانهن مؤمن مؤمنا المؤمن بق ٢٢١ ولعبد مؤمن خير نسا ٩٢ وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة- ١٢٤ من ذكر أو أنثى وهو مؤمن (نح ٩٧ مم ٤٠) سر ١٩ وسعى لها سعيها وهو مؤمن طه ١١٢ ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن (أن ٩٤) مم ٢٨ وقال رجل مؤمن تغ ٢ فمنكم كافر ومنكم مؤمن بة ١٠ لا يرقبون في مؤمن إلّا سف ١٧ وما أنت بمؤمن لنا حب ٣٦ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة نسا ٩٢ وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ- ٩٢ ومن يقتل مؤمنا متعمدا- ٩٣ لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا طه ٧٥ ومن يأته مؤمنا سج ١٨ أفمن كان مؤمنا ح ٢٨ ولمن دخل بيتي مؤمنا حشر ٢٣ السلام المؤمن المهيمن مؤمنين مؤمنون مؤمنين كه ٨٠ فكان أبواه مؤمنين ما ٨٨ الذى أنتم به مؤمنون (مت ١١) عف ٧٥ إنا بما أرسل به مؤمنون سب ٤١ أكثرهم بهم مؤمنون دخ ١٢ إنّا مؤمنون فتح ٢٥ ولولا رجال مؤمنون.
فريقا من المؤمنين صا ٨١ و ١١١ و ١٣٢ إنه من عبادنا المؤمنين صا ١٢٢ إنّهما من عبادنا المؤمنين فتح ٤ أنزل السكينة فى قلوب المؤمنين- ٥ ليدخل المؤمنين- ١٨ لقد رضى الله عن المؤمنين رات ٩ وإن طائفتان من المؤمنين يا ٣٥ من كان فيها من المؤمنين- ٥٥ الذكرى تنفع المؤمنين حد ١٢ يوم ترى المؤمنين حشر ٢ بأيديهم وأيدى المؤمنين تحر ٤ وجبريل وصالح المؤمنين ير ١٠ إن الذين فتنوا المؤمنين ما ٤٦ وما أولئك بالمؤمنين (ور ٤٧) بة ١٢٨ بالمؤمنين رءوف رحيم بر ٧ يفعلون بالمؤمنين شهود نف ٦٢ هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين بق ٩٧ وهدى وبشرى للمؤمنين (نم ٢) عمر ١٢٤ إذ تقول للمؤمنين عف ٢ وذكرى للمؤمنين (هد ١٢٠) بة ٦١ ويؤمن للمؤمنين يو ٥٧ وهدّى ورحمة للمؤمنين (نم ٧٧) جر ٧٧ إن في ذلك لآية للمؤمنين (عك ٤٤) - ٨٨ واخفض جناحك للمؤمنين سر ٨٢ شفاء ورحمة للمؤمنين ور ٣٠ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم جا ٣ والأرض لآيات للمؤمنين فتح ٢٠ ولتكون آية للمؤمنين ابر ٤١ اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين محمد ١٩ لذنبك وللمؤمنين منا ٨ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ح ٢٨ وللمؤمنين والمؤمنات حب ٣٥ والمؤمنين والمؤمنات مؤمنة مؤمنات بق ٢٢١ ولأمة مؤمنة خير من مشركة نسا ٩٢ فتحرير رقبة مؤمنة- فتحرير رقبة مؤمنة- وتحرير رقبة مؤمنة حب ٣٦ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة- ٥٠ وامرآة مؤمنة إن وهبت فتح ٢٥ ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات مت ١٠ فإن علموتهن مؤمنات تحر ٥ مسلمات مؤمنات المؤمنات مأمون مأمنه مت ١٠ إذا جاءكم المؤمنات- ١٢ إذا جاءك المؤمنات بة ٧١ والمؤمنون والمؤمنات ور ١٢ ظن المؤمنون والمؤمنات نسا ٢٥ أن ينكح المحصنات المؤمنات- من فتياتكم المؤمنات
بر ١٠ إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات معا ٢٨ عذاب ربهم غير مأمون بة ٦ ثم أبلغه مأمنة أمو أمة إمائكم بق ٢٢١ ولأمة مؤمنة خير ور ٣٢ من عبادكم وإمائكم أنث أنثى الأنثى عمر ٣٦ رب انى وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى- ١٩٥ عامل منكم من ذكر أو أنثى نسا ١٢٤ من ذكر أو انثى وهو مؤمن (نح ٩٧ مم ٤٠) عد ٨ يعلم ما تحمل كل أنثى فط ١١ وما تحمل من أنثى (حس ٤٧) رات ١٣ إنا خلقناكم من ذكر وأنثى نجم ٢١ ألكم الذكر وله الأنثى- ٢٧ تسمية الأنثى بق ١٧٨ والأنثى بالأنثى نح ٥٨ وإذا بشر أحدهم بالأنثى نجم ٤٥ الزوجين الذكر والأنثى (قيا ٣٩) لل ٣ وما خلق الذكر والأنثى الأنثيين إناثا نسا ١١ و ١٧٦ للذكر مثل حظ الأنثيين نعم ١٤٣ و ١٤٤ الذكرين حرّم أم الأنثيين أمّا اشتملت عليه أرحام الأنثيين نسا ١١٦ واتخذ من الملائكة إناثا سر ٤٠ واتخذ من الملائكة إناثا صا ١٥٠ خلقنا الملائكة إناثا شو ٤٩ يهب لمن يشاء إناثا رف ١٩ الذين هم عباد الرحمن إناثا شو ٥٠ أو يزوجهم ذكرانا وإناثا أنس آنس آنست آنستم تستأنسوا قص ٢٩ آنس من جانب الطور طه ١٠ إنى آنست نارا (نم ٧ قص ٢٩) نسا ٦ فإن آنستم منهم رشدا ور ٢٧ حتى تستأنسوا وتسلموا إنس الإنس حما ٣٩ لا يسأل عن ذنبه إنس- ٥٦ و ٧٤ لم يطمثهن إنس قبلهم سر ٨٨ لئن اجتمعت الإنس جن ٥ أن لن تقول الإنس نعم ١١٢ شياطين الإنس والجن- ١٢٨ قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس جن ٦ كان رجال من الإنس نعم ١٣٠ يا معشر الجن والإنس (حما ٣٣) عف ٣٨ من قبلكم من الجن والإنس- ١٧٩ كثيرا من الجن والإنس نم ١٧ جنوده من الجن والإنس حس ٢٥ من قبلهم من الجن والإنس (حق ١٨) - ٢٩ أضلانا من الجن والإنس يا ٥٦ وما خلقت الجن والإنس إنسان الإنسان سر ١٣ وكل إنسان الزمناه نسا ٢٨ وخلق الإنسان ضعيفا سر ١١ ويدع الإنسان بالشر- وكان الإنسان عجولا- ٦٧ وكان الإنسان كفورا- ١٠٠ وكان الإنسان قتورا كه ٥٤ وكان الإنسان أكثر مر ٦٦ ويقول الإنسان أئذا- ٦٧ أو لا يذكر الإنسان
الكتاب من إن- ١١٣ من أهل الكتاب أمة- ١٩٩ وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن نسا ١٢٣ ولا أمانى أهل الكتاب- ١٥٩ وإن من أهل الكتاب إلا بة ١٠١ ومن أهل المدينة سف ١٠٩ من أهل القرى طه ٤٠ فى أهل مدين قص ١٢ هل أدلكم على أهل بيت- ٤٥ وما كنت ثاويأ فى أهل عك ٣١ إنا مهلكوا أهل هذه- ٣٤ إنا منزلون على أهل هذه حب ٢٦ الذين ظاهروهم من أهل ص ٦٤ تخاصم أهل النار حشر ٧ علي رسوله من أهل القرى بة ١٢٠ ما كان لأهل المدينة عمر ٦٤ قل يأهل الكتاب تعالوا- ٦٥ يأهل الكتاب لم تحاجون- ٧٠ و ٩٨ يأهل الكتاب لم تكفرون- ٧١ يآهل الكتاب لم تلبسون- ٩٩ يأهل الكتاب لم تصدون نسا ١٧١ يأهل الكتاب لا تغلوا (ما ٧٧) ما ١٥ و ١٩ يأهل الكتاب قد- ٥٩ يأهل الكتاب- ٦٨ يا أهل الكتاب لستم عف ٩٦ ولو أن أهل القرى آمنوا هد ٧٣ وبركاته عليكم أهل البيت نح ٤٣ فاسألوا أهل الذكر (أن ٧) كه ٧٨ حتى إذا آتيا أهل قرية عك ٤٦ ولا تجادلوا أهل الكتاب حب ١٣ يأهل يثرب لا مقام لكم- ٣٣ ليذهب عنكم الرجس أهل أهلى أهلك هد ٤٥ رب إن ابنى من أهلى طه ٢٩ واجعل لى وزيرا من أهلى شع ١٦٩ رب نجنى وأهلى مما عمر ١٢١ وإذ غدوت من أهلك هد ٤٠ وأهلك إلا من سبق عليه (القول (مو ٢٧) - ٤٦ يا نوح انه ليس من أهلك- ٨١ فاسر بأهلك بقطع من الليل (جر ٦٥) سف ٢٥ من أراد بأهلك طه ١٣٢ وأمر أهلك بالصلوة عك ٣٣ انا منجوك وأهلك أهله أهلها بق ١٩٦ وذلك لمن لم يكن أهله- ٢١٧ وإخراج أهله منه أكبر نسا ٣٥ فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها- ٩٢ ودية مسلمة إلى أهله- فدية مسلمة إلى أهله نم ٤٩ لنبيتنه وأهله- ما شهدنا مهلك أهله يا ٢٦ فراغ إلى أهله قيا ٣٣ ثم ذهب إلى أهله يتمطى نشق ٩ وينقلب إلى أهله- ١٣ إنه كان فى أهله مسرورا قص ٢٩ فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله- قال لأهله امكثوا فط ٤٣ ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله طه ١٠ فقال لأهله امكثوا نم ٧ إذ قال موسى لأهله بق ١٢٦ وارزق أهله من الثمرات مر ٥٥ وكان يأمر أهله بالصلوة أن ٨٤ وآتيناه أهله ومثلهم ص ٤٣ ووهبنا له أهله عف ٨٣ فأنجيناه وأهله (نم ٥٧) ان ٧٦ فنجيناه وأهله (صا ٧٦) شع ١٧٠ فنجيناه وأهله أجمعين (صا ١٣٤) عك ٣٢ لننجينّه وأهله نسا ٧٥ القرية الظالم أهلها يو ٢٤ وظن أهلها أنّهم قادرون نعم ١٣١ وأهلها غافلون هد ١١٧ وأهلها مصلحون قص ٥٩ إلا وأهلها ظالمون نسا ٥٨ الأمانات إلى أهلها عف ١٠٠ من بعد أهلها سف ٢٦ وشهد شاهد من أهلها مر ١٦ إذا نتبذت من أهلها نم ٣٤ وجعلوا أعزة أهلها أذلة قص ١٥ على حين غفلة من أهلها عف ٩٤ إلا أخذنا أهلها بالبأساء- ١٢٣ لتخرجوا منها أهلها
شديد- ٤٣ قال سآوى إلى جبل ائووا آوى آووا تؤوى كه ١٦ فأووا إلى الكهف سف ٦٩ على يوسف آوى إليه أخاه- ٩٩ على يوسف آوى إليه أبويه ضح ٦ ألم يجدك يتيما فآوى نف ٧٢ و ٧٤ والذين آووا ونصروا حب ٥١ وتؤوى إليك من تشاء آواكم آويناهم تؤويه نف ٢٦ فآواكم وأيدكم بنصره مو ٥٠ وآويناهما إلى ربوة معا ١٣ وفصيلته التى تؤويه المأوى مأواه مأواكم مأواهم سنج ١٩ فلهم جنات المأوى نجم ١٥ عندها جنة المأوى عت ٣٩ فإن الجحيم هى المأوى- ٤١ فإن الجنة هى المأوى عمر ١٦٢ ومأواه جهنم وبئس المصير (نف ١٦)
باب الباء
بأر بئر حج ٤٥ وبئر معطلة وقصر مشيد بأس تبتئس هد ٣٦ فلا تبتئس بما كانوا يفعلون سف ٦٩ فلا تبتئس بما كانوا يعملون بأس بأس البأس حد ٢٥ فيه بأس شديد مم ٢٩ فمن ينصرنا من يأس الله سر ٥ أولى بأس شديد نم ٣٣ وأولوا بأس شديد نسا ٨٤ يكفّ بأس الذين كفروا- والله أشد بأسا نعم ٦٥ ويذيق بعضكم بأس بعض كه ٢ لينذر بأسا شديدا بق ١٧٧ وحين البأس حب ١٨ ولا يأتون البأس إلا بأسنا نعم ٤٣ فلولا إذ جاءهم بأسنا عف ٤ فجاءها بأسنا بياتا- ٥ إذ جاءهم بأسنا إلا- ٩٨ أن يأتيهم بأسنا ضحى سف ١١٠ ولا يرد بأسنا عن القوم نعم ١٤٨ حتى ذاقوا بأسنا أن ١٢ فلما أحسوا بأسنا مم ٨٤، ٨٥ فلما رأوا بأسنا بأسه بأسهم بأسكم نعم ١٤٧ ولا يرد بأسه عن القوم حش ١٤ بأسهم بينهم شديد أن ٨٠ لتحصنكم من بأسكم نح ٨١ وسرابيل تقيكم بأسكم بئيس. البائس عف ١٦٥ بعذاب بئيس بما كانوا حج ٢٨ وأطعموا البائس الفقير البأساء بق ٢١٤ مستهم البأساء والضراء- ١٧٧ والصابرين في البأساء نعم ٤٢ فأخذناهم بالبأساء عف ٩٤ إلا أخذنا أهلها بالبأساء بتر الأبتر) كو ٣ إن شانئك هو الأبتر بتك يبتكنّ نسا ١١٩ فليبتكنّ آذان الانعام بتل تبتل تبتيلا مل ٨ وتبتل إليه تبتيلا بثث بث يبث شو ٢٩ وما بث فيهما من دابة بق ١٦٤ وبث فيها من كل دابة (لق ١٠) نسا ١ وبث منهما رجالا جا ٣ وما يبث من دابة بثي المبثوث مبثوثة منبثا سف ٨٦ إنما أشكو بثي وحزني قا ٤ كالفراش المبثوث شية ١٦ وزرابي مبثوثة قع ٦ فكانت هباء منبثّا (بجس) انبجست عف ١٦٠ فانبجست منه اثنتا
وإذا شئنا بدلنا أمثالهم بدله بدلناهم يبدل يبدلوا ق ١٨١ فمن بدّله بعد ما سمعه نسا ٥٦ بدلناهم جلودا غيرها سب ١٦ وبدّلناهم بجنتيهم جنتين فر ٧٠ يبدّل الله سيئاتهم مم ٢٦ أخاف أن يبدّل دينكم بق ٢١١ ومن يبدّل نعمة الله فتح ١٥ يريدون أن يبدّلوا نبدّ يبدلنهم أبدّله قع ٦١ على أن نبدّل أمثالكم معا ٤١ على أن نبدّل خيرا ور ٥٥ وليبدّلنّهم من بعد خوفهم يو ١٥ ما يكون لي أن أبدله يبدّلونه بدّله يبدّل بق ١٨١ إثمه على الذين يبدّلونه يو ١٥ ائت بقرآن غير هذا أو بدّله ق ٢٩ ما يبدّل القول لدى تبدّل يبدّله يبدّلهما يبدّلنا ابر ٤٨ يوم تبدّل الأرض تحر ٥ أن يبدله أزواجا خيرا كه ٨١ فأردنا أن يبدلهما ربهما ن ٣٢ عسى ربنا أن يبدلنا خيرا تبدّل يتبدّل تتبدّلوا حب ٥٢ ولا أن تبدّل بهن بق ١٠٨ ومن يتبدل الكفر بالإيمان نسا ٢ ولا تتبدّلوا الخبيث يستبدل تستبدلون محمد ٢٨ يستبدل قوما غيركم (بة ٣٩) بق ٦١ أتستبدلون الذي هو أدنى بدلا تبديل تبديلا كه ٥١ بئس للظالمين بدلا يو ٦٤ لا تبديل لكلمات الله روم ٣٠ لا تبديل لخلق الله حب ٢٣ وما بدلوا تبديلا- ٦٢ ولن تجد لسنة الله تبديلا (فط ٤٣ فتح ٢٣) هر ٢٨ بدّلنا امثالهم تبديلا مبدل استبدال نعم ٣٤ ولا مبدّل لكلمات الله- ١١٥ مبدّل لكلماته (كه ٢٧) نسا ٢٠ وإن أردتم استبدال زوج بدن بدنك البدن يو ٩٢ فاليوم ننجيك ببدنك حج ٣٦ والبدن جعلناها لكم بدو بدا بدت تبدي بيدي نعم ٢٨ بل بدالهم ما كانوا سف ٣٥ ثم بدالهم من بعد زم ٤٧ وبدالهم من الله- ٤٨ وبدا لهم سيئات ما (جا ٣٣) مت ٤ وبدا بيننا وبينكم العداوة عمر ١١٨ قد بدت البغضاء من أفواههم
تبرّج الجاهلية الأولى ور ٦٠ غير متبرّجات بزينة بروج بروجا البروج نسا ٧٨ ولو كنتم فى بروج مشيدة جر ١٦ جعلنا فى السماء بروجا فر ٦١ جعل فى السماء بروجا بر ١ والسماء ذات البروج برح أبرح نبرح كه ٦٠ لا أبرح حتى أبلغ سف ٨٠ فلن أبرح الأرض طه ٩١ لن نبرح عليه عاكفين برد بردا برد بارد أن ٦٩ يا نار كونى بردا وسلاما عم ٢٤ لا يذوقون فيها بردا ور ٤٣ من جبال فيها من برد ص ٤٢ هذا مغتسل بارد قع ٤٤ لا بارد ولا كريم برز برز برزوا برّزت عمر ١٥٤ لبرز الذين كتب عليهم بق ٢٥٠ ولما برزوا الجالوت نسا ٨١ فإذا برزوا لله من عندك ابر ٢١ وبرزوا لله جميعا- ٤٨ وبرزوا لله الواحد شع ٩١ وبرزّت الجحيم للغاوين عت ٣٦ وبرزت الجحيم لمن يرى بارزون بارزة مم ١٦ يوم هم بارزون كه ٤٧ وترى الأرض بارزة برزخ برزخ برزخا مو ١٠٠ ومن ورائهم برزخ حما ٢٠ بينهما برزخ لا يبغيان فر ٥٣ وجعل بينهما برزخا برص الأبرص عمر ٤٩ الأكمه والأبرص (ما ١١٠) برق برق برق البرق برقه قيا ٧ فإذا برق البصر بق ١٩ ورعد وبرق- ٢٠ يكاد البرق يخطف عد ١٢ هو الذى يريكم البرق روم ٢٤ ومن آياته يريكم البرق ور ٤٣ يكاد سنا برقه يذهب برك بارك باركنا حس ١٠ وبارك فيها عف ١٣٦ التى باركنا فيها (أن ٧١ و ٨١ سب ١٨) سر ١ الذى باركنا حوله صا ١١٣ وباركنا عليه وعلى بورك تبارك نم ٨ بورك من فى النار عف ٥٤ تبارك الله رب العالمين (مم ٦٤) فر ١ تبارك الذى نزل- ١٠ تبارك الذى إن شاء- ٦١ تبارك الذى جعل
وهم يستبشرون جر ٦٧ أهل المدينة يستبشرون روم ٤٨ إذا هم يستبشرون (زم ٤٥) بة ١١١ فاستبشروا ببيعكم بشر بشرا عمر ٤٧ ولم يمسسنى بشر (مر ٢٠) ما ١٨ بل أنتم بشر ممن خلق ابر ١٠ إن أنتم إلا بشر مثلنا- ١١ إن نحن إلا بشر مثلكم نح ١٠٣ إنما يعلمه بشر كه ١١٠ قل إنما أنا بشر مثلكم (حس ٦) أن ٣ هل هذا إلا بشر مثلكم مو ٢٤ و ٣٣ ما هذا إلا بشر شع ١٥٤ و ١٨٦ ما أنت إلا بشر روم ٢٠ ثم إذا أنتم بشر يس ١٥ ما أنتم إلا بشر مثلنا تغ ٦ فقالوا أبشر يهدوننا نعم ٩١ ما أنزل الله على بشر عمر ٧٩ ما كان لبشر أن يؤتيه جر ٣٣ لم أكن لأسجد لبشر أن ٣٤ وما جعلنا لبشر من قبلك شو ٥١ وما كان لبشر أن هد ٢٧ وما نراك إلا بشرا مثلنا سف ٣١ ما هذا بشرا جر ٢٨ إنى خالق بشرا (ص ٧١) سر ٩٣ هل كنت إلا بشرا- ٩٤ أبعث الله بشرا مر ١٧ فتمثل لها بشرا سويّا مو ٣٤ ولئن أطعتم بشرا مثلكم فر ٥٤ خلق من الماء بشرا قمر ٢٤ أبشرا منا واحدا نتبعه البشر بشرين مر ٢٦ فإما ترينّ من البشر أحدا مد ٢٥ إن هذا إلا قول البشر- ٢٩ لوّاحة للبشر- ٣١ وما هى إلا ذكرى للبشر- ٣٦ نذيرا للبشر مو ٤٧ أنؤمن لبشرين مثلنا
بما تعملون بصير (عمر ١٥٦ نف ٧٢ حد ٤ مت ٣ تغ ٢) عمر ١٥ و ٢٠ والله بصير بالعباد نف ٣٩ فإن الله بما يعملون بصير هد ١١٢ إنه بما تعملون بصير (حس ٤٠) حج ٦١ و ٧٥ وان الله سميع بصير (لق ٢٨ مجا ١) سب ١١ إنى بما تعملون بصير فط ٣١ إن الله بعباده لخبير بصير مم ٤٤ إن الله بصير بالعباد شو ٢٧ إنه بعباده خبير بصير رات ١٨ والله بصير بما تعملون ملك ١٩ إنه بكل شىء بصير نسا ٥٨ إن الله كان سميعا بصيرا- ١٣٤ وكان الله سميعا بصيرا سف ٩٣ يأت بصيرا- ٩٦ فارتدّ بصيرا سر ١٧ بذنوب عباده خبيرا بصيرا- ٣٠ و ٩٦ كان بعباده خبيرا بصيرا طه ٣٥ إنك كنت بنا بصيرا- ١٢٥ وقد كنت بصيرا فر ٢٠ وكان ربك بصيرا حب ٩ وكان الله بما تعملون بصيرا (فتح ٢٤) فط ٤٥ فإن الله كان بعباده بصيرا هر ٢ فجعلناه سميعا بصيرا نشق ١٥ كان به بصيرا سر ١ إنه هو السميع البصير (مم ٥٦) مم ٢٠ إن الله هو السميع البصير شو ١١ وهو السميع البصير نعم ٥٠ الأعمى والبصير (عد ١٦ فط ١٩ مم ٥٨) هد ٢٤ كالأعمى والأصم والبصير بصيرة بصائر تبصرة قيا ١٤ على نفسه بصيرة سف ١٠٨ أدعو إلى الله على بصيرة نعم ١٠٤ قد جاءكم بصائر عف ٢٠٣ هذا بصائر من ربكم جا ٢٠ هذا بصائر للناس سر ١٠٢ السموات والأرض بصائر قص ٤٣ بصائر للناس وهدى ق ٨ تبصرة وذكرى مبصرا مبصرون مبصرة مستبصرين يو ٦٧ والنهار مبصرا (نم ٨٦ مم ٦١)
بعثه بعثنا بعثناكم بعثناهم بق ٢٥٩ مائة عام ثم بعثه يس ٥٢ من بعثنا من مرقدنا يس ٥٦ ثم بعثناكم من بعد موتكم كه ١٢ ثم بعثناهم لنعلم- ١٩ وكذلك بعثناهم يبعث يبعثنّ نبعث نح ٣٨ لا يبعث الله من يموت بلى حج ٧ يبعث من فى القبور نعم ٦٥ أن يبعث عليكم عذابا قص ٥٩ حتى يبعث فى أمها رسولا مم ٣٤ لن يبعث الله من بعده جن ٧ لن يبعث الله أحدا عف ١٦٧ ليبعثن عليهم نح ٨٤ نبعث من كل أمة شهيدا- ٨٩ نبعث فى كل أمة شهيدا سر ١٥ حتى نبعث رسولا يبعثك يبعثكم يبعثهم سر ٧٩ عسى أن يبعثك ربك نعم ٦٠ ثم يبعثكم فيه- ٣٦ والموتى يبعثهم الله مجا ٦ و ١٨ يوم يبعثهم الله ابعث ابعثوا بق ٢٤٦ ابعث لنا ملكا- ١٢٩ وابعث فيهم رسولا شع ٣٦ وابعث فى المدائن نسا ٣٥ فابعثوا حكما من أهله كه ١٩ فابعثوا أحدكم بورقكم يبعث أبعث يبعثون مر ١٥ ويوم يبعث حيّا- ٣٣ ويوم أبعث حيّا عف ١٤ أنظرنى إلى يوم يبعثون (جر ٣٦ ص ٧٩) نح ٢١ وما يشعرون أيان يبعثون (نم ٦٥) مو ١٠٠ برزخ إلى يوم يبعثون شع ٨٧ ولا تحزنى يوم يبعثون صا ١٤٤ للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون يبعثوا تبعثون تبعثن نبعث تغ ٧ أن لن يبعثوا قل بلى وربى لتبعثنّ مو ١٦ يوم القيامة تبعثون شم ١٢ إذ انبعث أشقاها البعث بعثكم انبعاثهم حج ٥ إن كنتم فى ريب من البعث روم ٥٦ إلى يوم البعث فهذا يوم البعث
١٩٨ أن تبتغوا فضلا نسا ٢٤ أن تبتغوا بأموالكم سر ١٢ لتبتغوا فضلا من ربكم- ٦٦ لتبتغوا من فضله (نح ١٤ قص ٧٣ روم ٤٦ فط ١٢ جا ١٢) نبتغى ابتغ قص ٥٥ لا نبتغى الجاهلين سر ١١٠ وابتغ بين ذلك سبيلا قص ٧٧ وابتغ فى ما آتاك الله بغيا البغى بغيكم بغيهم بق ٩٠ بما أنزل الله بغيا- ٢١٣ بغيا بينهم (عمر ١٩ شو ١٤ جا ١٧) يو ٩٠ وجنوده بغيا وعدوا شو ٣٩ إذا أصابهم البغى نح ٩٠ والمنكر والبغى عف ٣٢ والبغى بغير الحق يو ٢٣ إنما بغيكم على أنفسكم نعم ١٤٦ جزيناهم ببغيهم باغ بغيّا البغاء بق ١٧٣ فمن اضطر غير باغ (نعم ١٤٥ نح ١١٥) مر ٢٠ ولم أك بغيا- ٢٨ وما كانت أمك بغيّا ور ٣٣ ولا تكرهوا فتيانكم على البغاء ابتغاء ابتغاؤكم نسا ١٠٤ ولا تهنوا فى ابتغاء القوم بق ٢٠٧ و ٢٦٥ ابتغاء مرضاة الله (نسا ١١٤) - ٢٧٢ إلا ابتغاء وجه الله عمر ٧ ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله عد ١٧ ابتغاء حلية أو متاع- ٢٢ ابتغاء وجه ربهم سر ٢٨ ابتغاء رحمة من ربك حد ٢٧ إلا ابتغاء رضوان الله لل ٢٠ إلا ابتغاء وجه ربه مت ١ وابتغاء مرضاتى روم ٢٣ وابتغاؤكم من فضله بقر البقر بقرة بقرات بق ٧٠ إن البقر تشابه علينا نعم ١٤٤ ومن البقر اثنين- ١٤٦ ومن البقر والغنم حرمنا بق ٦٨ إنّها بقرة لا فارض- ٦٩ إنّها بقرة صفراء- ٧١ إنّها بقرة لا ذلول
مر ١٠ و ٦٢ بكرة وعشيا فر ٥ بكرة وأصيلا (حب ٤٢ فتح ٩ هر ٢٥) قمر ٣٨ ولقد صحبهم بكرة عذاب عمر ٤١ بالعشى والإبكار (مم ٥٥) بكم بكم بكما البكم ابكم بق ١٨ و ١٧١ صمّ بكم عمى نعم ٣٩ صم وبكم فى الظلمات سر ٩٧ وبكما وصمّا نف ٢٢ الصم البكم نح ٧٦ رجلين أحدهما أبكم.
بكى بكت يبكون يبكوا دخ ٢٩ فما بكت عليهم السماء سف ١٦ عشاء يبكون سر ١٠٩ للأذقان يبكون بة ٨٢ وليبكوا كثيرا تبكون أبكى بكيّا نجم ٦٠ وتضحكون ولا تبكون- ٤٣ وإنه هو أضحك وأبكى مر ٥٨ خرّوا سجّدا وبكيّا بلد بلد بلدا البلد نح ٧ إلى بلد لم تكونوا بالغيه فط ٩ فسقناه إلى بلد ميت عف ٥٧ سقناه لبلد ميت بق ١٢٦ اجعل هذا بلدا آمنا عف ٥٨ والبلد الطيب يخرج نباته بل ١ لا أقسم بهذا البلد- ٢ وأنت حل بهذا البلد تى ٣ وهذا البلد الأمين إبر ٣٥ اجعل هذا البلد آمنا البلاد بلدة البلدة عمر ١٩٦ الذين كفروا فى البلاد مم ٤ تقلبهم فى البلاد ق ٣٦ فنقبوا فى البلاد فجر ٨ لم يخلق مثلها فى البلاد- ١١ الذين طغوا فى البلاد
بنانه نف ١٢ واضربوا منهم كل بنان قيا ٤ على أن نسوى بنانه بنو ابنة بنات البنات تحر ١٢ ومريم ابنت عمران نسا ٢٣ وبنات الأخ وبنات الأخت حب ٥٠ وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك رف ١٦ أم اتخذ مما يخلق بنات نعم ١٠٠ وخرقوا له بنين وبنات صا ١٤٩ ألربك البنات ولهم البنون طو ٣٩ أم له البنات ولكم البنون نح ٥٧ ويجعلون لله البنات صا ١٥٣ أصطفى البنات على البنين ابنتىّ بناتى بناتك بناتكم قص ٢٧ إحدى ابنتىّ هاتين هد ٧٨ يا قوم هؤلاء بناتى جر ٧١ قال هؤلاء بناتى هد ٧٩ ما لنا فى بناتك من حق حب ٥٩ قل لأزواجك وبناتك نسا ٢٣ أمهاتكم وبناتكم بنى بنوا بنينا بناها بة ١١٠ بنيانهم الذى بنوا عم ١٢ وبنينا فوقكم سبعا عت ٢٧ أم السماء بناها شم ٥ والسماء وما بناها بنيناها تبنون ابنوا ابن ق ٦ كيف بنيناها وزيناها يا ٤٧ والسماء بنيناها بأيد شع ١٢٨ اتبنون بكل ريع آية كه ٢١ ابنوا عليهم بنيانا صا ٩٧ ابنوا له بنيانا
سف ٢٣ وراودته التى هو فى بيتها بيوت بيوتا البيوت ور ٦١ أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت اخوانكم أو بيوت اخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم- فإذا دخلتم بيوتا.
- ٣٦ فى بيوت أذن الله أن حب ٥٣ لا تدخلوا بيوت النبى عف ٧٤ وتنحتون الجبال بيوتا (شع ١٤٩) يو ٨٧ تبوآ لقومكما بمصر بيوتا جر ٨٢ ينحتون من الجبال بيوتا نح ٦٨ اتخذى من الجبال بيوتا- ٨٠ بيوتا تستخفونها يوم ور ٢٩ تدخلوها بيوتا غير مسكونة نسا ١٥ فامسكوهن فى البيوت عك ٤١ وان اوهن البيوت بق ١٨٩ بأن تأتوا البيوت- واتوا البيوت من أبوابها بيوتكم بيوتكن بيوتهم عمر ٤٩ وما تدخرون فى بيوتكم- ١٥٤ لو كنتم فى بيوتكم نح ٨٠ جعل لكم من بيوتكم سكنا ور ٢٧ بيوتا غير بيوتكم- ٦١ أن تأكلوا من بيوتكم يو ٨٧ واجعلوا بيوتكم قبلة حب ٣٣ وقرن فى بيوتكن- ٣٤ ما يتلى فى بيوتكن نم ٥٢ فتلك بيوتهم خاوية رف ٣٣ لبيوتهم سقفا من فضة- ٣٤ ولبيوتهم أبوابا حشر ٢ يخربون بيوتهم بأيديهم بيوتهن بيوتنا بياتا طل ١ لا تخرجوهن من بيوتهن حب ١٣ إن بيوتنا عورة عف ٤ فجاءها بأسنا بياتا- ٩٧ أن يأتيهم بأسنا بياتا يو ٥٠ إن أتاكم عذابه بياتا
أنزلنا آيات بينات بق ١٨٥ وبينات من الهدى البينات بق ٢٠٩ من بعد ما جاءتكم البينات- ٢١٣ و ٢٥٣ من بعد ما جاءتهم البينات (نسا ١٥٣) عمر ٨٦ وجاءهم البينات- ١٠٥ من بعد ما جاءهم البينات مم ٦٦ لما جاءنى البينات بق ٨٧ و ٢٥٣ عيسى بن مريم البينات- ١٥٩ ما أنزلنا من البينات طه ٧٢ جاءنا من البينات بق ٩٢ جاءكم موسى بالبينات عمر ١٨٣ بالبينات وبالذى قلتم- ١٨٤ جاءو بالبينات والزبر ما ٣٢ جاءتهم رسلنا بالبينات (عف ١٠١) - ١١٠ إذ جئتهم بالبينات بة ٧٠ آتتهم رسلهم بالبينات يو ١٣ وجاءتهم رسلهم بالبينات (إبر ٩ روم ٩ فط ٢٥ مم ٨٣) يو ٧٤ فجاءوهم بالبينات (روم ٤٧) نح ٤٤ بالبينات والزبر وانزلنا عك ٣٩ جاءهم موسى بالبينات مم ٢٢ تأتيهم رسلهم بالبينات (تغ ٦) - ٢٨ وقد جاءكم بالبينات- ٣٤ من قبل بالبينات- ٥٠ تأتيكم رسلكم بالبينات رف ٦٣ جاء عيسى بالبينات حد ٢٥ أرسلنا رسلنا بالبينات صف ٦ فلما جاءهم بالبينات مبينة مبينات نسا ١٩ بفاحشة مبينة (طل ١) حب ٣٠) ور ٣٤ انزلنا إليكم آيات مبينات- ٤٦ لقد أنزلنا آيات مبينات طل ١١ آيات الله مبينات مبين بق ١٦٨ و ٢٠٨ إنه لكم عدوّ مبين (نعم ١٤٢ يس ٦٠ رف ٦٢) ما ١٥ نور وكتاب مبين- ١١٠ إن هذا إلا سحر مبين (نعم ٧ هد ٧ سب ٣ صبا ١٥) عف ٢٢ إن الشيطان لكما عدوّ مبين- ١٠٧ فإذا هى ثعبان مبين (شع ٣٢) - ١٨٤ إن هو إلا نذير مبين يو ٢ إن هذا لساحر مبين- ٧٦ إن هذا لسحر مبين
باب التاء
تابوت التابوت بق ٢٤٨ ان يأتيكم التابوت طه ٣٩ اقذفيه فى التابوت تبب تبّ تبت تباب تتبيب تب ١ تبت يد أبى لهب وتب مم ٣٧ وما كيد فرعون إلا فى تباب هذ ١٠١ وما زادوهم غير تتبيب تبر تبرنا يتبروا تتبيرا فر ٣٩ وكلا تبرّنا تتبيرا سر ٧ وليتبروا ما علوا تتبيرا تبارا. متبر ح ٢٨ ولا نزد الظالمين إلا تبارا عف ١٣٩ متبر ما هم فيه تبع تبع تبعوا تبعنى تبعك بق ٣٨ فمن تبع هداى عمر ٧٣ إلا من تبع دينكم بق ١٤٥ ما تبعوا قبلتك إبر ٣٦ فمن تبعنى فإنه منى عف ١٨ لمن تبعك منهم سر ٦٣ فمن تبعك منهم ص ٨٥ ومن تبعك يتبعها تتبعها أتبع ابتعنا بق ٢٦٣ صدقة يتبعها أذى عت ٧ تتبعها الرادفة كه ٨٥ فاتبع سببا- ٨٩ و ٩٢ ثم اتبع سببا مو ٤٤ فاتبعنا بعضهم بعضا اتبعه اتبعهم اتبعوهم عف ١٧٥ فاتبعه الشيطان جر ١٨ فاتبعه شهاب (صا ١٠) يو ٩٠ فأتبعهم فرعون (طه ٧٨) شع ٦٠ فاتبعوهم مشرقين أتبعناهم يتبعون نتبعهم أتبعوا قص ٤٢ واتبعناهم فى هذه الدنيا بق ٢٦٢ ثم لا يتبعون ما انفقوا منّا سلا ١٧ ثم نتبعهم الآخرين هد ٦٠ واتبعوا فى هذه الدنيا- ٩٩ واتبعوا فى هذه لعنة اتبع اتبعت عمر ١٦٢ فمن اتبع رضوان الله ما ١٦ من اتبع رضوانه طه ٤٧ والسلام على من اتّبع- ١٢٣ فمن اتبع هداى فلا يضل مو ٧١ ولو اتبع الحق قص ٥٠ اتبع هواه (عف ١٧٦ كه ٢٨ طه ١٦) روم ٢٩ بل اتبع الذين ظلموا يس ١١ إنما تنذر من اتبع الذكر نسا ١٢٥ واتبع ملة ابراهيم هد ١١٦ واتبع الذين ظلموا بق ١٢٠ و ١٤٥ ولئن اتبعت اهواءهم (عد ٣٧) سف ٣٨ واتبعت ملة آبائى اتبعوا بق ١٦٦ إذ تبرّأ الذين اتّبعوا من الذين اتّبعوا- ١٦٧ وقال الذين اتبعوا محمد ٣ اتبعوا الباطل- اتبعوا الحق من ربهم- ٢٨ اتبعوا ما أسخط الله هد ٩٧ فاتبعوا أمر فرعون بق ١٠٢ واتبعوا ما تتلوا الشياطين عمر ١٧٤ واتبعوا رضوان الله هد ٥٩ واتبعوا أمر كل جبار مر ٥٩ واتبعوا الشهوات مم ٧ للذين تابوا واتبعوا
قوم اتبعوا المرسلين- ٢١ اتبعوا من لا يسألكم اجرا عمر ٩٥ فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفا زم ٥٥ واتبعوا أحسن ما أنزل مر ٤٣ فاتبعني أهدك صراطا جا ١٨ على شريعة من الأمر فاتبعها اتبعون اتبعوني اتبعوه مم ٣٨ اتبعون أهدكم سبيل رف ٦١ فلا تمترنّ بها واتبعون عمر ٣١ فاتبعوني يحببكم الله طه ٩٠ فاتبعوني واطيعوا أمرى نعم ١٥٣ صراطي مستقيما فاتبعوه- ١٥٥ فاتبعوه واتقوا عف ١٥٨ واتبعوه لعلكم تهتدون أتبعوا يتبع تبعا بق ١٦٧ وقال الذين اتّبعوا يو ٣٥ أحق أن يتبع إبر ٢١ إنا كنا لكم تبعا (مم ٤٧ تابع تابعين تبيعا بق ١٤٥ وما أنت بتابع قبلتهم- بتابع قبلة بعض ور ٣١ او التابعين غير أولي سر ٦٩ لكم علينا به تبيعا اتباع متتابعين متبعون بق ١٧٨ فاتباع بالمعروف نسا ١٥٧ الا اتباع الظن- ٩٢ فصيام شهرين متتابعين (مجا ٤) شع ٥٢ إنكم متبعون (دخ ٢٣) تتر تترى مو ٤٤ ثم أرسلنا رسلنا تترى تجر تجارة التجارة تجارتهم ور ٣٧ رجال لا تلهيهم تجارة بة ٢٤ وتجارة تخشون كسادها صف ١٠ هل أدلكم على تجارة بق ٢٨٢ إلا أن تكون تجارة (نسا ٢٩) فط ٢٩ يرجون تجارة لن تبور جع ١١ واذا رأوا تجارة- خير من اللهو ومن التجارة بق ١٦ فما ربحت تجارتهم ترب تراب ترابا التراب بق ٢٦٤ كمثل صفوان عليه تراب عمر ٥٩ كمثل آدم خلقه من تراب كه ٣٧ بالذي خلقك من تراب حج ٥ فانا خلقناك من تراب روم ٢٠ خلقكم من تراب (فط ١١ مم ٦٧) عد ٥ ائذا كنا ترابا (نم ٦٧) مو ٣٥ وكنتم ترابا وعظاما مو ٨٢ ائذا متنا وكنّا ترابا (صا ١٦ و ٥٣ ق ٣ قع ٤٧) عم ٤٠ يا ليتني كنت ترابا نح ٥٩ أم يدسه في التراب أتراب أترابا الترائب متربة ص ٥٢ قاصرات الطرف أتراب قع ٣٧ عربا أترابا عم ٣٣ وكواعب أترابا طق ٧ من بين الصلب والترائب بل ١٦ او مسكينا ذا متربة ترف اترفناهم أترفوا أترفتم مو ٣٣ وأترفناهم في الحيوة الدنيا هد ١١٦ ما أترفوا فيه ان ١٣ وارجعوا إلى ما اترفتم فيه مترفين مترفوها مترفيها مترفيهم قع ٤٥ كانوا قبل ذلك مترفين سب ٣٤ إلا قال مترفوها (رف ٢٣) سر ١٦ أمرنا مترفيها ففسقوا فيها مو ٦٤ حتى إذا أخذنا مترفيهم ترك ترك تركت تركوا بق ١٨٠ إن ترك خيرا الوصية- ٢٤٨ وبقية مما ترك آل موسى نسا ٦ للرجال نصيب مما ترك
نتلوها هد ١٧ ويتلوه شاهد منه بق ١٢١ يتلونه حق تلاوته عمر ٥٨ نتلوه عليك من الآيات بق ٢٥٢ نتلوها عليك بالحق (عمر ١٠٨ جا ٥) اتل اتلوها عك ٤٥ واتل ما أوحي اليك (كه ٢٧) ما ٢٧ واتل عليهم نبأ (عف ١٧٤ يو ٧١ شع ٧٠) عمر ٩٣ فأتوا بالتوراة فاتلوها تليت يتلى تتلى نف ٢ واذا تليت عليهم آياته نسا ١٢٧ ما يتلى عليكم (٢ حج ٣٠ سر ١٠٧ إذا يتلى عليهم (قص ٥٣) عك ٥١ الكتاب يتلى عليهم حب ٣٤ واذكرن ما يتلى عمر ١٠١ وأنتم تتلى عليكم نف ٣١ وإذا تتلى عليهم آياتنا (يو ١٥ مر ٥٨ حج ٧٢ سب ٤٣ جا ٢٥ حق ٧) مر ٥٨ اذا تتلى عليهم آيات مو ٦٦ و ١٠٥ آياتي تتلى عليكم (جا ٣١) جا ٨ آيات الله تتلى عليه ن ١٥ إذا تتلي عليه آياتنا (طف ١٣ لق ٧) التاليات تلاوته صا ٣ فالتاليات ذكرا بق ١٢١ يتلونه حق تلاوته (تمم) تمّ تمت أتممت عف ١٤٢ فتمّ ميقات ربه نعم ١١٥ وتمت كلمة ربك (عف ١٣٦ هد ١١٩) قص ٢٧ فان اتممت عشرا ما ٣ واتممت عليكم نعمتى أتمها أتمهن أتممناها سف ٦ كما اتمها على أبويك بق ١٢٤ بكلمات فأتمهن قال عف ١٤٢ وأتممناها بعشر يتمّ أتمّ أتمم أتموا نح ٨١ كذلك يتم نعمته عليكم سف ٦ ويتم نعمته عليك بق ٢٣٣ لمن أراد أن يتم الرضاعة بة ٣٢ إلا أن يتم نوره ما ٦ وليتم نعمته عليكم فتح ٢ ويتمّ نعمته عليكم بق ١٥٠ ولأتم نعمتي عليكم تحر ٨ ربنا أتمم لنا نورنا بق ١٨٧ ثم أتموا الصيام الى الليل بق ١٩٦ وأتموا الحج والعمرة لله بة ٤ فأتموا إليهم عهدهم تماما متم نعم ١٥٤ تماما على الذي احسن صف ٨ والله متم نوره تنور التنور هد ٤٠ ونار التنور (مو ٢٧) توب تاب تبت تاب ما ٣٩ فمن تاب من بعد ظلمه- ٧١ ثم تاب الله عليهم نعم ٥٤ ثم تاب من بعده بة ١١٧ لقد تاب الله على النبي- ثم تاب عليهم- ١١٨ ثم تاب عليهم هد ١١٢ ومن تاب معك مر ٦٠ الا من تاب وآمن (فر ٧٠) طه ٨٢ وإني لغفار لمن تاب فر ٧١ ومن تاب وعمل صالحا قص ٦٧ فأما من تاب وآمن بق ٣٧ فتاب عليه (طه ١٢٢) - ٥٤ و ١٨٧ فتاب عليكم (مل ٢٠ مجا ١٣ وتاب الله عليكم نسا ١٨ قال إني تبت الآن عف ١٤٣ سبحانك تبت اليك حق ١٥ إني تبت اليك نسا ١٦ فإن تابا وأصلحا
حب ٧٣ ويتوب الله على المؤمنين رات ١٠ ومن لم يتب فاؤلئك بق ١٦٠ فاولئك أتوب عليهم تتوبا يتوبون يتوبوا تحر ٤ ان تتوبا الى الله نسا ١٧ يتوبون من قريب ما ٧٤ أفلا يتوبون إلى الله بة ١٢٦ ثم لا يتوبون ولا هم- ٧٤ فإن يتوبوا يك خيرا بر ١٠ ثم لم يتوبوا فلهم بة ١١٨ ثم تاب عليهم ليتوبوا تب توبوا بق ١٢٨ وتب علينا هد ٣ و ٥٢ و ٦١ و ٩٠ ثم توبوا اليه تحر ٨ توبوا الى الله توبة بق ٥٤ فتوبوا الى بارئكم ور ٣١ وتوبوا الى الله جميعا التوب التوبة توبتهم مم ٣ غافر الذنب وقابل التوب نسا ١٧ إنما التوبة على الله- ١٨ وليست التوبة للذين بة ١٠٤ يقبل التوبة عن عباده (شو ٢٥) عمر ٩٠ ان تقبل توبتهم التائبون التائبات متاب متابا بة ١١٢ التائبون العابدون تحر ٥ تائبات عابدات عد ٣٠ عليه توكلت واليه متاب فر ٧١ يتوب الى الله متابا تواب توابا التواب التوابين ور ١٠ وأن الله تواب (رات ١٢) نسا ١٦ ان الله كان توابا- ٦٤ لوجدوا الله توابا نصر ٣ انه كان توابا بق ٣٧ و ٥٤ إنه هو التواب الرحيم- ١٢٨ إنك أنت التواب الرحيم- ١٦٠ وانا التواب الرحيم بة ١٠٤ و ١١٨ الله هو التواب بق ٢٢٢ ان الله يحب التوابين تور تارة سر ٦٩ أن يعيدكم فيه تارة أخرى طه ٥٥ ومنها نخرجكم تارة أخرى تى هاتين قص ٢٧ إحدى ابنتي هاتين تين التين تي ١ والتين والزيتون تيه يتيهون ما ٢٦ يتيهون في الارض
باب الثاء
ثبت أثبتوا ثبّتناك يثبت نف ٤٥ إذا لقيتم فئة فأثبتوا سر ٧٤ ولولا ان ثبّتناك ابر ٢٧ يثبّت الله الذين آمنوا نح ١٠٢ ليثبّت الذين آمنوا نف ١١ ويثبت به الاقدام محمد ٧ ينصركم ويثبّت اقدامكم يثبت ثبت ثبتوا هد ١٢٠ ما نثبّت به فؤادك فر ٣٢ لنثبّت به فؤادك بق ٢٥٠ وثبت أقدامنا (عمر ١٤٧) نف ١٢ فثبتوا الذين آمنوا يثبت يثبتوك عد ٣٩ يمحو الله ما يشاء ويثبت نف ٣٠ ليثبتوك أو يقتلوك ثبات ثبوتها تثبيتا نسا ٧١ فانفروا ثبات.
نح ٩٤ فتزل قدم بعد ثبوتها نسا ٦٦ واشد تثبيتا بق ٢٦٥ وتثبيتا من انفسهم ثابت الثابت إبر ٢٤ أصلها ثابت وفرعها إبر ٢٧ آمنوا بالقول الثابت ثبر ثبورا مثبورا فر ١٣ دعوا هنالك ثبورا- ١٤ لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا نشق ١١ فسوف يدعو ثبورا سر ١٠٢ وإني لأظنك يا فرعون مثبورا ثبط ثبطهم بة ٤٦ كره الله انبعاثهم فثبطهم ثجج ثجاجا عم ١٤ وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ثخن أثخنتموهم يثخن محمد ٤ حتى إذا أثخنتموهم نف ٦٧ حتى يثخن في الأرض ثرب تثريب سف ٩٢ قال لا تثريب عليكم ثرى الثرى طه ٦ وما تحت الثرى ثعب ثعبان عف ١٠٧ فاذا هي ثعبان مبين (شع ٣٢) ثقب ثاقب الثاقب صا ١٠ فاتبعه شهاب ثاقب طق ٣ النجم الثاقب ثقف ثقفتموهم تثقفنهم بق ١٩١ واقتلوهم حيث ثقفتموهم (نسا ٩١)
اثنين نح ٥١ لا تتخذوا إلهين اثنين يس ١٤ اذ ارسلنا اليهم اثنين اثنتا اثنتي اثنتين بق ٦٠ منه اثنتا عشرة عينا (عف ١٦٠) عف ١٦٠ وقطعناهم اثنتي عشرة اسباطا نسا ١١ فإن كنّ نساء فوق اثنتين مثنى مثاني المثانى نسا ٣ مثنى وثلاث «فط ١» سب ٤٦ مثنى وفرادى زم ٢٣ كتابا متشابها مثاني جر ٨٧ سبعا من المثاني ثوب ثوّب أثابكم أثابهم طف ٣٦ هل ثوّب الكفار عمر ١٥٣ فأثابكم غمّا بغم ما ٨٥ فأثابهم الله بما قالوا فتح ١٨ وأثابهم فتحا قريبا
- ١٠٣ لمثوبة من عند الله خير ما ٦٠ مثوبة عند الله ثور تثير أثاروا بق ٧١ لا ذلول تثير الأرض روم ٤٨ فتثير سحابا (فط ٩) - ٩ وأثاروا الأرض وعمروها ثوى ثاويا مثوى قص ٤٥ وما كنت ثاويا عمر ١٥١ وبئس مثوى الظالمين نح ٢٩ فلبئس مثوى المتكبرين زم ٧٢ فبئس مثوى المتكبرين (مم ٧٥) عك ٦٨ أليس فى جهنم مثوى (زم ٣٢ و ٦٠) حس ٢٤ فالنار مثوى لهم (محمد ١٢) مثواى مثواه مثواكم سف ٢٣ إنه ربى أحسن مثواى- ٢١ لأمراته أكرمى مثواه نعم ١٢٨ قال النار مثواكم محمد ١٩ يعلم متقلبكم ومثواكم ثيب ثيبات تحر ٥ سئحت ثيبت وأبكار
باب الجيم
جأر يجأرون تجأرون تجأروا مو ٦٤ إذا هم يجأرون نح ٥٣ إذا مسكم الضر فإليه تحئرون مو ٦٥ لا تجأروا اليوم جبب الجب سف ١٠ وألقوه فى غيابة الجب جبت الجبت نسا ٥١ يؤمنون بالجبت جبر جبار جبارا هد ٥٩ واتبعوا أمر كل جبار ابر ١٥ وخاب كل جبار عنيد مم ٣٥ متكبر جبار ق ٤٥ وما أنت عليهم بجبار مر ١٤ ولم يكن جبارا عصيّا- ٣٢ ولم يجعلنى جبارا شقيّا قص ١٩ إلا أن تكون جبارا جبارين. الجبار ما ٢٤ إن فيها قوما جبّارين شع ١٣ بطشتم جبّارين حشر ٢٣ العزيز الجبار المتكبر جبل جبل الجبل بق ٢٦٠ ثم اجعل على كل جبل هد ٤٣ قال سآوى إلى جبل حشر ٢١ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل عف ١٤٢ ولكن انظر إلى الجبل- فلما تجلى ربه للجبل- ١٧١ وإذ نتقنا الجبل فوقهم جبال الجبال سب ١٠ ياجبال اوّبى معه ور ٤٣ وينزّل من السماء من جبال عد ٣٣ قرآنا سيرت به الجبال إبر ٤٦ لتزول منه الجبال مر ٩٠ وتخر الجبال هدّا طو ١٠ وتسير الجبال سيرا قع ٥ وبسّت الجبال بسّا معا ٩ وتكون الجبال كالعهن (قا ٥) مل ١٤ يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا سلا ١٠ وإذا الجبال نسفت عم ٢٠ وسيرت الجبال تك ٣ وإذا الجبال سيرت حج ١٨ والنجوم والجبال قة ١٤ وحملت الأرض والجبال جر ٨٢ ينحتون من الجبال بيوتا نح ٦٨ ان اتخذى من الجبال- ٨١ وجعل لكم من الجبال طه ١٠٥ ويسئلونك عن الجبال شع ١٤٩ وتنحتون من الجبال فط ٢٧ ومن الجبال جدد بيض شية ١٩ وإلى الجبال كيف نصبت هد ٤٢ فى موجب كالجبال حب ٧٢ والأرض والجبال فأبين عف ٧٣ وتنحتون الجبال بيوتا سر ٣٧ ولن تبلغ الجبال طولا كه ٤٧ ويوم نسير الجبال ان ٧٩ وسخرنا مع داوود الجبال نم ٨٨ وترى الجبال تحسبها جامدة ص ١٨ انا سخرنا الجبال معه عم ٧ والجبال أوتادا عت ٣٢ والجبال أرسها
جذع جذوع مر ٢٣ إلى جذع النخلة- ٢٥ وهزى إليك بجزع النخلة طه ٧١ ولأصلبنكم فى جذوع النخل جذو جذوة قص ٢٩ أو جذوة من النار جرح جرحتم اجترحوا نعم ٦٠ ويعلم ما جرحتم بالنهار جا ٢١ الذين اجترحوا السيئات الجروح الجوارح ما ٤٥ والجروح قصاص- ٤ وما علّمتم من الجوارح جرد جراد الجراد قمر ٧ كأنّهم جراد منتشر عف ١٣٣ فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد جرر يجرّه عف ١٥٠ برأس أخيه يجرّه إليه جرز جرزا الجرز كه ٨ ما عليها صعيدا جرزا سج ٢٧ نسوق الماء إلى الأرض الجرز جرع يتجرعه ابر ١٧ يتجرعه ولا يكاد يسيغه جرف جرف بة ١١٠ على شفا جرف هار جرم يجرمنكم اجرموا ما ٢ و ٨ ولا يجرمنكم شنئان قوم هد ٨٩ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقى نعم ١٢٤ سيصيب الذين أجرموا روم ٤٧ فانتقمنا من الذين أجرموا طف ٢٩ إن الذين أجرموا كانوا أجرمنا تجرمون سب ٢٥ لا تسألون عما أجرمنا هد ٣٥ وانا برىء مما تجرمون
٢٥) طه ١٢٧ وكذلك نجزى من أسرف فط ٣٦ كذلك نجزى كل كفور قمر ٣٥ كذلك نجزى من شكر نعم ١٥٧ سنجزى الذين يصدفون عمر ١٤٥ وسنجزى الشاكرين نجزينّ يجزيك يجزيهم نح ٩٦ ولنجزينّ الذين صبروا قص ٢٥ ليجزيك أجر ما سقيت نعم ١٣٨ سيجزيهم بما كانوا- ١٣٩ سيجزيهم وصفهم بة ١٢٢ ليجزيهم الله أحسن (ور ٣٨) زم ٣٥ ويجزيهم أجرهم بأحسن نجزيه نجزينهم ان ٢٩ فذلك نجزيه جهنم نح ٩٧ ولنجزيهم أجرهم بأحسن عك ٧ ولنجزينهم أحسن الذى حس ٢٧ ولنجزينهم أسوأ الذى يجزى يجز تجزى نعم ١٦٠ فلا يجزى إلا مثلها (مم ٤٠) قص ٨٤ فلا يجزى الذين عملوا نسا ١٢٢ من يعمل سوءا يجز به مم ١٧ اليوم تجزى كل نفس لل ١٩ وما لأحد عنده من نعمة تجزى طه ١٥ لتجزى كل نفس بما تسعى جا ٢١ ولتجزى كل نفس بما
- ٧٥ قالوا جزاؤه من وجد فى رحلة فهو جزاؤه نسا ٩٢ فجزاؤه جهنم جزاؤكم جزاؤهم شر ٦٣ فإن جهنم جزاؤكم عمر ٨٧ أولئك جزاؤهم أن عليهم- ١٣٦ أولئك جزاؤهم مغفرة سر ٩٨ ذلك جزاؤهم بانّهم كفروا كه ١٠٧ ذلك جزاؤهم جهنم بن ٨ جزاؤهم عند ربهم جنات الجزية بة ٣٠ حتى يعطوا الجزية (جسد) جسدا عف ١٤٧ عجلا جسدا له خوار (طه ٨٨) ان ٨ وما جعلناهم جسدا ص ٣٤ والقينا على كرسيه جسدا (جسس) تجسسوا رات ١٢ ولا تجسسوا (جسم) الجسم أجسامهم بق ٢٤٧ فى العلم والجسم منا ٤ تعجبك أجسامهم جفأ جفاء عد ١٩ فأما الزبد فيذهب جفاء
٦٨ أن يخسف بكم جانب البر طه ٨٠ واوعدناكم جانب الطور سر ٨٣ اعرض ونآ بجانبه (حس ٥١) جنح جنحوا اجنح جناح نف ٦٢ وان جنحوا للسلم فاجنح لها سر ٢٤ واخفض لهما جناح الذل بق ١٩٨ و ٢٨٢ ليس عليكم جناح (نسا ١٠٠ ور ٢٩ و ٦١ حب ٥) ما ٩٣ جناح فيما طعموا ور ٥٨ ولا عليهم جناح- ٦٠ فليس عليهن جناح بق ١٥٨ فلا جناح عليه أن يطوف- ٢٢٩ فلا جناح عليهما فيما افتدت- ٣٣٠ فلا جناح عليهما أن- ٢٣٣ فلا جناح عليهما وان أردتم- فلا جناح عليكم إذا سلمتم- ٢٣٤ و ٢٤٠ فلا جناح عليكم فيما فعلن- ٢٣٦ لا جناح عليكم ان طلقتم نسا ٢٢ دخلتم بهن فلا جناح عليكم- ٢٣ ولا جناح عليكم فيما- ١٠١ ولا جناح عليكم ان كان- ١٢٧ فلا جناح عليهما أن حب ٥١ فلا جناح عليك ذلك- ٥٥ لا جناح عليهن مت ١٠ ولا جناح عليكم ان تنكحوهن جند جند جندا يس ٧٥ وهم لهم جند محضرون ص ١١ جند ما هنا لك مهزوم دخ ٢٤ انّهم جند مفرقون ملك ٢٠ أم من هذا الذى هو جند لكم يس ٢٨ من جند من السماء مر ٧٦ شرّ مكانا واضعف جندا جنود جنودا الجنود فتح ٤ و ٧ ولله جنود السموات والأرض شع ٩٥ وجنود ابليس أجمعون حب ٩ إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها بة ٤١ وايده بجنود لم تروها نم ٣٧ فلنأتيهم بجنود مد ٣١ وما يعلم جنود ربك بة ٢٧ وأنزل جنودا لم تروها بر ١٧ هل أتاك حديث الجنود بق ٢٤٩ فلما فصل طالوت بالجنود جندنا جنوده جنودهما صا ١٧٣ وان جندنا لهم الغالبون نم ١٧ وحشر لسليمن جنوده يو ٩٠ فاتبعهم فرعون وجنوده نم ١٨ لا يحطمنكم سليمان وجنوده قص ٣٩ واستكبر هو وجنوده بق ٢٤٩ اليوم بجالوت وجنوده- ٢٥٠ ولما برزوا لجالوت وجنوده طه ٧٨ فاتبعهم فرعون بجنوده قص ٤٠ فأخذناه وجنوده فنبذناهم (يا ٤٠) - ٦ و ٨ فرعون وهامان وجنودهما جنف جنفا متجانف بق ١٨٢ فمن خاف من موص جنفا ما ٣ غير متجانف لاثم جنن جنّ نعم ٧٦ فلما جنّ عليه الليل الجن سب ١٤ فلما خرّ تبينت الجن سر ٨٨ لئن اجتمعت الانس والجن جن ٥ أن لن تقول الأنس والجن نعم ١٢٨ يا معشر الجن قد استكثرتم- ١٣٠ يا معشر الجن والانس (حما ٣٣) عف ٣٧ من قبلكم من الجن والانس- ١٧٨ كثيرا من الجن كه ٥١ كان من الجن ففسق
يدخلون الجنة حتى- ٤٨ ادخلوا الجنة لا خوف بة ١١٢ بأن لهم الجنة نح ٣٢ ادخلوا بما كنتم يس ٢٦ قيل ادخل الجنة رف ٧٠ ادخلوا الجنة أنتم
جنتان جنتين الجنتين سب ١٥ جنتان عن يمين وشمال حما ٤٦ ولمن خاف مقام ربه جنتان- ٦٢ ومن دونهما جنتان كه ٣٢ جعلنا لاحدهما جنتين سب ١٦ جنتين ذواتي أكل خمط كه ٣٣ كلتا الجنتين آتت اكلها حما ٥٤ وجنى الجنتين دان جنات- «مرفوعا» - عد ٢٥ جنات عدن يدخلونها (نح ٣١ فط ٣٣) كه ٣١ اولئك لهم جنات عدن- ١٠٨ لهم جنات الفردوس طه ٧٦ جنات عدن تجري من تحتها (بن ٨) لق ٨ لهم جنات النعيم سج ١٩ فلهم جنات المأوى نزلا عمر ١٥ و ١٣٦ و ١٩٨ جنات تجري من تحتها الانهار (ما ١٢٢ بر ١١ حد ١٢) عد ٤ وجنات من اعناب- «مخفوضا» - يو ٩ في جنات النعيم (حج ٥٥ صا ٤٣ قع ١٢) بة ٧٣ في جنات عدن (صف ١٢) جر ٤٥ في جنات وعيون (شع ١٤٧ ذخ ٥٢ يا ١٥ شع ٥٨ فاخرجناهم من جنات دخ ٢٥ كم تركوا من جنات طو ١٧ ان المتقين في جنات (قمر ٥٤) معا ٣٥ اولئك في جنات مكرمون مد ٤٠ في جنات يتساءلون بة ٢٢ وجنات لهم فيها نعيم شع ١٣٤ وجنات وعيون- «منصوبا» - ما ٦٨ ولا دخلناهم جنات النعيم مر ٦١ جنات عدن التي وعد ص ٤٩ جنات عدن مفتّحة لهم مم ٨ ربنا وادخلهم جنات عدن ن ٣٤ عند ربهم جنات النعيم بق ٢٥ ان لهم جنات تجري عمر ١٩٥ ولا دخلناهم جنات تجري نسا ١٢ يدخله جنات تجري (فتح ١٧ تغ ٩ طل ١١) - ٥٦ و ١٢١ سندخلهم جنات ما ١٣ ولادخلنكم جنات- ٨٨ فاثابهم الله بما قالوا جنات نعم ١٤١ انشأ جنات معروشات بة ٧٣ المؤمنون والمؤمنات جنات (فتح ٥) - ٩٠ اعد الله لهم جنات- ١٠١ واعد لهم جنات ابر ٢٣ وعملوا الصالحات جنات (حج ١٤ محمد ١٢) مو ١٩ فانشأنا لكم به جنات فر ١٠ خيرا من ذلك جنات يس ٣٤ وجعلنا فيها جنات ق ٩ فانبتنا به جنات مجا ٢٢ ويدخلهم جنات صف ١٢ ويدخلهم جنات (تحر ٨ ح ١٢ ويجعل لكم جنات نعم ٩٩ وجنات من اعناب عم ١٦ وجنات الفافا الجنات جنتي شو ٢٢ في روضات الجنات فجر ٣٠ وادخلي جنتي جنتك جنته جنتهم كه ٤٠ ولولا اذ دخلت جنتك- ٤١ خيرا من جنتك- ٣٦ ودخل جنته وهو ظالم سب ١٦ وبدّلناهم بجنتيهم جنتين جنة الجنة مو ٢٥ ان هو الا رجل به جنة- ٧١ ام يقولون به جنة سب ٨ ام به جنة عف ١٨٣ ما بصاحبهم من جنة سب ٤٦ ما بصاحبكم من جنة مجا ١٦ اتخذوا ايمانهم جنة (منا ٢) صا ١٥٨ وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة هد ١١٩ لأملأن جهنم من الجنة (سج ١٣) ناس ٦ من الجنة والناس مجنون اجنة دخ ١٤ وقالوا معلّم مجنون
جهز جهزهم جهازهم سف ٥٩ ولما جهزهم بجهازهم قال
وما يبدىء فط ٤٥ فاذا جاء اجلهم فان الله صا ٣٧ جاء بالحق وصدق- ٨٤ اذا جاء ربه بقلب سليم زم ٣٣ والذي جاء بالصدق مم ٧٧ فاذا جاء امر الله رف ٥٣ أو جاء معه الملائكة- ٦٣ ولما جاء عيسى بالبينات محمد ١٨ فقد جاء اشراطها قمر ٤١ جاء آل فرعون النذر حد ١٤ جاء امر الله وغركم بالله منا ١١ نفسا اذا جاء اجلها ح ٤ ان اجل الله اذا جاء نصر ١ اذا جاء نصر الله والفتح يا ٢٦ فجاء بعجل سمين عف ١١٢ وجاء السحرة فرعون بة ٩١ وجاء المعذرون سف ٥٨ وجاء إخوة يوسف- ١٠٠ وجاء بكم من البدو جر ٦٧ وجاء اهل المدينة قص ٢٠ وجاء رجل من اقصى يس ٢٠ وجاء من اقصى المدينة ق ٣٣ وجاء بقلب منيب قة ٩ وجاء فرعون ومن قبله فجر ٢٢ وجاء ربك والملك جاءت نعم ١٠٩ إذا جاءت لا يؤمنون عف ٣٢ و ٥٢ لقد جاءت رسل ربنا عد ٦٩ ولقد جاءت رسلنا- ٧٧ ولما جاءت رسلنا لوطا نم ٤٢ فلما جاءت قيل أهكذا عك ٣١ ولما جاءت رسلنا ابراهيم- ٣٣ ولما أن جاءت رسلنا عث ٣٤ فاذا جاءت الطامة عبس ٣٣ فاذا جاءت الصاخة سف ١٩ وجاءت سيارة فارسلوا ق ١٩ وجاءت سكرة الموت- ٢١ وجاءت كل نفس جئت جاءوا بق ٧١ قالوا الآن جئت بالحق عف ١٠٥ ان كنت جئت بآية كه ٧٢ لقد جئت شيئا إمرا- ١٢ ٧٥ لقد جئت شيئا نكرا طه ٤٠ ثم جئت على قدر يا موسى مر ٢٧ لقد جئت شيئا فريا عمر ١٨٤ جاءوا بالبينات والزبر ور ١١ جاءوا بالأفك- ١١٣ لولا جاءوا عليه باربعة فر ٤ فقد جاءوا ظلما وزورا نم ٨٤ حتى اذا جاءوا قال حشر ١٠ والذين جاءوا من بعدهم جئتم جئنا يو ٨١ ما جئتم به السحر مر ٩٠ لقد جئتم شيئا ادا نسا ٤٠ فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك سف ٧٣ ما جئنا لنفسد في الارض سر ١٠٤ جئنا بكم لفيفا كه ١١٠ ولو جئنا بمثله مددا سف ٨٨ وجئنا ببضاعة مزجاة نفخ ٨٩ وجئنا بك شهيدا جاءني جاءك مر ٤٣ قد جاءني من العلم فر ٢٩ بعد اذ جاءني مم ٦٦ لما جاءني البينات من ربي بق ١٢٠ بعد الذي جاءك- ١٤٥ من بعد ما جاءك من العلم (عمر ٦١) ما ٥١ عما جاءك من الحق نعم ٣٤ ولقد جاءك من نبإى- ٥٤ وإذا جاءك الذين يو ٩٤ لقد جاءك الحق من ربك عد ٣٩ بعد ما جاءك من العلم مت ١٢ اذا جاءك المؤمنات منا ١ اذا جاءك المنافقون عبس ٨ واما من جاءك يسعى هد ١٢٠ وجاءك في هذه الحق جاءه جاءها بق ٢٧٥ فمن جاءه موعظة من ربه سف ٥٠ فلما جاءه الرسول قال ور ٣٩ اذا جاءه لم يجده شيئا قص ٢٥ فلما جاءه وقصّ عليه عك ٦٨ او كذب بالحق لما جاءه زم ٣٢ وكذب بالصدق إذ جاءه عبس ٢ ان جاءه الأعمى هد ٧٨ وجاءه قومه يهرعون نم ٨ فلما جاءها نودي يس ١٣ إذ جاءها المرسلون عف ٣ فجاءها بأسنا بياتا جاءنا جاءكم ما ٢١ ما جاءنا من بشير- ٨٧ ما جاءنا من الحق
سب ٤٣ الحق لما جاءهم (حق ٧) فط ٤٢ لئن جاءهم نذير ليكوننّ اهدى- فلما جاءهم نذير ص ٤ وعجبوا ان جاءهم ق ٢ بل عجبوا ان جاءهم مم ٢٥ فلما جاءهم بالحق من عندنا حس ٤١ كفروا بالذكر لما جاءهم رف ٢٩ حتى جاءهم الحق- ٣٠ ولما جاءهم الحق قالوا رف ٤٧ فلما جاءهم بآياتنا دخ ١٣ وقد جاءهم رسول مبين- ١٧ وجاءهم رسول كريم نجم ٢٣ ولقد جاءهم من ربهم قمر ٤ ولقد جاءهم من الانباء صف ٦ فلما جاءهم بالبينات قالوا عك ٥٣ ولولا اجل مسمى لجاءهم عمر ٨٦ وجاءهم البينات يو ٢٢ وجاءهم الموج من كل جاءتك جاءته جاءتها زم ٥٩ بلى قد جاءتك آياتي بق ٢١١ من بعد ما جاءته هد ٧٤ وجاءته البشرى قص ٢٥ فجاءته احداهما تمشي يو ٢٢ جاءتها ريح عاصف جاءتنا جاءتكم عف ١٢٥ بآيات ربنا لما جاءنا بق ٢٠٩ من بعد ما جاءتكم البينات عف ٧٢ و ٨٤ وجاءتكم بينة من ربكم يو ٥٧ جاءتكم موعظة من ربكم حب ٩ اذ جاءتكم جنود جاءتهم بق ٢١٣ ة ٢٥٣ من بعد ما جاءتهم البينات (نسا ١٥٢) ما ٣٢ ولقد جاءتهم رسلنا نعم ٣١ حتى اذا جاءتهم الساعة- ١٠٩ لئن جاءتهم آية ليؤمنن- ١٢٤ واذا جاءتهم آية قالوا عف ٣٦ حتى إذا جاءتهم رسلنا
باب الحاء
حبب حبب يحببكم أحببت رات ٧ حبّب إليكم الإيمان عمر ٣١ فاتبعونى يحببكم الله ص ٣٢ إني أحببت حب الخير قص ٥٦ إنك لا تهدى من أحببت يحب بق ١٩٠ إن الله لا يحب المعتدين (ما ٨٧) - ١٩٥ إن الله يحب المحسنين (ما ١٤) - ٢٠٥ والله لا يحب الفساد- ٢٢٢ إن الله يحب التوّابين ويحب المتطهرين- ٢٧٦ والله لا يحب كل كفار عمر ٣٢ فإن الله لا يحب الكافرين- ٥٧ و ١٤٠ والله لا يحب الظالمين- ٧٦ فإن الله يحب المتقين (بة ٤ و ٧) - ١٣٤ و ١٤٨ والله يحب المحسنين (ما ٩٦) - ١٤٦ والله يحب الصابرين- ١٥٩ إن الله يحب المتوكلين نسا ٣٦ لا يحب من كان مختالا نسا ١٠٧ لا يحب من كان خوانا- ١٤٨ لا يحب الله الجهر بالسوء ما ٤٢ إن الله يحب المقسطين- ٦٤ والله لا يحب المفسدين نعم ١٤١ إنه لا يحب المسرفين (عف ٣١) عف ٥٥ إنه لا يحب المعتدين نف ٥٨ إن الله لا يحب الخائنين بة ١٠٨ والله يحب المطهرين نح ٢٣ إنه لا يحب المستكبرين حج ٣٨ إن الله لا يحب كل خوّان قص ٧٦ إنّ الله لا يحب الفرحين- ٧٧ إن الله لا يحب المفسدين روم ٤٥ إنه لا يحب الكافرين لق ١٨ لا يحب كل مختال (حد ٢٣) شو ٤٠ إنه لا يحب الظالمين رات ٩ إن الله يحب المقسطين (مت ٨) - ١٢ أيحب أحدكم أن يأكل صف ٤ إن الله يحب الذين أحب يحبون نعم ٧٦ قال لا أحب الآفلين عمر ١٨٨ ويحبون أن يحمدوا بة ١٠٩ يحبون أن يتطهروا ور ١٩ إن الذين يحبون أن حشر ٩ يحبون من هاجر إليهم هر ٢٧ هؤلاء يحبون العاجلة تحبون تحبوا عمر ٣١ إن كنتم تحبون الله- ٩٢ حتى تنفقوا مما تحبون- ١٥٢ من بعد ما أراكم ما تحبون عف ٧٩ ولكن لا تحبون الناصحين ور ٢٢ ألا تحبون أن يغفر الله قيا ٢٠ كلا بل تحبون العاجلة فجر ٢٠ وتحبون المال حبا جما بق ٢١٦ وعسى أن تحبوا شيئا يحبهم يحبونه يحبونهم ما ٥٤ فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه بق ١٦٥ أندادا يحبونهم يحبونكم تحبونها تحبونهم عمر ١١٩ ها أنتم هؤلاء تحبونهم ولا يحبونكم صف ١٣ وأخرى تحبونها استحبوا يستحبون بة ٢٣ استحبوا الكفر نح ١٠٧ ذلك بأنّهم استحبوا حس ١٧ فاستحبوا العمى إبر ٣ الذين يستحبون الحياة
الله عمر ٦٥ لم تحاجون في ابراهيم- ٦٦ فلم تحاجون فيما ليس بق ٧٦ ليحاجوكم به عند ربكم عمر ٧٣ أو يحاجوكم عند ربكم تحاجونى تحاجوننا يتحاجون نعم ٨٠ أتحاجّونى في الله بق ١٣٩ قل أتحاجّوننا في الله مم ٤٧ وإذ يتحاجّون في النار حج. الحج عمر ٩٧ ولله على الناس حجّ البيت بق ١٨٩ هى مواقيت للناس والحج- ١٩٦ واتموا الحج- فمن تمتع بالعمرة إلى الحج- ثلاثة أيام فى الحج- ١٩٧ الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج- ولا جدال فى الحج بة ٣ يوم الحج الأكبر حج ٢٧ واذّن في الناس بالحج حجج الحاج قص ٢٧ على أن تأجرنى ثمانى حجج بة ١٩ أجعلتم سقاية الحاج حجة الحجة بق ١٥٠ لئلا يكون للناس عليكم حجة نسا ١٥ لئلّا يكون للناس على الله حجة.
شو ١٥ لا حجة بيننا وبينكم نعم ١٤٩ قل ف لله الحجة البالغة حجتنا حجتهم نعم ٨٣ وتلك حجتنا آتيناها شو ١٥ حجتهم داحضة جا ٢٥ ما كان حجتهم إلا أن حجر حجر حجرا محجورا نعم ١٣٨ حجر لا يطعمها إلا من نشاء فجر ٥ قسم لذى حجر فر ٢٢ ويقولون حجرا محجورا- ٥٣ وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا الحجر الحجر جر ٨٠ وقد كذّب أصحاب الحجر بق ٦٠ إضرب بعصاك الحجر (عف ١٥٩) حجارة الحجارة فى ٤ ترميهم بحجارة من سجيل نف ٣٢ فأمطر علينا حجارة من السماء هد ٨٢ وأمطر عليها حجارة جر ٧٤ وأمطر عليهم حجارة سر ٥٠ كونر حجارة أو حديدا يا ٣٣ لنرسل عليهم حجارة بق ٢٤ والحجارة أعدّت للكافرين تحر ٦ والحجارة عليها ملائكة بق ٧٤ فهى كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة الحجرات حجوركم رات ٤ من وراء الحجرات نسا ٢٣ اللّاتى في حجوركم
نسا ٤٢ ولا يكتمون الله حديثا- ٧٨ يفقهون حديثا- ٨٧ ومن أصدق من الله حديثا سف ١١١ ما كان حديثا يفترى تحر ٣ إلى بعض أزواجه حديثا كه ٦ يشترى لهو الحديث لق ٦ يشترى لهو الحديث زم ٢٣ الله نزّل أحسن الحديث نجم ٥٩ أفمن هذا الحديث قع ٨١ أفبهذا الحديث أنتم ن ٤٤ ومن يكذب بهذا الحديث أحاديث الأحاديث محدث مو ٤٤ وجعلناهم أحاديث (سب ١٩) سف ٦ و ٢١ و ١٠١ من تأويل الأحاديث ان ٢ من ربهم محدث شع ٥ من الرحمن محدث حدد حادّ يحادد يحادّون مجا ٢٢ يوادّون من حادّ الله بة ٦٣ إنّه من يحادد الله ورسوله مجا ٥ و ٢٠ إن الذين يحادّون حدود حدوده بق ١٨٧ تلك حدود الله فلا تقربوها- ٢٢٩ الا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود- تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعدّ حدود الله- ٢٣ إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله بينها نسا ١٣ تلك حدود الله بينها نسا ١٣ تلك حدود الله ومن يطع مجا ٤ وتلك حدود الله وللكافرين طل ١ وتلك حدود الله ومن يتعدّ حدود الله فقد ظلم نفسه بة ٩٧ حدود ما أنزل الله- ١١٢ والحافظون لحدود الله نسا ١٣ ويتعدّ حدوده يدخله حداد حديد حب ١٩ سلقوكم بألسنة حداد ق ٢٢ فبصرك اليوم حديد حج ٢١ ولهم مقامع من حديد حديدا الحديد سر ٥٠ حجارة أو حديدا سب ١٠ وألنّا له الحديد حد ٢٥ وأنزلنا الحديد فيه بأس حدق حدائق نم ٦٠ فانبتنا به حدائق
كلام الله ثم يحرّفونه حرف متحرفا حج ١١ يعبد الله على حرف نف ١٦ إلا متحرفا لقتال حرف نحرقنه حرقوه احترقت طه ٩٧ لنحرقنه ثم لننسفنه ان ٦٨ قالوا حرّقوه وانصرو عك ٢٤ اقتلوه أو حرّقوه بق ٢٦٦ أعصار فيه نار فاحترقت الحريق عمر ١٨١ ذوقوا عذاب الحريق (نف ٥٠ حج ٢٢) حج ٩ يوم القيامة عذاب الحريق بر ١٠ ولهم عذاب الحريق حرك تحرك قيا ١٦ لا تحرك به لسانك حرم حرّم بق ١٧٣ إنّما حرّم عليكم الميتة- ٢٧٥ وحرّم الربا عمر ٩٣ إلا ما حرّم إسرائيل ما ٧٢ فقد حرّم الله عليه الجنة نعم ١١٩ وقد فصل لكم ما حرّم- ١٤٣ و ١٤٤ الذكرين حرّم- ١٥٠ إن الله حرّم هذا- ١٥١ أتل ما حرّم ربكم عليكم- ولا تقتلوا النفس التى حرّم الله عف ٣٢ قل من حرم زينة الله
٢٠ يحسبون الأحزاب رف ٨٠ أم يحسبون أنا لا نسمع مجا ١٨ ويحسبون أنهم على شيء منا ٤ يحسبون كل صيحة يحسبه يحسبهم تحسبها ور ٣٩ يحسبه الظمآن ماء بق ٢٧٣ يحسبهم الجاهل أغنياء نم ٨٨ وترى الجبال تحسبها تحسبهم تحسبنهم تحسبوه حشر ١٤ تحسبهم جميعا كه ١٨ وتحسبهم ايقاظا عمر ١٨٨ فلا تحسبنّهم بمفازة ور ١٥ وتحسبونه هينا- ١١ لا تحسبوه شرّا لكم عمر ٧٨ لتحسبوه من الكتاب حاسبناها يحاسب حسابا طل ٨ فحاسبناها حسابا نشق ٨ فسوف يحاسب حسابا عم ٢٧ لا يرجون حسابا- ٣٦ عطاء حسابا يحاسبكم يحتسب يحتسبون يحتسبوا بق ٢٨٤ أو تخفوه يحاسبكم به الله
ربكم وعدا حسنا حج ٥٨ ليرزقنهم الله رزقا حسنا قص ٦١ أفمن وعدناه وعدا حسنا فط ٨ سوء عمله فرآه حسنا فتح ١٦ يؤتكم الله أجرا حسنا حد ١٨ من الذى يقرض الله قرضا حسنا (مل ٢٠) تغ ١٧ ان تقرضوا الله قرضا حسنا حسنهن حسنة حب ٥٢ ولو أعجبك حسنهنّ عمر ١٢٠ ان تمسسكم حسنة نسا ٧٨ وان تصبهم حسنة بة ٥٠ ان تصبك حسنة نح ٣٠ في هذه الدنيا حسنة (زم ١٠) حب ٢١ في رسول الله أسوة حسنة مت ٤ لكم أسوة حسنة- ٦ لكم فيهم أسوة حسنة نسا ٧٨ ما أصابك من حسنة بق ٢٠١ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة نسا ٤٠ وان تك حسنة يضاعفها- ٨٥ من يشفع شفاعة حسنة عف ١٥٦ في هذه الدنيا حسنة نح ٤١ لنبوئنهم في الدنيا حسنة- ١٢٢ وآتيناه في الدنيا حسنة شو ٢٣ ومن يقترف حسنة الحسنة عف ١٣١ فإذا جاءتهم الحسنة
يحشرون فر ٣٤ يحشرون على وجوههم يحشروا تحشرون نعم ٥١ يخافون أن يحشروا بق ٢٠٣ إنكم إليه تحشرون عمر ١٢ وتحشرون إلى جهنم- ١٥٨ لإلى الله تحشرون ما ٩٦ الله الذي إليه تحشرون (مجا ٩) نعم ٧٢ وهو الذي إليه تحشرون نف ٢٤ وأنه إليه تحشرون مو ٧٩ في الأرض وإليه تحشرون (ملك ٢٤) حشر الحشر ق ٤٤ ذلك حشر علينا يسير حشر ٢ من ديارهم لأول الحشر حاشرين محشورة عف ١١١ وأرسل في المدائن حاشرين شع ٣٦ وابعث في المدائن حاشرين- ٥٣ فرعون في المدائن حاشرين ص ١٩ والطير محشورة حصب حصب حاصبا أن ٩٨ حصب جهنم سر ٦٨ ويرسل عليكم حاصبا عك ٤٠ من أرسلنا عليه حاصبا قمر ٣٤ إنا أرسلنا عليهم حاصبا ملك ١٧ أن يرسل عليكم حاصبا
يحضرون
١٢١ يتلونه حق تلاوته- ١٨٠ و ٢٤١ حقا على المتقين- ٢٣٦ حقا على المحسنين عمر ١٠٢ اتقوا الله حق تقاته نسا ١٥٠ اولئك هم الكافرون حقا- ١٢١ وعد الله حقا (يو ٤ لق ٩) عف ٤٤ قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا نعم ٩١ وما قدروا الله حق قدره (حج ٧٤ زم ٦٧) نف ٤ و ٧٤ وأولئك هم المؤمنون حقا بة ١١٢ وعدا عليه حقا (نح ٣٨ يو ١٠٣ حقا علينا ننج المؤمنين سف ١٠٠ قد جعلها ربي حقا كه ٩٨ وكان وعد ربي حقا حج ٧٨ حق حهاده روم ٤٧ وكان حقا علينا حد ٢٧ فما رعوها حق رعايتها الحق- «مرفوعا» - بق ٢٦ و ١٤٤ إنه الحقّ من ربهم- ٩١ وهو الحق مصدّقا- ١٠٩ من بعد ما تبين لهم الحق- ١٤٧ الحق من ربك (عمر ٦٠) - ١٤٩ وإنه للحق من ربك بق ٢٨٢ وليملل الذي عليه حق فإن كان الذي عليه الحق سفيها هد ١٧ إنه الحق من ربك (حج ٥٤) عمر ٦٢ إن هذا لهو القصص الحق نعم ٦٦ وكذب به قومك وهو الحق- ٧٣ قوله الحق وله الملك عف ٨ والوزن يومئذ الحق- ١١٨ فوقع الحق وبطل بة ٤٨ حتى جاء الحق وظهر يو ٣٢ فذلكم الله ربكم الحق- ٧٦ فلما جاءهم الحق (قص ٤٨- ٩٤ لقد جاءك الحق من ربك- ١٠٨ قد جاءكم الحق من ربكم هد ٤٥ وان وعدك الحق وانت- ١٢٠ وجاءك في هذه الحق سف ٥١ الآن حصحص الحق عد ١ و ١٩ انزل إليك من ربك الحق سر ٨١ جاء الحق وزهق الباطل كه ٢٩ وقل الحق من ربكم طه ١١٤ فتعالى الله الملك الحق (مو ١١٦) ان ٩٧ واقترب الوعد الحق حج ٦ و ٦٢ ذلك بأن الله هو الحق (لق ٣٠) مو ٧١ ولو اتبع الحق أهواءهم ور ٢٥ ويعلمون ان الله هو الحق- ٤٩ وإن يكن لهم الحق فر ٢٦ الملك يومئذ الحق قص ٥٣ إنه الحق من ربنا
من شهد بالحق دخ ٣٩ ما خلقناهما إلا بالحق صا ٢٨ ينطق عليكم بالحق حق ٣٠ يهدي إلى الحق مج ٢٧ الرؤيا بالحق- ٥ بل كذبوا بالحق- ١٩ سكرة الموت بالحق- ٤٢ يوم يسمعون الصيحة بالحق حد ١٦ وما أنزل من الحق مت ١ وقد كفروا بما جاءكم من الحق عمر ٣ وتواصوا بالحق- «منوصبا» - بق ٤٢ ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون- ١٤٦ ليكتمون الحق عمر ٧١ لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون نسا ١٧٠ تقولوا على الله إلا الحق نعم ٥٧ يقص الحق وهو خير عف ١٠٤ ان لا اقول على الله إلا الحق- ١٦٨ ان لا يقولوا على الله إلا الحق نف ٧ ويريد الله ان يحق الحق- ٨ ليحق الحق ويبطل- ٣٢ ان كان هذا هو الحق يو ٨٢ ويحق الله الحق بكلماته عد ١٩ يضرب الله الحق كه ٥٧ ليدحضوا به الحق (مم ٥) ان ٢٤ بل اكثرهم لا يعلمون الحق ور ٢٥ يوفيهم الله دينهم الحق قص ٧٥ فعلموا ان الحق لله حب ٤ والله يقول الحق سب ٦ من ربك هو الحق- ٢٣ قالوا الحق وهو العلي شو ٢٤ ويحق الحق بكلماته محمد ٣ اتبعوا الحق من ربهم حقه حقيق الحاقة نعم ١٤١ وآتوا حقه يوم حصاده سر ٢٦ وآت ذا القربى حقه (روم ٣٨) عف ١٠٤ حقيق على أن لا اقول قة ١ الحاقة- ٢ ما الحاقة- ٣ وما ادراك ما الحاقة أحق بق ٢٢٨ وبعولتهنّ احق بردهنّ- ٢٤٧ ونحن احق بالملك منه ما ١٠٧ أحق من شهادتهما نعم ٨١ الفريقين احق بالأمن بة ١٤ فالله احق ان تخشوه- ٦٣ والله ورسوله احق- ١٠٩ احق ان تقوم فيه يو ٣٥ احق ان يتبع حب ٣٧ والله احق ان تخشاه فتح ٢٦ وكانوا احق بها وأهلها حكم حكم حكمت احكم مم ٤٨ قد حكم بين العباد ما ٤٥ فان جآءوك فاحكم بينهم- وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط- ٥١ فاحكم بينهم بما انزل الله- ٥٢ وان احكم بينهم ان ١١٢ قال رب احكم ص ٢٢ فاحكم بيننا- ٢٦ فاحكم بين الناس حكمتم يحكم نسا ٥٧ واذا حكمتم بين بق ١١٣ فالله يحكم بينهم نسا ١٤٠ فالله يحكم بينكم
الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة عمر ٥٨ ويعلمه الكتاب والحكمة نسا ٥٣ آل ابراهيم الكتاب والحكمة- ١١٢ عليك الكتاب والحكمة ما ١١٣ واذ علمتك الكتاب والحكمة لق ١٢ ولقد آتينا لقمان الحكمة ص ٢٠ وآتيناه الحكمة حكيم حكيما بق ٢٠٩ و ٢٢٠ و ٢٦٠ إن الله عزيز حكيم (نف ١٠ و ٥٠ بة ٧٢ لق ٢٧) - ٢٢٨ و ٢٤٠ والله عزيز حكيم (ما ٤١ نف ٦٧ بة ٤١) نسا ٢٥ والله عليم حكيم نعم ٨٣ و ١٢٨ إن ربك حكيم عليم- ١٣٩ إنه حكيم عليم (جر ٢٥) نف ٦٣ إنه عزيز حكيم- ٧١ والله عليم حكيم (بة ٦١ و ٦١ و ٩٨ و ١٠٧ و ١١١ حج ٥١ ور ١٨ و ٥٨ و ٥٩ رات ٨ مت ١٠) بة ٢٩ إن الله عليم حكيم سف ٦ إن ربك عليم حكيم ور ١٠ وإن الله توّاب حكيم شو ٥١ إنّه علىّ حكيم رف ٤ لدينا لعلىّ حكيم هد ١ من لدن حكيم خبير نم ٦ من لدن حكيم عليم حس ٤٢ تنزيل من حكيم حميد دخ ٤ فيها يفرق كل أمر حكيم نسا ١٩ و ٢٣ إن الله كان عليما حكيما- ١٦ و ٩١ و ١٠٣ و ١١٠ و ١٦٩ وكان الله عليما حكيما (فتح ٤) - ٥٥ إن الله كان عزيزا حكيما- ١٢٩ وكان الله واسعا حكيما- ١٥٦ و ١٦٤ وكان الله عزيزا حكيما (فتح ٧ و ١٩) حب ١ إن الله كان عليما حكيما (هر ٣٠) الحكيم «مرفوعا» بق ٣٢ إنك أنت العليم الحكيم- ١٢٩ إنك أنت العزيز الحكيم (ما ١٢١ مم ٨ مت ٥) عمر ٦ و ١٨ لا إله إلا هو العزيز الحكيم- ٦٢ وإن الله لهو العزيز الحكيم نعم ١٨ و ٧٣ وهو الحكيم الخبير (سب ١) سف ٨٣ و ١٠٠ هو العليم الحكيم (تحر ٢) ابر ٤ وهو العزيز الحكيم (نح ٦٠ عك ٢٦ و ٤٢ روم ٢٧ لق ٩ فط ٢ جا ٣٦ حد ١ حشر ١ و ٢٤ صف ١ جع ٣) نم ٩ أنا الله العزيز الحكيم سب ٢٧ الله العزيز الحكيم (شو ٢) رف ٨٤ وهو الحكيم العليم (يا ٣٠) تغ ١٨ الغيب والشهادة العزيز الحكيم «مخفوضا» عمر ٥٨ من الآيات والذكر الحكيم- ١٢٦ من عند الله العزيز الحكيم يو ١ تلك آيات الكتاب الحكيم (لق ٢) يس ١ والقرآن الحكيم زم ١ من الله العزيز الحكيم (جا ١ حق ٢) جع ١ القدوس العزيز الحكيم احكم محكمة محكمات هد وأنت أحكم الحاكمين تى ٨ أليس الله بأحكم الحاكمين محمد ٢٠ فإذا أنزلت سورة محكمة عمر ٧ منه آيات محكمات حلف حلفتم يحلفون ما ٩٢ كفارة إيمانكم إذا حلفتم نسا ٦١ ثم جاءوك يحلفون بالله
٢ بل قالوا أضغاث أحلام طو ٣٢ أم تأمرهم أحلامهم بهذا الحلم حليم ور ٥٨ والذين لم يبلغوا الحلم- ٥٩ الأطفال منكم الحلم بق ٢٢٥ والله غفور حليم (ما ١٠٤) - ٢٣٥ إن الله غفور حليم (عمر ١٥٥) - ٢٦٣ والله غنىّ حليم بة ١١٥ إن إبراهيم لأوّاه حليم عد ٧٥ إن ابراهيم لحليم حج ٥٩ وإنّ الله لعليم حليم تغ ١٧ والله شكور حليم صا ١٠١ فبشّرناه بغلام حليم حليما الحليم مر ٤٤ إنه كان حليما غفورا (فط ٤١) حب ٥١ وكان الله عليما حليما عد ٨٦ إنك لأنت الحليم الرشيد حلى يحلون حلية كه ٣١ يحلون فيها من أساور (حج ٢٣ فط ٣٣) عد ١٩ ابتغاء حلية أو متاع نح ١٤ وتستخرجوا منه حلية فط ١٣ وتستخرجون حلية الحلية حليهم رف ١٨ أو من ينشأ في الحلية عف ١٤٧ من بعده من حلّبهم عجلّا حم حم مم ١ حم (حس ١ رف ١ دخ ١ جا ١ حق ١) شو ١ حم عسق حمأ حمأ حمئة جر ٢٦ و ٢٨ و ٣٣ من صلصال من حمإ مسنون كه ٨٦ تغرب في عين حمئة حمد يحمدوا حمد عمر ١٨٨ ويحبون أن يحمدوا جر ٩٨ فسبح بحمد ربك (طه ١٣٠ مم ٥٥ ق ٣٩ طو ٤٨ نصر ٣) سج ١٥ وسبحوا بحمد ربهم زم ٧٥ يسبحون بحمد ربهم (مم ٧ شو ٥) الحمد فا ١ الحمد لله رب العالمين (نعم ٤٥ يو ١٠ صا ٨٢ زم ٧٥ مم ٦٥) نعم ١ الحمد لله الذى خلق عف ٤٢ الحمد لله الذى هدانا ابر ٣٩ الحمد لله الذى وهب لى نح ٧٥ الحمد لله بل أكثرهم (عك ٦٣ لق ٢٥ زم ٢٩) سر ١١١ الحمد لله الذى لم يتخذ كه ١ الحمد لله الذى أنزل مو ٢٨ الحمد لله الذى نجّانا نم ١٥ الحمد لله الذى فضلنا- ٥٩ الحمد لله وسلام- ٩٣ الحمد لله سيريكم آياته قص ٧٠ له الحمد في الأولى والآخرة روم ٨ وله الحمد في السموات والأرض سب ١ الحمد لله الذى له- وله الحمد في الآخرة فط ١ الحمد لله فاطر السموات والأرض- ٣٤ الحمد لله الذى اذهب عنا زم ٧٤ الحمد لله الذى صدقنا جا ٣٥ فلله الحمد رب السموات تغ ١ له الملك وله الحمد حمدك حمده الحامدون بق ٣٠ ونحن نسبّح بحمدك عد ١٤ ويسبح الرعد بحمده سر ٤٤ وإن من شيء إلا يسبح بحمده- ٥٢ فتستجيبون بحمده فر ٥٨ وسبح بحمده وكفى به بة ١١٣ العابدون الحامدون حميد حميدا الحميد بق ٢٦٧ واعلموا أنّ الله غنى حميد
حملوا بق ٢٨٦ ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ور ٥٤ فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم
حوله نعم ٩٢ ولتنذر أم القرى ومن حولها (شو ٧) نم ٨ من في النار ومن حولها عمر ١٥٩ لانفضوا من حولك حولكم حولهم بة ١٠٢ وممن حولكم حق ٢٧ ما حولكم من القرى بة ١٢١ ومن حولهم من الأعراب عك ٦٧ ويتخطف الناس من حولهم حولا حيلة تحويلا كه ١٠٩ لا يبغون عنها حولا نسا ٩٧ لا يستطيعون حيلة سر ٥٦ الضر عنكم ولا تحويلا- ٧٧ ولا تجد لسنتنا تحويلا فط ٤٣ ولن تجد لسنة الله تحويلا حوى الحوايا احوى نعم ١٤٦ أو الحوايا أو ما اختلط عل ٥ فجعله غثاء احوى حيد تحيد ق ١٩ ذلك ما كنت منه تحيد حير حيران نعم ٧١ في الأرض حيران حيز متحيزا نف ١٦ أو متحيزا إلى فئة حيص محيص محيصا ابر ٢١ ما لنا من محيص حس ٤٨ ما لهم من محيص (شو ٣٥) ق ٣٦ في البلاد هل من محيص نسا ١٢٠ ولا يجدون عنها محيصا حيض يحضن المحيض طل ٤ واللائى يئسن من المحيض- واللائى لم يحضن بق ٢٢٢ ويسألونك عن المحيض- فاعتزلوا النساء في المحيض حيف يحيف ور ٥٠ أم يخافون أن يحيف الله حيق حاق يحيق نعم ١٠ فحاق بالذين سخروا منهم (ان ٤١) هد ٨ وحاق بهم ما كانوا (نح ٣٤ زم ٤٨ مم ٨٣ جا ٣٢ حق ٢٦) مم ٤٥ وحاق بآل فرعون فط ٤٣ ولا يحيق المكر السيىء إلا حين حين هر ١ هل آتى على الإنسان حين قص ١٥ على حين غفلة من أهلها بق ٣٦ مستقر ومتاع إلى حين (عف ٢٣) يو ٩٨ ومتعناهم إلى حين (صا ١٤٨)
والله لا يستحيى من الحق يستحيون نستحيى استحيوا بق ٤٩ ويستحيون نساءكم (عف ١٤٠ ابر ٦) عف ١٢٦ ونستحيى نساءهم مم ٢٥ واستحيوا نساءهم حىّ حيّا الحى ان ٣٠ وجعلنا من الماء كل شيء حى مر ١٤ ويوم يبعث حيّا مر ٦٦ لسوف أخرج حيا- ٣٣ ويوم أبعث حيّا- ٦٦ لسوف أخرج حيّا يس ٢٥٥ لينذر من كان حيّا بق ٢٥٥ لا إله إلا هو الحى القيوم (عمر ١) مم ٦٥ هو الحى لا إله إلا هو عمر ٢٧ وتخرج الحىّ من الميت وتخرج الميت من الحى نعم ٩٥ يخرج الحى من الميت ومخرج الميت من الحى بر ٣١ يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى (روم ١٩) طه ١١١ وعنت الوجوه للحى فر ٥٨ وتوكل على الحى الذى لا يموت أحياء الأحياء بق ١٥٤ بل أحياء ولكن عمر ١٦٩ بل أحياء عند ربهم نح ٢١ غير أحياء وما يشعرون سلا ٢٦ أحياء وأمواتا فط ٢٢ وما يستوى الأحياء ولا الأموات حية حياة طه ٢٠ فإذا هى حية تسعى بق ١٧٩ ولكم في القصاص حياة- ٩٦ احرص الناس على حيوة نح ٩٧ فلنحيينه حياة طيبة فر ٣ ولا حياة ولا نشورا الحيوة «مرفوعا» بق ٢١٢ زين للذين كفروا الحياة الدنيا عمر ١٨٥ وما الحيوة الدنيا إلا (نعم ٣٢ حد ٢٠) نعم ٧٠ و ١٣٠ وغرّتهم الحياة الدنيا (عف ٥٠) عد ١٨ وما الحيوة الدنيا في الآخرة عك ٢٥ مودة بينكم في الحيوة الدنيا لق ٣٣ فلا تغرنكم الحياة الدنيا (فط ٥) مم ٣٩ إنما هذه الحياة الدنيا جا ٣٤ وغرّتكم الحياة الدنيا محمد ٣٦ إنما الحياة الدنيا لعب حد ٢٠ واعلموا أنما الحياة الدنيا «مخفوضا» بق ٨٥ إلّا خزى في الحيوة الدنيا- ٢٠٤ يعجبك قوله في الحياة الدنيا عمر ١٤ ذلك متاع الحياة الدنيا- ١١٧ ينفقون في هذه الحياة نسا ٩٣ تبتغون عرض الحياة- ١٠٨ جادلتم عنهم في الحيوة عف ٣١ هى للذين آمنوا في الحياة- ١٥١ وذلة في الحياة الدنيا بة ٣٩ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة- ٥٦ ليعذبهم بما في الحياة يو ٧ ورضوا بالحيوة الدنيا
باب الخاء
خبأ الخبء ٢٥ الذى يخرج الخبء خبت اخبتوا تخبت المخبتين هد ٢٣ واخبتوا إلى ربهم حج ٥٣ فتخبت له قلوبهم- ٣٤ وبشر المخبتين خبث خبث الخبيث عف ٥٧ والذى خبث لا يخرج ما ١٠٣ قل لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث بق ٢٦٧ ولا تيمموا الخبيث عمر ١٧٩ حتى يميز الخبيث نسا ٢ ولا تتبدلوا الخبيث نف ٣٨ ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض الخبيثون الخبيثين الخبيثات ور ٢٦ الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات خبيثة الخبائث ابر ٢٦ ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة عف ١٥٦ ويحرم عليهم الخبائث خبر خبر خبرا نم ٧ سآتيكم منها بخبر قص ٢٩ لعلى آتيكم منها بخبر كه ٦٩ على ما لم تحط به خبرا- ٩٢ وقد أحطنا بما لديه خبرا اخبارها اخباركم لز ٤ يومئذ تحدّث أخبارها بة ٩٥ قد نبأنا الله من إخباركم محمد ٣١ ونبلو اخباركم خبير بق ٢٣٤ و ٢٧١ والله بما تعملون خبير (عمر ١٨٠ حد ١٠ مجا ٣ و ١١ تغ ٨) عمر ١٥٣ والله خبير بما تعملون (بة ١٧ مجا ١٣ منا ١١) ما ٩ إن الله خبير بما تعملون (ور ٥٣ حشر ١٨) هد ١١٢ إنه بما يعملون خبير حج ٦٣ إن الله لطيف خبير (لق ١٦) ور ٣٠ إن الله خبير بما يصنعون نم ٨٨ إنه خبير بما تفعلون لق ٢٩ وإن الله بما تعملون خبير- ٣٤ إن الله عليم خبير (رات ١٣) فط ٣١ إن الله بعباده لخبير شو ٢٧ إنه بعباده خبير بصير عا ١١ إن ربهم بهم يومئذ لخبير هد ١ من لدن حكيم خبير فط ١٤ ولا ينبئك مثل خبير خبيرا الخبير نسا ٣٤ إن الله كان عليما خبيرا- ٩٣ و ١٢٧ و ١٣٤ إن الله كان بما تعملون خبيرا (حب ٢) سر ١٧ بذنوب عباده خبيرا (فر ٥٨) - ٣٠ و ٩٦ إنه كان بعباده خبيرا
أخرجوا عف ١٢ فاخرج إنك من الصاغرين- ١٧ قال اخرج منها مذؤما سف ٣١ وقالت اخرج عليهن جر ٣٤ فاخرج منها إنك رجيم (ص ٧٧) قص ٢٠ فاخرج إنى لك نسا ٦٥ أو أخرجوا من دياركم اخرج أخرجت بق ٢٢ فأخرج به من الثمرات رزقا لكم (ابر ٣٢) عف ٢٦ كما أخرج أبويكم- ٣١ زينة الله التى أخرج طه ٨٨ فأخرج لهم عجلا جسدا ور ٤٠ إذا أخرج يده لم يكد فتح ٢٩ كزرع أخرج شطأه حشر ٢ هو الذى أخرج الذين عت ٢٩ واغطش ليلها وأخرج- ٣١ أخرج منها ماءها عل ٤ والذى أخرج المرعى لز ٢ وأخرجت الأرض أثقالها أخرجنا أخرجنى أخرجك بق ٢٦٧ وما أخرجنا لكم نعم ٩٩ فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا عف ٥٦ فأخرجنا به من كل طه ٥٣ فاخرجنا به ازواجا نم ٨٢ أخرجنا لهم دابة فط ٢٧ فأخرجنا به ثمرات يس ٣٣ واخرجنا منها حبا يا ٣٥ فاخرجنا من كان فيها سف ١٠٠ إذا أخرجنى من السجن نف ٥ كما أخرجك ربك أخرجه أخرجهما أخرجكم بة ٤١ فقد نصره الله إذ أخرجه بق ٣٦ فأخرجهما مما كانا فيه نح ٧٨ أخرجكم من بطون أمهاتكم أخرجتك أخرجوكم أخرجناهم محمد ١٣ من قريتك التى أخرجتك بق ١٩١ من حيث أخرجوكم مت ٩ وأخرجوكم من دياركم شع ٥٨ فاخرجناهم من جنات وعيون يخرج يخرجن نعم ٩٥ يخرج الحى من الميت يو ٣١ يخرج الحىّ من الميت ويخرج الميت من الحى (روم ١٩)
وخرّ موسى صعقا نح ٢٦ فخرّ عليهم السقف حج ٣١ فكأنّما خرّ من السماء سب ١٤ فلما خرّ تبينت الجنّ ص ١٤ وخرّ راكعا واناب سف ١٠٠ وخرّوا له سجدا مر ٥٨ خرّوا سجدا وبكيّا سج ١٥ إذا ذكروا بها خرّوا سجدا تخرّ يخرّون يخرّوا مر ٩١ وتخرّ الجبال هدّا سر ١٠٧ يخرّون للأذقان- ١٠٩ ويخرّون للأذقان فر ٧٣ لم يخرّوا عليها صمّا خرص يخرصون تخرصون الخرّاصون نعم ١١٦ وإن هم إلا يخرّصون (يو ٦٦ رف ٢٠) - ١٤٨ وإن أنتم إلا تخرصون يا ١٠ قتل الخرّاصون خرطم الخرطوم ن ١٦ سنسمه على الخرطوم خرق خرقوا خرقها خرقتها تخرق نعم ١٠٠ وخرقوا له بنات وبنات كه ٧٢ خرقها قال اخرقتها لتغرق أهلها سر ٣٧ إنك لن تخرق الأرض خزن خازنين خزنة خزنتها جر ٢٢ وما أنتم له بخازنين
ن ٤٣ خاشعة أبصارهم (معا ٤٤) قمر ٧ خشّعا أبصارهم خشى خشى خشيت خشينا نسا ٢٤ ذلك لمن خشى العنت يس ١١ وخشى الرحمن بالغيب ق ٣٣ من خشى الرحمن بالغيب بن ٨ ذلك لمن خشى ربه طه ٩٤ إنى خشيت أن تقول كه ٨١ فخشينا أن يرهقهما يخشى يخش طه ٣ إلا تذكرة لمن يخشى- ٤٤ لعله يتذكر أو يخشى فط ٢٨ إنما يخشى الله من عباده عت ٢٦ لعبرة لمن يخشى
نسا ٨ وليخش الذين لو تركوا بة ١٩ ولم يخش إلا الله ور ٥٢ ويخش الله ويتقه تخشى تخشاه طه ٧٧ دركا ولا تخشى حب ٣٧ وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه عت ١٩ إلى ربك فتخشى يخشون تخشون تخشوا نسا ٧٧ فريق منهم يخشون عد ٢٣ ويخشون ربهم ان ٤٩ الذين يخشون ربهم (فط ١٨) زم ٢٣ ملك ١٢) حب ٣٩ ولا يخشون أحدا إلا الله بة ٢٥ وتجارة تخشون كسادها ما ٤٧ فلا تخشوا الناس نخشى يخشاها يخشونه ما ٥٥ نخشى أن تصيبنا دائرة عت ٤٥ إنما أنت منذر من يخشاها حب ٣٩ يبلغون رسالات الله ويخشونه تخشونهم تخشوه تخشوهم بة ١٤ أتخشوهم فالله أحق أن تخشوه بق ١٥٠ الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم ما ٤ من دينكم فلا تخشوهم اخشوا اخشونى اخشوهم لق ٣٣ واخشوا يوما لا يجزى بق ١٥٠ واخشونى ولأتم نعمتى ما ٤ واخشون اليوم- ٤٧ واخشون ولا تشتروا عمر ١٧٣ قد جمعوا لكم فاخشوهم خشية خشيته بق ٧٤ يهبط من خشية الله نسا ٧٦ كخشية الله أو أشدّ خشية مو ٥٨ من خشية ربهم يشفقون حشر ٢١ متصدعا من خشية الله سر ٢١ ولا تقتلوا أولادكم خشية- ١٠٠ لامسكتم خشية الانفاق ان ٢٨ وهم من خشيته مشفقون خصص يختص خاصة خصاصة بق ١٠٥ يختص برحمته من يشاء (عمر ٧٤) نف ٢٥ الذين ظلموا منكم خاصة حشر ٩ ولو كان بهم خصاصة خصف يخصفان عف ٢١ وطفقا يخصفان عليهما (طه ١٢١) خصم اختصموا يختصمون حج ١٩ اختصموا في ربهم عمر ٤٤ لديهم إذ يختصمون شع ٩٦ وهم فيها يختصمون نم ٤٥ فريقان يختصمون ص ٦٩ بالملأ الأعلى إذ يختصمون يخصمون تختصمون تختصموا يس ٤٩ تأخذهم وهم يخصّمون زم ٣١ عند ربكم تختصمون ق ٢٨ قال لا تختصموا لدى الخصم خصمان خصمون ص ٢١ وهل أتاك نبأ الخصم حج ١٩ هذان خصمان ص ٢٢ خصمان بغا بعضنا على بعض رف ٥٨ بل هم قوم خصمون خصيم خصيما نح ٤ فإذا هو خصيم مبين (يس ٧٧) نسا ١٠٤ ولا تكن للخائنين خصيما الخصام تخاصم بق ٢٠٤ وهو الدّ الخصام رف ١٨ وهو في الخصام ص ٦٤ تخاصم أهل النار خضد مخضود قع ٢٨ في سدر مخضود
يستخفنك الذين نح ٨٠ تستخفونها يوم ظعنكم خفيفا خفافا تخفيف عف ١٨٨ حملت حملا خفيفا بة ٤٢ انفروا خفافا وثقالا بق ١٧٨ ذلك تخفيف من ربكم خفى يخفى تخفى يخفون عمر ٥ إن الله لا يخفى عليه ابر ٣٨ وما يخفى على الله من شىء مم ١٦ لا يخفى على الله منهم شىء عل ٧ إنه يعلم الجهر وما يخفى قة ١٨ يومئذ تعرضون لا تخفى حس ٤٠ لا يخفون علينا اخفيتم يخفون يخفين مت ١٥٤ وأنا أعلم بما أخفيتم عمر ١٥٤ يخفون في أنفسهم نعم ٢٨ ما كانوا يخفون من قبل ور ٣١ ليعلم ما يخفين تخفى تخفون تخفوا نخفى عمر ١١٨ وما تخفى صدورهم أكبر حب ٣٧ وتخفى في نفسك مم ١٩ وما تخفى الصدور ما ١٦ تخفون من الكتاب نعم ٩١ تبدونها وتخفون كثيرا نم ٢٥ ويعلم ما تخفون عمر ٢٩ إن تخفوا ما في صدوركم إبر ٣٨ إنك تعلم ما نخفى أخفيها تخفوه تخفوها طه ١٥ آتية أكاد أخفيها بق ٢٨٤ أو تخفوه يحاسبكم به الله نسا ١٤٨ إن تبدوا غيرا أو تخفوه حب ٥٤ أن تبدو شيئا أو تخفوه بق ٢٧١ وإن تخفوها وتؤتوها أخفى يستخفون يستخفوا سج ١٧ فلا تعلم نفس ما أخفى لهم نسا ١٠٧ يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله هد ٥ ليستخفوا منه خفى خفيّا اخفى شو ٤٥ ينظرون من طرف خفى مر ٢ إذ نادى ربه نداء خفيا طه ٧ فإنه يعلم السر وأخفى خافية خفية مستخف قة ١٨ لا تخفى منكم خافية نعم ٦٣ تدعونه تضرعا وخفية عف ٥٤ ادعوا ربكم تضرعا وخفية عد ١١ ومن هو مستخف بالليل
٨٧ وما أريد أن أخالفكم بة ٧٨ بما أخلفوا الله ما وعدوه طه ٨٦ فاخلفتم موعدى أخلفنا أخلفتكم يخلف طه ٨٧ قالوا ما أخلفنا موعدك ابر ٢٢ ووعدتكم فاخلفتكم عمر ٩ إن الله لا يخلف الميعاد (عد ٣٣) روم ٦ لا يخلف الله وعده زم ٢٠ لا يخلف الله الميعاد بق ٨٠ فلن يخلف الله عهده حج ٤٧ ولن يخلف الله وعده تخلف يخلفه نخلفه عمر ١٩٤ إنك لا تخلف الميعاد سب ٣٩ وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه طه ٥٨ لا نخلفه نحن ولا أنت تخلفه يتخلفوا اختلف طه ٩٧ وإن لك موعدا لن تخلفه بة ١٢١ أن يتخلفوا عن رسول الله بق ٢١٣ وما اختلف فيه إلا الذين عمر ١٩ وما اختلف الذين أوتوا مر ٣٧ فاختلف الأحزاب من بينهم (رف ٦٥) اختلفوا اختلفتم بق ١٧٥ وإن الذين اختلفوا في الكتاب- ٢١٣ ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه- لما اختلفوا فيه من الحق- ٢٥٢ ولكن اختلفوا فمنهم عمر ١٠٥ تفرقوا واختلفوا نسا ١٥٦ وإن الذين اختلفوا فيه يو ١٩ إلا أمة واحدة فاختلفوا- ٩٣ فما اختلفوا حتى جاءهم نح ٦٤ الذى اختلفوا فيه- ١٢٤ على الذين اختلفوا فيه جا ١٦ فما اختلفوا إلا من بعد نف ٤٢ لاختلفتم في الميعاد شو ١٠ وما اختلفتم فيه من شىء يختلفون تختلفون بق ١١٣ فيما كانوا فيه يختلفون (يو ٩٣ نح ١٢٤ سج ٢٥ زم ٤٦ جا ١٦) يو ١٩ فيما فيه يختلفوا نح ٣٩ الذى يختلفون نم ٧٦ الذى هم فيه يختلفون
فط ٢٧ ثمرات مختلفا ألوانها زم ٢١ يخرج به زرعا مختلفا عم ٣ الذى هم فيه مختلفون مختلفين مستخلفين هد ١٩ ولا يزالون مختلفين حد ٧ مما جعلكم مستخلفين فيه خلق خلق بق ٢٩ هو الذى خلق لكم- ١٢٨ أن يكتمن ما خلق الله نسا ١ وخلق منها زوجها ما ٢٠ بل أنتم بشر ممن خلق نعم ١ الحمد لله الذى خلق
لا يخلق شيئا نح ٨ ويخلق ما لا تعلمون- ١٧ أفمن يخلق كمن لا يخلق ور ٤٥ يخلق الله ما يشاء قص ٦٨ وربك يخلق ما يشاء روم ٥٤ وشيبة ويخلق ما يشاء زم ٤ مما يخلق ما يشاء شو ٤٩ والأرض يخلق ما يشاء رف ١٦ أم اتخذ مما يخلق سر ٩٩ على أن يخلق مثلهم (يس ٨١) ما ١١٣ وإذ تخلق من الطين عمر ٤٩ إنى أخلق لكم من الطين يخلقون يخلقوا تخلقون نح ٢٠ لا يخلقون شيئا (فر ١٣) حج ٧٣ لن يخلقوا ذبابا عك ١٧ وتخلقون إفكا يخلقكم تخلقونه نخلقكم زم ٦ يخلقكم في بطون أمهاتكم قع ٥٩ ءأنتم تخلقونه سلا ألم نخلقكم من ماء مهين خلق خلقت خلقوا نسا ٢٧ وخلق الإنسان ضعيفا ان ٣٧ خلق الإنسان من عجل معا ١٩ إن الإنسان خلق هلوعا طق ٥ فلينظر الإنسان ممّ خلق- ٦ خلق من ماء دافق شية ١٧ إلى الإبل كيف خلقت طو ٣٥ أم خلقوا من غير شىء يخلق يخلقون فجر ٨ لم يخلق مثلها في البلاد عف ١٩٠ وهم يخلقون (نح ٢٠ فر ٣)
خلوا سف ٩ يخلّ لكم وجه أبيكم تخلت الخالية نشق ٤ والقت ما فيها وتخلّت قة ٣٤ في الأيام الخالية حمد خامدون خامدين يس ٢٩ فإذا هم خامدون ان ١٥ جعلناهم حصيدا خامدين خمر خمر خمرا محمد ١٥ وأنهار من خمر لذة سف ٣٦ إنى أرانى أعصر خمرا- ٤١ فيسقى ربه خمرا الخمر خمرهن ما ٩٣ إنما الخمر والميسر بق ٢١٩ يسألونك عن الخمر ما ٩٤ في الخمر والميسر ور ٣١ وليضربن بخمرهنّ خمس خمسة خمسه كه ٢٣ خمسة سادسهم كلبهم عمر ١٢٥ يمددكم ربكم بخمسة آلاف مجا ٧ ولا خمسة إلا هو سادسهم نف ٤١ فإن لله خمسه وللرسول الخامسة خمسين ور ٧ والخامسة أن لعنة الله- ٩ والخامسة أنّ غضب الله عك ١٤ إلا خمسين عاما معا ٤ مقداره خمسين ألف سنة خمص مخمصة بة ١٢١ ولا نصب ولا مخمصة ما ٤ فمن اضطر في مخمصة خمط خمط سب ١٦ ذواتى أكل خمط خنزر خنزير الخنزير الخنازير نعم ١٤٥ أو لحم خنزير بق ١٧٣ والدم ولحم الخنزير (ما ٤ نح ١١٥) ما ٦٣ القردة والخنازير
الخوف خوفهم حب ١٩ فإذا جاء الخوف رأيتهم- فإذا ذهب الخوف سلقوكم بق ١٥٥ بشىء من الخوف نسا ٨٢ من الأمن أو الخوف ور ٥٥ وليبدلنهم من بعد خوفهم خائفا خائفين قص ١٨ فأصبح فى المدينة خائفا- ٢١ فخرج منها خائفا بق ١١٤ أن يدخلوها إلا خائفين خيفة خيفته خيفتكم عف ٢٠٤ تضرّعا وخفية هد ٧٠ واوجس منهم خيفة (يا ٢٨) طه ٦٧ فأوجس فى نفسه خيفة عد ١٤ والملائكة من خيفته روم ٢٨ تخافونهم كخيفتكم تخويفا تخوّف سر ٥٩ بالآيات إلا تخويفا نح ٤٧ أو يأخذهم على تخوّف خول خوّله خوّلناه خوّلناكم زم ٨ ثم إذا خوّله نعمة منه- ٤٩ ثم إذا خوّلناه نعمة منا نعم ٩٤ وتركتم ما خوّلناكم خالك خالاتك حب ٥٠ وبنات خالك وبنات خالاتك أخوالكم خالاتكم ور ٦١ أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم نسا ٢٢ وعماتكم وخالاتكم خون خانوا تخونوا خانتاهما نف ٧١ فقد خانوا الله من قبل- ٢٧ لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم
- ٧١ وإن يريدوا خيانتك نسا ١٠٤ ولا تكن للخائنين سف ٥٢ لا يهدى كيد الخائنين خائنة خوّان خوّانا ما ١٤ تطلع على خائنة مم ١٩ يعلم خائنة الأعين حج ٣٨ لا يجب كل خوّان كفور نسا ١٠٦ لا يحب من كان خوّانا خوى خاوية بق ٢٥٩ وهى خاوية على عروشها (كه ٤٣ حج ٤٥) قة ٧ كأنّهم أعجاز نخل خاوية نم ٥٢ فتلك بيوتهم خاوية خيب خاب خائبين ابر ١٥ وخاب كل جبار عنيد طه ٦١ وقد خاب من افترى- ١١١ وقد خاب من حمل ظلما شم ١٠ وقد خاب من دسّاها عمر ١٢٧ فينقلبوا خائبين خير تخيرون يتخيرون اختار ن ٣٨ إن لكم فيه لما تخيرون قع ٢٠ وفاكهة مما يتخيرون عف ١٥٤ واختار موسى قومه اخترنك اخترناهم يختار طه ١٣ وأنا اخترتك فاستمع دخ ٣٢ ولقد اخترناهم على علم قص ٦٨ يخلق ما يشاء ويختار خير «مرفوعا» عمر ٥٤ والله خير الماكرين (نف ٣٠) - ١٥٠ وهو خير الناصرين ما ١١٧ وأنت خير الرازقين نعم ٥٧ وهو خير الفاصلين عف ٨٦ وهو خير الحاكمين (يو ١٠٩ سف ٨٠) - ٨٨ وأنت خير الفاتحين- ١٥٤ وأنت خير الغافرين سف ٥٩ وأنا خير المنزلين ان ٨٩ وأنت خير الوارثين حج ٥٨ وإن الله لهو خير الرازقين مو ٧٣ وهو خير الرازقين (سب ٣٩) - ٢٩ وأنت خير المنزلين مو ١١٠ و ١١٩ وأنت خير الراحمين جع ١١ والله خير الرازقين بن ٧ أولئك هم خير البرية بق ٥٤ ذلكم خير لكم عند بارئكم بق ٦١ بالذى هو خير- ١٠٣ لمثوبة من عند الله خير- ١٨٤ فهو خير له وان تصوموا خير لكم- ٢١٦ تكرهوا شيئا وهو خير- ٢٢٠ قل إصلاح لهم خير- ٢٢١ ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولعبد مؤمن خير من مشرك- ٢٦٣ ومغفرة خير من صدقة- ٢٧١ وتؤتوها الفقراء فهو خير- ٢٨٠ وأن تصدقوا خير لكم عمر ١٥٧ ورحمة خير مما يجمعون- ١٧٨ أنما نملى لهم خير- ١٩٨ وما عند الله خير للأبرار نسا ٢٥ وأن تصبروا خير لكم- ٥٨ ذلك خير وأحسن (سر ٣٥) - ٧٦ والآخرة خير لمن اتقى- ١٢٧ والصلح خير نعم ٣٢ ولدار الآخرة خير عف ١١ قال انا خير منه (ص ٧٦) - ٢٥ ولباس التقوى ذلك خير- ٨٤ ذلكم خير لكم إن كنتم (بة ٤٢ عك ١٦ صف ١١ جع ٩)
خيرا لهم نسا ١٨ ويجعل الله فيه خيرا- ٤٥ و ٦٥ لكان خيرا لهم- ١٤٨ إن تبدوا خيرا- ١٦٩ فآمنوا خيرا لكم- ١٧٠ انتهوا خيرا لكم نعم ١٥٨ أو كسبت فى إيمانا خيرا نف ٢٣ ولو علم الله فيهم خيرا- ٧٠ إن يعلم الله فى قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا بة ٧٥ فإن يتوبوا بك خيرا هد ٣١ لن يؤتيهم الله خيرا نح ٣٠ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا كه ٣٧ لا جدنّ خيرا منها منقلبا
ق ٢٥ منّاع للخير معتد (ن ١٢) عا ٨ وإنه لحب الخير لشديد حج ٧٧ وافعلوا الخير لعلكم الأخيار الخيرة خيرات ص ٤٧ لمن المصطفين الأخيار- ٤٨ وكلّ من الأخيار قص ٦٨ ما كان لهم الخيرة حب ٣٦ أن يكون لهم الخيرة حما ٧٠ فيهن خيرات حسان الخيرات بة ٨٩ وأولئك لهم الخيرات بق ١٤٨ فاستبقوا الخيرات (ما ٥١) عمر ١١٤ ويسارعون فى الخيرات (ان ٩٠ مو ٦٢) ان ٧٣ فعل الخيرات مو ٥٧ نسارع لهم فى الخيرات فط ٣٢ ومنهم سابق بالخيرات خيط الخيط الخياط بق ١٨٧ حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود عف ٣٩ فى سم الخياط خيل يخيل خيل طه ٦٦ يخيّل إليهم من سحرهم حشر ٦ فما أوجفتم عليه من خيل الخيل خيلك عمر ١٤ والخيل المسوّمة نف ٦١ ومن رباط الخيل نح ٨ والخيل والبغال سر ٦٤ واجلب عليهم بخيلك مختال مختالا لق ١٨ لا يحب كل مختال فخور نسا ٣٥ من كان مختالا فخورا (حد ٢٣) خيم الخيام حما ٧٢ مقصورات فى الخيام
باب الدال
دأب دأب دأبا دائبين عمر ١١ كدأب آل فرعون (نف ٥٣ و ٥٥) مم ٣١ مثل دأب قوم نوح سف ٤٧ تزرعون سبع سنين دأبا ابر ٣٣ الشمس والقمر دائبين دبب دابة الدواب سب ١٤ إلا دابة الأرض بق ١٦٤ وبث فيها من كل دابة (لق ١٠) نعم ٣٨ وما من دابة فى الأرض (هد ٦) هد ٥٦ ما من دابة إلا هو آخذ نح ٤٩ وما فى الأرض من دابة- ٦١ ما ترك عليها من دابة ور ٤٥ خلق كل دابة من ماء عك ٦٠ وكأين من دابة لا تحمل فط ٤٥ ما ترك على ظهرها من دابة شو ٢٩ وما بث فيهما من دابة جا ٣ وما يبث من دابة نم ٨٢ أخرجنا لهم دابة حج ١٨ والشجر والدواب نف ٢٢ و ٥٦ إن شر الدواب فط ٢٨ ومن الناس والدواب دبر يدبرّ أدبر يو ٣ ثم استوى على العرش يدبر- ٣١ ومن يدبر الأمر عد ٢ يدبر الأمر يفصل سج ٥ يدبر الأمر من السماء معا ١٧ تدعو من ادبر وتولى مد ٢٣ ثم ادبر واستكبر- ٣٣ والليل إذا أدبر عث ٢٢ ثم ادبر يسعى يتدبرون يتدّبّروا نسا ٨١ أفلا يتدبرون القرآن (محمد ٢٤) مو ٦٩ أفلم يدبّروا القول ص ٢٩ مبارك ليدّبروا آياته دبر الدّبر دبره سف ٢٥ وقدّت قميصه من دبر- ٢٧ وإن كان قميصه قدّ من دبر سف ٢٨ فلما رأى قميصه قدّ من دبر قمر ٤٥ ويولّبون الدّبر نف ١٦ ومن يولّهم يومئذ دبره أدبار الأدبار ق ٤٠ فسبّحه وأدبار السجود طو ٤٩ فسبّحه إدبار النجوم عمر ١١١ يولّوكم الأدبار نف ١٥ فلا تولوهم الأدبار حب ١٥ لا يولون الأدبار فتح ٢٢ لولّوا الأدبار حشر ١٢ ليولّن الأدبار أدبارها أدباركم أدبارهم نسا ٤٦ فنردّها على أدبارها ما ٢٣ ولا ترتدوا على أدباركم سر ٤٦ ولّوا على أدبارهم نفورا محمد ٢٥ ارتدوا على أدبارهم نف ٥١ وجوههم وأدبارهم (محمد ٢٦) جر ٦٥ واتبع أدبارهم دابر المدبّرات نعم ٤٥ فقطع دابر القوم الذين عف ٧١ وقطعنا دابر الذين نف ٧ ويقطع دابر الكافرين
جهنم- ٣٢ ادخلوا الجنة بما كنتم نم ١٨ يا أيها النمل ادخلوا حب ٥٣ إذا دعيتم فادخلوا زم ٧٢ ادخلوا أبواب جهنم (مم ٧٥) - ٧٣ طبتم فادخلوها خالدين رف ٧٠ ادخلوا الجنة أنتم دخلت أدخلناه أدخلناهم حب ١٤ ولو دخلت عليهم ان ٧٥ وادخلناه فى رحمتنا ما ٦٨ ولأدخلناهم جنات النعيم ان ٨٦ وادخلناهم فى رحمتنا يدخل تدخل يدخله حج ١٤ و ٢٣ إن الله يدخل الذين آمنوا (محمد ١٢) شو ٨ يدخل من يشاء فى رحمته (هر ٣١) فتح ٥ ليدخل المؤمنين عمر ١٩٢ إنك من تدخل النار نسا ١٢ ورسوله يدخله جنات (فتح ١٧) - ١٣ ويتعدّ حدوده يدخله تغ ٩ يكفّر عنه سيئاته ويدخله طل ١١ صالحا يدخله جنات يدخلهم يدخلنا يدخلكم نسا ١٧٤ فسيدخلهم فى رحمة منه بة ١٠٠ سيدخلهم الله فى رحمته جا ٢٩ فيدخلهم ربهم فى رحمته محمد ٦ ويدخلهم الجنة عرّفها لهم مجا ٢٢ بروح منه ويدخلهم ما ٨٧ ونطمع أن يدخلنا ربنا صف ١٢ يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم تحر ٨ أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم أدخلنكم أدخلنهم ندخلهم ما ١٣ ولأدخلنكم جنات تجرى عمر ١٩٥ ولأدخلنهم جنات نسا ٥٦ سندخلهم جنات- وندخلهم ظلّا ظليلا- ١٢١ سندخلهم جنات تجرى ندخلكم يدخلنهم مدخلا نسا ٣٠ وندخلكم مدخلا كريما حج ٥٩ ليدخلنهم مدخلا يرضونه ندخلنهم أدخل أدخلوا عك ٩ لندخلنهم فى الصالحين نم ١٢ وادخل يدك فى جيبك مم ٤٦ ادخلوا آل فرعون أدخلنى أدخلنا أدخلهم مدخل سر ٨٠ وقل رب ادخلنى مدخل صدق نم ١٩ وادخلنى برحمتك عف ١٥٠ وادخلنا فى رحمتك مم ٨ ربنا وادخلهم جنات أدخل أدخلوا يدخل عمر ١٨٥ عن النار وأدخل الجنة ابر ٢٣ وأدخل الذين آمنوا ح ٢٥ أغرقوا فأدخلوا نارا مما ٣٨ أن يدخل جنة نعيم دخلا مدّخلا نح ٩٢ و ٩٤ أيمانكم دخلا بينكم
فى التراب دسى دساها شم ١٠ وخاب من دسّاها دعع يدعّ يدعون دعا عو ٢ فذلك الذى يدعّ اليتيم طو ١٣ يدعّون إلى نار جهنم دعّا دعو دعا دعوت عمر ٣٨ هنا لك دعا زكريا به زم ٨ دعا ربه منيبا إليه حس ٣٢ ممن دعا إلى الله دخ ٢٢ فدعا ربه أن هؤلاء قمر ١٠ فدعا ربه انى مغلوب ح ٥ إنى دعوت قومى دعوا دعوا عف ١٨٨ دعوا الله ربهما يو ٢٢ دعوا الله مخلصين له (عك ٦٥ لق ٣٢) مر ٩٢ أن دعوا للرحمن ولدا فر ١٣ دعوا هنا لك ثبورا روم ٣٣ دعوا ربهم منيبين إليه دعان دعاه دعانا بق ١٨٦ أجيب دعوة الداع إذا دعان نم ٦٢ يجيب المضطر إذا دعاه يو ١٢ دعانا لجانبه أو قاعدا زم ٤٩ فإذا مسّ الإنسان ضر دعانا دعاكم دعوتكم دعوتهم نف ٢٤ وللرسول إذا دعاكم روم ٢٥ ثم إذا دعاكم دعوة ابر ٢٢ دعوتكم فاستجبتم لى ح ٧ كلما دعوتهم لتغفر لهم دعوهم دعوتموهم ح ٨ ثم إنى دعوتهم جهارا كه ٥٣ فدعوهم فلم يستجيبوا لهم (قص ٦٤) عف ١٩٢ أدعوتموهم أم أنتم يدعو يدع بق ٢٢١ والله يدعو إلى الجنّة
ادعو ادعهن بق ٢٣ وادعو شهداءكم عف ٥٤ ادعوا ربكم تضرعا- ١٩٤ قل ادعوا شركاءكم يو ٣٨ وادعوا من استطعتم (هد ١٣) سر ٥٦ قل ادعوا الذين زعمتم (سب ٢٢) - ١١٠ قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن فر ١٤ وادعوا ثبورا كثيرا قص ٦٤ وقيل ادعوا شركاءكم مم ١٤ فادعوا الله مخلصين- ٤٩ ادعو ربكم يخفف عنّا بق ٢٦٠ ثم ادعهن يأتيك سعيا ادعونى ادعوه دعوهم مم ٦٠ ادعونى استجب لكم عف ٢٨ وادعوه مخلصين له (مم ٦٥) - ٥٥ وادعوه خوفا وطمعا- ١٧٩ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها- ١٩٣ فادعوهم فليستجيبوا لكم حب ٥ ادعوهم لآباهم هو أقسط دعى دعوا دعيتم مم ١٢ إذا دعى الله وحده بق ٢٨٢ ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ور ٤٨ و ٥١ وإذا دعوا إلى الله ورسوله حب ٥٣ ولكن إذا دعيتم فادخلوا يدعى تدعى يدعون صف ٧ وهو يدعى إلى الإسلام جا ٢٧ كل أمة تدعى إلى كتابها عمر ٢٣ يدعون إلى كتاب الله ن ٤٢ ويدعون إلى السجود- ٤٣ كانوا يدعون إلى السجود تدعون يدّعون تدّعون مم ١٠ إذ تدعون إلى الإيمان محمد ٣٨ ها أنتم هؤلاء تدعون فتح ١٦ ستدعون إلى قوم يس ٥٧ ولهم ما يدّعون حس ٣١ ولكم فيها ما تدّعون ملك ٢٧ هذا الذى كنتم به تدّعون داعى داعيا الداع الداعى حق ٣١ أجيب داعى الله- ٣٢ ومن لا يجب داعى الله حب ٤٦ وداعيا إلى الله بإذنه بق ١٨٦ أجيب دعوة الداع قمر ٦ يوم يدع الداع- ٨ مهطعين إلى الداع طه ١٠٨ يومئذ يتبعون الداعى دعاء الدعاء مد ١٥ وما دعاء الكافرين إلا (مم ٥٠) مر ٤٨ ألا أكون بدعاء ربى ور ٦٣ لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا حس ٤٩ من دعاء الخير- ٥١ فذو دعاء عريض بق ١٧١ ولا يسمع إلا دعاء ونداء
دنا يدنين نجم ٨ ثم دنا فتدلى حب ٥٩ يدنين عليهن دان دانية حما ٥٤ وجنّى الجنتين دان نعم ٩٩ من طلعها قنوان دانية فة ٢٣ قطوفها دانية هر ١٤ ودانية عليهم ظلالها ادنى الأدنى بق ٦١ أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير- ٢٨٢ وأدنى ألّا ترتابوا نسا ٣ ذلك أدنى ألا تعولوا ما ١١١ ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة روم ٣ فى أدنى الأرض حب ٥١ ذلك أدنى ان تقرّ- ٥٩ ذلك أدنى أن يعرفن نجم ٩ قاب قوسين أو أدنى مجا ٧ ولا أدنى من ذلك مل ٢٠ أدنى من ثلثى الليل عف ١٦٩ عرض هذا الأدنى سج ٢١ ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى الدنيا بق ٨٥ إلا خزى فى الحيوة الدنيا- ٨٦ اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة- ١١٤ لهم فى الدنيا خزى (ما ٤٤) - ١٣٠ ولقد اصطفيناه فى الدنيا- ٢٠٠ و ٢٠١ ربنا آتنا فى الدنيا حسنة- ٢٠٤ قوله فى الحياة الدنيا- ٢١١ زين للذين كفروا الحياة الدنيا
ولنعم دار المتقين مم ٣٩ الآخرة هى دار القرار حس ٢٨ فيها دار الخلد يو ٢٥ يدعوا إلى دار السلام عف ١٤٤ سأريكم دار الفاسقين ابر ٢٨ واحلوا قومهم دار البوار فط ٣٥ الذى أحلّنا دار المقامة بق ٩٤ لكم الدار الآخرة نعم ٣٢ وللدار الآخرة خير عف ١٦٨. والدار الآخرة خير قص ٨٣ تلك الدار الآخرة نعم ١٣٥ من تكون له عاقبة الدار (قص ٣٧) عد ٢٤ أولئك لهم عقبى الدار- ٢٦ فنعم عقبى الدار- ٢٧ ولهم سوء الدار (مم ٥٢) - ٤٤ وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار ص ٤٦ بخالصة ذكرى الدار قص ٧٧ وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة عك ٦٤ وإن الدار الآخرة لهى الحيوان حب ٢٩ ورسوله والدار الآخرة حشر ٩ والذين تبوءوا الدار
دينكم ما ٤ اليوم أكملت لكم دينكم- ٦٠ الذين اتخذوا دينكم هزوءا مم ٢٦ أخاف أن يبدّل دينكم نف ٥٠ غرّ هؤلاء دينهم عمر ٢٤ وغرّهم فى دينهم نسا ١٤٥ واخلصوا دينهم لله نعم ٧٠ اتخذوا دينهم لعبا- ١٣٧ وليلبسوا عليهم دينهم- ١٥٩ الذين فرقوا دينهم (روم ٣٢) عف ٥٠ الذين اتخذوا دينهم لهوا ور ٢٥ يوفيهم الله دينهم- ٥٥ وليمكننّ لهم دينهم مدينون مدينين صا ٥٣ ءإنا لمدينون قع ٨٦ إن كنتم غير مدينين
باب الذال
ذأب الذئب سف ١٣ وأخاف أن يأكله الذئب- ١٤ قالوا لئن أكله الذئب- ١٧ فأكله الذئب وما أنت ذأم مذؤما عف ١٧ أخرج منها مذؤما ذيب ذبابا الذباب حج ٧٣ لن يخلقوا ذبابا- وإن يسلبهم الذباب شيئا ذبذب مذبذبين نسا ١٤٢ مذبذبين بين ذلك ذبح ذبحوها تذبحوا بق ٧١ فذبحوها وما كادوا بق ٦٧ يأمركم أن تذبحوا بقرة اذبحك اذبحنه ذبح صا ١٠٢ أرى فى المنام أنى أذبحك نم ٢١ أو لأذبحنّه أو ليأتينى ما ٤ وما ذبح على النصب يذبح يذبحون ذبح قص ٤ يذبّح أبناءكم ويستحيى بق ٤٩ يذبّحون أبناءكم (ابر ٦) صا ١٠٧ وفديناه بذبح عظيم ذخر تذّخرون عمر ٤٩ وما تدّخرون فى بيوتكم ذرأ ذرأ ذرأنا نعم ١٣٦ وجعلوا لله مما ذرأ نح ١٣ وما ذرأ لكم فى الأرض عف ١٧٨ ولقد ذرأنا لجهنم ذرأكم يذرؤكم.
مو ٨٠ الذى ذرأكم فى الأرض (ملك ٢٤) شو ١١ أزواجا يذرؤكم فيه ذرر ذرّة نسا ٣٩ لا يظلم مثقال ذرة يو ٦١ من مثقال ذرة سب ٣ لا يعزب عنه مثقال ذرة- ٢٢ لا يملكون مثقال ذرة لز ٧ مثقال ذرة خيرا يره- ٨ مثقال ذرة شرّا يره ذرّية بق ٢٦٦ وله ذرّية ضعفاء يو ٨٣ فما آمن لموسى إلا ذرّية نعم ١٣٣ من ذرّية قوم آخرين مر ٥٨ من النبيين من ذرّية آدم- ومن ذرّية ابراهيم سر ٣ ذرّية من حملنا مع نوح عمر ٣٤ ذرّية بعضها من بعض- ٣٨ من لدنك ذرّية طيبة نسا ٨ لو تركوا من خلفهم ذرّية ضعافا عف ١٧٢ وكنّا ذرية من بعدهم عد ٣٨ وجعلنا لهم أزواجا وذرية ذرّيتى ذريته بق ١٢٤ قال ومن ذرّيتى ابر ٣٧ إنى أسكنت من ذريتى
ومن أظلم ممن ذكّر بآيات ربه (سج ٢٢) ما ١٤ و ١٥ ونسوا حظّا مما ذكروا به نعم ٤٤ فلما نسوا ما ذكروا به (عف ١٦٤) فر ٧٣ إذا ذكروا بآيات سج ١٥ إذا ذكروا بها خرّوا صا ١٣ وإذا ذكروا لا يذكرون يس ١٩ طائركم معكم أئن ذكّرتم تذكر يتذكر يذّكر فط ٣٧ أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكّر عد ٢١ إنما يتذكّر أولوا الألباب (زم ٩) طه ٤٤ لعله يتذكّر أو يخشى مم ١٣ وما يتذكّر إلا من ينيب عت ٣٥ يوم يتذكّر الإنسان فجر ٢٣ يومئذ يتذكّر الإنسان ص ٢٩ وليتذكّر أولوا الألباب بق ٢٦٩ وما يذكّر إلا أولوا الألباب (عمر ٧) عبس ٤ أو يذكّر فتنفعه الذكرى
الذكران الذاكرين الذاكرات ذكرى هد ١١٥ ذلك ذكرى للذاكرين حب ٣٥ والذاكرين الله كثيرا والذاكرات نعم ٦٩ ولكن ذكرى لعلهم- ٩٠ إن هو إلا ذكرى عف ١ وذكرى للمؤمنين (هد ١٢٠) ان ٨٤ وذكرى للعابدين شع ٢٠٩ ذكرى وما كنا ظالمين عك ٥١ وذكرى لقوم يؤمنون ص ٤٣ وذكرى لأولى الألباب (مم ٥٤) - ٤٦ بخالصة ذكرى الدار زم ٢١ إن فى ذلك لذكرى (ق ٣٧) ق ٨ تبصرة وذكرى مد ٣١ وما هى إلا ذكرى الذكرى ذكراها ذكراهم نعم ٦٨ فلا تقعد بعد الذكرى دخ ١٣ أنّى لهم الذكرى يا ٥٥ فإن الذكرى تنفع عبس ٤ فتنفعه الذكرى عل ٩ إن نفعت الذكرى فجر ٢٣ وأنى له الذكرى عت ٤٣ فيم أنت من ذكراها محمد ١٨ إذا جاءتهم ذكراهم تذكرة التذكرة قة ٤٨ وإنه تذكرة للمتقين مل ١٩ إن هذه تذكرة (هر ٢٩) مد ٥٤ كلّا إنه تذكرة عبس ١١ كلّا إنّها تذكرة طه ٣ إلّا تذكرة لمن يخشى قع ٧٣ نحن جعلناها تذكرة قة ١٢ لنجعلها لكم تذكرة مد ٤٩ فما لهم من التذكرة
٣٥ والذين يكنزون الذهب ذاهب ذهاب صا ٩٩ إنى ذاهب إلى ربى مو ١٨ وإنا على ذهاب به ذهل تذهل حج ٢ تذهل كل مرضعة ذود تذودان قص ٢٣ امرأتين تذودان ذوق ذاقت ذاقا ذاقوا طل ٩ فذاقت وبال أمرها عف ٢١ فلما ذاقا الشجرة نعم ١٤٨ حتى ذاقوا بأسنا حشر ١٥ ذاقوا وبال أمرهم (تغ ٥) يذوق يذوقون يذوقوا ما ٩٨ ليذوق وبال أمره دخ ٥٦ لا يذوقون فيها الموت عم ٢٤ لا يذوقون فيها بردا نسا ٥٥ ليذوقوا العذاب ص ٨ بل لما يذوقوا عذاب
باب الراء
رأس رأس الرأس رؤس عف ١٤٩ وأخذ برأس أخيه مر ٣ واشتعل الرأس شيبا بق ٢٧٩ فلكم رؤس أموالكم صا ٦٥ كأنه رؤس الشياطين رأسى رأسه سف ٣٦ أحمل فوق رأسى طه ٩٤ بلحيتى ولا برأسى بق ١٩٦ أو به أذى من رأسه سف ٤١ فتأكل الطير من رأسه دخ ٤٨ ثم صبوا فوق رأسه رؤسكم رؤسهم ما ٧ وامسحوا برؤسكم بق ١٩٦ ولا تحلقوا رؤسكم حتى فتح ٢٧ آمنين محلقين رؤسكم ابر ٤٣ مهطعين مقنعى رؤسهم ان ٦٥ ثم نكسوا على رؤسهم حج ١٩ يصب من فوق رؤوسهم سج ١٢ ناكسوا رؤسهم سر ٥١ فسينغضون إليك رؤسهم منا ٥ لوّوا رءوسهم ورايتهم رأف رأفة رءوف ور ٢ ولا تأخذكم بهما رأفة حد ٢٧ فى قلوب الذين اتبعوه رأفة بق ١٤٣ إن الله بالناس لرءوف (حج ٦٥) - ٢٠٧ والله رءوف بالعباد (عمر ٣٠) بة ١١٧ إنه بهم رءوف رحيم- ١٢٩ بالمؤمنين رءوف رحيم نح ٧ و ٤٧ إن ربكم لرءوف ور ٢٠ وإن الله رءوف رحيم حد ٩ وإن الله بكم لرءوف حشر ١٠ إنك رءوف رحيم رأى رأى نعم ٧٦ رأى كوكبا- ٧٧ فلما رأ القمر بازغا- ٧٨ فلما رأ الشمس بازغة هد ٧٠ فلما رأ أيديهم سف ٢٤ لولا أن رأى برهان ربه- ٢٨ فلما رءا قميصه فد نح ٨٥ وإذا رءا الذين ظلموا نح ٨٦ وإذا رءا الذين أشركوا كه ٥٤ ورءا المجرمون النار طه ١٠ إذا رءا نارا فقال لأهله حب ٢٢ ولما رءا المؤمنون نجم ١١ ما كذب الفوآد ما رأى- ١٨ لقد رأى من آيات ربه رأيت نسا ٦٠ رأيت المنافقين نعم ٦٨ وإذا رأيت الذين كه ٦٤ أرأيت إذ أوينا مر ٧٨ أفرأيت الذى كفر فر ٤٣ أرأيت من اتخذ إلهه هواه (جا ٢٢) شع ٢٠٥ أفرأيت إن متعناهم محمد ٢٠ رأيت الذين فى قلوبهم نجم ٣٣ أفرأيت الذى تولى هر ٢٠ وإذا رأيت ثمّ رأيت عق ٩ أرأيت إن كان- ١٣ أرأيت إن كذب وتولى عو ١ أرأيت الذي يكذّب نصر ٢ ورأيت الناس يدخلون سف ٤ إنى رأيت أحد عشر رأوا بق ١٦٦ ورأوا العذاب وتقطعت
(روم ٤٨) نم ٨٨ وترى الجبال تحسبها سج ١٢ ولو ترى إذ المجرمون سب ٥١ ولو ترى إذ فزعوا فط ١٢ وترى الفلك فيه مواخر صا ١٠٢ فانظر ماذا ترى زم ٥٨ أو تقول حين ترى- ٦٠ ويوم القيامة ترى- ٧٥ وترى الملائكة حافين حس ٣٩ ترى الأرض خاشعة شو ٢٢ ترى الظالمين مشفقين- ٤٤ وترى الظالمين لما رأوا جا ٢٧ وترى كل أمة جاثية حد ١٢ يوم ترى المؤمنين ملك ٣ ما ترى فى خلق الرحمن- هل ترى من فطور قة ٧ فترى القوم فيها صرعى- ٨ فهل ترى لهم من باقية بق ٢٤٣ ألم تر إلى الذين خرجوا- ٢٤٦ ألم تر إلى الملأ- ٢٥٨ ألم تر إلى الذى حاج عمر ٢٣ ألم تر إلى الذين أوتوا (نسا ٤٣ و ٥٠) نسا ٤٨ ألم تر إلى الذين يزكّون- ٥٩ ألم تر إلى الذين يزعمون- ٧٦ ألم تر إلى الذين قيل لهم كفّوا أيديكم ابر ١٩ ألم تر ان الله خلق ابر ٢٤ ألم تر كيف ضرب الله مثلا- ٢٨ ألم تر إلى الذين بدّلوا مر ٨٤ ألم تر انّا أرسلنا حج ١٨ ألم تر ان الله يسجد له- ٦٣ ألم تر ان الله أنزل (فط ٢٧ زم ٢١) - ٦٥ ألم تر ان الله سخّر لكم ور ٤١ ألم تر ان الله يسبح له- ٤٣ ألم تر ان الله يزجى فر ٤٥ ألم تر إلى ربك كيف مدّ شع ٢٢٥ ألم تر انّهم فى كل واد- لق ٢٩ ألم تر ان الله يولج الليل- ٣١ ألم تر ان الفلك تجرى مم ٦٩ ألم تر إلى الذين يجادلون مجا ٧ ألم تر ان الله يعلم- ٨ ألم تر إلى الذين نهوا- ١٤ ألم تر إلى الذين تولوا حشر ١١ ألم تر إلى الذين نافقوا فجر ٦ ألم تر كيف فعل ربك (فى ١) ترينّ أرى مر ٢٥ فإما ترينّ من البشر نف ٤٩ إنى أرى ما لا ترون سف ٤٣ إنى أرى سبع بقرات طه ٤٦ إننى معكما اسمع وأرى نم ٢٠ مالى لا أرى الهدهد صا ١٠٢ إنى أرى فى المنام مم ٢٩ ما أريكم إلا ما أرى يرون روا بق ١٦٥ إذ يرون العذاب بة ١٢٧ أو لا يرون انهم يفتنور طه ٨٩ أفلا يرون ألا يرجع ان ٤٤ أفلا يرون انّا نأتى الأرض فر ٢٢ يوم يرون الملائكة- ٤٢ حين يرون العذاب حق ٣٥ كأنّهم يوم يرون هر ١٣ لا يرون فيها شمسا نعم ٦ ألم يروا كم أهلكن (يس ٣١) - ٢٥ وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها عف ١٤٥ وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها- وإن يروا سبيل الرشد- وإن يروا سبيل الغى- ١٤٧ ألم يروا إنه لا يكلمهم يو ٨٨ و ٩٧ حتى يروا العذاب الأليم (شع ٢٠١) عد ٤٣ أو لم يروا أنّا نأتى الأرض نح ٤٨ أو لم يروا إلى ما خلق- ٧٩ أو لم يروا إلى الطير سر ٩٩ أو لم يروا أن الله (روم ٣٧ حس ١٥ حق ٣٣) شع ٧ أو لم يروا إلى الأرض نم ٨٦ أو لم يروا انّا جعلنا عك ١٩ أو لم يروا كيف يبدىء.
- ٦٧ أو لم يروا انّا جعلنا سج ٢٧ أو لم يروا انّا نسوق سب ٩ أفلم يروا إلى ما بين أيديهم
٣٠ نتربص به ريب المنون تربصوا بة ٢٥ فتربصوا حتى يأتى
وإليه ترجعون هد ٣٤ هو ربكم وإليه ترجعون ان ٣٥ فتنة وإلينا لا ترجعون مو ١١٦ وإنكم إلينا لا ترجعون قص ٧٠ و ٨٨ وله الحكم وإليه ترجعون عك ١٧ واشكروا له إليه ترجعون- ٥٧ ثم إلينا ترجعون سج ١١ ثم إلى ربكم ترجعون (جا ١٤) يس ٢٢ فطرنى وإليه ترجعون- ٨٣ كل شىء وإليه ترجعون حس ٢١ أول مرة وإليه ترجعون رف ٨٥ وعنده علم الساعة وإليه ترجعون يتراجعا الرجعى بق ٢٣٠ فلا جناح عليهما أن يتراجعا عق ٨ إن إلى ربك الرجعى رجع الرجع رجعه ق ٣ ذلك رجع بعيد طق ١١ والسماء ذات الرجع- ٨ إنه على رجعه لقادر راجعون بق ٤٦ وأنّهم إليه راجعون- ١٥٦ إنّا لله وإنّا إليه راجعون ان ٩٣ كلّ إلينا راجعون مو ٦١ إنّهم إلى ربهم راجعون مرجعكم مرجعهم عمر ٥٥ ثم إلىّ مرجعكم ما ٥١ و ١٠٨ إلى الله مرجعكم نعم ٦٠ ثم إليه مرجعكم- ١٦٤ ثم إلى ربكم مرجعكم (زم ٧) يو ٤ إليه مرجعكم جميعا- ٢٣ ثم إلينا مرجعكم هد ٤ إلى الله مرجعكم عك ٨ فلا تطعهما إلىّ مرجعكم لق ١٥ ثم إلىّ مرجعكم فأنبئكم نعم ١٠٨ ثم إلى ربهم مرجعهم يو ٤٦ فإلينا مرجعهم- ٧٠ ثم إلينا مرجعهم لق ٢٣ إلينا مرجعهم فننبئهم صا ٦٨ ثم إن مرجعهم رجف ترجف الراجفة مل ١٤ يوم ترجف الأرض عت ٦ يوم ترجف الراجفة الرجفة المرجفون عف ٧٧ و ٩٠ فأخذتهم الراجفة فأصبحوا (عك ٣٧) - ١٥٤ فلما أخذتهم الرجفة حب ٦٠ والمرجفون فى المدينة رجل رجلك رجلين أرجل سر ٦٤ واجلب عليهم بخيلك ورجلك ص ٤٢ اركض برجلك ور ٤٥ ومنهم من يمشى على رجلين عف ١٩٤ ألهم ارجل يمشون بها أرجلكم أرجلهم أرجلهن نعم ٦٥ أو من تحت أرجلكم ما ٧ برءوسكم وأرجلكم عف ١٢٣ لأقطعن أيديكم وأرجلكم (طه ٧١ شع ٥٠) ما ٣٦ أو تقطع أيديهم وأرجلهم ور ٢٤ ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم يس ٦٥ وتشهد أرجلهم ما ٦٩ ومن تحت أرجلهم (عك ٥٥) ور ٣١ ولا يضربن بأرجلهن مت ١٢ يفترينه بين أيديهن وأرجلهن
تجارة لن تبور جا ١٣ للذين لا يرجون أيام عم ٢٧ كانوا لا يرجون حسابا ح ١٣ مالكم لا ترجون الله سر ٢٨ ابتغاء رحمة من ربك ترجوها أرجو أرجه ترجى عك ٣٦ وارجوا اليوم الآخر عف ١١٠ قالوا ارجه واخاه (شع ١٣٩) حب ٥١ ترجى من تشاء منهن أرجائها مرجوّا مرجون قة ١٧ والملك على أرجائها هد ٦٢ قد كنت فينا مرجوّا بة ١٠٧ مرجون لأمر الله رحب رحبت مرحبا بة ٢٦ وضاقت عليكم الأرض بما رحبت- ١١٩ ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ص ٥٨ مقتحم معكم لا مرحبا بهم- ٥٩ بل أنتم لا مرحبا بكم رحق رحيق طف ٢٥ يسقون من رحيق مختوم رحل رحل رحله سف ٧٠ السقاية فى رحل أخيه- ٧٥ من وجد فى رحله رحالهم رحلة سف ٦٢ اجعلوا بضاعتهم فى رحالهم قش ٢ رحلة الشتاء والصيف رحم رحم رحمه رحمنا هد ٤٣ من أمر الله إلا من رحم- ١١٩ إلا من رحم ربك سف ٥٣ إلا ما رحم ربى دخ ٤٢ إلا من رحم الله نعم ١٦ عنه يومئذ فقد رحمه ملك ٢٨ ومن معى أو رحمنا رحمته رحمناهم يرحم مم ٩ يومئذ فقد رحمته مو ٧٦ ولو رحمناهم وكشفنا عك ٢١ ويرحم من يشاء يرحمنا يرحمكم يرحمهم عف ١٤٨ قالوا لئن لم يرحمنا ربنا سر ٨ عسى ربكم أن يرحمكم- ٥٤ أن يشأ يرحمكم بة ٧٢ أولئك سيرحمهم الله ترحمنى ترحمنا هد ٤٧ والا تغفر لى وترحمنى عف ٢ وإن لم تغفر لنا وترحمنا ارحم ارحمهما ارحمنا مو ١١٩ وقل رب اغفر وارحم سر ٢٤ وقل ربى ارحمهما بق ٢٨٦ واغفر لنا وارحمنا (عف ١٥٤ مو ١١٠) ترحمون عمر ١٣٢ لعلكم ترحمون (نعم ١٥٥ عف ٦٢ و ٢٠٣ ور ٥٦ نم ٤٦ يس ٤٥ رات ١٠)
زم ٣٨ هل هنّ ممسكات رحمته شو ٨ يدخل من يشاء فى رحمته (هر ٣١) جا ٢٩ فيدخلهم ربهم فى رحمته فتح ٢٥ ليدخل الله فى رحمته حد ٢٨ يؤتكم كفلين من رحمته سر ٥٧ ويرجون رحمته شو ٢٨ وينشر رحمته رحمتك رحمتنا عف ١٥٠ وادخلنا فى رحمتك يو ٨٦ ونجنا برحمتك من القوم نم ١٩ وادخلنى برحمتك سف ٥٦ نصيب برحمتنا من نشاء مر ٥٠ ووهبنا لهم من رحمتنا- ٥٣ ووهبنا له من رحمتنا ان ٧٥ وادخلناه فى رحمتنا- ٨٦ وادخلناه فى رحمتنا رحما أرحام الأرحام كه ٨٢ واقرب رحما نعم ١٤٣ و ١٤٤ أرحام الأنثيين عد ٩ وما تغيض الأرحام عمر ٦ يصوركم فى الأرحام نف ٧٥ وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض (حب ٦) حج ٥ ونقرّ فى الأرحام ما نشاء لق ٣٤ ويعلم ما فى الأرحام نسا ١ الذى تساءلون به والأرحام أرحامكم أرحامهنّ مت ٣ لن تنفعكم أرحامكم محمد ٣٢ وتقطعوا أرحامكم بق ٢٢٨ خلق الله فى أرحامهن الراحمين أرحم عف ١٥٠ وأنت أرحم الراحمين (ان ٨٣) سف ٦٤ و ٩٢ وهو أرحم الراحمين مو ١١٠ و ١١٩ وأنت خير الراحمين رحيم رحيما بق ١٤٣ إن الله بالناس لرؤف رحيم (حج ٦٥) - ١٧٣ و ١٨٢ و ١٩٢ و ١٩٩ و ٢٢٦ إن الله غفور رحيم (عمر ٨٩ ما ٤ و ٣٧ و ٤٢ و ١٠١ نف ٦٩ بة ٦ و ١٠٠ و ١٠٣ نح ١١٥ ور ٥ و ٢٠ و ٦٢ رات ١٤ مجا ١٢ تغ ١٤ مت ١٢ مل ٢٠) بق ٢١٨ والله غفور رحيم (عمر ٣١ و ١٢٩ نسا ٢٤ ما ٧٧ نف ٧٠ بة ٢٨ و ٩٢ ور ٢٢ رات ٥ حد ٢٨ مت ٧ تحر ١) نعم ٥٤ فإنه غفور رحيم- ١٤٥ فإن ربك غفور رحيم- ١٦٥ وإنه لغفور رحيم (عف ١٦٦) عف ١٥٢ من بعدها لغفور رحيم (نح ١١٠ و ١١٩) بة ١١٨ إنه بهم رؤف رحيم- ١٢٩ بالمؤمنين رؤف رحيم هد ٤١ إن ربى لغفور رحيم- ٩٠ إن ربى رحيم ودود سف ٥٣ إن ربى غفور رحيم ابر ٣٦ فإنك غفور رحيم نح ٧ و ٤٧ إن ربكم لرؤف رحيم- ١٨ إن الله لغفور رحيم ور ٣٣ من بعد اكراههن غفور رحيم نم ١١ فإنى غفور رحيم رات ١٢ إن الله تواب رحيم حد ٩ وإن الله بكم لرؤف رحيم حشر ١٠ إنك رؤف رحيم يس ٥٨ قولا من رب رحيم حس ٣١ نزلا من غفور رحيم نسا ١٦ كان توابا رحيما- ٢٢ و ١٠٥ و ١٢٨ كان غفورا رحيما (فر ٦ حب ٢٤) - ٢٨ إن الله كان بكم رحيما
٣٧ الأرض وما بينهما الرحمن منصوبا سر ١١٠ وادعوا الرحمن يس ١١ وخشى الرحمن بالغيب ق ٢٣ من خشى الرحمن المرحمة بل ١٧ وتواصوا بالمرحمة رخى رخاء ص ٣٦ تجرى بأمره رخاء ردأ ردأ قص ٣٤ فأرسله معى ردا ردد ردّ ردّوا رددنا حب ٢٥ وردّ الله الذين كفروا ابر ٩ فردّوا أيديهم سر ٦ ثم رددنا لكم الكرة ردّوه رددناه نسا ٨٢ ولو ردّوه إلى الرسول قص ١٣ فرددناه إلى أمه تى ٥ ثم رددناه أسفل يردّونكم يردّوكم نردّها بق ١٠٩ لو يردّونكم من بعد- ٢١٧ حتى يردّوكم عن دينكم عمر ١٠٠ يردوكم بعد إيمانكم- ١٤٩ يردّوكم على أعقابكم نسا ٤٦ فنردّها على أدبارها ردّت رددت ردّوا سف ٦٥ وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم هذه بضاعتنا ردّت إلينا كه ٣٧ ولئن رددت إلى ربى نسا ٩٠ كلما ردّوا إلى الفتنة نعم ٢٨ ولو ردّوا لعادوا- ٦٢ ردّوا إلى الله مولاهم الحق (يو ٣٠) ردّوه ردّوها نسا ٥٨ فردّوه إلى الله والرسول- ٨٥ فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها ص ٣٣ ردّوها علىّ يردّ تردّ نعم ١٤٧ ولا يردّ بأسه سف ١١٠ ولا يردّ بأسنا نح ٧٠ ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر (حج ٥) كه ٨٨ ثم يردّ إلى ربه حس ٤٧ إليه يردّ علم الساعة ما ١١١ أن تردّ إيمان يردّون تردّونا نردّ بق ٨٥ يردّون إلى أشد بة ١٠٢ ثم يردّون إلى عذاب- ٩٥ ثم يردّون إلى عالم الغيب (جع ٨) - ١٠٦ وستردّون إلى عالم نعم ٢٧ فقالوا يا ليتنا نردّ- ٧١ ونردّ على أعقابنا عف ٥٢ فيشفعوا لنا أو نردّ يتردّون ارتدّ ارتدّا ارتدّوا بة ٤٦ فهم فى ريبهم يتردّدون سف ٩٦ فارتدّ بصيرا كه ٦٥ فارتدّا على آثارهما محمد ٢٥ إن الذين ارتدّوا يرتد يرتدد ترتدوا ابر ٤٣ لا يرتدّ إليهم طرفهم ما ٥٧ من يرتد منكم عن دينه نم ٤٠ قبل أن يرتدّ إليك بق ٢١٧ ومن يرتدد منكم ما ولا ترتدوا على أدباركم ردها ردهن ان ٤٠ فلا يستطيعون ردّها بق ٢٢٨ وبعولتهن أحقّ بردهن رادّ رادّى رادّك رادّوه يو ١٠٧ فلا رادّ لفضله
٤١ أولئك لهم رزق معلوم بق ٦٠ كلوا واشربوا من رزق الله سب ١٥ كلوا من رزق ربكم يو ٥٩ أنزل الله لكم من رزق كه ١٩ فليأتكم برزق منه جا ٤ من السماء من رزق يا ٥٧ ما أريد منهم من رزق بق ٢٢ من الثمرات رزقا لكم (ابر ٢٢) - ٢٥ منها من ثمرة رزقا عمر ٣٧ وجد عندها رزقا هد ٨٧ ورزقنى منه رزقا حسنا نح ٦٧ سكرا ورزقا حسنا- ٧٣ ما لا يملك لهم رزقا- ٧٥ منّا رزقا حسنا طه ١٣٢ لا نسألك رزقا حج ٥٨ ليرزقنهم الله رزقا قص ٥٧ رزقا من لدنّا عك ١٧ لا يملكون لكم رزقا حب ٣١ واعتدنا لهم رزقا كريما مم ١٣ وينزل لكم من السماء رزقا ق ١١ رزقا للعباد طل ١١ قد أحسن الله له رزقا الرزق عد ٢٨ يبسط الرزق لمن يشاء (سر ٣٠ قص ٨٢ عك ٦٢ روم ٣٧ سب ٣٦ و ٣٩ زم ٥٢ شو ١٢) عك ١٧ فابتغوا عند الله الرزق شو ٢٧ ولو بسط الله الرزق رزقه رزقها رزقهم طل ٧ ومن قدر عليه رزقه ملك ١٥ وكلوا من رزقه- ٢١ إن أمسك رزقه فجر ١٦ فقدر عليه رزقه هد ٦ إلا على الله رزقها نح ١١٢ يأتيها رزقها رغدا عك ٦٠ من دابة لا تحمل رزقها مر ٦٢ ولهم رزقهم فيها نح ٧١ فضّلوا برادّى رزقهم رزقهن رزقنا رزقكم بق ٢٣٣ وعلى المولود له رزقهنّ ص ٥٣ إن هذا لرزقنا يا ٢٢ وفى السماء رزقكم قع ٨٢ وتجعلون رزقكم رازقين الرازقين الرازق جر ٢٠ ومن لستم له برازقين ما ١١٧ وأنت خير الرازقين حج ٥٨ لهو خير الرازقين مو ٧٣ وهو خير الرازقين (سب ٣٩) جع ١١ والله خير الرازقين يا ٥٨ إن الله هو الرازق رسخ الراسخون عمر ٧ والراسخون فى العلم نسا ١٦١ لكن الراسخون فى العلم رسس الرس فر ٣٨ وثمود وأصحاب الرس ق ١٢ وأصحاب الرس وثمود
إلا (كه ٥٧) سر ٥٩ وما منعنا أن نرسل بالآيات- وما نرسل بالآيات إلا يا ٣٣ لنرسل عليهم حجارة عف ١٣٣ ولنرسلنّ معك أرسله أرسل أرسلون سف ٦٦ قال لن أرسله معكم- ٦٢ أرسله معنا غدا نص ٣٤ فأرسله معى ردءا عف ١٠٤ فأرسل معى بنى اسرائيل- ١١٠ وأرسل فى المدائن سف ٦٣ فأرسل معنا أخانا شع ١٣ فأرسل إلى هرون طه ٤٧ فأرسل معنا بنى اسرائيل (شع ١٧) سف ٤٥ أنبئكم بتأويله فارسلون أرسل أرسلت أرسلوا عف ٥ الذين أرسل إليهم عف ٧٤ إنا بما أرسل به مؤمنون ان ٥ كما أرسل الأوّلون شع ٢٧ الذى أرسل إليكم عف ٨٦ آمنوا بالذى أرسلت به هد ٥٧ أبلغتكم ما أرسلت به حق ٢٣ وابلغكم ما أرسلت طف ٣٣ وما أرسلوا عليهم أرسلتم أرسلنا يرسل ابر ٩ إنا كفرنا بما أرسلتم به سب ٣٤ إنا بما أرسلتم به كافرون (حس ١٤ رف ٢٤) هد ٧٠ إنّا أرسلنا إلى قوم لوط جر ٥٨ إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين (يا ٣٢) رسالة رسالته عف ٧٨ لقد أبلغتكم رسالة ربى ما ٧٠ فما بلغت رسالته نعم ١٢٤ حيث يجعل رسالته رسالات رسالاتى رسالاته عف ٦١ و ٦٧ أبلغكم رسالات ربى- ٩٢ لقد أبلغتكم رسالات ربى حب ٣٩ يبلغون رسالات الله جن ٢٨ أبلغوا رسالات ربهم عف ١٤٣ برسالاتى وبكلامى جن ٢٣ إلا بلاغا من الله ورسالاته مرسل مرسلا مرسلة فط ٢ فلا مرسل له من بعده عف ٧٤ مرسل من ربه عد ٤٥ لست مرسلا قل كفى نم ٣٥ وإنى مرسلة إليهم مرسلوا مرسلين مرسلون قمر ٢٧ إنّا مرسلوا الناقة فتنة قص ٤٥ ولكن كنا مرسلين دخ ٥ إنا كنا مرسلين يس ١٤ إنا إليكم مرسلون- ١٦ إنا إليكم لمرسلون المرسلون المرسلين المرسلات جر ٥٧ فما خطبكم أيها المرسلون (يا ٣١) - ٦١ فلما جاء آل لوط المرسلون نم ١٠ لا يخاف لدىّ المرسلون- ٣٥ بم يرجع المرسلون يس ١٣ إذ جاءها المرسلون- ٥٢ وصدق المرسلون بق ٢٥٢ وإنك لمن المرسلين (يس ٣) نعم ٣٤ جاءك من نبأ المرسلين- ٤٨ وما نرسل المرسلين إلا (كه ٥٧) عف ٥ إن كنت من المرسلين جر ٨٠ ولقد كذّب أصحاب الحجر المرسلين
ولسوف يرضى بق ١٢٠ ولن ترضى عنك اليهود طه ٨٤ وعجلت إليك ربى لترضى طه ١٣٠ لعلك ترضى ضح ٥ يعطيك ربك فترضى يرضين ترضون ترضوا حب ٥١ ويرضين بما آتيتهنّ بق ٢٨٢ ممن ترضون بة ٩٧ يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم ترضاه ترضاها يرضه نم ١٩ وأن أعمل صالحا ترضاه (حق ١٥) بق ١٤٤ فلنولينّك قبلة ترضاها زم ٧ وإن تشكروا يرضه لكم يرضونه يرضوه يرضونها حج ٥٩ مدخلا يرضونه نعم ١١٣ وليرضوه وليقترفوا بة ٢٥ ومساكن ترضونها يرضوه يرضونكم يرضوكم بة ٦٣ ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه- ٩ يرضونكم بأفواههم تراضوا تراضيتم ارتضى بق ٢٣٢ إذا تراضوا بينهم نسا ٢٣ فيما تراضيتم به ان ٢٨ إلا لمن ارتضى ور ٥٥ دينهم الذى ارتضى لهم جن ٢٧ إلا من ارتضى من رسول رضيّا راضية مرضية مر ٥ واجعله ربّ رضيّا شية ٩ لسعيها راضية قة ٢١ فهو فى عيشة راضية (قا ٧) فجر ٢٨ ارجعى إلى ربك راضية مرضية رضوانا رضوانا رضوانه عمر ١٥ ورضوان من الله (بة ٧٣) حد ٢٠ ومغفرة من الله ورضوانه- ٢٧ إلا ابتغاء رضوان الله بة ٢٢ برحمة منه ورضوان- ١١٠ تقوى من الله ورضوان عمر ١٦٢ أفمن اتبع رضوان الله- ١٧٤ فضلا من ربهم ورضوانا فتح ٢٩ فضلا من الله ورضوانا (حشر ٨) ما ١٨ يهدى به الله من اتبع رضوانه محمد ٢٨ وكرهوا رضوانه مرضيّا مرضاة مرضاتى مر ٥٥ وكان عند ربه مرضيا بق ٢٠٧ و ٢٦٥ ابتغاء مرضاة الله (نسا ١١٣) تحر ١ تبتغى مرضاة أزواجك مت ١ وابتغاء مرضاتى تراض بق ٢٣٣ فصالا عن تراض منهما
رقبة الرقاب نسا ٩١ فتحرير رقبة مؤمنة فتحرير رقبة- وتحرير رقبة ما ٩٢ أو تحرير رقبة مجا ٣ فتحرير رقبة من قبل بل ١٣ فكّ رقبة بق ١٧٦ والسائلين وفى الرقاب بة ٦١ وفى الرقاب والغارمين محمد ٤ فضرب الرقاب رقد رقود مرقدنا كه ١٨ وتحسبهم أيقاظا وهم رقود يس ٥٢ من بعثنا من مرقدنا رقق رقّ طو ٣ فى رقّ منشور رقم الرقيم مرقوم كه ٩ أصحاب الكهف والرقيم طف ٩ و ٢٠ كتاب مرقوم
من روحه ان ٩١ فنفخنا فيها من روحنا تحر ١٢ فنفخنا فيه من روحنا مر ١٦ فأرسلنا إليها روحنا ريح ريحا الريح يو ٢٢ وجرين بهم بريح طيبة- جاءتها ريح عاصف حق ٢٤ ريح فيها عذاب أليم عمر ١١٧ كمثل ريح فيها صرّ قة ٦ فأهلكوا بريح صرصر سف ٩٤ إنى لأجد ريح يوسف روم ٥١ ولئن أرسلنا ريحا حب ٩ فأرسلنا عليهم ريحا (حس ١٦ قمر ١٩) ابر ١٨ كرماد أشتدت به الريح حج ٣١ أو تهوى به الريح فى مكان سحيق سر ٦٩ فيرسل عليكم قاصفا من الريح ان ٨١ ولسليمن الريح عاصفة سب ١٢ ولسليمن الريح غدوّها ص ٣٦ فسخّرنا له الريح تجرى شو ٣٣ إن يشأ يسكن الريح يا ٤١ إذ أرسلنا عليهم الريح ريحكم الرياح نف ٤٧ فتفشلوا وتذهب ريحكم كه ٤٦ فأصبح هشيما تذروه الريح بق ١٦٤ وتصريف الريح والسحاب جا ٤ وتصريف الريح آيات عف ٥٦ وهو الذى يرسل الريح جر ٢٢ وأرسلنا الريح لواقح فر ٤٨ وهو الذى أرسل الريح نم ٦٣ ومن يرسل الريح روم ٤٦ ومن آياته أن يرسل الريح- ٤٨ الله الذى يرسل الريح فط ٩ والله الذى أرسل الريح رواحها الريحان سب ١٢ ورواحها شهر حما ١٢ ذو العصف والريحان رود راودتن راودتنى راودته سف ٥١ إذ راودتنّ يوسف عن نفسه أنا روادته عن نفسه- ٢٦ هى راودتنى عن نفسى- ٢٣ وراودته التى هو فى بيتها- ٣٢ ولقد راودته عن نفسه
أن تكون أريد يريدان يريدا ما ٣٢ إنى أريد أن تبوء هد ٨٧ وما أريد أن أخالفكم- إن أريد إلا الإصلاح قص ٢٧ أريد أن أنكحك إحدى- وما أريد أن اشق عليك يا ٥٧ ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطمعون جن ١٠ وأنا لا ندرى أشر أريد بمن فى الأرض طه ٦٣ يريدان أن يخرجاكم نسا ٣٤ أن يريدا إصلاحا يريدون يريدوا نسا ٤٣ ويريدون أن تضلّوا السبيل- ٥٩ يريدون أن يتحاكموا- ٩٠ يريدون أن يأمنوا- ١٤٩ ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله- ويريدون أن يتخذوا ما ٤٠ يريدون أن يخرجوا من النار نعم ٥٢ بالغدوة والعشى يريدون وجهه (كه ٢٨) بة ٣٣ يريدون أن يطفئوا نور الله قص ٧٩ يريدون الحياة الدنيا- ٨٣ للذين لا يريدون علوّا روم ٣٨ للذين يريدون وجه الله حب ١٣ إن يريدون إلا فرارا فتح ١٥ يريدون أن يبدلوا طو ٤٢ أم يريدون كيدا صف ٨ يريدون ليطفئوا نور الله نف ٦٣ وإن يريدوا أن يخدعوك- ٧١ وإن يريدوا خيانتك تريدون تردن بق ١٠٨ أم تريدون أن تسألوا رسولكم نسا ٨٧ أتريدون أن تهدوا من أضل الله نسا ١٤٣ أتريدون أن تجعلوا نف ٦٧ تريدون عرض الدنيا ابر ١٠ تريدون أن تصدونا عما كان روم ٣٩ تريدون وجه الله صا ٨٦ آلهة دون الله تريدون حب ٢٨ إن كنتن تردن الحياة- ٢٩ وإن كنتن تردن الله نريد يردن ما ١١٦ قالوا نريد أن نأكل هد ٧٩ وإنك لتعلم ما نريد سر ١٨ ما نشاء لمن نريد قص ٥ ونريد أن نمنّ على الذين هر ٩ لا نريد منكم جزاء يس ٢٣ إن يردن الرحمن بضرّ يردك يراد يو ١٠٧ وإن يردك بخير فلا رادّ ص ٦ إن هذا لشىء يراد رويدا طق ١٧ أمهلهم رويدا روض روضة روضات روم ١٥ فهم فى روضة يحبرون شو ٢٢ فى روضات الجنات روع الروع هد ٧٤ فلما ذهب عن ابراهيم الروع
باب الزاى
زبد زبد زبدا الزبد عد ١٩ فاحتمل السيل زبدا رابيا- زبد مثله- فأما الزبد فيذهب جفاء زبر زبر زبرا الزّبر شع ١٩٦ وإنه لفى زبر الأوّلين كه ٩٧ ءاتونى زبر الحديد مو ٥٤ فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا عمر ١٨٤ جاءوا بالبينات والزّبر نح ٤٤ بالبينات والزبر وأنزلنا فط ٢٥ بالبينات وبالزّبر قمر ٤٣ أم لكم براءة فى الزبر- ٥٢ وكل شىء فعلوه فى الزبر زبن الزبانية عق ١٨ سندع الزبانية زجج زجاجة الزجاجة ور ٣٥ المصباح فى زجاجة الزجاجة زجر ازدجر زجرا الزاجرات قمر ٩ وقالوا مجنون وازدجر صا ٢ فالزاجرات زجرا زجرة مزدجر صا ١٩ فإنما هى زجرة واحدة (عت ١٣) قمر ٤ من الأنباء ما فيه مزدجر زجو يزجى مزجاة سر ٦٦ ربكم الذى يزجى لكم ور ٤٣ ألم تر أن الله يزجى سف ٨٨ وجثنا ببضاعة مزجاة زحزح زحزح مزحزحه عمر ١٨٥ فمن زحزح عن النار بق ٩٦ وما هو بمحزحه زحف زحفا نف ١٥ الذين كفروا زحفا زخرف زخرف وزخرفا زخرفها سر ٩٣ لك بيت من زخرف نعم ١١٢ إلى بعض زخرف القول رف ٣٥ وزخرفا وإن كل ذلك يو ٢٤ أخذت الأرض زخرفها زرب زرابىّ شية ١٦ ورزابىّ مبثوثة زرع تزرعون تزرعونه سف ٤٧ تزرعون سبع سنين قع ٦٤ ءأنتم تزرعونه زرع زرعا عد ٤ وزرع ونخيل صنوان ابر ٣٧ بواد غير ذى زرع فتح ٢٩ كزرع أخرج شطأه كه ٣٢ وجعلنا بينهما زرعا سج ٢٧ فنخرج به زرعا زم ٢١ ثم يخرج به زرعا
من الليل زلفى سب ٢٧ تقربكم عندنا زلفى ص ٢٥ و ٤٠ وإن له عندنا لزلفى زم ٣ ليقربونا إلى الله زلفى زلق يزلقونك زلقا ن ٥١ ليزلقونك بأبصارهم كه ٤١ فتصبح صعيدا زلقا زلم الأزلام ما ٤ وأن تستقسموا بالأزلام- ٩٣ والأزلام رجس زمر زمرا زم ٧١ إلى جهنم زمرا- ٧٣ إلى الجنة زمرا زمل المزمل مل ١ يا أيها المزمل زمهر زمهريرا هر شمسا ولا زمهريرا زنجبيل زنجبيلا هر ١٧ كان مزاجها زنجبيلا
نف ٢ زادتهم إيمانا
باب السين
سأل سأل سألوا سألتم معا ١ سأل سائل بعذاب واقع نسا ١٥٢ فقد سألوا موسى أكبر بق ٦١ فإن لكم ما سألتم سألك سألها سألهم بق ١٨٦ وإذا سألك عبادى ما ١٠٥ قد سألها قوم من قبلكم ملك ٨ سألهم خزنتها سألتهم سألتك سألتكم بة ٦٦ ولئن سألتهم من خلق (لق ٢٥ زم ٣٨ رف ٩) - ٦٣ ولئن سألتهم من نزل رف ٨٧ ولئن سألتهم من خلقهم كه ٧٧ إن سألتك عن شىء يو ٧٢ فما سألتكم من أجر سب ٤٧ قل ما سألتكم من أجر سألتموه سألتموهنّ إبر ٣٤ وءاتكم من كل ما سألتموه حب ٥٣ وإذا سألتموهنّ متاعا يسأل يسألون يسألوا معا ١٠ ولا يسأل حميم حميما قيا ٦ يسأل ايّان يوم القيامة حب ٨ ليسأل الصادقين بق ٢٧٣ لا يسألون الناس الحاقا حب ٢٠ يسألون عن أنبائكم يا ١٢ يسألون ايّان يوم الدين مت ١٠ وليسئلوا ما أنفقوا تسألوا نسألنّ بق ١٠٨ إن تسألوا رسولكم ما ١٠٤ لا تسألوا عن أشياء- وإن تسألوا عنها عف ٥ فلنسألنّ الذين أرسل إليهم ولنسألنّ المرسلين يسألك يسأله يسألكم نسا ١٥٢ يسألك أهل الكتاب حب ٦٣ يسألك الناس عن الساعة حما ٢٩ يسأله من فى السموات يس ٢١ اتبعوا من لا يسألكم أجرا محمد ٣٦ ولا يسألكم أموالكم يسألكموها تسألهم تسألنى محمد ٣٧ أن يسألكموها فيحفكم سف ١٠٤ وما تسألهم عليه من أجر مو ٧٣ أم تسألهم خرجا طو ٤٠ أم تسألهم أجرا فهم (ن ٤٦) هد ٤٦ فلا تسألن ما ليس لك كه ٧١ فلا تسألنى عن شىء أسألك أسألهم هد ٤٧ أن أسألك ما ليس بى نعم ٩٠ لا أسألكم عليه أجرا (شو ٢٣ هد ٥١) هد ٢٩ لا أسألكم عليه من أجر (شع ١٠٩ و ١٢٧ و ١٤٥ و ١٦٤ و ١٨٠ ص ٨٦) يسألونك بق ١٨٩ يسألونك عن الأهلة- ٢١٥ يسألونك ماذا ينفقون- ٢١٧ يسألونك عن الشهر- ٢١٩ يسألونك عن الخمر- ويسألونك ماذا ينفقون- ٢٢٠ ويسألونك عن اليتامى- ٢٢٢ ويسألونك عن المحيض ما ٥ يسألونك ماذا أحلّ لهم عف ١٨٦ يسألونك عن الساعة- يسألونك كأنك خفىّ عنها نف ١ يسألونك عن الأنفال
١٦٢ حيتانهم يوم سبتهم فر ٤٧ والنوم سباتا عم ٩ وجعلنا نومكم سباتا سج يسجون سج سجوا ان ٣٣ كل فى ذلك يسبحون (يس ٤٠) حد ١ سبّح لله ما فى السموات (حشر ١ صف ١) سج ١٥ وسبحوا بحمد ربهم يسبح تسبح يسبحون عد ١٤ ويسبّح الرعد بحمده جع ١ يسبح له ما فى السموات (تغ ١) سر ٤٤ تسبّح له السموات ان ٢٠ يسبحون الليل والنهار (مم ٧ شو ٥) حس ٣٨ يسبّحون له باليل يسبّحن تسبحون نسبح ان ٧٩ مع داوود الجبال يسبّحن ص ١٨ يسبّحن بالعشىّ ن ٢٨ لولا تسبّحون بق ٣٠ ونحن نسبّح بحمدك يسبحون تسبحوه نسبحك عف ٢٠٥ ويسبّحونه وله فتح ٩ وتسبّحوه بكرة وأصيلا طه ٣٣ كى نسبّحك كثيرا سبح سبحوا عمر ٤١ وسبح بالعشىّ والابكار جر ٩٨ فسبّح بحمد ربك (نصر ٣) طه ١٣٠ وسبّح بحمد ربك (مم ٥٥ ق ٣٩ طو ٤٨) - ١٣٠ ومن ءاناء الليل فسبّح فر ٥٨ وسبّح بحمده قع ٧٤ و ٩٦ فسبّح باسم ربك العظيم (قة ٥٢) عل ١ سبّح اسم ربك الأعلى مر ١٠ سبّحوا بكرة وعشيا سبحه سبحوه ق ٤٠ ومن الليل فسبّحه (طو ٤٩) هر ٢٦ ومن الليل فسبّحه حب ٤٢ وسبّحوه بكرة وأصيلا سبحا السابحات مل ٧ فى النهار سبحا طويلا عت ٣ والسابحات سبحا سبحان سف ١٠٨ وسبحان الله وما أنا سر ١ سبحان الذى أسرى- ٩٣ قل سبحان ربى- ١٠٨ ويقولون سبحان ربنا ان ٢٢ فسبحان الله رب العرش مو ٩٢ سبحان الله عما يصفون (صا ١٥٩) نم ٨ وسبحان الله رب العالمين قص ٦٨ سبحان الله وتعالى عما روم ١٧ فسبحان الله حين تمسون يس ٣٦ سبحان الذى خلق- ٨٣ فسبحان الذى بيده صا ١٨٠ سبحان ربك رب العزة رف ١٤ سبحان الذى سخّر- ٨٢ سبحان رب السموات طو ٤٣ سبحان الله عما يشركون (حشر ٢٣) ن ٢٩ قالوا سبحان ربنا سبحانك سبحانه بق ٣٢ سبحانك لا علم لنا
نعم ٥٥ ولتستبين سبيل المجرمين «مخفوضا» بق ١٥٤ لمن يقتل فى سبيل الله- ١٩٠ و ٢٤٤ وقاتلوا فى سبيل الله (عمر ١٦٦) - ١٩٥ وانفقوا فى سبيل الله- ٢١٧ وصدّ عن سبيل الله- ٢١٨ وجاهدوا فى سبيل الله- ٢٤٦ نقاتل فى سبيل الله- ألا نقاتل فى سبيل الله- ٢٦١ و ٢٦٢ أموالهم فى سبيل الله- ٢٧٣ أحصروا فى سبيل الله عمر ١٣ فئة تقاتل فى سبيل الله- ٩٩ لم تصدون عن سبيل الله- ١٤٦ لما أصابهم فى سبيل الله- ١٥٧ ولئن قتلتم فى سبيل الله- ١٤٩ الذين قتلوا فى سبيل الله نسا ٤٢ إلا عابرى سبيل- ٧٣ فليقاتل فى سبيل الله- ومن يقاتل فى سبيل الله- ٧٤ وما لكم لا تقاتلون فى سبيل الله- ٧٥ يقاتلون فى سبيل الله- فى سبيل الطاغوت- ٨٣ فقاتل فى سبيل الله نسا ٨٨ يهاجروا فى سبيل الله- ٩٣ إذا ضربتم فى سبيل الله- ٩٤ والمجاهدون فى سبيل الله- ٩٩ ومن يهاجر فى سبيل الله- ١١٤ ويتبع غير سبيل المؤمنين- ١٥٨ وبصدهم عن سبيل الله- ١٦٦ وصدوا عن سبيل الله (نح ٨٨ محمد ١ و ٢٣ و ٣٤ مجا ١٦ منا ٢) ما ٥٧ يجاهدون فى سبيل الله نعم ١١٦ يضلوك عن سبيل الله عف ٤٤ يصدّون عن سبيل الله (نف ٤٨ هد ١٩ ابر ٣ حج ٢٥) عف ٨٥ وتصدّون عن سبيل الله نف ٣٦ ليصدّوا عن سبيل الله- ٦١ من شىء فى سبيل الله- ٧٢ وأنفسهم فى سبيل الله- ٧٤ وجاهدوا فى سبيل الله (بة ٢١) بة ٢٠ وجاهد فى سبيل الله- ٣٥ ويصدّون عن سبيل الله- ولا ينفقونها فى سبيل الله- ٣٩ أنفروا فى سبيل الله- ٤٢ وأنفسكم فى سبيل الله- ٦١ والغارمين وفى سبيل الله- ٨٢ وأنفسهم فى سبيل الله (رات ١٥) - ٩٢ ما على المحسنين من سبيل- ١١٢ يقاتلون فى سبيل الله (مل ٢٠) - ١٢١ ولا مخمصة فى سبيل الله
أعلم بمن ضلّ عن سبيله (نجم ٣٠ ن ٧) زم ٨ ليضل عن سبيله صف ٤ الذين يقاتلون فى سبيله كه ٦٢ فاتخذ سبيله فى البحر- ٦٤ واتخذ سبيله فى البحر سبيلنا سبيلهم سبلنا عك ١٢ اتبعوا سبيلنا بة ٦ فخلوا سبيلهم ابر ١٢ وقد هدانا سبلنا عك ٦٩ لنهديّنهم سبلنا ستت ستة ستين عف ٥٣ والأرض فى ستة أيام (يو ٣ هد ٧ حد ٤) فر ٥٩ وما بينهما فى ستة أيام (سج ٤ ق ٣٨) مجا ٤ فاطعام ستين مسكينا ستر تسترون سترا مستورا حس ٢٢ وما كنتم تسترون كه ٩١ لهم من دونها سترا سر ٤٥ بالآخرة حجابا مستورا سجد سجد سجدوا جر ٣٠ فسجد الملائكة كلهم (ص ٧٣) بق ٣٤ فسجدوا إلا ابليس (عف ١٠ سر ٦١ كه ٥١ طه ١١٦) نسا ١٠١ فإذا سجدوا فليكونوا يسجد تسجد اسجد عد ١٦ ولله يسجد من فى السموات نح ٤٩ ولله يسجد ما فى السموات حج ١٨ يسجد له من فى السموات عف ١١ ما منعك ألّا تسجد ص ٧٥ ما منعك أن تسجد سر ٦١ ءاسجد لمن خلقت طينا جر ٣٣ لم أكن لأسجد لبشر يسجدان يسجدون حما ٦ والنجم والشجر يسجدان عمر ١١٣ ءانآء الليل وهم يسجدون عف ٢٠٥ وله يسجدون نم ٢٤ يسجدون للشمس نشق ٢١ القرءان لا يسجدون يسجدوا تسجدوا نسجد نم ٢٥ ألّا يسجدوا لله حس ٣٧ ولا تسجدوا للشمس ولا للقمر فر ٦٠ أنسجد لما تأمرنا اسجد اسجدى اسجدوا هر ٢٦ فاسجد له وسبّحه عق ١٩ واسجد واقترب عمر ٤٣ اقنتى لربك واسجدى بق ٣٤ للملائكة اسجدوا لأدم (عف ١٠ سر ٦١ كه ٥١ طه ١١٦) حج ٧٧ واسجدوا واعبدوا فر ٦٠ وإذا قيل لهم اسجدوا حس ٣٧ واسجدوا لله الذى نجم ٦٢ فاسجدوا لله واعبدوا السجود ساجدا بق ١٢٥ والركّع السجود (حج ٢٦) فتح ٢٩ من أثر السجود ق ٤٠ فسبحه وادبار السجود ن ٤٢ ويدعون إلى السجود- ٤٣ كانوا يدعون إلى السجود زم ٩ ساجدا وقائما
(حق ٧ صف ٣٦) قص ٣٦ ما هذا إلّا سحر مفترى رف ٣٠ قالوا هذا سحر وانا به طو ١٥ أفسحر هذا أم أنتم قمر ٢ ويقولوا سحر مستمر مد ٢٤ إن هذا إلّا سحر يؤثر عف ١١٥ وجآءوا بسحر عظيم طه ٥٨ فلنأتينك بسحر مثله يو ٨١ ما جئتم به السحر طه ٧٣ وما أكرهتنا عليه من السحر بق ١٠٢ يعلمون الناس السحر طه ٧١ إنه لكبيركم الذى علمكم السحر (شع ٤٩) ان ٣ أفتأتون السحر وأنتم سحران سحرك سحره قص ٤٨ قالوا سحران تظاهرا طه ٥٧ لتخرجنا من أرضنا بسحرك شع ٣٥ يخرجكم من أرضكم بسحره سحرهما سحرهم طه ٦٣ يخرجاكم من أرضكم بسحرهما- ٦٦ يخيل إليه من سحرهم سحر الأسحار قمر ٣٤ آل لوط نجيناهم بسحر عمر ١٧ والمستغفرين بالأسحار يا ١٨ وبالأسحار هم يستغفرون ساحر الساحر عف ١٠٨ إن هذا لساحر عليم (شع ٣٤) يو ٢ إن هذا لساحر مبين ص ٤ هذا ساحر كذاب مم ٢٤ فقالوا ساحر كذاب يا ٣٩ وقال ساحر أو مجنون عف ١١١ يأتوك بكل ساحر عليم يو ٧٩ ائتونى بكل ساحر عليم طه ٦٩ إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر رف ٤٩ وقالوا يا أيها الساحر ساحران الساحرون طه ٦٣ إن هذان لساحران يو ٧٧ ولا يفلح الساحرون السحرة سحّار عف ١١٢ وجاء السحرة فرعون
ان ٣ واسرّوا النجوى الذين سف ٧٧ فاسرّها يوسف فى نفسه- ١٩ واسرّوه بضاعه سرّون تسرّوا أسرّوا بق ٧٧ ما يسرّون وما يعلنون (هد ٥ نح ٢٣ يس ٧٦) نح ١٩ ما تسرّون وما تعلنون (تغ ٤) مت ١ تسرون إليهم بالمودة ملك ١٣ واسرّوا قولكم
بق ٢٦٠ يأتينك سعيا صا ١٠٢ فلما بلغ معه السعى سعيه سعيها ان ٩٤ فلا كفران لسعيه نجم ٤٠ وان سعيه سوف يرى شبة ٩ لسعيها راضية سر ١٩ وسعى لها سعيها سعيكم سعيهم هر ٢٢ وكان سعيكم مشكورا لل ٤ إن سعيكم لشتى سر ١٩ كان سعيهم مشكورا كه ١٠٥ الذين ضلّ سعيهم سغب مسغبة بل ١٤ فى يوم ذى مسغبة سفح مسفوحا مسافحين مسافحات نعم ١٤٥ أو دما مسفوحا نسا ٢٣ محصنين غير مسافحين (ما ٦) - ٢٤ محصنات غير مسافحات سفر أسفر مد ٣٤ والصبح إذا أسفر سفر سفرا سفرنا بق ١٨٤ و ١٨٥ أو على سفر (نسا ٢٢ ما ٧) بق ٢٨٣ وإن كنتم على سفر بة ٤٣ وسفرا قاصدا كه ٦٣ لقينا من سفرنا هذا أسفارا أسفارنا جع ٥ يحمل أسفارا سب ١٩ باعد بين أسفارنا سفرا مسفرة عبس ١٥ بأيدى مسفرة- ٣٨ وجوه يومئذ مسفرة سفع نسفعا عق ١٥ لنسفعا بالناصية سفك يسفك تسفكون بق ٣٠ ويسفك الدماء- ٨٤ لا تسفكون دماءكم سفل سافلين سافلها أسفل تى ٥ ثم رددناه أسفل سافلين هد ٨٢ جعلنا عاليها سافلها (جر ٧٤) نف ٤٢ والركب أسفل منكم حب ١٠ ومن أسفل منكم الأسفل الأسفلين السفلى نسا ١٤٤ فى الدرك الأسفل صا ٩٨ فجعلناهم الأسفلين حس ٢٩ ليكونا من الأسفلين بة ٤١ الذين كفروا السفلى سفن سفينة السفينة كه ٨٠ أما السفينة فكانت- يأخذ كل سفينة غصبا
إلا مساكنهم طه ١٢٨ يمشون فى مساكنهم (سج ٢٦) عك ٣٨ تبين لكم من مساكنهم المسكنة مسكونة بق ٦١ عليهم الذلة والمسكنة عمر ١١٢ وضربت عليهم المسكنة ور ٢٩ بيوتا غير مسكونة مسكين مسكينا المسكين ن ٢٤ اليوم عليكم مسكين بق ١٨٤ فدية طعام مسكين مجا ٤ فإطعام ستين مسكينا هر ٨ مسكينا ويتيما وأسيرا بل ١٦ أو مسكينا ذا متربة قة ٣٤ على طعام المسكين (فجر ١٨ عو ٣) سر ٢٦ والمسكين وابن السبيل (روم ٣٨) مد ٤٤ ولم نك نطعم المسكين مساكين المساكين ما ٥٥ إطعام عشرة مساكين- ٩٨ أو كفارة طعام مسكين كه ٨٠ لمساكين يعملون نسا ٧ والمساكين فارزقوهم بق ٢١٥ والمساكين وابن السبيل (نف ٤١ حشر ٧)
٦٩ قالوا سلاما قال سلام (يا ٢٥) عد ٢٦ سلام عليكم بما صبرتم نح ٣٢ يقولون سلام عليكم مر ١٤ وسلام عليه يوم ولد- ٤٧ قال سلام عليك مم ٥٩ وسلام على عباده قص ٥٥ سلام عليكم لا نبتغى حب ٤٤ يوم يلقونه سلام يس ٥٨ سلام قولا من رب رحيم صا ٧٩ سلام على نوح- ١٠٩ سلام على ابراهيم- ١٢٠ سلام على موسى- ١٣٠ سلام على ءال ياسين- ١٨١ وسلام على المرسلين زم ٧٣ سلام عليكم طبتم رف ٨٩ وقل سلام فسوف قع ٩١ فسلام لك من أصحاب قد ٥ سلام هى حتى مطلع الفجر «مخفوضا» هد ٤٨ اهبط بسلام منا جر ٤٦ ادخلوها بسلام ءامنين ق ٣٤ ادخلوها بسلام ذلك «منصوبا» جر ٥٢ فقالوا سلاما مر ٦٢ لغوا إلا سلاما ان ٦٩ كونى بردا وسلما فر ٦٣ الجاهلون قالوا سلما- ٧٥ ويلقون فيها تحية وسلما قع ٢٦ إلا قليلا سلاما سلما السلام مر ٣٣ والسلام علىّ يوم ولدت طه ٤٧ والسلام على من اتبع الهدى حشر ٢٣ القدوس السلام المؤمن ما ١٨ رضوانه سبل السلام نعم ١٢٧ لهم دار السلامة يو ٢٥ يدعو إلى دار السلام نسا ٩٣ لمن ألقى إليكم السلام سلّم سلّما سليم طو ٣٨ أم لهم سلّم نعم ٣٥ أو سلّما فى السماء شع ٨٩ أتى الله بقلب سليم صا ٨٤ إذ جاء ربه بقلب سليم الإسلام إسلامكم إسلامهم عمر ١٩ الدين عند الله الإسلام- ٨٥ غير الإسلام دينا نعم ١٢٥ يشرح صدره للاسلام صف ٧ وهو يدعى إلى الاسلام ما ٤ ورضيت لكم الاسلام رات ١٧ لا تمنوا علىّ إسلامكم بة ٧٥ وكفروا بعد إسلامهم مسلما مسلمين عمر ٦٧ كان حنيفا مسلما سف ١٠١ توفنى مسلما بق ١٢٨ ربنا واجعلنا مسلمين مسلمون مسلمين بق ١٣٢ إلّا وأنتم مسلمون (عمر ١٠٢) بق ١٣٣ و ١٣٦ ونحن له مسلمون (عمر ٨٤ عك ٤٦) عمر ٥٢ واشهد بأنا مسلمون- ٦٤ اشهدوا بأنّا مسلمون- ٨٠ بعد إذ أنتم مسلمون ما ١١٤ واشهد بأننا مسلمون هد ١٤ فهل أنتم مسلمون (ان ١٠٨) نم ٨١ يؤمن باياتنا فهم مسلمون (روم ٥٣) عف ١٢٥ وتوفنا مسلمين يو ٨٤ توكلوا إن كنتم مسلمين جر ٢ لو كانوا مسلمين نم ٣١ وأتونى مسلمين- ٣٨ قبل أن يأتون مسلمين- ٤٢ من قبلها وكنّا مسلمين قص ٥٣ كنّا من قبله مسلمين رف ٦٩ بئيتنا وكانوا مسلمين المسلمون المسلمين المسلمات جن ١٤ وإنا منا المسلمون نعم ١٦٣ وأنا أول المسلمين يو ٧٢ وأمرت أن أكون من المسلمين (نم ٩١) - ٩٠ وأنا من المسلمين نح ٨٩ و ١٠٢ وبشرى للمسلمين حج ٧٨ وهو سمكم المسلمين حب ٣٥ إن المسلمين والمسلمات زم ١٢ أكون أول المسلمين حس ٣٢ وقال إننى من المسلمين حق ١٥ وإنى من المسلمين يا ٣٦ غير بيت من المسلمين
يسمعون بها- ١٩٤ أم لهم ءاذان يسمعون بها نف ٢١ سمعنا وهم لا يسمعون يو ٦٧ لأيت لقوم يسمعون (روم ٢٣) نح ٦٥ لأية لقوم يسمعون مر ٦٢ لا يسمعون فيها لغوا (قع ٢٥ عم ٣٥)
وانشقت السماء فهى معا ٨ يوم تكون السماء كالمهل مل ١٨ السماء منفطر به
(مر ٦٥ ان ٥٦ شع ٢٤) - ٢٦ له غيب السموات- ٥٢ ما أشهدتهم خلق السموات مر ٩٤ إن كل من فى السموات ان ١٩ وله من فى السموات (روم ٢٦) حج ١٨ يسجد له من فى السموات مو ٨٧ من رب السموات السبع ور ٣٥ الله نور السموات- ٤١ يسبح له من فى السموات فر ٦ يعلم السرّ فى السموات نم ٢٥ الخبء فى السموات- ٦٥ لا يعلم من فى السموات- ٨٧ ففزع من فى السموات
إلا سنّة الأوّلين فلن تجد لسنة الله تحويلا فتح ٢٣ سنّة الله التى قد خلت- ولن تجد لسنة الله تبديلا سر ٧٧ سنّة من قد أرسلنا حب ٣٨ سنّة الله فى الذين مم ٨٥ سنّة الله التى قد خلت سنن سنتنا مسنون عمر ١٣٧ قد خلت من قبلكم سنن نسا ٢٥ سنن الذين من قبلكم سر ٧٧ ولا تجد لسنتنا تحويلا جر ٢٦ و ٢٨ و ٢٣ من حمإ مسنون
(قص ٥٤) مو ٩٧ بالتى هى أحسن السيئة سيئات السيئات نح ٣٤ فأصابهم سيئات ما عملوا زم ٤٨ وبدا لهم سيئات- ٥١ فأصابهم سيئات ما كسبوا..
سيصيبهم سيئات ما كسبوا جا ٣٢ وبدا لهم سيئات ما عملوا مم ٤٥ فوقه الله سيئات ما مكروا هد ١٠ ذهب السيئات عنى
المسوّمة عمر ١٢٥ من الملائكة مسوّمين هد ٨٢ مسوّمة عند ربك (يا ٣٤) عمر ١٤ والخيل المسوّمة سوى سوّى سوّاك قيا ٣٨ فخلق فسوّى عل ٢ الذى خلق فسوّى كه ٣٨ ثم سوّاك رجلا نفط ٧ فسوك فعدلك سوّاه سوّاها نح ٩ ثمّ سوّاه ونفخ فيه شم ٧ ونفس وما سوّاها- ١٥ بذنبهم فسوّاها عت ٢٨ رفع سمكها فسوّاها سوّاهن سوّيته بق ٢٩ فسوّاهن سبع سموات جر ٢٩ فإذا سوّيته ونفخت فيه (ص ٢٧) نسوّيكم تسوّى شع ٩٨ إذ نسويكم برب العالمين نسا ٤١ لو تسوّى بهم الأرض ساوى استوى كه ٩٧ ساوى بين الصدفين بق ٢٩ ثم استوى إلى السماء (حس ١١) عف ٥٣ ثم استوى على العرش (يو ٣ عد ٢ فر ٥٩ سج ٤ حد ٤) طه ٥ على العرش استوى قص ١٤ ولما بلغ أشدّه واستوى نجم ٦ ذو مرة فاستوى فتح ٢٩ فاستوى على سوقه استوت استويت استويتم هد ٤٤ واستوت على الجودى مو ٢٨ فإذا استويت أنت رف ١٣ إذا استويتم عليه يستوى تستوى نسا ٩٤ لا يستوى القاعدون ما ١٠٣ ولا يستوى الخبيث نعم ٥٠ هل يستوى الأعمى (عد ١٧) نح ٧٦ هل يستوى هو فط ١٢ وما يستوى البحران- ١٩ وما يستوى الأعمى (مم ٥٨) - ٢٢ وما يستوى الأحياء ولا زم ٩ هل يستوى الذين يعملون حد ١٠ لا يستوى منكم من أنفق حشر ٢٠ لا يستوى أصحاب النار عد ١٧ أم هل تستوى الظلمات حس ٣٣ ولا تستوى الحسنة يستويان يستوون تستووا هد ٢٤ هل يستويان مثلا (زم ٢٩) بة ٢٠ لا يستوون عند الله نح ٧٥ هل يستوون الحمد لله سج ١٨ فاسقا لا يستوون رف ١٣ لتستووا على ظهوره سوى طه ٥٨ ولا أنت مكانا سوى سواء بق ٦ سواء عليهم ءأنذرتهم (يس ١٠) عف ١٩٢ سواء عليكم أدعوتموهم عد ١١ سواء منكم من أسرّ ابر ٢١ سواء علينا أجزعنا نح ٧١ فهم فيه سواء شع ١٣٦ سواء علينا أوعظت روم ٢٨ فأنتم فيه سواء طو ١٦ سواء عليكم إنما تجزون منا ٦ سواء عليهم استغفرت لهم ما ٦٣ وأضل عن سواء السبيل
باب الشين
شأم المشئمة قع ٩ وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة بل ١٩ هم أصحاب المشئمة شأن شأن شأنهم عبس ٣٧ يومئذ شأن يغنيه يو ٦١ وما تكون فى شأن حما ٢٩ كل يوم هو فى شأن ور ٦٢ لبعض شأنهم شبه شبّه تشابه تشابهت نسا ١٥٦ ولكن شبّه لهم بق ٧٠ إن البقر تشابه علينا عمر ٧ فيتبعون ما تشابه منه عد ١٨ فتشابه الخلق عليهم بق ١١٨ تشابهت قلوبهم متشابه متشابها مشتبها نعم ٩٩ مشتبها وغير متشابه- ١٤١ متشابها وغير متشابه بق ٢٥ وأوتوا به متشابها زم ٢٣ كتابا متشابها متشابهات عمر ٧ وأخر متشابهات شتت أشتاتا شتى ور ٦١ جميعا أو أشتاتا لز ٦ يصدر الناس أشتاتا طه ٥٣ أزواجا من نبات شتى حشر ١٤ وقلوبهم شتى لل ٤ إن سعيكم لشتى شتو الشتاء قش ٢ رحلة الشتاء والصيف شجر شجر نسا ٤٦ فيما شجر بينهم شجر الشجر نح ١٠ ومن شجر فيه تسيمون قع ٥٢ من شجر من زقوم حما ٦ والنجم والشجر نح ٦٨ ومن الشجر ومما يعرشون يس ٨٠ من الشجر الأخضر نارا شجرها شجرة نم ٦٠ أن تنبتوا شجرها صا ٦٢ أم شجرة الزقوم- ٦٤ إنّها شجرة تخرج طه ١٢٠ هل أدلك على شجرة ور ٣٥ يوقد من شجرة لق ٢٧ من شجرة أقلام ابر ٢٤ كشجرة طيبة- ٢٦ كشجرة خبيثة دخ ٤٣ إن شجرة الزقوم مو ٢٠ وشجرة تخرج من طور صا ١٤٦ شجرة من يقطين الشجرة شجرتها عف ١٩ عن هذه الشجرة- ٢١ عن تلكما الشجرة قص ٣٠ من الشجرة أن يا موسى فتح ١٨ تحت الشجرة بق ٣٥ ولا تقربا هذه الشجرة (عف ١٨) عف ٢١ فلما ذاقا الشجرة سر ٦٠ والشجرة الملعونة قع ٧٢ ءأنتم أنشأتم شجرتها
أشدّهما حج ٥ ثم لتبلغوا أشدكم (مم ٦٧) شرب شرب شربوا بق ٢٤٩ فمن شرب منه فليس منى- فشربوا منه إلا قليلا يشرب يشربون تشربون مو ٣٣ ويشرب مما تشربون هر ٦ يشرب بها عباد الله طف ٢٨ يشرب بها المقرّبون هر ٥ إن الأبرار يشربون قع ٦٨ الماء الذى تشربون اشربى اشربوا مر ٢٥ فكلى واشربى بق ٦٠ كلوا واشربوا من رزق الله- ١٨٧ وكلوا واشربوا حتى عف ٣٠ وكلوا واشربوا ولا طو ١٩ كلوا واشربوا هنيئا (قة ٢٤ سلا ٤٣) بق ٩٣ وأشربوا فى قلوبهم شرب شرب شع ١٥٥ لها شرب ولكم شرب قمر ٢٨ كل شرب محتضر قع ٥٥ فشاربون شرب الهيم شاربون الشاربين قع ٥٤ فشاربون عليه من الحميم- ٥٥ فشاربون شرب الهيم نح ٦٦ خالصا سائغا للشاربين صا ٤٦ بيضاء لذّة للشاربين محمد ١٥ وأنهار من خمر لذّة للشاربين شراب شرابا الشراب نعم ٧٠ لهم شراب من حميم (يو ٤) نح ١٠ لكم منه شراب- ٦٩ يخرج من بطونها شراب ص ٤٢ هذا مغتسل بارد وشراب- ٥٠ بفاكهة كثيرة وشراب هر ٢١ وسقاهم ربهم شرابا عم ٢٤ فيها بردا ولا شرابا كه ٢٩ بئس الشراب شرابه شرابك فط ١٢ فرات سائغ شرابه بق ٢٥٩ طعامك وشرابك مشربهم مشارب بق ٦٠ قد علم كل أناس مشربهم (عف ١٥٩) يس ٧٣ ولهم فيها منافع ومشارب
٦٧) نح ٥٤ إذا فريق منكم بربهم يشركون مو ٦٠ والذين هم بربهم لا يشركون ور ٥٥ لا يشركون بى شيئا نم ٥٩ خير أم ما يشركون عك ٦٥ إذا هم يشركون روم ٣٣ إذا فريق منهم بربهم يشركون- ٣٥ بما كانوا به يشركون طو ٤٣ سبحان الله عما يشركون (حشر ٢٣) مت ١٢ على أن لا يشركن بالله تشركون تشركوا نشرك نعم ١٩ وإننى برىء مما تشركون- ٤١ وتنسون ما تشركون- ٦٤ ثم أنتم تشركون- ٧٨ إنى برىء مما تشركون- ٨٠ ولا أخاف ما تشركون هد ٥٤ أنى برىء ما تشركون مم ٧٣ أين ما كنتم تشركون نسا ٣٥ ولا تشركوا به شيئا عف ٣٢ وان تشركوا بالله عمر ٦٤ ولا نشرك به شيئا سف ٣٨ ما كان لنا أن نشرك بالله جن ٢ ولن نشرك بربنا أحدا أشركه يشرك طه ٣٢ وأشركه فى أمرى نسا ٤٧ و ١١٥ لا يغفر أن يشرك به شرك الشرك شرككم فط ٤٠ أم لهم شرك فى السموات (حق ٤) سب ٢٢ وما لهم فيها من شرك لق ١٣ إن الشرك لظلم فط ١٤ يكفرون بشرككم
واهدنا كه ١٤ لقد قلنا إذا شططا جن ٤ سفيهنا على الله شططا شعب شعوبا شعب رات ١٣ وجعلناكم شعوبا سلا ٣٠ ذى ثلاث شعب شعر يشعرون تشعرون بق ٩ إلا أنفسهم وما يشعرون (عمر ٦٩ نعم ٢٦) - ١٢ ولكن لا يشعرون نعم ١٢٣ بأنفسهم وما يشعرون عف ٩٤ بغتة وهم لا يشعرون (سف ١٠٧ شع ٢٠٢ عك ٥٣ رف ٦٦) سف ١٥ بأمرهم هذا وهم لا يشعرون نح ٢١ وما يشعرون أيّان يبعثون (نم ٦٥) - ٢٦ و ٤٥ من حيث لا يشعرون (زم ٢٥) مو ٥٧ بل لا يشعرون نم ١٨ وجنوده وهم لا يشعرون- ٥٠ مكرا وهم لا يشعرون قص ٩ ولدا وهم لا يشعرون- ١١ عن جنب وهم لا يشعرون بق ١٥٤ ولكن لا تشعرون شع ١٥٤ الأعلى ربى لو تشعرون زم ٥٥ بغتة وأنتم لا تشعرون رات ٢ أعمالكم وأنتم لا تشعرون
لل ١٥ لا يصلها إلا الأشقى شو ١٢ إذا انبعث أشقاها مو ١٠٧ غلبت علينا شقوتنا شكر شكر شكرتم نم ٤٠ ومن شكر فإنما قمر ٣٥ كذلك نجزى من شكر نسا ١٤٦ إن شكرتم وآمنتم ابر ٧ لئن شكرتكم لأزيدنكم يشكر أشكر نم ٤٠ ء أشكر أم أكفر- فإنما يشكر لنفسه لق ١٢ ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه نم ١٩ أوزعنى أن أشكر نعمتك (حق ١٥) يشكرون تشكرون تشكروا بق ٢٤٣ أكثر الناس لا يشكرون (سف ٣٨ مم ٦١) عف ٥٧ الآيات لقوم يشكرون يو ٦٠ ولكن أكثرهم لا يشكرون (نم ٧٣)
نعم ١٣٠ قالوا شهدنا على أنفسنا عف ١٧١ قالوا بلى شهدنا سف ٨١ وما شهدنا إلا بما علمنا نم ٤٩ ما شهدنا مهلك أهله يشهد تشهد اشهد نسا ١٦٥ يشهد بما أنزل إليك بة ١٠٨ يشهد أنّهم لكاذبون (حشر ١١) منا ١ يشهد إن المنافقين حس ٢٢ أن يشهد عليكم سمعكم ور ٢ وليشهد عذابهما طائفة- ٢٤ يوم تشهد عليهم ألسنتهم
أشهر طل ٤ فعدتهن ثلاثة أشهر الأشهر الشهور بة ٦ فإذا انسلخ الأشهر- ٣٧ إن عدة الشهور شهق شهيق شهيقا هد ١٠٧ فيها زفير وشهيق ملك ٧ سمعوا لها شهيقا شهو اشتهت تشتهى ان ١٠٢ فى ما اشتهت أنفسهم
باب الصاد
ص ص ١ ص والقرآن ذى الذكر صبأ الصابئون الصابئين ما ٧٢ والصائبون والنصارى بق ٦٢ والنصارى والصائبين حج ١٧ والصائبين والنصارى صبب صبّ صببنا صبّا فر ١٣ فصبّ عليهم ربك حس ٢٥ إنا صببنا الماء صبّا صبوا يصبّ دخ ٤٨ ثم صبوا فوق رأسه حج ١٩ يصبّ من فوق رؤوسهم صبح صبحهم أصبح أصبحت فر ٣٨ ولقد صبحهم بكرة ما ٣٣ فأصبح من الخاسرين ما ٣٤ فأصبح من النادمين كه ٤٣ فأصبح يقلب كفيه- ٤٦ فأصبح هشيما تذروه قص ١٠ وأصبح فؤاد أم موسى- ١٨ فأصبح فى المدينة خائفا- ٨٢ وأصبح الذين تمنوا ملك ٣٠ إن أصبح ماؤكم غورا ن ٢٠ فأصبحت كالصريم أصبحوا أصبحتم ما ٥٦ فأصبحوا خاسرين- ١٠٥ ثم أصبحوا بها كافرين عف ٧٧ و ٩٠ فأصبحوا فى دارهم جاثمين (عك ٣٧) هد ٦٧ و ٩٥ فأصبحوا فى ديارهم شع ١٥٧ فأصبحوا نادمين حق ٢٥ فأصبحوا لا يرى إلا صف ١٤ فأصبحوا ظاهرين عمر ١٠٣ فأصبحتم بنعمته إخوانا حس ٢٣ فأصبحتم من الخاسرين يصبح تصبح يصبحوا كه ٤٢ أو يصبح ماؤها غورا- ٤١ فتصبح صعيدا حج ٦٣ فتصبح الأرض مخضرة ما ٥٥ فيصبحوا على ما أسروا يصبحن تصبحون تصبحوا مو ٤٠ ليصبحنّ نادمين روم ١٧ وحين تصبحون رات ٦ فتصبحوا على ما فعلتم صبحا الصبح عا ٣ فالمغيرات صبحا هد ٨١ إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب مد ٣٤ والصبح إذا أسفر تك ١٨ والصبح إذا تنفّس صباح الإصباح مصبحين صا ١٧٧ فساء صباح المنذرين نعم ٩٦ فألق الاصباح جر ٦٦ مقطوع مصبحين- ٨٣ الصيحة مصبحين صا ١٣٧ لتمرون عليهم مصبحين ن ١٧ ليصر منها مصبحين- ٢١ فتنادوا مصبحين مصباح المصباح مصابيح ور ٣٥ كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة حس ١٢ بمصابيح وحفظا ملك ٥ بمصابيح وجعلناها
وأكن مر ١١ وآتيناه الحكم صبيّا- ٢٩ من كان فى المهد صبيّا صحب تصاحبنى صاحبهما كه ٧٧ بعدها فلا تصاحبنى لق ١٥ وصاحبهما فى الدنيا يصحبون صاحب الصاحب ان ٤٣ ولا هم منا يصحبون ن ٤٨ كصاحب الحوت نسا ٣٥ والصاحب بالجنب أصحاب «مرفوعا» بق ٣٩ و ٨١ و ٢١٧ و ٢٥٧ و ٢٧٥ أولئك أصحاب النار (عمر ١١٦ عف ٣٥ يو ٢٧ عد ٦ مجا ١٧ تغ ١٠) - ٨٢ أولئك أصحاب الجنة (عف ٤١ يو ٢٦ هد ٢٣ حق ١٤) ما ١١ و ٨٩ أولئك أصحاب الجحيم (حج ٥٠ حد ١٩) نعم ٧١ له أصحاب يدعونه عف ٤٣ ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار- ٤٧ ونادى أصحاب الأعراف عف ٤٩ ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة بة ١١٤ أنهم أصحاب الجحيم جر ٧٨ كان أصحاب الأيكة ٨٠ كذب أصحاب الحجر طه ١٣٦ من أصحاب الصراط حج ٤٤ وأصحاب مدين فر ٢٤ أصحاب الجنة يومئذ شع ٦٢ قال أصحاب موسى- ١٧٦ كذب أصحاب الأيكة ص ١٣ وقوم لوط وأصحاب مم ٦ إنّهم أصحاب النار- ٤٣ هم أصحاب النار ق ١٢ وأصحاب الرس وثمود- ١٤ وأصحاب الأيكة وقوم قع ٨ فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة- ٩ وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة- ٢٧ وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين- ٤١ وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال حسر ٢٠ لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون بر ٤ قتل أصحاب الأخدود بل ١٨ أولئك أصحاب الميمنة- ١٩ هم أصحاب المشأمة «مخفوضا» بق ١١٩ عن أصحاب الجحيم ما ٣٢ فتكون من أصحاب النار عف ٤٦ تلقاء أصحاب النار
١ فلا يكن فى صدرك حرج شرح ١ ألم نشرح لك صدرك نعم ١٢٥ يشرح صدره للإسلام- يجعل صدره ضيقا زم ٢٢ أفمن شرح الله صدره صدوركم صدورهم عمر ٢٩ إن تخفوا ما فى صدوركم- ١٥٤ وليبتلى الله ما فى صدوركم سر ٥٠ مما يكبر فى صدوركم مم ٨٠ حاجة فى صدوركم عمر ١١٨ وما تخفى صدورهم أكبر نسا ٨٩ حصرت صدورهم نم ٧٤ ليعلم ما تكنّ صدورهم قص ٦٩ يعلم ما تكنّ صدورهم عف ٤٢ ونزعنا ما فى صدورهم (جر ٤٧) مم ٥٦ إن فى صدورهم إلّا كبر حشر ٩ فى صدورهم حاجة- ١٣ أشد رهبة فى صدورهم هد ٥ يثنون صدورهم صدع اصدع يصدّعون يصّدّعون جر ٩٤ فاصدع بما تؤمر قع ١٩ لا يصدّعون عنها روم ٤٣ يومئذ يصّدّعون الصدع متصدعا طق ١٢ والأرض ذات الصدع حشر ٢١ متصدّعا من خشية الله صدف صدف يصدفون الصدفين نعم ١٥٧ وصدف عنها سنجزى الذين يصدفون- بما كانوا يصدفون- ٤٦ ثم هم يصدفون كه ٩٧ ساوى بين الصدفين صدق صدق صدقت عمر ٩٥ قل صدق الله حب ٢١ وصدق الله ورسوله يس ٥٢ وصدق المرسلون
- قال إنه صرح ممرّد قص ٣٨ فاجعل لى صرحا مم ٣٦ يا هامان ابن لى صرحا صرخ يصطرخون يستصرخه فط ٣٧ وهم يصطرخون فيها قص ١٨ بالأمس يستصرخه صريخ مصرخىّ مصرخكم يس ٤٣ فلا صريخ لهم ابر ٢٢ ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخىّ صرر أصرّوا يصر ح ٧ وأصرّوا واستكبروا جا ٧ ثم يصرّ مستكبرا يصرّون يصرّوا قع ٤٦ يصبّرون على الحنث عمر ١٣٥ ولم يصرّوا على ما فعلوا صرّ صرّة عمر ١٧ كمثل ريح فيها صرّ يا ٢٩ فأقبلت امرأته فى صرّة
١٤٠ أفأصفاكم ربكم بالبنين رف ١٦ وأصفاكم بالبنين بق ١٣٢ اصطفى لكم الدين عمر ٣٣ إن الله اصطفى آدم نم ٥٩ على عباد الذين اصطفى صا ١٥٣ أصطفى البنات زم ٤ لاصطفى مما يخلق اصطفينا اصطفاك اصطفاه فط ٣٢ الذين اصطفينا من عبادنا عمر ٤٢ إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين بق ٢٤٧ إن الله اصطفاه عليكم اصطفيتك اصطفيناه يصطفى عف ١٤٣ إنى اصطفيتك على الناس بق ١٣٠ اصطفيناه فى الدنيا حج ٧٥ يصطفى من الملائكة الصفا صفوان بق ١٥٨ إن الصفا والمروة- ٢٦٤ كمثل صفوان مصفى المصطفين محمد ١٥ من عسل مصفى ص ٤٧ لمن المصطفين صكك صكت يا ٢٩ فصكت وجهها صلب صلبوه يصلب نسا ١٥٦ وما قتلوه وما صلبوه سف ٤١ وأما الآخر فيصلب أصلبنكم يصلبوه عف ١٢٣ لأصلبنكم أجمعين (شع ٥٠) طه ٧١ ولأصلبنكم فى جذوع ما ٣٦ أن يقتلوا أو يصلبوا الصلب أصلابكم طق ٧ يخرج من بين الصلب نسا ٢٢ الذين من أصلابكم صلح صلح أصلح أصلحا عد ٢٥ ومن صلح من آبائهم (مم ٨) بق ١٨٢ أو إثما فأصلح بينهم ما ٤٢ من بعد ظلمه وأصلح نعم ٤٨ فمن آمن وأصلح- ٥٤ من بعده وأصلح عف ٣٤ فمن اتقى وأصلح شو ٤٠ فمن عفى وأصلح محمد ٢ وأصلح بالهم نسا ١٥ فإن تابا وأصلحا أصلحوا اصلحنا بق ١٦٠ إلا الذين تابوا واصلحوا (نسا ١٤٥) عمر ٨٩ من بعد ذلك وأصلحوا (نح ١١٩ ور ٥) ان ٩٠ وأصلحنا له زوجه يصلح يصلحا يو ٨١ لا يصلح عمل المفسدين
تكون من المصلحين صلد صلدا بق ٢٦٤ فتركه صلدا صلصل صلصال جر ٢٦ الإنسان من صلصال (حما ١٤) - ٢٨ بشرا من صلصال- ٣٣ خلقته من صلصال صلو صلى صلوا قيا ٣١ فلا صدق ولا صلى عل ١٥ وذكر اسم ربه فصلى عق ١٠ عبدا إذا صلى حب ٥٦ صلوا عليه وسلموا يصلى تصلّ عمر ٣٩ يصلى فى المحراب حب ٤٣ هو الذى يصلى عليكم بة ٨٥ ولا تصلّ على أحد منهم يصلون يصلوا صلّ حب ٥٦ يصلون على النبى نسا ١٠١ ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك بة ١٠٤ وصل عليهم كو ٢ فصل لربك وانحر صلاة ور ٥٨ من قبل صلاة الفجر- ومن بعد صلاة العشاء الصلاة «مرفوعا» جع ١٠ فإذا قضيت الصلاة «مخفوضا» ق ٤٥ و ١٥٣ واستعينوا بالصبر والصلاة- ٢٣٨ والصلاة الوسطى نسا ١٠٠ أن تقصروا من الصلاة- ١٤١ وإذا قاموا إلى الصلاة ما ٧ إذا قمتم إلى الصلاة- ٦١ وإذا ناديتم إلى الصلاة- ٩٤ عن ذكر الله وعن الصلاة- ١٠٩ تحبسونهما من بعد الصلاة ابر ٤٠ رب اجعلنى مقيم الصلاة
شع ٧٢ قالوا نعبد أصناما الأصنام أصنامكم ابر ٣٥ أن نعبد الأصنام ان ٥٧ لأكيدنّ أصنامكم صنو صنوان عد ٤ ونخيل صنوان وغير صنوان
وإليك المصير (مت ٤) عمر ٢٨ وإلى الله المصير (ور ٤٢ فط ١٨) ما ٢٠ وإليه المصير (مم ٣ شو ١٥ تغ ٣) حج ٤٨ وإلىّ المصير (لق ١٤) ور ٥٧ ولبئس المصير ق ٤٣ ونميت وإلينا المصير ابر ٣٠ فإن مصيركم إلى النار صيص صياصيهم حب ٢٦ من صياصيهم وقذف صيف الصيف قش ٢ رحلة الشتاء والصيف
باب الضاد
ضأن الضأن نعم ١٤٣ من الضأن اثنين ضج ضجا عا ١ والعاديات ضبحا ضجع المضاجع مضاجعهم نسا ٣٣ واهجروهن فى المضاجع سج ١٦ جنوبهم عن المضاجع عمر ١٥٤ إلى مضاجعهم ضحك ضحكت يضحكون يضحكوا هد ٧١ فضحكت فبشرناهم رف ٤٧ إذا هم منها يضحكون لف ٢٩ من الذين آمنوا يضحكون- ٣٤ من الكفار يضحكون بة ٨٣ فليضحكوا قليلا تضحكون أضحك مو ١١١ وكنتم منهم تضحكون نجم ٦٠ وتضحكون ولا تبكون- ٤٣ وأنه هو أضحك وأبكى ضاحكا ضاحكة نم ١٩ ضاحكا من قولها عبس ٣٩ ضاحكة مستبشرة ضحو تضحى ضحى طه ١١٩ لا تظمأ فيها ولا تضحى عف ٩٧ أن يأتيهم بأسنا ضحى طه ٥٩ وأن يحشر الناس ضحى الضحى أضحاها ضح ١ والضحى عت ٢٩ وأخرج ضحاها- ٤٦ إلا عشية أو ضحاها شم ١ والشمس وضحاها ضدد ضدّا مر ٨٣ ويكونون عليهم ضدّا ضرب ضرب ضربوا ابر ٢٤ كيف ضرب الله مثلا نح ٧٥ ضرب الله مثلا عبدا- ٧٦ وضرب الله مثلا رجلين- ١١٢ وضرب الله مثلا قرية روم ٢٨ ضرب لكم مثلا من أنفسكم يس ٧٨ وضرب لنا مثلا ونسى زم ٢٩ ضرب الله مثلا رجلا رف ١٧ بما ضرب للرحمن مثلا تحر ١٠ و ١١ ضرب الله مثلا للذين عمر ١٥٦ إذا ضربوا فى الأرض سر ٤٨ كيف ضربوا لك الأمثال (فر ٩) ضربتم ضربنا ضربوه نسا ٩٣ إذا ضربتم فى سبيل الله- ١٠٠ وإذا ضربتم فى الأرض ما ١٠٩ إن أنتم ضربتم فى الأرض ابر ٤٥ وضربنا لكم الأمثال كه ١١ فضربنا على آذانهم فر ٣٩ وكلا ضربنا له الأمثال روم ٥٨ ولقد ضربنا للناس (زم ٢٧) رف ٥٨ ما ضربوه لك إلا جدالا
٦٧ وإذا مسكم الضرّ ان ٨٣ أنى مسنى الضرّ سر ٥٦ فلا يملكون كشف الضرّ نح ٥٤ ثم إذا كشف الضرّ الضرر ضارين ضارهم نسا ٩٤ غير أولى الضرر بق ١٠٢ وما هم بضارّين به من أحد مجا ١٠ وليس بضارهم شيئا ضراء الضراء يو ٢١ من بعد ضراء مسّنهم هد ١٠ نعماء بعد ضرّاء مسّته حس ٥٠ من بعد ضراء مسّته بق ٢١٤ مسّتهم البأساء والضرّاء عف ٩٤ قد مسّ آباءنا الضرّاء بق ١٧٦ فى البأساء والضرّاء عمر ١٣٤ فى السرّاء والضرّاء نعم ٤٢ فأخذناهم بالبأساء والضرّاء عف ٩٣ أهلها بالبأساء والضرّاء ضرارا مضار المضطر بق ٢٣١ ولا تمسكوهن ضرارا بة ١٠٨ اتخذوا مسجدا ضرارا نسا ١١ أو دين غير مضار نم ٦٢ أمنّ يجيب المضطر ضرع تضرعوا يتضرعون يضرعون نعم ٤٣ تضرّعوا ولكن قست قلوبهم- ٤٢ لعلهم يتضرّعون مو ٧٧ لربهم وما يتضرّعون عف ٩٣ لعلهم يضرّعون ضريع تضرعا شية ٦ إلا من ضريع نعم ٦٣ تدعونه تضرّعا وخفية عف ٥٤ ادعوا ربكم تضرّعا عف ٢٠٤ فى نفسك تضرعا وخفية ضعف ضعف ضعفوا حج ٧٣ ضعف الطالب عمر ١٤٦ وما ضعفوا وما استكانوا يضاعف يضاعفه يضاعفها ق ٢٦١ والله يضاعف لمن يشاء- ٢٤٥ قرضا حسنا فيضاعفه له (حد ١١) تغ ١٧ قرضا حسنا يضاعفه لكم نسا ٣٩ وإن تك حسنة يضاعفها يضاعف هد ٢٠ يضاعف لهم العذاب حد ١٨ يضاعف لهم ولهم أجر فر ٦٩ يضاعف له العذاب حب ٣٠ يضاعف لها العذاب استضعفونى يستضعف عف ١٤٩ إن القوم استضعفونى قص ٤ يستضعف طائفة منهم استضعفوا يستضعفون عف ٧٤ للذين استضعفوا لمن آمن قص ٥ استضعفوا فى الأرض سب ٣١ يقول الذين استضعفوا- ٣٢ للذين استضعفوا أنحن- ٣ وقال الذين استضعفوا عف ١٣٦ الذين كانوا يستضعفون
حس ٢٩ أرنا اللذين أضلانا عف ٣٧ ربنا هؤلاء أضلونا حب ٦٧ فأضلونا السبيلا يضل بق ٢٦ يضل به كثيرا- وما يضلّ به إلا عد ٢٩ إن الله يضل من يشاء (فط ٨) ابر ٤ فيضل الله من يشاء (مد ٣١) - ٢٧ ويضل الله الظالمين نح ٣٧ لا يهدى من يضل- ٩٣ ولكن يضل من يشاء مم ٣٤ يضل الله من هو مسرف- ٧٣ يضل الله الكافرين نعم ١٤٤ ليضل الناس بغير علم بة ١١٦ وما كان الله ليضل حج ٩ ليضل عن سبيل الله (لق ٦) زم ٨ ليضل عن سبيله محمد ٤ فلن يضل أعمالهم يضلل تضل نسا ٨٧ و ١٤٢ ومن يضلل الله فلن (سر ٩٧ كه ١٧) عف ١٧٧ ومن يضلل فأولئك- ١٨٥ من يضلل الله فلا عد ٣٥ ومن يضلل الله فما له (زم ٢٣ و ٣٦ مم ٣٣ شو ٤٤ و ٤٦) عف ١٥٤ تضل بها من نشاء يضلون يضلوا عمر ٦٩ وما يضلون إلا أنفسهم (نسا ١١٢) نعم ١١٩ كثيرا ليضلون ابر ٣٠ ليضلوا عن سبيله ح ٢٧ إن تذرهم يضلوا عبادك يضله يضلله يضلك حج ٤ من تولّاه فإنه يضل نعم ١٢٥ ومن يرد أن يضله- ٣٩ من يشإ الله يضلله يضلنا يضلهم أضلنهم فر ٤٢ إن كاد ليضلنا نسا ٥٩ ويريد الشيطان أن يضلهم- ١١٨ ولأضلنّهم ولأمنينّهم يضلونكم يضلونهم يضلوك عمر ٦٩ لو يضلونكم وما نح ٢٥ الذين يضلونهم
٦ لتضيقوا عليهن ضيق ضيقا ضائق نح ١٢٧ ولا تك فى ضيق نم ٧٠ ولا تكن فى ضيق نعم ١٢٥ يجعل صدره ضيقا فر ١٣ مكانا ضيقا هد ١٢ وضائق به صدرك
باب الطاء
طبع طبع طبع نسا ١٥٤ بل طبع الله عليها بة ٩٤ وطبع الله على قلوبهم (نح ١٠٨ محمد ١٦) - ٨٨ وطبع على قلوبهم (منا ٣) يطبع نطبع عف ١٠٠ يطبع الله على القلوب (روم ٥٩) مم ٣٥ يطبع الله على كل قلب عف ٩٩ ونطبع على قلوبهم يو ٧٤ نطبع على قلوب المعتدين طبق طبق طبقا طباقا نشق ١٩ لتركبنّ طبقا عن طبق ملك ٣ سبع سموات طباقا (ح ١٥) طحو طحاها شم ٦ والأرض وما طحاها طرأ طربّا نح ١٤ لتأكلوا منه لحما طريّا فط ١٢ تأكلون لحما طريّا طرح اطرحوه سف ٩ أو اطرحوه أرضا طرد طردتهم تطرد تطردهم هد ٣٠ من ينصرنى من الله إن طردتهم نعم ١٥٢ ولا تطرد الذين يدعون- فتطردهم فتكون من الظالمين طارد هد ٢٩ وما أنا بطارد الذين شع ١١٤ وما أنا بطارد المؤمنين طرف طرف الطرف شو ٤٥ ينظرون من طرف خفى صا ٤٨ وعندهم قاصرات الطرف (ص ٥١) حما ٥٦ فيهن قاصرات الطرف طرفك طرفهم نم ٤٠ قبل أن يرتد إليك طرفك ابر ٤٣ لا يرتد إليهم طرفهم طرفا طرفى عمر ١٢٧ ليقطع طرفا من الذين هد ١١٥ وأقم الصلاة طرفى النهار أطراف أطرافها طه ١٣٠ فسبح وأطراف النهار عد ٤٣ ننقصها من أطرافها (ان ٤٤) طرق الطارق طق ١ والسماء والطارق- ٢ وما أدراك ما الطارق طريق طريقا حق ٣٠ وإلى طريق مستقيم نسا ١٦٧ ولا ليهديهم طريقا- ١٦٨ إلا طريق جهنم
له مطلبا الطالب المطلوب حج ٧٣ ضعف الطالب والمطلوب طلح طلح قع ٢٩ وطلح منضود طلع طلعت تطلع يطلعكم كه ١٧ إذا طلعت تزاور- ٩١ وجدها تطلع على قوم عمر ١٧٩ ليطلعكم على الغيب أطلع اطلعت مر ٧٩ أطلع الغيب أم اتخذ صا ٥٥ فاطلع فرآه فى سواء كه ١٨ لو اطّلعت عليهم تطلع أطّلع ما ١٤ ولا تزال تطّلع هم ٧ التى تطّلع على الأفئدة قص ٣٨ لعلى أطلع إلى إله موسى مم ٣٧ فاطّلع إلى إله موسى طلع طلعها ق ١٠ لها طلع نضيد
٢٨ ولا تطع من أغفلنا قلبه فر ٥٢ فلا تطع الكافرين (حب ١ و ٤٨) ن ٨ فلا تطع المكذّبين- ١٠ ولا تطع كل حلّاف هر ٢٤ ولا تطع منهم آثما يطعيون تطيعوا بة ٧٢ ويطيعون الله عمر ١٠٠ إن تطيعوا فريقا- ١٤٩ إن تطيعوا الذين كفروا شع ١٥١ ولا تطيعوا أمر المسرفين فر ١٦ فإن تطيعوا يؤتكم رات ١٤ وإن تطيعوا الله نطيع يطعكم حشر ١١ ولا نطيع فيكم أحدا رات ٧ لو يطيعكم فى كثير من الأمر تطعه تطعهما عق ١٩ كلّا لا تطعه عك ٨ فلا تطعهما إلىّ مرجعكم لق ١٥ فلا تطعهما وصاحبهما تطيعوه نطيعكم ور ٥٤ وإن تطيعوه تهتدوا محمد ٢٦ سنطيعكم فى بعض الأمر أطيعوا عمر ٣٢ و ١٣٢ أطيعوا الله والرسول نسا ٥٨ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول (ما ٩٥ ور ٥٤ محمد ٢٣ تغ ١٢) نف ١ و ٢٠ و ٤٧ وأطيعوا الله ورسوله (مجا ١٣) طه ٩٠ فاتبعونى وأطيعوا أمرى ور ٥٦ وأطيعوا الرسول لعلكم تغ ١٦ واسمعوا وأطيعوا أطعن أطيعون حب ٢٣ وأطعن الله ورسوله عمر ٥٠ فاتقوا الله وأطيعون (شع ١٠٨ و ١١٠ و ١٢٦ و ١٣١ و ١٤٤ و ١٥٠ و ١٦٣ ١٧٩٠ رف ٦٣) ح ٣ واتقوه وأطيعون يطاع تطوّع مم ١٨ ولا شفيع يطاع نسا ٦٣ إلا ليطاع بإذن الله بق ١٥٨ و ١٨٤ ومن تطوّع خيرا استطاع استطعت عمر ٩٧ من استطاع إليه سبيلا نعم ٣٥ فإن استطعت أن تبتغى سر ٦٤ واستفزز من استطعت هد ٨٧ الإصلاح ما استطعت استطاعوا اسطاعوا بق ٢١٧ عن دينكم إن استطاعوا كه ٩٨ فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقيّا يس ٦٧ فما استطاعوا مضيّا يا ٤٥ فما استطاعوا من قيام استطعتم استطعنا نف ٦١ أعدوا لهم ما استطعتم يو ٣٨ وادعوا من استطعتم (هد ١٣) حما ٣٣ إن استطعتم أن تنفذوا تغ ١٦ فاتقوا الله ما استطعتم بة ٤٣ لو استطعنا لخرجنا يستطيع يستطع بق ٢٨٢ أو لا يستطيع أن يملّ ما ١١٥ هل يستطيع ربك
طبن لكم عن شىء زم ٧٣ طبتم فادخلوها خالدين طوبى عد ٣١ طوبى لهم طيّبا الطيب بق ١٦٨ حلالا طيبا (ما ٩١ نف ٦٩ نح ١١٤) نسا ٤٢ فتيمموا صعيدا طيبا (ما ٧) ما ١٠٣ الخبيث والطيب عف ٥٧ والبلد الطيب يخرج فط ١٠ يصعد الكلم الطيب عمر ١٧٩ الخبيث من الطيب (نف ٣٨) نسا ٢ ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب حج ٢٤ وهدوا إلى الطيب طيبين الطيبون الطيبين نح ٣٢ تتوفاهم الملائكة طيبين ور ٢٦ للطيبين والطيبون طيبة طيبات سب ١٥ بلدة طيبة وربّ غفور يو ٢٢ وجرين بهم بريح طيبة ابر ٥٤ كلمة طيبة كشجرة طيبة عمر ٣٨ من لدنك ذرية طيبة بة ٧٣ ومساكن طيبة (صف ١٢) نح ٩٧ فلنحيينه حياة طيبة ور ٦١ مباركة طيبة بق ٥٧ و ١٧٢ من طيبات ما رزقناكم (عف ١٥٩ طه ٨١) - ٢٦٧ من طيبات ما كسبتم نسا ١٥٨ حرّمنا عليهم طيّبات ما ٩٠ لا تحرموا طيبات ما أحلّ الله الطيبات طيباتكم ما ٥ و ٦ أحلّ لكم الطيبات ور ٢٦ والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات عف ٣١ والطيبات من الرزق- ١٥٦ ويحل لهم الطيبات نف ٢٦ ورزقكم من الطيبات (نح ٧٢ مم ٦٤) يو ٩٣ ورزقناكم من الطيبات (سر ٧٠ جا ١١٥)
باب الظاء
ظعن ظعنكم نح ٨٠ تستخفونها يوم ظعنكم ظفر أظفركم ظفر فتح ٢٤ من بعد أن أظفركم نعم ١٤٦ حرّمنا كل ذى ظفر ظلل ظلّ ظلت نح ٥٨ ظل وجهه مسودّا (رف ١٧) شع ٤ فظلت أعناقهم لها ظلت ظلوا ظلتم طه ٩٧ الذى ظلت عليه جر ١٤ فظلوا فيه يعرجون روم ٥١ لظلوا من بعده يكفرون قع ٦٥ فظلتم تفكهون يظللن نظلّ ظللنا شو ٣٣ فيظللن رواكد شع ٧٢ فنظل لها عاكفين بق ٥٧ وظللنا عليكم الغمام عف ١٥٩ وظللنا عليهم الغمام ظلّ ظلّا الظلّ قع ٣٠ وظل ممدود- ٤٣ وظلّ من يحموم سلا ٥٦ وندخلهم ظلّا فط ٢١ ولا الظل ولا الحرور قص ٢٤ ثم تولى إلى الظل فر ٤٥ كيف مد الظل ظلها ظلال ظلالا عد ٣٧ أكلها دائم وظلها يس ٥٦ هم وأزواجهم فى ظلال سلا ٤١ إن المتقين فى ظلال نح ٨١ جعل لكم مما خلق ظلالا ظلاله ظلالها ظلالهم نح ٤٨ يتفيئوا ظلاله عن اليمين هر ١٤ ودانية عليهم ظلالها عد ١٦ وظلالهم بالغدو ظلة الظلة عف ١٧٠ فوقهم كأنّه ظلّة شع ١٨٩ عذاب يوم الظلّة ظلل الظلل زم ١٦ لهم من فوقهم ظلل- ومن تحتهم ظلل بق ٢١٠ فى ظلل من الغمام لق ٣٢ وإذا غشيهم موج كالظلل ظليل ظليلا سلا ٣١ لا ظليل ولا يغنى نسا ٥٦ وندخلهم ظلا ظليلا ظلم ظلم ظلمت بق ٢٣١ فقد ظلم نفسه (ظل ١) كه ٨٨ قال أما من ظلم نم ١١ إلا من ظلم ثم بدل يو ٥٤ ولو أن لكل نفس ظلمت نم ٤٤ رب إنى ظلمت نفسى (قص ١٦) ظلموا بق ٥٩ فبدل الذين ظلموا- فأنزلنا على الذين ظلموا- ١٥٠ إلا الذين ظلموا منهم (عك ٤٦) - ١٦٥ ولو يرى الذين ظلموا عمر ١١٧ حرث قوم ظلموا- ١٣٥ فاحشة أو ظلموا نسا ٦٣ ولو أنهم إذ ظلموا- ١٦٧ الذين كفروا وظلموا نعم ٤٥ دابر القوم الذين ظلموا
وما الله يريد ظلما (مم ٣١) نسا ٩ أموال اليتامى ظلما- ٢٩ ذلك عدوانا وظلما طه ١١١ وقد خاب من حمل ظلما- ١١٢ فلا يخاف ظلما فر ٤ فقد جاءوا ظلما وزورا نم ١٤ واستيقنتها أنفسهم ظلما ظلمه ظلمهم ما ٤٢ فمن تاب من بعد ظلمه شو ٤١ ولمن انتصر من بعد ظلمه نسا ١٥٢ فأخذتهم الصاعقة بظلمهم عد ٧ للناس على ظلمهم نح ٦١ البأس بظلمهم ظالم الظالم ودخل جنته وهو ظالم فط ٣٢ فمنهم ظالم لنفسه صا ١١٣ وظالم لنفسه مبين فر ٢٧ ويوم يعض الظالم على يديه نسا ٧٤ القرية الظالم أهلها ظالمون ظالمين بق ٥١ و ٩٢ وأنتم ظالمون عمر ١٢٨ أو يعذبهم فإنهم ظالمون سف ٧٩ إنّا إذا لظالمون نح ١١٣ والعذاب هم ظالمون مو ١٠٨ فإن عدنا فإنا ظالمون قص ٥٩ إلا وأهلها ظالمون عك ١٤ الطوفان وهم ظالمون عف ٤ إنا كنّا ظالمين (ان ١٤ و ٤٦ ن ٢٩) - ١٤٧ اتخذوه وكانوا ظالمين نف ٥٥ وكلّ كانوا ظالمين جر ٧٨ أصحاب الأيكة لظالمين ان ٩٧ بل كنّا ظالمين شع ٢٠٩ ذكرى وما كنا ظالمين عك ٣١ إن أهلها كانوا ظالمين الظالمون الظالمين بق ٢٢٩ فأولئك هم الظالمون (عمر ٩٤ ما ٤٨ ية ٢٤ رات ١١ مت ٩) - ٢٥٤ والكافرون هم الظالمون نعم ٢١ و ١٣٥ إنه لا يفلح الظالمون (سف ٢٤٣ قص ٣٧) - ٤٧ إلا القوم الظالمون- ٩٣ إذ الظالمون فى غمرات ابر ٤٢ غافلا عما يعمل الظالمون سر ٤٧ إذ يقول الظالمون- ٩٩ فأبى الظالمون إلا كفورا مر ٣٨ لكن الظالمون اليوم ان ٦٤ إنكم أنتم الظالمون ور ٥٠ بل أولئك هم الظالمون فر ٨ وقال الظالمون إن عك ٤٩ بآياتنا إلا الظالمون لق ١١ بل الظالمون فى ضلال سب ٣١ إذ الظالمون موقوفون فط ٤٠ بل إن يعد الظالمون بعضهم شو ٨ والظالمون ما لهم من ولى بق ٣٥ فتكونا من الظالمين (عف ١٨) - ٩٥ و ٢٤٦ والله عليم بالظالمين (بة ٤٨ جع ٧) - ١٢٤ لا ينال عهدى الظالمين- ١٤٥ إنك إذا لمن الظالمين- ١٩٣ إلا على الظالمين- ٢٥٨ لا يهدى القوم الظالمين (عمر ٨٦ ما ٥٤ نعم ١٤٤ بة ٢٠ و ١١٠ قص ٥٠ حق ١٠ صف ٧ جع ٥) - ٢٧٠ وما للظالمين من أنصار (عمر ١٩٢ ما ٧٥) عمر ٥٧ و ١٤٠ والله لا يحب الظالمين- ١٥١ وبئس مثوى الظالمين ما ٣٢ وذلك جزاء الظالمين- ١١٠ إنّا إذا لمن الظالمين نعم ٢٣ ولكن الظالمين بآيات الله- ٥٢ فتكون من الظالمين- ٥٨ والله أعلم بالظالمين- ٦٨ مع القوم الظالمين (عف ٤٦ و ١٤٩)
ومن أظلم ممن افترى (عف ٣٦ يو ١٧ هد ١٨ كه ١٥ عك ٦٨ صف ٧) - ١٥٧ فمن أظلم ممن كذّب كه ٥٨ ومن أظلم ممن ذكر (سج ٢٢) زم ٣٢ فمن أظلم ممن كذّب نجم ٥٢ كانوا هم أظلم وأطغى
الأرض صف ١٤ فأصبحوا ظاهرين ظاهرة ظهير ظهيرا لق ٢٠ نعمه ظاهرة وباطنة سب ١٨ قرى ظاهرة وقدّرنا فيها تحر ٤ بعد ذلك ظهير سب ٢٢ وما له من ظهير سر ٨٨ بعضهم لبعض ظهيرا فر ٥٥ وكان الكافر على ربه ظهيرا قص ١٧ فلن أكون ظهيرا- ٨٦ فلا تكوننّ ظهيرا الظهيرة ظهريّا ور ٥٨ ثيابكم من الظهيرة هد ٩٢ واتخذتموه وراءكم ظهريّا
باب العين
عبأ يعبأ فر ٧٧ قل ما يعبأ بكم ربى عبث تعبثون عبثا شع ١٢٨ بكل ريع آية تعبثون مو ١١٦ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا عبد عبد عبدتم عابد ما ٦٣ وعبد الطاغوت كا ٤ ولا أنا عابد ما عبدتم عبدنا عبدناهم نح ٣٥ ما عبدنا من دونه رف ٢٠ لو شاء الله ما عبدناهم يعبد تعبد عف ٦٩ ونذر ما كان يعبد هد ٦٢ أن نعبد ما يعبد آباؤنا- ٨٦ أن نترك ما يعبد آباؤنا- ١١٠ مما يعبد هؤلاء- كما يعبد آباؤهم ابر ١٠ عما كان يعبد آباؤنا حج ١١ يعبد الله على حرف سب ٤٣ عما كان يعبد آباؤكم مر ٤٢ لم تعبد ما لا يسمع نم ٤٣ وصدها ما كانت تعبد مر ٤٤ يا آيت لا تعبد الشيطان أعبد يو ١٠٤ فلا أعبد الذين- ولكن أعبد الله يس ٢٢ وما لى لا أعبد زم ١٤ قل الله أعبد- ٦٤ أفغير الله تأمرونى أعبد كا ٢ لا أعبد ما تعبدون- ٣ و ٥ ولا أنتم عابدون ما أعبد نعم ٥٦ نهيت أن أعبد الذين (مم ٦٦) عد ٣٨ أمرت أن أعبد الله (زم ١١) نم ٩١ أمرت أن أعبد رب هذه يعبدون يعبدوا يو ١٨ ويعبدون من دون الله (نح ٧٣ حج ٧١ فر ٥٥) هد ١١٠ ما يعبدون إلا كما كه ١٦ وما يعبدون إلا الله مر ٩٤ فلما اعتزلهم وما يعبدون فر ١٧ يحشرهم وما يعبدون قص ٦٣ ما كانوا إيانا يعبدون سب ٤٠ إياكم كانوا يعبدون- ٤١ بل كانوا يعبدون الجن صا ٢٢ وأزواجهم وما كانوا يعبدون بة ٣٢ إلا ليعبدوا إلها واحدا بن ٥ إلا ليعبدوا الله قش ٣ فليعبدوا رب هذا البيت تعبدون تعبدوا بق ٨٣ لا تعبدون إلا الله- ١٣٣ ما تعبدون من بعدى- ١٧٢ إن كنتم إياه تعبدون (نح ١١٤ حس ٣٧) ما ٧٩ أتعبدون من دون الله يو ٢٨ ما كنتم إيانا تعبدون- ١٠٤ فلا أعبد الذين تعبدون سف ٤٠ ما تعبدون من دونه إلا ان ٦٦ أفتعبدون من دون الله- ٦٧ أف لكم ولما تعبدون- ٩٨ إنكم وما تعبدون (صا ١٦١) شع ٧١ وقومه ما تعبدون- ٧٥ أفرأيتم ما كنتم تعبدون
٥ بعثنا عليكم عبادا لنا العباد العبيد بق ٢٠٧ والله رءوف بالعباد (عمر ٣٠) عمر ١٥ و ٢٠ والله بصير بالعباد يس ٣٠ يا حسرة على العباد مم ٣١ وما الله يريد ظلما للعباد- ٤٤ إن الله بصير بالعباد- ٤٨ قد حكم بين العباد ق ١١ رزقا للعباد وأحيينا عمر ١٨٢ ليس بظّلام للعبيد (نف ٥٢ حج ١٠) حس ٤٦ وما ربك بظلام للعبيد ق ٢٩ وما أنا بظلام للعبيد عبده عبدنا سر ١ سبحان الذى أسرى بعبده كه ١ أنزل على عبده الكتاب مر ١ نزل الفرقان على عبده نجم ١٠ فأوحى إلى عبده ما أوحى حد ٩ ينزل على عبده آيات مر ١ ذكر رحمة ربك عبده زم ٣٦ أليس الله بكاف عبده بق ٢٣ مما نزّلنا على عبدنا نف ٤١ وما أنزلنا على عبدنا ص ١٧ واذكر عبدنا داود- ٤١ واذكر عبدنا أيوب قمر ٩ فكذبوا عبدنا عباد عبادى زم ١٠ يا عباد الذين آمنوا- ١٦ يا عباد فاتقون- ١٧ فبشر عباد رف ٦٨ يا عباد لا خوف عليكم بق ١٨٦ وإذا سألك عبادى عنى ابر ٣١ قل لعبادى الذين آمنوا جر ٤٢ إن عبادى ليس لك عليهم (سر ٦٥) - ٤٩ نبىء عبادى انى انا الغفور سر ٥٣ وقل لعبادى يقولوا التى كه ١٠٣ أن يتخذوا عبادى طه ٧٧ أن أسر بعبادى (شع ٥٣) ان ١٥٥ يرثها عبادى الصالحون مو ١١٠ إنه كان فريق من عبادى فر ١٧ ء أنتم أضللتم عبادى عك ٥٦ يا عبادى الذين آمنوا سب ١٣ وقليل من عبادى الشكور زم ٥٣ قل يا عبادى الذين دخ ٢٣ فأسر بعبادى ليلا فجر ٢٩ فادخلى فى عبادى عبادك عباده ما ١٢١ إن تعذبهم فإنهم عبادك نسا ١١٧ لأتخذن من عبادك نم ١٩ فى عبادك الصالحين زم ٤٦ أنت تحكم بين عبادك جر ٤٠ إلا عبادك منهم المخلصين (ص ٨٣) ح ٢٧ إن تذرهم يضلوا عبادك بق ٩٠ على من يشاء من عباده (ابر ١١ نح ٢ مم ١٥) نعم ١٨ و ٦١ وهو القاهر فوق عباده- ٨٨ يهدى به من يشاء من عباده عف ٣١ التى أخرج لعباده- ١٢٧ يورثها من يشاء عن عباده (شو ٢٥) يو ١٠٧ يصيب به من يشاء من عباده سر ١٧ بذنوب عباده خبيرا (فر ٥٨) - ٣٠ و ٩٦ إنه كان بعباده خبيرا نم ١٥ على كثير من عباده- ٥٩ وسلام على عباده (عك ٦٢ سب ٣٩) روم ٤٨ فإذا أصاب به من يشاء من عباده فط ٢٨ إنما يخشى الله من عباده العلماء- ٣١ إن الله بعباده لخبير- ٤٥ كان بعباده بصيرا زم ٧ ولا يرضى لعباده الكفر مم ٨٥ التى قد خلت فى عباده شو ١٩ الله لطيف بعباده
عتوّا طل ٨ عتت من أمر ربها عف ٧٦ وعتوا عن أمر ربهم (يا ٤٤) - ١٦٥ فلما عتوا عن ما نهوا عنه فر ٢١ وعتوا عتوّا كبيرا عتوّ عتيا عاتية ملك ٢١ فى عتوّ ونفور مر ٧ وقد بلغت من الكبر عتيّا- ٦٩ أشد على الرحمن عتيّا قة ٦ بريح صرصر عاتية عثر عثر اعثرنا ما ١١٠ فإن عثر على أنّهما استحقا كه ٢١ وكذلك أعثرنا عليهم عثو تعثوا بق ٦٠ ولا تعثوا فى الأرض مفسدين (عف ٧٣ هد ٨٤ شع ١٨٣ عك ٣٦) عجب عجبت عجبوا عجبتم صا ١٢ بل عجبت ويسخرون ص ٤ وعجبوا أن جاءهم منذر منهم (ق ٢) عف ٦٢ و ٦٨ أو عجبتم أن جاءكم ذكر تعجب تعجبين تعجبون عد ٥ وإن تعجب فعجب قولهم هد ٧٣ أتعجبين من أمر الله نجم ٥٩ أفمن هذا الحديث تعجبون أعجب أعجبك حد ٢٠ أعجب الكفار نباته ما ١٠٣ ولو أعجبك كثرة حب ٥٢ ولو أعجبك حسنهن أعجبكم أعجبتكم بق ٢٢١ مشركة ولو أعجبتكم- مشرك ولو أعجبكم بة ٢٦ إذ أعجبتكم كثرتكم يعجب يعجبك تعجبك فتح ٢٩ يعجب الزرّاع بق ٢٠٤ من يعجبك قوله منا ٤ تعجبك أجسامهم بة ٥٦ و ٨٦ فلا تعجبك أموالهم عجب عجبا عد ٥ فعجب قولهم ءإذا كنا يو ٢ أكان للناس عجبا كه ٩ كانوا من آياتنا عجبا- ٦٤ سبيله فى البحر عجبا جن ١ سمعنا قرآنا عجبا عجاب عجيب ص ٥ إن هذا لشىء عجاب هد ٧٢ إن هذا لشىء عجيب ق ٢ هذا شىء عجيب عجز عجزت يعجزون ما ٣٤ أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب نف ٦٠ إنهم لا يعجزون يعجز يعجزه نعجزه جن ١٢ أن لن نعجز الله- ولن نعجزه هربا فط ٤٤ وما كان الله ليعجزه عجوز عجوزا هد ٧٢ ءألد وأنا عجوز يا ٢٩ وقالت عجوز عقيم
- ٩٥ وعدّهم عدّا مو ١١٤ فاسأل العادّين عدد عددا يو ٥ لتعلموا عدد السنين (سر ١٢) كه ١١ فى الكهف سنين عددّا مو ١١٣ فى الأرض عدد سنين جن ٢٤ وأقل عددا- ٢٨ وأحصى كل شىء عددا عدّة العدّة بق ١٨٤ و ١٨٥ فعدّة من أيام أخر حب ٤٩ فما لكم عليهن من عدّة بة ٣٧ إن عدّة الشهور عند الله بة ٣٨ ليواطئوا عدة ما حرم- ٤٧ لأعدّوا له عدّة بق ١٨٥ ولتكملوا العدة طل ١ وأحصوا العدّة عدتهنّ عدّتهم طل ٤ فعدّتهن ثلاثة أشهر- ١ فطلقوهنّ لعدتهنّ كه ٢٣ ربى أعلم بعدّتهم مد ٣١ وما جعلنا عدّتهم إلا فتنة معدود معدودة معدودات هد ١٠٥ إلا لأجل معدود- ٨ العذاب إلى أمة معدودة سف ٨٠ إلا أيّاما معدودة- ١٨٤ أياما معدودات (عمر ٢٤) - ٢٠٣ فى أيام معدودات عدس عدسها بق ٦١ وفومها وعدسها عدل عدلك تعدل أعدل نفط ٧ فسوّاك فعدّلك نعم ٧٠ وإن تعدل كل عدل شو ١٥ وأمرت لأعدل بينكم
قلوب المعتدين عذب عذّب عذّبنا بة ٢٧ وعذّب الذين كفروا فتح ٢٥ لعذّبنا الذين كفروا عذّبهم عذّبناها حشر ٣ لعذّبهم فى الدنيا طل ٨ وعذّبناها عذابا نكرا يعذّب تعذّب بق ٢٨٤ ويعذّب من يشاء (عمر ١٢٩ ما ٢٠ و ٤٣ عك ٢١) فجر ٢٥ فيومئذ لا يعذّب عذابه حب ٢٤ ويعذب المنافقين إن شاء- ٧٣ ليعذّب الله المنافقين فتح ٦ ويعذب المنافقين والمنافقات كه ٨٧ إما أن تعذب وإما نعذّب يعذّبه بة ٦٧ نعذب طائفة كه ٨٨ ثم يردّ إلى ربه فيعذبه شية ٢٤ فيعذبه الله فتح ١٧ ومن يتولّ يعذبه يعذّبنا يعذّبكم مجا ٨ لولا يعذبنا الله ما ٢٠ فلم يعذبكم بذنوبكم بة ٤٠ ألا تنفروا يعذبكم سر ٥٤ أو إن يشأ يعذبكم فتح ١٦ من قبل يعذبكم يعذّبهم تعذّبهم نسا ١٧٢ فيعذبهم عذابا أليما بة ١٠٧ إما يعذبهم وإما يتوب عمر ١٢٨ أو يتوب عليهم أو يعذبهم نف ٣٣ وما كان الله ليعذبهم- ٣٤ وما لهم ألا يعذبهم الله بة ٥٦ إنما يريد الله ليعذبهم- ٨٦ إنما يريد الله أن يعذبهم- ١٥ قاتلوهم يعذبهم الله
يعرضوا نسا ١٣٤ وإن تلووا أو تعرضوا بة ٩٦ لتعرضوا عنهم أعرض أعرضوا نسا ٦٢ فأعرض عنهم وعظهم- ٨٠ فأعرض عنهم وتوكل ما ٤٥ أو أعرض عنهم نعم ٦٨ فأعرض عنهم حتى- ١٠٦ وأعرض عن المشركين (جر ٩٤) عف ١٩٨ وأعرض عن الجاهلين هد ٧٦ يا إبراهيم أعرض عن هذا سف ٢٩ يوسف أعرض عن هذا سج ٣٠ فأعرض عنهم وانتظر نجم ٢٩ فأعرض عن من تولى نسا ٢٠ وأصلحا فأعرضوا عنهما بة ٩٦ فأعرضوا عنهم إنّهم يعرض يعرضون تعرضون حق ٢٠ و ٣٤ ويوم يعرض الذين كفروا على النار هد ١٨ يعرضون على ربهم
حكيم (ما ٤١ نف ٦٧ بة ٤١) عمر ٤ والله عزيز ذو انتقام (ما ٩٨) نف ٦٣ إنه عزيز حكيم بة ١٢٩ عزيز عليه ما عنتم ابر ٤٧ إن الله عزيز ذو انتقام حج ٤٠ و ٧٤ إن الله لقوى عزيز فط ٢٨ إن الله عزيز غفور حس ٤١ وإنه لكتاب عزيز حد ٢٥ إن الله قوىّ عزيز (مجا ٢١) هد ٩١ وما أنت علينا بعزيز ابر ٢٠ وما ذلك على الله بعزيز (فط ١٧) زم ٣٧ أليس الله بعزيز قمر ٤٢ فأخذناهم أخذ عزيز نسا ٥٦ إن الله كان عزيزا- ١٥٦ و ١٦٤ وكان الله عزيزا حكيما (فتح ٧ و ١٩) حب ٢٥ وكان الله قويّا عزيزا فتح ٣ وينصرك الله نصرا عزيزا العزيز «مرفوعا» بق ١٢٩ إنك أنت العزيز الحكيم (ما ١٢١ مم ٨ مت ٥) عمر ٦ و ١٨ إلا هو العزيز الحكيم- ٦٢ وإن الله لهو العزيز هد ٦٦ هو القوىّ العزيز (شو ٩) سف ٧٨ و ٨٨ قالوا يا أيها العزيز ابر ٤ وهو العزيز الحكيم (نح ٦٠ عك ٢٦ و ٤٢ روم ٢٧ لق ٩ فط ٢ جا ٣٦ حد ١ حشر ١ و ٢٤ صف ١ جع ٣) شع ٩ و ٦٩ و ١٠٤ و ١٢٢ و ١٤٠ و ١٥٩ و ١٧٥ و ١٩١ وإن ربك لهو العزيز الرحيم نم ٩ أنا الله العزيز الحكيم- ٧٨ بحكمه وهو العزيز روم ٥ وهو العزيز الرحيم (دخ ٤٢) سج ٦ والشهادة العزيز الرحيم سب ٢٧ بل هو الله العزيز ص ٦٦ وما بينهما العزيز الغفار زم ٥ ألا وهو العزيز الغفار شو ٣ من قبلك الله العزيز رف ٩ خلقهن العزيز العليم دخ ٤٩ إنك أنت العزيز الكريم حشر ٢٣ العزيز الجبار المتكبر تغ ١٨ والشهادة العزيز الحكيم ملك ٢ وهو العزيز الغفور «مخفوضا» عمر ١٢٦ إلا من عند الله العزيز نعم ٩٦ ذلك تقدير العزيز العليم (يس ٣٨ حس ١٢) ابر ١ إلى صراط العزيز (سب ٦) شع ٢١٧ وتوكل على العزيز عك ٢٦ إنه هو العزيز الحكيم يس ٥ تنزيل العزيز الرحيم ص ٩ خزائن رحمة ربك العزيز زم ١ من الله العزيز الحكيم- (جا ١ حق ٢) مم ٢ من الله العزيز العليم- ٤٢ وأنا أدعوكم إلى العزيز حشر ٢٥ وهو العزيز الحكيم جع ١ القدوس العزيز الحكيم بر ٨ إلا أن يؤمنوا بالله العزيز أعز الأعز هد ٩٢ أرهطى أعز عليكم من الله كه ٣٥ أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا منا ٨ الأعز منها الأذل أعزة ما ٥٧ أعزة على الكافرين نم ٣٤ وجعلوا أعزة أهلها أذلة عزل عزلت اعتزلهم حب ٥١ ومن ابتغيت ممن عزلت مر ٤٩ فلما اعتزلهم وما يعبدون
روم ١٨ وعشيّا وحين تظهرون مم ٤٦ غدوّا وعشيّا عمر ٤١ بالعشىّ والإبكار (مم ٥٥) نعم ٥٢ بالغداة والعشى (كه ٢٨) ص ١٨ بالعشى والإشراق- ٣١ إذ عرض عليه بالعشى عشية عت ٤٦ لم يلبثوا إلا عشية عصب عصبة العصبة سف ٨ و ١٤ ونحن عصبة ور ١١ عصبة منكم قص ٧٦ لتنوء بالعصبة عصيب هد ٧٧ هذا يوم عصيب عصر أعصر يعصرون سف ٣٦ إنى أرانى أعصر خمرا- ٤٩ وفيه يعصرون العصر إعصار معصرات عصر ١ والعصر بق ٢٦٦ فأصابها إعصار عم ١٤ من المعصرات ماء عصف عصف عصفا العاصفات فى ٥ فجعلهم كعصف مأكول سلا ٢ فالعاصفات عصفا العصف عاصف عاصفة حما ١٢ والحب ذو العصف يو ٢٢ جاءتهما ريح عاصف ابر ١٨ فى يوم عاصف ان ٨١ ولسليمن الريح عاصفة عصم يعصمنى يعصمك يعصمكم هد ٤٣ يعصمنى من الماء ما ٧٠ والله يعصمك من الناس حب ١٧ من ذا الذى يعصمكم اعتصموا يعتصم نسا ١٤٥ واعتصموا بالله- ١٧٤ آمنوا بالله واعتصموا به عمر ١٠١ ومن يعتصم بالله فقد اعتصموا استعصم عمر ١٠٣ واعتصموا بحبل الله حج ٧٨ واعتصموا بالله سف ٣٢ عن نفسه فاستعصم عاصم عصم يو ٢٧ ما لهم من الله من عاصم مم ٣٣ ما لكم من الله من عاصم هد ٤٣ قال لا عاصم اليوم
١٥ والله عنده أجر عظيم «مخفوضا» عمر ١٧٤ والله ذو فضل عظيم نعم ١٥ عذاب يوم عظيم (عف ٥٨ يو ١٥ شع ١٣٥ و ١٨٩ زم ١٣ حق ٢١) عف ١١٥ وجاءوا بسحر عظيم بة ١٠٢ ثم يردون إلى عذاب عظيم مر ٣٧ من مشهد يوم عظيم شع ١٥٦ فيأخذكم عذاب يوم عظيم قص ٧٩ إنه لذو حظ عظيم صا ١٠٧ وفديناه بذبح عظيم حس ٣٤ إلا ذو حظ عظيم رف ٣١ على رجل من القريتين عظيم ن ٤ وإنك لعلى خلق عظيم طف ٥ ليوم عظيم «منصوبا» نسا ٢٦ أن تميلوا ميلا عظيما- ٣٩ ويؤت من لدنه أجرا عظيما- ٤٧ فقد افترى إثما عظيما- ٥٣ وآتيناهم ملكا عظيما- ٦٦ من لدنّا أجرا عظيما- ٧٢ فأفوز فوزا عظيما- ٧٣ و ١١٣ فسوف نؤتيه أجرا عظيما- ٩٢ وأعدّ له عذابا عظيما
١٠٩ كيف كان عاقبة الذين (روم ٩ وطد فط ٤٤ مم ٢١ و ٨٢ محمد ١٠) حج ٤١ ولله عاقبة الأمور نم ٥١ كيف كان عاقبة مكرهم قص ٣٧ ومن تكون له عاقبة الدار لق ٢٢ وإلى الله عاقبة الأمور طل ٩ وكان عاقبة أمرها خسرا روم ١٠ ثم كان عاقبة الذين العاقبة عاقبتهما عف ١٢٧ والعاقبة للمتقين (قص ٨٣)
٦ ويعلم مستقرها عد ٩ يعلم ما تحمل كل أنثى- ٢١ أفمن يعلم أنما أنزل- ٣٥ أم تنبؤنه بما لا يعلم- ٤٤ يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار نح ١٩ يعلم ما تسرون (تغ ٤) - ٩١ يعلم ما تفعلون (شو ٢٥) طه ٧ يعلم السر وأخفى ان ٤ يعلم القول فى السماء
و٥ كلا سيعلمون نفط ١٢ يعلمون ما تفعلون يعلموا بة ٦٤ ألم يعلموا أنه من يحادد بة ٧٩ و ١٠٥ ألم يعلموا أن الله- ٩٨ وأجدر ألّا يعلموا ابر ٥٢ وليعلموا أنما هو الله كه ٢١ ليعلموا أن وعد الله حق زم ٥٢ أو لم يعلموا أن الله تعلمون بق ٢٢ أندادا وأنتم تعلمون- ٣٠ إنى أعلم ما لا تعلمون- ٤٢ الحقّ وأنتم تعلمون (عمر ٧١) - ٨٠ و ١٦٩ على الله ما لا تعلمون (عف ٢٧ و ٣٢ يو ٦٨) - ١٥١ و ٢٣٩ ما لم تكونوا تعلمون- ١٨٤ و ٢٨٠ إن كنتم تعلمون (نعم ٨١ بة ٤٢ نح ٩٥ مو ٨٥ و ٨٩ عك ١٦ صف ١١ جع ٩) - ١٨٨ بالإثم وأنتم تعلمون- ٢١٦ و ٢٢٢ يعلم وأنتم لا تعلمون (عمر ٦٦ نح ٧٤ ور ١٩) نعم ٦٧ مستقرّ وسوف تعلمون- ١٣٥ فسوف تعلمون من تكون له عف ٣٧ لكلّ ضعف ولكن لا تعلمون- ٦١ وأعلم من الله ما لا تعلمون (سف ٨٦ و ٩٦)
أحد عمر ٧٩ بما كنتم تعلّمون رات ١٦ أتعلّمون الله بدينكم يعلمك يعلمه سف ٦ ويعلّمك من تأويل عمر ٤٨ ويعلّمه الكتاب نح ١٠٣ إنما يعلّمه بشر يعلمكم يعلمهم بق ١٥١ ويعلّمكم الكتاب والحكمة ويعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون- ٢٨٢ ويعلّمكم الله- ١٢٩ ويعلّمكم الكتاب (جع ١٦٤ جع ٢) تعلمن تعلمونهن نعلمه كه ٦٧ هل أتبعك على أن تعلّمن ما ٥ تعلّمونهن مما علّمكم الله سف ٢١ ولنعلّمه من تأويل علمت علمتم علمنا كه ٦٧ مما علمت رشدا نعم ٩١ وعلّمتم ما لم تعلموا نم ١٦ علّمنا منطق الطير يتعلمون بق ١٠٢ فيتعلّمون منهما- ويتعلّمون ما يضرّهم علم «مرفوعا» عمر ٦٦ فيما لكم به علم- فيما ليس لكم به علم هد ٤٦ ما ليس لك به علم (سر ٣٦ عك ٨ لق ٥) - ٤٧ ما ليس لى به علم (مم ٤٢) عد ٤٥ ومن عنده علم الكتاب حج ٧١ وما ليس لهم به علم ور ١٥ ما ليس لكم به علم نم ٤٠ الذى عنده علم لق ٣٤ عنده علم الساعة (رف ٨٥) حس ٤٧ إليه يرد علم الساعة رف ٦١ وإنه لعلم الساعة نجم ٣٥ أعنده علم الغيب «مخفوضا» نسا ١٥٦ ما لهم به من علم نعم ١٠٠ وبنات بغير علم- ١٠٨ عدوا بغير علم- ١١٩ بأهوائهم بغير علم- ١٤٠ سفها بغير علم
باركنا فيها للعالمين- ٩١ وابنها آية للعالمين- ١٠٣ إلا رحمة للعالمين فر ١ ليكون للعالمين نذيرا شع ١٦ أنّا رسول رب العالمين- ٢٣ وما رب العالمين- ٧٧ إلا رب العالمين- ٩٨ إذ نسوّيكم برب العالمين- ١٠٩ و ١٢٧ و ١٤٥ و ١٦٤ و ١٨٠ إلّا على رب العالمين- ١٦٥ الذكران من العالمين نم ٨ وسبحان الله رب العالمين- ٤٤ مع سليمان لله رب العالمين قص ٣٠ أنا الله رب العالمين عك ٦ إن الله لغنىّ عن العالمين- ١٠ بما فى صدور العالمين- ١٥ فى ذلك لآيات للعالمين صا ٧٩ على نوح فى العالمين- ٨٧ فما ظنكم برب العالمين مم ٦٦ أن أسلم لرب العالمين حس ٩ ذلك رب العالمين رف ٤٦ إنى رسول رب العالمين دخ ٣٢ على علم على العالمين جا ١٥ وفضّلناهم على العالمين- ٣٥ وربّ الأرض ربّ العالمين قع ٨٠ تنزيل من رب العالمين (قة ٤٣) ن ٥٢ إلا ذكر للعالمين تك ٢٩ أن يشاء الله رب العالمين طف ٦ يقوم الناس لرب العالمين عالم علماء العلماء نعم ٧٣ عالم الغيب والشهادة (عد ١٠ سج ٦ حشر ٢٢ تغ ٨١) فط ٣٨ عالم غيب السموات جن ٢٦ عالم الغيب فلا يظهر بة ٩٥ و ١٠٦ عالم الغيب والشهادة (مو ٩٣ جع ٨) سب ٣ ٤٦ عالم الغيب لا يعزب عنه زم ٤٦ عالم الغيب والشهادة شع ١٩٧ علماء بنى إسرائيل فط ٢٨ من عباده العلماء عالمين العالمون سف ٤٤ بتأويل الأحلام بعالمين ان ٥١ وكنا به عالمين- ٨١ وكنا بكل شىء عالمين عك ٤٣ وما يعقلها إلا العالمون علم «مرفوعا» بق ٢٩ و ٢٣١ و ٢٨٢ بكل شىء عليم (نسا ١٧٥ ما ١٠٠ نعم ١٠١ نف ٧٥ بة ١١٦ ور ٣٥ و ٦٤ عك ٦٢ شو ١٢ رات ١٦ حد ٣ مجا ٧ تغ ١١) - ٩٥ و ٢٤٦ والله عليم بالظالمين- ١١٥ إن الله واسع عليم- ١٥٨ فإن الله شاكر عليم- ١٨١ و ٢٢٧ و ٢٤٤ إن الله سميع عليم (نف ١٧ رات ١) - ٢١٥ و ٢٧٣ فإن الله به عليم (عمر ٩٢) - ٢٢٤ و ٢٥٦ والله سميع عليم (عمر ٣٤ و ١٢٥ بة ٩٩ و ١٤ عد ٢١ ابر ٩٥)
- ٤٧ نحن أعلم بما يستمعون به- ٥٤ ربكم أعلم بكم- ٥٥ أعلم بمن فى السموات- ٨٤ أعلم بمن هو أهدى كه ١٩ ربكم أعلم بما لبثتم- ٢١ ربهم أعلم بهم- ٢٣ قل ربى أعلم بعدتهم- ٢٦ الله أعلم بما لبثوا مر ٧٠ ثم لنحن أعلم بالذين هم طه ١٠٤ نحن أعلم بما يقولون حج ٦٨ أعلم بما تعملون (شع ١٨٨) مو ٩٧ نحن أعلم بما يصفون قص ٣٧ أعلم بمن جاء بالهدى- ٥٦ وهو أعلم بالمهتدين- ٨٥ أعلم من جاء بالهدى عك ٣٢ نحن أعلم بمن فيها زم ٧٠ وهو أعلم بما يفعلون حق ٨ هو أعلم بما تفيضون فيه ق ٤٥ نحن أعلم بما يقولون نجم ٣٠ إن ربك هو أعلم- وهو أعلم بمن اهتدى- ٣٢ هو أعلم بكم- هو أعلم بمن اتقى مت ١ وأنا أعلم بما أخفيتم- ١٠ الله أعلم بإيمانهنّ شق ٢٣ والله أعلم بما يوعون معلوم المعلوم جر ٤ إلا ولها كتاب معلوم صا ٤١ لهم رزق معلوم- ١٦٤ إلا له مقام معلوم معا ٢٤ فى أموالهم حقّ معلوم جر ٢١ إلا بقدر معلوم شع ٣٨ لميقات يوم معلوم- ١٥٥ ولكم شرب يوم معلوم قع ٥٠ إلى ميقات يوم معلوم سلا ٢٢ إلى قدر معلوم جر ٣٨ إلى يوم الوقت المعلوم (ص ٨١) معلومات معلّم بق ١٩٧ الحج أشهر معلومات حج ٢٨ فى أيام معلومات دخ ١٤ وقالوا معلّم مجنون علن أعلنت أعلنتم ح ٩ ثم إنى أعلنت لهم مت ١ بما أخفيتم وما أعلنتم يعلنون تعلنون نعلن بق ٧٧ ما يسرون وما يعلنون (هد ٥ نح ٢٣ يس ٧٦) نم ٧٤ ما تكنّ صدورهم وما يعلنون (قص ٦٩) نح ١٩ يعلم ما تسرون وما تعلنون (نغ ٤) نم ٢٥ ما تخفون وما تعلنون ابر ٣٨ تعلم ما نخفى وما نعلن علانية بق ٢٧٤ والنهار سرّا وعلانية عد ٢٤ مما رزقناهم سرّا وعلانية (ابر ٣١ فط ٢٩) علو علا علوا مو ٩٢ ولعلا بعضهم على بعض نم ٤ علا فى الأرض سر ٧ وليتبروا ما علوا تتبيرا تعلوا تعلنّ نم ٣١ ألا تعلوا علىّ دخ ١٩ وأن لا تعلوا على الله سر ٤ ولتعلنّ علوّا كبيرا تعالى تعالين نعم ١٠٠ وتعالى عما يصفون عف ١٨٩ فتعالى الله عما يشركون (نم ٦٣) يو ١٨ وتعالى عما يشركون (نح ١ و ٣ مو ٩٣ قص ٦٨ روم ٤٠ زم ٦٧)
١٩٦ وأتموا الحج والعمرة- فمن تمتع بالعمرة بة ٢٠ وعمارة المسجد الحرام المعمور معمر طو ٤ والبيت المعمور فط ١١ وما يعمّر من معمّر عمق عميق حج ٢٧ من كل فج عميق عمل عملت بق ٦٢ واليوم الآخر وعمل صالحا (ما ٧٢) نعم ٥٤ من عمل منكم سوءا نح ٩٧ من عمل صالحا (روم ٤٤ حس ٤٦ جا ١٤) كه ٨٩ آمن وعمل صالحا (مر ٦٠ طه ٨٢ قص ٦٧ و ٨٠ سب ٣٧) طه ٧٥ قد عمل الصالحات فر ٧٠ وآمن وعمل عملا صالحا فر ٧١ ومن تاب وعمل صالحا مم ٤٠ من عمل سيئة- ومن عمل صالحا حس ٣٢ دعا إلى الله وعمل صالحا عمر ٣٠ ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء نح ١١١ وتوفى كل نفس ما عملت يس ٧١ مما عملت أيدينا أنعاما زم ٧٠ ووفيت كل نفس ما عملت عملوا بق ٢٥ و ٨٢ و ٢٧٧ آمنوا وعملوا الصالحات (عمر ٥٧ نسا ٥٦ و ١٢١ و ١٧٢ ما ١٠ و ٩٦ (مرتين) عف ٤١ يو ٤ و ٩ هد ٢٣ عد ٣١ ابر ٢٣ كه ٣٠ و ١٠٨ مر ٩٧ حج ١٤ و ٢٣ و ٥٠ و ٥٥ شع ٢٢٧ عك ٧ و ٩ و ٥٨ روم ١٥ و ٤٥ لق ٨ سج ١٩ سب ٤ فط ٧ ص ٢٤ و ٢٨ مم ٥٨ حس ٨ شو ٢٢ و ٢٣ و ٢٦ جا ٢٠ و ٢٩ محمد ٢ و ١٢ فتح ٢٩ طل ١١ نشق ٢٥ بر ١١ تى ٦ بن ٧ عصر ٣) عف ١٥٢ والذين عملوا السيئات (قص ٨٤) هد ١١ فأصابهم سيئات ما عملوا- ١١٩ للذين عملوا السيئات كه ٥٠ ووجدوا ما عملوا حاضرا ور ٣٨ أحسن ما عملوا (حق ١٦) - ٥٥ آمنوا منكم وعملوا- ٦٤ فينبئهم بما عملوا (مجا ٦ و ٧) فر ٢٣ وقدمنا إلى ما عملوا روم ٤١ ليذيقهم بعض الذى عملوا لق ٢٣ فننبئهم بما عملوا سب ٣٧ جزاء الضعف بما عملوا زم ٣٥ أسوأ الذى عملوا حس ٥٠ الذين كفروا بما عملوا جا ٣٢ ولكلّ درجات مما عملوا نجم ٣١ الذين أساءوا بما عملوا عملتم عملته تغ ٧ ثم لتنبؤن بما عملتم يس ٣٥ وما عملته أيديهم يعمل ابر ٤٢ عما يعمل الظالمون سر ٨٤ كلّ يعمل على شاكلته سب ١٢ ومن الجن من يعمل نسا ١٠٩ و ١٢٢ ومن يعمل سوءا- ١٢٣ ومن يعمل من الصالحات (طه ١١٢ ان ٩٤) كه ١١١ فليعمل عملا صالحا صا ٦١ لمثل هذا فليعمل تغ ٩ ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا (طل ١١) لز ٧ و ٨ فمن يعمل مثقال ذرة تعمل أعمل ان ٧٤ التى كانت تعمل الخبائث
بما تعملون عليم شع ١٨٨ ربى أعلم بما تعملون- ٢١٦ إنى برىء مما تعملون نم ٨٤ أم ماذا كنتم تعملون- ٩٠ إلا ما كنتم تعملون عك ٨ فأنبئكم بما كنتم تعملون (لق ١٥) - ٥٥ ذوقوا ما كنتم تعملون سج ١٤ عذاب الخلد بما كنتم تعملون حب ٩ وكان الله بما تعملون بصيرا (فتح ٢٤) سب ٢٥ ولا نسأل عما تعملون يس ٥٤ إلا ما كنتم تعملون (صا ٣٩) صا ٩٦ خلقكم وما تعملون حس ٢٢ كثيرا مما تعملون رف ٧٢ أورثتموها بما كنتم تعملون جا ٢٧ تجزون بما كنتم تعملون (طو ١٦ تحر ٧) - ٢٨ نستنسخ ما كنتم تعملون فتح ١١ كان الله بما تعملون رات ١٨ والله بصير بما تعملون طو ١٩ هنيئا بما كنتم تعملون (سلا ٤٣) نعمل عف ٥٢ أو نرد فنعمل غير الذى كنا نعمل نح ٢٨ ما كنا نعمل من سوء فط ٣٧ أخرجنا نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل سج ١٢ فارجعنا نعمل صالحا اعمل اعملوا سب ١١ أن اعمل سابغات- واعملوا صالحا حس ٥ فاعمل إننا عاملون نعم ١٣٥ اعملوا على مكانتكم (هد ٩٣ و ١٢١ زم ٣٩) بة ١٠٦ وقل اعملوا فسيرى الله مو ٥٢ واعملوا صالحا سب ١٣ اعملوا آل داود شكرا حس ٤٠ اعملوا ما شئتم عمل عملا العمل بة ١٢١ لهم به عمل صالح هد ٤٦ إنه عمل غير صالح ما ٩٣ من عمل الشيطان (قص ١٥) يو ٦١ ولا تعملون من عمل فر ٢٣ إلى ما عملوا من عمل عمر ١٩٥ إنى لا أضيع عمل عامل بة ١٠٣ خلطوا عملا صالحا يو ٨١ لا يصلح عمل المفسدين هد ٧ أيكم أحسن عملا (ملك ٢) كه ٧ أيهم أحسن عملا- ٣٠ أجر من أحسن عملا- ١١١ فليعمل عملا صالحا ان ٨٢ عملا دون ذلك فر ٧٠ وعمل عملا صالحا فط ١٠ والعمل الصالح يرفعه أعمال أعمالا مو ٦٤ ولهم أعمال من دون ذلك كه ١٠٤ بالآخرين أعمالا عملى عملك عمله يو ٤١ فقل لى عملى زم ٦٥ ليحبطنّ عملك ما ٦ فقد حبط عمله فط ٨ أفمن زين له سوء عمله مم ٣٧ زين لفرعون سوء عمله محمد ١٤ كمن زين له سوء عمله تحر ١١ ونجّنى من فرعون وعمله عملكم عملهم يو ٤١ ولكم عملكم شع ١٦٨ إنى لعملكم من القالين بة ٩٥ و ١٠٦ وسيرى الله عملكم طو ٢١ وما ألتناهم من عملهم نعم ١٠٨ زيّنّا لكل أمة عملهم أعمالنا أعمالكم بق ١٣٩ ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم (قص ٥٥ شو ١٥) رات ٢ أن تحبط أعمالكم- ١٤ من أعمالكم شيئا حب ٧١ يصلح لكم أعمالكم محمد ٣٠ والله يعلم أعمالكم- ٣٣ ولا تبطلوا أعمالكم- ٣٥ ولن يتركم أعمالكم أعمالهم بق ٢١٧ حبطت أعمالهم فى الدنيا (عمر ٢٢ بة ٧٠)
وأعناب (مو ١٩ يس ٣٤) نعم ٩٩ وجنات من أعناب عد ٤ وجنّات من أعناب كه ٣٢ جنتين من أعناب عم ٣٢ حدائق وأعناب الأعناب نح ٦٧ النخيل والأعناب- ١١ والنخيل والأعناب عنت عنتم أعنتكم عمر ١١٨ ودّوا ما عنتم بة ١٢٩ عزيز عليه ما عنتم رات ٧ فى كثير من الأمر لعنتم بق ٢٢٠ لو شاء الله لأعنتكم العنت نسا ٢٤ ذلك لمن خشى العنت عند عنيد عنيدا هد ٥٩ أمر كل جبار عنيد ابر ١٥ وخاب كل جبار عنيد ق ٢٤ كل كفار عنيد مد ١٦ كان لآياتنا عنيدا عنق عنقك عنقه سر ٢٩ مغلولة إلى عنقك- ١٣ طائره فى عنقه أعناق الأعناق سب ٣٣ فى أعناق الذين كفروا نف ١٢ فاضربوا فوق الأعناق ص ٣٣ مسحا بالسوق والأعناق أعناقهم شع ٤ فظلت أعناقهم لها عد ٦ الأغلال فى أعناقهم (مم ٧١) يس ٨ جعلنا فى أعناقهم أغلالا عنكب العنكبوت عك ٤١ كمثل العنكبوت- لبيت العنكبوت عنو عنت طه ١١١ وعنت الوجوه للحى عهد عهد عهدنا أعهد عمر ١٨٣ عهد إلينا ألا نؤمن عف ١٣٣ بما عهد عندك (رف ٤٩) بق ١٢٥ وعهدنا إلى إبراهيم طه ١١٥ ولقد عهدنا إلى آدم يس ٦٠ ألم أعهد إليكم عاهد عاهدت بة ٧٦ ومنهم من عاهد الله فتح ١٠ عاهد عليه الله نف ٥٧ الذين عاهدت منهم عاهدوا عاهدتم بق ١٠٠ أو كلما عاهدوا عهدا- ١٧٦ بعهدهم إذا عاهدوا حب ٥ عاهدوا الله من قبل- ٢٣ صدقوا ما عاهدوا الله بة ١ إلى الذين عاهدتم- ٥ إلا الذين عاهدتم من المشركين- ٨ إلا الذين عاهدتم عند المسجد نح ٩١ بعهد الله إذا عاهدتم عهد عهدا بة ٨ للمشركين عهد حب ١٥ وكان عهد الله مسئولا عمر ٧٧ الذين يشترون بعهد الله نعم ١٥٢ وبعهد الله أوفوا عف ١٠١ وما وجدنا لأكثرهم من عهد عد ٢٢ الذين يوفون بعهد الله
هذا عون أعانه أعينونى فر ٤ وأعانه عليه قوم آخرون كه ٩٦ فأعينونى بقوة تعاونوا نستعين ما ٣ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم فا ٤ وإياك نستعين استعينوا بق ٤٥ و ١٥٣ واستعينوا بالصبر عف ١٢٧ استعينوا بالله عوان المستعان بق ٦٨ عوان بين ذلك سف ١٨ المستعان على ما تصفون (ان ١١٢) عيب أعيبها كه ٨٠ فأردت أن أعيبها عير العير سف ٧٠ أيتها العير إنكم لسارقون- ٨٢ والعير التى أقبلنا فيها- ٩٤ ولما فصلت العير قال عيش عيشة معاشا قة ٢١ فهو فى عيشة راضية (قا ٧) عم ١١ وجعلنا النهار معاشا معيشة معايش طه ١٢٤ فإن له معيشة ضنكا عف ٩ وجعلنا لكم فيها معايش (جر ٢٠) معيشتها معيشتهم قص ٥٨ بطرت معيشتها رف ٣٢ قسمنا بينهم معيشتهم عيل عائلا عيلة ضح ٨ ووجدك عائلا فأغنى بة ٢٩ وإن خفتم عيلة
باب الغين
غبر الغابرين غبرة عف ٨٢ كانت من الغابرين (عك ٣٢ و ٣٣) جر ٦٠ إنها لمن الغابرين شع ١٧١ إلا عجوزا فى الغابرين (صا ١٣٥) نم ٥٧ قدّرناها من الغابرين عبس ٤٠ يومئذ عليها غبرة غبن التغابن تغ ٩ ذلك يوم التغابن غثو غثاء مو ٤١ فجعلناهم غثاء عل ٥ فجعله غثاء أحوى غدر يغادر نغادر كه ٥٠ لا يغادر صغيرة- ٤٨ فلم نغادر منهم أحدا غدق غدقا جن ١٦ لأسقيناهم ماء غدقا غدو غدوت غدوا اغدوا عمر ١٢١ وإذ غدوت من أهلك ن ٢٥ وغدوا على حرد قادرين- ٢٢ إن اغدوا على حرثكم غد غدا حشر ١٨ ما قدمت لغد سف ١٢ أرسله معنا غدا كه ٢٤ إنى فاعل ذلك غدا لق ٣٤ ماذ تكسب غدا قمر ٢٦ سيعلمون غدا غداءنا غدوّا الغدو كه ٦٣ آتنا غداءنا مم ٤٦ يعرضون عليها غدوّا عف ٢٠٤ من القول بالغدو عد ١٦ وظلالهم بالغدو ور ٣٦ له فيها بالغدو والآصال غدّوها الغداة سب ١٢ غدوّها شهر نعم ٥٢ يدعون ربهم بالغداة (كه ٢٨) غرب غربت تغرب كه ١٧ وإذا غربت تقرضهم- ٨٦ تغرب فى عين جمئة الغروب غروبها ق ٣٩ وقبل الغروب طه ١٣٠ وقبل غروبها غرباا الغراب ما ٣٤ فبعث الله غرابا- مثل هذا الغراب الغربى غريبة قص ٤٤ وما كنت بجانب الغربى ور ٣٥ لا شرقية ولا غربية مغرب المغرب كه ٨٦ إذا بلغ مغرب الشمس بق ١١٥ و ١٤٢ ولله المشرق والمغرب- ١٧٦ قبل المشرق والمغرب- ٢٥٨ فأت بها من المغرب شع ٢٨ رب المشرق والمغرب (مل ٩)
محمد ٢٠ نظر المغشىّ عليه غصب غصبا كه ٨٠ كل سفينة غصبا غصص غصة مل ١٣ وطعاما ذا غصّة غضب غضب غضبوا نسا ٩٢ وغضب الله عليه ما ٦٣ لعنه الله وغضب عليه
بعدها لغفور رحيم (نح ١١٠ و ١٩٩) هد ٤١ إن ربى لغفور رحيم
أغلالا هر ٤ سلاسل وأغلالا عد ٦ الأغلال فى أعناقهم (مم ٧١) عف ١٥٦ والأغلال التى كانت عليهم سب ٣٣ وجعلنا الأغلال فى أعناق مغلولة ما ٦٧ وقالت اليهود يد الله مغلولة سر ٢٩ ولا تجعل يدك مغلولة غلم غلام غلاما الغلام عمر ٤٠ أنى يكون لى غلام (مر ٧ و ١٩) سف ١٩ قال يا بشرى هذا غلام جر ٥٣ إنا نبشرك بغلام (مر ٦) صا ١٠١ فبشرناه بغلام حليم يا ٢٨ وبشروه بغلام عليم كه ٧٥ حتى إذا لقيا غلاما مر ١٨ لأهب لك غلاما كه ٨١ وأما الغلام فكان غلامين غلمان كه ٨٣ وأما الجدار فكان لغلامين طو ٢٤ ويطوف عليهم غلمان غلو تغلوا نسا ١٧٠ لا تغلوا فى دينكم (ما ٨٠) غلى يغلى غلى دخ ٤٥ يغلى فى البطون- ٤٦ كغلى الحميم غمر غمرة غمرات غمرتهم مو ٦٤ قلوبهم فى غمرة يا ١١ الذين هم فى غمرة نعم ٩٣ إذ الظالمون فى غمرات مو ٥٥ فذرهم فى غمرتهم غمر يتغامزون طف ٣٠ وإذا مرّوا بهم يتغامزون غمض تغمضوا بق ٢٦٧ إلا أن تغمضوا فيه غمم غمّ غمّا الغم عمر ١٥٣ فأثابكم غمّا بغمّ لكيلا تحزنوا حج ٢٢ أن يخرجوا منها من غم عمر ١٥٤ من بعد الغم آمنة طه ٤٠ فنجيناك من الغم ان ٨٨ ونجيناه من الغم غمة الغمام يو ٧١ أمركم عليكم غمة بق ٢١٠ فى ظلل من الغمام فر ٢٥ تشقق السماء بالغمام بق ٥٧ وظللنا عليكم الغمام (عف ١٥٩) غنم غنمتم نف ٤١ واعلموا أنما غنمتم
عف ١٥ قال فبما أغويتنى جر ٣٩ رب بما أغويتنى أغويناكم أغويناهم صا ٣٢ فأغويناكم إنا كنا قص ٦٣ أغويناهم كما غوينا يغويكم أغوينهم هد ٣٤ يريد أن يغويكم جر ٣٩ ولأغوينّهم أجمعين (ص ٨٢) غيّا الغى مر ٥٩ فسوف يلقون غيّا بق ٢٥٦ الرشد من الغى عف ١٤٥ وإن يروا سبيل الغى- ٢٠١ يمدونهم فى الغى غوىّ غاوين قص ١٨ إنك لغوىّ مبين صا ٣٢ إنا كنا غاوين الغاوون الغاوين شع ٩٤ فيها هم والغاوون- ٢٢٤ يتبعهم الغاوون عف ١٧٤ فكان من الغاوين جر ٤٢ إلّا من اتبعك من الغاوين شع ٩١ وبرزت الجحيم للغاوين غيب يغتب رات ١٢ ولا يغتب بعضكم بعضا غيب الغيب هد ١٢٣ ولله غيب السموات (نح ٧٧) كه ٢٦ له غيب السموات فط ٣٨ عالم غيب السموات بق ٣٣ إنى أعلم غيب السموات رات ١٨ يعلم غيب السموات يو ٢٠ إنما الغيب لله طو ٤١ أم عندهم الغيب (ن ٤٧) بق ٢ الذين يؤمنون بالغيب عمر ٤٤ ذلك من أنباء الغيب (سف ١٠٢) - ١٧٩ ليطلعكم على الغيب نسا ٣٣ قانتات حافظات للغيب ما ٩٧ من يخافه بالغيب نعم ٥٩ وعنده مفاتح الغيب- ٧٣ عالم الغيب والشهادة (عد ١٠ سج ٦ حشر ٢١ تغ ١٨) بة ٩٥ و ١٠٦ عالم الغيب والشهادة (مو ٩٣ زم ٤٦ جع ٨) هد ٤٩ تلك من أنباء الغيب سف ٥٢ أنى لم أخنه بالغيب
باب الفاء
فأد فؤاد الفؤاد قص ١٠ وأصبح فؤاد أم موسى نجم ١١ ما كذب الفؤاد ما رآى سر ٣٦ السمع والبصر والفؤاد أفئدة الأفئدة نعم ١١٣ أفئدة الذين لا يؤمنون ابر ٣٧ فاجعل أفئدة من الناس حق ٢٦ سمعا وأبصارا وأفئدة عم ٧ التى تطلع على الأفئدة نح ٧٨ والأبصار والأفئدة (مو ٧٩ سج ٩ ملك ٢٣) فؤادك أفئدتهم هد ١٢٠ نثبت به فؤادك فر ٣٢ لنثبت به فؤادك ابر ٤٣ وأفئدتهم هواء حق ٢٦ ولا أفئدتهم من شىء نعم ١١٠ ونقلب أفئدتهم فأى فئة فئتكم عمر ١٣ فئة تقاتل فى سبيل الله كه ٤٤ فئة ينصرونه بق ٢٤٩ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة نف ١٦ أو متحيزا إلى فئة قص ٨١ من فئة ينصرونه نف ٤٦ إذا لقيتم فئة فاثبتوا- ١٩ ولن تغنى عنكم فئتكم فئتين الفئتان عمر ١٣ فى فئتين التقتا نسا ٨٧ فى المنافقين فئتين نف ٤٩ فلما تراءت الفئتان فتأ تفتأ سف ٨٥ تالله تفتأ تذكر يوسف فتح فتح فتحوا فتحنا بق ٧٦ بما فتح الله عليكم سف ٦٥ ولما فتحوا متاعهم نعم ٤٤ فتحنا عليهم أبواب عف ٩٥ لفتحنا عليهم بركات جر ١٤ ولو فتحنا عليهم بابا مو ٧٨ حتى إذا فتحنا عليهم بابا فتح ١ إنا فتحنا لك قمر ١١ ففتحنا أبواب السماء يفتح افتح سب ٢٦ ثم يفتح بيننا الحق فط ٢ ما يفتح الله للناس عف ٨٨ ربنا افتح بيننا شع ١١٨ فافتح بينى وبينهم فتحت تفتح ان ٩٦ حتى إذا فتحت يأجوج زم ٧١ حتى إذا جاؤها فتحت- ٧٣ حتى إذا جاؤها وفتحت عم ١٩ وفتحت السماء عف ٣٩ لا تفتح لهم أبواب السماء استفتحوا يستفتحون تستفتحوا ابر ١٥ واستفتحوا وخاب بق ٨٩ يستفتحون على الذين نف ١٩ إن تستفتحوا فقد فتح فتحا الفتح نسا ١٤٠ فإن كان لكم فتح من الله صف ١٣ وفتح قريب شع ١١٨ وافتح بينى وبينهم فتحا فتح ١ إنا فتحنا لك فتحا مبينا- ١٨ وأثابهم فتحا قريبا- ٢٧ من دون ذلك فتحا
شف ٤١ الذى فيه تستفتيان يستفتونك استفتهم نسا ١٢٦ ويستفتونك فى النساء- ١٧٥ يستفتونك قل الله صا ١١ فاستفتهم أهم أشد خلقا- ١٤٩ فاستفتهم ألربك البنات فتى فتيان ان ٦٠ سمعنا فتى يذكرهم سف ٣٦ ودخل معه السجن فتيان فتية الفتية كه ١٣ فتية آمنوا بربهم- ١٠ إذ أوى الفتية فتاه فتاها كه ٦١ وإذ قال موسى لفتاه- ٦٣ فلما جاوزا قال لفتاه سف ٣٠ تراود فتاها فتيانه فتياتكم سف ٦٢ وقال لفتيانه اجعلوا نسا ٢٤ من فتياتكم المؤمنات ور ٣٣ ولا تكرهوا فتياتكم فجج فج فجاجا حج ٢٧ من كل فج عميق ان ٣١ وجعلنا فيها فجاجا ح ٢٠ سبلا فجاجا فجر يفجر تفجر قيا ٥ ليفجر أمامه سر ٩٠ حتى تفجر لنا من الأرض فجرنا تفجر يفجرونها كه ٣٤ وفجّرنا خلالهما نهرا يس ٣٤ وفجرنا فيها من العيون قمر ١٢ وفجرنا الأرض عيونا سر ٩١ فتفجر الأنهار خلالها هر ٦ يفجرونها تفجيرا فجرت يتفجر انفجرت نفط ٣ وإذا البحار فجّرت بق ٧٤ يتفجر منه الأنهار- ٦٠ فانفجرت منه الفجر فاجرا بق ١٨٧ الأسود من الفجر سر ٧٨ وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ور ٥٨ من قبل صلاة الفجر قد ٥ حتى مطلع الفجر فجر ١ والفجر ح ٢٧ ولا يلدوا إلا فاجرا الفجرة الفجار عبس ٤٢ هم الكفرة الفجرة ص ٢٨ أم نجعل المتقين كالفجّار طف ٧ كتاب الفجّار لفى سجين نفط ١٤ وإن الفجّار لفى جحيم فجورها تفجيرا شم ٨ فجورها وتقواها سر ٩١ خلالها تفجيرا هر ٦ يفجرونها تفجيرا فجو فجوة كه ١٧ وهم فى فجوة منه
الفراش فراشا فرشا قا ٤ كالفراش المبثوث بق ٢٢ جعل لكم الأرض فراشا حما ٥٤ متكئين على فرش قع ٣٤ وفرش مرفوعة فرض فرض فرضتم بق ١٩٧ فمن فرض فيهن الحج قص ٨٥ إن الذى فرض عليك القرآن حب ٣٨ فيما فرض الله له تحر ٢ قد فرض الله لكم بق ٢٣٧ وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم فرضنا فرضناها تفرضوا حب ٥٠ قد علمنا ما فرضنا عليهم ور ١ سورة أنزلناها وفرضناها بق ٢٣٦ أو تفرضوا لهن فارض فريضة بق ٦٨ لا فارض ولا بكر نسا ١٠ فريضة من الله (بة ٦١) - ٢٣ أجورهن فريضة بق ٢٣٦ أو تفرضوا لهن فريضة- ٢٣٢ وقد فرضتم لهن فريضة الفريضة مفروضا نسا ٢٣ من بعد الفريضة- ٦ و ١١٧ نصيبا مفروضا
أنتم إلا مفترون عف ١٥١ وكذلك نجزى المفترين هد ١٣ بعشر سور مثله مفتريات
١٥٤ وتفصيلا لكل شىء (عف ١٤٤) سر ١٢ فصّلناه تفصيلا مفصلا مفصلات نعم ١١٤ أنزل إليكم الكتاب مفصّلا عف ١٣٢ والدم آيات مفصّلات فصم انفصام بق ٢٥٦ لا انفصام لها فضح تفضحون جر ٦٨ ضيفى فلا تفضحون فضض انفضوا ينفضوا عمر ١٥٩ لانفضوا من حولك جع ١١ انفضوا إليها وتركوك منا ٧ حتى ينقضوا فضة الفضة رف ٣٣ سقفا من فضة هر ١٥ بآنية من فضة- ١٦ قوارير من فضة- ٢١ أساور من فضة عمر ١٤ من الذهب والفضة بة ٣٥ يكنزون الذهب والفضة فضل فضّل فضلنا نسا ٣١ فضّل الله به بعضكم- ٣٣ بما فضّل الله بعضهم- ٩٤ فضّل الله المجاهدين- وفضّل الله المجاهدين نح ٧١ فضل بعضكم على بعض بق ٢٥٣ فضلنا بعضهم على بعض (سر ٢١) نعم ٨٦ فضلنا على العالمين سر ٥٥ ولقد فضلنا بعض النبيين نم ١٥ الذى فضلنا على كثير فضلكم فضلتكم فضلناهم عف ١٣٩ فضلكم على العالمين بق ٤٧ و ١٢٢ وإنى فضلتكم على العالمين سر ٧٠ وفضلناهم على كثير جا ١٥ وفضلناهم على العالمين نفضل فضلوا يتفضل عد ٤ ونفضل بعضها على بعض نح ٧١ فما الذين فضلوا برادى رزقهم مو ٢٤ يريد أن يتفضل عليكم فضّل فضلا بق ٦٤ فلولا فضل الله عليكم (نسا ٨٢ ور ١٠ و ١٤ و ٢٠ ور ٢١) نسا ٧٢ ولئن أصابكم فضل من الله- ١١٢ ولولا فضل الله عليك- وكان فضل الله عليك عظيما ما ٥٧ ذلك فضل الله يؤتيه (حد ٢١ جع ٤) بق ٢٤٣ إن الله لذو فضل على الناس (يو ٦٠ مم ٦١) - ٢٥١ ذو فضل على العالمين عمر ١٥٢ ذو فضل على المؤمنين
٤٥ كيف فعلنا بهم فعلته فعلتها فعلوه كه ٨٣ وما فعلته عن أمرى شع ٢٠ قال فعلتها إذا نسا ٦٥ ما فعلوه إلا قليل منهم ما ٨٢ عن منكر فعلوه نعم ١١٢ ولو شاء ربك ما فعلوه- ١٣٧ ولو شاء الله ما فعلوه مر ٥٢ وكل شىء فعلوه يفعل تفعل بق ٨٥ فما جزاء من يفعل ذلك- ٢٥٣ يفعل ما يريد (حج ١٤) عمر ٤٠ يفعل ما يشاء (حج ١٨) نسا ١٤٦ ما يفعل الله بعذابكم ابر ٢٧ ويفعل الله ما يشاء ان ٢٣ لا يسأل عما يفعل روم ٤٠ هل من شركائكم من يفعل بق ٢٣١ ومن يفعل ذلك فقد عمر ٢٨ ومن يفعل ذلك فليس نسا ٢٩ ومن يفعل ذلك عدوانا- ١١٣ ومن يفعل ذلك ابتغاء سف ٣٢ ولئن لم يفعل ما آمره فر ٦٨ ومن يفعل ذلك يلق اثاما منا ٩ ومن يفعل ذلك فأولئك ما ٧٠ وإن لم تفعل يفعلون يفعلوا بق ٧١ وما كادوا يفعلون ما ٨٢ لبئس ما كانوا يفعلون نعم ١٥٩ ينبئهم بما كانوا يفعلون يو ٣٦ عليم بما يفعلون- ٤٦ شهيد على ما يفعلون هد ٣٦ فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ور ٤١ والله عليم بما يفعلون شع ٧٤ وجدنا آباءنا كذلك يفعلون- ٢٢٦ يقولون ما لا يفعلون نم ٣٤ وكذلك يفعلون زم ٧٠ وهو أعلم بما يفعلون طف ٣٦ الكفار ما كانوا يفعلون بر ٧ وهم على ما يفعلون عمر ١١٥ وما يفعلوا من خير- ١٨٨ يحمدوا بما لم يفعلوا تفعلون تفعلوا نح ٩١ يعلم ما تفعلون (شو ٢٥) نم ٨٨ إنه خبير بما تفعلون صف ٢ لم نقولون ما لا تفعلون- ٣ أن تقولوا ما لا تفعلون نفط ١٢ يعلمون ما تفعلون بق ٢٤ فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار- ١٩٧ و ٢١٥ وما تفعلوا من خير (نسا ١٢٦) - ٢٧٩ فإن لم تفعلوا فأذنوا- ٢٨٢ وإن تفعلوا فإنه فسوق حب ٦ إلا أن تفعلوا
دخ ٥٥ يدعون فيها بكل بفاكهة طو ٢٢ وأمددناهم بفاكهة حما ٥٢ من كل فاكهة زوجان قع ٢٠ وفاكهة مما يتخيرون- ٣١ وفاكهة كثيرة عبس ٣١ وفاكهة وابّا مو ١٩ لكم فيها فواكه صا ٤٢ فواكه وهم مكرمون سلا ٤٢ وفواكه مما يشتهون فلح أفلح يفلح طه ٦٤ وقد أفلح اليوم من استعلى مو ١ قد أفلح المؤمنون عل ١٤ قد أفلح من تزكى شم ٩ قد أفلح من زكاها نعم ٢١ و ١٣٥ إنه لا يفلح الظالمون (سف ٢٣ قص ٣٧) يو ١٧ إنه لا يفلح المجرمون- ٧٧ ولا يفلح الساحرون طه ٦٩ ولا يفلح الساحر مو ١١٨ إنه لا يفلح الكافرون (قص ٨٢) يفلحون تفلحون تفلحوا يو ٦٩ على الله الكذب لا يفلحون (نح ١١٦) بق ١٨٩ لعلكم تفلحون (عمر ١٣٠ و ٢٠٠ ما ٣٨ و ٩٣ و ١٠٣ عف ٦٨ نف ٤٦ حج ٧٧ ور ٣١ جع ١٠) كه ٢٠ ولن تفلحوا إذا أبدا المفلحون المفلحين بق ٥ وأولئك هم المفلحون (عمر ١٠٤ عف ٧ و ١٥٦ بة ٨٩ مو ١٠٣ و ٥١ روم ٣٨ لق ٥ حشر ٩ تغ ١٦) مجا ٢٢ حزب الله هم المفلحون قص ٦٧ أن يكون من المفلحين فلق انفلق الفلق فالق شع ٦٤ اضرب بعصاك البحر فانفلق فلق ١ أعوذ برب الفلق نعم ٩٥ فالق الحب والنوى- ٩٦ فالق الإصباح
باب القاف
ق ق ق ١ ق والقرآن المجيد قبح المقبوحين قص ٤٢ هم من المقبوحين قبر أقبره القبور عبس ٢١ ثم أماته فأقبره نفط ٤ وإذا القبور بعثرت حج ٧ يبعث من فى القبور فط ٢٢ بمسمع من فى القبور مت ١٣ من أصحاب القبور ما ٩ إذا بعثر ما فى القبور قبره المقابر بة ٨٥ ولا تقم على قبره تكا ٢ حتى زرتم المقابر قبس نقتبس قبس حد ١٣ نقتبس من نوركم طه ١٠ آتيكم منها بقبس نم ٧ أو آتيكم بشهاب قبس قبض قبضت قبضناه طه ٩٦ فقبضت قبضة فر ٤٦ ثم قبضناه إلينا يقبض يقبضون يقبضن بق ٢٤٥ والله يقبض ويبسط بة ٦٨ ويقبضون أيديهم ملك ١٩ ويقبضن ما يمسكهن قبضا قبضة فر ٤٦ قبضا يسيرا طه ٩٦ قبضة من أثر الرسول قبضته مقبوضة زم ٦٧ والأرض جميعا قبضته بق ٢٨٣ فرهان مقبوضة قبل يقبل تقبلوا بة ١٠٥ يقبل التوبة عن عباده (شو ٢٥) ور ٤ ولا تقبلوا لهم شهادة يقبل تقبل بق ٤٨ ولا يقبل منها شفاعة- ١٢٣ ولا يقبل منها عدل عمر ٩٠ لن تقبل توبتهم بة ٥٥ وما منعهم أن تقبل أقبل أقبلت صا ٢٧ و ٥٠ وأقبل بعضهم على بعض (طو ٢٥ ن ٣٠) يا ٢٩ فأقبلت امرأته فى صرة أقبلوا أقبلنا أقبل سف ٧١ قالوا وأقبلوا عليهم صا ٩٤ والعير التى أقبلنا منها قص ٣١ أقبل ولا تخف تقبلها يتقبل نتقبل عمر ٣٧ فتقبلها ربها ما ٣٠ ولم يتقبل من الآخر- إنما يتقبل الله حق ١٦ نتقبل عنهم أحسن بة ٥٤ لن يتقبل منكم تقبل تقبل بق ١٢٧ ربنا تقبّل منا عمر ٣٥ فتقبّل منى
بر ٤ قتل أصحاب الأخدود تك ٩ بأى ذنب قتلت قتلوا قتلتم قتلنا عمر ١٥٦ ما ماتوا وما قتلوا- ١٦٨ لو أطاعونا ما قتلوا- ١٦٩ الذين قتلوا فى سبيل الله (محمد ٣) - ١٩٥ وقاتلوا وقتلوا حج ٥٨ ثم قتلوا أو ماتوا عمر ١٥٧ ولئن قتلتم فى سبيل الله- ١٥٨ ولئن متم أو قتلتم- ١٥٤ ما قتلنا ههنا يقتل يقتلون بق ١٥٤ لمن يقتل فى سبيل الله نسا ٧٣ فيقتل أو يغلب بة ١١٢ فيقتلون ويقتلون يقتّلون نقتّل عف ١٤٠ يقتّلون أبناءكم- ١٢٦ سنقتّل أبناءهم قتّلوا يقتلوا حب ٦١ وقتّلوا تقتيلا ما ٣٦ أن يقتّلوا أو يصلبوا قاتل قاتلوا عمر ١٤٦ قاتل معه ربيّون حد ١٠ من قبل الفتح وقاتل- من بعد وقاتلوا عمر ١٥٩ وقاتلوا وقتلوا حب ٢٠ ما قاتلوا إلا قليلا قاتلكم قاتلهم قاتلوكم فتح ٢٢ ولو قاتلكم الذين كفروا بة ٣١ قاتلهم الله إنّى يؤفكون (منا ٤) بق ١٩١ فإن قاتلوكم فاقتلوهم نسا ٨٩ لسلّطهم عليكم فلقاتلوكم مت ٥٩ قاتلوكم فى الدين يقاتل تقاتل نسا ٧٣ فليقاتل فى سبيل الله- ومن يقاتل فى سبيل الله عمر ١٣ فئة تقاتل فى سبيل الله يقاتلون يقاتلوا نسا ٧٥ يقاتلون فى سبيل الله والذين كفروا يقاتلون بة ١١٢ يقاتلون فى سبيل الله (مل ٢٠) صف ٤ يقاتلون فى سبيله نسا ٨٩ أو يقاتلوا قومهم تقاتلون تقاتلوا نقاتل نسا ٢٤ وما لكم لا تقاتلون بة ١٤ ألا تقاتلون قوما نكتوا
فى السرد قدرا القدر قدره طل ٣ لكل شىء قدرا قد ١ فى ليلة القدر- ٢ ما ليلة القدر- ٣ ليلة القدر خير نعم ٩١ الله حق قدره (حج ٧٤ زم ٦٧) قدر قدرا جر ٢١ وما ننزله إلا بقدر معلوم طه ٤٠ ثم جئت على قدر مو ١٨ من السماء ماء بقدر (رف ١١) شو ٢٧ ولكن ينزل بقدر قمر ٤٩ كل شىء خلقناه بقدر سلا ٢٢ إلى قدر معلوم حب ٣٨ وكان أمر الله قدرا قدره قدرها بق ٢٣٦ على الموسع قدره وعلى المقتر قدره عد ١٩ فسالت أودية بقدرها قدور قادر القادر سب ١٣ وقدور راسيات نعم ٣٧ قادر على أن ينزل آية سر ٩٩ قادر على أن يخلق مثلهم طق ٨ إنه على رجعه لقادر يس ٨١ بقادر على أن يخلق مثلهم حق ٣٣ بقادر على أن يحيى الموتى (قيا ٤٠) نعم ٦٥ قل هو القادر قادرون قادرين القادرون يو ٢٤ أنهم قادرون عليها مو ١٨ على ذهاب به لقادرون- ٩٦ ما نعدهم لقادرون معا ٤٠ والمغارب إنا لقادرون ن ٢٥ وغدوا على حرد قادرين قيا ٤ بلى قادرين على أن نسوى سلا ٢٣ لنعم القادرون
بق ٢٢٨ بأنفسهن ثلاثة قروء قرآن القرآن يو ١٥ ائت بقرآن غير هذا- ٦١ وما تتلوا منه من القرآن بر ٢١ بل هو قرآن مجيد سر ٧٨ وقرآن الفجر إن قرآن الفجر يس ٦٩ إن هو إلا ذكر وقرآن جر ١ تلك آيات الكتاب وقرآن قع ٧٧ إنه لقرآن كريم بق ١٨٥ الذى أنزل فيه القرآن نسا ٨١ أفلا يتدبرون القرآن (محمد ٢٤) ما ١٠٤ حين ينزل القرآن نعم ١٩ وأوحى إلىّ هذا القرآن بة ١١٢ فى التورية والإنجيل والقرآن سف ٣ إليك هذا القرآن عف ٢٠٣ وإذا قرىء القرآن رف ٣١ وقالوا لولا نزل هذا القرآن
ق ١٦ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد قع ٨٥ ونحن أقرب إليه منكم كه ٨٢ وأقرب رحما ما ٨٥ ولتجدن أقربهم مودة الأقربون الأقربين نسا ٦ (مرتين) و ٣٩ الولدان والأقربون ق ١٨٠ و ٢١٥ للوالدين والأقربين (نسا ١٣٤) شع ٢١٤ عشيرتك الأقربين المقربون المقربين مقربة نسا ١٧١ ولا الملائكة المقربون قع ١١ أولئك المقربون طف ٢١ يشهده المقربون طف ٢١ يشهده المقربون- ٢٨ يشرب بها المقربون عمر ٤٥ والآخرة ومن المقربين عف ١١٣ وإنكم لمن المقربين شع ٤٢ وإنكم إذا لمن المقربين قع ٨٨ فأما إن كان من المقربين بل ١٥ يتيما ذا مقربة قرح قرح القرح عمر ١٤٠ إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله- ١٧٢ أصابهم القرح قرد قردة القردة ق ٦٥ كونوا قردة خاشعين (عف ١٦٥) ما ٦٣ وجعل منهم القردة
يس ١٣ مثلا أصحاب القرية بق ٥٨ ادخلوا هذه القرية عف ١٦٠ اسكنوا هذه القرية سف ٨٢ واسأل القرية التى كنا فيها القريتين قرى القرى رف ٣١ على رجل من القريتين سب ١٨ وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة حشر ١٤ إلا فى قرى محصّنة نعم ٩٢ ولتنذر أمّ القرى (شو ٧) - ١٣١ ربك مهلك القرى (قص ٥٩) عف ٩٥ ولو أن أهل القرى- ٩٦ و ٩٧ أفأمن أهل القرى- ١٠٠ تلك القرى نقص عليك هد ١٠١ ذلك من أنباء القرى- ١٠٣ إذا أخذ القرى- ١١٨ ربك ليهلك القرى سف ١٠٩ نوحى إليهم من أهل القرى كه ٦٠ وتلك القرى أهلكناهم قص ٥٩ وما كنا مهلكى القرى
٢٠ وجاء من أقصى المدينة الأقصى القصوى سر ١ إلى المسجد الأقصى نف ٤٢ وهم بالعدوة القصوى قضب قضبا عبس ٢٨ وعنبا وقضبا قضض ينقض كه ٧٨ يريد أن ينقض قضى قضى قضيت قضيت بق ١١٧ وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (عمر ٤٧ مر ٣٦ مم ٦٨) نعم ٢ ثم قضى أجلا سر ٢٣ وقضى ربك ألا تعبدوا قص ١٥ وكزه موسى فقضى عليه- ٢٩ فلما قضى موسى الأجل حب ٢٣ فمنهم من قضى نحبه- ٣٦ إذا قضى الله ورسوله- ٣٧ فلما قضى زيد منها وطرا زم ٤٢ قضى عليها الموت نسا ٦٤ خرجا مما قضيت قص ٢٨ أيما الأجلين قضيت قضوا قضيتم قضينا حب ٣٧ إذا قضوا منهنّ وطرا بق ٢٠٠ فإذا قضيتم مناسككم نسا ١٠٢ فإذا قضيتم الصلاة جر ٦٦ وقضينا إليه ذلك الأمر سر ٤ وقضينا إلى بنى إسرائيل قص ٤٤ إذ قضينا إلى موسى الأمر سب ١٤ فلما قضينا عليه الموت قضاها قضاهنّ سف ٦٨ فى نفس يعقوب قضاها حس ١٢ فقضاهنّ سبع سموات يقضى يقض يو ٩٣ إن ربك يقضى بينهم (نم ٧٨ جا ١٦) مم ٢٠ والله يقضى بالحق نف ٤٢ و ٤٥ ليقضى الله أمرا كان مفعولا رف ٧٧ ليقض علينا ربك عبس ٢٣ كلّا لما يقض ما أمره تقضى يقضون يقضوا طه ٧٢ إنما تقضى هذه الحياة مم ٢٠ لا يقضون بشىء حج ٢٩ ثم ليقضوا ثقتهم اقض اقضوا طه ٧٢ فاقض ما أنت قاض يو ٧١ ثم اقضوا إلىّ قضى قضيت بق ٢١٠ وقضى الأمر وإلى الله نعم ٨ ولو أنزلنا ملكا لقضى الأمر- ٥٨ لقضى الأمر بينى وبينكم يو ١١ لقضى إليهم أجلهم- ١٩ لقضى بينهم فيما فيه- ٤٧ و ٥٤ قضى بينهم بالقسط هد ٤٤ وقضى الأمر واستوت- ١١ من ربك لقضى بينهم (حس ٤٥) سف ٤١ قضى الأمر الذى فيه تستفتيان ابر ٢٢ لما قضى الأمر مر ٣٩ إذ قضى الأمر
تقف قفيا سر ٣٦ ولا تقف ما ليس لك بق ٨٧ وقفينا من بعده بالرسل ما ٤٩ وقفينا على آثارهم حد ٢٧ ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى قلب تقلبون قلّبوا عك ٢١ وإليه تقلبون بة ٤٩ وقلّبوا لك الأمور يقلّب نقلب نقلبهم كه ٤٣ فأصبح يقلّب كفيه ور ٤٤ يقلّب الله الليل نعم ١١٠ ونقلّب أفئدتهم كه ١٨ ونقلّبهم ذات اليمين تقلب تقلب حب ٦٦ يوم تقلّب وجوههم ور ٣٧ تتقلّب فيه القلوب انقلب انقلبوا انقلبتم حج ١١ انقلب على وجهه عمر ١٧٤ فانقلبوا بنعمة من الله عف ١١٨ وانقلبوا صاغرين سف ٦٢ إذا انقلبوا إلى أهلهم طف ٣١ وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين عمر ١٤٤ انقلبتم على أعقابكم بة ٩٦ إذا انقلبتم إليه ينقلب ينقلبون ق ١٤٣ ينقلب على عقبيه نشق ٩ وينقلب إلى أهله فتح ١٢ أن لن ينقلب الرسول عمر ١٤٤ ومن ينقلب على عقبيه ملك ٤ ينقلب إليك البصر شع ٢٢٧ أىّ منقلب ينقلبون ينقلبوا تنقلبوا عمر ١٢٧ فينقلبوا خائبين- ١٤٩ فتنقلبوا خاسرين (ما ٢٣) قلب القلب قلبين ق ٣٧ لمن كان له قلب شع ٨٩ من أتى الله بقلب
صف ٥ أزاغ الله قلوبهم حب ٥٣ أطهر لقلوبكم وقلوبهن تقلب تقلبك تقلبهم عمر ١٩٦ لا يغرّنّك تقلّب الذين بق ١٤٤ قد نرى تقلّب وجهك شع ٢١٩ وتقلّبك فى الساجدين نح ٤٦ أو يأخذهم فى تقلّبهم مم ٤ فلا يغررك تقلّبهم متقلبكم منقلبون محمد ١٩ والله يعلم متقلّبكم عف ١٢٤ إنا إلى ربنا منقلبون (شع ١٥١) رف ١٤ وإنا إلى ربنا لمنقلبون منقلب متقلبا شع ٢٢٧ أىّ منقلب ينقلبون كه ٣٧ لأجدنّ خيرا منها منقلبا قلد القلائد مقاليد ما ٣ ولا الهدى ولا القلائد- ١٠٠ والهدى والقلائد زم ٦٣ له مقاليد السموات (شو ١٢) قلع أقلعى هد ٤٤ ويا سماء أقلعى قلل قلّ يقللكم أقلت نسا ٦ مما قلّ منه أو كثر نف ٤٥ ويقللكم فى أعينهم عف ٥٦ حتى إذا أقلّت سحابا قليل قليلا عمر ١٩٧ متاع قليل (نح ١١٧) نسا ٦٥ ما فعلوه إلا قليل منهم- ٧٦ متاع الدنيا قليل نف ٢٦ واذكروا إذ أنتم قليل بة ٣٩ فى الآخرة إلا قليل هد ٤٠ وما آمن معه إلا قليل كه ٢٣ ما يعلمهم إلا قليل سب ١٣ وقليل من عبادى الشكور ص ٢٤ وقليل ما هم قع ١٤ وقليل من الآخرين مو ٤٠ عما قليل ليصبحن سب ١٦ وشىء من سدر قليل بق ٤١ ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا (ما ٤٧) - ٧٩ ليشتروا به ثمنا قليلا- ٨٣ إلا قليلا منكم- ٨٨ فقليلا ما يؤمنون- ١٢٦ فأمتعه قليلا- ١٧٤ ويشترون به ثمنا قليلا- ٢٤٦ و ٢٤٩ إلا قليلا منهم (منا ١٤) عمر ٧٧ وأيمانهم ثمنا قليلا- ١٨٧ واشتروا به ثمنا قليلا- ١٩٩ بآيات الله ثمنا قليلا (بة ١٠)
كه ٤٠ أقلّ منك مالا وولدا قلم القلم أقلام أقلامهم ن ١ والقلم وما يسطرون عق ٤ الذى علّم بالقلم لق ٢٧ من شجرة أقلام عمر ٤٤ إذ يلقون أقلامهم قلى قلى القالين ضح ٣ ما ودعك ربك وما قلى شع ١٦٨ إنى لعملكم من القالين قمح مقمحون يس ٨ فهم مقمحون قمر قمرا القمر قر ٦١ سراجا وقمرا منيرا حج ١٨ والقمر والنجوم حس ٣٧ والقمر لا تسجدوا للشمس ولا القمر قمر ١ وانشقّ القمر حما ٥ الشمس والقمر يحسبان قيا ٨ وخسف القمر- ٩ وجمع الشمس والقمر مد ٣٢ كلا والقمر نشق ١٨ والقمر إذا اتسق شم ٢ والقمر إذا تلاها نعم ٧٧ فلما رأ القمر بازغا- ٩٦ والشمس والقمر حسبانا عف ٥٣ والشمس والقمر والنجوم مسخرات (نح ١٢) يو ٥ ضياء والقمر نورا سف ٤ والشمس والقمر رأيتهم عد ٢ وسخر الشمس والقمر (عك ٦١ لق ٢٩ فط ١٣ زم ٥) ابر ٣٣ وسخر لكم الشمس والقمر ان ٣٣ والقمر كلّ فى فلك يس ٣٩ والقمر قدّرناه منازل
و٤٣) هد ١١٥ وأقم الصلاة طرفى النهار سر ٧٨ أقم الصلاة لدلوك طه ١٤ وأقم الصلاة لذكرى عك ٤٥ من الكتاب وأقم الصلاة لق ١٧ يا بنىّ أقم الصلاة
شو ٤٥ فى عذاب مقيم ابر ٤٠ اجعلنى مقيم الصلاة نسا ١٦١ والمقيمين الصلاة حج ٣٥ والمقيمى الصلاة مقام مقاما المقامة حب ١٣ لا مقام لكم فر ٦٦ ساءت مستقرا ومقاما- ٧٦ حسنت مستقرا ومقاما فط ٣٥ أحلنا دار المقامة تقويم مستقيم تى ٤ فى أحسن تقويم عمر ٥١ هذا صراط مستقيم (مر ٣٦ يس ٦١ رف ٦١ و ٦٤) جر ٤١ هذا صراط علىّ مستقيم بق ١٤٢ و ٢١٣ إلى صراط مستقيم (عمر ١٠١ ما ١٨ نعم ٧٧ و ١٦١ يو ٢٥ نح ١٢١ حج ٥٣ مو ٧٤ ور ٤٦ شو ٥٢)
باب الكاف
كأس كأس كأسا صا ٤٥ يطاف عليهم بكأس قع ١٨ وأباريق وكأس هر ٥ يشربون من كأس طو ٢٣ يتنازعون فيها كأسا هر ١٧ ويسقون فيها كأسا عم ٢٤ وكأسا دهاقا كبب كبت مكبا نم ٩٠ فكبّت وجوههم ملك ٢٢ مكبّا على وجهه كبت يكبتهم كبت كبتوا عمر ١٢٧ أو يكبتهم فينقلبوا مجا ٥ كبتوا كما كبت الذين من قبلهم كبد كبد بل ٤ الإنسان فى كبد كبر كبر كبرت نعم ٣٥ كبر عليك إعراضهم يو ٧١ كبر عليكم مقامى مم ٣٥ كبر مقتا عند الله (صف ٣) كه ٥ كبرت كلمة تخرج يكبر يكبروا تكبروا سر ٥٠ مما يكبر فى صدوركم نسا ٥ وبدارا أن يكبروا بق ١٨٥ ولتكبروا الله على ما هداكم (حج ٣٧) كبر كبره تكبيرا مد ٣ وربك فكبر سر ١١ وكبره تكبيرا أكبرنه تتكبر يتكبرون سف ٣١ فلما رأينه أكبرنه عف ١٢ أن تتكبر فيها- ١٤٥ يتكبرون فى الأرض استكبر استكبرت بق ٣٤ إلا إبليس أبى واستكبر قص ٣٩ واستكبر هو وجنوده ص ٧٤ إلا إبليس استكبر مد ٢٣ ثم أدبر واستكبر ص ٧٥ استكبرت أم كنت زم ٥٩ واستكبرت وكنت استكبروا استكبرتم نسا ١٧٢ وأما الذين استنكفوا واستكبروا عف ٣٥ و ٣٩ كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها- ٧٤ و ٨٧ قال الملأ الذين استكبروا- ٧٥ قال الذين استكبروا- ١٣٢ فاستكبروا وكانوا قوما (يو ٧٥ مو ٤٧) ابر ٢١ الضعفاء الذين استكبروا (مم ٤٧) فر ٢١ لقد استكبروا فى أنفسهم عك ٣٩ فاستكبروا فى الأرض سب ٣١ و ٢٣ الذين استضعفوا للذين استكبروا- ٣٢ قال الذين استكبروا (مم ٤٨) حس ١٥ فأما عاد فاستكبروا- ٣٨ فإن استكبروا فالذين ح ٧ وأصروا واستكبروا
٣٦ وله الكبرياء جا ٣٦ وله الكبرياء متكبر المتكبر المتكبرين مم ٢٧ من كل متكبر- ٣٥ على كل قلب متكبر حشر ٢٣ الجبّار المتكبر نح ٢٩ فلبئس مثوى المتكبرين زم ٦٠ فى جهنم مثوى المتكبرين زم ٧٢ فبئس مثوى المتكبرين (مم ٧٥) استكبارا مستكبرا فط ٤٣ استكبارا فى الأرض ح ٧ واستكبروا استكبارا لق ٧ ولىّ مستكبرا جا ٧ ثم يصرّ مستكبرا مستكبرون مستكبرين المستكبرين نح ٢٢ منكرة وهم مستكبرون منا ٥ يصدون وهم مستكبرون مو ٦٨ مستكبرين به نح ٢٣ إنه لا يحب المستكبرين كبكب كبكبوا شع ٩٤ فكبكبوا فيها كتب كتب كبتت كتبت بق ١٨٧ وابتغوا ما كتب الله لكم ما ٢٣ التى كتب الله لكم نعم ١٢ كتب على نفسه الرحمة- ٥٤ كتب ربكم على نفسه الرحمة بة ٥٢ إلا ما كتب الله لنا مجا ٢١ كتب الله لأغلبن- ٢٢ كتب فى قلوبهم الإيمان حشر ٣ كتب الله عليهم الجلاء بق ٧٩ مما كتبت أيديهم نسا ٧٦ لم كتبت علينا القتال كتبنا كتبناها نسا ٦٥ ولو أنا كتبنا عليهم ما ٣٥ كتبنا على بنى إسرائيل- ٤٨ وكتبنا عليهم فيها عف ١٤٤ وكتبنا له فى الألواح ان ١٠٥ ولقد كتبنا فى الزبور حد ٢٧ ما كتبناها عليهم يكتب يكتبون بق ٢٨٢ وليكتب بينكم- أن يكتب كما علّمه الله فليكتب وليملل الذى نسا ٨٠ والله يكتب ما يبيتون بق ٧٩ فويل للذين يكتبون يو ٢١ يكتبون ما تمكرون رف ٨٠ ورسلنا لديهم يكتبون طو ٤١ أم عندهم الغيب فهم يكتبون (ن ٤٧) نكتب أكتبها عمر ١٨١ سنكتب ما قالوا مر ٨٠ سنكتب ما يقول يس ١٢ ونكتب ما قدّموا عف ١٥٥ فسأكتبها للذين يتقون تكتبوه تكتبوها بق ٢٨٢ ولا تسأموا أن تكتبوه- جناح ألا تكتبوها اكتب اكتبنا اكتبوه عف ١٥٥ واكتب لنا فى هذه الدنيا
(نسا ١٥٧ حب ٢ و ١١ بن ١) عمر ٧٨ يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب- وما هو من الكتاب- ١١٠ ولو آمن أهل الكتاب- ١١٥ وتؤمنون بالكتاب كله- ١٨٤ والكتاب المبين (رف ٢ دخ ٢) نسا ١٢٢ ولا أمانى أهل الكتاب- ١٢٦ وما يتلى عليكم فى الكتاب- ١٣٥ والكتاب الذى نزل على رسوله والكتاب الذى أنزل- ١٣٩ نزل عليكم فى الكتاب- ١٥٢ يسألك أهل الكتاب ما ١٦ كنتم تخفون من الكتاب- ٥١ لما بين يديه من الكتاب- ٦٨ ولو أن أهل الكتاب نعم ٣٨ ما فرّطنا فى الكتاب عف ٣٦ نصيبهم من الكتاب- ١٦٨ ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب- ١٦٩ والذين يمسكون بالكتاب يو ١ تلك آيات الكتاب (سف ١ عد ١ جر ١ شع ٢ قص ٢ لق ١) - ٣٧ وتفصيل الكتاب عد ٤١ وعنده أم الكتاب- ٤٥ ومن عنده علم الكتاب سر ٤ إلى بنى إسرائيل فى الكتاب- ٥٨ كان ذلك فى الكتاب مسطورا (حب ٦) كه ٥٠ ما لهذا الكتاب مر ١٥ واذكر فى الكتاب مريم- ٤١ واذكر فى الكتاب إبراهيم- ٥١ واذكر فى الكتاب موسى- ٥٤ واذكر فى الكتاب إسمعيل- ٥٦ واذكر فى الكتاب إدريس نم ٤٠ عنده علم من الكتاب عك ٤٥ أوحى إليك من الكتاب- ٤٦ ولا تجادلوا أهل الكتاب سج ٢ تنزيل الكتاب (زم ١ مم ١ جا ١ حق ٢) فط ٢٥ وبالكتاب المنير- ٣١ أوحينا إليك من الكتاب مم ٧٠ الذين كذبوا بالكتاب رف ٤ وإنه فى أم الكتاب حد ٢٩ لئلّا يعلم أهل الكتاب بن ٤ الذين أوتوا الكتاب «منصوبا» بق ٤٤ وأنتم تتلون الكتاب- ٥٣ و ٨٧ آتينا موسى الكتاب (نعم ١٥٤ هد ١١٢ سر ٢ مو ٥٠ فر ٣٥ قص ٤٨ سج ٢٣ حس ٤٥) - ٧٨ لا يعلمون الكتاب- ٧٩ يكتبون الكتاب- ١٠١ و ١٤٤ و ١٤٥ الذين أوتوا الكتاب (عمر ١٩ و ١٠٠ و ١٨٦ و ١٨٧ نسا ٤٦ و ١٣٠ ما ٦ (مرتين) و ٦٠ بة ٣٠ مد ٣١ (مرتين) ان ٤)
منهم حج ١٨ وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب حد ١٦ و ٢٦ و ٢٧ وكثير منهم فاسقون نسا ١١٣ لا خير فى كثير من نجواهم ما ١٦ ويعفو عن كثير (شو ٣٠) نعم ٢٣٣ زين لكثير من المشركين سر ٧٠ وفضلناهم على كثير نم ١٥ الذى فضلنا على كثير شو ٣٤ ويعف عن كثير رات ٧ لو يطيعكم فى كثير بق ٢٦ يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا- ٢٦٩ فقد أوتى خيرا كثيرا عمر ٤١ واذكر ربك كثيرا- ١٨٦ اشركوا أذى كثيرا نسا ١ منهما رجالا كثيرا- ١٨ ويجعل الله فيه خيرا كثيرا- ٨١ اختلافا كثيرا- ٩٩ مراغما كثيرا وسعة- ١٥٨ عن سبيل الله كثيرا ما ١٦ يبين لكم كثيرا- ٣٥ ثم إن كثيرا منهم ما ٥٢ وإن كثيرا من الناس (يو ٩٢ روم ٨) - ٦٥ وترى كثيرا منهم يسارعون- ٦٧ و ٧١ وليزيدنّ كثيرا- ٨٠ من قبل وأضلوا كثيرا- ٨٣ ترى كثيرا منهم يتولون- ٨٤ ولكن كثيرا منهم نعم ٩١ تبدونها وتخفون كثيرا- ١١٩ وإن كثيرا ليضلون عف ١٧٨ كثيرا من الجن نف ٤٤ ولو أراكهم كثيرا- ٤٦ واذكروا الله كثيرا بة ٣٥ إن كثيرا من الأحبار- ٨٣ وليبكوا كثيرا هد ٩١ ما نفقه كثيرا مما ابر ٣٦ إنّهنّ أضللن كثيرا طه ٣٣ كى نسبحك كثيرا- ٣٤ ونذكرك كثيرا حج ٤٠ يذكر فيها اسم الله كثيرا فر ١٤ وادعوا ثبورا كثيرا- ٣٨ وقرونا بين ذلك كثيرا- ٤٩ أنعاما وأناسى كثيرا شع ٢٢٧ وذكروا الله كثيرا حب ٢١ وذكر الله كثيرا- ٣٥ والذاكرين الله كثيرا- ٤١ اذكروا الله ذكرا كثيرا يس ٦٢ أضلّ منكم جبلا كثيرا ص ٢٤ وإن كثيرا من الخلطاء حس ٢٢ لا يعلم كثيرا مما
١٠٥ كذبت قوم نوح- ١٢٣ كذبت عاد (قمر ١٨) - ١٤١ كذبت ثمود (قمر ٢٣ قة ٤ شم ١١) - ١٦٠ كذبت قوم لوط (قمر ٣٣) زم ٥٩ جاءتك آياتى فكذبت بها كذّبوا بق ٣٩ وكذّبوا بآياتنا (عمر ١١ ما ١١ و ٨٩ نعم ٣٩ و ٤٩ و ١٠٥ عف ٣٥ و ٣٩ و ٦٣ و ٧١ و ١٣٥ و ١٤٥ و ١٤٦ و ١٧٥ و ١٧٦ و ١٨١ يو ٧٣ ان ٧٧ حج ٥٦ فر ٣٦ روم ١٦ قمر ٤٢ حد ١٩ تغ ١٠ عمر ٢٨) ما ٧٣ فريقا كذبوا نعم ٥ فقد كذبوا بالحق- ٣١ كذبوا بلقاء الله (يو ٤٥) عف ٩١ كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا- ٩٥ ولكن كذبوا فأخذناهم- ١٠٠ بما كذبوا من قبل نف ٥٥ كذبوا بآيات ربهم يو ٣٩ كذبوا بما لم يحيطوا- ٧٤ بما كذبوا به من قبل يو ٩٥ كذبوا بآيات الله (روم ١٠ جع ٥) مو ٣٣ وكذبوا بلقاء الآخرة فر ١١ بل كذبوا بالساعة- ٣٧ لما كذبوا الرسل شع ٦ فقد كذبوا فسيأتيهم سب ٤٥ فكذبوا رسلى مم ٧٠ الذين كذبوا بالكتاب ق ٥ بل كذبوا بالحق قمر ٣ وكذبوا واتبعوا- ٩ فكذبوا عبدنا كذّبتم كذّبنا بق ٨٧ ففريقا كذبتم نعم ٥٧ من ربى وكذبتم به فر ٧٧ فقد كذبتم فسوف نم ٨٤ أكذبتم بآياتى ملك ٩ قد جاءنا نذير فكذبنا كذّبون كذّبوك كذّبوه مو ٢٦ و ٣٩ انصرنى بما كذبون شع ١١٧ إن قومى كذبون عمر ١٨٤ فإن كذبوك فقد نعم ١٤٧ فإن كذبوك فقل (يو ٤١) عف ٦٣ فكذبوه فأنجيناه يو ٧٣ فكذبوه فنجيناه نح ١١٣ فكذبوه فأخذهم
الكرّة ملك ٤ ثم ارجع البصر كرّتين كرس كرسيه بق ٢٥٥ وسع كرسيّه السموات والأرض ص ٣٤ وألقينا على كرسيّه كرم كرمت كرمنا أكرمن سر ٦٢ الذى كرمت علىّ- ٧٠ كرمنا بنى آدم فجر ١٥ فيقول ربى أكرمن أكرمه تكرمون أكرمى فجر ١٥ فأكرمه ونعّمه- ١٧ بل لا تكرمون اليتيم سف ٢١ أكرمى مثواه كريم كريما الكريم نف ٤ و ٧٤ ومغفرة ورزق كريم (حج ٥٠ ور ٢٦ سب ٤) سف ٣١ إن هذا إلا ملك كريم نم ٢٩ ألقى إلىّ كتاب كريم- ٤٠ فإن ربى غنىّ كريم دخ ١٧ وجاءهم رسول كريم قع ٧٧ إنه لقرآن كريم حد ١١ وله أجر كريم- ١٨ ولهم أجر كريم شع ٧ من كل زوج كريم (لق ١٠) - ٥٩ وكنوز ومقام كريم يس ١١ فبشره بمغفرة وأجر كريم دخ ٢٦ وزروع ومقام كريم قع ٤٤ لا بارد ولا كريم قة ٤٠ إنه لقول رسول كريم (تك ١٩) نسا ٣٠ وندخلكم مدخلا كريما سر ٢٣ وقل لهما قولا كريما
٩٢ كما زعمت علينا كسفا شع ١٨٧ فأسقط علينا كسفا روم ٤٨ ويجعله كسفا سب ٩ أو نسقط عليهم كسفا كسل كسالى نسا ١٤١ قاموا كسالى بة ٥٥ إلا وهم كسالى كسو كسونا اكسوهم مو ١٤ فكسونا العظام لحما نسا ٤ وارزقوهم فيها واكسوهم كسوتهم كسوتهنّ ما ٩٢ أو كسوتهم أو تحرير بق ٢٣٣ وكسوتهن بالمعروف كشط كشطت تك ١١ وإذا السماء كشطت كشف كشف كشفت كشفنا نح ٥٤ ثم إذا كشف الضرّ عنكم نم ٤٤ وكشفت عن ساقيها عف ١٣٣ لئن كشفت عنا الرجز- ١٣٤ فلما كشفنا عنهم الرجز يو ١٢ فلما كشفنا عنه ضرّه- ٩٨ كشفنا عنهم عذاب
٤٢ من يكلأكم بالليل كلب الكلب كلبهم مكلبين عف ١٧٥ فمثله كمثل الكلب
- ٤٣ يكاد سنا برقه رف ٥٢ ولا يكاد يبين ن ٥١ وإن يكاد الذين كفروا ور ٤٠ لم يكد يراها تكاد أكاد يكادون مر ٩١ تكاد السموات يتفطرن (شو ٥) ملك ٨ تكاد تميز من الغيظ طه ١٥ أكاد أخفيها نسا ٧٧ لا يكادون يفقهون حديثا كه ٩٤ لا يكادون يفقهون قولا حج ٧٢ يكادون يسطون بالذين كور يكوّر كوّرت زم ٥ يكوّر الليل على النهار ويكور النهار على الليل تك ١ إذا الشمس كوّرت كوكب كوكب كوكبا الكواكب ور ٣٥ كأنها كوكب درّى نعم ٧٦ رأى كوكبا قال سف ٤ رأيت أحد عشر كوكبا نفط ٢ وإذا الكواكب انتثرت صا ٦ بزينة الكواكب كون مكان مكانا يو ٢٢ الموج من كل مكان ابر ١٧ الموت من كل مكان نح ١١٢ رغدا من كل مكان حج ٣١ الريح فى مكان سحيق فر ١٢ إذا رأتهم من مكان بعيد سب ٥١ من مكان قريب- ٥٢ التناوش من مكان بعيد- ٥٣ بالغيب من مكان بعيد حس ٤٤ ينادون من مكان بعيد ق ٤١ المناد من مكان بعيد نسا ١٩ زوج مكان زوج ما ٦٣ أولئك شرّ مكانا (فر ٣٤) عف ٩٤ مكان السيئة الحسنة سف ٧٧ قال أنتم شرّ مكانا نح ١٠١ وإذا بدلنا آية مكان آية مر ١٥ من أهلها مكانا شرقيّا- ٢١ فانتبذت به مكانا قصيّا- ٥٧ ورفعناه مكانا عليّا- ٧٦ من هو شرّ مكانا طه ٥٨ نحن ولا أنت مكانا سوى حج ٢٦ لإبراهيم مكان البيت فر ١٣ وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مكانه مكانكم عف ١٤٢ فإن استقرّ مكانه سف ٧٨ فخذ أحدنا مكانه قص ٨٢ الذين تمنوا مكانه يو ٢٨ مكانكم أنتم وشركاؤكم مكانتكم مكانتهم نعم ١٣٥ اعملوا على مكانتكم (هد ٩٣ و ١٢١ زم ٣٩) يس ٦٧ لمسخناهم على مكانتهم
باب اللام
لأك الملك ملكين قة ١٧ والملك على أرجائها فجر ٢٢ وجاء ربك والملك عف ١٩ إلا أن تكونا ملكين الملكين ملائكة بق ١٠٢ وما أنزل على الملكين سر ٩٥ لو كان فى الأرض ملائكة تحر ٦ عليها ملائكة غلاظ مو ٢٤ لأنزل ملائكة (حس ١٤) رف ٦٠ لجعلنا منكم ملائكة مد ٣١ أصحاب النار إلا ملائكة الملائكة «مرفوعا» بق ٢١٠ والملائكة وقضى الأمر- ٢٤٨ تحمله الملائكة عمر ١٨ والملائكة أولوا العلم- ٣٩ فنادته الملائكة- ٤٢ و ٤٥ وإذ قالت الملائكة نسا ٩٦ الذين توفّاهم الملائكة (نح ٢٨) - ١٦٥ والملائكة يشهدون نسا ١٧١ ولا الملائكة المقرّبون نعم ٩٣ والملائكة باسطوا أيديهم- ١٥٨ إلا أن تأتيهم الملائكة (نح ٣٣) نف ٥١ إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة عد ١٤ والملائكة من خيفته- ٢٥ والملائكة يدخلون جر ٣٠ فسجد الملائكة كلهم (ص ٧٣) نح ٣٢ الذين تتوّفاهم الملائكة- ٤٩ من دابة والملائكة ان ١٠٣ وتتلقاهم الملائكة فر ٢١ لولا أنزل علينا الملائكة- ٢٥ ونزّل الملائكة تنزيلا حس ٣٠ تتنزل عليهم الملائكة شو ٥ والملائكة يسبحون رف ٥٣ أو جاء معه الملائكة محمد ٢٧ إذا توفتهم الملائكة تحر ٤ والملائكة بعد ذلك معا ٤ تعرج الملائكة عم ٣٨ يقوم الروح والملائكة قد ٤ تنزل الملائكة والروح «مخفوضا» بق ٣٠ وإذ قال ربك للملائكة (جر ٢٨) - ٣١ ثم عرضهم على الملائكة بق ٣٤ قلنا للملائكة اسجدوا (عف ١٠ سر ٦١ كه ٥١ طه ١١٦) - ١٦١ عليهم لعنة الله والملائكة- ١٧٦ والملائكة والكتاب عمر ٨٧ لعنة الله والملائكة- ١٢٤ بثلاثة آلاف من الملائكة- ١٢٥ بخمسة آلاف من الملائكة نف ٩ بألف من الملائكة- ١٢ إذ يوحى ربك إلى الملائكة جر ٧ لو ما تأتينا بالملائكة سر ٤٠ واتخذ من الملائكة إناثا- ٩٢ أو تأتى بالله والملائكة حج ٧٥ يصطفى من الملائكة رسلا سب ٤٠ ثم يقول للملائكة فط ١ جاعل الملائكة رسلا ص ٧١ إذ قال ربك للملائكة «منصوبا» عمر ٨٠ أن تتخذوا الملائكة نعم ١١١ نزّلنا إليهم الملائكة جر ٨ ما ننزل الملائكة إلا نح ٢ ينزل الملائكة بالروح فر ٢٢ يوم يرون الملائكة صا ١٥٠ أم خلقنا الملائكة إناثا زم ٧٥ وترى الملائكة حافين
لجج لجوا لجة لجى مو ٧٦ للجّوا فى طغيانهم ملك ٢١ بل لجّوا فى عتو ونفور نم ٤٤ فلما رأته حسبته لجّة ور ٤٠ فى بحر لجّىّ لحد يلحدون إلحاد ملتحدا عف ١٧٩ يلحدون فى أسمائه نح ١٠٣ لسان الذى يلحدون إليه حس ٤٠ يلحدون فى ءايتنا حج ٢٥ ومن يرد فيه بالحاد كه ٢٧ ولن تجد من دونه ملتحدا لحف إلحافا بق ٢٧٣ لا يسألون الناس إلحافا لحق يلحقوا ألحقتم عمر ١٧٠ بالذين لم يلحقوا بهم جع ٣ منهم لما يلحقوا بهم سب ٢٧ ألحقتم به شركاء ألحقنا ألحقنى طو ٢١ ألحقنا بهم ذريتهم سف ١٠١ وألحقنى بالصالحين لحم لحم لحما لحومها ما ٤ ولحم خنزير طو ٢٢ وأمددناهم بفاكهة ولحم قع ٧١ ولحم طير مما يشتهون بق ١٧٣ والدم ولحم الخنزير- ٢٥٩ ثم نكسوها لحما نعم ١٤٥ أو لحم خنزير فإنه رجس نح ١٤ لتأكلوا منه لحما طريا مو ١٤ فكسونا العظام لحما فط ١٢ تأكلون لحما طريّا رات ١٢ أن يأكل لحم أخيه حج ٣٧ لن ينال الله لحومها لحن محمد ٣٠ ولتعرفنهم فى لحن القول لحى لحيتى طه ٩٤ لا تأخذ بلحيتى لدد لدّا ألدّ مر ٩٨ وتنذر به قوما لدّا بق ٢٠٤ وهو الدّ الخصام لذذ تلذّ لذّة رف ٧١ وتلذّ الأعين صا ٤٦ بيضاء لذّة للشاربين محمد ١٥ من خمر لذّة للشاربين لزب لازب صا ١١ من طين لازب
لغوا حس ٢٦ والغوا فيه لعلكم تغلبون طو ٢٣ لا لغو فيها ولا تأثيم مر ٦٢ لا يسمعون فيها لغوا (قع ٢٥ عم ٣٥) اللغو لاغية بق ٢٢٥ لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم (ما ٩٢) مو ٣ عن اللغو معرضون فر ٧٢ وإذا مرّوا باللغو قص ٥٥ وإذا سمعوا اللغو شية ١١ لا تسمع فيها لاغية لفت يلتفت تلفتنا هد ٨١ ولا يلتفت منكم أحد (جر ٦٥) يو ٧٨ قالوا أجئتنا لتلفتنا لفح تلفح مو ١٠٥ تلفح وجوههم النار لفظ يلفظ ق ١٨ ما يلفظ من قول لفف التفت ألفافا لفيفا قيا ٢٩ والتفّت الساق بالساق عم ١٦ وجنات ألفافا سر ١٠٤ جئنا بكم لفيفا لفو ألفيا ألفوا ألفينا سف ٢٥ وألفيا سيدها صا ٦٩ ألفوا آباءهم ضالين بق ١٧٠ ألفينا عليه آباءنا
ربهم نعم ١٣٠ وينذرونكم لقاء يومكم (زم ٧١) عف ٥٠ كما نسوا لقاء يومهم كه ١١١ فمن كان يرجو لقاء ربه عك ٥ من كان يرجو لقاء الله سج ١٤ بما نسيتم لقاء يومكم هذا جا ٣٣ كما نسيتم لقاء يومكم هذا كه ١٠٦ بآيات ربهم ولقائه عك ٢٣ بآيات الله ولقائه سج ٢٣ فى مرية من لقائه يو ٧ و ١١ و ١٥ الذين لا يرجون لقاءنا (فر ٢١) تلقاء التلاق يو ١٥ من تلقاء نفسى عف ٤٦ تلقاء أصحاب النار قص ٢٢ ولما توجه تلقاء مدين مم ١٥ لينذر يوم التلاق
٢٦ ومن الّيل فاسجد له نشق ١٧ والّيل وما وسق فجر ٤ والّيل إذا يسر شم ٤ والّيل إذا يغشها لل ١ والّيل إذا يغشى ضح ٢ والّيل إذا سجى «منصوبا» نعم ٩٦ وجعل الّيل سكنا عف ٥٣ يغشى الّيل النهار (عد ٣) يو ٦٧ جعل لكم الّيل لتسكنوا فيه (مم ٦١) ابر ٣٣ وسخر لكم الّيل والنهار (نح ١٢) سر ١٢ وجعلنا الّيل والنهار ان ٢٠ يسبحون الّيل والنهار- ٣٣ خلق الّيل والنهار ور ٤٤ يقلّب الله الّيل والنهار فر ٤٧ جعل لكم الّيل لباسا- ٦٢ جعل الّيل والنهار خلفة نم ٨٦ جعلنا الّيل ليسكنوا فيه قص ٧١ إن جعل الله عليكم الّيل- ٧٣ جعل لكم الّيل والنهار مل ٢ قم الّيل إلا قليلا- ٢٠ والله يقدر الّيل والنهار عم ١٠ وجعلنا الّيل لباسا ليلها ليلة عت ٢٩ واغطش ليلها بق ٥١ واعدنا موسى أربعين ليلة- ١٨٧ أحل لكم ليلة الصيام دخ ٣ أنزلناه فى ليلة مباركة عف ١٤١ وواعدنا موسى ثلاثين ليلة- ميقات ربه أربعين ليلة قد ١ أنزلناه فى ليلة القدر- ٢ ما ليلة القدر- ٣ ليلة القدر خير ليال ليالى مر ٩ ثلاث ليال سويّا قة ٧ سخرها عليهم سبع ليال فجر ٢ وليال عشر سب ١٨ سيروا فيها ليالى وأياما لين لنت تلين ألنّا عمر ١٥٩ فيما رحمة من الله لنت زم ٢٣ ثم تلين جلودهم سب ١٠ والنّا له الحديد لينة لينا حشر ٥ ما قطعتم من لينة طه ٤٤ فقولا له قولا لينا
باب الميم
مأى مئة مئتين بق ٢٦١ فى كل سنبلة مئة حبة نف ٦٥ يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة- ٦٦ فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين كه ٢٥ ثلاث مئة سنين صا ١٤٧ وأرسلناه إلى مئة ألف بق ٢٥٩ فأماته الله مئة عام- بل لبثت مئة عام ور ٢ كل واحد منهما مئة جلدة متع متعت متعنا متعتهم رف ٢٩ بل متعت هؤلاء جر ٨٨ متعنا به أزواجا منهم (طه ١٣١) ان ٤٤ بل متعنا هؤلاء وءاباءهم فر ١٨ ولكن متعتهم وءاباءهم متعناه متعناهم قص ٦١ فهو لاقيه كن متعناه يو ٩٨ ومتعناهم إلى حين (صا ١٤٨) شع ٢٠٥ إن متعناهم سنين يمتعكم أمتعه هد ٣ ثم توبوا إليه يمتعكم بق ١٢٦ ومن كفر فأمتعه قليلا أمتعكن نمتعهم حب ٢٨ فتعالين أمتعكنّ هد ٤٨ وأمم سنمتعهم لق ٢٤ نمتعهم قليلا متعوهنّ يمتعون تمتعون بق ٢٣٦ ومتعوهنّ على الموسع حب ٤٩ فمتعوهن وسرحوهنّ شع ٢٠٧ ما كانوا يمتعون حب ١٦ وإذا لا تمتعون إلا قليلا تمتع تمتعوا بق ١٩٦ فمن تمتّع بالعمرة زم ٨ تمتّع بكفرك قليلا هد ٦٥ فقال تمتعوا فى داركم ابر ٣٠ تمتعوا فإن مصيركم نح ٥٥ فتمتعوا فسوف تعلمون (روم ٣٤) يا ٤٣ تمتعوا حتى حين سلا ٤٦ وتمتعوا قليلا يتمتعون يتمتعوا محمد ١٢ والذين كفروا يتمتعون جر ٣ ذرهم يأكلوا ويتمتعوا عك ٦٦ وليتمتعوا فسوف استمتع استمتعوا استمتعتم نعم ١٢٨ استمتع بعضنا ببعض بة ٧٠ فاستمتعوا بخلاقهم فاستمعتم بخلاقكم كما استمتع الذين نسا ٢٣ فما استمتعتم به منهنّ حق ٢٠ الدنيا واستمتعتم بها متاع متاعا بق ٣٦ ومتاع إلى حين (عف ٢٣ ان ١١١) - ٢٤١ وللمطلقات متاع عمر ١٤ ذلك متاع الحياة الدنيا- ١٨٥ إلا متاع الغرور (حد ٢٠) - ١٩٧ متاع قليل ثم مأواهم جهنم نسا ٧٦ متاع الدنيا قليل بة ٣٩ متاع الحياة الدنيا (قص ٦٠ شو ٣٦ رف ٣٥) يو ٧٠ متاع فى الدنيا عد ٢٨ فى الاخرة إلا متاع
ويذهبا بطريقتكم المثلى عد ٧ وقد خلت من قبلهم المثلات تماثيل التماثيل سب ١٣ من محاريب وتماثيل ان ٥٢ ما هذه التماثيل مجد مجيد المجيد هد ٧٣ إنه حميد مجيد بر ٢١ بل هو قرءان مجيد- ١٥ ذو العرش المجيد ق ١ والقرءان المجيد مجس المجوس حج ١٧ والنصرى والمجوس محص يمحص عمر ١٤١ وليمحص الله الذين- ١٥٤ وليمحص ما فى قلوبكم محق يمحق بق ٢٧٦ يمحق الله الربا عمر ١٤١ ويمحق الكافرين محل المحال عد ١٤ وهو شديد المحال محن امتحن امتحنوهن رات ٣ امتحن الله قلوبهم مت ١٠ مهاجرات فامتحنوهنّ محو محونا يمحو سر ١٢ فمحونا ءاية الّيل عد ٤١ يمحو الله ما يشاء شو ٢٤ ويمحو الله الباطل مخر مواخر نح ١٤ وترى الفلك مواخر فيه فط ١٢ وترى الفلك فيه مواخر مدد مدّ مددناها عد ٣ وهو الذى مدّ الأرض فر ٤٥ كيف مدّ الظلّ جر ١٩ والأرض مددناها (ق ٧) يمدد تمدّنّ نمد مر ٧٥ فليمدد له الرحمن حج ١٥ فليمدد بسبب إلى السماء جر ٨٨ لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به (طه ١٣١) مر ٨٠ ونمدّ له من العذاب يمدّه يمدهم يمدونهم لق ٢٧ يمدّه من بعده سبعة أبحر بق ١٥ ويمدّهم فى طغيانهم عف ٢٠١ يمدّونهم فى الغى
فى الساعة نجم ١٢ أفتمارونه على ما يرى تماروا تتمارى قمر ٣٦ فتماروا بالنذر نجم ٥٥ فبأى ءآلاء ربك تتمارى يمترون تمترون تمترنّ جر ٦٣ بما كانوا فيه يمترون مر ٣٤ الذى فيه يمترون نعم ٢ ثم أنتم تمترون دخ ٥٠ كنتم به تمترون رف ٦١ فلا تمترنّ بها واتبعوا الممترين مرية مراء بق ١٤٧ فلا تكوننّ من الممترين (نعم ١١٤ يو ٩٤) عمر ٦٠ فلا تكن من الممترين هد ١٧ فلا تك فى مرية منه- ١١٠ فى مرية مما يعبد هؤلاء حج ٥٤ فى مرية منه حتى تأتيهم سج ٢٣ فى مرية من لقائه حس ٥٤ فى مرية من لقاء ربهم كه ٢٣ إلا مراء ظاهرا مزج مزاجه مزاجها طف ٢٧ ومزاجه من تسنيم هر ٥ كان مزاجها كافورا- ١٧ كان مزاجها زنجبيلا مزق مزّقناهم مزّقتم ممزّق سب ١٩ ومزّقناهم كل ممزق- ٧ إذا مزّقتم كل ممزق مزن المزن قع ٦٩ أنزلتموه من المزن
٢٨ نورا تمشون به ص ٦ إن امشوا واصبروا ملك ١٥ فامشوا فى مناكبها مشيك مشآء لق ١٩ واقصد فى مشيك ن ١١ همّاز مشآء بنميم مضغ مضغة المضغة حج ٥ ثم من مضغة مخلقة مو ١٤ فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما مضى مضى مضت رف ٨ ومضى مثل الأولين نف ٣٩ فقد مضت سنة الأولين
خشية املاق ملك ملكت ملكتم نسا ٣ و ٢٣ و ٢٤ و ٣٥ ملكت أيمانكم (ور ٣٣ و ٥٨ روم ٢٨) نح ٧١ ملكت أيمانهم (مو ٦ معا ٣٠) ور ٣١ ملكت أيمانهنّ (حب ٥٥) حب ٥٠ وما ملكت يمينك- وما ملكت أيمانهم- ٥٧ إلا ما ملكت يمينك ور ٦١ أو ما ملكتم مفاتحه يملك تملك أملك ما ١٩ فمن يملك من الله شيئا- ٧٩ ما لا يملك لكم ضرّا يو ٣١ أمّن يملك السمع نح ٧٣ ما لا يملك لهم رزقا طه ٨٩ ولا يملك لهم ضرّا سب ٤٢ لا يملك بعضكم لبعض رف ٨٦ ولا يملك الذين يدعون فتح ١١ فمن يملك لكم من الله شيئا ما ٤٤ فلن تملك له من الله شيئا- ٢٨ لا أملك إلا نفسى وأخى عف ١٨٧ لا أملك لنفسى نفعا يو ٤٩ لا أملك لنفسى ضرّا مت ٤ وما أملك لك من الله جن ٢١ لا أملك لكم ضرّا يملكون تملكون تملكهم عد ١٧ لا يملكون لأنفسهم نفعا سر ٥٦ فلا يملكون كشف مر ٨٨ لا يملكون الشفاعة فر ٣ ولا يملكون لأنفسهم ضرّا- ولا يملكون موتا عك ١٧ لا يملكون لكم رزقا سب ٢٢ لا يملكون مثقال ذرة فط ١٣ ما يملكون من قطمير زم ٤٣ لا يملكون شيئا ولا عم ٣٧ لا يملكون منه خطابا سر ١٠٠ قل لو أنتم تملكون حق ٨ فلا تملكون لى من الله نم ٢٣ وجدت امرأة تملكهم ملكنا ملك ملكا طه ٨٧ ما أخلفنا موعدك بملكنا بق ١٠٧ له ملك السموات والأرض (ما ٣ عف ١٥٧ بة ١١٧ فر ٢ زم ٤٤ رف ٥٨ حد ٢ و ٥ بر ٩) عمر ١٨٩ ولله ملك السموات والأرض (ما ١٩ و ٢٠ و ١٢٣ ور ٤٢ شو ٤٩ جا ٢٦ فتح ١٤) ص ١٠ أم لهم ملك السموات رف ٥١ اليس لى ملك مصر بق ١٠٢ على ملك سليمان طه ١٢٠ وملك لا يبلى نسا ٥٣ وآتيناهم ملكا عظيما ص ٣٥ وهب لى ملكا لا ينبغى هر ٢٠ ثم رأيت نعيما وملكا الملك ملكه بق ٢٤٧ أنّى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه- والله يؤتى ملكه من يشاء نعم ٧٣ وله الملك يوم ينفخ حج ٥٥ الملك يومئذ لله فر ٢٦ الملك يومئذ الحق فط ١٣ ذلكم الله ربكم له الملك (زم ٦) مم ١٦ لمن الملك اليوم- ٢٩ يا قوم لكم الملك اليوم تغ ١ له الملك وله الحمد
أن يؤمنوا (كه ٥١) عف ١١ ما منعك ألا تسجد طه ٩٢ ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ص ٧٥ ما منعك أن تسجد سر ٥٩ وما منعنا أن نرسل منعهم يمنعون تمنعهم بة ٥٥ وما منعهم أن تقبل منهم عو ٧ ويمنعون الماعون ان ٤٣ أم لهم ءالهة تمنعهم نمنعكم منع نسا ١٤٠ ونمنعكم من المؤمنين سف ٦٣ يا ابانا منع منا الكيل مانعتهم ممنوعة حشر ٢ وظنوا أنهم مانعتهم قع ٣ لا مقطوعة ولا ممنوعة منوعا منّاع معا ٢١ وإذا مسّه الخير منوعا ق ٢٥ متّاع للخير معتد (ن ١٢) منن منّ مننّا عمر ١٦٤ لقد منّ الله على المؤمنين نسا ٩٣ فمنّ الله عليكم نعم ٥٣ أهؤلاء منّ الله عليهم سف ٩٠ قد منّ الله علينا قص ٨٢ لولا أن منّ الله علينا طو ٢٧ فمنّ الله علينا ووقانا طه ٣٧ لقد مننّا عليك صا ١١٤ ولقد مننّا على موسى يمنّ يمنون تمنوا ابر ١١ ولكن الله يمنّ رات ١٧ يمنّون عليك أن اسلموا قل لا تمنّوا علىّ اسلامكم بل الله يمنّ عليكم تمنن نمن تمنها امنن مد ٦ ولا تمنن تستكثر قص ٥ ونريد أن نمنّ على الذين شع ٢٢ وتلك نعمة تمنها ص ٣٩ فامنن أو امسك منّا المن بق ٢٦٢ منّا ولا أذى محمد ٤ فإما منّا بعد وإما فداء بق ٢٦٤ لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ- ٥٧ وأنزلنا عليكم المنّ عف ١٥٩ وأنزلنا عليهم المنّ طه ٨٠ ونزلنا عليكم المنّ المنون ممنون طو ٣٠ نتربص به ريب المنون حس ٨ لهم أجر غير ممنون (نشق ٢٥ تى ٦) ن ٣ وإن لك لأجرا غير ممنون منى يمنيهم أمنّينهم نسا ١١٩ يعدهم ويمنّيهم- ١١٨ ولأضلّنّهم ولأمنينّهم تمنون يمنى تمنى منىّ قع ٥٨ أفرأيتم ما تمنون قيا ٣٧ من منى يمنى نجم ٤٦ من نطفة إذا تمنى تمنى تمنوا حج ٥١ إلا إذا اتمنّى ألقى الشيطان نجم ٢٤ أم للإنسان ما تمنّى قص ٨٢ وأصبح الذين تمنّوا تمنون يتمنونه يتمنوه عمر ١٤٣ كنتم تمنون الموت جع ٧ ولا يتمنونه أبدا بق ٩٥ ولن يتمنّوه أبدا تتمنوا تمنوا نسا ٣١ ولا تتمنّوا ما فضل الله به بق ٩٤ فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين (جع ٦) أمنيته أمانىّ الأمانى حج ٥١ ألقى الشيطان فى أمنيّته
يميت أميت نميت بق ٢٥٨ ربى الذى يحيى ويميت عمر ١٥٦ والله يحيى ويميت عف ١٥٧ لا إله إلا هو يحيى ويميت (دخ ٨) بة ١١٧ له ملك السموات والأرض يحيى ويميت (حد ٢) يو ٥٦ هو يحيى ويميت مو ٨١ وهو الذى يحيى ويميت (مم ٦٨) بق ٢٥٨ أنا أحيى وأميت جر ٢٣ وإنا لنحن نحيى ونميت ق ٤٣ إنا نحن نحيى ونميت يميتنى يميتكم موتوا شع ٨١ والذى يميتنى ثم يحين بق ٢٨ ثم يميتكم ثم يحييكم (حج ٦٦ روم ٤٠) جا ٢٥ الله يحييكم ثم يميتكم بق ٢٤٣ فقال لهم الله موتوا عمر ١١٩ قل موتوا بغيظكم موتا الموت فر ٣ ولا يملكون موتا ولا بق ١٣٣ إذ حضر يعقوب الموت- ١٨٠ إذ حضر أحدكم الموت (ما ١٠٩) نسا ١٤ حتى يتوفاهنّ الموت- ١٧ إذا حضر أحدهم الموت- ٧٧ أينما تكونوا يدرككم الموت- ٩٩ ثم يدركه الموت نعم ٦١ حتى إذا جاء أحدكم الموت ابر ١٧ ويأتيه الموت من كل مكان مو ١٠٠ حتى إذا جاء أحدهم الموت منا ١٠ من قبل أن يأتى أحدكم الموت بق ١٩ من الصواعق حذر الموت- ٢٤٣ وهم ألوف حذر الموت عمر ١٨٥ كل نفس ذائقة الموت (ان ٣٥ عك ٥٧) ما ١٠٩ فأصابتكم مصيبة الموت نعم ٩٣ إذ الظالمون فى غمرات الموت نف ٦ كأنما يساقون إلى الموت هد ٧ مبعوثون من بعد الموت سج ١١ يتوفاكم ملك الموت حب ١٦ إن فررتم من الموت- ١٩ يغشى عليه من الموت محمد ٢٠ المغشى عليه من الموت ق ١٩ وجاءت سكرة الموت بق ٩٤ فتمنوا الموت إن كنتم (جع ٦) عمر ١٤٣ ولقد كنتم تمنون الموت- ١٦٨ فادرءوا عن أنفسكم الموت سب ١٤ فلما قضينا عليه الموت زم ٤٢ التى قضى عليها الموت دخ ٥٦ لا يذوقون فيها الموت قع ٦٠ نحن قدرنا بينكم الموت جع ٨ الموت الذى تفرون منه ملك ٢ الذى خلق الموت والحياة موته موتها موتكم نسا ١٥٧ إلا ليؤمننّ قبل موته سب ١٤ ما دلهم على موته إلا بق ١٦٤ فأحيا به الأرض بعد موتها (نح ٦٥ جا ٤) - ٢٥٩ أنّى يحيى هذه الله بعد موتها عك ٦٣ فأحيا به الأرض من بعد موتها روم ١٩ و ٥٠ ويحيى الأرض بعد موتها (حد ١٧) - ٢٤ فيحيى به الأرض بعد موتها فط ٩ فأحيينا به الأرض بعد موتها زم ٤٢ يتوفى الأنفس حين موتها بق ٥٦ ثم بعثناكم من بعد موتكم ميتا أموات أمواتا نعم ١٢٢ أو من كان ميتا فأحييناه فر ٤٩ لنحيى به من بلدة ميتا
وولدا مد ١٢ وجعلت له مالا بل ٦ أهلكت مالا لبدا
باب النون
ن ن ن ١ ن والقلم وما يسطرون نأى نآ ينأون سر ٨٣ اعرض ونآ بجانبه (حس ٥١) نعم ٢٦ ينهون عنه وينأون عنه نبأ نبأت نبأنى نبأها تحر ٣ فلما نبّأت به- فلما نبّأها به- قال نبّأنى العليم نبأنا نبأتكما بة ٩٥ قد نبأنا الله من أخباركم سف ٣٧ إلا نبأتكما بتأويله تنبئون ننبئنّ ينبئك يو ١٧ أتنبئون الله بما لا يعلم حس ٥٠ فلننبئنّ الذين كفروا فط ١٤ ولا ينبئك مثل خبير ينبئكم ينبئهم ما ٥١ و ١٠٨ فينبئهم بما كنتم (نعم ٦٠ و ١٦٤ بة ٩٥ و ١٠٦ زم ٧ جع ٨) سب ٧ على رجل ينبئكم ما ١٥ وسوف ينبئهم الله نعم ١٠٨ فينبئهم بما كانوا- ١٥٩ ثم ينبئهم بما كانوا ور ٦٤ فينبئهم بما عملوا (مجا ٦ و ٧) تنبئهم تنّبئهم أنبئك بة ٦٥ تنبئهم بما فى قلوبهم سف ١٥ لتنبئهم بأمرهم هذا كه ٧٩ سأنبئك بتأويل ما لم أنبئكم تنبئونه عمر ١٥ ء أنبئكم بخير من ذلكم- ٤٩ وأنبئكم بما تأكلون ما ٦٣ هل أنبئكم بشر من ذلك سف ٤٥ أنا أنبئكم بتأويله حج ٧٢ هل أنبئكم على من تنزل عك ٨ فأنبئكم بما كنتم تعملون (لق ١٥) عد ٣٥ أم تنبئونه بما لا يعلم ننبئكم ننبئهم يو ٢٣ فننبئكم بما كنتم تعملون كه ١٠٤ هل ننبئكم بالأخسرين لق ٢٣ فننبئهم بما عملوا نبىء نبّئنا نبّئهم جر ٤٩ نبىء عبادى أنى أنا الغفور سف ٣٦ نبئنا بتأويله جر ٥١ ونبّئهم عن ضيف ابراهيم قمر ٢٨ ونبئهم أن الماء قسمة نبّئونى ينبأ تنبئون نعم ١٤٣ نبئونى بعلم إن كنتم قيا ١٣ ينبؤا الإنسان يومئذ نجم ٣٦ أم لم ينبأ بما فى صحف موسى تغ ٧ ثم لتنبئون بما علمتم أنبأك أنبأهم تحر ٣ قالت من أنبأك بق ٣٣ فلما أنبأهم بأسمائهم انبئهم انبئونى يستنبئونك بق ٣٣ يا آدم انبئهم بأسمائهم- ٣١ انبئونى بأسماء هؤلاء يو ٥٣ ويستنبئونك أحقّ هو
الأنبياء بق ٩١ فلم تقتلون أنبياء الله ما ٢٢ إذ جعل فيكم أنبياء عمر ١١٢ ويقتلون الأنبياء- ١٨١ وقتلهم الأنبياء نسا ١٥٤ وقتلهم الأنبياء نبيهم النبوّة بق ٢٤٧ و ٢٤٨ وقال لهم نبيهم عمر ٧٩ الكتاب والحكم والنبوّة (نعم ٨٩ جا ١٥) عك ٢٧ وجعلنا فى ذرّيّته النبوة حد ٢٦ وجعلنا فى ذرّيتهما النبوة نبت تنبت أنبتت أنبتنا مو ٢٠ تنبت بالدهن بق ٢٦١ أنبتت سبع سنابل جع ٥ وأنبتت من كل زوج جر ١٩ وأنبتنا فيها من كل شىء (لق ١٠ ق ٧) شع ٧ كم أنبتنا فيها نم ٦٠ فأنبتنا به حدائق صا ١٤٦ وأنبتنا عليه شجرة ق ٩ فأنبتنا به جنات عبس ٢٧ فأنبتنا فيها حبّا أنبتها أنبتكم عمر ٣٧ وأنبتها نباتا حسنا ح ١٧ والله أنبتكم من الأرض ينبت تنبت تنبتوا نح ١١ ينبت لكم به الزرع بق ٦١ مما تنبت الأرض (يس ٣٦) نم ٦٠ ما كان لكم أن تنبتوا نبات نباتا نباته يو ٢٤ فاختلط به نبات الأرض (كه ٤٦) طه ٥٣ أزواجا من نبات شتى عمر ٣٧ وأنبتها نباتا حسنا نعم ٩٩ نبات كل شىء ح ١٧ أنبتكم من الأرض نباتا عم ١٥ لنخرج به حبّا ونباتا عف ٥٧ يخرج نباته بإذن ربه حد ٢٠ أعجب الكفار نباته نبذ نبذ نبذه نبذتها بق ١٠١ نبذ فريق من الذين- ١٠٠ نبذه فريق منهم طه ٩٦ من أثر الرسول فنبذتها نبذوه نبذناه نبذناهم عمر ١٨٧ فنبذوه وراء ظهورهم صا ١٤٥ فنبذناه بالعراء قص ٤٠ فنبذناهم فى أليم (يا ٤٠) انبذ نبذ ينبذنّ نف ٥٩ فانبذ إليهم على سواء ن ٤٩ لنبذ بالعراء هم ٤ كلا لينبذنّ فى الحطمة انتبذت مر ١٥ إذا انتبذت من أهلها- ٢١ فانتبذت به مكانا نبز تنابزوا رات ١١ ولا تنابزوا بالألقاب نبط يستنبطونه نسا ٨٢ الذين يستنبطونه منهم نبع ينبوعا ينابيع سر ٩٠ من الأرض ينبوعا زم ٢١ فسلكه ينابيع فى الأرض
٥٢ وقربناه نجيّا نجوى النجوى نجواكم سر ٤٧ وإذ هم نجوى مجا ٧ ما يكون من نجوى طه ٦٢ واسرّوا النجوى (ان ٣) مجا ٨ الذين نهوا عن النجوى- ١٠ إنما النجوى من الشيطان- ١٢ و ١٣ بين يدى نجواكم نجواهم منجوك منجوهم نسا ١١٣ فى كثير من نجواهم بة ٧٩ يعلم سرّهم ونجواهم رف ٨٠ لا نسمع سرّهم ونجواهم عك ٣٣ إنا منجوك وأهلك جر ٥٩ إنا لمنجوهم أجمعين نحب نحبه حب ٢٣ فمنهم من قضى نحبه نحت ينحتون تنحتون جر ٨٢ ينحتون من الجبال عف ٧٣ وتنحتون الجبال بيوتا شع ٤٩ وتنحتون من الجبال صا ٩٥ أتعبدون ما تنحتون نحر انحر كو ٢ فصلّ لربك وانحر نحس نحس نحسات نحاس قمر ١٩ فى يوم نحس مستمر حس ١٦ فى أيام نحسات حما ٣٥ شواظ من نار ونحاس نحل النحل نحلة نح ٦٨ وأوحى ربك إلى النحل نسا ٣ صدقاتهن نحلة نخر نخرة عت ١١ ءإذا كنا عظاما نخرة نخل نخل نخلا النخل حما ٦٨ فيهما فاكهة ونخل كه ٣٢ وحففنهما بنخل شع ١٤٨ ونخل طلعها هضيم قمر ٢٠ كأنّهم أعجاز نخل (قة ٧) عبس ٢٩ وزيتونا ونخلا حما ١١ والنخل ذات الأكمام نعم ٩٩ ومن النخل من طلعها طه ٧١ فى جذوع النخل نعم ١٤١ والنخل والزرع مختلفا ق ١٠ والنخل باسقات
أنذرهم نعم ٥١ وأنذر به الذين يخافون يو ٢ إن أنذر الناس إبر ٤٤ وأنذر الناس يوم يأتيهم شع ٢١٤ وأنذر عشيرتك ح ١ أن أنذر قومك مد ٢ قم فأنذر نح ٢ أنذروا أنه لا إله إلا أنا مم ٣٩ وأنذرهم يوم الحسرة مم ١٨ وأنذرهم يوم الآزفة أنذر أنذروا يس ٦ ما أنذر آباؤهم كه ٥٧ واتخذوا آياتى وما أنذروا حق ٣ عما أنذروا معرضون ينذرون ينذروا ان ٤٥ إذا ما ينذرون ابر ٥٢ ولينذروا به وليعلموا نذر النذر نذورهم بق ٢٧٠ أو نذرتم من نذر هر ٧ يوفون بالنذر حج ٢٩ وليوفوا نذورهم نذرا نذر النذر سلا ٦ عذرا أو نذرا قمر ١٦ و ١٨ و ٢١ و ٣٠ فكيف كان عذابى ونذر- ٣٧ و ٣٩ فذوقوا عذابى ونذر يو ١٠١ وما تغنى الآيات والنذر حق ٢١ وقد خلت النذر قمر ٥ فما تغنى النذر- ٤١ آل فرعون النذر نجم ٥٦ من النذر الأولى قمر ٢٣ كذبت ثمود بالنذر- ٣٣ كذبت قوم لوط بالنذر- ٣٦ فتماروا بالنذر نذير نذيرا النذير ما ٢١ من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير عف ١٨٣ إن هو إلا نذير مبين- ١٨٧ إن إنا إلا نذير وبشير هد ٢ إننى لكم منه نذير- ١٢ إنما أنت نذير- ٢٥ إنى لكم نذير مبين (ح ٢) حج ٤٩ إنما أنا لكم نذير مبين
روح القدس سر ١٠٦ ونزّلناه تنزيلا شع ١٩٨ ولو نزّلناه على بعض ينزّل تنزّل نف ١١ وينزّل عليكم من السماء نح ٢ ينزّل الملائكة بالروح- ١٠١ والله أعلم بما ينزّل ور ٤٣ وينزّل من السماء (روم ٢٤) لق ٣٤ وينزّل الغيث مم ١٣ وينزل لكم من السماء شو ٢٧ ولكن ينزّل بقدر- ٢٨ وهو الذى ينزّل الغيث حد ٩ ينزل على عبده آيات بق ٩٠ أن ينزل الله من فضله ما ١١٥ أن ينزل علينا مائدة نعم ٣٧ قادر على أن ينزّل آية عمر ١٥١ ما لم ينزل به سلطانا (عف ٣٢ حج ٧١) نعم ٨١ ما لم ينزل به عليكم نسا ١٥٢ أن تنزل عليهم كتابا سر ٩٣ حتى تنزل علينا كتابا ننزّل ننزّل جر ٨ ما ننزّل الملائكة سر ٨٢ وننزل من القرآن شع ٤ إن نشأ ننزل عليهم جر ٢١ وما ننزله إلا بقدر معلوم نزّل نزّلت نعم ٣٧ لولا نزّل عليه آية جر ٦ الذى نزل عليه الذكر نح ٤٤ لتبين للناس ما نزل إليهم فر ٢٥ ونزّل الملائكة تنزيلا- ٣٢ لولا نزل عليه القرآن رف ٣١ لولا نزل هذا القرآن محمد ٢ وءامنوا بما نزل على محمد- ٢٠ لولا نزّلت سورة ينزّل تنزّل ما ١٠٤ حين ينزّل القرآن بق ١٠٥ أن ينزّل عليكم من خير روم ٤٩ من قبل أن ينزّل عليهم عمر ٩٣ من قبل أن تنزّل التوراة بة ٦٥ أن تنزل عليهم سورة أنزل بق ٢٢ وأنزل من السماء ماء (عد ١٩ ابر ٣٢ نح ٦٥ طه ٥٣ حج ٦٣ فط ٢٧) - ٩٠ أن يكفروا بما أنزل الله- ٩١ آمنوا بما أنزل الله- ١٦٤ وما أنزل الله من السماء- ١٧٠ اتبعوا ما أنزل الله (لق ٢١)
مبارك أنزلناه حج ١٦ وكذلك أنزلناه آيات ص ٢٩ كتاب أنزلناه إليك دخ ٣ أنزلناه فى ليلة مباركة قد ١ أنزلناه فى ليلة القدر ور ١ سورة أنزلناها أنزل أنزل أنزلنى نعم ٩٣ سأنزل مثل ما أنزل الله ما ١١٧ ربنا أنزل علينا مائدة مو ٢٩ وقل ربى أنزلنى منزلا أنزل بق ٣ بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك (نسا ٥٩ و ١٦١) - ٩١ نؤمن بما أنزل علينا- ١٠٢ وما أنزل على الملكين- ١٣٦ آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم- ١٨٥ الذى أنزل فيه القرآن- ٢٨٥ بما أنزل إليه من ربه عمر ٧٢ ءامنوا بالذى أنزل عمر ٨٤ بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم- ١٩٩ وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم ما ٦٢ وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل- ٦٧ و ٧٠ ما أنزل إليك من ربك- ٦٩ وما أنزل إليهم من ربهم- ٧١ وما أنزل إليكم- كثيرا منهم ما أنزل إليك- ٨٤ والنبىّ وما أنزل إليه- ٨٦ ولما سمعوا ما أنزل إلى الرسول نعم ٨ لولا أنزل عليه ملك- ١٥٦ إنما أنزل الكتاب- ١٥٧ لو أنا أنزل علينا الكتاب عف ١ كتاب أنزل إليك- ٢ اتبعوا ما أنزل إليكم- ١٥٦ النور الذى أنزل معه يو ٢٠ لولا أنزل عليه آية من ربه (عد ٨ و ٢٩) هد ١٢ لو أنزل عليه كنز- ١٤ إنما أنزل بعلم الله عد ١ والذى أنزل إليك من ربك (سب ٦) - ٢١ إنما أنزل إليك من ربك- ٣٨ يفرحون بما أنزل إليك فر ٧ لولا أنزل إليه ملك- ٢١ لولا أنزل علينا الملائكة عك ٤٦ آمنا بالذى أنزل إلينا وأنزل إليكم- ٥٠ لولا أنزل عليه ءايت ص ٨ أءنزل عليه الذكر زم ٥٥ أحسن ما أنزل إليكم حق ٣٠ أنزل من بعد موسى أنزلت تنزّلت عمر ٦٥ وما أنزلت التوراة بة ٨٧ وإذا أنزلت سورة (محمد ٢٠) - ١٢٥ و ١٢٨ وإذا ما أنزلت سورة قص ٨٧ بعد إذا أنزلت إليك شع ٢١٠ وما تنزلت به الشياطين يتنزّل تتنزّل طل ١٢ يتنزل الأمر بينهن حس ٣٠ تتنزل عليهم الملائكة تنزّل نتنزّل شع ٢٢١ على من تنزل الشياطين- ٢٢٢ تنزل على كل أفّاك أثيم قد ٤ تنزل الملائكة والروح مر ٦٤ وما نتنزل إلا بأمر ربك نزل نزلا نزلهم قع ٩٣ فنزل من حميم عمر ١٩٨ نزلا من عند الله كه ١٠٣ اعتدنا جهنم للكافرين نزلا- ١٠٨ لهم جنات الفردوس نزلا سج ١٩ فلهم جنات المأوى نزلا صا ٦٢ أذلك خير نزلا حس ٣١ نزلا من غفور رحيم قع ٥٦ هذا نزلهم يوم الدين
بما نسيتم جا ٣٣ كما نسيتم لقاء يومكم نسينا نسيتها نسوه بق ٢٨٦ لا تؤاخذنا إن نسينا طه ١٢٦ أتتك آياتنا فنسيتها عف ٥٢ يقول الذين نسوه مجا ٦ أحصاه الله ونسوه نسيناكم ينسى تنسى سج ١٤ إنا نسيناكم طه ٥٢ لا يضل ربى ولا ينسى عل ٦ سنقرئك فلا تنسى تنس تنسون تنسوا قص ٧٧ ولا تنس نصيبك بق ٤٤ وتنسون أنفسكم نعم ٤١ وتنسون ما تشركون بق ٢٣٧ ولا تنسوا الفضل بينكم تنساكم ننساهم تنسى ما ٣٣ وقيل اليوم ننساكم عف ٥٠ فاليوم ننساهم طه ١٢٦ وكذلك اليوم تنسى انسانيه أنساه أنساهم كه ٦٤ وما انسانيه إلا الشيطان سف ٤٢ فأنساه الشيطان مجا ١٩ فأنساهم ذكر الله حشر ١٩ فأنساهم أنفسهم أنسوكم ينسينك ننسها مو ١١١ حتى أنسوكم ذكرى نعم ٦٨ وإما ينسينك الشيطان بق ١٠٦ ما ننسخ من آية أو ننسها نسيا منسيّا نسيّا مر ٢٢ وكنت نسيا منسيّا- ٦٤ وما كان ربك نسيّا نسوة النسوة سف ٣٠ وقال نسوة فى المدينة- ٥٠ ما بال النسوة اللّاتى نساء النساء فتح ٢٥ ونساء مؤمنات رات ١١ ولا نساء من نساء عمر ٤٢ على نساء العالمين حب ٥٩ ونساء المؤمنين يدنين نسا ١ رجالا كثيرا ونساء- ١٠ فإن كنّ نساء- ١٧٥ رجالا ونساء فالذكر حب ٣٠ و ٣٢ يا نساء النبى- ٥٢ لا يحل لك النساء بق ٢٣٥ من خطبة النساء عمر ١٤ من النساء والبنين نسا ٣ ما طاب لكم من النساء- ٦ و ٣١ والنساء نصيب نسا ٢١ ما نكح آباؤكم من النساء- ٢٣ والمحصنات من النساء- ٣٣ قوّامون على النساء- ٧٤ و ٩٧ من الرجال والنساء- ١٢٦ ويستفتونك فى النساء- فى يتامى النساء- ١٢٨ أن تعدلوا بين النساء عف ٨٠ شهوة من دون النساء (نم ٥٥) ور ٣١ على عورات النساء- ٦٠ والقواعد من النساء حب ٣٢ كأحد من النساء بق ٢٢٢ فاعتزلوا النساء- ٢٣١ و ٢٣٢ وإذا طلقتم النساء (طل ١) - ٢٣٦ إن طلقتم النساء نسا ٣ وآتوا النساء صدقاتهنّ- ١٨ أن ترثوا النساء كرها- ٤٢ أو لمستم النساء (ما ٧) نساؤكم نسائكم نساءكم بق ٢٢٣ نساؤكم حرث لكم- ١٨٧ الرفث إلى نسائكم نسا ١٤ الفاحشة من نسائكم- ٢٢ وأمهات نسائكم وربائكم اللّاتى فى حجوركم من نسائكم طل ٤ من المحيض من نسائكم بق ٤٩ ويستحيون نساءكم (عف ١٤٠ ابر ٦) عمر ٦١ ونساءكم وأنفسنا
مما ترك- وللنساء نصيب مما ترك- ٣١ للرجا نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب- ٥٢ أم لهم نصيب من الملك- ٨٤ يكن له نصيب منها- ١٤٠ للكافرين نصيب شو ٢٠ فى الآخرة من نصيب عمر ٢٣ إلى الذين أوتوا نصيبا (نسا ٤٣ و ٥٠) نسا ٦ و ١٧ نصيبا مفروضا نعم ١٣٦ من الحرث والأنعام نصيبا نح ٥٦ نصيبا مما رزقناهم مم ٤٧ نصيبا من النار قص ٧٧ ولا تنس نصيبك نصيبهم ناصبة عف ٣٦ أولئك ينالهم نصيبهم نسا ٣٢ فآتوهم نصيبهم هد ١١٠ وإنا لموفوهم نصيبهم شية ٣ عاملة ناصبة نصت انصتوا ص ٢٩ قالوا انصتوا عف ٢٠٣ فاستمعوا له وانصتوا نصح نصحن نصحوا انصح عف ٧٨ و ٩٢ ونصحت لكم بة ٩٢ إذا نصحوا لله ورسوله عف ٦١ وانصح لكم واعلم من الله هد ٣٤ إن أردت أن انصح لكم نصحى ناصح ناصحون هد ٣٤ ولا ينفعكم نصحى عف ٦٧ وإنى لكم ناصح أمين سف ١١ وإنا له لناصحون قص ١٢ وهم له ناصحون الناصحين نصوحا عف ٢٠ إنى لكما من الناصحين- ٧٨ ولكن لا تحبون الناصحين قص ٢٠ إنى لك من الناصحين تحر ٨ توبة نصوحا نصر نصروا نصره نصركم نف ٧٢ و ٧٤ والذين آووا ونصروا بة ٤١ ٤١ فقد نصره الله عمر ١٢٣ ولقد نصركم الله ببدر بة ٢٦ لقد نصركم الله فى مواطن نصرهم نصروه نصروهم حق ٢٨ فلولا نصرهم الذين عف ١٥٦ وعزّروه ونصروه حشر ١٢ ولئن نصروهم ليولنّ نصرناه نصرناهم ان ٧٧ ونصرناه من القوم صا ١١٦ ونصرناهم فكانوا ينصر ينصرن ينصرون روم ٥ ينصر من يشاء حج ٤٠ ولينصرن الله من ينصره عف ١٩١ و ١٩٦ ولا أنفسهم ينصرون حشر ٨ وينصرون الله ورسوله تنصروا ننصر ينصرنى محمد ٧ إن تنصروا الله ينصركم مم ٥١ إنا لننصر رسلنا هد ٣٠ و ٦٣ من ينصرنى من الله ينصرك ينصره ينصرنى فتح ٣ وينصرك الله نصرا حج ١٥ أن لن ينصره الله- ٤٠ ولينصرنّ الله من ينصره
بق ١٠٧ و ١٢٠ من ولىّ ولا نصير (بة ٧٥ و ١١٧ عك ٢٢ شو ٨ و ٣١) حج ٧١ وما للظالمين من نصير (فط ٣٧) نسا ٤٤ وكفى بالله نصيرا- ٥١ فلن تجد له نصيرا- ٧٤ من لدنك نصيرا- ٨٨ و ١٢٢ و ١٧٢ وليّا ولا نصيرا (حب ١٧ و ٦٥ فتح ٢٢) - ١٤٤ ولن تجد لهم نصيرا سر ٧٥ ثم لا تجد لك علينا نصيرا- ٨٠ من لدنك سلطانا نصيرا فر ٣١ هاديا ونصيرا نف ٤٠ نعم المولى ونعم المصير (حج ٧٨) منصورا المنصورون سر ٣٣ إنه كان منصورا صا ١٧٢ إنهم لهم المنصورون منتصر منتصرا قمر ٤٤ نحن جميع منتصر كه ٤٤ وما كان منتصرا منتصرين المنتصرين يا ٤٥ وما كانوا منتصرين قص ٨١ وما كان من المنتصرين نصف نصف النصف نصفه بق ٢٣٧ فنصف ما فرضتم نسا ١١ ولكم نصف ما ترك- ٢٤ فعليهن نصف ما على المحصنات- ١٧٥ فلها نصف ما ترك- ١٠ وإن كانت واحدة فلها النصف مل ٣ نصفه أو انقص منه قليلا- ٢٠ أدنى من ثلثى الليل ونصفه نصو عق ١٦ ناصية كاذبة- ١٥ لنسفعا بالناصية ناصيتها النواصى هد ٥٦ إلا هو آخذ بناصيتها حما ٤١ بالنواصى والأقدام نضج نضجت نسا ٥٥ كلما نضجت جلودهم نضج نضاختان حما ٦٦ فيهما عينان نضاختان نضد نضيد منضود ق ١٠ لها طلع نضيد هد ٨٢ من سجيل منضود قع ٢٩ وطلح منضود نضر نضرة ناضرة طف ٢٤ نضرة النعيم هر ١١ ولقاهم نضرة وسرورا قيا ٢٢ وجوه يومئذ ناضرة نطح النطحية ما ٤ والمتردية والنطحية نطف نطفة النطفة نح ٤ خلق الانسان من نطفة
ينتظرون حب ٢٣ ومنهم من ينتظر يو ١٠٢ فهل ينتظرون إلا مثل انتظر انتظروا سج ٣٠ فاعرض عنهم وانتظر نعم ١٥٨ انتظروا إنا منتظرون (هد ١٢٢) عف ٧٠ فانتظروا إنى معكم (يو ٢٠ و ١٠٢) نظر ناظرين الناظرين محمد ٢٠ نظر المغشى عليه حب ٥٣ غير ناظرين أناه بق ٦٩ تسرّ الناظرين عف ١٠٧ فإذا هى بيضاء للناظرين (شع ٣٣) جر ١٦ وزيّنّاها للناظرين ناظرة نظرة نظرة نم ٣٥ فناظرة بم يرجع قيا ٢٣ إلى ربهما ناظرة صا ٨٨ فنظر نظرة فى النجوم بق ٢٨٠ فنظرة إلى ميسرة منظرون منظرين شع ٢٠٣ هل نحن منظرون جر ٨ وما كانوا إذا منظرين دخ ٢٩ وما كانوا منظرين المنظرين عف ١٤ إنك من المنظرين (جر ٣٧ ص ٨٠) منتظرون المنتظرين نعم ١٥٨ انتظروا إنا منتظرون (هد ١٢٢) سج ٣٠ وانتظر إنهم منتظرون عف ٧٠ إنى معكم من المنتظرين (يو ٢٠ و ١٠٢) نعج نعجة نعجتك نعاجه ص ٢٣ له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة- ٢٤ لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه نعس نعاسا النعاس عمر ١٥٤ نعاسا يغشى طائفة منكم نف ١١ إذ يغشيكم النعاس نعق ينعق بق ١٧١ ينعق بما لا يسمع نعل نعليك طه ١٢ فاخلع نعليك نعم نعمه أنعم أنعمت فجر ١٥ فأكرمه ونعّمه نسا ٦٨ الذين أنعم الله عليهم (مر ٥٨)
النعيم (حج ٥٥ صا ٤٣ قع ١٢) شع ٨٥ من ورثة جنة النعيم لق ٨ لهم جنات النعيم ن ٣٤ عند ربهم جنات النعيم طف ٢٤ فى وجوههم نضرة النعيم تكا ٨ يومئذ عن النعيم هد ١٠ ولئن أذقناه نعماء نغض ينغضون سر ٥١ فسينغضون إليك نفث النفاثات فلق ٤ ومن شر النفاثات نفح نفحة ان ٤٦ نفحة من عذاب ربك نفخ نفخ نفخت نفخنا سج ٩ ونفخ فيه من روحه جر ٢٩ ونفخت فيه من روحى (ص ٧٢) ان ٩١ فنفخنا فيها من روحنا تحر ١٢ فنفخنا فيه من روحنا تنفخ انفخ انفخوا ما ١١٣ فتنفخ فيها فتكون طيرا عمر ٤٩ فانفخ فيه فيكون طيرا كه ٩٧ قال انفخوا نفخ ينفخ نفخة كه ١٠٠ ونفخ فى الصور (يس ٥١ ق ٢٠) مو ١٠٢ فإذا نفخ فى الصور (قة ١٣) زم ٦٨ ونفخ فى الصور- ثم نفخ فيه أخرى نعم ٧٣ يوم ينفخ فى الصور (طه ١٠٢ نم ٨٧ عم ١٨) قة ١٣ نفخة واحدة نفد نفد نفدت تنفد كه ١١٠ لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى لق ٢٧ ما نفدت كلمات الله ينفد نفاد نح ٩٦ ما عندكم ينفد ص ٥٣ ما له من نفاد
سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق بق ٢ ومما رزقناهم ينفقون (نف ٣ حج ٣٥ قص ٥٤ سج ١٦ شو ٣٨) - ٢١٥ و ٢١٩ يسألونك ماذا ينفقون- ٢٦١ و ٢٦٢ و ٢٦٥ و ٢٧٤ الذين ينفقون أموالهم (نسا ٣٧) عمر ١١٧ مثل ما ينفقون فى هذه- ١٣٤ الذين ينفقون فى السراء نف ٣٦ الذين كفروا ينفقون بة ٥٥ ولا ينفقون إلا وهم- ٩٢ لا يجدون ما ينفقون- ٩٣ ألا يجدوا ما ينفقون- ١٢٢ ولا ينفقون نفقة صغيرة ابر ٣١ وينفقوا مما رزقناهم تنفقون تنفقوا بق ٢٦٧ ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون- ٢٧٢ وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير- ٢٧٣ وما تنفقوا من خير عمر ٩٢ حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شىء نف ٦١ وما تنفقوا من شىء محمد ٣٨ لتنفقوا فى سبيل الله حد ١٠ وما لكم ألّا تنفقوا منا ٧ يقولون لا تنفقوا أنفقوا ينفقونها بق ١٩٥ وأنفقوا فى سبيل الله- ٢٥٤ أنفقوا مما رزقناكم (منا ١٠) - ٢٦٧ أنفقوا من طيبات بة ٥٤ قل أنفقوا طوعا أو كرها يس ٤٧ أنفقوا مما رزقكم الله حد ٧ وأنفقوا مما جعلكم تغ ١٦ وأنفقوا خيرا لأنفسكم طل ٦ فأنفقوا عليهن نف ٣٦ فسينفقونها ثم تكون عليهم بة ٣٥ ولا ينفقونها فى سبيل الله نفقا نفاقا النفاق نعم ٣٥ أن تبتغى نفقا بة ٧٨ فأعقبهم نفاقا- ٩٨ أشد كفرا ونفاقا- ١٠٢ مردوا على النفاق
تنكحوهن مت ١٠ ولا جناح عليكم أن تنكحوهن انكحوا اكحوهن نسا ٣ فانكحوا ما طاب لكم- ٢٤ فانكحوهن بإذن أهلهن تنكحوا أنكحك بق ٢٢١ ولا تنكحوا المشركين قص ٢٧ أريد أن أنكحك يستنكحها حب ٥٠ إن أراد النبى أن يستنكحها انكحوا نكاحا النكاح ور ٣٢ وانكحوا الايامى منكم- ٢٣ الذين لا يجدون نكاحا- ٦٠ اللّاتى لا يرجون نكاحا بق ٢٣٥ ولا تعزموا عقدة النكاح- ٢٣٧ الذى بيده عقدة النكاح نسا ٥ حتى إذا بلغوا النكاح
والنهار ور ٤٤ يقلب الله الليل والنهار فر ٤٧ وجعل النهار نشورا- ٦٢ جعل الليل والنهار خلقة قص ٧٢ جعل الله عليكم النهار سرمدا- ٧٣ جعل لكم الليل والنهار يس ٣٧ نسلخ منه النهار مل ٢٠ يقدّر الليل والنهار عم ١١ وجعلنا النهار معاشا نهى نهى نهوا عت ٤٠ ونهى النفس عن الهوى حج ٤١ ونهوا عن المنكر نهاكما نهاكم عف ١٩ ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة حشر ٧ وما نهاكم عنه فانتهوا ينهى تنهى ينهون نح ٩٠ وينهى عن الفحشاء عق ٩ أرأيت الذى ينهى عك ٤٥ تنهى عن الفحشاء عمر ١٠٤ و ١١٤ وينهون عن المنكر (بة ٧٢) نعم ٢٦ وهم ينهون عنه عف ١٦٤ الذين ينهون عن السوء بة ٦٨ وينهون عن المعروف هد ١١٧ ينهون عن الفساد تنهون ينهاكم ينهاهم عمر ١١٠ وتنهون عن المنكر مئت ٨ لا ينهاكم الله عن الذين- ٩ إنما ينهاكم الله عن الذين ما ٦٦ لولا ينهاهم الربانيون عف ١٥٦ وينهاهم عن المنكر تنهانا أنهكما أنهاكم هد ٦٢ أتنهانا أن نعبد عف ٢١ ألم أنهكما عن تلكما هد ٨٧ إلى ما أنهاكم عنه ننهك انه جر ٧٠ أو لم ننهك عن العالمين لق ١٧ وأنه عن المنكر نهيت نهوا تنهون نعم ٥٦ إنى نهيت أن أعبد الذين (مم ٦٦) نسا ١٥٩ وقد نهوا عنه نعم ٢٨ لعادوا لما نهوا عنه عف ١٦٥ فلما عتوا عن ما نهوا عنه مجا ٨ ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه نسا ٣٠ كبائر ما تنهون عنه يتناهون انتهى انتهوا ما ٨٢ لا يتناهون عن منكر فعلوه بق ٢٧٥ فانتهى فله ما سلف- ١٩٢ فإن انتهوا فإن الله (نف ٣٩) - ١٩٣ فإن انتهوا فلا عدوان ينته تنته ينتهون حب ٦٠ لئن لم ينته المنافقون عق ١٥ لئن لم ينته لنسفعا مر ٤٦ لئن لم تنته لأرحمنّك شع ١١٦ لئن لم تنته يا نوح- ١٦٧ لئن لم تنته يا لوط بة ١٣ لعلهم ينتهون ينتهوا تنتهوا انتهوا ما ٧٦ وإن لم ينتهوا عما يقولون نف ٣٩ إن ينتهوا يغفر لهم- ١٩ وإن تنتهوا فهو خير يس ١٨ لئن لم تنتهوا لنرجمنكم نسا ١٧٠ انتهوا خيرا لكم حشر ٧ فانتهوا واتقوا الله الناهون انهى بة ١١٣ والناهون عن المنكر طه ٥٤ و ١٢٨ إن فى ذلك لآيات لأولى النهى
عم ٩ وجعلنا نومكم سباتا نائمون المنام عف ٩٦ بياتا وهم نائمون ن ١٩ من ربك وهم نائمون صا ١٠٢ إنى أرى فى المنام منامك منامكم نف ٤٤ فى منامك قليلا روم ٢٣ منامكم بالليل والنهار منامها زم ٤٢ والتى لم تمت فى منامها نوى النوى نعم ٩٥ فالق الحب والنوى نيل ينال ينالون ينالوا بق ١٢٤ لا ينال عهدى الظالمين حج ٣٧ لن ينال الله لحومها بة ١٢١ ولا ينالون من عدو- ٧٥ وهموا بما لم ينالوا حب ٢٥ لن ينالوا خيرا تنالوا يناله ينالهم عمر ٩٢ لن تنالوا البرّ حج ٣٧ ولكن يناله التقوى منكم عف ٣٦ أولئك ينالهم نصيبهم- ٣٨ لا ينالهم الله برحمته تناله نيلا ما ٩٧ تناله أيديكم بة ١٢١ نيلا إلا كتب لهم به عمل
باب الهاء
ها هاؤم قة ١٩ هاؤم اقرأوا كتابيه هبط يهبط اهبط بق ٧٤ يهبط من خشية الله عف ١٢ قال فاهبط منها هد ٤٨ قيل يا نوح اهبط بسلام اهبطا اهبطوا طه ١٢٣ اهبطا منها جميعا بق ٣٦ اهبطوا بعضكم لبعض (عف ٢٣) - ٣٨ اهبطوا منها جميعا- ٦١ اهبطوا مصرّا هبو هباء فر ٢٣ فجعلناه هباء منثورا قع ٦ فكانت هباء منبثّا هجد تهجد سر ٧٩ ومن الليل فتهجّد به هجر تهجرون اهجر اهجرنى مو ٦٨ سامرا تهجرون مد ٥ والرجز فاهجر مر ٤٦ واهجرنى مليّا اهجرهم هجرا اهجروهنّ مل ١٠ واهجرهم هجرا جميلا نسا ٣٣ واهجروهن فى المضاجع هاجر هاجروا هاجرن حشر ٩ يحبون من هاجر إليهم بق ٢١٨ والذين هاجروا (عمر ١٩٥ نح ٤١ حج ٥٨) نف ٧٢ و ٧٤ الذين ءامنوا وهاجروا (بة ٢١) - ٧٥ وهاجروا وجاهدوا نح ١١٠ إن ربك للذين هاجروا حب ٥٠ اللّاتى هاجرن معك يهاجر يهاجروا تهاجروا نسا ٩٩ ومن يهاجر فى سبيل الله- ٨٨ حتى يهاجروا فى سبيل الله نف ٧٢ آمنوا ولم يهاجروا- من شىء حتى يهاجروا نسا ٩٦ واسعة فهاجروا فيها مهجورا مهاجر مهاجرا فر ٣٠ اتخذوا هذا القرآن مهجورا عك ٢٦ إنى مهاجر إلى ربى نسا ٩٩ ومن يخرج من بيته مهاجرا المهاجرين مهاجرات بة ١٠١ الأوّلون من المهاجرين- ١١٨ على النبى والمهاجرين ور ٢٢ والمهاجرين فى سبيل الله حب ٦ من المؤمنين والمهاجرين حشر ٨ للفقراء المهاجرين مت ١٠ المؤمنات مهاجرات هجع يهجعون يا ١٧ قليلا من الليل ما يهجعون
نعم ١٢٥ فمن يرد الله أن يهديه يهديكم يهديهم نم ٦٣ أمّن يهديكم فى ظلمات نسا ٢٥ ويهديكم سنن الذين فتح ٢٠ ويهديكم صراطا نسا ١٧٤ ويهديهم إليه صراطا ما ١٨ ويهديهم إلى صراط عف ١٤٧ ولا يهديهم سبيلا يو ٩ يهديهم ربهم بإيمانهم نح ١٠٤ لا يهديهم الله محمد ٥ سيهديهم ويصلح بالهم نسا ١٣٦ ولا ليهديهم سبيلا- ١٦٧ ولا ليهديهم طريقا اهديك اهدك عت ١٩ وأهديك إلى ربك مر ٤٣ أهدك صراطا سويّا أهديكم أهدكم مم ٢٩ وما أهديكم إلا سبيل الرشاد- ٣٨ أهدكم سبيل الرشاد يهدوننا نهدينهم تغ ٦ أبشّر يهدوننا عك ٦٩ لنهدينهم سبلنا اهدنا اهدوهم فا ٥ اهدنا الصراط المستقيم ص ٢٢ واهدنا إلى سواء الصراط صا ٢٣ فاهدوهم إلى صراط هدى هدوا يهدى عمر ١٠١ فقد هدى إلى صراط حج ٢٤ وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد يو ٣٥ إلا أن يهدى اهتدى اهتديت يهتدى يو ١٠٨ فمن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه (سر ١٥ نم ٩٢) طه ٨٢ وعمل صالحا ثم اهتدى- ١٣٦ السوى ومن اهتدى زم ٤١ فمن اهتدى فلنفسه نجم ٣٠ وهو أعلم بمن اهتدى سب ٥٠ وان اهتديت فبما يوحى إليه اهتدوا اهتديتم بق ١٣٧ أنتم به فقد اهتدوا عمر ٢٠ فإن أسلموا فقد اهتدوا مر ٧٧ ويزيد الله الذين اهتدوا محمد ١٧ والذين اهتدوا زادهم ما ١٠٥ إذا اهتديتم إلى الله
مهتد وكثير منهم عف ١٧٧ من يهد الله فهو المهتدى (سر ٩٧ كه ١٧) مهتدون مهتدين بق ٧٠ وإنا أن شاء الله لمهتدون نعم ٨٢ لهم الأمن وهم مهتدون عف ٢٩ ويحسبون أنهم مهتدون (رف ٣٧) يس ٢١ أجرا وهم مهتدون رف ٢٢ وإنا على آثارهم مهتدون- ٤٩ إننا لمهتدون بق ١٦ وما كانوا مهتدين (نعم ١٤٠ يو ٤٥) المهتدون المهتدين بق ١٥٧ وأولئك هم المهتدون نعم ٥٦ وما أنا من المهتدين- ١١٧ وهو أعلم بالمهتدين (نح ١٢٥ قص ٥٦ ن ٧) بة ١٩ أن يكونوا من المهتدين هدية هديتكم نم ٣٥ وإنى مرسلة إليهم بهدية- ٣٦ بل أنتم بهديتكم تفرحون هرب هربا جن ١٢ ولن نعجزه هربا هرع يهرعون هد ٧٨ وجاءه قومه يهرعون إليه صا ٧٠ فهم على ءاثارهم يهرعون هزأ يستهزىء يستهزءون بق ١٥ الله يستهزىء بهم نعم ٥ و ١٠ كانوا به يستهزئون (هد ٨ جر ١١ نح ٣٤ ان ٢١ شع ٦ يس ٢٠ زم ٤٨ مم ٨٣ رف ٧ جا ٣٢ حق ٢٦) روم ١٠ وكانوا بها يستهزءون تستهزؤن استهزؤا بة ٦٦ ورسوله كنتم تستهزءون- ٦٥ قل استهزؤا استهزىء يستهزأ نعم ١٠ ولقد استهزىء برسل من قبلك (عد ٣٤ ان ٤١) نسا ١٣٩ يكفر بها ويستهزأ بها هزوا بق ٦٧ قالوا أتتخذنا هزوا
- ٧٥ وهموا بما لم ينالوا عمر ١٥٤ قد أهمتهم أنفسهم هيمن مهيمنا المهيمن ما ٥١ ومهيمنا عليه حشر ٢٣ المهيمن العزيز الجبّار هنأ هنيئا نسا ٣ فكلوه هنيئا مريئا طو ١٩ كلوا واشربوا هنيئا (قة ٣٤ سلا ٤٣) هود هادوا هدنا بق ٦٢ والذين هادوا والنصارى نسا ٤٥ من الذين هادوا يحرّفون- ١٥٨ من الذين هادوا حرّمنا ما ٤٤ ومن الذين هادوا سماعون- ٤٧ أسلموا للذين هادوا- ٧٢ والذين هادوا والصائبون نعم ١٤٦ وعلى الذين هادوا حرّمنا (نح ١١٨) حج ١٧ والذين هادوا والصائبين جع ٦ يا أيها الذين هادوا عف ١٥٥ إنا هدنا إليك هور هار أنهار بة ١١٠ على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم هون أهانن يهن فجر ١٦ فيقول ربى أهانن حج ١٨ ومن يهن الله فما له هونا هون الهون فر ٦٣ يمشون على الأرض هونا نح ٥٩ أيمسكه على هون نعم ٩٣ تجزون عذاب الهون (حق ٢٠) حس ١٧ صاعقة العذاب الهون هين هيّنا اهون مر ٨ قال ربك هو علىّ هين- ٢٠ قال ربك هو علىّ هين ور ١٥ وتحسبونه هيّنا روم ٢٧ وهو أهون عليه مهين مهينا بق ٩٠ وللكافرين عذاب مهين (مجا ٥) عمر ١٧٨ ولهم عذاب مهين (حج ٥٦ لق ٦ جا ٨ مجا ١٦) نسا ١٣ وله عذاب مهين- ٣٦ و ١٠١ و ١٥٠ للكافرين عذابا مهينا حب ٥٧ وأعدّ لهم عذابا مهينا المهين مهانا سب ٤ فى العذاب المهين دخ ٣٠ من العذاب المهين فر ٦٩ ويخلد فيه مهانا هوى هوى تهوى تهوى طه ٨١ عليه غضبى فقد هوى نجم ١ والنجم إذا هوى ابر ٣٧ تهوى إليهم حج ٣١ أو تهوى به الريح بق ٨٧ بما لا تهوى أنفسكم (ما ٧٣) نجم ٢٣ وما تهوى الأنفس استهوته الهوى نعم ٧١ استهوته الشياطين نسا ١٣٤ فلا تتبعوا الهوى ص ٢٦ ولا تتبع الهوى نجم ٣ وما ينطق عن الهوى عت ٤٠ ونهى النفس عن الهوى هواه أهواء عف ١٧٥ واتبع هاوء (كه ٢٨ طه ١٦ قص ٥٠) فر ٤٣ اتخذ إلهه هواه (جا ٢٢)
باب الواو
وأد تك ٨ وإذا الموءودة سئلت وأل موئلا كه ٥٩ من دونه موئلا وبر أوبارها كه ٥٩ من دونه موئلا وبر أوبارها نح ٨٠ ومن أصوافها وأوبارها وبق يوبقهنّ موبقا شو ٣٤ أو يوبقهنّ بما كسبوا كه ٥٣ وجعلنا بينهم موبقا وبل وابل وبال وبيلا بق ٢٦٤ فأصابه وابل- ٢٦٥ أصابها وابل- فإن لم يصبها وابل فطلّ ما ٩٨ ليذوق وبال أمره حشر ١٥ ذاقوا وبال أمرهم (تغ ٥) طل ٩ فذاقت وبال أمرها مل ١٦ فأخذناه أخذا وبيلا وتن الوتين قة ٤٦ ثم لقطعنا منه الوتين وثق واثقكم يوثق وثاقه ما ٨ الذى أوثقكم به فجر ٢٦ ولا يوثق وثاقه أحد الوثاق الوثقى محمد ٤ فشدوا الوثاق بق ٢٥٦ بالعروة الوثقى (لق ٢٢) موثقا موثقهم سف ٦٦ حتى تؤتون موثقا- فلما أتوه موثقهم- ٨٠ قد أخذ عليكم موثقا ميثاق ميثاقا الميثاق نسا ٨٩ و ٩١ بينكم وبينهم ميثاق (نف ٧٢) عف ١٦٨ عليهم ميثاق الكتاب بق ٨٣ أخذنا ميثاق بنى إسرءيل (ما ٧٣) عمر ٨١ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين- ١٨٧ وإذ أخذ الله ميثاق الذين نسا ٢٠ وأخذن منكم ميثاقا- ١٥٣ وأخذنا منهم ميثاقا (حب ٧) ما ١٣ أخذ الله ميثاق بنى إسرائيل عد ٢٢ ولا ينقضون الميثاق ميثاقه ميثاقهم ميثاقكم بق ٢٧ من بعد ميثاقه (عد ٢٧) ما ٨ نعمة الله عليكم وميثاقه نسا ١٥٣ ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم- ١٥٤ فيما نقضهم ميثاقهم (ما ١٤) ما ١٥ أخذنا ميثاقهم حب ٧ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم بق ٦٣ و ٨٤ و ٩٣ وإذ أخذنا ميثاقكم حد ٨ وقد أخذ ميثاقكم وجب وجبت حج ٣٦ فإذا وجبت جنوبها
الناس- ١١٠ وتجدوه عند الله (مل ٢٠) عف ١٥٦ يجدونه مكتوبا وجد وجدكم سف ٧٥ من وجد فى رحله طل ٦ سكنتم من وجدكم وجس أوجس عد ٧٠ وأوجس منهم خيفة (يا ٢٨) طه ٦٧ فأوجس فى نفسه خيفة وجف أوجفتم واجفته حشر ٦ فما أوجفتم عليه عت ٨ قلوب يومئذ واجفة وجل وجلت توجل نف ٢ وجلت قلوبهم (حج ٣٥) جر ٥٣ قالوا لا توجل وجلون وجلة جر ٥٢ إنا منكم وجلون مو ٦١ وقلوبهم وجلة وجه وجهت يوجهه توجه نعم ٧٩ إنى وجهت وجهى نح ٧٦ أينما يوجهه لا يأت بخير قص ٢٢ ولما توجه تلقاء مدين وجه بق ١١٥ فثمّ وجه الله سف ٩ يخل لكم وجه أبيكم حما ٢٧ ويبقى وجه ربك بق ٢٧٢ إلا ابتغاء وجه الله سف ٩٣ فألقوه على وجه أبى عد ٢٤ ابتغاء وجه ربهم هر ٩ إنما نطعمكم لوجه الله لل ٢٠ إلا ابتغاء وجه ربه عمر ٧٢ آمنوا وجه النهار روم ٣٨ خير للذين يريدون وجه الله- ٣٩ تريدون وجه الله وجوه وجوها الوجوه عمر ١٠٦ يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه ملك ٢٧ سيئت وجوه الذين قيا ٢٢ وجوه يومئذ ناضرة- ٢٤ ووجوه يومئذ باسرة عبس ٣٨ وجوه يومئذ مسفرة- ٤٠ ووجوه يومئذ عليها غبرة شية ٢ وجوه يومئذ خاشعة- ٨ وجوه يومئذ ناعمة حج ٧٢ تعرف فى وجوه الذين نسا ٤٦ أن نطمس وجوها طه ١١١ وعنت الوجوه للحى كه ٢٩ كالمهل يشوى الوجوه وجهى وجهك وجهه عمر ٢٠ أسلمت وجهى لله نعم ٧٩ وجهى للذى فطر بق ١٤٤ قد نرى تقلب وجهك- فولّ وجهك شطر- ١٤٩ و ١٥٠ فولّ وجهك شطر المسجد يو ١٠٥ أقم وجهك للدين (روم ٣٠ و ٤٣) نح ٥٨ ظل وجهه مسودّا (رف ١٧) سف ٩٦ ألقاه على وجهه حج ١١ انقلب على وجهه زم ٢٤ أفمن يتقى بوجهه ملك ٢٢ مكبّا على وجهه
إليهم إن سبحوا حس ١٢ وأوحى فى كل سماء أمرها نجم ١٠ فأوحى إلى عبده ما أوحى نر ٥ بأن ربك أوحى لها ما ١١٤ أوحيت إلى الحواريين أوحينا نسا ١٦٢ إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا عف ١١٦ و ١٥٩ وأوحينا إلى موسى (يو ٨٧ طه ٧٧ شع ٥٣ شع ٥٣ و ٦٤) يو ٢ إن أوحينا إلى رجل منهم سف ٣ بما أوحينا إليك هذا- ١٥ وأوحينا إليه لتنبئهم عد ٣٢ لتتلو عليهم الذى أوحينا نح ١٢٣ ثم أوحينا إليك أن اتبع سر ٧٣ عن الذى أوحينا إليك- ٨٦ لنذهبنّ بالذى أوحينا طه ٣٨ إذ أوحينا إلى أمك ان ٧٣ وأوحينا إليهم فعل مو ٢٧ فأوحينا إليه أن أصنع قص ٧ وأوحينا إلى أم موسى فط ٣١ والذى أوحينا إليك شو ٧ و ٥٢ وكذلك أوحينا- ١٣ والذى أوحينا إليك وما يوحى يوحون نعم ١١٢ يوحى بعضهم إلى بعض نف ١٢ إذ يوحى ربك سب ٥٠ فيما يوحى إلىّ ربى شو ٢ كذلك يوحى إليك- ٥١ فيوحى بإذنه ما يشاء نعم ١٢١ وإن الشياطين ليوحون نوحى نوحيه نوحيها سف ١٠٩ إلا رجالا نوحى إليهم (نح ٤٣ ان ٧) ان ٢٥ من رسول إلا نوحى إليه عمر ٤٤ من أنباء الغيب نوحيه إليك (سف ١٠٢) هد ٤٩ من أنباء الغيب نوحيها أوحى يوحى يوح نعم ١٩ وأوحى إلىّ هذا القرآن- ٩٣ أو قال أوحى إلىّ ولم يوح إليه- ١٠٦ اتبع ما أوحى إليك- ١٤٥ لا أجد فى ما أوحى إلىّ هد ٣٦ وأوحى إلى نوح كه ٢٧ واتل ما أوحى إليك (عك ٤٥) طه ٤٨ إنا قد أوحى إلينا زم ٦٥ إنا قد أوحى إليك رف ٤٣ فاستمسك بالذى أوحى جن ١ قل أوحى إلىّ أنه استمع نعم ٥٠ أن اتبع إلا ما أوحى إلىّ (يو ١٥ حق ١٩) يو ١٠٩ واتبع ما يوحى إلىّ (حب ٢) هد ١٢ بعض ما يوحى إليك كه ١١١ أنا بشر مثلكم يوحى إلىّ (حس ٦) طه ١٣ فاستمع لما يوحى- ٣٨ إلى أمك ما يوحى ان ١٠٨ قل إنما يوحى إلىّ ص ٧٠ إن يوحى إلىّ إلّا أنما أنا نجم ٤ إن هو إلا وحىّ يوحى وحى وحيا الوحى نجم ٤ إن هو إلا وحى يوحى
يلحدون جع ٩ وذروا البيع ن ٤٤ فذرنى ومن يكذّب مل ١١ وذرنى والمكذبين مد ١١ ذرنى ومن خلقت وحيدا ذرنا ذرهم ذرونى بة ٨٧ ذرنا نكن مع القاعدين نعم ٩١ ثم ذرهم فى خوضهم- ١١٢ و ١٣٧ فذرهم وما يفترون جر ٣ ذرهم يأكلوا ويتمتعوا مر ٥٥ فذرهم فى غمرتهم رف ٨٣ فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا (معا ٤٢) طو ٤٥ فذرهم حتى يلاقوا مم ٢٦ ذرونى أقتل موسى ذروه ذروها ذرونا سف ٤٧ فذروه فى سنبله عف ٧٢ فذروها تأكل فى أرض الله (هد ٦٤) فتح ١٥ ذرونا نتبعكم ورث ورث ورثوا ورثه نم ١٦ وورث سليمان داود عف ١٦٨ خلّف ورثوا الكتاب نسا ١٠ وورثه أبواه يرث يرثون يرثنى مر ٥ يرثنى ويرث من ءال عف ٩٩ للذين يرثون الأرض مو ١١ الذين يرثون الفردوس ترثوا نرث يرثها نرثه نسا ١٨ أن ترثوا النساء كرها مر ٤٠ إنا نحن نرث الأرض نسا ١٧٥ وهو يرثها إن لم يكن لها ولد ان ١٠٥ يرثها عبادى الصالحون مر ٨١ ونرثه ما يقول أورثنا أورثكم أورثناها عف ١٣٦ وأورثنا القوم الذين فط ٣٢ ثم أورثنا الكتاب زم ٧٤ وأورثنا الأرض مم ٥٣ وأورثنا بنى اسرائيل حب ٢٧ وأورثكم أرضهم شع ٦٠ وأورثناها بنى اسرائيل دخ ٢٨ وأورثناها قوما آخرين نورث يورثها مر ٦٣ التى نورث من عبادنا عف ١٢٧ يورثها من يشاء أورثوا أورثتموها يورث شو ١٤ الذين أورثوا الكتاب عف ٤٢ أورثتموها بما كنتم (رف ٧٢) نسا ١١ وإن كان رجل يورث الوارث الوارثون الوارثين بق ٢٣٣ وعلى الوارث مثل ذلك جر ٢٣ ونحن الوارثون مو ١٠ أولئك هم الوارثون ان ٨٩ وأنت خير الوارثين قص ٥ ونجعلهم الوارثين- ٥٨ وكنا نحن الوارثين ورثة التراث ميراث شع ٨٥ من ورثة جنة النعيم فجر ١٩ وتأكلون التراث عمر ١٨٠ ولله ميراث السموات والأرض (حد ١٠) ورد ورد وردوها أوردهم قص ٢٢ ولما ورد ماء مدين ان ٩٩ ءالهه ما وردوها هد ٩٩ فأوردهم النار وردا الورد المورود مر ٨٧ إلى جهنم وردا هد ٩٩ وبئس الورد المورود
وزن وزنوهم زنوا طف ٣ وإذا كالوهم أو وزنوهم سر ٣٥ وزنوا بالقسطاس المستقيم (شع ١٨٢) وزنا) الوزن كه ١٠٦ يوم القيامة وزنا عف ٧ والوزن يومئذ الحق حما ٩ وأقيموا الوزن بالقسط موزون الميزان جر ١٩ من كل شىء موزون حما ٨ ألّا تطغوا فى الميزان نعم ١٥٢ وأوفوا الكيل والميزان (عف ٨٤ هد ٨٤) هد ٨٣ المكيال والميزان شو ١٧ الكتاب بالحق والميزان حما ٧ ووضع الميزان حد ٢٥ معهم الكتاب والميزان الموازين موازينه ان ٤٧ ونضع الموازين القسط عف ٧ فمن ثقلت موازينه (مو ١٠٣ قا ٦) - ٨ ومن خفت موازينه (مو ١٠٤ قا ٨) وسط وسطن وسطا عا ٥ فوسطن به جمعا
أوضعوا عمر ٩٦ إن أول بيت وضع كه ٥٠ ووضع الكتاب (زم ٦٩) بة ٤٨ ولأوضعوا خلالكم
عمر ٩ إن الله لا يخلف الميعاد (عد ٣٣)
وقرا وقع وقع وقعت الواقعة نسا ٩٩ فقد وقع أجره على الله عف ٧٠ قد وقع عليكم من ربكم- ١١٧ فوقع الحق وبطل ما- ١٣٣ ولما وقع عليهم الرجز يو ٥١ أثم إذا ما وقع آمنتم به نم ٨٢ وإذا وقع القول عليهم نم ٨٥ ووقع القول عليهم قع ١ إذا وقعت الواقعة قة ١٥ فيومئذ وقعت الواقعة تقع قعوا يوقع حج ٦٥ ويمسك السماء أن تقع جر ٢٩ فقعوا له ساجدين (ص ٧٢) ما ٩٤ أن يوقع بينكم العداوة واقع وقعتها عف ١٧٠ وظنوا أنه واقع بهم شو ٢٢ وهو واقع بهم يا ٦ وإن الدين لواقع طو ٧ إن عذاب ربك لواقع سلا ٧ إنما توعدون لواقع معا ٢ سأل سائل بعذاب واقع قع ٢ ليس لوقعتها كاذبة مواقع مواقعوها قع ٧٥ فلا أقسم بمواقع النجوم كه ٥٤ فظنوا أنّهم مواقعوها وقف قفوهم وقفوا موقوفون صا ٢٤ وقفوهم إنهم مسئولون نعم ٢٧ و ٣٠ ولو ترى إذ قفوا سب ٣١ موقوفون عند ربهم وقى وقاه وقانا وقاهم مم ٤٥ فوقاه الله سيئات ما طو ٢٧ ووقانا عذاب السموم دخ ٥٦ ووقاهم عذاب الجحيم طو ١٨ ووقاهم ربهم عذاب هر ١١ فوقاهم الله شر ذلك تق تقيكم قوا مم ٩ ومن تق السيئات يومئذ نح ٨١ سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم تحر ٦ قوا أنفسكم وأهليكم قنا قهم يوق بق ٢٠١ وقنا عذاب النار (عمر ١٦ و ١٩١) مم ٧ وقهم عذاب الجحيم- ٩ وقهم السيئات حشر ٩ ومن يوق شحّ نفسه (تغ ١٦) اتّقى اتقوا بق ١٨٩ ولكن البرّ من اتّقى- ٢٠٣ فلا إثم عليه لمن اتقى عمر ٧٦ من أوفى بعهده واتقى نسا ٧٦ والآخرة خير لمن اتقى عف ٣٤ فمن اتقى وأصلح نجم ٣٢ هو أعلم بمن اتقى لل ٥ فأما من اعطى واتقى بق ١٠٣ ولو أنهم ءامنوا واتقوا- ٢١٢ والذين اتقوا فوقهم عمر ١٥ للذين اتقوا عند ربهم- ١٧٢ للذين أحسنوا منهم واتقوا- ١٩٨ لكن الذين اتقوا ربهم (زم ٢٠) ما ٦٨ واتقوا لكفرنا عنهم
الأتقى أتقاكم عد ٣٦ وما لهم من الله من واق- ٣٩ من ولىّ ولا واق مم ٢١ من الله واق لل ١٧ وسيجنبها الأتقى رات ١٣ إن أكرمكم عند الله أتقاكم تقيّا تقاة تقاته مر ١٢ وزكاة وكان تقيّا- ١٧ إن كنت تقيّا- ٦٣ من كان تقيّا عمر ٢٨ إن تتقوا منهم تقاة- ١٠٢ اتقوا الله حقّ تقاته تقوى التقوى بة ١١٠ على تقوى من الله حج ٣٢ فإنّها من تقوى القلوب بق ١٩٧ فإن خير الزاد التقوى- ٢٣٧ وأن تعفوا أقرب التقوى ما ٣ وتعاونوا على البر والتقوى- ٩ اعدلوا هو أقرب للتقوى عف ٢٥ ولباس التقوى ذلك خير بة ١٠٩ أسّس على التقوى طه ١٣٢ والعاقبة للتقوى حج ٣٧ ولكن يناله التقوى فتح ٢٦ وألزمهم كلمة التقوى رات ٣ امتحن الله قلوبهم للتقوى مجا ٦ وتناجوا بالبر والتقوى مد ٥٦ هو أهل التقوى عق ١٢ أو أمر بالتقوى تقواها تقواهم المتقون شم ٨ فجورها وتقواها محمد ١٧ وءاتاهم تقواهم بق ١٧٧ وأولئك هم المتقون (زم ٣٣) نف ٣٤ إن أولياؤه إلا المتقون عد ٣٧ التى وعد المتقون (فر ١٥ محمد ١٥) المتقين بق ١ هدى للمتقين- ٦٦ وموعظة للمتقين (ما ٤٩ ور ٣٤) - ١٨٠ و ٢٤١ حقّا على المتقين- ١٩٤ واعلموا أن الله مع المتقين (بة ٣٧ و ١٢٤) عمر ٧٦ فإن الله يحب المتقين (بة ٥ و ٨) عمر ٧٦ فإن الله يحب المتقين (بة ٥ و ٨) - ١١٥ والله عليم بالمتقين (بة ٤٥) - ١٣٣ أعدّت للمتقين- ١٣٨ وموعظة للمتقين ما ٣٠ إنما يتقبل الله من المتقين عف ١٢٧ والعاقبة للمتقين (قص ٨٣) هد ٤٩ إن العاقبة للمتقين جر ٤٥ إن المتقين فى جنات (يا ١٥ طو ١٧ قمر ٥٤) نح ٣٠ ولنعم دار المتقين- ٣١ يجزى الله المتقين مر ٨٦ يوم يحشر المتقين- ٩٨ لتبشر به المتقين ان ٤٨ وذكرا للمتقين فر ٧٤ واجعلنا للمتقين إماما شع ٩٠ وأزلفت الجنة للمتقين (ق ٣١) ص ٢٨ أم نجعل المتقين كالفجار- ٤٩ وإن للمتقين لحسن مآب زم ٥٧ لكنت من المتقين رف ٣٥ عند ربك للمتقين- ٦٧ لبعض عدو إلا المتقين دخ ٥١ إن المتقين فى مقام أمين جا ١٨ والله ولى المتقين ن ٣٤ إن للمتقين عند ربهم قة ٤٨ وإنه لتذكرة للمتقين سلا ٤١ إن المتقين فى ظلال عم ٣١ إن للمتقين مفازا وكأ أتوكؤا يتكئون طه ١٨ هى عصاى اتوكؤا عليها رف ٣٤ وسررا عليها يتكئون متكئون متكئين متكأ يس ٥٦ على الأرائك متكئون كه ٣١ متكئين فيها على الأرائك (ص ١٣) ص ٥٠ متكئين فيها يدعون فيها
٧٢ ءألد وأنا عجوز ح ٢٧ ولا يلدوا إلا فاجرا ولد ولدت يولد مر ١٤ وسلام عليه يوم ولد- ٣٣ والسلام علىّ يوم ولدت خل ٣ لم يلد ولم يولد ولد ولدا عمر ٤٧ أنّى يكون لى ولد نسا ١٠ إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد- ١١ إن لم يكن لهنّ ولد فإن كان لهنّ ولد- إن كان لكم ولد- ١٧٠ سبحانه أن يكون له ولد- ١٧٥ ليس له ولد وله أخت- إن لم يكن لها ولد نعم ١٠١ انّى يكون له ولد رف ٨١ قل إن كان للرحمن ولد مر ٣٥ أن يتخذ من ولد مو ٩٢ ما اتخذ الله من ولد بق ١١٦ وقالوا اتخذ الله ولدا (يو ٦٨ كه ٤ مر ٨٩) سف ٢١ أو نتخذه ولدا (قص ٩) سر ١١١ الذى لم يتخذ ولدا كه ٤٠ أنا أقل منك مالا وولدا مر ٧٨ وقال لأوتين مالا وولدا- ٩٢ أن دعوا للرحمن ولدا- ٩٣ للرحمن أن يتخذ ولدا ان ٢٦ وقالوا أتخذ الرحمن ولدا فر ٢ والأرض ولم يتخذ ولدا زم ٤ لو أراد الله أن يتخذ ولدا جن ٣ ما اتخذ صاحبة ولا ولدا أولادا الأولاد بة ٧٠ وأكثر أموالا وأولادا سب ٣٥ أكثر أموالا وأولادا سر ٦٤ فى الأموال والأولاد (حد ٢٠) ولده ولدها أولادكم ح ٢١ وولده إلا خسارا بق ٢٣٣ لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده- أن تسترضعوا أولادكم لق ٣٣ لا يجزى والد عن ولده نف ٢٨ إنما أموالكم وأولادكم فتنة (تغ ١٥) سب ٣٧ وما أموالكم ولا أولادكم مت ٣ أرحامكم ولا أولادكم منا ٩ أموالكم ولا أولادكم نسا ١٠ يوصيكم الله فى أولادكم تغ ١٤ إن من أزواجكم وأولادكم نعم ١٥١ ولا تقتلوا أولادكم (سر ٣١) أولادهم أولادهنّ عمر ١٠ و ١١٦ لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم (مجا ١٧) بة ٥٦ فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم- ٨٦ ولا تعجبك أموالهم وأولادهم نعم ١٣٧ قتل أولادهم شركاؤهم- ١٤٠ الذين قتلوا أولادهم سفها بق ٢٣٣ يرضعن أولادهنّ مت ١٢ ولا يقتلن أولادهنّ والده الوالدان الوالدين لق ٣٣ هو جاز عن والده نسا ٦ الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان- ٣٢ موالى مما ترك الوالدان بق ٨٣ وبالوالدين إحسانا (نسا ٣٥ نعم ١٥١ سر ٢٣) - ١٨٠ و ٢١٥ للوالدين والأقربين نسا ١٣٤ ولو على أنفسكم أو الوالدين والديك والديه والدى لق ١٤ ووصينا الإنسان بوالديه- اشكر لى ولوالديك مر ١٣ وبرّا لوالديه عك ٨ ووصينا الانسان بوالديه- أنعمت علىّ وعلى والدىّ
فإن الله لا يحب- ٦٣ فإن تولوا فإن الله عليم- ٦٤ فإن تولوا فقولوا- ١٥٥ إن الذين تولوا منكم نسا ٨٨ فإن تولوا فخذوهم ما ٥٢ فإن تولوا فاعلم نف ٢٣ ولو أسمعهم لتولوا- ٤٠ وان تولوا فاعلموا
٧٠ أولى بهما صليّا حب ٦ النبىّ أولى بالمؤمنين- بعضهم أولى ببعض محمد ٢٠ من الموت فأولى لهم قيا ٣٤ و ٣٥ أولى لك فأولى ما ١١٠ استحق عليهم الأوليان مولى المولى مولاه محمد ١١ مولى الذين آمنوا وإن الكافرين لا مولى لهم دخ ٤١ لا يغنى مولى عن مولى شيئا نف ٤٠ نعم المولى ونعم النصير (حج ٧٨) حج ١٣ لبئس المولى ولبئس العشير نح ٧٦ وهو كلّ على مولاه تحر ٤ فإن الله هو مولاه مولانا مولاكم مولاهم بق ٢٨٦ وارحمنا أنت مولانا بة ٥٢ هو مولانا وعلى الله عمر ١٥٠ بل الله مولاكم نف ٤٠ فاعلموا أن الله مولاكم حج ٧٨ واعتصموا بالله هو مولاكم حد ١٥ هى مولاكم وبئس المصير تحر ٢ والله مولاكم وهو العليم نعم ٦٢ ردوا إلى الله مولاهم (يو ٣٠) موالى الموالى نسا ٣٢ ولكلّ جعلنا موالى مر ٤ وإنى خفت الموالى مواليكم مولّيها حب ٥ فإخوانكم فى الدين ومواليكم بق ١٤٨ ولكلّ وجهة هو مولّيها ونى تنيا طه ٤٢ ولا تنيا فى ذكرى وهب وهب وهبت وهبنا ابر ٣٩ وهب لى على الكبر شع ٢١ فوهب لى ربى حكما حب ٥٠ إن وهبت نفسها للنبى نعم ٨٤ ووهبنا له اسحق (ما ٦ ان ٧٢ عك ٢٣)
باب الياء
يئس يئس يئسوا يئسن ما ٤ يئس الذين كفروا مت ١٣ قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار عك ٧٣ يئسوا من رحمتى طل ٤ واللائى يئسن من المحيض ييأس تيأسوا سف ٨٧ ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله عد ٣٣ أفلم ييأس الذين آمنوا استيأس استيأسوا سف ١١٠ حتى إذا استيأس الرسل- ٨٠ فلما استيأسوا يؤس يؤسا هد ٩ إنه ليؤس كفور حس ٤٩ وإذا مسّه الشر فيؤس سر ٨٣ وإذا مسّه الشر كان يؤسا يبس ييسا يابس يابسات طه ٧٢ طريقا فى البحر بيبسا نعم ٥٩ ولا رطب ولا يابس إلا عف ٤٣ و ٤٦ وأخر يابسات يتم يتيما اليتيم يتيمين هر ٨ مسكينا ويتيما وأسيرا بل ١٥ يتيما ذا مقربة ضح ٦ ألم يجدك يتيما فآوى نعم ١٥٢ ولا تقربوا مال اليتيم (سر ٣٤) فجر ١٧ بل لا تكرمون اليتيم ضح ٩ فأمّا اليتيم فلا تقهر عو ٢ فذلك الذى يدعّ اليتيم كه ٨٣ فكان لغلامين يتيمين يتامى اليتامى نسا ١٢٦ فى يتامى النساء- وأن تقوموا لليتامى بالقسط بق ٨٣ و ١٧٦ و ٢١٥ واليتامى والمساكين (نسا ٧ و ٣٥ نف ٤١ حشر ٧) - ٢٢٠ ويسألونك عن اليتامى نسا ٢ وءاتوا اليتامى أموالهم- ٣ ألّا تقسطوا فى اليتامى- ٥ وابتلوا اليتامى- ٩ يأكلون أموال اليتامى يدى يد يدا يدّى ما ٦٧ وقالت اليهود يد الله مغلولة فتح ١٠ يد الله فوق أيديهم عمر ٧٣ إن الفضل بيد الله (حد ٢٩) بة ٣٠ حتى يعطوا الجزية عن يد تب ١ تبت يدا أبى لهب عف ٥٦ بشرا بين يدى رحمته (فر ٤٨ نم ٦٣) سب ٤٦ بين يدى عذاب شديد رات ١ لا تقدموا بين يدى الله مجا ١٢ و ١٣ بين يدى نجواكم أيدى أيد الأيدى روم ٤١ بما كسبت أيدى الناس فتح ٢٠ وكفّ أيدى الناس عنكم حشر ٢ وأيدى المؤمنين عف ١٩٤ أم لهم أيد يبطشون بها عبس ١٥ بأيدى سفرة ص ٤٥ أولى الأيدى والأبصار يدك يده يدى عمر ٢٦ بيدك الخير ص ٤٤ وخذ بيدك كضغثا ما ٣١ لئن بسطت إلىّ يدك سر ٢٩ ولا تجعل يدك مغلولة طه ٢٢ واضمم يدك إلى جناحك نم ١٢ وادخل يدك فى جيبك قص ٢٢ اسلك يدك فى جيبك بق ٢٣٧ الذي بيده عقدة النكاح- ٢٤٩ من اغترف غرفة بيده مو ٨٩ من بيده ملكوت كل شىء
٥٨) نيسرك نيسره يسر عل ٨ ونيسرك لليسرى
١- مرتبة لوموفق منطوقها ٢- مع الإشارة إلى آياتها وسورها
بسم الله الرحمن الرحيم
قاموس الأعلامباب الهمزة
الله الله ٩٧٤ مرة الله ١١٣١ مرة الله ٥٩١ مرة ءادم ويا آدم ما ٣٠ قال يا آدم بق ٣٣ طه ١٢٠ قلنا يا آدم بق ٣٥ طه ١٨٧ آدم بق ٣٧ طه ١٢٨ مخفوضا نبأ بنى آدم ما ٣٠ يا بنى آدم عف ٢٥ و ٢٦ و ٣٠ و ٣٤ يس ٦٠ من بنى آدم عف ١٧١ كرمنا بنى آدم سر ٧٠ لآدم بق ٣٤ عف ١٠ سر ٦١ كه ١ فط ١١٦ إلى آدم طه ١١٥ آدم عمر ٥٨ مر ٥٨ منصوبا آدم بق ٣١ عمر ٣٣ ءازر آذر نعم ٧٤ ابراهيم يا ابراهيم هد ٧٦ مر ٤٦ ان ٦٢ صا ١٠٤ قال ابراهيم بق ١٢٦ و ٢٥٨ مرتين و ٢٦٠ نعم ٧٤ ابر ٣٥ رف ٢٦ يقال له ابراهيم ان ٦٠ ما كان ابراهيم عمر ٦٧ ابراهيم بق ١٢٧ و ١٣٢ «مخفوضا» وآل ابراهيم عمر ٣٣ نسا ٥٣ فى ابراهيم عمر ١٥ بابراهيم عمر ٦٨ على ابراهيم عمر ٨٤ ان ٦٩ صا ١٠٩ عن ابراهيم هد ٧٤ لابراهيم حج ٢٦ إلى ابراهيم بق ١٢٥ و ١٣٦ نسا ١٦٢ إلا قول إبراهيم مت ٤ وقوم ابراهيم حج ٤٣ وقوم ابراهيم بة ٧١ ابراهيم بق ١٢٥ و ١٣٠ و ١٣٣ عمر ٩٥ و ٩٧ نسا ١٢٤ نعم ١٦٢ بة ١١٥ سف ١ و ٣٨ جر ٥١ نح ١٢٣ مر ٥٨ ان ٦٩ حج ٧٨ شع ٧٠ حب ٧ يا ٢٤ نجم ٣٧ عل ١٩ «منصوبا» وابراهيم إذ قال لقومه عك ١٦ أم تقولون ان ابراهيم بق ١٤٠ ابرهيم بق ٢٢٤ و ٢٥٨ نسا ١٢٤ نعم ٧٥ و ٨٣ بة ١١٥ هد ٦٩ و ٧٥ نح ١٢٠ مر ٤١ ان ٥١ عك ٣١ ص ٤٥ صا ٨٣ شو ١٣ حد ٢٦ ابليس قال يا ابليس جر ٣٢ ص ٧٥ ابليس سب ٢٠ وجنود ابليس شع ٩٥ إلا ابليس بق ٣٤ عف ١٠ جر ٣١ سر ٦١ كه ٥١ طه ١٣٦ ص ٧٤ ادريس ادريس مر ٥٦ ان ٨٥
باب الباء
بابل ببابل بق ١٠٢ بكة ببكة عمر ٩٦
باب التاء
تبع أم قوم تبّع دخ ٣٧ وقوم تبّع ق ١٤ التوراة التوراة عمر ٦٥ و ٩٣ ما ٤٦ «مخفوضا» بالتوراة عمر ٩٣ من التوراة عمر ٥٠ ما ٤٩ (مرتين) صف ٢٩ فى التوراة عف ١٥٦ بة ١١٢ فتح ٢٩ «منصوبا» التوراة عمر ٣ و ٤٨ ما ٤٧ و ٦٩ و ٧١ و ١١٣ جع ٥
باب الثاء
ثمود ثمود هد ٩٦ حج ٤٢ شع ١٤١ ص ١٣ حس ١٧ ق ١٢ قمر ٢٣ قة ٤ و ٥ شم ١١
باب الجيم
جالوت بجالوت بق ٢٤٩ لجالوت بق ٢٥٠ جالوت بق ٢٥١ الجبت يؤمنون بالجبت نسا ٥٠ جبريل وجبريل تحر ٤ لجبريل بق ٩٧ و ٩٨ جنة أم جنة الخلد فر ١٥ جنة المأوى نجم ١٥ وجنة النعيم معا ٣٨ جنة النعيم شع ٨٥ تلك الجنة مر ٦٣ رف ٧٢ ان تلكم الجنة عف ٤٢ الجنة شع ٩٠ ق ٣١ تك ١٣ محفوضا أصحاب الجنة بق ٨٢ عف ٤١ و ٤٣ يو ٢٦ هد ٢٣ حق ١٤ فر ٢٤ حشر ٢٠ (مرتين) أصحاب الجنة عف ٤٥ و ٤٩ يس ٥٥ ن ١٧ فى أصحاب الجنة حق ١٦ إلى الجنة بق ٢٢١ زم ٧٣ من الجنة عف ٢٦ طه ١١٧ عك ٥٨ زم ٧٤ ففى الجنة هد ١٠٩ شو ٧ تحر ١١ وأبشروا بالجنة حس ٣٠ الجنة عف ٢١ طه ١٢١ عد ٣٧ محمد ١٥ منصوبا فإن الجنة هى المأوى عت ٤١ بأن لهم الجنة بة ١١٢ الجنة بق ٣٥ و ١١١ و ٢١٤ عمر ١٤٢ و ١٨٥ نسا ١٢٣ ما ٧٥ عف ١٨ و ٣٩ و ٤٨ نح ٣٢ مر ٦٠ يس ٢٦ مم ٤٠ رف ٧٠ محمد ٦ جهنم هذه جهنم يس ٦٣ حما ٤٣ فحسبه جهنم بق ٢٠٦ حسبهم جهنم مجا ٨ من ورائه جهنم ابر ١٦ من ورائهم جهنم جا ٩ ومأواه جهنم عمر ١٦٢ نف ١٦ ومأواهم جهنم عمر ١٩٧ نسا ٩٦ و ١٢٠ بة ٧٤ و ٩٦ مد ٢٠ سر ٩٧ تحر ٩ جهنم نسا ٩٢ كه ١٠٧ مخفوضا حول جهنم مر ٦٨ إلى جهنم عمر ١٢ نف ٣٧ مر ٨٧ فر ٣٤ زم ٧١ لجهنم عف ١٧٨ ق ٣٠ جن ١٥ بجهنم نسا ٥٤ فجر ٢٣ فى جهنم نسا ١٣٩ نف ٣٨ مر ٣٩ مو ١٠٤ عك ٦٨ زم ٣٢ و ٦٠ ق ٢٤ من جهنم عف ٤٠ جهنم بة ٣٦ و ٦٤ و ٦٩ و ٨٢ و ١١٠ نح ٢٩ ان ٩٨ فر ٦٥ فط ٣٦ زم ٧٢ مم ٤٩ و ٧٥ رف ٧٤ طو ١٣ ملك ١ جن ٢٣ بر ١٠ بن ٦ منصوبا جهنم نسا ١١٤ عف ١٧ بة ٥٠ هد ١١٩ ابر ٢٩ جر ٤٣ سر ٨ و ١٨ و ٦٣ كه ١٠١ و ١٠٣ طه ٧٤ ان ٢٩ عك ٥٤ سج ١٣ ص ٥٥ و ٨٥ مم ٦٠ فتح ٦ عم ٢١
باب الحاء
يأتى من بعد اسمه أحمد صف ٦ وما محمد إلا رسول عمر ١٤٤ ما كان محمد أبا أحد حب ٤٠ محمد رسول الله فتح ٢٩ على محمد محمد ٢
باب الدال
داود يا داود ص ٢٦ داود بق ٢٥١ ص ٢٤ آل داود سب ١٣ على لسان داود ما ٨١ على داود ص ٢٢ مع داود ان ٧٩ لداود ص ٣٠ منصوبا داود نسا ١٦٢ نعم ٨٤ سر ٥٥ ان ٧٨ نم ١٥ و ١٦ سب ١٠ ص ١٧
باب الراء
الرس وأصحاب الرس فر ٣٨ ق ١٢ رمضان شهر رمضان بق ١٨٥
باب الزاى
زبور ولقد كتبنا فى الزبور ان ١٠٥ وآتينا داود زبورا نسا ١٦٢ سر ٦٥ زكريا يا زكريا مر ٦ زكريا عمر ٣٧ (مرتين) و ٣٨ منصوبا وزكريا نعم ٨٥ مر ١ ان ٨٩ زيد زيد حب ٣٧
باب السين
سامرى يا سامرى طه ٩٥ السامرىّ طه ٨٥ و ٨٧ سليمن وما كفر سليمن بق ١٠٢ سليمن نم ١٦ و ١٨ انه من سليمن نم ٣٠ وأسلمت مع سليمن نم ٤٤ ولسليمن ان ٨١ نم ١٧ سب ١٢ سليمن بق ١٢ نسا ١٦٢ منصوبا سليمن نعم ٨٤ ان ٧٨ و ٧٩ نم ١٥ و ٣٦ ص ٢٩ و ٣٣ سواع ولا سواع ح ٢٣ سيناء من طور سيناء مو ٢٠ سينين وطور سنين تى ٢٠
باب الشين
الشعرى الشعرى نجم ٤٩ شعيب يا شعيب عف ٨٦ هد ٨٦ و ٩١ إذ قال لهم شعيب شع ١٧٧ شعيبا عف ٨٤ و ٨٩ و ٩١ (مرتين) هد ٨٣ و ٩٥ عك ٣٦ الشيطن وقال الشيطان ابر ٢٢ وكان الشيطان سر ٢٧ فر ٢٩ أولو كان الشيطان لق ٢١ ومن يكن الشيطان نسا ٣٧
باب الصاد
الصائبون الصابئون ما ٧٢ والصابئين بق ٦٢ حج ١٧ صالح وقالوا ياصلح عف ٧٦ هد ٦٢ صالح شع ١٤٢ أو قوم صالح هد ٨٩ صالحا عف ٧٢ و ٧٤ هد ٦٠ و ٦٦ نم ٤٥ الصفا ان الصفا بق ١٨٥
باب الطاء
الطغوت أولياؤهم الطاغوت بق ٢٥٧ يكفر بالطاغوت بق ٢٥٦ إلى الطاغوت نسا ٥٩ والطاغوت نسا ٥٠ و ٧٥ الطاغوت ما ٦٣ نح ٣٦ زم ١٩ طالوت طالوت بق ٢٤٩ طالوت بق ٢٤٧ طه طه طه ١
باب العين
عاد عاد هد ٥٩ حج ٤٢ شع ١٢٣ ص ١٢ حس ١٥ ق ١٣ قمر ١٨ قة ٤ و ٦ محفوضا وإلى عاد عف ٦٤ هد ٥٠ إلا بعدا لعاد هد ٦٠ بعاد فجر ٦ وفى عاد يا ٤١ من بعد عاد عف ٧٣ وعاد بة ٧١ ابر ٩ مم ٣١ حس ١٣ حق ٢١ منصوبا إن عاد كفروا هد ٦٠ وعادا هد ٣٨ نجم ٥٠ عدن جنات عدن عد ٢٥ نح ٣١ كه ٣١ طه ٧٦ فط ٣٣ بن ٨ فى جنات عدن بة ٧٣ صف ١٢ جنات عدن مر ٦١ ص ٤٩ مم ٨ عرفات من عرفات بق ١٩٨ العزّى والعزّى نجم ١٩ عزيز عزيز بة ٣١ العزيز امرأت العزيز سف ٣٠ و ٥١ عمران وآل عمران عمر ٣٣
باب الفاء
فردوس جنات الفردوس كه ١٠٨ يرثون الفردوس مو ١١ فرعون يا فرعون عف ١٠٣ سر ١٠٢ قال فرعون عف ١٢٢ يو ٧٩ شع ٢٣ قص ٣٨ مم ٢٦ و ٢٩ و ٣٦ فقال له فرعون سر ١٠١ فرعون وقومه عف ١٣٦ فرعون يو ٩٠ طه ٦٠ و ٧٨ و ٧٩ شع ٥٤ ص ١٢ رف ٥١ ق ١٣ قة ٩ مل ١٦ مخفوضا آل فرعون قص ٨ بآل فرعون مم ٤٥ من آل فرعون بق ٤٩ عف ١٤٠ ابر ٦ مم ٢٨ آل فرعون عمر ١١ نف ٥٣ و ٥٥ آل فرعون بق ٥٠ عف ١٢٩ نف ٥٥ مم ٤٦ قمر ٤١ قوم فرعون شع ١١ دخ ١٧ من قوم فرعون عف ١٠٨ و ١٢٦ قالوا لفرعون شع ٤١ إلى فرعون عف ١٠٢ يو ٧٥ هد ٩٨ طه ٢٤ و ٤٣ مو ٤٧ نم ١٢ قص ٣٣ مم ٢٤ رف ٤٦ يا ٣٨ مل ١٥ عد ١٧ لفرعون يو ٨٣ دخ ٣١ تحر ١١ فرعون هد ٩٨ (مرتين) شع ٤٤ قص ٣ و ٩ مم ٣٧ تحر ١١ بر ١٨ فجر ١٠ منصوبا وإن فرعون يو ٨٣ قص ٤ و ٨ فرعون عف ١١٢ يو ٨٨ شع ١٦ قص ٦ عك ٣٩ فرقان فرقانا نف ٢٩ الفرقان بق ١٨٥ نف ٤١ الفرقان بق ٥٣ عمر ٣ ان ٤٨ فر ١
باب القاف
قارون قارون قص ٧٩ قارون قص ٧٦ عك ٣٩ مم ٢٤ قرءان إنه لقرءان قع ٧٧ وقرءان يس ٦٩ بر ٢١ من قرءان يو ٦١ بقرءان يو ١٥ وقرءان جر ١ ولو أن قرءانا عد ٣٣ قرءانا عربيا سف ٢ طه ١١٣ زم ٣٨ حس ٣ شو ٧ رف ٣ قرءانا أعجميا حس ٤٤ وقرءانا سر ١٠٦ جن ١ القرءان هذا القرءان نعم ١٩ رف ٣١ وما كان هذا القرءان يو ٣٧ القرءان بق ١٨٥ ما ١٠٤ عف ٢٠٣ فر ٢٢ نشق ٢١ مخفوضا فى هذا القرءان سر ٤١ و ٨٩ كه ٥٥ روم ٥٨ زم ٢٧ لهذا القرءان حس ٢٦ بهذا القرءان سب ٣١ فى القرءان سر ٤٦ و ٦٠ بالقرءان طه ١١٤ ق ٤٥
باب الكاف
الكفل وذا الكفل ان ٨٥ ص ٤٨ الكوثر الكوثر كو ١
باب اللام
اللات اللّات نجم ١٩ لقمان وإذ قال لقمان لق ١٣ لقمان لق ١٢ لهب تبت يدا أبى لهب تب ١ لوط يا لوط هد ٨١ شع ١٦٧ لوط شع ١٦١ عك ٢٦ ءال لوط جر ٥٩ و ٦١ نم ٥٦ قمر ٣٤ وما قوم لوط هد ٨٩ قوم لوط حج ٤٣ شع ١٦٠ ص ١٣ قمر ٣٣ إلى قوم لوط هد ٧٠ فى قوم لوط هد ٧٤ لوط ق ١٣ تحر ١٠ ولوطا إذ قال عف ٧٩ عك ٢٨ ولوطا نعم ٨٦ هد ٧٧ ان ٧١ و ٧٤ نم ٥٤ عك ٣٢ و ٣٣ صا ١٣٣
باب الميم
مأجوج ومأجوج ان ٩٦ ومأجوج كه ٩٥ ماروت وما روت بق ١٠٢ مالك يا مالك رف ٧٧ مدين ألّا بعدا المدين هد ٩٦ إلى مدين عف ٨٤ هد ٨٣ عك ٣٦ فى أهل مدين طه ٤٠ قص ٤٥ مدين بة ٧١ حج ٤٤ قص ٢٢ (مرتين) المدينة المدينة بة ١٠٢ و ١٢١ المروة والمروة بق ١٥٨ مريم يا مريم عمر ٣٧؟ ٤٢؟ ٤٣؟ ٤٥ مر ٢٧ مخفوضا ابن مريم رف ٧٥ بن مريم عمر ٤٥ نسا ١٧٠ ما ١٩ و ٧٥ و ٧٨ و ١١٧ مر ٣٤ صف ٦ و ١٤ ابن مريم مو ٥١ بن مريم بق ٨٧ و ٢٥٣ نسا ١٥٦ ما ١٩ و ١١٣ و ١١٥ و ١١٩ بة ٣٢ بن مريم ما ٨١٤٩ حب ٧ حد ٢٥
باب النون
نسر ونسرا ح ٢٣
باب الهاء
هاروت هاروت بق ١٠٢ هرون قال يهرون طه ٩٢ ولقد قال لهم هرون طه ٩٠ وأخى هرون قص ٣٤ مخفوضا وآل هرون بق ٢٤٨ إلى هرون شع ١٣ وهرون نسا ١٦٢ عف ١٢١ و ١٤١ مر ٢٨ طه ٧٠ شع ٤٨ صا ١١٤ و ١٢٠ منصوبا وهرون نعم ٨٤ يو ٧٥ مر ٥٣ طه ٣٠ ان ٤٨ مو ٤٥ فر ٣٥ همن يهمن قص ٣٨ مم ٣٦ وهمن قص ٦ و ٨ عك ٢٩ مم ٢٤ هود قالوا يا هود هد ٥٣ قال لهم أخوهم هود شع ١٢٤ قوم هود هد ٦٠ أو قوم هود هد ٨٩ إلا من كان هودا بق ١١١ كانوا هودا بق ١٤٠ كونوا هودا بق ١٣٥ هودا عف ٦٤ هد ٥٠ و ٥٨
باب الواو والياء
ودّ ودّا ح ٢٣ ياجوج يأجوج ان ٩٦ ان ياجوج كه ٩٥ ياسين سلام على إل ياسين صا ٣٠ يثرب يأهل يثرب حب ١٣
الباب الثاني عشر غريب القران الكريم
الألف
(أبا) : الأب: الوالد، ويسمى كل من كان سببا فى إيجاد شىء أو إصلاحه أو ظهوره أبا، ولذلك يسمى النبي صلّى الله عليه وسلّم أبا المؤمنين، قال الله تعالى:
النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وفى بعض القراءات: وهو أب لهم،
وروى أنه صلّى الله عليه وسلّم قال لعلى «أنا وأنت أبوا هذه الأمة»
وإلى هذا أشار
بقوله: «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببى ونسبى».
وقيل: أبو الأضياف لتفقده إياهم، وأبو الحرب لمهيجها، وأبو عذرتها لمفتضها. ويسمى العم مع الأب أبوين، وكذلك الأم مع الأب، وكذلك الجد مع الأب، قال تعالى فى قصة يعقوب: ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وإسماعيل لم يكن من آبائهم وإنّما كان عمهم.
وسمى معلم الإنسان أباه لما تقدم من ذكره، وقد حمل قوله تعالى: وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ على ذلك أي علمانا الذين ربونا بالعلم بدلالة قوله تعالى:
رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا. وقيل فى قوله: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إنه عنى الأب الذي ولده، والمعلم الذي علمه. وقوله تعالى: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ إنما هو نفى الولادة وتنبيه أن التبني لا يجرى مجرى النبوة الحقيقية. وجمع الأب: آباء وأبوة، نحو بعولة وخؤولة.
وأصل أب فعل وقد أجرى مجرى قفا فى قول الشاعر:
إن أباها وأبا أباها
ويقال أبوت القوم كنت لهم أبا أبوهم، وفلان يأبو بهمة أي يتفقدها تفقد الأب. وزادوا فى النداء فيه تاء فقالوا يا أبت. وقولهم: بأبأ الصبى فهو حكاية صوت الصبى إذا قال بابا.
(أبى) : الإباء: شدة الامتناع، فكل إباء امتناع وليس كل امتناع إباء. قوله تعالى: وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وقال: وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وقوله: أَبى وَاسْتَكْبَرَ وقوله: إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وروى: «كلكم فى الجنة إلا من أبى].
ومنه رجل أبى ممتنع من تحمل الضيم، وأبيت الضير تأبى، وتيس أبى وعنز أبواء، إذا أخذه، من شرب ماء فيه بول الأروى، داء يمنعه من شرب الماء.
(أبد) : قال تعالى: خالِدِينَ فِيها أَبَداً الأبد عبارة عن مدة الزمان الممتد الذي لا يتجزأ كما يتجزأ الزمان، وذلك أنه يقال: زمان كذا، ولا يقال أبد كذا. وكان حقه أن لا يثنى ولا يجمع إذ لا يتصور حصول أبد آخر يضم إليه فيثنى به، لكن قيل آباد، وذلك على حسب تخصيصه فى بعض ما يتناوله كتخصيص اسم الجنس فى بعضه ثم يثنى ويجمع. على أنه ذكر بعض الناس أن آبادا مولد وليس من كلام العرب العرباء. وقيل: أبد أبد وأبيد، أي دائم وذلك على التأكيد. وتأبد الشيء بقي أبدا، ويعبر به عما يبقى مدة طويلة. والآبدة البقرة الوحشية، والأوابد الوحشيات، وتأبد البعير توحش فصار كالأوابد، وتأبد وجه فلان توحش، وأبد كذلك، وقد فسر بغضب.
(أبق) : قال الله تعالى: إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
: يقال: أبق العبد يأبق إباقا وأبق يأبق إذا هرب. وعبد آبق وجمعه أباق، وتأبق الرجل تشبه به فى الاستتار، وقول الشاعر:
قد أحكمت حكمات القد والأبقا قيل: هو القنب.
(إبل) : قال الله تعالى: وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ الإبل يقع على البعران الكثيرة ولا واحد له من لفظه. وقوله تعالى: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ قيل أريد بها السحاب، فإن يكن ذلك صحيحا فعلى تشبيه السحاب بالإبل وأحواله بأحوالها. وأبل الوحشي يأبل أبولا وأبل أبلا اجتزأ عن الماء تشبها بالإبل فى صبرها عن الماء. وكذلك تأبل الرجل عن امرأته إذا ترك مقاربتها، وأبل الرجل كثرت إبله. وفلان لا يأبل، أي لا يثبت على الإبل إذا ركبها.
(أتى) : الإتيان مجىء بسهولة ومنه قيل للسيل المار على وجهه أتى وأتاوى، وبه شبه الغريب فقيل أتاوى. والإتيان يقال للمجىء بالذات وبالأمر وبالتدبير.
ويقال فى الخير وفى الشر وفى الأعيان والأعراض نحو قوله تعالى: إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ وقوله تعالى: أَتى أَمْرُ اللَّهِ وقوله: فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ أي بالأمر والتدبير، نحو: جاءَ رَبُّكَ وعلى هذا النحو قول الشاعر:
أتيت المروءة من بابها فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وقوله: لا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى أي لا يتعاطون. وقوله: يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ وفى قراءة عبد الله:
تأتى الفاحشة، فاستعمال الإتيان منها كاستعمال المجيء فى قوله: لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا يقال: أتيته وأتوته، ويقال للسقاء إذا مخض وجاء زبده أتوة، وتحقيقه جاء ما من شأنه أن يأتى منه فهو مصدر فى معنى الفاعل. وهذه أرض كثيرة الإيتاء أي الريع، وقوله تعالى: مَأْتِيًّا: مفعول من أتيته. قال بعضهم معناه آتيا فجعل المفعول فاعلا وليس كذلك بل يقال أتيت الأمر وأتانى الأمر، ويقال أتيته بكذا وآتيته كذا، قال تعالى: وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وقال:
فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وقال: وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً وكل موضع ذكر فى وصف الكتاب آتينا فهو أبلغ من كل موضع ذكر فيه أتوا لأن أوتوا قد يقال إذا أولى من لم يكن منه قبول، وآتيناهم يقال فيمن كان منه قبول، وقوله: آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ وقرأه حمزة موصولة أي جيئونى، والإيتاء الإعطاء وخص دفع الصدقة فى القرآن بالإيتاء نحو: أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ- وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ- وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً- وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ
وقيل للمال كله إذا كثر أثاث، ولا واحد له كالمتاع، وجمعه أثاث. ونساء أثاث كثيرات اللحم كأن عليهن أثاث، وتأثث فلان أصاب أثاثا.
(أثر) : أثر الشيء حصول ما يدل على وجوده، يقال أثر وأثر، والجمع الآثار، قال تعالى: ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا- وَآثاراً فِي الْأَرْضِ وقوله: فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ ومن هذا يقال للطريق المستدل به على من تقدم آثار، نحو قوله تعالى: فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ وقوله: هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي.
ومنه سمنت الإبل أي على أثارة أثر من شحم، وأثرت البعير جعلت على خفه أثرة أي علامة تؤثر فى الأرض ليستدل بها على أثره، وتسمى الحديدة التي يعمل بها ذلك المئثرة. وأثر السيف أثر جودته وهو الفرند، وسيف مأثور، وأثرت العلم رويته، آثره أثرا وإثارة وأثرة، وأصله تتبعت أثره. وأثارة من علم، وقرىء أثرة وهو ما يروى أو يكتب فيبقى له أثر، والمآثر. ما يروى من مكارم الإنسان.
ويستعار الأثر للفصل والإيثار للتفصل ومنه آثرته، وقوله تعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وقال: تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا- بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا
وفى الحديث: «سيكون بعدي أثرة»
أي يستأثر بعضكم على بعض.
والاستئثار التفرد بالشيء من دون غيره، وقولهم: استأثر الله بفلان كناية عن موته، تنبيه أنه ممن اصطفاه وتفرد تعالى به من دون الورى تشريفا له، ورجل أثر يستأثر على أصحابه، وحكى اللحياني: خذه آثرا ما، وأثرا ما، وآثر ذى أثير.
(أثل) : قال تعالى: ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ أثل: شجر ثابت الأصل وشجر متأثل ثابت ثبوته وتأثل كذا ثبت ثبوته.
وقوله صلّى الله عليه وسلّم فى الوصي «غير متأثل مالا»
أي غير مقتن له ومدخر، فاستعار التأثل له وعنه استعير: نحت أثلته، إذا اغتبته.
(إثم) : الإثم والأثام اسم للأفعال المبطئة عن الثواب، وجمعه آثام، ولتضمنه لمعنى البطء قال الشاعر:
جمالية تغتلى بالروادف | إذا كذب الآثمات الهجيرا |
كأن رجلى وقد زال النهار بنا | بذي الجليل على مستأنس وحد |
ويقال: أخذته الحمى وقال تعالى: أَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ- فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى وقال: وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى ويعبر عن الأسير بالمأخوذ والأخيذ. والاتخاذ افتعال منه ويعدى إلى مفعولين، ويجرى مجرى الجعل نحو قوله: لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ- وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً- فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا- أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وقوله تعالى: وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ فتخصيص لفظ المؤاخذة تنبيه على معنى المجازاة والمقابلة لما أخذوه من النعم فلم يقابلوه بالشكر. ويقال فلان مأخوذ، وبه أخذة من الجن، وفلان يأخذ مأخذ فلان، أي يفعل فعله ويسلك مسلكه. ورجل أخذ، وبه. أخذ، كناية عن الرمد. والإخاذة والإخاذ أرض يأخذها الرجل لنفسه، وذهبوا ومن أخذ أخذهم وأخذهم.
(أخ) : الأصل أخو وهو المشارك آخر فى الولادة من الطرفين أو من أحدهما أو من الرضاع. ويستعار فى كل مشارك لغيره فى القبيلة أو فى الدين أو فى صنعة أو فى معاملة أو فى مودة وفى غير ذلك من المناسبات، قوله تعالى:
لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ أي لمشاركيهم فى الكفر، وقال:
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ- أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً وقوله: فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ أي إخوان وأخوات، وقوله تعالى إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ تنبيه على انتفاء المخالفة من بينهم. والأخت تأنيث الأخ. وجعل التاء فيه كالعوض من المحذوف منه. وقوله: يا أُخْتَ هارُونَ يعنى أخته فى الصلاح لا فى النسبة، وذلك كقولهم: يا أخا تميم وقوله: أَخا عادٍ سماه أخا تنبيها على إشفاقه عليهم شفقة الأخ على أخيه، وعلى هذا قوله: وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ- وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ- وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ وقوله: وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها أي من الآية التي تقدمتها، وسماها أختا لها لاشتراكهما فى الصحة والإبانة والصدق. وقوله تعالى: كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها فإشارة إلى أوليائهم المذكورين فى نحو قولهم أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ وتأخيت أي تحريت تحرى الأخ للأخ. واعتبر من الإخوة معنى الملازمة، فقيل أخيه الدابة.
(آخر) : يقابل به الأول، وآخر يقابل به الواحد. ويعبر بالدار الآخرة عن النشأة الثانية كما يعبر بالدار الدنيا عن النشأة الأولى نحو: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ
وربما ترك ذكر الدار نحو قوله: أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وقد توصف الدار بالآخرة تارة وتضاف إليها تارة نحو:
وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ- وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ وتقدير الإضافة دار الحياة الآخرة. وأخر معدول عن تقدير ما فيه الألف واللام وليس له نظير فى كلامهم، فإن أفعل من كذا إما أن يذكر معه من لفظا أو تقديرا فلا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث، وإما أن يحذف منه من فيدخل عليه الألف واللام فيثنى ويجمع. وهذه اللفظة من بين أخواتها جوز فيها ذلك من غير الألف واللام، والتأخير مقابل للتقديم، قال تعالى بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ
- ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ- إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار- رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ وبعته بأخرة أي بتأخير أجل كقوله: نَظْرَةً. وقولهم: أبعد الله الأخر أي المتأخر عن الفضيلة وعن تحرى الحق.
(إذ) : قال تعالى: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا أي أمرا منكرا يقع فيه جلبة، من قولهم: أدت الناقة تئد أي رجعت حنينها ترجيعا شديدا. والأديد الجلبة، وأد قيل من الود أو من أدت الناقة.
(أداء) : الأداء: دفع الحق دفعة وتوفيته كأداة الخراج والجزية ورد الأمانة قال تعالى: فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ- إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وقال: وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ وأصل ذلك من الأداة، يقال: أدوات تفعل كذا أي احتلت وأصله تناولت الأداة التي بها يتوصل إليه، واستأديت على فلان نحو استعديت.
(آدم) : أبو البشر، قيل سمى بذلك لكون جسده من أديم الأرض، وقيل لسمرة فى لونه يقال: رجل آدم نحو أسمر، وقيل سمى بذلك لكونه من عناصر مختلفة وقوى متفرقة، كما قال تعالى: أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ ويقال: جعلت فلانا أدمة أهلى أي خلطته بهم، وقيل سمى بذلك لما طيب به من الروح المنفوخ فيه المذكور فى قوله: وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي: وجعل له به العقل والفهم والرواية التي فضل بها على غيره كما قال تعالى: وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا وذلك من قولهم الإدام وهو ما يطيب به الطعام.
وفى الحديث: «لو نظرت إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما»
أي يؤلف ويطيب.
فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ والإذن والأذان لما يسمع ويعبر بذلك عن العلم إذ هو مبدأ كثير من العلم فينا، قال تعالى: ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي وقال:
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ وأذنته بكذا وآذنته بمعنى. والمؤذن كل من يعلم بشىء نداء. قال: ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ- فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ- وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ والأذين المكان الذي يأتيه الأذان، والإذن فى الشيء: إعلام بإجازته والرخصة فيه نحو: وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ أي بإرادته وأمره. وقوله: وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وقوله: - وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ- وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ قيل معناه بعلمه. لكن بين العلم والإذن فرق فإن الإذن أخص ولا يكاد يستعمل إلا فيما فيه مشيئة به راضيا منه الفعل أم لم يرض به، فإن قوله: وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فمعلوم أن فيه مشيئته وأمره. وقوله: وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ، ففيه مشيئته من وجه وهو أنه لا خلاف أن الله تعالى أوجد فى الإنسان قوة فيها إمكان قبول الضرب من جهة من يظلمه فيضره ولم يجعله كالحجر الذي لا يوجعه الضرب، ولا خلاف أن إيجاد هذا الإمكان من فعل الله، فمن هذا الوجه يصح أن يقال إنه بإذن الله ومشيئته يلحق الضرر من جهة الظالم، ولبسط هذا الكلام كتاب غير هذا والاستئذان طلب الإذن، قال تعالى: إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ- فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ وإذن جواب وجزاء، ومعنى ذلك أنه يقتضى جوابا أو تقدير جواب ويتضمن ما يصحبه من الكلام جزاء ومتى صدر به الكلام وتعقبه فعل مضارع ينصبه لا محالة نحو: إذن أخرج، ومتى تقدمه كلام ثم تبعه فعل مضارع يجوز نصبه ورفعه نحو: أنا إذن أخرج وأخرج، ومتى تأخر عن الفعل أو لم يكن معه الفعل المضارع لم يعمل نحو: أنا أخرج إذن، قال تعالى: إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ.
(أذى) : الأذى ما يصلى إلى الحيوان من الضرر إما فى نفسه أو جسمه أو تبعاته
يقال: آذيته أوذيه إيذاء وأذى، ومنه الأذى وهو الموج المؤذى لركاب البحر.
(إذا) : يعبر به عن كل زمان مستقبل، وقد يضمن معنى الشرط فيجزم به، وذلك فى الشعر أكثر. وإذ يعبر به عن الزمان الماضي ولا تجازى به إلا إذا ضم إليه «ما» نحو:
إذ ما أتيت على الرسول فقل له
(أرب) : الأرب فرط الحاجة المقتضى للاحتيال فى دفعه، فكل أرب حاجة وليس كل حاجة أربا. ثم يستعمل تارة فى الحاجة المفردة وتارة فى الاحتيال وإن لم يكن حاجة كقولهم: فلان ذو أرب وأريب أي ذو احتيال، وقد أرب إلى كذا أي احتاج إليه حاجة شديدة، وقد أرب إلى كذا أربا وأربة وإربة ومأربة، قال تعالى: وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى ولا أرب لى فى كذا، أي ليس بي شدة حاجة إليه. وقوله: أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ كناية عن الحاجة إلى النكاح، وهى الأربى للداهية المقتضية للاحتيال، وتسمى الأعضاء التي تشتد الحاجة إليها آرابا، الواحد أرب، وذلك أن الأعضاء ضربان، ضرب أوجد لحاجة الحيوان إليه كاليد والرجل والعين، وضرب للزينة كالحاجب واللحية. ثم التي للحاجة ضربان: ضرب لا تشتد إليه الحاجة، وضرب تشتد إليه الحاجة حتى لو توهم مرتفعا لا ختل البدن به اختلالا عظيما، وهى التي تسمى آرابا.
وروى أنه عليه الصلاة والسلام قال: «إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب: وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه»
ويقال أرّب نصيبه أي عظمه، وذلك إذا جعله قدرا يكون له فيه أرب، ومنه أرب ماله أي كثر، وأربت العقدة أحكمتها.
وأحمر كالديباج أما سماؤها | فريا وأما أرضها فمحول |
(أريك) : الأريكة حجلة على سرير جمعها أرائك وتسميتها بذلك إما لكونها فى الأرض متخذة من أراك وهو شجرة أو لكونها مكانا للإقامة من قولهم: أرك بالمكان أروكا، وأصل الأروك الإقامة على رعى الأراك ثم تجوز به فى غيره من الإقامات.
(أرم) : الإرم علم يبنى من الحجارة وجمعه آرام، وقيل للحجارة أرم، ومنه قيل للمتغيظ يحرق الأرم، وقوله تعالى: إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ إشارة إلى أعمدة مرفوعة مزخرفة، وما بها أرم وأريم أي أحد وأصله اللازم للازم وخص به النفي كقولهم: ما بها ديّار. وأصله للمقيم فى الدار.
(أز) : قال تعالى: تَؤُزُّهُمْ أَزًّا أي ترجعهم إرجاع القدر إذا أزت أي اشتد غليانها. وروى أنه عليه الصلاة والسلام كان يصلى ولجوفه أزيز كأزيز المرجل، وأزه أبلغ مع هزه.
(أزر) : أصل الأزر الإزار الذي هو اللباس، يقال إزار وإزارة ومئزر ويكنى بالإزار عن المرأة، قال الشاعر:
ألا بلغ أبا حفص رسولا | فدى لك من أخى ثقة إزارى |
فإن تك عن أحسن المروءة مأفو | كا ففى آخرين قد أفكوا |
إذا غضبت تلك الأنوف ولم أرضها | ولم أطلب العتبى ولكن أزيدها |
(أنمل) : قال اللَّه تعالى: عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ الأنامل جمع الأنملة وهى المفصل الأعلى الأصابع التي فيها الظفر، وفلان مؤنمل الأصابع أي غليظ أطرافها فى قصر والهمزة فيها زائدة بدليل قولهم هو نمل الأصابع وذكر هاهنا للفظه.
(أنى) : للبحث عن الحال والمكان ولذلك قيل هو بمعنى أين وكيف لتضمنه معناهما قال اللَّه عزّ وجلّ: أَنَّى لَكِ هذا أي من أين وكيف.
(أنا) : ضمير المخبر عن نفسه وتحذف ألفه فى الوصول فى لغة وتثبت فى لغة، وقوله عزّ وجلّ: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي فقد قيل تقديره لكن أنا هو اللَّه ربى فحذف الهمزة من أوله وأدغم النون فى النون وقرىء لكن هو اللَّه ربى، فحذف الألف أيضا من آخره. ويقال إنية الشيء وإنيته كما يقال ذاته وذلك إشارة إلى وجود الشيء وهو لفظ محدث ليس من كلام العرب، وآناء الليل ساعاته الواحد إنى وأنى وأنا، قال عزّ وجلّ: يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ.
وقال تعالى: وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وقوله تعالى: غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ أي وقته والإناء إذا كسر أوله قصر وإذا فتح مد نحو قول الحطيئة:
وآنيت العشاء إلى سهيل | أو الشعرى فطال بي الإناء |
(أهل) : أهل الرجل من يجمعه وإياهم نسب أو دين أو ما يجرى مجراهما من صناعة وبيت وبلد، فأهل الرجل فى الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد ثم تجوز به فقيل أهل بيت الرجل لمن يجمعه وإياهم نسب، وتعورف فى أسرة النبي عليه الصلاة والسلام مطلقا إذا قيل أهل البيت لقوله عزّ وجلّ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وعبر بأهل الرجل عن امرأته. وأهل الإسلام الذين يجمعهم ولما كانت الشريعة حكمت برفع حكم النسب فى كثير من الأحكام بين المسلم والكافر قال تعالى: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ وقال تعالى: وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وقيل أهل الرجل يأهل أهولا، وقيل مكان مأهول فيه أهله، وأهل به إذا صار ذا ناس وأهل، وكل دابة ألف مكانا يقال أهل وأهلى. وتأهل إذا تزوج ومنه قبل أهلك اللَّه فى الجنة أي زوجك فيها وجعل لك فيها أهلا يجمعك وإياهم. ويقال فلان أهل لكذا أي خليق به. ومرحبا وأهلا فى التحية للنازل بالإنسان، أي وجدت سعة مكان خليق به. ومرحبا وأهلا فى التحية للنازل بالإنسان، أي وجدت سعة مكان عندنا ومن هو أهل بيت لك فى الشفقة. وجمع الأهل أهلون وأهال وأهلات.
(أوب) : الأوب ضرب من الرجوع وذلك أن الأوب لا يقال إلا فى الحيوان الذي له إرادة والرجوع يقال فيه وفى غيره، يقال آب أوبا وإيابا ومآبا.
قال اللَّه تعالى: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ وقال تعالى: فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً والمآب مصدر منه واسم الزمان والمكان قال اللَّه تعالى: وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ والأواب كالتواب وهو الراجع إلى اللَّه تعالى بترك المعاصي وفعل الطاعات قال
آبت يد الرامي إلى السهم
وذلك فعل الرامي فى الحقيقة وإن كان منسوبا إلى اليد ولا ينقض ما قدمناه من أن ذلك رجوع بإرادة واختيار، وكذا ناقة أووب سريعة رجع اليدين.
(أيد) : قال اللَّه عزّ وجلّ: أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ فعلت من الأيد أي القوة الشديدة، وقال تعالى: وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ أي يكثر تأييده ويقال ادته أئيده أيدا نحو: بعته أبيعه بيعا وأيدته على التكثير، قال عزّ وجلّ:
وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ ويقال له: آد ومنه قيل للأمر العظيم مؤيد. وإياد الشيء ما يقيه وقرىء أيدتك وهو أفعلت من ذلك، قال الزجاج رحمه اللَّه: يجوز أن يكون فاعلت نحو عاونت، وقوله عزّ وجلّ: وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما أي لا يثقله وأصله من الأود آد يئود أودا وإيادا إذا أثقله نحو قال يقول قولا، وفى الحكاية عن نفسك أدت مثل قلت، فتحقيق آده عوجة من ثقله فى ممره.
(أيك) : الأيك شجر ملتف، وأصحاب الأيكة قيل نسبوا إلى غيضة كانوا يسكنونها، وقيل هى اسم بلد.
(آل) : الآل مقلوب عن الأهل ويصغر على أهيل إلا أنه خص بالإضافة إلى أعلام الناطقين دون النكرات ودون الأزمنة والأمكنة، يقال آل فلان ولا يقال آل رجل ولا آل زمان كذا أو موضع كذا ولا يقال آل الخياط بل يضاف إلى الأشرف الأفضل يقال آل اللَّه، وآل السلطان. والأهل يضاف إلى الكل، يقال أهل اللَّه وأهل الخياط كما يقال أهل زمن كذا وبلد كذا. وقيل هو فى الأصل اسم الشخص ويصغر أويلا ويستعمل فيمن يختص بالإنسان اختصاصا ذاتيا إما بقرابة.
قريبة أو بموالاة، قال عزّ وجلّ: وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ وقال تعالى:
أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ قيل وآل النبي عليه الصلاة والسلام أقاربه، وقيل المختصون به من حيث العلم وذلك أن أهل الدين ضربان: ضرب متخصص بالعلم المتقن والعمل المحكم فيقال لهم: آل النبي وأمته، وضرب يختصون بالعلم على سبيل التقليد ويقال لهم: أمة محمد- عليه الصلاة والسلام- ولا يقال لهم آله،
الناس يقولون المسلمون كلهم آل النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: كذبوا وصدقوا، فقيل له ما معنى ذلك؟ فقال: كذبوا فى أن الأمة كافتهم آله وصدقوا فى أنهم إذا قاموا بشرائط شريعته آله. وقوله تعالى: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ أي من المختصين به وبشريعته وجعله منهم من حيث النسب أو المسكن، لا من حيث تقدير القوم أنه على شريعتهم وقيل فى جبرائيل وميكائيل إن إبل اسم اللَّه تعالى وهذا لا يصح بحسب كلام العرب، لأنه كان يقتضى أن يضاف إليه فيجر إيل فيقال جبرائيل. وآل الشيء شخصة المتردد قال الشاعر:
ولم يبق إلا آل خيم منضذ
والآل أيضا الحال التي يئول إليها أمره، قال الشاعر:
سأحمل نفسى على آلة... فإما عليها وإما لها
وقيل لما يبدو من السراب آل، وذلك لشخص يبدو من حيث المنظر وإن كان كاذبا، أو لتردد هواء وتموج فيكون من آل يئول، وآل اللبن يئول إذا خثر كأنه رجوع إلى نقصان كقولهم فى الشيء الناقص: راجع.
(أول) : التأويل من الأول أي الرجوع إلى الأصل ومنه الموئل للموضع الذي يرجع إليه وذلك هو رد الشيء إلى الغاية المرادة منه علما كان أو فعلا، ففى العلم نحو: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ وفى الفعل كقول الشاعر:
وللنوى قبل يوم البين تأويل
وقوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ أي بيانه الذي هو غايته المقصودة منه. وقوله تعالى: ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا قيل أحسن معنى وترجمة، وقيل أحسن ثوابا فى الآخرة. والأول: السياسة التي تراعى مآلها، يقال: أول لنا وأيل علينا. وأول، قال الخليل تأسيسه من همزة وواو ولام فيكون فعل، وقد قيل من واوين ولام فيكون أفعل والأول أفصح لقلة وجود ما فاؤه وعينه حرف واحد كددن، فعلى الأول يكون من آل يئول وأصله أول
جئتك أول، ويقال بمعنى قديم نحو: جئتك أولا وآخرا أي قديما وحديثا، وقوله تعالى: أَوْلى لَكَ فَأَوْلى كلمة تهديد وتخويف يخاطب به من أشرف على هلاك فيحث به على التحرر، أو يخاطب به من نجا ذليلا منه فينهى عن مثله ثانيا.
وأكثر ما يستعمل مكررا وكأنه حث على تأمل ما يئول إليه أمره ليتنبه للتحرز منه.
(أيم) : الأيامى جمع الأيم وهى المرأة التي لا بعل لها، وقد قيل للرجل الذي لا زوج له، وذلك على طريق التشبيه بالمرأة فيمن لا غناء عنه لا على التحقيق، والمصدر الأئمة، وقد آم الرجل وآمت المرأة وتأيم وتأيمت وامرأة أيمة ورجل أيم والحرب مأيمة أي تفرق بين الزوج والزوجة، والأيم الحية.
(أين) : لفظ يبحث به عن المكان، كما أن متى يبحث به عن الزمان، والآن كل زمان مقدر بين زمانين ماض ومستقبل نحو: أنا الآن أفعل كذا، وخص الآن بالألف واللام المعرف بهما ولزماه، وافعل كذا آونة أي وقتا بعد وقت وهو من قولهم الآن، وقولهم هذا أوان ذلك أي زمانه المختص به وبفعله قال سيبويه رحمه اللَّه تعالى: يقال الآن آنك أي هذا الوقت وقتك، وآن يئون. قال أبو العباس رحمه الله: ليس من الأول وإنما هو فعل على حدته. والأين الإعياء يقال آن يئين أينا، وكذلك أنى يأنى أنيا إذا حان. وأما (بلغ إناه) فقد قيل
(أوه) : الأواه الذي يكثر التأوه وهو أن يقول أوه، وكل كلام يدل على حزن يقال له التأوه، ويعبر بالأواه عمن يظهر خشية اللَّه تعالى، وقيل فى قوله تعالى: أَوَّاهٌ مُنِيبٌ أي المؤمن الداعي وأصله راجع إلى ما تقدم، قال أبو العباس رحمه اللَّه: يقال إيها إذا كففته، وويها إذا أغربته، وواها إذا تعجبت منه.
(أي) : أي فى الاستخبار موضوع للبحث عن بعض الجنس والنوع وعن تعيينه ويستعمل ذلك فى الخبر والجزاء نحو: أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وأَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ والآية هى العلامة الظاهرة وحقيقته لكل شىء ظاهر هو ملازم لشىء لا يظهر ظهوره. فمتى أدرك مدرك الظاهر منهما علم أنه أدرك الآخر الذي لم يدركه بذاته إذ كان حكمهما سواء، وذلك ظاهر فى المحسوسات والمعقولات فمن علم ملازمة العلم للطريق المنهج ثم وجد العلم علم أنه وجد الطريق وكذا إذا علم شيئا مصنوعا علم أنه لا بد له من صانع واشتقاق الآية إما من أي فإنها هى التي تبين أيا من أي. والصحيح أنها مشتقة من التأيى الذي هو التثبت والإقامة على الشيء. يقال تأى أي ارفق. أو من قولهم أوى إليه. وقيل للبناء العالي آية نحو: أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ. ولكل جملة من القرآن دالة على حكم آية سورة كانت أو فصولا أو فصلا من سورة وقد يقال لكل كلام منه منفصل بفصل لفظى آية. وعلى هذا اعتبار آيات السور التي تعد بها السورة. وقوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ للمؤمنين فهى من الآيات المعقولة التي تتفاوت بها المعرفة بحسب تفاوت منازل الناس فى العلم وكذلك قوله تعالى: بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الظَّالِمُونَ وكذا قوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وذكر فى مواضع آية وفى مواضع آيات وذلك لمعنى مخصوص ليس هذا الكتاب موضع ذكره وإنما قال: وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ولم يقل آيتين لأن كل واحد صار آية بالآخر. وقوله عزّ وجلّ: وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً فالآيات هاهنا قيل إشارة إلى الجراد والقمل والضفادع ونحوها من الآيات التي أرسلت إلى الأمم المتقدمة فنبه أن ذلك إنما يفعل بمن يفعله تخويفا وذلك أخس
فلما كانت هذه الأمة خير أمة كما قال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ رفعهم عن هذه المنزلة ونبه أنه لا يعمهم بالعذاب وإن كانت الجهلة منهم كانوا يقولون: فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ وقيل الآيات إشارة إلى الأدلة ونبه أنه يقتصر معهم على الأدلة ويصانون عن العذاب الذي يستعجلون به فى قوله عزّ وجلّ: يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وفي بناء، آية ثلاثة أقوال، قيل هى فعلة وحق مثلها أن يكون لامه معتلا دون عينه نحو حياة ونواة لكن صحح لامه لوقوع الياء قبلها نحو راية. وقيل هى فعلة إلا أنها قلبت كراهة التضعيف كطائى فى طيىء. وقيل هى فاعلة وأصلها آيية فخففت فصار آية وذلك ضعيف لقولهم فى تصغيرها أيية ولو كانت فاعلة لقيل أوية.
(أيان) : عبارة عن وقت الشيء ويقارب معنى متى، قال تعالى: أَيَّانَ مُرْساها، وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ، أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ من قولهم أي، وقيل أصله، أي وان أي أي وقت فحذف الألف ثم جعل الواو ياء فأدغم فصار أيان. وايا لفظ موضوع ليتوصل به إلى ضمير المنصوب إذا انقطع عما يتصل به وذلك يستعمل إذا تقدم الضمير نحو إِيَّاكَ نَعْبُدُ أو فصل بينهما بمعطوف عليه أو بإلا، نحو: نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ونحو وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وأي: كلمة موضوعة لتحقيق كلام متقدم نحو: إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وأي، وآ، وأيا، من حروف النداء، تقول: أي زيد، وأيا زيد، وآزيد. وأي:
كلمة ينبه بها أن ما يذكر بعدها شرح وتفسير لما قبلها.
(أوى) : المأوى مصدر أوى يأوى أويا ومأوى، تقول: أوى إلى كذا انضم إليه يأوى أويا ومأوى، وآواه غيره يؤويه إيواء. قال عزّ وجلّ: إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ وقال تعالى: سَآوِي إِلى جَبَلٍ وقال تعالى:
آوى إِلَيْهِ أَخاهُ وقال: تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ، وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وقوله تعالى: جَنَّةُ الْمَأْوى كقوله: يَوْمُ الْخُلُودِ فى كون الدار مضافة إلى المصدر، وقوله تعالى: مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ اسم للمكان الذي يأوى إليه. وأويت له: رحمته أويا وإية ومأوية ومأواة، وتحقيقه رجعت إليه
أماوي إن المال غاد ورائح
المرأة فقد قيل: هى من هذا الباب فكأنها سميت بذلك لكونها مأوى الصورة، وقيل هى منسوبة للماء وأصلها مائية فجعلت الهمزة واوا. والألفات التي تدخل لمعنى على ثلاثة أنواع نوع فى صدر الكلام، ونوع فى وسطه، ونوع فى آخره. فالذى فى صدر الكلام أضرب:
الأول: ألف الاستخبار وتفسيره بالاستخبار أولى من تفسيره بالاستفهام إذ كان ذلك يعمه وغيره نحو الإنكار والتبكيت والنفي والتسوية. فالاستفهام نحو قوله تعالى: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها والتبكيت إما للمخاطب أو لغيره نحو: أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ- أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً- آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ- أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ- أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ- أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً- آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ. والتسوية نحو: سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا- سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ وهذه الألف متى دخلت على الإثبات تجعله نفيا نحو أخرج هذا اللفظ؟ ينفى الخروج فلهذا سأل عن إثباته نحو ما تقدم. وإذا دخلت على نفى تجعله إثباتا لأنه يصير معها نفيا يحصل منهما إثبات نحو: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ- أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ- أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ- أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ- أَوَلا يَرَوْنَ- أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ.
الثاني: ألف المخبر عن نفسه نحو: أسمع وأبصر.
الثالث: ألف الأمر قطعا كان أو وصلا، نحو: أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ- ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ونحوهما.
الرابع: الألف مع لام التعريف، نحو: العالمين.
الخامس: ألف النداء، نحو: أزيد، أي يا زيد.
(بتك) : البتك يقارب البت لكن البتك يستعمل فى قطع الأعضاء والشعر، يقال بتك شعره وأذنه، قال اللَّه تعالى: فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ ومنه سيف باتك: قاطع للأعضاء وبتكت الشعر تناولت قطعة منه، والبتكة القطعة المنجذبة جمعها بتك، قال الشاعر:
طارت وفى يدها من ريشها بتك
وأما البت فيقال فى قطع الحبل والوصل، ويقال: طلقت المرأة بتة وبتلة وبتت الحكم بينهما.
وروى: لا صيام لمن لم يبت الصوم من الليل.
والبشك مثله يقال: فى قطع الثوب ويستعمل فى الناقة السريعة، ناقة بشكى وذلك لتشبيه يدها فى السرعة بيد الناسجة فى نحو قول الشاعر:
فعل السريعة بادرت حدادها | قبل المساء تهم بالإسراع |
لقوله عليه السلام: «كل أمر لا يبدأ فيه بذكر اللَّه فهو أبتر»
وقوله تعالى: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ أي المقطوع الذكر وذلك أنهم زعموا أن محمدا صلّى اللَّه عليه وسلّم ينقطع ذكره إذا انقطع عمره لفقدان نسله، فنبه تعالى أن الذي ينقطع ذكره هو الذي يشنؤه، فأما هو فكما وصفه اللَّه تعالى بقوله: وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ وذلك لجعله أبا للمؤمنين وتقييض من يراعيه.
ويراعى دينه الحق، وإلى هذا المعنى
أشار أمير المؤمنين رضى اللَّه عنه بقوله: «العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم فى القلوب موجودة»
هذا فى العلماء الذين هم تباع النبي عليه الصلاة والسلام، فكيف هو وقد رفع اللَّه عزّ وجلّ ذكره وجعله خاتم الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام:
لقوله عليه الصلاة والسلام: «فلا رهبانية ولا تبتل فى الإسلام»
فإن التبتل هاهنا هو الانقطاع عن النكاح، ومنه قيل لمريم العذراء البتول أي المنقطعة عن الرجال، والانقطاع عن النكاح والرغبة عنه محظور لقوله عزّ وجلّ: وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ
وقوله عليه الصلاة والسلام: «تناكحوا تكثروا فإنى أباهى بكم الأمم يوم القيامة»
ونخلة مبتل إذا انفرد عنها صغيرة معها.
(بث) : أصل البث التفريق وإثارة الشيء كبث الريح التراب، وبث النفس ما انطوت عليه من الغم والسر، يقال: بثثته فانبث، ومنه قوله عزّ وجلّ:
فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا وقوله عزّ وجلّ: وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ إشارة إلى إيجاده تعالى ما لم يكن موجودا وإظهاره إياه. وقوله عزّ وجلّ: كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ أي المهيج بعد سكونه وخفائه، وقوله عز وجل: نَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي
أي غمى الذي يبثه عن كتمان فهو مصدر فى تقدير مفعول أو بمعنى غمى الذي بث فكرى نحو: توزعنى الفكر، فيكون فى معنى الفاعل.
(بجس) : يقال بجس الماء وانبجس انفجر، لكن الانبجاس أكثر ما يقال فيما يخرج من شىء ضيق، والانفجار يستعمل فيه وفيما يخرج به من شىء واسع، ولذلك قال عزّ وجلّ: فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً وقال فى موضع آخر: فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً فاستعمل حيث ضاق المخرج اللفظان، قال تعالى: وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً وقال تعالى: وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً ولم يقل بجسنا.
(بحث) : البحث الكشف والطلب، يقال بحثت عن الأمر وبحثت كذا، قال اللَّه تعالى: فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ وقيل: بحثت الناقة الأرض برجلها فى السير إذا شددت الوطء تشبيها بذلك.
(بحر) : أصل البحر كل مكان واسع جامع للماء الكثير، هذا هو
وقال عليه الصلاة والسلام فى فرس ركبه: وجدته بحرا.
وللمتوسع فى علمه بحر، وقد تبحر أي: توسع فى كذا، والتبحر فى العلم التوسع، واعتبر من البحر تارة ملوحته، فقيل ماء بحرانى أي ملح وقد أبحر الماء، قال الشاعر:
وقد عاد ماء الأرض بحرا فزادنى | إلى مرضى أن أبحر المشرب العذب |
(بخل) : البخل إمساك المقتنيات عما لا يحق حبسها عنه ويقابله الجود، يقال بخل فهو باخل، وأما البخيل فالذى يكثر منه البخل كالرحيم من الراحم.
والبخل ضربان: بخل بقنيات نفسه، وبخل بقنيات غيره، وهو أكثرهما ذما، دليلنا على ذلك قوله تعالى: الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ.
(بخس) : البخس نقص الشيء على سبيل الظلم، قال تعالى: وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ وقال تعالى: وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ والبخس والباخس الشيء الطفيف الناقص، وقوله تعالى: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ قيل:
معناه باخس أي ناقص، وقيل: مبخوس أي منقوص ويقال: تباخسوا أي تناقصوا وتغابنوا فبخس بعضهم بعضا.
(بخع) : البخع قتل النفس غما، قال تعالى: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه
وبخع فلان بالطاعة وبما عليه من الحق إذ أقر به وأذعن مع كراهة شديدة تجرى مجرى بخع نفسه فى شدنه.
(بدر) : قال تعالى: وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أي مسارعة، يقال بدرت إليه وبادرت ويعبر عن الخطأ الذي يقع عن حدة بادرة، يقال:
كانت من فلان بوادر فى هذا الأمر. والبدر قيل سمى بذلك لمبادرته الشمس بالطلوع، وقيل لا متلائه تشبيها بالبدرة فعلى ما قيل يكون مصدرا فى معنى الفاعل والأقرب عندى أن يجعل البدر أصلا فى الباب ثم تعتبر معانيه التي تظهر منه، فيقال تارة بدر كذا أي طلع طلوع البدر، ويعتبر امتلاؤه تارة فشبه البدرة به، والبيدر المكان المرشح لجمع الغلة فيه وملئه منه لا متلائه من الطعام قال تعالى:
وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وهو موضع مخصوص بين مكة والمدينة.
(بدع) : والإبداع إنشاء صنعة بلا احتذاء واقتدار ومنه قيل ركية بديع أي جديدة الحفر. وإذا استعمل فى اللَّه تعالى فهو إيجاد الشيء بغير آلة ولا مادة ولا زمان ولا مكان وليس ذلك إلا اللَّه، والبديع يقال للمبدع نحو قوله تعالى: بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ويقال للمبدع نحو ركية بديع، وكذلك البدع يقال لهما جميعا بمعنى الفاعل والمفعول وقوله تعالى: قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ قيل معناه، مبدعا لم يتقدمنى رسول. وقيل مبدعا فيما أقوله. والبدعة فى المذهب إيراد قول لم يستن قائلها وفاعلها فيه بصاحب الشّريعة وأماثلها المتقدمة وأصولها المتقنة.
وروى «كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار»
والإبداع بالرجل الانقطاع به لما ظهر من كلال راحلته وهزالها.
(بدل) : الإبدال والتبديل والتبدل والاستبدال جعل شىء مكان آخر وهو أعم من العوض فإن العوض هو أن يصير لك الثاني بإعطاء الأول. والتبديل قد يقال للتغيير مطلقا وإن لم يأت ببدله، قال تعالى: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ- وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً وقال تعالى: فَأُوْلئِكَ
قيل هو أن يعملوا أعمالا صالحة تبطل ما قدموه من الإساءة، وقيل هو أن يعفو تعالى عن سيئاتهم ويحتسب بحسناتهم. وقال تعالى:
فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ- وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ- وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ- ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ- يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ أي تغير عن حالها أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ- وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ- وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وقوله تعالى: ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ أي لا يغير ما سبق فى اللوح المحفوظ تنبيها على أن ما علمه أن سيكون يكون على ما قد علمه لا يتغير عن حاله. وقيل لا يقع فى قوله خلف، وعلى الوجهين قوله تعالى: تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ
- لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ قيل: معناه أمر وهو نهى عن الخصاء. والأبدال قوم صالحون يجعلهم اللَّه مكان آخرين مثلهم ما ضين وحقيقته هم الذين بدلوا أحوالهم الذميمة بأحوالهم الحميدة وهم المشار إليهم بقوله تعالى: فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ والبادلة ما بين العنق إلى الترقوة والجمع البادل قال الشاعر:
ولا رهل لباته وبآدله
(بدن) : البدن الجسد لكن البدن يقال اعتبارا بعظم الجثة والجسد يقال اعتبارا باللون ومنه قيل ثوب مجسد، ومنه قيل امرأة بادن وبدين عظيمة البدن، وسميت البدنة بذلك لسمنها، يقال بدن إذا سمن، وبدن كذلك. وقيل بل بدن إذا أسن، وأنشد:
وكنت خلت الشيب والتبدين
وعلى ذلك ما
روى عن النبي عليه الصلاة والسلام «لا تبادرونى بالركوع والسجود فإنى قد بدنت»
أي كبرت وأسننت وقوله تعالى: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ أي بجسدك وقيل يعنى بدرعك فقد يسمى الدرع بدنة لكونها على البدن كما يسمى موضع اليد من القميص يدا، وموضع الظهر والبطن ظهرا وبطنا، وقوله تعالى: وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ هو جمع البدنة التي تهدى.
(بدا) : بدا الشيء بدوا وبداء أي ظهر ظهورا بينا، قال اللَّه تعالى:
وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ- وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا-
(بدأ) : يقال: بدأت بكذا وأبدأت وابتدأت أي قدمت، والبدء والإبداء تقديم الشيء على غيره ضربا من التقديم قال تعالى: وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ وقال تعالى: كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ- اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ- كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ومبدأ الشيء هو الذي منه يتركب أو منه يكون، فالحروف مبدأ الكلام والخشب مبدأ الباب والسرير. والنواة مبدأ النخل، يقال للسيد الذي يبدأ به إذا عد السادات بدء، واللَّه هو المبدئ المعيد أي هو السبب فى المبدأ والنهاية، ويقال رجع عوده على بدنه وفعل ذلك عائدا وبادئا ومعيدا ومبدئا وأبدأت من أرض كذا أي ابتدأت منها بالخروج. وقوله بادىء الرأى أي ما يبدأ من الرأى وهو الرأى الفطير، وقرىء بادى بغير همزة أي الذي يظهر من الرأى ولم يرو فيه، وشىء بدىء لم يعهد من قبل كالبديع فى كونه غير معمول قبل، والبدأة النصيب المبدأ به فى القسمة ومنه لكل قطعة من اللحم عظيمة بدء.
(بذر) : التبذير التفريق وأصله إلقاء البذر وطرحه فاستعير لكل مضيع لماله، فتبذير البذر تضييع فى الظاهر لمن لم يعرف مآل ما يلقيه قال اللَّه تعالى:
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ. وقال تعالى: وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً.
(برّ) : البرّ خلاف البحر وتصور منه التوسع فاشتق منه البر، أي التوسع فى فعل الخير، وينسب ذلك إلى اللَّه تعالى تارة نحو: إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ وإلى العبد تارة فيقال بر العبد ربه أي توسع فى طاعته. فمن اللَّه تعالى الثواب ومن العبد الطاعة وذلك ضربان: ضرب فى الاعتقاد وضرب فى الأعمال وقد اشتمل عليه قوله تعالى: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ الآية وعلى هذا
ما روى أنه سئل عليه الصلاة والسلام عن البر فتلا هذه الآية
فإن الآية متضمنة للاعتقاد: الأعمال الفرائض والنوافل. وبر الوالدين التوسع فى الإحسان إليهما وضده العقوق قال تعالى: لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ
ويستعمل البر فى الصدق لكونه بعض الخير المتوسع فيه، يقال بر فى قوله وبر فى يمينه وقول الشاعر:
أكون مكان البر منه
قيل أراد به الفؤاد وليس كذلك بل أراد ما تقدم أي يحبنى محبة البر، ويقال بر أباه فهو بار وبر مثل صائف وصيف وطائف وطيف، وعلى ذلك قوله تعالى:
وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ
- وَبَرًّا بِوالِدَتِي وبر فى يمينه فهو بار وأبررته وبرت يمينى وحج مبرور أي مقبول، وجمع البار أبرار وبررة قال تعالى: إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وقال: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وقال فى صفة الملائكة كِرامٍ بَرَرَةٍ فبررة خص بها الملائكة فى القرآن من حيث إنه أبلغ من أبرار فإنه جمع بر، وأبرار جمع بار، وبر أبلغ من بار كما أن عدلا أبلغ من عادل. والبر معروف وتسميته بذلك لكونه أوسع ما يحتاج إليه فى الغذاء، والبرير خص بثمر الأراك ونحو وقولهم لا يعرف الهر من البر، من هذا وقيل هما حكايتا الصوت والصحيح أن معناه لا يعرف من يبره ومن يسىء إليه. والبربرة: كثرة الكلام، وذلك حكاية صوته.
(برج) : البروج القصور الواحد برج وبه سمى بروج النجوم لمنازلها المختصة بها، قال تعالى: وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ وقال تعالى: الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وقوله تعالى: وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ يصيح أن يراد بها بروج فى الأرض وأن يراد بها بروج النجم ويكون استعمال لفظ المشيدة فيها على سبيل الاستعارة وتكون الإشارة بالمعنى إلى نحو ما قال زهير:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه | ولو نال أسباب السماء بسلم |
ولو كنت فى غمدان يحرس بابه | أراجيل أحبوش وأسود آلف |
إذا لأتتنى حيث كنت منيتى | يحث بها هاد لإثرى قائف |
فأعنهم وابشر بما بشروا به | وإذا هم نزلوا بضنك فانزل |
(بصر) : البصر يقال للجارحة الناظرة نحو قوله تعالى: كَلَمْحِ الْبَصَرِ- وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وللقوة التي فيها ويقال لقوة القلب المدركة بصيرة وبصر نحو قوله تعالى: فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ وقال:
ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى وجمع البصر أبصار، وجمع البصيرة بصائر قال تعالى: فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ ولا يكاد يقال للجارحة بصيرة ويقال من الأول أبصرت ومن الثاني أبصرته وبصرت به وقلما يقال بصرت فى الحاسة إذا لم تضامه رؤية القلب. وقال تعالى فى الإبصار: لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ
- رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا- وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ- وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ- بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ ومنه أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ
أي على معرفة وتحقيق. وقوله: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
أي تبصره فتشهد له، وعليه من جوارحه بصيرة تبصره فتشهد له وعليه يوم القيامة كما قال تعالى: تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ. والضرير يقال له بصير على سبيل العكس والأولى أن ذلك يقال لما له من قوة بصيرة القلب لا لما قالوه ولهذا لا يقال له مبصر وباصر وقوله عزّ وجلّ: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ حمله كثير من المسلمين على الجارحة، وقيل ذلك إشارة إلى ذلك وإلى الأوهام والأفهام كما
قال أمير المؤمنين- رضى اللَّه عنه-: التوحيد أن لا تتوهمه
وقال كل ما أدركته فهو غيره.
والباصرة عبارة عن الجارحة الناظرة، يقال رأيته لمحا باصرا أي ناظرا بتحديق، قال عزّ وجلّ: فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً- وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً أي مضيئة للأبصار وكذلك قوله عزّ وجلّ: وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً وقيل: معناه صار أهله بصراء نحو قولهم: رجل مخبث ومضعف أي أهله خبثاء وضعفاء وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ أي جعلناها عبرة لهم. وقوله تعالى: وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ أي انتظر حتى ترى ويرون، وقوله عزّ وجلّ: وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ أي طالبين للبصيرة ويصح أن يستعار الاستبصار للإبصار نحو استعارة الاستجابة للإجابة وقوله عزّ وجلّ: وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً أي تبصيرا وتبيانا يقال بصرته تبصيرا وتبصرة كما يقال قدمته تقديما وتقدمة وذكرته تذكيرا وتذكرة، قال تعالى: وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يُبَصَّرُونَهُمْ أي يجعلون بصراء بآثارهم، ويقال بصر الجرو تعرض للإبصار بفتحة العين، والبصرة حجارة رخوة تلمع كأنها تبصر أو سميت بذلك لأن لها ضوءا تبصر به من بعد ويقال له بصر والبصيرة قطعة من الدم تلمع والترس اللامع والبصر الناحية، والبصيرة ما بين شقتى الثوب والمزادة ونحوها التي يبصر منها ثم يقال بصرت الثوب والأديم إذا خطت ذلك الموضع منه.
(بصل) : البصل معروف فى قوله عزّ وجلّ: وَعَدَسِها وَبَصَلِها وبيضة الحديد بصل تشبيها به لقول الشاعر:
وتر كالبصل
(بضع) : البضاعة قطعة وافرة من المال تقتنى للتجارة يقال أبضع بضاعة وابتضعها قال تعالى: هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا وقال تعالى:
(بطر) : البطر دهش يعترى الإنسان من سوء احتمال النعمة وقلة القيام بحقها وصرفها إلى غير وجهها قال عزّ وجلّ: بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ وقال تعالى:
بَطِرَتْ مَعِيشَتَها أصله بطرت معيشته فصرف عنه الفعل ونصب، ويقارب البطر الطرب وهو خفة أكثر ما يعترى من الفرح وقد يقال ذلك الترح، والبيطرة معالجة الدابة.
(بطش) : البطش تناول الشيء بصولة، قال تعالى: وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ- يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى - وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا- إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ يقال يد باطشة.
(بطل) : الباطل نقيض الحق وهو مالا ثبات له عند الفحص عنه قال تعالى: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وقد يقال ذلك فى الاعتبار إلى المقال والفعال يقال بطل بطولا وبطلا وبطلانا وأبطله غيره قال عزّ وجلّ: وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ وقال تعالى: لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ ويقال للمستقل عما يعود بنفع دنيوى أو أخروى بطال وهو ذو بطالة بالكسر وبطل دمه إذا قتل ولم يحصل له ثأر ولادية وقيل للشجاع المتعرض للموت بطل تصورا لبطلان دمه كما قال الشاعر:
فقلت لها لا تنكحيه فإنه | لأول بطل أن يلاقى مجمعا |
(بطن) : أصل البطن الجارحة وجمعه بطون قال تعالى: وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ وقد بطنته أصبت بطنه والبطن خلاف الظهر فى كل شىء، ويقال للجهة السفلى بطن وللجهة العليا ظهر وبه شبه بطن الأمر وبطن البوادي والبطن من العرب اعتبارا بأنهم كشخص واحد وأن كل قبيلة منهم كعضو بطن وفخذ وكاهل وعلى هذا الاعتبار قال الشاعر:
الناس جسم وإما؟؟؟ الهدى | رأس وأنت العين فى الرأس |
وروى عنه صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «ما بعث اللَّه من نبى ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان، بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحثه عليه»
والبطان حزام يشد على البطن وجمعه أبطنة وبطن. والأبطنان عرقان يمران على البطن، والبطين نجم هو بطن الحمل، والتبطن دخول فى باطن الأمر. والظاهر والباطن فى صفات اللَّه تعالى لا يقال إلا مزدوجين كالأول والآخر، فالظاهر قيل إشارة إلى معرفتنا البديهية، فإن
وقد روى عن أمير المؤمنين رضى اللَّه عنه ما دل على تفسير اللفظتين حيث قال: تجلى لعباده من غير أن رأوه، وأراهم نفسه من غير أن تجلى لهم ومعرفة ذلك تحتاج إلى فهم ثاقب وعقل وافر
وقوله تعالى: وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً قيل الظاهرة بالنبوة والباطنة بالعقل، وقيل الظاهرة المحسوسات والباطنة المعقولات، وقيل الظهرة النصرة على الأعداء بالناس، والباطنة النصرة بالملائكة، وكل ذلك يدخل فى عموم الآية.
(بطؤ) : البطء تأخر الانبعاث فى السير يقال بطؤ وتباطأ واستبطأ وأبطأ فبطؤ إذا تخصص بالبطء وتباطأ تحرى وتكلف ذلك واستبطأ طلبه وأبطأ صار ذا بطء ويقال بطأه وأبطأه وقوله تعالى: وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ أي يثبط غيره وقيل يكثر هو التثبط فى نفسه، والمقصد من ذلك أن منكم من يتأخر ويؤخر غيره.
(بظر) : قرىء فى بعض القراءات: (والله أخرجكم من بظور أمهاتكم) وذلك جمع البظارة وهى اللحمة المتدلية من ضرع الشاة والهنة الناتئة من الشفة العليا فعبر بها عن الهن كما عبر عنه بالبضع.
(بعث) : أصل البعث إثارة الشيء وتوجيهه يقال بعثته فانبعث، ويختلف البعث بحسب اختلاف ما علق به فبعثت البعير أثرته وسيرته، وقوله عزّ وجلّ:
وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ أي يخرجهم ويسيرهم إلى القيامة يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً- زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ- ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ فالبعث ضربان: بشرى كبعث البعير وبعث الإنسان فى حاجة، وإلهى وذلك ضربان: أحدهما إيجاد الأعيان والأجناس والأنواع عن ليس وذلك يختص به الباري تعالى ولم يقدر عليه أحدا. والثاني إحياء
أَرْسَلْنا رُسُلَنا وقوله تعالى: ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً وذلك إثارة بلا توجيه إلى مكان وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً- قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ وقال عزّ وجلّ: فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ وعلى هذا قوله عزّ وجلّ: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ والنوم من جنس الموت فجعل التوفى فيهما والبعث منهما سواء، وقوله عزّ وجلّ: وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ أي توجههم ومضيهم.
(بعثر) : قال اللَّه تعالى: وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ أي قلب ترابها وأثير ما فيها، ومن رأى تركيب الرباعي والخماسي من ثلاثين نحو هلل وبسمل إذ قال لا إله إلا اللَّه وباسم اللَّه يقول إن بعثر مركب من بعث وأثير وهذا لا يبعد فى هذا الحرف فإن البعثرة تتضمن معنى بعث وأثير.
(بعد) : البعد ضد القرب وليس لهما حد محدود وإنما ذلك بحسب اعتبار المكان بغيره يقال ذلك فى المحسوس وهو الأكثر وفى المعقول نحو قوله تعالى: ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً وقوله عزّ وجلّ: أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ يقال بعد إذا تباعد وهو بعيد وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ وبعد مات والبعد أكثر ما يقال فى الهلاك نحو: بَعِدَتْ ثَمُودُ وقد قال النابغة:
فى الأدنى وفى البعد
والبعد والبعد يقال فيه وفى ضد القرب قال تعالى: فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ- فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ وقوله تعالى: بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ أي الضلال الذي يصعب الرجوع منه إلى الهدى تشبيها بمن ضل عن محجة الطريق بعدا متناهيا فلا يكاد يرجى له العود إليها وقوله عزّ وجلّ: وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ أي تقاربونهم فى الضلال فلا يبعد أن يأتيكم ما أتاهم من العذاب.
(بعر) : قال تعالى: وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ البعير معروف ويقع على الذكر والأنثى كالإنسان فى وقوعه عليهما وجمعه أبعرة وأباعر وبعران والبعر لما يسقط منه والبعر موضع البعر والمبعار من البعير الكثير البعر.
(بعض) : بعض الشيء جزء منه ويقال ذلك بمراعاة كل ولذلك يقابل به كل فيقال بعضه وكله وجمعه أبعاض. قال عزّ وجلّ: بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ- وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً- وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وقد بعضت كذا جعلته أبعاضا نحو جزأته قال أبو عبيدة: وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ أي كل الذي كقول الشاعر:
أو يرتبط بعض النفوس حمامها
وفى قوله هذا قصور نظر منه وذلك أن الأشياء على أربعة أضرب: ضرب فى بيانه مفسدة فلا يجوز لصاحب الشريعة أن يبينه كوقت القيامة ووقت الموت، وضرب معقول يمكن للناس إدراكه من غير نبى كمعرفة اللَّه ومعرفته فى خلق السموات والأرض فلا يلزم صاحب الشرع أن يبينه، ألا ترى أنه كيف أحال معرفته على العقول فى نحو قوله: قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وبقوله: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا وغير ذلك من الآيات. وضرب يجب عليه بيانه كأصول الشرعيات المختصة بشرعه. وضربه يمكن الوقوف عليه بما بينه صاحب الشرع كفروع الأحكام، وإذا اختلف الناس فى أمر غير الذي يختص بالنبي بيانه فهو مخير بين أن يبين وبين أن لا يبين حسب ما يقتضى اجتهاده وحكمته فإذا قوله تعالى: لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ لم يرد به كل ذلك وهذا ظاهر لمن ألقى العصبية عن نفسه وأما قول الشاعر:
أو يرتبط بعض النفوس حمامها
فإنه يعنى به نفسه والمعنى إلا أن يتدار كنى الموت لكن عرض ولم يصرح حسب ما بنيت عليه جملة الإنسان فى الابتعاد من ذكر موته. قال الخليل يقال
(بعل) : البعل هو الذكر من الزوجين، قال اللَّه عزّ وجلّ: وَهذا بَعْلِي شَيْخاً وجمعه بعولة نحو فحل وفحولة قال تعالى وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ ولما تصور من الرجل الاستعلاء على المرأة فجعل سائسها والقائم عليها كما قال تعالى: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ سمى باسمه كل مستعل على غيره فسمى العرب معبودهم الذي يتقربون به إلى اللَّه بعلا لاعتقادهم ذلك فيه فى نحو قوله تعالى: أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ ويقال أتانا بعل هذه الدابة أي المستعلى عليها، وقيل للأرض المستعلية على غيرها بعل ولفحل النحل بعل تشبيها بالبعل من الرجال. ولما عظم حتى يشرب بعروقه بعل لاستعلائه،
قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: فيما سقى بعلا العشر.
ولما كانت وطأة العالي على المستولى عليه مستثقلة فى النفس قيل أصبح فلان بعلا على أهله أي ثقيلا لعلوه عليهم، وبنى من لفظ البعل المباعلة والبعال كناية عن الجماع وبعل الرجل يبعل بعولة واستبعل فهو بعل ومستبعل إذا صار بعلا، واستبعل النخل عظم وتصور من البعل الذي هو النخل قيامه فى مكانه فقيل بعل فلان بأمره إذا أدهش وثبت مكانه ثبوت النخل فى مقره وذلك كقولهم ما هو إلا شجر فيمن لا يبرح.
(بغت) : البغت مفاجأة الشيء من حيث لا يحتسب قال تعالى:
لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً وقال: بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً وقال: تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً ويقال بغت كذا فهو باغت قال الشاعر:
إذا بعثت أشياء قد كان مثلها | قديما فلا تعتدها بغتات |
وقوله عليه السلام: «إن اللَّه تعالى يبغض الفاحش المتفحش»
فذكر بغضه له تنبيه على فيضه وتوفيق إحسانه منه.
(بغى) : البغي طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرى، تجاوزه أو لم يتجاوزه، فتارة يعتبر فى القدر الذي هو الكمية، وتارة يعتبر فى الوصف الذي هو الكيفية يقال بغيت الشيء إذا طلبت أكثر ما يجب وابتغيت كذلك، قال عزّ وجلّ: لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ، وقال تعالى: يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ والبغي على حزبين: أحدهما محمود وهو تجاوز العدل إلى الإحسان والفرض إلى التطوع. والثاني مدموم وهو تجاوز الحق إلى الباطل أو تجاوزه إلى الشبه كما
قال عليه الصلاة والسلام: «الحق بين والباطل بين وبين ذلك أمور مشتبهات، ومن رتع حول الحمى أو شك أن يقع فيه»
. ولأن البغي قد يكون محمودا ومذموما قال تعالى: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ فخص العقوبة ببغيه بغير الحق. وأبغيتك أعنتك على طلبه، وبغى الجرح تجاوز الحد فى فساده، وبغت المرأة بغاء إذا فجرت وذلك لتجاوزها إلى ما ليس لها. قال عزّ وجلّ: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً وبغت السماء تجاوزت فى المطر حد المحتاج إليه. وبغى: تكبر وذلك لتجاوزه منزلته إلى ما ليس له ويستعمل ذلك فى أي أمر كان قال تعالى: يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وقال تعالى: إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ- بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ- إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وقال: فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي فالبغى فى أكثر المواضع مذموم وقوله غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ أي غير طالب ما ليس له طلبه ولا متجاوز لما رسم له. قال الحسن: غير متناول للذة ولا متجاوز سد الجوعة. وقال مجاهد رحمه اللَّه: غير باغ على إمام ولا عاد فى المعصية طريق الحق. وأما الابتغاء فقد خص بالاجتهاد فى الطلب فمتى كان الطلب لشىء محمود فالابتغاء فيه محمود نحو ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ- ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى، وقولهم: ينبغى مطاوع بغى، فإذا قيل ينبغى أن يكون كذا فيقال على وجهين: أحدهما ما يكون مسخرا للفعل نحو: النار ينبغى أن تحرق الثوب. والثاني على معنى الاستئهال نحو فلان ينبغى أن يعطى لكرمه.
وقوله تعالى: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ على الأول فإن معناه لا يتسخر
(بقر) : البقر واحدته بقرة قال اللَّه تعالى: إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وقال: بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ- بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها ويقال فى جمعه باقر كحامل وبقير كحكيم، وقيل بيقور، وقيل للذكر ثور وذلك نحو جمل وناقة ورجل وامرأة واشتق من لفظه لفظ لفعله فقيل بقر الأرض أي شق. ولما كان شقه واسعا استعمل فى كل شق واسع يقال بقرت بطنه إذا شققته شقا واسعا وسمى محمد بن على رضى اللَّه عنه باقرا لتوسعه فى دقائق العلوم وبقره بواطنها. وبقر الرجل فى المال وفى غيره اتسع فيه، وبيقر فى سفره إذا شق أرضا إلى أرض متوسعا فى سيره قال الشاعر:
ألا هل أتاها والحوادث جمة | بأن امرأ القيس بن نملك بيقرا |
(بقل) : قوله تعالى: بَقْلِها وَقِثَّائِها البقل ما لا ينبت أصله وفرعه فى الشتاء وقد اشتق من لفظه لفظ الفعل فقيل بقل أي نبت وبقل وجه الصبى تشبيها به وكذا بقل ناب البعير، قاله ابن السكيت، وأبقل المكان صار ذا بقل فهو مبقل وبقلت البقل جززته، والمبقلة موضعه.
(بقي) : البقاء ثبات الشيء على حاله الأولى وهو يضاد الفناء وقد بفي يبقى بقاء وقيل بقي فى الماضي موضع بقي
وفى الحديث: بقينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم
، أي انتظرناه وترصدناه له مدة كثيرة. والباقي ضربان: باق بنفسه لا إلى مدة وهو الباري تعالى ولا يصح عليه الفناء. وباق بغيره وهو ما عداه ويصح عليه الفناء. والباقي باللَّه ضربان: باق بشخصه إلى أن شاء اللَّه أن يفنيه كبقاء الأجرام السماوية. وباق بنوعه وجنسه دون شخصه وجزئه كالإنسان والحيوان. وكذا فى الآخرة باق بشخصه كأهل الجنة فإنهم يبقون على التأييد لا إلى مدة كما قال عز وجل: خالِدِينَ فِيها والآخر بنوعه وجنسه كما
روى عن النبي- صلّى اللَّه عليه وسلّم-: «أن أثمار أهل الجنة يقطفها أهلها ويأكلونها ثم تخلف مكانها مثلها»
، ولكون
وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ أي ما يبقى ثوابه للإنسان من الأعمال وقد فسر بأنها الصلوات الخمس وقيل هى سبحان اللَّه والحمد للَّه والصحيح أنها كل عبادة يقصد بها وجه اللَّه تعالى وعلى هذا قوله: بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ وأضافها إلى اللَّه تعالى، وقوله تعالى: فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ أي جماعة باقية أو فعلة لهم باقية، وقيل معناه بقية قال وقد جاء من المصادر ما هو على فاعل وما هو على بناء مفعول والأول أصح.
(بكت) : بكة هى مكة عن مجاهد وجعله نحو سبد رأسه وسمده، وضربة لازب ولازم فى كون الباء بدلا من الميم، قال عزّ وجلّ: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وقيل بطن مكة وقيل هى اسم المسجد وقيل هى البيت. وقيل هى حيث الطواف وسمى بذلك من التباك أي الازدحام لأن الناس يزدحمون فيه للطواف، وقيل سميت مكة بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم.
(بكر) : أصل الكلمة هى البكرة التي هى أول النهار فاشتق من لفظه الفعل فقيل بكر فلان بكورا إذا خرج بكرة والبكور المبالغ فى البكور وبكر فى حاجة وابتكر وباكر مباكرة، وتصور منها معنى التعجيل لتقدمها على سائر أوقات النهار فقيل لكل متعجل فى أمر بكر، قال الشاعر:
بكرت تلومك بعد وهن فى الندى | بسل عليك ملامتى وعتابى |
يا بكر بكرين ويا خلب الكبد
فبكر فى قوله تعالى: لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ هى التي لم تلد وسميت التي لم تفتض بكرا اعتبارا بالثيب لتقدمها عليها فيما يراد له النساء وجمع البكر أبكار قال تعالى: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً والبكرة المحالة الصغيرة لتصور السرعة فيها.
(بكى) : بكى يبكى بكا وبكاء فالبكاء بالمد سيلان الدمع عن حزن وعويل، يقال إذا كان الصوت أغلب كالرغاء والثغاء وسائر هذه الأبنية الموضوعة للصوت، وبالقصر يقال إذا كان الحزن أغلب وجمع الباكي باكون وبكى، قال اللَّه تعالى: خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا وأصل بكى فعول كقولهم ساجد وسجود وراكع وركوع وقاعد وقعود لكن قلب الواو ياء فأدغم نحو جاث وجثى وعات وعتى. وبكى يقال فى الحزن وإسالة الدمع معا ويقال فى كل واحد منهما منفردا عن الآخر وقوله عزّ وجلّ: فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً إشارة إلى الفرح والترح وإن لم تكن مع الضحك قهقهة ولا مع البكاء إسالة دمع وكذلك قوله تعالى: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وقد قيل إن ذلك على الحقيقة وذلك قول من يجعل لهما حياة وعلما وقيل ذلك على المجاز، وتقديره فما بكت عليهم أهل السماء.
(بل) : للتدارك وهو ضربان: ضرب يناقض ما بعد ما قبله لكن ربما يقصد به لتصحيح الحكم الذي بعده إبطال ما قبله وربما قصد لتصحيح الذي قبله وإبطال الثاني. فمما قصد به تصحيح الثاني وإبطال الأول قوله تعالى: إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ- كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ أي ليس الأمر كما قالوا بل جهلوا فنبة بقوله ران على قلوبهم على جهلهم وعلى هذا قوله تعالى: فى قصة إبراهيم: قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ ومما قصد به تصحيح الأول وإبطال الثاني قوله تعالى: فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ. كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ أي ليس إعطاؤهم المال من الإكرام ولا منعهم من الإهانة لكن جهلوا ذلك لوضعهم المال فى غير موضعه، وعلى ذلك قوله تعالى: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ فإنه دل بقوله: وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ أن القرآن مقر للتذكر وأن ليس
والضرب الثاني من بل هو أن يكون مبينا للحكم الأول وزائدا عليه بما بعد بل نحو قوله تعالى: بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فإنه نبه أنهم يقولون أضغاث أحلام بل افتراه يزيدون على ذلك بأن الذي أتى به مفترى افتراه بل يزيدون فيدعون أنه كذاب فإن الشاعر فى القرآن عبارة عن الكاذب بالطبع وعلى هذا قوله تعالى: لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ أي لو يعلمون ما هو زائد عن الأول وأعظم منه وهو أن تأتيهم بغتة، وجميع ما فى القرآن من لفظ بل لا يخرج من أحد هذين الوجهين وإن دق الكلام فى بعضه.
(بلد) : البلد المكان المختط المحدود المتأنس باجتماع قطانه وإقامتهم فيه وجمعه بلاد وبلدان قال عزّ وجلّ: لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ قيل يعنى به مكة.
وقال تعالى: رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وقال: بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ- فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً- فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ وقال عزّ وجلّ: رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً يعنى مكة وتخصيص ذلك فى أحد الموضعين وتنكيره فى الموضع الآخر له موضع غير هذا الكتاب. وسميت المفازة بلدا لكونها موطن الوحشيات والمقبرة بلدا لكونها موطنا للأموات والبلدة منزل من منازل القمر والبلدة البلجة ما بين الحاجبين تشبيها بالبلد لتجدده وسميت الكركرة بلدة لذلك وربما استعير ذلك لصدر الإنسان. ولاعتبار الأثر قيل بجلده بلد أي أثر وجمعه أبلاد، قال الشاعر:
وفى النجوم كلوم ذات أبلاد
وأبلد الرجل صار ذا بلد نحو أنجد وأتهم، وبلد لزم البلد ولما كان اللازم لموطنه كثيرا ما يتحير إذا حصل فى غير موطنه قيل للمتحير بلد فى أمره وأبلد وتبلد، قال الشاعر:
ولكثرة وجود البلادة فيمن كان جلف البدن قيل رجل أبلد عبارة عن العظيم الخلق وقوله تعالى: وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً كنايتان عن النفوس الطاهرة والنجسة فيما قيل.
(بلس) : الإبلاس الحزن المعترض من شدة البأس، يقال أبلس. ومنه اشنق إبليس فيما قيل قال عزّ وجلّ: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ وقال تعالى: أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ وقال تعالى: وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ ولما كان المبلس كثيرا ما يلزم السكوت وينسى ما يعنيه قيل أبلس فلان إذا سكت وإذا انقطعت حجته، وأبلست الناقة فهى مبلاس إذا لم ترع من شدة الضبعة، وأما البلاس للمسح ففارسى معرب.
(بلع) : قال عزّ وجلّ: يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ من قولهم بلعت الشيء وابتلعته، ومنه البلوعة وسعد بلع نجم، وبلع الشيب فى رأسه أول ما يظهر.
(بلغ) : البلوغ والبلاغ الانتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى مكانا كان أو زمانا أو أمرا من الأمور المقدرة وربما يعبر به عن المشارفة عليه وإن لم ينته إليه فمن الانتهاء بلغ أشده وبلغ أربعين سنة، وقوله عزّ وجلّ: فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ- ما هُمْ بِبالِغِيهِ- فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ- لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ- أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ أي منتهية فى التوكيد. والبلاغ التبليغ نحو قوله عزّ وجلّ:
هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وقوله عزّ وجلّ: بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ- وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ- فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ والبلاغ الكفاية نحو قوله عزّ وجلّ: إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ وقوله عزّ وجلّ: وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ أي إن لم تبلغ هذا أو شيئا مما حملت تكن فى حكم من لم يبلغ شيئا من رسالته وذلك أن حكم الأنبياء وتكليفاتهم أشد وليس حكمهم كحكم سائر الناس الذين يتجافى عنهم إذا خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وأما قوله عزّ وجلّ: فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ فللمشارفة فإنها إذا انتهت إلى أقصى الأجل لا يصح للزوج مراجعتها وإمساكها. ويقال بلغته الخبر وأبلغته مثله وبلغته أكثر، قال تعالى: أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وقال:
(بلى) : يقال بلى الثوب بلى وبلاء أي خلق ومنه قيل لمن: سافر بلاه سفر أي أبلاه السفر وبلوته اختبرته كأنى أخلقته من كثرة اختبارى له، وقرىء:
هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ أي نعرف حقيقة ما عملت، ولذلك قيل أبليت فلانا إذا اختبرته، وسمى الغم بلاء من حيث إنه يبلى الجسم، قال تعالى:
وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ- وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ الآية، وقال عزّ وجلّ: إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ وسمى التكليف بلاء من أوجه: أحدها أن التكاليف كلها مشاق على الأبدان فصارت من هذا الوجه بلاء والثاني أنها اختبارات ولهذا قال اللَّه عزّ وجلّ: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ والثالث أن اختبار اللَّه تعالى للعباد تارة بالمسار ليشكروا وتارة بالمضار ليصبروا فصارت المحنة والمنحة جميعا بلاء فالمحنة مقتضية للصبر والمنحة مقتضية للشكر، والقيام بحقوق الصبر أيسر من القيام بحقوق الشكر، فصارت المنحة أعظم البلاءين وبهذا النظر قال عمر: بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر، ولهذا قال أمير المؤمنين من وسع عليه دنياه فلم يعلم أنه قد مكر به فهو مخدوع عن عقله، وقال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً- وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً وقوله عزّ وجلّ: وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ راجع إلى الأمرين. إلى المحنة التي فى قوله عزّ وجلّ: يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وإلى المنحة التي أنجاهم وكذلك قوله تعالى: وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا
راجع إلى الأمرين كما وصف كتابه بقوله: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وإذا قيل ابتلى فلان كذا وأبلاه فذلك يتضمن أمرين: أحدهما تعرف حاله والوقوف على ما يجهل من أمره. والثاني ظهور جودته ورداءته. وربما قصد به الأمران وربما يقصد به أحدهما، فإذا قيل فى اللَّه تعالى. بلا كذا أو أبلاه فليس المراد منه إلا ظهور جودته ورداءته دون التعريف لحاله والوقوف على ما يجهل من أمره إذ كان اللَّه علام الغيوب وعلى هذا قوله عزّ وجلّ: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ويقال أبليت فلانا يمينا إذا عرضت عليه اليمين لتبلوه بها.
(بلى) : بلى رد للنفى نحو قوله تعالى: وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ الآية بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً أو جواب لاستفهام مقترن بنفي نحو أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ونعم يقال فى الاستفهام المجرد نحو فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ ولا يقال هاهنا بلى. فإذا قيل ما عندى شىء فقلت بلى فهو رد لكلامه وإذا قلت نعم فإقرار منك، قال تعالى: فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ- وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ- وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى - قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى.
(بن) : البنان الأصابع، قيل سميت بذلك لأن بها صلاح الأحوال التي يمكن للإنسان أن يبن بها يريد أن يقيم به ويقال أبن بالمكان يبن ولذلك خص فى قوله تعالى: بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ، وقوله تعالى: وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ، خصه لأجل أنهم بها تقاتل وتدافع، والبنة الرائحة التي تبن بما تعلق به.
(بنى) : يقال بنيت أبنى بناء وبنية وبنيا قال عزّ وجلّ: وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً والبناء اسم لما يبنى بناء، قال تعالى: لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ والبنية يعبر بها عن بيت اللَّه قال تعالى: وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ- وَالسَّماءِ وَما بَناها والبنيات واحد لا جمع لقوله: لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ وقال: كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ- قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً
وقال
أولاك بنو خير وشر كليهما
وفلان ابن بطنه وابن فرجه إذا كان همه مصروفا إليهما وابن يومه إذا لم يتفكر فى غده، قال تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وقال تعالى: إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي- إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وجمع ابن أبناء وبنون قال عزّ وجلّ: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً، وقال عزّ وجلّ: يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ- يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ- يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ ويقال فى مؤنث ابن ابنة وبنت والجمع بنات، وقوله تعالى: هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ وقوله: لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ فقد قيل خاطب بذلك أكابر القوم وعرض عليهم بناته لا أهل قريته كلهم فإنه محال أن يعرض بنات له قليلة على الجم الغفير وقيل بل أشار بالبنات إلى نساء أمته وسماهن بنات له لكون كل نبى بمنزلة الأب لأمته بل لكونه أكبر وأجل الأبوين لهم كما تقدم فى ذكر الأب، وقوله تعالى:
وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ هو قولهم عن اللَّه إن الملائكة بنات اللَّه تعالى.
(بهت) : قال اللَّه عزّ وجلّ: فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ أي دهش وتحير، وقد بهته. قال عزّ وجلّ: هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ أي كذب يبهت سامعه لفظاعته. قال اللَّه تعالى: يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ كناية عن الزنا وقيل بل ذلك لكل فعل شنيع يتعاطينه باليد والرجل من تناول ما لا يجوز والمشي إلى ما يقبح ويقال جاء بالبهيتة أي الكذب.
(بهج) : البهجة حسن اللون وظهور السرور وفيه قال عزّ وجلّ:
ذات خلق بهج
ولا يجىء منه بهوج وقد ابتهج بكذا أي سر به سرورا بان أثره على وجهه وأبهجه كذا.
(بهل) : أصل البهل كون الشيء غير مراعى والباهل البعير المخلى عن قيده أو عن سمة أو المخلى ضرعها عن صرار. قالت امرأة أتيتك باهلا غير ذات صرار أي أبحت لك جميع ما كنت أملكه لم استأثر بشىء دونه وأبهلت فلانا خليته وإرادته تشبيها بالبعير الباهل. والبهل والابتهال فى الدعاء الاسترسال فيه والتضرع نحو قوله عزّ وجلّ: ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ومن فسر الابتهال باللعن فلأجل أن الاسترسال فى هذا المكان لأجل اللعن قال الشاعر:
نظر الدهر إليهم فابتهل
أي استرسل فيهم فأفناهم.
(بهم) : البهمة الحجر الصلب وقيل للشجاع بهمة تشبيها به وقيل لكل ما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا وعلى الفهم إن كان معقولا مبهم، ويقال أبهمت كذا فاستبهم وأبهمت الباب أغلقته إغلاقا لا يهتدى لفتحه والبهيمة ما لا نطق له وذلك لما فى صوته من الإبهام لكن خص فى المتعارف بما عدا السباع والطير فقال تعالى: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ وليل بهيم فعيل بمعنى مفعل قد أبهم أمره للظلمة أو فى معنى مفعل لأنه يبهم ما يعن فيه فلا يدرك، وفرس بهيم إذا كان على لون واحد لا يكاد تميزه العين غاية التمييز ومنه ما
روى «أنه يحشر الناس يوم القيامة بهما»
أي عراة وقيل معرون مما يتوسمون به فى الدنيا ويتزينون به واللَّه أعلم. والبهم صغار الغنم والبهمى نبات يستبهم منبته لشركه وقد أبهمت الأرض كثر بهمها نحو أعشبت وأبقلت أي كثر عشبها وبقلها.
(باب) : الباب يقال لمدخل الشيء وأصل ذلك مداخل الأمكنة كباب المدينة والدار والبيت وجمعه أبواب قال تعالى: وَاسْتَبَقَا الْبابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ
وقال تعالى: لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ومنه يقال فى العلم باب كذا وهذا العلم باب إلى علم كذا أي به يتوصل إليه
وقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أنا مدينة العلم وعلى بابها»
أي به يتوصل قال الشاعر:
أتيت المروءة من بابها
قال تعالى: فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ وقال عزّ وجلّ: بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وقد يقال أبواب الجنة وأبواب جهنم للأشياء التي بها يتوصل إليهما، قال تعالى: فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ وقال تعالى: حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ وربما قيل هذا من باب كذا أي مما يصلح له وجمعه بابات وقال الخليل بابة فى الحدود وبوبت بابا، أي عملت وأبواب مبوبة. والبواب حافظ البيت وتبوبت بابا اتخذته، أصل باب بوب.
(بيت) : أصل البيت مأوى الإنسان بالليل لأنه يقال بات أقام بالليل كما يقال ظل بالنهار ثم قد يقال للمسكن بيت من غير اعتبار الليل فيه وجمعه أبيات وبيوت لكن البيوت بالمسكن أخص والأبيات بالشعر قال عزّ وجلّ: فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا وقال تعالى: وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً- لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ ويقع ذلك على المتخذ من حجر ومدر وصوف ووبر وبه شبه بيت الشعر وعبر عن مكان الشيء بأنه بيته وصار أهل البيت متعارفا فى آل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ونبه النبي
بقوله: «سلمان منا أهل البيت»
أن مولى القوم يصح نسبته إليهم، كما
قال: «مولى القوم منهم وابنه من أنفسهم».
وبيت اللَّه والبيت العتيق مكة قال اللَّه عزّ وجلّ: وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ- إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ- وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ يعنى بيت اللَّه وقوله عزّ وجلّ: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى إنما نزل فى قوم كانوا يتحاشون أن يستقبلوا بيوتهم بعد إحرامهم فنبه تعالى أن ذلك مناف للبر، وقوله عزّ وجلّ: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ معناه بكل نوع من المسار، وقوله تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ قيل بيوت النبي نحو: لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ وقيل أشير بقوله فِي بُيُوتٍ إلى أهل بيته وقومه، وقيل أشير به إلى القلب. وقال بعض الحكماء
قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة»
إنه أريد به القلب وعنى بالكلب الحرص بدلالة أنه يقال كلب فلان إذا أفرط فى الحرص وقولهم هو أحرص من كلب. وقوله تعالى: وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ يعنى مكة، وقالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ أي سهل لى فيها مقرا وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً- وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً يعنى المسجد الأقصى، وقوله عزّ وجلّ: فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فقد قيل إشارة إلى جماعة البيت فسماهم بيتا كتسمية نازل القرية قرية. والبيات والتبييت قصد العدو ليلا، قال تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ- بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ والبيوت ما يفعل بالليل، قال تعالى: بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يقال لكل فعل دبر فيه بالليل بيت قال عزّ وجلّ. إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ
وعلى ذلك
قوله عليه السلام: «لا صيام لمن لم يبت الصيام من الليل»
وبات فلان يفعل كذا عبارة موضوعة لما فعل بالليل كظل لما يفعل بالنهار وهما من باب العبادات.
(بيد) : قال عزّ وجلّ: ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً يقال باد الشيء يبيد بيادا إذا تفرق وتوزع فى البيداء أي المفازة وجمع البيداء بيد، وأتان بيدانة تسكن البيداء.
(بور) : البوار فرط الكساد ولما كان فرط الكساد يؤدى إلى الفساد كما قيل كسد حتى فسد عبر بالبوار عن الهلاك، يقال بار الشيء يبور بورا وبؤرا، قال عزّ وجلّ: تِجارَةً لَنْ تَبُورَ- وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ وروى نعوذ باللَّه من بوار الأيم، وقال عزّ وجلّ: وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ويقال رجل حائر بائر وقوم حور بور، وقوله تعالى: حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً أي هلكى جمع بائر، وقيل بل هو مصدر يوصف به الواحد والجمع فيقال رجل بور وقوم بور، وقال الشاعر:
يا رسول المليك إن لسانى | راتق ما فتقت إذ أنا بور |
(بؤس) : البؤس والبأس والبأساء الشدة والمكروه إلا أن البؤس فى الفقر والحرب أكثر والبأس والبأساء فى النكاية نحو: وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا- فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ- وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ وقال تعالى: بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ وقد بؤس يبؤس، وعذاب بئيس فعيل من البأس أو من البؤس، فلا تبتئس أي لا تلتزم البؤس ولا تحزن، وفى الخبر أنه عليه السلام كان يكره البؤس والتباؤس والتبؤس: أي الضراعة للفقراء أو أن يجعل نفسه ذليلا ويتكلف ذلك جميعا. وبئس كلمة تستعمل فى جميع المذام، كما أن نعم تستعمل فى جميع الممادح ويرفعان ما فيه الألف واللام أو مضافا إلى ما فيه الألف واللام نحو بئس الرجل زيد وبئس غلام الرجل زيد، وينصبان النكرة نحو بئس رجلا وبئس ما كانوا يفعلون أي شيئا يفعلونه، قال تعالى: وَبِئْسَ الْقَرارُ- فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ- بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا- لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ وأصل بئيس بئس وهو من البؤس.
(بيض) : البياض فى الألوان ضد السواد، يقال ابيض ابيضاضا وبياضا فهو مبيض وأبيض قال عزّ وجلّ: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ، وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ والأبيض عرق سمى به لكونه أبيض، ولما كان البياض أفضل لون عندهم كما قيل البياض أفضل والسواد أهول والحمرة أجمل والصفرة أشكل عبر عن الفضل والكرم بالبياض حتى قيل لمن لم يتدنس بمعاب هو أبيض الوجه، وقوله تعالى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ فابيضاض الوجوه عبارة عن المسرة واسودادها عن الغم وعلى ذلك: وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وعلى نحو الابيضاض قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ وقوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ، ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وقيل أمك بيضاء من قضاعة، وعلى ذلك قوله تعالى: بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وسمى البيض لبياضه الواحدة بيضة، وكنى عن المرأة بالبيضة تشبيها بها فى اللون وكونها مصونة تحت الجناح، وبيضة البلد لما
كانت قريش بيضة فتفلقت | فالمح خالصه لعبد مناف |
بدا من ذوات الضغن يأوى صدورهم................. فعشش ثم باض وباض الحر تمكن وباضت يد المرأة إذا ورمت ورما على هيئة البيض، ويقال دجاجة بيوض ودجاج بيض.
(بيع) : البيع إعطاء المثمن وأخذ الثمن، والشراء إعطاء الثمن وأخذ المثمن، ويقال للبيع الشراء وللشراء البيع وذلك بحسب ما يتصور من الثمن والمثمن وعلى ذلك قوله عزّ وجلّ: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ
وقال عليه السلام: «لا يبيعن أحدكم على بيع أخيه»
أي لا يشترى على شراه، وأبعت الشيء عرضته للبيع نحو قول الشاعر:
فرسا فليس جواده بمباع
والمبايعة والمشاراة تقالان فيهما، قال اللَّه تعالى: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا وقال تعالى: وَذَرُوا الْبَيْعَ وقال عزّ وجلّ: لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ- لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وبايع السلطان إذا تضمن بذل الطاعة له بما رضخ له ويقال لذلك بيعة ومبايعة وقوله عزّ وجلّ: فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ إشارة إلى بيعة الرضوان المذكورة فى قوله تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وإلى ما ذكر فى قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ الآية. وأما الباع فمن الواو بدلالة قولهم: باع فى السر يبوع إذا مد باعه.
(بال) : البال الحال التي يكترث بها ولذلك يقال ما باليت بكذا بالة أي ما اكترثت به، قال تعالى: كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ وقال تعالى: فَما
أي حالهم وخبرهم، ويعبر بالبال عن الحال الذي ينطوى عليه الإنسان فيقال خطر كذا ببالي.
(بين) : موضوع للخلالة بين الشيئين ووسطهما قال تعالى: وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً يقال: بان كذا: أي انفصل وظهر ما كان مستترا منه، ولما اعتبر فيه معنى الانفصال والظهور استعمل فى كل واحد منفردا فقيل للبئر البعيدة القعر بيون لبعد ما بين الشفير والقعر لانفصال حبلها من يد صاحبها. وبان الصبح ظهر، وقوله تعالى: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ أي الوصل، وتحقيقه أنه ضاع عنكم الأموال والعشيرة والأعمال التي كنتم تعتمدونها إشارة إلى قوله سبحانه: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ وعلى ذلك قوله: لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى الآية. وبين يستعمل تارة اسما وتارة ظرفا، فمن قرأ (بينكم) جعله اسما ومن قرأ (بينكم) جعله ظرفا غير متمكن وتركه مفتوحا، فمن الظرف قوله:
لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وقوله فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً- فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وقوله تعالى: فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما فيجوز أن يكون مصدرا أي موضع المفترق وقوله تعالى: وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ ولا يستعمل بين إلا فيما كان له مسافة نحو (بين البلدين) أوله عدد ما اثنان فصاعدا نحو بين الرجلين وبين القوم ولا يضاف إلى ما يقتضى معنى الوحدة إلا إذا كرر نحو: وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ- فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً ويقال هذا الشيء بين يديك أي قريبا منك وعلى هذا قوله تعالى: ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ- لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا- وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا- وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ- أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا أي من جملتنا وقوله تعالى: قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ أي متقدما له من الإنجيل ونحوه وقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ أي راعوا الأحوال التي تجمعكم من القرابة والوصلة والمودة، ويزاد فيه ما أو الألف فيجعل بمنزلة حين نحو بينما زيد يفعل كذا وبينا يفعل كذا، قال الشاعر:
بينا يعنفه الكماة وروعة | يوما أتيح له جرىء سلفع |
- وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ- وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ- قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ- قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ- وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ- وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ- لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ- آياتٍ بَيِّناتٍ وقال: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ ويقال آية مبيّنة اعتبارا بمن بينها وآية مبينة وآيات مبيّنات ومبيّنات، والبينة الدلالة الواضحة عقلية كانت أو محسوسة وسمى الشاهدان بينة
لقوله عليه السلام: «البينة على المدعى واليمين على من أنكر»
وقال سبحانه أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وقال تعالى: لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ- جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ والبيان الكشف عن الشيء وهو أعم من النطق مختص بالإنسان ويسمى ما بين به بيانا: قال بعضهم: البيان يكون على ضربين: أحدهما بالتنجيز وهو الأشياء التي تدل على حال من الأحوال من آثار صنعه. والثاني بالاختبار وذلك إما أن يكون نطقا أو كتابة أو إشارة، فمما هو بيان بالحال قوله تعالى: وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ أي كونه عدوا بين فى الحال كقوله تعالى: تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ.
وما هو بيان بالاختبار فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وسمى الكلام بيانا لكشفه عن المعنى المقصود إظهاره نحو هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وسمى ما يشرح به المجمل والمبهم من الكلام بيانا نحو قوله تعالى: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ ويقال بينته وأبنته إذا جعلت له بيانا تكشفه نحو لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وقال: نَذِيرٌ مُبِينٌ- إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ- وَلا يَكادُ يُبِينُ أي يبين وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ.
(بواء) : أصل البواء مساواة الأجزاء فى المكان خلاف النبوة الذي هو منافاة الأجزاء، يقال مكان بواء إذا لم يكن نابيا بنازله، وبوأت له مكانا سويته فتبوأ، وباء فلان بدم فلان يبوء به أي ساواه، قال تعالى: وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً- وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ- تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ- يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ
وروى أنه كان عليه السلام يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله.
وبوأت الرمح هيأت له مكانا ثم قصدت الطعن به.
وقال عليه
، قال الراعي فى صفة إبل:
لها أمرها حتى إذا ما تبوأت | بأخفافها مأوى تبوأ مضجعا |
ويستعمل البواء فى مكافأة المصاهرة والقصاص فيقال فلان بواء لفلان إذا ساواه، وباء بغضب من اللَّه أي حل مبوأ ومعه غضب اللَّه أي عقوبته، و (بغضب) فى موضع حال كخرج بسيف أي رجع وجاء له أنه مغضوب وليس مفعولا نحو مر بزيد واستعمال باء تنبيها على أن مكانه الموافق يلزمه فيه غضب اللَّه فكيف غيره من الأمكنة وذلك على حد ما ذكر فى قوله: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ وقوله:
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ أي تقيم بهذه الحالة، قال.
أنكرت باطلها وبؤت بحقها
وقول من قال: أقررت بحقها فليس تفسيره بحسب مقتضى اللفظ. والباءة كناية عن الجماع وحكى عن خلف الأحمر أنه قال فى قولهم حياك اللَّه وبياك أن أصله بوأك منزلا فغير لازدواج الكلمة كما غير فى قولهم أتيته الغدايا والعشايا.
(الباء) : يجىء إما متعلقا بفعل ظاهر معه أو متعلقا بمضمر، فالمتعلق بفعل معه ضربان: أحدهما لتعدية الفعل وهو جار مجرى الألف الداخل للتعدية نحو ذهبت به وأذهبته قال: وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً والثاني للآلة نحو قطعه بالسكين. والمتعلق بمضمر يكون فى موضع الحال نحو خرج بسلاحه أي وعليه السلاح أي ومعه سلاحه وربما قالوا تكون زائدة نحو: وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا فبينه وبين قولك ما أنت مؤمنا لنا فرق، فالمتصور من الكلام إذا نصب ذات واحد كقولك زيد خارج، والمتصور منه إذا قيل ما أنت بمؤمن لنا ذاتان كقولك لقيت بزيد رجلا فاضلا فإن قوله رجلا فاضلا وإن أريد به زيد فقد أخرج فى مغرض يتصور منه إنسان آخر فكأنه قال رأيت برؤيتى لك آخر هو رجل فاضل، وعلى هذا رأيت بك حاتما فى السخاء وعلى هذا وَما أَنَا بِطارِدِ
وقوله: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ قال الشيخ وهذا فيه نظر، وقوله: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ قيل معناه تنبت الدهن وليس ذلك بالمقصود بل المقصود أنها تنبت النبات ومعه الدهن أي والدهن فيه موجود بالقوة ونبه بلفظة بِالدُّهْنِ على ما أنعم به على عباده وهداهم على استنباطه. وقيل الباء هاهنا للحال أي حاله أن فيه الدهن والسبب فيه أن الهمزة والباء اللتين للتعدية لا يجتمعان وقوله تعالى: وَكَفى بِاللَّهِ فقيل كفى اللَّه شهيدا نحو: وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ الباء زائدة ولو كان ذلك كما قيل لصح أن يقال كفى باللَّه المؤمنين القتال وذلك غير سائغ وإنما يجىء ذلك حيث يذكر بعده منصوب فى موضع الحال كما تقدم ذكره، والصحيح أن كفى هاهنا موضوع موضع اكتف، كما أن قولهم:
أحسن بزيد موضوع موضع ما أحسن، ومعناه اكتف باللَّه شهيدا وعلى هذا وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً- وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا وقوله تعالى: أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ وعلى هذا قوله: حب إلى بفلان أي أحببت إلى به. ومما ادعى فيه الزيادة الباء فى قوله تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ قيل تقديره لا تلقوا أيديكم والصحيح أن معناه لا تلقوا أنفسكم بأيديكم إلى التهلكة إلا أنه حذف المفعول استغناء عنه وقصدا إلى العموم فإنه لا يجوز إلقاء أنفسهم ولا إلقاء غيرهم بأيديهم إلى التهلكة. وقال بعضهم الباء بمعنى من فى قوله تعالى: عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ- عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ أي منها وقيل عينا يشربها والوجه أن لا يصرف ذلك عما عليه وأن العين هاهنا إشارة إلى المكان الذي ينبع منه الماء لا إلى الماء بعينه نحو نزلت بعين فصار كقولك مكانا يشرب به وعلى هذا قوله تعالى: فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ أي بموضع الفوز.
(التب) : والتباب: الاستمرار فى الخسران، يقال: تبا له وتب له وتببته إذا قلت له ذلك ولتضمن الاستمرار قيل استتب لفلان كذا أي استمر، وتَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ أي استمرت فى خسرانه نحو: ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ- وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ أي تخسير وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ.
(تابوت) : التابوت فيما بيننا معروف. أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ قيل كان شيئا منحوتا من الخشب فيه حكمة وقيل عبارة عن القلب والسكينة وعما فيه من العلم، وسمى القلب سفط العلم وبيت الحكمة وتابوته ووعاءه وصندوقه وعلى هذا قيل اجعل سرك فى وعاء غير سرب، وعلى تسميته بالتابوت قال عمر لابن مسعود رضى اللَّه عنهما: كنيف ملىء علما.
(تبع) : يقال تبعه واتبعه قفا أثره وذلك تارة بالارتسام والائتمار وعلى ذلك قوله تعالى: فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ- قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً- فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ- اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ- وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ- وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي- ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ- وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ- وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ- وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ- هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ- وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ ويقال أتبعه إذا لحقه قال: فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ- ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً- وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً- فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ- فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً يقال أتبعت عليه أي أحلت عليه ويقال أتبع فلان بمال أي أحيل عليه، والتبيع خص بولد البقر إذا اتبع أمه واتبع رجل الدابة وتسميته بذلك كما قال:
كأنما الرجلان واليدان | طالبتا وتروهما ربتان |
(تترى) : تترى على فعلى من المواترة أي المتابعة وترا وترا وأصلها واو فأبدلت نحو تراث وتجاه فمن صرفه جعل الألف زائدة لا للتأنيث ومن لم يصرفه جعل ألفه للتأنيث قال تعالى: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا أي متواترين. قال الفراء يقال تترى فى الرفع وتترى فى الجر وتترى فى النصب والألف فيه بدل من التنوين.
وقال ثعلب هى تفعل، قال أبو على الغبور: ذلك غلط لأنه ليس فى الصفات تفعل.
(تجارة) : التجارة التصرف فى رأس المال طلبا للربح يقال تجر يتجر وتاجر وتجر كصاحب وصحب. قال وليس فى كلامهم تاء بعدها جيم غير هذا اللفظ فأما تجاه فأصله وجاه وتجوب التاء للمضارعة وقوله تعالى: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ فقد فسر هذه التجارة بقوله: تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ إلى آخر الآية وقال تعالى: اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ- إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ- تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ قال ابن الأعرابى فلان تاجر بكذا أي حاذق به عارف الوجه المكتسب منه.
(تحت) : تحت مقابل لفوق قال تعالى: لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وقوله تعالى: جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ- فَناداها مِنْ تَحْتِها وتحت يستعمل فى المنفصل و (أسفل) فى المتصل يقال المال تحته، وأسفله أغلظ من أعلاه،
وفى الحديث: «لا تقوم الساعة حتى يظهر التحوت»
أي الأرذال من الناس وقيل بل ذلك إشارة إلى ما قال سبحانه وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ.
(تخذ) : تخذ بمعنى أخذ قال الشاعر:
وقد تخذت رجلى إلى جنب غرزها | نسيفا كأفحوص القطاة المطرق |
تخف الأرض إذا ما زلت عنها | وتبقى ما بقيت بها ثقيلا |
حللت بمستقر العز منها | فتمنع جانبيها أن تميلا |
وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها قيل كنورها وقيل ما تضمنته من أجساد البشر عند الحشر والبعث وقال تعالى: وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ أي أحمالكم الثقيلة وقال عزّ وجلّ: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ أي آثامهم التي تثقلهم وتثبطهم عن الثواب كقوله: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ وقوله عزّ وجلّ: انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا قيل شبانا وشيوخا وقيل فقراء وأغنياء، وقيل غرباء ومستوطنين، وقيل نشاطا وكسالى وكل ذلك يدخل فى عمومها، فإن القصد بالآية الحث على النفر على كل حال تصعب أو تسهل. والمثقال ما يوزن به وهو من الثقل وذلك اسم لكل سنج قال تعالى: وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ، وقال تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ وقوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ فإشارة إلى كثرة الخيرات وقوله تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فإشارة إلى قلة الخيرات. والثقيل والخفيف يستعملان على وجهين: أحدهما على سبيل المصايفة، وهو أن لا يقال لشىء ثقيل أو خفيف إلا باعتباره بغيره ولهذا يصح للشىء الواحد أن يقال خفيف إذا اعتبرته بما هو أثقل منه وثقيل إذا اعتبرته بما هو أخف منه وعلى
(ثلث) : الثلاثة والثلاثون والثلاث والثلاثمائة وثلاثة آلاف والثلث والثلثان، وقال عزّ وجلّ: فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ أي أحد أجزائه الثلاثة والجمع أثلاث، قال تعالى: وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وقال عزّ وجلّ:
ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وقال تعالى: ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ أي ثلاثة أوقات العورة، وقال عزّ وجلّ: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وقال تعالى: بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ وقال تعالى: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وقال عزّ وجلّ: مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ أي اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة. وثلثت الشيء جزأته أثلاثا، وثلثت القوم أخذت ثلث أموالهم، وأثلثتهم صرت ثالثم أو ثلثهم، وأثلثت الدراهم فأثلثت هى وأثلث القوم صاروا ثلاثة، وحبل مثلوث مفتول على ثلاثة قوى، ورجل مثلوث أخذ ثلث ماله، وثلث الفرس وربع جاء ثالثا ورابعا فى السباق ويقال أثلاثة وثلاثون عندك أو ثلاث وثلاثون؟ كناية عن الرجال والنساء. وجاءوا ثلاث ومثلث أي ثلاثة ثلاثة، وناقة ثلوث تحلب من ثلاثة أخلاف، والثلاثاء والأربعاء فى الأيام جعل الألف فيهما بدلا من الهاء نحو حسنة وحسناء فخص اللفظ باليوم وحكى ثلثت الشيء تثليثا جعلته على ثلاثة أجزاء وثلث البسر إذا بلغ الرطب ثلثيه أو ثلث العنب أدرك ثلثاه وثوب ثلاثى طوله ثلاثة أذرع:
(ثل) : الثلة قطعة مجتمعة من الصوف ولذلك قيل للمقيم ثلة ولاعتبار الاجتماع قيل: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ أي جماعة، وثللت كذا تناولت ثلة منه، وثل عرشه أسقط ثلة منه، والثلل قصر الأسنان لسقوط لثته ومنه أثل فمه سقطت أسنانه وتثللت الركية أي تهدمت.
(ثمد) : ثمود قيل هو عجمى وقيل هو عربى وترك صرفه لكونه اسم قبيلة وهو فعول من الثمد وهو الماء القليل الذي لا مادة له، ومنه قيل فلان مثمود ثمدته النساء أي قطعت مادة مائة لكثرة غشيانه لهن، ومثمود إذا كثر عليه السؤال حتى فقد مادة ماله.
(ثم) : حرف عطف يقتضى تأخر ما بعده عما قبله إما تأخيرا بالذات أو بالمرتبة أو بالوضع حسبما ذكر فى (قبل) وفى (أول)، قال اللَّه تعالى: أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا وقال عزّ وجلّ: ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وأشباهه. وثمامة شجرة وثمت الشاة إذا رعتها نحو شجرت إذا رعت الشجرة ثم يقال فى غيرها من النبات.
وثممت الشيء جمعته ومنه قيل كنا أهل ثمة ورمة، والثمة جمعة من حشيش، وثم إشارة إلى المتبعد عن المكان وهنالك للتقرب وهما ظرفان فى الأصل، وقوله تعالى: وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً فهو فى موضع المفعول.
(ثمن) : قوله تعالى: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ الثمن اسم لما يأخذه البائع فى مقابلة المبيع عينا كان أو سلعة وكل ما يحصل عوضا عن شىء فهو ثمنة قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا. وقال تعالى:
وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا وقال: وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا وأثمنت الرجل بمتاعه وأثمنت له أكثرت له الثمن، وشىء ثمين كثير الثمن، والثمانية والثمانون والثمن فى العدد معروف ويقال ثمنته كنت له ثامنا أو أخذت ثمن ماله وقال عزّ وجلّ: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ. وقال تعالى: سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ وقال تعالى: عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ والثمين الثمن قال الشاعر:
فما صار لى القسم إلا ثمينها
(ثنى) : الثنى والاثنان أصل لمتصرفات هذه الكلمات ويقال ذلك باعتبار العدد أو باعتبار التكرير الموجود فيه أو باعتبارهما معا، قال اللَّه تعالى:
ثانِيَ اثْنَيْنِ- اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً وقال: مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فيقال ثنيته تثنية كنت له ثانيا أو أخذت نصف ماله أو ضممت إليه ما صار به اثنين. الثنى ما يعاد مرتين،
قال عليه السلام: «لا ثنى فى الصدقة»
، أي لا تؤخذ فى السنة مرتين، قال الشاعر:
لعمرى لقد كانت ملامتها ثنى
وامرأة ثنى ولدت اثنين والولد يقال له ثنى وحلف يمينا فيها ثنى وثنوى وثنية ومثنوية ويقال للاوى الشيء قد ثناه نحو قوله تعالى: أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ وقراءة ابن عباس يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ من اثنونيت، وقوله عزّ وجلّ: ثانِيَ عِطْفِهِ وذلك عبارة عن التنكر والإعراض نحو لوى شدقة ونأى بجانبه والثنى من الشاة ما دخل فى السنة الثانية وما سقطت ثنيته من البعير، وقد اثنى وثنيت الشيء أثنيه عقدته بثنايين غير مهموز، قيل وإنما لم يهمز لأنه بنى الكلمة على التثنية ولم يبن عليه لفظ الواحد. والمثناة ما ثنى من طرف الزمان، والثنيان الذي يثنى به إذا عد السادات، وفلان ثنية كذا كناية عن قصور منزلته فيهم، والثنية من الجبل ما يحتاج فى قطعه وسلوكه إلى صعود وصدود فكأنه يثنى السير، والثنية من السن تشبيها بالثنية من الجبل فى الهيئة والصلابة، والثنيا من الجزور ما يثنه جازره إلى ثنيه من الرأس والصلب وقيل الثنوى. والثناء ما يذكر فى محامد الناس فيثنى حالا فحالا ذكره، يقال أثنى عليه، وتثنى فى مشيته نحو تبختر، وسميت سور القرآن مثانى فى قوله عزّ وجلّ: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي لأنها تثنى على مرور الأوقات وتكرر فلا تدرس ولا تنقطع دروس سائر الأشياء التي تضمحل وتبطل على مرور الأيام وعلى ذلك قوله تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ ويصح أنه قيل للقرآن مثانى لما يثنى ويتجدد حالا فحالا من فوائده كما
روى فى الخبر فى صفته: لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب ولا تنقضى عجائبه.
ويصح أن يكون ذلك من الثناء تنبيها على أنه أبدا يظهر منه ما يدعو إلى الثناء عليه وعلى من يتلوه ويعلمه ويعمل به وعلى هذا الوجه وصفه
(ثوب) : أصل الثوب رجوع الشيء إلى حالته الأولى التي كان عليها، أو إلى الحالة المقدرة المقصودة بالفكرة وهى الحالة المشار إليها بقولهم أول الفكرة آخر العمل فمن الرجوع إلى الحالة الأولى قولهم ثاب فلان إلى داره وثابت إلى نفسى، وسمى مكان المستسقى على فم البئر مثابة ومن الرجوع إلى الحالة المقدرة المقصودة بالفكرة، الثوب سمى بذلك لرجوع الغزل إلى الحالة التي قدرت له، وكذا ثواب العمل، وجمع الثوب أثواب وثياب وقوله تعالى: وَثِيابَكَ وكذا ثواب العمل، وجمع الثوب أثواب وثياب وقوله تعالى: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ يحمل على تطهير الثوب وقيل الثياب كناية عن النفس لقول الشاعر:
ثياب بنى عوف طهارى نقيّة
وذلك أمر بما ذكره اللَّه تعالى فى قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً والثواب ما يرجع إلى الإنسان من جزاء أعماله فيسمى الجزاء ثوابا تصورا أنه هو هو ألا ترى كيف جعل اللَّه تعالى الجزاء نفس الفعل فى قوله: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ولم يقل جزاءه، والثواب يقال فى الخير والشر لكن الأكثر المتعارف فى الخير وعلى هذا قوله عزّ وجلّ: ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ- فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وكذلك المثوبة فى قوله تعالى: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ فإن ذلك استعارة فى الشر كاستعارة البشارة فيه. قال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ والإثابة تستعمل فى المحبوب قال تعالى: فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وقد قيل ذلك فى المكروه نحو فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ على الاستعارة كما تقدم، والتثويب فى القرآن لم يجىء إلا فى المكروه نحو هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ وقوله عزّ وجلّ:
وقال عليه السلام: «الثيب أحق بنفسها»
والتثويب تكرار النداء ومنه التثويب فى الأذان، والثوباء التي تعترى الإنسان سميت بذلك لتكررها، والثبة الجماعة الثائب بعضهم إلى بعض فى الظاهر قال عزّ وجلّ: فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً قال الشاعر:
وقد أغدو على ثبة كرام
وثبة الحوض ما يثوب إليه الماء وقد تقدم.
(ثور) : ثار الغبار والسحاب ونحوهما يثور ثورا وثورانا انتشر ساطعا وقد أثرته، قال تعالى: فَتُثِيرُ سَحاباً يقال: أثرت ومنه قوله تعالى:
وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها وثارت الحصبة ثورا تشبيها بانتشار الغبار، وثور شرا كذلك، وثار ثائره كناية عن انتشار غضبه، وثاوره واثبه، والثور البقر الذي يثار به الأرض فكأنه فى الأصل مصدر جعل فى موضع الفاعل نحو ضيف وطيف فى معنى ضائف وطائف. وقولهم سقط ثور الثقف أي الثائر المنتثر، والثأر هو طلب الدم أصله الهمز وليس من هذا الباب.
(ثوى) : الثواء الإقامة مع الاستقرار يقال ثوى يثوى ثواء قال عز وجل: وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ وقال: أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ قال اللَّه تعالى: وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ- ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ وقال: النَّارُ مَثْواكُمْ وقيل من أم مثواك؟ كناية عمن نزل به ضيف، والثوية مأوى الغنم، واللَّه أعلم بالصواب.
(جب) : قال الله تعالى: وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ آي بئر لم تطو وتسميته بذلك إما لكونه محفورا فى جبوب أي فى أرض غليظة وإما لأنه قد جب والجب قطع الشيء من أصله كجب النخل، وقيل زمن الجباب نحو زمن الصرام، وبعير أجب مقطوع السنام، وناقة جباء وذلك نحو أقطع وقطعاء للمقطوع اليد، ومعنى مجبوب مقطوع الذكر من أصله، والجبة التي هى اللباس منه وبه شبه ما دخل فيه الرمح من السنان. والجباب شىء يعلو ألبان الإبل وجبت المرأة النساء حسنا إذا غلبتهن، استعارة من الجب الذي هو القطع، وذلك كقولهم قطعته فى المناظرة والمنازعة وآما الجبجبة فليست من ذلك بل سميت به لصوتها المسموع منها.
(جبت) : قال الله تعالى: يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ الجبت والجبس الغسل الذي لا خير فيه، وقيل التاء بدل من السين تنبيها على مبالغته فى الغسولة كقول الشاعر:
عمرو بن يربوع شرار الناس أي خسار الناس، ويقال لكل ما عبد من دون الله جبت وسمى الساحر والكاهن جبتا.
(جبر) : أصل الجبر إصلاح الشيء بضرب من القهر يقال جبرته فانجبر واجتبر وقد قيل جبرته فجبر كقول الشاعر:
قد جبر الذين الإله فجبر
هذا قول أكثر أهل اللغة وقال بعضهم ليس قوله فجبر مذكورا على سبيل الانفعال بل ذلك على سبيل الفعل وكرره ونبه بالأول على الابتداء بإصلاحه وبالثاني على تتميمه فكأنه قال قصد جبر الدين وابتدأه فتمم جبره، وذلك أن (فعل) تارة يقال لمن ابتدأ بفعل وتارة لمن فرغ منه. وتجبر يقال إما لتصور معنى الاجتهاد والمبالغة أو لمعنى التكلف كقول الشاعر:
وقد يقال الجبر تارة فى الإصلاح المجرد نحو قول على- رضى الله عنه-:
يا جابر كل كسير، ويا مسهل كل عسير. ومنه قولهم للخبز: جابر ابن حبة.
وتارة فى القهر المجرد نحو
قوله عليه السلام: «لا جبر ولا تفويض»
. والجبر فى الحساب إلحاق شىء به إصلاحا لما يريد إصلاحه وسمى السلطان جبرا كقول الشاعر:
وأنعم صباحا أيها الجبر
لقهره الناس على ما يريده أو لإصلاح أمورهم، والإجبار فى الأصل حمل الغير على أن يجبر الآخر لكن تعورف فى الإكراه المجرد فقيل أجبرته على كذا كقولك أكرهته، وسمى الذين يدعون أن الله تعالى يكره العباد على المعاصي فى تعارف المتكلمين مجبرة وفى قوله المتقدمين جبريّة وجبريّة. والجبار فى صفة الإنسان يقال لمن يجبر نقيصته بادعاء منزلة من التعالي لا يستحقها وهذا لا يقال إلا على طريق الذم كقوله عز وجل: وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وقوله تعالى:
وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا وقوله عز وجل: إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وقوله عز وجل: كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ أي متعال عن قبول الحق والإيمان له. ويقال للقاهر غيره جبار نحو: وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ولتصور القهر بالعلو على الأقران قيل نخلة جبارة وناقة جبارة وما
روى فى الخبر: ضرس الكافر فى النار مثل أحد وكثافة جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار
، فقد قال ابن قتيبة هو الذراع المنسوب إلى الملك الذي يقال له ذراع الشاة. فأما فى وصفه تعالى نحو: الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ فقد قيل سمى بذلك من قولهم جبرت الفقير لأنه هو الذي يجبر الناس بفائض نعمه وقيل لأنه يجبر الناس أي يقهرهم على ما يريده ودفع بعض أهل اللغة ذلك من حيث اللفظ فقال لا يقال من أفعلت فعال فجبار لا يبنى من أجبرت، فأجيب عنه بأن ذلك من لفظ (جبر) المروي فى
قوله لا جبر ولا تفويض
، لا من لفظ الإجبار. وأنكر جماعة من المعتزلة ذلك من حيث المعنى فقالوا يتعالى الله عن ذلك، وليس ذلك بمنكر فإن الله تعالى قد أجبر الناس على، أشياء لا انفكاك لهم منها حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية لا على ما تتوهمه الغواة الجهلة وذلك كإكراههم على المرض والموت والبعث، وسخر كلا منهم لصناعة
وقد روى عن أمير المؤمنين- رضى الله عنه-: يا بارئ المسموكات وجبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها.
فإنه جبر القلوب على فطرتها من المعرفة فذكر لبعض ما دخل فى عموم ما تقدم. وجبروت فعلوت من التجبر، واستجبرت حاله تعاهدت أن أجبرها، وأصابته مصيبة لا تجتبرها أي لا يتحرى لجبرها من عظمها، واشتق من لفظ جبر العظم الجبيرة الخرقة التي تشد على المجبور، والجبارة للخشبة التي تشد عليه وجمعها جبائر. وسمى الدملوج جبارة تشبيها بها فى الهيئة. والجبار لما يسقط من الأرض.
(جبل) : الجبل جمعه أجبال وجبال قال عز وجل: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً وَالْجِبالَ أَوْتاداً وقال تعالى: وَالْجِبالَ أَرْساها وقال تعالى:
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ وقال تعالى: وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها- وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً- وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ واعتبر معانيه فاستعير واشتق منه بحسبه فقيل فلان جبل لا يتزحزح تصورا لمعنى الثبات فيه، وجبله الله على كذا إشارة إلى ما ركب فيه من الطبع الذي يأبى على الناقل نقله، وفلان ذو جبلة أي غليظ الجسم، وثوب جيد الجبلة، وتصور منه معنى العظم فقيل للجماعة العظيمة جبل قال الله تعالى: وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أي جماعة تشبيها بالجبل فى العظم وقرىء جبلا مثقلا، قال التوذى: جبلا وجبلا وجبلا وجبلا. وقال غيره جبلا جمع جبلة ومنه قوله عز وجل: وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ أي المجبولين على أحوالهم التي بنوا عليها وسبلهم التي قيضوا لسلوكها المشار إليها بقوله تعالى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ وجبل صار كالجبل فى الغلظ.
(جبن) : قال تعالى وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ فالجبينان جانبا الجبهة. والجبن (م ٧- المسولة القرآنية ج ٨)
(جبه) : الجبهة موضع السجود من الرأس قال الله تعالى: فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ والنجم يقال له جبهة تصورا أنه كالجبهة للمسمى بالأسد، ويقال الأعيان الناس جبهة وتسميتهم بذلك كتسميتهم بالوجوه،
وروى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «ليس فى الجبهة صدقة»
أي الخيل.
(جبى) : يقال جبيت الماء فى الحوض جمعته والحوض الجامع له جابية وجمعها جواب، قال الله تعالى: وَجِفانٍ كَالْجَوابِ ومنه استعير جبيت الخراج جباية ومنه قوله تعالى: يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ والاجتباء الجمع على طريق الاصطفاء قال عز وجل: فَاجْتَباهُ رَبُّهُ وقال تعالى: وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَها أي يقولون هلا جمعتها تعريضا منهم بأنك تخترع هذه الآيات وليست من الله، واجتباء الله العبد تخصيصه إياه بفيض إلهى يتحصل له منه أنواع من النعم بلا سعى من العبد وذلك للأنبياء وبعض من يقاربهم من الصديقين والشهداء كما قال تعالى: وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ- فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ- وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ وقوله تعالى:
ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى وقال عز وجل: يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ وذلك نحو قوله تعالى: إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ.
(جث) : يقال جثثته فانجث وجسسته فاجتس قال الله عز وجل:
اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ أي اقتلعت جثته والمجثة ما يجث به وجثة الشيء شخصه الناتئ والجث ما ارتفع من الأرض كالأكمة والجثيثة سميت به لما يأتى جثته بعد طحنه، والجثجاث نبت.
(جثم) : فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ استعارة للمقيمين من قولهم جثم الطائر إذا قعد ولطىء بالأرض، والجثمان شخص الإنسان قاعدا، ورجل جثمة وجثامة كناية عن النئوم والكسلان.
(جثا) : جثى على ركبتيه جثوا وجثيا فهو جاث نحو عتا يعتو عتوا وعتيا وجمعه جثى نحو باك وبكى وقوله عز وجل وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا
(جحد) : الجحود نفى ما فى القلب إثباته وإثبات ما فى القلب نفيه، يقال جحد جحودا وجحدا قال عزّ وجلّ: وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ وقال عزّ وجلّ: بِآياتِنا يَجْحَدُونَ ويجحد يختص بفعل ذلك يقال رجل جحد شحيح قليل الخير يظهر الفقر، وأرض جحدة قليلة النبت، يقال جحدا له ونكدا وأجحد صار ذا جحد.
(جحم) : الجحمة شدة تأجج النار ومنه الجحيم، وجحم وجهه من شدة الغضب استعارة من جحمة النار وذلك من ثوران حرارة القلب، وجحمتا الأسد عيناه لتوقدهما.
(جد) : الجد قطع الأرض المستوية ومنه جد فى سيره يجد جدا وكذلك جد فى أمره وأجد صار ذا جد، وتصور من جددت الأرض القطع المجرد فقيل جددت الأرض إذا قطعته على وجه الإصلاح، وثوب جديد أصله المقطوع ثم جعل لكل ما أحدث إنشاؤه، قال بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ إشارة إلى النشأة الثانية وذلك قولهم: أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ وقوبل الجديد بالخلق لما كان المقصود بالجديد القريب العهد بالقطع من الثوب، ومنه قيل الليل والنهار الجديدان والأجدان، قال تعالى: وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ جمع جدة أي طريقة ظاهرة من قولهم طريق مجدود أي مسلوك مقطوع. ومنه جادة الطريق، والجدود والجداء من الضأن التي انقطع لبنها، وجد ثدى أمه على طريق الشتم، وسمى الفيض الإلهى جدا قال تعالى: وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا أي فيضه وقيل عظمته وهو يرجع إلى الأول، وإضافته إليه على سبيل اختصاصه بملكه، وسمى ما جعل الله تعالى للإنسان من الحظوظ الدنيوية جدا وهو البخت فقيل جددت وحظظت،
وقوله عليه السلام «لا ينفع ذا الجد منك الجد»
أي لا يتوصل إلى ثواب الله تعالى فى الآخرة وإنما ذلك بالجد فى الطاعة وهذا هو الذي أنبأ عنه قوله تعالى: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ الآية وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً وإلى ذلك أشار بقوله: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ والجد أبو
(جدث) : قال الله تعالى: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً جمع الجدث يقال جدث وجدف وفى سورة يس: فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ.
(جدر) : الجدار الحائط إلا أن الحائط يقال اعتبارا بالإحاطة بالمكان والجدار يقال اعتبارا بالنتوء والارتفاع وجمعه جدر قال تعالى: وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ وقال: جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ وقال تعالى: أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ
وفى الحديث: «حتى يبلغ الماء الجدر»
وجدرت الجدار رفعته واعتبر منه معنى النتوء فقيل جدر الشجر إذا خرج ورقه كأنه جمص وسمى النبات الناتئ من الأرض جدرا الواحد جدرة، وأجدرت الأرض أخرجت ذلك، وجدر الصبى وجدر إذا خرج جدريه تشبيها بجدر الشجر، وقيل الجدري والجدرة سلعة تظهر فى الجسد وجمعها أجدار، وشاة جدراء. والجيدر القصير اشتق ذلك من الجدار وزيد فيه حرف على سبيل التهكم حسبما بيناه فى أصول الاشتقاق، والجدير المنتهى لانتهاء الأمر إليه انتهاء الشيء إلى الجدار وقد جدر بكذا فهو جدير وما أجدره بكذا وأجدر به.
(جدل) : الجدال المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة وأصله من جدلت الحبل أي أحكمت فتله ومنه الجديل، وجدلت البناء أحكمته ودرع مجدولة. والأجدال الصقر المحكم البنية، والمجدل القصر المحكم البناء، ومنه الجدال فكأن المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه، وقيل الأصل فى الجدال الصراع وإسقاط الإنسان صاحبه على الجدالة وهى الأرض الصلبة، قال الله تعالى: وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ- الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ- وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ- قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا- وقرىء: جدلنا- ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا- وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا وقال تعالى: وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ- يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ- وَجادَلُوا بِالْباطِلِ- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ- وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ.
(جذع) : الجذع جمعه جذوع فِي جُذُوعِ النَّخْلِ جذعته قطعته قطع الجذع، والجذع من الإبل ما أتت لها خمس سنين ومن الشاة ما تمت له سنة ويقال للدهر الجذع تشبيها بالجذع من الحيوانات.
(جذو) : الجذوة والجذوة الذي يبقى من الحطب بعد الالتهاب والجمع جذى وجذى قال عزّ وجلّ: أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ قال الخليل: يقال جذا يجذو نحو جثا يجثو إلا أن جذا أدل على اللزوم، يقال جذا القراد فى جنب البعير إذا شد التزاقه به، وأجذت الشجرة صارت ذات جذوة
وفى الحديث: «كمثل الأرزة المجذية»
ورجل جاذ: مجموع الباع كأن يديه جذوة وامرأة جاذية.
(جرح) : الجرح أثر داء فى الجلد يقال جرحه جرحا فهو جريح ومجروح، قال تعالى: وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ وسمى القدح فى الشاهد جرحا تشبيها به، وتسمى الصائدة من الكلاب والفهود والطيور جارحة وجمعها جوارح إما لأنها تجرح وإما لأنها تكسب، قال عزّ وجلّ: وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ وسميت الأعضاء الكاسبة جوارح تشبيها بها لأحد هذين، والاجتراح اكتساب الإثم وأصله من الجراح كما أن الاقتراف من قرف القرحة، قال تعالى:
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ.
(جرد) : الجراد معروف قال تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وقال: كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ فيجوز أن يجعل أصلا فيشتق من فعله جرد الأرض ويصح أن يقال سمى بذلك لجرده الأرض من النبات، يقال أرض مجرودة أي أكل ما عليها حتى تجردت، وفرس أجرد منحسر الشعر، وثوب جرد خلق وذلك لزوال وبره وقوته. وتجرد عن الثوب وجردته عنه وامرأة حسنة المتجرد،
وروى جردوا القرآن أي لا تلبسوه شيئا آخر ينافيه
، وانجرد بنا السير وجرد الإنسان شرى جلده من أكل الجراد.
(جرز) : قال عزّ وجلّ صَعِيداً جُرُزاً أي منقطع النبات من أصله، وأرض مجروزة أكل ما عليها والجروز الذي يأكل على الخوان وفى مثل:
(جرع) : جرع الماء يجرع وقيل جرع وتجرعه إذا تكلف جرعه قال عزّ وجلّ: يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ والجرعة قدر ما يتجرع وأفلت بجريعة الذقن بقدر جرعة من النفس، ونوق مجاريع لم يبق فى ضروعها من اللبن إلا جرع، والجرع والجرعاء رمل لا ينبت شيئا كأنه يترجع البذر.
(جرف) : قال عزّ وجلّ: عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ يقال للمكان الذي يأكله السيل فيجرفه أي يذهب به جرف، وقد جرف الدهر ماله أي اجتاحه تشبيها به، ورجل جراف نكحة كأنه يجرف فى ذلك العمل.
(جرم) : أصل الجرم قطع الثمرة عن الشجر، ورجل جارم وقوم جرام وثمر جريم والجرامة ردىء التمر المجروم وجعل بناؤه بناء النفاية، وأجرم صار ذا جرم نحو أثمر وأثمر وألبن، واستعير ذلك لكل اكتساب مكروه ولا يكاد يقال فى عامة كلامهم للكيس المحمود ومصدره جرم، وقول الشاعر فى صفة عقاب.
جريمة نامض فى رأس نيق
فإنه سمى اكتسابها لأولادها جرما من حيث إنها تقتل الطيور أو لأنه تصورها بصورة مرتكب الجرائم لأجل أولادها كما قال بعضهم: ماذا ولد وإن كان بهيمة إلا ويذنب لأجل أولاده، فمن الإجرام قوله عزّ وجلّ: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وقال تعالى: فَعَلَيَّ إِجْرامِي وقال تعالى:
كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ وقال تعالى: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ وقال عزّ وجلّ: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ ومن جرم قال تعالى: لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ فمن قرأ بالفتح فنحو بغيته مالا ومن ضم فنحو أبغيته مالا أي أغثته قال عز وجل: لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا وقوله عز وجل: فَعَلَيَّ إِجْرامِي فمن كسر فمصدر ومن فتح فجمع جرم واستعير من الجرم أي القطع جرمت صوف الشاة وتجرم الليل.
والجرم فى الأصل المجروم نحو نقض ونقض للمنقوض والمنفوض وجعل اسما للجسم المجروم وقولهم فلان حسن الجرم أي اللون فحقيقته كقولك حسن السخاء. وأما قولهم حسن الجرم أي الصوت فالجرم فى الحقيقة إشارة إلى موضع
ولا وأبيك ابنة العامري
ومعنى جرم كسب أو جنى وأَنَّ لَهُمُ النَّارَ فى موضع المفعول كأنه قال كسب لنفسه النار، وقيل جرم وجرم بمعنى لكن خص بهذا الموضع جرم كما خص عمر بالقسم وإن كان عمر وعمر بمعنى ومعناه ليس بجرم أن لهم النار تنبيها أنهم اكتسبوها بما ارتكبوه إشارة إلى نحو قوله وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وقد قيل فى ذلك أقوال أكثرها ليس بمرتضى عند التحقيق وعلى ذلك قوله عزّ وجلّ:
فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ- لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ وقال تعالى: لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ.
(جرى) : الجري المر السريع وأصله كمر الماء ولما يجرى بجريه، يقال جرى يجرى جرية وجريا وجريانا قال عزّ وجلّ: وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي وقال تعالى: جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ قال وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ وقال تعالى: فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ وقال: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ أي فى السفينة التي تجرى فى البحر وجمعها جوار قال عزّ وجلّ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ وقال تعالى: وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ ويقال للحوصلة جرية إما لانتهاء الطعام إليها فى جريه أو لأنها مجرى للطعام.
والإجريا العادة التي يجرى عليها الإنسان والجري الوكيل والرسول الجاري فى الأمر وهو أخص من لفظ الرسول والوكيل وقد جريت جريا.
وقوله عليه السلام «لا يستجرينكم الشيطان»
يصح أن يدعى فيه معنى الأصل أي لا يحملنكم أن تجروا فى ائتماره وطاعته ويصح أن تجعله من الجري أي الرسول والوكيل ومعناه لا تتولوا وكالة الشيطان ورسالته وذلك إشارة إلى نحو قوله عزّ وجلّ: فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ وقال عزّ وجلّ: إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ.
(جزء) : جزء الشيء ما يتقوم به جملته كأجزاء السفينة وأجزاء البيت وأجزاء الجملة من الحساب. قال الله تعالى: ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً وقال عزّ وجلّ: لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ أي نصيب وذلك جزء من الشيء وقال تعالى: وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً وقيل ذلك عبارة عن الإناث من قولهم أجزأت المرأة أتت بأنثى، وجزأ الإبل مجزأ وجزءا اكتفى بالبقل عن شرب الماء. وقيل اللحم السمين أجزأ من المهزول، وجزأة السكين العود الذي فيه السّيلان تصورا أنه جزء منه.
(جزاء) : الجزاء الغناء والكفاية قال الله تعالى: لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وقال تعالى: لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً والجزاء ما فيه الكفاية من المقابلة إن خيرا فخير وإن شرا فشر، يقال جزيته كذا وبكذا قال الله تعالى: وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى وقال:
فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى - وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها وقال تعالى: وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً وقال عزّ وجلّ: جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً- أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا- وَما تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ والجزية ما يؤخذ من أهل الذمة وتسميتها بذلك للاجتزاء بها فى حقن دمهم قال الله تعالى: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ ويقال جازيك فلان أي كافيك ويقال جزيته بكذا وجازيته ولم يجىء فى القرآن إلا جزى دون جازى وذاك أن المجازاة هى المكافأة وهى المقابلة من كل واحد من الرجلين والمكافأة هى مقابلة نعمة بنعمة هى كفؤها ونعمة الله تعالى ليست من ذلك ولهذا لا يستعمل لفظ المكافأة فى الله عزّ وجلّ وهذا ظاهر.
(جسد) الجسد كالجسم لكنه أخص قال الخليل رحمه اللَّه: لا يقال الجسد لغير الإنسان من خلق الأرض ونحوه وأيضا فإن الجسد ماله لون والجسم يقال لما لا يبين له لون كالماء والهواء وقوله عزّ وجلّ: وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ يشهد لما قال الخليل وقال: «عجلا جسدا له خوار» وقال تعالى: وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ وباعتبار اللون قيل للزعفران جساد وثوب مجسد مصبوغ بالجساد، والمجسد الثوب الذي بلى الجسد والجسد والجاسد، والجسيد من الدم ما قد يبس.
(جسم) : الجسم ماله طول وعرض وعمق ولا تخرج أجزاء الجسم عن كونها أجساما وإن قطع ما قطع وجزىء ما قد جزىء، قال اللَّه تعالى: وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ- وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ تنبيها أن لا وراء الأشباح معنى معتد به، والجسمان قيل هو الشخص والشخص قد يخرج من كونه شخصا بتقطيعه وتجزئته بخلاف الجسم.
(جعل) : جعل لفظ عام فى الأفعال كلها وهو أعم من فعل وصنع وسائر أخواتها ويتصرف على خمسة أوجه، الأول: يجرى مجرى صار وطفق فلا يتعدى نحو جعل زيد يقول كذا، قال الشاعر:
فقد جعلت قلوص بنى سهيل | من الأكوار مرتعها قريب |
وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ- وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ والثالث:
فى إيجاد شىء من شىء وتكوينه منه نحو: جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً- وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً- وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا والرابع فى تصيير الشيء على حالة دون حالة نحو: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وقوله تعالى: جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا- وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وقوله تعالى: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا والخامس: الحكم بالشيء على الشيء حقا كان أو باطلا فأما الحق فنحو
(جفن) : الجفنة خصت بوعاء الأطعمة وجمعها جفان قال عزّ وجلّ:
وَجِفانٍ كَالْجَوابِ
وفى حديث: «وائت الجفنة الغراء»
أي الطعام، وقيل للبئر الصغيرة جفنة تشبيها بها، والجفن خص بوعاء السيف والعين وجمعه أجفان وسمى الكرم جفنا تصورا أنه وعاء العنب.
(جفا) : قال اللَّه تعالى: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وهو ما يرمى به الوادي أو القدر من الغثاء إلى جوانبه يقال أجفأت القدر زبدها ألقته إجفاء، وأجفأت الأرض صارت كالجفاء فى ذهاب خيرها وقيل أصل ذلك الواو لا الهمز، ويقال جفت القدر وأجفت. ومنه الجفاء وقد جفوته أجفوه جفوة وجفاء، ومن أصله أخذ: جفا السرج عن ظهر الدابة رفعه عنه.
(جل) : الجلالة عظم القدر والجلال بغير الهاء التناهى فى ذلك وخص بوصف اللَّه تعالى فقيل: ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ولم يستعمل فى غيره، والجليل العظيم القدر ووصفه تعالى بذلك إما لخلقه الأشياء العظيمة المستدل بها عليه أو لأنه يجل عن الإحاطة به أو لأنه يجل أن يدرك بالحواس وموضوعه للجسم العظيم الغليظ ولمراعاة معنى الغلظ فيه قوبل بالدقيق، وقوبل العظيم بالصغير فقيل جليل ودقيق وعظيم وصغير. وقيل للبعير جليل وللشاة دقيق اعتبارا لأحدهما بالآخر فقيل ماله جليل ولا دقيق وما أجلنى ولا أدقنى أي ما أعطانى بعيرا ولا شاة، ثم صار مثلا فى كل كبير وصغير، وخص الجلالة بالناقة الجسيمة والجلة بالمسان منها، والجلل كل شىء عظيم، وجللت كذا تناولت وتجللت البقر تناولت جلاله والجلل المتناول من البقر وعبر به عن الشيء الحقير وعلى ذلك قوله كل مصيبة بعده جلل، والجلل ما يغطى به الصحف ثم سميت الصحف مجلة. وأما الجلجلة فحكاية الصوت وليس من ذلك الأصل فى شىء، ومنه سحاب مجلجل أي مصوت، فأما سحاب مجلل فمن الأول كأنه يجلل الأرض بالماء والنبات.
وقد يجلب الشيء البعيد الجواب
وأجلبت عليه صحت عليه بقهر قال اللَّه عزّ وجلّ: وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ والجلب المنهي عنه فى قوله «لا جلب» قيل هو أن يجلب المصدق أغنام القوم عن مرعاها فيعدها، وقيل هو أن يأتى أحد المتسابقين بمن يجلب على فرسه وهو أن يزجره ويصيح به ليكون هو السابق. والجلبة قشرة تعلو الجرح وأجلب فيه والجلب سحابة رقيقة تشبه الجبلة، والجلابيب القمص والخمر الواحد جلباب.
(جلت) : قال تعالى: وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ وذلك أعجمى لا أصل له فى العربية.
(جلد) : الجلد قشر البدن وجمعه جلود، قال اللَّه تعالى: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها وقوله تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ والجلود عبارة عن الأبدان، والقلوب عن النفوس.
وقوله عزّ وجلّ: حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ- وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا فقد قيل الجلود هاهنا كناية عن الفروج. وجلده ضرب جلده نحو بطنه وظهره وضربه بالجلد نحو عصاه إذا ضربه بالعصا، وقال تعالى: فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً والجلد الجلد المنزوع عن الجواد وقد جلد جلدا فهو جلد وجليد أي قوى وأصله لا كتساب الجلد قوة، ويقال ماله معقول ولا مجلود أي عقل وجلد، وأرض جلدة تشبيها بذلك وكذا ناقة جلدة وجلدت كذا أي جعلت له جلدا وفرس مجلد لا يفزع من الضرب وإنما هو تشبيه بالمجلد الذي لا يلحقه من الضرب ألم والجليد الصقيع تشبيها بالجلد فى الصلابة.
(جلس) : أصل الجلس الغليظ من الأرض وسمى النجد جلسا لذلك،
وروى أنه عليه السلام أعطاهم المعادن القبلية غوريها وجلسها
، وجلس أصله أن يقصد بمقعده جلسا من الأرض ثم جعل الجلوس لكل قعود والمجلس لكل موضع
(جلو) : أصل الجلو الكشف الظاهر يقال أجليت القوم عن منازلهم فجعلوا عنها أي أبرزتهم عنها ويقال جلاه نحو قول الشاعر:
فلما جلاها بالأيام تحيرت | ثبات عليها ذلها واكتئابها |
(جم) : قال اللَّه تعالى: وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا أي كثيرا من جمة الماء أي معظمه ومجتمعه الذي جم فيه الماء عن السيلان، وأصل الكلمة من الجمام أي الراحة للإقامة وترك تحمل التعب، وجمام المكوك دقيقا إذا امتلأ حتى عجز عن تحمل الزيادة ولاعتبار معنى الكثرة قيل الجمعة لقوم يجتمعون فى تحمل مكروه ولما اجتمع من شعر الناصية، وجمة البئر مكان يجتمع فيه الماء كأنه أجم أياما، وقيل للفرس جموم الشد تشبيها به، والجماء الغفير والجم الغفير الجماعة من الناس وشاة جماء لا قرن لها اعتبارا بجمة الناصية.
(جمح) : قال تعالى: وَهُمْ يَجْمَحُونَ أصله فى الفرس إذا غلب فارسه بنشاطه فى مروره وجريانه وذلك أبلغ من النشاط والمرح، والجماح سهم يجعل على رأسه كالبندقة يرمى به الصبيان.
(جمع) : الجمع ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض، يقال جمعته فاجتمع، وقال عزّ وجلّ: وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ- وَجَمَعَ فَأَوْعى - جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ وقال تعالى: يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وقال تعالى:
لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ- قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ وقال تعالى: فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ- وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ أي أمر له خطر يجتمع لأجله الناس فكأن الأمر نفسه
يَوْمَ الْجَمْعِ وقال تعالى: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ويقال للمجموع جمع وجميع وجماعة وقال تعالى: وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وقال عزّ وجلّ: وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ والجمّاع يقال فى أقوام متفاوته اجتمعوا قال الشاعر:
يجمع غير جماع
وأجمعت كذا أكثر ما يقال فيما يكون جمعا يتوصل إليه بالفكرة نحو: فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ قال الشاعر:
هل أغزون يوما وأمرى مجمع
وقال تعالى: فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ويقال أجمع المسلمون على كذا اجتمعت آراؤهم عليه ونهب مجمع ما توصل إليه بالتدبير والفكرة وقوله عز وجل: إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ قيل جمعوا آراؤهم فى التدبير عليكم وقيل جمعوا جنودهم. وجميع وأجمع وأجمعون يستعمل لتأكيد الاجتماع على الأمر، فأما أجمعون فتوصف به المعرفة ولا يصح نصبه على الحال نحو قوله تعالى:
فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ- وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ فأما جميع فإنه قد ينصب على الحال فيؤكد به من حيث المعنى نحو: اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً وقال:
فَكِيدُونِي جَمِيعاً وقولهم يوم الجمعة لاجتماع الناس للصلاة، قال تعالى:
إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ومسجد الجامع أي الأمر الجامع أو الوقت الجامع وليس الجامع وصفا للمسجد، وجمعوا شهدوا الجمعة أو الجامع أو الجماعة. وأتان جامع إذا حملت وقدر جماع جامع عظيمة واستجمع الفرس جريا بالغ فمعنى الجمع ظاهر، وقولهم ماتت المرأة بجمع إذا كان ولدها فى بطنها فلتصور اجتماعهما، وقولهم هى منه بجمع لم تفتض فلاجتماع ذلك العضو منها وعدم التشقق فيه. وضربه بجمع كفه إذا جمع أصابعه فضربه بها وأعطاه من الدراهم جمع الكف أي ما جمعته كفه، والجوامع الأغلال لجمعها الأطراف.
(جمل) : الجمال الحسن وذلك ضربان أحدهما جمال يختص الإنسان به فى نفسه أو بدنه أو فعله، والثاني ما يوصل منه إلى غيره. وعلى هذا الوجه ما
روى عنه صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «إن اللَّه جميل يحب الجمال»
تنبيها أنه منه تفيض
(جن) : أصل الجن ستر الشيء عن الحاسة، يقال جنه الليل وأجنه وجن عليه فجنه ستره وأجنه جعل له ما يجنه كقولك قبرته وأقبرته وسقيته وأسقيته. وجن عليه كذا ستر عليه قال عزّ وجلّ: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً والجنان القلب لكونه مستورا عن الحاسّة والمجن والمجنة الترس الذي يجن صاحبه قال عزّ وجلّ: اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً
وفى الحديث: «الصوم جنة»
والجنة كل بستان ذى شجر يستر بأشجاره الأرض، قال عزّ وجلّ: لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ- وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ- وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قيل وقد تسمى الأشجار الساترة جنة، وعلى ذلك حمل قول الشاعر:
من النواضح تسقى جنة سحقا
وسميت الجنة إما تشبيها بالجنة فى الأرض وإن كان بينهما بون، وإما لستره نعمها
والجنين الولد مادام فى بطن أمه وجمعه أجنة قال تعالى: وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ وذلك فعيل فى معنى مفعول، والجنين القبر، وذلك فعيل فى معنى فاعل، والجن يقال على وجهين: أحدهما للروحانيين المستترة عن الحواس كلها بإزاء الإنس فعلى هذا تدخل فيه الملائكة والشياطين فكل ملائكة جن وليس كل جن ملائكة، وعلى هذا قال أبو صالح: الملائكة كلها جن، وقيل بل الجن بعض الروحانيين، وذلك أن الروحانيين ثلاثة: أخيار وهم الملائكة، وأشرار وهم الشياطين، وأوساط فيه أخيار وأشرار، وهم الجن ويدل على ذلك قوله تعالى:
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ إلى قوله عزّ وجلّ: وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ والجنة جماعة الجن قال تعالى: مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ وقال تعالى: وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً والجنة الجنون. وقال تعالى: ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ أي جنون والجنون حائل بين النفس والعقل وجن فلان قيل أصابه الجن وبنى فعله على فعل كبناء الأدواء نحو: زكم ولقى وحم، وقيل أصيب جنانه وقيل حيل بين نفسه وعقله فجن عقله بذلك وقوله تعالى: مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ أي صامه من يعلمه من الجن وكذلك قوله تعالى: أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ وقيل جن التلاع والآفاق أي كثر عشبها حتى صارت كأنها مجنونة وقوله تعالى:
وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ فنوع من الجن وقوله تعالى:
كَأَنَّها جَانٌّ قيل ضرب من الحيات.
(جنب) : أصل الجنب الجارحة وجمعه جنوب، قال اللَّه عزّ وجلّ:
فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وقال تعالى: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ وقال عزّ وجلّ: قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ ثم يستعار فى الناحية التي تليها كعادتهم فى استعارة سائر الجوارح لذلك نحو اليمين والشمال كقول الشاعر:
من عن يمينى مرة وأمامى
وقيل جنب الحائط وجانبه وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ أي القريب، وقال تعالى:
يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ أي في أمره وحده الذي حده لنا،
فلا تحرمنى نائلا عن جنابة
أي عن بعد، ورجل جنب وجانب قال عزّ وجلّ: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ- الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وقال عزّ وجلّ: وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ- وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ عبارة عن تركهم إياها فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وذلك أبلغ من قولهم اتركوه، وجنب بنو فلان إذا لم يكن فى إبلهم اللبن، وجنب فلان خيرا وجنب شرا قال تعالى فى النار: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى وإذا أطلق فقيل جنب فلان فمعناه أبعد عن الخير وكذلك يقال فى الدعاء فى الخير وقوله عزّ وجلّ: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ من جنبته عن كذا أي أبعدته وقيل هو من جنبت الفرس كأنما سأله أن يقوده عن جانب الشرك بألطاف منه وأسباب خفية. والجنب الرّوح فى الرجلين وذلك إبعاد إحدى الرجلين عن الأخرى خلقة وقوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا أي إن أصابتكم الجنابة وذلك بإنزال الماء أو بالتقاء الختانين. وقد جنب وأجنب واجتنب وتجنب وسميت الجنابة بذلك لكونها سببا لتجنب الصلاة فى حكم الشرع، والجنوب يصح أن يعتبر فيها موجودان، واشتق من الجنوب جنبت الريح معنى الذهاب عنه لأن المعنيين فيها موجودان، واشتق من الجنوب جنبت الريح هبت جنوبا فأجنبنا دخلنا فيها وجنبنا أصابتنا وسحابة مجنوبة هبت عليها.
(جنح) : الجناح جناح الطائر يقال جنح الطائر أي كسر جناحه قال تعالى: وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ وسمى جانبا الشيء جناحيه فقيل جناحا السفينة وجناحا العسكر وجناحا الوادي وجناحا الإنسان لجانبيه، قال عز وجل: وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ أي جانبك، واضمم إليك جناحك عبارة عن اليد لكون الجناح كاليد، ولذلك قيل لجناحى الطائر يداه وقوله عزّ وجلّ: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ فاستعارة، وذلك أنه لما كان الذل ضربين: ضرب يضع الإنسان، وضرب يرفعه، وقصد فى هذا المكان إلى ما يرفعه لا إلى ما يضعه استعار لفظ الجناح فكأنه قيل استعمل الذل الذي
(جند) : يقال لمعسكر الجند اعتبارا بالغلظة من الجند أي الأرض الغليظة التي فيها حجارة ثم يقال لكل مجتمع جند نحو الأرواح جنود مجندة قال تعالى: إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ
- إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ وجمع الجند أجناد وجنود قال تعالى: وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ- وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ- اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها فالجنود الأولى من الكفار والجنود الثانية التي لم تروها الملائكة.
(جنف) : أصل الجنف ميل فى الحكم فقوله: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أي ميلا ظاهرا وعلى هذا غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ: أي مائل إليه.
(جنى) : جنيت الثمرة واجتنيتها والجنّى والجنى المجتنى من الثمر والعسل وأكثر ما يستعمل الجنى فيما كان غضا، قال تعالى: تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا وقال تعالى: وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ وأجنى الشجر أدرك ثمره والأرض كثر جناها واستعير من ذلك جنى فلان جناية كما استعير اجترم.
(جهد) : الجهد والجهد الطاقة والمشقة وقيل الجهد بالفتح المشقة والجهد الواسع وقيل الجهد للإنسان، وقال تعالى: وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ وقال تعالى: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ أي حلفوا واجتهدوا فى الحلف أن يأتوا به على أبلغ ما فى وسعهم. والاجتهاد أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمل المشقة، يقال جهدت رأيى وأجهدته أتعبته بالفكر، والجهاد والمجاهدة استفراغ الوسع فى مدافعة العدو، والجهاد ثلاثة أضرب: مجاهدة العدو الظاهر، ومجاهدة الشيطان، ومجاهدة النفس، وتدخل ثلاثتها فى قوله تعالى: وَجاهِدُوا
- وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم»
والمجاهدة تكون باليد واللسان،
قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «جاهدوا الكفار بأيديكم وألسنتكم».
(جهر) : يقال لظهور الشيء بإفراط حاسة البصر أو حاسة السمع، أما البصر فنحو: رأيته جهارا، قال اللَّه تعالى: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً- أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً ومنه جهر البئر واجتهرها إذا أظهر ماءها، وقيل ما فى القوم أحد يجهر عينى، والجوهر فوعل منه وهو ما إذا بطل بطل محموله، وسمى بذلك لظهوره للحاسة. وأما السمع فمنه قوله تعالى: سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وقال عزّ وجلّ: وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى - إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ- وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ- وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وقال: وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ وقيل كلام جوهرى، وجهير يقال لرفيع الصوت ولمن يجهر بحسنه.
(جهز) : قال تعالى: فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ الجهاز ما يعد من متاع وغيره والتجهيز حمل ذلك أو بعثه، وضرب البعير بجهازه إذا ألقى متاعه فى رجله فنفر، وجهيزة امرأة محمقة وقيل للذئبة التي ترضع ولد غيرها جهيزة.
(جهل) : الجهل على ثلاثة أضرب، الأول وهو خلو النفس من العلم، هذا هو الأصل، وقد جعل ذلك بعض المتكلمين معنى مقتضيا للأفعال الجارية على غير النظام. والثاني: اعتقاد الشيء بخلاف ما هو عليه. والثالث: فعل الشيء بخلاف ما حقه أن يفعل سواء اعتقد فيه اعتقادا صحيحا أو فاسدا كمن يترك الصلاة متعمدا، وعلى ذلك قوله تعالى: قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ فجعل فعل الهزو جهلا، وقال عزّ وجلّ: فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ والجاهل تارة يذكر على سبيل الذم وهو الأكثر وتارة لا على سبيل الذم نحو: يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ أي من لا يعرف حالهم وليس يعنى المتخصص بالجهل المذموم. والمجهل الأمر والأرض الخصلة التي تحمل الإنسان على الاعتقاد بالشيء خلاف ما هو عليه واستجهلت الريح الغصن حركته كأنها حملته على تعاطى الجهل وذلك استعارة حسنة.
(جيب) : قال اللَّه تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ جمع جيب.
(جوب) : الجوب قطع الجوبة وهى كالغائط من الأرض ثم يستعمل فى قطع كل أرض، قال تعالى: وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ ويقال هل عندك جائبة خبر؟ وجواب الكلام هو ما يقطع الجوب فيضل من فم القائل إلى سمع المستمع، لكن خص بما يعود من الكلام دون المبتدأ من الخطاب، قال تعالى: فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا والجواب يقال فى مقابلة السؤال، والسؤال على ضربين: طلب المقال وجوابه المقال، وطلب النوال وجوابه النوال، فعلى الأول: أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وقال: وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ وعلى الثاني قوله: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما أي أعطيتما ما سألتما، والاستجابة قيل هى الإجابة وحقيقتها هى التحري للجواب والتهيؤ له، لكن عبر به عن الإجابة لقلة انفكاكها منها قال تعالى: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وقال: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ- فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي- فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ- وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ- وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وقال تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ- فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي- الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ.
(جود) : قال تعالى: وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ قيل هو اسم جبل بين الموصل والجزيرة وهو فى الأصل منسوب إلى الجود، والجود بدل المقتنيات مالا كان أو علما، ويقال رجل جواد وفرس جواد يجود بمدخر عدوه، والجمع الجياد، قال اللَّه تعالى: بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ ويقال فى المطر الكثير جود وفى الفرس جودة، وفى المال جود، وجاد الشيء جودة فهو جيد لما نبه عليه قوله تعالى: أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى.
(جأر) : قال اللَّه تعالى: فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ وقال تعالى: إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ- لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ جأر إذا أفرط فى الدعاء والتضرع تشبيها بجؤار الوحشيات كالظباء ونحوها.
(جوز) : قال تعالى: فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ أي تجاوز جوزه، وقال:
وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ وجوز الطريق وسطه وجاز الشيء كأنه لزم جوز الطريق وذلك عبارة عما يسوغ، وجوز السماء وسطها، والجوزاء قيل سميت بذلك لاعتراضها فى جوز السماء، وشاة جوزاء أي ابيض وسطها، وجزت المكان ذهبت فيه وأجزته أنفذته وخلفته. وقيل استجزت فلانا فأجازنى إذا استسقيته فسقاك وذلك استعارة. والحقيقة ما لم يتجاوز ذلك.
(جاس) : قال اللَّه تعالى: فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ أي توسطوها وترددوا بينها ويقارب ذلك حاسوا وداسوا، وقيل الجوس طلب ذلك الشيء باستقصاء والمجوس معروف.
(جوع) : الجوع الألم الذي ينال الحيوان من خلو المعدة من الطعام، والمجاعة عبارد عن زمان الجدب، ويقال رجل جائع وجوعان إذا كثر جوعه.
(جاء) : جاء يجىء جيئة ومجيئا والمجيء كالإتيان لكن المجيء أعم لأنّ الإتيان مجىء بسهولة والإتيان قد يقال باعتبار القصد وإن لم يكن منه الحصول، والمجيء يقال اعتبارا بالحصول، ويقال جاء فى الأعيان والمعاني ولما يكون مجيئه بذاته وبأمره ولمن قصد مكانا أو عملا أو زمانا، قال اللَّه عزّ وجلّ: وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى - وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ- وَلَمَّا
- فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ- فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ- بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي- فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً أي قصدوا الكلام وتعدوه فاستعمل فيه المجيء كما استعمل فيه القصد، قال تعالى: إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ- وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا فهذا بالأمر لا بالذات وهو قول ابن عباس- رضى اللَّه عنه- وكذا قوله: فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ يقال جاءه بكذا وأجاءه، قال اللَّه تعالى: فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قيل ألجأها وإنما هو معدى عن جاء وعلى هذا قولهم: شر ما أجاءك إلى مخة عرقوب، وقول الشاعر:
أجاءته المخافة والرجاء
وجاء بكذا استحضره نحو: لَوْلا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ- وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ وجاء بكذا يختلف معناه بحسب اختلاف المجيء به.
(جال) : جالوت اسم ملك طاغ رماه داود عليه السلام فقتله، وهو المذكور فى قوله تعالى: وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ.
(جو) : الجو الهواء، قال اللَّه تعالى: فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ واسم اليمامة جو، واللَّه أعلم.
(حب) : الحب والحبة يقال فى الحنطة والشعير ونحوهما من المطعومات، والحب والحبة فى بزور الرياحين. قال اللَّه تعالى: كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وقال: وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وقال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى وقوله تعالى: فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ أي الحنطة وما يجرى مجراها مما يحصد،
وفى الحديث: «كما تنبت الحبة فى حميل السيل»
والحب من فرط حبه. والحبب تنضد الأسنان تشبيها بالحب. والحباب من الماء النفاخات تشبيها به، وحبة القلب تشبيها بالحبة فى الهيئة، وحببت فلانا يقال فى الأصل بمعنى أصبت حبة قلبه نحو شعفته وكبدته وفأدته. وأحببت فلانا جعلت قلبى معرضا لحبه لكن فى التعارف وضع محبوب موضع محب واستعمل حببت أيضا فى موضع أحببت، والمحبة إرادة ما تراه أو تظنه خيرا وهى على ثلاثة أوجه: محبة للذة كمحبة الرجل المرأة ومنه:
وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً ومحبة للنفع كمحبة شىء ينتفع به، ومنه: وَأُخْرى تُحِبُّونَها- نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ومحبة للفضل كمحبة أهل العلم بعضهم لبعض لأجل العلم. وربما فسرت المحبة بالإرادة فى نحو قوله تعالى: فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وليس كذلك فإن المحبة أبلغ من الإرادة كما تقدم آنفا فكل محبة إرادة، وليس كل إرادة محبة، وقوله عزّ وجلّ: إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ أي إن آثروه عليه، وحقيقة الاستحباب أن يتحرى الإنسان فى الشيء أن يحبه واقتضى تعديته فعلى، وعلى معنى الإيثار، وعلى هذا قوله تعالى: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الآية، وقوله تعالى: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ فمحبة اللَّه تعالى للعبد إنعاما عليه، ومحبة العبد له طلب الزلفى لديه. وقوله تعالى: إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي فمعناه أحببت الخيل حبى للخير، وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ أي يثيبهم وينعم عليهم وقال: لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ تنبيها أنه بارتكاب الآثام يصير بحيث لا يتوب لتماديه فى ذلك وإذا لم يتب لم يحبه اللَّه المحبة التي وعد بها التوابين والمتطهرين، وحبب اللَّه إلى كذا، قال اللَّه تعالى: وَلكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ
(حبر) : الحبر الأثر المستحسن ومنه ما
روى «يخرج من النار رجل قد خرج حبره وسبره»
أي جماله وبهاؤه ومنه سمى الحبر، وشاعر محبر وشعر محبر وثوب حبير محسن، ومنه أرض محبار، والحبير من السحاب، وحبر فلان بقي بجلده أثر من قرح. والحبر العالم وجمعه أحبار لما يبقى من أثر علومهم فى قلوب الناس ومن آثار أفعالهم الحسنة المقتدى بها، قال تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وإلى هذا المعنى
أشار أمير المؤمنين- رضى اللَّه عنه- بقوله: العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وآثارهم فى القلوب موجودة.
وقوله عزّ وجلّ: فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ أي يفرحون حتى يظهر عليهم حبار نعيمهم.
(حبس) : الحبس المنع من الانبعاث، قال عزّ وجلّ: تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ والحبس مصنع الماء الذي يحبسه والأحباس جمع والتحبيس جعل الشيء موقوفا على التأبيد، يقال هذا حبيس فى سبيل اللَّه.
(حبط) : قال اللَّه تعالى: حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ- وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ- وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ- لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وقال تعالى:
فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وحبط العمل على أضرب: أحدها أن تكون الأعمال دنيوية فلا تغنى فى القيامة غناءا كما أشار إليه بقوله: وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً والثاني أن تكون أعمالا أخروية لكن لم يقصد بها صاحبها وجه اللَّه تعالى كما
روى «أنه يؤتى يوم القيامة برجل فيقال له بم كان اشتغالك؟ قال: بقراءة القرآن، فيقال له قد كنت تقرأ ليقال هو قارئ وقد قيل ذلك، فيؤمر به إلى النار».
والثالث أن تكون أعمالا صالحة ولكن بإزائها سيئات توفى عليها وذلك هو المشار إليه بخفة الميزان، وأصل الحبط من الحبط وهو أن تكثر الدابة أكلا حتى ينتفخ بطنها.
وقال عليه السلام: «إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم»
وسمى الحارث الحبط لأنه أصابه ذلك ثم سمى أولاده حبطات.
(حبك) : قال تعالى: وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ هى ذات الطرائق
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً الآية، وأصله من قولهم: بعير محبوك القرى، أي محكمه والاحتباك شد الإزار.
(حبل) : الحبل معروف، قال عزّ وجلّ: فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ وشبه به من حيث الهيئة حبل الوريد وحبل العاتق والحبل المستطيل من الرمل، واستعير للوصل ولكل ما يتوصل به إلى شىء، قال عزّ وجلّ:
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً فحبله هو الذي معه التوصل به إليه من القرآن والعقل وغير ذلك مما إذا اعتصمت به أداك إلى جواره. ويقال للعهد حبل، وقوله تعالى: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ففيه تنبيه أن الكافر يحتاج إلى عهدين: عهد من اللَّه أن يكون من أهل كتاب أنزله اللَّه تعالى وإلا لم يقر على دينه ولم يجعل فى ذمة. وإلى عهد من الناس يبذلونه له.
والحبالة خصت بحبل الصائد جمعها حبائل،
وروى: «النساء حبائل الشيطان»
والمحتبل والحابل صاحب الحبالة. وقيل وقع حابلهم على نابلهم، والحبلة اسم لما يجعل فى القلادة.
(حتم) : الحتم القضاء المقدر، والحاتم الغراب الذي يحتم بالفراق فيما زعموا.
(حتى) : حتى حرف يجر به تارة كإلى، لكن يدخل الحد المذكور بعده فى حكم ما قبله ويعطف به تارة ويستأنف به تارة نحو: أكلت السمكة حتى رأسها ورأسها ورأسها، وقال تعالى: لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ- حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ويدخل على الفعل المضارع فينصب ويرفع، وفى كل واحد وجهان:
فأحد وجهى النصب إلى أن، والثاني كى. وأحد وجهى الرفع أن يكون الفعل قبله ماضيا نحو: مشيت حتى أدخل البصرة، أي مشيت فدخلت البصرة.
والثاني يكون ما بعده حالا نحو: مرض حتى لا يرجون، وقد قرىء: حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ بالنصب والرفع وحمل فى كل واحدة من القراءتين على الوجهين. وقيل إن ما بعد حتى يقتضى أن يكون بخلاف ما قبله نحو قوله تعالى:
وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وقد يجىء ولا يكون كذلك نحو ما
لم يقصد أن يثبت ملالا للَّه تعالى بعد ملالهم.
(حج) : أصل الحج القصد للزيارة، قال الشاعر:
يحجون بيت الزبرقان المعصفرا
خص فى تعارف الشرع بقصد بيت اللَّه تعالى إقامة للنسك فقيل الحج والحج، فالحج مصدر والحج اسم، ويوم الحج الأكبر يوم النحر، ويوم عرفة،
وروى العمرة الحج الأصغر.
والحجة الدلالة المبينة للمحجة أي المقصد المستقيم والذي يقتضى صحة أحد النقيضين، قال تعالى: قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ وقال:
لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا فجعل ما يحتج بها الذين ظلموا مستثنى من الحجة وإن لم يكن حجة، وذلك كقول الشاعر:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم | بهن فلول من قراع الكتائب |
لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ أي لا احتجاج لظهور البيان، والمحاجة أن يطلب كل واحد أن يرد الآخر عن حجته ومحجته، قال تعالى: وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ- فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ وقال تعالى: لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ وقال تعالى: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وقال تعالى: وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ وسمى سبر الجراحة حجا، قال الشاعر:
يحج مأمومة فى قعرها لجف
(حجب) : الحجب والحجاب المنع من الوصول، يقال حجبه حجبا وحجابا. وحجاب الجوف ما يحجب عن الفؤاد، وقوله تعالى: وَبَيْنَهُما حِجابٌ ليس يعنى به ما يحجب البصر، وإنما يعنى ما يمنع من وصول لذة أهل الجنة إلى أهل النار وأذية أهل النار إلى أهل الجنة كقوله عزّ وجلّ: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ وقال عزّ وجلّ:
وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أي من حيث مالا يراه مكلمه ومبلغه وقوله تعالى: حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ يعنى الشمس إذا
(حجر) : الحجر الجوهر الصلب المعروف وجمعه أحجار وحجارة وقوله تعالى: وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ قيل هى حجارة الكبريت وقيل بل الحجارة بعينها ونبه بذلك على عظم حال تلك النار وأنها مما توقد بالناس والحجارة خلاف نار الدنيا إذ هى لا يمكن أن توقد بالحجارة وإن كانت بعد الإيقاد قد تؤثر فيها. وقيل أراد بالحجارة الذين هم فى صلابتهم عن قبول الحق كالحجارة كمن وصفهم بقوله: فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً والحجر والتحجير أن يجعل حول المكان حجارة يقال حجرته حجرا فهو محجور، وحجرته تحجيرا فهو محجر، وسمى ما أحيط به الحجارة حجرا وبه سمى حجر الكعبة وديار ثمود قال تعالى: كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ وتصور من الحجر معنى المنع لما يحصل فيه فقيل للعقل حجر لكون الإنسان فى منع منه مما تدعو إليه نفسه. وقال تعالى: هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ قال المبرد: يقال للأنثى من الفرس حجر لكونها مشتملة على ما فى بطنها من الولد، والحجر الممنوع منه بتحريمه قال تعالى: وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ- وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً كان الرجل إذا لقى من يخاف يقول ذلك فذكر تعالى أن الكفار إذا رأوا الملائكة قالوا ذلك ظنا أن ذلك ينفعهم، قال تعالى: وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً أي منعا لا سبيل إلى رفعه ودفعه، وفلان فى حجر فلان أي فى منع منه عن التصرف فى ماله وكثير من أحواله وجمعه حجور، قال تعالى:
وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ وحجر القميص أيضا اسم لما يجعل فيه الشيء فيمنع، وتصور من الحجر، دورانه فقيل حجرت عين الفرس إذا وسمت حولها بميسم وحجر القمر صار حوله دائرة والحجورة لعبة للصبيان يخطون خطا مستديرا، ومحجر العين منه. وتحجر كذا تصلب وصار كالأحجار. والأحجار بطون من بنى تميم سموا بذلك لقوم منهم أسماؤهم جندل وحجر وصخر.
(حجز) : الحجز المنع بين الشيئين بفاصل بينهما، يقال حجز بينهما قال عزّ وجلّ: وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً والحجاز سمى بذلك لكونه حاجزا
حاجزين صفة لأحد فى موضع الجمع، والحجاز حبل يشد من حقو البعير إلى رسغه وتصور منه معنى الجمع فقيل احتجز فلان عن كذا واحتجز بإزاره ومنه حجزة السراويل، وقيل إن أردتم المحاجزة فقبل المناجزة أي الممانعة قبل المحاربة، وقيل حجازيك أي احجز بينهم.
(حد) : الحد الحاجز بين الشيئين الذي يمنع اختلاط أحدهما بالآخر، يقال حددت كذا جعلت له حدا يميز. وحد الدار ما تتميز به عن غيرها وحد الشيء الوصف المحيط بمعناه المميز له عن غيره، وحد الزنا والخمر سمى به لكونه مانعا لمتعاطيه عن معاودة مثله ومانعا لغيره أن يسلك مسلكه، قال اللَّه تعالى:
وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ، وقال تعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها، وقال: الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ أي أحكامه وقيل حقائق معانيه وجميع حدود اللَّه على ثلاثة أوجه:
إما شىء لا يجوز أن يتعدى بالزيادة عليه ولا القصور عنه كأعداد ركعات صلاة الفرض، وإما شىء تجوز الزيارة عليه ولا يجوز النقصان عنه، وإما شىء يجوز النقصان عنه ولا تجوز الزيادة عليه، وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أي يمانعون فذلك إما اعتبارا بالممانعة وإما باستعمال الحديد والحديد معروف قال عزّ وجلّ: وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وحددت السكين رققت حده وأحددته جعلت له حدا ثم يقال لكل ما دق فى نفسه من حيث الخلقة أو من حيث المعنى كالبصر والبصيرة حديد، فيقال هو حديد النظر وحديد الفهم، قال عزّ وجلّ: فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ويقال لسان حديد نحو لسان ضارم وماض وذلك إذا كان يؤثر تأثير الحديد. قال تعالى: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ ولتصور المنع سمى البواب حدادا وقيل رجل محدود ممنوع الرزق والحظ.
(حدب) : يجوز أن يكون فى الأصل فى الحدب حدب الظهر، يقال حدب الرجل حدبا فهو أحدب واحدودب وناقة حدباء تشبيها به ثم شبه به ما ارتفع من ظهر الأرض فسمى حدبا، قال تعالى: وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ.
(حدث) : الحدوث كون الشيء بعد أن لم يكن عرضا كان ذلك أو
أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وقال: فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً وقال تعالى: حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ- فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ وقال تعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً
وقال عليه السلام: «إن يكن فى هذه الأمة محدث فهو عمر»
وإنما يعنى من يلقى فى روعه من جهة الملأ الأعلى شىء، وقوله عزّ وجلّ: فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ أي أخبارا يتمثل بهم. والحديث الطري من الثمار، ورجل حدوث حسن الحديث وهو حدث النساء أي محادثهن، وحادثته وحدثته وتحادثوا وصار أحدوثة، ورجل حدث وحديث السن بمعنى، والحادثة النازلة العارضة وجمعها حوادث.
(حدق) : حدائق ذات بهجة جمع حديقة وهى قطعة من الأرض ذات ماء سميت تشبيها بحدقة العين فى الهيئة وحصول الماء فيها وجمع الحدقة حداق وأحداق، وحدق تحديقا شدد النظر، وحدقوا به وأحدقوا أحاطوا به تشبيها بإدارة الحدقة.
(حذر) : الحذر احتراز من مخيف، يقال حذر حذرا وحذرته، قال عزّ وجلّ: يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وقرىء: - (وإنا لجميع حذرون)، وحاذِرُونَ وقال تعالى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وقال عزّ وجلّ: خُذُوا حِذْرَكُمْ أي ما فيه الحذر من السلاح وغيره وقوله تعالى: هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ وقال تعالى: إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وحذرا أي احذر نحو مناع أي امنع.
(حر) : الحرارة ضد البرودة وذلك ضربان: حرارة عارضة فى الهواء
أشار النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بقوله: «تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار»
وقول الشاعر:
ورق ذوى الأطماع رق مخلد
وقيل عبد الشهوة أذل من عبد الرق والتحرير جعل الإنسان حرا، فمن الأول:
فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ومن الثاني نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً قيل هو أنها جعلت ولدها بحيث لا ينتفع به الانتفاع الدنيوي المذكور فى قوله عز وجل:
بَنِينَ وَحَفَدَةً بل جعلته مخلصا للعبادة، ولهذا قال الشعبي معناه مخلصا وقال مجاهد: خادما للبيعة، وقال جعفر معتقا من أمر الدنيا، وكل ذلك إشارة إلى معنى واحد وحررت القوم أطلقتهم وأعتقتهم من أسر الحبس، وحر الوجه ما لم تسترقه الحاجة، وحر الدار وسطها، وأحرار البقل معروف، وقول الشاعر:
جادت عليه كل بكر حرة
وباتت المرأة بليلة حرة كل ذلك استعارة والحرير من الثياب ما رق: قال اللَّه تعالى: وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ.
(حرب) : الحرب معروف والحرب السلب فى الحرب ثم قد يسمى كل سلب حربا، قال: والحرب مشتقة المعنى من الحرب وقد حرب فهو حريب أي سليب والتحريب إثارة الحرب ورجل محرب كأنه آلة فى الحرب، والحربة آلة للحرب معروفة وأصله الفعلة من الحرب أو من الحراب، ومحراب المسجد قيل سمى بذلك لأنه موضع محاربة الشيطان والهوى وقيل سمى بذلك لكون حق
(حرث) : الحرث إلقاء البذر فى الأرض وتهيؤها للزرع ويسمى المحروث حرثا، قال اللَّه تعالى: أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ وتصور منه العمارة التي تحصل عنه فى قوله تعالى: مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ، وقد ذكرت فى مكارم الشريعة كون الدنيا محرثا للناس وكونهم حراثا فيها وكيفية حرثهم
وروى «أصدق الأسماء الحارث»
وذلك لتصور معنى الكسب منه،
وروى «احرث فى دنياك لآخرتك»
، وتصور معين التهيج من حرث الأرض فقيل حرثت النار ولما تهيج به النار محرث، ويقال أحرث القرآن أي أكثر تلاوته وحرث ناقته إذا استعملها. وقال معاوية للأنصار: ما فعلت نواضحكم؟
قالوا حرثناها يوم بدر. وقال عز وجل: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وذلك على سبيل التشبيه فبالنساء زرع ما فيه بقاء نوع الإنسان كما أن بالأرض زرع ما به بقاء أشخاصهم، وقوله عز وجل: وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ يتناول الحرثين.
(حرج) : أصل الحرج والحراج مجتمع الشيء وتصور منه ضيق ما بينهما فقيل للضيق حرج وللإثم حرج، وقال تعالى: ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً، وقال عز وجل: وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ وقد حرج صدره، قال تعالى: يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً وقرىء: (حرجا) أي ضيقا بكفره لأن الكفر لا يكاد تسكن إليه النفس لكونه اعتقادا عن ظن، وقيل ضيق بالإسلام كما قال تعالى: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وقوله تعالى: فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ قيل هو نهى، وقيل هو دعاء، وقيل هو حكم منه، نحو: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ والمنحرج والمنحوب المتجنب من الحرج والحوب.
(حرس) : قال اللَّه تعالى: فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً الحرس والحراس جمع حارس وهو حافظ المكان والحرز والحرس يتقاربان معنى تقاربهما لفظا لكن الحرز يستعمل فى الناض والأمتعة أكثر، والحرس يستعمل فى الأمكنة أكثر وقول الشاعر:
فبقيت حرسا قبل مجرى داحس | لو كان للنفس اللجوج خلود |
(حرص) : الحرص فرط الشره وفرط الإرادة قال عز وجل: إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ أي إن تفرط إرادتك فى هدايتهم وقال تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وقال تعالى: وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ وأصل ذلك من حرص القصار الثوب أي قشره بدقه والحارصة شجة تقشر الجلد، والحارصة والحريصة سحابة تقشر الأرض بمطرها.
(حرض) : الحرض مالا يعتد به ولا خير فيه ولذلك يقال لما أشرف على الهلاك حرض، قال عزّ وجلّ: حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً وقد أحرضه كذا قال الشاعر:
إنى امرؤ نابنى هم فأحرضنى
(حرف) : حرف الشيء طرفه وجمعه أحرف وحروف، يقال حرف السيف حرف وحرف السفينة وحرف الجبل، وحروف الهجاء أطراف الكلمة والحروف العوامل فى النحو أطراف الكلمات الرابطة بعضها ببعض، وناقة حرف تشبيها بحرف الجبل أو تشبيها فى الدقة بحرف من حروف الكلمة، قال عزّ وجلّ:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ قد فسر ذلك بقوله بعده فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ الآية، وفى معناه مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ وانحرف عن كذا وتحرف واحترف، والاحتراف طلب حرفة للمكسب، والحرفة حالته التي يلزمها فى ذلك نحو القعدة والجلسة، والمحارف المحروم الذي خلا به الخير، وتحريف الشيء إمالته كتحريف القلم، وتحريف الكلام أن تجعله على حرف من الاحتمال يمكن حمله على الوجهين، قال عز وجل: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ- يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ- وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ، والحرف ما فيه حرارة ولذع كأنه محرف عن الحلاوة والحرارة وطعام حريف.
وروى عنه صلّى الله عليه وسلّم: «نزل القرآن على سبعة أحرف»
وذلك مذكور على التحقيق في الرسالة المنبهة على فوائد القرآن.
(حرق) : يقال أحرق كذا فاحترق والحريق النار قال تعالى: وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ وقال تعالى: فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ- قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ- لَنُحَرِّقَنَّهُ ولَنُحَرِّقَنَّهُ لنحرقنه قرئا معا، فحرق الشيء إيقاع حرارة في الشيء من غير لهيب كحرق الثوب بالدق، وحرق الشيء إذا برده بالمبرد وعنه استعير حرق الناب، وقولهم يحرق على الأرم، وحرق الشعر إذا انتشر وماء حراق يحرق بملوحته، والإحراق إيقاع نار ذات لهيب فى الشيء، ومنه استعير أحرقنى بلومه إذا بالغ في أذيته بلوم.
(حرك) : قال تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ
الحركة ضد السكون ولا تكون إلا للجسم وهو انتقال الجسم من مكان إلى مكان وربما قيل تحرك كذا إذا استحال وإذا زاد فى أجزائه وإذا نقص من أجزائه.
وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ فذلك تحريم بتسخير وقد حمل على ذلك وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وقوله تعالى: فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً وقيل بل كان حراما عليهم من جهة القهر لا بالتسخير الإلهى، وقوله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ فهذا من جهة القهر بالمنع وكذلك قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ والمحرم بالشرع كتحريم بيع الطعام بالطعام متفاضلا، وقوله عزّ وجلّ: وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ فهذا كان محرما عليهم بحكم شرعهم ونحو قوله تعالى: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ الآية وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وسوط محرم لم يدبغ جلده كأنه لم يحل بالدباغ الذي اقتضاه
قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أيما إهاب دبغ فقد طهر»
وقيل بل المحرم الذي لم يلين. والحرم سمى بذلك لتحريم الله تعالى فيه كثيرا مما ليس بمحرم فى غيره من المواضع، وكذلك الشهر الحرام وقيل رجل حرام وحلال ومحل ومحرم، قال الله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي أي لم تحكم بتحريم ذلك؟ وكل تحريم ليس من قبل الله تعالى فليس بشىء نحو وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وقوله تعالى:
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ أي ممنوعون من جهة الجد، وقوله تعالى: لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ أي الذي لم يوسع عليه الرزق كما وسع على غيره ومن قال أراد به الكلب فلم يعن أن ذلك اسم الكلب كما ظنه بعض من رد عليه وإنما ذلك منه ضرب مثال بشىء لأن الكلب كثيرا ما يحرمه الناس أي يمنعونه، والمحرمة والمحرمة الحرمة، واستحرمت الماعز أرادت الفحل.
(حرى) : حرى الشيء يحرى أي قصد حراه، أي جانبه وتحراه كذلك قال تعالى: فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً وحرى الشيء يحرى نقص كأنه لزم الحرى ولم يمتد، قال الشاعر:
والمرء بعد تمامه يحرى
ورماه الله بأفعى حارية
(حزن) : الحزن والحزن خشونة فى الأرض وخشونة فى النفس لما يحصل فيه من الغم ويضاده الفرح ولاعتبار الخشونة بالغم قيل خشنت بصدره إذا حزنته يقال حزن يحزن وحزنته وأحزنته، قال عزّ وجلّ: لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ- تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً-نَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
وقوله تعالى: وَلا تَحْزَنُوا- وَلا تَحْزَنْ فليس ذلك بنهي عن تحصيل الحزن فالحزن ليس يحصل بالاختيار ولكن النهى فى الحقيقة إنما هو عن تعاطى ما يورث الحزن واكتسابه وإلى معنى ذلك أشار الشاعر بقوله:
من سره أن لا يرى ما يسوءه | فلا يتخذ شيئا يبالى له فقدا |
(حس) : الحاسة القوة التي بها تدرك الأعراض الحسية، والحواس المشاعر الخمس يقال حسست وحسيت وأحسست. فأحسست يقال على وجهين: أحدهما: يقال أصبته بحس نحو عنته ورعته. والثاني أصبت حاسته نحو كبدته وفأدته، ولما كان ذلك قد يتولد منه القتل عبر به عن القتل فقيل حسسته أي قتلته قال تعالى: إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ والحسيس القتيل ومنه جراد محسوس إذا طبخ، وقولهم البرد للنبت وانحست أسنانه انفعال منه، فأما حسست فنحو علمت وفهمت، لكن لا يقال ذلك إلا فيما كان من جهة الحاسة. فأما حسيت فبقلب إحدى السينين ياء. وأما أحسسته فحقيقته أدركته بحاستى وأحست مثله لكن حذفت إحدى السينين تخفيفا نحو ظلت وقوله تعالى: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى
فتنبيه أنه قد ظهر منهم الكفر ظهورا بان للحس فضلا عن الفهم، وكذا قوله تعالى: فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ وقوله تعالى:
هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أي هل تجد بحاستك أحدا منهم؟ وعبر عن الحركة بالحسيس والحس، قال تعالى: لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها والحساس عبارة عن سوء الخلق وجعل على بناء زكام وسعال.
(حسب) : الحساب استعمال العدد، يقال حسبت أحسب حسابا وحسبانا قال تعالى: لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ وقال تعالى:
وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً وقيل لا يعلم حسبانه إلا اللَّه.
وقال عزّ وجلّ: وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ قيل نارا وعذابا وإنما هو فى الحقيقة ما يحاسب عليه فيجازى بحسبه
وفى الحديث أنه قال صلّى اللَّه عليه وسلّم فى الربح «اللهم لا تجعلها عذابا ولا حسبانا»
وقال: فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً إشارة إلى نحو ما روى: من نوقش فى الحساب معذب، وقال: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ نحو وَكَفى بِنا حاسِبِينَ وقوله عزّ وجلّ: وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ- إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ فالهاء منها للوقف نحو: ماليه وسلطانيه وقوله تعالى: فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ وقوله عزّ وجلّ: جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً فقد قيل كافيا وقيل ذلك إشارة إلى ما قال: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وقوله: يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ففيه أوجه. الأول: يعطيه أكثر مما يستحقه. والثاني: يعطيه ولا يأخذه منه والثالث يعطيه عطاء لا يمكن للبشر إحصاؤه كقول الشاعر:
عطاياه يحصى قبل إحصائها القطر
والرابع: يعطيه بلا مضايقة من قولهم حاسبته إذا ضايقته. والخامس:
يعطيه أكثر مما يحسبه. والسادس: أن يعطيه بحسب ما يعرفه من مصلحته لا على حسب حسابهم وذلك نحو ما نبه عليه بقوله تعالى: وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ الآية. والسابع: يعطى المؤمن ولا يحاسبه عليه، ووجه ذلك أن المؤمن لا يأخذ من الدنيا إلا قدر ما يجب وكما يجب وفى وقت ما يجب ولا ينفق إلا كذلك ويحاسب نفسه فلا يحاسبه اللَّه حسابا يضره كما
روى «من حاسب نفسه فى الدنيا لم يحاسبه اللَّه يوم القيامة»
والثامن: يقابل اللَّه
، وقوله تعالى:
هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ وقد قيل: تصرف فيه تصرف من لا يحاسب أي تناول كما يجب وفى وقت ما يجب وعلى ما يجب وأنفقه كذلك.
والحسيب والمحاسب من يحاسبك، ثم يعبر به عن المكافي بالحساب، وحسب يستعمل فى معنى الكفاية حَسْبُنَا اللَّهُ أي كافينا هو وحَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ- وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً أي رقيبا يحاسبهم عليه. وقوله: ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فنحو قوله: عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ونحوه وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي وقيل معناه ما من كفايتهم عليكم بل اللَّه يكفيهم وإياك من قوله: عَطاءً حِساباً أي كافيا من قولهم حسبى كذا، وقيل أراد منه عملهم فسماه بالحساب الذي هو منتهى الأعمال. وقيل احتسب ابنا له، أي اعتد به عند اللَّه والحسبة فعل ما يحتسب به عند اللَّه تعالى الم أَحَسِبَ النَّاسُ- أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ- وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ- فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ- أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ فكل ذلك مصدره الحسبان والحسبان، أن يحكم لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر بباله فيحسبه ويعقد عليه الإصبع، ويكون بغرض أن يعتريه فيه شك، ويقارب ذلك الظن لكن الظن أن يخطر النقيضين بباله فيغلب أحدهما على الآخر.
(حسد) : الحسد تمنى زوال نعمة من مستحق لها وربما كان مع ذلك سعى فى إزالتها.
وروى «المؤمن يغبط والمنافق يحسد»
قال تعالى: حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ- وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ.
(حسر) : الحسد كشف الملبس عما عليه، يقال حسرت عن الذراع والحاسر من لا درع عليه ولا مغفر، والمحسرة المكنسة وفلان كريم المحسر كناية عن المختبر، وناقة حسير انحسر عنها اللحم والقوة، ونوق حسرى والحاسر المعيا لانكشاف قواه، ويقال للمعيا حاسر ومحسور، أما الحاسر فتصور أنه قد حسر بنفسه قواه، وأما المحسور فتصور أن التعب قد حسره وقوله عزّ وجلّ: يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ يصح أن يكون بمعنى حاسر وأن يكون بمعنى
لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ وذلك أبلغ من قولك لا يحسرون.
(حسم) : الحسم إزالة أثر الشيء، يقال قطعه فحسمه أي أزال مادته وبه سمى السيف حساما وحسم الداء إزالة أثره بالكي وقيل للشؤم المزيل الأثر منه ناله حسوم، قال تعالى: ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً قيل حاسما أثرهم وقيل حاسما خبرهم وقيل قاطعا لعمرهم وكل ذلك داخل فى عمومه.
(حسن) : الحسن عبارة عن كل مبهج مرغوب فيه وذلك ثلاثة أضرب: مستحسن من جهة العقل، ومستحسن من جهة الهوى، ومستحسن من جهة الحس. والحسنة يعبر بها عن كل ما يسر من نعمة تنال الإنسان فى نفسه وبدنه وأحواله، والسيئة تضادها، وهما من الألفاظ المشتركة كالحيوان الواقع على أنواع مختلفة كالفرس والإنسان وغيرهما فقوله تعالى: وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أي خصب وسعة وظفر وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ أي جدب وضيق وخيبة وقال تعالى: فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وقوله تعالى:
ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ أي من ثواب وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ أي من عتاب، والفرق بين الحسن والحسنة والحسنى أن الحسن يقال فى الأعيان والأحداث، وكذلك الحسنة إذا كانت وصفا وإذا كانت اسما فمتعارف فى الأحداث، والحسنى لا يقال إلا فى الأحداث دون الأعيان، والحسن أكثر ما يقال فى تعارف العامة فى المستحسن بالبصر، يقال رجل حسن وحسان وامرأة حسنا وحسانة وأكثر ما جاء فى القرآن من الحسن فللمستحسن من جهة البصيرة، وقوله تعالى: الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أي الأبعد عن الشبهة كما
قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إذا شككت فى شىء فدع»
وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً أي كلمة حسنة وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وقوله عزّ وجلّ: قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وقوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً
إن قيل حكمه حسن لمن يوقن ولمن لا يوقن فلم خص؟ قيل القصد إلى ظهور حسنه والاطلاع عليه وذلك يظهر لمن تزكى واطلع على حكمة.
اللَّه تعالى دون الجهلة والإحسان يقال على وجهين أحدهما الإنعام على الغير يقال أحسن إلى فلان، والثاني إحسان فى فعله وذلك إذا علم علما حسنا أو عمل عملا حسنا وعلى هذا
قول أمير المؤمنين رضى اللَّه عنه: «الناس أبناء ما يحسنون»
أي منسوبون إلى ما يعلمون وما يعملونه من الأفعال الحسنة. قوله تعالى: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ. والإحسان أعم من الإنعام، قال تعالى: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ، وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ فالإحسان فوق العدل وذاك أن العدل هو أن يعطى ما عليه ويأخذ ماله والإحسان أن يعطى أكثر مما عليه ويأخذ أقل مما له. فالإحسان زائد على العدل فتحرى العدل واجب وتحرى الإحسان ندب وتطوع، وعلى هذا قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وقوله عزّ وجلّ: وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ
ولذلك عظم اللَّه تعالى ثواب المحسنين فقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ المحسنين وقال: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وقال تعالى: ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ- لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ.
(حشر) : الحشر إخراج الجماعة عن مقرهم وإزعاجهم عنه إلى الحرب ونحوها،
وروى: «النساء لا يحشرن»
أي لا يخرجن إلى الغزو، ويقال ذلك فى الإنسان وفى غيره، يقال حشرت السنة مال بنى فلان أي أزالته عنهم ولا يقال الحشر إلا فى الجماعة قال اللَّه تعالى: وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ وقال تعالى: وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً وقال عزّ وجلّ: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ وقال: لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا- وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ وقال فى صفة القيامة: وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً-سَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً
- وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً وسمى يوم القيامة يوم الحشر كما سمى يوم البعث ويوم النشر، ورجل حشر الأذنين أي فى أذنه انتشار وحدة.
(حص) : حصحص الحق أي وضح وذلك بانكشاف ما يقهره وحص وحصحص نحو: كف وكفكف وكب وكبكب، وحصه قطع منه إما بالمباشرة وإما بالحكم فمن الأول قول الشاعر:
ومنه قيل رجل أحص انقطع بعض شعره، وامرأة حصاء، وقالوا رجل أحص يقطع بشؤمه الخيرات عن الخلق، والحصة القطعة من الجملة، وتستعمل استعمال النصيب.
(حصد) : أصل الحصد قطع الزرع، وزمن الحصد والحصاد كقولك زمن الجداد والجداد وقال تعالى: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ فهو الحصاد المحمود فى إبانه وقوله عز وجل: حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ فهو الحصاد فى غير إبانه على سبيل الإفساد. ومنه استعير حصدهم السيف. وقوله عز وجل: مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ فحصيد إشارة إلى نحو ما قال: فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَحَبَّ الْحَصِيدِ أي ما يحصد مما منه القوت
وقال صلّى اللَّه عليه وسلّم «وهل يكب الناس على مناخرهم فى النار إلا حصائد ألسنتهم»
فاستعارة، وحبل محصد، ودرع حصداء، وشجرة حصداء، كل ذلك منه، وتحصد القوم تقوى بعضهم ببعض.
(حصر) : الحصر التضييق، قال عز وجل: وَاحْصُرُوهُمْ أي ضيقوا عليهم وقال عز وجل: وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً أي حابسا، قال الحسن معناه مهادا كأنه جعله الحصير المرمول، فإن الحصير سمى بذلك لحصر بعض طاقاته على بعض، وقال لبيد:
ومعالم غلب الرقاب كأنهم | جنّ لدى باب الحصير قيام |
فمحمول على الأمرين وكذلك قوله لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وقوله عز وجل: أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أي ضاقت بالبخل والجبن وعبر عنه بذلك كما عبر عنه بضيق الصدر، وعن ضده بالبر والسعة.
(حصن) : الحصن جمعه حصون قال اللَّه تعالى: مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ وقوله عز وجل: لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أي مجعولة بالإحكام كالحصون، وتحصن إذا اتخذ الحصن مسكنا ثم يتجوز به فى كل تحرز ومنه درع حصينة لكونها حصنا للبدن، وفرس حصان لكونه حصنا لراكبه وبهذا النظر قال الشاعر:
إن الحصون الخيل لا مدن القرى
وقوله تعالى: إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ أي تحزون فى المواضع الحصينة الجارية مجرى الحصن وامرأة حصان وحاصن وجمع الحصان حصن وجمع الحاصن حواصن، يقال حصان للعفيفة ولذات حرمة وقال تعالى: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها وأحصنت وحصنت قال اللَّه تعالى: فَإِذا أُحْصِنَّ أي تزوجن وأحصن زوجن والحصان فى الجملة المحصّنة إما بعفتها أو تزوجها أو بمانع من شرفها وحريتها. ويقال امرأة محصن ومحصن فالمحصن يقال إذا تصور حصنها من نفسها والمحصن يقال إذا تصور حصنها من غيرها وقوله عز وجل:
وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وبعده فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ولهذا قيل المحصنات المزوجات تصورا أن زوجها هو الذي أحصنها والمحصنات بعد قوله حُرِّمَتْ بالفتح لا غير وفى سائر المواضع بالفتح والكسر لأن اللواتى حرم التزوج بهن المزوجات دون العفيفات، وفى سائر المواضع يحتمل الوجهين.
(حصل) : التحصيل إخراج اللب من القشور كإخراج الذهب من حجر المعدن والبر من التبن، قال اللَّه تعالى: وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ أي أظهر ما فيها وجمع كإظهار اللب من القشر وجمعه، أو كإظهار الحاصل من الحساب.
وقيل للحثالة الحصيل. وحصل الفرس إذا اشتكى بطنه عن أكله، وحوصلة الطير ما يحصل فيه من الغذاء.
وقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من أحصاها دخل الجنة»
وقال: «نفس تنجيها خير لك من إمارة لا تحصيها»
وقال تعالى: عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ
وروى «استقيموا ولن تحصوا»
أي لن تحصلوا ذلك، ووجه تعذر إحصائه وتحصيله هو أن الحق واحد والباطل كثير بل الحق بالإضافة إلى الباطل كالنقطة بالإضافة إلى سائر أجزاء الدائرة وكالمرمى من الهدف، فإصابة ذلك شديدة، وإلى هذا أشار ما
روى أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «شيبتنى هود وأخواتها»، فسئل ما الذي شيبك منها؟ فقال قوله تعالى: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ
وقال أهل اللغة: لن تحصوا أي لن تحصوا ثوابه.
(حض) : الحض التحريض كالحث إلا أن الحث يكون سوق وسير والحض لا يكون بذلك، وأصله من الحث على الحضيض وهو قرار الأرض، قال اللَّه تعالى: وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ.
(حضب) : الحضب الوقود ويقال لما تسعر به النار محضب وقرىء (حضب جهنم).
(حضر) : الحضر خلاف البدو والحضارة والحضارة السكون بالحضر كالبداوة والبداوة ثم جعل ذلك اسما لشهادة مكان أو إنسان أو غيره فقال تعالى:
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ- وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ وقال تعالى:
وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ- عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ وقال: وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ وذلك من باب الكناية أي أن يحضرنى الجن، وكنى عن المجنون بالمحتضر وعمن حضره الموت بذلك، وذلك لما نبه عليه قوله عز وجل:
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، وقوله تعالى: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ، وقال تعالى: ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً أي مشاهدا معاينا فى حكم الحاضر عنده وقوله عز وجل: وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ أي قربه وقوله: تِجارَةً حاضِرَةً أي نقدا، وقوله تعالى: وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ- فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ- شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ أي يحضره أصحابه. والحضر خص بما يحضر به الفرس إذا طلب جريه يقال أحضر
(حط) : الحط إنزال الشيء من علو وقد حططت الرحل، وجارية محطوطة المتنين، وقوله تعالى: وَقُولُوا حِطَّةٌ كلمة أمر بها بنى إسرائيل ومعناه حط عنا ذنوبنا وقيل معناه قولوا صوابا.
(حطب) : كانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً
أي ما يعد للإيقاد وقد حطب حطبا واحتطبت وقيل للمخلط فى كلامه حاطب ليل لأنه ما يبصر ما يجعله فى حبله، وحطبت لفلان حطبا عملته له ومكان حطيب كثيرا الحطب، وناقة محاطبة تأكل الحطب، وقوله تعالى: حَمَّالَةَ الْحَطَبِ كناية عنها بالنميمة وحطب فلان بفلان سعى به وفلان يوقد بالحطب الجزل كناية عن ذلك.
(حطم) : الحطم كسر الشيء مثل الهشم ونحوه، ثم استعمل لكل كسر متناه، قال اللَّه تعالى: لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وحطمته فانحطم حطما وسائق حطم يحطم الإبل لفرط سوقه وسميت الجحيم حطمة، قال اللَّه تعالى:
فى الحطمة: وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ وقيل للأكول حطمة تشبيها بالجحيم تصورا لقول الشاعر:
كأنما فى جوفه تنور
ودرع حطمية منسوبة إلى ناسجها أو مستعمها، وحطيم وزمزم مكانان، والحطام ما يتكسر من اليبس، قال عز وجل: ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً.
(حظ) : الحظ النصيب المقدر وقد حظظ وأحظ فهو محظوظ وقيل فى جمعه أحاظ وأحظ قال اللَّه تعالى: فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ، وقال تعالى:
لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ.
(حظر) : الحظر جمع الشيء فى حظيرة، والمحظور الممنوع والمحتظر
(حف) : قال عز وجل: وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ أي مطيفين بحافتيه أي جانبيه، ومنه
قول النبي عليه الصلاة والسلام: «تحفه الملائكة بأجنحتها»
قال الشاعر:
له لحظات فى حفافى سريره
وجمعه أحفة وقال عز وجل: وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وفلان فى حفف من العيش أي فى ضيق كأنه حصل فى حفف منه أي جانب بخلاف من قيل فيه هو فى واسطة من العيش، ومنه قيل من حفنا أو رفنا فليقتصد، أي من تفقد حفف عيشنا. وحفيف الشجر والجناح صوته فذلك حكاية صوته، والحف آلة النساج سمى بذلك لما يسمع من حفه وهو صوت حركته.
(حفد) : قال اللَّه تعالى: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً جمع حافد وهو المتحرك المتبرع بالخدمة أقارب كانوا أو أجانب، قال المفسرون:
هم الأسباط ونحوهم، وذلك أن خدمتهم أصدق، قال الشاعر:
حفد الولائد بينهن
وفلان محفود أي مخدوم وهم الأختان والأصهار، وفى الدعاء إليك نسعى ونحفد، وسيف محتفد سريع القطع، قال الأصمعى: أصل الحفد مداركة الخطو.
(حفر) : قال اللَّه تعالى: وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ أي مكان محفور ويقال لها حفيرة، والحفر التراب الذي يخرج من الحفرة نحو نقض لما ينقض والمحفار والمحفر، والمحفرة ما يحفر به، وسمى حافر الفرس تشبيها لحفره فى عدوه وقوله عز وجل: أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ مثل لمن يرد من حيث جاء أي أنحيا بعد أن نموت؟ وقيل الحافرة الأرض التي جعلت قبورهم ومعناه أإنا لمردودون ونحن فى الحافرة؟ أي فى القبور، وقوله فى الحافرة على هذا فى موضع الحال. وقيل رجع على حافرته ورجع الشيخ إلى حافرته أي هرم نحو قوله:
(حفظ) : الحفظ يقال تارة لهيئة النفس التي بها يثبت ما يؤدى إليه الفهم وتارة لضبط فى النفس ويضاده النسيان وتارة لاستعمال تلك القوة فيقال حفظت كذا حفظا ثم يستعمل فى كل تفقد وتعهد ورعاية، قال اللَّه تعالى: وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ- حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ- وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ- وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ كناية عن العفة حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ أي يحفظن عهد الأزواج عند غيبتهم بسبب أن اللَّه تعالى يحفظهن أن يطلع عليهن وقرىء بِما حَفِظَ اللَّهُ بالنصب أي بسبب رعايتهن حق اللَّه تعالى لا لرياء وتصنع منهن، فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً أي حافظا كقوله: وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ- وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ- فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وقرىء: (حفظا) أي حفظه خير من حفظ غيره. وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ أي حافظ لأعمالهم فيكون حفيظ بمعنى حافظ نحو: اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ أو معناه محفوظ لا يضيع كقوله تعالى: عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى والحفاظ المحافظة وهى أن يحفظ كل واحد الآخر، وقوله عز وجل: وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ فيه تنبيه أنهم يحفظون الصلاة بمراعاة أوقاتها ومراعاة أركانها والقيام بها فى غاية ما يكون من الطوق وأن الصلاة تحفظهم الحفظ الذي نبه عليه فى قوله: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ، والتحفظ قيل هو قلة العقل، وحقيقته إنما هو تكلف الحفظ لضعف القوة الحافظة ولما كانت تلك القوة من أسباب العقل توسعوا فى تفسيرها كما ترى. والحفيظة الغضب الذي تحمل عليه المحافظة ثم استعمل فى الغضب المجرد فقيل أحفظنى فلان أي أغضبنى.
(حفى) : الإحفاء فى السؤال التنزع فى الإلحاح فى المطالبة أو فى البحث عن تعرف الحال وعلى الوجه الأول يقال أحفيت السؤال وأحفيت فلانا فى السؤال قال اللَّه تعالى: إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وأصل ذلك من أحفيت الدابة جعلتها حافيا أي منسجح الحافر، والبعير جعلته منسجح الخف من المشي حتى يرق وقد حفى حفا وحفوة ومنه أحفيت الشارب أخذته أخذا
(حق) : أصل الحق المطابقة والموافقة كماطبقة رجل الباب في حقه لدورانه على استقامة والحق يقال على أوجه:
الأول: يقال لموجد الشيء بسبب ما تقتضيه الحكمة ولهذا قيل فى اللَّه تعالى هو الحق، قال اللَّه تعالى: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وقيل بعيد ذلك:
فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ-فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ.
والثاني: يقال للموجد بحسب مقتضى الحكمة ولهذا يقال فعل اللَّه تعالى كله حق، وقال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً إلى قوله تعالى: ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ وقال فى القيامة وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وقوله عز وجل: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ- وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ.
والثالث: فى الاعتقاد للشىء المطابق لما عليه ذلك الشيء فى نفسه كقولنا اعتقاد فلان فى البعث والثواب والعقاب والجنة والنار حق، قال اللَّه تعالى:
فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ.
والرابع: للفعل والقول الواقع بحسب ما يجب وبقدر ما يجب وفى الوقت الذي يجب كقولنا فعلك حق وقولك حق، قال اللَّه تعالى: كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ- حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ
وقوله عز وجل: وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ يصح أن يكون المراد به اللَّه تعالى ويصح أن يراد به الحكم الذي هو بحسب مقتضى الحكمة. ويقال أحققت كذا أي أثبته حقا أو حكمت بكونه حقا، وقوله تعالى: لِيُحِقَّ الْحَقَّ فإحقاق الحق على ضربين: أحدهما بإظهار الأدلة والآيات كما قال تعالى: وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً أي حجة قوية. والثاني بإكمال الشريعة وبثها فى الكافة كقوله تعالى: وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ- هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وقوله: الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ إشارة إلى القيامة كما فسره بقوله: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لأنه يحق فيه الجزاء، ويقال حافقته فحققته أي خاصمته فى الحق فغلبته.
- كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ وقوله تعالى: حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قيل معناه جدير، وقرىء حقيق على قيل واجب، وقوله تعالى: وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ والحقيقة تستعمل تارة فى الشيء الذي له ثبات ووجود
كقوله صلّى اللَّه عليه وسلّم لحارثة: «لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك؟»
أي ما الذي ينبىء عن كون ما تدعيه حقا، وفلان يحمى حقيقته أي ما يحق عليه أن يحمى. وتارة تستعمل فى الاعتقاد كما تقدم وتارة فى العمل وفى القول فيقال فلان لفعله حقيقة إذا لم يكن مرائيا فيه، ولقوله حقيقة إذا لم يكن فيه مترخصا ومستزيدا ويستعمل فى ضده المتجوز والمتوسع والمتفسح، وقيل الدنيا باطل والآخرة حقيقة تنبيها على زوال هذه وبقاء تلك. وأما فى تعارف الفقهاء والمتكلمين فهى اللفظ المستعمل فيما وضع له فى أصل اللغة، والحق من الإبل ما استحق أن يحمل عليه والأنثى حقة والجمع حقاق وأتت الناقة على حقها أي على الوقت الذي ضربت فيه من العام الماضي.
(حقب) : قوله تعالى: لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً قيل جمع الحقب أي الدهر قيل والحقبة ثمانون عاما وجمعها حقب، والصحيح أن الحقبة مدة من الزمان مبهمة. والاحتقاب شد الحقيبة من خلف الراكب وقيل احتقبه واستحقبه وحقب البعير تعسر عليه البول لوقوع حقبه فى ثيله والأحقب من حمر الوحش وقيل هو الدقيق الحقوين وقيل: هو الأبيض الحقوين والأنثى حقباء.
حقف) : قوله تعالى: إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ جمع الحقف أي الرمل المائل وظبى حاقف ساكن للحقف واحقوقف مال حتى صار كحقف قال:
سماوة الهلال حتى احقوقفا
(حكم) : حكم أصله منع منعا لإصلاح ومنه سميت اللجام حكمة
أبنى حنيفة أحكموا سفهاءكم
وقوله: فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ، والحكم بالشيء أن تقضى بأنه كذا أو ليس بكذا سوآء ألزمت ذلك غيرك أو لم تلزمه، قال تعالى: وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ- يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ وقال:
فاحكم كحكم فتاة الحي إذا نظرت | إلى حمام سراع وارد الثمد |
وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ حِكْمَةٌ بالِغَةٌ وقيل معنى الحكيم المحكم نحو: أُحْكِمَتْ آياتُهُ وكلاهما صحيح فإنه محكم ومفيد للحكم ففيه المعنيان
قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إن من الشعر لحكمة»
أي قضية صادقة وذلك نحو قول لبيد:
إن تقوى ربنا خير نفل
قال اللَّه تعالى: وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا،
وقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «الصمت حكم، وقليل فاعله»
، أي حكمة، وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ، وقال تعالى: وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ، قيل تفسير القرآن ويعنى ما نبه عليه القرآن من ذلك إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ أي ما يريده يجعله حكمة وذلك حث للعباد على الرضى بما يقضيه. قال ابن عباس رضى اللَّه عنه فى قوله: مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ هى علم القرآن ناسخه ومنسوخه، محكمه ومتشابهه وقال ابن زيد: هى علم آياته وحكمه. وقال السدى: هى النبوة، وقيل فهم حقائق القرآن وذلك إشارة إلى أبعادها التي تختص بأولى العزم من الرسل ويكون سائر الأنبياء تبعا لهم فى ذلك. وقوله عز وجل: يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا فمن الحكمة المختصة بالأنبياء أو من الحكم قوله عز وجل: آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فالمحكم مالا يعرض فيه شبهة من حيث اللفظ ولا من حيث المعنى والمتشابه على أضرب تذكر فى بابه إن شاء اللَّه،
وفى الحديث: «إن الجنة للمحكمين»
قيل هم قوم خيروا بين أن يقتلوا مسلمين وبين أن يرتدوا فاختاروا القتل، وقيل عن المخصصين بالحكمة.
(حل) : أصل الحل حل العقدة ومنه قوله عز وجل: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي وحللت نزلت، أصله من حل الأحمال عند النزول ثم جرد استعماله للنزول فقيل حل حلولا، وأحله غيره، قال عز وجل: أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ- وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ويقال حل الدين وجب أداؤه، والحلة القوم النازلون وحى حلال مثله والمحلة مكان النزول ومن حل العقدة استعير قولهم حل الشيء حلا، قال اللَّه تعالى: وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَيِّباً وقال تعالى: هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ ومن الحلول أحلت الشاة نزل اللبن فى ضرعها وقال تعالى: حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ وأحل اللَّه كذا، قال تعالى:
وروى «لا يموت للرجل ثلاثة من الأولاد فتمسه النار إلا قدر تحلة القسم»
أي قدر ما يقول إن شاء اللَّه تعالى وعلى هذا قول الشاعر:
وقعهنّ الأرض تحليل والحليل الزوج إما لحل كل واحد منهما إرادة للآخر، وإما لنزوله معه، وإما لكونه حلالاله ولهذا يقال لمن يحالك حليل والحليلة الزوجة وجمعها حلائل، قال اللَّه تعالى: وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ والحلة إزار ورداء، والإحليل مخرج البول لكونه محلول العقدة.
(حلف) : الحلف العهد بين القوم والمحالفة المعاهدة، وجعلت للملازمة التي تكون بمعاهدة، وفلان حلف كرم، وحلف كرم. والأحلاف جمع حليف، قال الشاعر:
تداركتما الأحلاف قد ثل عرشها
والحلف أصله اليمين الذي يأخذ بعضهم من بعض بها العهد ثم عبربه عن كل يمين، قال اللَّه تعالى: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ أي مكثار للحلف وقال تعالى: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا- يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَما هُمْ مِنْكُمْ- يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وشىء محلف يحمل الإنسان على الحلف، وكميت محلف إذا كان يشك فى كميتته وشقرته فيحلف واحد أنه كميت وآخر أنه أشقر. والمحالفة أن يحلف كل للآخر ثم جعلت عبارة عن الملازمة مجردا فقيل
وقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا حلف فى الإسلام»
وفلان حليف اللسان أي حديده كأنه يحالف الكلام فلا يتباطأ عنه وحليف الفصاحة.
(حلق) : الحلق العضو المعروف، وحلقه قطع حلقه ثم جعل الحلق لقطع الشعر وجزه فقيل حلق شعره، قال اللَّه تعالى: وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ وقال تعالى: مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ ورأس حليق ولحية حليق.
وعقرى حلقى فى الدعاء على الإنسان أي أصابته مصيبة تحلق النساء شعورهن، وقيل معناه قطع اللَّه حلقها. وقيل للأكسية الخشنة التي تحلق الشعر بخشونتها محالق، والحلقة سميت تشبيها بالحلق فى الهيئة وقيل حلقة وقال بعضهم: لا أعرف الحلقة إلا فى الذين يحلقون الشعر. وإبل محلقة سمتها حلق واعتبر فى الحلقة معنى الدوران فقيل حلقة القوم وقيل حلق الطائر إذا ارتفع ودار فى طيرانه.
(حلم) : الحلم ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب وجمعه أحلام، قال اللَّه تعالى: أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ قيل معناه عقولهم وليس الحلم فى الحقيقة هـ العقل لكن فسروه بذلك لكونه من مسببات العقل، وقد حلم وحلمه العقل وتحلم وأحلمت المرأة ولدت أولادا حلماء، قال اللَّه تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ وقوله تعالى: فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ أي وجدت فيه قوة الحلم، وقوله عز وجل: وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ أي زمان البلوغ وسمى الحلم لكون صاحبه جديرا بالحلم، ويقال حلم فى نومه يحلم حلما وحلما وقيل حلما نحو ربع وتحلم واحتلم وحلمت به فى نومى أي رأيته فى المنام، قال تعالى: قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ والحلمة القراد الكبير، قيل سميت بذلك لتصورها بصورة ذى الحلم لكثرة هدوها، فأما حلمة الثدي فتشبيها بالحلمة من القراد فى الهيئة بدلالة تسميتها بالقرد فى قول الشاعر:
كأن قرادى زوره طبعتهما | بطين من الحولان كتاب أعجمى |
(حلى) : الحلىّ جمع الحلي نحو ثدى وثدى قال اللَّه تعالى: مِنْ
(حم) : الحميم الماء الشديد الحرارة، قال تعالى: وَسُقُوا ماءً حَمِيماً- إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً وقال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وقال عز وجل: يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ- ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ- هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وقيل للماء الحار فى خروجه من منبعه حمة، وروى العالم كالحمة يأتيها البعداء ويزهد فيها القرباء، وسمى العرق حميما على التشبيه واستحم الفرس عرق. وسمى الحمام حماما إما لأنه يعرق، وإما لما فيه من الماء الحار، واستحم فلان دخل الحمام، وقوله عز وجل: فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ. وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ وقوله تعالى: وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً فهو القريب المشفق فكأنه الذي يحتد حماية لذويه، وقيل لخاصة الرجل حامته فقيل الحامة والعامة، وذلك لما قلنا، ويدل على ذلك أنه قيل للمشفقين من أقارب الإنسان حزانته أي الذين يحزنون له، واحتم فلان لفلان احتد وذلك أبلغ من اهتم لما فيه من معنى الاحتمام وأحم الشحم أذابه وصار كالحميم وقوله عز وجل:
وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ للحميم فهو يفعول من ذلك وقيل أصله الدخان الشديد السواد وتسميته إما لما فيه من فرط الحرارة كما فسره فى قوله: لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ أو لما تصور فيه من الحممة فقد قيل للأسود يحموم وهو من لفظ الحممة وإليه أشير بقوله: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ وعبر عن الموت بالحمام كقولهم: حم كذا أي قدر، والحمى سميت بذلك إما لما فيها من الخرارة المفرطة، وعلى ذلك
قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «الحمى من فيح جهنم»
وإما لما يعرض فيها من الحميم أي العرق، وإما لكونها من أمارات الحمام لقولهم:
الحمى پريد الموت، وقيل باب الموت، وسمى حمى البعير حماما فجعل لفظه من لفظ الحمام لما قيل إنه قلما يبرأ البعير من الحمى، وقيل حمم الفرخ إذا اسود جلده من الريش وحمم وجهه اسود بالشعر فيهما من لفظ الحممة، وأما حمحمت، الفرس فحكاية لصوته وليس من الأول فى شىء.
(حمد) : الحمد للَّه تعالى الثناء عليه بالفضيلة وهو أخص من المدح وأعم من الشكر، فإن المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره، ومما يقال منه وفيه
(حمر) : الحمار الحيوان المعروف وجمعه حمير وأحمرة وحمر، قال تعالى:
وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ ويعبر عن الجاهل بذلك كقوله تعالى: كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً وقال: كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ وحمار قبان: دويبة.
والحماران حجران يجفف عليهما الأقط شبه بالحمار فى الهيئة. والمحمر الفرس الهجين المشبه بلادته ببلادة الحمار، والحمرة فى الألوان. وقيل الأحمر والأسود للعجم والعرب اعتبارا بغالب ألوانهم، وربما قيل حمراء العجان. والأحمران اللحم والخمر اعتبارا بلونيهما، والموت الأحمر أصله فيما يراق فيه الدم، وسنة حمراء جدبة للحمرة العارضة فى الجو منها. وكذلك حمرة الغيظ لشدة حرها. وقيل وطاءة حمراء إذا كانت جديدة ووطاءة دهماء دارسة.
(حمل) : الحمل معنى واحد اعتبر فى أشياء كثيرة فسوى بين لفظه فى فعل وفرق بين كثير منها فى مصادرها فقيل فى الأثقال المحمولة فى الظاهر كالشىء المحمول على الظهر حمل، وفى الأثقال المحمولة فى الباطن حمل كالولد فى البطن والماء فى السحاب والثمرة فى الشجرة تشبيها بحمل المرأة قال تعالى: وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ يقال حملت الثقل والرسالة والوزر حملا قال اللَّه تعالى: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ، وقال تعالى: وَما هُمْ
وقال تعالى: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ وقال عز وجل: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وقوله عز وجل: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ أي كلفوا أن يتحملوها أي يقوموا بحقها فلم يحملوها ويقال حملته كذا فتحمله وحملت عليه كذا فتحمله واحتمله وحمله، وقال تعالى:
فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً- حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ وقوله: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وقال تعالى: وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا- رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وقال عز وجل: وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ- ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً- وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وحملت المرأة حبلت وكذا حملت الشجرة، يقال حمل وأحمال، قال عز وجل: وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ- وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ- حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ- حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً- وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً والأصل فى ذلك الحمل على الظهر. فاستعير للحبل بدلالة قولهم وسقت الناقة إذا حملت وأصل الوسق الحمل المحمول على ظهر البعير، وقيل المحمولة لما يحمل عليه كالقتوبة والركوبة، والحمولة لما يحمل والحمل للمحمول وخص الضأن الصغير بذلك لكونه محمولا لعجزه أو لقربه من حمل أمه إياه، وجمعه أحمال وحملان وبها شبه السحاب فقال عزّ وجلّ: فَالْحامِلاتِ وِقْراً والحميل السحاب الكثير الماء لكونه حاملا للماء، والحميل ما يحمله السيل والغريب تشبيها بالسيل والولد فى البطن، والحميل الكفيل لكونه حاملا للحق مع من عليه الحق، وميراث الحميل لمن لا يتحقق نسبه وحمالة الحطب كناية عن النمام، وقيل فلان يحمل الحطب الرطب أي ينم.
(حمى) : الحمى الحرارة المتولدة من الجواهر المحمية كالنار والشمس ومن القوة الحارة فى البدن قال تعالى: (فى عين حامية) أي حارّة وقرىء حَمِئَةٍ وقال عزّ وجلّ: يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ وحمى النهار وأحميت الحديدة إحماء. وحميا الكأس سورتها وحرارتها وعبر عن القوة الغضبية إذا ثارت وكثرت بالحمية فقيل حميت على فلان أي غضبت عليه، قال تعالى: حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ وعن ذلك استعير قولهم حميت المكان حمى وروى «لا حمى إلا للَّه ورسوله» وحميت أنفى محمية وحميت المريض حميا، وقوله عز وجل: وَلا حامٍ قيل
(حنّ) : الحنين النزاع المتضمن للإشفاق، يقال حنت المرأة والناقة لولدها وقد يكون مع ذلك صوت ولذلك يعبر بالحنين عن الصوت الدال على النزاع والشفقة، أو متصور بصورته وعلى ذلك حنين الجذع، وريح حنون وقوس حنانة إذا رنت عند الإنباض وقيل ماله حانة ولا آنة أي لا ناقة ولا شاة سمينة ووصفتا بذلك اعتبارا بصوتهما. ولما كان الحنين متضمنا للإشفاق والإشفاق لا ينفك من الرحمة عبر عن الرحمة به فى نحو قوله تعالى: وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا ومنه قيل الحنان المنان، وحنانيك إشفاقا بعد إشفاق، وتثنيته كتثنية لبيك وسعديك، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ منسوب إلى مكان معروف.
(حنث) : قال اللَّه تعالى: وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ أي الذنب المؤثم، وسمى اليمين الغموس حنثا لذلك، وقيل حنث فى يمينه إذا لم يف بها وعبر بالحنث عن البلوغ لما كان الإنسان عنده يؤخذ بما يرتكبه خلافا لما كان فقيل بلغ فلان الحنث. والمتحنث النافض عن نفسه الحنث نحو المتحرج والمتأثم.
(حنجر) : قال تعالى: لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ وقال عز وجل:
وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ جمع حنجرة وهى رأس الغلصمة من خارج.
(حنذ) : قال تعالى: جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ أي مشوى بين حجرين وإنما يفعل ذلك لتتصبب عنه اللزوجة التي فيه وهو من قولهم حنذت الفرس استحضرته شوطا أو شوطين ثم ظاهرت عليه الجلال ليعرق وهو محنوذ وحنيذ وقد حنذتنا الشمس ولما كان ذلك خروج ماء قليل قيل إذا سقيت الخمر أحنذ أي قلل الماء فيها، كالماء الذي يخرج من العرق والحنيذ.
(حنف) : الحنف هو ميل عن الضلال إلى الاستقامة، والجنف ميل عن الاستقامة إلى الضلال، والحنيف هو المائل إلى ذلك قال عز وجل: قانِتاً لِلَّهِ
وقال: حَنِيفاً مُسْلِماً وجمعه حنفاء، قال عزّ وجلّ: وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفاءَ لِلَّهِ وتحنف فلان أي تحرى طريق الاستقامة، وسميت العرب كل من حج أو اختتن حنيفا تنبيها أنه على دين إبراهيم عليه السلام، والأحنف من فى رجله ميل قيل سمى بذلك على التفاؤل وقيل بل استعير للميل المجرد.
(حنك) : الحنك حنك الإنسان والدابة، وقيل لمنقار الغراب، حنك لكونه كالحنك من الإنسان وقيل أسود مثل حنك الغراب وحلك الغراب فحنكه منقاره وحلكه سواد ريشه، وقوله تعالى: لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا يجوز أن يكون من قولهم حنكت الدابة أصبت حنكها باللجام والرسن فيكون نحو قولك لألحمن فلانا ولأرسننه، ويجوز أن يكون من قولهم احتنك الجراد الأرض أي استولى بحنكه عليها فأكلها واستأصلها فيكون معناه لأستولين عليهم استيلاءه على ذلك، وفلان حنكه الدهر كقولهم نجره وفرع سنه وافتره ونحو ذلك من الاستعارة فى التجربة.
(حوب) : الحوب الإثم قال عزّ وجلّ: إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً والحوب المصدر منه وروى طلاق أم أيوب حوب وتسميته بذلك لكونه مزجورا عنه من قولهم حاب حوبا وحوبا وحيابة والأصل فيه حوب لزجر الإبل، وفلان يتحوب من كذا أي يتأثم، وقولهم ألحق اللَّه به الحوبة أي المسكنة والحاجة وحقيقتها هى الحاجة التي تحمل صاحبها على ارتكاب الإثم، وقيل بات فلان بحيبة سوء.
والحوباء قيل هى النفس وحقيقتها هى النفس المرتكبة للحوب وهى الموصوفة بقوله تعالى: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ.
(حوت) : قال اللَّه تعالى: نَسِيا حُوتَهُما وقال تعالى: فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وهو السمك العظيم إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وقيل حاوتنى فلان أي راوغنى مراوغة الحوت.
(حيد) : قال عز وجل: ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ أي تعدل عنه وتنفر منه.
(حيث) : عبارة عن مكان مبهم يشرح بالجملة التي بعده نحو قوله تعالى: وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ- وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ.
(حور) : الحور التردد إما بالذات وإما بالفكر، وقوله عز وجل: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ أي لن يبعث وذلك نحو قوله: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ وحار الماء فى الغدير تردد فيه، وحار فى أمره تحير ومنه المحور للعود الذي تجرى عليه البكرة لتردده وبهذا النظر قيل سير السواني أبدا لا ينقطع. ومحارة الأذن لظاهره المنقعر تشبيها بمحارة الماء لتردد الهواء بالصوت فيه كتردد الماء فى المحارة، والقوم فى حوار فى تردد إلى نقصان وقوله نعوذ باللَّه من الحور بعد الكور أي من التردد فى الأمر بعد المضي فيه أو من نقصان وتردد فى الحال بعد الزيادة فيها، وقيل حار بعد ما كان. والمحاورة والحوار المرادة فى الكلام، ومنه التحاور قال اللَّه تعالى: وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما وكلمته فما رجع إلى حوار أو حوير أو محورة وما يعيش بأحور أي بعقل يحور إليه، وقوله تعالى: حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ- وَحُورٌ عِينٌ جمع أحور وحوراء، والحور قيل ظهور قليل من البياض فى العين من بين السواد وأحورت عينه وذلك نهاية الحسن من العين، وقيل حورت الشيء بيضته ودورته ومنه الخبز الحوار.
والحواريون أنصار عيسى عليه السلام، قيل كانوا قصارين وقيل كانوا صيادين وقال بعض العلماء إنما سموا حواريين لأنهم كانوا يطهرون نفوس الناس بإفادتهم الدين والعلم المشار إليه بقوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قال: وإنما قيل كانوا قاصرين على التمثيل والتشبيه وتصور منه من لم يتخصص بمعرفته الحقائق المهنة المتداولة بين العامة، قال: وإنما كانوا صيادين لاصطيادهم نفوس الناس من الحيرة وقودهم إلى الحق،
قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «الزبير ابن عمتى وحوارىّ»
وقوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لكل نبى حوارى وحوارى الزبير»
فتشبيه بهم فى النصرة حيث قال: مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ.
(حير) : يقال يحار حيرة فهو حائر وحيران وتحير واستحار إذا تبلد فى الأمر وتردد فيه، قال تعالى: كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ والحائر الموضع الذي يتحير به الماء قال الشاعر:
واستحار شبابها
وهو أن يمتلىء حتى يرى فى ذاته حيرة، والحيرة موضع قيل سمى بذلك الاجتماع ماء كان فيه.
(حيز) : قال اللَّه تعالى: أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ أي صائرا إلى حيز وأصله من الواو وذلك كل جمع منضم بعضه إلى بعض، وحزت الشيء أحوزه حوزا، وحمى حوزته أي جمعه وتحوزت الحية وتحيزت أي تلوت، والأحوزىّ الذي جمع حوزه متشمرا وعبر به عن الخفيف السريع.
(حاشى) : قال اللَّه تعالى: وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ أي بعدا منه قال أبو عبيدة: هى تنزيه واستثناء، وقال أبو على الفسوي رحمه اللَّه: حاش ليس باسم لأن حرف الجر لا يدخل على مثله، وليس بحرف لأن الحرف لا يحذف منه ما لم يكن مضعفا، تقول حاش وحاشى، فمنهم من جعل حاش أصلا فى بابه وجعله من لفظة الحوش أي الوحش ومنه حوشى الكلام. وقيل الحوش فحول جن نسبت إليها وحشة الصيد. وأحشته إذا جئته من حواليه لتصرفه إلى الحبالة، واحتوشوه وتحوشوه: أتوه من جوانبه والحوش أن يأكل الإنسان من جانب الطعام ومنهم من حمل ذلك مقلوبا من حشى ومنه الحاشية وقال:
وما أحاشى من الأقوام من أحد
كأنه قال لا أجعل أحدا فى حشا واحد فأستثنيه من تفضيلك عليه، قال الشاعر:
(حيض) : الحيض الدم الخارج من الرحم على وصف مخصوص فى وقت مخصوص، والمحيض الحيض ووقت الحيض وموضعه على أن المصدر فى هذا النحو من الفعل يجىء على مفعل نحو معاش ومعاد وقول الشاعر:
لا يستطيع بها القراد مقيلا
أي مكانا للقيلولة وإن كان قد قيل هو مصدر ويقال ما فى برك مكيل ومكال.
(حائط) : الحائط الجدار الذي يحوط بالمكان والإحاطة تقال على وجهين أحدهما فى الأجسام نحو أحطت بمكان كذا أو تستعمل فى الحفظ نحو:
أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ أي حافظ له من جميع جهاته وتستعمل فى المنع نحو: إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ أي إلا أن تمنعوا وقوله: أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فذلك أبلغ استعارة وذاك أن الإنسان إذا ارتكب ذنبا واستمر عليه استجره إلى معاودة ما هو أعظم منه فلا يزال يرتقى حتى يطبع على قلبه فلا يمكنه أن يخرج عن تعاطيه، والاحتياط استعمال ما فيه الحياطة أي الحفظ. والثاني فى العلم نحو قوله: أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وقوله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ وقوله: إِنَّ رَبِّي بِما تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ والإحاطة بالشيء علما هى أن تعلم وجوده وجنسه وكيفيته وغرضه المقصود به وبإيجاده وما يكون به ومنه، وذلك ليس إلا للَّه تعالى، وقال عز وجل: بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ فنفى ذلك عنهم. وقال صاحب موسى: وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً تنبيها أن الصبر التام إنما يقع بعد إحاطة العلم بالشيء وذلك صعب إلا بفيض إليه. وقوله عز وجل: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ فذلك إحاطة بالقدرة، إلهى. وقوله عز وجل: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ فذلك إحاطة بالقدرة، وكذلك قوله عز وجل: وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها وعلى ذلك قوله: إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ.
(حيف) : الحيف الميل فى الحكم والجنوح إلى أحد الجانبين، قال اللَّه تعالى: أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ أي يخافون أن يجور فى حكمه ويقال تحيفت الشيء أخذته من جوانبه.
(حول) : أصل الحول تغير الشيء وانفصاله عن غيره وباعتبار التغير قيل حال الشيء يحول حؤولا واستحال تهيأ لأن يحول، وباعتبار الانفصال قيل حال بينى وبينك كذا، وقوله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ فإشارة إلى ما قيل فى وصفه: يقلب القلوب وهو أن يلقى فى قلب الإنسان ما يصرفه عن مراده لحكمة تقتضى ذلك، وقيل على ذلك وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ وقال بعضهم فى قوله: يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ هو أن يهمله ويرده إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا، وحولت الشيء فتحول: غيرته إما بالذات وإما بالحكم والقول، ومنه أحلت على فلان بالدين. وقولك حولت الكتاب هو أن تنقل صورة ما فيه إلى غيره من غير إزالة الصورة الأولى وفى مثل: لو كان ذا حيلة لتحول، وقوله عز وجل: لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا أي تحولا والحول السنة اعتبارا بانقلابها ودوران الشمس فى مطالعها ومغاربها، قال اللَّه تعالى: وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ وقوله عز وجل:
مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ ومنه حالت السنة تحول وحالت الدار تغيرت، وأحالت وأحولت أتى عليها الحول نحو أعامت وأشهرت، وأحال فلان بمكان كذا أقام به حولا، وحالت الناقة تحول حيالا إذا لم تحمل وذلك لتغير ما جرت به عادتها والحال لما يختص به الإنسان وغيره من أموره المتغيرة فى نفسه وجسمه وقنيته، والحول ما له من القوة فى أحد هذه الأصول الثلاثة ومنه قيل لا حول ولا قوة إلا باللَّه، وحول الشيء جانبه الذي يمكنه أن يحول إليه قال عز وجل: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ والحيلة والحويلة ما يتوصل به إلى حالة ما فى خفية وأكثر استعمالها فيما فى تعاطيه خبث، وقد تستعمل فيما فيه حكمة ولهذا قيل فى وصف اللَّه عزّ وجلّ: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ أي الوصول فى خفية من الناس إلى ما فيه حكمة، وعلى هذا النحو وصف بالمكر والكيد لا على الوجه المذموم، تعالى اللَّه عن القبيح. والحيلة من الحول ولكن قلبت واوها ياء لانكسار ما قبلها، ومنه قيل رجل حول، وأما المحال فهو ما جمع فيه بين المتناقضين وذلك يوجد فى المقال نحو أن يقال جسم واحد فى مكانين فى حالة واحدة، واستحال الشيء صار محالا فهو مستحيل أي أخذ فى أن يصير محالا، والحولاء لما يخرج مع الولد. ولا
(حين) : الحين وقت بلوغ الشيء وحصوله وهو مبهم المعنى ويتخصص بالمضاف إليه نحو قوله تعالى: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ ومن قال حين فيأتى على أوجه: للأجل نحو: وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ وللسنة نحو قوله تعالى: تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وللساعة نحو: حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وللزمان المطلق نحو: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ- وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ وإنما فسر ذلك بحسب ما وجد قد علق به، ويقال عاملته محاينة حينا وحينا، وأحينت بالمكان أقمت به حينا، وحان حين كذا أي قرب أوانه، وحينت الشيء جعلت له حينا، والحين عبر به عن حين الموت.
(حيى) : الحياة تستعمل على أوجه:
الأول: للقوة النامية الموجودة فى النبات والحيوان ومنه قيل نبات حى، قال عز وجل: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وقال تعالى: وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً- وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ.
الثانية: للقوة الحساسة وبه سمى الحيوان حيوانا، قال عز وجل: وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ وقوله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فقوله إن الذي أحياها إشارة إلى القوة النامية، وقوله لمحيى الموتى إشارة إلى القوة الحساسة.
الثالثة: للقوة العاملة العاقلة كقوله تعالى: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ، وقول الشاعر:
وقد ناديت لو أسمعت حيّا ولكن لا حياة لمن تنادى والرابعة: عبارة عن ارتفاع الغم وبهذا النظر قال الشاعر:
ليس من مات فاستراح بميت | إنما الميت ميت الأحياء |
أي هم متلذذون لما روى فى الأخبار الكثيرة فى أرواح الشهداء.
الخامسة: الحياة الأخروية الأبدية وذلك يتوصل إليه بالحياة التي هى العقل والعلم قال اللَّه تعالى: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ، وقوله:
يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي يعنى بها الحياة الأخروية الدائمة.
والسادسة: الحياة التي يوصف بها الباري فإنه إذا قيل فيه تعالى: هو حى.
فمعناه لا يصح عليه الموت وليس ذلك إلا اللَّه عزّ وجلّ. والحياة باعتبار الدنيا والآخرة ضربان الحياة الدنيا والحياة الآخرة، قال عزّ وجلّ: فَأَمَّا مَنْ طَغى، وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا وقال عز وجل: اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وقال تعالى: وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ أي الأعراض الدنيوية وقال: وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها وقوله تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ أي حياة الدنيا، وقوله عز وجل: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى كان يطلب أن يريه الحياة الأخروية المعراة عن شوائب الآفات الدنيوية. وقوله عز وجل: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ أي يرتدع بالقصاص من يريد الإقدام على القتل فيكون فى ذلك حياة الناس. وقال عز وجل: وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً أي من نجاها من الهلاك وعلى هذا قوله مخبرا عن إبراهيم: رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ- قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ أي: أعفوا فيكون إحياء. والحيوان مقر الحياة ويقال على ضربين، أحدهما: ماله الحاسة، والثاني: ماله البقاء الأبدى وهو المذكور فى قوله عز وجل: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ وقد نبه بقوله:
لَهِيَ الْحَيَوانُ أن الحيوان الحقيقي السرمدي الذي لا يفنى لا ما يبقى مدة ثم يفنى، وقال بعض أهل اللغة: الحيوان والحياة واحد، وقيل الحيوان ما فيه الحياة والموتان ما ليس فيه الحياة. والحيا المطر لأنه يحيى الأرض بعد موتها، وإلى هذا أشار بقوله تعالى: وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ وقوله تعالى: إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى فقد نبه أنه سماه بذلك من حيث إنه لم تمته الذنوب كما أماتت كثيرا من ولد آدم عليه السلام لا أنه كان يعرف بذلك فقط فإن هذا قليل الفائدة. وقوله عز وجل: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ أي يخرج الإنسان من النطفة، والدجاجة من البيضة، ويخرج النبات من الأرض ويخرج النطفة من الإنسان. وقوله عز وجل: وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها وقوله تعالى: فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ
فالتحية أن يقال حياك اللَّه أي جعل لك حياة وذلك إخبارهم ثم يجعل دعاء. ويقال حبا فلان فلانا تحية إذا قال له ذلك، وأصل التحية من الحياة ثم جعل ذلك دعاء تحية لكون جميعه غير خارج عن حصول الحياة، أو سبب حياة إما فى الدنيا وإما فى الآخرة، ومنه التحيات للَّه. وقوله عز وجل: وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ أي يستبقونهن، والحياء انقباض النفس عن القبائح وتركه لذلك يقال حيى فهو حى، واستحيا فهو مستحى، وقيل استحى فهو مستح، قال اللَّه تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها وقال عز وجل: وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ
وروى: «إن اللَّه تعالى يستحيى من ذى الشيبة المسلم أن يعذبه»
فليس يراد به انقباض النفس إذ هو تعالى منزه عن الوصف بذلك وإنما المراد به ترك تعذيبه، وعلى هذا ما
روى: «إن اللَّه حيى»
أي تارك للقبائح فاعل للمحاسن.
(حوايا) : الحوايا جمع حوية وهى الأمعاء، ويقال: للكساء الذي يلف به السنام حوية وأصله من حويت كذا حيا وحواية، قال اللَّه تعالى: أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ.
(حوا) : قوله عز وجل: فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى أي شديد السواد وذلك إشارة إلى الدرين نحو:
وطال حبس بالدرين الأسود
وقيل تقديره وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى أحوى فجعله غثاء والحوة شدة الخضرة وقد احووى يحووى احوواء نحو ارعوى، وقيل ليس لهما نظير، وحوى حوة ومنه أحوى وحوى.
(خبت) : الخبت المطمئن من الأرض وأخبت الرجل قصد الخبت أو نزله نحو أسهل وأنجد، ثم استعمل الإخبات استعمال اللين والتواضع، قال اللَّه تعالى: وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ وقال تعالى: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ أي المتواضعين، نحو: لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وقوله تعالى: فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ أي تلين وتخشع والإخبات هاهنا قريب من الهبوط فى قوله تعالى: وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ.
(خبث) : المخبث والخبيث ما يكره رداءة وخساسة محسوسا كان أو معقولا، وأصله الرديء الدخلة الجاري مجرى خبث الحديد كما قال الشاعر:
سبكناه ونحسبه لجينا فأبدى الكير عن خبث الحديد وذلك يتناول الباطل فى الاعتقاد والكذب فى المقال والقبيح فى الفعال، قال عزّ وجلّ: وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ أي ما لا يوافق النفس من المحظورات وقوله تعالى: وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ فكناية عن إتيان الرجال. وقال تعالى: ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ أي الأعمال الخبيثة من الأعمال الصالحة، والنفوس الخبيثة من النفوس الزكية. وقال تعالى: وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ أي الحرام بالحلال، وقال تعالى: الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ أي الأفعال الردية والاختيارات المبهرجة لأمثالها وكذا: الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وقال تعالى: قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ أي الكافر والمؤمن والأعمال الفاسدة والأعمال الصالحة، وقوله تعالى: وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ فإشارة إلى كل كلمة قبيحة من كفر وكذب ونميمة وغير ذلك،
وقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «المؤمن أطيب من عمله، والكافر أخبث من عمله»
ويقال خبيث مخبث أي فاعل الخبث.
(خبر) : الخبر العلم بالأشياء المعلومة من جهة الخبر وخبرته خبرا وخبرة وأخبرت أعلمت بما حصل لى من الخبر، وقيل الخبرة المعرفة ببواطن الأمر والخبار والخبراء الأرض اللينة، وقد يقال ذلك لما فيها من الشجر، والمخابرة مزارعة
(خبز) : الخبز معروف قال اللَّه تعالى: أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً والخبزة ما يجعل فى الملة والخبر اتخاذه واختبزت إذا أمرت بخبزه والخبازة صنعته واستعير الخبز للسوق الشديد لتشبيه هيئة السائق بالخابز.
(خبط) : الخبط الضرب على غير استواء كخبط البعير الأرض بيده والرجل الشجر بعصاه، ويقال للمخبوط خبط كما يقال للمضروب ضرب، واستعير لعسف السلطان فقيل سلطان خبوط، واختباط المعروف طلبه بعسف تشبيها بخبط الورق وقوله تعالى: يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ فيصح أن يكون من خبط الشجر وأن يكون من الاختباط الذي هو طلب المعروف،
يروى عنه صلّى اللَّه عليه وسلّم «اللهم إنى أعوذ بك أن يتخبطنى الشيطان من المس».
(خبل) : الخبال الفساد الذي يلحق الحيوان فيورثه اضطرابا كالجنون والمرض المؤثر فى العقل والفكر، ويقال خبل وخبل وخبال ويقال خبله وخبله فهو خابل والجمع الخبل، ورجل مخبل، قال اللَّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا وقال عز وجل: ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا
وفى الحديث: «من شرب الخمر ثلاثا كان حقا على اللَّه تعالى أن يسقيه من طينة الخبال»
. قال زهير:
هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا
أي إن طلب منهم إفساد شىء من إبلهم أفسدوه.
(خبو) : خبت النار تخبو سكن لهبها وصار علهيا خباء من رماد أو غشاء، وأصل الخباء الغطاء الذي يتغطى به وقيل لغشاء السنبلة خباء قال عز وجل: كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً.
(خبء) : يخرج الخبء يقال ذلك لكل مدخر مستور ومنه قيل جارية خبأة وهى الجارية التي تظهر مرة وتخبأ أخرى، والخباء سمة فى موضع خفى.
(ختم) : الختم والطبع يقال على وجهين مصدر ختمت وطبعت وهو تأثير الشيء كنقش الخاتم والطابع والثاني الأثر الحاصل عن النقش ويتجوز بذلك تارة فى الاستيثاق من الشيء والمنع منه اعتبارا بما يحصل من المنع بالختم على الكتب والأبواب نحو: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ- وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وتارة فى تحصيل أثر عن شىء اعتبارا بالنقش الحاصل، وتارة يعتبر منه بلوغ الآخر ومن قيل ختمت القرآن أي انتهيت إلى آخره فقوله: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وقوله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ إشارة إلى ما أجرى اللَّه به العادة أن الإنسان إذا تناهى فى اعتقاد باطل أو ارتكاب محظور ولا يكون منه تلفت يوجه إلى الحق يورثه ذلك هيئة تمرنه على استحسان المعاصي وكأنما يختم بذلك على قلبه وعلى ذلك: أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وعلى هذا النحو استعارة الإغفال فى قوله عز وجل:
وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا واستعارة الكن فى قوله تعالى:
وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ واستعارة القساوة فى قوله تعالى:
وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً قال الجبائي: يجعل اللَّه ختما على قلوب الكفار ليكون دلالة للملائكة على كفرهم فلا يدعون لهم، وليس ذلك بشىء فإن هذه الكتابة إن كانت محسوسة فمن حقها أن يدركها أصحاب التشريح، وإن كانت معقولة غير محسوسة فالملائكة باطلاعهم على اعتقاداتهم مستغنية عن الاستدلال. وقال بعضهم: ختمه شهادته تعالى عليه أنه لا يؤمن، وقوله تعالى: الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ أي نمنعهم من الكلام وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ لأنه ختم النبوة أي تممها بمجيئه. وقوله عز وجل: خِتامُهُ مِسْكٌ قيل ما يختم به أي يطبع، وإنما معناه منقطعه، وخاتمة شربه: أي سؤره فى الطيب مسك، وقول من قال يختم بالمسك أي يطبع فليس بشىء لأن الشراب يجب أن يطيب فى نفسه فأما ختمه بالطيب فليس مما يفيده ولا ينفعه طيب خاتمه ما لم يطب فى نفسه.
(خد) : قال اللَّه تعالى: قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ الخد والأخدود شق فى الأرض مستطيل غائص، وجمع الأخدود أخاديد وأصل ذلك من خدى الإنسان وهما ما اكتنفا الأنف عن اليمين والشمال. والخد يستعار للأرض ولغيرها كاستعارة الوجه، وتخدد اللحم زواله عن وجه الجسم، يقال خددته فتخدد.
إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ وجعل ذلك خداعا تفظيعا لفعلهم وتنبيها على عظم الرسول وعظم أوليائه، وقول أهل اللغة إن هذا على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه فيجب أن يعلم أن المقصود بمثله فى الحذف لا يحصل لو أتى بالمضاف المحذوف لما ذكرنا من التنبيه على أمرين، أحدهما فظاعة فعلهم فيما تحروه من الخديعة وأنهم بمخادعتهم إياه يخادعون اللَّه، والثاني التنبيه على عظم المقصود بالخداع وأن معاملته كمعاملة اللَّه كما نبه عليه بقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ الآية وقوله تعالى: وَهُوَ خادِعُهُمْ
قيل معناه مجازيهم بالخداع وقيل على وجه آخر مذكور فى قوله تعالى: وَهُوَ خادِعُهُمْ
قيل معناه مجازيهم بالخداع وقيل على وجه آخر مذكور فى قوله تعالى: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وقيل خدع الضب أي استتر فى جحره واستعمال ذلك فى الضب أنه يعد عقربا تلدغ من يدخل يدى فى جحره حتى قيل العقرب بواب الضب وحاجبه. ولاعتقاد الخديعة فيه قيل أخدع من ضب، وطريق خادع وخيدع مضل كأنه يخدع سالكه.
والمخدع بيت فى بيت كأن بانيه جعله خادعا لمن رام تناول ما فيه، وخدع الريق إذا قل متصورا منه هذا المعنى، والأخدعان تصور منهما الخداع لاستتارهما تارة وظهورهما تارة، يقال خدعته: قطعت أخدعه،
وفى الحديث: «بين يدى الساعة سنون خداعة»
أي محتالة لتلونها بالجدب مرة وبالخصب مرة.
(خدن) : قال اللَّه تعالى: وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ جمع خدن أي المصاحب وأكثر ذلك يستعمل فيمن يصاحب شهوة، يقال خدن المرأة وخدينها، وقول الشاعر:
خدين العلى
فاستعارة كقولهم يعشق العلى ويشبب بالندى وينسب بالمكارم.
(خذل) : قال تعالى: وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا أي كثير الخذلان، والخذلان ترك من يظن به أن ينصر نصرته، ولذلك قيل خذلت الوحشية ولدها وتخاذلت رجلا فلان ومنه قول الأعشى.
بين مغلوب تليل خده... وخذول الرجل من غير كسح
ورجل خذلة كثيرا ما يخذل.
(خر) : فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ وقال تعالى: فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ وقال تعالى: فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ فمعنى خر سقط سقوطا يسمع منه خرير، والخرير يقال لصوت الماء والريح وغير ذلك مما يسقط من علو. وقوله تعالى: خَرُّوا لَهُ سُجَّداً فاستعمال الخر تنبيه على اجتماع أمرين: السقوط وحصول الصوت منهم بالتسبيح، وقوله من بعده وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ، فتنبيه أن ذلك الخرير كان تسبيحا بحمد اللَّه لا بشىء آخر.
(خرب) : يقال خرب المكان المكان خرابا وهو ضد العمارة، قال اللَّه تعالى:
وَسَعى فِي خَرابِها وقد أخربه، وخربه قال اللَّه تعالى: يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فتخريبهم بأيديهم إنما كان لئلا تبقى للنبى صلّى اللَّه عليه وسلّم وأصحابه، وقيل كان بإجلائهم عنها. والخربة شق واسع فى الأذن تصورا أنه قد خرب أذنه، ويقال رجل أخرب وامرأة خرباء نحو أقطع وقطعاء ثم شبه به الخرق فى أذن المزادة فقيل خربة المزادة، واستعارة ذلك كاستعارة الأذن له، وجعل الخارب مختصا بسارق الإبل، والخرب ذكر الحبارى وجمعه خربان قال الشاعر:
أبصر خربان فضاء فانكدر
(خرج) : خرج خروجا: برز من مقره أو حاله سواء كان مقره دارا أو بلدا أو ثوبا، وسواء كان حاله حالة فى نفسه أو فى أسبابه الخارجة، قال تعالى: فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ وقال تعالى: أخرج مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها وقال: وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها- فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ- يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها والإخراج أكثر ما يقال فى الأعيان نحو أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ وقال عز وجل: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ- وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً وقال تعالى: أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ وقال: أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ويقال فى التكوين الذي هو من فعل اللَّه تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ- فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى وقال تعالى: يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ والتخريج أكثر ما يقال فى العلوم والصناعات، وقيل لما يخرج من الأرض ومن وكر الحيوان ونحو ذلك خرج وخراج، قال اللَّه تعالى: أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ
فإضافته إلى اللَّه تعالى تنبيه أنه هو الذي ألزمه وأوجبه، والخرج أعم من الخراج، وجعل الخرج بإزاء الدخل، وقال تعالى: فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً والخراج مختص فى الغالب بالضريبة على الأرض، وقيل العبد يؤدى خرجه أي غلته والرعية تؤدى إلى الأمير الخراج، والخرج أيضا من السحاب وجمعه خروج وقيل الخراج بالضمان أي ما يخرج من مال البائع فهو بإزاء ما سقط عنه من ضمان المبيع، والخارجي الذي يخرج بذاته عن أحوال أقرانه ويقال ذلك تارة على سبيل المدح إذا خرج إلى منزلة من هو أعلى منه، وتارة يقال على سبيل الذم إذا خرج إلى منزلة من هو أدنى منه، وعلى هذا يقال فلان ليس بإنسان تارة على المدح كما قال الشاعر:
فلست بإنسى ولكن كملأك | تنزل من جو السماء يصوب |
(خرص) : الخرص حرز الثمرة، والخرص المحروز كالنقض للمنقوض، وقيل الخرص الكذب فى قوله تعالى: إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ قيل معناه يكذبون. وقوله تعالى: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ قيل لعن الكذابون وحقيقة ذلك أن كل قول مقول عن ظن وتخمين يقال خرص سواء كان مطابقا للشىء أو مخالفا له من حيث إن صاحبه لم يقله عن علم ولا غلبة ظن ولا سماع بل اعتمد فيه على الظن والتخمين كفعل الخارص فى خرصه، وكل من قال قولا على هذا النحو قد يسمى كاذبا وإن كان قوله مطابقا للمقول المخبر عنه كما حكى عن المنافقين فى قوله عزّ وجلّ: إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ.
(خرط) : قال تعالى: سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ أي لزمه عار لا ينمحى عنه كقولهم جدعت أنفه، والخرطوم أنف الفيل فسمى أنفه خرطوما استقباحا له.
(خرق) : الخرق قطع الشيء على سبيل الفساد من غير تدبر ولا تفكر، قال تعالى: أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها وهو ضد الخلق وإن الخلق هو فعل الشيء بتقدير ورفق، والخرق بغير تقدير، قال تعالى: وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ
وروى «ما دخل الخرق فى شىء إلا شانه»
ومن الخرق استعيرت المخرقة وهو إظهار الخرق توصلا إلى حيلة، والمخراق شىء يلعب به كأنه يخرق لإظهار الشيء بخلافه، وخرق الغزال إذا لم يحسن أن يعدو لخرقه.
(خزن) : الخزن حفظ الشيء فى الخزانة ثم يعبر به عن كل حفظ كحفظ السر ونحوه وقوله تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ- وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فإشارة منه إلى قدرته تعالى على ما يريد إيجاده أو إلى الحالة التي أشار إليها
بقوله عليه السلام: «فرغ ربكم من خلق الخلق والرزق والأجل»
وقوله تعالى: فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ قيل معناه حافظين له بالشكر، وقيل هو إشارة إلى ما أنبأ عنه قوله: أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ الآية والخزنة جمع الخازن وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها فى صفة النار وصفة الجنة وقوله: وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ أي مقدوراته التي منعها الناس لأن الخزن ضرب من المنع، وقيل جوده الواسع وقدرته، وقيل هو قوله:
كن. والخزن فى اللحم أصله الادخار فكنى به عن نتنه، يقال خزن اللحم إذا أنتن وخنز بتقدم النون.
(خزى) : خزى الرجل لحقه انكسار إما من نفسه وإما من غيره.
فالذى يلحقه من نفسه هو الحياء المفرط ومصدره الخزاية ورجل خزيان وامرأة خزيى وجمعه خزايا.
وفى الحديث «اللهم احشرنا غير خزايا ولا نادمين»
والذي يلحقه من غيره يقال هو ضرب من الاستخفاف، ومصدره الخزي ورجل خزى. قال تعالى: ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وقال تعالى: إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ- فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا- لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وقال: مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى وأخزى من الخزاية والخزي جميعا وقوله: يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا فهو من الخزي
وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي وعلى نحو ما قلنا فى خزى قولهم ذل وهان فإن ذلك متى كان من الإنسان نفسه يقال له الهون والذل ويكون محمودا، ومتى كان من غيره يقال له الهون، والهوان، والذل، ويكون مذموما.
(خسر) : الخسر والخسران انتقاص رأس المال وينسب ذلك إلى الإنسان فيقال خسر فلان، وإلى الفعل فيقال خسرت تجارته، قال تعالى: تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ ويستعمل ذلك فى المقتنيات الخارجة كالمال والجاه فى الدنيا وهو الأكثر، وفى المقتنيات النفسية كالصحة والسلامة والعقل والإيمان والثواب، وهو الذي جعله اللَّه تعالى الخسران المبين، وقال: الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ- أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ وقوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ وقوله: الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ إلى أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ وقوله: فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ وقوله: فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ وقوله: وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ يجوز أن يكون إشارة إلى تحرى العدالة فى الوزن وترك الحيف فيما يتعاطاه فى الوزن، ويجوز أن يكون ذلك إشارة إلى تعاطى مالا يكون به ميزانه فى القيامة خاسرا فيكون ممن قال فيه: وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ وكلا المعنيين يتلازمان، وكل خسران ذكره اللَّه تعالى فى القرآن فهو على هذا المعنى الأخير دون الخسران المتعلق بالمقتنيات. الدنيوية والتجارات البشرية.
(خسف) : الخسوف للقمر والكسوف للشمس، وقيل الكسوف فيهما إذا زال بعض ضوئهما، والخسوف إذا ذهب كله. ويقال خسفه اللَّه وخسف هو، قال تعالى: فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ وقال: لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا
وفى الحديث: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته»
وعين خاسفة إذا غابت حدقتها فمنقول من خسف القمر، وبئر مخسوفة إذا غاب ماؤها ونزف، منقول من خسف اللَّه القمر. وتصور من خسف القمر مهانة تلحقه فاستعير الخسف للذل فقيل تحمل فلان خسفا.
(خشب) : قال تعالى: كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ شبهوا بذلك لقلة غنائهم وهو جمع الخشب ومن لفظ الخشب قيل خشبت السيف إذا صقلته بالخشب الذي هو المصقل، وسيف خشيب قريب العهد بالصقل، وجمل خشيب أي جديد لم يرض، تشبيها بالسيف الخشيب، وتخشبت الإبل أكلت الخشب، وجبهة خشباء يابسة كالخشب، ويعبر بها عمن لا يستحى، وذلك كما يشبه بالصخر فى نحو قول الشاعر:
والصخر هش عند وجهك فى الصلابة
والمخشوب المخلوط به الخشب وذلك عبارة عن الشيء الرديء.
(خشع) : الخشوع الضراعة وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح. والضراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد فى القلب ولذلك قيل فيما روى: إذا ضرع القلب خشعت الجوارح، قال تعالى: وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً وقال: الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ- وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ- وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ- خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ- أَبْصارُها خاشِعَةٌ كناية عنها وتنبيها على تزعزعها كقوله: إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا- إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها- يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً. وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً.
(خشى) : الخشية خوف يشوبه تعظيم وأكثر ما يكون ذلك عن علم بما يخشى منه، ولذلك خص العلماء بها فى قوله: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ وقال: وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى وَهُوَ يَخْشى - مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ- فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما- فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي- يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وقال: الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ- وَلْيَخْشَ الَّذِينَ الآية، أي ليستشعروا خوفا من معرته، وقال تعالى:
خَشْيَةَ إِمْلاقٍ أي لا تقتلوهم معتقدين لمخافة أن يلحقهم إملاق مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ أي لمن خاف خوفا اقتضاه معرفته بذلك من نفسه.
(خصف) : قال تعالى: وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما أي يجعلان عليهما خصفة وهى أوراق ومنه قيل لجلة التمر خصفة وللثياب الغليظة، جمعه خصف، ولما يطرق به الخف خصفه وخصفت النعل بالمخصف.
وروى «كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يخصف نعله»
وخصفت الخصفة نسجتها والأخصف والخصيف قيل الأبرق من الطعام وهو لونان من الطعام وحقيقته ما جعل من اللبن ونحوه فى خصفة فيتلون بلونها.
(خصم) : الخصم مصدر خصمته أي نازعته خصما، يقال خاصمته وخصمته مخاصمة وخصاما، قال تعالى: وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ- وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ ثم سمى المخاصم خصما، واستعمل للواحد والجمع وربما ثنى، وأصل المخاصمة أن يتعلق كل واحد بخصم الآخر أي جانبه وأن يجذب كل واحد خصم الجوالق من جانب، وروى نسبته فى خصم فراشى، والجمع خصوم وأخصام وقوله: خَصْمانِ اخْتَصَمُوا أي فريقان ولذلك قالوا اختصموا وقال: لا تَخْتَصِمُوا وقال: وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ والخصم الكثير المخاصمة، قال: هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ والخصم المختص بالخصومة، قال: قَوْمٌ خَصِمُونَ.
(خضد) : قال اللَّه فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ أي مكسور الشوك، يقال خضدته فانخضد فهو مخضود وخضيد والخضد المخضود كالنقض فى المنقوض ومنه استعير خضد عنق البعير أي كسر.
قد أعسف النازح المجهود معسفة | فى ظل أخضر يدعو هامه البوم |
وقوله عليه السلام «إياكم وخضراء الدّمن فقد فسره عليه السلام حيث قال: «المرأة الحسناء فى منبت السوء»
والمخاضرة المبايعة على الخضر والثمار قبل بلوغها، والخضيرة نخلة ينتثر بسرها أخضر.
(خضع) : قال اللَّه: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ الخضوع الخشوع وقد تقدم، ورجل خضعه كثير الخضوع ويقال خضعت اللحم أي قطعته، وظليم أخضع فى عتقه تطامن.
(خط) : الخط كالمد، ويقال لما له طول، والخطوط أضرب فيما يذكره أهل الهندسة من مسطوح ومستدير ومقوس وممال، ويعبر عن كل أرض فيها طول بالخط كخط اليمن وإليه ينسب الرمح الخطى، وكل مكان يخطه الإنسان لنفسه ويحفره يقال له خط وخطة. والخطيطة أرض لم يصبها مطر بين أرضين ممطورتين كالخط المنحرف عنه، ويعبر عن الكتابة بالخط قال تعالى: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ.
(خطب) : الخطب والمخاطبة والتخاطب المراجعة فى الكلام، ومنه الخطبة والخطبة لكن الخطبة تختص بالموعظة والخطبة بطلب المرأة، قال تعالى:
وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ وأصل الخطبة الحالة التي عليه الإنسان إذا خطب نحو الجلسة والقعدة، ويقال من الخطبة خاطب وخطيب، ومن الخطبة خاطب لا غير والفعل منهما خطب. والخطب الأمر العظيم الذي يكثر فيه التخاطب قال تعالى: فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ- فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ وفصل الخطاب: ما ينفصل به الأمر من الخطاب.
(خطف) : الخطف والاختطاف الاختلاس بالسرعة، يقال خطف يخطف وخطف يخطف وقرىء بهما جميعا قال: إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ وذلك وصف للشياطين المسترقة للسمع قال تعالى: فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ
- يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ وقال: وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أي يقتلون ويسلبون، والخطاف للطائر الذي كأنه يخطف شيئا فى طيرانه، ولما يخرج به الدلو كأنه يختطفه وجمعه خطاطيف وللحديدة التي تدور عليها البكرة، وباز مخطف يختطف ما يصيده، والخطيف سرعة انجذاب السير وأخطف الحشا، ومختطفة، كأنه اختطف حشاه لضموره.
(خطأ) : الخطأ العدول عن الجهة وذلك أضرب، أحدها: أن يريد غير ما تحسن إرادته فيفعله وهذا هو الخطأ التام المأخوذ به الإنسان، يقال خطىء يخطأ خطأ وخطأة قال تعالى: إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً وقال: وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ والثاني أن يريد ما يحسن فعله ولكن يقع منه خلاف ما يريد فيقال أخطأ إخطاء فهى مخطئ، وهذا قد أصاب فى الإرادة وأخطأ فى الفعل وهذا المعنى
بقوله عليه السلام: «رفع عن أمتى الخطأ والنسيان»
وبقوله: من اجتهد فأخطأ فله أجر» وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ والثالث أن يريد ما لا يحسن فعله ويتفق منه خلافه، فهذا مخطئ فى الإرادة ومصيب فى الفعل فهو مذموم بقصده وغير محمود على فعله، وهذا المعنى هو الذي أراده فى قوله:
أردت مساءتى فأجرت مسرتى | وقد يحسن الإنسان من حيث لا يدرى |
وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ. وقال تعالى:
وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً
فالخطيئة هاهنا هى التي لا تكون عن قصد إلى فعله، قال تعالى: وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا. مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ- إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا- وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ- وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ وقال تعالى: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ والجمع
(خطو) : خطوت أخطو خطوة أي مرة والخطوة ما بين القدمين، قال تعالى: وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ أي لا تتبعوه وذلك نحو قوله:
وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى.
(خف) : الخفيف بإزاء الثقيل ويقال ذلك تارة باعتبار المضايقة بالوزن وقياس شيئين أحدهما بالآخر نحو درهم خفيف، ودرهم ثقيل، والثاني يقال باعتبار مضايقة الزمان نحو فرس خفيف وفرس ثقيل إذا عدا أحدهما أكثر من الآخر فى زمان واحد. الثالث يقال خفيف فيما يستحليه الناس وثقيل فيما يستوخمه فيكون الخفيف مدحا والثقيل ذما ومنه قوله تعالى: الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ- فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ وأرى أن من هذا قوله: حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً الرابع يقال خفيف فيمن يطيش وثقيل فيما فيه وقار فيكون الخفيف ذما والثقيل مدحا الخامس: يقال خفيف فى الأجسام التي من شأنها أن ترجحن إلى أسفل كالأرض والماء، يقال خف يخف خفّا وخفة وخففه تخفيفا وتخفف تخففا واستخففته وخف المتاع الخفيف ومنه كلام خفيف على اللسان، قال تعالى: فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ أي حملهم أن يخفوا معه أو وجدهم خفافا فى أبدانهم وعزائمهم، وقيل معناه وجدهم طائشين، وقوله تعالى: وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فإشارة إلى كثرة الأعمال الصالحة وقلتها وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ أي لا يزعجنك وعزيلنك عن اعتقادك بما يوقعون من الشبه، وخفوا عن منازلهم ارتحلوا منها فى خفة، والخف الملبوس، وخف النعامة، والبعير، تشبيها بخف الإنسان.
(خفت) : قال تعالى: يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ- وَلا تُخافِتْ بِها المخافتة والخفت إسرار المنطق قال:
وشتان بين الجهر والمنطق الخفت
(خفى) : خفى الشيء خفية استتر، قال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً والخفاء ما يستر به كالغطاء، وخفيته أزلت خفاه وذلك إذا أظهرته، وأخفيته أوليته خفاء وذلك إذا سترته ويقابل به الإبداء والإعلان، قال تعالى:
إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وقال تعالى: وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ- بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ والاستخفاء طلب الإخفاء ومنه قوله تعالى: أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ والخوافي جمع خافية، وهى ما دون القوادم من الريش.
(خل) : الخلل فرجة بين الشيئين وجمعه خلال كخلل الدار والسحاب والرماد وغيرها، قال تعالى فى صفة السحاب: فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ- فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ قال الشاعر:
أرى خلل الرماد وميض جمر
وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ أي سعوا وسطكم بالنميمة والفساد. والخلال لما تخلل به الأسنان وغيرها، يقال خل سنه وخل ثوبه بالخلال يخله، ولسان الفصيل بالخلال ليمنعه من الرضاع والرمية بالسهم،
وفى الحديث: «خللوا أصابعكم»
والخلل فى الأمر كالوهن فيه تشبيها بالفرجة الواقعة بين الشيئين، وخل لحمه يخل خلا وخلالا صار فيه خلل وذلك بالهزال، قال:
إن جسمى بعد خالى لخل
والخلة الطريق فى الرمل لتخلل الوعورة أي الصعوبة إياه أو لكون الطريق متخللا وسطه، والخلة أيضا الخمر الحامضة لتخلل الحموضة إياها. والخلة ما يغطى به جفن السيف لكونه فى خلالها، والخلة الاختلال العارض للنفس إما لشهوتها لشىء أو لحاجتها إليه، ولهذا فسر الخلة بالحاجة والخصلة، والخلة المودة إما لأنها تتخلل النفس أي تتوسطها، وإما لأنها تخل النفس فتؤثر تأثير السهم فى الرمية، وإما لفرط الحاجة إليها، يقال منه خاللته مخالة وخلالا فهو خليل، وقوله تعالى:
وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا قيل سماه بذلك لافتقاره إليه سبحانه فى كل حال،
اللهم أغننى بالافتقار إليك ولا تفقرنى بالاستغناء عنك. وقيل بل من الخلة واستعمالها فيه كاستعمال المحبة فيه، قال أبو القاسم البلخي: هو من الخلة لا من الخلة، قال: ومن قاسه بالحبيب فقد أخطأ لأن اللَّه يجوز أن يجد عبده فإن المحبة منه الثناء ولا يجوز أن يخاله، وهذا منه اشتباه فإن الخلة من تخلل الود نفسه ومخالطته كقوله:
قد تخللت مسلك الروح منى | وبه سمى الخليل خليلا |
(خلد) : الخلود هو تبرى الشيء من اعتراض الفساد وبقاؤه على الحالة التي هو عليها، وكل ما يتباطأ عنه التغيير والفساد تصفه العرب بالخلود كقولهم للأثاقى خوالد، وذلك لطول مكثها لا لدوام بقائها. يقال خلد يخلد خلودا، قال تعالى: لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ والخلد اسم للجزء الذي يبقى من الإنسان على حالته فلا يستحيل مادام الإنسان حيا استحالة سائر أجزائه، وأصل المخلد الذي يبقى مدة طويلة ومنه قيل رجل مخلد لمن أبطأ عنه الشيب، ودابة مخلدة هى التي تبقى حتى تخرج رباعيتها، ثم استعير للمبقى دائما. والخلود فى الجنة بقاء الأشياء على الحالة التي علهيا من غير اعتراض الفساد عليها، قال تعالى: أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ- أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ- وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وقوله تعالى: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ قيل مبقون بحالتهم لا يعتريهم استحالة، وقيل مقرطون بخلدة، والخالدة ضرب من القرطة، وإخلاد الشيء جعله مبقى والحكم عليه بكونه مبقى، وعلى هذا قوله سبحانه: وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ أي ركن إليها ظانا أنه يخلد فيها.
خلاص الخمر من نسج الفدام
قال تعالى: وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا ويقال هذا خالص وخالصة نحو داهية ورواية، وقوله تعالى: فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا أي انفردوا خالصين عن غيرهم. وقوله: وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ- إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ فإخلاص المسلمين أنهم قد تبرءوا مما يدعيه اليهود من التشبيه والنصارى من التثليث، قال تعالى: مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وقال: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وقال: وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ وهو كالأول وقال: إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا فحقيقة الإخلاص التبري عن كل ما دون اللَّه تعالى.
(خلط) : الخلط هو الجمع بين أجزاء الشيئين فصاعدا سواء كانا مائعين أو جامدين أو أحدهما مائعا والآخر جامدا وهو أعم من المزج، ويقال: اختلط الشيء، قال تعالى: فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ ويقال للصديق والمجاور والشريك خليط، والخليطان فى الفقه من ذلك قال تعالى: وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ويقال الخليط للواحد والجمع، قال الشاعر:
بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا
وقال: خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً أي يتعاطون هذا مرة وذاك مرة، ويقال أخلط فلان فى كلامه إذا صار ذا تخليط، وأخلط الفرس فى جريه كذلك وهو كناية عن تقصيره فيه.
(خلع) : الخلع خلع الإنسان ثوبه والفرس جله وعذاره، قال تعالى:
فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ قيل هو على الظاهر وأمره بخلع ذلك عن رجله لكونه من جلد حمار ميت، وقال بعض الصوفية: هذا مثل وهو أمر بالإقامة والتمكن كقولك لمن رمت أن يتمكن انزع ثوبك وخفك ونحو ذلك، وإذا قيل خلع فلان على فلان فمعناه أعطاه ثوبا، واستفيد معنى العطاء من هذه اللفظة بأن وصل به على فلان بمجرد الخلع.
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً وقيل أمرهم خلفة، أي يأتى بعضه خلف بعض كما قال الشاعر:
بها العين والآرام يمشين خلفة
وأصابته خلفة كناية عن البطنة وكثرة المشي وخلف فلان فلانا قام بالأمر عنه إما معه وإما بعده، قال تعالى: وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ والخلافة النيابة عن الغير إما لغيبة المنوب عنه وإما لموته وإما لعجزه وإما لتشريف المستخلف وعلى هذا الوجه الأخير استخلف اللَّه أولياءه فى الأرض، قال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ- وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وقال: وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ والخلائف جمع خليفة، وخلفاء جمع خليف، قال تعالى: يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ- وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ- جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ والاختلاف والمخالفة أن يأخذ كل واحد طريقا غير طريق الآخر فى حاله، أو قوله، والخلاف أعم من الضد لأن كل ضدين مختلفان وليس كل مختلفين ضدين، ولما كان الاختلاف بين الناس فى القول قد يقتضى التنازع استعير ذلك للمنازعة والمجادلة، قال:
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ- وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ- وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ- عَمَّ يَتَساءَلُونَ- عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ- الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ- إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ وقال: مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ وقال: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وقال: فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ
- وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا- لَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وقال فى القيامة: وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وقال: لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وقوله تعالى:
وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ قيل معناه خلفوا نحو: كسب واكتسب، وقيل أوتوا فيه بشىء خلاف ما أنزل اللَّه، وقوله تعالى: لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ فمن الخلاف أو من الخلف وقوله تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ وقوله تعالى: فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وقوله تعالى:
إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أي فى مجىء كل واحد منهما خلف الآخر وتعاقبهما، والخلف المخالفة فى الوعد، يقال وعدني فأخلفنى أي خالف فى الميعاد بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وقال: إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ وقال:
فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي- قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا وأخلفت فلانا وجدته مخلفا، والإخلاف أن يسقى واحد بعد آخر، وأخلف الشجر إذا اخضر بعد سقوط ورقه، وأخلف اللَّه عليك يقال لمن ذهب ماله أي أعطاك خلفا وخلف اللَّه عليك أي كان لك منه خليفة، وقوله: لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ بعدك، وقرىء خِلافَكَ أي مخالفة لك، وقوله: أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أي إحداهما من جانب والأخرى من جانب آخر. وخلفته تركته خلفى، قال: فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ أي مخالفين وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا- قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ والخالف المتأخر لنقصان أو قصور كالمتخلف قال: فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ والخالفة عمود الخيمة المتأخر، ويكنى بها عن المرأة لتخلفها عن المرتحلين وجمعها خوالف، قال: رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ ووجدت الحي خلوفا أي تخلفت نساؤهم عن رجالهم، والخلف حد الفأس الذي يكون إلى جهة الخلف وما تخلف من الأضلاع إلى ما يلى البطن، والخلاف شجر كأنه سمى بذلك لأنه يخلف فيما يظن به أو لأنه يخلف مخبره منظره، ويقال للجمل بعد بزوله مخلف عام ومخلف عامين. وقال عمر رضى اللَّه عنه: لولا الخليفى لأذنت.
أي الخلافة وهو مصدر خلف.
(خلق) : الخلق أصله التقدير المستقيم ويستعمل فى إبداع الشيء من غير أصل ولا احتذاء قال تعالى: خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أي أبدعهما بدلالة قوله:
بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ويستعمل فى إيجاد الشيء من الشيء نحو:
فلأنت تفرى ما خلقت وبع | ض القوم يخلق ثم لا يفرى |
وكل موضع استعمل فى الخلق فى وصف الكلام فالمراد به الكذب ومن هذا الوجه امتنع كثير من الناس من إطلاق لفظ الخلق على القرآن وعلى هذا قوله تعالى:
إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ وقوله: ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ والخلق يقال فى معنى المخلوق. والخلق والخلق فى الأصل واحد كالشرب والشرب، والصّرم والصّرم لكن خص الخلق بالهيئات والأشكال والصور المدركة بالبصر، وخص الخلق بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة. قال تعالى:
وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ وقرىء: إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ والخلاق ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة بخلقه قال تعالى: وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وفلان خليق بكذا، أي كأنه مخلوق فيه ذلك كقولك مجبول على كذا أو مدعو إليه من جهة الخلق. وخلق الثوب وأخلق وثوب خلق ومخلق وأخلاق نحو جبل أرمام وأرمات، وتصور من خلوقة الثوب الملامسة فقيل جبل أخلق وصخرة خلقاء وخلقت الثوب ملسته، واخلولق السحاب منه أو من قولهم هو خليق بكذا، والخلوق ضرب من الطيب.
مطلقة طورا وطورا تراجع
والخلاء الحشيش المتروك حتى يبس ويقال خليت الخلاء جززته وخليت الدابة جززت لها ومنه استعير سيف يختلى به أي يقطع ما يضرب به قطعه للخلاء.
(خمد) : قوله تعالى: جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ كناية عن موتهم من قولهم خمدت النار خمودا طفن لهبها ومنه استعير خمدت الحمى، سكنت، وقوله تعالى: فَإِذا هُمْ خامِدُونَ.
(خمر) : أصل الخمر ستر الشيء ويقال لما يستر به خمار لكن الخمار صار فى التعارف اسما لما تغطى به المرأة رأسها، وجمعه خمر، قال تعالى:
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ، واختمرت المرأة وتخمرت وخمرت الإناء غطيته،
وروى «خمروا آنيتكم»
، وأخمرت العجين جعلت فيه الخمير، والخميرة سميت لكونها مخمورة من قبل. ودخل فى خمار الناس أي فى جماعتهم الساترة له، والخمر سميت لكونها خامرة لمقر العقل، وهو عند بعض الناس اسم لكل مسكر. وعند بعضهم اسم للمتخذ من العنب والتمر لما
روى عنه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة
ومنهم من جعلها اسم لغير المطبوخ، ثم كمية الطبخ التي تسقط عنه اسم الخمر مختلف فيها، والخمار الداء العارض من الخمر وجعل بناؤه بناء الأدواء كالزكام والسعال، وخمرة الطيب ريحه. وخامره وخمره خالطه ولزمه ومنه استعير: خامرى أم عامر.
(خمص) : قوله تعالى: فِي مَخْمَصَةٍ أي مجاعة تورث خمص البطن أي ضموره، يقال رجل خامص أي ضامر، وأخمص القدم باطنها وذلك لضمورها.
(خمط) : الخمط شجر لا شوك له، قيل هو شجر الأراك، والخمطة الخمر إذا حمضت، وتخمط إذا غضب يقال تخمط الفحل هدر.
(خنزير) : قوله تعالى: وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ قيل عنى الحيوان المخصوص، وقيل عنى من أخلاقه وأفعاله مشابهة لأخلاقها لا من خلقته خلقتها والأمران مرادان بالآية، فقد روى أن قوما مسخوا خلقة وكذا أيضا فى الناس قوم إذا اعتبرت أخلاقهم وجدوا كالقردة والخنازير وإن كانت صورهم صور الناس.
(خنس) : قوله تعالى: مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ أي الشيطان الذي يخنس أي ينقبض إذا ذكر اللَّه تعالى، وقوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ أي بالكواكب التي تخنس بالنهار وقيل الخنس هى زحل والمشترى والمريخ لأنها تخنس فى مجراها أي ترجع، وأخنست عنه حقه أخرته.
(خنق) : قوله تعالى: وَالْمُنْخَنِقَةُ أي التي خنقت حتى ماتت، والمخنقة القلادة.
(خاب) : الخيبة فوت الطلب قال: وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ- وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى - وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها.
(خير) : الخير ما يرغب فيه الكل كالعقل مثلا والعدل والفضل والشيء النافع، وضده الشر قيل والخير ضربان: خير مطلق وهو أن يكون مرغوبا فيه
فقال: «لا خير بخير بعده النار، ولا شر بشر بعده الجنة»
وخير وشر مقيدان وهو أن يكون خيرا لواحد شرا لآخر كالمال الذي ربما يكون خيرا لزيد وشرا لعمرو، ولذلك وصفه اللَّه تعالى بالأمرين فقال فى موضع إِنْ تَرَكَ خَيْراً وقال فى موضع آخر:
أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ وقوله تعالى:
إِنْ تَرَكَ خَيْراً أي مالا. وقال بعض العلماء لا يقال للمال خير حتى يكون كثيرا ومن مكان طيب كما
روى أن عليا رضى اللَّه عنه دخل على مولى له فقال:
ألا أوصى يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، لأن اللَّه تعالى قال: إِنْ تَرَكَ خَيْراً وليس لك مال كثير
وعلى هذا قوله: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ أي المال الكثير. وقال بعض العلماء: إنما سمى المال هاهنا خيرا تنبيها على معنى لطيف وهو أن الذي يحسن الوصية به ما كان مجموعا من المال من وجه محمود وعلى هذا قوله: قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وقال: وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وقوله: فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً قيل عنى به مالا من جهتهم، وقيل إن علمتم أن عتقهم يعود عليكم وعليهم بنفع أي ثواب. والخير والشر يقالان على وجهين، أحدهما: أن يكون اسمين كما تقدم وهو قوله: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ والثاني: أن يكونا وصفين وتقديرهما تقدير أفعل منه نحو هذا خير من ذاك وأفضل وقوله: نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها وقوله: وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ فخير هاهنا يصح أن يكون اسما وأن يكون بمعنى أفعل ومنه قوله: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى تقديره تقدير أفعل منه. فالخير يقابل به الشر مرة والضر مرة نحو قوله تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ، وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وقوله: فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ قيل أصله خيرات فخفف، فالخيرات من النساء الخيرات، يقال رجل خير وامرأة خيرة وهذا خير الرجال وهذه خيرة النساء، والمراد بذلك المختارات أي فيهن مختارات لا رذل فيهن. والخير الفاضل المختص بالخير، يقال ناقة خيار وجمل خيار، واستخار اللَّه العبد فخار له أي طلب منه الخير فأولاه، وخايرت فلانا كذا فخرته، والخيرة الحالة التي تحصل للمستخير والمختار نحو القعدة والجلسة لحال القاعد والجالس. والاختيار طلب ما هو خير وفعله، وقد يقال لما يراه الإنسان خيرا وإن لم يكن خيرا، وقوله: وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ يصح أن يكون إشارة إلى إيجاده تعالى إياهم خيرا، وأن يكون إشارة إلى تقديمهم على غيرهم. والمختار فى عرف المتكلمين يقال لكل فعل يفعله الإنسان
(خوار) : قوله تعالى: عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ الخوار مختص بالبقر وقد يستعار للبعير، ويقال أرض خوارة ورمح خوار أي فيه خور. والخوران يقال لمجرى الروث وصوت البهائم.
(خوض) : الخوض هو الشروع فى الماء والمرور فيه، ويستعار فى الأمور وأكثر ما ورد فى القرآن ورد فيما يذم الشروع فيه نحو قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ وقوله: وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا- ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ- وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ وتقول أخضت دابتى فى الماء، وتخاضوا فى الحديث تفاوضوا.
(خيط) : الخيط معروف وجمعه خيوط وقد خطت الثوب أخيطه خياطة، وخيطته تخييطا. والخياط الإبرة التي يخاط بها، قال تعالى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ- حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ أي بياض النهار من سواد الليل، والخيطة فى قول الشاعر:
تدلى عليها بين سب وخيطة فهى مستعارة للحبل أو الوتد.
وروى «أن عدى بن حاتم عمد إلى عقالين أبيض وأسود فجعل ينظر إليهما ويأكل إلى أن يتبين أحدهما من الآخر، فأخبر النبي عليه الصلاة والسلام بذلك فقال: إنك لعريض القفا، إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل. وخيط الشيب فى رأسه: بدا كالخيط، والخيط النعام، وجمعه خيطان، ونعامة خيطاء: طويلة العنق، كأنما عنقها خيط.
(خوف) : الخوف توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة، كما أن الرجاء والطمع توقع محبوب عن أمارة مظنونة أو معلومة، ويضاد الخوف: الأمن ويستعمل ذلك فى الأمور الدنيوية والأخروية. قال تعالى: وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ وقال: وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ وقال تعالى: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وقال: إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا، وقوله: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فقد فسر ذلك بعرفتم، وحقيقته وإن وقع لكم خوف من ذلك
وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي فخوفه منهم أن لا يراعوا الشريعة ولا يحفظوا نظام الدين، لا أن يرثوا ماله كما ظنه بعض الجهلة فالقنيات الدنيوية أخس عند الأنبياء عليهم السلام من أن يشفقوا عليها. والخيفة الحالة التي عليها الإنسان من الخوف، قال تعالى: فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى قُلْنا لا تَخَفْ واستعمل استعمال الخوف فى قوله: وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وقوله: تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ أي كخوفكم وتخصيص لفظ الخيفة تنبيها أن الخوف منهم حالة لازمة لا تفارقهم والتخوف ظهور الخوف من الإنسان، قال: أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ.
(خيل) : الخيال أصله الصورة المجردة كالصورة المتصورة فى المنام وفى المرآة وفى القلب بعيد غيبوبة المرئي، ثم تستعمل فى صورة كل أمر متصور وفى كل شخص دقيق يجرى مجرى الخيال، والتخييل تصوير خيال الشيء فى النفس والتخيل تصور ذلك، وخلت بمعنى ظننت يقال اعتبارا بتصور خيال المظنون.
ويقال خيلت السماء: أبدت خيالا للمطر، وفلان مخيل بكذا أي خليق وحقيقته أنه مظهر خيال ذلك. والخيلاء التكبر عن تخيل فضيلة تراءت للإنسان من نفسه ومنها يتأول لفظ الخيل لما قيل إنه لا يركب أحد فرسا إلا وجد فى نفسه نخوة، والخيل فى الأصم اسم للأفراس والفرسان جميعا وعلى ذلك قوله تعالى: وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ ويستعمل فى كل واحد منهما منفردا نحو ما
روى: يا خيل اللَّه اركبي
، فهذا للفرسان،
وقوله عليه السلام: «عفوت لكم عن صدقة الخيل»
يعنى الأفراس. والأخيل: الشقراق لكونه متلونا فيختال فى كل وقت أن له لونا غير اللون الأول ولذلك قيل:
كادت براقش كل لون لونه يتخيل
(خون) : الخيانة والنفاق واحد إلا أن الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والأمانة، والنفاق يقال اعتبارا بالدين، ثم يتداخلان، فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد فى السر. ونقيض الخيانة: الأمانة، يقال خنت فلانا وخنت أمانة فلان وعلى ذلك قوله: لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وقوله تعالى:
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما وقوله: وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ أي على جماعة خائنة منهم. وقيل على رجل خائن، يقال رجل خائن وخائنة نحو راوية وداهية وقيل خائنة موضوعة موضع المصدر نحو قم قائما وقوله: يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ على ما تقدم وقال تعالى: وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وقوله: عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ والاختيان مراودة الخيانة، ولم يقل تخونون أنفسكم لأنه لم تكن منهم الخيانة بل كان منهم الاختيان، فإن الاختيان تحرك شهوة الإنسان لتحرى الخيانة وذلك هو المشار إليه بقوله تعالى: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ.
(خوى) :. صل الخواء الخلاء، يقال خوى بطنه من الطعام يخوى خوى، وخوى الجوز خوى تشبيها به، وخوت الدار، تخوى خواء، وخوى النجم وأخوى إذا لم يكن منه عند سقوطه مطر، تشبيها بذلك، وأخوى أبلغ من خوى، كما أن أسقى أبلغ من سقى. والتخوية: ترك ما بين الشيئين خاليا.
(دب) : الدب والدبيب مشى خفيف ويستعمل ذلك فى الحيوان وفى.
الحشرات أكثر، ويستعمل فى الشراب والبلى ونحو ذلك مما لا تدرك حركته الحاسة، ويستعمل فى كل حيوان وإن اختصت فى المتعارف بالفرس، قال تعالى:
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ الآية وقال: وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ- وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وقال تعالى: وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ وقوله تعالى: وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ قال أبو عبيدة: عنى الإنسان خاصة، والأولى إجراؤها على العموم. وقوله: وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ فقد قيل إنها حيوان بخلاف ما نعرفه يختص خروجها بحين القيامة، وقيل عنى بها الأشرار الذين هم فى الجهل بمنزلة الدواب فتكون الدابة جمعا اسما لكل شىء يدب. نحو خائنة جمع خائن، وقوله: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ فإنها عام فى جميع الحيوانات، ويقال ناقة دبوب: تدب فى مشيها لبطئها، وما بالدار دبى أي من يدب، وأرض مدبوبة كثيرة ذوات الدبيب فيها.
(دبر) : دبر الشيء خلاف القبل، وكنى بهما عن العضوين المخصوصين، ويقال، دبر ودبر وجمعه أدبار، قال تعالى: وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ وقال:
يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ أي قدامهم وخلفهم، وقال: فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ وذلك نهى عن الانهزام وقوله: وَأَدْبارَ السُّجُودِ أواخر الصلوات، وقرىء وَإِدْبارَ النُّجُومِ، وَإِدْبارَ النُّجُومِ، فإدبار مصدر مجعول ظرفا نحو مقدم الحاج وخفوق النجم، ومن قرأ أدبار فجمع. ويشتق منه تارة باعتبار دبر: الفاعل، وتارة باعتبار دبر: المفعول، فمن الأول قولهم دبر فلان وأمس الدابر وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وباعتبار المفعول قولهم دبر السهم الهدف:
سقط خلفه ودبر فلان القوم: صار خلفهم، قال تعالى: أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ وقال تعالى: فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا والدابر يقال للمتأخر وللتابع. إما باعتبار المكان، أو باعتبار الزمان، أو باعتبار المرتبة.
وأدبر: أعرض وولى دبره قال: ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ وقال: تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى
وقال عليه السلام: «لا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد اللَّه إخوانا»
على جرية تعلو الدبار غروبها
والدبر النحل والزنابير ونحوهما مما سلاحها فى أدبارها، الواحدة دبرة. والدبر المال الكثير الذي يبقى بعد صاحبه ولا يثنى ولا يجمع. ودبر البعير دبرا، فهو أدبر ودبر: صار بقرحة دبرا، أي متأخرا، والدبرة: الإدبار.
(دثر) : قال اللَّه تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ أصله المتدثر فأدغم وهو المتدرع دثاره، يقال دثرته فتدثر، والدثار ما يتدثر به، وقد تدثر الفحل الناقة تسنمها والرجل الفرس وثب عليه فركبه، ورجل دثور خامل مستتر، وسيف داثر بعيد العهد بالصقال، ومنه قيل للمنزل الدارس داثر لزوال أعلامه، وفلان دثر مال أي حسن القيام به.
(دحر) : الدحر الطرد والإبعاد، يقال دحره دحورا قال تعالى:
اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً وقال: فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً وقال: وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً.
(دحض) : قال تعالى: حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ أي باطلة زائلة، يقال أدحضت فلانا فى حجته فدحض قال تعالى: وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وأدحضت حجته فدحضت وأصله من دحض الرّجل وعلى نحوه فى وصف المناظرة:
نظرا يزيل مواقع الأقدام
(دحا) : قال تعالى: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أي أزالها عن مقرها كقوله: يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وهو من قولهم دحا المطر الحصى من وجه الأرض أي جرفها، ومر الفرس يدحو دحوا إذا جر يده على وجه الأرض فيدحو ترابا، ومنه أدحى النعام وهو أفعول من دحوت، ودحية اسم رجل.
(دخر) : قال تعالى: وَهُمْ داخِرُونَ أي أذلاء، يقال أدخرته فدخر أي أذللته فذل وعلى ذلك قوله: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ وقوله: يدخر أصله يدتخر وليس من هذا الباب.
(دخل) : الدخول نقيض الخروج ويستعمل ذلك فى المكان والزمان والأعمال، يقال دخل مكان كذا، قال تعالى: ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ- ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ- فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها- وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وقال: يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ- وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ فمدخل من دخل، يدخل، ومدخل من أدخل لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وقوله: مُدْخَلًا كَرِيماً قرىء بالوجهين وقال أبو على الفسوي: من قرأ مدخلا بالفتح كأنه إشارة إلى أنهم يقصدونه ولم يكونوا كمن ذكرهم فى قوله:
الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ وقوله: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ ومن قرأ مُدْخَلًا فكقوله: لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وادّخل اجتهد فى دخوله قال تعالى: لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا والدخل كناية عن الفساد والعداوة المستنبطة كالدغل وعن الدعوة فى النسب، يقال دخل دخلا، قال تعالى: تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فيقال دخل فلان فهو مدخول كناية عن بله فى عقله وفساد فى أصله، ومنه قيل شجرة مدخولة. والدخال فى الإبل أن يدخل إبل فى أثناء ما لم تشرب لتشرب معها ثانيا. والدخل طائر سمى بذلك لدخوله فيما بين الأشجار الملتفة، والدوخلة معروفة، ودخل بامرأته كناية عن الإفضاء إليها، قال تعالى: مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ.
(دخن) : الدخان كالعثان المستصحب للهيب، قال: ثُمَّ اسْتَوى
، أي وهى مثل الدخان إشارة إلى أنه لا تماسك لها، ودخنت النار تدخن كثر دخانها، والدخنة منه لكن تعورف فيما يتبخر به من الطيب. ودخن الطبيخ أفسده الدخان. وتصور من الدخان اللون فقيل شاة دخناء وذات دخنة، وليلة دخنانة، وتصور منه التأذى به فقيل هو دخن الخلق، وروى هدنة على دخن، أي على فساد دخلة.
(در) : قال تعالى: وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً- يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وأصله من الدر والدرة أي اللبن، ويستعار ذلك للمطر استعارة أسماء البعير وأوصافه، فقيل للَّه دره، ودر درك، ومنه استعير قولهم للسوق درة أي نفاق، وفى المثل سبقت درته غراره نحو سبق سيله مطره. ومنه اشتق استدرت المعزى أي طلبت الفحل وذلك أنها إذا طلبت الفحل حملت وإذا حملت ولدت فإذا ولدت درت فكنى عن طلبها الفحل بالاستدرار.
(درج) : الدرجة نحو المنزلة لكن يقال للمنزلة درجة إذا اعتبرت بالصعود دون الامتداد على البسيط كدرجه السطح والسلم ويعبر بها عن المنزلة الرفيعة قال تعالى: وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ تنبيها لرفعة منزلة الرجال عليهن فى العقل والسياسة ونحو ذلك من المشار إليه بقوله: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ الآية، وقال: لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وقال: هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ أي هم ذوو درجات عند اللَّه ودرجات النجوم تشبيها بما تقدم. ويقال لقارعة الطريق مدرجة ويقال فلان يتدرج فى كذا أي يتصعد فيه درجة درجة.
ودرج الشيخ والصبى درجانا مشى مشية الصاعد فى درجه. والدرج طى الكتاب والثوب، ويقال للمطوى درج. واستعير الدرج للموت كما استعير الطى له فى قولهم طوته المنية، وقولهم من دب ودرج أي من كان حيا فمشى ومن مات فطوى أحواله، وقوله: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ قيل معناه سنطويهم طى الكتاب عبارة عن إغفالهم نحو: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا والدرج سفط يجعل فيه الشيء، والدرجة خرقة تلف فتدخل فى حياء الناقة، وقيل سنستدرجهم معناه نأخذهم درجة فدرجة، وذلك إدناؤهم من الشيء شيئا فشيئا كالمراقى والمنازل فى ارتقائها ونزولها والدراج طائر يدرج فى مشيته.
(درك) : الدرك كالدرج لكن الدرج يقال اعتبارا بالصعود والدرك اعتبارا بالحدور، ولهذا قيل درجات الجنة ودركات النار، والتصور الحدور فى النار سميت هاوية، وقال تعالى: إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ والدرك أقصى قعر البحر. ويقال للحبل الذي يوصل به حبل آخر ليدرك الماء درك ولما يلحق الإنسان من تبعة درك كالدرك فى البيع قال تعالى: لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى أي تبعة. وأدرك بلغ أقصى الشيء، وأدرك الصبى بلغ غاية الصبا وذلك حين البلوغ، قال: حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ وقوله:
لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ فمنهم من حمل ذلك على البصر الذي هو الجارحة ومنهم من حمله على البصيرة وذكر أنه قد نبه به على ما روى عن أبى بكر رضى اللَّه عنه فى قوله: يا من غاية معرفته القصور عن معرفته إذ كان غاية معرفته تعالى أن تعرف الأشياء فتعلم أنه ليس بشىء منها ولا بمثلها بل هو موجد كل ما أدركته. والتدارك فى الإغاثة والنعمة أكثر نحو قوله تعالى: لَوْلا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ وقوله: حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً أي لحق كل بالآخر. وقال: بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ أي تدارك فأدغمت التاء فى الدال وتوصل إلى السكون بألف الوصل وعلى ذلك قوله تعالى: حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها ونحوه: اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ اطَّيَّرْنا بِكَ وقرىء بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ وقال الحسن: معناه جهلوا أمر الآخرة وحقيقته انتهى علمهم فى لحوق الآخرة فجهلوها. وقيل معناه بل يدرك علمهم ذلك فى الآخرة أي إذا حصلوا فى الآخرة لأن ما يكون ظنونا فى الدنيا، فهو فى الآخرة يقين.
(درى) : الدراية المعرفة المدركة بضرب من الختل، يقال دريته ودريت به درية نحو: فطنت، وشعرت، وأدريت قال الشاعر:
وماذا يدرى الشعراء منى | وقد جاوزت رأس الأربعين |
وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ- نارٌ حامِيَةٌ- وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ- لَيْلَةِ الْقَدْرِ- وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ- ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ وقوله: قُلْ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ من قولهم دريت ولو كان من درأت لقيل: ولا أدرأتكموه.
وكل موضع ذكر فيه «وما يدريك» لم يعقبه بذلك نحو: وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى- وَما يُدْرِيكَ- لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ والدراية لا تستعمل فى اللَّه تعالى، وقول الشاعر:
لا هم لا أدرى وأنت الداري
فمن تعجرف أجلاف العرب.
فمن تعجرف أجلاف العرب.
(درأ) : الدرء الميل إلى أحد الجانبين، يقال قومت درأه ودرأت عنه دفعت عن جانبه، وفلان ذو تدرىء أي قوى على دفع أعدائه ودارأته دافعته. قال تعالى: وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وقال: وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ
وفى الحديث: «ادرءوا الحدود بالشبهات»
تنبيها على تطلب حيلة يدفع بها الحد، قال تعالى: قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ، وقوله: فَادَّارَأْتُمْ فِيها هو تفاعلتم أصله تدارأتم فأريد منه الإدغام تخفيفا وأبدل من التاء دال فسكن للإدغام فاجتلب لها ألف الوصل فحصل على افاعلتم. قال بعض الأدباء: ادارأتم افتعلتم، وغلط من أوجه، أولا: أن ادارأتم على ثمانية أحرف وافتعلتم على سبعة أحرف.
والثاني: أن الذي بلى ألف الوصل تاء فجعلها دالا. والثالث: أن الذي يلى الثاني
(دس) : الدس إدخال الشيء فى الشيء بضرب من الإكراه يقال دسسته فدس وقد دس البعير بالنهاء، وقيل ليس الهناء بالدس، قال اللَّه تعالى: أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ.
(دسر) : قال تعالى: وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ أي مسامير، الواحد دسار. وأصل الدسر الدفع الشديد بقهر، يقال دسره بالرمح ورجل مدسر كقولك مطعن،
وروى «ليس فى العنبر زكاة، إنما هو شىء دسره البحر».
(دسى) : قال تعالى: وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها، أي دسسها فى المعاصي فأبدل من إحدى السينات ياء نحو: تظنيت، وأصله تظننت.
(دع) : الدع الدفع الشديد وأصله أن يقال: للعائر دع دع كما يقال له لعا، قال تعالى: يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا وقوله: فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ. وقال الشاعر:
دع الوصي على قفاء يتيمه
(دعا) : الدعاء كالنداء إلا أن النداء قد يقال بيا أو أيا ونحو ذلك من غير أن يضم إليه الاسم، والدعاء لا يكاد يقال إلا إذا كان معه الاسم نحو يا فلان، وقد يستعمل كل واحد منهما موضع الآخر قال تعالى: كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً ويستعمل استعمال التسمية نحو دعوت ابني زيدا أي سميته، قال تعالى: لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً حثا على تعظيمه وذلك مخاطبة من كان يقول يا محمد. ودعوته إذا سألته وإذا استغثته، قال تعالى: قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ أي سله وقال: قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. بَلْ
تنبيها أنكم إذا أصابتكم شدة لم تفزعوا إلا إليه وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً- وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ- وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ- وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ- وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ وقوله: لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً هو أن يقول يا لهفاه ويا حسرتاه ونحو ذلك من ألفاظ التأسف، والمعنى يحصل لكم غموم كثيرة. وقوله: فَادْعُ لَنا رَبَّكَ أي سله والدعاء إلى الشيء الحث على قصده قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وقال:
وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وقال: وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ- تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ وقوله: لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ أي رفعة وتنويه. والدعوة مختصة بادعاء النسبة وأصلها للحالة التي عليها الإنسان نحو القعدة والجلسة. وقولهم دع داعى اللبن أي غيره تجلب منها اللبن. والادعاء أن يدعى شيئا أنه له، وفى الحرب الاعتزاء، قال تعالى: وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ نُزُلًا
، أي ما تطلبون، والدعوى الادعاء، قال: فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا والدعوى الدعاء، قال: وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
(دفع) : الدفع إذا عدى بإلى اقتضى معنى الإنالة نحو قوله تعالى:
فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وإذا عدى بعن اقتضى معنى الحماية نحو: إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا وقال: وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ وقوله: لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ أي حام، والمدافع الذي يدفعه كل أحد والدفعة من المطر والدفاع من السيل.
(دفق) : قال تعالى: ماءٍ دافِقٍ سائل بسرعة. ومنه استعير جاءوا دفقة، وبعير أدفق: سريع ومشى الدفقى أي يتصبب فى عدوه كتصبب الماء المتدفق، ومشوا دفقا.
(دفىء) : الدفء خلاف البرد، قال تعالى: لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وهو لما يدفىء ورجل دفآن، وامرأة دفأى، وبيت دفىء.
(دك) : الدك الأرض اللينة السهلة. وقد دكه دكا، قال تعالى:
وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً وتقول: دكت الجبال دكا أي
(دل) : الدلالة ما يتوصل به إلى معرفة الشيء كدلالة الألفاظ على المعنى ودلالة الإشارات والرموز والكتابة والعقود فى الحساب، وسواء كان ذلك بقصد ممن يجعله دلالة أو لم يكن بقصد كمن يرى حركة إنسان فيعلم أنه حى، قال تعالى: ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ أصل الدلالة مصدر كالكناية والأمارة، والدال من حصل منه ذلك، والدليل فى المبالغة كعالم، وعليم، وقادر، وقدير، ثم يسمى الدال والدليل دلالة كتسمية الشيء بمصدره.
(دلو) : دلوت الدلو إذا أرسلتها، وأدليتها أي أخرجتها، وقيل يكون بمعنى أرسلتها، قاله أبو منصور فى الشامل: قال تعالى: فَأَدْلى دَلْوَهُ، واستعير للتوصل إلى الشيء قال الشاعر:
وليس الرزق عن طلب حثيث | ولكن ألق دلوك فى الدلاء |
ولى مائح لم يورد الناس قبله | معل وأشطان الطوى كثير |
(دلك) : دلوك الشمس ميلها للغروب، قال تعالى: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ هو من قولهم دلكت الشمس دفعتها بالراح ومنه دلكت الشيء فى الراحة. ودالكت الرجل إذا ماطلته. والدلوك ما دلكته من طيب، والدليك طعام يتخذ من الزبد والتمر.
(دمدم) : فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ، أي: أهلكهم وأزعجهم، وقيل الدمدمة حكاية صوت الهرة ومنه دمدم فلان فى كلامه، ودممت الثوب طليته بصبغ ما، والدمام يطلى به، وبعير. مدموم بالشحم، والداماء، والدممة جحر اليربوع. والداماء بالتخفيف، والديمومة المفازة.
(دمر) : قال: فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً وقال: ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ- وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ، والتدمير إدخال الهلاك على الشيء، ويقال ما بالدار تدمرى، وقوله تعالى: دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فإن مفعول دمر محذوف.
(دمع) : قال تعالى: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً فالدمع يكون اسما للسائل من العين ومصدر دمعت العين دمعا ودمعانا.
(دمغ) : قال تعالى: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ أي يكسر دماغه، وحجة دامغة كذلك. ويقال للطلعة تخرج من أصل النخلة فتفسده إذا لم تقطع: دامغة، وللحديدة التي تشد على آخر الرجل دامغة وكل ذلك استعارة من الدمغ الذي هو كسر الدماغ.
(دنر) : قال تعالى: مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ أصله دنار فأبدل من إحدى النونين ياء، وقيل أصله بالفارسية دين آر، أي الشريعة جاءت به.
(دنا) : الدنو القرب بالذات أو بالحكم، ويستعمل فى المكان والزمان والمنزلة. قال تعالى: وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وقال تعالى: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى هذا بالحكم. ويعبر بالأدنى تارة عن الأصغر فيقابل بالأكثر نحو:
وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ وتارة عن الأرذل فيقابل بالخير نحو: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ وعن الأول فيقابل بالآخر نحو: خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ وقوله: وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ وتارة عن الأقرب فيقابل بالأقصى نحو: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى وجمع الدنيا الدنى نحو الكبرى، والكبر، والصغرى والصغر. وقوله تعالى: ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ أي أقرب لنفوسهم أن تتحرى العدالة فى إقامة الشهادة وعلى ذلك قوله تعالى: ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وقوله
وما
روى «إذا أكلتم فدنوا»
من الدون أي كلوا مما يليكم.
(دهر) : الدهر فى الأصل اسم لمدة العالم من مبدأ وجوده إلى انقضائه، وعلى ذلك قوله تعالى: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ثم يعبر عن كل مدة كثيرة وهو خلاف الزمان فإن الزمان يقع على المدة القليلة والكثيرة، ودهر فلان مدة حياته واستعير للعادة الباقية مدة الحياة فقيل ما دهر بكذا، ويقال دهر فلانا نائبة دهرا أي نزلت به، حكاه الخليل، فالدهر هاهنا مصدر، وقيل دهدره دهدرة، ودهر داهر ودهير
وقوله عليه الصلاة والسلام: «لا تسبوا الدهر فإن اللَّه هو الدهر»
قد قيل معناه إن اللَّه فاعل ما يضاف إلى الدهر من الخير والشر والمسرة والمساءة، فإذا سببتم الذي تعتقدون أنه فاعل ذلك فقد سببتموه تعالى عن ذلك. وقال بعضهم: الدهر الثاني فى الخبر غير الدهر الأول وإنما هو مصدر بمعنى الفاعل، ومعناه أن اللَّه هو الداهر أي المصرف المدبر المفيض لما يحدث، والأول أظهر. وقوله تعالى إخبارا عن مشركى العرب: ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ قيل عنى به الزمان.
(دهق) : قال تعالى: وَكَأْساً دِهاقاً أي مفعمة، ويقال أدهقت وما
روى ى إذا أكلتم فدنوا»
من الدون أي كلوا مما يليكم.
(دهر) : الدهر فى الأصل اسم لمدة العالم من مبدأ وجوده إلى انقضائه، عن الخضرة الكاملة اللون كما يعبر عن الدهمة بالخضرة إذا لم تكن كاملة اللون وذلك لتقاربهما باللون. قال اللَّه تعالى: مُدْهامَّتانِ وبناؤهم من الفعل مفعال، يقال ادهام ادهيماما، قال الشاعر فى وصف الليل:
فى ظل أخضر يدعو هامه البوم
(دهن) : قال تعالى: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وجمع الدهن أدهان. وقوله تعالى: فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ قيل هو دردى الزيت والمدهن ما يجعل فيه
والإدهان فى الأصل مثل التدهين لكن جعل عبارة عن المداراه والملاينة، وترك الجد، كما جعل التقريد وهو نزع القراد عن البعير عبارة عن ذلك قال: أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ قال الشاعر:
الحزم والقوة خير من ال | إدهان والقلة والهاع |
(دأب) : الدأب إدامة السير، دأب فى السير دأبا. قال تعالى:
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ، والدأب العادة المستمرة دائما على حالة، قال تعالى: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ، أي كعادتهم التي يستمرون عليها.
(داود) : داود اسمى أعجمى.
(دار) : الدار المنزل اعتبارا بدورانها الذي لها بالحائط، وقيل دارة وجمعها ديار، ثم تسمى البلدة دارا والصقع دارا والدنيا كما هى دارا، والدار الدنيا، والدار الآخرة إشارة إلى المقرين فى النشأة الأولى والنشأة الأخرى. وقيل دار الدنيا ودار الآخرة، قال تعالى: لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ أي الجنة، ودار البوار. أي الجحيم. قال تعالى: قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ وقال:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ- وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وقال:
سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ أي الجحيم، وقولهم ما بها ديار أي ساكن وهو فيعال، ولو كان فعالا لقيل دوار كقولهم قوال وجواز. والدائرة عبارة عن الخط المحيط، يقال دار يدور دورانا، ثم عبر بها عن المحادثة. والدوارى الدهر الدائر بالإنسان من حيث إنه يدور بالإنسان ولذلك قال الشاعر:
والدهر بالإنسان دوارى
قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «مثل الجليس الصالح كمثل الداري»
ويقال للازم الدار دارى. وقوله تعالى: وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ- عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ أي يحيط بهم السوء إحاطة الدائرة بمن فيها فلا سبيل لهم إلى الانفكاك منه بوجه. وقوله تعالى: إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ أي تتداولونها وتتعاطونها من غير تأجيل.
(دول) : الدولة والدولة واحدة، وقيل الدولة فى المال والدولة فى الحرب والجاه. وقيل الدولة اسم الشيء الذي يتداول بعينه، والدولة المصدر.
قال تعالى: كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وتداول القوم كذا أي تناولوه من حيث الدولة، وداول اللَّه كذا بينهم. قال تعالى: وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ، والدؤلول الداهية والجمع الدءاليل والدؤلات.
(دوم) : أصل الدوام السكون، يقال دام الماء أي سكن، ونهى أن يبول الإنسان فى الماء الدائم، وأدمت القدر ودومتها سكنت غليانها بالماء، ومنه دام الشيء إذا امتد عليه الزمان، قال تعالى: وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ- إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً- لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها ويقال دمت تدام، وقيل دمت تدوم، نحو: مت تموت ودومت الشمس فى كبد السماء، قال الشاعر:
والشمس حيرى لها فى الجو تدويم
ودوم الطير فى الهواء حلق، واستدمت الأمر تأنيت فيه، وللظل الدوم الدائم، والديمة مطر تدوم أياما.
(دين) : يقال دنت الرجل أخذت منه دينا وأدنته جعلته دائنا وذلك بأن تعطيه دينا. قال أبو عبيدة: دنته أقرضته، ورجل مدين، ومديون، ودنته استقرضت منه قال الشاعر:
ندين ويقضى اللَّه عنا وقد نرى | مصارع قوم لا يدينون ضيعا |
وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ أي طاعة وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ وقوله تعالى: يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وذلك حث على اتباع دين النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم الذي هو أوسط الأديان كما قال: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً وقوله: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قيل يعنى الطاعة فإن ذلك لا يكون فى الحقيقة إلا بالإخلاص والإخلاص لا يتأتى فيه الإكراه، وقيل إن ذلك مختص بأهل الكتاب الباذلين للجزية. وقوله: أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ يعنى الإسلام لقوله: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وعلى هذا قوله تعالى:
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ وقوله: وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ وقوله: وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ- فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ أي غير مجزيين. والمدين والمدينة العبد والأمة، قال أبو زيد:
هو من قولهم دين فلان يدان إذا حمل على مكروه، وقيل هو من دنته إذا جازيته بطاعته، وجعل بعضهم المدينة من هذا الباب.
(دون) : يقال للقاصر عن الشيء دون، قال بعضهم: هو مقلوب من الدنو، والأدون الدنى وقوله تعالى: لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ أي ممن لم يبلغ منزلته منزلتكم فى الديانة، وقيل فى القرابة. وقوله: وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ أي ما كان أقل من ذلك وقيل ما سوى ذلك والمعنيان يتلازمان. وقوله تعالى: أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ أي غير اللَّه، وقيل معناه إلهين متوصلا بهما إلى اللَّه. وقوله: لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ- وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ أي ليس لهم من يواليهم من دون أمر اللَّه. وقوله: قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا مثله.
وقد يقرأ بلفظ دون فيقال دونك كذا أي تناوله، قال القتيبي يقال: دان يدون دونا: ضعف.
(ذب) : الذباب يقع على المعروف من الحشرات الطائرة وعلى النحل والزنابير ونحوهما. قال الشاعر:
فهذا أوان العرض حى ذبابه | زنابيره والأزرق المتلمس |
مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ أي مضطربين مائلين تارة إلى المؤمنين وتارة إلى الكافرين، قال الشاعر:
ترى كل ملك دونها يتذبذب
وذببنا إبلنا سقناها سوقا شديدا بتذبذب، قال الشاعر:
يذبب ورد على إثره
(ذبح) : أصل الذبح شق حلق الحيوانات والذبح المذبوح، قال تعالى:
وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً وذبحت الفارة شققتها تشبيها بذبح الحيوان، وكذلك ذبح الدن، وقوله: يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ على التكثير أي يذبح بعضهم إثر بعض. وسعد الذابح اسم نجم، وتسمى الأخاديد من السيل مذابح.
(ذخر) : أصل الادخار اذتخار، يقال ذخرته، وادخرته إذا أعددته للعقبى.
وروى أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان لا يدخر شيئا لغد.
والمذاخر: الجوف والعروق المدخرة للطعام، قال الشاعر:
فلما سقيناها العكيس تملأت | مذاخرها وامتد رشحا وريدها |
(ذر) : الذرية، قال تعالى: وَمِنْ ذُرِّيَّتِي وقال: وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وقال: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وقد قيل: أصله الهمز، وقد تذكر بعد فى بابه.
(ذرع) : الذراع العضو المعروف ويعبر به عن المذروع: أي الممسوح بالذراع. قال تعالى: فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ يقال ذراع من الثوب والأرض وذراع الأسد نجم تشبيها بذراع الحيوان، وذراع العامل صدر القناة، ويقال هذا على حبل ذراعك كقولك هو فى كفك، وضاق بكذا ذرعى نحو ضاقت به يدى، وذرعته ضربت ذراعه، وذرعت مددت الذراع، ومنه ذرع البعير فى سيره أي مد ذراعه وفرس ذريع وذروع واسع الخطو، ومذرع: أبيض الذراع، وزق ذراع قيل هو العظيم وقيل هو الصغير، فعلى الأول هو الذي بقي ذراعه وعلى الثاني هو الذي فصل ذراعه عنه. وذرعه القيء: سبقه. وقولهم ذرع الفرس وتذرعت المرأة الخوص وتذرع فى كلامه تشبيها بذلك، كقولهم سفسف فى كلامه وأصله من سفيف الخوص.
(ذرأ) : الذرء إظهار اللَّه تعالى ما أبداه، يقال ذرأ اللَّه الخلق أي أوجد أشخاصهم. قال تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وقال:
وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً وقال: وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ وقرىء تَذْرُوهُ الرِّياحُ والذرأة بياض الشيب والملح. فيقال ملح ذرآنى، ورجل أذرأ، وامرأة ذرآء، وقد ذرىء شعره.
(ذرو) : ذروة السنام وذراه أعلاه، ومنه قيل أنا فى ذراك فى أعلى مكان من جنابك. والمذروان طرفا الأليتين. وذرته الريح تذروه وتذريه. قال تعالى: وَالذَّارِياتِ ذَرْواً وقال: تَذْرُوهُ الرِّياحُ والذرية أصلها الصغار من الأولاد وإن كان قد يقع على الصغار والكبار معا فى التعارف ويستعمل للواحد والجمع وأصله الجمع قال تعالى: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وقال:
ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وقال: وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ
وقال: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي وفى الذرية ثلاثة أقوال: قيل هو من ذرأ اللَّه الخلق فترك همزه نحو روية وبرية. وقيل أصله ذروية. وقيل هو فعلية من الذر نحو قمرية. وقال أبو القاسم البلخي. قوله تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ من قولهم: ذريت الحنطة ولم يعتبر أن الأول مهموز.
(ذعن) : مذعنين أي منقادين، يقال ناقة مذعان أي منقادة.
(ذقن) : قوله تعالى: وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ الواحد ذقن وقد ذقنته ضربت ذقنه، وناقة ذقون تستعين بذقنها فى سيرها، ودلو ذقون ضخمة مائلة تشبيها بذلك.
(ذكر) : الذكر تارة يقال ويراد به هيئة للنفس بها يمكن للإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة وهو كالحفظ إلا أن الحفظ يقال اعتبارا بإحرازه، والذكر يقال اعتبارا باستحضاره، وتارة يقال لحضور الشيء القلب أو القول، ولذلك قيل الذكر ذكران: ذكر بالقلب وذكر باللسان، وكل واحد منهما ضربان، ذكر عن نسيان وذكر لا عن نسيان بل عن إدامة الحفظ. وكل قول يقال له ذكر، فمن الذكر باللسان قوله تعالى: لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ وقوله تعالى: وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ وقوله: هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي وقوله: أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا أي القرآن، وقوله تعالى: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ وقوله: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ أي شرف لك ولقومك، وقوله: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ أي الكتب المتقدمة. وقوله: قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً. رَسُولًا فقد قيل الذكر هاهنا وصف للنبى صلّى اللَّه عليه وسلّم كما أن الكلمة وصف لعيسى عليه السلام من حيث إنه بشر به فى الكتب المتقدمة. فيكون قوله رسولا بدلا منه. وقيل رسولا منتصب بقوله ذكرا كأنه قال قد أنزلنا إليكم كتابا ذكرا رسولا يتلو نحو قوله:
أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً فيتيما نصب بقوله إطعام. ومن الذكر عن النسيان قوله: فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ومن الذكر بالقلب واللسان معا قوله تعالى: فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً وقوله: فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ
وقوله: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً أي لم يكن شيئا موجودا بذاته وإن كان موجودا فى علم اللَّه تعالى. وقوله: أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ أي أو لا يذكر الجاحد للبعث أول خلقه فيستدل بذلك على إعادته، وكذلك قوله تعالى: قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وقوله: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وقوله وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ أي ذكر اللَّه لعبده أكبر من ذكر العبد له، وذلك حث على الإكثار من ذكره.
والذكرى كثرة الذكر وهو أبلغ من الذكر، قال تعالى: رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ- وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ فى آي كثيرة والتذكرة ما يتذكر به الشيء وهو أعم من الدلالة والأمارة، قال تعالى: فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ- كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ أي القرآن. وذكرته كذا قال تعالى:
وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ وقوله: فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى قيل معناه تعيد ذكره، وقد قيل تجعلها ذكرا فى الحكم. قال بعض العلماء فى الفرق بين قوله:
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وبين قوله: اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ أن قوله اذكروني مخاطبة لأصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم الذين حصل لهم فضل قوة بمعرفته تعالى فأمرهم بأن يذكروه بغير واسطة، وقوله تعالى: اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ مخاطبة لبنى إسرائيل الذين لم يعرفوا اللَّه إلا بآلائه فأمرهم أن يتبصروا نعمته فيتوصلوا بها إلى معرفته والذكر ضد الأنثى، قال تعالى: وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وقال: آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ وجمعه ذكور وذكران، قال تعالى: ذُكْراناً وَإِناثاً وجعل الذكر كناية عن العضو المخصوص. والمذكر المرأة التي ولدت ذكرا، والمذكار التي عادتها أن تذكر، وناقة مذكرة تشبه الذكر فى عظم خلقها، وسيف ذو ذكر، ومذكر صارم تشبيها بالذكر، وذكور البقل، ما غلط منه.
(ذكا) : ذكت النار تذكو اتقدت وأضاءت، وذكيتها تذكية، وذكاء اسم للشمس وابن ذكاء للصبح، وذلك أنه تارة يتصور الصبح ابنا للشمس وتارة حاجبا لها فقيل حاجب الشمس وعبر عن سرعة الإدراك وحدة الفهم بالذكاء كقولهم فلان هو شعلة نار. وذكيت الشاة ذبحتها. وحقيقة التذكية إخراج الحرارة الغريزية لكن خص فى الشرع بإبطال الحياة على وجه دون وجه، ويدل على هذا الاشتقاق قولهم فى الميت خامد وهامد وفى النار الهامدة ميتة. وذكى
(ذل) : الذل ما كان عن قهر، يقال ذل يذل ذلا، والذل ما كان بعد تصعب، وشماس من غير قهر، يقال ذل يذل ذلا. وقوله تعالى: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ أي كن كالمقهور لهما، وقرىء جَناحَ الذُّلِّ أي لن وانقد لهما، يقال الذّل والقلّ، والذلة والقلة، قال تعالى: تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وقال: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وقال: سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ وذلت الدابة بعد شماس ذلا وهى ذلول أي ليست بصعبة، قال تعالى: لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ والذل متى كان من جهة الإنسان نفسه لنفسه فمحمود نحو قوله تعالى: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وقال: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ وقال: فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا أي منقادة غير متصعبة، قال تعالى: وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا أي: سهلت، وقيل الأمور تجرى على أذلالها، أي: مسالكها وطرقها.
(ذم) : يقال ذممته أذمة ذمّا فهو مذموم وذميم، قال تعالى: مَذْمُوماً مَدْحُوراً وقيل ذمته أذمه على قلب إحدى الميمين تاء. والذمام ما يذم الرجل على إضاعته من عهد، وكذلك الذمة والمذمة. وقيل: لى مذمة فلا تهتكها، وأذهب مذمتهم بشىء. أي أعطهم شيئا لما لهم من الذمام. وأذم بكذا أضاع ذمامه ورجل مذم لا حراك به وبئر ذمة قليلة الماء، قال الشاعر:
وترى الذميم على مراسلهم | يوم الهياج كمازن النمل |
(ذنب) : ذنب الدابة وغيرها معروف ويعبر به عن المتأخر والرذل، يقال هم أذناب القوم وعنه استعير مذانب التلاع لمسايل مياهها والمذنب ما أرطب من قبل ذنبه والذنوب الفرس الطويل الذنب والدلو التي لها ذنب واستعير
(ذهب) : الذهب معروف وربما قيل ذهبة ورجل ذهب: رأى معدن الذهب فدهش، وشىء مذهب جعل عليه الذهب، وكميت مذهب علت حمرته صفرة كأن علهيا ذهبا، والذهاب المضيّ يقال ذهب بالشيء وأذهبه ويستعمل ذلك فى الأعيان والمعاني، قال اللَّه تعالى: وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي- فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ- فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ كناية عن الموت وقال: إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وقال: وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ وقال: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وقوله تعالى: وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ أي لتفوزوا بشىء من المهر أو غير ذلك مما أعطيتموهن وقوله: وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وقال: ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ- وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ- لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي.
(ذهل) : قال تعالى: يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ
الذهول شغل يورث حزنا ونسيانا، يقال ذهل عن كذا وأذهله كذا.
(ذوق) : الذوق وجود الطعم بالفم وأصله فيما يقل نناوله دون ما يكثر، فإن ما يكثر منه يقال له الأكل واختير فى القرآن لفظ الذوق فى العذاب لأن ذلك وإن كان فى المتعارف للقليل فهو مستصلح للكثير فخصه بالذكر ليعم الأمرين وكثر استعماله فى العذاب نحو: لِيَذُوقُوا الْعَذابَ- وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ- فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ- ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ- إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ- ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ- وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ وقد جاء فى الرحمة نحو: وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً- وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ ويعبر به عن الاختبار فيقال أذقته كذا
فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ فاستعمال الذوق مع اللباس من أجل أنه أريد به التجربة والاختبار، أي فجعلها بحيث تمارس الجوع والخوف، وقيل إن ذلك على تقدير كلامين كأنه قيل أذاقها طعم الجوع والخوف وألبسها لباسهما.
وقوله: وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً فإنه استعمل فى الرحمة الإذاقة وفى مقابلتها الإصابة فقال: وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ تنبيها على أن الإنسان بأدنى ما يعطى من النعمة يأشر ويبطر إشارة إلى قوله: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى. أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى.
(ذو) : ذو على وجهين أحدهما يتوصل به إلى الوصف بأسماء الأجناس والأنواع ويضاف إلى الظاهر دون المضمر ويثنى ويجمع، ويقال فى المؤنث ذات وفى التثنية ذواتا وفى الجمع ذوات، ولا يستعمل شىء منها إلا مضافا، قال:
وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ وقال: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى - وَذِي الْقُرْبى - وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ- ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى - إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ- وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ- وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وقال:
ذَواتا أَفْنانٍ وقد استعار أصحاب المعاني الذات فجعلوها عبارة عن عين الشيء جوهرا كان أو عرضا واستعملوها مفردة ومضافة إلى المضمر، بالألف واللام وأجروها مجرى النفس والخاصة فقالوا ذاته ونفسه وخاصته، وليس ذلك من كلام العرب والثاني: فى لفظ ذو لغة لطيئ يستعملونه استعمال الذي، ويجعل فى الرفع، والنصب، والجر، والجمع، والتأنيث على لفظ واحد نحو:
وبئرى ذو حفرت وذو طويت
أي التي حفرت والتي طويت، وأما ذا فى هذا فإشارة إلى شىء محسوس أو معقول، ويقال فى المؤنث ذه وذى وهاتا فيقال هذه وهذى، وهاتا ولا تثنى منهن إلا هاتا فيقال هاتان. قال تعالى: أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ- هذا ما تُوعَدُونَ- هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ- إِنْ هذانِ لَساحِرانِ إلى غير ذلك هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ- هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ويقال بإزاء هذا فى المستبعد بالشخص أو بالمنزلة ذاك وذلك، قال تعالى: الم ذلِكَ الْكِتابُ- ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ- ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى إلى غير ذلك.
دعى ماذا علمت سأتقيه
أي دعى شيئا علمته. وقوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ فإن من قرأ قُلِ الْعَفْوَ بالنصب فإنه جعل الاسمين بمنزلة اسم واحد كأنه قال أي شىء ينفقون؟ ومن قرأ قُلِ الْعَفْوَ بالرفع فإن ذا بمنزلة الذي وما للاستفهام أي ما الذي ينفقون؟ وعلى هذا قوله تعالى: ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ وأساطير بالرفع والنصب.
(ذيب) : الذيب الحيوان المعروف وأصله الهمز وقال تعالى: فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وأرض مذأبة كثيرة الذئاب وذئب فلان وقع فى غنمه الذئب وذئب صار كذئب فى خبثه، وتذاءبت الريح أتت من كل جانب مجىء الذئب وتذاءبت للناقة على تفاعلت إذا تشبهت لها بالذئب فى الهيئة لتظأر على ولدها، والذئبة من القتب ما تحت ملتقى الحنوين تشبيها بالذئب فى الهيئة.
(ذود) : ذدته عن كذا أذوده. قال تعالى: وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ أي تطردان ذودا، والذود من الإبل العشرة.
(ذام) : قال تعالى: اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً أي مذموما يقال: ذمته أذيمه ذيما، وذممته أذمه ذمّا، وذأمته ذأما.
(رب) : الرب فى الأصل التربية هو إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام، يقال ربه ورباه ورببه. وقيل لأن يربنى رجل من قريش أحب إلى من أن يربنى رجل من هوازن. فالرب مصدر مستعار للفاعل ولا يقال الرب مطلقا إلا للَّه تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات نحو قوله: بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ.
وعلى هذا قوله تعالى: وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً أي آلهة وتزعمون أنهم الباري مسبب الأسباب، والمتولى لمصالح العباد وبالإضافة يقال له ولغيره نحو قوله: رَبِّ الْعالَمِينَ- وَ- رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ويقال رب الدار ورب الفرس لصاحبهما وعلى ذلك قال اللَّه تعالى: اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ وقوله تعالى: ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ وقوله: قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ قيل عنى به اللَّه تعالى: وقيل عنى به الملك الذي رباه والأول أليق بقوله. والرباني قيل منسوب إلى الربان، ولفظ فعلان من فعل يبنى نحو عطشان وسكران وقلما يبنى من فعل وقد جاء نعسان. وقيل هو منسوب إلى الرب الذي هو المصدر وهو الذي يرب العلم كالحكيم، وقيل منسوب إليه ومعناه يرب نفسه بالعلم وكلاهما فى التحقيق متلازمان لأن من رب نفسه بالعلم فقد رب العلم، ومن رب العلم فقد رب نفسه به. وقيل هو منسوب إلى الرب أي اللَّه تعالى فالربانى كقولهم إلهى وزيادة النون فيه كزيادته فى قولهم: لحيانى وجسمانى
قال على رضى اللَّه عنه: «أنا ربانى هذه الأمة»
والجمع ربانيون. قال تعالى: لَوْلا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ- كُونُوا رَبَّانِيِّينَ وقيل ربانى لفظ فى الأصل سريانى وأخلق بذلك فقلما يوجد فى كلامهم، وقوله تعالى: رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فالربى كالربانى.
والربوبية مصدر يقال فى اللَّه عز وجل والربابة تقال فى غيره وجمع الرب أرباب قال تعالى: أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ ولم يكن من حق الرب أن يجمع إذ كان إطلاقه لا يتناول إلا اللَّه تعالى لكن أتى بلفظ الجمع فيه على حسب اعتقاداتهم لا على ما عليه ذات الشيء فى نفسه، والرب لا يقال فى المتعارف إلا فى اللَّه، وجمعه أربة، وربوب، قال الشاعر:
وكنت امرا أفضت إليك ربابتى | وقبلك ربتنى فضعت ربوب |
فكونى له كالسمن ربت له الأدم
والرباب السحاب سمى بذلك لأنه يرب النبات وبهذا النظر سمى المطر درا، وشبه السحاب باللقوح. وأربت السحابة دامت وحقيقته أنها صارت ذات ترببة، وتصور فيه معنى الإقامة فقيل أرب فلان بمكان كذا تشبيها بإقامة الرباب، ورب لاستقلال الشيء ولما يكون وقتا بعد وقت، نحو: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا.
(ربح) : الربح الزيادة الحاصلة فى المبايعة، ثم يتجوز به فى كل ما يعود من ثمرة عمل، وينسب الربح تارة إلى صاحب السلعة وتارة إلى السلعة نفسها نحو قوله تعالى: فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وقول الشاعر:
قروا أضيافهم ربحا ببح
فقد قيل الربح الطائر، وقيل هو الشجر وعندى أن الربح هاهنا اسم لما يحصل من الربح نحو النقص، وبح اسم للقداح التي كانوا يستقسمون بها، والمعنى قروا أضيافهم ما حصلوا منه الحمد الذي هو أعظم الربح وذلك كقول الآخر:
فأوسعنى حمدا وأوسعته قرى | وأرخص بحمد كان كاسبه الأكل |
(ربط) : ربط الفرس شده بالمكان للحفظ ومنه رباط الجيش، وسمى
وقد قال عليه السلام: «من الرباط انتظار الصلاة بعد الصلاة»
وفلان رابط الجأش إذا قوى قلبه وقوله تعالى: وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ وقوله: لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها- وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ فذلك إشارة إلى نحو قوله: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ فإنه لم تكن أفئدتهم كما قال:
وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ وبنحو هذا النظر قيل فلان رابط الجأش.
(ربع) : أربعة وأربعون، وربع ورباع كلها من أصل واحد، قال اللَّه تعالى: ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ- وَ- أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ وقال:
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وقال: وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ وقال: مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ وربعت القوم أربعهم: كنت لهم رابعا، وأخذت ربع أموالهم، وربعت الحبل جعلته على أربع قوى، والربع من أظماء الإبل والحمى، وأربع إبله أوردها ربعا، ورجل مربوع، ومربع أخذته حمى الربع. والأربعاء فى الأيام رابع الأيام من الأحد، والربيع رابع الفصول الأربعة. ومنه قولهم: ربع فلان وارتبع أقام فى الربيع، ثم يتجوز به فى كل إقامة وكل وقت حتى سمى كل منزل ربعا وإن كان ذلك فى الأصل مختصا بالربيع. والربع والربعي ما نتج فى الربيع ولما كان الربيع أولى وقت الولادة وأحمده استعير لكل ولد يولد فى الشباب فقيل أفلح من كان له ربعيون والمرباع ما نتج فى الربيع، وغيث مربع يأتى فى الربيع. وربع الحجر والحمل تناول جوانبه الأربع، والمربع خشب يربع به أي يؤخذ الشيء به، وسمى الحجر المتناول ربيعة. وقولهم اربع على ظلعك يجوز أن يكون من الإقامة أي أقم على ظلعك، ويجوز أن يكون من ربع الحجر أي تناوله على ظلعك.
والمرباع الربع الذي يأخذه الرئيس من الغنم، من قولهم ربعت القوم، واستعيرت الرباعة للرياسة اعتبارا بأخذ المرباع فقيل لا يقيم رباعة القوم غير فلان. والربيعة الجونة لكونها فى الأصل ذات أربع طبقات أو لكونها ذات أربع أرجل.
والرباعيتان قيل سميتا لكون أربع أسنان بينهما، واليربوع فأرة لجحرها أربعة
(ربو) : ربوة وربوة وربوة ورباوة ورباوة، قال تعالى: إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ قال أبو الحسن: الربوة أجود لقولهم ربى وربا فلان حصل فى ربوة، وسميت الربوة رابية كأنها ربت بنفسها فى مكان ومنه ربا إذا زاد وعلا، قال تعالى: فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ أي زادت زيادة المتربى فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً- فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً وأربى عليه أشرف عليه، وربيت الولد فربما من هذا وقيل أصله من المضاعف فقلب تخفيفا نحو تظنيت فى تظننت. والربا الزيادة على رأس المال لكن خص فى الشرع بالزيادة على وجه دون وجه، وباعتبار الزيادة قال تعالى: وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ ونبه بقوله: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ أن الزيادة المعقولة المعبر عنها بالبركة مرتفعة عن الربا ولذلك قال فى مقابلته: وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ والأربيتان لحمتان ناتئتان فى أصول الفخذين من باطن، والربو الانبهار سمى بذلك تصورا لتصعده ولذلك قيل هو يتنفس الصعداء، وأما الربيئة للطيعة فبالهمز وليس من هذا الباب.
(رتع) : الرتع أصله أكل البهائم، يقال رتع يرتع رتوعا ورتعا، قال تعالى: يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ويستعار للإنسان إذا أريد به الأكل الكثير، وعلى طريق التشبيه قال الشاعر:
وإذا يخلو له لحمى رتع
ويقال راتع ورتاع فى البهائم وراتعون فى الإنسان.
(رتق) : الرتق الضم والالتحام خلقة كان أم صنعة قال تعالى: كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما أي منضمتين. والرتقاء: الجارية المنضمة الشفرتين، وفلان راتق وفاتق فى كذا أي هو عاقد وحال.
(رتل) : الرتل اتساق الشيء وانتظامه على استقامة، يقال رجل رتل الأسنان والترتيل إرسال الكلمة من الفم بسهولة واستقامة. قال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا- وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا.
إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا نحو: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها والرجرجة الاضطراب، وكتيبة رجراجة، وجارية رجراجة، وارتج كلامه اضطرب والرجرجة ماء قليل فى مقره يضطرب فيتكدر.
(رجز) : أصل الرجز الاضطراب ومنه قيل رجز البعير رجزا فهو أرجز وناقة رجزاء إذا تقارب خطوها واضطرب لضعف فيها. وشبه الرجز به لتقارب أجزائه وتصور رجز فى اللسان عند إنشاده، ويقال لنحوه من الشعر أرجوزة وأراجيز، ورجز فلان وارتجز إذا عمل ذلك أو أنشد وهو راجز ورجاز ورجازة وقوله:
عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ فالرجز هاهنا كالزلزلة، وقال تعالى إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ وقوله: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ قيل: هو صنم، وقيل هو كناية عن الذنب فسماه بالمئال كتسمية الندى شحما. وقوله: وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ والشيطان عبارة عن الشهوة على ما بين فى بابه. وقيل بل أراد برجز الشيطان ما يدعو إليه من الكفر والبهتان والفساد والرجازة كساء يجعل فيه أحجار فيعلق على أحد جانبى الهودج إذا مال، وذلك لما يتصور فيه من حركته، واضطرابه.
(رجس) : الرجس الشيء القذر، يقال رجل رجس ورجال أرجاس.
قال تعالى: رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ والرجس يكون على أربعة أوجه:
إما من حيث الطبع، وإما من جهة العقل، وإما من جهة الشرع، وإما من كل ذلك كالميتة، فإن الميتة تعاف طبعا وعقلا وشرعا، والرجس من جهة الشرع الخمر والميسر، وقيل إن ذلك رجس من جهة العقل وعلى ذلك نبه بقوله تعالى:
وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما لأن كل ما يوفى إثمه على نفعه فالعقل يقتضى تجنبه، وجعل الكافرين رجسا من حيث إن الشرك بالعقل أقبح الأشياء، قال تعالى:
وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وقوله تعالى:
وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ قيل الرجس النتن، وقيل العذاب وذلك كقوله: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ وقال: أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ
(رجع) : الرجوع العود إلى ما كان منه البدء أو تقدير البدء مكانا كان أو فعلا أو قولا، وبذاته كان رجوعه أو بجزء من أجزائه أو بفعل من أفعاله.
فالرجوع العود، والرجع الإعادة، والرجعة فى الطلاق، وفى العود إلى الدنيا بعد الممات، ويقال فلان يؤمن بالرجعة. والرجاع مختص برجوع الطير بعد قطاعها. فمن الرجوع قوله تعالى: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ- فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ- وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ- وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ويقال رجعت عن كذا رجعا ورجعت الجواب نحو قوله: فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ وقوله: إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وقوله: إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى
وقوله تعالى: ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ يصح أن يكون من الرجوع كقوله: ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ويصح أن يكون من الرجع كقوله: ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وقد قرىء وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ بفتح التاء وضمها، وقوله: لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ أي يرجعون عن الذنب وقوله: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ أي حرمنا عليهم أن يتوبوا ويرجعوا عن الذنب تنبيها أنه لا توبة بعد الموت. كما قال: قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً وقوله: بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ فمن الرجوع أو من رجع الجواب كقوله: يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ وقوله: ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ فمن رجع الجواب لا غير، وكذا قوله: فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ وقوله: وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ أي المطر، وسمى رجعا لرد الهواء ما تناوله من الماء وسمى الغدير رجعا إما لتسميته بالمطر الذي فيه وإما لتراجع أمواجه وتردده فى مكانه. ويقال ليس لكلامه مرجوع أي جواب. ودابة لها مرجوع يمكن بيعها بعد الاستعمال، وناقة راجع ترد ماء الفحل فلا تقبله، وأرجع يده إلى سيفه ليستله والارتجاع الاسترداد، وارتجع إبلا إذا باع لذكور واشترى إناثا فاعتبر فيه معنى الرجع تقديرا وإن لم يحصل فيه ذلك عينا، واسترجع فلان إذا قال: إنا للَّه وإنا إليه راجعون. والترجيع ترديد الصوت باللحن فى القراءة وفى الغناء وتكرير قول مرتين فصاعدا ومنه الترجيع فى الأذان. والرجيع كناية عن أذى البطن للإنسان والدابة وهو من الرجوع، ويكون بمعنى الفاعل أو من الرجع ويكون بمعنى
(رجف) : الرجف الاضطراب الشديد، يقال رجفت الأرض والبحر، وبحر رحاف. قال تعالى: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ- يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ- فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ والإرجاف إيقاع الرجفة إما بالفعل وإما بالقول، قال تعالى: وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ ويقال الأراجيف ملاقيح الفتن.
(رجل) : الرجل مختص بالذكر من الناس ولذلك قال تعالى:
وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا، ويقال رجلة للمرأة إذا كانت متشبهة بالرجل فى بعض أحوالها، قال الشاعر:
لم ينالوا حرمة الرجلة
ورجل بين الرجولة والرجولية، وقوله: وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى وقوله: وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، فالأولى به الرجولية والجلادة، وقوله: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وفلان أرجل الرجلين.
والرجل العضو المخصوص بأكثر الحيوان، قال تعالى: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ واشتق من الرّجل رجل وراجل للماشى بالرجل، ورجل بين الرجلة، فجمع الراجل رجالة ورجل نحو ركب ورجال نحو ركاب لجمع الراكب. ويقال رجل راجل أي قوى على المشي، جمعه رجال نحو قوله تعالى:
فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً وكذا رجيل ورجلة وحرة رجلاء ضابطة للأرجل بصعوبتها والأرجل الأبيض الرجل من الفرس، والعظيم الرجل ورجلت الشاة علقتها بالرجل واستعير الرجل للقطعة من الجراد والزمان الإنسان، يقال كان ذلك على رجل فلان كقولك على رأس فلان، ولمسيل الماء، الواحدة رجلة وتسميته بذلك كتسميته بالمذانب. والرجلة البقلة الحمقاء لكونها نابتة فى موضع القدم.
وارتجل الكلام أورده قائما من غير تدبر وارتجل الفرس فى عدوه، وترجل الرجل نزل عن دابته وترجل فى البئر تشبيها بذلك، وترجل النهار انحطت الشمس عن
(رجم) : الرجام الحجارة، والرجم الرمي بالرجام. يقال رجم فهو مرجوم، قال تعالى: لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ أي المقتولين أقبح قتلة وقال: وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ- إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ ويستعار الرجم للرمى بالظن والتوهم وللشتم والطرد نحو قوله تعالى: رَجْماً بِالْغَيْبِ، قال الشاعر:
وما هو عنها بالحديث المرجم
وقوله تعالى: لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا، أي لأقولن فيكما تكره.
والشيطان الرجيم المطرود عن الخيرات وعن منازل الملأ الأعلى قال تعالى:
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ وقال تعالى: فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وقال فى الشهب: رُجُوماً لِلشَّياطِينِ والرّجمة والرّجمة أحجار القبر ثم يعبر بها عن القبر وجمعها رجام ورجم وقد رجمت القبر وضعت عليه رجاما.
وفى الحديث «لا ترجموا قبرى»
، والمراجعة المسابة الشديدة، استعارة كالمقاذفة.
والترجمان تفعلان من ذلك.
(رجا) : رجا البئر والسماء وغيرهما: جانبها والجمع أرجاء قال تعالى: وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها والرجاء ظن يقتضى حصول ما فيه مسرة، وقوله تعالى: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً قيل ما لكم لا تخافون وأنشد:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها | وحالفها فى بيت نوب عوامل |
(رحب) : الرحب سعة المكان ومنه رحبة المسجد، ورحبت الدار اتسعت واستعير للراسع الجوف فقيل رحب البطن، والواسع الصدر، كما استعير
(رحق) : قال اللَّه تعالى: يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ أي خمر.
(رحل) : الرحل ما يوضع على البعير للركوب ثم يعبر به تارة عن البعير وتارة عما يجلس عليه فى المنزل وجمعه رحال. وَقالَ لِفِتْيانِهِ اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ والرحالة الارتحال قال تعالى: رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ وأرحلت البعير وضعت عليه الرحل، وأرحل البعير سمن كأنه صار على ظهره رحل لسمنه وسنامه، ورحلته أظعنته أي أزلته عن مكانه. والراحلة: البعير الذي يصلح للارتحال؟ وراحله: عاونه على رحلته، والمرحل برد عليه صورة الرحال.
(رحم) : الرحم رحم المرأة، وامرأة رحوم تشتكى رحمها. ومنه استعير الرحم للقرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة، يقال رحم ورحم. قال تعالى: وَأَقْرَبَ رُحْماً، والرحمة رقة تقتضى الإحسان إلى المرحوم، وقد تستعمل تارة فى الرقة المجردة وتارة فى الإحسان المجرد عن الرقة نحو: رحم اللَّه فلانا. وإذا وصف به الباري فليس يراد به إلا الإحسان المجرد دون الرقة، وعلى هذا
روى أن الرحمة من اللَّه إنعام وإفضال، ومن الآدميين رقة وتعطف.
وعلى هذا
قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ذاكرا عن ربه «أنه لما خلق الرحم قال له أنا الرحمن وأنت الرحم، شققت اسمك من اسمى فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتته»
فذلك إشارة إلى ما تقدم وهو أن الرحمة منطوية على معنيين: الرقة والإحسان فركز تعالى فى طبائع الناس الرقة وتفرد بالإحسان فصار كما أن لفظ الرحم من الرحمة، فمعناه الموجود فى الناس من المعنى الموجود للَّه تعالى فتناسب معناهما تناسب لفظيهما.
والرحمن والرحيم نحو ندمان ونديم ولا يطلق الرحمن إلا على اللَّه تعالى من حيث إن معناه لا يصح إلا له إذ هو الذي وسع كل شىء رحمة، والرحيم يستعمل فى غيره وهو الذي كثرت رحمته. قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وقال فى صفة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ وقيل إن اللَّه تعالى: هو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، وذلك أن إحسانه فى الدنيا يعم المؤمنين والكافرين وفى الآخرة يختص بالمؤمنين
(رخا) : الرخاء اللينة من قولهم شىء رخو وقد رخى يرخى، قال تعالى: فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ، ومنه أرخيت الستر وعن إرخاء الستر استعير إرخاء سرحان. وقول ابى ذؤيب:
وهى رخو تمزع
أي رخو السير كريح الرخاء، وقيل فرس مرخاء أي واسع الجري من خيل مراخ، وقد أرخيته خليته رخوا.
(رد) : الرد صرف الشيء بذاته أو بحالة من أحواله، يقال رددته فارتد، قال تعالى: وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ فمن الرد بالذات قوله:
وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ- ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ، وقال: رُدُّوها عَلَيَّ، وقال: فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ- يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ ومن الرد إلى حالة كان عليها قوله: يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وقوله: وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ أي لا دافع ولا مانع له وعلى ذلك: عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ومن هذا الرد إلى اللَّه تعالى نحو قوله: وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً- ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ- ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ فالرد كالرجع ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ومنهم من قال فى الرد قولان: أحدهما ردهم إلى ما أشار إليه بقوله مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ والثاني: ردهم إلى الحياة المشار إليها بقوله:
وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى فذلك نظر إلى حالتين كلتاهما داخله فى عموم اللفظ.
وقوله تعالى: فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ قيل عضوا الأنامل. غيظا وقيل أومئوا إلى السكوت وأشار باليد إلى الفم، وقيل ردوا أيديهم فى أفواه الأنبياء فأسكتوهم، واستعمال الرد فى ذلك تنبيها أنهم فعلوا ذلك مرة بعد أخرى.
وقوله تعالى: لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً أي يرجعونكم إلى حال الكفر بعد أن فارقتموه، وعلى ذلك قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ، والارتداد والردة الرجوع فى الطريق الذي جاء منه لكن الردة تختص بالكفر والارتداد يستعمل فيه
(ردف) : الردف التابع، وردف المرأة عجيزتها، والترادف التتابع، والرادف المتأخر، والمردف المتقدم الذي أردف غيره قال تعالى: فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ، قال أبو عبيدة: مردفين: جائين بعد، فجعل ردف وأردف بمعنى واحد، وأنشد:
إذا الجوزاء أردفت الثريا
وقال غيره معناه مردفين ملائكة أخرى، فعلى هذا يكونون ممدين بألفين من الملائكة. وقيل عنى بالمردفين المتقدمين للعسكر يلقون فى قلوب العدى الرعب. وقرىء مردفين أي أردف كل إنسان ملكا، ومردّفين يعنى مرتدفين فأدغم التاء فى الدال وطرح حركة التاء على الدال. وقد قال فى سورة آل عمران أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ. بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وأردفته حملته على ردف الفرس، والرداف مركب الردف، ودابة لا ترادف ولا تردف، وجاء واحد فأردفه آخر. وأرداف الملوك: الذين يخلفونهم.
(ردم) : الردم سد الثلمة بالحجر، قال تعالى: أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً والردم المردم، وقيل المردوم، قال الشاعر:
وأردمت عليه الحمى، وسحاب مردم.
(ردأ) : الردء الذي يتبع غيره معينا له. قال تعالى: فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي وقد أردأه، والرديء فى الأصل مثله لكن تعورف فى المتأخر المذموم يقال ردؤ الشيء رداءة فهو ردىء، والردى الهلاك والتردي التعرض للهلاك، قال تعالى: وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى وقال: وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى وقال: تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ والمرداة حجر تكسر بها الحجارة فترديها.
(رذل) : الرذل والرذال المرغوب عنه لرداءته قال تعالى: وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وقال: إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وقال تعالى:
قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ جمع الأرذل.
(رزق) : الرزق يقال للعطاء الجاري تارة دنيويا كان أم أخرويا، وللنصيب تارة، ولما يصل إلى الجوف ويتغدى به تارة يقال أعطى السلطان رزق الجند، ورزقت علما، قال: وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ أي من المال والجاه والعلم وكذلك قوله: وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ- كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وقوله: وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ أي وتجعلون نصيبكم من النعمة تحرى الكذب. وقوله: وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ قيل عنى به المطر الذي به حياة الحيوان. وقيل هو كقوله: وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً وقيل تنبيه أن الحظوظ بالمقادير وقوله تعالى: فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ أي بطعام يتغذى به وقوله تعالى: وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ قيل عنى به الأغذية ويمكن أن يحمل على العموم فيما يؤكل ويلبس ويستعمل وكل ذلك مما يخرج من الأرضين وقد قيضه اللَّه بما ينزله من السماء من الماء، وقال فى العطاء الأخروى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ أي يفيض اللَّه عليهم النعم الأخروية. وكذلك قوله: وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا وقوله: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ فهذا محمول على العموم. والرزاق يقال لخالق الرزق ومعطيه والمسبب له وهو اللَّه تعالى. ويقال
(رس) : أصحاب الرس، قيل هو واد، قال الشاعر:
وهن لوادى الرس كاليد للفم
وأصل الرس الأثر القليل الموجود فى الشيء، يقال سمعت رسا من خبر، ورس الحديث فى نفسى، ووجد رسا من حمى، ورس الميت دفن وجعل أثرا بعد عين.
(رسخ) : رسوخ الشيء ثباته ثباتا متمكنا ورسخ الغدير نضب ماؤه ورسخ تحت الأرض والراسخ فى العلم المتحقق به الذي لا يعرضه شبهة.
فالراسخون فى العلم هم الموصوفون بقوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وكذا قوله تعالى: لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ.
(رسل) : أصل الرسل الانبعاث على التؤدة ويقال: ناقة رسلة سهلة السير وإبل مراسيل منبعثة انبعاثا سهلا، ومنه الرسول المنبعث. وتصور منه تارة الرفق فقيل على رسلك إذا أمرته بالرفق، وتارة الانبعاث فاشتق منه الرسول، والرسول يقال تارة للقول المتحمل كقول الشاعر:
ألا أبلغ أبا حفص رسولا
وتارة لمتحمل القول والرسالة. والرسول يقال للواحد والجمع قال تعالى:
لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ-قُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ
وقال الشاعر:
ألكنى وخير الرسو... ل أعلمهم بنواحي الخبر
وجمع الرسول رسل. ورسل اللَّه تارة يراد بها الملائكة وتارة يراد بها
وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً وقد يكون ببعث من له اختيار نحو إرسال الرسل، قال تعالى: وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً- فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ وقد يكون ذلك بالتخلية وترك المنع نحو قوله: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا، والإرسال يقابل الإمساك. قال تعالى:
ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ والرسل من الإبل والغنم ما يسترسل فى السير، يقال جاءوا أرسالا أي متتابعين، والرسل اللبن الكثير المتتابع الدر.
(رسا) : يقال رسا الشيء يرسو ثبت وأرساه غيره، قال تعالى:
وَقُدُورٍ راسِياتٍ وقال: رَواسِيَ شامِخاتٍ أي جبالا ثابتات وَالْجِبالَ أَرْساها وذلك إشارة إلى نحو قوله تعالى: وَالْجِبالَ أَوْتاداً، قال الشاعر:
ولا جبال إذا لم ترس أوتاد
وألقت السحابة مراسيها نحو: ألقت طنبها وقال تعالى: ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها من أجريت وأرسيت، فالمرسى يقال للمصدر والمكان والزمان والمفعول وقرىء: (مجريها ومرسيها) وقوله: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها أي زمان ثبوتها، ورسوت بين القوم، أي: أثبت بينهم إيقاع الصلح.
(رشد) : الرّشد والرّشد خلاف الغى، يستعمل استعمال الهداية،
(رص) : قال تعالى: كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ أي محكم كأنما بنى بالرصاص، ويقال رصصته ورصصته وتراصوا فى الصلاة أي تضايقوا فيها.
وترصيص المرأة. أن تشدد التنقيب، وذلك أبلغ من الترصص.
(رصد) : الرصد الاستعداد للترقب، يقال رصد له وترصد وأرصدته له. قال عز وجل: وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وقوله عز وجل: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ تنبيها أنه لا ملجأ ولا مهرب. والرصد يقال للراصد الواحد وللجماعة الراصدين وللمرصود واحدا كان أو جمعا. وقوله تعالى: يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً يحتمل كل ذلك. والمرصد موضع الرصد، قال تعالى: وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ والمرصاد نحوه لكن يقال للمكان الذي اختص بالترصد، قال تعالى: إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً تنبيها أن عليها مجاز الناس وعلى هذا قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها.
(رضع) : يقال رضع المولود يرضع، ورضع يرضع رضاعا ورضاعة، وعنه استعير لئيم راضع لمن تناهى لؤمه وإن كان فى الأصل لمن يرضع غنمه ليلا لئلا يسمع صوت شخبه فلما تعورف فى ذلك قيل رضع فلان نحو: لؤم، وسمى الثنيتان من الأسنان الراضعتين لاستعانة الصبى بهما فى الرضع، قال تعالى:
وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ، ويقال فلان أخو فلان من الرضاعة
وقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب»
، وقال تعالى: وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ أي تسومونهن إرضاع أولادكم.
يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وقال عز وجل: وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ والرضوان الرضا الكثير، ولما كان أعظم الرضا رضا اللَّه تعالى خص لفظ الرضوان فى القرآن بما كان من اللَّه تعالى قال عز وجل: وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ وقال تعالى: يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً وقال: يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وقوله تعالى:
إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ أي أظهر كل واحد منهم الرضا بصاحبه ورضيه.
(رطب) : الرطب خلاف اليابس، قال تعالى: وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ وخص الرطب بالرطب من التمر، قال تعالى: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا وأرطب النخل نحو أتمر وأجنى.
ورطبت الفرس ورطبته أطعمته الرطب، فرطب الفرس أكله. ورطب الرجل رطبا إذا تكلم بما عن له من خطأ وصواب تشبيها برطب الفرس، والرطيب عبادة عن الناعم.
(رعب) : الرعب الانقطاع من امتلاء الخوف، يقال رعبته فرعب رعبا وهو رعب والترعابة الفروق. قال تعالى: وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ وقال: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً ولتصور الامتلاء منه، قيل رعبت الحوض ملأته، وسيل راعب يملأ الوادي، وباعتبار القطع قيل رعبت السنام قطعته. وجارية رعبوبة شابة شطة تارة، والجمع الرعابيب.
(رعد) : الرعد صوت السحاب، وروى أنه ملك يسوق السحاب.
وقيل رعدت السماء وبرقت وأرعدت وأبرقت ويكنى بهما عن التهدد. ويقال
(رعى) : الرعي فى الأصل حفظ الحيوان إما بغذائه الحافظ لحياته، وإما بذب العدو عنه. يقال رعيته أي حفظته وأرعيته جعلت له ما يرعى. والرعي ما يرعاه والمرعى موضع الرعي، قال تعالى: كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ- أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها- وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى وجعل الرعي والرعاء للحفظ والسياسة. قال تعالى: فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها أي ما حافظوا عليها حق المحافظة. ويسمى كل سائس لنفسه أو لغيره راعيا،
وروى: «كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته»
قال الشاعر:
ولا المرعىّ فى الأقوام كالراعى
وجمع الراعي رعاء ورعاة. ومراعاة الإنسان للأمر مراقبته إلى ماذا يصير وماذا منه يكون، ومنه راعيت النجوم، قال تعالى: لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وأرعيته سمعى جعلته راعيا لكلامه، وقيل أرعنى سمعك ويقال أرع على كذا فيعدى بعلى أي ابق عليه، وحقيقته أرعه مطلعا عليه.
(رعن) : قال تعالى: لا تَقُولُوا راعِنا- وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ كان ذلك قولا يقولونه للنبى صلّى اللَّه عليه وسلّم على سبيل التهكم يقصدون به رميه بالعرعونة ويوهمون أنهم يقولون راعنا أي احفظنا، من قولهم رعن الرجل يرعن رعنا فهو رعن وأرعن وامرأة رعناء، وتسميته بذلك لميل فيه تشبيها بالرعن أي أنف الجبل لما فيه من الميل، قال الشاعر:
لولا ابن عتبة عمرو والرجاء له | ما كانت البصرة الرعناء لى وطنا |
(رغب) : أصل الرغبة السعة فى الشيء، يقال رغب الشيء التسع وحوض رغيب، وفلان رغيب الجوف وفرس رغيب العدو. والرغبة والرغب والرغبى السعة فى الإرادة قال تعالى: وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً فإذا قيل رغب فيه
يعطى الرغائب من يشاء ويمنع
(رعد) : عيش رغد ورغيد: طيب واسع، قال تعالى: وَكُلا مِنْها رَغَداً- يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ وأرغد القوم حصلوا فى رغد من العيش، وأرغد ماشيته. فالأول من باب جدب وأجدب، والثاني من باب دخل وأدخل غيره، والمرغاد من اللبن المختلط الدال بكثرته على رغد العيش.
(رغم) : الرغام التراب الرقيق، ورغم أنف فلان رغما وقع فى الرغام وأرغمه غيره، ويعبر بذلك عن السخط كقول الشاعر:
إذا رغمت تلك الأنوف لم ارضها | ولم أطلب العتبى ولكن أزيدها |
(رف) : رفيف الشجر انتشار أغصانه، ورف الطير نشر جناحيه، يقال رف الطائر يرف ورف فرخه يرفه إذا نشر جناحيه متفقدا له. واستعير الرف للمتفقد فقيل ما لفلان حاف ولا راف أي من يحفه أو يرفه، وقيل:
من حفنا أو رفنا فليقتصد
والرفرف المنتشر من الأوراق، وقوله تعالى: عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ فضرب من الثياب مشبه بالرياض، وقيل الرفرف طرف الفسطاط والخباء الواقع على الأرض دون الأطناب والأوتاد، وذكر عن الحسن أنها المخاد.
(رفث) : الرفث كلام متضمن لما يستقبح ذكره من ذكر الجماع ودواعيه وجعل كناية عن الجماع فى قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ تنبيها على جواز دعائهن إلى ذلك ومكالمتهن فيه، وعدى بإلى لتضمنه معنى الإفضاء وقوله: فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ يحتمل أن يكون نهيا عن تعاطى الجماع وأن يكون نهيا عن الحديث فى ذلك إذ هو من دواعيه والأول أصح لما روى عن ابن عباس رضى اللَّه عنه أنه أنشد فى الطواف:
فهن يمشين بنا هميسا | إن تصدق الطير ننك لميسا |
(رفد) : الرفد المعونة والعطية، والرفد مصدر والمرفد ما يجعل فيه الرفد من الطعام ولهذا فسر بالقدح. وقد رفدته أنلته بالرفد، قال تعالى: بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ وأرفدته جعلت له رفدا يتناوله شيئا فشيئا فرفده وأرفده نحو سقاه وأسقاه، وأرفد فلان فهو مرفد استعير لمن أعطى الرياسة، والرفود الناقة التي تملأ المرفد لبنا من كثرة لبنها فهى رفود فى معنى فاعل. وقيل المرافيد من النوق والشاة ما لا ينقطع لبنه صيفا وشتاء، وقول الشاعر:
فأطعمت العراق ورافديه | فزاريا أحذ يد القميص |
(رفع) : الرفع يقال تارة فى الأجسام الموضوعة إذا أعليتها عن مقرها نحو وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ قال تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وتارة فى البناء إذا طولته نحو قوله: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وتارة فى الذكر إذا نوهته نحو قوله: وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ وتارة فى
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ أي تشرف وذلك نحو قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويقال رفع البعير فى سيره ورفعته أنا ومرفوع السير شديدة، ورفع فلان على فلان كذا أذاع خبر ما احتجبه، والرفاعة ما ترفع به المرأة عجيزتها، نحو المرفد.
(رق) : الرقة كالدقة، لكن الدقة تقال اعتبارا بمراعاة جوانبه، والرقة اعتبارا بعمقه فمتى كانت الرقة فى جسم تضادها الصفاقة نحو ثوب رقيق وصفيق. ومتى كانت فى نفس تضادها الجفوة والقسوة، يقال فلان رقيق القلب وقاسى القلب. والرق ما يكتب فيه شبه الكاغد: قال تعالى. فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ وقيل لذكر السلاحف رق. والرق: ملك العبيد والرقيق المملوك منهم وجمعه أرقاء، واسترق فلان فلانا جعله رقيقا. والرقراق ترقرق الشراب والرقراقة الصافية اللون. والرقة كل أرض إلى جانبها ماء لما فيها من الرقة بالرطوبة الواصلة إليها. وقولهم: أعن صبوح ترقق؟ أي تلين القول.
(رقب) : الرقبة اسم للعضو المعروف ثم يعبر بها عن الجملة وجعل فى المتعارف اسما للماليك كما عبر بالرأس وبالظهر عن المركوب فقيل فلان يربط كذا رأسا وكذا ظهرا قال تعالى: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وقال:
وَفِي الرِّقابِ أي المكاتبين منهم فهم الذين تصرف إليهم الزكاة. ورقبته أصبت رقبته، ورقبته حفظته. والرقيب الحافظ وذلك إما لمراعاته رقبة المحفوظ، وإما لرفعه رقبته قال تعالى: وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ وقال تعالى:
إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ وقال: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً والمرقب المكان العالي الذي يشرف عليه الرقيب وقيل محافظ أصحاب الميسر الذين يشربون بالقداح رقيب وللقدح الثالث رقيب وترقب احترز راقبا نحو قوله: فَخَرَجَ
والرقوب المرأة التي ترقب موت ولدها لكثرة من لها من الأولاد، والناقة التي ترقب أن يشرب صواحبها ثم تشرب، وأرقبت فلانا هذه الدار هو أن تعطيه إياها لينتفع بها مدة حياته فكأنه يرقب موته، وقيل لتلك الهبة الرقبى والعمرى.
(رقد) : الرقاد المستطاع من النوم القليل يقال رقد رقودا فهو راقد والجمع الرقود، قال تعالى: وَهُمْ رُقُودٌ وإنما وصفهم بالرقود مع كثرة منامهم اعتبارا بحال الموت وذاك أنه اعتقد فيهم أنهم أموات فكان ذلك النوم قليلا فى جنب الموت. وقال تعالى: يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا وأرقد الظليم أسرع كأنه رفض رقاده.
(رقم) : الرقم الخط الغليظ وقيل هو تعجيم الكتاب. وقوله تعالى:
كِتابٌ مَرْقُومٌ حمل على الوجهين وفلان يرقم فى الماء يضرب مثلا للحذق فى الأمور، وأصحاب الرقيم قيل اسم مكان وقيل نسبوا إلى حجر رقم فيه أسماؤهم ورقمتا الحمار للأثر الذي على عضديه وأرض مرقومة بها أثر تشبيها بما عليه أثر الكتاب والرقميات سهام منسوبة إلى موضع بالمدينة.
(رقى) : رقيت فى الدرج والسلم أرقى رقيا ارتقيت أيضا. قال تعالى:
فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ وقيل ارق على ظلعك أي اصعد وإن كنت ظالعا.
ورقيت من الرقية. وقيل كيف رقيك ورقيتك فالأول المصدر والثاني الاسم قال تعالى: لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ أي لرقيتك وقوله تعالى: وَقِيلَ مَنْ راقٍ
أي من يرقيه تنبيها أنه لا راقى يرقيه فيحميه وذلك إشارة إلى نحو ما قاله الشاعر:
وإذا المنية أنشبت أظفارها | ألفيت كل تميمة لا تنفع |
(ركب) : الركوب فى الأصل كون الإنسان على ظهر حيوان وقد يستعمل فى السفينة والراكب اختص فى المتعارف بممتطى البعير وجمعه ركب
(ركد) : ركد الماء والريح أي سكن وكذلك السفينة، قال تعالى:
وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ- إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ وجفنة ركود عبارة عن الامتلاء.
(ركز) : الركز الصوت الخفي، قال تعالى: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً وركزت كذا أي دفنته دفنا خفيا ومنه الركاز للمال المدفون إما بفعل آدمي كالكنز وإما بفعل إلهى كالمعدن ويتناول الركاز الأمرين.
وفسر
قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «وفى الركاز الخمس»
بالأمرين جميعا ويقال ركز رمحه ومركز الجند محطهم الذي فيه ركزوا الرماح.
(ركس) : الركس قلب الشيء على رأسه ورد أوله إلى آخره، يقال أركسته فركس وارتكس فى أمره، قال تعالى: وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أي ردهم إلى كفرهم.
(ركض) : الركض الضرب بالرجل، فمتى نسب إلى الراكب فهو إعداء مركوب نحو ركضت الفرس، ومتى نسب إلى الماشي فوطء الأرض نحو قوله تعالى: ارْكُضْ بِرِجْلِكَ وقوله: لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ فنهى عن الانهزام.
(ركع) : الركوع الانحناء فتارة يستعمل فى الهيئة المخصوصة فى الصلاة كما هى وتارة فى التواضع والتذلل إما فى العبادة وإما فى غيرها نحو: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
- وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ- وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ- الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ قال الشاعر:
أخبر أخبار القرون التي مضت | أدب كأنى كلما قمت راكع |
(ركن) : ركن الشيء جانبه الذي يسكن إليه ويستعار للقوة، قال تعالى: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ وركنت إلى فلان أركن بالفتح، والصحيح أن يقال ركن يركن وركن يركن، قال تعالى: وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا وناقة مركّنه الضرع له أركان تعظمه، والمركن الإجانة، وأركان العبادات جوانبها التي عليها مبناها وبتركها بطلانها.
(رم) : الرم إصلاح الشيء البالي والرمة تختص بالعظم البالي، قال تعالى: مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ وقال: ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ والرمة تختص بالحبل البالي، والرم الفتات من الخشب والتبن. ورممت المنزل رعيت رمه كقولك تفقدت وقولهم: ادفعه إليه برمته معروف، والإرمام السكوت، وأرمت عظامه إذا سحقت حتى إذا نفخ فيها لم يسمع لها دوى، وترمرم القوم إذا حركوا أفواههم بالكلام ولم يصرحوا، والرمان فعلان وهو معروف.
(رمح) : قال تعالى: تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ وقد رمحه أصابه به ورمحته الدابة تشبيها بذلك والسماك الرامح سمى به لتصور كوكب يقدمه بصورة رمح له. وقيل أخذت الإبل رماحها إذا امتنعت عن نحرها بحسنها وأخذت البهمى رمحها إذا امتنعت بشوكتها عن راعيها.
(رمد) : يقال رماد ورمدد وأرمد وأرمداء قال تعالى: كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ ورمدت النار صارت رمادا وعبر بالرمد عن الهلاك كما عبر عنه
(رمز) : الرمز إشارة بالشفة والصوت الخفي والغمر بالحاجب وعبر عن كل كلام كإشارة بالرمز كما عبر عن الشكاية بالغمز، قال تعالى: قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وما ارماز أي لم يتكلم رمزا وكتيبة رمازة لا يسمع منها رمز من كثرتها.
(رمض) : شهر رمضان هو من الرمض أي شدة وقع الشمس يقال أرمضته فرمض أي أحرقته الرمضاء وهى شدة حر الشمس، وأرض رمضة ورمضت الغنم رعت فى الرمضاء فقرحت أكبادها وفلان يترمض الظباء أي يتبعها فى الرمضاء.
(رمى) : الرمي يقال فى الأعيان كالسهم والحجر نحو: وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى ويقال فى المقال كناية عن الشتم كالقذف، نحو:
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ- يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ وأرمى فلان على مائة استعارة للزيادة، وخرج يترمى إذا رمى فى الغرض.
(رهب) : الرهبة والرهب مخافة مع تحرز واضطراب، قال: لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً وقال: جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ وقرىء (من الرّهب)، أي الفزع.
قال مقاتل: خرجت ألتمس تفسير الرهب فلقيت أعرابية وأنا آكل فقالت: يا عبد الله، تصدق على، فملأت كفى لأدفع إليها فقالت هاهنا فى رهبى أي كمى.
والأول أصح. قال: رَغَباً وَرَهَباً وقال: تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وقوله:
وَاسْتَرْهَبُوهُمْ أي حملوهم على أن يرهبوا وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ أي فخافون والترهب التعبد وهو استعمال الرهبة، والرهبانية غلو فى تحمل التعبد من فرط الرهبة قال: وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها والرهبان يكون واحدا وجمعا، فمن جعله واحدا جمعه على رهابين ورهابنة بالجمع أليق. والإرهاب فزع الإبل وإنما هو من أرهبت. ومنه الرهب من الإبل، وقالت العرب رهبوت خير من رحموت.
(رهط) : الرهط العصابة دون العشرة وقيل يقال إلى الأربعين، قال:
تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ وقال: وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ- يا قَوْمِ
والرهطاء جحر من جحر اليربوع ويقال لها رهطة، وقول الشاعر:
أجعلك رهطا على حيض
فقد قيل أديم تلبسه الحيض من النساء، وقيل الرهط خرقة تحشو بها الحائض متاعها عند الحيض، ويقال هو أذل من الرهط.
(رهق) : رهقه الأمر غشيه بقهر، يقال رهقته وأرهقته نحو ردفته وأردفته وبعثته وابتعثته قال: وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وقال: سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ومنه أرهقت الصلاة إذا أخرتها حتى غشى وقت الأخرى.
(رهن) : الرهن ما يوضع وثيقة للدين، والرهان مثله لكن يختص بما يوضع فى الخطار وأصلهما مصدر، يقال رهنت الرهن وراهنته رهانا فهو رهين ومرهون. ويقال فى جمع الرهن رهان ورهن ورهون، وقرىء: (فرهن مقبوضة) وقيل فى قوله: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إنه فعيل بمعنى فاعل أي ثابتة مقيمة. وقيل بمعنى مفعول أي كل نفس مقامة فى جزاء ما قدم من عمله. ولما كان الرهن يتصور منه حبسه استعير ذلك لحبس أي شىء كان، قال: بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ورهنت فلانا ورهنت عنده وارتهنت أخذت الرهن وأرهنت فى السلعة قيل غاليت بها وحقيقة ذلك أن يدفع سلعة تقدمة فى ثمنه فتجعلها رهينة لإتمام ثمنها.
(رهو) : وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً أي ساكنا وقيل سعة من الطريق وهو الصحيح، ومنه الرهاء للمفازة المستوية، ويقال لكل حومة مستوية يجتمع فيها الماء رهو، ومنه قيل لا شفعة فى رهو، ونظر أعرابى إلى بعير فالج فقال رهو بين سنامين.
(ريب) : يقال رابنى كذا وأرابنى، فالريب أن تتوهم بالشيء أمرا ما فينكشف عما تتوهمه، قال الله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ- فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا تنبيها أن لا ريب فيه، وقوله: رَيْبَ الْمَنُونِ سماه ريبا لا أنه مشكك فى كونه بل من حيث تشكك فى وقت حصوله، فالإنسان أبدا فى ريب المنون من جهة وقته لا من جهة كونه، وعلى هذا قال الشاعر:
الناس قد علموا أن لا بقاء لهم | لو أنهم علموا مقدار ما علموا |
أمن المنون وريبها تتوجع؟
وقال تعالى: لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ- مُعْتَدٍ مُرِيبٍ والارتياب يجرى مجرى الإرابة، قال: أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ- وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ ونفى من المؤمنين الارتياب فقال: وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وقال:
ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وقيل: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» وريب الدهر صروفه، وإنما قيل ريب لما يتوهم فيه من المكر، والريبة اسم من الريب قال: بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ أي تدل على دغل وقلة يقين.
(روح) : الرّوح والرّوح فى الأصل واحد، وجعل الرّوح اسما للنفس، قال الشاعر فى صفة النار:
فقلت له ارفعها إليك وأحيها | بروحك واجعلها لها فيئة قدرا |
وسمى أشراف الملائكة أرواحا نحو: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا- تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ- نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ سمى به جبريل وسماه بروح القدس فى قوله: قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ- وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وسمى عيسى عليه السلام روحا فى قوله: وَرُوحٌ مِنْهُ وذلك لما كان له من إحياء الأموات، وسمى القرآن روحا فى قوله: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا وذلك لكون القرآن سببا للحياة الأخروية الموصوفة فى قوله: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ والروح التنفس وقد أراح الإنسان إذا تنفس. وقوله: فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ فالريحان ماله رائحة وقيل رزق، ثم يقال للحب المأكول ريحان فى قوله: وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ وقيل لأعرابى: إلى أين؟ فقال:
يا حبذا ريح الولد... ريح الخزامى فى البلد
أو لأن الولد من رزق الله تعالى. والريح معروف وهى فيما قيل الهواء المتحرك. وعامة المواضع التي ذكر الله تعالى فيها إرسال الريح بلفظ الواحد فعبارة عن العذاب وكل موضع ذكر فيه بلفظ الجمع فعبارة عن الرحمة، فمن الريح، إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً- فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً-مَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ
- اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ وقال فى الجمع: وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ- أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ- يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً وأما قوله: يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فالأظهر فيه الرحمة وقرىء بلفظ الجمع وهو أصح. وقد يستعار الريح للغلبة فى قوله: وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وقيل أروح الماء تغيرت ريحه، واختص ذلك بالنتن. وريح الغدير يراح أصابته الريح، وأراحوا دخلوا فى الرواح، ودهن مروح مطيب الريح.
وروى: «لم يرح رائحة الجنة»
أي لم يجد ريحها، والمروحة مهب الريح والمروحة الآلة التي بها تستجلب الريح، والرائحة تروّح هواء. وراح فلان إلى أهله، أي إنه أتاهم فى السرعة كالريح أو إنه استفاد برجوعه إليهم روحا من المسرة. والراحة من الروح، ويقال افعل ذلك فى سراح ورواح أي سهولة. والمراوحة فى العمل أن يعمل هذا مرة وذلك مرة، واستعير الرواح للوقت الذي يراح الإنسان فيه من نصف النهار، ومنه قيل أرحنا إبلنا، وأرحت إليه حقه مستعار من أرحت الإبل، والمراح حيث تراح الإبل، وتروح الشجر وراح يراح تفطر. وتصور من الروح السعة فقيل قصعة روحاء، وقوله:
لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ أي من فرجه ورحمته وذلك بعض الرّوح.
(رود) : الرود التردد فى طلب الشيء برفق، يقال راد وارتاد ومنه الرائد لطالب الكلأ وراد الإبل فى طلب الكلأ وباعتبار الرفق قيل رادت الإبل فى مشيها ترود رودانا، ومنه بنى المرود. وأرود يرود إذا رفق ومنه بنى رويد نحو رويدك الشعر بغبّ. والإرادة منقولة من راد يرود إذا سعى فى طلب شىء والإرادة فى الأصل قوة مركبة من شهوة وحاجة وأمل وجعل اسما لنزوع النفس إلى الشيء مع الحكم فيه بأنه ينبغى أن يفعل أو لا يفعل ثم يستعمل مرة فى المبدأ
جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ ويقال: فرسى تريد التبن. والمراودة أن تنازع غيرك فى الإرادة فتريد غير ما يريد أو ترود غير ما يرود، وراودت فلانا عن كذا.
قال: هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وقال: تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ أي تصرفه عن رأيه وعلى ذلك قوله: وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ- سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ.
(رأس) : الرأس معروف وجمعه رءوس قال: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً- وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ ويعبر بالرأس عن الرئيس والأرأس العظيم الرأس، وشاة رأساء اسود رأسها. ورئاس السيف مقبضه.
(ريش) : ريش الطائر معروف وقد يخص الجناح من بين سائره ويكون الريش للطائر كالثياب للإنسان استعير للثياب. قال تعالى: وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى وقيل أعطاه إبلا بريشها أي بما عليها من الثياب والآلات، ورشت السهم أريشه ريشا فهو مريش: جعلت عليه الريش، واستعير لإصلاح الأمر فقيل رشت فلانا فارتاش أي حسن حاله، قال الشاعر:
فرشنى بحال طالما قد بريتنى | فخير الموالي من يريش ولا يبرى |
(روض) : الروض مستنقع الماء، والخضرة قال: فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ باعتبار الماء قيل أراض الوادي واستراض أي كثر ماؤه وأراضهم أرواهم.
والرياضة كثرة استعمال النفس ليسلس ويمهر، ومنه رضت الدابة وقولهم افعل كذا ما دامت النفس مستراضة أي قابلة للرياضة أو معناه متسعة، ويكون من الروض
(ريع) : الريع المكان المرتفع الذي يبدو من بعيد، الواحدة ريعة. قال أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً أي بكل مكان مرتفع، وللارتفاع قيل ريع البئر للجثوة المرتفعة حواليها. وريعان كل شىء أوائله التي تبدو منه، ومنه استعير الريع للزيادة والارتفاع الحاصل ومنه تريع السحاب.
(روع) : الروع الخلد
وفى الحديث: «إن روح القدس نفث فى روعى»
والروع إصابة الروع واستعمل فيما ألقى فيه من الفزع، قال: فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ، يقال رعته وروعته وريع فلان وناقة روعاء فزعة.
والأروع الذي يروع بحسنه كأنه يفزع كما قال الشاعر:
يهولك أن تلقاه فى الصدر محفلا
(روغ) : الروغ الميل على سبيل الاحتيال ومنه راغ الثعلب يروغ روغانا، وطريق رائغ إذا لم يكن مستقيما كأنه يراوغ، وراوغ فلان فلانا وراغ فلان إلى فلان مال نحوه لأمر يريده منه بالاحتيال، قال: فَراغَ إِلى أَهْلِهِ- فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ أي مال، وحقيقته طلب بضرب من الروغان، ونبه بقوله: على، على معنى الاستيلاء.
(رأف) : الرأفة الرحمة وقد رؤف فهو رؤف، ورؤوف، ورئيف، نحو رئف نحو يقظ، وحذر، قال تعالى: لا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ.
(روم) : الم. غُلِبَتِ الرُّومُ، يقال مرة للجيل المعروف، وتارة لجمع رومى كالعجم.
(رين) : الرين صدأ يعلو الشيء الجليل، قال: بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ أي صار ذلك كصدأ على جلاء قلوبهم فعمى عليهم معرفة الخير من الشر، قال الشاعر:
وقد رين على قلبه.
(رأى) : رأى: عينه همزة ولامه ياء لقولهم رؤية وقد قلبه الشاعر فقال:
وكل خليل راءنى فهو قائل | من أجلك هذا هامة اليوم أوغد |
والثاني: بالوهم والتخيل نحو أرى أن زيدا منطلق ونحو قوله: وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا.
والثالث: بالتفكير نحو: إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ.
والرابع: بالعقل وعلى ذلك قوله: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى وعلى ذلك حمل قوله: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى.
ورأى إذا عدى إلى مفعولين اقتضى معنى العلم نحو: وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وقال: إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ ويجرى أرأيت مجرى أخبرنى فيدخل عليه الكاف ويترك التاء على حالته فى التثنية والجمع والتأنيث ويسلط التغيير على الكاف دون التاء، قال: أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي- قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ وقوله: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى - قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ- قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ- قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ- أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا كل ذلك فيه معنى التنبيه.
والرأى اعتقاد النفس أحد النقيضين عن غلبه الظن وعلى هذا قوله:
وروى: «لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا»
قال: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ- وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ وقوله: فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ أي تقاربا وتقابلا حتى صار كل واحد منهما بحيث يتمكن من رؤية الآخر ويتمكن الآخر من رؤيته. ومنه قوله لا يتراءى نارهما، ومنازلهم رئاء أي متقابلة وفعل ذلك رئاء الناس أي مراءاة وتشيعا. والمرآة ما يرى فيه صورة الأشياء وهى مفعلة من رأيت نحو المصحف من صحف وجمعها مرائى والرئة العضو المنتشر عن القلب وجمعه من لفظه رؤون وأنشد أبو زيد:
حفظناهمو حتى أتى الغيظ منهمو... قلوبا وأكبادا لهم ورئينا
ورئته إذا ضربت رئته.
روى: تقول ماء رواء وروى أي كثير مرو. فروى على بناء عدى ومكانا سوى، قال الشاعر:
من شك فى فلج فهذا فلج... ماء رواء وطريق نهج
وقوله: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً فمن لم يهمز جعله من روى كأنه ريان من الحسن، ومن همز فللذى يرمق من الحسن به، وقيل هو منه على ترك الهمز، والري اسم لما يظهر منه والرواء منه وقيل هو مقلوب من رأيت. قال أبو على الفسوي: المروءة هو من قولهم حسن فى مرآة العين كذا قال هذا غلط لأن الميم فى مرآة زائدة ومروءة فعولة. وتقول أنت بمرأى ومسمع أي قريب، وقيل أنت منى مرأى ومسمع بطرح الباء، ومرأى مفعل من رأيت.
(زبد) : الزبد زبد الماء وقد أزبد أي صار ذا زبد، قال فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً والزبد اشتق منه لمشابهته إياه فى اللون، وزبدته زيدا أعطيته مالا كالزبد كثرة وأطعمته الزبد، والزباد نور يشبهه بياضا.
(زبر) : الزبرة قطعة عظيمة من الحديد جمعه زبر، قال. آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ وقد يقال الزبرة من الشعر جمعه زبر واستعير للمجزأ، قال:
فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً أي صاروا فيه أحزابا. وزبرت الكتاب كتبته كتابة عظيمة وكل كتاب غليظ الكتابة يقال له زبور وخص الزبور بالكتاب المنزل على داود عليه السلام قال تعالى: وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً- وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ وقرىء زبورا بضم الزاى وذلك جمع زبور كقولهم فى جمع ظريف ظروف، أو يكون جمع زبر، وزبر مصدر سمى به كالكتاب ثم جمع على زبر كما جمع كتاب على كتب، وقيل بل الزبور كل كتاب صعب الوقوف عليه من الكتب الإلهية، قال: وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ قال: وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ- أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ وقال بعضهم: الزبور اسم للكتاب المقصور على الحكم العقلية دون الأحكام الشرعية، والكتاب لما يتضمن الأحكام والحكم ويدل على ذلك أن زبور داود عليه السلام لا يتضمن شيئا من الأحكام وزئبر الثوب معروف، والأزبر ما ضخم زبرة كاهله، ومنه قيل هاج زبرؤه لمن يغضب.
(زج) : الزجاج حجر شفاف، الواحدة زجاجة، قال: فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ والزج حديدة أسفل الرمح جمعه زجاج، وزججت الرجل طعنته بالزج، وأزججت الرمح جعلت له زجا، وأزججته نزعت زجه. والزجج دقة فى الحاجبين مشبه بالزج، وظليم أزج ونعامة زجاء للطويلة الرجل.
(زجر) : الزجر طرد بصوت، يقال زجرته فانزجر، قال: فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ ثم يستعمل فى الطرد تارة وفى الصوت أخرى. وقوله:
(زجا) : التزجية دفع الشيء لينساق كتزجية رديف البعير ونزجية الريح السحاب قال: يُزْجِي سَحاباً وقال: يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ ومنه رجل مزجى، وأزجيت ردىء التمر فزجا، ومنه استعير زجا الخراج يزجو وخراج زاج، وقول الشاعر:
وحاجة غير مزجاة عن الحاج
أي غير يسيرة يمكن دفعها وسوقها لقلة الاعتداد بها.
(زحح) : فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ أي أزيل عن مقره فيها.
(زحف) : أصل الزحف انبعاث مع جر الرجل كانبعاث الصبى قبل أن يمشى وكالبعير إذا أعيا فجر فرسنه، وكالعسكر إذا كثر فيعثر انبعاثه. قال:
إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً والزاحف السهم يقع دون الغرض.
(زخرف) : الزخرف الزينة المزوقة، ومنه قيل للذهب زخرف، وقال: أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وقال: بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أي ذهب مزوق، وقال: وَزُخْرُفاً وقال: زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً أي المزوقات من الكلام.
(زرب) : الزرابي جمع زرب وهو ضرب من الثياب محبر منسوب إلى موضع وعلى طريق التشبيه والاستعارة. قال: وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ والزرب والزريبة موضع الغنم وقترة الرامي.
(زرع) : الزرع الإنبات وحقيقة ذلك تكون بالأمور الإلهية دون البشرية قال: أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ فنسب الحرث إليهم ونفى عنهم الزرع ونسبه إلى نفسه وإذا نسب إلى العبد فلكونه فاعلا للأسباب التي هى سبب الزرع كما تقول أثبت كذا إذا كنت من أسباب نباته، والزرع فى الأصل مصدر وعبر به عن المزروع نحو قوله: فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً وقال: وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ
ويقال زرع الله ولدك تشبيها كما تقول أنبته الله، والمزرع الزراع، وازدرع النبات صار ذا زرع.
(زرق) : الزرقة بعض الألوان بين البياض والسواد، يقال زرقت عينه زرقة وزرقانا، وقوله تعالى: زُرْقاً يَتَخافَتُونَ أي عميا عيونهم لا نور لها.
والزرق طائر، وقيل زرق الطائر يزرق، وزرقه بالمزراق رماه به.
(زرى) : زريت عليه عبته وأزريت به قصدت به وكذلك ازدريت وأصله افتعلت قال: تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ أي تستقلهم تقديره تزدريهم أعينكم، أي تستقلهم وتستهين بهم.
(زعق) : الزعاق الماء الملح الشديد الملوحة، وطعام مزعوق كثر ملحه حتى صار زعاقا وزعق به أفزعه بصياحه فانزعق أي فزع والزعق الكثير الزعق، أي الصوت، والزعاق النعار.
(زعم) : الزعم حكاية قول يكون مظنة للكذب ولهذا جاء فى القرآن فى كل موضع ذم القائلون به نحو: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا-لْ زَعَمْتُمْ
- كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ- زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ وقيل للضمان بالقول والرئاسة زعامة فقيل للمتكفل والرئيس زعيم للاعتقاد فى قوليهما إنهما مظنة للكذب. قال وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ- أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ إما من الزعامة أي الكفالة أو من الزعم بالقول.
(زف) : زف الإبل يزف زفا وزفيفا وأزفها سائقها وقرىء إِلَيْهِ يَزِفُّونَ أي يسرعون. ويزفون أي يحملون أصحابهم على الزفيف، وأصل الزفيف فى هبوب الريح وسرعة النعام التي تخلط الطيران بالمشي. وزفزف النعام أسرع ومنه استعير زف العروس واستعارة ما يقتضى السرعة لا لأجل مشيتها ولكن للذهاب بها على خفة من السرور.
(زفر) : قال: لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ فالزفير تردد النفس حتى تنتفخ الضلوع منه وازدفر فلان كذا إذا تحمله بمشقة فتردد فيه نفسه، وقيل للإماء الحاملات للماء زوافر.
(زكا) : أصل الزكاة النمو الحاصل عن بركة الله تعالى ويعتبر ذلك بالأمور الدنيوية والأخروية، يقال زكا الزرع يزكو إذا حصل منه نمو وبركة.
وقوله: أَيُّها أَزْكى طَعاماً إشارة إلى ما يكون حلالا لا يستوخم عقباه ومنه الزكاة لما يخرج الإنسان من حق الله تعالى إلى الفقراء وتسميته بذلك لما يكون فيها من رجاء البركة أو لتزكية النفس أي تنميتها بالخيرات والبركات أولهما جميعا فإن الخيرين موجودين فيها وقرن الله تعالى الزكاة بالصلاة فى القرآن بقوله: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وبزكاة النفس وطهارتها يصير الإنسان بحيث يستحق فى الدنيا الأوصاف المحمودة، وفى الآخرة الأجر والمثوبة. وهو أن يتحرى الإنسان ما فيه تطهيره وذلك ينسب تارة إلى العبد لكونه مكتسبا لذلك نحو: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وتارة ينسب إلى الله تعالى لكونه فاعلا لذلك فى الحقيقة نحو: بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وتارة إلى النبي لكونه واسطة فى وصول ذلك إليهم نحو تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها- يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وتارة إلى العبادة التي هى آلة فى ذلك نحو: وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً- لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا
أي مزكى بالخلقة وذلك على طريق ما ذكرنا من الاجتباء وهو أن يجعل بعض عباده عالما وطاهر الخلق لا بالتعلم والممارسة بل بتوفيق إلهى كما يكون كل الأنبياء والرسل. ويجوز أن يكون تسميته بالمزكى لما يكون عليه فى الاستقبال لا فى الحال والمعنى سيتزكى وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ أي يفعلون ما يفعلون من العبادة ليزكيهم الله أو ليزكوا أنفسهم، والمعنيان واحد وليس قوله للزكاة مفعولا لقوله فاعلون بل اللام فيه للعلة والقصد وتزكية الإنسان نفسه ضربان: أحدهما بالفعل وهو محمود وإليه قصد بقوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وقوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى والثاني: بالقول كتزكية العدل غيره وذلك مذموم أن يفعل الإنسان بنفسه وقد نهى الله تعالى عنه فقال تعالى: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ونهيه عن ذلك تأديب لقبح مدح الإنسان نفسه عقلا وشرعا ولهذا قيل لحكيم: ما الذي لا يحسن وإن كان حقا؟ فقال: مدح الرجل نفسه.
(زل) : الزلة فى الأصل استرسال الرجل من غير قصد، يقال زلت
وقوله عليه السلام: «من أزلت إليه نعمة فليشكرها»
أي من أوصل إليه نعمة بلا قصد من مسديها تنبيها أنه إذا كان الشكر فى ذلك لازما فكيف فيما يكون عن قصده.
والتزلزل الاضطراب، وتكرير حروف لفظه تنبيه على تكرير معنى الزلل فيه، قال: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وقال: إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ- وَزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً أي زعزعوا من الرعب.
(زلف) : الزلفة المنزلة والحظوة، وقوله: فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً قيل معناه لما رأوا زلفة المؤمنين وقد حرموها. وقيل استعمال الزلفة فى منزلة العذاب كاستعمال البشارة ونحوها من الألفاظ. وقيل لمنازل الليل زلف قال: وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ قال الشاعر:
طى الليالى زلفا فزلفا
والزلفى الحظوة، قال اللَّه تعالى: إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى والمزالف المراقي وأزلفته جعلت له زلفى، قال: وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ- وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ وليلة المزدلفة خصت بذلك لقربهم من منى بعد الإفاضة.
وفى الحديث «ازدلفوا إلى اللَّه بركعتين».
(زلق) : الزلق والزلل متقاربان قال: صَعِيداً زَلَقاً أي دحضا لا نبات فيه نحو قوله: فَتَرَكَهُ صَلْداً والمزلق المكان الدحض قال:
لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ وذلك كقول الشاعر:
نظرا يزيل مواضع الأقدام
ويقال زلقه وأزلقه فزلق، قال يونس: لم يسمع الزلق والإزلاق إلا فى القرآن، وروى أن أبى بن كعب قرأ: وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ أي أهلكنا.
(زمر) : قال: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً جمع زمرة
(زمل) : يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ أي المتزمل فى ثوبه وذلك على سبيل الاستعارة كناية عن المقصر والمتهاون بالأمر وتعريضا به، والزميل الضعيف، قالت أم تأبط شرا: ليس بزميل شروب للغيل.
(زنم) : الزنيم والمزنم الزائد فى القوم وليس منهم تشبيها بالزنمتين من الشاة وهما المتدليتان من أذنها ومن الحلق، قال تعالى: عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ وهو العبد زلمة وزنمة أي المنتسب إلى قوم هو معلق بهم لا منهم وقال الشاعر:
فأنت زنيم نيط فى آل هاشم | كما نيط خلف الراكب القدح الفرد |
الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ- الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي وزنا فى الجبل بالهمز زنأ وزنوءا والزناء الحاقن بوله، ونهى الرجل أن يصلى وهو زناء.
(زهد) : الزهيد الشيء القليل والزاهد فى الشيء الراغب عنه والراضي منه بالزهيد أي القليل وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ.
(زهق) : زهقت نفسه خرجت من الأسف على الشيء قال: وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ.
(زيت) : زيتون وزيتونة نحو: شجر وشجرة، قال تعالى: زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ والزيت عصارة الزيتون، قال: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وقد زات طعامه نحو سمنه وزات رأسه نحو دهنه به، وازدات ادهن.
(زوج) : يقال لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى فى الحيوانات المتزاوجة زوج ولكل قرينين فيها وفى غيرها زوج، كالخف والنعل، ولكل ما يقترن بآخر مماثلا له أو مضاد زوج. قال تعالى: فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ
قال: وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وزوجة لغة رديئة وجمعها زوجات قال الشاعر:
فبكا بناتي شجوهن وزوجتى
وجمع الزوج أزواج وقوله: هُمْ وَأَزْواجُهُمْ- احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ أي أقرانهم المقتدين بهم فى أفعالهم إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ أي أشباها وأقرانا. وقوله: سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ- وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ فتنبيه أن الأشياء كلها مركبة من جوهر وعرض ومادة وصورة، وأن لا شىء يتعرى من تركيب يقتضى كونه مصنوعا وأنه لا بدله من صانع تنبيها أنه تعالى هو الفرد، وقوله: خَلَقْنا زَوْجَيْنِ فبين أن كل ما فى العالم زوج من حيث إن له ضدا أو مثلا ما أو تركيبا ما بل لا ينفك بوجه من تركيب، وإنما ذكر هاهنا زوجين تنبيها أن الشيء وإن لم يكن له ضد ولا مثل فإنه لا ينفك من تركيب جوهر وعرض وذلك زوجان. وقوله: أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى أي أنواعا متشابهة. وكذلك قوله: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ- ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ أي أصناف. وقوله: وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً أي قرناء ثلاثا وهم الذين فسرهم بما بعد. وقوله: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ فقد قيل معناه قرن كل شيعة بمن شايعهم فى الجنة والنار نحو: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وقيل قرنت الأرواح بأجسادها حسبما نبه عليه قوله فى أحد التفسيرين: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً أي صاحبك. وقيل قرنت النفوس بأعمالها حسبما نبه قوله: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ وقوله: وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ أي قرناهم بهن، ولم يجىء فى القرآن زوجناهم حورا كما يقال زوجته امرأة تنبيها أن ذلك لا يكون على حسب المتعارف فيما بيننا من المناكحة.
(زاد) : الزيادة أن ينضم إلى ما عليه الشيء فى نفسه شىء آخر، يقال زدته فازداد وقوله: وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ نحو ازددت فضلا أي ازداد فضلى وهو من باب سَفِهَ نَفْسَهُ وذلك قد يكون زيادة مذمومة كالزيادة على الكفاية مثل زيادة الأصابع والزوائد فى قوائم الدابة وزيادة الكبد وهى قطعة معلقة بها يتصور أن لا حاجة إليها لكونها غير ماكولة، وقد تكون زيادة محمودة نحو قوله: لِلَّذِينَ
وروى من طرق مختلفة أن هذه الزيادة النظر إلى وجه اللَّه إشارة إلى إنعام وأحوال لا يمكن تصورها فى الدنيا وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ أي أعطاه من العلم والجسم قدرا يزيد على ما أعطى أهل زمانه، وقوله:
وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً ومن الزيادة المكروهة قوله: ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً وقوله: زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ- فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ وقوله: فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً فإن هذه الزيادة هو ما بنى عليه جبلة الإنسان أن من تعاطى فعلا إن خيرا وإن شرا تقوى فيما يتعاطاه فيزداد حالا فحالا. وقوله:
هَلْ مِنْ مَزِيدٍ يجوز أن يكون ذلك استدعاء للزيادة ويجوز أن يكون تنبيها أنها قد امتلأت وحصل فيها ما ذكر تعالى فى قوله: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ يقال زدته وزاد هو وازداد، قال: وَازْدَادُوا تِسْعاً وقال: ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً- وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وشر زائد وزيد. قال الشاعر:
وأنتمو معشر زيد على مائة | فأجمعوا أمركم كيدا فكيدونى |
(زور) : الزور أعلى الصدر وزرت فلانا تلقيته بزورى أو قصدت زوره نحو وجهته، ورجل زائر وقوم زور نحو سافر وسفر، وقد يقال رجل زور فيكون مصدرا موصوفا به نحو ضيف، والزور ميل فى الزور والأزور المائل الزور وقوله: تزاور عن كهفهم أي تميل، قرىء بتخفيف الزاى وتشديده وقرىء تزور. قال أبو الحسن لا معنى لتزور هاهنا لأن الازورار الانقباض، يقال تزاور عنه وازور عنه ورجل أزور وقوم زور وبئر زوراء مائلة الحفر وقيل للكذب زور لكونه مائلا عن جهته، قال: ظُلْماً وَزُوراً وقول الزور من القول وزورا لا يشهدون الزور، ويسمى الصم زورا فى قول الشاعر:
جاءوا بزور بينهم وجئنا بالأمم | لكون ذلك كذبا وميلا عن الحق. |
إذا ساء طالع مسجورة | ترى حولها النبع والسمسما |
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ وسجرت الناقة استعارة لا لتهابها فى العدو نحو اشتعلت الناقة، والسجير الخليل الذي يسجر فى مودة خليله كقولهم فلان محرق فى مودة فلان، قال الشاعر:
سجراء نفسى غير جمع إشابة
(سجل) : السجل الدلو العظيمة، وسجلت الماء فانسجل أي صببته فانصب، وأسجلته أعطيته سجلا، واستعير للعطية الكثيرة والمساجلة المساقاة بالسجل وجعلت عبارة عن المباراة والمناضلة، قال:
ومن يساجلنى يساجل ما جدا
والسجيل حجر وطين مختلط وأصله فيما قيل فارسى معرب، والسجل قيل حجر كان يكتب فيه ثم سمى كل ما يكتب فيه سجلا، قال تعالى: كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ، أي كطيه لما كتب فيه حفظا له.
(سجن) : السجن الحبس فى السجن، وقرىء: رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ بفتح السين وكسرها. قال: لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ- وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ والسجين اسم لجهنم بإزاء عليين وزيد لفظه تنبيها على زيادة معناه وقيل هو اسم للأرض السابعة، قال: لَفِي سِجِّينٍ- وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ وقد قيل إن كل شىء ذكره اللَّه تعالى بقوله: وَما أَدْراكَ فسره وكل ما ذكر بقوله: وَما يُدْرِيكَ تركه مبهما، وفى هذا الموضع ذكر: وَما أَدْراكَ
(سجى) : قال تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا سَجى أي سكن وهذا إشارة إلى ما قيل هدأت الأرجل، وعين ساجية فاترة الطرف وسجى البحر سجوا سكنت أمواجه ومنه استعير تسجية الميت أي تغطيته بالثوب.
(سحب) : أصل السحب الجر كسحب الذيل والإنسان على الوجه ومنه السحاب إما لجر الريح له أو لجره الماء أو لانجراره فى مره، قال تعالى:
يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ قال تعالى: يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ وقيل فلان يتسحب على فلان كقولك ينجر وذلك إذا تجرأ عليه والسحاب الغيم فيها ماء أو لم يكن ولهذا يقال سحاب جهام، قال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً- حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً وقال: وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ وقد يذكر لفظه ويراد به الظل والظلمة على طريق التشبيه، قال تعالى: أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ.
(سحت) : السحت القشر الذي يستأصل، قال تعالى: فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وقرىء: فَيُسْحِتَكُمْ يقال سحته وأسحته ومنه السحت للمحظور الذي يلزم صاحبه العار كأنه يسحت دينه ومروءته، قال تعالى: أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ أي لما يسحت دينهم.
وقال عليه السلام: «كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به»
وسمى الرشوة سحتا
وروى: «كسب الحجام سحت»
فهذا لكونه ساحتا للمروءة لا للدين، ألا ترى أنه أذن عليه السلام فى إعلافه الناضح وإطعامه المماليك.
(سحر) : السحر طرف الحلقوم، والرئة وقيل انتفخ سحره وبعير سحر عظيم السحر والسحارة ما ينزع من السحر عند الذبح فيرعى به وجعل بناؤه بناء النفاية والسقاطة وقيل منه اشتق السحر وهو إصابة السحر والسحر يقال على معان: الأول الخداع وتخيلات لا حقيقة لها نحو ما يفعله المشعبذ بصرف الأبصار عما يفعله لخفة يد، وما يفعله النمام بقول مزخرف عائق للأسماع وعلى ذلك قوله تعالى: سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ، وقال: يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ
، وبهذا النظر سموا موسى عليه السلام ساحرا فقالوا: يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ، والثاني استجلاب معاونة الشيطان بضرب من التقرب إليه كقوله تعالى: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ وعلى ذلك قوله تعالى: وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ والثالث ما يذهب إليه الأغتام وهو اسم لفعل يزعمون أنه من قوته يغير الصور والطبائع فيجعل الإنسان حمارا ولا حقيقة لذلك عند المحصلين. وقد تصور من السحر تارة حسنة فقيل: إن من البيان لسحرا وتارة دقة فعله حتى قالت الأطباء الطبيعية ساحرة وسموا الغذاء سحرا من حيث إنه يدق ويلطف تأثيره، قال تعالى: بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ أي مصروفون عن معرفتنا بالسحر. وعلى ذلك قوله تعالى: إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ قيل ممن جعل له سحر تنبيها أنه محتاج إلى الغذاء كقوله تعالى: مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ ونبه أنه بشر كما قال: ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وقيل معناه ممن جعل له سحر يتوصل بلطفه ودقته إلى ما يأتى به ويدعيه، وعلى الوجهين حمل قوله تعالى: إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً وقال تعالى: فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً وعلى المعنى الثاني دل قوله تعالى: إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ قال تعالى: وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ وقال: أَسِحْرٌ هذا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ وقال: فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ- فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ والسحر والسحرة اختلاط ظلام آخر الليل بضياء النهار وجعل اسما لذلك الوقت ويقال لقيته بأعلى السحرين والمسحر. الخارج سحرا، والسحور اسم للطعام المأكول سحرا والتسحر أكله.
(سحق) : السحق تفتيت الشيء تفتيت الشيء ويستعمل فى الدواء إذا فتت يقال سحقته فانسحق، وفى الثوب إذا أخلق يقال أسحق والسحق الثوب البالي ومنه قيل أسحق الضرع أي صار سحقا لذهاب لبنه ويصح أن يجعل إسحق منه فيكون حينئذ منصرفا، وقيل: أبعده اللَّه وأسحقه أي جعله سحيقا وقيل سحقه أي جعله باليا، قال تعالى: فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ وقال تعالى: أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ ودم منسحق وسحوق مستعار كقولهم مزرور.
(سخر) : التسخير سياقة إلى الغرض المختص قهرا، قال تعالى:
وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ- وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ- وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ- وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ كقوله: سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ- سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا فالمسخر هو المقيض للفعل والسخرى هو الذي يقهر فيتسخر بإرادته، قال: لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا، وسخرت منه واستخرته للهزء منه، قال تعالى: إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ- بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وقيل رجل سخرة لمن سخر وسخرة لمن يسخر منه. والسخرية والسخرية لفعل الساخر. وقوله تعالى: فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا وسخريا، فقد حمل على الوجهين على التسخير وعلى السخرية قوله تعالى: وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا. ويدل على الوجه الثاني قوله بعد:
وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ.
(سخط) : السخط والسخط الغضب الشديد المقتضى للعقوبة، قال:
إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ وهو من اللَّه تعالى إنزال العقوبة، قال تعالى: ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ- أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ- كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ.
(سد) : السد والسد قيل هما واحد وقيل السد ما كان خلقة والسد ما كان صنعة، وأصل السد مصدر سددته، قال تعالى: بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا وشبه به الموانع نحو: وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا وقرىء سدا. والسدة كالظلة على الباب تقيه من المطر وقد يعبر بها عن الباب كما قيل الفقير الذي لا يفتح له سدد السلطان، والسداد والسدد الاستقامة، والسداد ما يسد به الثلمة والثغر، واستعير لما يسد به الفقر.
وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ وقد يخضد ويستظل به فجعل ذلك مثلا لظل الجنة ونعيمها فى قوله تعالى: فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ لكثرة غنائه فى الاستظلال وقوله تعالى: إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى فإشارة إلى مكان اختص النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فيه بالإضافة الإلهية والآلاء الجسيمة، وقد قيل إنها الشجرة التي بويع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تحتها فأنزل اللَّه تعالى السكينة فيها على المؤمنين. والسدر تحير البصر، والسادر المتحير، وسدر شعره، قيل: هو مقلوب عن دسر.
(سدس) : السدس جزء من ستة، قال تعالى: فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ والسدس فى الإظماء. وست أصله سدس وسدست القوم صرت سادسهم وأخذت سدس أموالهم وجاء سادسا وساتا وساديا بمعنى، قال تعالى: وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وقال تعالى: وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ ويقال لا أفعل كذا سديس عجيس. أي أبدا والسدوس الطيلسان، والسندس الرقيق من الديباج، والإستبرق الغليظ منه.
(سرر) : الإسرار خلاف الإعلان، قال تعالى: سِرًّا وَعَلانِيَةً وقال تعالى: يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ وقال تعالى: وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ويستعمل فى الأعيان والمعاني، والسر هو الحديث المكتم فى النفس. قال تعالى: يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى وقال تعالى: أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ وساره إذا أوصاه بأن يسره وتسار القوم وقوله: وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ أي كتموها وقيل معناه أظهروها بدلالة قوله تعالى: يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وليس كذلك لأن الندامة التي كتموها ليست بإشارة إلى ما أظهروه من قوله: يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وأسررت إلى فلان حديثا أفضيت إليه فى خفية، قال تعالى: وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ وقوله:
تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ أي يطلعونهم على ما يسرون من مودتهم وقد فسر بأن معناه يظهرون وهذا صحيح فإن الإسرار إلى الغير يقتضى إظهار ذلك لمن يفضى إليه بالسر وإن كان يقتضى إخفاءه عن غيره، فإذا قولهم أسررت إلى فلان يقتضى من وجه الإظهار ومن وجه الإخفاء وعلى هذا قوله: وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً وكنى عن النكاح بالسر من حيث إنه يخفى واستعير للخالص فقيل هو من سر
إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً تنبيه على أن سرور الآخرة يضاد سرور الدنيا، والسرير الذي يجلس عليه من السرور إذ كان ذلك لأولى النعمة وجمعه أسرة وسرر، قال تعالى: مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ- فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ وسرير الميت تشبيها به فى الصورة وللتفاؤل بالسرور الذي يلحق الميت برجوعه إلى جوار اللَّه تعالى وخلاصه من سجنه المشار إليه
بقوله صلّى اللَّه عليه وسلّم «الدنيا سجن المؤمن».
(سرب) : السرب الذهاب فى حدور والسرب المكان المنحدر، قال تعالى: فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً يقال سرب سربا وسروبا نحو: مر مرا ومرورا وانسرب انسرابا كذلك لكن سرب يقال على تصور الفعل من فاعله وانسرب على تصور الانفعال منه وسرب الدمع سال وانسربت الحية إلى جحرها وسرب الماء من السقاء وماء سرب وسرب متقطر من سقائه، والسارب الذاهب فى سربه أي طريق كان، قال تعالى: وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ والسرب جمع سارب نحو ركب وراكب وتعورف فى الإبل حتى قيل زعرت سربه أي إبله. وهو آمن فى سربه أي فى نفسه وقيل فى أهله ونسائه فجعل السرب كناية وقيل اذهبي فلا أنده سربك فى الكناية عن الطلاق ومعناه لا أرد إبلك الذاهبة فى سربها والسربة قطعة من الخيل نحو العشرة إلى العشرين. والمسربة الشعر المتدلى من الصدر، والسراب اللامع فى المفازة كالماء وذلك لانسرابه فى مرأى العين وكان السراب فيما لا حقيقة له كالشراب فيما له حقيقة، قال تعالى:
كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً وقال تعالى: وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً.
(سربل) : السربال القميص من أي جنس كان، قال: سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ- سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ أي تقى بعضكم من بأس بعض.
وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً- سِراجاً وَهَّاجاً يعنى الشمس يقال أسرجت السراج وسرجت كذا جعلته فى الحسن كالسراج، قال الشاعر:
وفاحما ومرسنا مسرجا
والسرج رحالة الدابة والسراج صانعه.
(سرح) : السرح شجر له ثمر، الواحدة سرحة وسرحت الإبل أصله أن ترعيه السرح ثم جعل لكل إرسال فى الرعي، قال تعالى: وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ والسارح الراعي والسرح جمع كالشرب، والتسريح فى الطلاق نحو قوله تعالى: أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ وقوله:
وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلًا مستعار من تسريح الإبل كالطلاق فى كونه مستعارا من إطلاق الإبل، واعتبر من السرح المضي فقيل ناقة سرح تسرح فى سيرها ومضى سرحا سهلا. والمنسرح ضرب من الشعر استعير لفظه من ذلك.
(سرد) : السرد خرز ما يخشن ويغلظ كنسج الدرع وخرز الجلد واستعير لنظم الحديد قال: وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ويقال سرد وزرد والسراد والزراد نحو سراط وصراط وزراط والمسرد المثقب.
(سردق) : السرادق فارسى معرب وليس فى كلامهم اسم مفرد ثالثه ألف وبعده حرفان، قال تعالى: أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وقيل: بيت مسردق، مجعول على هيئة سرادق.
(سرط) : السراط الطريق المستسهل، أصله من سرطت الطعام وزردته ابتلعته فقيل سراط، تصورا أنه يبتلعه سالكه، أو يبتلع سالكه، ألا ترى أنه قيل: قتل أرضا عالمها، وقتلت أرض جاهلها، وعلى النظرين قال أبو تمام:
دعته الفيافي بعد ما كانه حقبة | دعاها إذا ما المزن ينهل ساكبه |
(سرع) : السرعة ضد البطء ويستعمل فى الأجسام والأفعال يقال سرع فهو سريع وأسرع فهو مسرع وأسرعوا صارت إبلهم سراعا نحو: أبلدوا وسارعوا وتسارعوا. قال تعالى: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ- وَيُسارِعُونَ
- يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً وقال: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً، وسرعان القوم أوائلهم السراع وقيل سرعان ذا إهالة، وذلك مبنى من سرع كوشكان من وشك وعجلان من عجل، وقوله تعالى:
فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ- وَ- سَرِيعُ الْعِقابِ فتنبيه على ما قال: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
(سرف) : السرف تجاوز الحد فى كل فعل يفعله الإنسان وإن كان ذلك فى الإنفاق أشهر. قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا- وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً ويقال تارة اعتبارا بالقدر وتارة بالكيفية ولهذا قال سفيان ما أنفقت فى غير طاعة اللَّه فهو سرف، وإن كان قليلا، قال اللَّه تعالى:
وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ- وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ أي المتجاوزين الحد فى أمورهم وقال: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ وسمى قوم لوط مسرفين من حيث إنهم تعدوا فى وضع البذر فى الحرث المخصوص له المعنى بقوله: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ وقوله: يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ فتناول الإسراف فى المال وفى غيره. وقوله فى القصاص: فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ فسرفه أن يقتل غيره قاتله إما بالعدول عنه إلى من هو أشرف منه أو بتجاوز قتل القاتل إلى غيره حسبما كانت الجاهلية تفعله، وقولهم مررت بكم فسرفتكم أي جهلتكم من هذا وذاك أنه تجاوز ما لم يكن حقه أن يتجاوز فجهل فلذلك فسر به، والسرفة دويبة تأكل الورق وسمى بذلك لتصور معنى الإسراف منه، يقال سرفت الشجرة فهى مسروفة.
(سرق) : السرقة أخذ ما ليس له أخذه فى خفاء وصار ذلك فى الشرع لتناول الشيء من موضع مخصوص وقدر مخصوص، قال تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ وقال تعالى: قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ وقال:
أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ- إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ واسترق السمع إذا تسمع مستخفيا قال تعالى: إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ والسرق والسرقة واحد وهو الحرير.
(سرمد) : السرمد الدائم، قال تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً وبعده النَّهارَ سَرْمَداً.
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ وقال تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا وقيل إن أسرى ليست من لفظة سرى بسرى وإنما هى من السراة، وهى أرض واسعة وأصله من الواو ومنه قول الشاعر:
بسرو حمير أبوال البغال به
فأسرى نحو أجبل وأتهم وقوله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ أي ذهب فى سراة من الأرض وسراة كل شىء أعلاه ومنه سراة النهار أي ارتفاعه وقوله تعالى: قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا أي نهرا يسرى وقيل بل ذلك من السرو أي الرفعة يقال رجل سرو قال وأشار بذلك إلى عيسى عليه السلام وما خصه به من سروه، يقال سروت الثوب عنى أي نزعته وسروت الجل عن الفرس وقيل ومنه رجل سرى كأنه سرى ثوبه بخلاف المتدثر والمتزمل والزميل وقوله:
وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً أي خمنوا فى أنفسهم أن يحصلوا من بيعه بضاعة والسارية يقال للقوم الذين يسرون بالليل وللسحابة التي تسرى وللإسطوانة.
(سطح) : السطح أعلى البيت يقال: سطحت البيت جعلت له سطحا وسطحت المكان جعلته فى التسوية كسطح قال: وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ وانسطح الرجل امتد على قفاه، قيل وسمى سطيح الكاهن لكونه منسطحا لزمانه والمسطح عمود الخيمة الذي يجعل به لها سطحا وسطحت الثريدة فى القصعة بسطتها.
(سطر) : السطر والسطر الصف من الكتابة ومن الشجر المغروس ومن القوم الوقوف، وسطر فلان كذا كتب سطرا سطرا، قال تعالى: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ وقال تعالى: وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ وقال: كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً أي مثبتا محفوظا وجمع السطر أسطر وسطور وأسطار، قال الشاعر:
إنى وأسطار سطرن سطرا
وأما قوله: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ فقد قال المبرد هى جمع أسطورة نحو أرجوحة وأراجيح وأثفية وأثافى وأحدوثة وأحاديث. وقوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أي شىء كتبوه كذبا ومينا فيما زعموا نحو قوله
فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ. لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ وقوله: أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ فإنه يقال تسيطر فلان على كذا، وسيطر عليه إذا أقام عليه قيام سطر، يقول لست عليهم بقائم واستعمال المسيطر هاهنا كاستعمال القائم فى قوله: أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وحفيظ فى قوله: وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ وقيل معناه: (لست عليهم بحفيظ) فيكون المسيطر كالكاتب فى قوله:
وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ وهذه الكتابة هى المذكورة فى قوله: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ.
(سطا) : السطوة البطش برفع اليد يقال سطا به. قال تعالى:
يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا وأصله من سطا الفرس على الرمكة يسطو إذا أقام على رجليه رافعا يديه إما مرحا وإما نزوا على الأنثى، وسطا الراعي أخرج الولد ميتا من بطن أمه وتستعار السطوة للماء كالطغو، يقال سطا الماء وطغى.
(سعد) : السعد والسعادة معاونة الأمور الإلهية للإنسان على نيل الخير ويضاده الشقاوة، يقال سعد وأسعده اللَّه ورجل سعيد وقوم سعداء وأعظم السعادات الجنة فلذلك قال تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ وقال:
فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ والمساعدة المعاونة فيما يظن به سعادة. وقوله لبيك وسعديك معناه أسعدك اللَّه إسعادا بعد إسعاد أو ساعدكم مساعدة بعد مساعدة، والأول أولى. والإسعاد فى البكاء خاصة وقد استسعدته فأسعدنى. والساعد العضو تصورا لمساعدتها وسمى جناحا الطائر ساعدين كما سميا يدين والسعدان نبت يغزر اللبن ولذلك قيل: مرعى ولا كالسعدان، والسعدانة الحمامة وعقدة الشسع وكركرة البعير وسعود الكواكب معروفة.
(سعر) : السعر التهاب النار وقد سعرتها وسعّرتها وأسعرتها، والمسعر الخشب الذي يسعر به، واستعر الحرب واللصوص نحو اشتعل وناقة مسعورة نحو موقدة ومهيجة والسعار حر النار، وسعر الرجل أصابه حر، قال تعالى: وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً وقال تعالى: وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ وقرىء بالتخفيف وقوله: عَذابِ السَّعِيرِ أي حميم فهو فعيل فى معنى مفعول وقال تعالى:
إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ والسعر فى السوق تشبيها باستعار النار.
إن أجز علقمة بن سعد سعيه | لا أجزه ببلاء يوم واحد |
(سغب) : قال تعالى: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ من السغب وهو الجوع مع التعب وقد قيل فى العطش مع التعب، يقال سغب سغبا وسغوبا وهو ساغب وسغبان نحو عطشان.
(سفر) : السفر كشف الغطاء ويختص ذلك بالأعيان نحو سفر العمامة عن الرأس والخمار عن الوجه، وسفر البيت كنسه بالمسفر أي المكنس وذلك إزالة السفير عنه وهو التراب الذي يكنس منه والإسفار يختص باللون نحو وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ أي أشرق لونه، قال تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ و «أسفروا بالصبح تؤجروا» من قولهم أسفرت أي دخلت فيه نحو أصبحت وسفر الرجل فهو سافر، والجمع السفر نحو ركب وسافر خص بالمفاعلة اعتبارا بأن الإنسان قد سفر عن المكان، والمكان سفر عنه ومن لفظ السفر اشتق السفرة لطعام السفر ولما يوضع فيه قال تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ والسفر الكتاب الذي يسفر عن الحقائق وجمعه أسفار، قال تعالى: كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً وخص لفظ الأسفار فى هذا المكان تنبيها أن التوراة وإن كانت تحقق ما فيها فالجاهل لا يكاد يستبينها كالحمار الحامل لها، وقوله تعالى:
وما السّفار قبح السّفار
فقيل هو حديدة تجعل فى أنف البعير، فإن لم يكن فى ذلك حجة غير هذا البيت فالبيت يحتمل أن يكون مصدر سافرت.
(سفع) : السفع الأخذ بسفعة الفرس، أي سواد ناصيته، قال اللَّه تعالى: لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ وباعتبار السواد قيل للأثافى سفع وبه سفعة غضب اعتبارا بما يعلو من اللون الدخاني وجه من اشتد به الغضب، وقيل للصقر أسفع لما به من لمع السواد وامرأة سفعاء اللون.
(سفك) : السفك فى الدم صبه، قال تعالى: وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وكذا فى الجوهر المذاب وفى الدمع.
(سفل) : السفل ضد العلو وسفل فهو سافل قال تعالى: فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وأسفل ضد أعلى قال تعالى: وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وسفل صار فى سفل، وقال تعالى: ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ وقال: وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وقد قوبل بفوق فى قوله: إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وسفالة الريح حيث تمر الريح والعلاوة ضده والسفلة من الناس النذل نحو الدون، وأمرهم فى سفال.
(سفن) : السفن نحت ظاهر الشيء كسفن العود والجلد وسفن الرحى التراب عن الأرض، قال الشاعر:
فجاء خفيا يسفن الأرض صدره
والسفن نحو النقض لما يسفن وخص السفن بجلدة قائم السيف وبالحديدة التي يسفن بها وباعتبار السفن سميت السفينة. قال اللَّه تعالى: أَمَّا السَّفِينَةُ ثم تجوز بالسفينة فشبه بها كل مركوب سهل.
(سقر) : من سقرته الشمس وقيل صقرته أي لوحته وأذابته وجعل سقر اسم علم لجهنم قال تعالى: ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ وقال تعالى: ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ولما كان السقر يقتضى التلويح فى الأصل نبه بقوله: وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ. لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ. لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ أن ذلك مخالف لما نعرفه من أحوال السقر فى الشاهد.
(سقط) : السقوط طرح الشيء إما من مكان عال إلى مكان منخفض كسقوط الإنسان من السطح قال تعالى: أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وسقوط منتصب القامة وهو إذا شاخ وكبر، قال تعالى: وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً وقال: فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ والسقط والسقاط لما يقل الاعتداد به ومنه قيل رجل ساقط لئيم فى حسبه وقد أسقطه كذا وأسقطت المرأة اعتبر فيه الأمران: السقوط من عال والرداءة جميعا فإنه لا يقال أسقطت المرأة إلا فى الولد الذي تلقيه قبل التمام، ومنه قيل لذلك الولد سقط وبه شبه سقط الزند بدلالة أنه قد يسمى الولد وقوله تعالى: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ فإنه يعنى الندم، وقرىء تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا أي تساقط النخلة وقرىء:
تُساقِطْ بالتخفيف: أي تتساقط فحذف إحدى التاءين وإذا قرىء تساقط فإن تفاعل مطاوع فاعل وقد عداه كما عدى تفعل فى نحو تجرعه، وقرىء:
تُساقِطْ عَلَيْكِ أي يساقط الجذع.
(سقف) : سقف البيت جمعه سقف وجعل السماء سقفا فى قوله:
وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وقال تعالى: وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وقال:
(سقم) : السّقم والسّقم المرض المختص بالبدن والمرض قد يكون فى البدن وفى النفس نحو: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وقوله تعالى: إِنِّي سَقِيمٌ فمن التعريض أو الإشارة إلى ماض وإما إلى مستقبل وإما إلى قليل مما هو موجود فى الحال إذ كان الإنسان لا ينفك من خلل يعتريه وإن كان لا يحس به، ويقال مكان سقيم إذا كان فيه خوف.
(سقى) : السقي والسقيا أن يعطيه ما يشرب، والإسقاء أن يجعل له ذلك حتى يتناوله كيف شاء، فالإسقاء أبلغ من السقي لأن الإسقاء هو أن تجعل له ما يسقى منه ويشرب، تقول أسقيته نهرا، قال تعالى: وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً وقال: وَسُقُوا ماءً حَمِيماً- وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وقال فى الاسقاء وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً وقال: فَأَسْقَيْناكُمُوهُ أي جعلناه سقيا لكم وقال: نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها بالفتح والضم ويقال للنصيب من السقي سقى، وللأرض التي تسقى سقى لكونهما معفولين كالنقص، والاستسقاء طلب السقي أو الاسقاء، قال تعالى: وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى والسقاء ما يجعل فيه ما يسقى وأسقيتك جلدا أعطيتكه لتجعله سقاء، وقوله تعالى: جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ فهو المسمى صواع الملك فتسميته السقاية تنبيها أنه يسقى به وتسميته صواعا أنه يكال به.
(سكب) : ماء مسكوب مصبوب وفرس سكب الجري وسكبته فانسكب ودمع ساكب متصور بصورة الفاعل، وقد يقال منسكب وثوب سكب تشبيها بالمنصب لدقته ورقته كأنه ماء مسكوب.
(سكت) : السكوت مختص بترك الكلام ورجل سكيت وساكوت كثير السكوت والسكتة والسكات ما يعترى من مرض، والسكت يختص بسكون النفس فى الغناء والسكتات فى الصلاة السكوت فى حال الافتتاح وبعد الفراغ، والسكيت الذي يجيىء آخر الحلبة، ولما كان السكوت ضربا من السكون استعير له فى قوله: وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ.
سكران سكر هوى وسكر مدام
ومنه سكرات الموت، قال تعالى: وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ والسكر اسم لما يكون منه السكر، قال تعالى: تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً والسكر حبس الماء، وذلك باعتبار ما يعرض من السد بين المرء وعقله والسكر الموضع المسدود، وقوله تعالى: إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا قيل هو من السكر، وقيل هو من السكر، وليلة ساكرة أي ساكنة اعتبارا بالسكون العارض من السكر.
(سكن) : السكون ثبوت الشيء بعد تحرك، ويستعمل فى الاستيطان نحو: سكن فلان مكان كذا أي استوطنه، واسم المكان مسكن والجمع مساكن، قال تعالى: لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ وقال تعالى: وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ- لِتَسْكُنُوا فِيهِ فمن الأول يقال سكنته، ومن الثاني يقال أسكنته، نحو قوله تعالى: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي وقال تعالى:
أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وقوله تعالى: وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ فتنبيه منه على إيجاده وقدرته على إفنائه، والسكن السكون وما يسكن إليه، قال تعالى: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وقال تعالى: إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ- وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً والسكن النار التي يسكن بها، والسكنى أن يجعل له السكون فى دار بغير أجرة، والسكن سكان الدار نحو سفر فى جمع سافر، وقيل فى جمع ساكن سكان، وسكان السفينة ما يسكن به، والسكين سمى لإزالته حركة المذبوح، وقوله تعالى:
أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ فقد قيل هو ملك يسكن قلب المؤمن ويؤمنه، كما روى أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن السكينة لتنطق على لسان عمر، وقيل هو العقل. وقيل له سكينة إذا سكن عن الميل إلى الشهوات، وعلى ذلك دل قوله تعالى: وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ وقيل السكينة والسكن واحد وهو زوال الرعب، وعلى هذا قوله تعالى: أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وما ذكر أنه شىء رأسه كرأس الهر فما أراه قولا يصح.
والمسكين قيل هو الذي لا شىء له وهو أبلغ من الفقير، وقوله تعالى: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ فإنه جعلهم مساكين بعد ذهاب السفينة أو لأن سفينتهم
(سل) : سل الشيء من الشيء نزعه كسل السيف من العمد وسل الشيء من البيت على سبيل السرقة وسل الولد من الأب ومنه قيل للولد سليل قال تعالى:
يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً وقوله تعالى: مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ أي من الصفو الذي يسل من الأرض وقيل السلالة كناية عن النطفة تصور دونه صفو ما يحصل منه. والسل مرض ينزع به اللحم والقوة وقد أسله اللَّه
وقوله عليه السلام: «لا إسلال ولا إغلال»
وتسلسل الشيء اضطرب كأنه تصور منه تسلل متردد فردد لفظه تنبيها على تردد معناه ومنه السلسلة، قال تعالى: فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً وقال تعالى: سَلاسِلَ وَأَغْلالًا وَسَعِيراً وقال: وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ
وروى: «يا عجبا لقوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل».
وماء سلسل متردد فى مقره حتى صفا، قال الشاعر:
أشهى إلى من الرحيق السلسل
وقوله: سَلْسَبِيلًا أي سهلا لذيذا سلسا جديد الجرية وقيل هو اسم عين فى الجنة وذكر بعضهم أن ذلك مركب من قولهم سل سبيلا نحو الحوقلة والبسملة ونحوهما من الألفاظ المركبة وقيل بل هو اسم لكل عين سريع الجرية، وأسلة اللسان الطرف الرقيق.
(سلب) : السلب نزع الشيء من الغير على القهر قال تعالى: وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ والسليب الرجل المسلوب والناقة التي سلب ولدها والسلب المسلوب ويقال للحاء الشجر المنزوع منه سلب والسلب فى قول الشاعر:
فى السلب السود وفى الأمساح فقد قيل هى الثياب السود التي يلبسها المصاب وكأنها سميت سلبا لنزعه ما كان يلبسه قبل وقيل تسلبت المرأة مثل أحدث والأساليب الفنون المختلفة.
وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ أي أمتعتهم، والإسليح نبت إذا أكلته الإبل غزرت وسمنت وكأنما سمى بذلك لأنها إذا أكلته أخذت السلاح أي منعت أن تنحر إشارة إلى ما قال الشاعر:
أزمان لم تأخذ على سلاحها | إبلى بجلتها ولا أبكارها |
(سلخ) : السلخ نزع جلد الحيوان، يقال سلخته فانسلخ وعنه استعير سلخت درعه نزعتها وسلخ الشهر وانسلخ، قال تعالى: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ وقال تعالى: نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ أي ننزع وأسود سالخ سلخ جلده أي نزعه ونخلة مسلاخ ينتثر بسره الأخضر.
(سلط) : السلاطة التمكن من القهر، يقال سلطته فتسلط، قال تعالى:
وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ وقال تعالى: وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ ومنه سمى السلطان والسلطان يقال فى السلاطة نحو: وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً- إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ- إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ- لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ وقد يقال لذى السلاطة وهو الأكثر وسمى الحجة سلطانا وذلك لما يلحق من الهجوم على القلوب لكن أكثر تسلطه على أهل العلم والحكمة من المؤمنين، قال تعالى:
الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ وقال: فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ وقال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ وقال: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً- هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ يحتمل السلطانين.
والسليط الزيت بلغة أهل اليمن، وسلاطة اللسان القوة على المقال وذلك فى الذم أكثر استعمالا يقال امرأة سليطة وسنابك سلطان لما تسلط بقوتها وطولها.
(سلف) : السلف المتقدم، قال تعالى: فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ أي معتبرا متقدما وقال تعالى: فَلَهُ ما سَلَفَ أي يتجافى عما تقدم من ذنبه وكذا قوله: إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ أي ما تقدم من فعلكم فذلك متجافى عنه، فالاستثناء عن الإثم لا عن جواز الفعل، ولفلان سلف كريم أي
(سلق) : السلق بسط بقهر إما باليد أو باللسان، والتسلق على الحائط منه قال: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ يقال سلق امرأته إذا بسطها فجامعها، قال مسيلمة إن شئت سلقناك وإن شئت على أربع والسلق أن تدخل إحدى عروتى الجوالق فى الأخرى، والسليقة خبز مرقق وجمعها سلائق، والسليقة أيضا الطبيعة المتباينة، والسلق المطمئن من الأرض.
(سلك) : السلوك النفاذ فى الطريق، يقال سلكت الطريق وسلكت كذا فى طريقه، قال تعالى: لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا فِجاجاً وقال: فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا- يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ- وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا ومن الثاني قوله: ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ وقوله: كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ- كَذلِكَ سَلَكْناهُ- فَاسْلُكْ فِيها- يَسْلُكْهُ عَذاباً قال بعضهم: سلكت فلانا طريقا فجعل عذابا مفعولا ثانيا، وقيل عذابا هو مصدر لفعل محذوف كأنه قيل نعذبه به عذابا، والطعنة السلكة تلقاء وجهك، والسلكة الأنثى من ولد الحجل والذكر السلك.
(سلم) : السلم والسلامة التعري من الآفات الظاهرة والباطنة، قال: بِقَلْبٍ سَلِيمٍ أي متعر من الدغل فهذا فى الباطن، وقال تعالى:
مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها فهذا فى الظاهر وقد سلم يسلم سلامة وسلاما وسلمه اللَّه، وقال تعالى: وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ وقال: ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ أي سلامة، وكذا قوله: اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا والسلامة الحقيقية ليست إلا فى الجنة، إذ فيها بقاء بلا فناء وغنى بلا فقر، وعز بلا ذل، وصحة بلا سقم، كما قال تعالى: لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ أي السلامة، قال: وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وقال تعالى: يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ يجوز أن يكون كل ذلك من السلامة. وقيل السلام اسم من أسماء اللَّه تعالى، وكذا قيل فى قوله: لَهُمْ دارُ السَّلامِ- السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ قيل وصف بذلك من حيث لا يلحقه العيوب والآفات التي تلحق الخلق، وقوله: سَلامٌ قَوْلًا مِنْ
وقال تعالى: فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ أي ليسلم بعضكم على بعض. والسلام والسّلم والسّلم الصلح قال: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً وقيل نزلت فيمن قتل بعد إقراره بالإسلام ومطالبته بالصلح.
وقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً- وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ وقرىء للسلم بالفتح، وقرىء: وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وقال:
يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ أي مستسلمون، وقوله: (ورجلا سالما لرجل) وقرىء سلما وسلما وهما مصدران وليسا بوصفين كحسن ونكد يقول سلم سلما وسلما وربح ربحا وربحا. وقيل السلم اسم بإزاء حرب، والإسلام الدخول فى السلم وهو أن يسلم كل واحد منهما أن يناله من ألم صاحبه، ومصدر أسلمت الشيء إلى فلان إذا أخرجته إليه ومنه السلم فى البيع. والإسلام فى الشرع على ضربين أحدهما دون الإيمان وهو الاعتراف باللسان وبه يحقن الدم حصل معه الاعتقاد أو لم يحصل وإياه قصد بقوله: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا والثاني فوق الإيمان وهو أن يكون مع الاعتراف اعتقاد بالقلب
ولو نال أسباب السماء بسلم
والسلم والسلام شجر عظيم، كأنه سمى لاعتقادهم أنه سليم من الآفات، والسلام الحجارة الصلبة.
(سلا) : قال تعالى: وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى أصلها ما يسلى الإنسان ومنه السلوان والتسلي وقيل السلوى طائر كالسمانى. قال ابن عباس:
المن الذي يسقط من السماء والسلوى طائر، قال بعضهم أشار ابن عباس بذلك إلى ما رزق اللَّه تعالى عباده من اللحوم والنبات وأورد بذلك مثالا، وأصل السلوى من التسلي، يقال سليت عن كذا وسلوت عنه وتسليت إذا زال عنك محبته. قيل والسلوان ما يسلى وكانوا يتداوون من العشق بخرزة يحكونها ويشربونها، ويسمونها السلوان.
(سمم) : السم والسم كل ثقب ضيق كخرق الإبرة وثقب الأنف والأذن وجمعه سموم. قال تعالى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وقد سمه أي دخل فيه ومنه السامة للخاصة الذين يقال لهم الدخلل الذين يتداخلون فى بواطن الأمر، والسم القاتل وهو مصدر فى معنى الفاعل فإنه بلطف تأثيره يدخل بواطن البدن، والسموم الريح الحارة التي تؤثر السم قال تعالى: وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ وقال: فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ- وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ.
قال: وَأَنْتُمْ سامِدُونَ وقولهم سمد رأسه وسبد أي استأصل شعره.
(سمر) : السمرة أحد الألوان المركبة بين البياض والسواد والسمراء كنى بها عن الحنطة والسمار اللبن الرقيق المتغير اللون والسمرة شجرة تشبه أن تكون للونها سميت بذلك والسمر سواد لليل ومنه قيل لا آتيك السمر والقمر، وقيل للحديث بالليل السمر وسمر فلان إذا تحدث ليلا ومنه قيل لا آتيك ما سمر ابنا سمير وقوله تعالى: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ قيل معناه سمارا فوضع الواحد موضع الجمع وقيل بل السامر الليل المظلم يقال سامر وسمار وسمرة وسامرون وسمرت الشيء وإبل مسمرة مهملة والسامري منسوب إلى رجل.
(سمع) : السمع قوة فى الأذن به يدرك الأصوات وفعله يقال له السمع أيضا، وقد سمع سمعا: ويعبر تارة بالسمع عن الأذن نحو: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وتارة عن فعله كالسماع نحو: إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ وقال تعالى: أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ وتارة عن الفهم وتارة عن الطاعة تقول اسمع ما أقول لك ولم تسمع ما قلت وتعنى لم تفهم، قال تعالى: وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا وقوله: سَمِعْنا وَعَصَيْنا أي فهمنا قولك ولم نأتمر لك وكذلك قوله: سَمِعْنا وَأَطَعْنا أي فهمنا وارتسمنا.
وقوله: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ يجوز أن يكون معناه فهمنا وهم لا يفهمون وأن يكون معناه فهمنا وهم لا يعلمون بموجبه وإذا لم يعمل بموجبه فهو فى حكم من لم يسمع. ثم قال تعالى: وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا أي أفهمهم بأن جعل لهم قوة يفهمون بها وقوله:
وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ يقال على وجهين أحدهما دعاء على الإنسان بالصمم والثاني دعاء له، فالأول نحو أسمعك اللَّه أي جعلك اللَّه أصم والثاني أن يقال أسمعت فلانا إذا سببته وذلك متعارف فى السب، وروى أن أهل الكتاب كانوا يقولون ذلك للنبى صلّى اللَّه عليه وسلّم يوهمون أنهم يعظمونه ويدعون له وهم يدعون عليه بذلك وكل موضع أثبت اللَّه السمع للمؤمنين أو نفى عن الكافرين أو حث على تحريه فالقصد به إلى تصور المعنى والتفكر فيه نحو: أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها ونحو: صُمٌّ بُكْمٌ ونحو: فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وإذا وصفت اللَّه تعالى بالسمع فالمراد به علمه بالمسموعات وتحريه بالمجازاة بها نحو: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ
- لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا وقوله: إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ أي لا تفهمهم لكونهم كالموتى فى افتقادهم بسوء فعلهم القوة العاقلة التي هى الحياة المختصة بالإنسانية، وقوله:
أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ أي يقول فيه تعالى ذلك من وقف على عجائب حكمته ولا يقال فيه ما أبصره وما أسمعه لما تقدم ذكره أن اللَّه تعالى لا يوصف إلا بما ورد به السمع، وقوله فى صفة الكفار: أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا معناه أنهم يسمعون ويبصرون فى ذلك اليوم ما خفى عليهم وضلوا عنه اليوم لظلمهم أنفسهم وتركهم النظر، وقال: خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا- سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أي يسمعون منك لأجل أن يكذبوا سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ أي يسمعون لمكانهم، والاستماع الإصغاء نحو: نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ، إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ- وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ- وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ- وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ وقوله: أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ أي من الموجد
لأسماعهم وأبصارهم والمتولى لحفظها | والمسمع والمسمع خرق الأذن وبه شبه |
(سمك) : السمك سمك البيت وقد سمكه أي رفعه قال: رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها وقال الشاعر:
إن الذي سمك السماء مكانها
وفى بعض الأدعية يا بارى السموات المسموكات وسنام سامك عال. والسماك ما سمكت به البيت، والسماك نجم، والسمك معزوف.
(سمن) : السمن ضد الهزال، يقال سمين وسمان قال: أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ وأسمنته وسمنته جعلته سمينا، قال: لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ وأسمنته اشتريته سمينا أو أعطيته كذا واستسمنته وجدته سمينا. والسمنة دواء يستجلب به السمنة والسمن سمى به لكونه من جنس السمن وتولده عنه والسمانى طائر.
(سما) : سماء كل شىء أعلاه، قال الشاعر فى وصف فرس:
وأحمر كالديباج أما سماؤه | فريا وأما أرضه فمحول |
ألم تر أن اللَّه أعطاك سورة | ترى كل ملك دونها يتذبذب |
لا بالحصور ولا فيها بسأر
ويروى بسوار، من السورة أي الغضب.
(سوط) : السوط الجلد المضفور الذي يضرب به وأصل السوط خلط الشيء بعضه ببعض، يقال سطته وسوطته، فالسوط يسمى به لكونه مخلوط الطاقات بعضها ببعض، وقوله: فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ تشبيها بما يكون فى الدنيا من العذاب بالسوط، وقيل إشارة إلى ما خلط لهم من أنواع العذاب المشار إليه بقوله حَمِيماً وَغَسَّاقاً.
(ساعة) : الساعة جزء من أجزاء الزمان، ويعبر به عن القيادة، قال:
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ- يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ- وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ تشبيها بذلك لسرعة حسابه كما قال: وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ أو لما نبه عليه بقوله كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها- لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ- وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ فالأولى هى القيامة والثانية الوقت القليل من الزمان. وقيل الساعات التي هى القيامة ثلاثة: الساعة الكبرى وهى بعث الناس للمحاسبة وهى التي أشار إليها
بقوله عليه السلام: «لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وحتى يعبد الدرهم والدينار»
إلى غير ذلك. وذكر أمورا لم تحدث فى زمانه ولا بعده. والساعة الوسطى وهى موت أهل القرن الواحد وذلك نحو
روى أنه رأى عبد اللَّه بن أنيس فقال: «إن يطل عمر هذا الغلام لم يمت حتى تقوم الساعة»
فقيل إنه آخر من مات من الصحابة والساعة الصغرى وهى موت الإنسان، فساعة كل إنسان موته وهى المشار إليها بقوله: قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً ومعلوم أن هذه الحسرة تنال الإنسان عند موته لقوله: وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ الآية وعلى هذا قوله: قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ
وروى أنه كان إذا هبت ريح شديدة تغير لونه عليه السلام فقال: «تخوفت الساعة»
وقال: «ما أمد طرفى ولا أغضها إلا وأظن أن الساعة قد قامت»
يعنى موته. ويقال عاملته مساوعة نحو معاومة ومشاهرة، وجاءنا بعد سوع من الليل وسواع أي بعد هدء، وتصور من الساعة الإهمال فقيل أسعت الإبل أسيعها وهو ضائع سائع، وسواع اسم صنم. قال: وَدًّا وَلا سُواعاً.
(ساغ) : ساغ الشراب فى الخلق سهل انحداره، وأساغه كذا. قال:
سائِغاً لِلشَّارِبِينَ- وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وسوغته مالا مستعار منه، وفلان سوغ أخيه إذا ولد إثره عاجلا تشبيها بذلك.
(سوف) : سوف حرف يخصص أفعال المضارعة بالاستقبال ويجردها عن معنى الحال نحو: سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي وقوله: فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ تنبيه أن ما يطلبونه وإن لم يكن فى الوقت حاصلا فهو مما يكون بعد لا محالة ويقتضى معنى المماطلة والتأخير، واشتق منه التسويف اعتبارا بقول الواعد سوف أفعل كذا والسوف شم التراب والبول، ومنه قيل للمفازة التي يسوف الدليل ترابها مسافة، قال الشاعر:
إذا الدليل استاف أخلاق الطرق
والسواف مرض الإبل يشارف بها الهلاك وذلك لأنها تشم الموت أو يشمها الموت وإما لأنه مما سوف تموت منه.
(ساق) : سوق الإبل جلبها وطردها، يقال سقته فانساق، والسيقة ما يساق من الدواب وسقت المهر إلى المرأة وذلك أن مهور هم كانت الإبل وقوله:
إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ نحو قوله: وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى وقوله: سائِقٌ
أي ملك يسوقه وآخر يشهد عليه وله، وقيل هو كقوله: كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وقوله: وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ قيل عنى التفاف الساقين عند خروج الروح وقيل التفافهما عند ما يلفان فى الكفن، وقيل هو أن يموت فلا تحملانه بعد أن كانتا تقلانه، وقيل أراد التفاف البلية بالبلية يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ من قولهم كشفت الحرب عن ساقها، وقال بعضهم فى قوله:
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ إنه إشارة إلى شدة وهو أن يموت الولد فى بطن الناقة فيدخل المذمر يده فى رحمها فيأخذ بساقه فيخرجه ميتا، قال فهذا هو الكشف عن الساق فجعل لكل أمر فظيع. وقوله: فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ قيل هو جمع ساق نحو لابة ولوب وقارة وقور، وعلى هذا فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ ورجل أسوق وامرأة سوقاء بينة السوق أي عظيمة الساق، والسوق الموضع الذي يجلب إليه المتاع للبيع، قال: وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ والسويق سمى لانسواقه فى الحلق من غير مضغ.
(سؤل) : السؤل الحاجة التي تحرص النفس عليها، قال: قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى وذلك ما سأله بقوله: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي الآية والتسويل تزيين النفس لما تحرض عليه وتصوير القبيح منه بصورة الحسن، قال بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً- الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وقال بعض الأدباء:
سالت هذيل رسول اللَّه فاحشة
أي طلبت منه سؤلا. قال وليس من سأل كما قال كثير من الأدباء.
والسؤل يقارب الأمنية لكن الأمنية تقال فيما قدره الإنسان والسؤل فيما طلب فكأن السؤل يكون بعد الأمنية.
(سال) : سال الشيء يسيل وأسلته أنا، قال: وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ أي أذبنا له والإسالة فى الحقيقة حالة فى القطر تحصل بعد الإذابة، والسيل أصله مصدر وجعل اسما للماء الذي يأتيك ولم يصبك مطره، قال: فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً- سَيْلَ الْعَرِمِ والسيلان الممتد من الحديد، الداخل من النصاب فى المقبض.
(سأل) : السؤال استدعاء معرفة أو ما يؤدى إلى المعرفة واستدعاء مال
إن قيل كيف يصح أن يقال السؤال يكون للمعرفة ومعلوم أن اللَّه تعالى يسأل عباده نحو: وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قيل إن ذلك سؤال لتعريف القوم وتبيتهم لا لتعريف اللَّه تعالى فإنه علام الغيوب، فليس يخرح عن كونه سؤالا عن المعرفة، والسؤال للمعرفة يكون تارة للاستعلام وتارة للتبكيت كقوله تعالى:
وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ولتعرف المسئول. والسؤال إذا كان للتعريف تعدى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه وتارة بالجار، تقول سألته كذا وسألته عن كذا وبكذا وبعن أكثر وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ- وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ- يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ وقال تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي وقال:
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ وإذا كان السؤال لاستدعاء مال فإنه يتعدى بنفسه أو بمن نحو: وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ- وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا وقال: وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ويعبر عن الفقير إذا كان مستدعيا لشىء بالسائل نحو: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ وقوله: لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ.
(سام) : السوم أصله الذهاب فى ابتغاء الشيء، فهو لفظ لمعنى مركب من الذهاب والابتغاء وأجرى مجرى الذهاب فى قولهم سامت الإبل فهى سائمة ومجرى الابتغاء فى قولهم سمت كذا قال يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ ومنه قيل سيم فلان الخسف فهو يسام الخسف ومنه السوم فى البيع فقيل صاحب السلعة أحق بالسوم، ويقال سميت الإبل فى المرعى وأسمتها وسومتها، قال: وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ والسيماء والسيمياء العلامة، قال الشاعر:
له سيمياء لا تشق على البصر
وقال تعالى: سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ وقد سومته أي أعلمته ومسومين أي معلمين ومسومين معلمين لأنفسهم أو لخيولهم أو مرسلين لها
وروى عنه عليه السلام أنه قال: «تسوموا فإن الملائكة قد تسومت».
(سأم) : السآمة الملائكة مما يكثر لبثه فعلا كان أو انفعالا قال: وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ وقال: لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وقال الشاعر:
(سين) : طور سيناء جبل معروف، قال: تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ قرىء بالفتح والكسر والألف فى سيناء بالفتح ليس إلا للتأنيث لأنه ليس فى كلامهم فعلا إلا مضاعفا كالقلقال والزلزال، وفى سيناء يصيح أن تكون الألف فيه كالألف فى علباء وحرباء، وأن تكون الألف للإلحاق بسرواح، وقيل أيضا طور سينين والسين من حروف المعجم.
(سوا) : المساواة المعادلة المعتبرة بالذرع والوزن والكيل، يقال هذا ثوب مساو لذاك الثوب، وهذا الدرهم مساو لذلك الدرهم، وقد يعتبر بالكيفية نحو هذا السواد مساو لذلك السواد وإن كان تحقيقه راجعا إلى اعتبار مكانه دون ذاته ولاعتبار المعادلة التي فيه استعمل استعمال العدل، قال الشاعر:
أبينا فلا نعطى السواء عدونا
واستوى يقال على وجهين، أحدهما: يسند إليه فاعلان فصاعدا نحو استوى زيد وعمرو فى كذا أي تساويا، وقال: لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ والثاني أن يقال لاعتدال الشيء فى ذاته نحو: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى وقال: فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ- لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ- فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ واستوى فلان على عمالته واستوى أمر فلان، ومتى عدى بعلى اقتضى معنى الاستيلاء كقوله: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى وقيل معناه استوى له ما فى السموات وما فى الأرض أي استقام الكل على مراده بتسوية اللَّه تعالى إياه كقوله: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ وقيل معناه استوى كل شىء فى النسبة إليه فلا شىء أقرب إليه من شىء إذ كان تعالى ليس كالأجسام الحالة فكان دون مكان، وإذا عدى بإلى اقتضى معنى الانتهاء إليه إما بالذات أو بالتدبير، وعلى الثاني قوله: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ وتسوية الشيء جعله سواء إما فى الرفعة أو فى الضعة، وقوله: الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ أي جعل خلقتك على ما اقتضت الحكمة وقوله: وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها فإشارة إلى القوى التي جعلها مقومة للنفس فنسب الفعل إليها وقد ذكر فى غير هذا الموضع أن الفعل كما يصح أن ينسب إلى الفاعل يصح أن ينسب إلى الآلة وسائر ما يفتقر الفعل إليه نحو سيف قاطع، وهذا
مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ ورجل سوى استوت أخلاقه وخلقته عن الإفراط والتفريط، وقوله تعالى: عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ قيل نجعل كفه كخف الجمل لا أصابع له، وقيل بل نجعل أصابعه كلها على قدر واحد حتى لا ينتفع بها وذاك أن الحكمة فى كون الأصابع متفاوتة فى القدر والهيئة ظاهرة، إذ كان تعاونها على القبض أن تكون كذلك، وقوله: فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها أي سوى بلادهم بالأرض نحو: خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وقيل سوى بلادهم بهم نحو: لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وذلك إشارة إلى ما قال عن الكفار يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً
ومكان سوى وسواء وسط ويقال سواء وسوى وسوى أي يستوى طرفاه ويستعمل ذلك وصفا وظرفا، وأصل ذلك مصدر، وقال: فِي سَواءِ الْجَحِيمِ- سَواءَ السَّبِيلِ- فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ أي عدل من الحكم. وكذا قوله: إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ وقوله:
سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ- سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ- سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا أي يستوى الأمران فى أنهما لا يغنيان سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وقد يستعمل سوى وسواء بمعنى غير، قال الشاعر:
فلم يبق منها سوى هامد
وقال آخر:
وما قصدت من أهلها لسوائكا
وعندى رجل سواك أي مكانك وبدلك والسيء المساوى مثل عدل ومعادل وقتل ومقاتل، تقول سيان زيد وعمرو، وأسواء جمع سى نحو نقض وأنقاض يقال قوم أسواء ومستوون، والمساواة متعارفة فى المثمنات، يقال هذا الثوب
(سوأ) : السوء كل ما يغم الإنسان من الأمور الدنيوية والأخروية ومن الأحوال النفسية والبدنية والخارجة من فوات مال وجاه وفقد حميم، وقوله:
بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ أي من غير آفة بها وفسر بالبرص، وذلك بعض الآفات التي تعرض لليد. وقال: إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ وعبر عن كل ما يقبح بالسوأى، ولذلك قوبل بالحسنى، قال: ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى كما قال: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى والسيئة الفعلة القبيحة وهى ضد الحسنة، قال: بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً قال: لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ- يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ- ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ- فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا- ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ
وقال عليه الصلاة والسلام: «يا أنس أتبع السيئة الحسنة تمحها»
والحسنة والسيئة ضربان: أحدهما بحسب اعتبار العقل والشرع نحو المذكور فى قوله: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وحسنة وسيئة بحسب اعتبار الطبع، وذلك ما يستخفه الطبع وما يستثقله نحو قوله: فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ وقوله:
ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ وقوله تعالى: إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ ويقال ساءنى كذا وسؤتنى وأسأت إلى فلان، قال: سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وقال: لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ- مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ أي قبيحا، وكذا قوله: زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ- عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ أي ما يسوءهم فى العاقبة، وكذا قوله: وَساءَتْ مَصِيراً- ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وأما قوله تعالى: فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ- ساءَ ما يَعْمَلُونَ- ساءَ مَثَلًا فساء هاهنا تجرى مجرى بئس وقال: وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وقوله: سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا نسب ذلك إلى الوجه من حيث إنه يبدو فى الوجه أثر السرور والغم، وقال: سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً- (حل بهم ما يسوءهم) وقال: سُوءُ الْحِسابِ- وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ وكنى عن الفرج بالسوأة. قال: كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ- فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي- يُوارِي سَوْآتِكُمْ- بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما- لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما.
(شبه) : الشبه والشبه والشبيه حقيقتها فى المماثلة من جهة الكيفية كاللون والطعم وكالعدالة والظلم، والشبهة هو أن لا يتميز أحد الشيئين من الآخر لما بينهما من التشابه عينا كان أو معنى، قال: وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً أي يشبه بعضه بعضا لونا لا طعما وحقيقة، وقيل متماثلا فى الكمال والجودة، وقرىء قوله: مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ وقرىء: مُتَشابِهاً جميعا ومعناهما متقاربان. وقال: إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا على لفظ الماضي فجعل لفظه مذكرا وتشابه أي تتشابه علينا على الإدغام، وقوله: تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ أي فى الغى والجهالة، قال: وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ والمتشابه من القرآن ما أشكل تفسيره لمشابهته بغيره إما من حيث اللفظ أو من حيث المعنى، فقال: الفقهاء المتشابه مالا ينبىء ظاهره عن مراده، وحقيقة ذلك أن الآيات عند اعتبار بعضها ببعض ثلاثة أضرب: محكم على الإطلاق، ومتشابه على الإطلاق، ومحكم من وجه متشابه من وجه. فالمتشابه فى الجملة ثلاثة أضرب متشابه من جهة اللفظ فقط، ومتشابه من جهة المعنى فقط، ومتشابه من جهتهما، والمتشابه من جهة اللفظ ضربان:
أحدهما يرجع إلى الألفاظ المفردة، وذلك إما من جهة غرابته نحو الأب ويزفون، وإما من جهة مشاركة فى اللفظ كاليد والعين. والثاني يرجع إلى جملة الكلام المركب، وذلك ثلاثة أضرب، ضرب لاختصار الكلام نحو: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ وضرب لبسط الكلام نحو: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لأنه لو قيل ليس مثله شىء كان أظهر للسامع.
وضرب لنظم الكلام نحو: أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً تقديره الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا وقوله: وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ إلى قوله: لَوْ تَزَيَّلُوا. والمتشابه من جهة المعنى أوصاف اللَّه تعالى وأوصاف يوم القيامة فإن تلك الصفات لا تتصور لنا إذ كان لا يحصل فى نفوسنا صورة ما لم نحسه أو لم يكن من جنس ما نحسه. والمتشابه من جهة المعنى واللفظ جميعا خمسة أضرب، الأول: من جهة الكمية كالعموم والخصوص نحو: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ والثاني: من جهة الكيفية كالوجوب والندب نحو: فَانْكِحُوا
والثالث: من جهة الزمان كالناسخ والمنسوخ نحو: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ والرابع: من جهة المكان والأمور التي نزلت فيها نحو: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وقوله: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ فإن من لا يعرف عادتهم فى الجاهلية يتعذر عليه معرفة تفسير هذه الآية. والخامس: من جهة الشروط التي بها يصح الفعل أو يفسد كشروط الصلاة والنكاح. وهذه الجملة إذا تصورت علم أن كل ما ذكره المفسرون فى تفسير المتشابه لا يخرج عن هذه التقاسيم نحو قول من قال المتشابه الم وقول قتادة: المحكم الناسخ والمتشابه المنسوخ، وقول الأصم المحكم ما أجمع على تأويله، والمتشابه ما اختلف فيه. ثم جميع المتشابه على ثلاثة أضرب: ضرب لا سبيل للوقوف عليه كوقت الساعة وخروج دابة الأرض وكيفية الدابة ونحو ذلك. وضرب للإنسان سبيل إلى معرفته كالألفاظ الغريبة والأحكام الغلقة. وضرب متردد بين الأمرين يجوز أن يختص بمعرفة حقيقته بعض الراسخين فى العلم ويخفى على من دونهم، وهو الضرب المشار إليه
بقوله عليه السلام فى على رضى اللَّه عنه: «اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل».
وقوله: لابن عباس مثل ذلك وإذ عرفت هذه الجملة علم أن الوقف على قوله: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ووصله بقوله: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ جائز وأن لكل واحد منهما وجها حسبما دل عليه التفصيل المتقدم.
وقوله: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً فإنه يعنى ما يشبه بعضه بعضا فى الأحكام والحكمة واستقامة النظم. وقوله: وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ أي مثل لهم من حسبوه إياه، والشبه من الجواهر ما يشبه لونه لون الذهب.
(شتت) : الشت تفريق الشعب، يقال: شت جمعم شتا وشتاتا، وجاءوا أشتاتا أي متفرقى النظام، قال: يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً وقال:
مِنْ نَباتٍ شَتَّى أي مختلفة الأنواع وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى أي هم بخلاف من وصفهم بقوله: وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ وشتان اسم فعل نحو وشكان يقال شتان ما هما وشتان ما بينهما إذا أخبرت عن ارتفاع الالتئام بينهما.
(شتا) : رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ يقال شتى وأشتى وصاف وأصاف والمشتى والمشتاة للوقت والموضع والمصدر، قال الشاعر:
نحن فى المشتاة ندعو الجفلى
وفى الحديث: «فإن اشتجروا فالسلطان ولى من لا ولى له»
والشجار خشب الهودج، والمشجر ما يلقى عليه الثوب وشجره بالرمح أي طعنه بالرمح وذلك أن يطعنه به فيتركه فيه.
(شح) : الشح بخل مع حرص وذلك فيما كان عادة قال: وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وقال: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ يقال: رجل شحيح وقوم أشحة قال: أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ- أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ وخطيب شحشح ماض فى خطبته من قولهم: شحشح البعير فى هديره.
(شحم) : حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما وشحمة الأذن معلق القرط لتصوره بصورة الشحم وشحمة الأرض لدودة بيضاء، ورجل مشحم كثر عنده الشحم، وشحم محب للشحم وشاحم يطعمه أصحابه وشحيم كثر على بدنه.
(شحن) : قال: فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ أي المملوء والشحناء عداوة امتلأت منها النفس يقال: عدو مشاحن وأشحن للبكاء امتلأت نفسه لتهيئه له:
(شخص) : الشخص سواد الإنسان القائم المرئي من بعيد، وقد شخص من بلده نفذ وشخص سهمه وبصره وأشخصه صاحبه قال: تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ- شاخِصَةٌ أَبْصارُ أي أجفانهم لا تطرف.
(شد) : الشد العقد القوى يقال: شددت الشيء قويت عقده قال وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ- فَشُدُّوا الْوَثاقَ والشدة تستعمل فى العقد وفى البدن وفى قوى النفس وفى العذاب قال: وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً- عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى يعنى جبريل عليه السلام غِلاظٌ شِدادٌ- بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ- فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ والشديد والمتشدد البخيل قال: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ فالشديد يجوز أن يكون بمعنى مفعول كأنه شد كما يقال غل عن الانفصال، وإلى نحو
إذا المرء وافى الأربعين ولم يكن | له دون ما يهوى حياء ولا ستر |
فدعه ولا تنفس علهى الذي مضى | وإن جر أسباب الحياة له العمر |
(شر) : الشر الذي يرغب عنه الكل، كما أن الخير هو الذي يرغب فيه الكل، قال: شَرٌّ مَكاناً- إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ وقد تقدم تحقيق الشر مع ذكر الخير وذكر أنواعه، ورجل شرير وشرير متعاط للشر وقوم أشرار وقد أشررته نسبته إلى الشر، وقيل أشررت كذا أظهرته واحتج بقول الشاعر:
إذا قيل أي الناس شر قبيلة | أشرت كليب بالأكف الأصابعا |
(شرب) : الشرب تناول كل مائع ماء كان أو غيره، قال تعالى فى صفة أهل الجنة: وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً وقال فى صفة أهل النار: لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وجمع الشراب أشربه يقال: شربته شربا وشربا، قال:
فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي- إلى قوله- فَشَرِبُوا مِنْهُ وقال فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ والشرب النصيب منه قال: هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ- كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ والمشرب المصدر واسم زمان الشرب ومكانه قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ والشريب المشارب والشراب وسمى الشعر على الشفة العليا والعرق الذي فى باطن الحلق شاربا وجمعه شوارب لتصورهما بصورة الشاربين، قال الهذلي فى صفة عير:
وقوله: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ قيل هو من قولهم أشربت البعير شددت حبلا فى عنقه قال الشاعر:
فأشربتها الأقران حتى وقصتها | بقرح وقد ألقين كل جنين |
تغلغل حيث لم يبلغ شراب | ولا حزن ولم يبلغ سرور |
(شرح) : أصل الشرح بسط اللحم ونحوه، يقال شرحت اللحم وشرحته ومنه شرح الصدر أي بسطه بنور إليه وسكينة من جهة اللَّه وروح منه، قال: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي- أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ- أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ وشرح المشكل من الكلام بسطه وإظهار ما يخفى من معانيه.
(شرد) : شرد البعير ند وشردت فلانا فى البلاد وشردت به أي فعلت به فعلة تشرد غيره أن يفعل فعله كقولك نكلت به أي جعلت ما فعلت به نكالا لغيره، قال: فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ أي اجعلهم نكالا لمن يعرض لك بعدهم، وقيل فلان طريد شريد.
(شرذم) : الشرذمة جماعة منقطعة، قال: لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وهو من قولهم ثوب شراذم أي متقطع.
(شرط) : الشرط كل حكم معلوم يتعلق بأمر يقع بوقوعه، وذلك الأمر كالعلامة له وشريط وشرائط وقد اشترطت كذا ومنه قيل للعلامة الشرط وأشراط الساعة علاماتها فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها والشرط قيل سموا بذلك لكونهم ذوى علامة يعرفون بها وقيل لكونهم أرذال الناس فأشراط الإبل أرذالها. وأشرط
(شرع) : الشرع نهج الطريق الواضح، يقال: شرعت له طريقا والشرع مصدر ثم جعل اسما للطريق النهج فقيل له شرع وشرع وشريعة واستعير ذلك للطريقة الإلهية، قال: شِرْعَةً وَمِنْهاجاً فذلك إشارة إلى أمرين:
أحدهما: ما سخر اللَّه تعالى عليه كل إنسان من طريق يتحراه مما يعود إلى مصالح العباد وعمارة البلاد، وذلك المشار إليه بقوله: وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا.
الثاني: ما قيض له من الدين وأمره به ليتحراه اختيارا مما تختلف فيه الشرائع ويعترضه النسخ ودل عليه قوله: ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها قال ابن عباس: الشرعة ما ورد به القرآن، والمنهاج ما ورد به السنة، وقوله: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ فإشارة إلى الأصول التي تتساوى فيها الملل فلا يصح عليها النسخ كمعرفة اللَّه تعالى ونحو ذلك من نحو ما دل عليه قوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قال بعضهم: سميت الشريعة شريعة تشبيها بشريعة الماء من حيث إن من شرع فيها على الحقيقة المصدوقة روى وتطهر، قال وأعنى بالري ما قال بعض الحكماء: كنت أشرب فلا أروى فلما عرفت اللَّه تعالى رويت بلا شرب وبالتطهر ما قال تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً وقوله تعالى: إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً جمع شارع. وشارعة الطريق جمعها شوارع، وأشرعت الرمح قبله وقيل شرعته فهو مشروع وشرعت السفينة جعلت لها شراعا ينقذها وهم فى هذا الأمر شرع أي سواء أي يشرعون فيه شروعا واحدا. وشرعك من رجل زيد كقولك حسبك أي هو الذي تشرع فى أمره، أو تشرع به فى أمرك، والشرع خص بما يشرع من الأوتار على العود.
(شرق) : شرقت الشمس شروقا طلعت وقيل لا أفعل ذلك ما ذر شارق وأشرقت أضاءت، قال: بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ أي وقت الإشراق والمشرق والمغرب إذا قيلا بالإفراد فإشارة إلى ناحيتى الشرق والغرب وإذا قيلا بلفظ التثنية فإشارة إلى مطلعى ومغربى الشتاء والصيف، وإذا قيلا بلفظ الجمع فاعتبار بمطلع كل يوم ومغربه أو بمطلع كل فصل ومغربه، قال: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ-
- بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ- مَكاناً شَرْقِيًّا
من ناحية الشرق والمشرقة المكان الذي يظهر للشرق وشرقت اللحم ألقيته فى المشرقة والمشرق مصلى العيد لقيام الصلاة فيه عند شروق الشمس، وشرقت الشمس اصفرت للغروب ومنه أحمر شارق شديد الحمرة، وأشرق الثوب بالصبغ، ولحم شرق أحمر لا دسم فيه.
(شرك) : الشركة والمشاركة خلط الملكين، وقيل هو أن يوجد شىء لاثنين فصاعدا عينا كان ذلك الشيء ومعنى كمشاركة الإنسان والفرس فى الحيوانية، ومشاركة فرس وفرس فى الكمتة والدهمة، يقال شركته وشاركته وتشاركوا واشتركوا وأشركته فى كذا. قال: وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي
وفى الحديث: «اللهم أشركنا فى دعاء الصالحين»
وروى أن اللَّه تعالى قال لنبيه عليه السلام «إنى شرفتك وفضلتك على جميع خلقى وأشركتك فى أمرى»
أي جعلتك بحيث تذكر معى، وأمرت بطاعتك مع طاعتى فى نحو: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وقال: فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ وجمع الشريك شركاء وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ- شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ- شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ- أَيْنَ شُرَكائِيَ، وشرك الإنسان فى الدين ضربان.
أحدهما: الشرك العظيم وهو إثبات شريك للَّه تعالى، يقال أشرك فلان باللَّه وذلك أعظم كفر، قال: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وقال: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً- مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ- يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وقال: سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكْنا.
الثاني: الشرك الصغير وهو مراعاة غير اللَّه معه فى بعض الأمور وهو الرياء والنفاق المشار إليه بقوله: شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ- وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ وقال بعضهم معنى قوله: إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ أي واقعون فى شرك الدنيا أي حبالها، قال: ومن هذا ما
قال عليه السلام: «الشرك فى هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا»
قال:
ولفظ الشرك من الألفاظ المشتركة وقوله: وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً محمول على الشركين وقوله: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ فأكثر الفقهاء يحملونه على
(شرى) : الشراء والبيع يتلازمان فالمشترى دافع الثمن وآخذ المثمن، والبائع دافع المثمن وآخذ الثمن، هذا إذا كانت المبايعة والمشاراة بناض وسلعة.
فأما إذا كانت بيع سعلة بسلعة صح أن يتصور كل واحد منهما مشتريا وبائعا ومن هذا الوجه صار لفظ البيع والشراء يستعمل كل واحد منهما فى موضع الآخر.
وشريت بمعنى بعت أكثر وابتعت بمعنى اشتريت أكثر قال اللَّه تعالى: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ أي باعوه وكذلك قوله: يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ ويجوز الشراء والاشتراء فى كل ما يحصل به شىء نحو: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ- لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللَّهِ- اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا- اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ وقوله:
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فقد ذكر ما اشترى به وهو قوله: يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ ويسمى الخوارج بالشراة متأولين فيه قوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فمعنى يشرى يبيع فصار ذلك كقوله:
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى الآية.
(شطط) : الشطط الإفراط فى البعد، يقال: شطت الدار وأشط يقال فى المكان وفى الحكم وفى السوم، قال:
شط المزار بجذوى وانتهى الأمل
وعبر بالشطط عن الجور، قال: لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً. ى قولا بعيدا عن الحق وشط النهر حيث يبعد عن الماء من حافته.
(شطر) : شطر الشيء نصفه ووسطه قال: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أي جهته ونحوه وقال: فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ويقال شاطرته شطارا أي ناصفته، وقيل شطر بصره أي نصفه وذلك إذ أخذ ينظر إليك وإلى آخر، وحلب فلان الدهر أشطره وأصله فى الناقة أن يحلب خلفين ويترك خلفين وناقة شطور يبس خلفان من أخلافها، وشاة شطور أحد ضرعيها أكبر من الآخر وشطر إذا أخذ شطرا أي ناحية، وصار يعبر بالشاطر عن البعيد وجمعه شطر نحو:
والشاطر أيضا لمن يتباعد عن الحق وجمعه شطار.
(شطن) : الشيطان النون فيه أصلية وهو من شطن أي تباعد ومنه بئر شطون وشطنت الدار وغربة شطون، وقيل بل النون فيه زائدة من شاط يشيط احترق غضبا فالشيطان مخلوق من النار كما دل عليه: وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ ولكونه من ذلك اختص بفرط القوة الغضبية والحمية الذميمة وامتنع من السجود لآدم. قال أبو عبيدة: الشيطان اسم لكل عارم من الجن والإنس والحيوانات قال: شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وقال: إِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ- وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ أي لصحابهم من الجن والإنس وقوله:
كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ قيل هى حية خفيفة الجسم وقيل أراد به عارم الجن فتشبه به لقبح تصورها وقوله: وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ فهم مردة الجن ويصح أن يكونوا هم مردة الإنس أيضا، وقال الشاعر:
لو أن شيطان الذئاب العسل
جمع العاسل وهو الذي يضطرب فى عدوه واختص به عسلان الذئب.
وقال آخر:
ما ليلة الفقير إلا شيطان
وسمى كل خلق ذميم للإنسان شيطانا،
فقال عليه السلام: «الحسد شيطان والغضب شيطان».
(شطا) : شاطى الوادي جانبه، قال: نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ ويقال شاطأت فلانا ماشيته فى شاطىء الوادي، وشطء الزرع فروخ الزرع وهو ما خرج منه وتفرع فى شاطئيه أي فى جانبيه وجمعه أشطاء، قال: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ أي فراخه وقرىء شطأه وذلك نحو الشمع والشمع والنهر والنهر.
(شعب) : الشعب القبيلة المتشعبة من حى واحد وجمعه شعوب، قال: شُعُوباً وَقَبائِلَ والشعب من الوادي ما اجتمع منه طرف وتفرق طرف فإذا نظرت إليه من الجانب الذي تفرق أخذت فى وهمك واحدا يتفرق وإذا نظرت
(شعر) : الشعر معروف وجمعه أشعار، قال: وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها وشعرت أصبت الشعر ومنه استعير شعرت كذا أي علمت علما فى الدقة كإصابة الشعر، وسمى الشاعر شاعرا لفطنته ودقة معرفته، فالشعر فى الأصل اسم للعلم الدقيق فى قولهم ليت شعرى وصار فى المتعارف اسما للموزون المقفى من الكلام، والشاعر للمختص بصناعته، وقوله تعالى حكاية عن الكفار: بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ وقوله: لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ- شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ وكثير من المفسرين حملوه على أنهم رموه بكونه آتيا بشعر منظوم مقفى حتى تأولوا ما جاء فى القرآن من كل لفظ يشبه الموزون من نحو: وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ وقوله: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ. وقال بعض المحصلين: لم يقصدوا هذا المقصد فيما رموه به وذلك أنه ظاهر من الكلام أنه ليس على أساليب الشعر ولا يخفى ذلك على الأغتام من العجم فضلا عن بلغاء العرب، وإنما رموه بالكذب فإن الشعر يعبر به عن الكذب والشاعر الكاذب حتى سمى قوم الأدلة الكاذبة الشعرية، ولهذا قال تعالى فى وصف عامة الشعراء:
وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ إلى آخر السورة، ولكون الشعر مقر الكذب قيل أحسن الشعر أكذبه. وقال بعض الحكماء: لم ير متدين صادق اللهجة مغلقا فى شعره. والمشاعر الحواس وقوله: وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ونحو ذلك معناه:
لا تدركونه بالحواس ولو قال فى كثير مما جاء فيه (لا يشعرون) :(لا يعقلون) لم يكن يجوز إذ كان كثير مما لا يكون محسوسا قد يكون معقولا. ومشاعر الحج معالمه الظاهرة للحواس والواحد مشعر ويقال شعائر الحج الواحد شعيرة ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ قال: عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ- لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ أي ما يهدى إلى بيت اللَّه، وسمى بذلك لأنها تشعر أي تعلم بأن تدمى بشعيرة أي حديدة يشعر بها. والشعار الثوب الذي يلى الجسد للماسته الشعر، والشعار أيضا ما يشعر به الإنسان نفسه فى الحرب أي يعلم. وأشعره الحب نحو ألبسه والأشعر الطويل الشعر وما استدار بالحافر من الشعر وداهية شعراء كقولهم داهية
(شعف) : قرىء: (شعفها) وهى من شعفة القلب وهى رأسه معلق النياط وشعفة الجبل أعلاه، ومنه قيل فلان مشعوف بكذا كأنما أصيب شعفة قلبه.
(شعل) : الشعل التهاب النار، يقال شعلة من النار وقد أشعلتها وأجاز أبو زيد شعلتها والشعيلة الفتيلة إذا كانت مشتعلة وقيل بياض يشتعل وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً تشبيها بالاشتعال من حيث اللون، واشتعل فلان غضبا تشبيها به من حيث الحركة، ومنه أشعلت الخيل فى الغارة نحو أوقدتها وهيجتها وأضرمتها.
(شغف) : شَغَفَها حُبًّا أي أصاب شغاف قلبها أي باطنه. عن الحسن. وقيل وسطه عن أبى على وهما يتقاربان.
(شغل) : الشّغل والشّغل العارض الذي يذهل الإنسان، قال: فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ وقرىء: شُغُلٍ وقد شغل فهو مشغول ولا يقال أشغل وشغل شاغل.
(شفع) : الشفع ضم الشيء إلى مثله ويقال للمشفوع شفع والشفع والوتر قيل الشفع المخلوقات من حيث إنها مركبات، كما قال: وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ والوتر هو اللَّه من حيث إن له الوحدة من كل وجه. وقيل الشفع يوم النحر من حيث إن له نظيرا يليه، والوتر يوم عرفة وقيل الشفع ولد آدم والوتر آدم لأنه لا عن والد والشفاعة الانضمام إلى آخر ناصرا له وسائلا عنه وأكثر ما يستعمل فى انضمام من هو أعلى حرمة ومرتبة إلى من هو أدنى. ومنه الشفاعة فى القيامة قال: لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً- لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ- لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً- وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى - فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ أي لا يشفع لهم وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ- مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ- مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً- وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً أي من انضم إلى غيره وعاونه وصار شفعا له أو شفيعا فى
قال عليه السلام: «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها»
أي إثمها وإثم من عمل بها، وقوله: ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ أي يدبر الأمر وحده لا ثانى له فى فصل الأمر إلا أن يأذن للمدبرات والمقسمات من الملائكة فيفعلون ما يفعلونه بعد إذنه. واستشفعت بفلان على فلان فتشفع لى وشفعة أجاب شفاعته، ومنه
قوله عليه السلام: «القرآن شافع مشفع»
والشفعة هو طلب مبيع فى شركته بما بيع به ليضمه إلى ملكه وهو من الشفع،
وقال عليه السلام: «إذا وقعت الحدود فلا شفعة».
(شفق) : الشفق اختلاط ضوء النهار بسواد الليل عند غروب الشمس، قال: فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ والإشفاق عناية مختلطة بخوف لأن المشفق يحب المشفق عليه ويخاف ما يلحقه، قال: وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ فإذا عدى بمن فمعنى الخوف فيه أظهر، وإذا عدى بفي فمعنى العناية فيه أظهر قال: إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ- مُشْفِقُونَ مِنْها- مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا- أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا.
(شفا) : شفاء البئر وغيرها حرفه ويضرب به المثل فى القرب من الهلاك قال: عَلى شَفا جُرُفٍ- عَلى شَفا حُفْرَةٍ وأشفى فلان على الهلاك أي حصل على شفاه ومنه استعير: ما بقي من كذا إلا شفى: أي قليل كشفا البئر. وتثنية شفا شفوان وجمعه أشفاه، والشفاء من المرض موافاة شفاء السلامة وصار اسما للبئر، قال فى صفة العسل: فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ- هُدىً وَشِفاءٌ- وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ- وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ.
(شق) : الشق الخرم الواقع فى الشيء، يقال شققته بنصفين، قال:
ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا- يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ- وَانْشَقَّتِ السَّماءُ- إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ- وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وقيل انشقاقه فى زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وقيل هو انشقاق يعرض فيه حين تقرب القيامة، وقيل معناه وضح الأمر، والشقة القطعة المنشقة كالنصف ومنه قيل طار فلان من الغضب شقاقا وطارت
لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي- لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ- مَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
أي صار فى شق غير شق أوليائه نحو: مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ ونحوه: وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ ويقال: المال بينهما شق الشعرة وشق الإبلمة، أي مقسوم كقسمتها، وفلان شق نفسى وشقيق نفسى أي كأنه شق منى لمشابهة بعضنا بعضا، وشقائق النعمان نبت معروف. وشقيقة الرمل ما يشقق، والشقشقة لهاة البعير، فيه من الشق، وبيده شقوق وبحافر الدابة شقاق، وفرس. شق إذا مال إلى أحد شقيه، والشقة فى الأصل نصف ثوب وإن كان قد يسمى الثوب كما هو شقة.
(شقا) : الشقاوة خلاف السعادة وقد شقى يشقى شقوة وشقاوة وشقاء وقرىء: شِقْوَتُنا- و (شقاوتنا) فالشقوة كالردة والشقاوة كالسعادة من حيث الإضافة، فكما أن السعادة فى الأصل ضربان سعادة أخروية وسعادة دنيوية، ثم السعادة الدنيوية ثلاثة أضرب: سعادة نفسية وبدنية وخارجية، كذلك الشقاوة على هذه الأضرب وفى الشقاوة الأخروية قال: فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى وقال: غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وقرىء (شقاوتنا) وفى الدنيوية فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى قال بعضهم: قد يوضع الشقاء موضع التعب نحو شقيت فى كذا وكل شقاوة تعب وليس كل تعب شقاوة فالتعب أعم من الشقاوة.
(شكك) : الشك اعتدال النقيضين عند الإنسان وتساويهما وذلك قد يكون لوجود أمارتين متساويتين عند النقيضين أو لعدم الأمارة فيهما. والشك ربما كان فى الشيء هل هو موجود أو غير موجود؟ وربما كان فى جنسه، من أي جنس هو؟ وربما كان فى بعض صفاته وربما كان فى الغرض الذي لأجله أوجد.
والشك ضرب من الجهل وهو أخص منه لأن الجهل قد يكون عدم العلم بالنقيضين رأسا فكل شك جهل وليس كل جهل شكا، قال: فِي شَكٍّ
- بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ- فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ. واشتقاقه إما من شككت الشيء أي خرقته قال:
وشككت بالرمح الأصم ثيابه... ليس الكريم على القنا بمحرم
فكأن الشك الخرق فى الشيء وكونه بحيث لا يجد الرأى مستقرا يثبت فيه ويعتمد عليه ويصح أن يكون مستعارا من الشك وهو لصوق العضد بالجنب، وذلك أن يتلاصق النقيضان فلا مدخل للفهم والرأى لتخلل ما بينهما ويشهد لهذا قولهم التبس الأمر واختلط وأشكل ونحو ذلك من الاستعارات. والشكة السلاح الذي به يشك: أي يفصل.
(شكر) : الشكر تصور النعمة وإظهارها، قيل وهو مقلوب عن الكشر أي الكشف، ويضاده الكفر وهو نسيان النعمة وسترها، ودابة شكور مظهرة بسمنها إسداء صاحبها إليها، وقيل أصله من عين شكرى أي ممتلئة، فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه. والشكر ثلاثة أضرب: شكر القلب، وهو تصور النعمة. وشكر اللسان، وهو الثناء على المنعم، وشكر سائر الجوارح، وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً فقد قيل شكرا انتصب على التمييز. ومعناه اعملوا ما تعملونه شكرا للَّه. وقيل شكرا مفعول لقوله اعملوا وذكر اعملوا ولم يقل اشكروا لينبه على التزام الأنواع الثلاثة من الشكر بالقلب واللسان وسائر الجوارح. قال: اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ- وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ- وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وقوله: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ففيه تنبيه أن توفية شكر اللَّه صعب ولذلك لم يثن بالشكر من أوليائه إلا على اثنين، قال فى إبراهيم عليه السلام: شاكِراً لِأَنْعُمِهِ وقال فى نوح: إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً وإذا وصف اللَّه بالشكر فى قوله: اللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ فإنما يعنى به إنعامه على عباده وجزاؤه بما أقاموه من العبادة. ويقال ناقة شكرة ممتلئة الضرع من اللبن، وقيل هو أشكر من بروق وهو نبت يخضر ويتربى بأدنى مطر، والشكر يكنى به عن فرج المرأة وعن النكاح قال بعضهم:
إن سألتك ثمن شكرها... وشبرك أنشأت تظلها
والشكير نبت فى أصل الشجرة غضن، وقد شكرت الشجرة كثر غصنها.
(شكل) : المشاكلة فى الهيئة والصورة والند فى الجنسية والشبه فى الكيفية، قال: وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ أي مثله فى الهيئة وتعاطى الفعل، والشكل قيل هو الدل وهو الحقيقة الأنس الذي بين المتماثلين فى الطريقة، ومن هذا قيل الناس أشكال وآلاف وأصل المشاكلة من الشكل أي تقييد الدابة، يقال شكلت الدابة والشكال ما يقيد به، ومنه استعير شكلت الكتاب كقوله قيدته، ودابة بها شكال إذا كان تحجيلها بإحدى رجليها وإحدى يديها كهيئة الشكال، وقوله: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ أي على سجيته التي قيدته وذلك أن سلطان السجية على الإنسان قاهر حسبما بينت فى الذريعة إلى مكارم الشريعة، وهذا كما
قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «كل ميسر لما خلق له»
والأشكلة الحاجة التي تقيد الإنسان والإشكال فى الأمر استعارة كالاشتباه من الشبه.
(شكا) : الشكو والشكاية والشكاة والشكوى إظهار البث، يقال شكوت وأشكيت، قال: نَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
وقال:
وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وأشكاه أي يجعل له شكوى نحو أمرضه ويقال أشكاه أي أزال شكايته،
وروى: «شكونا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حر الرمضاء فى جباهنا وأكفنا فلم يشكنا»
وأصل الشكو فتح الشكوة وإظهار ما فيه وهى سقاء صغير يجعل فيه الماء وكأنه فى الأصل استعارة كقولهم: بثثت له ما فى وعائى ونفضت ما فى جرابى إذا أظهرت ما فى قلبك. والمشكاة كوة غير نافذة قال: كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ وذلك مثل القلب والمصباح مثل نور اللَّه فيه.
(شمت) : الشماتة الفرح ببلية من تعاديه ويعاديك يقال شمت به فهو شامت وأشمت اللَّه به العدو، قال: فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ والتشميت الدعاء للعاطس كأنه إزالة الشماتة عنه بالدعاء له فهو كالتمريض فى إزالة المرض.
وقول الشاعر:
فبات له طوع الشوامت
أي على حسب ما تهواه اللاتي تشمت به، وقيل أراد بالشوامت القوائم وفى ذلك نظر إذ لا حجة له فى هذا البيت.
(شمأز) : قال: اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ أي نفرت.
(شمس) : يقال للقرصة وللضوء المنتشر عنها وتجمع على شموس، قال:
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها وقال: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ وشمس يومنا وأشمس صار ذا شمس وشمس فلان شماسا إذا ند ولم يستقر تشبيها بالشمس فى عدم استقرارها.
(شمل) : الشمال المقابل لليمين، قال: عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ويقال للثوب الذي يغطى به الشمال وذلك كتسمية كثير من الثياب باسم العضو الذي يستره نحو تسمية كم القميص يدا وصدره وظهره صدرا وظهرا ورجل السراويل رجلا ونحو ذلك، والاشتمال بالثوب أن يلتف به الإنسان فيطرحه على الشمال
وفى الحديث: «نهى عن اشتمال الصماء»
والشملة والمشمل كساء يشتمل به مستعار منه، ومنه شملهم الأمر ثم تجوز بالشمال فقيل شملت الشاة علقت عليها شمالا وقيل للخليفة شمال لكونه مشتملا على الإنسان اشتمال الشمال على البدن، والشمول الخمر لأنها تشتمل على العقل فتغطيه وتسميتها بذلك كتسميتها بالخمر لكونها خامرة له. والشمال الريح الهابة من شمال الكعبة وقيل فى لغة شمأل وشامل، وأشمل الرجل من الشمال كقولهم أجنب من الجنوب وكنى بالمشمل عن السيف كما كنى عنه بالرداء، وجاء مشتملا بسيفه نحو مرتديا به ومتدرعا له، وناقة شملة وشملال سريعة كالشمال وقول الشاعر:
ولتعرفن خلائقا مشمولة | ولتندمن ولات ساعة مندم |
(شنا) : شنئته تقذرته بغضا له ومنه اشتق أزد شنوءة وقوله: شَنَآنُ قَوْمٍ أي بغضهم وقرىء شنان فمن خفف أراد بغيض قوم ومن ثقل جعله مصدرا ومنه: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.
(شهب) : الشهاب الشعلة الساطعة من النار الموقدة، ومن العارض فى
(شهد) : الشهود والشهادة الحضور مع المشاهدة إما بالبصر أو بالبصيرة وقد يقال للحضور مفردا قال: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ لكن الشهود بالحضور المجرد أولى والشهادة مع المشاهدة أولى ويقال للمحضر مشهد وللمرأة التي يحضرها زوجها مشهد. وجمع مشهد مشاهد ومنه مشاهد الحج وهى مواطنه الشريفة التي يحضرها الملائكة والأبرار من الناس. وقيل مشاهد الحج مواضع المناسك. قال: لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ- وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما- ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ أي ما حضرنا وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ أي لا يحضرونه بنفوسهم ولا بهمهم وإرادتهم والشهادة قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصيرة أو بصر. وقوله: أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ يعنى مشاهدة البصر ثم قال:
سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ تنبيها أن الشهادة تكون عن شهود وقوله: وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ أي تعلمون وقوله: ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ أي ما جعلتهم ممن اطلعوا ببصيرتهم على خلقها وقوله: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أي ما يغيب عن حواس الناس وبصائرهم وما يشهدونه بهما. وشهدت يقال على ضربين:
أحدهما جار مجرى العلم وبلفظه تقام الشهادة ويقال أشهد بكذا ولا يرضى من الشاهد أن يقول أعلم بل يحتاج أن يقول أشهد. والثاني يجرى مجرى القسم فيقول أشهد باللَّه أن زيدا منطلق فيكون قسما، ومنهم من يقول إن قال أشهد ولم يقل باللَّه يكون قسما ويجرى علمت مجراه فى القسم فيجاب بجواب القسم نحو قول الشاعر:
ولقد علمت لتأتين منيتى
ويقال شاهد وشهيد وشهداء قال: وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ قال:
وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ ويقال شهدت كذا. أي حضرته وشهدت على كذا، قال: شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وقد يعبر بالشهادة عن الحكم نحو:
وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها وعن الإقرار نحو: وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ أن كان ذلك شهادة لنفسه.
ففى كل شىء له آية... تدل على أنه واحد
قال بعض الحكماء إن اللَّه تعالى لما شهد لنفسه كان شهادته أن أنطق كل شىء كما نطق بالشهادة له، وشهادة الملائكة بذلك هو إظهارهم أفعالا يؤمرون بها وهى المدلول عليها بقوله: فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً وشهادة أولى العلم اطلاعهم على تلك الحكم وإقرارهم بذلك وهذه الشهادة تختص بأهل العلم فأما الجهال فمبعدون منها ولذلك قال فى الكفار: ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وعلى هذا نبه بقوله: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ وهؤلاء هم المعنيون بقوله: وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وأما الشهيد فقد يقال للشاهد والمشاهد للشىء وقوله: سائِقٌ وَشَهِيدٌ أي من شهد له وعليه وكذا قوله: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً وقوله: أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ أي يشهدون ما يسمعونه بقلوبهم على ضد من قيل فيهم: أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ وقوله: أَقِمِ الصَّلاةَ إلى قوله مَشْهُوداً أي يشهد صاحبه الشفاء والرحمة والتوفيق والسكينات والأرواح المذكورة فى قوله: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وقوله: وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ فقد فسر بكل ما يقتضيه معنى الشهادة، قال ابن عباس: معناه أعوانكم، وقال مجاهد: الذين يشهدون لكم، وقال بعضهم الذين يعتد بحضورهم ولم يكونوا كمن قيل فيهم شعر:
مخلفون ويقضى اللَّه أمرهمو... وهم بغيب وفى عمياء ما شعروا
وقد حمل على هذه الوجوه قوله: وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً وقوله: وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ- أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ- وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً فإشارة إلى قوله: لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ وقوله: يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى ونحو ذلك مما نبه على هذا النحو، والشهيد هو المحتضر فتسميته بذلك لحضور الملائكة إياه إشارة إلى ما قال: تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا الآية قال:
شاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قيل المشهود يوم الجمعة وقيل يوم عرفة ويوم القيامة وشاهد كل من شهده وقوله يوم مشهود أي مشاهد تنبيها أن لا بد من وقوعه، والتشهد هو أن يقول أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أن محمدا رسول اللَّه، وصار فى المتعارف اسما للتحيات المقروءة فى الصلاة وللذكر الذي يقرأ ذلك فيه.
(شهر) : الشهر مدة مشهورة بإهلال الهلال أو باعتبار جزء من ثانى عشر جزءا من دوران الشمس من نقطة إلى تلك النقطة، قال: شَهْرُ رَمَضانَ- فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ- الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ- إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً- فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ والمشاهرة المعاملة بالشهور كالمسانهة والمياومة، وأشهرت بالمكان أقمت به شهرا، وشهر فلان واشتهر يقال فى الخير والشر (شهق) : الشهيق طول الزفير وهو رد النفس والزفير مده قال: لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ- سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً وقال تعالى: سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وأصله من جبل شاهق أي متناهى الطول.
(شها) : أصل الشهوة نزوع النفس إلى ما تريده وذلك فى الدنيا ضربان صادقة وكاذبة فالصادقة ما يختل البدن من دونه كشهوة الطعام عند الجوع، والكاذبة مالا يختل من دونه، وقد يسمى المشتهى شهوه وقد يقال للقوة التي تشتهى الشيء شهوة وقوله: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ يحتمل الشهوتين وقوله: اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فهذا من الشهوات الكاذبة ومن المشتهيات المستغنى عنها وقوله فى صفة الجنة: وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ
وقوله:
فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ وقيل رجل شهوان وشهوانى وشىء شهى.
(شوب) : الشوب الخلط قال: لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ وسمى العسل شوبا إما لكونه مزاجا للأشربة وإما لما يختلط به من الشمع وقيل ما عنده شوب ولا روب أي عسل ولبن.
(شيخ) : يقال لمن طعن فى السن الشيخ وقد يعبر به فيما بيننا عمن يكثر علمه لما كان من شأن الشيخ أن يكثر تجاربه ومعارفه ويقال شيخ بين الشيخوخة والشيخ والتشييخ، قال: هذا بَعْلِي شَيْخاً- وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ.
(شيد) : وَقَصْرٍ مَشِيدٍ أي مبنى بالشيد وقيل مطول وهو يرجع إلى الأول ويقال شيد قواعده أحكمها كأنه بناها بالشيد، والإشادة عبارة عن رفع الصوت.
(شور) : الشوار ما يبدو من المتاع ويكنى به عن الفرج كما يكنى به عن المتاع، وشورت به فعلت به ما حجلته كأنك أظهرت شوره أي فرجه، وشرت العسل وأشرته أخرجته، قال الشاعر:
وحديث مثل ماذى مشار
وشرت الدابة استخرجت عدوه تشبيها بذلك، وقيل للخطب مشوار كثير العثار، والتشاور والمشاورة والمشورة استخراج الرأى بمراجعة البعض إلى البعض من قولهم شرت العسل إذا اتخذته من موضعه واستخرجته منه، قال:
وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ والشورى الأمر الذي يتشاور فيه، قال: وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ.
(شيط) : الشيطان قد تقدم ذكره.
(شوظ) : الشواظ اللهب الذي لا دخان فيه قال: شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ.
(شيع) : الشياع الانتشار والتقوية، يقال شاع الخبر أي كثر وقوى وشاع القوم انتشروا وكثروا، وشيعت النار بالحطب قويتها والشيعة من يتقوى بهم الإنسان وينتشرون عنه ومنه قيل للشجاع مشيع، يقال شيعة وشيع وأشياع قال: وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ- هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ- وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً- فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ وقال تعالى: وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ.
(شأن) : الشأن الحال والأمر الذي يتفق ويصلح ولا يقال إلا فيما يعظم من الأحوال والأمور، قال: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ وشأن الرأس جمعه شؤون وهو الوصلة بين متقابلته التي بها قوام الإنسان.
(شوى) : شويت اللحم واشتويته، قال: يَشْوِي الْوُجُوهَ وقال الشاعر:
فاشتوى ليلة ريح واجتمل
والشوى الأطراف كاليد والرجل يقال رماه فأشواه أي أصاب شواه، قال:
نَزَّاعَةً لِلشَّوى ومنه قيل للأمر الهين شوى من حيث إن الشوى ليس بمقتل.
والشاة قيل أصلها شايهة بدلالة قولهم شياة وشويهة.
(شىء) : الشيء قيل هو الذي يصح أن يعلم ويخبر عنه وعند كثير من المتكلمين هو اسم مشترك المعنى إذا استعمل فى اللَّه وفى غيره ويقع على الموجود والمعدوم، وعند بعضهم الشيء عبارة عن الموجود وأصله مصدر شاء وإذا وصف به تعالى فمعناه شاء وإذا وصف به غيره فمعناه المشيء وعلى الثاني قوله: قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فهذا على العموم بلا مثنوية إذا كان الشيء هاهنا مصدرا فى معنى المفعول. وقوله: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً فهو بمعنى الفاعل كقوله:
فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ والمشيئة عند أكثر المتكلمين كالإرادة سواء وعند بعضهم المشيئة فى الأصل إيجاد الشيء وإصابته وإن كان قد يستعمل فى المتعارف موضع الإرادة فالمشيئة من اللَّه تعالى هى الإيجاد، ومن الناس هى الإصابة، قال والمشيئة من اللَّه تقتضى وجود الشيء ولذلك قيل ما شاء اللَّه كان وما لم يشأ لم يكن، والإرادة منه لا تقتضى وجود المراد لا محالة، ألا ترى أنه قال: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ- وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ ومعلوم أنه قد
(شيه) : شية: أصلها وشية، وذلك من باب الواو.
(صبب) : صب الماء إراقته من أعلى، يقال به فانصب وصببته فتصبب. قال تعالى: أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا- فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ- يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ وصبا إلى كذا صبابة مالت نفسه نحوه محبة له، وخص اسم الفاعل منه بالصب فقيل فلان صب بكذا، والصبة كالصرمة، والصيب المصبوب من المطر ومن عصارة الشيء ومن الدم، والصبابة والصبة البقية التي من شأنها أن تصب، وتصاببت الإناء شربت صبابته، وتصبصب ذهبت صبابته.
(صبح) : الصبح والصباح أول النهار وهو وقت ما احمر الأفق بحاجب الشمس، قال: أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ- فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ والتصبح النوم بالغداة، والصبوح شرب الصباح يقال صبحته سقيته صبوحا والصبحان المصطبح والمصباح ما يسقى منه ومن الإبل ما يبرك فلا ينهض حتى يصبح وما يجعل فيه المصباح، قال: مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ ويقال للسراج مصباح والمصباح نفس السراج والمصابيح أعلام الكواكب، قال: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وصبحتهم ماء كذا أتيتهم به صباحا، والصبح شدة حمرة فى الشعر تشبيها بالصبح والصباح، وقيل صبح فلان أي وضؤ.
(صبر) : الصبر الإمساك فى ضيق، يقال صبرت الدابة حبستها بلا علف وصبرت فلانا خلفته خلفة لا خروج له منها والصبر حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع أو عما يقتضيان حبسها عنه، فالصبر لفظ عام وربما خولف بين أسمائه بحسب اختلاف مواقعه فإن كان حبس النفس لمصيبة سمى صبرا لا غير ويضاده الجزع، وإن كان فى محاربة سمى شجاعة ويضاده الجبن، وإن كان فى نائبة مضجرة سمى رحب الصدر ويضاده الضجر، وإن كان فى إمساك الكلام سمى كتمانا ويضاده المذل، وقد سمى اللَّه تعالى كل ذلك صبرا ونبه عليه بقوله:
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ- وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وسمى الصوم صبرا لكونه كالنوع له
وقال عليه السلام: «صيام
وقوله: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ قال أبو عبيدة: إن ذلك لغة بمعنى الجرأة واحتج بقول أعرابى قال لخصمه ما أصبرك على اللَّه وهذا تصور مجاز بصورة حقيقة لأن ذلك معناه ما أصبرك على عذاب اللَّه فى تقديرك إذا اجترأت على ارتكاب ذلك، وإلى هذا يعود قول من قال: ما أبقاهم على النار، وقول من قال ما أعملهم بعمل أهل النار، وذلك أنه قد يوصف بالصبر من لا صبر له فى الحقيقة اعتبارا بحال الناظر إليه، واستعمال التعجب فى مثله اعتبار بالخلق لا بالخالق، وقوله تعالى:
اصْبِرُوا وَصابِرُوا أي احبسوا أنفسكم على العبادة وجاهدوا أهواءكم وقوله:
وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ أي تحمل الصبر بجهدك، وقوله: أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا أي بما تحملوا من الصبر فى الوصول إلى مرضاة اللَّه، وقوله:
فَصَبْرٌ جَمِيلٌ معناه الأمر والحث على ذلك، والصبور القادر على الصبر والصبار يقال إذا كان فيه ضرب من التكلف والمجاهدة، قال: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ويعبر عن الانتظار بالصبر لما كان حق الانتظار أن لا ينفك عن الصبر بل هو نوع من الصبر، قال: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ أي انتظر حكمه لك على الكافرين.
(صبغ) : الصبغ مصدر صبغت والصبغ المصبوغ وقوله: صِبْغَةَ اللَّهِ إشارة إلى ما أوجده اللَّه تعالى فى الناس من العقل المتميز به عن البهائم كالفطرة وكانت النصارى إذا ولد لهم ولد غمسوه بعد السابع فى ماء عمودية يزعمون أن ذلك صبغة فقال تعالى له ذلك وقال: وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وقال: وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ أي أدم لهم، وذلك من قولهم: أصبغت بالخل.
(صبا) : الصبى من لم يبلغ الحلم، ورجل مصب ذو صبيان، قال تعالى: قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا وصبا فلان يصبو صبوا وصبوة إذا نزع واشتاق وفعل فعل الصبيان، قال: أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ وأصبانى فصبوت، والصبا الريح المستقبل للقبلة. وصابيت السيف أغمدته مقلوبا، وصابيت الرمح أملته وهيأته للطعن. والصابئون قوم كانوا على دين نوح وقيل لكل خارج من الدين إلى دين آخر صابىء من قولهم صبأ ناب
(صحب) : الصاحب الملازم إنسانا كان أو حيوانا أو مكانا أو زمانا ولا فرق بين أن تكون مصاحبته بالبدن وهو الأصل والأكثر أو بالعناية والهمة وعلى هذا قال:
لئن غبت عن عينى... لما غبت عن قلبى
ولا يقال فى العرف إلا لمن كثرت ملازمته، ويقال للمالك للشىء هو صاحبه وكذلك لمن يملك التصرف فيه، قال: إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ- قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ- أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ- وَأَصْحابِ مَدْيَنَ- أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ- أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ- مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ وأما قوله: وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً أي الموكلين بها لا المعذبين بها كما تقدم. وقد يضاف الصاحب إلى مسوسه نحو صاحب الجيش وإلى سائسه نحو صاحب الأمير. والمصاحبة والاصطحاب أبلغ من الاجتماع لأجل أن المصاحبة تقتضى طول لبثه فكل اصطحاب اجتماع وليس كل اجتماع اصطحابا، وقوله: وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ وقوله:
ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ وقد سمى النبي عليه السلام صاحبهم تنبيها أنكم صحبتموه وجربتموه وعرفتموه ظاهره وباطنه ولم تجدوا به خبلا وجنة، وكذلك قوله: وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ والأصحاب للشىء الانقياد له وأصله أن يصير له صاحبا، ويقال أصحب فلان إذا كبر ابنه فصار صاحبه، وأصحب فلان فلانا جعل صاحبا له، قال: وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ أي لا يكون لهم من جهتنا ما يصحبهم من سكينة وروح وترفيق ونحو ذلك مما يصحبه أولياءه، وأديم مصحب أصحب الشعر الذي عليه ولم يجز عنه.
(صحف) : الصحيفة المبسوط من الشيء كصحيفة الوجه والصحيفة التي يكتب فيها وجمعها صحائف وصحف، قال: صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً. فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ قيل أريد بها القرآن وجعله صحفا فيها كتب من أجل تضمنه لزيادة ما فى كتب اللَّه المتقدمة. والمصحف ما جعل جامعا
(صخ) : الصاخة شدة صوت ذى المنطق، يقال صخ يصخ صخّا فهو صاخ، قال: فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ وهى عبارة عن القيامة حسب المشار إليه بقوله: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وقد قلب عنه أصاخ يصيخ.
(صخر) : الصخر الحجر الصلب، قال: فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ وقال: وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ.
(صدد) : الصدود والصد قد يكون انصرافا عن الشيء وامتناعا نحو:
يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً وقد يكون صرفا ومنعا نحو: وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ- الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ- وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ- قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ- وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ إلى غير ذلك من الآيات. وقيل صد يصد صدودا وصد يصد صدّا، والصد من الجبل ما يحول، والصديد ما حال بين اللحم والجلد من القيح وضرب مثلا لمطعم أهل النار، قال: وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ.
(صدر) : الصدر الجارحه، قال: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وجمعه صدور، قال: وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ- وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ثم استعير لمقدم الشيء كصدر القناة وصدر المجلس والكتاب والكلام، وصدره أصاب صدره أو قصد قصده نحو ظهره وكتفه ومنه قيل رجل مصدور يشكو صدره، وإذا عدى صدر بعن اقتضى الانصراف تقول صدرت الإبل عن الماء صدرا، وقيل الصدر، قال: يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً والمصدر فى الحقيقة صدر عن الماء ولموضع المصدر ولزمانه، وقد يقال فى تعارف النحويين للفظ الذي روعى فيه صدور الفعل الماضي والمستقبل عنه.
والصدار ثوب يغطى به الصدر على بناء دثار ولباس ويقال له: الصدرة، ويقال ذلك لسمة على صدر البعير. وصدر الفرس جاء سابقا بصدره، قال بعض الحكماء: حيثما ذكر اللَّه تعالى القلب، فإشارة إلى العقل والعلم نحو: إِنَّ فِي
وحيثما ذكر الصدر فإشارة إلى ذلك وإلى سائر القوى من الشهوة والهوى والغضب ونحوها وقوله: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي فسؤال لإصلاح قواه، وكذلك قوله: وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ إشارة إلى اشتفائهم، وقوله: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ أي العقول التي هى مندرسة فيما بين سائر القوى وليست بمهتدية، واللَّه أعلم بذلك.
(صدع) : الصدع الشق فى الأجسام الصلبة كالزجاج والحديد ونحوهما، يقال صدعته فانصدع وصدعته فتصدع، قال: يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ وعنه استعير صدع الأمر أي فصله، قال: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وكذا استعير منه الصداع وهو شبه الاشتقاق فى الرأس من الوجع، قال:
لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ ومنه الصديع للفجر وصدعت الفلاة قطعتها، وتصدع القوم أي تفرقوا.
(صدف) : صدف عنه أعرض إعراضا شديدا يجرى مجرى الصدف أي الميل فى أرجل البعير أو فى الصلابة كصدف الجبل أي جانبه، أو الصدف الذي يخرج من البحر، قال: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْها- سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ الآية إلى بِما كانُوا يَصْدِفُونَ.
(صدق) : الصدق والكذب أصلهما فى القول ماضيا كان أو مستقبلا وعدا كان أو غيره، ولا يكونان بالقصد الأول إلا فى القول، ولا يكونان فى القول إلا فى الخبر دون غيره من أصناف الكلام، ولذلك قال: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا- وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً- إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وقد يكونان بالعرض فى غيره من أنواع الكلام كالاستفهام والأمر والدعاء، وذلك نحو قول القائل أزيد فى الدار؟ فإن فى ضمنه إخبارا بكونه جاهلا بحال زيد، وكذا إذا قال واسني فى ضمنه أنه محتاج إلى المواساة، وإذا قال لا تؤذ ففى ضمنه أنه يؤذيه والصدق مطابقة القول الضمير والمخبر عنه معا ومتى انخرم شرط من ذلك لم يكن صدقا تاما بل إما أن لا يوصف بالصدق وإما أن يوصف تارة بالصدق وتارة بالكذب على نظرين مختلفين كقول كافر إذا قال من غير اعتقاد: محمد رسول اللَّه، فإن هذا يصح أن يقال صدق لكون المخبر عنه كذلك، ويصح أن يقال
نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ الآية، والصديق من كثر منه الصدق، وقيل بل يقال لمن لا يكذب قط، وقيل بل لمن لا يتأتى منه الكذب لتعوده الصدق، وقيل بل لمن صدق بقوله واعتقاده وحقق صدقه بفعله، قال: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا وقال: وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ وقال: مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ فالصديقون هم قوم دوين الأنبياء فى الفضيلة على ما بينت فى الذريعة إلى مكارم الشريعة. وقد يستعمل الصدق والكذب فى كل ما يحق ويحصل فى الاعتقاد نحو صدق ظنى وكذب، ويستعملان فى أفعال الجوارح، فيقال صدق فى القتال إذا وفى حقه وفعل ما يجب وكما يجب، وكذب فى القتال إذا كان بخلاف ذلك، قال: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ أي حققوا العهد بما أظهروه من أفعالهم، وقوله: لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ أي يسأل من صدق بلسانه عن صدق فعله تنبيها أنه لا يكفى الاعتراف بالحق دون تحريه بالفعل، وقوله تعالى: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ فهذا صدق بالفعل وهو التحقق أي حقق رؤيته، وعلى ذلك قوله:
وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أي حقق ما أورده قولا بما تحراه فعلا ويعبر عن كل فعل فاضل ظاهرا وباطنا بالصدق فيضاف إليه ذلك الفعل الذي يوصف به نحو قوله: فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ وعلى هذا: أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ وقوله: أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ- وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ فإن ذلك سؤال أن يجعله اللَّه تعالى صالحا بحيث إذا أثنى عليه من بعده لم يكن ذلك الثناء كذبا بل يكون كما قال الشاعر:
إذا نحن أثنينا عليك بصالح | فأنت الذي نثنى وفوق الذي نثنى |
أي مصدق ما تقدم وقوله: لسانا منتصب على الحال وفى المثل: صدقنى سن بكره. والصداقة صدق الاعتقاد فى المودة وذلك مختص بالإنسان دون غيره قال: فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ وذلك إشارة إلى نحو قوله: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ، والصدقة ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة كالزكاة لكن الصدقة فى الأصل تقال للمتطوع به والزكاة للواجب، وقد يسمى الواجب صدقة إذا تحرى صاحبها الصدق فى فعله قال: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً وقال: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ يقال صدق وتصدق قال: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى- إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ- إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ فى آي كثيرة. ويقال لما تجافى عنه الإنسان من حقه تصدق به نحو قوله: وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ أي من تجافى عنه، وقوله: وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ- وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ فإنه أجرى ما يسامح به المعسر مجرى الصدقة.
وعلى هذا ما
ورد عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ما تأكله العافية فهو صدقة».
وعلى هذا قوله: وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فسمى إعفاءه صدقة، وقوله:
فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً- أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فإنهم كانوا قد أمروا بأن يتصدق من يناجى الرسول بصدقة ما غير مقدرة. وقوله: رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ فمن الصدق أو من الصدقة. وصداق المرأة وصداقها وصدقتها ما تعطى من مهرها، وقد أصدقتها، قال: وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً.
(صدى) : الصدى صوت يرجع إليك من كل مكان صقيل، والتصدية كل صوت يجرى مجرى الصدى فى أن لا غناء فيه، وقوله:
وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً أي غناء ما يوردونه غناء الصدى، ومكاء الطير والتصدي أن يقابل الشيء مقابلة الصدى أي الصوت الراجع من الجبل، قال: أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى والصدى يقال لذكر البوم وللدماغ لكون الدماغ متصورا بصورة الصدى ولهذا يسمى هامة وقولهم أصم اللَّه صداه فدعاء عليه بالخرس، والمعنى لا جعل اللَّه له صوتا حتى لا يكون له صدى يرجع إليه بصوته، وقد يقال للعطش صدى يقال رجل صديان وامرأة صدياء وصادية.
(صرح) : الصرح بيت عال مزوق سمى بذلك اعتبارا بكونه صرحا عن الشوب أي خالصا، قال: رْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ
-يلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ
ولبن صريح بين الصراحة والصروحة وصريح الحق خلص عن محضه، وصرح فلان بما فى نفسه، وقيل عاد تعريضك تصريحا وجاء صراحا جهارا.
(صرف) : الصرف رد الشيء من حالة إلى حالة أو إبداله بغيره، يقال صرفته فانصرف قال: ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ- أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وقوله: ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ فيجوز أن يكون دعاء عليهم، وأن يكون ذلك إشارة إلى ما فعله بهم وقوله: فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً أي لا يقدرون أن يصرفوا عن أنفسهم العذاب، أو أن يصرفوا أنفسهم عن النار. وقيل أن يصرفوا الأمر من حالة إلى حالة فى التغيير، ومنه قول العرب لا يقبل منه صرف ولا عدل، وقوله: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ أي أقبلنا بهم إليك وإلى الاستماع منك، والتصريف كالصرف إلا فى التكثير وأكثر ما يقال فى صرف الشيء من حالة إلى حالة ومن أمر إلى أمر وتصريف الرياح هو صرفها من حال إلى حال، قال: وَصَرَّفْنَا الْآياتِ- وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ ومنه تصريف الكلام وتصريف الدراهم وتصريف الناب، يقال لنا به صريف، والصريف اللبن إذا سكنت رغوته كأنه صرف عن الرغوة أو صرفت عنه الرغوة، ورجل صيرف وصيرفى وصراف وعنز صارف كأنها تصرف الفحل إلى
(صرم) : الصرم القطيعة، والصريمة إحكام الأمر وإبرامه، والصريم قطعة منصرمة عن الرمل، قال: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ قيل أصبحت كالأشجار الصريمة أي المصروم حملها، وقيل كالليل يقال له الصريم أي صارت سوداء كالليل لاحتراقها، قال: إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ أي يجتنونها ويتناولونها فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ والصارم الماضي وناقة مصرومة كأنها قطع ثديها فلا يخرج لبنها حتى يقوى. وتصرمت السنة، وانصرم الشيء انقطع وأصرم ساءت حاله.
(صرط) : الصراط الطريق المستقيم، قال: وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً ويقال له صراط وقد تقدم.
(صطر) : صطر وسطر واحد، قال: أم هم المسيطرون وهو مفعيل من السطر، والتسطير أي الكتابة أي هم الذين تولوا كتابة ما قدر لهم قبل أن خلق إشارة إلى قوله: إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ وقوله: فِي إِمامٍ مُبِينٍ وقوله: لست عليهم بمسيطر أي متول أن تكتب عليهم وتثبت ما يتولونه، وسيطرت وبيطرت لا ثالث لهما فى الأبنية وقد تقدم ذلك فى السين.
(صرع) : الصرع الطرح، يقال صرعته صرعا والصرعة حالة المصروع والصراعة حرفة المصارع، ورجل صريع أي مصروع وقوم صرعى قال: فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى وهما صرعان كقولهم قرنان. والمصراعان من الأبواب وبه شبه المصراعان فى الشعر.
(صعد) : الصعود الذهاب فى المكان العالي، والصعود والحدور لمكان الصعود والانحدار وهما بالذات واحد وإنما يختلفان بحسب الاعتبار بمن يمر فيهما، فمتى كان المار صاعدا يقال لمكانه صعود، وإذا كان منحدرا يقال لمكانه حدور، والصعد والصعيد والصعود فى الأصل واحد لكن الصعود والصعد يقال للعقبة ويستعار لكل شاق، قال: وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً
كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ أي يتصعد. وأما الإصعاد فقد قيل هو الإبعاد فى الأرض سواء كان ذلك فى صعود أو حدور وأصله من الصعود وهو الذهاب إلى الأمكنة المرتفعة كالخروج من البصرة إلى نجد وإلى الحجاز، ثم استعمل فى الإبعاد وإن لم يكن فيه اعتبار الصعود كقولهم: تعالى فإنه فى الأصل دعاء إلى العلو ثم صار أمرا بالمجيء سواء كان إلى أعلى أو إلى أسفل، قال: إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وقيل لم يقصد بقوله: إِذْ تُصْعِدُونَ إلى الإبعاد فى الأرض وإنما أشار به إلى علوهم فيما تحروه وأتوه كقولك أبعدت فى كذا وارتقيت فيه كل مرتقى، وكأنه قال إذا بعدتم فى استشعار الخوف والاستمرار على الهزيمة. واستعير الصعود لما يصل من العبد إلى اللَّه كما استعير النزول لما يصل من اللَّه إلى العبد فقال سبحانه: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وقوله: يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً أي شاقا، يقال تصعدنى كذا أي شق على، قال عمر: ما تصعدنى أمر ما تصعدنى خطبة النكاح.
(صعر) : الصعر ميل فى العنق والتصعير إمالته عن النظر كبرا، قال:
وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وكل صعب يقال له مصعر والظليم أصعر خلقة.
(صعق) : الصاعقة والصاقعة يتقاربان وهما الهدة الكبيرة، إلا أن الصقع يقال فى الأجسام الأرضية، والصعق فى الأجسام العلوية. قال بعض أهل اللغة:
الصاعقة على ثلاثة أوجه: الموت كقوله: فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وقوله: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ والعذاب كقوله: أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ والنار كقوله: وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وما ذكره فهو أشياء حاصلة من الصاعقة فإن الصاعقة هى الصوت الشديد من الجو، ثم يكون منه نار فقط أو عذاب أو موت، وهى فى ذاتها شىء واحد وهذه الأشياء تأثيرات منها.
(صغر) : الصغر والكبر من الأسماء المتضادة التي تقال عند اعتبار بعضها ببعض، فالشىء قد يكون صغيرا فى جنب الشيء وكبيرا فى جنب آخر.
وقد تقال تارة باعتبار الزمان فيقال فلان صغير وفلان كبير إذا كان ماله من السنين
وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ وقوله: لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها وقوله: وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ كل ذلك بالقدر والمنزلة من الخير والشر باعتبار بعضها ببعض: يقال صغر صغرا فى ضد الكبير، وصغر صغرا وصغارا فى الذلة، والصاغر الراضي بالمنزلة الدنية، حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ.
(صغا) : الصغو الميل، يقال صغت النجوم والشمس صغوا مالت للغروب، وصغيت الإناء وأصغيته وأصغيت إلى فلان ملت بسمعى نحوه قال:
وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وحكى صغوت إليه أصغو وأصغى صغوا وصغيا، وقيل صغيت أصغى وأصغيت أصغى. وصاغية الرجل الذين يميلون إليه وفلان مصغى إناؤه أي منقوص حظه وقد يكنى به عن الهلاك.
وعينه صغواء إلى كذا والصغى ميل فى الحنك والعين.
(صف) : الصف أن تجعل الشيء على خط مستو كالناس والأشجار ونحو ذلك وقد يجعل فيما قاله أبو عبيدة بمعنى الصاف، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا- ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا يحتمل أن يكون مصدرا وأن يكون بمعنى الصافين. وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ- وَالصَّافَّاتِ صَفًّا يعنى به الملائكة وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا- وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ- فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ أي مصطفة، وصففت كذا جعلته على صف، قال: عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وصففت اللحم قددته وألقيته صفا صفا، والصفيف اللحم المصفوف، والصفصف المستوي من الأرض كأنه على صف واحد، قال:
فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً والصفة من البنيان وصفة السرج تشبيها بها فى الهيئة، والصفوف ناقة تصف بين محلبين فصاعدا لغزارتها والتي تصف رجليها، والصفصاف شجر الخلاف.
(صفح) : صفح الشيء عرضه وجانبه كصفحة الوجه وصفحة السيف وصفحة الحجر. والصفح ترك التثريب وهو أبلغ من العفو ولذلك قال:
فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وقد يعفو الإنسان ولا يصفح قال:
فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ- فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ- أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ
وصفحت عنه أوليته منى صفحة جميلة معرضا عن ذنبه، أو لقيت صفحته متجافيا عنه أو تجاوزت الصفحة التي أثبت فيها ذنبه من الكتاب إلى غيرها من قولك تصحفت الكتاب. وقوله: إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ فأمر له عليه السلام أن يخفف كفر من كفر كما قال: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ والمصافحة الإفصاء بصفحة اليد.
(صفد) : الصفد والصفاد الغل وجمعه أصفاد والأصفاد الأغلال، قال تعالى: مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ والصفد العطية اعتبارا بما قيل أنا مغلول أياديك وأسير نعمتك ونحو ذلك من الألفاظ الواردة عنهم فى ذلك.
(صفر) : الصفراء لون من الألوان التي بين السواد والبياض وهى إلى السواد أقرب ولذلك قد يعبر بها عن السواد، قال الحسن فى قوله: بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها أي سوداء وقال بعضهم لا يقال فى السواد فاقع وإنما يقال فيها حالكة، وقال: ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا- كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ قيل هى جمع أصفر وقيل بل أراد به الصفر المخرج من المعادن، ومنه قيل للنحاس صفر وليبيس البهمى صفار، وقد يقال الصفير للصوت حكاية لما يسمع ومن هذا صفر الإناء إذا خلا حتى يسمع منه صغير لخلوه ثم صار متعارفا فى كل حال من الآنية وغيرها. وسمى خلو الجوف والعروق من الغذاء صفرا، ولما كانت تلك العروق الممتدة من الكبد إلى المعدة إذا لم تجد غذاء امتصت أجزاء المعدة اعتقدت جهلة العرب أن ذلك حية فى البطن تعض بعض الشراسف حتى نفى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم
فقال «لا صفر»
أي ليس فى البطن ما يعتقدون أنه فيه من الحية وعلى هذا قول الشاعر:
ولا يعض على شرسوقه الصفر
والشهر يسمى صفرا لخلو بيوتهم فيه من الزاد والصفرى من النتاج، ما يكون فى ذلك الوقت.
(صفن) : الصفن الجمع بين الشيئين ضاما بعضهما إلى بعض، يقال صفن الفرس قوائمه قال: الصَّافِناتُ الْجِيادُ وقرىء: فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ والصافن عرق فى باطن الصلب يجمع نياط القلب، والصفن وعاء يجمع الخصية والصفن دلو مجموع بحلقة.
والصفي والصفية ما يصطفيه الرئيس لنفسه، قال الشاعر:
ذلك؟؟؟ المرباع منها والصفايا وقد يقالان للناقة الكثيرة اللبن والنخلة الكثيرة الحمل، وأصفت الدجاجة إذا انقطع بيضها كأنها صفت منه، وأصفى الشاعر إذا انقطع شعره تشبيها بذلك من قولهم أصفى الحافر إذا بلغ صفا أي صخرا منعه من الحفر كقولهم أكدى وأحجر، والصفوان كالصفا الواحدة صفوانة، قال: صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ ويقال يوم صفوان صافى الشمس، شديد البرد.
(صلل) : أصل الصلصال تردد الصوت من الشيء اليابس ومنه قيل صل المسمار، وسمى الطين الجاف صلصالا، قال: مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ- مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ والصلصلة بقية ماء سميت بذلك لحكاية صوت تحركه فى المزادة، وقيل الصلصال المنتن من الطين من قولهم صل اللحم، قال وكان أصله صلال فقلبت إحدى اللامين وقرىء (أئذا صللنا) أي أنتنا وتغيرنا من قولهم صل اللحم وأصل.
(صلب) : الصلب الشديد وباعتباره الصلابة والشدة سمى الظهر صلبا، قال: يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ وقوله: وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ تنبيه أن الولد جزء من الأب، وعلى نحوه نبه قول الشاعر:
وإنما أولادنا بيننا | أكبادنا تمشى على الأرض |
والصلب والاصطلاب استخراج الودك من العظم، والصلب الذي هو تعليق الإنسان للقتل، قيل هو شد صلبه على خشب، وقيل إنما هو من صلب الودك، قال: وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ- وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ- وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ- أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا والصليب أصله الخشب الذي يصلب عليه، والصليب الذي يتقرب به النصارى هو لكونه على هيئة الخشب الذي زعموا أنه صلب عليه عيسى عليه السلام، وثوب مصلب أي إن عليه آثار الصليب، والصالب من الحمى ما يكسر الصلب أو ما يخرج الودك بالعرق، وصلبت السنان حددته، والصلبية حجارة المسن.
(صلح) : الصلاح ضد الفساد وهما مختصان فى أكثر الاستعمال بالأفعال وقوبل فى القرآن تارة بالفساد وتارة بالسيئة، قال: خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً- وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها- وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فى مواضع كثيرة والصلح يختص بإزالة النفار بين الناس يقال منه اصطلحوا وتصالحوا قال: أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً- وَالصُّلْحُ خَيْرٌ- وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا- فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما- فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وإصلاح اللَّه تعالى الإنسان يكون تارة بخلقه إياه صالحا وتارة بإزالة ما فيه من فساد بعد وجوده، وتارة يكون بالحكم له بالإصلاح، قال: وَأَصْلَحَ بالَهُمْ- يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ- وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي- إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ أي المفسد يضاد اللَّه فى فعله فإنه يفسد واللَّه تعالى يتحرى فى جميع أفعاله الصلاح فهو إذا لا يصلح عمله، وصالح اسم للنبى عليه السلام قال: يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا.
(صلد) : قال تعالى: فَتَرَكَهُ صَلْداً أي حجرا صلبا وهو لا ينبت ومنه قيل رأس صلد لا ينبت شعرا وناقة صلود ومصلاد قليلة اللبن وفرس صلود لا يعرق، وصلد الزند لا يخرج ناره.
(صلا) : أصل الصلى لإيقاد النار، ويقال صلى بالنار وبكذا أي بلى بها واصطلى بها وصليت الشاة، وشويتها وهى مصلية، قال: اصْلَوْهَا الْيَوْمَ وقال: يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى - تَصْلى ناراً حامِيَةً- وَيَصْلى سَعِيراً- وَسَيَصْلَوْنَ
قرىء سيصلون بضم الياء وفتحها حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها- سَأُصْلِيهِ سَقَرَ- وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ وقوله: لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى، الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى فقد قيل معناه لا يصطلى بها إلا الأشقى الذي. قال الخليل: صلى الكافر النار قاسى حرها يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ وقيل صلى النار دخل فيها وأصلاها غيره قال: فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً- ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا قيل جمع صال، والصلاء يقال للوقود وللشواء. والصلاة قال كثير من أهل اللغة: هى الدعاة والتبرك والتمجيد، يقال صليت عليه أي دعوت له وزكيت،
وقال عليه السلام «إذا دعى أحدكم إلى طعام فليجب، وإن كان صائما فليصل»
أي ليدع لأهله وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ- يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وصلوات الرسول وصلاة اللَّه للمسلمين هو فى التحقيق تزكيته إياهم.
وقال: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ومن الملائكة هى الدعاء والاستغفار كما هى من الناس، وقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ والصلاة التي هى العبادة المخصوصة أصلها الدعاء وسميت هذه العبادة بها كتسمية الشيء باسم بعض ما يتضمنه، والصلاة من العبادات التي لم تنفك شريعة منها وإن اختلفت صورها بحسب شرع فشرع. ولذلك قال: إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً وقال بعضهم: أصل الصلاة من الصلاء، قال ومعنى صلى الرجل أي إنه أزال عن نفسه بهذه العبادة الصلاء الذي هو نار اللَّه الموقدة. وبناء صلى كبناء مرض لإزالة المرض، ويسمى موضع العبادة الصلاة، ولذلك سميت الكنائس صلوات كقوله: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ وكل موضع مدح اللَّه تعالى بفعل الصلاة أو حث عليه ذكر بلفظ الإقامة نحو: وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ- وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ- وَأَقامُوا الصَّلاةَ ولم يقل المصلين إلا فى المنافقين نحو قوله: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى وإنما خص لفظ الإقامة تنبيها أن المقصود من فعلها توفية حقوقها وشرائطها، لا الإتيان بهيئتها فقط، ولهذا روى أن المصلين كثير والمقيمين لها قليل وقوله: لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ أي من أتباع النبيين، وقوله: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى تنبيها أنه لم يكن ممن يصلى أي يأتى بهيئتها فضلا عمن يقيمها. وقوله: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً فتسمية صلاتهم مكاء وتصدية تنبيه على إبطال صلاتهم وأن فعلهم
(صمم) : الصمم فقدان حاسة السمع، وبه يوصف من لا يصغى إلى الحق ولا يقبله، قال: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ وقال: صُمًّا وَعُمْياناً- وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ وقال: وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا وشبه مالا صوت له به، ولذلك قيل صمت حصاة بدم، أي كثر الدم حتى لو ألقى فيه حصاة لم تسمع لها حركة، وضربة صماء. ومنه الصمة للشجاع الذي يصم بالضربة، وصممت القارورة شددت فاها تشبيها بالأصم الذي شد أزنه، وصمم فى الأمر مضى فيه غير مصغ إلى من يردعه كأنه أصم، والصمان أرض غليظة، واشتمال الصماء مالا يبدو منه شىء.
(صمد) : الصمد السيد الذي يصمد إليه فى الأمر، وصمد صمده قصد معتمدا عليه قصده، وقيل الصمد الذي ليس بأجوف والذي ليس بأجوف شيئان: أحدهما لكونه أدون من الإنسان كالجمادات، والثاني أعلى منه وهو الباري والملائكة، والقصد بقوله: اللَّهُ الصَّمَدُ تنبيها أنه بخلاف من أثبتوا له الإلهية، وإلى نحو هذا أشار بقوله: وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ.
(صمع) : الصومعة كل بناء متصمع الرأس أي متلاصقه، جمعها صوامع. قال: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ والأصمع اللاصق أذنه برأسه؟ وقلب أصمع جرىء كأنه بخلاف من قال اللَّه فيه: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ والصمعاء البهمى قبل أن تتفقا، وكلاب صمع الكعوب ليسوا بأجوفها.
(صنع) : الصنع إجادة الفعل، فكل صنع فعل وليس كل فعل صنعا، ولا ينسب إلى الحيوانات والجمادات كما ينسب إليها الفعل، قال: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ- وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ- وَاصْنَعِ الْفُلْكَ- أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً- صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ- تَتَّخِذُونَ مَصانِعَ- بِما كانُوا يَصْنَعُونَ- حَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها- تَلْقَفْ، ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا- وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ وللإجادة يقال للحاذق المجيد صنع وللحاذقة المجيدة صناع، والصنيعة ما اصطنعته من خير، وفرس
وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ وكنى بالرشوة عن المصانعة والاصطناع المبالغة فى إصلاح الشيء وقوله: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي- وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي إشارة إلى نحو ما قال بعض الحكماء: «إن اللَّه تعالى إذا أحب عبدا تفقده كما يتفقد الصديق صديقه».
(صنم) : الصنم جثة متخذة من فضة أو نحاس أو خشب كانوا يعبدونها متقربين به إلى اللَّه تعالى، وجمعه أصنام قال تعالى: أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً- لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ قال بعض الحكماء: كل ما عبد من دون اللَّه بل كل ما يشغل عن اللَّه تعالى يقال له صنم، وعلى هذا الوجه قال إبراهيم صلوات اللَّه عليه اجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ فمعلوم أن إبراهيم مع تحققه بمعرفة اللَّه تعالى واطلاعه على حكمته لم يكن ممن يخاف أن يعود إلى عبادة تلك الجثث التي كانوا يعبدونها فكأنه قال اجنبنى عن الاشتغال بما يصرفنى عنك.
(صنو) : الصنو الغصن الخارج عن أصل الشجرة، يقال هما صنوا نخلة وفلان صنو أبيه، والتثنية صنوان وجمعه صنوان قال: صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ.
(صهر) : الصهر الختن وأهل بيت المرأة يقال لهم الأصهار كذا قال الخليل. قال ابن الأعرابى: الاصهار التحرم بجوار أو نسب أو تزوج، يقال رجل مصهر إذا كان له تحرم من ذلك قال: فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً والصهر إذابة الشحم قال: يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ والصهارة ما ذاب منه وقال أعرابى:
لأصهرنك بيمينى مرة، أي لأذيبنك.
(صوب) : الصواب: يقال على وجهين، أحدهما. باعتبار الشيء فى نفسه فيقال هذا صواب إذا كان فى نفسه محمودا ومرضيا بحسب مقتضى العقل والشرع نحو قولك: تحرى العدل صواب والكرم صواب. والثاني: يقال باعتبار القاصد إذا أدرك المقصود بحسب ما يقصده فيقال أصاب كذا أي وجد ما طلب كقولك أصابه السهم وذلك على أضرب الأول: أن يقصد ما يحسن قصده فيفعلة وذلك هو الصواب التام المحمود به الإنسان. والثاني أن يقصد ما يحسن فعله فيتأتى منه غيره لتقديره بعد اجتهاده أنه صواب وذلك هو المراد
بقوله عليه
وروى «المجتهد مصيب وإن أخطأ فهذا له أجر»
كما
روى «من اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر»
والثالث:
أن يقصد صوابا فيتأتى منه خطأ لعارض من خارج نحو من يقصد رمى صيد فأصاب إنسانا فهذا معذور. والرابع: أن يقصد ما يقبح فعله ولكن يقع منه خلاف ما يقصده فيقال أخطأ فى قصده وأصاب الذي قصده أي وجده، والصواب الإصابة يقال صابه وأصابه، وجعل الصوب لنزول المطر إذا كان بقدر ما ينفع وإلى هذا القدر من المطر أشار بقوله: نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ قال الشاعر:
فسقى ديارك غير مفسدها | صوب الربيع وديمة تهمى |
فكأنما صابت عليه سحابة
وقوله: أَوْ كَصَيِّبٍ قيل هو السحاب وقيل هو المطر وتسميته به كتسميته بالسحاب، وأصاب السهم إذا وصل إلى المرمى بالصواب، والمصيبة أصلها فى الرمية ثم اختصت بالنائبة نحو: أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها- فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ- وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ- وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وأصاب جاء فى الخير والشر قال:
إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ- وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ- فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ- فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ قال بعضهم: الإصابة فى الخير اعتبارا بالصوب أي المطر، وفى الشر اعتبارا بإصابة السهم، وكلاهما يرجعان إلى أصل.
(صوت) : الصوت هو الهواء المنضغط عن قرع جسمين وذلك ضربان: صوت مجرد عن تنفس بشىء كالصوت الممتد، وتنفس بصوت ما والتنفس ضربان: غير اختياري كما يكون من الجمادات ومن الحيوانات، واختياري كما يكون من الإنسان وذلك ضربان: ضرب باليد كصوت العود وما يجرى مجراه، وضرب بالفم. والذي بالفم ضربان: نطق، وغير نطق، وغير النطق كصوت الناى، والنطق منه إما مفرد من الكلام، وإما مركب كأحد
(صاح) : الصيحة رفع الصوت قال: إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً- يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ أي النفخ فى الصور وأصله تشقيق الصوت من قولهم انصاح الخشب أو الثوب إذا انشق فسمع منه صوت وصيح الثوب كذلك، ويقال بأرض فلان شجر قد صاح إذا طال فتبين للناظر لطوله ودل على نفسه دلالة الصائح على نفسه بصوته، ولما كانت الصيحة قد تفزع عبر بها عن الفزع فى قوله: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ والصائحة صيحة المناحة ويقال ما ينتظر إلا مثل صيحة الحبلى أي شرا يعاجلهم، والصيحاني ضرب من التمر.
(صيد) : الصيد مصدر صاد وهو تناول ما يظفر به مما كان ممتنعا، وفى الشرع تناول الحيوانات الممتنعة ما لم يكن مملوكا والمتناول منه ما كان حلالا وقد يسمى المصيد صيدا بقوله: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ أي اصطياد ما فى البحر، وأما قوله: لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وقوله: وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وقوله: غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ فإن الصيد فى هذه المواضع مختص بما يؤكل لحمه فيما قال الفقهاء بدلالة ما
روى «خمسة يقتلهن المحرم فى الحل والحرم:
الحية والعقرب والفأرة والذئب والكلب العقور»
والأصيد من فى عنقه ميل، وجعل مثلا للمتكبر. والصيدان برام الأحجار، قال:
وسود من الصيدان فيها مذانب
وقيل له صاد، قال:
رأيت قدور الصاد حول بيوتنا
(صور) : الصور ما يتنقش به الأعيان ويتميز بها غيرها وذلك ضربان، أحدهما محسوس يدركه الخاصة والعامة بل يدركه الإنسان وكثير من الحيوان كصورة الإنسان والفرس والحمار بالمعاينة، والثاني معقول يدركه الخاصة دون العامة كالصورة التي اختص الإنسان بها من العقل والروية والمعاني التي خص بها شىء بشىء، وإلى الصورتين أشار بقوله تعالى: ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ- وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وقال: فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ- يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ
وقال عليه السلام: «إن اللَّه خلق آدم على صورته»
فالصورة أراد بها ما خص الإنسان بها من الهيئة المدركة بالبصر والبصيرة وبها فضله على كثير من خلقه، وإضافته إلى اللَّه سبحانه على سبيل الملك لا على سبيل البعضية والتشبيه، تعالى عن ذلك، وذلك على سبيل التشريف له كقوله: بيت اللَّه وناقة اللَّه ونحو ذلك: وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي- وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فقد قيل هو مثل قرن ينفخ فيه فيجعل اللَّه سبحانه ذلك سببا لعود الصور والأرواح إلى أجسامها
وروى فى الخبر «أن الصور فيه صورة الناس كلهم»
وقوله تعالى: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ أي أملهن من الصور أي الميل، وقيل قطعهن صورة صورة، وقرىء: فَصُرْهُنَّ وقيل ذلك لغتان يقال صرته وصرته، وقال بعضهم صرهن أي صح بهن وذكر الخليل أنه قال عصفور صوار وهو المجيب إذا دعى وذكره أبو بكر النقاش أنه قرىء فَصُرْهُنَّ بضم الصاد وتشديد الراء وفتحها من الصر أي الشد، وقرىء فَصُرْهُنَّ من الصرير أي الصوت ومعناه صح بهن. والصوار القطيع من الغنم اعتبارا بالقطع نحو الصرمة والقطيع والفرقة وسائر الجماعة والمعتبر فيها معنى القطع.
(صير) : الصير الشق وهو المصدر ومنه قرىء: فَصُرْهُنَّ وصار إلى كذا انتهى إليه ومنه صير الباب لمصيره الذي ينتهى إليه فى تنقله وتحركه قال:
وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ وصار عبارة عن التنقل من حال إلى حال.
(صاع) : صواع الملك كان إناء يشرب به ويكال به ويقال له الصاع ويذكر ويؤنث قال تعالى: نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ ثم قال: ثُمَّ اسْتَخْرَجَها ويعبر عن المكيل باسم ما يكال به فى قوله «صاع من بر أو صاع من شعير» وقيل الصاع بطن الأرض، قال:
ذكروا بكفى لا عب فى صاع
(صوغ) : قرىء (صوغ الملك) يذهب به إلى أنه كان مصوغا من الذهب.
(صوف) : قال تعالى: وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ وأخذ بصوفة قفاه، أي بشعره النابت، وكبش صاف وأصوف وصائف كثير الصوف. والصوفة قوم كان يخدمون الكعبة، فقيل سموا بذلك، لأنهم تشبكوا بها كتشبك الصوف بما نبت عليه، والصوفان نبت أزغب والصوفي قيل منسوب إلى لبسه الصوف وقيل منسوب إلى الصوفة الذين كانوا يخدمون الكعبة لاشتغالهم بالعبادة، وقيل منسوب إلى الصوفان الذي هو نبت لاقتصادهم واقتصارهم فى الطعم على ما يجرى مجرى الصوفان فى قلة الغناء فى الغذاء.
(صيف) : الصيف الفصل المقبل للشتاء، قال: رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ وسمى المطر الآتي فى الصيف صيفا كما سمى المطر الآتي فى الربيع ربيعا. وصافوا حصلوا فى الصيف، وأصافوا دخلوا فيه.
(صوم) : الصوم فى الأصل الإمساك عن الفعل مطعما كان أو كلاما أو مشيا، ولذلك قيل للفرس المسك عن السير أو العلف صائم قال الشاعر:
خيل صيام وأخرى غير صائمة
وقيل للريح الراكدة صوم ولاستواء النهار صوم تصورا لوقوف الشمس فى كبد السماء، ولذلك قيل قام قائم الظهيرة، ومصام الفرس ومصامته موقفه. والصوم فى الشرع إمساك المكلف بالنية من الخيط الأبيض إلى الخيط الأسود عن تناول الأطيبين والاستمناء والاستقاء وقوله: إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فقد قيل عنى به الإمساك عن الكلام بدلالة قوله تعالى: فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا.
(صيص) : مِنْ صَياصِيهِمْ أي حصونهم وكل ما يتحصن به يقال له صيصة وبهذا النظر قيل لقرن البقر صيصة وللشوكة التي يقاتل بها الديك صيصة، واللَّه أعلم.
(ضبح) : وَالْعادِياتِ ضَبْحاً قيل الضبح صوت أنفاس الفرس تشبيها بالضباح وهو صوت الثعلب، وقيل هو حفيف العدو وقد يقال ذلك للعدو، وقيل الضبح كالضبع وهو مد الضبع فى العدو، وقيل أصله إحراق العود وشبه عدوه كتشبيهه بالنار فى كثرة حركتها.
(ضحك) : الضحك انبساط الوجه وتكشر الأسنان من سرور النفس ولظهور الأسنان عنده سميت مقدمات الأسنان الضواحك واستعير الضحك للسخرية وقيل ضحكت منه ورجل ضحكة يضحك من الناس وضحكة لمن يضحك منه، قال: وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ- إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ- تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ ويستعمل فى السرور المجرد نحو: مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ- فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا- فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً قال الشاعر:
يضحك الضبع لقتلى هذيل | وترى الذئب لها تستهل |
يضاحك الشمس منها كوكب شرق
فإنه شبه تلألوها بالضحك ولذلك سمى البرق العارض ضاحكا، والحجر يبرق ضاحكا وسمى البلح حين يتفتق ضاحكا، وطريق صحوك واضح، وضحك الغدير تلألأ من امتلائه وقد أضحكته.
(ضحى) : الضحى انبساط الشمس وامتداد النهار وسمى الوقت به قال:
وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى أي لك أن تتصون من حر الشمس، وتضحى أكل ضحى كقولك تغذى والضحاء والغذاء لطعامهما، وضاحية كل شىء ناحيته البارزة، وقيل للسماء الضواحي وليلة إضحيانة وضحياء مضيئة إضاءة الضحى. والأضحية جمعها أضاحى وقيل ضحية وضحايا وأضحاة وأضحى وتسميتها بذلك فى الشرع
لقوله عليه السلام: «من ذبح قبل صلاتنا هذه فليعد».
(ضد) : قال قوم الضدان الشيئان اللذان تحت جنس واحد، وينافى كل واحد منهما الآخر فى أوصافه الخاصة، وبينهما أبعد البعد كالسواد والبياض والشر والخير، وما لم يكونا تحت جنس واحد لا يقال لهما ضدان كالحلاوة والحركة.
قالوا والضد هو أحد المتقابلات فإن المتقابلين هما الشيئان المختلفان للذات وكل واحد قبالة الآخر ولا يجتمعان فى شىء واحد فى وقت واحد وذلك أربعة أشياء:
الضدان كالبياض والسواد، والمتناقضان كالضّعف والنصف، والوجود والعدم كالبصر والعمى، والموجبة والسالبة فى الأخبار نحو كل إنسان هاهنا، وليس كل إنسان هاهنا. وكثير من المتكلمين وأهل اللغة يجعلون كل ذلك من المتضادات ويقول الضدان مالا يصح اجتماعهما فى محل واحد. وقيل: اللَّه تعالى لا ند له ولا ضد، لأن الند هو الاشتراك فى الجوهر والضد هو أن يعتقب الشيئان المتنافيان على جنس واحد واللَّه تعالى منزه عن أن يكون جوهرا فإذا لا ضد له ولا ند، وقوله: وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا أي منافين لهم.
(ضر) : الضر سوء الحال إما فى نفسه لقلة العلم والفضل والعفة، وإما فى يديه لعدم جارحة ونقض، وإما فى حالة ظاهرة من قلة مال وجاه، وقوله:
فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ فهو محتمل لثلاثتها، وقوله: وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ وقوله: فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ يقال ضره ضرا جلب إليه ضرا وقوله: لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً ينبههم على قلة ما ينالهم من جهتهم ويؤمنهم من ضرر يلحقهم نحو: لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً- وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً- وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وقال تعالى:
وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وقال: يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا
وقوله: يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ. فالأول يعنى به الضر والنفع اللذان بالقصد والإرادة تنبيها أنه لا يقصد فى ذلك ضرّا ولا نفعا لكونه جمادا. وفى الثاني يريد ما يتولد من الاستعانة به ومن عبادته، لا ما يكون منه بقصده، والضراء يقابل بالسراء والنعماء والضر بالنفع، قال: وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ- وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً ورجل ضرير كناية عن فقد بصره وضرير الوادي شاطئه الذي ضره الماء، والضرر المضار وقد ضاررته، قال:
وَلا تُضآرُّوهُنَّ وقال: وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ يجوز أن يكون مسندا إلى الفاعل كأنه قال لا يضارر، وأن يكون مفعولا أي لا يضارر، بأن يشغل عن صنعته ومعاشه باستدعاء شهادته لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها فإذا قرىء بالرفع فلفظه خبر ومعناه أمر، وإذا فتح فأمر، قال: ضِراراً لِتَعْتَدُوا والضرة أصلها الفعلة التي تضر وسمى المرأتان تحت رجل واحد كل واحدة منهما ضرة لاعتقادهم أنها تضر بالمرأة الأخرى ولأجل هذا النظر منهم
قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفىء ما فى صحفتها»
والضراء التزويج بضرة، ورجل مضر دو زوجين فصاعدا، وامرأة مضر لها ضرة، والإضرار حمل الإنسان على ما يضره وهو فى المتعارف حمله على أمر يكرهه وذلك على ضربين:
أحدها: إضرار بسبب خارج كمن يضرب أو يهدد، حتى يفعل منقادا ويؤخذ قهرا فيحمل على ذلك، كما قال: ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ- ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ.
والثاني: بسبب داخل وذلك إما بقهر قوة له لا يناله بدفعها هلاك كمن غلب عليه شهوة خمر أو قمار، وإما بقهر قوة له لا يناله بدفعها الهلاك كمن اشتد به الجوع فاضطر إلى أكل ميتة وعلى هذا قوله: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ- فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ وقال: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ فهو عام فى كل ذلك والضروري يقال على ثلاثة أضرب:
أحدها: إما يكون على طريق القهر والقسر لا على الاختيار كالشجر إذا حركته الرياح الشديدة.
والثاني: ما لا يحصل وجوده إلا به نحو الغذاء الضروري للإنسان فى حفظ البدن.
وقيل الضرة الأنملة وأصل الضرع والشحمة المتدلية من الألية.
(ضرب) : الضرب إيقاع شىء على شىء ولتصور اختلاف الضرب خولف بين تفاسيرها كضرب الشيء باليد والعصاء والسيف ونحوها قال:
فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ- فَضَرْبَ الرِّقابِ- فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها
- أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ- فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ- يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وضرب الأرض بالمطر وضرب الدراهم اعتبارا بضرب المطرقة وقيل له الطبع اعتبارا بتأثير السكة فيه، وبذلك شبه السجية وقيل لها الضريبة والطبيعة. والضرب فى الأرض الذهاب فيها هو ضربها بالأرجل. قال:
وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ- وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ وقال:
لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ ومنه: فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ وضرب الفحل الناقة تشبيها بالضرب بالمطرقة كقولك طرقها تشبيها بالطرق بالمطرقة، وضرب الخيمة بضرب أوتادها بالمطرقة وتشبيها بالخيمة، قال:
ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أي التحفتهم الذلة التحاف الخيمة بمن ضربت عليه وعلى هذا: وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ومنه استعير: فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً وقوله: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ وضرب العود والناى والبوق يكون بالأنفاس وضرب اللبن بعضه على بعض بالخلط، وضرب المثل هو من ضرب الدراهم وهو ذكر شىء أثره يظهر فى غيره، قال: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا- وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا- ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ- وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ- وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا- ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا- وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا- أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً والمضاربة ضرب من الشركة.
والمضرّبة ما أكثر ضربه بالخياطة والتضريب التحريض كأنه حث على الضرب الذي هو بعد فى الأرض، والاضطراب كثرة الذهاب فى الجهات من الضرب فى الأرض، واستضراب الناقة: استدعاء ضرب الفحل إياها.
(ضرع) : الضرع ضرع الناقة والشاة وغيرهما، وأضرعت الشاة نزل اللبن فى ضرعها لقرب نتاجها وذلك نحو أتمر وألبن إذا كثر تمره ولبنه وشاة ضريع عظيمة الضرع، وأما قوله: لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ فقيل هو يبيس
(ضعف) : الضعف خلاف القوة وقد ضعف فهو ضعيف، قال:
ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ والضعف قد يكون فى النفس وفى البدن وفى الحال وقيل الضّعف والضّعف لغتان. قال: وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً قال:
وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا قال الخليل رحمه اللَّه: الضعف بالضم فى البدن، والضعف فى العقل والرأى، ومنه قوله تعالى: فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً وجمع الضعيف ضعاف وضعفاء. قال تعالى: لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ واستضعفته وجدته ضعيفا، قال: وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ- قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ- إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وقوبل بالاستكبار فى قوله: قالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا وقوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً والثاني غير الأول وكذا الثالث فإن قوله:
خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ أي من نطفة أو من تراب والثاني هو الضعف الموجود فى الجنين والطفل. والثالث الذي بعد الشيخوخة وهو المشار إليه بأرذل العمر.
والقوتان: الأولى هى التي تجعل للطفل من التحرك وهدايته واستسقاء؟؟؟ اللبن ودفع الأذى عن نفسه بالبكاء، والقوة الثانية هى التي بعد البلوغ ويدل على أن كل واحد من قوله ضعف إشارة إلى حالة غير الحالة الأولى ذكره منكرا والمنكر متى أعيد ذكره وأريد به ما تقدم عرف كقولك: رأيت رجلا فقال لى الرجل كذا.
ومتى ذكر ثانيا منكرا أريد به غير الأول، ولذلك قال ابن عباس فى قوله:
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً «لن يغلب عسر يسرين» وقوله:
وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً فضعفه كثرة حاجاته التي يستغنى عنها الملأ الأعلى وقوله: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً فضعف كيده إنما هو مع من صار من عباد اللَّه المذكورين فى قوله: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ والضعف هو من الألفاظ المتضايفة التي يقتضى وجود أحدهما وجود الآخر
ضاعفت أبلغ من ضعفت، ولهذا قرأ أكثرهم: يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ- وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وقال: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها والمضاعفة على قضية هذا القول تقتضى أن يكون عشر أمثالها، وقيل ضعفته بالتخفيف ضعفا فهو مضعوف، فالضعف مصدر والضعف اسم كالشىء والشيء، فضعف الشيء هو الذي يثنيه، ومتى أضيف إلى عدد اقتضى ذلك العدد ومثله نحو أن يقال ضعف العشرة وضعف المائة فذلك عشرون ومائتان بلا خلاف، وعلى هذا قول الشاعر:
جزيتك ضعف الود لما اشتكيته | وما إن جزاك الضعف من أحد قبلى |
وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وكقوله: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ، وهذا المعنى أخذه الشاعر فقال:
ريادة شيب وهى نقص زيادتى
وقوله: فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ فإنهم سألوه أن يعذبهم عذابا بضلالهم، وعذابا بإضلالهم كما أشار إليه بقوله: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ وقوله: لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ أي لكل منهم ضعف ما لكم من العذاب وقيل أي لكل منهم ومنكم ضعف ما يرى الآخر فإن من العذاب ظاهرا وباطنا وكل يدرك من الآخر الظاهر دون الباطن فيقدر أن ليس له العذاب الباطن.
(ضغث) : الضغث قبضة ريحان أو حشيش أو قضبان وجمعه أضغاث.
قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ حزم أخلاط من الأحلام.
(ضغن) : الضّغن والضّغن الحقد الشديد، وجمعه أضغان، قال:
أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ وبه شبه الناقة فقالوا ذات ضغن، وقناة ضغنة عوجاء والاضغان الاشتمال بالثوب وبالسلاح ونحوهما.
(ضل) : الضلال العدول عن الطريق المستقيم ويضاده الهداية، قال تعالى: فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها ويقال الضلال لكل عدول عن المنهج عمدا كان أو سهوا، يسيرا كان أو كثيرا، فإن الطريق المستقيم الذي هو المرتضى صعب جدا،
قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «استقيموا ولن تحصلوا»
وقال بعض الحكماء: كوننا مصيبين من وجه وكوننا ضالين من وجوه كثيرة، فإن الاستقامة والصواب يجرى مجرى المقرطس من المرمى وما عداه من الجوانب كلها ضلال. ولما قلنا روى عن بعض الصالحين أنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فى منامه فقال: يا رسول اللَّه يروى لنا إنك قلت: «شيبتنى سورة هود وأخواتها فما الذي شيبك منها؟ فقال: قوله: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ» وإذا كان الضلال ترك الطريق المستقيم عمدا كان أو سهوا، قليلا كان أو كثيرا، صح أن يستعمل لفظ الضلال ممن يكون منه خطأ ما ولذلك نسب الضلال إلى الأنبياء وإلى الكفار، وإن كان بين الضلالين بون بعيد، ألا ترى أنه قال فى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم:
وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى أي غير مهتد لما سيق إليك من النبوة. وقال فى يعقوب: إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ وقال أولاده: إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إشارة إلى شغفه بيوسف وشوقه إليه وكذلك: قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وقال عن موسى عليه السلام: وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ تنبيه أن ذلك منه سهو، وقوله: أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما أي تنسى وذلك من النسيان الموضوع عن الإنسان. والضلال من وجه آخر ضربان: ضلال فى العلوم النظرية كالضلال فى معرفة اللَّه ووحدانيته ومعرفة النبوة ونحوهما المشار إليهما بقوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً وضلال فى العلوم العملية كمعرفة الأحكام الشرعية التي هى العبادات، والضلال البعيد إشارة إلى ما هو كفر كقوله على ما تقدم من قوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وقوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالًا
وكقوله: أولئك فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ أي فى عقوبة الضلال البعيد، وعلى ذلك قوله: إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ- قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ وقوله: أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ كناية عن الموت واستحالة البدن. وقوله: وَلَا الضَّالِّينَ فقد قيل عنى بالضالين النصارى وقوله: فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى أي لا يضل عن ربى ولا يضل ربى عنه أي لا يغفله، وقوله: كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ أي فى باطل وإضلال لأنفسهم. والإضلال ضربان، أحدهما: أن يكون سببه الضلال وذلك على وجهين: إما بأن يضل عنك الشيء كقولك أضللت البعير أي ضل عنى، وإما أن تحكم بضلاله، والضلال فى هذين سبب الإضلال. والضرب الثاني: أن يكون الإضلال سببا للضلال وهو أن يزين للإنسان الباطل ليضل كقوله: لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ
- وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ أي يتحرون أفعالا يقصدون بها أن تضل فلا يحصل من فعلهم ذلك إلا ما فيه ضلال أنفسهم وقال عن الشيطان: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وقال فى الشيطان:
وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً- وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيداً- وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وإضلال اللَّه تعالى للإنسان على أحد وجهين: أحدهما أن يكون سببه الضلال وهو أن يضل الإنسان فيحكم اللَّه عليه بذلك فى الدنيا ويعدل به عن طريق الجنة إلى النار فى الآخرة وذلك إضلال هو حق وعدل، فالحكم على الضال بضلاله والعدول به عن طريق الجنة إلى النار عدل وحق. والثاني من إضلال اللَّه هو أن اللَّه تعالى وضع جبلة الإنسان على هيئة إذا راعى طريقا محمودا كان أو مذموما ألفه واستطابه ولزمه وتعذر صرفه وانصرافه عنه ويصير ذلك كالطبع الذي يأبى على الناقل، ولذلك قيل: العادة طبع ثان. وهذه القوة فى الإنسان فعل إلهي، وإذا كان كذلك وقد ذكر فى غير هذا الموضع أن كل شىء يكون سببا فى وقوع فعل صح نسبة ذلك الفعل إليه فصح أن ينسب ضلال العبد إلى اللَّه من هذا الوجه فيقال أضله اللَّه لا على الوجه الذي يتصوره الجهلة ولما قلناه جعل الإضلال المنسوب إلى نفسه للكافر والفاسق دون المؤمن بل نفى عن نفسه إضلال المؤمن فقال: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ فلن يضل أعمالهم سيهديهم وقال فى الكافر والفاسق فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ- وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ- كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ- وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وعلى هذا النحو تقليب الأفئدة فى قوله:
(ضم) : الضم الجمع بين الشيئين فصاعدا. قال: وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ- وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ والإضمامة جماعة من الناس أو من الكتب أو الريحان أو نحو ذلك، وأسد ضمضم وضماضم يضم الشيء إلى نفسه. وقيل بل هو المجتمع الخلق، وفرس سباق الأضاميم إذا سبق جماعة من الأفراس دفعة واحدة.
(ضمر) : الضامر من الفرس الخفيف اللحم من الأعمال لا من الهزال، قال: وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يقال ضمر ضمورا واضطمر فهو مضطمر، وضمرته أنا، والمضمار الموضع الذي يضمر فيه. والضمير ما ينطوى عليه القلب ويدق على الوقوف عليه، وقد تسمى القوة الحافظة لذلك ضميرا.
(ضن) : قال: وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ أي ما هو ببخيل، والضنة هو البخل بالشيء النفيس ولهذا قيل: علق مضنة ومضنة، وفلان ضنى بين أصحابى أي هو النفيس الذي أضن به، يقال: ضننت بالشيء ضنا وضنانة، وقيل: ضننت.
(ضنك) : مَعِيشَةً ضَنْكاً أي ضيقا وقد ضنك عيشه، وامرأة ضناك، مكتنزة والضناك الزكام والمضنوك المزكوم.
(ضاهى) : يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا أي يأكلون، وقيل أصله الهمز، وقد قرىء به، والضهياء المرأة التي لا تحيض وجمعه ضهى.
(ضير) : الضير المضرة يقال ضاره وضره، قال: لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ، وقوله: لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً.
(ضيز) : تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى أي ناقصة أصله فعلى فكسرت الضاد للياء، وقيل ليس فى كلامهم فعلى.
(ضيع) : ضاع الشيء يضيع ضياعا، وأضعته وضيعته، قال:
لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ- إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا- وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ- لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وضيعة الرجل عقاره الذي يضيع ما لم يفتقد وجمعه ضياع، وتضيع الريح إذا هبت هبوبا يضيع ما هبت عليه.
(ضيق) : الضيق ضد السعة، ويقال الضّيق أيضا: والضيقة يستعمل فى الفقر والبخل والغم ونحو ذلك، قال: وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً أي عجز عنهم وقال: وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ- وَيَضِيقُ صَدْرِي- ضَيِّقاً حَرَجاً- ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ- وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ- وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ كل ذلك عبارة عن الحزن وقوله: وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ينطوى على تضييق النفقة وتضييق الصدر، ويقال فى الفقر ضاق وأضاق فهو مضيق واستعمال ذلك فيه كاستعمال الوسع فى ضده.
(ضأن) : الضأن معروف، قال: مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وأضأن الرجل إذا كثر ضأنه، وقيل الضائنة واحد الضأن.
(ضوأ) : الضوء ما انتشر من الأجسام النيرة ويقال ضاءت النار وأضاءت وأضاءها غيرها قال: فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ- كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ- يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ- يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ وسمى كتبه المهتدى بها ضياء فى نحو قوله: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً.
(طبع) : الطبع أن تصور الشيء بصورة ما كطبع السكة وطبع الدراهم وهو أعم من الختم وأخص من النقش، والطابع والخاتم ما يطبع به ويختم. والطابع فاعل ذلك وقيل للطابع طابع وذلك كتسمية الفعل إلى الآلة نحو سيف قاطع، قال: فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ- كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ- كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ وقد تقدم الكلام فى قوله: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وبه اعتبر الطبع والطبيعة التي هى السجية فإن ذلك هو نقش النفس بصورة ما إما من حيث الخلقة وإما من حيث العادة وهو فيما ينقش به من حيث الخلقة أغلب، ولهذا قيل.
وتأبى الطباع على الناقل
وطبيعة النار وطبيعة الدواء ما سخر اللَّه له من مزاجه وطبع السيف صدؤه ودنسه وقيل رجل طبع وقد حمل بعضهم: طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وكَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ على ذلك ومعناه دنسه كقوله: بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ وقوله: أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ وقيل طبعت المكيال إذا ملأته وذلك لكون الملء كالعلامة المانعة من تناول بعض ما فيه، والطبع المطبوع أي المملوء قال الشاعر:
كزوايا الطبع همت بالوجل
(طبق) : المطابقة من الأسماء المتضايفة وهو أن تجعل الشيء فوق آخر بقدره، ومنه طابقت النعل، قال الشاعر:
إذ لاوذ الظل القصير بخفه | وكان طباق الخف أو قل زائدا |
(طحا) : الطحو كالدحو وهو بسط الشيء والذهاب به، قال:
وَالْأَرْضِ وَما طَحاها قال الشاعر:
طحا بك قلب فى الحسان طروب
أي ذهب.
(طرح) : الطرح إلقاء الشيء وإبعاده والطروح المكان البعيد، ورأيته من طرح أي بعد، والطرح المطروح لقلة الاعتداد به، قال: اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً.
(طرد) : الطرد هو الإزعاج والإبعاد على سبيل الاستخفاف، يقال طردته، قال تعالى: وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ- وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ- وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ- فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ويقال أطرده السلطان وطرده إذا أخرجه عن بلده وأمر أن يطرد من مكان حله وسمى ما يثار من الصيد طردا وطريدة. ومطاردة الأقران مدافعة بعضهم بعضا، والمطرد ما يطرد به، واطراد الشيء متابعة بعضه بعضا.
(طرف) : طرف الشيء جانبه ويستعمل فى الأجسام والأوقات وغيرهما، قال: فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ- أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ ومنه استعير: هو كريم الطرفين أي الأب والأم وقيل الذكر واللسان إشارة إلى العفة، وطرف العين جفنه، والطرف تحريك الجفن وعبر به عن النظر إذ كان تحريك الجفن لازمه النظر، وقوله: قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ- فِيهِنَّ قاصِراتُ
عبارة عن إغضائهن لعفتهن، وطرف فلان أصيب طرفه، وقوله:
لِيَقْطَعَ طَرَفاً فتخصيص قطع الطرف من حيث إن تنقيص طرف الشيء يتوصل به إلى توهينه وإزالته، ولذلك قال: نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها والطراف بيت أدم يؤخذ طرفه ومطرف الخز ومطرف ما يجعل له طرف، وقد أطرفت مالا، وناقة طرفة ومستطرفة ترعى إسراف المرعى كالبعير والطريف ما يتناوله، ومنه قيل مال طريف ورجل طريف لا يثبت على امرأة، والطرف الفرس الكريم وهو الذي يطرف من حسنه، فالطرف فى الأصل هو المطروف أي المنظور إليه كالنقض فى معنى المنقوض، وبهذا النظر قيل هو قيد النواظر فيما يحسن حتى يثبت عليه النظر.
(طرق) : الطريق السبيل الذي يطرق بالأرجل أي يضرب، قال:
طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ وعنه استعير كل مسلك يسلكه الإنسان فى فعل محمودا كان أو مذموما، قال: وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى وقيل طريقة من النخل تشبيها بالطريق فى الامتداد والطرق فى الأصل كالضرب إلا أنه أخص لأنه ضرب توقع كطرق الحديد بالمطرقة، ويتوسع فيه توسعهم فى الضرب، وعنه استعير طرق الحصى للتكهن، وطرق الدواب الماء بالأرجل حتى تكدره حتى سمى الماء الدنق طرقا، وطارقت النعل وطرقتها تشبيها بطرق النعل فى الهيئة، قيل طارق بين الدرعين، وطرق الخوافي أن يركب بعضها بعضا، والطارق السالك للطريق، لكن خص فى المتعارف بالآتى ليلا فقيل: طرق أهله طروقا، وعبر عن النجم بالطارق لاختصاص ظهوره بالليل، قال: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ قال الشاعر:
نحن بنات طارق
وعن الحوادث التي تأتى ليلا بالطوارق، وطرق فلان قصد ليلا، قال الشاعر:
كأنى أنا المطروق دونك بالذي | طرقت به دونى وعينى تهمل |
(طرى) : قال: لَحْماً طَرِيًّا أي غضا جديدا من الطراء والطراوة، يقال طريت كذا فطرى، ومنه المطراة من الثياب، والإطراء مدح يجدد ذكره وطرأ بالهمز طلع.
(طس) : هما حرفان وليس من قولهم طس وطموس فى شىء.
(طعم) : الطعم تناول الغذاء ويسمى ما يتناول منه طعم وطعام، قال:
وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ قال وقد اختص بالبر فيما
روى أبو سعيد: «أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمر بصدقة الفطر صاعا من طعام أو صاعا من شعير»
قال: وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ- طَعاماً ذا غُصَّةٍ- طَعامُ الْأَثِيمِ- وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ أي إطعامه الطعام فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وقال تعالى: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا قيل وقد يستعمل طعمت فى الشراب كقوله: فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي وقال بعضهم: إنما قال: وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ تنبيها أنه محظور أن يتناول إلا غرفة مع طعام كما أنه محظور عليه أن يشربه إلا غرفة فإن الماء قد يطعم إذا كان مع شىء يمضغ، ولو قال ومن لم يشربه لكان يقتضى أن يجوز تناوله إذا كان فى طعام، فلما قال: وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ بين أنه لا يجوز تناوله على كل حال إلا قدر المستثنى وهو الغرفة باليد،
وقول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فى زمزم: «إنه طعام طعم وشفاء سقم»
فتنبيه منه أنه يغذى بخلاف سائر المياه، واستطعمه فأطعمه، قال: اسْتَطْعَما أَهْلَها- وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ- وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ- أَنُطْعِمُ- مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ- الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ- وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ- وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ
وقال عليه الصلاة والسلام: «إذا استطعمكم الإمام فأطعموه»
أي إذ استخلفكم عند الارتياح فلقنوه، ورجل طاعم حسن الحال، ومطعم مرزوق، ومطعام كثير الإطعام، ومطعم كثير الطعم، والطعمة ما يطعم.
(طعن) : الطعن الضرب بالرمح وبالقرن وما يجرى مجراهما، وتطاعنوا واطعنوا واستعير للوقيعة، قال: وَطَعْناً فِي الدِّينِ- وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ.
إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ فاستعير الطغيان فيه لتجاوز الماء الحد وقوله: فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ فإشارة إلى الطوفان المعبر عنه بقوله: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ والطاغوت عبارة عن كل متعد وكل معبود من دون اللَّه ويستعمل فى الواحد والجمع، قال: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ- وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ- أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ- يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ فعبارة عن كل متعد، ولما تقدم سمى الساحر والكاهن والمارد من الجن والصارف عن طريق الخير طاغوتا ووزنه فيما قيل فعلوت نحو جبروت وملكوت، وقيل أصله طغووت ولكن قلب لام الفعل نحو صاعقة وصاقعة ثم قلب الواو ألفا لتحركه وانفتاح ما قبله.
(طف) : الطفيف الشيء النزر ومنه الطفافة لما لا يعتد به، وطفف الكيل قل نصيب المكيل له فى إيفائه واستيفائه. قال: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ.
(طفق) : يقال طفق يفعل كذا كقولك أخذ يفعل كذا ويستعمل فى الإيجاب دون النفي، لا يقال ما طفق. قال: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ- وَطَفِقا يَخْصِفانِ.
(طفل) : الطفل الولد مادام ناعما، وقد يقع على الجمع، قال: ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا- أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا وقد يجمع على أطفال قال:
وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ وباعتبار النعومة قيل امرأة طفلة وقد طفلت طفولة وطفالة، والمطفل من الظبية التي معها طفلها، وطفلت الشمس إذا همت بالدور ولما يستمكن الضح من الأرض قال:
وعلى الأرض غيابات الطفل
(طلل) : الطل أضعف المطر وهو ماله أثر قليل. قال: فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وطل الأرض فهى مطلولة ومنه طل دم فلان إذا قل الاعتداد به، ويصير أثره كأنه طل، ولما بينهما من المناسبة قيل لأثر الدار طلل ولشخص الرجل المترائى طلل، وأطل فلان أشرف طلله.
(طفىء) : طفئت النار وأطفأتها، قال: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ- يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ والفرق بين الموضعين أن فى قوله: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا يقصدون إطفاء نور اللَّه وفى قوله: لِيُطْفِؤُا يقصدون أمرا يتوصلون به إلى إطفاء نور اللَّه.
(طلب) : الطلب الفحص عن وجود الشيء عينا كان أو معنى. قال:
فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً وقال: ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ وأطلبت فلانا إذا أسعفته لما طلب وإذا أحوجته إلى الطلب، وأطلب الكلأ إذا تباعد حتى احتاج أن يطلب.
(طلت) : طالوت اسم أعجمى.
(طلح) : الطلح شجر، الواحدة طلحة. قال: وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وإبل طلاحى منسوب إليه وطلحة مشتكية من أكله. والطلح والطليح المهزول المجهود ومنه ناقة طليح أسفار، والطلاح منه، وقد يقابل به الصلاح.
(طلع) : طلع الشمس طلوعا ومطلعا، قال: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ والمطلع موضع الطلوع حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ وعنه استعير طلع علينا فلان واطلع، قال: هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ- فَاطَّلَعَ قال: فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وقال:
أَطَّلَعَ الْغَيْبَ- لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى، واستطلعت رأيه وأطلعتك على كذا، وطلعت عنه غبت والطلاع ما طلعت عليه الشمس والإنسان، وطليعة الجيش أول من يطلع، وامرأة طلعة قبعة تظهر رأسها مرة وتستر أخرى، وتشبيها
ملء الكف.
(طلق) : أصل الطلاق التخلية من الوثاق، يقال أطلقت البعير من عقاله وطلقته، وهو طالق وطلق بلا قيد، ومنه استعير طلقت المرأة نحو خليتها فهى طالق أي مخلاة عن حبالة النكاح، قال: فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ- الطَّلاقُ مَرَّتانِ- وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ فهذا عام فى الرجعية وغير الرجعية، وقوله: وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ خاص فى الرجعية وقوله: فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ أي بعد البين فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا يعنى الزوج الثاني. وانطلق فلان إذ مر متخلفا، وقال تعالى: فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ- انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ وقيل للحلال طلق أي مطلق لا حظر عليه، وعدا الفرس طلقا أو طلقين اعتبارا بتخلية سبيله. والمطلق فى الأحكام ما لا يقع منه استثناء، وطلق يده وأطلقها عبارة عن الجود، وطلق الوجه وطليق الوجه إذا لم يكن كالحا، وطلق السليم خلاه الوجع، قال الشاعر:
تطلقه طورا وطورا تراجع
وليلة طلقة لتخلية الإبل للماء وقد أطلقها.
(طم) : الطم البحر المطموم يقال له الطم والرم وطم على كذا وسميت القيامة طامة لذلك، قال: فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى.
(طمث) : الطمث دم الحيض والافتضاض والطامث الحائض وطمث المرأة إذا افتضها، قال: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ومنه استعير ما طمث هذه الروضة أحد قبلنا أي افتضها، وما طمث الناقة جمل.
(طمس) : الطمس إزالة الأثر بالمحو، قال: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ- رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ أي أزل صورتها وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ أي أزلنا ضوأها وصورتها كما يطمس الأثر، وقوله: مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً منهم من قال عنى ذلك فى الدنيا وهو أن يصير على وجوههم الشعر فتصير صورهم كصورة القردة والكلاب، ومنهم من قال ذلك هو فى الآخرة إشارة إلى ما قال: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ وهو أن تصير عيونهم فى
(طمع) : الطمع نزوع النفس إلى الشيء شهوة له، طمعت أطمع طمعا وطماعية فهو طمع وطامع، قال: إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا- أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ- خَوْفاً وَطَمَعاً ولما كان أكثر الطمع من أجل الهوى قيل الطمع طبع والطمع يدنس الإهاب.
(طمن) : الطمأنينة والاطمئنان السكون بعد الانزعاج، قال:
وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ- وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي- يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ وهى أن لا تصير أمارة بالسوء، وقال تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ تنبيها أن بمعرفته تعالى والإكثار من عبادته يكتسب اطمئنان النفس المسئول بقوله:
وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي وقوله: وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وقال: فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ- وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها واطمأن وتطامن يتقاربان لفظا ومعنى.
(طهر) : يقال طهرت المرأة طهرا وطهارة وطهرت والفتح أقيس لأنها خلاف طمثت، ولأنه يقال طاهرة وطاهر مثل قائمة وقائم وقاعدة وقاعد والطهارة ضربان طهارة جسم وطهارة نفس وحمل عليها عامة الآيات، يقال طهرته فطهر وتطهر واطهر فهو طاهر ومتطهر، قال: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا أي استعملوا الماء أو ما يقوم مقامه، قال: وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ- فَإِذا تَطَهَّرْنَ فدل باللفظين على أنه لا يجوز وطؤهن إلا بعد الطهارة والتطهير ويؤكد ذلك قراءة من قرأ: حَتَّى يَطْهُرْنَ أي يفعلن الطهارة التي هى الغسل، قال: وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ أي التاركين للذنب والعاملين للصلاح، وقال فيه: رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا- أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ- وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ فإنه يعنى تطهير النفس: وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أي مخرجك من جملتهم ومنزهك أن تفعل فعلهم وعلى هذا:
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً- وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ- ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ- أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ- لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ أي إنه لا يبلغ حقائق معرفته إلا من طهر نفسه وتنقى من درن الفساد. وقوله: إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ فإنهم قالوا ذلك
وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ- وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً قال أصحاب الشافعي رضى اللَّه عنه: الطهور بمعنى المطهر، وذلك لا يصح من حيث اللفظ لأن فعولا لا يبنى من أفعل وفعل وإنما يبنى ذلك من فعل. وقيل إن ذلك اقتضى التطهير من حيث المعنى، وذلك أن الطاهر ضربان: ضرب لا يتعداه الطهارة كطهارة الثوب فإنه طاهر غير مطهر به، وضرب يتعداه فيجعل غيره طاهرا به، فوصف اللَّه تعالى الماء بأنه طهور تنبيها على هذا المعنى.
(طيب) : يقال طاب الشيء يطيب طيبا فهو طيب. قال: فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ- فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ وأصل الطيب ما تستلذه الحواس وما تستلذه النفس، والطعام الطيب فى الشرع ما كان متناولا من حيث ما يجوز، وبقدر ما يجوز، ومن المكان الذي يجوز فإنه متى كان كذلك كان طيبا عاجلا وآجلا لا يستوخم، وإلا فإنه وإن كان طيبا عاجلا لم يطب آجلا وعلى ذلك قوله:
كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ- فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَيِّباً- لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ- كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً وهذا هو المراد بقوله: وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ وقوله: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ قيل عنى بها الذبائح، وقوله: وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ إشارة إلى الغنيمة، والطيب من الإنسان من تعرى من نجاسة الجهل والفسق وقبائح الأعمال وتحلى بالعلم والإيمان ومحاسن الأعمال وإياهم قصد بقوله: الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ
وقال: طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ وقال تعالى: هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً وقال تعالى: لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وقوله: وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ تنبيه أن الأعمال الطيبة تكون من الطيبين كما
روى: «المؤمن أطيب من عمله، والكافر أخبث من عمله».
وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ أي الأعمال السيئة بالأعمال الصالحة وعلى هذا قوله تعالى: مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وقوله: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ- وَمَساكِنَ طَيِّبَةً أي طاهرة ذكية مستلذة وقوله: بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ وقيل أشار إلى الجنة وإلى جوار رب العزة، وأما قوله: وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ إشارة إلى الأرض الزكية، وقوله: صَعِيداً طَيِّباً أي ترابا لا نجاسة به، وسمى الاستنجاء استطابة لما فيه من التطيب والتطهر. وقيل الأطيبان الأكل والنكاح، وطعام مطيبة للنفس إذا طابت به النفس، ويقال للطيب طاب وبالمدينة تمر يقال له طاب وسميت المدينة طيبة، وقوله: طُوبى لَهُمْ قيل هو اسم شجرة فى الجنة، وقيل بل إشارة إلى كل مستطاب فى الجنة من بقاء بلا فناء وعز بلا زوال وغنى بلا فقر.
(طود) : كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ الطود هو الجبل العظيم ووصفه بالعظم لكونه فيما بين الأطواد عظيما لا لكونه عظيما فيما بين سائر الجبال.
(طور) : طوار الدار وطواره ما امتد منها من البناء، يقال عدا فلان طوره أي تجاوز حده، ولا أطور به أي لا أقرب فناءه، يقال فعل كذا طورا بعد طور أي تارة بعد تارة، وقوله: وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً قيل هو إشارة إلى نحو قوله تعالى: خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ وقيل:
إشارة إلى نحو قوله: وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ أي مختلفين فى الخلق والخلق. والطور اسم جبل مخصوص، وقيل اسم لكل جبل، وقيل هو جبل محيط بالأرض، قال: وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ- وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ- وَطُورِ سِينِينَ- وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ- وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ.
(طير) : الطائر كل ذى جناح يسبح فى الهواء، يقال طار يطير طيرانا وجمع الطائر طير كراكب وركب، قال: وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ- وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً- وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ- وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ- وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ وتطير فلان، وأطير أصله التفاؤل بالطير ثم يستعمل فى كل
طاروا إليه زرافات ووحدانا
وفجر مستطير أي فاش، قال: وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وغبار مستطار خولف بين بنائهما فتصور الفجر بصورة الفاعل فقيل مستطير، والغبار بصورة المفعول فقيل مستطار وفرس مطار للسريع ولحديد الفؤاد وخذ ما طار من شعر رأسك أي ما انتشر حتى كأنه طار.
(طوع) : الطوع الانقياد ويضاده الكره قال: ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً- وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً والطاعة مثله لكن أكثر ما تقال فى الائتمار لما أمر والارتسام فيما رسم، قال: وَيَقُولُونَ طاعَةٌ- طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ أي أطيعوا وقد طاع له يطوع وأطاعه يطيعه، قال:
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ- مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ- وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وقوله فى صفة جبريل عليه السلام: مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ والتطوع فى الأصل تكلف الطاعة وهو فى المتعارف التبرع بما لا يلزم كالتنفل، قال: فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وقرىء: (ومن يطوع خيرا) والاستطاعة استفالة من الطوع وذلك وجود ما يصير به الفعل متأتيا وهى عند المحققين اسم للمعانى التي بها يتمكن الإنسان مما يريده من إحداث الفعل وهى أربعة أشياء: بنية مخصوصة للفاعل. وتصور للفعل، ومادة قابلة لتأثيره، وآلة إن كان الفعل آليا كالكتابة فإن الكاتب يحتاج إلى هذه الأربعة فى إيجاده للكتابة، وكذلك يقال فلان غير مستطيع للكتابة إذا فقد واحدا من هذه الأربعة فصاعدا، ويضاده المجز وهو أن لا يجد أحد هذه الأربعة فصاعدا، ومتى وجد هذه الأربعة كلها فمستطيع مطلقا ومتى فقدها فعاجز مطلقا، ومتى وجد بعضها دون بعض فمستطيع من وجه عاجز من وجه، ولأن يوصف بالعجز أولى. والاستطاعة أخص من القدرة، قال: لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ- فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ- مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ
فإنه يحتاج إلى هذه الأربعة،
وقوله عليه السلام: «الاستطاعة الزاد والراحلة»
فإنه بيان ما يحتاج إليه من الآلة وخصه بالذكر دون الآخر إذا كان معلوما من حيث العقل ومقتضى الشرع أن التكليف من دون تلك الآخر لا يصح، وقوله: لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ فإشارة بالاستطاعة هاهنا إلى عدم الآلة من المال والظهر والنحو وكذلك قوله: وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا وقوله: لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وقد يقال فلان لا يستطيع كذا لما يصعب عليه فعله لعدم الرياضة وذلك يرجع إلى افتقاد الآلة أو عدم التصور، وقد يصح معه التكليف ولا يصير الإنسان به معذورا، وعلى هذا الوجه قال: لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً- ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ وقال:
وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً وقد حمل على ذلك قوله: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا وقوله تعالى: هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا فقيل إنهم قالوا ذلك قبل أن قويت معرفتهم باللَّه وقيل إنهم لم يقصدوا قصد القدرة وإنما قصدوا أنه هل تقتضى الحكمة أن يفعل ذلك؟ وقيل يستطيع ويطيع بمعنى واحد ومعناه هل يجيب؟ كقوله: ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ أي يجاب، وقرىء:
(هل تستطيع ربك) أي سؤال ربك كقولك هل تستطيع الأمير أن يفعل كذا، وقوله: فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ نحو أسمحت له قرينته وانقادت له وسولت وطوعت أبلغ من أطاعت، وطوعت له نفسه بإزاء قولهم تأبت عن كذا نفسه، وتطوع كذا تحمله طوعا، قال: وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ- الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وقيل طاعت وتطوعت بمعنى ويقال استطاع واسطاع بمعنى قال: فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً.
(طوف) : الطوف المشي حول الشيء ومنه الطائف لمن يدور حول البيوت حافظا، يقال طاف به يطوف، قال: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ قال:
فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما ومنه استعير الطائف من الجن والخيال والحادثة وغيرها قال: إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ وهو الذي يدور على الإنسان من الشيطان يريد اقتناصه، وقد قرىء طيف وهو خيال الشيء وصورته المترائى له فى المنام أو اليقظة، ومنه قيل للخيال طيف، قال: فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ تعريضا بما نالهم من النائبة، وقوله: أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ أي لقصاده الذين يطوفون به، والطوافون فى قوله: طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى
عبارة عن الخدم، وعلى هذا الوجه
قال عليه السلام فى الهرة «إنها من الطوافين عليكم والطوافات»
والطائفة من الناس جماعة منهم، ومن الشيء القطعة منه وقوله تعالى: فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ قال بعضهم قد يقع ذلك على واحد فصاعدا، وعلى ذلك قوله: وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ- إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ والطائفة إذا أريد بها الجمع فجمع طائف، وإذا أريد بها الواحد فيصح أن يكون جمعا ويكنى به عن الواحد ويصح أن يجعل كراوية وعلامة ونحو ذلك، والطوفان كل حادثة تحيط بالإنسان وعلى ذلك قوله: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وصار متعارفا فى الماء المتناهي فى الكثرة لأجل أن الحادثة التي نالت قوم نوح كانت ماء. قال تعالى: فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وطائف القوس ما يلى أبهرها، والطوف كنى به عن العذرة.
(طوق) : أصل الطوق ما يجعل فى العنق خلقة كطوق الحمام أو صنعة كطوق الذهب والفضة، ويتوسع فيه فيقال طوقته كذا كقولك قلدته. قال:
سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ وذلك على التشبيه كما
روى فى الخبر «يأتى أحدكم يوم القيامة شجاع أقرع له زبيبتان فيتطوق به فيقول أنا الزكاة التي منعتنى»
، والطاقة اسم لمقدار ما يمكن للإنسان أن يفعله بمشقة وذلك تشبيه بالطوق المحيط بالشيء فقوله: وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ أي ما يصعب علينا مزاولته وليس معناه لا تحملنا ما لا قدرة لنا به، وذلك لأنه تعالى قد يحمل الإنسان ما يصعب عليه كما قال: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ- وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ أي خففنا عنك العبادات الصعبة التي فى تركها الوزر، وعلى هذا الوجه قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ، وقد يعبر بنفي الطاقة عن نفى القدرة. وقوله: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ ظاهرة يقتضى أن المطيق له يلزمه فدية أفطر أو لم يفطر لكن أجمعوا أنه لا يلزمه إلا مع شرط آخر.
وروى (وعلى الذين يطوقونه) أي يحملون أن يتطوقوا.
(طول) : الطول والقصر من الأسماء المتضايفة كما تقدم، ويستعمل فى الأعيان والأغراض كالزمان وغيره قال: فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ- سَبْحاً طَوِيلًا ويقال طويل وطوال وعريض وعراض وللجمع طوال وقيل طيال وباعتبار الطول قيل للحبل المرخى على الدابة طول، وطول فرسك أي أرخ طوله، وقيل طوال الدهر لمدته الطويلة، وتطاول فلان إذا أظهر الطول أو الطول، قال: فَتَطاوَلَ
والطول خص به الفضل والمن، قال: شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ وقوله تعالى: اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ- وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا كناية عما يصرف إلى المهر والنفقة، وطالوت اسم علم وهو أعجمى.
(طين) : الطين التراب والماء المختلط وقد يسمى بذلك وإن زال عنه قوة الماء، قال: مِنْ طِينٍ لازِبٍ يقال طنت كذا وطينته قال: وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ، وقوله تعالى: فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ.
(طوى) : طويت الشيء طيا وذلك كطى الدرج وعلى ذلك قوله:
يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ ومنه طويت الفلاة، ويعبر بالطي عن مضى العمر، يقال طوى اللَّه عمره، قال الشاعر:
طوتك خطوب دهرك بعد نشر
وقيل: وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ يصح أن يكون من الأول وأن يكون من الثاني والمعنى مهلكات. وقوله: إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً قيل هو اسم الوادي الذي حصل فيه، وقيل إن ذلك جعل إشارة إلى حالة حصلت له على طريق الاجتباء فكأنه طوى عليه مسافة لو احتاج أن ينالها فى الاجتهاد لبعد عليه، وقوله: إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً قيل هو اسم أرض فمنهم من يصرفه ومنهم من لا يصرفه، وقيل هو مصدر طويت فيصرف ويفتح أوله ويكسر نحو ثنى وثنى ومعناه ناديته مرتين.
(ظعن) : يقال ظعن يظعن ظعنا إذا شخص قال: يَوْمَ ظَعْنِكُمْ والظعينة الهودج إذا كان فيه المرأة وقد يكنى به عن المرأة وإن لم تكن فى الهودج.
(ظفر) : الظفر يقال فى الإنسان وفى غيره قال: كُلَّ ذِي ظُفُرٍ أي ذى مخالب ويعبر عن السلاح به تشبيها بظفر الطائر إذ هو له بمنزلة السلاح، ويقال فلان كليل الظفر وظفره فلان نشب ظفره فيه، وهو أظفر طويل الظفر، والظفرة جليدة يغشى البصر بها تشبيها بالظفر فى الصلابة، يقال ظفرت عينه والظفر الفوز وأصله من ظفره عليه. أي نشب ظفره فيه. قال: مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ.
(ظلل) : الظل ضد الضح وهو أعم من الفيء فإنه يقال ظل الليل وظل الجنة، ويقال لكل موضع لم تصل إليه الشمس ظل ولا يقال الفيء إلا لما زال عنه الشمس، ويعبر بالظل عن العزة والمنعة وعن الرفاهة، قال: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ أي فى عزة ومناع، قال: أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها- هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ يقال ظللنى الشجر وأظلنى، قال: وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وأظلنى فلان حرسنى وجعلنى فى ظله وعزه ومناعته. وقوله: يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ أي إنشاؤه يدل على وحدانية اللَّه وينبىء عن حكمته. وقوله: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ إلى قوله: وَظِلالُهُمْ قال الحسن: أما ظلك فيسجد للَّه، وأما أنت فتكفر به، وظل ظليل فائض، وقوله: وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا كناية عن غضارة العيش، والظلة سحابة تظل وأكثر ما يقال فيما يستوخم ويكره، قال: كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ- عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ- أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ أي عذابه يأتيهم، والظلل جمع ظلة كغرفة وغرف وقربة وقرب، وقرىء فِي ظِلالٍ وذلك إما جمع ظلة نحو غلبة وغلاب وحفرة وحفار، وإما جمع ظل نحو: يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ وقال بعض أهل اللغة: يقال للشاخص ظل، قال ويدل على ذلك، قول الشاعر:
لما نزلنا رفعنا ظل أخبية
يتبع أفياء الظلال عشية
أي أفياء الشخوص وليس فى هذا دلالة فإن قوله: رفعنا ظل أخبية، معناه رفعنا الأخبية فرفعنا به ظلها فكأنه رفع الظل. وقوله أفياء الظلال فالظلال عام والفيء خاص، وقوله أفياء الظلال هو من إضافة الشيء إلى جنسه. والظلة أيضا شىء كهيئة الصفة وعليه حمل قوله تعالى: وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ أي كقطع السحاب. وقوله تعالى: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ وقد يقال ظل لكل ساتر محمودا كان أو مذموما، فمن المحمود قوله: وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ وقوله: وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها ومن المذموم قوله: وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ وقوله: إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ الظلل هاهنا كالظلة لقوله:
ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ، وقوله: لا ظَلِيلٍ لا يفيد فائدة الظل فى كونه واقيا عن الحر،
وروى أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان إذا مشى لم يكن له ظل
ولهذا تأويل يختص بغير هذا الموضع. وظلت وظللت بحذف إحدى اللامين يعبر به عما يفعل بالنهار ويجرى مجرى سرت: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ- لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ- ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً.
(ظلم) : الظلمة عدم النور وجمعها ظلمات، قال: أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ- ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ وقال تعالى: أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ- وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ويعبر بها عن الجهل والشرك والفسق كما يعبر بالنور عن أضدادها، قال اللَّه تعالى: يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ- أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ- فَنادى فِي الظُّلُماتِ- كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ هو كقوله: كَمَنْ هُوَ أَعْمى وقوله فى سورة الأنعام: وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ فقوله: فِي الظُّلُماتِ هاهنا موضوع موضع العمى فى قوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ وقوله فى: ظُلُماتٍ ثَلاثٍ أي البطن والرحم والمشيمة، وأظلم فلان حصل فى ظلمة، قال: فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ والظلم عند أهل اللغة وكثير من العلماء.
وضع الشيء فى غير موضعه المختص به إما بنقصان أو بزيادة، وإما بعدول عن وقته أو مكانه، ومن هذا يقال ظلمت السقاء إذا تناولته فى غير وقته، ويسمى ذلك اللبن الظليم وظلمت الأرض حفرتها ولم تكن موضعا للحفر وتلك الأرض
الأول: ظلم بين الإنسان وبين اللَّه تعالى وأعظمه الكفر والشرك والنفاق، ولذلك قال: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وإياه قصد بقوله: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ- وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً فى أي كثيرة. وقال:
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ- وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً.
والثاني: ظلم بينه وبين الناس وإياه قصد بقوله: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ إلى قوله: إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وبقوله: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وبقوله: وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً.
والثالث: ظلم بينه وبين نفسه وإياه قصد بقوله: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وقوله: لَمْتُ نَفْسِي
- إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ- فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ أي من الظالمين أنفسهم: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وكل هذه الثلاثة فى الحقيقة ظلم للنفس فإن الإنسان فى أول ما يهم بالظلم فقد ظلم نفسه، فإذا الظالم أبدا مبتدىء فى الظلم ولهذا قال تعالى فى غير موضع: ما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
- وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ وقوله:
وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ فقد قيل هو الشرك بدلالة أنه لما نزلت هذه الآية شق ذلك على أصحاب النبي عليه السلام وقال لهم ألم تروا إلى قوله: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وقوله: وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً أي لم تنقص وقوله:
وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فإنه يتناول الأنواع الثلاثة من الظلم، فما أحد كان منه ظلم ما فى الدنيا إلا ولو حصل له ما فى الأرض ومثله معه لكان يفتدى به، وقوله: هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى تنبيها أن الظلم لا يغنى ولا يجدى ولا يخلص بل يردى بدلالة قوم نوح. وقوله: وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ وفى موضع وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ وتخصيص أحدهما بالإرادة مع لفظ العباد والآخر بلفظ الظلام للعبيد يختص بما بعد هذا الكتاب. والظليم ذكر النعام، وقيل إنما سمى بذلك لاعتقادهم أنه مظلوم للمعنى الذي أشار إليه الشاعر:
فصرت كالهيق عدا يبتغى | قرنا فلم يرجع بأذنين |
وحملناهم على صعبة زو | راء يعلونها بغير وطاء |
فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ والاستعتاب أن يطلب من الإنسان أن يذكر عتبه ليعتب، يقال استعتب فلان، قال: (ولا مستعتبون) يقال لك العتبى وهو إزالة ما لأجله يعتب وبينهم أعتوبة أي ما يتعاتبون به ويقال عتب عتبا إذا مشى على رجل مشى المرتقى فى درجة.
(عتد) : العتاد ادخار الشيء قبل الحاجة إليه كالإعداد والعتيد المعد والمعد، قال: هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ- رَقِيبٌ عَتِيدٌ أي معتد أعمال العباد وقوله: أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً قيل هو أفعلنا من العتاد وقيل أصله أعددنا فأبدل من إحدى الدالين تاء. وفرس عتيد وعتد حاضر العدو، والعتود من أولاد المعز جمعه أعتدة وعدا على الإدغام.
تقدمت، قال الشاعر:
على ألية عتقت قديما | وليس لها وإن طلبت مرام |
فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ والعتل الأكول المنوع الذي يعتل الشيء عتلا، قال: عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ.
(عتا) : العتو النبو عن الطاعة، يقال عتا يعتو عتوا وعتيا، قال:
وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً- فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ- عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها- بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ- مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا أي حالة لا سبيل إلى إصلاحها ومداواتها، وقيل إلى رياضة وهى الحالة المشار إليها يقول الشاعر:
ومن العناء رياضة الهرم
وقوله تعالى: أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا قيل العتى هاهنا مصدر، وقيل هو جمع عات، وقيل العاتي الجاسي.
(عثر) : عثر الرجل عثارا وعثورا إذا سقط، ويتجوز به فيمن يطلع على أمر من غير طلبه، قال تعالى: فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً يقال عثرت على كذا، قال: وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ أي وقفناهم عليهم من غير أن طلبوا.
(عثى) : العيث والعثى يتقاربان نحو جذب وجبذ إلا أن العبث أكثر ما يقال فى الفساد الذي يدرك حسا، والعثى فيما يدرك حكما. يقال عثى يعثى عثيا وعلى هذا وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ وعثا يعثو عثوا، والأعثى لون إلى السواد وقيل للأحمق الثقيل أعثى.
(عجب) : العجب والتعجب حالة تعريض للإنسان عند الجهل بسبب
(عجز) : عجز الإنسان مؤخره. وبه شبه مؤخر غيره، قال: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ والعجز أصله التأخر عن الشيء وحصوله عند عجز الأمر أي مؤخره كما ذكر فى الدبر، وصار فى المتعارف اسما للقصور عن فعل الشيء وهو ضد القدرة، قال: أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ وأعجزت فلانا وعجزته وعاجزته جعلته عاجزا قال: وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ- وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ- وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ وقرىء معجزين، فمعاجزين قيل معناه ظانين.
ومقدرين أنهم يعجزوننا لأنهم حسبوا أن لا بعث ولا نشور فيكون ثواب وعقاب، وهذا فى المعنى كقوله: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ومعجزين ينسبون إلى العجز من تبع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وذلك نحو جهلته وفسقته أي نسبته إلى ذلك، وقيل معناه مثبطين أي يثبطون الناس عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كقوله:
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ والعجوز سميت لعجزها فى كثير من الأمور قال: إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ وقال: أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ.
(عجف) : قال: سَبْعٌ عِجافٌ جمع أعجف وعجفاء أي الدقيق من الهزال من قولهم نصل أعجف دقيق، وأعجف الرجل صارت مواشيه عجافا، وعجفت نفسى عن الطعام وعن فلان أي نبت عنهما.
سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ- وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ- وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ- وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ فذكر أن عجلته وإن كانت مذمومة فالذى دعا إليها أمر محمود وهو طلب رضا اللَّه تعالى، قال: أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ- وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ- لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ- وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ- وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ- خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ قال بعضهم من حمأ وليس بشىء بل تنبيه على أنه لا يتعرى من ذلك وأن ذلك أحد الأخلاق التي ركب عليها وعلى ذلك قال: وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا، وقوله: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ أي الأعراض الدنيوية، وهبنا ما نشاء لمن نريد أن نعطيه ذلك عَجِّلْ لَنا قِطَّنا- فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ والعجالة ما يعجل أكله كاللهنة وقد عجلتهم ولهنتهم، والعجلة الإداوة الصغيرة التي يعجل بها عند الحاجة، والعجلة خشبة معترضة على نعامة البئر وما يحمل على الثيران وذلك لسرعة مرها. والعجل ولد البقرة لتصور عجلتها التي تعدم منه إذا صار ثورا، قال: عِجْلًا جَسَداً وبقرة معجل لها عجل.
(عجم) : العجمة خلاف الإبانة، والإعجام الإبهام، واستعجمت الدار إذا بان أهلها ولم يبق فيها غريب أي من يبين جوابا، ولذلك قال بعض العرب: خرجت عن بلاد تنطق كناية عن عمارتها وكون السكان فيها. والعجم خلاف العرب، والعجمي منسوب إليهم، والأعجم من فى لسانه عجمة عربيا كان أو غير عربى اعتبارا بقلة فهمهم عن العجم. ومنه قيل للبهيمة عجماء والأعجمى منسوب إليه، قال: وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ على حذف الياءات، قال: وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ- ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ- يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وسميت البهيمة عجماء من حيث إنها لا تبين عن نفسها بالعبارة إبانة الناطق، وقيل صلاة النهار عجماء أي لا يجهر فيها بالقراءة، وجرح العجماء جبار، وأعجمت الكلام ضد أعربت، وأعجمت الكتابة أزلت عجمتها نحو أشكيته إذا أزلت شكايته. وحروف المعجم روى عن الخليل أنها هى الحروف المقطعة لأنها أعجمية، قال بعضهم: معنى قوله: أعجمية، أن الحروف المتجردة لا تدل على ما تدل عليه الحروف الموصولة. وباب معجم مبهم، والعجم النوى الواحدة عجمة إما لاستتارها فى ثنى ما فيه، وإما بما أخفى
(عد) : العدد آحاد مركبة وقيل تركيب الآحاد وهما واحد قال:
عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ وقوله تعالى: فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً فذكره للعدد تنبيه على كثرتها والعد ضم الأعداد بعضها إلى بعض، قال تعالى: لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا- فَسْئَلِ الْعادِّينَ أي أصحاب العدد والحساب. وقال تعالى: كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ- وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ويتجوز بالعد على أوجه يقال شىء معدود ومحصور للقليل مقابلة لما لا يحصى كثرة نحو المشار إليه بقوله: بِغَيْرِ حِسابٍ، وعلى ذلك إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً أي قليلة لأنهم قالوا تعذب الأيام التي فيها عبدنا العجل، ويقال على الضد من ذلك نحو: جيش عديد: كثير، وإنهم لذو عدد، أي هم بحيث يجب أن يعدوا كثرة، فيقال فى القليل هو شىء غير معدود، وقوله: فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً يحتمل الأمرين، ومنه قولهم: هذا غير معتد به، وله عدة أي شىء كثير يعد من مال وسلاح وغيرهما، قال: لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وماء عد، والعدة هى الشيء المعدود، قال: وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ أي عددهم وقوله:
فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ أي عليه أيام بعدد مافاته من زمان آخر غير زمان شهر رمضان إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ والعدة عدة المرأة وهى الأيام التي بانقضائها يحل لها التزوج، قال: فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها- فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ- وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ والإعداد من العد كالإسقاء من السقي فإذا قيل أعددت هذا لك أي جعلته بحيث تعده وتتناوله بحسب حاجتك إليه، قال: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ وقوله: أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ- وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ- أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً- وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ وقوله: وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً قيل هو منه، وقوله: فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ أي عدد ما قد فاته، وقوله: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ أي عدة الشهر وقوله: أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فإشارة إلى شهر رمضان.
وقوله: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فهى ثلاثة أيام بعد النحر، والمعلومات عشر ذى الحجة. وعند بعض الفقهاء: المعدودات يوم النحر ويومان بعده، فعلى هذا يوم النحر يكون من المعدودات والمعلومات والعداد الوقت الذي يعد لمعاودة الوجع،
وقال عليه الصلاة والسلام: «ما زالت أكلة خيبر تعاودنى»
وعدان الشيء زمانه.
(عدل) : العدالة والمعادلة لفظ يقتضى معنى المساواة ويستعمل باعتبار المضايفة والعدل والعدل يتقاربان، ولكن العدل يستعمل فيما يدرك بالبصيرة كالأحكام، وعلى ذلك قوله: أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً والعدل والعديل فيما يدرك بالحاسة كالموزونات والمعدودات والمكيلات، فالعدل هو التقسيط على سواء، وعلى هذا روى: بالعدل قامت السموات والأرض تنبيها أنه لو كان ركن من الأركان الأربعة فى العالم زائدا على الآخر أو ناقصا عنه على مقتضى الحكمة لم يكن العالم منتظما. والعدل ضربان: مطلق يقتضى العقل حسنه ولا يكون فى شىء من الأزمنة منسوخا ولا يوصف بالاعتداء بوجه نحو الإحسان إلى من أحسن إليك وكف الأذية عمن كف أذاه عنك. وعدل يعرف كونه عدلا بالشرع، ويمكن أن يكون منسوخا فى بعض الأزمنة كالقصاص وأروش الجنايات، وأصل مال المرتد.
ولذلك قال: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ وقال: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فسمى اعتداء وسيئة، وهذا النحو هو المعنى بقوله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ فإن العدل هو المساواة فى المكافأة إن خيرا فخير وإن شرا فشر، والإحسان أن يقابل الخير بأكثر منه والشر بأقل منه، ورجل عدل عادل ورجال عدل، يقال فى الواحد والجمع وقال الشاعر:
فهم رضا وهم عدل
وأصله مصدر كقوله: وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ أي عدالة، قال: وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ وقوله: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ فإشارة إلى ما عليه جبلة الناس من الميل، فالإنسان لا يقدر على أن يسوى بينهن فى المحبة، وقوله: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً فإشارة إلى العدل الذي هو القسم والنفقة، وقال: لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا وقوله: أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً أي ما يعادل من الصيام الطعام، فيقال للغداء عدل إذا اعتبر فيه معنى المساواة.
وقولهم: (لا يقبل منه صرف ولا عدل) فالعدل قيل هو كناية عن الفريضة وحقيقته ما تقدم، والصرف النافلة وهو الزيادة على ذلك فهما كالعدل
بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ أي يجعلون له عديلا فصار كقوله: هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ وقيل يعدلون بأفعاله عنه وينسبونها إلى غيره، وقيل يعدلون بعبادتهم عنه تعالى، وقوله: بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ يصح أن يكون على هذا كأنه قال يعدلون به، ويصح أن يكون من قولهم عدل عن الحق إذا جار عدولا، وأيام معتدلات طيبات لاعتدالها، وعادل بين الأمرين إذا نظر أيهما أرجح، وعادل الأمر ارتبك فيه فلا يميل برأيه إلى أحد طرفيه، وقولهم: وضع على يدى عدل فمثل مشهور.
(عدن) : جَنَّاتِ عَدْنٍ أي استقرار وثبات، وعدن بمكان كذا استقر ومنه المعدن لمستقر الجواهر، وقال عليه الصلاة والسلام: «المعدن جبار».
(عدا) : العدو التجاوز ومنافاة الالتئام فتارة يعتبر بالقلب فيقال له العداوة والمعاداة، وتارة بالمشي فيقال له العدو، وتارة فى الإخلال بالعدالة فى المعاملة فيقال له العدوان والعدو، قال: فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ وتارة بأجزاء المقر فيقال له العدواء، يقال مكان ذو عدواء أي غير متلائم الأجزاء، فمن المعاداة يقال رجل عدو وقوم عدو، قال: بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وقد يجمع على عدى وأعداء، قال: وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ والعدو ضربان، أحدهما: يقصد من المعادى نحو: فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ- جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وفى أخرى عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ.
والثاني: لا تقصده بل بعرض له حالة يتأذى بها كما يتأذى مما يكون من العدى نحو قوله: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ وقوله فى الأولاد: عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ومن العدو يقال:
فعادى عداء بين ثور ونعجة
أي أعدى أحدهما إثر الآخر، وتعادت المواشي بعضها فى إثر بعض، ورأيت عداء القوم الذين يعدون من الرحالة. والاعتداء مجاوزة الحق، قال: وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا وقال: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فذلك بأخذهم الحيتان على جهة الاستحلال، قال: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وقال: فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ- فَمَنِ
- بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ أي معتدون أو معادون أو متجاوزون الطور من قولهم عدا طوره: وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ فهذا هو الاعتداء على سبيل الابتداء لا على سبيل المجازاة لأنه قال: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ أي قابلوه بحسب اعتدائه وتجاوزوا إليه بحسب تجاوزه. ومن العدوان المحظور ابتداء قوله: وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ ومن العدوان الذي هو على سبيل المجازاة ويصح أن يتعاطى مع من ابتدأ قوله: فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ- وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وقوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ أي غير باغ لتناول لذة ولا عاد أي متجاوز سد الجوعة، وقيل غير باغ على الإمام ولا عاد فى المعصية طريق المخبتين.
وقد عدا طوره تجاوزه وتعدى إلى غيره ومنه التعدي فى الفعل. وتعدية الفعل فى النحو هو تجاوز معنى الفعل من الفاعل إلى المفعول. وما عدا كذا يستعمل فى الاستثناء، وقوله: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى أي الجانب المتجاوز للقرب.
(عذب) : ماء عذب طيب بارد، قال: هذا عَذْبٌ فُراتٌ وأعذب القوم صار لهم ماء عذب والعذاب هو الإيجاع الشديد وقد عذبه تعذيبا أكثر حبسه فى العذاب، قال: لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً- وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ أي ما كان يعذبهم عذاب الاستئصال، وقوله: وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ لا يعذبهم بالسيف وقال:
وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ- وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ- وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ- وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ- وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ واختلف فى أصله فقال بعضهم هو من قولهم عذب الرجل إذا ترك المأكل والنوم فهو عاذب وعذوب، فالتعذيب فى الأصل هو حمل الإنسان أن يعذب أي يجوع ويسهر، وقيل أصله من العذب فعذبته أي أزلت عذب حياته على بناء مرضته وقذيته، وقيل أصل التعذيب إكثار الضرب أي بعذبة السوط أي طرفها، وقد قال بعض أهل اللغة: التعذيب هو الضرب، وقيل هو من قولهم ماء عذب إذا كان فيه قذى وكدر فيكون عذبته كقولك كدرت عيشه وزلقت حياته، وعذبة السوط واللسان والشجر أطرافها.
(عذر) : العذر تحرى الإنسان ما يمحو به ذنوبه. ويقال عذر وعذر وذلك على ثلاثة أضرب: إما أن يقول لم أفعل أو يقول فعلت لأجل كذا فيذكر ما يخرجه عن
عمر الطبيب نغانغ المعذور
ويقال اعتذرت المياه انقطعت، واعتذرت المنازل درست على طريق التشبيه بالمعتذر الذي يندرس ذنبه لوضوح عذره، والعاذرة قيل المستحاضة، والعذور السّيّئ الخلق اعتبارا بالعذرة أي النجاسة، وأصل العذرة فناء الدار وسمى ما يلقى فيه باسمها.
(عر) : قال: أَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ وهو المعترض للسؤال، يقال عره يعره واعتررت بك حاجتى، والعر والعر الجرب الذي يعر البدن أي يعترضه، ومنه قيل للمضرة معرة تشبيها بالعر الذي هو الجرب، قال: فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ والعرار حكاية حفيف الريح ومنه العرار لصوت الظليم حكاية لصوتها وقد عار الظليم، والعرعر شجر سمى به لحكاية صوت حفيفها وعرعار لعبة لهم حكاية لصوتها.
(عرب) : العرب ولد إسماعيل والأعراب جمعه فى الأصل وصار ذلك اسما لسكان البادية قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا- الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً- وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وقيل فى جمع الأعراب أعاريب، قال الشاعر:
أعاريب ذوو فخر بإفك | وألسنة لطاف فى المقال |
بل كل قوم وإن عزوا وإن كثروا | عريفهم بأثافى الشر مرجوم |
- فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا.
(عرى) : يقال عرى من ثوبه يعرى فهو عار وعريان، قال: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى وهو عرو من الذنب أي عار وأخذه عرواء أي رعدة تعرض من العرى ومعارى الإنسان الأعضاء التي من شأنها أن تعرى كالوجه واليد والرجل، وفلان حسن المعرى كقولك حسن المحسر والمجرد، والعراء مكان لا سترة به، قال: فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ والعرا مقصور: الناحية وعراه واعتراه قصد عراه، قال: إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ والعروة ما يتعلق به من عراه أي ناحيته، قال تعالى: فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وذلك على سبيل التمثيل. والعروة أيضا شجرة يتعلق بها الإبل ويقال لها عروة وعلقة.
والعرى والعرية ما يعرو من الريح الباردة، والنخلة العرية ما يعرى عن البيع ويعزل، وقيل هى التي يعريها صاحبها محتاجا فجعل ثمرتها له ورخص أن يبتاع بتمر لموضع الحاجة، وقيل هى النخلة للرجل وسط نخيل كثيرة لغيره فيتأذى به صاحب الكثير فرخص له أن يبتاع ثمرته بتمر، والجميع العرايا.
ورخص رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فى بيع العرايا.
(عز) : العزة حالة مانعة للإنسان من أن يغلب من قولهم أرض عزاز أي صلبة، قال: أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وتعزز اللحم اشتد وعز كأنه حصل فى عزاز يصعب الوصول إليه كقولهم تظلف أي حصل فى ظلف من الأرض، والعزيز الذي يقهر ولا يقهر، قال: إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ- يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا قال: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ- سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ فقد يمدح بالعزة تارة كما ترى ويذم بها تارة كعزة الكفار قال:
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ ووجه ذلك أن العزة التي للَّه ولرسوله وللمؤمنين هى الدائمة الباقية التي هى العزة الحقيقية، والعزة التي هى للكافرين هى التعزز وهو فى الحقيقة ذل كما
قال عليه الصلاة والسلام: «كل عز ليس باللَّه فهو ذل»
وعلى هذا قوله: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا أي ليتمنعوا به من العذاب، وقوله: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً معناه
قال تعالى: وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ أي غلبنى، وقيل معناه صار أعز منى فى المخاطبة والمخاصمة، وعز المطر الأرض غلبها وشاة عزوز قل درها، وعز الشيء قل اعتبارا بما قيل كل موجود مملول وكل مفقود مطلوب، وقوله: إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ أي يصعب مناله ووجود مثله، والعزى صنم، قال: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى واستعز بفلان إذا غلب بمرض أو بموت.
(عزب) : العازب المتباعد فى طلب الكلأ عن أهله، يقال عزب يعزب ويعزب، قال: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ- لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ يقال رجل عزب، وامرأة عزبة وعزب عن حلمه وعزب طهرها إذا غاب عنها زوجها، وقوم معزبون عزبت إبلهم.
وروى من قرأ القرآن فى أربعين يوما فقد عزب
، أي بعد عهده بالختمة.
(عزر) : التعزير النصرة مع التعظيم، قال: وَتُعَزِّرُوهُ- وَعَزَّرْتُمُوهُمْ والتعزير ضرب دون الحد وذلك يرجع إلى الأول فإن ذلك تأديب والتأديب نصرة مالكن الأول نصرة بقمع ما يضره عنه، والثاني نصرة بقمعه عما يضره فمن قمعته عما يضره فقد نصرته. وعلى هذا الوجه
قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قال: أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ فقال: كفه عن الظلم»
وعزيز فى قوله: وقالت اليهود عزيز ابن الله اسم نبى.
(عزل) : الاعتزال تجنب الشيء عمالة كانت أو براءة أو غيرهما بالبدن كان ذلك أو بالقلب، يقال عزلته واعتزلته وعزلته فاعتزل، قال: وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ- فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ- وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ- فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ وقال الشاعر:
يا بنت عاتكة التي أتعزل
وقوله: إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ أي ممنوعون بعد أن كانوا يمكنون، والأعزل الذي لا رمح معه. ومن الدواب ما يميل ذنبه ومن السحاب مالا مطر
(عزم) : العزم والعزيمة عقد القلب على إمضاء الأمر، يقال عزمت الأمر وعزمت عليه واعتزمت، قال: فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ- وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ- وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ- إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ- وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً أي محافظة على ما أمر به وعزيمة على القيام. والعزيمة تعويذ كأنه تصور أنك قد عقدت بها على الشيطان أن يمضى إرادته فيك وجمعها العزائم (عزا) : عزين أي جماعات فى تفرقة، واحدتها عزة وأصله من عزوته فاعتزى أي نسبته فانتسب فكأنهم الجماعة المنتسب بعضهم إلى بعض إما فى الولادة أو فى المظاهرة، ومنه الاعتزاء فى الحرب وهو أن يقول أنا ابن فلان وصاحب فلان
وروى: «من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه»
وقيل عزين من عزا عزاء فهو عز إذا تصبر وتعزى أي تصبر وتأسى فكأنها اسم للجماعة التي يتأسى بعضهم ببعض.
(عسعس) : وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ أي أقبل وأدبر وذلك فى مبدأ الليل ومنتهاه، فالعسعسة والعساس رقة الظلام وذلك فى طرفى الليل، والعس والعسس نفض الليل عن أهل الريبة ورجل عاس وعساس والجميع العسس. وقيل كلب عس خير من أسد ربض، أي طلب الصيد بالليل، والعسوس من النساء المتعاطية للريبة بالليل. والعس القدح الضخم والجمع عساس.
(عسر) : العسر نقيض اليسر، قال تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً والعسرة تعسر وجود المال، قال: فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ وقال: وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ، وأعسر فلان، نحو أضاق، وتعاسر القوم طلبوا تعسير الأمر وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى ويوم عسير يتصعب فيه الأمر قال: وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً- يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ وعسرنى الرجل طالبنى بشىء حين العسرة.
(عسل) : العسل لعاب النحل، قال: مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وكنى.
عن الجماع بالعسيلة.
قال عليه السلام: «حتى تذوقى عسيلته ويذوق
والعسلان اهتزاز الرمح واهتزاز الأعضاء فى العدو وأكثر ما يستعمل فى الذئب يقال مر يعسل وينسل.
(عسى) : عسى طمع وترجى، وكثير من المفسرين فسروا لعل وعسى فى القرآن باللازم وقالوا إن الطمع والرجاء لا يصح من اللَّه، وفى هذا منهم قصور نظر، وذاك أن اللَّه تعالى إذا ذكر ذلك يذكره ليكون الإنسان منه راجيا لا لأن يكون هو تعالى يرجو، فقوله: عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ أي كونوا راجين فى ذلك: فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ- عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ- وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ- فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ- هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ- فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً والمعسيات من الإبل ما انقطع لبنها فيرجى أن يعود لبنها، وعسى الشيء يعسو إذا صلب، وعسى الليل يعسو أي أظلم.
(عشر) : العشرة والعشر والعشرون والعشير والعشر معروفة، قال تعالى: تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ- عِشْرُونَ صابِرُونَ- تِسْعَةَ عَشَرَ وعشرتهم أعشرهم، صرت عاشرهم، وعشرهم أخذ عشر مالهم، وعشرتهم صيرت مالهم عشرة وذلك أن تجعل التسع عشرة، ومعشار الشيء عشره، قال تعالى:
وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ وناقة عشراء مرت من حملها عشرة أشهر وجمعها عشار، قال تعالى: وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ وجاءوا عشارى عشرة عشرة والعشارى ما طوله عشرة أذرع، والعشر فى الإظماء وإبل عواشر وقدح أعشار منكسر وأصله أن يكون على عشرة أقطاع وعنه استعير قول الشاعر:
بسهميك فى أعشار قلب مقتل
والعشور فى المصاحف علامة العشر الآيات، والتعشير نهاق الحمير لكونه عشرة أصوات، والعشيرة أهل الرجل الذين يتكثر بهم أي يصيرون له بمنزلة العدد الكامل وذلك أن العشرة هو العدد الكامل، قال تعالى: وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ فصار العشيرة اسما لكل جماعة من أقارب الرجل الذين يتكثر بهم وعاشرته صرت له كعشرة في المصاهرة: وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ والعشير المعاشر قريبا كان أو معارف.
(عشا) : العشى من زوال الشمس إلى الصباح قال: إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها والعشاء من صلاة المغرب إلى العتمة، والعشاءان المغرب والعتمة.
(عصب) : العصب أطناب المفاصل، ولحم عصب كثير العصب والمعصوب المشدود بالعصب المنزوع من الحيوان ثم يقال لكل شد عصب نحو قولهم لأعصبنكم عصب السلمة، وفلان شديد العصب ومعصوب الخلق أي مدمج الخلقة، ويوم عصيب شديد يصح أن يكون بمعنى فاعل وأن يكون بمعنى مفعول أي يوم مجموع الأطراف كقولهم يوم ككفة حابل وحلقة خاتم، والعصبة جماعة متعصبة متعاضدة، قال تعالى: لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ- وَنَحْنُ عُصْبَةٌ أي مجتمعة الكلام متعاضدة، واعصوصب القوم صاروا عصبا، وعصبوا به أمرا وعصب الريق بفمه يبس حتى صار كالعصب أو كالمعصوب به. والعصب ضرب من برود اليمن قد عصب به نقوش، والعصابة ما يعصب به الرأس والعمامة وقد اعتصب فلان نحو تعمم والمعصوب الناقة التي لا تدر حتى تعصب، والعصيب فى بطن الحيوان لكونه معصوبا أي مطويا.
(عصر) : العصر مصدر عصرت والمعصور الشيء العصير والعصارة نفاية ما يعصر، قال: إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وقال: وَفِيهِ يَعْصِرُونَ أي يستنبطون منه الخير وقرىء يعصرون أي يمطرون، واعتصرت من كذا أخذت ما يجرى مجرى العصارة، قال الشاعر:
وإنما العيش بربانه... وأنت من أفنانه معتصر
وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً أي السحائب التي تعتصر بالمطر أي تصب، وقيل التي تأتى بالإعصار، والإعصار ريح تثير الغبار، قال: فَأَصابَها إِعْصارٌ والاعتصار أن يغص فيعتصر بالماء ومنه العصر، والعصر الملجأ، والعصر والعصر الدهر والجميع العصور، قال: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ والعصر العشى ومنه صلاة العصر وإذا قيل العصران فقيل الغداة
(عصف) : العصف والعصيفة الذي يعصف من الزرع ويقال لحطام البنت المتكسر عصف، قال: وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ- كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ وريح عاصف وعاصفة ومعصفة تكسر الشيء فتجعله كعصف، وعصفت بهم الريح تشبيها بذلك.
(عصم) : العصم الإمساك، والاعتصام الاستمساك، قال:
لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أي لا شىء يعصم منه، ومن قال معناه لا معصوم فليس يعنى أن العاصم بمعنى المعصوم وإنما ذلك تنبيه منه على المعنى المقصود بذلك وذلك أن العاصم والمعصوم يتلازمان فأيهما حصل، حصل معه الآخر، قال: ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ والاعتصام التمسك بالشيء، قال:
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً- وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ واستعصم استمسك كأنه طلب ما يعتصم به من ركوب الفاحشة، قال: فَاسْتَعْصَمَ أي تحرى ما يعصمه وقوله: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ والعصام ما يعصم به أي يشد وعصمة الأنبياء حفظه إياهم أولا بما خصهم به من صفاء الجوهر، ثم بما أولاهم من الفضائل الجسيمة والنفيسة ثم بالنصرة وبتثبيت أقدامهم، ثم بإنزال السكينة عليهم وبحفظ قلوبهم وبالتوفيق، قال تعالى: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ والعصمة شبه السوار، والمعصم موضعها من اليد، وقيل للبياض بالرسغ عصمة تشبيها بالسوار وذلك كتسمية البياض بالرجل تحجيلا، وعلى هذا قيل غراب أعصم.
(عصا) : العصا أصله من الواو لقولهم فى تثنيته عصوان، ويقال فى جمعه عصى وعصوته ضربته بالعصا وعصيت بالسيف، قال: وَأَلْقِ عَصاكَ- فَأَلْقى عَصاهُ- قالَ هِيَ عَصايَ- فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ ويقال ألقى فلان عصاه إذا نزل تصورا بحال من عاد من سفره قال الشاعر:
فألقت عصاها واستقرت بها النوى
وعصى عصيانا إذا خرج عن الطاعة، وأصله أن يتمنع بعصاه، قال: وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ- وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ- آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ويقال فيمن فارق الجماعة فلان شق العصا.
(عضد) : العضد ما بين المرفق إلى الكتف وعضدته أصبت عضده، وعنه استعير عضدت الشجر بالمعضد، وجمل عاضد يأخذ عضد الناقة فيتنوخها ويقال عضدته أخذت عضده وقويته ويستعار العضد للمعين كاليد وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ورجل أعضد دقيق العضد، وعضد يشتكى من العضد، وهو داء يناله فى عضده، ومعضد موسوم فى عضده، ويقال لسمته عضاد، والمعضد دملجة، وأعضاد الحوض جوانبها تشبيها بالعضد.
(عضل) : العضلة كل لحم صلب فى عصب ورجل عضل مكتنز اللحم وعضلته شددته بالعضل المتناول من الحيوان نحو عصبته وتجوز به فى كل منع شديد، قال: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ قيل خطاب للأزواج وقيل للأولياء: وعضلت الدجاجة ببيضها، والمرأة بولدها إذا تعسر خروجهما تشبيها بها. قال الشاعر:
ترى الأرض منا بالفضاء مريضة | معضلة منا بجمع عرمرم |
(عضه) : جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ أي مفرقا كهانة وقالوا أساطير الأولين إلى غير ذلك مما وصفوه به وقيل معنى عضين ما قال تعالى: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ خلاف من قال فيه: وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ وعضون جمع كقولهم ثبون وظبون فى جمع ثبة وظبة، ومن هذا الأصل العضو والعضو، والتعضية تجزئة الأعضاء، وقد عضيته. قال الكسائي: هو من العضو أو من العضة وهى شجرة وأصل عضة فى لغة عضهة، لقولهم عضيهة، وعضوة فى لغة لقولهم عضوان
وروى لا تعضية فى الميراث
: أي لا يفرق ما يكون تفريقه ضررا على الورثة كسيف يكسر بنصفين ونحو ذلك.
(عطل) : العطل فقدان الزينة والشغل، يقال عطلت المرأة فهى عطل وعاطل، ومنه قوس عطل لا وتر عليه، وعطلته من الحلي ومن العمل فتعطل، قال: وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ ويقال لمن يجعل العالم بزعمه فارغا عن صانع أتقنه وزينه: معطل، وعطل الدار عن ساكنها، والإبل عن راعيها.
(عطا) : العطو التناول والمعاطاة المناولة، والإعطاء الإنالة حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ واختص العطية والعطاء بالصلة، قال: هذا عَطاؤُنا يعطى من يشاء: فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها وأعطى البعير انقاد وأصله أن يعطى رأسه فلا يتأبى وظبى عطو وعاط رفع رأسه لتناول الأوراق.
(عظم) : العظم جمعه عظام، قال: عِظاماً- فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً وقرىء عظما فيهما، ومنه قيل عظمة الذراع لمستغلظها، وعظم الرحل خشبة بلا أنساع، وعظم الشيء أصله كبر عظمه ثم استعير لكل كبير فأجرى مجراه محسوسا كان أو معقولا، عينا كان أو معنى، قال: عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ- قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ- عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ- مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ والعظيم إذا استعمل فى الأعيان فأصله أن يقال فى الأجزاء المتصلة، والكثير يقال فى المنفصلة، ثم قد يقال فى المنفصل عظيم نحو جيش عظيم ومال عظيم، وذلك فى معنى الكثير، والعظيمة النازلة، والإعظامة والعظامة شبه وسادة تعظم بها المرأة عجيزتها.
(عف) : العفة حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة، والمتعفف المتعاطى لذلك بضرب من الممارسة والقهر، وأصله الاقتصار على تناول الشيء القليل الجاري مجرى العفافة، والعفة أي البقية من الشيء، أو مجرى
(عفر) : قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ العفريت من الجن هو العارم الخبيث، ويستعار ذلك للإنسان استعارة الشيطان له، يقال عفريت نفريت، قال ابن قتيبة: العفريت الموثق الخلق، وأصله من العفر أي التراب، وعافره صارعه فألقاه فى العفر ورجل عفر نحو شر وشمر، وليث عفرين: دابة تشبه الحرباء تتعرض للراكب، وقيل عفرية الديك والحبارى للشعر الذي على رأسهما.
(عفا) : العفو القصد لتناول الشيء، يقال عفاه واعتفاه أي قصده متناولا ما عنده، وعفت الريح الدار قصدتها متناولة آثارها، وبهذا النظر قال الشاعر:
أخذ البلى آياتها فعفاها
وعفت الدار كأنها قصدت هى البلى، وعفا النبت والشجر قصد تناول الزيادة كقولك أخذ النبت فى الزيادة، وعفوت عنه قصدت إزالة ذنبه صارفا عنه، فالمفعول فى الحقيقة متروك، وعن متعلق بمضمر، فالعفو هو التجافي عن الذنب، قال: فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى - ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ- إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ- وَاعْفُ عَنَّا. وقوله: خُذِ الْعَفْوَ أي ما يسهل قصده وتناوله، وقيل معناه تعاطى العفو عن الناس، وقوله: وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ أي ما يسهل إنفاقه وقولهم: أعطى عفوا، فعفوا مصدر فى موضع الحال أي أعطى وحاله حال العافي أي القاصد للتناول إشارة إلى المعنى الذي عد بديعا، وهو قول الشاعر:
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
وقولهم فى الدعاء أسألك العفو والعافية أي ترك العقوبة والسلامة، وقال فى وصفه تعالى: إِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً وقوله: «وما أكلت العافية فصدقة» أي طلاب الرزق من طير ووحش وإنسان، وأعفيت كذا أي تركته يعفو ويكثر، ومنه قيل «أعفوا اللحى» والعفاء ما كثر من الوبر والريش، والعافي ما يرد مستعير القدر من المرق فى قدره.
وروى: «ويل للأعقاب من النار»
واستعير العقب للولد وولد الولد، قال تعالى:
وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ وعقب الشهر من قولهم جاء فى عقب الشهر أي آخره، وجاء فى عقبه إذا بقيت منه بقية، ورجع على عقبه إذا انثنى راجعا، وانقلب على عقبيه نحو رجع على حافرته، ونحو: فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً وقولهم رجع عوده على بدئه، قال: وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا- انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ- نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ- فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ وعقبه إذا تلاه عقبا نحو دبره وقفاه، والعقب والعقبى يختصان بالثواب نحو:
خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً وقال تعالى: أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ والعاقبة إطلاقها يختص بالثواب نحو: وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وبالإضافة قد تستعمل فى العقوبة نحو: ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا وقوله تعالى: فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ يصح أن يكون ذلك استعارة من ضده كقوله: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ والعقوبة والمعاقبة والعقاب يختص بالعذاب، قال: فَحَقَّ عِقابِ- شَدِيدُ الْعِقابِ- وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ- وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ والتعقيب أن يأتى بشىء بعد آخر، يقال عقب الفرس فى عدوه قال: لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أي ملائكة يتعاقبون عليه حافظين له. وقوله: لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ أي لا أحد يتعقبه ويبحث عن فعله من قولهم عقب الحاكم على حكم من قبله إذا تتبعه. قال الشاعر:
وما بعد حكم اللَّه تعقيب
ويجوز أن يكون ذلك نهيا للناس أن يخوضوا فى البحث عن حكمه وحكمته إذا خفيت عليهم ويكون ذلك من نحو النهى عن الخوض فى سر القدر. وقوله تعالى:
وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ أي لم يلتفت وراءه. والاعتقاب أن يتعاقب شىء بعد آخر كاعتقاب الليل والنهار، ومنه العقبة أن يتعاقب اثنان على ركوب ظهر، وعقبة الطائر صعوده وانحداره، وأعقبه كذا إذا أورثه ذلك، قال: فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً قال الشاعر:
له طائف من جنة غير معقب
أي لا يعقب الإفاقة، وفلان لم يعقب أي لم يترك ولدا، وأعقاب الرجل أولاده.
قال أهل اللغة لا يدخل فيه أولاد البنت لأنهم لم يعقبوه بالنسب، قال: وإذا كان
(عقد) : العقد الجمع بين أطراف الشيء ويستعمل ذلك فى الأجسام الصلبة كعقد الحبل وعقد البناء ثم يستعار ذلك للمعانى نحو عقد البيع والعهد وغيرهما فيقال عاقدته وعقدته وتعاقدنا وعقدت يمينه، قال: (عاقدت أيمانكم) وقرىء عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ وقال: بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ وقرىء:
(بما عاقدتم الأيمان) ومنه قيل لفلان عقيدة، وقيل للقلادة عقد. والعقد مصدر استعمل اسما فجمع نحو: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ والعقدة اسم لما يعقد من نكاح أو يمين أو غيرهما، قال: وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ وعقد لسانه احتبس وبلسانه عقدة أي فى كلامه حبسة، قال: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي- النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ جمع عقدة وهى ما تعقده الساحرة وأصله من العزيمة ولذلك يقال لها عزيمة كما يقال لها عقدة، ومنه قيل للساحر معقد، وله عقدة ملك، وقيل ناقة عاقدة، وعاقد، عقدت بذنبها للقاحها، وتيس وكلب أعقد ملتوى الذنب، وتعاقدت الكلاب تعاظلت.
(عقر) : عقر الحوض والدار وغيرهما أصلها ويقال له عقر، وقيل:
ما غزى قوم فى عقر دارهم قط إلا ذلوا، وقيل للقصر عقرة وعقرته أصبت عقره أي أصله نحو رأسته ومنه عقرت النخل قطعته من أصله وعقرت البعير نحرته وعقرت ظهر البعير فانعقر، قال: فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ وقال تعالى: فَتَعاطى فَعَقَرَ ومنه استعير سرج معقر وكلب عقور ورجل عاقر وامرأة عاقر لا تلد كأنها تعقر ماء الفحل، قال: وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً- وَامْرَأَتِي عاقِرٌ وقد عقرت والعقر آخر الولد وبيضة العقر كذلك، والعقار الخمر لكونه كالعاقر للعقل والمعاقرة إدمان شربه، وقولهم للقطعة من الغنم عقر فتشبيه بالقصر، فقولهم رفع فلان عقيرته أي صوته فذلك لما روى أن رجلا عقر رجله فرفع صوته فصار ذلك مستعارا للصوت، والعقاقير، أخلاط الأدوية، الواحد عقار.
العقل عقلان... مطبوع ومسموع
ولا ينفع مسموع... إذا لم يك مطبوع
كما لا ينفع ضوء الشمس... وضوء العين ممنوع
وإلى الأول
أشار صلّى اللَّه عليه وسلّم بقوله: «ما خلق اللَّه خلقا أكرم عليه من العقل»
وإلى الثاني
أشار بقوله: «ما كسب أحد شيئا أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يرده عن ردى»
وهذا العقل هو المعنى بقوله: وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ وكل موضع ذم اللَّه فيه الكفار بعدم العقل فإشارة إلى الثاني دون الأول نحو: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ إلى قوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ونحو ذلك من الآيات، وكل موضع رفع التكليف عن العبد لعدم العقل فإشارة إلى الأول. وأصل العقل الإمساك والاستمساك كعقل البعير بالعقال وعقل الدواء البطن وعقلت المرأة شعرها وعقل لسانه كفه ومنه قيل للحصن معقل وجمعه معاقل. وباعتبار عقل البعير قيل عقلت المقتول أعطيت ديته، وقيل أصله أن تعقل الإبل بفناء ولى الدم وقيل بل بعقل الدم أن يسفك ثم سميت الدية بأى شىء كان عقلا وسمى الملتزمون له عاقلة، وعقلت عنه نبت عنه فى إعطاء الدية ودية معقلة على قومه إذا صاروا بدونه واعتقله بالشغزبية إذا صرعه، واعتقل رمحه بين ركابه وساقه، وقيل العقال صدقة عام لقول أبى بكر رضى اللَّه عنه «لو منعونى عقالا لقاتلتهم» ولقولهم أخذ النقد ولم يأخذ العقال، وذلك كناية عن الإبل بما يشد به أو بالمصدر فإنه يقال عقلته عقلا وعقالا كما يقال كتبت كتابا، ويسمى المكتوب كتابا كذلك يسمى المعقول عقالا، والعقيلة من النساء والدر وغيرهما التي تعقل أي تحرس وتمنع كقولهم علق مضنة لما يتعلق به، والمعقل جبل أو حصن يعتقل به، والعقال داء يعرض فى قوائم الخيل، والعقل اصطكاك فيها.
(عقم) : أصل العقم اليبس المانع من قبول الأثر يقال عقمت مفاصله وداء عقام لا يقبل البرء والعقيم من النساء التي لا تقبل ماء الفحل يقال عقمت المرأة والرحم، قال: فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ وريح عقيم يصح أن يكون بمعنى الفاعل وهى التي لا تلقح سحابا ولا شجرا، ويصح أن يكون بمعنى المفعول كالعجوز العقيم وهى التي لا تقبل أثر الخير، وإذا لم تقبل ولم تتأثر لم
(عكف) : العكوف الإقبال على الشيء وملازمته على سبيل التعظيم له والاعتكاف فى الشرع هو الاحتباس فى المسجد على سبيل القربة ويقال عكفته على كذا أي حبسته عليه لذلك قال: سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ- وَالْعاكِفِينَ- فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ- يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ- ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً- وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ- وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أي محبوسا ممنوعا.
(علق) : العلق التشبث بالشيء، يقال علق الصيد فى الحبالة وأعلق الصائد إذا علق الصيد فى حبالته، والمعلق والمعلاق ما يعلق به وعلاقة السوط كذلك، وعلق القربة كذلك، وعلق البكرة آلاتها التي تتعلق بها ومنه العلقة لما يتمسك به وعلق دم فلان بزيد إذا كان زيد قاتله، والعلق دود يتعلق بالحلق، والعلق الدم الجامد ومنه العلقة التي يكون منها الولد، قال: خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ وقال: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ إلى قوله: فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً والعلق الشيء النفيس الذي يتعلق به صاحبه فلا يفرج عنه والعليق ما علق على الدابة من القضيم والعليقة مركوب يبعثها الإنسان مع غيره فيعلق أمره، قال الشاعر:
أرسلها عليقة وقد علم | أن العليقات يلاقين الرقم |
(علم) : العلم إدراك الشيء بحقيقته وذلك ضربان: أحدهما إدراك ذات الشيء. والثاني الحكم على الشيء بوجود شىء هو موجود له أو نفى شىء وهو منفى عنه. فالأول هو المتعدى إلى مفعول واحد نحو: لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ والثاني المتعدى إلى مفعولين نحو قوله: فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ وقوله: يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ إلى قوله: لا عِلْمَ لَنا فإشارة إلى أن عقولهم طاشت. والعلم من وجه ضربان: نظرى وعملى، فالنظرى ما إذا علم فقد كمل نحو العلم بموجودات العالم، والعملي مالا يتم إلا بأن يعمل كالعلم بالعبادات. ومن وجه آخر ضربان: عقلى وسمعى، وأعلمته وعلمته فى الأصل
الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ- علم بالقلم- وعلمتم ما لم تعلموا- علمنا منطق الطير- وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ونحو ذلك. وقوله: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها فتعليمه الأسماء هو أن جعل له قوة بها نطق ووضع أسماء الأشياء وذلك بإلقائه فى روعه وكتعليمه الحيوانات كل واحد منها فعلا يتعاطاه وصوتا يتحراه، قال:
وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً قال له موسى: هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً قيل عنى به العلم الخاص الخفي على البشر الذي يرونه ما لم يعرفهم اللَّه منكرا بدلالة ما رآه موسى منه لما تبعه فأنكره حتى عرفه سببه، قيل وعلى هذا العلم فى قوله: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ وقوله تعالى:
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ فتنبيه منه تعالى على تفاوت منازل العلوم وتفاوت أربابها. وأما قوله: وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ فعليم يصح أن يكون إشارة إلى الإنسان الذي فوق آخر ويكون تخصيص لفظ العليم الذي هو للمبالغة تنبيها أنه بالإضافة إلى الأول عليم وإن لم يكن بالإضافة إلى من فوقه كذلك، ويجوز أن يكون قوله عليم عبارة عن اللَّه تعالى وإن جاء لفظه منكرا إذا كان الموصوف فى الحقيقة بالعليم هو تبارك وتعالى، فيكون قوله: وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ إشارة إلى الجماعة بأسرهم لا إلى كل واحد بانفراده، وعلى الأول يكون إشارة إلى كل واحد بانفراده. وقوله: عَلَّامُ الْغُيُوبِ فيه إشارة إلى أنه لا يخفى عليه خافية. وقوله: عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فيه إشارة أن للَّه تعالى علما يخص به أولياءه، والعالم فى وصف اللَّه هو الذي لا يخفى عليه شىء كما قال: لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ وذلك لا يصح إلا فى وصفه تعالى. والعلم الأثر الذي يعلم به الشيء كعلم الطريق وعلم الجيش، وسمى الجبل علما لذلك وجمعه أعلام، وقرىء: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ وقال: وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ وفى أخرى:
وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ والشق فى الشفة العليا علم وعلم الثوب، ويقال فلان علم أي مشهور يشبه بعلم الجيش، وأعلمت كذا جعلت له علما، ومعالم الطريق والدين الواحد معلم، وفلان معلم للخير، والعلام الحناء
قد روى: «إن للَّه بضعة عشر ألف عالم»
وأما جمعه جمع السلامة فلكون الناس فى جملتهم، والإنسان إذا شارك غيره فى اللفظ غلب حكمه، وقيل إنما جمع هذا الجمع، لأنه عنى به أصناف الخلائق من الملائكة والجن والإنس دون غيرها. وقد روى هذا عن ابن عباس. وقال جعفر بن محمد: عنى به الناس وجعل كل واحد منهم عالما، وقال: العالم عالمان الكبير وهو الفلك بما فيه، والصغير هو الإنسان، لأنه مخلوق على هيئة العالم وقد أوجد اللَّه تعالى فيه كل ما هو موجود فى العالم الكبير، قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وقوله تعالى: وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ قيل أراد عالمى زمانهم وقيل أراد فضلاء زمانهم الذين يجرى كل واحد منهم مجرى كل عالم لما أعطاهم ومكنهم منه وتسميتهم بذلك كتسمية إبراهيم عليه السلام بأمة فى قوله: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً وقوله: أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ.
(علن) : العلانية ضد السر وأكثر ما يقال ذلك فى المعاني دون الأعيان، يقال علن كذا وأعلنته أنا، قال: أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً أي سرا وعلانية. قال: ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ وعلوان الكتاب يصح أن يكون من علن اعتبارا بظهور المعنى الذي فيه لا بظهور ذاته.
(علا) : العلو ضد السفل، والعلوي والسفلى المنسوب إليهما، والعلو الارتفاع وقد علا يعلو علوا وهو عال، وعلى يعلى فهو على، فعلا بالفتح فى الأمكنة والأجسام أكثر. قال: عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ وقيل إن علا يقال فى المحمود والمذموم، وعلى لا يقال إلا فى المحمود، قال: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ- لَعالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ وقال تعالى: فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ وقال لإبليس: أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ- لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ- وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ- وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً- وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا والعلى هو الرفيع القدر من على، وإذا وصف اللَّه تعالى به فى قوله: أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ- إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً فمعناه يعلو أن يحيط به
ولذلك قيل للرأس والعنق علاوة ولما يحمل فوق الأحمال علاوة. وقيل علاوة الرمح وسفالته، والمعلى أشرف القداح وهو السابع، واعل عنى أي ارتفع، وتعالى قيل أصله أن يدعى الإنسان إلى مكان مرتفع ثم جعل للدعاء إلى كل مكان، قال بعضهم أصله من العلو وهو ارتفاع المنزلة فكأنه دعا إلى ما فيه رفعة كقولك افعل كذا غير صاغر تشريفا للمقول له. وعلى ذلك قال: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا- تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ- تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ- أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ- تَعالَوْا أَتْلُ وتعلى ذهب صعدا. يقال عليته فتعلى وعلى حرف جر، وقد يوضع موضع الاسم فى قولهم غدت من عليه.
(عم) : العم أخو الأب والعمة أخته، قال: أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ ورجل معم مخول واستعم عما وتعمه أي اتخذه عما وأصل
يا عامر بن مالك يا عما | أفنيت عما وجبرت عما |
(عمد) : العمد قصد الشيء والاستناد إليه، والعماد ما يعتمد قال:
إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ أي الذي كانوا يعتمدونه، يقال عمدت الشيء إذا أسندته، وعمدت الحائط مثله. والعمود خشب تعتمد عليه الخيمة وجمعه عمد وعمد، قال: فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ وقرىء: فِي عَمَدٍ وقال: بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وكذلك ما يأخذه الإنسان بيده معتمدا عليه من حديد أو خشب.
وعمود الصبح ابتداء ضوئه تشبيها بالعمود فى الهيئة، والعمد والتعمد فى المتعارف خلاف السهو وهو المقصود بالنية، قال: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً- وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وقيل فلان رفيع العماد أي هو رفيع الاعتماد عليه، والعمدة كل ما يعتمد عليه من مال وغيره وجمعها عمد. وقرىء: فِي عَمَدٍ والعميد السيد الذي يعمده الناس، والقلب الذي يعمده الحزن، والسقيم الذي يعمده السقم، وقد عمد توجع من حزن أو غضب أو سقم، وعمد البعير توجع من عقر ظهره.
(عمر) : العمارة نقيض الخراب، يقال عمر أرضه يعمرها عمارة، قال: وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ يقال عمرته فعمر فهو معمور قال:
وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها- وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وأعمرته الأرض واستعمرته إذا فوضت إليه العمارة، قال: وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها والعمر والعمر اسم لمدة عمارة البدن بالحياة فهو دون البقاء فإذا قيل طال عمره فمعناه عمارة بدنه بروحه وإذا قيل بقاؤه فليس يقتضى ذلك فإن البقاء ضد الفناء، ولفضل البقاء على العمر وصف اللَّه به وقلما وصف بالعمر. والتعمير إعطاء العمر بالفعل أو بالقول على سبيل الدعاء قال: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ- وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ
- وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وقوله تعالى: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ قال تعالى: طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ- وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ والعمر والعمر واحد لكن خص القسم بالعمر دون العمر نحو:
لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ وعمرك اللَّه أي سألت اللَّه عمرك وخص هاهنا لفظ عمر لما قصد به قصد القسم، والاعتمار والعمرة الزيارة التي فيها عمارة الود، وجعل فى الشريعة للقصد المخصوص. وقوله: إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ إما من العمارة التي هى حفظ البناء أو من العمرة التي هى الزيارة. أو من قولهم: عمرت بمكان كذا أي أقمت به لأنه يقال: عمرت المكان وعمرت بالمكان والعمارة أخص من القبيلة وهى اسم لجماعة بهم عمارة المكان، قال الشاعر:
لكل أناس من معد عمارة
والعمار ما يضعه الرئيس على رأسه عمارة لرياسته وحفظا له ريحانا كان أو عمامة. وإذا سمى الريحان من دون ذلك عمارا فاستعارة منه واعتبار به. والمعمر المسكن مادام عامرا بسكانه. والعرمرمة صحب يدل على عمارة الموضع بأربابه.
والعمرى فى العطية أن تجعل له شيئا مدة عمرك أو عمره كالرقبى، وفى تخصيص لفظه تنبيه أن ذلك شىء معار. والعمر اللحم الذي يعمر به ما بين الأسنان، وجمعه عمور. ويقال للضبع أم عامر وللإفلاس أبو عمرة.
(عمق) : مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ أي بعيد وأصل العمق البعد سفلا، يقال بئر عميق ومعيق إذا كانت بعيدة القعر.
(عمر) : العمل كل فعل يكون من الحيوان بقصد فهو أخص من الفعل لأن الفعل قد ينسب إلى الحيوانات التي يقع منها فعل بغير قصد، وقد ينسب إلى الجمادات، والعمل قلما ينسب إلى ذلك، ولم يستعمل العمل فى الحيوانات إلا فى قولهم البقر العوامل، والعمل يستعمل فى الأعمال الصالحة والسيئة، قال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ- وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ- مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ- وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وأشباه ذلك: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ- وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وقوله تعالى: وَالْعامِلِينَ عَلَيْها هم المتولون على الصدقة والعمالة أجرته، وعامل الرمح ما يلى السنان، واليعملة مشتقة من العمل.
(عمى) : العمى يقال فى افتقاد البصر والبصيرة ويقال فى الأول أعمى وفى الثاني أعمى وعم، وعلى الأول قوله: أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى وعلى الثاني ما ورد من ذم العمى فى القرآن نحو قوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ وقوله:
فَعَمُوا وَصَمُّوا بل لم يعد افتقاد البصر فى جنب افتقاد البصيرة عمى حتى قال: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ وعلى هذا قوله: الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وقال: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وجمع أعمى عمى وعميان، قال: بُكْمٌ عُمْيٌ- صُمًّا وَعُمْياناً وقوله: وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلًا فالأول اسم الفاعل والثاني قيل هو مثله وقيل هو أفعل من كذا الذي للتفضيل لأن ذلك من فقدان البصيرة، ويصح أن يقال فيه ما أفعله وهو أفعل من كذا ومنهم من حمل قوله تعالى:
وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى على عمى البصيرة. والثاني على عمى البصر وإلى هذا ذهب أبو عمرو فأمال الأولى لما كان من عمى القلب وترك الإمالة فى الثاني لما كان اسما والاسم أبعد من الإمالة. قال تعالى: وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى- إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ وقوله: وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى - وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا فيحتمل لعمى البصر والبصيرة جميعا. وعمى عليه أي اشتبه حتى صار بالإضافة إليه كالأعمى قال: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ- وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ والعماء السحاب والعماء الجهالة، وعلى الثاني حمل بعضهم ما روى أنه قيل: أين كان ربنا قبل أن خلق السماء والأرض؟ قال: فى عماء تحته عماء وفوقه عماء، قال: إن ذلك إشارة إلى أن تلك حالة تجهل ولا يمكن الوقوف عليها، والعمية الجهل، والمعامى الأغفال من الأرض التي لا أثر بها.
(عن) : عن: يقتضى مجاوزة ما أضيفت إليه، تقول حدثتك عن فلان وأطعمته عن جوع، قال أبو محمد البصري: عن يستعمل أعم من على لأنه يستعمل فى الجهات الست ولذلك وقع موقع على فى قول الشاعر:
إذا رضيت على بنو قشير
(عنب) : العنب يقال لثمرة الكرم، وللكرم نفسه، الواحدة عنبة وجمعه أعناب، قال: وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ وقال تعالى: جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ- وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ- حَدائِقَ وَأَعْناباً- وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً- جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ والعنبة بثرة على هيئته.
(عنت) : المعانتة كالمعاندة لكن المعانتة أبلغ لأنها معاندة فيها خوف وهلاك ولهذا يقال عنت فلان إذا وقع فى أمر يخاف منه التلف يعنت عنتا، قال:
لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ- وَدُّوا ما عَنِتُّمْ- عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ- وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ أي ذلت وخضعت ويقال أعنته غيره وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ويقال للعظم المجبور إذا أصابه ألم فهاضه قد أعنته.
(عند) : عند: لفظ موضوع للقرب فتارة يستعمل فى المكان وتارة فى الاعتقاد نحو أن يقال عندى كذا، وتارة فى الزلفى والمنزلة، وعلى ذلك قوله:
بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ- إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ- فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ- وَقالَ- رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وعلى هذا النحو قيل: الملائكة المقربون عند اللَّه، قال: وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى وقوله: وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ- وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ أي فى حكمه وقوله: فَأُولئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكاذِبُونَ- وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ وقوله تعالى: إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فمعناه فى حكمه، والعنيد المعجب بما عنده، والمعاند المباهي بما عنده. قال: كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ- إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً، والعنود قيل مثله، قال: لكن بينهما فرق لأن العنيد الذي يعاند ويخالف والعنود الذي يعند عن القصد. قال: ويقال بعير عنود ولا يقال عنيد. وأما العند فجمع عاند، وجمع العنود عندة وجمع العنيد عند. وقال بعضهم: العنود هو العدول عن الطريق لكن العنود خص بالعادل عن الطريق المحسوس، والعنيد بالعادل عن الطريق فى الحكم، وعند عن الطريق عدل عنه، وقيل عاند لازم وعاند فارق وكلاهما من عند لكن باعتبارين مختلفين كقولهم البين فى الوصل والهجر باعتبارين مختلفين.
(عنا) : وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ أي خضعت مستأسرة بعناء، يقال عنيته بكذا أي أنصبته، وعنى نصب واستأسر ومنه العاني للأسير،
وقال عليه الصلاة والسلام: «استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان»
وعنى بحاجته فهو معنى بها وقيل عنى فهو عان، وقرىء: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ والعنية شىء يطلى به البعير الأجرب وفى الأمثال: عنية تشفى الجرب. والمعنى إظهار ما تضمنه اللفظ من قولهم عنت الأرض بالنبات أنبتته حسنا، وعنت القربة أظهرت ماءها ومنه عنوان الكتاب فى قول من يجعله من عنى. والمعنى يقارن التفسير وإن كان بينهما فرق.
(عهد) : العهد حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال وسمى الموثق الذي يلزم مراعاته عهدا، قال: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا أي أوفوا بحفظ الأيمان، قال: لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ أي لا أجعل عهدى لمن كان ظالما، قال: وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ وعهد فلان إلى فلان يعهد أي ألقى إليه العهد وأوصاه بحفظه، قال: وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ- أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ- الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا- وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وعهد اللَّه تارة يكون بما ركزه فى عقولنا، وتارة يكون بما أمرنا به بالكتاب وبالسنة رسله، وتارة بما نلتزمه وليس بلازم فى أصل الشرع كالنذور وما يجرى مجراها. وعلى هذا قوله:
وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ- أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ- وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ والمعاهد فى عرف الشرع يختص بمن يدخل من الكفار فى عهد المسلمين وكذلك ذو العهد،
قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد فى عهده»
وباعتبار الحفظ قيل للوثيقة بين المتعاقدين عهدة، وقولهم فى هذا
(عهن) : العهن الصوف المصبوغ، قال: كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ وتخصيص العهن لما فيه من اللون كما ذكر فى قوله: فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ، ورمى بالكلام على عواهنه أي أورده من غير فكر وروية وذلك كقولهم أورد كلامه غير مفسر.
(عاب) : العيب والعاب الأمر الذي يصير به الشيء عيبة أي مقرا للنقص وعبته جعلته معيبا إما بالفعل كما قال: فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها، وإما بالقول، وذلك إذا ذممته نحو قولك عبت فلانا. والعيبة ما يستر فيه الشيء، ومنه
قوله عليه الصلاة والسلام: «الأنصار كرشى وعيبتى»
أي موضع سرى.
(عوج) : العوج العطف عن حال الانتصاب، يقال عجت البعير بزمامه وفلان ما يعوج عن شىء يهم به أي ما يرجع، والعوج يقال فيما يدرك بالبصر سهلا كالخشب المنتصب ونحوه. والعوج يقال فيما يدرك بالفكر والبصيرة كما يكون فى أرض بسيط يعرف تفاوته بالبصيرة وكالدين والمعاش، قال تعالى: قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ- وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً- الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً والأعوج يكنى به عن سيىء الخلق، والأعوجية منسوبة إلى أعوج، وهو فحل معروف.
(عود) : العود الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه إما انصرافا بالذات أو بالقول والعزيمة، قال تعالى: رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ- وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ- وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ- وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ- وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ- وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا- وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ- أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا- فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ- إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ- وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها وقوله: وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فعند أهل الظاهر هو أن يقول للمرأة ذلك ثانيا فحينئذ يلزمه الكفارة. وقوله: ثُمَّ يَعُودُونَ كقوله: فَإِنْ فاؤُ وعند أبى حنيفة العود فى الظهار هو أن يجامعها بعد أن يظاهر منها. وعند الشافعي هو إمساكها بعد وقوع الظهار عليها مدة يمكنه أن يطلق فيها فلم يفعل. وقال بعض
فمتى فعل ذلك وحنث يلزمه من الكفارة ما بينه تعالى فى هذا المكان. وقوله:
ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا يحمل على فعل ما حلف له أن لا يفعل وذلك كقولك فلان حلف ثم عاد إذا فعل ما حلف عليه. قال الأخفش: قوله: لِما قالُوا متعلق بقوله: فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ وهذا يقوى القول الأخير. قال: ولزوم هذه الكفارة إذا حنث كلزوم الكفارة المبينة فى الحلف بالله والحنث فى قوله: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ وإعادة الشيء كالحديث وغيره تكريره، قال: سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى - أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ والعادة اسم لتكرير الفعل والانفعال حتى يصير ذلك سهلا تعاطيه كالطبع ولذلك قيل العادة طبيعية ثانية. والعيد ما يعاود مرة بعد أخرى وخص فى الشريعة بيوم الفطر ويوم النحر، ولما كان فى ذلك اليوم مجعولا للسرور فى الشريعة كما
نبه النبي صلّى الله عليه وسلّم بقوله: «أيام أكل وشرب وبعال»
صار يستعمل العيد فى كل يوم فيه مسرة وعلى ذلك قوله تعالى: أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً والعيد كل حالة تعاود الإنسان، والعائدة كل نفع يرجع إلى الإنسان من شىء ما، والمعاد يقال للعود وللزمان الذي يعود فيه، وقد يكون للمكان الذي يعود إليه، قال تعالى: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قيل أراد به مكة والصحيح ما أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام وذكره ابن عباس إن ذلك إشارة إلى الجنة التي خلقه فيها بالقوة فى ظهر آدم وأظهر منه حيث قال: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ الآية والعود البعير المسن اعتبارا بمعاودته السير والعمل أو بمعاودة السنين إياه وعود سنة بعد سنة عليه فعلى الأول يكون بمعنى الفاعل، وعلى الثاني بمعنى المفعول والعود الطريق القديم الذي يعود إليه السفر ومن العود عيادة المريض، والعيدية إبل منسوبة إلى فحل يقال له عيد، والعود قيل هو فى الأصل الخشب الذي من شأنه أن يعود إذا قطع وقد خص بالمزهر المعروف وبالذي يتبخر به.
(عوذ) : العوذ الالتجاء إلى الغير والتعلق به يقال عاذ فلان بفلان ومنه قوله تعالى: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ- وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ- إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ
وأعذته بالله أعيذه. قال:
وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وقوله: مَعاذَ اللَّهِ أي نلتجىء إليه ونستنصر به أن نفعل ذلك فإن ذلك سوء نتحاشى من تعاطبه. والعوذة ما يعاذ به من الشيء ومنه قيل
(عور) : العورة سوأة الإنسان وذلك كناية وأصلها من العار وذلك لما يلحق فى ظهوره من العار أي الذمة، ولذلك سمى النساء عورة ومن ذلك العوراء للكلمة القبيحة وعورت عينه عورا وعارت عينه عورا وعورتها، وعنه استعير عورت البئر، وقيل الغراب الأعور لحدة نظره، وذلك على عكس المعنى ولذلك قال الشاعر:
وصحاح العيون يدعون عورا
والعوار والعورة شق فى الشيء كالثوب والبيت ونحوه، قال تعالى: إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ أي متخرقة ممكنة لمن أرادها، ومنه قيل فلان يحفظ عورته أي خلله وقوله: ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ أي نصف النهار وآخر الليل وبعد العشاء الآخرة، وقوله: الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ أي لم يبلغوا الحلم، وسهم عائر لا يدرى من أين جاء، ولفلان عائرة عين من المال أي ما يعور العين ويجيرها لكثرته، والمعاورة قيل فى معنى الاستعارة، والعارية فعلية من ذلك ولهذا يقال تعاوره العواري وقال بعضهم هو من العار، لأن دفعها يورث المذمة والعار كما قيل فى المثل إنه قيل للعارية أين تذهبين فقالت أجلب إلى أهل مذمة وعارا، وقيل هذا لا يصح من حيث الاشتقاق فإن العارية من الواو بدلالة تعاورنا، والعار من الياء لقولهم عبرته بكذا.
(عير) : العير القوم الذين معهم أحمال الميرة، وذلك اسم للرجال والجمال الحاملة لعيرة وإن كان قد يستعمل فى كل واحد من دون الآخر، قال:
وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ- أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ- وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها والعير يقال للحمار الوحشي وللناشر على ظهر القدم، ولإنسان العين ولما تحت غضروف الأذن ولما يعلو الماء من الغشاء، وللوتد ولحرف النصل فى وسطه، فإن يكن استعماله فى كل ذلك صحيحا ففى مناسبة بعضها لبعض منه تعسف، والعيار تقدير المكيال والميزان، ومنه قيل عيرت الدنانير وعيرته ذممته من العار وقولهم تعاير بنو فلان قيل معناه تذاكروا العار، وقيل فلان العيارة أي فعل العير فى الانفلات والتخلية، ومنه عارت الدابة تعير إذا انفلتت وقيل فلان عيّار.
(عيش) : العيش الحياة المختصة بالحيوان وهو أخص من الحياة لأن الحياة تقال فى الحيوان وفى الباري تعالى وفى الملك ويشتق منه المعيشة لما يتعيش منه، قال: نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا- مَعِيشَةً ضَنْكاً- لَكُمْ فِيها مَعايِشَ- وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وقال فى أهل الجنة: فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ
وقال عليه السلام: «لا عيش إلا عيش الآخرة».
(عوق) : العائق الصارف عما يراد من خير ومنه عوائق الدهر، يقال عاقه وعوقه واعتاقه، قال: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ أي المثبطين الصارفين عن طريق الخير، ورجل عوق وعوقه يعوق الناس عن الخير، ويعوق اسم صنم.
(عول) : عاله وغاله يتقاربان. والعول يقال فيما يهلك، والعول فيما يثقل، يقال ما عالك فهو عائل لى ومنه العول وهو ترك النصفة بأخذ الزيادة، قال: ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا ومنه عالت الفريضة إذا زادت فى القسمة المسماة لأصحابها بالنص، والتعويل الاعتماد على الغير فيما يثقل ومنه العول وهو ما يثقل من المصيبة، فيقال ويله وعوله، وعاله تحمل ثقل مؤنته، ومنه
قوله عليه السلام: «أبدأ بنفسك ثم بمن تعول».
وأعال إذا كثر عياله.
(عيل) : وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً أي فقرا يقال عال الرجل إذا افتقر يعيل عيلة فهو عائل. وأما أعال إذا كثر عياله فمن بنات الواو، وقوله: وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى أي أزال عنك فقر النفس وجعل لك الغنى الأكبر المعنى
بقوله عليه السلام: «الغنى غنى النفس»
وقيل: ما عال مقتصد، وقيل ووجدك فقيرا إلى رحمة الله وعفوه فأغناك بمغفرته لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر.
(عوم) : العام كالسنة، لكن كثيرا ما تستعمل السنة فى الحول الذي يكون فيه الشدة أو الجدب، ولهذا يعبر عن الجدب بالسنة والعام بما فيه الرخاء والخصب، قال: عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ. وقوله: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً ففى كون المستثنى منه بالسنة والمستثنى بالعام لطيفة موضعها فيما بعد هذا الكتاب إن شاء الله، والعوم السباحة، وقيل سمى
(عون) : العون المعاونة والمظاهرة، يقال فلان عونى أي معينى وقد أعنته، قال: فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ- وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ والتعاون التظاهر، قال: وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ والاستعانة طلب العون قال: اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ والعوان المتوسط بين السنين، وجعل كناية عن المسنة من النساء اعتبار بنحو قول الشاعر:
فإن أتوك فقالوا إنها نصف | فإن أمثل نصفيها الذي ذهبا |
(عين) : العين الجارحة، قال: وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ- لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ- وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ- قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ- كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها ويقال لذى العين عين، وللمراعى للشىء عين، وفلان بعيني أي أحفظه وأراعيه كقولك هو بمرأى منى ومسمع، قال: فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وقال: تَجْرِي بِأَعْيُنِنا- وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا أي بحيث نرى ونحفظ وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي أي بكلاءتى وحفظى ومنه عين الله عليك، أي كنت فى حفظ الله ورعايته، وقيل جعل ذلك حفظته وجنوده الذين يحفظونه وجمعه أعين وعيون، قال:
وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ- رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ويستعار العين لمعان هى موجودة فى الجارحة بنظرات مختلفة، واستعير للثقب فى المزادة تشبيها بها فى الهيئة وفى سيلان الماء منها فاشتق منها سقاء عين ومعين إذا سال منها الماء، قولهم عين قربتك أي صب فيها ما ينسد بسيلانه آثار خرزه، وقيل للمتجسس عين تشبيها بها فى نظرها وذلك كما تسمى المرأة فرجا والمركوب ظهرا، فيقال فلان يملك كذا فرجا وكذا ظهرا لما كان المقصود منهما العضوين، وقيل للذهب عين تشبيها بها فى كونها أفضل الجواهر كما أن هذا الجارحة أفضل الجوارح ومنه قيل أعيان القوم لأفاضلهم، وأعيان الإخوة لبنى أب وأم، قال بعضهم: العين إذا استعمل فى معنى ذات الشيء فيقال كل ما له عين
- وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ- فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ- مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ- فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وعنت الرجل أصبت عينه نحو رأسته وفأدته، وعنته أصبته بعيني نحو سفته أصبته بسيفى، وذلك أنه يجعل تارة من الجارحة المضروبة نحو رأسته وفأدته وتارة من الجارحة التي هى آلة فى الضرب فيجرى مجرى سفته ورمحته، وعلى نحوه فى المعنيين قولهم يديت فإنه يقال إذا أصبت يده وإذا أصبته بيدك، وتقول عنت البئر أثرت عين مائها، قال: إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ- فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ وقيل الميم فيه أصلية وإنما هو من معنت، وتستعار العين للميل فى الميزان ويقال لبقر الوحش أعين وعيناء لحسن عينه، وجمعها عين، وبها شبه النساء، قال: قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ- وَحُورٌ عِينٌ.
(عيى) : الإعياء عجز يلحق البدن من المشيء، والعي عجز يلحق من تولى الأمر والكلام قال: أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ- وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ ومنه عى فى منطقه عيا فهو عى، ورجل عياياء طباقاء إذا عى بالكلام والأمر، وداء عياء لا دواء له، والله أعلم.
(غبر) : الغابر الماكث بعد مضى ما هو معه قال: إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ يعنى فيمن طال أعمارهم، وقيل فيمن بقي ولم يسر مع لوط وفيل فيمن بقي بعد فى العذاب وفى آخر: إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ وفى آخر: قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ ومنه الغبرة البقية فى الضرع ومن اللبن وجمعه أغبار وغبر الحيض وغبر الليل، والغبار ما يبقى من التراب المثار، وجعل على بناء الدخان والعثار ونحوهما من البقايا، وقد غبر الغبار أي ارتفع، وقيل يقال للماضى غابر وللباقى غابر فإن يك ذلك صحيحا، فإنما قيل للماضى غابر تصورا بمضى الغبار عن الأرض وقيل للباقى غابر تصورا بتخلف الغبار عن الذي بعد فيخلفه، ومن الغبار اشتق الغبرة وهو ما يعلق بالشيء من الغبار وما كان على لونه، قال:
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ كناية عن تغير الوجه للغم كقوله: ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا يقال غبر غبرة واغبر، واغبار، قال طرفة:
رأيت بنى غبراء لا ينكروننى
أي بنى المفازة المغبرة، وذلك كقولهم بنو السبيل، وداهية غبراء إما من قولهم غبر الشيء وقع فى الغبار كأنها تغبر الإنسان، أو من الغبر أي البقية، والمعنى داهية باقية لا تنقضى أو من غبرة اللون فهو كقولهم داهية زباء، أو من غبرة اللبن فكلها الداهية التي إذا انقضت بقي لها أثر أو من قولهم عرق غبر، أي ينتفض مرة بعد أخرى، وقد غبر العرق، والغبيراء نبت معروف، وثمر على هيئته ولونه.
(غبن) : الغبن أن تبخس صاحبك فى معاملة بينك وبينه بضرب من الإخفاء، فإن كان ذلك فى مال يقال غبن فلان، وإن كان فى رأى يقال غبن وغبنت كذا غبنا إذا غفلت عنه فعددت ذلك غبنا، ويوم التغابن يوم القيامة لظهور الغبن فى المبايعة المشار إليها بقوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ
وبقوله: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الآية وبقوله: الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا فعلموا أنهم غبنوا فيما تركوا من المبايعة وفيما تعاطوه من ذلك جميعا وسئل بعضهم عن يوم التغابن فقال: تبدو الأشياء لهم بخلاف مقاديرهم فى الدنيا، قال بعض المفسرين: أصل الغبن إخفاء الشيء والغبن بالفتح الموضع الذي يخفى فيه الشيء، وأنشد:
ولم أر مثل الفتيان فى | غبن الرأى ينسى عواقبها |
(غثا) : الغثاء غثاء السيل والقدر وهو ما يطفح ويتفرق من النبات اليابس وزبد القدر ويضرب به المثل فيما يضيع ويذهب غير معتدبه، ويقال غثا الوادي غثوا وغثت نفسه تغثى غثيانا خبثت.
(غدر) : الغدر الإخلال بالشيء، وتركه والغدر يقال لترك العهد ومنه قيل فلان غادر وجمعه غدرة، وغدار كثير الغدر، والأغدر والغدير الماء الذي يغادر السيل فى مستنقع ينتهى إليه وجمعه غدر وغدران، واستغدر الغدير صار فيه الماء، والغديرة الشعر الذي ترك حتى طال وجمعها غدائر، وغادره تركه قال:
لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها وقال: فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً، وغدرت الشاة تخلفت فهى غدرة وقيل للجحرة واللخاقيق للأمكنة التي تغادر البعير والفرس غائرا: غدر، ومنه قيل ما أثبت غدر هذا الفرس ثم جعل لمن له ثبات فقيل ما أثبت غدره.
(غدق) : قال: لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً أي غزيرا، ومنه غدقت عينه تغدق، والغيداق يقال فيما يغرر من ماء وعدو ونطق.
(غدا) : الغدوة والغداة من أول النهار وقوبل فى القرآن الغدو بالآصال نحو قوله: بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وقوبل الغداة بالعشي، قال: بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ- غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ والغادية السحاب ينشأ غدوة، والغداء طعام يتناول فى ذلك الوقت وقد غدوت أغدو، قال: أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ، وغد يقال لليوم الذي يلى يومك الذي أنت فيه، قال: سَيَعْلَمُونَ غَداً ونحوه.
(غرب) : الغرب غيبوبة الشمس، يقال غربت تغرب غربا وغروبا ومغرب الشمس ومغيربانها، قال: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ- رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ- بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ وقد تقدم الكلام فى ذكرهما مثنيين ومجموعين وقال: لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ وقال: حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ وقيل لكل متباعد غريب ولكل شىء فيما بين جنسه عديم النظير غريب، وعلى هذا
قوله عليه الصلاة والسلام: «بدا الإسلام غريبا وسيعود كما بدا»
وقيل العلماء غرباء لقلتهم فيما بين الجهال، والغراب سمى لكونه مبعدا فى الذهاب، قال: فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ، وغارب السنام لبعده عن المنال، وغرب السيف لغروبه فى الضريبة وهو مصدر فى معنى الفاعل، وشبه به حد اللسان كتشبيه اللسان بالسيف فقيل فلان غرب اللسان، وسمى الدلو غربا لتصور بعدها فى البئر، وأغرب الساقي تناول الغرب والغرب الذهب لكونه غريبا فيما بين الجواهر الأرضية، ومنه سهم غرب لا يدرى من رماه.
ومنه نظر غرب ليس بقاصد، والغرب شجر لا يثمر لتباعده من الثمرات، وعنقاء مغرب وصف بذلك لأنه يقال كان طيرا تناول جارية فأغرب بها يقال عنقاء مغرب وعنقاء مغرب بالإضافة، والغرابان نقرتان عند صلوى العجز تشبيها
(غرض) : الغرض الهدف المقصود بالرمي ثم جعل اسما لكل غاية يتحرى إدراكها، وجمعه أغراض، فالغرض ضربان: غرض ناقص وهو الذي يتشوق بعده شىء آخر كاليسار والرياسة ونحو ذلك مما يكون من أغراض الناس، وتام وهو الذي لا يتشوق بعده شىء آخر كالجنة.
(غرف) : الغرف رفع الشيء وتناوله، يقال غرفت الماء والمرق، والغرفة ما يغترف، والغرفة للمرة، والمغرفة لما يتناول به، قال: إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ومنه استعير غرفت عرف الفرس إذا حررته وغرفت الشجرة، والغرف شجر معروف، وغرفت الإبل اشتكت من أكله، والغرفة علية من البناء وسمى منازل الجنة غرفا، قال: أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا
وقال:
لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً- وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ.
(غرق) : الغرق الرسوب فى الماء وفى البلاء، وغرق فلان يغرق غرقا وأغرقه، قال: حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ وفلان غرق فى نعمة فلان تشبيها بذلك، قال: وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ- فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً- ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ- ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ- وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ- أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً- فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ.
(غرم) : الغرم ما ينوب الإنسان فى ماله من ضرر لغير جناية منه أو خيانة، يقال غرم كذا غرما ومغرما وأغرم فلان غرامة، قال: إِنَّا لَمُغْرَمُونَ- فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ- يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً والغريم يقال لمن له الدين ولمن عليه الدين، قال: وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ والغرام ما ينوب الإنسان من شدة ومصيبة، قال: إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً من قولهم هو مغرم بالنساء اى يلازمهم ملازمة الغريم، قال الحسن، كل غريم مفارق غريمه إلا النار، وقيل معناه مشغوفا بإهلاكه.
(غرا) : غرى بكذا أي لهج به ولصق وأصل ذلك من الغراء وهو
(غزل) : قال: وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها وقد غزلت غزلها والغزال ولد الظبية، والغزالة قرصة الشمس وكنى بالغزال والمغازلة عن مشافنة المرأة التي كأنها غزال، وغزل الكلب غزلا إذا أدرك الغزال فلهى عنه بعد إدراكه.
(غزا) : الغزو الخروج إلى محاربة الغدو، وقد غزا بغزو غزوا فهو غاز وجمعه غزاة وغز، قال: أَوْ كانُوا غُزًّى.
(غسق) : غسق الليل شدة ظلمته قال: إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ والغاسق الليل المظلم، قال: وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ وذلك عبارة عن النائبة بالليل كالطارق، وقيل القمر إذا كسف فاسود، والغساق ما يقطر من جلود أهل النار، قال: إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً.
(غسل) : غسلت الشيء غسلا أسلت عليه الماء فأزلت درنه، والغسل الاسم، والغسل ما يغسل به، قال: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ الآية.
والاغتسال غسل البدن، قال: حَتَّى تَغْتَسِلُوا والمغتسل الموضع الذي يغتسل منه والماء الذي يغتسل به، قال: هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ والغسلين غسالة أبدان الكفار فى النار، قال: وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ.
(غشى) : غشيه غشاوة أتاه إتيان ما قد غشيه أي ستره والغشاوة ما يغطى به الشيء، قال: وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً- وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ يقال غشيه وتغشاه وغشّيته كذا قال: وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ- فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ- وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ- إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى - وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى - إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ وغشيت موضع كذا أتيته وكنى بذلك عن الجماع يقال غشاها وتغشاها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ وكذا الغشيان والغاشية كل ما يغطى الشيء كغاشية السرج وقوله: أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ أي نائبه تغشاهم وتجللهم وقيل الغاشية فى الأصل محمودة وإنما استعير لفظها هاهنا على نحو قوله: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ وقوله: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ كناية عن القيامة وجمعها غواش، وغشى على فلان إذا نابه ما غشى فهمه، قال: كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ- فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ-
- كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ- وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ أي جعلوها غشاوة على أسماعهم وذلك عبارة عن الامتناع من الإصغاء، وقيل استغشوا ثيابهم كناية عن العدو كقولهم شمر ذيلا وألقى ثوبه، ويقال غشيته سوطا أو سيفا ككسوته وعممته.
(غص) : الغصة الشجاة التي يغص بها الحلق، قال: وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ.
(غض) : الغض النقصان من الطرف والصوت وما فى الإناء يقال غض وأغض، قال: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ- وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ- وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ وقول الشاعر:
فغض الطرف إنك من نمير
فعلى سبيل التهكم، وغضضت السقاء، نقصت مما فيه، والغض الطري الذي لم يطل مكثه.
(غضب) : الغضب ثوران دم القلب إرادة الانتقام، ولذلك
قال عليه السلام: «اتقوا الغضب فإنه جمرة توقد فى قلب ابن آدم، ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه»
وإذا وصف اللَّه تعالى به فالمراد به الانتقام دون غيره، قال: فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ- وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وقال: وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي- غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وقوله: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ قيل هم اليهود. والغضبة كالصخرة، والغضوب الكثير الغضب، وتصف به الحية والناقة الضجور وقيل فلان غضبة: سريع الغضب، وحكى أنه يقال غضبت لفلان إذا كان حيا وغضبت به إذا كان ميتا.
(غطش) : أَغْطَشَ لَيْلَها أي جعله مظلما وأصله من الأغطش وهو الذي فى عينه شبه عمش ومنه قيل فلاة عطشى لا يهتدى فيها والتغاطش التعامي عن الشيء.
(غطا) : الغطاء ما يجعل فوق الشيء من طبق ونحوه كما أن الغشاء ما يجعل فوق الشيء من لباس ونحوه وقد استعير للجهالة، قال: فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ.
(غفل) : الغفلة سهو يعترى الإنسان من قلة التحفظ والتيقظ، يقال غفل فهو غافل، قال: لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا- وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ- وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها- وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ- لَمِنَ الْغافِلِينَ- هُمْ غافِلُونَ- بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ- لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ- فَهُمْ غافِلُونَ- عَنْها غافِلِينَ وأرض غفل لا منار بها ورجل غفل لم تسمه التجارب وإغفال الكتاب تركه غير معجم وقوله: مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا أي تركناه غير مكتوب فيه الإيمان كما قال: أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وقيل معناه من جعلناه غافلا عن الحقائق.
(غل) : الغلل أصله تدرع الشيء وتوسطه ومنه الغلل للماء الجاري بين الشجر، وقد يقال له الغيل وانغل فيما بين الشجر دخل فيه، فالغل مختص بما يقيد به فيجعل الأعضاء وسطه وجمعه أغلال، وغل فلان قيد به، قال:
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ وقال: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وقيل للبخيل هو مغلول اليد، قال: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ- وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ- وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ أي ذموه بالبخل
وروى «لا إغلال ولا إسلال»
أي لا خيانة ولا سرقة.
وقوله عليه الصلاة والسلام «ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن»
أي لا يضطغن. وروى «لا يغل» أي لا يصير ذا خيانة، وأغل الجازر والسالخ إذا ترك فى الإهاب من اللحم شيئا وهو الإغلال أي الخيانة فكأنه خان فى اللحم وتركه فى الجلد الذي يحمله. والغلة والغليل ما يتدرعه الإنسان فى داخله من العطش ومن شدة الوجد والغيظ، يقال شفا فلان غليله أي غيظه، والغلة ما يتناوله الإنسان من دخل أرضه، وقد أغلت ضيعته، والمغلغلة: الرسالة التي تتغلغل بين القوم الذين تتغلغل نفوسهم، كما قال الشاعر:
تغلغل حيث لم يبلغ شراب | ولا حزن ولم يبلغ سرور |
(غلف) : قُلُوبُنا غُلْفٌ قيل هو جمع أغلف كقولهم سيف أغلف أي هو فى غلاف ويكون ذلك كقوله: وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ- فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا وقيل معناه قلوبنا أوعية للعلم وقيل معناه قلوبنا مغطاة، وغلام أغلف كناية عن الأقلف، والغلفة كالقلفة، وغلفت السيف والقارورة والرحل والسرج جعلت لها غلافا، وغلفت لحيته بالحناء وتغلف نحو تخضب، وقيل: قُلُوبُنا غُلْفٌ هى جمع غلاف والأصل غلف بضم اللام، وقد قرىء به نحو: كتب، أي هى أوعية للعلم تنبيها أنا لا نحتاج أن نتعلم منك، فلنا غنية بما عندنا.
(غلق) : الغلق والمغلاق ما يغلق به وقيل ما يفتح به لكن إذا اعتبر بالإغلاق يقال له مغلق ومغلاق، وإذا اعتبر بالفتح يقال له مفتح ومفتاح، وأغلقت الباب وغلقته على التكثير وذلك إذا أغلقت أبوابا كثيرة أو أغلقت بابا واحدا مرارا أو أحكمت إغلاق باب وعلى هذا: وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وللتشبيه به قيل غلق الرهن غلوقا وغلق ظهره دبرا، والمغلق السهم السابع لا ستغلاقه ما بقي من أجزاء الميسر ونخلة غلقة ذويت أصولها فأغلقت عن الإثمار والغلقة شجرة مرة كالسم.
(غلم) : الغلام الطار الشارب، يقال غلام بين الغلومة والغلومية، قال تعالى: أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ- وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ- وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ وقال فى قصة يوسف هذا غُلامٌ والجمع غلمة وغلمان، واغتلم الغلام إذا بلغ حد الغلومة ولما كان من بلغ هذا الحد كثيرا ما يغلب عليه الشبق قيل للشبق غلمة واغتلم الفحل.
(غلا) : الغلو تجاوز الحد، يقال ذلك إذا كان فى السعر غلاء، وإذا كان فى القدر والمنزلة غلو وفى السهم: غلو، وأفعالها جميعا غلا يغلو قال: لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ والغلى والغليان يقال فى القدر إذا طفحت ومنه استعير قوله: طَعامُ
وبه شبه غليان الغضب والحرب، وتعالى النبت يصح أن يكون من الغلى وأن يكون من الغلو، والغلواء: تجاوز الحد فى الجماح، وبه شبه غلواء الشباب.
(غم) : الغم ستر الشيء ومنه الغمام لكونه ساترا لضوء الشمس، قال تعالى: يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ والغمى مثله. ومنه غم الهلال ويوم غمّ وليلة غمة وغمى، قال:
ليلة غمى طامس هالها
وغمة الأمر قال: ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً أي كربة يقال غم وغمة أي كرب وكربة، والغمامة خرقة تشد على أنف الناقة وعينها، وناصية غماء تستر الوجه.
(غمر) : أصل الغمر إزالة أثر الشيء ومنه قيل للماء الكثير الذي يزيل أثر سيله غمر وغامر، قال الشاعر:
والماء غامر خدادها
وبه شبه الرجل السخي الشديد العدو فقيل لهما غمر كما شبها بالبحر، والغمرة معظم الماء الساترة لمقرها وجعل مثلا للجهالة التي تغمر صاحبها وإلى نحوه أشار بقوله: فَأَغْشَيْناهُمْ ونحو ذلك من الألفاظ قال تعالى: فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ- الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ وقيل للشدائد غمرات، قال تعالى:
فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ ورجل غمر وجمعه أغمار. والغمر الحقد المكنون وجمعه غمور والغمر ما يغمر من رائحة الدسم سائر الروائح، وغمرت يده وغمر عرضه دنس. ودخل فى غمار الناس وخمارهم أي الذين يغمرون. والغمرة ما يطلى به من الزعفران، وقد تغمرت بالطيب وباعتبار الماء قيل للقدح الذي يتناول به الماء غمر ومنه اشتق تغمرت إذا شربت ماء قليلا، وقولهم فلان مغامر إذا رمى بنفسه فى الحرب إما لتوغله وخوضه فيه كقولهم يخوض الحرب، وإما لتصور الغمارة منه فيكون وصفه بذلك، كوصفه بالهودج ونحوه.
(غمز) : أصل الغمز الإشارة بالجفن أو اليد طلبا إلى ما فيه معاب ومنه قيل ما فى فلان غميزة أي نقيصة يشار بها إليه وجمعها غمائز، قال تعالى: وَإِذا
، وأصله من غمزت الكبش إذا لمسته هل به طرق؟ نحو عبطته.
(غمض) : الغمض النوم العارض، تقول ما ذقت غمضا ولا غماضا وباعتباره قيل أرض غامضة وغمضة ودار غامضة، وغمض عينه وأغمضها وضع إحدى جفنتيه على الأخرى ثم يستعار للتغافل والتساهل، قال تعالى: وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ.
(غنم) : الغنم معروف قال تعالى: وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما والغنم إصابته والظفر به ثم استعمل فى كل مظفور به من جهة العدى وغيرهم، قال تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ- فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّباً والمغنم ما يغنم وجمعه مغانم، قال: فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ.
(غنى) : الغنى يقال على ضروب، أحدها عدم الحاجات وليس ذلك إلا للَّه تعالى وهو المذكور فى قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ- أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ الثاني: قلة الحاجات وهو المشار إليه بقوله تعالى:
وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى وذلك هو المذكور فى
قوله عليه السلام: «الغنى غنى النفس»
والثالث: كثرة القنيات بحسب ضروب الناس كقوله: وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ- الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ- لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ قالوا ذلك حيث سمعوا: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وقوله تعالى: يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ أي لهم غنى النفس ويحسبهم الجاهل أن لهم القنيات لما يرون فيهم من التعفف والتلطف، وعلى هذا
قوله عليه السلام لمعاذ: «خذ من أغنيائهم ورد فى فقرائهم»
وهذا المعنى هو المعنى بقول الشاعر:
قد يكثر المال والإنسان مفتقر
يقال غنيت بكذا غنيانا وغناء واستغنيت وتغنيت وتغانيت، قال تعالى:
وَاسْتَغْنَى اللَّهُ- وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ويقال أغنانى كذا وأغنى عنه كذا إذا كفاه، قال تعالى: ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ- ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ- لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً- ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ- لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ- وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ والغانية المستغنية بزوجها عن الزينة، وقيل
(غيب) : الغيب مصدر غابت الشمس وغيرها إذا استترت عن العين، يقال غاب عنى كذا، قال تعالى: أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ واستعمل فى كل غائب عن الحاسة وعما يغيب عن علم الإنسان بمعنى الغائب، قال تعالى: وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ويقال للشىء غيب وغائب باعتباره بالناس لا باللَّه تعالى فإنه لا يغيب عنه شىء كما لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ قوله تعالى: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أي ما يغيب عنكم وما تشهدونه، والغيب فى قوله تعالى: يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ما لا يقع تحت الحواس ولا تقتضيه بداية العقول وإنما يعلم بخبر الأنبياء عليهم السلام وبدفعه يقع على الإنسان اسم الإلحاد، ومن قال الغيب هو القرآن، ومن قال هو القدر فإشارة منهم إلى بعض ما يقتضيه لفظه. وقال بعضهم: معناه يؤمنون إذا غابوا عنكم وليسوا كالمنافقين الذين قيل فيهم: وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ وعلى هذا قوله تعالى: الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ- مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ- وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَطَّلَعَ الْغَيْبَ- فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً- لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ- ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ- وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ- إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ- إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ وأغابت المرأة غاب زوجها.
وقوله فى صفة النساء: حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ أي لا يفعلن فى غيبة الزوج ما يكرهه الزوج. والغيبة أن يذكر الإنسان غيره بما فيه من عيب من غير أن أحوج إلى ذكره قال تعالى: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً والغيابة منهبط من الأرض ومنه الغابة للأجمة، قال تعالى: فِي غَيابَتِ الْجُبِّ ويقال هم يشهدون أحيانا ويتغايبون أحيانا وقوله تعالى: وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ أي من حيث لا يدر كونه ببصرهم وبصيرتهم.
(غوث) : الغوث يقال فى النصرة والغيث فى المطر، واستغثته طلبت الغوث أو الغيث فأغاثنى من الغوث وغاثنى من الغيب وغوثت من الغوث، قال تعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ وقال: فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي
وقوله تعالى: وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ فإنه يصح أن يكون من الغيث ويصح أن يكون من الغوث، وكذا يغاثوا يصح فيه المعنيان.
والغيث المطر فى قوله تعالى: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ. قال الشاعر:
سمعت الناس ينتجعون عيثا | فقلت لصيد انتجعى بلالا |
أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً والغار فى الجبل قال تعالى: إِذْ هُما فِي الْغارِ وكنى عن الفرج والبطن بالغارين، والمغار من المكان كالغور، قال تعالى: لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا، وغارت الشمس غيارا، قال الشاعر:
هل الدهر إلا ليلة ونهارها | وإلا طلوع الشمس ثم غيارها |
(غير) : غير يقال على أوجه: الأول: أن تكون للنفى المجرد من غير إثبات معنى به نحو مررت برجل غير قائم أي لا قائم، قال تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ- وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ. الثاني: بمعنى إلا فيستثنى به. وتوصف به النكرة نحو مررت بقوم غير زيد أي إلا زيدا، وقال تعالى: ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي وقال تعالى: ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ- هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ. الثالث: لنفى صورة من غير مادتها نحو: الماء إذا كان حارا غيره إذا كان باردا وقوله تعالى: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها. الرابع: أن يكون ذلك متناولا لذات نحو قوله تعالى: الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ أي الباطل وقوله تعالى:
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ- أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا- وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ- ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا. والتغيير يقال على وجهين أحدهما:
لتغيير صورة الشيء دون ذاته، يقال غيرت دارى إذا بنيتها بناء غير الذي كان.
والثاني: لتبديله بغيره نحو غيرت غلامى ودابتى إذا أبدلتهما بغيرهما نحو قوله تعالى:
إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ والفرق بين غيرين ومختلفين
(غوص) : الغوص الدخول تحت الماء، وإخراج شىء منه، ويقال لكل من انهجم على غامض فأخرجه له غائص عينا كان أو علما والغواص الذي يكثر منه ذلك، قال تعالى: وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ- وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ أي يستخرجون له الأعمال الغريبة والأفعال البديعة وليس يعنى استنباط الدر من الماء فقط.
(غيض) : غاض الشيء وغاضه غيره نحو نقص ونقصه غيره، قال تعالى: وَغِيضَ الْماءُ- وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ أي تفسده الأرحام، فتجعله كالماء الذي تبتلعه الأرض، والغيضة المكان الذي يقف فيه الماء فيبتلعه، وليلة غائضة أي مظلمة.
(غيظ) : الغيظ أشد غضب وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من فوران دم قلبه. قال تعالى: قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ- لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وقد دعا اللَّه الناس إلى إمساك النفس عند اعتراء الغيظ قال تعالى: وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ قال: وإذا وصف اللَّه سبحانه به فإنه يراد به الانتقام قال تعالى: وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ أي داعون بفعلهم إلى الانتقام منهم، والتغيظ هو إظهار الغيظ وقد يكون ذلك مع صوت مسموع كما قال تعالى: سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً.
(غول) : الغول إهلاك الشيء من حيث لا يحس به، يقال: غال يغول غولا، واغتاله اغتيالا، ومنه سمى السعلاة غولا. قال فى صفة خمر الجنة لا فِيها غَوْلٌ نفيا لكل ما نبه عليه بقوله تعالى: وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما، وبقوله تعالى: رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ.
(غوى) : الغى جهل من اعتقاد فاسد، وذلك أن الجهل قد يكون من كون الإنسان غير معتقد اعتقادا لا صالحا ولا فاسدا، وقد يكون من اعتقاد شىء فاسد وهذا النحو الثاني يقال له غى. قال تعالى: ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى - وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ. وقوله تعالى: فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا أي عذابا، فسماه الغى لما كان الغى هو سببه وذلك كتسمية الشيء بما هو
وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ- وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ- إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ، وقوله تعالى: وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى أي جهل، وقيل معناه خاب نحو قول الشاعر:
ومن يغو لا يعدم على الغى لائما
وقيل معنى غوى فسد عيشه من قولهم غوى الفصيل وغوى نحو هوى وهوى، وقوله: إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ فقد قيل معناه أن يعاقبكم على غيكم، وقيل معناه يحكم عليكم بغيكم. وقوله تعالى: قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا- أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا تبرأنا إليك إعلاما منهم أنا قد فعلنا بهم غاية ما كان فى وسع الإنسان أن يفعل بصديقه، فإن حق الإنسان أن يريد بصديقه ما يريد بنفسه، فيقول قد أفدناهم ما كان لنا وجعلناهم أسوة أنفسنا، وعلى هذا قوله تعالى: فَأَغْوَيْناكُمْ- إِنَّا كُنَّا غاوِينَ- فَبِما أَغْوَيْتَنِي- لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ
(فتح) : الفتح إزالة الإغلاق والإشكال، وذلك ضربان، أحدهما:
يدرك بالبصر كفتح الباب ونحوه وكفتح القفل، والغلق والمتاع نحو قوله تعالى:
وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ- وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ. والثاني: يدرك بالبصيرة كفتح الهم وهو إزالة الغم، وذلك ضربان أحدهما: فى الأمور الدنيوية كغم يفرج وفقر يزال بإعطاء المال ونحوه، نحو قوله تعالى: فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ أي وسعنا، وقال تعالى: لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أي أقبل عليهم الخيرات. والثاني: فتح المستغلق من العلوم، نحو قولك فلان فتح من العلم بابا مغلقا، وقوله تعالى:
إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً. قيل عنى فتح مكة، وقيل بل عنى ما فتح على النبي من العلوم والهدايات التي هى ذريعة إلى الثواب والمقامات المحمودة التي صارت سببا لغفران ذنوبه. وفاتحة كل شىء مبدؤه الذي به، يفتح به ما بعده وبه سمى فاتحة الكتاب، وقيل افتتح فلان كذا إذا ابتدأ به، وفتح عليه كذا إذا أعلمه ووقفه عليه، قال تعالى: أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ- ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ وفتح القضية فتاحا فصل الأمر فيها وأزال الإغلاق عنها، قال تعالى: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ ومنه الفتاح العليم، قال الشاعر:
وإنى من فتاحتكم غنى
وقيل الفتاحة بالضم والفتح، وقوله: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فإنه يحتمل النصرة والظفر والحكم وما يفتح اللَّه تعالى من المعارف، وعلى ذلك قوله:
نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ- فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ- وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ- قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ أي يوم الحكم وقيل يوم إزالة الشبهة بإقامة القيامة، وقيل ما كانوا يستفتحون من العذاب ويطلبونه، والاستفتاح طلب الفتح أو الفتاح قال تعالى: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ أي إن طلبتم الظفر أو طلبتم الفتاح أي الحكم أو طلبتم مبدأ الخيرات فقد جاءكم ذلك بمجىء النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
وقوله تعالى: وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أي يستنصرون اللَّه ببعثه محمد عليه الصلاة والسلام وقيل يستعلمون خبره من الناس مرة،
وروى: «من وجد بابا غلقا وجد إلى جنبه بابا فتحا»
وقيل فتح واسع.
(فتر) : الفتور سكون بعد حدة، ولين بعد شدة، وضعف بعد قوة، قال تعالى: يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أي سكون حال عن مجىء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقوله تعالى: لا يَفْتُرُونَ أي لا يسكنون عن نشاطهم فى العبادة.
وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «لكل عالم شرة، ولكل شرة فترة فمن فتر إلى سنتى فقد نجا وإلا فقد هلك»
فقوله لكل شرة فترة فإشارة إلى ما قيل: للباطل جولة ثم يضمحل، وللحق دولة لا تذل ولا تقل. وقوله: «ومن فتر إلى سنتى» أي سكن إليها، والطرف الفاتر فيه ضعف مستحسن، والفتر ما بين طرف الإبهام وطرف السبابة، يقال فترته بفترى وشبرته بشبرى.
(فتق) : الفتق الفصل بين المتصلين وهو ضد الرتق، قال تعالى: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما والفتق والفتيق الصبح، وأفتق القمر صادف فتقا فطلع منه، ونصل فتيق الشفرتين إذا كان له شعبتان كأن إحداهما فتقت من الأخرى. وجمل فتيق، تفتق سمنا وقد فتق فتقا.
(فتل) : فتلت الحبل فتلا، والفتيل المفتول وسمى ما يكون فى شق النواة فتيلا لكونه على هيئته، قال تعالى: وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا وهو ما تفتله بين أصابعك من خيط أو وسخ ويضرب به المثل فى الشيء الحقير. وناقة فتلاء الذراعين محكمة.
(فتن) : أصل الفتن إدخال الذهب النار لتظهر جودته من رداءته، واستعمل فى إدخال الإنسان النار، قال تعالى: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ- ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ أي عذابكم وذلك نحو قوله تعالى: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ
وقوله تعالى: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها الآية وتارة يسمون ما يحصل عنه العذاب فيستعمل فيه نحو قوله تعالى: أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وتارة فى الاختبار نحو قوله تعالى: وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً وجعلت الفتنة كالبلاء فى أنهما يستعملان فيما يدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء وهما فى الشدة أظهر معنى وأكثر استعمالا، وقد قال فيهما: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً. وقال فى الشدة:
إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ- وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ- وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وقال تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا أي يقول لا تبلنى ولا تعذبنى وهم بقولهم ذلك وقعوا فى البلية والعذاب. وقال تعالى: فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ أي يبتليهم ويعذبهم وقال تعالى: وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ- وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ أي يوقعونك فى بلية وشدة فى صرفهم إياك عما أوحى إليك وقوله تعالى: فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ أي أوقعتموها فى بلية وعذاب، وعلى هذا قوله تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وقوله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
فقد سماهم هاهنا فتنة اعتبارا بما ينال الإنسان من الاختبار بهم، وسماهم عدوا فى قوله تعالى: إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ اعتبارا بما يتولد منهم وجعلهم زينة فى قوله تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ الآية. اعتبارا بأحوال الناس فى تزينهم بهم وقوله تعالى: الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ أي لا يختبرون فيميز خبيثهم من طيبهم، كما قال تعالى: لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وقوله تعالى: أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ فإشارة إلى ما قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ الآية.
وعلى هذا قوله تعالى: وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ والفتنة من الأفعال التي تكون من اللَّه تعالى ومن العبد كالبلية والمصيبة والقتل والعذاب وغير ذلك من الأفعال الكريهة، ومتى كان من اللَّه يكون على وجه الحكمة، ومتى كان من الإنسان بغير أمر اللَّه يكون بضد ذلك، ولهذا يذم اللَّه الإنسان بأنواع الفتنة فى كل مكان نحو قوله: وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ- إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ- ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ أي بمضلين وقوله: بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ قال الأخفش: المفتون الفتنة كقولك ليس له معقول، وخذ ميسوره ودع معسوره، فتقديره بأيكم الفتون. وقال غيره: أيكم المفتون والباء زائدة كقوله: كَفى بِاللَّهِ
، وقوله تعالى: وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فقد عدى ذلك بعن تعدية خدعوك لما أشار بمعناه إليه.
(فتى) : الفتى الطري من الشباب والأنثى فتاة والمصدر فتاء، ويكنى بهما عن العبد والأمة، قال تعالى: تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ والفتى من الإبل كالفتى من الناس وجمع الفتى فتية وفتيان وجمع الفتاة فتيات وذلك قوله تعالى:
مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ أي إمائكم، وقال تعالى: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ أي إماءكم وَقالَ لِفِتْيانِهِ أي لمملوكيه، وقال تعالى: إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ- إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ والفتيا والفتوى الجواب عما يشكل من الأحكام، ويقال: استفتيته فأفتانى بكذا. قال: وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ- فَاسْتَفْتِهِمْ- أَفْتُونِي فِي أَمْرِي.
(فتىء) : يقال: ما فئت أفعل كذا وما فتأت، كقولك ما زلت قال تعالى: تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ.
(فجج) : الفج شقة يكتنفها جبلان، ويستعمل فى الطريق الواسع وجمعه فجاج. قال تعالى: مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ- فِيها فِجاجاً سُبُلًا والفجج تباعد الركبتين، وهو أفج من الفجج، ومنه حافر مفجج، وجرح فج لم ينضج.
(فجر) : الفجر شق الشيء شقا واسعا كفجر الإنسان السكر، يقال فجرته فانفجر وفجرته فتفجر، قال تعالى: وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً- وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً- فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ- تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً وقرىء تفجر، وقال تعالى: فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً ومنه قيل للصبح فجر لكونه فجر الليل، قال تعالى: وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ- إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً وقيل الفجر فجران. الكاذب وهو كذنب السرحان، والصادق وبه يتعلق حكم الصوم والصلاة، قال تعالى: حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ والفجور شق ستر الديانة، يقال فجر فجورا فهو فاجر، وجمعه فجار وفجرة، قال: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ- وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ- أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ وقوله: بَلْ
أي يريد الحياة ليتعاطى الفجور فيها. وقيل معناه ليذنب فيها. وقيل معناه يذنب ويقول غدا أتوب ثم لا يفعل فيكون ذلك فجورا لبذله عهدا لا يفى به. وسمى الكاذب فاجرا لكون الكذب بعض الفجور.
وقولهم ونخلع ونترك من يفجرك أي من يكذبك وقيل من يتباعد عنك، وأيام الفجار وقائع اشتدت بين العرب.
(فجا) : قال تعالى: وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ أي ساحة واسعة، ومنه قوس فجاء وفجواء بان وتراها عن كبدها، ورجل أفجى بين الفجا: أي متباعد ما بين العرقوبين.
(فحش) : الفحش والفحشاء والفاحشة ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال، وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ- وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ- مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ- إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ- إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ- إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ كناية عن الزنا، وكذلك قوله تعالى: وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ وفحش فلان صار فاحشا. ومنه قول الشاعر:
عقيلة مال الفاحش المتشدد
يعنى به العظيم القبح فى البخل، والمتفحش الذي يأتى بالفحش.
(فخر) : الفخر المباهاة فى الأشياء الخارجة عن الإنسان كالمال والجاه، ويقال له الفخر ورجل فاخر وفخور وفخير على التكثير، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ ويقال فخرت فلانا على صاحبه أفخره فخرا حكمت له بفضل عليه، ويعبر عن كل نفيس بالفاخر يقال ثوب فاخر وناقة فخور عظيمة الضرع، كثيرة الدر، والفخار الجرار وذلك لصوته إذا نقر كأنما تصور بصورة من يكثر التفاخر. قال تعالى: مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ.
(فدى) : الفدى والفداء حفظ الإنسان عن النائبة بما يبذله عنه، قال تعالى: فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً يقال فديته بمال وفديته بنفسي وفاديته بكذا، قال تعالى: إِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وتفادى فلان من فلان أي تحامى من شىء بذله. وقال تعالى: وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وافتدى إذا بذل ذلك عن
(فر) : أصل الفر الكشف عن سن الدابة يقال فررت فرارا ومنه فر الدهر جدعا ومنه الافترار وهو ظهور السن من الضحك، وفر عن الحرب فرارا. قال تعالى: فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ- فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ- فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً- لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ- فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ وأفررته جعلته فارا، ورجل فر وفار، والمفر موضع الفرار ووقته والفرار نفسه وقوله: أَيْنَ الْمَفَرُّ يحتمل ثلاثتها.
(فرت) : الفرات الماء العذب يقال للواحد والجمع، قال تعالى:
وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً- هذا عَذْبٌ فُراتٌ.
(فرث) : قال تعالى: مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً أي ما فى الكرش، يقال فرثت كبده أي فتتتها، وأفرث فلان أصحابه أوقعهم فى بلية جارية مجرى الفرث.
(فرج) : الفرج والفرجة الشق بين الشيئين كفرجة الحائط والفرج ما بين الرجلين وكنى به عن السوأة وكثر حتى صار كالصريح فيه، قال تعالى:
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها- لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ- وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ واستعير الفرج للثغر وكل موضع مخافة. وقيل الفرجان فى الإسلام الترك والسودان، وقوله تعالى: وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ أي شقوق وفتوق، قال تعالى: وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ أي انشقت والفرج انكشاف الغم، يقال فرج اللَّه عنك، وقوس فرج انفرجت سيتاها، ورجل فرج لا يكتم سره وفرج لا يزال ينكشف فرجه، وفراريج الدجاج لانفراج البيض عنها ودجاجة مفرج ذات فراريج، والمفرج القتيل الذي انكشف عنه القوم فلا يدرى من قتله.
فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا- وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ والمفراح الكثير الفرح، قال الشاعر:
ولست بمفراح إذا الخير مسنى | ولا جازع من صرفه المتقلب |
وفى الحديث: «لا يترك فى الإسلام مفرح
، فكأن الإفراح يستعمل فى جلب الفرح وفى إزالة الفرح كما أن الإشكاء يستعمل فى جلب الشكوى وفى إزالتها، فالمدان قد أزيل فرحه فلهذا قيل لا غم إلا غم الدين.
(فرد) : الفرد الذي لا يختلط به غيره فهو أعم من الوتر وأخص من الواحد، وجمعه فرادى، قال تعالى: لا تَذَرْنِي فَرْداً أي وحيدا، ويقال فى اللَّه فرد تنبيها أنه بخلاف الأشياء كلها فى الازدواج المنبه عليه بقوله تعالى:
وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ وقيل معناه المستغنى عما عداه، كما نبه عليه بقوله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ وإذا قيل هو منفرد بوحدانيته، فمعناه هو مستغن عن كل تركيب وازدواج تنبيها أنه مخالف للموجودات كلها. وفريد واحد، وجمعه فرادى نحو أسر وأسارى، قال تعالى: وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى.
(فرش) : الفرش بسط الثياب، ويقال للمفروش فرش وفراش، قال تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً أي ذللها ولم يجعلها نائية لا يمكن الاستقرار عليها، والفراش جمعه فرش، قال تعالى: وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ- فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ والفرش ما يفرش من الأنعام أي يركب، قال تعالى:
حَمُولَةً وَفَرْشاً وكنى بالفراش ما يفرش عن كل واحد من الزوجين
فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «الولد للفراش»
وفلان كريم المفارش أي النساء. وأفرش الرجل صاحبه أي اغتابه وأساء القول فيه، وأفرش عنه أقلع، والفراش طير معروف، قال تعالى:
كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ وبه شبه فراشة القفل، والفراشة الماء القليل فى الإناء.
وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً أي سميتم لهن مهرا، وأوجبتم على أنفسكم بذلك، وعلى هذا يقال فرض له فى العطاء وبهذا النظر، ومن هذا الغرض قيل للعطية فرض وللدين فرض، وفرائض اللَّه تعالى ما فرض لأربابها، ورجل فارض وفرضى بصير بحكم الفرائض قال تعالى: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ إلى قوله تعالى:
فِي الْحَجِّ أي من عين على نفسه إقامة الحج، وإضافة فرض الحج إلى الإنسان دلالة أنه هو معين الوقت، ويقال لما أخذ فى الصدقة فريضة، قال تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ إلى قوله تعالى: فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وعلى هذا ما روى أن أبا بكر الصديق رضى اللَّه عنه كتب إلى بعض عماله كتابا وكتب فيه: هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على المسلمين. والفارض المسن من البقر، قال تعالى: لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ وقيل إنما سمى فارضا لكونه فارضا للأرض أي قاطعا أو فارضا لما يحمل من الأعمال الشاقة، وقيل: بل لأن فريضة البقر اثنان تبيع ومسنة، فالتبيع يجوز فى حال دون حال، والمسنة يصح بذلها فى كل حال فسميت المسنة فارضة لذلك، فعلى هذا يكون الفارض اسما إسلاميّا.
(فرط) : فرط إذا تقدم تقدما بالقصد يفرط، ومنه الفارط إلى الماء أي المتقدم لإصلاح الدلو، يقال فارط وفرط، ومنه قوله عليه السلام: «أنا فرطكم على الحوض» وقيل فى الولد الصغير إذا مات اللهم اجعله لنا فرطا، وقوله تعالى:
أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أي يتقدم، وفرس فرط يسبق الخيل، والإفراط أن يسرف فى التقدم، والتفريط أن يقصر فى الفرط، يقال ما فرطت فى كذا أي ما قصرت،
(فرع) : فرع الشجر غصنه وجمعه فروع، قال تعالى: وَفَرْعُها فِي السَّماءِ واعتبر ذلك على وجهين، أحدهما: بالطول فقيل فرع كذا إذا طال وسمى شعر الرأس فرعا لعلوه، وقيل رجل أفرع وامرأة فرعاء وفرعت الجبل وفرعت رأسه بالسيف وتفرعت فى بنى فلان تزوجت فى أعاليهم وأشرافهم.
والثاني: اعتبر بالعرض فقيل تفرع كذا وفروع المسألة، وفروع الرجل أولاده، وفرعون اسم أعجمى وقد اعتبر عرامته فقيل تفرعن فلان إذا تعاطى فعل فرعون كما يقال أبلس وتبلس ومنه قيل للطغاة الفراعنة والأبالسة.
(فرغ) : الفراغ خلاف الشغل وقد فرغ فراغا، وفروغا وهو فارغ، قال تعالى: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ- وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً أي كأنما فرغ من لبها لما تداخلها من الخوف وذلك كما قال الشاعر:
كأن جؤجؤه هواء
وقيل فارغا من ذكره أي أنسيناها ذكره حتى سكنت واحتملت أن تلقيه فى اليم، وقيل فارغا أي خاليا إلا من ذكره، لأنه قال تعالى: إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها ومنه: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وأفرغت الدلو صببت ما فيه ومنه استعير: أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وذهب دمه فراغا أي مصبوبا ومعناه باطلا لم يطلب به، وفرس فريغ واسع العدو كأنما يفرغ العدو إفراغا، وضربه فريغة واسعة ينصب منها الدم.
(فرق) : الفرق يقارب الفلق لكن الفلق يقال اعتبارا بالانشقاق والفرق يقال اعتبارا بالانفصال، قال تعالى: وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ والفرق القطعة المنفصلة ومنه الفرقة للجماعة المتفردة من الناس، وقيل فرق الصبح وفلق الصبح، قال تعالى: فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ والفريق الجماعة المتفرقة عن آخرين، قال تعالى: وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ- فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ- فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ- إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي- فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ- وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ- وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وفرقت بين الشيئين فصلت بينهما سواء كان ذلك بفصل تدركه
وقوله تعالى: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وقوله تعالى: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ إنما جاز أن يجعل التفريق منسوبا إلى أحد من حيث إن لفظ أحد يفيد الجمع فى النفي، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وقرىء فارقوا والفراق والمفارقة تكون بالأبدان أكثر. قال تعالى: هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ وقوله تعالى: وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ أي غلب على قلبه أنه حين مفارقته الدنيا بالموت، وقوله تعالى:
وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ أي يظهرون الإيمان باللَّه ويكفرون بالرسل خلاف ما أمرهم اللَّه به. وقوله تعالى: وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أي آمنوا برسل اللَّه جميعا، والفرقان أبلغ من الفرق لأنه يستعمل فى الفرق بين الحق والباطل وتقديره كتقدير رجل قنعان يقنع به فى الحكم وهو اسم لا مصدر فيما قيل، والفرق يستعمل فى ذلك وفى غيره وقوله تعالى: يَوْمَ الْفُرْقانِ أي اليوم الذي يفرق فيه بين الحق والباطل، والحجة والشبهة وقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً أي نورا وتوفيقا على قلوبكم يفرق بين الحق والباطل، فكان الفرقان هاهنا كالسكينة والروح فى غيره وقوله تعالى:
وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ قيل أريد به يوم بدر فإنه أول يوم فرق فيه بين الحق والباطل، والفرقان كلام اللَّه تعالى، لفرقه بين الحق والباطل فى الاعتقاد والصدق والكذب فى المقال والصالح والطالح فى الأعمال وذلك فى القرآن والتوراة والإنجيل، قال تعالى: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ- آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ- وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ- تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ- شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ والفرق تفرق القلب من الخوف، واستعمال الفرق فيه كاستعمال الصدع والشق فيه، قال تعالى: وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ويقال رجل فروق وفروقة وامرأة كذلك ومنه قيل للناقة التي تذهب فى الأرض نادة من وجع المخاض
(فره) : الفره الأشر وناقة مفرهة تنتج الفره، وقوله تعالى:
وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ أي حاذقين وجمعه فره ويقال ذلك فى الإنسان وفى غيره، وقرىء فرهين فى معناه وقيل معناهما أشرين.
(فرى) : الفري قطع الجلد للخرز والإصلاح والإفراء للإفساد والافتراء فيهما وفى الإفساد أكثر وكذلك استعمل فى القرآن فى الكذب والشرك والظلم نحو قوله تعالى: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً- انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وفى الكذب نحو قوله تعالى: افْتِراءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا- وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ- أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ- وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ- أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّهِ- إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ. وقوله تعالى: لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا قيل معناه عظيما وقيل عجيبا وقيل مصنوعا وكل ذلك إشارة إلى معنى واحد.
(فز) : قال تعالى: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ أي أزعج. فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ أي يزعجهم، وفزنى فلان أي أزعجنى، والفز ولد البقرة وسمى بذلك لما تصور فيه من الخفة كما يسمى عجلا لما تصور فيه من العجلة.
(فزع) : الفزع انقباض ونفار يعترى الإنسان من الشيء المخيف وهو من جنس الجزع ولا يقال فزعت من اللَّه كما يقال خفت منه. وقوله تعالى:
لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ فهو الفزع من دخول النار. فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ- وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ- حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ أي أزيل عنها الفزع، ويقال فزع إليه إذا استغاث به عند الفزع، وفزع له أغاثه وقول الشاعر:
كنا إذا ما أتانا صارخ فزع
أي صارخ أصابه فزع، ومن فسره بأن معناه المستغيث فإن ذلك تفسير للمقصود من الكلام لا للفظ الفزع.
(فسد) : الفساد خروج الشيء عن الاعتدال قليلا كان الخروج عنه أو كثيرا ويضاده الصلاح ويستعمل ذلك فى النفس والبدن والأشياء الخارجة عن الاستقامة، يقال فسد فسادا وفسودا، وأفسده غيره، قال تعالى: لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ- لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا- ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ- وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ- وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ- أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ- لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ- إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها- إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ- وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ.
(فسر) : الفسر إظهار المعنى المعقول ومنه قيل لما ينبىء عنه البول تفسرة وسمى بها قارورة الماء، والتفسير فى المبالغة كالفسر، والتفسير قد يقال فيما يختص بمفردات الألفاظ وغريبها وفيما يختص بالتأويل، ولهذا يقال تفسير الرؤيا وتأويلها، قال تعالى: وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً.
(فسق) : فسق فلان خرج عن حجر الشرع وذلك من قولهم فسق الرطب إذا خرج عن قشره وهو أعم من الكفر. والفسق يقع بالقليل من الذنوب وبالكثير لكن تعورف فيما كان كثيرا وأكثر ما يقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع وأقر به ثم أخل بجميع أحكامه أو ببعضه، وإذا قيل للكافر الأصلى فاسق فلأنه أخل بحكم ما ألزمه العقل واقتضته الفطرة، قال تعالى: فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ- فَفَسَقُوا فِيها
- وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ- وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ- أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً- وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ أي من يستر نعمة اللَّه فقد خرج عن طاعته وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ- وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ- وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ- إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ- كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا- أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً فقابل به الإيمان. فالفاسق أعم من الكافر والظالم أعم من الفاسق وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ إلى قوله تعالى: وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ وسميت
وقال عليه الصلاة والسلام: «اقتلوا الفويسقة فإنها توهى السقاء وتضرم البيت على أهله»
قال ابن الأعرابى: لم يسمع الفاسق فى وصف الإنسان فى كلام العرب وإنما قالوا فسقت الرطبة عن قشرها.
(فشل) : الفشل ضعف مع جبن. قال تعالى: حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ- فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ- لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنازَعْتُمْ، وتفشل الماء سال.
(فصح) : الفصح خلوص الشيء مما يشوبه وأصله فى اللبن، يقال فصح اللبن وأفصح فهو مفصح وفصيح إذا تعرى من الرغوة، وقد روى:
وتحت الرغوة اللبن الفصيح
ومنه استعير فصح الرجل جادت لغته وأفصح تكلم بالعربية وقيل بالعكس والأول أصح وقيل للفصيح الذي ينطق والأعجمى الذي لا ينطق، قال تعالى: وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً وعن هذا استعير: أفصح الصبح إذا بدا ضوؤه، وأفصح النصارى جاء فصحهم أي عيدهم.
(فصل) : الفصل إبانة أحد الشيئين من الآخر حتى يكون بينهما فرجة، ومنه قيل المفاصل، الواحد مفصل، وفصلت الشاة قطعت مفاصلها، وفصل القوم عن مكان كذا، وانفصلوا فارقوه، قال: وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ ويستعمل ذلك فى الأفعال والأقوال نحو قوله تعالى: إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ- هذا يَوْمُ الْفَصْلِ أي اليوم يبين الحق من الباطل ويفصل بين الناس بالحكم وعلى ذلك: يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ- وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ وفصل الخطاب ما فيه قطع الحكم، وحكم فيصل ولسان مفصل. قال تعالى: وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا- الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ إشارة إلى ما قال تعالى: تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وفصيلة الرجل عشيرته المنفصلة عنه. قال تعالى: وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ والفصال التفريق بين الصبى والرضاع، قال تعالى: فَإِنْ أَرادا فِصالًا عَنْ تَراضٍ مِنْهُما- وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ ومنه الفصيل لكن اختص بالحوار، والمفصل من القرآن السبع الأخير وذلك للفصل بين القصص بالسور القصار، والفواصل أواخر الآي وفواصل القلادة شذر يفصل به بينها، وقيل الفصيل حائل دون سور المدينة،
أي نفقة تفصل بين الكفر والإيمان.
(فض) : الفض كسر الشيء والتفريق بين بعضه وبعضه كفض ختم الكتاب وعنه استعير انفض القوم. قال تعالى: وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها- لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ والفضة اختصت بأدون المتعامل بها من الجواهر، ودرع فضفاضة وفضفاض واسعة.
(فضل) : الفضل الزيادة عن الاقتصار وذلك ضربان: محمود كفضل العلم والحلم، ومذموم كفضل الغضب على ما يجب أن يكون عليه. والفضل فى المحمود أكثر استعمالا والفضول فى المذموم، والفضل إذا استعمل لزيادة أحد الشيئين على الآخر فعلى ثلاثة أضرب: فضل من حيث الجنس كفضل جنس الحيوان على جنس النبات، وفضل من حيث النوع كفضل الإنسان على غيره من الحيوان وعلى هذا النحو قوله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ إلى قوله تعالى:
تَفْضِيلًا وفضل من حيث الذات كفضل رجل على آخر. فالأولان جوهريان لا سبيل للناقص فيهما أن يزيل نقصه وأن يستفيد الفضل كالفرس والحمار لا يمكنهما أن يكتسبا الفضيلة التي خص بها الإنسان، والفضل الثالث قد يكون عرضيّا فيوجد السبيل على اكتسابه ومن هذا النوع التفضيل المذكور فى قوله تعالى: وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ- لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ يعنى المال وما يكتسب وقوله: بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ فإنه يعنى بما حص به الرجل من الفضيلة الذاتية له والفضل الذي أعطيه من المكنة والمال والجاه والقوة، وقال تعالى: وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ- فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ وكل عطية لا تلزم من يعطى يقال لها فضل نحو قوله تعالى: وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ- ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ- ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ وعلى هذا قوله تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ- وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ.
(فضا) : الفضاء المكان الواسع ومنه أفضى بيده إلى كذا وأفضى إلى امرأته فى الكناية أبلغ وأقرب إلى التصريح من قولهم خلا بها. قال تعالى: وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وقول الشاعر:
طعامهم فوضى فضا فى رحالهم
(فطر) : أصل الفطر الشق طولا، يقال فطر فلان كذا فطرا وأفطر هو فطورا وانفطر انفطارا، قال تعالى: هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ أي اختلال وو هى فيه وذلك قد يكون على سبيل الفساد وقد يكون على سبيل الصلاح قال تعالى:
السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا وفطرت الشاة حلبتها بإصبعين، وفطرت العجين إذا عجنته فخبزته من وقته، ومنه الفطرة. وفطر اللَّه الخلق وهو إيجاده الشيء وإبداعه على هيئة مترشحة لفعل من الأفعال فقوله: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها فإشارة منه تعالى إلى ما فطر أي أبدع وركز فى الناس من معرفته تعالى، وفطرة اللَّه هى ما ركز فيه من قوته على معرفة الإيمان وهو المشار إليه بقوله: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ وقال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وقال تعالى: الَّذِي فَطَرَهُنَّ- وَالَّذِي فَطَرَنا أي أبدعنا وأوجدنا يصح أن يكون الانفطار فى قوله تعالى: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ إشارة إلى قبول ما أبدعها وأفاضه علينا منه. والفطر ترك الصوم يقال فطرته وأفطرته وأفطر هو، وقيل للكمأة فطر من حيث إنها تفطر الأرض فتخرج منها.
(فظ) : الفظ الكريه الخلق، مستعار من الفظ أي ماء الكرش وذلك مكروه شربه لا يتناول إلا فى أشد ضرورة، قال تعالى: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ.
(فعل) : الفعل التأثير من جهة مؤثر وهو عام لما كان بإجادة أو غير إجادة ولما كان بعلم أو غير علم وقصد أو غير قصد، ولما كان من الإنسان والحيوان والجمادات، والعمل مثله، والصنع أخص منهما كما تقدم ذكرهما، قال تعالى: وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ- وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً- يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ أي إن لم تبلغ هذا الأمر فأنت فى حكم من لم يبلغ شيئا بوجه، والذي من جهة الفاعل يقال له مفعول ومنفعل وقد فصل بعضهم بين المفعول والمنفعل فقال: المفعول يقال إذا اعتبر بفعل الفاعل، والمنفعل إذا اعتبر قبول الفعل فى نفسه، قال: فالمفعول أعم من المنفعل لأن المنفعل يقال لما لا يقصد الفاعل إلى إيجاده وإن تولد منه كحمرة اللون من خجل يعترى من رؤية إنسان، والطرب الحاصل عن الغناء، وتحرك
(فقد) : الفقد عدم الشيء بعد وجوده فهو أخص من العدم لأن العدم يقال فيه وفيما لم يوجد بعد، قال تعالى: ماذا تَفْقِدُونَ قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ والتفقد التعهد لكن حقيقة التفقد تعرف فقدان الشيء والتعهد تعرف العهد المتقدم، قال تعالى: وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ والفاقد المرأة التي تفقد ولدها أو بعلها.
(فقر) : الفقر يستعمل على أربعة أوجه: الأول: وجود الحاجة الضرورية وذلك عام للإنسان مادام فى دار الدنيا بل عام للموجودات كلها، وعلى هذا قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وإلى هذا الفقر أشار بقوله تعالى فى وصف الإنسان: وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ والثاني: عدم المقتنيات وهو المذكور فى قوله تعالى: لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا إلى قوله تعالى: مِنَ التَّعَفُّفِ وقوله: إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وقوله:
إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ الثالث: فقر النفس وهو الشره المعنى
بقوله عليه الصلاة والسلام: «كاد الفقر أن يكون كفرا»
وهو المقابل
بقوله: «الغنى غنى النفس»
والمعنى بقولهم: من عدم القناعة لم يفده المال غنى.
الرابع: الفقر إلى اللَّه المشار إليه
بقوله عليه الصلاة والسلام: «اللهم أغننى بالافتقار إليك، ولا تفقرنى بالاستغناء عنك»
وإياه عنى بقوله تعالى: رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ وبهذا ألم الشاعر فقال:
ويعجبنى فقرى إليك ولم يكن | ليعجبنى لولا محبتك الفقر |
وأصل الفقير هو المكسور الفقار، يقال فقرته فاقرة أي داهية تكسر الفقار وأفقرك الصيد فارمه أي أمكنك من فقاره، وقيل هو من الفقرة أي الحفرة، ومنه قيل لكل حفيرة يجتمع فيها الماء فقير، وفقرت للفسيل حفرت له حفيرة غرسته فيها، قال الشاعر:
ما ليلة الفقير إلا شيطان
(فقع) : يقال أصفر فاقع إذا كان صادق الصفرة كقولهم أسود حالك، قال: صَفْراءُ فاقِعٌ والفقع ضرب من الكمأة وبه يشبه الذليل فيقال أذل من فقع بقاع، قال الخليل: سمى الفقاع لما يرتفع من زبده وفقاقيع الماء تشبيها به.
(فقه) : الفقه هو التوصل إلى علم غائب بعلم شاهد فهو أخص من العلم، قال تعالى: فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً- ولكن لا يَفْقَهُونَ إلى غير ذلك من الآيات، والفقه العلم بأحكام الشريعة، يقال فقه الرجل فقاهة إذا صار فقيها، وفقه أي فهم فقها، وفقهه أي فهمه، وتفقه إذا طلبه فتخصص به، قال تعالى: لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ.
(فكك) : الفكك التفريج وفك الرهن تخليصه وفك الرقبة عتقها.
وقوله: فَكُّ رَقَبَةٍ قيل هو عتق المملوك، وقيل بل هو عتق الإنسان نفسه من عذاب اللَّه بالكلم الطيب والعمل الصالح وفك غيره بما يفيده من ذلك والثاني:
يحصل للإنسان بعد حصول الأول فإن من لم يهتد فليس فى قوته أن يهدى كما بينت فى مكارم الشريعة، والفكك انفراج المنكب عن مفصله ضعفا، والفكان ملتقى الشدقين. وقوله تعالى: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ أي لم يكونوا متفرقين بل كانوا كلهم على الضلالة كقوله: كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً الآية، وما انفك يفعل كذا نحو: مازال يفعل كذا.
(فكر) : الفكرة قوة مطرقة للعلم إلى المعلوم، والتفكر جولان تلك القوة بحسب نظر العقل وذلك للإنسان دون الحيوان، ولا يقال إلا فيما يمكن أن يحصل له صورة فى القلب ولهذا
روى: «تفكروا فى آلاء اللَّه ولا تفكروا فى اللَّه إذ كان اللَّه منزها أن يوصف بصورة»
قال تعالى: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ- أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ- إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ- يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ورجل فكير كثير الفكرة، قال بعض الأدباء: الفكر مقلوب عن الفكر لكن يستعمل الفكر فى المعاني وهو فرك الأمور وبحثها طلبا للوصول إلى حقيقتها.
(فلح) : الفلح الشق، وقيل الحديد بالحديد يفلح، أي يشق. والفلاح الأكار لذلك. والفلاح الظفر وإدراك بغية، وذلك ضربان: دنيوى وأخروى، فالدنيوى الظفر بالسعادات التي تطيب بها حياة الدنيا وهو البقاء والغنى والعز وإياه قصده الشاعر بقوله:
أفلح بما شتت؟؟؟ فقد يدرك بالض... عف وقد يخدع الأريب
وفلاح أخروى وذلك أربعة أشياء: بقاء بلا فناء، وغنى بلا فقر، وعز بلا ذل، وعلم بلا جهل. ولذلك قيل: «لا عيش إلا عيش الآخرة» وقال تعالى:
وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ- أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ- قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى- قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها- قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ- لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ- إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ- فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وقوله تعالى: وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى فيصح أنهم قصدوا به الفلاح الدنيوي وهو الأقرب، وسمى السحور الفلاح، ويقال إنه سمى بذلك لقولهم عنده حى على الفلاح وقولهم فى الآذان حى على الفلاح أي على الظفر الذي جعله لنا بالصلاة وعلى هذا قوله: «حتى خفنا أن يفوتنا الفلاح» أي الظفر الذي جعل لنا بصلاة العتمة.
(فلق) : الفلق شق الشيء وإبانة بعضه عن بعض يقال فلقته فانفلق، قال تعالى: فالِقُ الْإِصْباحِ- إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى - فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وقيل للمطمئن من الأرض بين ربوتين فلق، وقوله تعالى:
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ أي الصبح وقيل الأنهار المذكورة فى قوله تعالى: أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وقيل هو الكلمة التي علم اللَّه تعالى موسى ففلق بها البحر، والفلق المفلوق كالنقض والنكث للمنقوض والمنكوث،
(فلك) : الفلك السفينة ويستعمل ذلك للواحد والجمع وتقديرهما مختلفان فإن الفلك إن كان واحدا كان كبناء قفل، وإن كان جمعا فكبناء حمر، قال تعالى: حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ- وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ- وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ- وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ والفلك مجرى الكواكب وتسميته بذلك لكونه كالفلك، قال تعالى: وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ وفلكة المغزل ومنه اشتق فلك ثدى المرأة، وفلكت الجدى إذا جعلت فى لسانه مثل فلكة يمنعه عن الرضاع.
(فلن) : فلان وفلانة كنايتان عن الإنسان، والفلان والفلانة كنايتان عن الحيوانات، قال تعالى: يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا تنبيها أن كل إنسان يندم على من خاله وصاحبه فى تحرى باطل فيقول ليتنى لم أخاله وذلك إشارة إلى ما قال تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ.
(فنن) : الفنن الغصن الغض الورق وجمعه أفنان ويقال ذلك للنوع من الشيء وجمعه فنون وقوله تعالى: ذَواتا أَفْنانٍ أي ذواتا غصون وقيل ذواتا ألوان مختلفة.
(فند) : التفنيد نسبة الإنسان إلى الفند وهو ضعف الرأى، قال تعالى:
لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ قيل أن تلومونى وحقيقته ما ذكرت والإفناد أن يظهر من الإنسان ذلك، والفند شمراخ الجبل وبه سمى الرجل فندا.
(فهم) : الفهم هيئة للإنسان بها يتحقق معانى ما يحسن، يقال فهمت كذا وقوله: فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وذلك إما بأن جعل اللَّه له من فضل قوة الفهم. ما أدرك به ذلك. وإما بأن ألقى ذلك فى روعه أو بأن أوحى إليه وخصه به، وأفهمته إذا قلت له حتى تصوره، والاستفهام أن يطلب من غيره أن يفهمه.
(فوت) : الفوت بعد الشيء عن الإنسان بحيث يتعذر إدراكه، قال:
وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ وقال تعالى:
ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ أي ليس فيها ما يخرج عن مقتضى الحكمة.
(فوج) : الفوج الجماعة المارة المسرعة وجمعه أفواج، قال تعالى:
كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ- فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ- فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً.
(فأد) : الفؤاد كالقلب لكن يقال له فؤاد إذا اعتبر فيه معنى التفؤد أي التوقد، يقال فأدت اللحم شويته ولحم فئيد مشوى، قال تعالى: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى - إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ وجمع الفؤاد أفئدة، قال تعالى:
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ- وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ- وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ- نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ وتخصيص الأفئدة تنبيه على فرط تأثير له.
(فور) : الفور شدة الغليان ويقال ذلك فى النار نفسها إذا هاجت وفى القدر وفى الغضب نحو قوله تعالى: وَهِيَ تَفُورُ- وَفارَ التَّنُّورُ قال الشاعر:
ولا العرق فارا
ويقال فار فلان من الحمى يفور والفوارة ما تقذف به القدر من فورانه وفوارة الماء سميت تشبيها بغليان القدر، ويقال فعلت كذا من فورى أي فى غليان الحال وقيل سكون الأمر، قال تعالى: وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا والفار جمعه فيران، وفأرة المسك تشبيها بها فى الهيئة، ومكان فئر فيه الفأر.
(فوز) : الفوز الظفر بالخير مع حصول السلامة، قال تعالى: ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ- فازَ فَوْزاً عَظِيماً- ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ وفى أخرى:
الْعَظِيمِ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ والمفازة قيل سميت تفاؤلا للفوز وسميت بذلك إذا وصل بها إلى الفوز فإن الفقر كما يكون سببا للهلاك فقد يكون سببا للفوز
وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ إلى قوله تعالى: فَوْزاً عَظِيماً أي يحرصون على أغراض الدنيا ويعدون ما ينالونه من الغنيمة فوزا عظيما.
(فوض) : قال تعالى: وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ أرده إليه وأصله من قولهم ما لهم فوضى بينهم قال الشاعر:
طعامهم فوضى فضا فى رحالهم
ومنه شركة المفاوضة.
(فيض) : فاض الماء إذا سال منصبا، قال تعالى: تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ وأفاض إناءه إذا ملأه حتى أساله وأفضته، قال تعالى: أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ ومنه فاض صدره بالسر أي سال ورجل فياض أي سخى ومنه استعير أفاضوا فى الحديث إذا خاضوا فيه، قال تعالى: لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ- هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ- إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وحديث مستفيض منتشر، والفيض الماء الكثير، يقال إنه أعطاه غيضا من فيض أي قليلا من كثير وقوله تعالى: فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ وقوله تعالى: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ أي دفعتم منها بكثرة تشبيها بفيض الماء، وأفاض بالقداح ضرب بها، وأفاض البعير بجرته رمى بها ودرع مفاضة أفيضت على لا بسها كقولهم درع مسنونة من سننت أي صببت.
وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ أو الأخروية: وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ- فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا السادس: باعتبار القهر والغلبة نحو قوله تعالى: وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وقوله عن فرعون: وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ ومن فوق، قيل فاق فلان غيره يفوق إذا علاه وذلك من فوق المستعمل فى الفضيلة، ومن فوق يشتق فوق السهم وسهم أفوق انكسر فوقه، والإفاقة رجوع الفهم إلى الإنسان بعد السكر أو الجنون والقوة بعد المرض، والإفاقة فى الحلب رجوع الدر وكل درة بعد الرجوع يقال لها فيقة، والفواق ما بين الحلبتين. وقوله: ما لَها مِنْ فَواقٍ أي من راحة ترجع إليها، وقيل ما لها من رجوع إلى الدنيا. قال أبو عبيدة: من قرأ: مِنْ فَواقٍ بالضم فهو من فواق الناقة أي ما بين الحلبتين، وقيل هما واحد نحو جمام وجمام، وقيل استفق ناقتك أي اتركها حتى يفوق لبنها، وفوق فصيلك أي اسقه ساعة بعد ساعة، وظل يتفوق المحض، قال الشاعر:
حتى إذا فيقة فى ضرعها اجتمعت
(فيل) : الفيل معروف جمع فيلة وفيول قال تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ورجل فيل الرأى وفال الرأى أي ضعيفه، والمفايلة لعبة يخبئون شيئا فى التراب ويقسمونه ويقولون فى أيها هو، والفائل عرق فى خربة الورك أو لحم عليها.
(فوه) : أفواه جمع فم وأصل فم فوه وكل موضع علق اللَّه تعالى حكم القول بالفم فإشارة إلى الكذب وتنبيه أن الاعتقاد لا يطابقه نحو قوله تعالى:
ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وقوله تعالى: كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ- يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ- فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ- مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ- يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ومن ذلك فوهة النهر كقولهم: فم النهر، وأفواه الطيب الواحد فوه.
(فيأ) : الفيء والفيئة الرجوع إلى حالة محمودة، قال تعالى: حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ- فَإِنْ فاءَتْ وقال تعالى: فَإِنْ فاؤُ ومنه فاء الظل، والفيء لا يقال إلا للراجع منه، قال تعالى: يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ وقيل للغنيمة التي لا يلحق فيها مشقة فىء، قال تعالى: ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ- مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ قال بعضهم: سمى ذلك بالفيء الذي هو الظل تنبيها أن أشرف أعراض الدنيا يجرى مجرى ظل زائل، قال الشاعر:
أرى المال أفياء الظلام عشية
وكما قال:
إنما الدنيا كظل زائل
والفيء الجماعة المتظاهرة التي يرجع بعضهم إلى بعض فى التعاضد، قال تعالى:
إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً- كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً- فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا- فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ- مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ- فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ.
(قبح) : القبيح ما ينوب عنه البصر من الأعيان وما تنبو عنه النفس من الأعمال والأحوال وقد قبح قباحة فهو قبيح، وقوله تعالى: مِنَ الْمَقْبُوحِينَ أي من الموسومين بحالة منكرة، وذلك إشارة إلى ما وصف اللَّه تعالى به الكفار من الرجاسة والنجاسة إلى غير ذلك من الصفات، وما وصفهم به يوم القيامة من سواد الوجوه وزرقة العيون وسحبهم بالأغلال والسلاسل ونحو ذلك، يقال:
قبحه اللَّه عن الخير أي نحاه، ويقال لعظم الساعد، مما يلى النصف منه إلى المرفق قبيح.
(قبر) : القبر مقر الميت ومصدر قبرته جعلته فى القبر وأقبرته جعلت له مكانا يقبر فيه نحو أسقيته جعلت له ما يسقى منه، قال تعالى: ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ قيل معناه ألهم كيف يدفن، والمقبرة والمقبرة موضع القبور وجمعها مقابر، قال تعالى: حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ كناية عن الموت. وقوله تعالى:
إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ إشارة إلى حال البعث وقيل إشارة إلى حين كشف السرائر فإن أحوال الإنسان مادام فى الدنيا مستورة كأنها مقبورة فتكون القبور على طريق الاستعارة، وقيل معناه إذا زالت الجهالة بالموت فكأن الكافر والجاهل ما دام فى الدنيا فهو مقبور فإذا مات فقد أنشر وأخرج من قبره أي من جهالته وذلك حسبما
روى: «الإنسان نائم فإذا مات انتبه»
وإلى هذا المعنى أشار بقوله تعالى: وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ أي الذين هم فى حكم الأموات.
(قبس) : القبس المتناول من الشعلة، قال تعالى: أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ والقبس والاقتباس طلب ذلك ثم يستعار لطلب العلم والهداية. قال تعالى: انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ وأقبسته نارا أو علما أعطيته، والقبيس فحل سريع الإلقاح تشبيها بالنار فى السرعة.
(قبص) : القبص التناول بأطراف الأصابع، والمتناول بها يقال له القبص والقبيصة، ويعبر عن القليل بالقبيص وقرىء: (فقبصت قبصة)
(قبض) : القبض تناول الشيء بجميع الكف نحو قبض السيف وغيره، قال تعالى: فَقَبَضْتُ قَبْضَةً فقبض اليد على الشيء جمعها بعد تناوله، وقبضها عن الشيء جمعها قبل تناوله وذلك إمساك عنه ومنه قيل لإمساك اليد عن البذل قبض. قال تعالى: يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ أي يمتنعون من الإنفاق ويستعار القبض لتحصيل الشيء وإن لم يكن فيه مراعاة الكف كقولك قبضت الدار من فلان، أي حزتها. قال تعالى: وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أي فى حوزه حيث لا تمليك لأحد. وقوله تعالى: ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً فإشارة إلى نسخ الظل الشمس. ويستعار القبض، للعدو لتصور الذي يعدو بصورة المتناول من الأرض شيئا. وقوله تعالى: يقبض ويبسط أي يسلب تارة ويعطى تارة، أو يسلب قوما ويعطى قوما أو يجمع مرة ويفرق أخرى، أو يميت ويحيى، وقد يكنى بالقبض عن الموت فيقال قبضه اللَّه وعلى هذا النحو
قوله عليه الصلاة والسلام: «ما من آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الرحمن»
أي اللَّه قادر على تصريف أشرف جزء منه فكيف ما دونه، وقيل راعى قبضة:
يجمع الإبل، والانقباض جمع الأطراف ويستعمل فى ترك التبسط.
(قبل) : قبل يستعمل فى التقدم المتصل والمنفصل ويضاده بعد، وقيل يستعملان فى التقدم المتصل ويضادهما دبر ودبر هذا فى الأصل وإن كان قد يتجوز فى كل واحد منهما. فقبل يستعمل على أوجه، الأول: فى المكان بحسب الإضافة فيقول الخارج من أصبهان إلى مكة: بغداد قبل الكوفة، ويقول الخارج من مكة إلى أصبهان: الكوفة قبل بغداد. الثاني: فى الزمان نحو: زمان عبد الملك قبل المنصور، قال تعالى: فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ. الثالث: فى المنزلة نحو: عبد الملك قبل الحجاج. الرابع: فى الترتيب الصناعى نحو تعلم الهجاء قبل تعلم الخط، وقوله تعالى: ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ وقوله تعالى: قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها- قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ- أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فكل إشارة إلى التقدم الزمانى. والقبل والدبر يكنى بهما عن السوأتين، والإقبال التوجه نحو القبل، كالاستقبال، قال تعالى: فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ- وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ- فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ والقابل الذي يستقبل الدلو من البئر فيأخذه، والقابلة
والقبيل جمع قبيله وهى الجماعة المجتمعة التي يقبل بعضها على بعض، قال تعالى:
وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ- وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا أي جماعة جماعة وقيل معناه كفيلا من قولهم قبلت فلانا وتقبلت به أي تكفلت به، وقيل مقابلة أي معاينة، ويقال فلان لا يعرف قبيلا من دبير أي ما أقبلت به المرأة من غزلها وما أدبرت به.
والمقابلة والتقابل أن يقبل بعضهم على بعضهم على بعض إما بالذات وإما بالعناية والتوفر والمودة، قال تعالى: مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ- إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ولى قبل فلان كذا كقولك عنده، قال تعالى: وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ- فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ويستعار ذلك للقوة والقدرة على المقابلة أي المجازاة فيقال لا قبل لى بكذا أي لا يمكننى أن أقابله، قال تعالى: فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها أي لا طاقة لهم على استقبالها ودفاعها. والقبلة فى الأصل اسم للحالة التي عليها المقابل نحو الجلسة والقعدة، وفى التعارف صار اسما للمكان المقابل المتوجه إليه للصلاة نحو قوله تعالى: فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها والقبول ريح الصبا وتسميتها بذلك لاستقبالها القبلة. وقبيلة الرأس موصل الشئون وشاة مقابلة قطع من قبل أذنها، وقبال النعل زمامها، وقد قابلتها جعلت لها قبالا، وللقبل الفحج، والقبلة خرزة يزعم الساحر أنه يقبل بالإنسان على وجه الآخر، ومنه القبلة وجمعها قبل وقبلته تقبيلا.
(قتل) : أصل القتل إزالة الروح عن الجسد كالموت لكن إذا اعتبر بفعل المتولى لذلك يقال قتل وإذا اعتبر بفوت الحياة يقال موت قال تعالى: أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ وقوله تعالى: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ- قُتِلَ الْإِنْسانُ وقيل قوله تعالى: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ لفظ قتل دعاء عليهم وهو من اللَّه تعالى إيجاد ذلك، وقوله تعالى: فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ قيل معناه ليقتل بعضكم بعضا وقيل عنى بقتل النفس إماطة الشهوات وعنه استعير على سبيل المبالغة قتلت الخمر بالماء إذا مزجته، وقتلت فلانا وقتّلته، إذا ذللته، قال الشاعر:
كأن عينى فى غربى مقتلة
وقتلت كذا علما: وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً أي ما علموا كونه مصلوبا يقينا.
والمقاتلة المحاربة وتحرى القتل، قال تعالى: وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ- وَلَئِنْ قُوتِلُوا- قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ- وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ وقيل القتل العدو والقرن وأصله المقاتل، وقوله تعالى: قاتَلَهُمُ اللَّهُ قيل معناه لعنهم اللَّه، وقيل معناه قتلهم والصحيح أن ذلك هو المفاعلة والمعنى صار بحيث يتصدى لمحاربة اللَّه فإن من قاتل اللَّه فمقتول ومن غالبه فهو مغلوب كما قال تعالى: إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ
وقوله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ فقد قيل إن ذلك نهى عن وأد البنات، وقال بعضهم بل نهى عن تضييع البذر بالعزلة ووضعه فى غير موضعه وقيل إن ذلك نهى عن شغل الأولاد بما يصدهم عن العلم وتحرى
وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ألا ترى أنه قال: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ وقوله تعالى:
لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ فإنه ذكر لفظ القتل دون الذبح والذكاة، إذ كان القتل أعم هذه الألفاظ تنبيها أن تفويت روحه على جميع الوجوه محظور، يقال أقتلت فلانا عرضته للقتل واقتتله العشق والجن ولا يقال ذلك فى غيرهما، والاقتتال كالمقاتلة، قال تعالى:
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا.
(قحم) : الاقتحام توسط شدة مخيفة، قال تعالى: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ- هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ وقحم الفرس فارسه: توغل به ما يخاف عليه، وقحم فلان نفسه فى كذا من غير روية، والمقاحيم الذين يقتحمون فى الأمر، قال الشاعر:
مقاحيم فى الأمر الذي يتجنب
ويروى: يتهيب.
(قدد) : القد قطع الشيء طولا، قال تعالى: إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ- وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ والقد المقدود، ومنه قيل لقامة الإنسان قد كقولك تقطيعه، وقددت اللحم فهو قديد، والقدد الطرائق، قال تعالى:
طَرائِقَ قِدَداً الواحدة قدة، والقدة الفرقة من الناس والقدة كالقطعة واقتد الأمر دبره كقولك فصله وصرمه، وقد: حرف يختص بالفعل والنحويون يقولون هو للتوقع وحقيقته أنه إذا دخل على فعل ماض فإنما يدخل على كل فعل متجدد نحو قوله تعالى: قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا- قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ- لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ- لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ- لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وغير ذلك ولما قلت لا يصح أن يستعمل فى أوصاف اللَّه تعالى الذاتية. فيقال قد كان اللَّه عليما حكيما وأما قوله قد: عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى فإن ذلك متناول للمرض فى المعنى كما أن النفي فى قولك: ما علم اللَّه زيدا يخرج، وهو للخروج وتقدير ذلك قد يمرصون فيما علم اللَّه، وما يخرج زيد فيما علم اللَّه وإذا دخل «قد» على المستقبل من الفعل فذلك الفعل يكون فى حالة دون حالة نحو قوله تعالى: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً أي قد يتسللون أحيانا فيما
(قدر) : القدرة إذا وصف بها الإنسان فاسم لهيئة له بها يتمكن من فعل شىء ما، وإذا وصف اللَّه تعالى بها فهى نفى العجز عنه ومحال أن يوصف غير اللَّه بالقدرة المطلقة معنى وإن أطلق عليه لفظا بل حقه أن يقال قادر على كذا، ومتى قيل هو قادر فعلى سبيل معنى التقييد ولهذا لا أحد غير اللَّه يوصف بالقدرة من وجه إلا ويصح أن يوصف بالعجز من وجه، واللَّه تعالى هو الذي ينتفى عنه العجز من كل وجه. والقدير هو الفاعل لما يشاء على قدر ما تقتضى الحكمة لا زائدا عليه ولا ناقصا عنه ولذلك لا يصح أن يوصف به إلا اللَّه تعالى، قال تعالى:
أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ والمقتدر يقاربه نحو: عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ لكن قد يوصف به البشر وإذا استعمل فى اللَّه تعالى فمعناه معنى القدير، وإذا استعمل فى البشر فمعناه المتكلف والمكتسب للقدرة، يقال قدرت على كذا قدرة، قال تعالى: لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا والقدر والتقدير تبيين كمية الشيء يقال قدرته وقدرته، وقدره بالتشديد أعطاه القدرة يقال قدرنى اللَّه على كذا وقوانى عليه فلتقدير اللَّه الأشياء على وجهين، أحدهما: بإعطاء القدرة، والثاني:
بأن يجعلها على مقدار مخصوص ووجه مخصوص حسبما اقتضت الحكمة، وذلك أن فعل اللَّه تعالى ضربان: ضرب أوجده بالفعل، ومعنى إيجاده بالفعل أن أبدعه كاملا دفعة لا تعتريه الزيادة والنقصان إلى أن يشاء أن يفنيه أو يبدله كالسموات وما فيها. ومنها ما جعل أصوله موجودة بالفعل وأجزاءه بالقوة وقدره على وجه لا يتأتى منه غير ما قدره فيه كتقديره فى النواة أن ينبت منها النخل دون التفاح والزيتون، وتقدير منى الإنسان أن يكون منه الإنسان دون سائر الحيوانات.
فتقدير اللَّه على وجهين، أحدهما بالحكم منه أن يكون كذا أو لا يكون كذا، إما على سبيل الوجوب وإما على سبيل الإمكان. وعلى ذلك قوله تعالى: قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً. والثاني: بإعطاء القدرة عليه. وقوله: فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ تنبيها أن كل ما يحكم به فهو محمود فى حكمه أن يكون من قوله تعالى: قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً وقرىء فَقَدَرْنا بالتشديد وذلك
وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ أي ضيق عليه وقال: يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وقال: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ أي لن نضيق عليه وقرىء: لَنْ
، ومن هذا المعنى اشتق الأقدر أي القصير العنق وفرس أقدر يضع حافر رجله موضع حافر يده وقوله تعالى: وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ أي ما عرفوا كنهه تنبيها أنه كيف يمكنهم أن يدركوا كنهه وهذا وصفه وهو قوله تعالى:
وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وقوله تعالى: أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ أي أحكمه، وقوله تعالى: فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ ومقدار الشيء للشىء المقدر له وبه وقتا كان أو زمانا أو غيرهما، قال تعالى: فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ وقوله تعالى: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ فالكلام فيه مختص بالتأويل. والقدر اسم لما يطبخ فيه اللحم، قال تعالى: وَقُدُورٍ راسِياتٍ وقدرت اللحم طبخته فى القدر، والقدير المطبوخ فيها، والقدر الذي ينحر ويقدر قال الشاعر:
ضرب القدار نقيعة القدام
(قدس) : التقديس التطهير الإلهى المذكور فى قوله تعالى: وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً دون التطهير الذي هو إزالة النجاسة المحسوسة، وقوله تعالى: وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ أي نظهر الأشياء ارتساما لك، وقيل نقدسك أي نصفك بالتقديس. وقوله تعالى: قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ يعنى به جبريل من حيث إنه ينزل بالقدس من اللَّه أي بما يطهر به نفوسنا من القرآن والحكمة والفيض الإلهى، والبيت المقدس هو المطهر من النجاسة أن الشرك، وكذلك الأرض المقدسة، قال تعالى: يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وحظيرة القدس قيل الجنة وقيل الشريعة وكلاهما صحيح فالشريعة حظيرة منها يستفاد القدس أو الطهارة.
(قدم) : القدم قدم الرجل وجمعه أقدام، قال تعالى: وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ وبه اعتبر التقدم والتأخر، والتقدم على أربعة أوجه كما ذكرنا من قبل، ويقال حديث وقديم ذلك إما باعتبار الزمانين وإما بالشرف نحو فلان متقدم على فلان أي أشرف منه، وإما لما لا يصح وجود غيره إلا بوجوده كقولك الواحد متقدم على العدد بمعنى أنه لو توهم ارتفاعه لارتفعت الأعداد، والقدم وجود فيما مضى والبقاء وجود فيما يستقبل، وقد ورد فى وصف اللَّه، يا قديم الإحسان، ولم يرد فى شىء من القرآن والآثار الصحيحة: القديم فى وصف اللَّه تعالى
وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ أي ما فعلوه، قيل وقدمت إليه بكذا إذا أمرته قبل وقت الحاجة إلى فعله وقبل أن يدهمه الأمر والناس وقدمت به أعلمته قبل وقت الحاجة إلى أن يعمله ومنه: وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ وقدام بإزاء خلف وتصغيره قديمة، وركب فلان مقاديمه إذا مر على وجهه، وقادمة الرحل وقادمة الأطباء وقادمة الجناح ومقدمة الجيش والقدوم كل ذلك يعتبر فيه معنى التقدم.
(قذف) : القذف الرمي البعيد والاعتبار البعيد فيه منزل قذف وقذيف وبلدة قذوف بعيدة، وقوله تعالى: فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ أي اطرحيه فيه، وقال تعالى: وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ- بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ- يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ- وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً واستعير القذف للشتم والعيب كما استعير الرمي.
(قر) : قر فى مكانه يقر قرارا إذا ثبت ثبوتا حامدا، وأصله من القر وهو البرد وهو يقتضى السكون، والحر يقتضى الحركة، وقرىء: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ. قيل أصله اقررن فحذف إحدى الرائين تخفيفا نحو: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ أي ظللتم، قال تعالى: جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً- أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً أي مستقرّا وقال فى صفة الجنة: ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ وفى صفة النار قال: فَبِئْسَ الْقَرارُ وقوله تعالى: اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ أي ثبات وقال الشاعر:
ولا قرار على زأر من الأسد
قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ وقوله تعالى: هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ قيل أصله من القر أي البرد فقرت عينه. قيل معناه بردت فصحت، وقيل بل لأن للسرور دمعة باردة قارة وللحزن دمعة حارة، ولذلك يقال فيمن يدعى عليه:
أسخن اللَّه عينيه، وقيل هو من القرار. والمعنى أعطاه اللَّه ما تسكن به عينه فلا يطمح إلى غيره، وأقر بالحق اعترف به وأثبته على نفسه. وتقرر الأمر على كذا أي حصل، والقارورة معروفة وجمعها قوارير، قال تعالى: قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ، وقال تعالى: رْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ
أي من زجاج.
(قرب) : القرب والبعد يتقابلان، يقال قربت منه أقرب وقربته أقربه قربا وقربانا ويستعمل ذلك فى المكان والزمان وفى النسبة وفى الحظوة والرعاية والقدرة، فمن الأول نحو قوله تعالى: وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ- وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ
- وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى - فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا. وقوله تعالى: وَلا تَقْرَبُوهُنَّ كناية عن الجماع كقوله: فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ، وقوله: فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ
وقال فى عيسى: وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ- عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ- فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ- قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ- وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا ويقال للحظوة القربة كقوله تعالى: قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ- تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى وفى الرعاية نحو قوله تعالى: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ وقوله: فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ وفى القدرة نحو قوله تعالى: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ وقوله: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ يحتمل أن يكون من حيث القدرة، والقربان ما يتقرب به إلى اللَّه وصار فى المتعارف اسما للنسيكة التي هذه الذبيحة وجمعه قرابين، قال تعالى: إِذْ قَرَّبا قُرْباناً- حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ وقوله: قُرْباناً آلِهَةً فمن قولهم قربان الملك لمن يتقرب بخدمته إلى الملك، ويستعمل ذلك للواحد والجمع ولكونه فى هذا الموضع جمعا قال آلهة، والتقرب التحدي بما يقتضى حظوة وقرب اللَّه تعالى من العبد هو بالإفضال عليه والفيض لا بالمكان ولهذا
روى أن موسى عليه السلام قال إلهى أقريب أنت فأناجيك؟ أم بعيد فأناديك؟ فقال: لو قدرت لك البعد لما انتهيت إليه، ولو قدرت لك القرب لما اقتدرت عليه.
وقال تعالى: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ وقرب العبد من اللَّه فى الحقيقة التخصص بكثير من الصفات التي يصح أن يوصف اللَّه تعالى بها وإن لم يكن وصف الإنسان بها على الحد الذي يوصف تعالى به نحو: الحكمة والعلم والحلم والرحمة والغنى وذلك يكون بإزالة الأوساخ من الجهل والطيش والغضب والحاجات البدنية بقدر طاقة البشر وذلك قرب روحانى لا بدني، وعلى هذا القرب
نبه عليه الصلاة والسلام فيما ذكر عن اللَّه تعالى: «من تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا»
وقوله عنه «ما تقرب إلى عبد بمثل أداء ما افترضت عليه وإنه ليتقرب إلى بعد ذلك بالنوافل حتى أحبه»
الخبر وقوله: وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ
هو أبلغ من النهى عن تناوله لأن النهى عن قربه أبلغ من النهى عن أخذه، وعلى هذا قوله تعالى: وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ وقوله: وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ كناية عن الجماع وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى والقراب المقاربة، قال الشاعر:
وقدح قربان قريب من الملء، وقربان المرأة غشيانها، وتقريب الفرس سير يقرب من عدوه والقراب القريب، وفرس لا حق الأقراب أي الخواصر، والقراب وعاء السيف وقيل هو جلد فوق الغمد لا الغمد نفسه، وجمعه قرب وقربت السيف وأقربته ورجل قارب قرب من الماء وليلة القرب، وأقربوا إبلهم، والمقرب الحامل التي قربت ولادتها.
(قرح) : القرح الأثر من الجراحة من شىء يصيبه من خارج، والقرح أثرها من داخل كالبثرة ونحوها، يقال قرحته نحو جرحته، وقرح خرج به قرح وقرح قلبه وأقرحه اللَّه وقد يقال القرح للجراحة والقرح للألم، قال تعالى:
مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ- إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وقرىء بالضم والقرحان الذي لم يصبه الجدري، وفرس قارح إذا ظهر به أثر من طلوع نابه والأنثى قارحة، وأقرح به أثر من الغرة، وروضة قرحاء وسطها نور وذلك لتشبهها بالفرس القرحاء واقترحت الجمل ابتدعت ركوبه واقترحت كذا على فلان ابتدعت التمني عليه واقترحت بئرا استخرجت منه ماء قراحا ونحوه:
أرض قراح أي خالصة، والقريحة حيث يستقر فيه الماء المستنبط، ومنه استعير قريحة الإنسان.
(قرد) : القرد جمعه قردة قال تعالى: كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ وقال: وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ قيل جعل صورهم المشاهدة كصور القردة وقيل بل جعل أخلاقهم كأخلاقها وإن لم تكن صورتهم كصورتها. والقراد جمعه قردان، والصوف القرد المتداخل بعضه فى بعض. ومنه قيل سحاب قرد أي متلبد، وأقرد أي لصق بالأرض لصوق القراد، وقرد سكن سكونه، وقردت البعير أزلت قراده نحو قذيت ومرضت ويستعار ذلك للمداراة المتوصل بها إلى خديعة فيقال فلان يقرد فلانا، وسمى حلمة الثدي قرادا كما تسمى حلمة تشبيها بها فى الهيئة.
(قرطس) : القرطاس ما يكتب فيه، قال تعالى: وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ- قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ.
(قرع) : القرع ضرب شىء على شىء، ومنه قرعته بالمقرعة، قال تعالى: كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ- الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ.
(قرف) : أصل القرف والاقتراف قشر اللحاء عن الشجر والجلدة عن الجرح، وما يؤخذ منه قرف، واستعير الاقتراف للاكتساب حسنا كان أو سوءا، قال تعالى: سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ- وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ- وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها والاقتراف فى الإساءة أكثر استعمالا، ولهذا يقال:
الاعتراف يزيل الاقتراف، وقرفت فلانا بكذا إذا عبته به أو اتهمته، وقد حمل على ذلك قوله تعالى: وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ، وفلان قرفنى، ورجل مقرف هجين، وقارف فلان أمرا إذا تعاطى ما يعاب به.
(قرن) : الاقتران كالازدواج فى كونه اجتماع شيئين أو أشياء فى معنى من المعاني، قال تعالى: أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ يقال قرنت البعير بالبعير جمعت بينهما، ويسمى الحبل الذي يشد به قرنا وقرنته على التكثير قال تعالى: وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ وفلان قرن فلان فى الولادة وقرينه وقرنه فى الجلادة وفى القوة وفى غيرها من الأحوال، قال تعالى: إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ- وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ إشارة إلى شهيده قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ- فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وجمعه قرناء، قال تعالى: وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ والقرن القوم المقترنون فى زمن واحد وجمعه قرون، قال: وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ- وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ- وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ وقال: وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً- ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ- قُرُوناً آخَرِينَ والقرون النفس لكونها مقترنة بالجسم، والقرون من البعير الذي يضع رجله موضع يده كأنه يقرنها بها والقرن الجعبة ولا يقال لها قرن إلا إذا قرنت بالقوس وناقة قرون إذا دنا أحد خلفيها من الآخر، والقران الجمع بين الحج والعمرة ويستعمل فى الجمع بين
وقوله عليه الصلاة والسلام لعلىّ رضى اللَّه عنه: «إن لك بيتا فى الجنة وإنك لذو قرنيها»
يعنى ذو قرنى الأمة أي أنت فيهم كذى القرنين.
(قرأ) : قرأت المرأة: رأت الدم، وأقرأت: صارت ذات قرء، وقرأت الجارية استبرأتها بالقرء. والقرء فى الحقيقة اسم للدخول فى الحيض عن طهر. ولما كنا اسما جامعا للأمرين الطهر والحيض المتعقب له أطلق على كل واحد منهما لأن كل اسم موضوع لمعنيين معا يطلق على كل واحد منهما إذا انفرد كالمائدة للخوان وللطعام، ثم قد يسمى كل واحد منهما بانفراده به. وليس القرء اسما للطهر مجردا ولا للحيض مجردا بدلالة أن الطاهر التي لم تر أثر الدم لا يقال لها ذات قرء. وكذا الحائض التي استمر بها الدم والنفساء لا يقال لها ذلك. وقوله تعالى:
يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ أي ثلاثة دخول من الطهر فى الحيض.
وقوله عليه الصلاة والسلام: «اقعدى عن الصلاة أيام أقرائك»
أي أيام حيضك فإنما هو كقول القائل افعل كذا أيام ورود فلان، ووروده إنما يكون فى ساعة وإن كان ينسب إلى الأيام. وقول أهل اللغة إن القرء من قرأ أي جمع، فإنهم اعتبروا الجمع بين زمن الطهر وزمن الحيض حسبما ذكرت لاجتماع الدم فى الرحم، والقراءة ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض فى الترتيل، وليس يقال ذلك لكل جمع لا يقال قرأت القوم إذا جمعتهم، ويدل على ذلك أنه لا يقال للحرف الواحد إذا تفوه به قراءة، والقرآن فى الأصل مصدر نحو كفران ورجحان، قال تعالى:
إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ. فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
قال ابن عباس: إذا جمعناه وأثبتناه فى صدرك فاعمل به، وقد خص بالكتاب المنزل على محمد صلّى اللَّه عليه وسلّم فصار له كالعلم كما أن التوراة لما أنزل على موسى والإنجيل على عيسى- عليهما السلام- قال بعض العلماء: تسمية هذا الكتاب قرآنا من بين كتب اللَّه لكونه جامعا لثمرة كتبه بل لجمعه ثمرة جميع العلوم كما أشار تعالى إليه بقوله تعالى:
وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وقوله: تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ- قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي
- وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ- فِي هذَا الْقُرْآنِ- وَقُرْآنَ الْفَجْرِ أي قراءته لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ وأقرأت فلانا كذا قال: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى وتقرأت تفهمت وقارأته دراسته.
(قرى) : القرية اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس وللناس جميعا ويستعمل فى كل واحد منهما، قال تعالى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ قال كثير من المفسرين معناه أهل القرية. وقال بعضهم بل القرية هاهنا القوم أنفسهم وعلى هذا قوله تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً وقال: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ وقوله: وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى فإنها اسم للمدينة وكذا قوله: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى - رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها
وحكى أن بعض القضاة دخل على علىّ بن الحسين رضى اللَّه عنهما فقال: أخبرنى عن قول اللَّه تعالى:
وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً ما يقول فيه علماؤكم؟ قال: يقولون إنها مكة، فقال: وهل رأيت؟ فقلت: ما هى؟ قال:
إنما عنى الرجال، فقال: فقلت: فأين ذلك فى كتاب اللَّه؟ فقال: ألم تسمع قوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ الآية.
وقال تعالى:
وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا- وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وقريت الماء فى الحوض وقريت الضيف قرىء، وقرىء الشيء فى فمه جمعه وقربان الماء مجتمعه.
(قسس) : القس والقسيس العالم العابد من رؤوس النصارى، قال تعالى: ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وأصل القس تتبع الشيء وطلبه بالليل، يقال: تقسست أصواتهم بالليل، أي تتبعتها، والقسقاس، والقسقس الدليل بالليل.
(قسر) : القسر الغلبة والقهر، يقال: قسرته واقتسرته ومنه القسورة، قال تعالى: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قيل هو الأسد وقيل الرامي وقيل الصائد.
(قسط) : القسط هو النصيب بالعدل كالنصف والنصفة، قال:
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ- وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ والقسط هو أن يأخذ قسط غيره وذلك جور، والإقساط أن يعطى قسط غيره وذلك إنصاف ولذلك قيل قسط الرجل إذا جار، وأقسط إذا عدل، قال تعالى:
. وقال: وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ وتقسطنا بيننا أي اقتسمنا، والقسط اعوجاج فى الرجلين بخلاف الفحج، والقسطاس الميزان ويعبر به عن العدالة كما يعبر عنها بالميزان، قال تعالى:
وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ.
(قسم) : القسم إفراز النصيب، يقال قسمت كذا قسما وقسمة، وقسمة الميراث وقسمة الغنيمة تفريقهما على أربابهما، قال: لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ- وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ واستقسمته: سألته أن يقسم، ثم قد يستعمل فى معنى قسم، قال تعالى: وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ ورجل منقسم القلب أي اقتسمه الهم نحو متوزع الخاطر ومشترك اللب، وأقسم حلف وأصله من القسامة وهى أيمان تقسم على أولياء المقتول ثم صار اسما لكل حلف، قال تعالى: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ- أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ.
وقال: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ. وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ- فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ- إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ- فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ وقاسمته وتقاسما، وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ- قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ وفلان مقسم الوجه وقسيم الوجه أي صبيحه، والقسامة الحسن وأصله من القسمة كأنما آتى كل موضع نصيبه من الحسن فلم يتفاوت، وقيل إنما قيل مقسم لأنه يقسم بحسنه الطرف، فلا يثبت فى موضع دون موضع، وقوله تعالى: كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ أي الذين تقاسموا شعب مكة ليصدوا عن سبيل اللَّه من يريد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقيل الذين تحالفوا على كيده عليه الصلاة والسلام.
(قسو) : القسوة غلظ القلب، وأصله من حجر قاس، والمقاساة معالجة ذلك، قال تعالى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ- فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وقال: وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ- وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً وقرىّ: (قسية) أي ليست قلوبهم بخالصة من قولهم درهم قسى وهو جنس من الفضة المغشوشة فيه قساوة أي صلابة، قال الشاعر:
صاح القسيات فى أيدى الصياريف
(قشعر) : قال تعالى: تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ أي يعلوها قشعريرة.
لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ- فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ- وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ- نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ- فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ- يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ- فَاقْصُصِ الْقَصَصَ والقصاص تتبع الدم بالقود، قال تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ- وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ ويقال قص فلان فلانا، وضربه ضربا فأقصه أي أدناه من الموت، والقص الجص،
ونهى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن تقصيص القبور.
(قصد) : القصد استقامة الطريق، يقال قصدت قصده أي نحوت نحوه، ومنه الاقتصاد، والاقتصاد على ضربين، أحدهما محمود على الإطلاق وذلك فيما له طرفان إفراط وتفريط كالجود، فإنه بين الإسراف والبخل وكالشجاعة فإنها بين التهور والجبن، ونحو ذلك وعلى هذا قوله تعالى: وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وإلى هذا النحو من الاقتصاد أشار بقوله: وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا الآية والثاني: يكنى به عما يتردد بين المحمود والمذموم وهو فيما يقع بين محمود ومذموم كالواقعه بين العدل والجور والقريب والبعيد وعلى ذلك قوله تعالى:
فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وقوله: وَسَفَراً قاصِداً أي سفرا متوسطا غير متناهى البعد وربما فسر بقريب والحقيقة ما ذكرت، وأقصد السهم أصاب وقتل مكانه كأنه وجد قصده قال:
فأصاب قلبك غير أن لم يقصد
وانقصد الرمح انكسر وتقصد تكسر وقصد الرمح كسره وناقة قصيد مكتنزة ممتلئة من اللحم، والقصيد من الشعر ماتم سبعة أبيات.
(قصر) : القصر خلاف الطول وهما من الأسماء المتضايفة التي تعتبر بغيرها، وقصرت كذا جعلته قصيرا، والتقصير اسم للتضجيع وقصرت كذا ضممت بعضه إلى بعض ومنه سمى القصر وجمعه قصور، قال تعالى: وَقَصْرٍ مَشِيدٍ- وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً- إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ وقيل القصر أصول الشجر، الواحدة قصرة مثل جمرة وجمر وتشبيها بالقصر كتشبيه ذلك فى قوله تعالى: كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ، وقصرته جعلته فى قصر، ومنه قوله تعالى:
(قصف) : قال اللَّه تعالى: فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ وهى التي تقصف ما مرت عليه من الشجر والبناء، ورعد قاصف فى صوته تكسر، ومنه قيل لصوت المعازف قصف ويتجوز به فى كل لهو.
(قصم) : قال تعالى: وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً أي حطمناها وهشمناها وذلك عبارة عن الهلاك ويسمى الهلاك قاصمة الظهر وقال فى آخر: وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى والقصم الرجل الذي يقصم من قاومه.
(قصى) : القصي البعد والقصىّ البعيد يقال قصوت عنه وأقصيت أبعدت والمكان الأقصى والناحية القصوى ومنه قوله تعالى: وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى وقوله: إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى يعنى بيت المقدس فسماه الأقصى اعتبارا بمكان المخاطبين به من النبي وأصحابه وقال تعالى: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى وقصوت البعير قطعت أذنه، وناقة قصواء وحكوا أنه يقال بعير أقصى، والقصية من الإبل البعيدة عن الاستعمال.
(قض) : قضضته فانقض وانقض الحائط وقع، قال تعالى: يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ وأقض عليه مضجعه صار فيه قضض أي حجارة صغار.
(قضب) : قال تعالى: فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً أي رطبة، والمقاضب الأرض التي تنبتها، والقضيب نحو القضب لكن القضيب يستعمل فى فروع الشجر والقضب يستعمل فى البقل، والقضب قطع القضب والقضيب.
وسيف قاضب وقضيب أي قاطع، فالقضيب هاهنا بمعنى الفاعل، وفى الأول بمعنى المفعول وكذا قولهم ناقة قضيب: مقتضبة من بين الإبل ولما قرض، ويقال لكل ما لم يهذب مقتضب، ومنه اقتضب حديثا إذا أورده قبل أن راضه وهذبه فى نفسه.
(قضى) : القضاء فصل الأمر قولا كان ذلك أو فعلا وكل واحد منهما على وجهين: إلهى وبشرى. فمن القول الإلهى قوله تعالى: وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ أي أمر بذلك وقال: وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ فهذا قضاء بالإعلام والفصل فى الحكم أي أعلمناهم وأوحينا إليهم وحيا جزما، وعلى هذا: وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ ومن الفعل الإلهى قوله تعالى: وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ وقوله تعالى: فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ إشارة إلى إيجاده الإبداعى والفراغ منه نحو قوله تعالى: بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وقوله: وَلَوْلا أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ أي لفصل، ومن القول البشرى نحو قضى الحاكم بكذا فإن حكم الحاكم يكون بالقول، ومن الفعل البشرى. فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ- ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ، وقال تعالى: قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وقال: فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً وقال: ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ أي افرغوا من أمركم، وقوله تعالى: فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ- إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا وقول الشاعر:
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها
يحتمل القضاء بالقول والفعل جميعا، ويعبر عن الموت بالقضاء فيقال فلان قضى نحبه كأنه فصل أمره المختص به من دنياه، وقوله تعالى: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ قيل قضى نذره لأنه كان قد ألزم نفسه ألا ينكل عن العدى أو يقتل، وقيل معناه منهم من مات وقال تعالى: ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ قيل عنى بالأول أجل الحياة وبالثاني أجل البعث، وقال: يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ- وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ وذلك كناية عن الموت، وقال تعالى: فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ وقضى
ويشهد لذلك قوله تعالى: وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا وقوله: كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا- وَقُضِيَ الْأَمْرُ أي فصل تنبيها أنه صار لا يمكن تلافيه. وقوله:
إِذا قَضى أَمْراً وكل قول مقطوع به من قولك هو كذا أو ليس بكذا يقال له قضية ومن هذا يقال قضية صادقة وقضية كاذبة وإياها عنى من قال التجربة خطر والقضاء عسر، أي الحكم بالشيء أنه كذا وليس بكذا أمر صعب،
وقال عليه الصلاة والسلام: «علىّ أقضاكم».
(قط) : قال تعالى: وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ القط الصحيفة وهو اسم للمكتوب والمكتوب فيه، ثم قد يسمى المكتوب بذلك كما يسمى الكلام كتابا وإن لم يكن مكتوبا، وأصل القط الشيء المقطوع عرضا كما أن القد هو المقطوع طولا، والقط النصيب المفروز كأنه قط أي أفرز وقد فسر ابن عباس رضى اللَّه عنه الآية به، وقط السعر أي علا، وما رأيته قط عبارة عن مدة الزمان المقطوع به، وقطنى حسبى.
(قطر) : القطر الجانب وجمعه أقطار، قال: إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وقال تعالى: وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها وقطرته ألقيته على قطره وتقطر وقع على قطره ومنه قطر المطر أي سقط وسمى لذلك قطرا، وتقاطر القوم جاءوا أرسالا كالقطر ومنه قطار الإبل، وقيل:
الإنفاض يقطر الجلب أي إذا أنفض القوم فقل زادهم قطروا الإبل وجلبوها للبيع، والقطران ما يتقطر من الهناء، قال تعالى: سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وقرىء:
مِنْ قَطِرانٍ أي من نحاس مذاب قد أنى حرها، وقال تعالى: آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً أي نحاسا مذابا، وقال تعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ
(قطع) : القطع فصل الشيء مدركا بالبصر كالأجسام أو مدركا بالبصيرة كالأشياء المعقولة فمن ذلك قطع الأعضاء نحو قوله تعالى: لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وقوله: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما وقوله: وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ وقطع الثوب وذلك قوله تعالى: فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ وقطع الطريق يقال على وجهين: أحدهما: يراد به السير والسلوك، والثاني: يراد به الغضب من المارة والسالكين للطريق نحو قوله تعالى: أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وذلك إشارة إلى قوله تعالى: الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وقوله:
فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وإنما سمي ذلك قطع الطريق لأنه يؤدى إلى انقطاع الناس عن الطريق فجعل ذلك قطعا للطريق، وقطع الماء بالسباحة عبوره، وقطع الوصل هو الهجران، وقطع الرحم يكون بالهجران ومنع البر، قال تعالى:
وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ وقال: وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ- ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ وقد قيل ليقطع حبله حتى يقع، وقد قيل ليقطع أجله بالاختناق وهو معنى قول ابن عباس ثم ليختنق، وقطع الأمر فصله، ومنه قوله تعالى:
ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً وقوله: لِيَقْطَعَ طَرَفاً أي يهلك جماعة منهم.
وقطع دابر الإنسان هو إفناء نوعه، قال تعالى: فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا- أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ وقوله: إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ أي إلا أن يموتوا، وقيل إلا أن يتوبوا توبة بها تنقطع قلوبهم ندما على تفريطهم، وقطع من الليل قطعة منه، قال: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ والقطيع من الغنم جمعه قطعان وذلك كالصرمة والفرقة وغير ذلك من أسماء الجماعة المشتقة من
(قطف) : يقال قطفت الثمرة قطفا والقطف المقطوف منه وجمعه قطوف، قال تعالى: قُطُوفُها دانِيَةٌ وقطفت الدابة قطفا فهى قطوف، واستعمال ذلك فيه استعارة وتشبيه بقاطف شىء كما يوصف بالنقض على ما تقدم ذكره، وأقطف الكرم دنا قطافه. والقطافة ما يسقط منه كالنفاية.
(قطمر) : قال تعالى: وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ أي الأثر فى ظهر النواة وذلك مثل للشىء الطفيف.
(قطن) : قال تعالى: وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ. واليقطين:
بلا ساق له من الثبات. والقطن وقطن الحيوان معروفان.
(قعد) : القعود يقابل به القيام والقعدة للمرة والقعدة للحال التي يكون عليها القاعد، والقعود قد يكون جمع قاعد قال تعالى: فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً- الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً، والمقعد مكان القعود وجمعه مقاعد، قال تعالى: فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ أي فى مكان هدوء وقوله تعالى: مَقاعِدَ لِلْقِتالِ كناية عن المعركة التي بها المستقر ويعبر عن المتكاسل فى الشيء بالقاعد نحو قوله تعالى: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ، ومنه رجل قعدة وضجعة وقوله تعالى: وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً وعن الترصد للشىء بالقعود له نحو قوله: لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ وقوله: إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ يعنى متوقعون. وقوله: عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ أي ملك يترصده ويكتب له وعليه، ويقال ذلك للواحد والجمع، والقعيد من الوحش خلاف النطيح، وقعيدك اللَّه وقعدك اللَّه أي أسأل اللَّه الذي يلزمك حفظك، والقاعدة لمن قعدت عن الحيض والتزوج، والقواعد جمعها، قال تعالى: وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ والمقعد من قعد عن الديوان ولن يعجز عن النهوض لزمانة به، وبه شبه الضفدع فقيل له مقعد وجمعه مقعدات، وثدى مقعد للكاعب ناتىء مصور بصورته، والمقعد كناية عن اللئيم المتقاعد عن المكارم، وقواعد البناء أساسه. قال تعالى: وَإِذْ
وقواعد الهودج خشباته الجارية مجرى قواعد البناء.
(قعر) : قعر الشيء نهاية أسفله. وقوله تعالى: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ أي ذاهب فى قعر الأرض. وقال بعضهم: انقعرت الشجرة انقلعت من قعرها، وقيل معنى انقعرت ذهبت فى قعر الأرض، وإنما أراد تعالى أن هؤلاء اجتثوا كما اجتثت النخل الذاهب فى قعر الأرض فلم يبق لهم رسم ولا أثر، وقصعة قعيرة لها قعر، وقعر فلان فى كلامه إذا أخرج الكلام من قعر حلقه، وهذا كما يقال: شدق فى كلامه إذا أخرجه من شدقه.
(قفل) : القفل جمعه أقفال، قال أقفلت الباب وقد جعل ذلك مثلا لكل مانع للإنسان من تعاطى فعل فيقال فلان مقفل عن كذا، قال تعالى: أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها وقيل للبخيل مقفل اليدين كما يقال مغلول اليدين، والقفول الرجوع من السفر، والقافلة الراجعة من السفر، والقفيل اليابس من الشيء إما لكون بعضه راجعا إلى بعض فى اليبوسة، وإما لكونه كالمقفل لصلابته، يقال: قفل النبات وقفل الفحل وذلك إذا اشتد هياجه فيبس من ذلك وهزل.
(قفا) : القفا معروف يقال قفوته أصبت قفاه، وقفوت أثره واقتفيته تبعث قفاه، والاقتفاء اتباع القفا، كما أن الارتداف اتباع الردف ويكنى بذلك عن الاغتياب وتتبع المعايب، وقوله تعالى: وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ أي لا تحكم بالقيافة والظن، والقيافة مقلوبة عن الاقتفاء فيما قيل نحو جذب وجبذ وهى صناعة، وقفيته جعلته خلفه، قال تعالى: وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ والقافية اسم للجزء الأخير من البيت الذي حقه أن يراعى لفظه فيكرر فى كل بيت، والقفاوة الطعام الذي يتفقد به من يغنى به فيتبع.
(قل) : القلة والكثرة يستعملان فى الأعداد، كما أن العظم والصغر يستعملان فى الأجسام، ثم يستعار كل واحد من الكثرة والعظم ومن القلة والصغر للآخر. وقوله تعالى: ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا أي وقتا وكذا قوله: قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا- وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا وقوله: نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا وقوله: ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا أي قتالا قليلا وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا أي جماعة قليلة. وكذلك قوله: إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي
- وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ ويكنى بالقلة عن الذلة اعتبارا بما قال الشاعر:
ولست بالأكثر منه حصا... وإنما العزة للكاثر
وعلى ذلك قوله تعالى: وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ. ويكنى بها تارة عن العزة اعتبارا بقوله: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ- وَقَلِيلٌ ما هُمْ وذاك أن كل ما يعز يقل وجوده. وقوله: وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا يجوز أن يكون استثناء من قوله: وَما أُوتِيتُمْ أي ما أوتيتم العلم إلا قليلا منكم، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي علما قليلا، وقوله: وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا يعنى بالقليل هاهنا أعراض الدنيا كائنا ما كان، وجعلها قليلا فى جنب ما أعد اللَّه للمتقين فى القيامة، وعلى ذلك قوله تعالى: قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وقليل يعبر به عن النفي نحو قلما يفعل فلان كذا ولهذا يصح أن يستثنى منه على حد ما يستثنى من النفي فيقال قلما يفعل كذا إلا قاعدا أو قائما وما يجرى مجراه، وعلى ذلك حمل قوله تعالى: قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وقيل معناه تؤمنون إيمانا قليلا، والإيمان القليل هو الإقرار والمعرفة العامية المشار إليه بقوله تعالى:
وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ وأقللت كذا وجدته قليل المحمل أي خفيفا إما فى الحكم أو بالإضافة إلى قوته، فالأول نحو أقللت ما أعطيتنى والثاني قوله: أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا أي احتملته فوجدته قليلا باعتبار قوتها، واستقللته رأيته قليلا نحو استخففته رأيته خفيفا، والقلة ما أقله الإنسان من جرة وحب، وقلة الجبل شعفه اعتبارا بقلته إلى ما عداه من أجزائه، فأما تقلقل الشيء إذا اضطرب وتقلقل المسمار فمشتق من القلقلة وهى حكاية صوت الحركة.
(قلب) : قلب الشيء تصريفه وصرفه عن وجه إلى وجه كقلب الثوب وقلب الإنسان أي صرفه عن طريقته، قال تعالى: إِلَيْهِ تُقْلَبُونَ والانقلاب الانصراف، قال تعالى: انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ، وقال: إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ، وقال: أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، وقال: وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ وقلب الإنسان قيل سمى به لكثرة تقلبه ويعبر بالقلب عن المعاني التي تختص به من الروح والعلم والشجاعة وغير ذلك، وقوله تعالى: وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ أي
يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ وتقليب الأمور تدبيرها والنظر فيها، قال تعالى: وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ وتقليب اللَّه القلوب والبصائر صرفها من رأى إلى رأى، قال: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ وتقليب اليد عبارة عن الندم ذكرا لحال ما يوجد عليه النادم، قال: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ أي يصفق ندامة، قال الشاعر:
كمغبون يعض على يده... تبين غبنه بعد البياع
والتقلب التصرف، قال: وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ وقال: أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ ورجل قلب حول كثير التقلب والحيلة، والقلاب داء يصيب القلب، وما به قلبة علة يقلب لأجلها، والقليب البئر التي لم تطو، والقلب المقلوب من الأسورة. (قلد) : القلد الفتل، يقال قلدت الحبل فهو قليد ومقلود والقلادة المفتولة التي تجعل فى العنق من خيط وفضة وغيرهما وبها شبه كل ما يتطوق وكل ما يحيط بشىء يقال تقلد سيفه تشبيها بالقلادة، كقوله: توشح به تشبيها بالوشاح، وقلدته سيفا يقال تارة إذا وشحته به وتارة إذا ضربت عنقه. وقلدته عملا ألزمته وقلدته هجاء ألزمته، وقوله تعالى: لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أي ما يحيط بها، وقيل خزائنها، وقيل مفاتحها والإشارة بكلها إلى معنى واحد، وهو قدرته تعالى عليها وحفظه لها.
روى: «أنه عليه الصلاة والسلام كان يأخذ الوحى عن جبريل وجبريل عن ميكائيل وميكائيل عن اسرافيل وإسرافيل عن اللوح المحفوظ واللوح عن القلم»
فإشارة إلى معنى إلهى وليس هذا موضع تحقيقه. والإقليم واحد الأقاليم السبعة، وذلك أن الدنيا مقسومة على سبعة أسهم على تقدير أصحاب الهيئة.
(قلى) : القلى شدة البغض، يقال قلاه يقليه ويقلوه، قال تعالى:
ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى وقال: إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ فمن جعله من الواو فهو من القول أي الرمي من قولهم قلت الناقة براكبها قلوا وقلوت بالقلة فكأن المقلو هو الذي يقذفه القلب من بغضه فلا يقبله، ومن جعله من الياء فمن قليت البسر والسويق على المقلاة.
(قمح) : قال الخليل: القمح البر إذا جرى فى السنبل من لدن الإنضاج إلى حين الاكتناز، ويسمى السويق المتخذ منه قميحة، والقمح رفع الرأس لسف الشيء ثم يقال لرفع الرأس كيفما كان قمح، وقمح البعير رفع رأسه، وأقمحت البعير شددت رأسه إلى خلف. وقوله: مُقْمَحُونَ تشبيه بذلك ومثل لهم وقصد إلى وصفهم بالتأبى عن الانقياد للحق وعن الإذعان لقبول الرشد والتأبى عن الإنفاق فى سبيل اللَّه، وقيل إشارة إلى حالهم فى القيامة إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ.
(قمر) : القمر قمر السماء يقال عند الامتلاء وذلك بعد الثالثة، قيل وسمى بذلك لأنه يقمر ضوء الكواكب ويفوز به، قال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وقال: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ- وَانْشَقَّ الْقَمَرُ- وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها وقال: كَلَّا وَالْقَمَرِ والقمر ضوءه،
(قمص) : القميص معروف وجمعه قمص وأقمصة وقمصان، قال تعالى: إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ- وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ وتقمصه لبسه، وقمص البعير يقمص ويقمص إذا نزا، والقماص داء يأخذه فلا يستقر موضعه، ومنه القامصة فى الحديث.
(قمطر) : قال تعالى: عَبُوساً قَمْطَرِيراً أي شديدا يقال قمطرير وقماطير.
(قمع) : قال تعالى: وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ جمع مقمع وهو ما يضرب به ويذلل ولذلك يقال قمعته فانقمع أي كففته فكف، والقمع والقمع ما يضرب به الشيء فيمنع من أن يسيل
وفى الحديث: «ويل لأقماع القول»
أي الذين يجعلون آذانهم كالأقماع فيتبعون أحاديث الناس، والقمع الذباب الأزرق لكونه مقموعا، وتقمع الحمار إذا ذب القمعة عن نفسه.
(قمل) : القمل صغار الذباب، قال تعالى: وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ والقمل معروف ورجل قمل وقع فيه القمل ومنه قيل رجل قمل وامرأة قملة قبيحة كأنها قملة أو قملة.
(قنت) : القنوت لزوم الطاعة مع الخضوع وفسر بكل واحد منهما فى قوله تعالى: وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ وقوله تعالى: كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ قيل خاضعون وقيل طائعون وقيل ساكتون ولم يعن به كل السكوت، وإنما عنى به ما
قال عليه الصلاة والسلام: «إن هذه الصلاة لا يصح فيها شىء من كلام الآدميين، إنما هى قرآن وتسبيح»
وعلى هذا قيل: أي الصلاة أفضل؟ فقال:
طول القنوت، أي الاشتغال بالعبادة ورفض كل ما سواه. وقال تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً- وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ- أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً- اقْنُتِي لِرَبِّكِ- وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وقال تعالى: وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ- فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ.
(قنط) : القنوط اليأس من الخير يقال قنط يقنط قنوطا وقنط يقنط، قال
(قنع) : القناعة الاجتزاء باليسير من الأعراض المحتاج إليها، يقال قنع يقنع قناعة وقنعانا إذا رضى، وقنع يفنع قنوعا إذا سأل، قال تعالى: وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ قال بعضهم: القانع هو السائل الذي لا يلح فى السؤال ويرضى بما يأتيه عفوا، قال الشاعر:
لمال المرء يصلحه فيغنى | مفاقره أعف من القنوع |
شهودى على ليلى عدول مقانع
ومن القناع قيل تقنعت المرأة وتقنع الرجل إذا لبس المغفر تشبيها بتقنع المرأة، وقنعت رأسه بالسيف والسوط.
(قنى) : قوله تعالى: أَغْنى وَأَقْنى أي أعطى ما فيه الغنى وما فيه القنية. أي المال المدخر، وقيل أقنى أرضى وتحقيق ذلك أنه جعل له قنية من الرضا والطاعة، وذلك أعظم الغناءين، وجمع القنية قنيات، وقنيت كذا واقتنيته ومنه:
قنيت حيائى عفة وتكرما
(قنو) : القنو العذق وتثنيته قنوان وجمعه قنوان. قال تعالى: قِنْوانٌ دانِيَةٌ والقناة تشبه القنو فى كونهما غصنين، وأما القناة التي يجرى فيها الماء فإنما قيل ذلك تشبيها بالقناة فى الخط والامتداد، وقيل أصله من قنيت الشيء ادخرته لأن القناة مدخرة للماء، وقيل هو من قولهم قاناه أي خالطه قال الشاعر:
وأما القنا الذي هو الاحديداب فى الأنف فتشبيه فى الهيئة بالقنا يقال رجل أقنى وامرأة قنواء.
(قهر) : القهر الغلبة والتذليل معا ويستعمل فى كل واحد منهما، قال تعالى: وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وقال تعالى: وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ- فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ- فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ أي لا تذلل وأقهره سلط عليه من يقهره، والقهقرى المشي إلى خلف.
(قاب) : القاب ما بين المقبض والسية من القوس، قال تعالى:
فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى.
(قوت) : القوت ما يمسك الرمق وجمعه أقوات، قال تعالى: وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها وقاته يقوته قوتا أطعمه قوته، وأقاته يقيته جعل له ما يقوته،
وفى الحديث: «إن أكبر الكبائر أن يضيع الرجل من يقوت»
ويروى: «من يقيت»
، قال تعالى: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً قيل مقتدرا وقيل حافظا وقيل شاهدا، وحقيقته قائما عليه يحفظه ويقيته. ويقال ما له قوت ليلة وقيت ليلة وقيتة ليلة نحو الطعم والطعمة، قال الشاعر فى صفة نار:
فقلت له ارفعها إليك وأحيها | بروحك واقتته لها قيتة قدرا |
(قيض) : قال: وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ وقوله تعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً أي نفح، ليستولى عليه استيلاء القيض على البيض وهو القشر الأعلى.
(قيع) : قوله تعالى: كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ والقيع والقاع المستوي من الأرض جمعه قيعان وتصغيره قويع واستعير منه قاع الفحل الناقة إذا ضربها.
امتلأ الحوض وقال قطنى
الخامس: يقال للعناية الصادقة بالشيء كقولك فلان يقول بكذا. السادس:
يستعمله المنطقيون دون غيرهم فى معنى الحد فيقولون قول الجوهر كذا وقول العرض كذا، أي حدهما. السابع: فى الإلهام نحو قوله تعالى: قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ فإن ذلك لم يكن بخطاب ورد عليه فيما روى وذكر، بل كان ذلك إلهاما فسماه قولا. وقيل فى قوله تعالى: قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ إن ذلك كان بتسخير من اللَّه تعالى لا بخطاب ظاهر ورد عليهما، وكذا فى قوله تعالى:
قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً، وقوله تعالى: يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ فذكر أفواههم تنبيها على أن ذلك كذب مقول لا عن صحة اعتقاد كما ذكر فى الكتابة باليد فقال تعالى: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وقوله: لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ أي علم اللَّه تعالى بهم وكلمته عليهم كما قال تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ وقوله: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وقوله:
ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ فإنما سماه قول الحق تنبيها على ما قال: إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ إلى قوله: ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وتسميته قولا كتسميته كلمة فى قوله: وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وقوله تعالى: إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ أي لفى أمر من البعث فسماه قولا فإن المقول فيه يسمى قولا كما أن المذكور يسمى ذكرا وقوله تعالى: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ- وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ فقد نسب القول إلى الرسول وذلك أن
تأبى حكومة المقتال
والقال والقالة ما ينشر من القول. قال الخليل: يوضع القال موضع القائل.
فيقال أنا قال كذا أي قائله.
(قيل) : قوله تعالى: أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا مصدر قلت قيلولة نمت نصف النهار أو موضع القيلولة، وقد يقال قلته فى البيع قيلا وأقلته، وتقايلا بعد ما تبايعا.
(قوم) : يقال قام يقوم قياما فهو قائم وجمعه قيام، وأقام غيره. وأقام بالمكان إقامة، والقيام على أضرب: قيام بالشخص إما بتسخير أو اختيار، وقيام للشىء هو المراعاة للشىء والحفظ له، وقيام هو على العزم على الشيء، فمن القيام بالتسخير قائِمٌ وَحَصِيدٌ وقوله تعالى: ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها ومن القيام الذي هو بالاختيار قوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً. وقوله: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وقوله: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ وقوله: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً والقيام فى الآيتين جمع قائم ومن المراعاة للشىء
والقيام والقوام اسم لما يقوم به الشيء أي يثبت، كالعماد والسناد لما يعمد ويسند به، كقوله: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً أي جعلها مما يمسككم. وقوله: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ أي قواما لهم يقوم به معاشهم ومعادهم. قال الأصم: قائما لا ينسخ، وقرىء قيما بمعنى قياما وليس قول من قال جمع فيه بشىء ويقال قام كذا وثبت وركز بمعنى.
وقوله: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وقام فلان مقام فلان إذا ناب عنه.
قال: فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ. وقوله:
دِيناً قِيَماً أي ثابتا مقوما لأمور معاشهم ومعادهم وقرىء قيما مخففا من قيام وقيل هو وصف نحو قوم عدى ومكان سوى ولحم رذى وماء روى، وعلى هذا قوله تعالى: ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وقوله: وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً وقوله:
وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ فالقيمة هاهنا اسم للأمة القائمة بالقسط المشار إليهم بقوله: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ وقوله: كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ- يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ فقد أشار بقوله صحفا مطهرة إلى القرآن وبقوله: كُتُبٌ قَيِّمَةٌ إلى ما فيه من معانى كتب اللَّه تعالى فإن القرآن مجمع ثمرة كتب اللَّه تعالى المتقدمة. وقوله: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ أي القائم الحافظ لكل شىء والمعطى له ما به قوامه وذلك هو المعنى المذكور فى قوله: الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى وفى قوله: أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وبناء قيوم فيعول، وقيام فيعال نحو ديون وديان، والقيامة عبارة عن قيام الساعة المذكور فى قوله تعالى: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ- يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ- وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً والقيامة أصلها ما يكون من الإنسان من القيام دفعة واحدة أدخل فيها الهاء تنبيها على وقوعها دفعة، والمقام يكون مصدرا واسم مكان القيام وزمانه نحو قوله تعالى: إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي- ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ- وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ- وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى- فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وقوله: وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ- إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي
- خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا وقال: وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ وقال: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ قال الأخفش فى قوله: قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ إن المقام المقعد فهذا إن أراد أن المقام والمقعد بالذات شىء واحد، وإنما يختلفان بنسبته إلى الفاعل كالصعود والحدور فصحيح، وإن أراد أن معنى المقام معنى المقعد فذلك بعيد فإنه يسمى المكان الواحد مرة مقاما إذا اعتبر بقيامه ومقعدا إذا اعتبر بقعوده، وقيل المقامة الجماعة، قال الشاعر:
وفيهم مقامات حسان وجوههم
وإنما ذلك فى الحقيقة اسم للمكان وإن جعل اسما لأصحابه نحو قول الشاعر:
واستب بعدك يا كليب المجلس
فسمى المستبين المجلس. والاستقامة يقال فى الطريق الذي يكون على خط مستو وبه شبه طريق المحق نحو قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ- وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً- إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ واستقامة الإنسان لزومه المنهج المستقيم نحو قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا وقال:
فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ- فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ والإقامة فى المكان الثبات وإقامة الشيء توفيه حقه، وقال: قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ أي توفون حقوقهما بالعلم والعمل وكذلك قوله: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ ولم يأمر تعالى بالصلاة حيثما أمر ولا مدح به حينما مدح إلا بلفظ الإقامة تنبيها أن المقصود منها توفيه شرائطها لا الإتيان بهيئاتها، نحو قوله تعالى: أَقِيمُوا الصَّلاةَ فى غير موضع. وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وقوله:
وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى
فإن هذا من القيام لا من الإقامة وأما قوله تعالى: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ أي وفقني لتوفية شرائطها وقوله:
فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ فقد قيل عنى به إقامتها بالإقرار بوجوبها لا بأدائها، والمقام يقال للمصدر والمكان والزمان والمفعول لكن الوارد فى القرآن هو المصدر نحو قوله تعالى: إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً والمقامة الإقامة، قال تعالى: الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ نحو قوله: دارُ الْخُلْدِ- جَنَّاتِ عَدْنٍ وقوله: لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا من قام أي لا مستقر لكم وقد قرىء: لا مُقامَ لَكُمْ من أقام. ويعبر بالإقامة عن الدوام نحو قوله تعالى:
والقوم جماعة الرجال فى الأصل دون النساء، ولذلك قال: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ الآية، قال الشاعر:
أقوم آل حصن أم نساء
وفى عامة القرآن أريدوا به والنساء جميعا، وحقيقته للرجال لما نبه عليه قوله تعالى الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ الآية.
(قوى) : القوة تستعمل تارة فى معنى القدرة نحو قوله تعالى: خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وتارة للتهيؤ الموجود فى الشيء نحو أن يقال: النوى بالقوة تخل، أي متهيىء ومترشح أن يكون منه ذلك. ويستعمل ذلك فى البدن تارة وفى القلب أخرى، وفى المعاون من خارج تارة وفى القدرة الإلهية تارة. ففى البدن نحو قوله تعالى: وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً- فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ فالقوة هاهنا قوة البدن بدلالة أنه رغب عن القوة الخارجة فقال تعالى: ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ وفى القلب نحو قوله: يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ أي بقوة قلب، وفى المعاون من خارج نحو قوله تعالى: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً قيل معناه من أتقوى به من الجند وما أتقوى به من المال، ونحو قوله: قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وفى القدرة الإلهية نحو قوله: إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ- وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً وقوله: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ فعام فيما اختص اللَّه تعالى به من القدرة وما جعله للخلق. وقوله: وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ فقد ضمن تعالى أن يعطى كل واحد منهم من أنواع القوى قدر ما يستحقه وقوله تعالى: ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ يعنى به جبرئيل عليه السلام ووصفه بالقوة عند ذى العرش وأفرد اللفظ ونكره فقال: ذِي قُوَّةٍ تنبيها أنه إذا اعتبر بالملأ الأعلى فقوته إلى حد ما، وقوله فيه: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى فإنه وصف القوة بلفظ الجمع وعرفها تعريف الجنس تنبيها أنه إذا اعتبر بهذا العالم وبالذين يعلمهم ويفيدهم هو كثير القوى عظيم القدرة والقوة التي تستعمل للتهيؤ
(كب) : الكب إسقاط الشيء على وجهه، قال تعالى: فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ والإكباب جعل وجهه مكبوبا على العمل، قال تعالى:
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى والكبكبة تدهور الشيء فى هوة، قال:
فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ يقال كب وكبكب نحو كف وكفكف وصبر الريح وصرصر. والكواكب النجوم البادية ولا يقال لها كواكب إلا إذا بدت، قال تعالى: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً وقال: كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ- إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ- وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ ويقال ذهبوا تحت كل كوكب إذا تفرقوا، وكوكب العسكر ما يلمع فيها من الحديد.
(كبت) : الكبت الرد بعنف وتذليل، قال تعالى: كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وقال تعالى: لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ.
(كبد) : الكبد معروفة، والكبد والكباد توجعها، والكبد إصابتها، ويقال كبدت الرجل إذا أصبت كبده، وكبد السماء وسطها تشبيها بكبد.
الإنسان لكونها فى وسط البدن. وقيل تكبدت الشمس صارت فى كبد السماء، والكبد المشقة، قال: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ تنبيها أن الإنسان خلقه اللَّه تعالى على حالة لا ينفك من المشاق ما لم يقتحم العقبة ويستقر به القرار كما قال: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ.
(كبر) : الكبير والصغير من الأسماء المتضايقة التي تقال عند اعتبار بعضها ببعض، فالشىء قد يكون صغيرا فى جنب شىء وكبيرا فى جنب غيره، ويستعملان فى الكمية المتصلة كالأجسام وذلك كالكثير والقليل، وفى الكمية المنفصلة كالعدد، وربما يتعاقب الكثير والكبير على شىء واحد بنظرين مختلفين نحو قوله تعالى: قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وكثير، قرىء بهما وأصل ذلك أن يستعمل فى الأعيان ثم استعير للمعانى نحو قوله تعالى: لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها وقوله: وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ وقوله:
قال صلّى اللَّه عليه وسلّم: «العمرة هى الحج الأصغر»
فمن ذلك ما اعتبر فيه الزمان فيقال فلان كبير أي مسن نحو قوله تعالى: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما وقال: وَأَصابَهُ الْكِبَرُ- وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ ومنه ما اعتبر فيه المنزلة والرفعة نحو قوله تعالى: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ونحو قوله: الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ وقوله:
فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ فسماه كبيرا بحسب اعتقادهم فيه لا لقدر ورفعة له على الحقيقة، وعلى ذلك قوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا وقوله:
وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها أي رؤساءها وقوله: إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ أي رئيسكم ومن هذا النحو يقال ورثه كابرا عن كابر، أي أبا كبير القدر عن أب مثله. والكبيرة متعارفة فى كل ذنب تعظم عقوبته والجمع الكبائر، ثم قال تعالى: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ وقال: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ قيل أريد به الشرك لقوله:
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وقيل هى الشرك وسائر المعاصي الموبقة كالزنا وقتل النفس المحرمة ولذلك قال: إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً وقال: قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وتستعمل الكبيرة فيما يشق ويصعب نحو قوله تعالى: وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ، وقال: كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ وقال: وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ وقوله تعالى: كَبُرَتْ كَلِمَةً ففيه تنبيه على عظم ذلك من بين الذنوب وعظم عقوبته ولذلك قال تعالى: كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وقوله: وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ إشارة إلى من أوقع حديث الإفك. وتنبيها أن كل من سن سنة قبيحة يصير مقتدى به فذنبه أكبر. وقوله: إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ أي تكبر وقيل أمر كبير من السن كقوله: وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ والكبر والتكبر والاستكبار تتقارب، فالكبر الحالة التي يتخصص بها الإنسان من إعجابه بنفسه وذلك أن يرى الإنسان نفسه أكبر من غيره. وأعظم التكبر التكبر على اللَّه بالامتناع من قبول الحق والإذعان له بالعبادة. والاستكبار يقال على وجهين، أحدهما: أن يتحرى الإنسان ويطلب أن يصير كبيرا وذلك متى كان على ما يجب وفى المكان الذي يجب وفى الوقت الذي يجب فمحمود، والثاني: أن يتشبع فيظهر من نفسه ما ليس له وهذا هو المذموم وعلى هذا ما ورد فى القرآن. وهو ما قال تعالى:
أَبى وَاسْتَكْبَرَ. وقال تعالى: أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ، وقال: وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً- اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ-
- تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وقال: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ- قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ وقوله: فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا قابل المستكبرين بالضعفاء تنبيها أن استكبارهم كان بما لهم من القوة من البدن والمال:
قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فقابل المستكبرين بالمستضعفين: فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ نبه بقوله فاستكبروا على تكبرهم وإعجابهم بأنفسهم وتعظمهم عن الإصغاء إليه، ونبه بقوله: وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ أن الذي حملهم على ذلك هو ما تقدم من جرمهم وأن ذلك لم يكن شيئا حدث منهم بل كان ذلك دأبهم قبل. وقال تعالى: فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ وقال بعده: إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ والتكبر يقال على وجهين، أحدهما: أن تكون الأفعال الحسنة كثيرة فى الحقيقة وزائدة على محاسن غيره وعلى هذا وصف اللَّه تعالى بالتكبر. قال تعالى: الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ. والثاني: أن يكون متكلفا لذلك متشبعا وذلك فى وصف عامة الناس نحو قوله تعالى: فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ، وقوله تعالى: كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ومن وصف بالتكبر على الوجه الأول فمحمود، ومن وصف به على الوجه الثاني فمذموم، ويدل على أنه قد يصح أن يوصف الإنسان بذلك ولا يكون مذموما، قوله تعالى:
سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ فجعل متكبرين بغير الحق، وقال: عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ بإضافة القلب إلى التكبر. ومن قرأ بالتنوين جعل المتكبر صفة للقلب، والكبرياء الترفع عن الانقياد وذلك لا يستحقه غير اللَّه فقال: وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ولما قلنا
روى عنه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول عن اللَّه تعالى: «الكبرياء ردائى والعظمة إزارى فمن نازعنى فى واحد منهما قصمته».
وقال تعالى: قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ، وأكبرت الشيء رأيته كبيرا، قال تعالى:
فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ والتكبير يقال لذلك ولتعظيم اللَّه تعالى بقولهم اللَّه أكبر ولعبادته واستشعار تعظيمه وعلى ذلك: وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ- وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً، وقوله: لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فهى إشارة إلى ما خصهما اللَّه تعالى به من عجائب صنعه وحكمته التي لا يعلمها إلا قليل ممن وصفهم بقوله: وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ
(كتب) : الكتب ضم أديم إلى أديم بالخياطة، يقال كتبت السقاء، وكتبت البغلة جمعت بين شفريها بحلقة، وفى المتعارف ضم الحروف بعضها إلى بعض بالخط وقد يقال ذلك للمضموم بعضها إلى بعض باللفظ، فالأصل فى الكتابة النظم بالخط لكن يستعار كل واحد للآخر ولهذا سمى كلام اللَّه وإن لم يكتب كتابا كقوله: الم ذلِكَ الْكِتابُ وقوله: قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ والكتاب فى الأصل مصدر ثم سمى المكتوب فيه كتابا، والكتاب فى الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب فيه وفى قوله: يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فإنه يعنى صحيفة فيها كتابة، ولهذا قال: وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ الآية. ويعبر عن الإثبات والتقدير والإيجاب والفرض والعزم بالكتابة، ووجه ذلك أن الشيء يراد ثم يقال، ثم يكتب، فالإرادة مبدأ والكتابة منتهى. ثم يعبر عن المراد الذي هو المبدأ إذا أريد توكيده بالكتابة التي هى المنتهى، قال تعالى: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي وقال تعالى: قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا- لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ وقال: وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ أي فى حكمه، وقوله: وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ أي أوحينا وفرضنا وكذلك قوله: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ وقوله: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ- لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ- ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ- لَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ أي لولا أن أوجب اللَّه عليهم الإخلال بديارهم، ويعبر بالكتابة عن القضاء الممضى وما يصير فى حكم الممضى وعلى هذا حمل قوله تعالى: بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ قيل ذلك مثل قوله تعالى: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وقوله: أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ فإشارة منه إلى أنهم بخلاف من وصفهم بقوله تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا لأن معنى أغفلنا من قولهم أغفلت الكتاب إذا جعلته خاليا من الكتابة ومن الإعجام، وقوله: فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ، وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ فإشارة إلى أن ذلك مثبت له ومجازى به. وقوله:
لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ وقوله: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ أي فى حكمه ويعبر بالكتاب عن الحجة الثابتة من جهة اللَّه نحو قوله تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ- أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ
- أُوتُوا الْكِتابَ- كِتابَ اللَّهِ- أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً- فَهُمْ يَكْتُبُونَ فذلك إشارة إلى العلم والتحقق والاعتقاد، وقوله تعالى:
وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ إشارة فى تحرى النكاح إلى لطيفة وهى أن اللَّه جعل لنا شهوة النكاح لنتحرى طلب النسل الذي يكون سببا لبقاء نوع الإنسان إلى غاية قدرهما، فيجب للإنسان أن يتحرى بالنكاح ما جعل اللَّه له على حسب مقتضى العقل والديانة، ومن تحرى بالنكاح حفظ النسل وحصانة النفس على الوجه المشروع فقد ابتغى ما كتب اللَّه له وإلى هذا أشار من قال: عنى بما كتب اللَّه لكم الولد ويعبر عن الإيجاد بالكتابة وعن الإزالة والإفناء بالمحو. قال تعالى:
لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ على نحو ما دل عليه قوله: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ وقوله: وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ وقوله: وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ فالكتاب الأول ما كتبوه بأيديهم المذكورة فى قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ والكتاب الثاني التوراة، والثالث لجنس كتب اللَّه أي ما هو من شىء من كتب اللَّه سبحانه وتعالى وكلامه، وقوله: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ فقد قيل هما عبارتان عن التوراة وتسميتها كتابا اعتبارا بما أثبت فيها من الأحكام، وتسميتها فرقانا اعتبارا بما فيها من الفرق بين الحق والباطل. وقوله: وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا أي حكما. لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ وقوله: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ كل ذلك حكم منه. وأما قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ فتنبيه أنهم يختلقونه ويفتعلونه، وكما نسب الكتاب المختلق إلى أيديهم نسب المقال المختلق إلى أفواههم فقال: ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ والاكتتاب متعارف فى المختلق نحو قوله: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها وحيثما ذكر اللَّه تعالى أهل الكتاب فإنما أراد بالكتاب التوراة والإنجيل وإياهما جميعا، وقوله: وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى إلى قوله: وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ فإنما أراد بالكتاب هاهنا ما تقدم من كتب اللَّه دون القرآن ألا ترى أنه جعل القرآن مصدقا له، وقوله: وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلًا فمنهم من قال هو القرآن ومنهم من قال هو القرآن وغيره من الحجج والعلم والعقل، وكذلك قوله: فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وقوله: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ فقد قيل أريد به علم الكتاب وقيل علم من العلوم التي آتاها اللَّه سليمان فى كتابه المخصوص به وبه سخر له كل شىء، وقوله: وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ أي بالكتب المنزلة فوضع ذلك موضع الجمع إما لكونه جنسا كقولك كثر الدرهم فى أيدى الناس، أو لكونه فى الأصل مصدرا نحو عدل وذلك كقوله: يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وقيل يعنى أنهم ليسوا كمن قيل فيهم: وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وكتابة العبد ابتياع نفسه من سيده بما يؤديه من كسبه، قال تعالى: وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ
واشتقاقها يصح أن يكون من الكتابة التي هى الإيجاب، وأن يكون من الكتب الذي هو النظم والإنسان يفعل ذلك.
(كتم) : الكتمان ستر الحديث، يقال كتمته كتما وكتمانا، قال تعالى:
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وقال: وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ- وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ- وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وقوله: الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فكتمان الفضل هو كفران النعمة ولذلك قال بعده. وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً وقوله: وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً قال ابن عباس: إن المشركين إذا رأوا أهل القيامة لا يدخل الجنة إلا من لم يكن مشركا قالوا: وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ فتشهد عليهم جوار حهم فحينئذ يودون أن لم يكتموا اللَّه حديثا. وقال الحسن: فى الآخرة مواقف فى بعضها يكتمون وفى بعضها لا يكتمون، وعن بعضهم لا يكتمون اللَّه حديثا هو أن تنطق جوارحهم.
(كثب) : قال تعالى: وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا أي رملا متراكما وجمعه أكثبة وكثب وكثبان، والكثيبة القليل من اللبن والقطعة من التمر سميت بذلك لاجتماعها، وكثب إذا اجتمع، والكاثب الجامع، والتكثيب الصيد إذا أمكن من نفسه، والعرب تقول أكثبك الصيد فارمه، وهو من الكثب أي القرب.
(كثر) : قد تقدم أن الكثرة والقلة يستعملان فى الكمية المنفصلة كالأعداد، قال تعالى: وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً- وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ- بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ وقال: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً وقال:
وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً- وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إلى آيات كثيرة وقوله تعالى: بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ فإنه جعلها كثيرة اعتبارا بمطاعم الدنيا، وليست الكثرة إشارة إلى العدد فقط بل إلى الفضل، ويقال عدد كثير وكثار وكاثر: زائد، ورجل كاثر إذا كان كثير المال، قال الشاعر:
ولست بالأكثر منهم حصى... وإنما العزة للكاثر
والمكاثرة والتكاثر التبارى فى كثرة المال والعز، قال تعالى: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ وفلان مكثور أي مغلوب فى الكثرة، والمكثار متعارف فى كثرة الكلام، والكثر
وروى: «لا قطع فى ثمر ولا كثر»
وقوله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ قيل هو نهر فى الجنة يتشعب عنه الأنهار، وقيل بل هو الخير العظيم الذي أعطاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وقد يقال للرجل السخي كوثر، ويقال تكوثر الشيء كثر كثرة متناهية، قال الشاعر:
وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا
(كدح) : الكدح السعى والعناء، قال تعالى: إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً وقد يستعمل استعمال الكدم فى الأسنان، قال الخليل: الكدح دون الكدم.
(كدر) : الكدر ضد الصفاء، يقال عيش كدر والكدرة فى اللون خاصة، والكدورة فى الماء وفى العيش، والانكدار تغير من انتثار الشيء، قال تعالى: وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ، وانكدر القوم على كذا إذا قصدوا متناثرين عليه.
(كدى) : الكدية صلابة فى الأرض، يقال حفر فأكدى إذا وصل إلى كدية، واستعير ذلك للطالب المخفق والمعطى المقل، قال تعالى: أَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى.
(كذب) : قد تقدم القول فى الكذب مع الصدق وأنه يقال فى المقال والفعال قال تعالى: إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ، وقوله تعالى:
وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ وقد تقدم أنه كذبهم فى اعتقادهم لا فى مقالهم، ومقالهم كان صدقا، وقوله تعالى: لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ فقد نسب الكذب إلى نفس الفعل كقولهم فعلة صادقة وفعلة كاذبة، قوله: ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ يقال رجل كذاب وكذوب وكذبذب وكيذبان كل ذلك للمبالغة ويقال لا مكذوبة أي لا أكذبك وكذبتك حديثا، قال تعالى: الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، ويتعدى إلى مفعولين نحو صدق فى قوله تعالى: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ يقال كذبه كذبا وكذابا، وأكذبته. وجدته كاذبا، وكذبته: نسبته إلى الكذب صادقا كان أو كاذبا، وما جاء فى القرآن ففى تكذيب الصادق نحو قوله تعالى: كَذَّبُوا بِآياتِنا- رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ-
- كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا- كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ- وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ- وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وقال تعالى: فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ قرىء بالتخفيف والتشديد، ومعناه لا يجدونك كاذبا ولا يستطيعون أن يثبتوا كذبك، وقوله تعالى: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا أي علموا أنهم تلقوا من جهة الذين أرسلوا إليهم بالكذب فكذبوا نحو فسقوا وزنوا وخطئوا إذا نسبوا إلى شىء من ذلك، وذلك قوله: إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ وقرىء:
كَذَّبُوا بالتخفيف من قولهم كذبتك حديثا أي ظن المرسل إليهم أن المرسل قد كذبوهم فيما أخبروهم به أنهم إن لم يؤمنوا بهم نزل بهم العذاب وإنما ظنوا ذلك من إمهال اللَّه تعالى إياهم وإملائه لهم، وقوله تعالى: لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً الكذاب التكذيب والمعنى لا يكذبون فيكذب بعضهم بعضا، ونفى التكذيب عن الجنة يقتضى نفى الكذب عنها وقرىء: كِذَّاباً من المكاذبة أي لا يتكاذبون تكاذب الناس فى الدنيا، يقال حمل فلان على فرية وكذب كما يقال فى ضده صدق. وكذب لبن الناقة إذا ظن أن يدوم مدة فلم يدم. وقولهم كذب عليك الحج قيل معناه وجب فعليك به، وحقيقته أنه فى حكم الغائب البطيء وقته كقولك قد فات الحج فبادر أي كاد يفوت. وكذب عليك العسل بالنصب أي عليك بالعسل وذلك إغراء، وقيل العسل هاهنا العسلان وهو ضرب من العدو، والكذابة ثوب ينقش بلون صبغ كأنه موشى وذلك لأنه يكذب بحاله.
(كر) : الكر العطف على الشيء بالذات أو بالفعل، ويقال للحبل المفتول كر وهو فى الأصل مصدر وصار اسما وجمعه كرور، قال تعالى: ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ- فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ- وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً- لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً والكر كرة رحى زور البعير ويعبر بها عن الجماعة المجتمعة، والكركرة تصريف الريح السحاب، وذلك مكرر من كر.
(كرب) : الكرب الغم الشديد، قال تعالى: فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ والكربة كالغمة وأصل ذلك من كرب الأرض وهو قلبها بالحفر فالغم يثير النفس إثارة ذلك، وقيل فى مثل: الكراب على البقر، وليس ذلك من
(كرس) : الكرسي فى تعارف العامة اسم لما يقعد عليه، قال تعالى:
وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ وهو فى الأصل منسوب إلى الكرس أي المتلبد أي المجتمع. ومنه الكراسة للمتكرس من الأوراق، وكرست البناء فتكرس، قال العجاج:
يا صاح هل تعرف رسما مكرسا... قال: نعم أعرفه، وأبلسا
والكرس أصل الشيء، يقال هو قديم الكرس وكل مجتمع من الشيء كرس، والكروس المتركب بعض أجزاء رأسه إلى بعضه لكبره، وقوله تعالى: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فقد روى عن ابن عباس أن الكرسي العلم، وقيل كرسيه ملكه، وقال بعضهم: هو اسم الفلك المحيط بالأفلاك، قال: ويشهد لذلك ما
روى: «ما السموات السبع فى الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة».
(كرم) : الكرم إذا وصف اللَّه تعالى به فهو اسم لإحسانه وإنعامه المتظاهر نحو قوله تعالى: فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه، ولا يقال هو كريم حتى يظهر ذلك منه. قال بعض العلماء: الكرم كالحرية إلا أن الحرية قد تقال فى المحاسن الصغيرة والكبيرة والكرم لا يقال إلا فى المحاسن الكبيرة كمن ينفق مالا فى تجهيز جيش فى سبيل اللَّه وتحمل حمالة ترقىء دماء قوم، وقوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ فإنما كان كل ذلك لأن الكرم الأفعال المحمودة وأكرمها وأشرفها ما يقصد به وجه اللَّه تعالى، فمن قصد ذلك بمحاسن فعله فهو التقى، فإذا أكرم الناس أتقاهم، وكل شىء شرف فى بابه فإنه يوصف بالكرم، قال تعالى: أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ- وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ- إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ- وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً والإكرام والتكريم أن يوصل إلى الإنسان إكرام أي نفع لا يلحقه فيه غضاضة، أو أن يجعل ما يوصل إليه شيئا كريما أي شريفا، قال تعالى: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ وقوله: بَلْ عِبادٌ
أي جعلهم كراما، قال: كِراماً كاتِبِينَ، وقال: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ- وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ، وقوله: ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ منطو على المعنيين.
(كره) : قيل الكره والكره واحد نحو: الضعف والضّعف، وقيل الكرة المشقة التي تنال الإنسان من خارج فيما يحمل عليه بإكراه، والكره ما يناله من ذاته وهو يعافه، وذلك على ضربين، أحدهما: ما يعاف من حيث الطبع والثاني ما يعاف من حيث العقل أو الشرع، ولهذا يصح أن يقول الإنسان فى الشيء الواحد إنى أريده وأكرهه بمعنى أنى أريده من حيث الطبع وأكرهه من حيث العقل أو الشرع، أو أريده من حيث العقل أو الشرع وأكرهه من حيث الطبع، وقوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ أي تكرهونه من حيث الطبع ثم بين ذلك بقوله تعالى: وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ أنه لا يجب للإنسان أن يعتبر كراهيته للشىء أو محبته له حتى يعلم حاله.
وكرهت يقال فيهما جميعا إلا أن استعماله فى الكره أكثر، قال تعالى: وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ- وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ- وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ، وقوله: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ تنبيه أن أكل لحم الأخ شىء قد جبلت النفس على كراهتها له وإن تجراه الإنسان، وقوله: لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وقرىء كرها، والإكراه يقال فى حمل الإنسان على ما يكرهه وقوله: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ فنهى عن حملهن على ما فيه كره وكره، وقوله: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ فقد قيل كان ذلك فى ابتداء الإسلام فإنه كان يعرض على الإنسان الإسلام فإن أجاب وإلا ترك. والثاني: أن ذلك فى أهل الكتاب فإنهم إن أرادوا الجزية والتزموا الشرائط تركوا. والثالث:
أنه لا حكم لمن أكره على دين باطل فاعترف به ودخل فيه كما قال: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ. الرابع: لا اعتداد فى الآخرة بما يفعل الإنسان فى الدنيا من الطاعة كرها فإن اللَّه تعالى يعتبر السرائر ولا يرضى إلا الإخلاص ولهذا
قال عليه الصلاة والسلام: «الأعمال بالنيات»
وقال: «أخلص يكفك القليل من العمل»
الخامس: معناه لا يحمل الإنسان على أمر مكروه فى الحقيقة مما يكلفهم اللَّه بل يحملون على نعيم الأبد، ولهذا
قال عليه الصلاة والسلام: «عجب ربكم من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل»
السادس: أن الدين الجزاء،
أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ إلى قوله: طَوْعاً وَكَرْهاً قيل معناه أسلم من فى السموات طوعا ومن فى الأرض كرها أي الحجة أكرهتهم وألجأتهم كقولك الدلالة أكرهتنى على القول بهذه المسألة وليس هذا من الكره المذموم. الثاني:
أسلم المؤمنون طوعا والكافرون كرها إذ لم يقدروا أن يمتنعوا عليه بما يريد بهم ويقضيه عليهم. الثالث: عن قتادة أسلم المؤمنون طوعا والكافرون كرها عند الموت حيث قال: فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ الآية. الرابع: عنى بالكره من قوتل وألجئ إلى أن يؤمن. الخامس: عن أبى العالية ومجاهد أن كلا أقر بخلقه إياهم وإن أشركوا معه. كقوله: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ السادس: عن ابن عباس: أسلموا بأحوالهم المنبئة عنهم وإن كفر بعضهم بمقالهم وذلك هو الإسلام فى الذر الأول حيث قال: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى وذلك هو دلائلهم التي فطروا عليها من العقل المقتضى لأن يسلموا، وإلى هذا أشار بقوله: وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ السابع: عن بعض الصوفية أن من أسلم طوعا هو من طالع المثيب والمعاقب لا الثواب والعقاب فأسلم له، ومن أسلم كرها هو من طالع الثواب والعقاب فأسلم رغبة ورهبة ونحو هذه الاية. وقوله وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً.
(كسب) : الكسب ما يتحراه الإنسان مما فيه اجتلاب نفع وتحصيل حظ ككسب المال، وقد يستعمل فيما يظن الإنسان أنه يجلب منفعة ثم استجلب به مضرة. والكسب يقال فيما أخذه لنفسه ولغيره ولهذا قد يتعدى إلى مفعولين فيقال كسبت فلانا كذا، والاكتساب لا يقال إلا فيما استفدته لنفسك فكل اكتساب كسب وليس كل كسب اكتسابا، وذلك نحو خبز واختبز وشوى واشتوى وطبخ واطبخ، وقوله تعالى: أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ
روى أنه قيل للنبى صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أي الكسب أطيب؟ فقال عليه الصلاة والسلام، عمل الرجل بيده، وقال: إن أطيب ما يأكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه»
وقال تعالى: لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وقد ورد فى القرآن فى فعل الصالحات والسيئات فمما استعمل فى الصالحات قوله تعالى: أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً وقوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً إلى قوله: مِمَّا كَسَبُوا: ومما يستعمل فى السيئات: أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما
- أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا- إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ- فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ وقال:
فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ- وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا- وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها وقوله: ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ فمتناول لهما. والاكتساب قد ورد فيهما، قال فى الصالحات:
لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وقوله: لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ فقد قيل خص الكسب هاهنا بالصالح والاكتساب بالسيىء، وقيل عنى بالكسب ما يتحراه من المكاسب الأخروية، وبالاكتساب، ما يتحراه من المكاسب الدنيوية، وقيل عنى بالكسب ما يفعله الإنسان من فعل خير وجلب نفع إلى غيره من حيثما يجوز وبالاكتساب ما يحصله لنفسه من نفع يجوز تناوله، فنبه على أن ما يفعله الإنسان لغيره من نفع يوصله إليه فله الثواب وأن ما يحصله لنفسه وإن كان متناولا من حيثما يجوز على الوجه فقلما ينفك من أن يكون عليه، إشارة إلى ما قيل: «من أراد الدنيا فليوطن نفسه على المصائب»، وقوله تعالى: أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
ونحو ذلك.
(كسف) : كسوف الشمس والقمر استتارهما بعارض مخصوص، وبه شبه كسوف الوجه والحال فقيل كاسف الوجه وكاسف الحال، والكسفة قطعة من السحاب والقطن ونحو ذلك من الأجسام المتخلخلة الحائلة وجمعهما كسف، قال: وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً- فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ- أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً وكسفا بالسكون. فكسف جمع كسفة نحو سدرة وسدر: وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ قال أبو زيد: كسفت الثوب أكسفه كسفا إذا قطعته قطعا، وقيل كسفت عرقوب الإبل، قال بعضهم: هو كسحت لا غير.
(كسل) : الكسل التثاقل عما لا ينبغى التثاقل عنه ولأجل ذلك صار مذموما، يقال كسل فهو كسل وكسلان وجمعه كسالى وكسالى، قال تعالى:
وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى وقيل فلان لا يكسله المكاسل، وفحل كسل يكسل عن الضراب، وامرأة مكسال فاترة عن التحرك.
فبات له دون الصبا وهى قرة | لحاف ومصقول الكساء رقيق |
حتى أرى فارس الصموت على | أكساء خيل كانها الإبل |
(كشف) : كشفت الثوب عن الوجه وغيره ويقال كشف غمه، قال تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ- فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ- لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ- أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ، وقوله: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ قيل أصله من قامت الحرب على ساق أي ظهرت الشدة، وقال بعضهم أصله من تذمير الناقة، وهو أنه إذا أخرج رجل الفصيل من بطن أمه، فيقال كشف عن الساق.
(كشط) : قال تعالى: وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ وهو من كسط الناقة أي تنحية الجلد عنها ومنه استعير انكشط روعه أي زال.
(كظم) : الكظم مخرج النفس، يقال أخذ بكظمه والكظوم احتباس النفس ويعبر به عن السكوت كقولهم فلان لا يتنفس إذا وصف بالمبالغة فى السكوت، وكظم فلان حبس نفسه، قال تعالى: إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ، وكظم الغيظ حبسه، قال تعالى: وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ ومنه كظم البعير إذا ترك الاجتزاز، وكظم السقاء شده بعد ملئه مانعا لنفسه، والكاظمة حلقة تجمع فيها الخيوط فى طرف حديدة الميزان، والسير الذي يوصل بوتر القوس، والكظائم خروق بين البئرين يجرى فيها الماء كل ذلك تشبيه بمجرى النفس وتردده فيه.
(كعب) : كعب الرجل: العظم الذي عند ملتقى القدم والساق، قال تعالى: وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ والكعبة كل بيت على هيئته فى التربيع
(كف) : الكف: كف الإنسان وهى ما بها يقبض ويبسط، وكففته أصبت كفه وكففته أصبته بالكف ودفعته بها. وتعورف الكف بالدفع على أي وجه كان بالكف كان أو غيرها حتى قيل رجل مكفوف لمن قبض بصره، وقوله تعالى: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ أي كافا لهم عن المعاصي والهاء فيه للمبالغة كقولهم: رواية وعلامة ونسابة، وقوله: وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً قيل معناه كافين لهم كما يقاتلونكم كافين، وقيل معناه جماعة كما يقاتلونكم جماعة، وذلك أن الجماعة يقال لهم الكافة كما يقال لهم الوازعة لقوتهم باجتماعهم وعلى هذا قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وقوله:
فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها فإشارة إلى حال النادم وما يتعاطاه فى حال ندمه. وتكفف الرجل إذا مد يده سائلا، واستكف إذا مد كفه سائلا أو دافعا، واستكف الشمس دفعها بكفة وهو أن يضع كفه على حاجبه مستظلا من الشمس ليرى ما يطلبه، وكفه الميزان تشبيه بالكف فى كفها ما يوزن بها وكذا كفة الحبالة، وكففت الثوب إذا خطت نواحيه بعد الخياطة الأولى.
(كفت) : الكفت القبض والجمع، قال تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً أي تجمع الناس أحياءهم وأمواتهم، وقيل معناه تضم الأحياء التي هى الإنسان والحيوانات والنبات، والأموات التي هى الجمادات من الأرض والماء وغير ذلك. والكفات قيل هو الطيران السريع، وحقيقته قبض الجناح للطيران، كما قال تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ فالقبض هاهنا كالكفات هناك. والكفت السوق الشديد، واستعمال الكفت فى سوق الإبل كاستعمال القبض فيه كقولهم قبض الراعي الإبل وراعى
وفى الحديث: «اكفتوا صبيانكم بالليل».
(كفر) : الكفر فى اللغة ستر الشيء، ووصف الليل بالكافر لستره الأشخاص، والزراع لستره البذر فى الأرض، وليس ذلك باسم لهما كما قال بعض أهل اللغة لما سمع:
ألقت ذكاء يمينها فى كافر
والكافور اسم أكمام الثمرة التي تكفرها، قال الشاعر:
كالكرم إذ نادى من الكافور
وكفر النعمة وكفرانها سترها بترك أداء شكرها، قال تعالى: فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وأعظم الكفر جحود الوحدانية أو الشريعة أو النبوة، والكفران فى جحود النعمة أكثر استعمالا، والكفر فى الدين أكثر والكفور فيهما جميعا قال تعالى: فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً- فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً ويقال منهما كفر فهو كافر، قال فى الكفران: لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ وقال تعالى: وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ وقوله: وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ أي تحريت كفران نعمتى، وقال تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ ولما كان الكفران يقتضى جحود النعمة صار يستعمل فى الجحود، قال: وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ أي جاحد له وساتر، والكافر على الإطلاق متعارف فيمن يجحد الوحدانية أو النبوة أو الشريعة أو ثلاثتها، وقد يقال كفر لمن أخل بالشريعة وترك ما لزمه من شكر اللَّه عليه، قال: مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ يدل على ذلك مقابلته بقوله: وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ وقال: وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ وقوله: وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ أي لا تكونوا أئمة فى الكفر فيقتدى بكم، وقوله: وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ عنى بالكافر الساتر للحق فلذلك، جعله فاسقا، ومعلوم أن الكفر المطلق هو أعم من الفسق، ومعناه من جحد حق اللَّه فقد فسق عن أمر ربه بظلمه. ولما جعل كل فعل محمود من الإيمان جعل كل فعل مذموم من الكفر، وقال فى السحر: وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ
وقوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا إلى قوله كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ وقال: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ إلى قوله: وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ والكفور المبالغ فى كفران النعمة، وقوله: إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ وقال: ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ إن قيل كيف وصف الإنسان هاهنا بالكفور ولم يرض بذلك حتى أدخل علهى إن واللام وكل ذلك تأكيد، وقال فى موضع: وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ فقوله: إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ تنبيه على ما ينطوى عليه الإنسان من كفران النعمة وقلة ما يقوم بأداء الشكر، وعلى هذا قوله: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ولذلك قال:
وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ قوله: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً تنبيه أنه عرفه الطريقين كما قال تعالى: وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ فمن سالك سبيل الشكر، ومن سالك سبيل الكفر، وقوله: وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً فمن الكفر ونبه بقوله: كانَ أنه لم يزل منذ وجد منطويا على الكفر. والكفّار أبلغ من الكفور لقوله: كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ وقال: وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ- إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ- إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً وقد أجرى الكفار مجرى الكفور فى قوله: إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ والكفّار فى جمع الكافر المضاد للإيمان أكثر استعمالا كقوله: أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ وقوله: لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ والكفرة فى جمع كافر النعمة أشد استعمالا فى قوله تعالى: أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ألا ترى أنه وصف الكفرة بالفجرة؟ والفجرة قد يقال للفساق من المسلمين. وقوله: جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ أي من الأنبياء ومن يجرى مجراهم ممن بذلوا النصح فى أمر اللَّه فلم يقبل منهم. وقوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا قيل عنى بقوله إنهم آمنوا بموسى ثم كفروا بمن بعده. والنصارى آمنوا بعيسى ثم كفروا بمن بعده. وقيل آمنوا بموسى ثم كفروا بموسى إذ لم يؤمنوا بغيره، وقيل هو ما قال:
وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي إلى قوله: وَاكْفُرُوا آخِرَهُ ولم يرد أنهم آمنوا مرتين وكفروا مرتين، بل ذلك إشارة إلى أحوال كثيرة. وقيل كما يصعد الإنسان فى الفضائل فى ثلاث درجات ينعكس فى الرذائل فى ثلاث درجات والآية إشارة إلى ذلك. ويقال كفر فلان إذا اعتقد الكفر، ويقال ذلك إذا أظهر الكفر وإن لم يعتقد ولذلك قال تعالى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ويقال كفر فلان بالشيطان إذا كفر بسببه، وقد يقال
لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ- لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا ويقال: كفرت الشمس النجوم سترتها ويقال الكافر للحساب الذي يغطى الشمس والليل، قال الشاعر:
ألقت ذكاء يمينها فى كافر
وتكفر فى السلاح أي تغطى فيه، والكافور أكمام الثمرة أي التي تكفر الثمرة، قال الشاعر:
كالكرم إذ نادى من الكافور
والكافور الذي هو من الطيب، قال تعالى: كانَ مِزاجُها كافُوراً.
(كفل) : الكفالة الضمان، تقول تكفلت بكذا وكفلته فلانا وقرىء:
وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا أي كفلها اللَّه تعالى، ومن خفف جعل الفعل لزكريا، المعنى تضمنها، قال تعالى: وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا، والكفيل الحظ الذي فيه الكفاية كأنه تكفل بأمره نحو قوله تعالى: فَقالَ أَكْفِلْنِيها أي
رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وقيل لم يعن بقوله كفلين أي نعمتين اثنتين بل أراد النعمة المتوالية المتكفلة بكفايته، ويكون تثنيته على حد ما ذكرنا فى قولهم لبيك وسعديك، وأما قوله: مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً إلى قوله: يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها فإن الكفل هاهنا ليس بمعنى الأول بل هو مستعار من الكفل وهو الشيء الرديء واشتقاقه من الكفل وهو أن الكفل لما كان مركبا ينبوا براكبه صار متعارفا فى كل شدة كالسيساء وهو العظم الناتي من ظهر الحمار فيقال لأحملنك على الكفل وعلى السيساء، ولأركبنك الحسرى الرزايا، قال الشاعر:
وحملناهم على صعبة زو | راء يعلونها بغير وطاء |
(كفؤ) : الكفء فى المنزلة والقدر، ومنه الكفاء لشقة تنضح بالأخرى فيجلل بها مؤخر البيت، يقال فلان كفء لفلان فى المناكحة أو المحاربة ونحو ذلك، قال تعالى: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ومنه المكافأة أي المساواة والمقابلة فى الفعل، وفلان كفؤ لك فى المضادة، والإكفاء قلب الشيء كأنه إزالة المساواة، ومنها الإكفاء فى الشعر، ومكفأ الوجه أي كاسد اللون وكفيؤه، ويقال لناتج الإبل ليست تامة كفأة، وجعل فلان إبله كفأتين إذا لقح كل سنة قطعة منها.
(كفى) : الكفاية ما فيه سد الخلة وبلوغ المراد فى الأمر، قال تعالى:
وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ- إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ وقوله تعالى: وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً قيل معناه: كفى اللَّه شهيدا، والباء زائدة وقيل معناه اكتف باللَّه شهيدا، والكفية من القوت ما فيه كفاية والجمع كفى، ويقال كافيك فلان من رجل كقولك حسبك من رجل.
ليس الفتى كل الفتى... إلا الفتى فى أدبه
أي التام الفتوة. والثاني الضام للذوات وذلك يضاف تارة إلى جمع معرف بالألف واللام نحو قولك كل القوم، وتارة إلى ضمير ذلك نحو قوله تعالى: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ وقوله: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ أو إلى نكرة مفردة نحو قوله: وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ- وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ إلى غيرها من الآيات وربما عرى عن الإضافة ويقدر ذلك فيه نحو قوله: كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ- وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ- وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً- وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ- كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ- وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ إلى غير ذلك فى القرآن مما يكثر تعداده. ولم يرد فى شىء من القرآن ولا فى شىء من كلام الفصحاء الكل بالألف واللام وإنما ذلك شىء يجرى فى كلام المتكلمين والفقهاء ومن نحا نحوهم. والكلالة اسم لما عدا الولد والوالد من الورثة، وقال ابن عباس: هو اسم لمن عدا الولد،
وروى أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم سئل عن الكلالة فقال:
«من مات وليس له ولد ولا والد»
فجعله اسما للميت وكلا القولين صحيح.
فإن الكلالة مصدر يجمع الوارث والموروث جميعا وتسميتها بذلك إما لأن النسب كل عن اللحوق به أو لأنه قد لحق به بالعرض من أحد طرفيه وذلك لأن الانتساب ضربان، أحدهما: بالعمق كنسبة الأب والابن، والثاني بالعرض كنسبة الأخ والعم، قال قطرب: الكلالة اسم لما عدا الأبوين والأخ، وليس بشىء، وقال بعضهم هو اسم لكل وارث كقول الشاعر:
والمرء يبخل بالحقو... ق وللكلالة ما يسيم
من أسام الإبل إذا أخرجها للمرعى ولم يقصد الشاعر بما ظنه هذا وإنما خص الكلالة ليزهد الإنسان فى جمع المال لأن ترك المال لهم أشد من تركه للأولاد، وتنبيها أن من خلفت له المال فجار مجرى الكلالة وذلك كقولك ما تجمعه فهو للعدو، وتقول العرب لم يرث فلان كذا كلالة لمن تخصص بشىء قد كان لأبيه، قال الشاعر:
ورثتم قناة الملك غير كلالة | عن ابني مناف عبد شمس وهاشم |
(كلب) : الكلب الحيوان النباح والأنثى كلبة والجمع أكلب وكلاب وقد يقال للجمع كليب، قال تعالى: كَمَثَلِ الْكَلْبِ وقال: وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ وعنه اشتق الكلب للحرص ومنه يقال هو أحرص من كلب، ورجل كلب: شديد الحرص، وكلب كلب أي مجنون يكلب بلحوم الناس فيأخذه شبه جنون، ومن عقره كلب أي يأخذه داء فيقال رجل كلب وقوم كلبى، قال الشاعر:
دماؤهم من الكلب الشفاء
وقد يصيب الكلب البعير. ويقال أكلب الرجل: أصاب إبله ذلك، وكلب الشتاء اشتد برده وحدته تشبيها بالكلب الكلب، ودهر كلب، ويقال أرض كلبة إذا لم ترو فتيبس تشبيها بالرجل الكلب لأنه لا يشرب فييبس والكلّاب والمكلّب الذي يعلم الكلب، قال تعالى: وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ وأرض مكلبة كثيرة الكلاب، والكلب المسمار فى قائم السيف، والكلبة سير يدخل تحت السير الذي تشد به المزادة فيخرز به، وذلك لتصوره بصورة الكلب فى الاصطياد به، وقد كلبت الأديم خرزته بذلك، قال الشاعر:
سير صناع فى أديم تكلبه
والكلب نجم فى السماء مشبه بالكلب لكونه تابعا لنجم يقال له الراعي، والكلبتان آلة مع الحدادين سميا بذلك تشبيها بكلبين فى اصطيادهما وثنى اللفظ لكونهما اثنين، والكلوب شىء يمسك به، وكلاليب البازي مخلبه اشتق من الكلب لإمساكه ما يعلق عليه إمساك الكلب.
(كلف) : الكلف الإيلاع بالشيء، يقال كلف فلان بكذا وأكلفته به جعلته كلفا، والكلف فى الوجه سمى لتصور كلفة به، وتكلف الشيء ما يفعله الإنسان بإظهار كلف مع مشقة تناله فى تعاطيه، وصارت الكلفة فى التعارف اسما
وقول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أنا وأتقياء أمتى برآء من التكلف»
وقوله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها أي ما يعدونه مشقة فهو سعة فى المآل نحو قوله: وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ وقوله تعالى: فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً الآية.
(كلم) : الكلم التأثير المدرك بإحدى الحاستين، فالكلام مدرك بحاسة السمع، والكلم بحاسة البصر، وكلمة جرحته جراحة بان تأثيرها ولاجتماعهما فى ذلك قال الشاعر:
والكلم الأصيل كأرعب الكلم
الكلم الأول جمع كلمة، والثاني جراحات والأرعب الأوسع، وقال آخر:
وجرح اللسان كجرح اليد
فالكلام يقع على الألفاظ المنظومة وعلى المعاني التي تحتها مجموعة، وعند النحويين يقع على الجزء منه اسما كان أو فعلا أو أداة. وعند كثير من المتكلمين لا يقع إلا على الجملة المركبة المقيدة وهو أخص من القول فإن القول يقع عندهم على المفردات، والكلمة تقع عندهم على كل واحد من الأنواع الثلاثة، وقد قيل بخلاف ذلك، قال تعالى: كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وقوله: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ قيل هى قوله: رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وقال الحسن: هى قوله: «ألم تخلقنى بيدك؟ ألم تسكنى جنتك؟ ألم تسجد لى ملائكتك؟ ألم تسبق رحمتك غضبك؟ أرأيت إن تبت أكنت معيدى إلى الجنة؟ قال: نعم» وقيل هى الأمانة المعروضة على السموات والأرض والجبال فى قوله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ الآية، وقوله: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قيل هى الأشياء التي امتحن اللَّه إبراهيم بها من ذبح ولده والختان وغيرهما. وقوله لزكريا: أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ قيل هى كلمة التوحيد وقيل كتاب اللَّه وقيل يعنى به عيسى، وتسمية عيسى بكلمة فى
إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ الآية، وقيل سمى كلمة اللَّه تعالى من حيث إنه صار نبيّا كما سمى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم- ذِكْراً رَسُولًا وقوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الآية فالكلمة هاهنا القضية، فكل قضية تسمى كلمة سواء كان ذلك مقالا أو فعالا، ووصفها بالصدق لأنه يقال قول صدق وفعل صدق، وقوله:
وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ إشارة إلى نحو قوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ الآية، ونبه بذلك أنه لا تنسخ الشريعة بعد هذا، وقيل إشارة إلى ما قال عليه الصلاة والسلام: «أول ما خلق اللَّه تعالى القلم فقال له اجر بما هو كائن إلى يوم القيامة» وقيل الكلمة هى القرآن وتسميته بكلمة كتسميتهم القصيدة كلمة فذكر أنها تتم وتبقى بحفظ اللَّه تعالى إياها، فعبر عن ذلك بلفظ الماضي تنبيها أن ذلك فى حكم الكائن وإلى هذا المعنى من حفظ القرآن أشار بقوله: فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ الآية، وقيل عنى به ما وعد من الثواب والعقاب، وعلى ذلك قوله تعالى: بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ وقوله: كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا الآية، وقيل عنى بالكلمات الآيات المعجزات التي اقترحوها فنبه أن ما أرسل من الآيات تام وفيه بلاغ، وقوله تعالى: لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ رد لقولهم: ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا الآية، وقيل أراد بكلمة ربك أحكامه التي حكم بها وبين أنه شرع لعباده ما فيه بلاغ، وقوله: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وهذه الكلمة فيما قيل هى قوله تعالى: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ الآية، وقوله: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً- وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فإشارة إلى ما سبق من حكمه الذي اقتضاه حكمته وأنه لا تبديل لكلماته، وقوله تعالى: وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ أي بحججه التي جعلها اللَّه تعالى لكم عليهم سلطانا مبينا، أي حجة قوية. وقوله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ هو إشارة إلى ما قال: فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ الآية، وذلك أن اللَّه تعالى جعل قول هؤلاء المنافقين: ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ تبديلا لكلام اللَّه تعالى، فنبه أن هؤلاء لا يفعلون وكيف يفعلون وقد علم اللَّه تعالى منهم أن لا يتأتى ذلك منهم، وقد سبق ذلك حكمه. ومكالمة اللَّه تعالى العبد على ضربين، أحدهما: فى الدنيا، والثاني فى
يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ إلى قوله: أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً.
(كلا) : كلا ردع وزجر وإبطال لقول القائل، وذلك نقيض إي فى الإثبات، قال تعالى: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ إلى قوله (كلا) وقال تعالى: لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إلى غير ذلك من الآيات، وقال تعالى: كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ.
(كلأ) : الكلاءة حفظ الشيء وتبقيته، يقال كلأك اللَّه وبلغ بك أكلأ العمر، واكتلأت بعيني كذا قال تعالى: قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ الآية والمكلأ موضع تحفظ فيه السفن، والكلاء موضع بالبصرة سمى بذلك لأنهم يكلأون سفنهم هناك وعبر عن النسيئة بالكالئ.
وروى أنه عليه الصلاة والسلام: نهى عن الكالئ بالكالئ.
والكلأ العشب الذي يحفظ ومكان مكلأ وكالىء يكثر كلؤه.
(كلا) : كلا فى التثنية ككل فى الجمع وهو مفرد اللفظ مثنى المعنى عبر عنه بلفظ الواحد مرة اعتبارا بلفظه، وبلفظ الاثنين مرة اعتبارا بمعناه قال: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما ويقال فى المؤنث كلتا. ومتى أضيف إلى اسم ظاهر بقي ألفه على حالته فى النصب والجر والرفع، وإذا أضيف إلى مضمر قلبت فى النصب والجر ياء، فيقال: رأيت كليهما ومررت بكليهما، قال تعالى:
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وتقول فى الرفع جاءنى كلاهما.
(كم) : كم عبارة عن العدد ويستعمل فى باب الاستفهام وينصب بعده الاسم الذي يميز به نحو، كم رجلا ضربت؟ ويستعمل فى باب الخبر ويجر بعده الاسم الذي يميز به نحو: كم رجل؟ ويقتضى معنى الكثرة، وقد يدخل من فى
(كمل) : كمال الشيء حصول ما فيه الغرض منه فإذا قيل كمل ذلك فمعناه حصل ما هو الغرض منه وقوله تعالى: وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ تنبيها أن ذلك غاية ما يتعلق به صلاح الولد. وقوله:
لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ تنبيها أنه يحصل لهم كمال العقوبة.
وقوله: تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ قيل إنما ذكر العشرة ووصفها بالكاملة لا ليعلمنا أن السبعة والثلاثة عشرة بل ليبين أن بحصول صيام العشرة يحصل كمال الصوم القائم مقام الهدى، وقيل إن وصفه العشرة بالكاملة استطراد فى الكلام وتنبيه على فضيلة له فيما بين علم العدد وأن العشرة أول عقد ينتهى إليه العدد فيكمل وما بعده يكون مكررا مما قبله فالعشرة هى العدد الكامل.
(كمه) : الأكمه هو الذي يولد مطموس العين وقد يقال لمن تذهب عينه، قال:
كمهت عيناه حتى ابيضتا
(كن) : الكنّ ما يحفظ فيه الشيء، يقال: كننت الشيء كنا جعلته فى كن وخص كننت بما يستر ببيت أو ثوب وغير ذلك من الأجسام، قال تعالى:
كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ- كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ وأكننت بما يستر فى النفس قال تعالى: أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ وجمع الكن أكنان، قال تعالى: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً والكنان الغطاء الذي يكن فيه الشيء والجمع أكنة نحو غطاء وأغطية، قال تعالى: وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وقوله تعالى: وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ قيل معناه فى غطاء عن تفهم ما تورده علينا كما قالوا: يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ الآية وقوله: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ قيل عنى بالكتاب المكنون اللوح المحفوظ، وقيل هو قلوب المؤمنين، وقيل ذلك إشارة إلى كونه محفوظا عند اللَّه تعالى كما قال: وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ وسميت المرأة المتزوجة كنة لكونها فى كن من حفظ زوجها كما سميت محصنة لكونها فى حصن من حفظ زوجها، والكنانة جعبة غير مشقوقة.
(كنز) : الكنز جعل المال بعضه على بعض وحفظه وأصله من كنزت التمر فى الوعاء، وزمن الكناز وقت ما يكنز فيه التمر، وناقة كناز مكتنزة اللحم.
وقوله تعالى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ أي يدخرونها، وقوله:
فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ وقوله: لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أي مال عظيم وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما قيل كان صحيفة علم.
(كهف) : الكهف الغار فى الجبل وجمعه كهوف، قال تعالى: أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ الآية.
(كهل) : الكهل من وخطه الشيب، قال تعالى: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ واكتهل النبات إذا شارف اليبوسة مشارفة الكهل الشيب، قال:
مؤزر بهشيم النبت مكتهل
(كهن) : الكاهن هو الذي يخبر بالأخبار الماضية الخفية الحفية بضرب من الظن، والعراف الذي يخبر بالأخبار المستقبلة على نحو ذلك ولكون هاتين الصناعتين مبنيتين على الظن الذي يخطىء ويصيب قال عليه الصلاة والسلام:
«من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على أبى القاسم» ويقال كهن فلان كهانة إذا تعاطى ذلك وكهن إذا تخصص بذلك، وتكهن تكلف ذلك، وقال تعالى: وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ.
(كوب) : الكوب قدح لا عروة له وجمعه أكواب، قال تعالى:
بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ والكوبة الطبل الذي يلعب به.
(كيد) : الكيد ضرب من الاحتيال وقد يكون مذموما وممدوحا وإن كان يستعمل فى المذموم أكثر وكذلك الاستدراج والمكر ويكون بعض ذلك محمودا، قال تعالى: كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ وقوله: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ قال بعضهم: أراد بالكيد العذاب، والصحيح أنه هو الإملاء والإمهال المؤدى إلى العقاب كقوله: إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً أَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ
فخص الخائنين تنبيها أنه قد يهدى كيد من لم يقصد بكيده خيانة ككيد يوسف بأخيه وقوله: لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ أي لأريدن بها سوءا. وقال:
فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ وقوله: فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ وقال: كَيْدُ ساحِرٍ- فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ويقال فلان يكيد بنفسه أي يجود بها وكاد الزند إذا تباطأ بإخراج ناره. ووضع كاد لمقاربة الفعل، يقال كاد يفعل إذا لم يكن قد فعل، وإذا كان معه حرف نفى يكون لما قد وقع ويكون قريبا من أن لا يكون نحو قوله تعالى: لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا- وَإِنْ كادُوا- تَكادُ السَّماواتُ- يَكادُ الْبَرْقُ- يَكادُونَ يَسْطُونَ- إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ولا فرق بين أن يكون حرف النفي متقدما عليه أو متأخرا عنه نحو قوله: وَما كادُوا يَفْعَلُونَ- لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ وقلما يستعمل فى كاد أن إلا فى ضرورة الشعر، قال:
قد كاد من طول البلى أن يمحصا
أي يمضى ويدرس.
(كور) : كور الشيء إدارته وضم بعضه إلى بعض ككور العمامة، وقوله تعالى: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ فإشارة إلى جريان الشمس فى مطالعها وانتقاص الليل والنهار وازديادهما. وطعنه فكوره إذا ألقاه مجتمعا، واكتار الفرس إذا أدار ذنبه فى عدوه، وقيل لإبل كثيرة كور، وكوارة النحل معروفة والكور الرحل، وقيل لكل مصر كورة وهى البقعة التي يجتمع فيها قرى ومحال.
(كأس) : قال تعالى: مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً والكأس الإناء بما فيه من الشراب وسمى كل واحد منهما بانفراده كأسا، يقال شربت كأسا، وكأس طيبة يعنى بها الشراب، قال: وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ وكأست الناقة تكؤس إذا مشت على ثلاثة قوائم، والكيس جودة القريحة، وأكأس الرجل وأكيس إذا ولد أولادا أكياسا، وسمى الغدر كيسان تصورا أنه ضرب من استعمال الكيس أو لأن كيسان كان رجلا عرف بالغدر ثم سمى كل غادر به كما أن الهالكى كان حدادا عرف بالحدادة ثم سمى كل حداد هالكيّا.
(كيل) : الكيل كيل الطعام. يقال كلت له الطعام إذا توليت ذلك له، وكلته الطعام إذا أعطيته كيلا، واكتلت عليه أخذت منه كيلا، قال اللَّه تعالى:
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذا كالُوهُمْ وذلك إن كان مخصوصا بالكيل فحث على تحرى العدل فى كل ما وقع فيه أخذ ودفع وقوله:
فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ- فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ- كَيْلَ بَعِيرٍ مقدار حمل بعير.
(كان) : كان عبارة عما مضى من الزمان وفى كثير من وصف اللَّه تعالى تنبىء عن معنى الأزلية، قال تعالى: وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً- وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً وما استعمل منه فى جنس الشيء متعلقا بوصف له هو موجود فيه فتنبيه على أن ذلك الوصف لازم له، قليل الانفكاك منه نحو قوله فى الإنسان:
وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً- وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً- وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا فذلك تنبيه على أن ذلك الوصف لازم له قليل الانفكاك منه. وقوله فى وصف الشيطان: وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا- وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً وإذا استعمل فى الزمان الماضي فقد يجوز أن يكون المستعمل فيه بقي على حالته كما تقدم ذكره آنفا، ويجوز أن يكون قد تغير نحو كان فلان كذا ثم صار كذا. ولا فرق بين أن يكون الزمان المستعمل فيه كان قد تقدم تقدما كثيرا نحو أن تقول: كان فى أول ما أوجد اللَّه تعالى، وبين أن يكون فى زمان قد تقدم بآن واحد عن الوقت الذي استعملت فيه كان نحو أن تقول كان آدم كذا، وبين أن يقال كان زيد هاهنا، ويكون بينك وبين ذلك الزمان أدنى وقت ولهذا صح أن يقال: كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا فأشار بكان أن عيسى وحالته التي شاهده عليها قبيل. وليس قول من قال هذا إشارة إلى الحال بشىء لأن
(كوى) : كويت الدابة بالنار كيّا، قال تعالى: فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وكى علة لفعل الشيء وكيلا لانتفائه، نحو قوله تعالى: كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً.
(كاف) : الكاف للتشبيه والتمثيل، قال تعالى: فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ معناه وصفهم كوصفه وقوله: كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ الآية، فإن ذلك ليس بتشبيه وإنما هو تمثيل كما يقول النحويون مثلا فالاسم كقولك زيد أي مثاله قولك زيد والتمثيل أكثر من التشبيه لأن كل تمثيل تشبيه، وليس كل تشبيه تمثيلا.
(لب) : اللب العقل الخالص من الشوائب وسمى بذلك لكونه خالص ما فى الإنسان من معانيه كاللباب واللب من الشيء، وقيل هو ما زكى من العقل فكل لب عقل وليس كل عقل لبّا. ولهذا علق اللَّه تعالى الأحكام التي لا يدركها إلا العقول الزكية بأولى الألباب نحو قوله: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً إلى قوله: أُولُوا الْأَلْبابِ ونحو ذلك من الآيات، ولب فلان يلب صار ذا لب وقالت امرأة فى ابنها اضربه كى يلب ويقود الجيش ذا اللجب. ورجل ألبب من قوم ألباء، وملبوب معروف باللب، وألب بالمكان أقام وأصله فى البعير وهو أن يلقى لبته فيه أي صدره، وتلبب إذا تحزم وأصله أن يشد لبته، ولببته ضربت لبته وسمى اللبة لكونه موضع اللب، وفلان فى لبب رخى أي فى سعة.
وقولهم لبيك قيل أصله من لب بالمكان وألب أقام به وثنى لأنه أراد إجابة بعد إجابة، وقيل أصله لبب فأبدل من أحد الباءات ياء نحو تظنيت وأصله تظننت، وقيل هو من قولهم امرأة لبة أي محبة لولدها، وقيل معناه إخلاص لك بعد إخلاص من قولهم لب الطعام أي خالصه ومنه حسب لباب.
(لبث) : لبث بالمكان أقام به ملازما له، قال تعالى: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ- فَلَبِثْتَ سِنِينَ قال: كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ- قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ- لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً- لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً- ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ.
(لبد) : قال تعالى: يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً أي مجتمعة، الواحدة لبدة كاللبد المتلبد أي المجتمع، وقيل معناه كانوا يسقطون عليه سقوط اللبد، وقرىء لِبَداً أي متلبدا ملتصقا بعضها ببعض للتزاحم عليه، وجمع اللبد ألباد ولبود. وقد ألبدت السرج جعلت له لبدا وألبدت الفرس ألقيت عليه اللبد نحو أسرجته وألجمته وألببته، واللبدة القطعة منها. وقيل هو أمنع من لبدة الأس؟؟؟ من صدره، ولبد الشعر وألبد بالمكان لزمه لزوم لبده، ولبدت الإبل لبدا أكثرت من الكلأ حتى أتعبها وقوله تعالى: مالًا لُبَداً أي كثيرا متلبدا، وقيل ماله سبد ولا لبد، ولبد طائر من شأنه أن يلصق بالأرض وآخر نسور لقمان كان يقال له لبد، وألبد
(لبس) : لبس الثوب استتر به وألبسه غيره ومنه قوله تعالى:
يَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً واللباس واللبوس واللبس ما يلبس، قال تعالى: قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وجعل اللباس لكل ما يغطى من الإنسان عن قبيح فجعل الزوج لزوجه لباسا من حيث إنه يمنعها ويصدها عن تعاطى قبيح، قال تعالى:
هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ فسماهن لباسا كما سماها الشاعر إزارا فى قوله:
فدى لك من أخى ثفة إزارى
وجعل التقوى لباسا على طريق التمثيل والتشبيه، قال تعالى: وَلِباسُ التَّقْوى وقوله: صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ يعنى به الدرع وقوله: فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ، وجعل الجوع والخوف لباسا على التجسيم والتشبيه تصويرا له، وذلك بحسب ما يقولون تدرع فلان الفقر ولبس الجوع ونحو ذلك، قال الشاعر:
وكسوتهم من خير برد منجم
نوع من برود اليمن يعنى به شعرا، وقرأ بعضهم: وَلِباسُ التَّقْوى من اللبس أي الستر وأصل اللبس ستر الشيء ويقال ذلك فى المعاني، يقال لبست عليه أمره، قال تعالى: وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ وقال: وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ- لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ- الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ ويقال فى الأمر لبسة أي التباس ولا بست الأمر إذا زاولته ولا بست فلانا خالطته وفى فلان ملبس أي مستمع، قال الشاعر:
وبعد المشيب طول عمر وملبسا
(لبن) : اللبن جمعه ألبان، قال تعالى: وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وقال: مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً، ولابن كثر عنده لبن ولبنته سقيته إياه وفرس ملبون، وألبن فلان كثر لبنه فهو ملبن. وألبنت الناقة فهى ملبن إذا كثر لبنها إما خلقة وإما أن يترك فى ضرعها حتى يكثر، والملبن ما يجعل فيه
(لج) : اللجاج التمادي والعناد فى تعاطى الفعل المزجور عنه وقد لج فى الأمر يلج لجاجا، قال تعالى: وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ- بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ومنه لجة الصوت بفتح اللام أي تردده ولجة البحر بالضم تردد أمواجه، ولجة الليل تردد ظلامه، ويقال فى كل واحد لج ولج، قال: فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ منسوب إلى لجة البحر، وما روى وضع اللج على قفى، أصله قفاى فقلب الألف ياء وهو لغة فعبارة عن السيف المتموج ماؤه، واللجلجة التردد فى الكلام وفى ابتلاع الطعام، قال الشاعر:
يلجلج مضغة فيها أنيض
أي غير منضج ورجل لجلج ولجلاج فى كلامه تردد، وقيل الحق أبلج والباطل لجلج أي لا يستقيم فى قول قائله وفى فعل فاعله بل يتردد فيه.
(لحد) : اللحد حفرة مائلة عن الوسط وقد لحد القبر حفره كذلك وألحده وقد لحدت الميت وألحدته جعلته فى اللحد، ويسمى اللحد ملحدا وذلك اسم موضع من ألحدته، وألحده بلسانه إلى كذا مال، قال تعالى: لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ من لحد وقرىء: يُلْحِدُونَ من ألحد، وألحد فلان مال عن الحق، والإلحاد ضربان: إلحاد إلى الشكر باللَّه، وإلحاد إلى الشرك بالأسباب، فالأول ينافى الإيمان ويبطله، والثاني يوهن عراه ولا يبطله. ومن هذا النحو قوله:
وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ وقوله تعالى: الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ، والإلحاد فى أسمائه على وجهين: أحدهما أن يوصف بما لا يصح وصفه به والثاني: أن يتأول أوصافه على ما لا يليق به، والتحد إلى كذا مال إليه، قال تعالى: وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً أي التجاء أو موضع التجاء. وألحد السهم الهدف: مال فى أحد جانبيه.
(لحف) : قال تعالى: لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً، أي إلحاحا ومنه
(لحق) : لحقته ولحقت به أدركته، قال تعالى: بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ- وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ويقال ألحقت كذا، قال بعضهم:
يقال ألحقه بمعنى لحقه وعلى هذا قوله: (إن عذابك بالكفار ملحق) وقيل هو من ألحقت به كذا فنسب الفعل إلى العذاب تعظيما له، وكنى عن الدعي بالملحق.
(لحم) : اللحم جمعه لحام ولحوم ولحمان، قال تعالى: وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ ولحم الرجل كثر عليه اللحم فضخم فهو لحيم ولاحم، وشاحم صار ذا لحم وشحم نحو لابن وتامر، ولحم: ضرى باللحم ومنه باز لحم وذئب لحم أي كثير أكل اللحم وبيت لحم أي فيه لحم،
وفى الحديث: «إن اللَّه يبغض قوما لحمين»
وألحمه أطعمه اللحم وبه شبه المرزوق من الصيد فقيل ملحم وقد يوصف المرزوق من غيره به، وبه شبه ثوب ملحم إذا تداخل سداه ويسمى ذلك الغزل لحمة تشبيها بلحمه البازي، ومنه قيل: «الولاء لحمة كلحمة النسب» وشجة متلاحمة اكتست اللحم، ولحمت اللحم عن العظم قشرته، ولحمت الشيء وألحمته ولا حمت بين الشيئين لأمتهما تشبيها بالجسم إذا صار بين عظامه لحم يلحم به، واللحام ما يلحم به الإناء وألحمت فلانا قتلته وجعلته لحما للسباع، وألحمت الطائر أطعمته اللحم، وألحمتك فلانا أمكنتك من شتمه وثلبه وذلك كتسمية الاغتياب والوقيعة بأكل اللحم، نحو قوله: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً، وفلان لحيم فعيل كأنه جعل لحما للسباع، والملحمة المعركة، والجمع الملاحم.
(لحن) : اللحن صرف الكلام عن سننه الجاري عليه إما بإزالة الإعراب أو التصحيف وهو المذموم وذلك أكثر استعمالا، وإما بإزالته عن التصريح وصرفه بمعناه إلى تعريض وفحوى وهو محمود عند أكثر الأدباء من حيث البلاغة وإياه قصد الشاعر بقوله:
وخير الحديث ما كان لحنا
وإياه قصد بقوله تعالى: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ومنه قيل للفطن بما يقتضى
وفى الحديث: «لعل بعضكم ألحن بحجته من بعض»
أي ألسن وأفصح وأبين كلاما وأقدر على الحجة.
(لدد) : الألد الخصم الشديد التأبى وجمعه لد، قال تعالى: وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ وقال: وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا وأصل الألد الشديد اللدد أي صفحة العنق وذلك إذا لم يمكن صرفه عما يريده، وفلان يتلدد أي يتلفت، واللدود ما سقى الإنسان من دواء فى أحد شقى وجهه وقد التددت ذلك.
(لدن) : لدن أخص من عند لأنه يدل على ابتداء نهاية نحو أقمت عنده من لدن طلوع الشمس إلى غروبها فيوضع لدن موضع نهاية الفعل. وقد يوضع موضع عند فيما حكى، يقال أصبت عنده مالا ولدنه مالا، قال بعضهم لدن أبلغ من عند وأخص، قال تعالى: فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً- رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً- فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا- وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً- عَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً- لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ويقال من لدن، ولد، ولد، ولدى. واللدن اللين.
(لدى) : لدى يقارب لدن، قال تعالى: وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ.
(لزب) : اللازب الثابت الشديد الثبوت، قال تعالى: مِنْ طِينٍ لازِبٍ ويعبر باللازب عن الواجب فيقال ضربة لازب، واللزبة السنة الجدبة الشديدة وجمعها اللزبات.
(لزم) : لزوم الشيء طول مكثه ومنه يقال لزمه يلزمه لزوما، والإلزام ضربان: إلزام بالتسخير من اللَّه تعالى أو من الإنسان، وإلزام بالحكم والأمر نحو قوله تعالى: أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ وقوله: وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وقوله: فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً أي لازما وقوله: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى.
(لسن) : اللسان الجارحة وقوتها وقوله تعالى: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يعنى به من قوة لسانه فإن العقدة لم تكن فى الجارحة وإنما كانت فى قوته
(لطف) : اللطيف إذا وصف به الجسم فضد الجثل وهو الثقيل، يقال شعر جئل أي كثير، ويعبر باللطافة واللطف عن الحركة الخفيفة وعن تعاطى الأمور الدقيقة، وقد يعبر باللطائف عما لا الحاسة تدركه، ويصح أن يكون وصف اللَّه تعالى به على هذا الوجه وأن يكون لمعرفته بدقائق الأمور، وأن يكون لرفقه بالعباد فى هدايتهم. قال تعالى: اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ- إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ أي يحسن الاستخراج تنبيها على ما أوصل إليه يوسف حيث ألقاه إخوته فى الجب، وقد يعبر عن التحف المتوصل بها إلى المودة باللطف، ولهذا قال:
«تهادوا تحابوا» وقد ألطف فلان أخاه بكذا.
(لظى) : اللظى اللهب الخالص، وقد لظيت النار وتلظت، قال تعالى: ناراً تَلَظَّى أي تتلظى، ولظى غير مصروفة اسم لجهنم قال تعالى:
إِنَّها لَظى.
(لعب) : أصل الكلمة اللعاب وهو البزاق السائل، وقد لعب يلعب لعبا سال لعابه، ولعب فلان إذا كان فعله غير قاصد به مقصدا صحيحا يلعب لعبا قال تعالى: وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ- وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وقال: أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ- قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ- وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ واللّعبة للمرة الواحد واللعبة الحالة التي عليها اللاعب، ورجل تلعابة ذو تلعب، واللعبة ما يلعب به، والملعب موضع اللعب، وقيل لعاب النحل للعسل، ولعاب الشمس ما يرى فى الجو كنسج العنكبوت، وملاعب ظله طائر كأنه يلعب بالظل.
(لعن) : اللعن الطرد والإبعاد على سبيل السخط وذلك من اللَّه تعالى فى
(لعل) : لعل طمع وإشفاق، وذكر بعض المفسرين أن لعل من اللَّه واجب وفسر فى كثير من المواضع بكى، وقالوا إن الطمع والإشفاق لا يصح على اللَّه تعالى ولعل وإن كان طمعا فإن ذلك يقتضى فى كلامهم تارة طمع المخاطب، وتارة طمع غيرهما. فقوله تعالى فيما ذكر عن قوم فرعون: لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ فذلك طمع منهم، وقوله فى فرعون: لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى فإطماع لموسى عليه السلام مع هرون، ومعناه فقولا له قولا لينا راجين أن يتذكر أو يخشى. وقوله تعالى: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ أي يظن بك الناس ذلك وعلى ذلك قوله: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ وقال تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أي أذكروا اللَّه راجين الفلاح كما قال فى صفة المؤمنين: يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ.
(لغب) : اللغوب التعب والنصب، يقال أتانا ساغبا لاغبا أي جائعا تعبا، قال تعالى: وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ وسهم لغب إذا كان قذذه ضعيفة، ورجل لغب ضعيف بين اللغابة. وقال أعرابى: فلان لغوب أحمق جاءته كتابى فاحتقرها، أي ضعيف الرأى فقيل له فى ذلك: لم أنثت الكتاب وهو مذكر؟
فقال أو ليس صحيفة.
(لغا) : اللغو من الكلام ما لا يعتد به وهو الذي يورد لا عن روية وفكر فيجرى مجرى اللغا وهو صوت العصافير ونحوها من الطيور، قال أبو عبيدة: لغو ولغا نحو عيب وعاب وأنشدهم:
عن اللغا ورفث التكلم
يقال لغيت تلغى نحو لقيت تلقى، وقد يسمى كل كلام قبيح لغوا. قال تعالى:
ولست بمأخوذ بلغو تقوله | إذا لم تعمّد عاقدات العزائم |
كما ألغيت فى الدية الحوارا
ولغى بكذا أي لهج به لهج العصفور بلغاه أي بصوته، ومنه قيل للكلام الذي يلهج به فرقة فرقة لغة.
(لفف) : قال تعالى: جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً أي منضما بعضكم إلى بعض، يقال لففت الشيء لفا وجاءوا ومن لف لفهم أي من انضم إليهم، وقوله تعالى: وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً أي التف بعضها ببعض لكثرة الشجر، قال:
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ والألف الذي يتدانى فخذاه من سمنه، والألف أيضا السمين الثقيل البطيء من الناس، ولف رأسه فى ثيابه والطائر رأسه تحت جناحه، واللفيف من الناس المجتمعون من قبائل شتى وسمى الخليل كل كلمة اعتل منها حرفان أصليان لفيفا.
(لفت) : يقال لفته عن كذا صرفه عنه، قال تعالى: قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا أي تصرفنا ومنه التفت فلان إذا عدل عن قبله بوجهه، وامرأة لفوت تلفت من زوجها إلى ولدها من غيره، واللفتية ما يغلظ من العصيدة.
(لفح) : يقال لفحيته الشمس والسموم، قال تعالى: تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وعنه استعير لفحته بالسيف.
ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.
(لفى) : ألفيت وجدت، قال اللَّه تعالى: قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا- وَأَلْفَيا سَيِّدَها.
(لقب) : اللقب اسم يسمى به الإنسان سوى اسمه الأول ويراعى فيه المعنى بخلاف الإعلام، ولمراعاة المعنى فيه قال الشاعر:
وقلما أبصرت عيناك ذا لقب | إلا ومعناه إن فتشت فى لقبه |
(لقح) : يقال لقحت الناقة تلقح لقحا ولقاحا، وكذلك الشجرة، وألقح الفحل الناقة والريح السحاب، قال تعالى: وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ أي ذوات لقاح وألقح فلان النخل ولقحها واستلقحت النخلة وحرب لا قح تشبيها بالناقة اللاقح، وقيل اللقحة الناقة التي لها لبن وجمعها لقاح ولقّح والملاقيح النوق التي فى بطنها أولادها، ويقال ذلك أيضا للأولاد ونهى عن بيع الملاقيح والمضامين فالملاقيح هى ما فى بطون الأمهات، والمضامين ما فى أصلاب الفحول واللقاح ماء الفحل، واللقاح الحي الذي لا يدين لأحد من الملوك كأنه يريد أن يكون حاملا لا محمولا.
(لقف) : لقفت الشيء ألقفه وتلقفته تناولته بالحذق سواء فى ذلك تناوله بالفم أو اليد، قال تعالى: فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ.
(لقم) : لقمان اسم الحكيم المعروف واشتقاقه يجوز أن يكون من لقمت الطعام ألقمه وتلقمته ورجل تلقام كثير اللقم، واللقيم أصله الملتقم ويقال لطرف الطريق اللقم.
(لقى) : اللقاء مقابلة الشيء ومصادفته معا، وقد يعبر به عن كل واحد منهما، يقال لقيه يلقاه لقاء ولقيا ولقية، ويقال ذلك فى الإدراك بالحسن وبالبصر
لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً وملاقاة اللَّه عزّ وجلّ عبارة عن القيامة وعن المصير إليه، قال: وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وقالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ واللقاء الملاقاة، قال: وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا- إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ- فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا أي نسيتم القيامة والبعث والنشور، وقوله تعالى: يَوْمَ التَّلاقِ أي يوم القيامة وتخصيصه بذلك لالتقاء من تقدم ومن تأخر والتقاء أهل السماء والأرض وملاقاة كل أحد بعمله الذي قدمه، ويقال لقى فلان خيرا وشرّا، قال الشاعر:
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره
وقال آخر:
تلقى السماحة منه والندى خلقا
ويقال لقيته بكذا إذا استقبلته به، قال تعالى: وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً- وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وتلقاه كذا أي لقيه، قال تعالى: وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ- وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ والإلقاء طرح الشيء حيث تلقاه أي تراه ثم صار فى المتعارف اسما لكل طرح، قال تعالى: فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ- قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ وقال تعالى: قالَ أَلْقُوا- قالَ أَلْقِها يا مُوسى فَأَلْقاها وقال: فليلقه اليم بالساحل- وإذا ألقوا فيها- كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ- وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ وهو نحو قوله: وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ويقال ألقيت إليك قولا وسلاما وكلاما ومودة، قال: تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ- فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ- وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وقوله: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا فإشارة إلى ما حمل من النبوة والوحى وقوله تعالى:
أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ فعبارة عن الإصغاء إليه وقوله: فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً فإنما ألقى تنبيها على أنه دهمهم وجعلهم فى حكم غير المختارين.
(لم) : تقول لممت الشيء جمعته وأصلحته ومنه لممت شعثه. قال:
وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا واللمم مقاربة المعصية ويعبر به عن الصغيرة ويقال فلان يفعل كذا لمما أي حينا بعد حين وكذلك قوله: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ
وهو من قولك ألممت بكذا أي نزلت به وقاربته من غير مواقعة، ويقال زيارته إلمام أي قليلة، ولم نفى للماضى وإن كان يدخل على الفعل المستقبل ويدخل عليه ألف الاستفهام للتقرير نحو: أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً- أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى.
(لما) : يستعمل على وجهين، أحدهما: لنفى الماضي وتقريب الفعل نحو: وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا. والثاني: علما للظرف نحو قوله تعالى:
فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أي فى وقت مجيئه وأمثلتها تكثر.
(لمح) : اللمح لمعان البرق ورأيته لمحة البرق، قال تعالى: كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ويقال لأرينك لمحا باصرا أي أمرا واضحا.
(لمز) : اللمز لمعان البرق ورأيته لمحة البرق، قال تعالى: كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ويقال لأرينك لمحا باصرا أي أمرا واضحا.
(لمز) : اللمز الاغتياب وتتبع المعاب، يقال لمزه يلمزه ويلمزه، قال تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ- الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ- وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ أي لا تلمزوا الناس فيلمزونكم فتكونوا فى حكم من لمز نفسه، ورجل لماز ولمزة كثير اللمز، قال تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ.
(لمس) : اللمس إدراك بظاهر البشرة، كالمس، ويعبر به عن الطلب كقول الشاعر:
وألمسه فلا أجده
وقال تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ الآية ويكنى به وبالملامسة عن الجماع، وقرىء لامَسْتُمُ- وَ- لامَسْتُمُ النِّساءَ حملا على المس وعلى الجماع، ونهى عليه الصلاة والسلام عن بيع الملامسة وهو أن يقول إذا لمست ثوبى أو لمست ثوبك، فقد وجب البيع بيننا واللماسة الحاجة. المقاربة.
(لهب) : اللهب اضطرام النار، قال: وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ- سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ واللهيب ما يبدو من اشتعال النار، ويقال للدخان وللغبار لهب، وقوله: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ فقد قال بعض المفسرين إنه لم يقصد بذلك مقصد كنيته التي اشتهر بها، وإنما قصد إلى إثبات النار له وأنه من أهلها وسماه بذلك كما يسمى المثير للحرب والمباشر لها أبو الحرب وأخو الحرب. وفرس
(لهث) : لهث يلهث لهثا، قال اللَّه تعالى: فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ وهو أن يدلع لسانه من العطش. قال ابن دريد: اللهث يقال للإعياء وللعطش جميعا.
(لهم) : الإلهام إلقاء الشيء فى الروع ويختص ذلك بما كان من جهة اللَّه تعالى وجهة الملأ الأعلى. قال تعالى: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها وذلك نحو ما عبر عنه بلمة الملك وبالنفث فى الروع
كقوله عليه الصلاة والسلام: «إن للملك لمة وللشيطان لمة»
وكقوله عليه الصلاة والسلام: «إن روح القدس نفث فى روعى»
وأصله من التهام الشيء وهو ابتلاعه، والتهم الفصيل ما فى الضرع وفرس لهم كأنه يلتهم الأرض لشدة عدوه.
(لهى) : اللهو ما يشغل الإنسان عما يعنيه ويهمه، يقال لهوت بكذا ولهيت عن كذا اشتغلت عنه بلهو، قال: إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ- وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ويعبر عن كل ما به استمتاع باللهو، قال تعالى:
لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً ومن قال أراد باللهو المرأة والولد فتخصيص لبعض ما هو من زينة الحياة الدنيا التي جعل لهوا ولعبا ويقال ألهاه كذا أي شغله عما هو أهم إليه، قال: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ- رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وليس ذلك نهيا عن التجارة وكراهية لها بل هو نهى عن التهافت فيها والاشتغال عن الصلوات والعبادات بها، ألا ترى إلى قوله: لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ- لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وقوله: لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ أي ساهية مشتغلة بما لا يعنيها، واللهوة ما يشغل به الرحى مما يطرح فيه وجمعها لهاء وسميت العطية لهوة تشبيها بها، واللهاة اللحمة المشرفة على الحلق وقيل بل هو أقصى الفم.
(لات) : اللات والعزى صنمان، وأصل اللات اللَّه فحذفوا منه الهاء وأدخلوا التاء فيه وأنثوه تنبيها على قصوره عن اللَّه تعالى وجعلوه مختصا بما يتقرب به إلى اللَّه تعالى فى زعمهم، وقوله: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ قال الفراء:
معناه ليس، وقال أبو بكر العلاف: أصله ليس فقلبت الياء ألفا وأبدل من السين تاء كما قالوا نات فى ناس. وقال بعضهم: أصله لا، وزيد فيه تاء التأنيث تنبيها على الساعة أو المدة كأنه قيل ليست الساعة أو المدة حين مناص.
(ليت) : يقال لاته عن كذا يليته صرفه عنه ونقصه حقا له ليتا، قال:
لا يَلِتْكُمْ أي لا ينقصكم من أعمالكم، لات وألات بمعنى نقص وأصله رد الليت أي صفحة العنق. وليت طمع، وتمن، قال: لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا- يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً
- يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا، وقول الشاعر:
وليلة ذات دجى سريت... ولم يلتنى عن هواها ليت
معناه لم يصرفنى عنه قولى ليته كان كذا. وأعرب ليت هاهنا فجعله اسما.
كقوله الآخر:
إن ليتا وإن لوا عناء
وقيل معناه لم يلتنى عن هواها لائت أي صارف فوضع المصدر موضع اسم الفاعل.
(لوح) : اللوح واحد ألواح السفينة، قال: وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ وما يكتب فيه من الخشب وغيره، وقوله: فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ فكيفيته تخفى علينا إلا بقدر ما روى لنا فى الأخبار وهو المعبر عنه بالكتاب فى قوله: إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ واللوح العطش ودابة ملواح سريع العطش واللوح أيضا بضم اللام الهواء بين السماء والأرض والأكثرون على فتح اللام إذا أريد به العطش، وبضمه إذا كان بمعنى الهواء ولا يجوز فيه غير الضم.
ولوحه الحر غيره، ولاح الحر لوحا حصل فى اللوح، وقيل هو مثل لمح. ولاح البرق، وألاح إذا أومض وألاح بسيفه أشار به.
(لوذ) : قال تعالى: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً هو من قولهم لاوذ بكذا يلاوذ لواذا وملاوذة إذا استتر به أي يستترون فيلتجئون
(لوط) : لوط اسم علم واشتقاقه من لاط الشيء بقلبي يلوط لوطا وليطا،
وفي الحديث «الولد ألوط- آي الصق بالكبد»
وهذا أمر لا يلتاط بصقرى أي لا يلصق بقلبي، ولطت الحوض بالطين لوطا ملطته به، وقولهم تلوط فلان إذا تعاطى فعل قوم لوط، فمن طريق الاشتقاق فإنه اشتق من لفظ لوط الناهي عن ذلك لا من لفظ المتعاطين له.
(لوم) : اللوم عذل الإنسان بنسبته إلى ما فيه لوم، يقال لمته فهو ملوم، قال: فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ- فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ- وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ- فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فإنه ذكر اللوم تنبيها على أنه إذا لم يلاموا لم يفعل بهم ما فوق اللوم. وألام استحق اللوم، قال: نَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ
والتلاوم أن يلوم بعضهم بعضا، قال: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ وقوله: وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ قيل هى النفس التي اكتسبت بعض الفضيلة فتلوم صاحبها إذا ارتكب مكروها فهى دون النفس المطمئنة، وقيل بل هى النفس التي قد اطمأنت فى ذاتها وترشحت لتأديب غيرها فهى فوق النفس المطمئنة، ويقال رجل لومة يلوم الناس، ولومة يلومه الناس، نحو سخرة وسخرة وهزأة وهزأة، واللومة الملامة واللائمة الأمر الذي يلام عليه الإنسان.
(ليل) : يقال ليل وليلة وجمعها ليال وليائل وليلات، وقيل ليل أليل، وليلة ليلاء. وقيل أصل ليلة ليلاة بدليل تصغيرها على لييلة، وجمعها على ليال، قال: وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ- وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى - وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً- إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ- وَلَيالٍ عَشْرٍ- ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا.
(لون) : اللون معروف وينطوى على الأبيض والأسود وما يركب منهما، ويقال تلون إذا اكتسى لونا غير اللون الذي كان له، قال: وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وقوله: وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ فإشارة إلى أنواع الألوان واختلاف الصور التي يختص كل واحد بهيئة غير هيئة صاحبه وسحناء غير سحنائه مع كثرة عددهم، وذلك تنبيه على سعة قدرته.
(لين) : اللين ضد الخشونة ويستعمل ذلك فى الأجسام ثم يستعار للخلق وغيره من المعاني، فيقال فلان لين، وفلان خشن، وكل واحد منهما يمدح به طورا، ويذم به طورا بحسب اختلاف المواقع، قال تعالى: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وقوله: ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ فإشارة إلى إذعانهم للحق وقبولهم له بعد تأبيهم منه وإنكارهم إياه، وقوله: ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أي من نخلة ناعمة، ومحرجه مخرج فعلة نحو حنطة، ولا يختص بنوع منه دون نوع.
(لؤلؤ) : يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وقال: كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ جمعه لآلىء، وتلألأ الشيء لمع لمعان اللؤلؤ، وقيل لا أفعل ذلك ما لألأت الظباء بأذنابها.
(لوى) : اللى فتل الحبل، يقال لويته ألويه ليا، ولوى يده ولوى رأسه وبرأسه أماله، لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ أمالوها، ولوى لسانه بكذا كناية عن الكذب وتخرص الحديث، قال تعالى: يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ وقال: لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ ويقال فلان لا يلوى على أحد إذا أمعن فى الهزيمة، قال تعالى: إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وذلك كما قال الشاعر:
ترك الأحبة أن تقاتل دونه | ونجا برأس طمرة وثاب |
(لو) : لو قيل هو لامتناع الشيء لامتناع غيره ويتضمن معنى الشرط نحو: قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ.
(لولا) : لولا يجىء على وجهين أحدهما بمعنى امتناع الشيء لوقوع غيره ويلزم خبره الحذف ويستغنى بجوابه عن الخبر نحو: لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ والثاني: بمعنى هلا ويتعقبه الفعل نحو: لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا أي هلا وأمثلتهما تكثر فى القرآن.
فتقول لا، وتقديره لا خرجت. ويكون قلما يذكر بعده الفعل الماضي إلا إذا فصل بينهما بشىء نحو لا رجلا ضربت ولا امرأة، أو يكون عطفا نحو لا خرجت ولا ركبت، أو عند تكريره نحو: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى أو عند الدعاء نحو قولهم لا كان ولا أفلح، ونحو ذلك. فمما نفى به المستقبل قوله: لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ وقد يجىء «لا» داخلا على كلام مثبت، ويكون هو نافيا لكلام محذوف نحو: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وقد حمل على ذلك قوله: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ- فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ- فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ- فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وعلى ذلك قول الشاعر:
فلا وأبيك ابنة العامري
وقد حمل على ذلك قول عمر رضى اللَّه عنه وقد أفطر يوما فى رمضان، فظن أن الشمس قد غربت ثم طلعت: لا، نقضيه ما تجانفنا الإثم فيه، وذلك أن قائلا قال له قد أثمنا فقال لا، نقضيه. فقوله «لا» رد لكلامه قد أثمنا ثم استأنف فقال نقضيه. وقد يكون لا للنهى نحو: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ- وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ وعلى هذا النحو: يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ وعلى ذلك:
لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وقوله: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فنفى قيل تقديره إنهم لا يعبدون، وعلى هذا: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وقوله: ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ يصح أن يكون لا تقاتلون فى موضع الحال: مالكم غير مقاتلين. ويجعل لا مبنيا مع النكرة بعده فيقصد به النفي نحو: فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وقد يكرر الكلام فى المتضادين ويراد إثبات الأمر فيهما جميعا نحو أن يقال ليس زيد بمقيم ولا ظاعن أي يكون تارة كذا وتارة كذا، وقد يقال ذلك ويراد إثبات حالة بينهما نحو أن يقال ليس بأبيض ولا أسود وإنما يراد إثبات حالة أخرى له، وقوله لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ فقد قيل معناه إنها شرقية وغربية وقيل معناه مصونة عن الإفراط والتفريط. وقد يذكر «لا» ويراد به سلب المعنى دون إثبات شىء ويقال له الاسم غير المحصل نحو لا إنسان إذا قصدت سلب الإنسانية، وعلى هذا قول العامة لاحد أي لا أحد.
ضرب لتعدية الفعل ولا يجوز حذفه نحو: وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وضرب للتعدية لكن قد يحذف كقوله: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ- فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً فأثبت فى موضع وحذف فى موضع. الثاني للملك والاستحقاق وليس نعنى بالملك ملك العين بل قد يكون ملكا لبعض المنافع أو لضرب من التصرف فملك العين نحو: وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ- وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وملك التصرف كقولك لمن يأخذ معك خشبا خذ طرفك، لآخذ طرفى، وقولهم للَّه كذا نحو للَّه درك، فقد قيل إن القصد أن هذا الشيء لشرفه لا يستحق ملكه غير اللَّه، وقيل القصد به أن ينسب إليه إيجاده أي هو الذي أوجده إبداعا لأن الموجودات ضربان: ضرب أوجده بسبب طبيعى أو صنعة آدمي، وضرب أوجده إبداعا كالفلك والسماء ونحو ذلك. وهذا الضرب أشرف وأعلى فيما قيل. ولام الاستحقاق نحو قوله: وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ- وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وهذا كالأول لكن الأول لما قد حصل فى الملك وثبت وهذا لما لم يحصل بعد ولكن هو فى حكم الحاصل من حيثما قد استحق. وقال بعض النحويين: اللام فى قوله:
وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ بمعنى على أي عليهم اللعنة، وفى قوله: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وليس ذلك بشىء وقيل قد تكون اللام بمعنى إلى فى قوله:
بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها وليس كذلك لأن الوحى للنحل جعل ذلك له بالتسخير والإلهام وليس ذلك كالوحى الموحى إلى الأنبياء فنبه باللام على جعل ذلك الشيء له بالتسخير. وقوله: وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً معناه لا تخاصم الناس لأجل الخائنين، ومعناه كمعنى قوله: وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ
وليست اللام هاهنا كاللام فى قولك لا تكن للَّه خصيما لأن اللام هاهنا داخل على المفعول ومعناه لا تكن خصيم اللَّه. الثالث لام الابتداء نحو:
لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى - لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا- لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً الرابع: الداخل فى باب إن إما فى اسمه إذا تأخر نحو: إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً أو فى خبره نحو: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ- إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ أو فيما يتصل بالخبر إذا تقدم على الخبر نحو: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ فإن تقديره ليعمهون فى سكرتهم. الخامس: الداخل فى إن المخففة فرقا بينه وبين
(متع) : المتوع الامتداد والارتفاع، يقال متع النهار ومتع النبات. إذا ارتفع فى أول النبات، والمتاع انتفاع ممتد الوقت، يقال متعه اللَّه بكذا، وأمتعه وتمتع به، قال: وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ- نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا- فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا- سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ وكل موضع ذكر فيه تمنعوا فى الدنيا فعلى طريق التهديد وذلك لما فيه من معنى التوسع، واستمتع طلب التمتع: رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ- فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ- فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وقوله: وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ تنبيها أن لكل إنسان فى الدنيا تمتعا مدة معلومة وقوله: قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ تنبيها أن ذلك فى جنب الآخرة غير معتد به وعلى ذلك: فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ أي فى جنب الآخرة، قال: وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ ويقال لما ينتفع به فى البيت متاع، قال: ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ وكل ما ينتفع به على وجه ما فهو متاع ومتعة وعلى هذا قوله: وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ أي طعامهم فسماه متاعا، وقيل وعاءهم وكلاهما متاع وهما متلازمان فإن الطعام كان فى الوعاء. وقوله: وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ فالمتاع والمتعة ما يعطى المطلقة لتنتفع به مدة عدتها، يقال أمتعتها ومتعتها، والقرآن ورد بالثاني نحو: فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ وقال: وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ومتعة النكاح هى: أن الرجل كان يشارط المرأة بمال معلوم يعطيها إياه إلى أجل معلوم فإذا انقضى الأجل فارقها من غير طلاق، ومتعة الحج ضم العمرة إليه، قال تعالى: فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وشراب ماتع قيل أحمر وإنما هو الذي يمتع بجودته وليست الحمرة بخاصة للماتع وإن كانت أحد أوصاف جودته، وجمل ماتع قوى، قيل:
وميزانه فى سورة البر ماتع
أي راجح زائد.
(متن) : المتنان مكتنفا الصلب وبه شبه المتن من الأرض، ومتنته ضربت متنه، ومتن قوى متنه فصار متينا ومنه قيل حبل متين وقوله: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ.
شربن بماء البحر ثم ترفعت | متى لجج خضر لهن نئيج |
قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من أحب أن يمثل له الرجال فلينبوأ مقعده من النار»
والتمثال الشيء المصور وتمثل كذا تصور، قال تعالى: فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا
والمثل عبارة عن قول فى شىء يشبه قولا فى شىء آخر بينهما مشابهة ليبين أحدهما الآخر ويصوره نحو قولهم الصيف ضيعت اللبن، فإن هذا القول يشبه قولك أهملت وقت الإمكان أمرك وعلى هذا الوجه ما ضرب اللَّه تعالى من الأمثال فقال:
وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ وفى أخرى: وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ والمثل يقال على وجهين أحدهما: بمعنى المثل نحو شبه وشبه ونقض، قال بعضهم وقد يعبر بهما عن وصف الشيء نحو قوله: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ والثاني: عبارة عن المشابهة لغيره فى معنى من المعاني أي معنى كان وهو أعم الألفاظ الموضوعة للمشابهة وذلك أن الند يقال فيما يشارك فى الجوهر فقط، والشبه يقال فيما يشارك فى الكيفية فقط، والمساوى يقال فيما يشارك فى الكمية فقط، والشكل يقال فيما يشاركه فى القدر والمساحة فقط، والمثل عام فى جميع ذلك ولهذا لما أراد اللَّه تعالى نفى التشبيه من كل وجه خصه بالذكر فقال:
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وأما الجمع بين الكاف والمثل فقد قيل ذلك لتأكيد النفي تنبيها على أنه لا يصح استعمال المثل ولا الكاف فنفى بليس الأمرين جميعا. وقيل المثل هاهنا هو بمعنى الصفة ومعناه ليس كصفته صفة تنبيها على أنه وإن وصف بكثير مما يوصف به البشر فليس تلك الصفات له على حسب ما يستعمل فى البشر، وقوله: لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى أي لهم الصفات الذميمة وله الصفات العلى. وقد منع اللَّه تعالى عن ضرب الأمثال بقوله: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ ثم نبه أنه قد يضرب لنفسه المثل ولا يجوز لنا أن نقتدى به فقال: إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ثم ضرب لنفسه مثلا فقال: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً الآية، وفى هذا تنبيه أنه لا يجوز أن نصفه بصفة مما يوصف به البشر إلا بما وصف به نفسه، وقوله: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا
وعلى هذا النحو ما جاء من أمثاله. والمثال مقابلة شىء بشىء هو نظيره أو وضع شىء ما ليحتذى به فيما يفعل، والمثلة نقمة، تنزل بالإنسان فيجعل مثالا يرتدع به غيره وذلك كالنكال، وجمعه مثلات ومثلات، وقد قرىء:
مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ والمثلات بإسكان الثاء على التخفيف نحو: عضد وعضد، وقد أمثل السلطان فلانا إذا نكل به، والأمثل يعبر به عن الأشبه بالأفاضل والأقرب إلى الخير، وأماثل القوم كناية عن خيارهم، وعلى هذا قوله تعالى: إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً وقال: وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى أي الأشبه بالفضيلة، وهى تأنيث الأمثل.
(مجد) : المجد السعة فى الكرم والجلا، وقد تقدم الكلام فى الكرم، يقال مجد يمجد مجدا ومجادة، وأصل المجد من قولهم مجدت الإبل إذا حصلت فى مرعى كثير واسع، وقد أمجدها الراعي، وتقول العرب فى كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار، وقولهم فى صفة اللَّه تعالى المجيد أي يجرى السعة فى بذل الفضل المختص به وقوله فى صفة القرآن: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ فوصفه بذلك لكثرة ما يتضمن من المكارم الدنيوية والأخروية، وعلى هذا وصفه بالكريم بقوله تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ وعلى نحوه قوله: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ وقوله: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فوصفه بذلك لسعة فيضه وكثرة جوده، وقرىء:
أشار إليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ما الكرسي فى جنب العرش إلا كحلقة ملقاة فى أرض فلاة»
وعلى هذا قوله:
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ والتمجيد من العبد للَّه بالقول وذكر الصفات الحسنة، ومن اللَّه للعبد بإعطائه الفضل.
(محص) : أصل المحص تخليص الشيء مما فيه من عيب كالفحص لكن الفحص يقال فى إبراز شىء من أثناء ما يختلط به وهو منفصل عنه، والمحص يقال فى إبرازه عما هو متصل به، يقال: محصت الذهب ومحّصته إذا أزلت عنه ما يشوبه من خبث، قال تعالى: وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا- وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ فالتمحيص هاهنا كالتزكية والتطهير ونحو ذلك من الألفاظ، ويقال فى الدعاء اللهم محص عنا ذنوبنا، أي أزل ما علق بنا من الذنوب. ومحص الثوب إذا ذهب زئبره، ومحص الحبل يمحص أخلق حتى يذهب عنه وبرة، ومحص الصبى إذا عدا.
(محق) : المحق النقصان ومنه المحاق لآخر الشهر إذا انمحق الهلال وامتحق وانمحق، يقال محقه إذا نقصه وأذهب بركته، قال تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ وقال: وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ.
(محل) : قوله تعالى: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ أي الأخذ بالعقوبة، قال بعضهم: هو من قولهم محل به محلا ومحالا إذا أراده بسوء، قال أبو زيد. محل الزمان قحط، ومكان ما حل ومتماحل وأمحلت الأرض، والمحالة فقارة الظهر والجمع المحال، ولبن ممحل قد فسد، ويقال ما حل عنه أي جادل عنه، ومحل به إلى السلطان إذا سعى به،
وفى الحديث: «لا تجعل القرآن ما حلا بنا»
أي يظهر عندك معايبنا، وقيل بل المحال من الحول والحيلة والميم فيه زائدة.
(محن) : المحن والامتحان نحو الابتلاء، نحو قوله تعالى:
فَامْتَحِنُوهُنَّ وقد تقدم الكلام فى الابتداء، قال تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى وذلك نحو قوله: وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً وذلك نحو قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ
الآية.
(محو) : المحو إزالة الأثر، ومنه قيل للشمال محوة، لأنها تمحو السحاب والأثر، قال تعالى: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ.
وفى الحديث: «استمخروا الريح وأعدوا النبل»
أي فى الاستنجاء والماخور الموضع الذي يباع فيه الخمر، وبنات مخر سحائب تنشأ صيفا.
(مد) : أصل المد الجر، ومنه المدة للوقت الممتد، ومدة الجرح، ومدّ النهر ومده نهر آخر، ومددت عينى إلى كذا، قال تعالى: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ الآية. ومددته فى غيه ومددت الإبل سقيتها المديد وهو بزر ودقيق يخلطان بماء، وأمددت الجيش بمدد والإنسان بطعام، قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وأكثر ما جاء الإمداد فى المحبوب. والمد فى المكروه نحو قوله تعالى:
وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ- أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ- وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ- يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ الآية. وقوله: أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ- وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا- وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ- وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ- وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ فمن قولهم مده نهر آخر، وليس هو مما ذكرناه من الإمداد، والمد المحبوب والمكروه، وإنما هو من قولهم مددت الدواة أمدها، وقوله تعالى: وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً والمد من المكاييل معروف.
(مدن) : المدينة فعيلة عند قوم وجمعها مدن وقد مدنت مدينة، وناس يجعلون الميم زائدة، قال تعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ قال:
وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ- وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ.
(مرر) : المرور المضي والاجتياز بالشيء قال تعالى: وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ
- وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً تنبيها أنهم إذا دفعوا إلى التفوه باللغو كنوا عنه، وإذا سمعوه تصامموا عنه، وإذا شاهدوه أعرضوا عنه، وقوله:
فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا فقوله: مَرَّ هاهنا كقوله:
وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وأمررت الحبل إذا فتلته، والمرير والممر المفتول، ومنه فلان ذو مرة كأنه محكم الفتل قال تعالى: ذُو
ويقال مر الشيء وأمر إذا صار مرا ومنه يقال فلان ما يمر وما يحلى، وقوله: حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ قيل استمرت. وقولهم مرة ومرتين كفعلة وفعلتين وذلك لجزء من الزمان، قال: يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ- وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ- إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً- إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ- سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ، وقوله تعالى: ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
(مرج) : أصل المرج الخلط والمروج الاختلاط، يقال مرج أمرهم اختلط ومرج الخاتم فى إصبعى فهو مارج، ويقال أمر مريج أي مختلط ومنه غصن مريج مختلط، قال تعالى: فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ والمرجان صغار اللؤلؤ، قال تعالى: كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ وقوله: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ من قولهم مرج. ويقال للأرض التي يكثر فيها النبات فتمرج فيه الدواب مرج، وقوله:
مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ أي لهيب مختلط، وأمرجت الدابة فى المرعى أرسلتها فنه فمرجت.
(مرح) : المرح شدة الفرح والتوسع فيه، قال تعالى: وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً وقرىء مرحا أي فرحا ومرحى كلمة تعجب.
(مرد) : قال تعالى: وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ والمارد والمريد من شياطين الجن والإنس المتعرى من الخيرات من قولهم شجر أمرد إذا تعرى من الورق، ومنه قيل رملة مرداء لم تنبت شيئا، ومنه الأمرد لتجرده عن الشعر.
وروى أهل الجنة مرد، فقيل حمل على ظاهره، قيل معناه معرون من الشوائب والقبائح، ومنه قيل مرد فلان عن القبائح ومرد عن المحاسن وعن الطاعة، قال تعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ أي ارتكسوا عن الخير وهم على النفاق، وقوله تعالى: مَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ
أي مملس من قولهم شجرة مرداء إذا لم يكن عليها ورق، وكأن الممرد إشارة إلى قول الشاعر:
فى مجدل شيد بنيانه... يزل عنه ظفر الظافر
ومارد حصن معروف وفى الأمثال: تمرد مارد وعز الأبلق، قاله ملك امتنع عليه هذان الحصنان.
(مرض) : المرض الخروج عن الاعتدال الخاص بالإنسان وذلك
وقال عليه الصلاة والسلام: «وأى داء أدوأ من البخل؟»،
ويقال شمس مريضة إذا لم تكن مضيئة لعارض عرض لها، وأمرض فلان فى قوله إذا عرض، والتمريض القيام على المريض وتحقيقه إزالة المرض عن المريض كالتقذية فى إزالة القذى عن العين.
(مرأ) : يقال مرء ومرأة، وامرؤ وامرأة، قال تعالى: إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ- وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً والمروّة كمال المرء كما أن الرجولية كمال الرجل، والمريء رأس المعدة والكرش اللاصق بالحلقوم، ومرؤ الطعام وأمرأ إذا تخصص بالمريء. لموافقة الطبع، قال تعالى: فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً.
(مرى) : المرية التردد فى الأمر وهو أخص من الشك، قال تعالى:
وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ- فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ- فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ- أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ والامتراء والمماراة المحاجة فيما فيه مرية، قال تعالى: قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ- بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ- أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى - فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وأصله من مريت الناقة إذا مسحت ضرعها للحلب.
(مريم) : مريم اسم أعجمى، اسم أم عيسى عليه السلام.
(مزن) : المزن السحاب المضيء والقطعة منه مزنة، قال تعالى: أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ويقال للهلال الذي يظهر من خلال السحاب
(مزج) : مزج الشراب خلطه والمزاج ما يمزج به، قال تعالى:
مِزاجُها كافُوراً- وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ- مِزاجُها زَنْجَبِيلًا.
(مسس) : المس كاللمس لكن اللمس قد يقال لطلب الشيء، وإن لم يوجد كما قال الشاعر:
وألمسه فلا أجده
والمس يقال فيما يكون معه إدراك بحاسة اللمس وكنى به عن النكاح، فقيل مسها وماسها، قال تعالى: وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وقال:
لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ وقرىء: ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ وقال: أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ والمسيس كناية عن النكاح، وكنى بالمس عن الجنون، قال تعالى: الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ والمس يقال فى كل ما ينال الإنسان من أذى نحو قوله: وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ- ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ- مَسَّنِيَ الضُّرُّ- مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ- مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا- وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ.
(مسح) : المسح إمرار اليد على الشيء وإزالة الأثر عنه، وقد يستعمل فى كل واحد منهما يقال مسحت يدى بالمنديل، وقيل للدرهم الأطلس مسيح وللمكان الأملس أمسح، ومسح الأرض ذرعها وعبر عن السير بالمسح كما عبر عنه بالذرع، فقيل مسح البعير المفازة وذرعها، والمسح فى تعارف الشرع إمرار الماء على الأعضاء، يقال مسحت للصلاة وتمسحت، قال: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ ومسحته بالسيف كناية عن الضرب كما يقال مسست، قال: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وقيل سمى الدجال مسيحا لأنه ممسوح أحد شقى وجهه وهو أنه روى أنه لا عين له ولا حاجب، وقيل سمى عيسى عليه السلام مسيحا لكونه ماسحا فى الأرض أي ذاهبا فيها وذلك أنه كان فى زمانه قوم يسمون المشائين والسياحين لسيرهم فى الأرض، وقيل سمى به لأنه كان يمسح ذا العاهة فيبرأ، وقيل سمى بذلك لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن.
وقال بعضهم إنما كان مشوحا بالعبرانية فعرب فقيل المسيح وكذا موسى كان
(مسخ) : المسخ تشويه الخلق والخلق وتحويلهما من صورة إلى صورة.
قال بعض الحكماء: المسخ ضربان: مسخ خاص يحصل فى العينة وهو مسخ الخلق، ومسخ قد يحصل فى كل زمان وهو مسخ الخلق، وذلك أن يصير الإنسان متخلفا بخلق ذميم من أخلاق بعض الحيوانات نحو أن يصير فى شدة الحرص كالكلب، وفى الشره كالخنزير، وفى الغمارة كالثور، قال وعلى هذا أحد الوجهين فى قوله تعالى: وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ، وقوله:
لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ يتضمن الأمرين وإن كان فى الأول أظهر، والمسيخ من الطعام مالا طعم له، قال الشاعر:
وأنت مسيخ كلحم الحوار
ومسخت الناقة أنضيتها وأزلتها حتى أزلت خلقتها عن حالها والماسخى القواس وأصله كان قواس منسوبا إلى ماسخة وهى قبيلة فسمى كل قواس به كما سمى كل حداد بالهالكي.
(مسد) : المسد ليف يتخذ من جريد النخل أي من غصنه فيمسد أي يفتل، قال تعالى: حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ وامرأة ممسودة مطوية الخلق كالجبل الممسود.
(مسك) : إمساك الشيء التعلق به وحفظه، قال تعالى: فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ وقال: يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ أي يحفظها، واستمسكت بالشيء إذا تحريت الإمساك، قال تعالى:
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ وقال: أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ ويقال تمسكت به ومسكت به، قال: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ
يقال أمسكت عنه كذا أي منعته، قال: هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ وكنى عن البخل بالإمساك. والمسكة من الطعام والشراب ما يمسك الرمق، والمسك الذبل المشدود على المعصم، والمسك الجلد الممسك للبدن.
(مشج) : قال تعالى: أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ أي أخلاط من الدم وذلك عبارة عما جعله اللَّه تعالى بالنطفة من القوى المختلفة المشار إليها بقوله تعالى:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ إلى قوله: خَلْقاً آخَرَ.
(مشى) : المشي الانتقال من مكان إلى مكان بإرادة، قال اللَّه تعالى:
كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ- فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ إلى آخر الآية.
يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً- فَامْشُوا فِي مَناكِبِها ويكنى بالمشي عن النميمة، قال: هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ويكنى به عن شرب المسهل فقيل شربت مشيا ومشوا، والماشية الأغنام، وقيل امرأة ماشية كثر أولادها.
(مصر) : المصر اسم لكل بلد ممصور أي محدود، يقال مصرت مصرا أي بنيته، والمصر الحد وكان من شروط هجر اشترى فلان الدار بمصورها أي حدودها، قال الشاعر:
وجاعل الشمس مصرا لا خفاء به | بين النهار وبين الليل قد فصلا |
(مضغ) : المضغة القطعة من اللحم قدر ما يمضغ ولم ينضج قال الشاعر:
يلجلج مضغة فيها أنيض
أي غير منضج وجعل اسما للحالة التي ينتهى إليها الجنين بعد العلقة، قال تعالى:
فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً وقال تعالى: مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ
والمضاغة ما يبقى عن المضغ فى الفم، والماضغان الشدقان لمضغهما الطعام، والمضائغ العقبات اللواتى على طرفى هيئة القوس الواحدة مضيغة.
(مضى) : المضي والمضاء النفاذ ويقال ذلك فى الأعيان والأحداث، قال تعالى: وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ- فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ.
(مطر) : المطر الماء المنسكب ويوم مطير وماطر وممطر وواد مطير أي ممطور يقال مطرتنا السماء وأمطرتنا، وما مطرت منه بخير، وقيل إن مطر يقال فى الخير، وأمطر فى العذاب، قال تعالى: وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ- وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ- وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً- فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ ومطر وتمطر ذهب فى الأرض ذهاب المطر، وفرس متمطر أي سريع كالمطر، والمستمطر طالب المطر والمكان الظاهر للمطر ويعبر به عن طالب الخير، قال الشاعر:
فواد خطاء وواد مطر
(مطى) : قال تعالى: ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أي يمد مطاه أي ظهره، والمطية ما يركب مطاه من البعير وقد امتطيته ركبت مطاه، والمطو الصاحب المعتمد عليه وتسميته بذلك كتسميته بالظهر.
(مع) : مع يقتضى الاجتماع إما فى المكان نحوهما معا فى الدار، أو فى الزمان نحو ولدا معا، أو فى المعنى كالمتضايفين نحو الأخ والأب فإن أحدهما صار أخا للآخر فى حال ما صار الآخر أخاه، وإما فى الشرف والرتبة نحو: هما معا فى العلو، ويقتضى معنى النصرة وأن المضاف إليه لفظ مع هو المنصور نحو قوله:
لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا أي الذي مع يضاف إليه فى قوله اللَّه معنا هو منصور أي ناصرنا، وقوله: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا- وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ- وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وقوله عن موسى: إِنَّ مَعِي رَبِّي ورجل إمعة من شأنه أن يقول لكل واحد أنا معك. والمعمعة صوت الحريق والشجعان فى الحرب، والمعمعان شدة الحرب.
(معز) : قال تعالى: وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ والمعيز جماعة المعز كما يقال ضئين لجماعة الضأن، ورجل ماعز معصوب الخلق والأمعز والمعزاء المكان الغليظ، واستمعز فى أمره: جد.
(مقت) : المقت البغض الشديد لمن تراه تعاطى القبيح. يقال مقت مقاتة فهو مقيت ومقته فهو مقيت وممقوت، قال: إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلًا وكان يسمى تزوج الرجل امرأة أبيه نكاح المقت، وأما المقيت فمفعل من القوت وقد تقدم.
(مكك) : اشتقاق مكة من تمككت العظم أخرجت مخه، وأمتك الفصيل ما فى ضرع أمه وعبر عن الاستقصاء بالتمكك.
وروى أنه قال عليه الصلاة والسلام: «لا تمكوا على غرمائكم»
وتسميتها بذلك لأنها كانت تمك من ظلم بها أي تدقه وتهلكه، قال الخليل: سميت بذلك لأنها وسط الأرض كالمخ الذي هو أصل ما فى العظم، والمكوك طاس يشرب به ويكال كالصواع.
(مكث) : المكث ثبات مع انتظار، يقال مكث مكثا، قال:
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ، وقرىء مكث، قال: إِنَّكُمْ ماكِثُونَ- فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا.
(مكر) : المكر صرف الغير عما يقصده بحيلة وذلك ضربان: مكر محمود وذلك أن يتحرى بذلك فعل جميل وعلى ذلك قال تعالى: وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ ومذموم وهو أن يتحرى به فعل قبيح، قال: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ- وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا- فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ وقال فى الأمرين: وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وقال بعضهم:
من مكر اللَّه إمهال العبد وتمكينه من أعراض الدنيا ولذلك قال أمير المؤمنين رضى اللَّه عنه: من وسع عليه دنياه ولم يعلم أنه مكر به فهو مخدوع عن عقله.
(مكن) : المكان عند أهل اللغة الموضع الحاوي للشىء، وعند بعض المتكلمين أنه عرض وهو اجتماع جسمين حاو ومحوى وذلك أن يكون سطح الجسم الحاوي محيطا بالمحوى، فالمكان عندهم هو المناسبة بين هذين الجسمين، قال: مَكاناً سُوىً- وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً ويقال: مكنته ومكنت له
ومكنات الطير ومكناتها مقاره، والمكن بيض الضب وبيض مكنون. قال الخليل: المكان مفعل من الكون ولكثرته فى الكلام أجرى مجرى فعال فقيل:
تمكن وتمسكن نحو تمنزل.
(مكا) : مكا الطير يمكو مكاء، صفر، قال تعالى: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً تنبيها أن ذلك منهم جار مجرى مكاء الطير فى قلة الغناء، والمكاء طائر، ومكت استه صوتت.
(ملل) : الملة كالدين وهو اسم لما شرع اللَّه تعالى لعباده على لسان الأنبياء ليتوصلوا به إلى جوار اللَّه، والفرق بينها وبين الدين أن الملة لا تضاف إلا إلى النبي عليه الصلاة والسلام الذي تسند إليه نحو: فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ- وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي ولا تكاد توجد مضافة إلى اللَّه ولا إلى آحاد أمة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ولا تستعمل إلا فى حملة الشرائع دون آحادها، لا يقال ملة اللَّه. ولا يقال ملتى وملة زيد كما يقال دين اللَّه ودين زيد، ولا يقال الصلاة ملة اللَّه. وأصل الملة من أمللت الكتاب، قال تعالى: لْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ- فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ وتقال الملة اعتبارا بالشيء الذي شرعه اللَّه، والدين يقال اعتبارا بمن يقيمه إذ كان معناه الطاعة.
ويقال خبز ملة ومل خبزه يمله ملا، والمليل ما طرح فى النار، والمليلة حرارة يجدها الإنسان، ومللت الشيء أمله أعرضت عنه أي ضجرت، وأمللته من كذا حملته على أن مل من
قوله عليه الصلاة والسلام: «تكلفوا من الأعمال ما تطيقون فإن اللَّه لا يمل حتى تملوا»
فإنه لم يثبت للَّه ملالا بل القصد أنكم تملون واللَّه لا يمل.
(ملح) : الملح الماء الذي تغير طعمه التغير المعروف وتجمد، ويقال له ملح إذا تغير طعمه، وإن لم يتجمد فيقال ماء ملح. وقلما تقول العرب ماء
(ملك) : الملك هو المتصرف بالأمر والنهى فى الجمهور وذلك يختص بسياسة الناطقين ولهذا يقال ملك الناس ولا يقال ملك الأشياء، وقوله: ملك يوم الدين فتقديره الملك فى يوم الدين وذلك لقوله: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ والملك ضربان: ملك هو التملك والتولي، وملك هو القوة على ذلك تولى أو لم يتول. فمن الأول قوله: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها، ومن الثاني قوله: إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً فجعل النبوة مخصوصة والملك عاما، فإن معنى الملك هاهنا هو القوة التي بها يترشح للسياسة لا أنه جعلهم كلهم متولين للأمر فذلك مناف للحكمة كما قيل لا خير فى كثرة الرؤساء. قال بعضهم: الملك اسم لكل من يملك السياسة إما فى نفسه وذلك بالتمكين من زمام قواه وصرفها عن هواها، وإما فى غيره سواء تولى ذلك أو لم يتول على ما تقدم، وقوله: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً والملك الحق الدائم للَّه فلذلك قال: لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وقال: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ فالملك ضبط الشيء المتصرف فيه بالحكم، والملك كالجنس للملك فكل ملك ملك وليس كل ملك ملكا قال: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ- لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً
وقال: أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ- قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا وفى غيرها من الآيات. والملكوت مختص بملك اللَّه تعالى وهو مصدر ملك أدخلت فيه التاء نحو رحموت ورهبوت، قال تعالى: وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وقال: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ والمملكة سلطان الملك وبقاعه التي يتملكها، والمملوك يختص فى المتعارف بالرقيق من الأملاك، قال: عَبْداً مَمْلُوكاً وقد يقال فلان جواد بمملوكه أي بما يتملكه والملكة تختص بملك العبيد ويقال فلان حسن الملكة أي الصنع إلى مماليكه، وخص ملك العبيد فى القرآن باليمين فقال: لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وقوله: أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ- أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ ومملوك مقر
ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا وقرىء بكسر الميم، وملكت العجين شددت عجنه، وحائط ليس له ملاك أي تماسك، وأما الملك فالنحويون جعلوه من لفظ الملائكة، وجعل الميم فيه زائدة. وقال بعض المحققين هو من الملك، قال:
والمتولى من الملائكة شيئا من السياسات يقال له ملك بالفتح، ومن البشر يقال له ملك بالكسر، فكل ملك ملائكة وليس كل ملائكة ملكا، بل الملك هو المشار إليه بقوله: فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً- فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً- وَالنَّازِعاتِ ونحو ذلك ومنه ملك الموت، قال: وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها- عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ- قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ.
(ملا) : الملأ جماعة يجتمعون على رأى، فيملئون العيون رواء ومنظرا والنفوس بهاء وجلالا، قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ- وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ- إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ- قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ وغير ذلك من الآيات، يقال فلان ملء العيون أي معظم عند من رآه كأنه ملأ عينه من رؤيته، ومنه قيل شاب مالىء العين، والملأ الخلق المملوء جمالا، قال الشاعر:
فقلنا أحسنى ملأ جهينا
ومالأته عاونته وصرت من ملئه أي جمعه نحو شايعته أي صرت من شيعته، ويقال هو ملىء بكذا. والملاءة الزكام الذي يملأ الدماغ، يقال ملىء فلان وأملأ، والملء مقدار ما يأخذه الإناء الممتلئ، يقال أعطنى ملأه وملأيه وثلاثة أملائه.
(ملا) : الإملاء الإمداد، ومنه قيل للمدة الطويلة ملاوة من الدهر وملىّ من الدهر، قال: وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا وتمليت دهرا أبقيت، وتمليت الثوب تمتعت به طويلا، وتملى بكذا تمتع به بملاوة من الدهر، وملاك اللَّه غير مهموز عمرك، ويقال عشت مليّا أي طويلا، والملا مقصور المفازة الممتدة، والملوان
نهار وليل دائم ملواهما | على كل حال المرء يختلفان |
(منن) : المن ما يوزن به، يقال من ومنان وأمنان وربما أبدل من إحدى النونين ألف فقيل منا وأمناء، ويقال لما يقدر ممنون كما يقال موزون، والمنة النعمة الثقيلة ويقال ذلك على وجهين: أحدهما: أن يكون ذلك بالفعل فيقال من فلان على فلان إذا أثقله بالنعمة وعلى ذلك قوله: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ- كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ- وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ- يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ- وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا وذلك على الحقيقة لا يكون إلا للَّه تعالى. والثاني: أن يكون ذلك بالقول وذلك مستقبح فيما بين الناس إلا عند كفران النعمة، ولقبح ذلك قبل المنة تهدم الصنيعة، ولحسن ذكرها عند الكفران قيل إذا كفرت النعمة حسنت المنة. وقوله: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ فالمنة منهم بالقول ومنة اللَّه عليهم بالفعل وهو هدايته إياهم كما ذكر، وقوله: فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً فالمن إشارة إلى الإطلاق بلا عوض. وقوله: هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ أي أنفقه وقوله: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ فقد قيل هو المنة بالقول وذلك أن يمتن به ويستكثره، وقيل معناه لا تعط مبتغيا به أكثر منه، وقوله: لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ قيل غير معدود كما قال: بِغَيْرِ حِسابٍ وقيل غير مقطوع ولا منقوص. ومنه قيل المنون للمنية لأنها تنقص العدد وتقطع المدد. وقيل إن المنة التي بالقول هى من هذا لأنها تقطع النعمة وتقتضى قطع الشر، وأما المن فى قوله: وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى فقد قيل المن شىء كالطل فيه حلاوة يسقط على الشجر، والسلوى طائر وقيل المن والسلوى كلاهما إشارة إلى ما أنعم اللَّه به عليهم وهما بالذات شىء واحد ولكن سماه منا بحيث إنه امتن به عليهم، وسماه
فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي الآية ولا يعبر به عن غير الناطقين إذا انفرد ولهذا قال بعض المحدثين فى صفة أغنام نفى عنهم الإنسانية: تخطىء إذا جئت فى استفهامها بمن تنبيها أنهم حيوان أو دون الحيوان. ويعبر به عن الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، قال: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ وفى أخرى: مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وقال: وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ.
(من) : لابتداء الغاية وللتبعيض وللتبيين، وتكون لا ستغراق الجنس فى النفي والاستفهام نحو قوله: فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ والبدل نحو خذ هذا من ذلك أي بدله: إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ فمن اقتضى التبعيض فإنه كان نزل فيه بعض ذريته، وقوله: مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ قال: تقديره أنه ينزل من السماء جبالا، فمن الأولى ظرف والثانية فى موضع المفعول والثالثة للتبيين كقولك: عنده جبال من مال. وقيل يحتمل أن يكون قوله من جبال نصبا على الظرف على أنه ينزل منه، وقوله: مِنْ بَرَدٍ نصب أي ينزل من السماء من جبال فيها بردا، وقيل يصح أن يكون موضع من فى قوله «من برد» رفعا، و «من جبال» نصبا على أنه مفعول به، كأنه فى التقدير وينزل من السماء جبالا فيها برد ويكون الجبال على هذا تعظيما وتكثيرا لما نزل من السماء. وقوله: فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ قال أبو الحسن: من زائدة، والصحيح أن تلك ليست بزائدة لأن بعض ما يمسكن لا يجوز أكله كالدم والغدد وما فيها من القاذورات المنهي عن تناولها.
(منع) : المنع يقال فى ضد العطية، يقال رجل مانع ومناع أي بخيل، قال اللَّه تعالى: وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ وقال: مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ، ويقال فى الحماية ومنه مكان منيع وقد منع، وفلان ذو منعة أي عزيز ممتنع على من يرومه، قال: أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ- وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ- ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ أي ما حملك وقيل ما الذي صدك وحملك على ترك ذلك؟ يقال امرأة منيعة كناية عن العفيفة وقيل مناع أي امنع كقولهم نزال أي انزل.
ولا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
سمى تلاوته على ذلك تمنيا ونبه أن للشيطان تسلطا على مثله فى أمنيته وذلك من حيث بين أن العجلة من الشيطان ومنيتنى كذا: جعلت لى أمنيته بما شبهت لى، قال تعالى مخبرا عنه: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ.
(مهد) : المهد ما تهيىء للصبى، قال تعالى: كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا والمهد والمهاد المكان الممهد الموطأ، قال: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً- ومِهاداً وذلك مثل قوله تعالى: الْأَرْضَ فِراشاً ومهدت لكم كذا هيأته وسويته، قال تعالى: وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً وامتهد السنام أي تسوى فصار كمهاد أو مهد.
(مهل) : المهل التؤدة والسكون، يقال مهل فى فعله وعمل فى مهلة، ويقال مهلا، نحو رفقا، وقد مهلته إذا قلت له مهلا وأمهلته رفقت به، قال:
فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً والمهل دردى الزيت قال: كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ.
وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ فقد قيل نفى الموت هو عن أرواحهم فإنه نبه على تنعمهم، وقيل نفى عنهم الحزن المذكور فى قوله:
وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وقوله: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ فعبارة عن زوال القوة الحيوانية وإبانة الروح عن الجسد وقوله: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ فقد قيل معناه ستموت تنبيها أنه لا بد لأحد من الموت كما قيل:
والموت حتم فى رقاب العباد
وقيل بل الميت هاهنا ليس بإشارة إلى إبانة الروح عن الجسد بل هو إشارة إلى ما يعترى الإنسان فى كل حال من التحلل والنقص فإن البشر مادام فى الدنيا يموت جزءا فجزءا كما قال الشاعر:
يموت جزءا فجزءا
وقد عبر قوم عن هذا المعنى بالمائت وفصلوا بين الميت والمائت فقالوا المائت هو المتحلل، قال القاضي على بن عبد العزيز: ليس فى لغتنا مائت على حسب ما قالوه، والميت مخفف عن الميت وإنما يقال موت مائت كقولك شعر شاعر وسيل سائل، ويقال بلد ميت وميت قال تعالى: سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ- بَلْدَةً مَيْتاً والميتة من الحيوان ما زال روحه بغير تذكية، قال: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ- إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً والموتان بإزاء الحيوان وهى الأرض التي لم تحي للزرع، وأرض موات. ووقع فى الإبل موتان كثير وناقة مميتة ومميت مات ولدها وإماتة الخمر كناية عن طبخها، والمستميت المتعرض للموت، قال الشاعر:
فأعطيت الجعالة مستميتا
(موج) : الموج فى البحر ما يعلو من غوارب الماء، قال تعالى: فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ- يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ وماج كذا يموج وتموج تموجا اضطرب اضطراب الموج، قال: وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ.
(ميد) : الميد: اضطراب الشيء العظيم كاضطراب الأرض، قال تعالى: أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ- أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ومادت الأغصان تميد، وقيل الميدان فى قول الشاعر:
نعيما وميدانا من العيش أخضرا
وقيل هو الممتد من العيش، وميدان الدابة منه والمائدة الطبق الذي عليه الطعام، ويقال لكل واحدة منها مائدة، ويقال مادنى يميدنى أي أطعمنى، وقيل يعشينى، وقوله: أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قيل استدعوا طعاما، وقيل استدعوا علما، وسماه مائدة من حيث أن العلم غذاء القلوب كما أن الطعام غذاء الأبدان.
(مور) : المور الجريان السريع، يقال مار يمور مورا، قال تعالى:
يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً ومار الدم على وجهه، والمور التراب المتردد به الريح، وناقة تمور فى سيرها فهى موارة.
(مير) : الميرة الطعام يمتاره الإنسان، يقال مار أهله يميرهم، قال تعالى:
وَنَمِيرُ أَهْلَنا والخيرة والميرة يتقاربان.
(ميز) : الميز والتمييز الفصل بين المتشابهات يقال مازه يميزه ميزا وميزه تمييزا، قال تعالى: لِيَمِيزَ اللَّهُ وقرىء: (ليميز الخبيث من الطيب) والتمييز يقال تارة للفصل وتارة للقوة التي فى الدماغ، وبها تستنبط المعاني، ومنه يقال فلان لا تمييز له، ويقال انماز وامتاز، قال: وَامْتازُوا الْيَوْمَ وتميز كذا مطاوع ماز أي انفصل وانقطع، قال: تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ.
(ميل) : الميل العدول عن الوسط إلى أحد الجانبين، ويستعمل فى الجور، وإذا استعمل فى الأجسام فإنه يقال فيما كان خلقة ميل، وفيما كان عرضا ميل، يقال ملت إلى فلان إذا عاونته، قال: فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ
(مائة) : المائة: الثالثة من أصول الأعداد، وذلك أن أصول الأعداد أربعة: آحاد، وعشرات، ومئات، وألوف، قال تعالى: فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ- وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ومائة آخرها محذوف، يقال أمأيت الدراهم فامأت هى أي صارت ذات مائة.
(ماء) : قال تعالى: وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ- ماءً طَهُوراً ويقال ماه بنى فلان، وأصل ماء موه بدلالة قولهم فى جمعه أمواه ومياه فى تصغيره مويه، فحذف الهاء وقلب الواو، ورجل ماء القلب كثر ماء قلبه، فماه هو مقلوب من موه أي فيه ماء، وقيل هو نحو رجل قاه، وماهت الركية تميه وتماه وبئر مهية وماهة، وقيل مهية، وأماه الرجل وأمهى بلغ الماء.
(ما) : فى كلامهم عشرة خمسة أسماء وخمسة حروف، فإذا كان اسما فيقال للواحد والجمع والمؤنث على حد واحد، ويصح أن يعتبر فى الضمير لفظه مفردا وأن يعتبر معناه للجميع. فالأول من الأسماء بمعنى الذي نحو قوله تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ ثم قال: هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ لما أراد الجمع، وقوله:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً الآية، فجمع أيضا، وقوله:
بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ الثاني: نكرة نحو قوله: نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ أي نعم شيئا يعظكم به، وقوله: فَنِعِمَّا هِيَ فقد أجيز أن يكون ما نكرة فى قوله: ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها وقد أجيز أن يكون صلة فما بعده يكون مفعولا تقديره أن يضرب مثلا بعوضة. الثالث: الاستفهام ويسأل به عن جنس ذات الشيء ونوعه وعن جنس صفات الشيء ونوعه، وقد يسأل به عن الأشخاص والأعيان فى غير الناطقين. وقال بعض النحويين: وقد يعبر به عن الأشخاص الناطقين كقوله: إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ- إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وقال الخليل: ما استفهام أي أىّ شىء تدعون من دون اللَّه؟ وإنما جعله كذلك لأن ما هذه لا تدخل إلا فى المبتدأ والاستفهام الواقع آخرا نحو قوله: ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ الآية. ونحو ما تضرب أضرب. الخامس: التعجب نحو قوله: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ.
فالأول: أن يكون ما بعده بمنزلة المصدر كأن الناصبة للفعل المستقبل نحو قوله تعالى: وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ فإن ما مع رزق فى تقدير الرزق والدلالة على أنه مثل أن أنه لا يعود إليه ضمير لا ملفوظ به ولا مقدر فيه، وعلى هذا حمل قوله: بِما كانُوا يَكْذِبُونَ وعلى هذا قولهم أتانى القوم ما عدا زيدا، وعلى هذا إذا كان فى تقدير ظرف نحو قوله تعالى: كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ- كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ- كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً وأما قوله:
فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ فيصح أن يكون مصدرا وأن يكون بمعنى الذي. واعلم أن ما إذا كان مع ما بعدها فى تقدير المصدر لم يكن إلا حرفا لأنه لو كان اسما لعاد إليه ضمير، وكذلك قولك أريد أن أخرج، فإنه لا عائد من الضمير إلى أن، ولا ضمير لها بعده.
الثاني: للنفى وأهل الحجاز يعملونه بشرط نحو قوله: ما هذا بَشَراً.
الثالث: الكافة وهى الداخلة على أن وأخواتها ورب ونحو ذلك والفعل.
نحو قوله: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ- إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً- كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وعلى ذلك «ما» فى قوله: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وعلى ذلك قلما وطالما فيما حكى.
الرابع: المسلطة وهى التي تجعل اللفظ متسلطا بالعمل بعد أن لم يكن عاملا نحو: «ما» فى إذما وحيثما لأنك تقول إذ ما تفعل أفعل، وحيثما تقعد أقعد، فإذ وحيث لا يعملان بمجردهما فى الشرط ويعملان عند دخول «ما» عليهما.
الخامس: الزائدة لتوكيد اللفظ فى قولهم إذا ما فعلت كذا، وقولهم إما تخرج أخرج قال تعالى: فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً، وقوله: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما.
(نبت) : النبت والنبات ما يخرج من الأرض من الناميات سواء كان له ساق كالشجر أو لم يكن له ساق كالنجم، لكن اختص فى المتعارف بما لا ساق له بل قد اختص عند العامة بما يأكله الحيوان، وعلى هذا قوله: لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً ومتى اعتبرت الحقائق فإنه يستعمل فى كل نام نباتا كان أو حيوانا أو إنسانا، والإنبات يستعمل فى كل ذلك. قال تعالى: فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا وَحَدائِقَ غُلْباً، وَفاكِهَةً وَأَبًّا- فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها- يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وقوله: وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً فقال النحويون: قوله نباتا موضوع موضع الإنبات وهو مصدر وقال غيرهم قوله نباتا حال لا مصدر، ونبه بذلك أن الإنسان هو من وجه نبات من حيث إن بدأه ونشأه من التراب، وإنه ينمو نموه وإن كان له وصف زائد على إنبات وعلى هذا نبه بقوله: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ وعلى ذلك قوله: وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وقوله: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ الباء للحال لا للتعدية لأن نبت متعد تقديره تنبت حاملة للدهن أي تنبت والدهن موجود فيها بالقوة، ويقال إن بنى فلان لنابتة شر، ونبتت فيهم نابتة أي نشأ فيهم نشء صغار.
(نبذ) : النبذ إلقاء الشيء وطرحه لقلة الاعتداد به ولذلك يقال نبذته نبذ النعل الخلق، قال تعالى: لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ- فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ لقلة اعتدادهم به وقال تعالى: نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ أي طرحوه لقلة اعتدادهم به وقال: فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ- فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ- لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وقوله: فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ فمعناه ألق إليهم السلم، واستعمال النبذ فى ذلك كاستعمال الإلقاء كقوله: فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ- وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ تنبيها أن لا يؤكد العقد معهم بل حقهم أن يطرح ذلك إليهم طرحا مستحثا به على سبيل المجاملة، وأن يراعيهم حسب مراعاتهم له ويعاهدهم على قدر ما عاهدوه، وانتبذ فلان اعتزل اعتزال من لا يقل مبالاته بنفسه فيما بين الناس، قال تعالى: فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا وقعد نبذة ونبذة أي ناحية معتزلة، وصبى منبوذ ونبيذ كقولك ملقوط ولقيط لكن يقال منبوذ اعتبارا
(نبز) : النبز التلقيب قال تعالى: وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ.
(نبط) : قال تعالى: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ أي يستخرجونه منهم وهو استفعال من أنبطت كذا، والنبط الماء المستنبط وفرس أنبط أبيض تحت الإبط، ومنه النبط المعروفون.
(نبع) : النبع خروج الماء من العين، يقال نبع الماء ينبع نبوعا ونبعا، والينبوع العين الذي يخرج منه الماء وجمعه ينابيع، قال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ والنبع شجر يتخذ منه القسي.
(نبأ) : النبأ خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن، ولا يقال للخبر فى الأصل نبأ حتى يتضمن هذه الأشياء الثلاثة، وحق الخبر الذي يقال فيه نبأ أن يتعرى عن الكذب كالتواتر وخبر اللَّه تعالى وخبر النبي عليه الصلاة والسلام، ولتضمن النبأ معنى الخبر. يقال أنبأته بكذا كقولك أخبرته بكذا، ولتضمنه معنى العلم قيل أنبأته كذا كقولك أعلمته كذا، قال اللَّه تعالى: قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ وقال: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ- أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وقال: تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ وقال: تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وقال:
ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ وقوله: إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا فتنبيه أنه إذا كان الخبر شيئا عظيما له قدر فحقه أن يتوقف فيه وإن علم وغلب صحته على الظن حتى يعاد النظر فيه ويتبين فضل تبين، يقال نبأته وأنبأته، قال تعالى: أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وقال: أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ وقال: نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ- وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ وقال: أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ- قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ وقال: نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ- قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ ونبأته أبلغ من أنبأته، فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا- يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ
ويدل على ذلك قوله: فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ
(نبى) : النبي بغير همز فقد قال النحويون أصله الهمز فترك همزه، واستدلوا بقولهم: مسيلمة نبيىء سوء، وقال بعض العلماء: هو من النبوة أي الرفعة، وسمى نبيّا لرفعة محله عن سائر الناس المدلول عليه بقوله تعالى:
وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا فالنبى بغير الهمز أبلغ من النبىء بالهمز لأنه ليس كل منبأ رفيع القدر والمحل، ولذلك
قال عليه الصلاة والسلام لمن قال: يا نبىء اللَّه فقال: «لست بنبىء اللَّه ولكن نبى اللَّه»
لما رأى أن الرجل خاطبه بالهمز لبغض منه. والنبوة والنباوة الارتفاع، ومنه قيل نبا بفلان مكانه كقولهم قض عليه مضجعه، ونبا السيف عن الضريبة إذا ارتد عنه ولم يمض فيه، ونبا بصره عن كذا تشبيها بذلك.
(نتق) : نتق الشيء جذبه ونزعه حتى يسترخى كنتق عرى الحمل، قال تعالى: وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ ومنه استعير امرأة ناتق إذا كثر ولدها، وقيل زند ناتق: وار، تشبيها بالمرأة الناتق.
(نثر) : نثر الشيء نشره وتفريقه، يقال نثرته فانتثر، قال تعالى:
وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ ويسمى الدرع إذا لبس نثرة، ونثرت الشاة طرحت من أنفها الأذى، والنثرة ما يسيل من الأنف، وقد تسمى الأنف نثرة، ومنه
(نجد) : النجد المكان الغليظ الرفيع، وقوله تعالى: وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ فذلك مثل لطريقى الحق والباطل فى الاعتقاد والصدق والكذب فى المقال، والجميل والقبيح فى الفعال، وبين أنه عرفهما كقوله تعالى: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ الآية، والنجد اسم صقع وأنجده قصده، ورجل نجد ونجيد ونجد أي قوى شديد بين النجدة، واستنجدته طلبت نجدته فأنجدنى أي أعاننى بنجدته أي شجاعته وقوته، وربما قيل استنجد فلان أي قوى، وقيل للمكروب والمغلوب منجود كأنه ناله نجدة أي شدة والنجد العرق ونجده الدهر أي قواه وشدده وذلك بما رأى فيه من التجربة، ومنه قيل فلان ابن نجدة كذا، والنجاد ما يرفع به البيت، والنجّاد متخذه، ونجاد السيف ما يرفع به من السير، والناجود الراووق وهو شىء يعلق فيصفى به الشراب.
(نجس) : النجاسة القذارة وذلك ضربان: ضرب يدرك بالحاسة وضرب يدرك بالبصيرة، والثاني وصف اللَّه تعالى به المشركين فقال: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ويقال نجسه أي جعله نجسا، ونجسه أيضا أزال نجسه ومنه تنجيس العرب وهو شىء كانوا يفعلونه من تعليق عوذة على الصبى ليدفعوا عنه نجاسة الشيطان، والناجس والنجيس داء خبيث لا دواء له.
(نجم) : أصل النجم الكوكب الطالع وجمعه نجوم، ونجم طلع نجوما ونجما. فصار النجم مرة اسما ومرة مصدرا، فالنجوم مرة اسما كالقلوب والجيوب، ومرة مصدرا كالطلوع والغروب، ومنه شبه به طلوع النبات والرأى فقيل نجم النبت والقرن، ونجم لى رأى نجما ونجوما، ونجم فلان على السلطان صار عاصيا، ونجمت المال عليه إذا وزعته كأنك فرضت أن يدفع عند طلوع كل نجم نصيبا ثم صار متعارفا فى تقدير دفعه بأى شىء قدرت ذلك. قال تعالى:
وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ وقال: فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ أي فى علم النجوم وقوله: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى قيل أراد به الكوكب وإنما خص الهوى دون الطلوع فإن لفظة النجم تدل على طلوعه، وقيل أراد بالنجم الثريا والعرب إذا أطلقت لفظ النجم قصدت به الثريا نحو طلع النجم غذيه وابتغى
(نجو) : أصل النجاء الانفصال من الشيء ومنه نجا فلان من فلان وأنجيته ونجيته، قال تعالى: وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وقال: إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ- وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ- فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ- فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ- فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا- وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما- نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ نِعْمَةً- وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا- وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ- ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا- ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا والنجوة والنجاة المكان المرتفع المفصل بارتفاع عما حوله، وقيل سمى لكونه ناجيا من السيل، ونجيته تركته بنجوة وعلى هذا قوله: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ونجوت قشر الشجرة وجلد الشاة ولاشتراكهما فى ذلك قال الشاعر:
فقلت انجوا عنها نجا الجلد إنه | سير ضيكما منها سنام وغاربه |
نجوت مجالدا فوجدت منه | كريح الكلب مات حديث عهد |
وفى الحديث: «ادفعوا نجأة السائل باللقمة».
(نحب) : النحب النذر المحكوم بوجوبه، يقال قضى فلان نحبه أي وفى بنذره، قال تعالى: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ويعبر بذلك عمن مات كقولهم قضى أجله واستوفى أكله وقضى من الدنيا حاجته، والنحيب البكاء الذي معه صوت والنحاب السعال.
(نحت) : نحت الخشب والحجر ونحوهما من الأجسام الصلبة، قال تعالى: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ والنحاتة ما يسقط من المنحوت والنحيتة الطبيعية التي نحت عليها الإنسان كما أن الغريزة ما غرز عليها الإنسان.
(نحر) : النحر موضع القلادة من الصدر ونحرته أصبت نحره، ومنه نحر البعير وقيل فى حرف عبد اللَّه (فنحروها وما كادوا يفعلون) وانتحروا على كذا تقاتلوا تشبيها بنحر البعير، ونحرة الشهر ونحيره أوله وقيل آخر يوم من الشهر كأنه ينحر الذي قبله، وقوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ هو حث على مراعاة هذين الركنين وهما الصلاة ونحر الهدى وأنه لا بد من تعاطيهما فذلك واجب فى كل دين وفى كل ملة، وقيل أمر بوضع اليد على النحر وقيل حث على قتل النفس بقمع الشهوة. والنحرير العالم بالشيء والحاذق به.
(نحس) : قوله تعالى: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فالنحاس اللهيب بلا دخان وذلك تشبيه فى اللون بالنحاس والنحس ضد السعد،
(نحل) : النحل الحيوان المخصوص، قال تعالى: وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ والنحلة والنّحلة عطية على سبيل التبرع وهو أخص من الهبة إذ كل هبة نحلة وليس كل نحلة هبة، واشتقاقه فيما أرى أنه من النحل نظرا منه إلى فعله فكأن نحلته أعطيته عطية النحل، وذلك ما نبه عليه قوله: وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ الآية وبين الحكماء أن النحل يقع على الأشياء كلها فلا يضرها بوجه وينفع أعظم نفع فإنه يعطى ما فيه الشفاء كما وصفه اللَّه تعالى، وسمى الصداق بها من حيث إنه لا يجب فى مقابلته أكثر من تمتع دون عوض مالى، وكذلك عطية الرجل ابنه يقال نحل ابنه كذا وأنحله ومنه نحلت المرأة، قال تعالى: صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً والانتحال ادعاء الشيء وتناوله ومنه يقال فلان ينتحل الشعر ونحل جسمه نحولا صار فى الدقة كالنحل ومنه النواحل للسيوف أي الرقاق الظبات تصورا لنحولها ويصح أن يجعل النحلة أصلا فيسمى النحل بذلك اعتبارا بفعله واللَّه أعلم.
(نحن) : نحن عبارة عن المتكلم إذا أخبر عن نفسه مع غيره، وما ورد فى القرآن من إخبار اللَّه تعالى عن نفسه بقوله تعالى: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ فقد قيل هو إخبار عن نفسه وحده لكن يخرج ذلك مخرج الإخبار الملوكي. وقال بعض العلماء إن اللَّه تعالى يذكر مثل هذه الألفاظ إذا كان الفعل المذكور بعده يفعله بواسطة بعض ملائكته أو بعض أوليائه فيكون نحن عبارة عنه تعالى وعنهم وذلك كالوحى ونصرة المؤمنين وإهلاك الكافرين ونحو ذلك مما يتولاه الملائكة المذكورون بقوله تعالى: فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً وعلى هذا قوله: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ يعنى وقت المحتضر حين يشهده الرسل المذكورون فى قوله:
تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ وقوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ لما كان بواسطة القلم واللوح وجبريل.
(نخر) : قال تعالى: أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً من قولهم نخرت الشجرة أي بليت فهبت بها نخرة الريح أي هبوبها والنخير صوت من الأنف ويسمى
(نخل) : النخل معروف، وقد يستعمل فى الواحد والجمع، قال تعالى: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ وقال: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ- وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ- وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ وجمعه نخيل، قال:
وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ والنخل نخل الدقيق بالمنخل وانتخلت الشيء انتقيته فأخذت خياره.
(ندد) : نديد الشيء مشاركه فى جوهره وذلك ضرب من المماثلة فإن المثل يقال فى أي مشاركة كانت، فكل ند مثل وليس كل مثل ندا، ويقال نده ونديده ونديدته، قال: فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً- وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً وقرىء: يَوْمَ التَّنادِ أي يند بعضهم من بعض نحو: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ.
(ندم) : الندم والندامة التحسر من تغير رأى فى أمر فائت، قال تعالى:
فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ وقال: عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ وأصله من منادمة الحزن له. والنديم والندمان والمنادم يتقارب. قال بعضهم: المندامة والمداومة يتقاربان. وقال بعضهم: الشريبان سميا نديمين لما يتعقب أحوالهما من الندامة على فعليهما.
(ندا) : النداء رفع الصوت وظهوره، وقد يقال ذلك للصوت المجرد وإياه قصد بقوله تعالى: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً أي لا يعرف إلا الصوت المجرد دون المعنى الذي يقتضيه تركيب الكلام. ويقال للمركب الذي يفهم منه المعنى ذلك، قال تعالى: وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى وقوله: وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ أي دعوتم وكذلك: إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ونداء الصلاة مخصوص فى الشرع بالألفاظ المعروفة وقوله: أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ فاستعمال النداء فيهم تنبيها على بعدهم عن الحق فى قوله: وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ- وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وقال: فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ وقوله: إِذْ
كالكرم إذ نادى من الكافور
أي ظهر ظهور صوت المنادى وعبر عن المجالسة بالنداء حتى قيل للمجلس النادي والمنتدى والندى وقيل ذلك للجليس، قال فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ومنه سميت دار الندوة بمكة وهو المكان الذي كانوا يجتمعون فيه. ويعبر عن السخاء بالندى فيقال فلان أندى كفا من فلان وهو يتندى على أصحابه أي يتسخى، وما نديت بشىء من فلان أي ما نلت منه ندى، ومنديات الكلم المخزيات التي تعرف.
(نذر) : النذر أن توجب على نفسك ما ليس بواجب لحدوث أمر، يقال نذرت للَّه أمرا، قال تعالى: إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً وقال وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ والإنذار إخبار فيه تخويف كما أن التبشير إخبار فيه سرور، قال: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى- أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ- وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ- وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ- لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ- لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ والنذير المنذر ويقع على كل شىء فيه إنذار إنسانا كان أو غيره إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ- إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ- وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ- وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ- نَذِيراً لِلْبَشَرِ والنذر جمعه، قال: هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى أي من جنس ما أنذر به الذين تقدموا قال: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ- وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ- فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ وقد نذرت أي علمت ذلك وحذرت.
(نزغ) : النزغ دخول فى أمر لإفساده، قال: مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي.
(نزف) : نزف الماء نزحه كله من البئر شيئا بعد شىء، وبئر نزوف نزف ماؤه، والنزفة الغرفة والجمع النزف، ونزف دمه أو دمعه أي نزع كله ومنه قيل سكران نزيف نزف فهمه بسكره، قال تعالى: لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ وقرىء: يُنْزَفُونَ من قولهم أنزفوا إذا نزف شرابهم أو نزعت عقولهم وأصله من قولهم أنزفوا أي نزف ماء بئرهم، وأنزفت الشيء أبلغ من نزفته، ونزف الرجل فى الخصومة انقطعت حجته وفى مثل: هو أجبن من المنزوف ضرطا.
(نزل) : النزول فى الأصل هو انحطاط من علو، يقال نزل عن دابته ونزل فى مكان كذا حط رحله فيه، وأنزله غيره، قال: أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ونزل بكذا وأنزله بمعنى، وإنزال اللَّه تعالى نعمه ونقمه على الخلق وإعطاؤهم إياها وذلك إما بإنزال الشيء نفسه كإنزال القرآن وإما بإنزال
- عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ الآية. والنزل ما يعد للنازل من الزاد، قال: فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا وقال: نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وقال فى صفة أهل النار: لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ إلى قوله: هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ- فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وأنزلت فلانا أضفته. ويعبر بالنازلة عن الشدة وجمعها نوازل، والنزال فى الحرب المنازلة، ونزل فلان إذا أتى منى، قال الشاعر:
أنازلة أسماء أم غير نازلة
والنزالة والنزل يكنى بهما عن ماء الرجل إذا خرج عنه، وطعام نزل وذو نزول له ريع وحظ، ونزل مجتمع تشبيها بالطعام النزل.
(نسب) : النسب والنسبة اشتراك من جهة أحد الأبوين وذلك ضربان: نسب بالطول كالاشتراك من الآباء والأبناء، ونسب بالعرض كالنسبة بين بنى الإخوة وبنى الأعمام قال: فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وقيل: فلان نسيب فلان: أي قريبه، وتستعمل النسبة فى مقدارين متجانسين بعض التجانس يختص كل واحد منهما بالآخر، ومنه النسيب وهو الانتساب فى الشعر إلى المرأة بذكر العشق، يقال نسب الشاعر بالمرأة نسبا ونسيبا.
(نسخ) : النسخ إزالة شىء بشىء يتعقبه كنسخ الشمس الظل، والظل الشمس، والشيب الشباب. فتارة يفهم منه الإزالة وتارة يفهم منه الإثبات، وتارة يفهم منه الأمران. ونسخ الكتاب إزالة الحكم بحكم يتعقبه، قال تعالى:
ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها قيل معناه ما نزيل العمل بها أو نحذفها عن قلوب العباد، وقيل معناه ما نوجده وننزله من قوله نسخت الكتاب، وما ننسؤه أي نؤخره فلم ننزله، فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ونسخ الكتاب نقل صورته المجردة إلى كتاب آخر، وذلك لا يقتضى إزالة الصورة الأولى بل يقتضى إثبات مثلها فى مادة أخرى كاتخاذ نقش الخاتم فى شموع كثيرة، والاستنساخ التقدم بنسخ الشيء والترشح للنسخ وقد يعبر بالنسخ عن الاستنساخ، قال: إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ والمناسخة فى الميراث هو أن يموت ورثة بعد ورثة والميراث قائم لم يقسم، وتناسخ الأزمنة والقرون مضى قوم بعد قوم يخلفهم. والقائلون بالتناسخ قوم ينكرون البعث على ما أثبتته الشريعة، ويزعمون أن الأرواح تنتقل إلى الأجسام على التأبيد.
(نسف) : نسفت الريح الشيء اقتلعته وأزالته، يقال نسفته وانتسفته، قال يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً ونسف البعير الأرض بمقدم رجله إذا رمى بترابه، يقال ناقة نسوف، قال تعالى: ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً أي نطرحه فيه طرح النسافة وهى ما تثور من غبار الأرض. وتسمى الرغوة نسافة تشبيها بذلك، وإناء نسفان امتلأ فعلاه نسافة، وانتسف لونه أي تغير عما كان عليه نساقه كما يقال اغبر وجهه والنسفة حجارة ينسف بها الوسخ عن القدم، وكلام نسيف أي متغير ضئيل.
(نسك) : النسك العبادة والناسك العابد واختص بأعمال الحج، والمناسك مواقف النسك وأعمالها، والنسيكة مختصة بالذبيحة، قال: فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ- فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ- مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ.
(نسل) : النسل الانفصال عن الشيء، يقال نسل الوبر عن البعير والقميص عن الإنسان، قال الشاعر:
فسلى ثيابى عن ثيابك تنسلى
والنسالة ما سقط من الشعر وما يتحات من الريش، وقد أنسلت الإبل حان أن ينسل وبرها، ومنه نسل إذا عدا ينسل نسلانا إذا أسرع، قال: وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ والنسل الولد لكونه ناسلا عن أبيه، قال: وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وتناسلوا توالدوا، ويقال أيضا إذا طلبت فضل إنسان فخذ ما نسل لك منه عفوا.
(نسى) : النسيان ترك الإنسان ضبط ما استودع إما لضعف قلبه، وإما عن غفلة وإما عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره، يقال نسيته نسيانا، قال وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً- فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ- فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ- لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ- فَنَسُوا حَظًّا
- ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ- سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إخبار وضمان من اللَّه تعالى أنه يجعله بحيث لا ينسى ما يسمعه من الحق، وكل نسيان من الإنسان ذمه اللَّه تعالى به فهو ما كان أصله عن تعمد وما عذر فيه نحو ما
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم «رفع عن أمتى الخطأ والنسيان»
فهو ما لم يكن سببه منه، وقوله: فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ هو ما كان سببه عن تعمد منهم وتركه على طريق الإهانة، وإذا نسب ذلك إلى اللَّه فهو تركه إياهم استهانة بهم ومجازاة لما تركوه، قال: فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا- نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ وقوله: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ فتنبيه أن الإنسان بمعرفته بنفسه يعرف اللَّه، فنسيانه للَّه هو من نسيانه نفسه، وقوله تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ قال ابن عباس: إذا قلت شيئا ولم تقل إن شاء اللَّه فقله إذا تذكرته، وبهذا أجاز الاستثناء بعد مدة، قال عكرمة: معنى نسيت ارتكبت ذنبا، ومعناه اذكر اللَّه إذا أردت وقصدت ارتكاب ذنب يكن ذلك دافعا لك، فالنسى أصله ما ينسى كالنقض لما ينقض وصار فى المتعارف اسما لما يقل الاعتداد به، ومن هذا تقول العرب احفظوا أنساءكم أي ما من شأنه أن ينسى قال الشاعر.
كأن لها فى الأرض نسيا تقصه
وقوله تعالى: نَسْياً مَنْسِيًّا أي جاريا مجرى النسى القليل الاعتداد به وإن لم ينس ولهذا عقبه بقوله منسيا لأن النسى قد يقال لما يقل الاعتداد به وإن لم ينس، وقرىء نسيا وهو مصدر موضوع موضع المفعول نحو عصى عصيا وعصيانا. وقوله: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها فإنساؤها حذف ذكرها عن القلوب بقوة إلهية. والنساء والنسوان والنسوة جمع المرأة من غير لفظها كالقوم فى جمع المرء، قال تعالى: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ إلى قوله: وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ- نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ- يا نِساءَ النَّبِيِّ- وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ- ما بالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ والنسا عرق وتثنيته نسيان وجمعه أنساء.
(نسأ) : النسء تأخير فى الوقت، ومنه نسئت المرأة إذا تأخر وقت حيضها فرجى حملها وهى نسوء، يقال نسأ اللَّه فى أجلك ونسأ اللَّه أجلك والنسيئة بيع الشيء بالتأخير ومنها النسيء الذي كانت العرب تفعله وهو تأخير
وعنس كألواح الإران نسأتها | إذا قيل للمشبوبتين هما هما |
(نشر) : النشر، نشر الثوب والصحيفة والسحاب والنعمة والحديث بسطها، قال: وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ وقال: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ- وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وقوله: وَالنَّاشِراتِ نَشْراً أي الملائكة التي تنشر الرياح أو الرياح التي تنشر السحاب، ويقال فى جمع الناشر نشر وقرىء نَشْراً فيكون كقوله والناشرات ومنه سمعت نشرا حسنا أي حديثا ينشر من مدح وغيره، ونشر الميت نشورا، قال: وَإِلَيْهِ النُّشُورُ- بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً- وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً، وأنشر اللَّه الميت فنشر، قال: ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ- فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وقيل نشر اللَّه الميت وأنشره بمعنى، والحقيقة أن نشر اللَّه الميت مستعار من نشر الثوب، قال الشاعر:
طوتك خطوب دهرك بعد نشر | كذاك خطوبه طيا ونشرا |
(وإذا قيل انشروا فانشروا) أي تفرقوا. والانتشار انتفاخ عصب الدابة، والنواشر عروق باطن الذراع وذلك لانتشارها، والنشر الغيم المنتشر وهو للمنشور كالنقض للمنقوض ومنه قيل اكتسى البازي ريشا نشرا أي منتشرا واسعا طويلا، والنشر الكلأ اليابس، إذا أصابه مطر فينشر أي يحيا فيخرج منه شىء كهيئة الحلمة وذلك داء للغنم، يقال منه نشرت الأرض فهى ناشرة ونشرت
(نشز) : النشز المرتفع من الأرض، ونشز فلان إذا قصد نشزا ومنه نشز فلان عن مقره نبا وكل ناب ناشز، قال: وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا ويعبر عن الإحياء بالنشز والإنشاز ارتفاعا بعد اتضاع، قال: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها، وقرىء بضم النون وفتحها وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ ونشوز المرأة بغضها لزوجها ورفع نفسها عن طاعته وعينها عنه إلى غيره وبهذا النظر قال الشاعر:
إذا جلست عند الإمام كأنها | ترى رفقة من ساعة تستحيلها |
(نشط) : قال تعالى: وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً قبل أراد بها النجوم الخارجات من الشرق إلى الغرب بسير الفلك، أو السائرات من المغرب إلى المشرق بسير أنفسها من قولهم ثور ناشط خارج من أرض إلى أرض، وقيل الملائكة التي تنشط أرواح الناس أي تنزع، وقيل الملائكة التي تعقد الأمور من قولهم نشطت العقدة، وتخصيص النشط وهو العقد الذي يسهل حله تنبيها على سهولة الأمر عليهم، وبئر أنشاط قريبة القعر يخرج دلوها بجذبة واحدة، والنشيطة ما ينشط الرئيس لأخذه قبل القسمة وقيل النشيطة من الإبل أن يجدها الجيش فتساق من غير أن يحدى لها، ويقال نشطته الحية: نهشته.
(نشأ) : النشىء والنشأة إحداث الشيء وتربيته، قال: وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى يقال: نشأ فلان والناشئ يراد به الشاب، وقوله: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً يريد القيام والانتصاب للصلاة، ومنه نشأ السحاب لحدوثه فى الهواء وتربيته شيئا فشيئا، قال: وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ والإنشاء إيجاد الشيء وتربيته وأكثر ما يقال ذلك فى الحيوان، قال: هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ. وقال: هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ.
وقال: ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ وقال: ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ- وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ
- يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ فهذه كلها فى الإيجاد
(نصب) : نصب الشيء وضعه وضعا ناتئا كنصب الرمح والبناء والحجر، والنصيب الحجارة تنصب على الشيء، وجمعه نصائب ونصب وكان للعرب حجارة تعبدها وتذبح عليها، قال: كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ قال: وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وقد يقال فى جمعه أنصاب، قال:
وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ والنصب والنّصب التعب، وقرىء: بِنُصْبٍ وَعَذابٍ ونصب وذلك مثل: بخل وبخل، قال: لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وأنصبنى كذا أي أتعبنى وأزعجنى، قال الشاعر:
تأوبنى هم مع الليل منصب
وهم ناصب قيل هو مثل عيشة راضية، والنصب التعب، قال: لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً وقد نصب فهو نصب وناصب، قال تعالى:
عامِلَةٌ ناصِبَةٌ والنصيب الحظ المنصوب أي المعين، قال: أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ- فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ويقال ناصبه الحرب والعداوة ونصب له وإن لم يذكر الحرب جاز، وتيس أنصب، وشاة أو عنزة نصباء منتصب القرن، وناقة نصباء منتصبة الصدر، ونصاب السكين ونصبه، ومنه نصاب الشيء أصله، ورجع فلان إلى منصبه أي أصله، وتنصب الغبار ارتفع، ونصب الستر رفعه، والنصب فى الإعراب معروف، وفى الغناء ضرب منه.
(نصح) : النصح تحرى فعل أو قول فيه صلاح صاحبه، قال: لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ وقال:
وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ- وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ وهو من قولهم نصحت له الود أي أخلصته، وناصح العسل خالصه أو من قولهم نصحت الجلد خطته، والناصح الخياط والنصاح الخيط، وقوله:
تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً فمن أحد هذين: إما الإخلاص، وإما الإحكام، ويقال نصوح ونصاح نحو ذهوب وذهاب، قال:
(نصر) : النصر والنصرة العون، قال: نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ- إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ- وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ- إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ- وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ- كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
- إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا- وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ- وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفى بِاللَّهِ نَصِيراً- ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ- فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ إلى غير ذلك من الآيات، ونصرة اللَّه للعبد ظاهرة، ونصرة العبد للَّه هو نصرته لعباده والقيام بحفظ حدوده ورعاية عهوده واعتناق أحكامه واجتناب نهيه، قال: وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ- كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ والانتصار والاستنصار طلب النصرة وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ- وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ- وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ- فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ وإنما قال فانتصر ولم يقل انصر تنبيها أن ما يلحقنى يلحقك من حيث إنى جئتهم بأمرك، فإذا نصرتنى فقد انتصرت لنفسك، والتناصر التعاون، قال: ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ والنصارى قيل سموا بذلك لقوله: كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ وقيل سموا بذلك انتسابا إلى قرية يقال لها نصران، فيقال نصرانى وجمعه نصارى، قال: وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى الآية، ونصر أرض بنى فلان أي مطر، وذلك أن المطر هو نصرة الأرض، ونصرت فلانا أعطيته إما مستعار من نصر الأرض أو من العون.
(نصف) : نصف الشيء شطره، قال: وَلَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ- وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ- فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وإناء نصفان بلغ ما فيه نصفه، ونصف النهار وانتصف بلغ نصفه، ونصف الإزار ساقه، والنصيف مكيال كأنه نصف المكيال الأكبر، ومقنعة النساء كأنها نصف من المقنعة الكبيرة، قال الشاعر:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه | فتناولته واتقتنا باليد |
(نصا) : الناصية قصاص الشعر ونصوت فلانا وانتصيته وناصيته أخذت بناصيته، وقوله: ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها أي متمكن منها، قال تعالى: لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ وحديث عائشة رضى اللَّه عنها: «ما لكم تنصون ميتكم» أي تمدون ناصيته. وفلان ناصية قومه كقولهم رأسهم وعينهم، وانتصى الشعر طال، والنصى مرعى من أفضل المراعى. وفلان نصية قوم أي خيارهم تشبيها بذلك المرعى.
(نضج) : يقال نضج اللحم نضجا ونضجا إذا أدرك شيه، قال تعالى:
كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها ومنه قيل ناقة منضجة إذا جاوزت بحملها وقت ولادتها، وقد نضجت وفلان نضيج الرأى محكمه.
(نضد) : يقال نضدت المتاع بعضه على بعض ألقيته فهو منضود ونضيد، والنضد السرير الذي ينضد عليه المتاع ومنه استعير طَلْعٌ نَضِيدٌ وقال:
وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وبه شبه السحاب المتراكم فقيل له النضد وأنضاد القوم جماعاتهم، ونضد الرجل من يتقوى به من أعمامه وأخواله.
(نضر) : النضرة الحسن كالنضارة، قال: نَضْرَةَ النَّعِيمِ أي رونقه، قال: وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ونضر وجهه ينضر فهو ناضر، وقيل نضر ينضر قال: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ونضر اللَّه وجهه، وأخضر ناضر:
غصن حسن. والنضر والنضير الذهب لنضارته، وقدح نضار خالص كالتبر، وقدح نضار بالإضافة متخذ من الشجر.
(نطح) : النطيحة ما نطح من الأغنام فمات، قال: وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ والنطيح والناطح الظبى والطائر الذي يستقبلك بوجهه كأنه ينطحك
(نطف) : النطفة الماء الصافي ويعبر بها عن ماء الرجل، قال: ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ وقال: مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ- أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى ويكنى عن اللؤلؤة بالنطفة ومنه صبى منطف إذا كان فى أذنه لؤلؤة، والنطف الدلو الواحدة نطفة، وليلة نطوف يجىء فيها المطر حتى الصباح، والناطف السائل من المائعات ومنه الناطف المعروف، وفلان منطف المعروف وفلان ينطف بسوء كذلك كقولك يندى به.
(نطق) : النطق فى المتعارف الأصوات المقطعة التي يظهرها اللسان وتعيها الآذان قال: ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ ولا يكاد يقال إلا للإنسان ولا يقال لغيره إلا على سبيل التبع نحو الناطق والصامت فيراد بالناطق ماله صوت وبالصامت ما ليس له صوت، ولا يقال للحيوانات ناطق إلا مقيدا وعلى طريق التشبيه كقول الشاعر:
عجبت لها أنى يكون غناؤها | فصيحا ولم تفغر لمنطقها فما |
وقوله: هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ فإن الكتاب ناطق لكن نطقه تدركه العين كما أن الكلام كتاب لكن يدركه السمع. وقوله: وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ
فقد قيل إن ذلك يكون بالصوت المسموع وقيل يكون بالاعتبار واللَّه أعلم بما يكون فى النشأة الآخرة.
وقيل حقيقة النطق اللفظ الذي هو كالنطاق للمعنى فى ضمه وحصره والمنطق والمنطقة ما يشد به الوسط وقول الشاعر:
وأبرح ما أدام اللَّه قومى | بحمد اللَّه منتطقا مجيدا |
(نظر) : النظر تقليب البصر والبصيرة لإدراك الشيء ورؤيته، وقد يراد به التأمل والفحص، وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص وهو الروية، يقال نظرت فلم تنظر أي لم تتأمل ولم تترو، وقوله: قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ أي تأملوا. واستعمال النظر فى البصر أكثر عند العامة، وفى البصيرة أكثر عند الخاصة، قال تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ويقال نظرت إلى كذا إذا مددت طرفك إليه رأيته أو لم تره، ونظرت فيه إذا رأيته وتدبرته، قال: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ نظرت فى كذا تأملته، قال: فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ وقوله تعالى: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فذلك حث على تأمل حكمته فى خلقها. ونظر اللَّه تعالى إلى عباده: هو إحسانه إليهم وإفاضة نعمه عليهم، قال تعالى: وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وعلى ذلك قوله:
كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ والنظر الانتظار، يقال نظرته وانتظرته وأنظرته أي أخرته، قال تعالى: وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ وقال: فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ- قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ وقال: انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ- وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ- قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ- قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ وقال: فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ وقال: لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ وقال:
فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ فنفى الإنظار عنهم إشارة إلى ما نبه عليه بقوله: فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً
وقال: إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ أي منتظرين وقال:
فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ- هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وقال: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ وقال: ما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً وأما قوله: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ فشرحه وبحث حقائقه يختص بغير هذا الكتاب. ويستعمل النظر فى التحير فى الأمور نحو قوله: فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وقال:
وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ وقال: وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ- وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ فكل ذلك نظر عن تحير دال على قلة الغناء. وقوله: وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ قيل مشاهدون، وقيل تعتبرون، وقول الشاعر:
نظر الدهر إليهم فابتهل
فتنبيه أنه خانهم فأهلكهم، وحي نظر أي متجاورون يرى بعضهم بعضا
كقول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا يتراءى ناراهما»
والنظير المثيل وأصله المناظر وكأنه ينظر كل واحد منهما إلى صاحبه فيباريه وبه نظرة، إشارة إلى قول الشاعر:
وقالوا به من أعين الجن نظرة
والمناظرة المباحثة والمباراة فى النظر واستحضار كل ما يراه ببصيرته، والنظر البحث وهو أعم من القياس لأن كل قياس نظر وليس كل نظر قياسا.
(نعج) : النعجة الأنثى من الضأن والبقر الوحش والشاة الجبلي وجمعها نعاج، قال تعالى: إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ ونعج الرجل إذا أكل لحم ضان فأتخم منه، وأنعج الرجل سمنت نعاجه، والنعج الابيضاض، وأرض ناعجة سهلة.
(نعس) : النعاس النوم القليل، قال تعالى: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً- نُعاساً وقيل النعاس هاهنا عبارة عن السكون والهدوء وإشارة إلى
قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «طوبى لكل عبد نومة».
(نعق) : نعق الراعي بصوته، قال تعالى: كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً.
(نعم) : النعمة الحالة الحسنة وبناء النعمة بناء الحالة التي يكون عليها الإنسان كالجلسة والركبة، والنعمة التنعم وبناؤها بناء المرة من الفعل كالضربة والشتمة، والنعمة للجنس تقال للقليل والكثير، قال تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها- اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ- وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي- فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ إلى غير ذلك من الآيات. والإنعام إيصال الإحسان إلى الغير، ولا يقال إلا إذا كان الموصل إليه من جنس الناطقين فإنه لا يقال أنعم فلان على فرسه. قال تعالى: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ- وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ والنعماء بإزاء الضراء، قال: وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ والنعمى نقيض البؤسى، قال: إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ والنعيم النعمة الكثيرة، قال: فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ وقال: جَنَّاتِ النَّعِيمِ وتنعم تناول ما فيه النعمة وطيب العيش، يقال نعمه تنعيما فتنعم أي جعله فى نعمة أي لين عيش وخصب، قال: فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ وطعام ناعم وجارية ناعمة. والنعم مختص بالإبل، وجمعه أنعام وتسميته بذلك لكون الإبل عندهم أعظم نعمة، لكن الأنعام تقال للإبل والبقر والغنم، ولا يقال لها أنعام حتى يكون فى جملتها الإبل قال: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ- وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً، وقوله: فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ فالأنعام هاهنا عام فى الإبل وغيرها. والنعامى الريح الجنوب الناعمة الهبوب، والنعامة سميت تشبيها بالنعم فى الخلقة، والنعامة المظلة فى الجبل، وعلى رأس البئر تشبيها بالنعامة فى الهيئة من البعد، والنعائم من منازل القمر تشبيها بالنعامة وقول الشاعر:
وابن النعامة عند ذلك مركبى
فقد قيل أراد رجله وجعلها ابن النعامة تشبيها بها فى السرعة، وقيل النعامة باطن القدم، وما أرى قال ذلك من قال إلا من قولهم ابن النعامة. وقولهم تنعم فلان إذا مشى مشيا خفيفا فمن النعمة. ونعم كلمة تستعمل فى المدح بإزاء بئس فى الذم،
(نغض) : الإنغاض تحريك الرأس نحو الغير كالمتعجب منه، قال تعالى:
فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ يقال نغض نغضانا إذا حرك رأسه ونغض أسنانه فى ارتجاف، والنغض الظليم الذي ينغض رأسه كثيرا، والنغض غضروف الكتف.
(نفث) : النفث قذف الريق القليل وهو أقل من التفل، ونفث الراقي والساحر أن ينفث فى عقده، قال تعالى: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ ومنه الحية تنفث السم، وقيل لو سألته نفاثة سواك ما أعطاك أي ما بقي فى أسنانك فنفثت به، ودم نفيث نفثه الجرح، وفى المثل: لا بد للمصدور أن ينفث.
(نفح) : نفح الريح ينفح نفحا وله نفحة طيبة أي هبوب من الخير وقد يستعار ذلك للشر، قال تعالى: وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ ونفحت الدابة رمت بحافرها، ونفحة بالسيف ضربه به، والنفوح من النوق التي يخرج لبنها من غير حلب، وقوس نفوح بعيدة الدفع للسهم، وإنفحة الجدى معروفة.
(نفخ) : النفخ نفخ الريح فى الشيء، قال: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ- وَنُفِخَ فِي الصُّورِ- ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى وذلك نحو قوله: فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ومنه نفخ الروح فى النشأة الأولى، قال: وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي يقال انتفخ بطنه، ومنه استعير انتفخ النهار إذا ارتفع، ونفخة الربيع حين أعشب، ورجل منفوخ أي سمين.
(نفد) : النفاد الفناء، قال تعالى: إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ يقال نفد ينفد، قال تعالى: قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ
- ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ وأنفدوا فنى زادهم، وخصم منافد إذا خاصم لينفد حجة صاحبه، يقال نافدته فنفدته.
(نفذ) : نفذ السهم فى الرمية نفوذا ونفاذا والمثقب فى الخشب إذا خرق إلى الجهة الأخرى، ونفذ فلان فى الأمر نفاذا وأنفذته، قال تعالى: إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ ونفذت الأمر تنفيذا، والجيش فى غزوه، وفى الحديث: «نفذوا جيش أسامة» والمنفذ الممر النافذ.
(نفر) : النفر الانزعاج عن الشيء وإلى الشيء كافزع إلى الشيء وعن الشيء، يقال نفر عن الشيء نفورا، قال تعالى: ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً- وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً ونفر إلى الحرب ينفر وينفر نفرا ومنه يوم النفر، قال:
انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا- إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً- ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ- وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ والاستنفار حث القوم على النفر إلى الحرب، والاستنفار حمل القوم على أن ينفروا أي من الحرب، والاستنفار أيضا طلب النفار، وقوله: كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ قرىء بفتح الفاء وكسرها، فإذا كسر الفاء فمعناه نافرة، وإذا فتح فمعناه منفرة. والنفر والنفير والنفرة عدة رجال يمكنهم النفر. والمنافرة المحاكمة فى المفاخرة، وقد أنفر فلان إذا فضل فى المنافرة، وتقول العرب نفر فلان إذا سمى باسم يزعمون أن الشيطان ينفر عنه، قال أعرابى قيل لأبى لما ولدت: نفر عنه، فسمانى قنفذا وكنانى أبا العدا. ونفر الجلد ورم، قال أبو عبيدة: هو من نفار الشيء عن الشيء أي تباعده عنه وتجافيه.
(نفس) : النفس الروح فى قوله تعالى: أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ قال:
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وقوله: تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ وقوله: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ فنفسه ذاته وهذا وإن كان قد حصل من حيث اللفظ مضاف ومضاف إليه يقتضى المغايرة وإثبات شيئين من حيث العبارة فلا شىء من حيث المعنى سواه تعالى عن الاثنوية من كل وجه.
وقال بعض الناس إن إضافة النفس إليه تعالى إضافة الملك، ويعنى بنفسه نفوسنا الأمارة بالسوء، وأضاف إليه على سبيل الملك. والمنافسة مجاهدة النفس للتشبيه
روى: «إنى لا أجد نفس ربكم من قبل اليمن»
وقوله عليه الصلاة والسلام «لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن»
أي مما يفرج بها الكرب، يقال اللهم نفس عنى، أي فرج عنى. وتنفست الريح إذا هبت طيبة، قال الشاعر:
فإن الصبا ريح إذا ما تنفست | على نفس محزون تجلت همومها |
(نفش) : النفش نشر الصوف، قال تعالى: كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ونفش الغنم انتشارها، والنفش بالفتح الغنم المنتشرة، قال تعالى: إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ والإبل النوافش المترددة ليلا فى المرعى بلا راع.
(نفع) : النفع ما يستعان به فى الوصول إلى الخيرات وما يتوصل به إلى الخير فهو خير، فالنفع خير وضده الضر، قال تعالى: وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وقال: قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا وقال: لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ- وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ- وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إلى غير ذلك من الآيات.
(نفق) : نفق الشيء مضى ونفد، ينفق إما بالبيع نحو نفق البيع نفاقا ومنه نفاق الأيم، ونفق القوم إذا نفق سوقهم. وإما بالموت نحو نفقت الدابة نفوقا، وإما بالفناء نحو نفقت الدراهم تنفق وأنفقتها. والإنفاق قد يكون فى المال وفى غيره وقد يكون واجبا وتطوعا، قال تعالى: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ- وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ وقال: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ- وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ- وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ- لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ إلى غير ذلك من الآيات. وقوله: قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ
أي خشية الإقتار، يقال أنفق فلان إذا نفق ماله فافتقر فالإنفاق هاهنا كالإملاق فى قوله: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ والنفقة اسم لما ينفق، قال تعالى: وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ- وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً والنفق الطريق النافذ والسرب فى الأرض النافذ فيه قال: فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ ومنه نافقاء اليربوع، وقد نافق اليربوع ونفق، ومنه النفاق وهو الدخول فى الشرع من باب والخروج عنه من باب وعلى ذلك نبه بقوله تعالى: إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ أي الخارجون من الشرع، وجعل اللَّه المنافقين شرا من الكافرين. فقال تعالى: إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ونيفق السراويل معروف.
(نفل) : النفل قيل هو الغنيمة بعينها لكن اختلفت العبارة عنه لاختلاف الاعتبار، فإنه إذا اعتبر بكونه مظفورا به يقال له غنيمة، وإذا اعتبر بكونه منحة من اللَّه ابتداء من غير وجوب يقال له نفل، ومنهم من فرق بينهما من حيث العموم والخصوص فقال الغنيمة ما حصل مستغنما بتعب كان أو غير تعب، وباستحقاق كان أو غير استحقاق، وقبل الظفر كان أو بعده. والنقل ما يحصل للإنسان قبل القسمة من جملة الغنيمة، وقيل هو ما يحصل للمسلمين بغير قتال وهو الفيء، وقيل هو ما يفصل من المتاع ونحوه بعد ما تقسم الغنائم وعلى ذلك حمل قوله: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ الآية، وأصل ذلك من النفل أي الزيادة على الواجب، ويقال له النافلة، قال تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ وعلى هذا قوله: وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وهو ولد الولد، ويقال نفلته كذا أي أعطيته نفلا، ونفله السلطان أعطاه سلب قتيله نفلا أي تفضلا وتبرعا، والنوفل الكثير العطاء، وانتفلت من كذا انتقيت منه.
(نقب) : النقب فى الحائط والجلد كالثقب فى الخشب، يقال نقب البيطار سرة الدابة بالمنقب وهو الذي ينقب به، والمنقب المكان الذي ينقب ونقب الحائط، ونقب القوم ساروا، قال تعالى: فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ وكلب نقيب نقبت غلصمته ليضعف صوته والنقبة أول الجرب يبدو وجمعها نقب، والناقبة قرحة، والنقبة ثوب كالإزار سمى بذلك لنقبة تجعل فيها تكة، والمنقبة طريق منفذ فى الجبال، واستعير لفعل الكريم إما لكونه تأثيرا له أو
(نقذ) : الإنقاذ التخليص من ورطة، قال تعالى: وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها والنقذ ما أنقذته، وفرس نقيذ مأخوذ من قوم آخرين كأنه أنقذ منهم وجمعه نقائذ.
(نقر) : النقر قرع الشيء المفضى إلى النقب والمنقار ما ينقر به كمنقار الطائر والحديدة التي ينقر بها الرحى، وعبر به عن البحث فقيل نقرت عن الأمر، واستعير للاغتياب فقيل نقرته، وقالت امرأة لزوجها: مربى على بنى نظر ولا تمر بي على بنات نقر، أي على الرجال الذين ينظرون إلى لا على النساء اللواتى يغتبننى. والنقرة وقبة يبقى فيها ماء السيل، ونقرة القفا: وقبته، والنقير وقبة فى ظهر النواة ويضرب به المثل فى الشيء الطفيف، قال تعالى: وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً والنقير أيضا خشب ينقر وينبذ فيه، وهو كريم النقير أي كريم إذا نقر عنه أي بحث، والناقور الصور، قال تعالى: فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ونقرت الرجل إذا صوت له بلسانك، وذلك بأن تلصق لسانك بنقرة حنكك، ونقرت الرجل إذا خصصته بالدعوة كأنك نقرت له بلسانك مشيرا إليه ويقال لتلك الدعوة النقرى.
(نقص) : النقص الخسران فى الحظ والنقصان المصدر ونقصته فهو منقوص، قال تعالى: وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وقال: وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ- ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً.
(نقض) : النقض انتثار العقد من البناء والجبل والعقد هو ضد الإبرام، يقال نقضت البناء والحبل والعقد، وقد انتقض انتقاضا، والنّقض المنقوض وذلك فى الشعر أكثر والنّقض كذلك وذلك فى البناء أكثر، ومنه قيل للبعير المهزول نقض، ومنتقض الأرض من الكمأة نقض، ومن نقض الحبل والعقد استعير نقض العهد، قال تعالى: الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ- الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ- وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها ومنه المناقضة في الكلام وفى الشعر كنقائض جرير والفرزدق والنقيضان من الكلام ما لا يصح أحدهما مع الآخر نحو هو كذا وليس
أعلمتها الإنقاض بعد القرقرة
ونقيض المفاصل صوتها.
(نقم) : نقمت الشيء ونقمته إذا نكرته إما باللسان وإما بالعقوبة. قال تعالى: وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ- وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ- هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا الآية والنقمة العقوبة. قال: فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ-انْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا
- فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ.
(نكب) : نكب عن كذا أي مال. قال تعالى: عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ والمنكب مجتمع ما بين العضد والكتف وجمعه مناكب ومنه استعير للأرض. قال تعالى: فَامْشُوا فِي مَناكِبِها واستعارة المنكب لها كاستعارة الظهر لها فى قوله تعالى: ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ ومنكب القوم رأس العرفاء مستعار من الجارحة استعارة الرأس للرئيس، واليد للناصر، ولفلان النكاية فى قومه كقولهم النقابة. والأنكب المائل المنكب ومن الإبل الذي يمشى فى شق.
والنكب داء يأخذ فى المنكب. والنكباء ريح ناكبة عن المهب، ونكبته حوادث الدهر أي هبت عليه هبوب النكباء.
(نكث) : النكث نكث الأكسية والغزل قريب من النقض واستعير لنقض العهد قال تعالى: وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ- إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ والنكث كالنقض، والنكيثة كالنقيضة، وكل خصلة ينكث فيها القوم يقال لها نكيثة، قال الشاعر:
متى يك أمر للنكيثة أشهد
(نكح) : أصل النكاح للعقد، ثم استعير للجماع ومحال أن يكون فى
(نكد) : النكد كل شىء خرج إلى طالبه يتعسر، يقال رجل نكد ونكد وناقة نكداء طفيفة الدر صعبة الحلب، قال تعالى: وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً.
(نكر) : الإنكار ضد العرفان، يقال أنكرت كذا ونكرت وأصله أن يرد على القلب ما لا يتصوره وذلك ضرب من الجهل، قال تعالى: فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ- فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ وقد يستعمل ذلك فيما ينكر باللسان وسبب الإنكار باللسان هو الإنكار بالقلب لكن ربما ينكر اللسان الشيء وصورته فى القلب حاصلة ويكون فى ذلك كاذبا. وعلى ذلك قوله تعالى: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها- فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ-أَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ
والمنكر كل فعل تحكم العقول الصحيحة بقبحه، أو تتوقف فى استقباحه واستحسانه العقول فتحكم بقبحه الشريعة وإلى ذلك قصد بقوله تعالى:
الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ- كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ- وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ- وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ وتنكير الشيء من حيث المعنى جعله بحيث لا يعرف، قال تعالى: نَكِّرُوا لَها عَرْشَها وتعريفه جعله بحيث يعرف: واستعمال ذلك فى عبارة النحويين هو أن يجعل الاسم على صيغة مخصوصة ونكرت على فلان وأنكرت إذا فعلت به فعلا يردعه، قال تعالى:
فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ أي إنكارى. والنكر الدهاء والأمر الصعب الذي لا يعرف وقد نكر نكارة، قال: يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ. وفى الحديث: «إذا وضع الميت فى القبر أتاه ملكان منكر ونكير» واستعيرت المناكرة للمحاربة.
(نكس) : النكس قلب الشيء على رأسه ومنه نكس الولد إذا خرج رجله قبل رأسه، قال تعالى: ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ والنكس فى المرض أن يعود فى مرضه بعد إفاقته، ومن النكس فى العمر قال: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ
وذلك مثل قوله: وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وقرىء:
نُنَكِّسْهُ، قال الأخفش لا يكاد يقال نكسته بالتشديد إلا لما يقلب فيجعل رأسه أسفله. والنكس السهم الذي انكسر فوقه فجعل أعلاه أسفله فيكون رديئا، ولرداءته يشبه به الرجل الدنيء.
(نكص) : النكوص الإحجام عن الشيء، قال تعالى: نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ.
(نكف) : يقال نكفت من كذا واستنكفت منه أنفت. قال تعالى:
ْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ
- وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وأصله من نكفت الشيء نحيته ومن النكف وهو تنحيه الدمع عن الخد بالإصبع، وبحر لا ينكف أي لا ينزح، والانتكاف الخروج من أرض إلى أرض.
(نكل) : يقال نكل عن الشيء ضعف. وعجز، ونكلته قيدته، والنكل قيد الدابة وحديدة اللجام لكونهما مانعين والجمع الأنكال، قال تعالى:
إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَجَحِيماً ونكلت به إذا فعلت به ما ينكل به غيره واسم ذلك الفعل نكال، قال تعالى: فَجَعَلْناها نَكالًا لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وقال: جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ
وفى الحديث: «إن اللَّه يحب النكل على النّكل»
أي الرجل القوى على الفرس القوى.
(نم) : النم إظهار الحديث بالوشاية، والنميمة الوشاية، ورجل نمام، قال تعالى: هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ وأصل النميمة الهمس والحركة الخفيفة ومنه أسكت اللَّه نامته أي ما ينم عليه من حركته، والنمام نبت ينم عليه رائحته، والنمنمة خطوط متقاربة وذلك لقلة الحركة من كاتبها فى كتابته.
(نمل) : قال تعالى: قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ وطعام منمول فيه النمل، والنملة قرحة تخرج بالجنب تشبيها بالنمل في الهيئة، وشق فى الحافر ومنه فرس نمل القوائم خفيفها. ويستعار النمل للنميمة تصورا لدبيبه فيقال هو نمل وذو نملة ونمال أي نمام، وتنمل القوم تفرقوا للجمع تفرق النمل، ولذلك يقال هو أجمع من نملة، والأنملة طرف الأصابع، وجمعه أنامل.
(نهر) : النهر مجرى الماء الفائض وجمعه أنهار، قال تعالى: وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً- وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلًا وجعل اللَّه تعالى ذلك مثلا لما يدر من فيضه وفضله فى الجنة على الناس، قال: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ- وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً- جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ والنهر السعة تشبيها بنهر الماء، ومنه أنهرت الدم أي أسلته إسالة، وأنهر الماء جرى، ونهر نهر كثير الماء، قال أبو ذؤيب:
أقامت به فابتنت خيمة... على قصب وفرات نهر
والنهار الوقت الذي ينتشر فيه الضوء، وهو فى الشرع ما بين طلوع الفجر إلى وقت غروب الشمس، وفى الأصل ما بين طلوع الشمس إلى غروبها، وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً وقال: أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً وقابل به البيات فى قوله: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً أَوْ نَهاراً ورجل نهر صاحب نهار، والنهار فرخ الحبارى، والمنهرة فضاء بين البيوت كالموضع الذي تلقى فيه الكناسة، والنهر والانتهار الزجر بمغالظة، يقال نهره وانتهره، قال تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما- وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ.
(نهى) : النهى الزجر عن الشيء، قال تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى وهو من حيث المعنى لا فرق بين أن يكون بالقول أو بغيره، وما كان بالقول فلا فرق بين أن يكون بلفظة افعل نحو اجتنب كذا، أو بلفظة لا تفعل، ومن حيث اللفظ هو قولهم: لا تفعل كذا، فإذا قيل لا تفعل كذا فنهى من حيث اللفظ والمعنى جميعا نحو قوله تعالى: وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ ولهذا قال:
ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ وقوله: وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فإن لم يعن أن يقول لنفسه لا تفعل كذا، بل أراد قمعها عن شهوتها ودفعها عما نزعت إليه وهمت به، وكذا المنهي عن المنكر يكون تارة باليد وتارة باللسان وتارة بالقلب، قال تعالى: أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا وقوله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ- إلى قوله- وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ أي يحث على فعل
(نوب) : النوب رجوع الشيء مرة بعد أخرى، يقال ناب نوبا ونوبة، وسمى النحل نوبا لرجوعها إلى مقارها، ونابته نائبة أي حادثة من شأنها أن تنوب دائبا، والإنابة إلى اللَّه تعالى الرجوع إليه بالتوبة وإخلاص العمل، قال:
وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ- وَإِلَيْكَ أَنَبْنا- وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ- مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وفلان ينتاب فلانا أي يقصده مرة بعد أخرى.
(نوح) : نوح اسم نبى، والنوح مصدر ناح أي صاح بعويل، يقال ناحت الحمامة نوحا وأصل النوح اجتماع النساء فى المناحة، وهو من التناوح أي التقابل، يقال جبلان يتناوحان، وريحان يتناوحان، وهذه الريح نيحة تلك أي مقابلتها، والنوائح النساء، والمنوح المجلس.
(نور) : النور الضوء المنتشر الذي يعين على الإبصار، وذلك ضربان دنيوى وأخروى، فالدنيوى ضربان: ضرب معقول بعين البصيرة وهو ما انتشر من الأمور الإلهية كنور العقل ونور القرآن. ومحسوس بعين البصر، وهو ما انتشر من الأجسام النيرة كالقمرين والنجوم والنيرات. فمن النور الإلهى قوله تعالى:
قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ وقال: وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها وقال: ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وقال:
يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ- وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا- انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ- فَالْتَمِسُوا نُوراً ويقال أنار اللَّه كذا ونوره وسمى اللَّه تعالى نفسه نورا من حيث أنه هو المنور، قال:
اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وتسميته تعالى بذلك لمبالغة فعله. والنار تقال للهيب الذي يبدو للحاسة، قال: أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ وقال:
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً وللحرارة المجردة ولنار جهنم المذكورة فى قوله: النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا- وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ- نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ وقد ذكر ذلك في غير موضع. ولنار الحرب المذكورة فى قوله:
كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ وقال بعضهم: النار والنور من أصل واحد وكثيرا ما يتلازمان لكن النار متاع للمقوين فى الدنيا والنور متاع لهم فى الآخرة، ولأجل ذلك استعمل فى النور الاقتباس فقال تعالى: نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ وتنورت نارا أبصرتها، والمنارة مفعلة من النور أو من النار كمنارة السراج أو ما يؤذن عليه ومنار الأرض أعلامها والنور النفور من الريبة وقد نارت المرأة تنور نورا ونوارا ونور الشجر ونواره تشبيها بالنور، والنور ما يتخذ للوشم يقال نورت المرأة يدها وتسميته بذلك لكونه مظهرا لنور العضو.
(نوس) : الناس قيل أصله أناس فحذف فاؤه لما أدخل عليه الألف واللام، وقيل قلب من نسى وأصله إنسيان على إفعالان، وقيل أصله من ناس ينوس إذا اضطرب، ونست الإبل سقتها، وقيل ذو نواس ملك كان ينوس على ظهره ذؤابة فسمى بذلك وتصغيره على هذا نويس، قال تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ والناس قد يذكر ويراد به الفضلاء دون من يتناوله اسم الناس تجوزا وذلك إذا اعتبر معنى الإنسانية وهو وجود الفضل والذكر وسائر الأخلاق الحمدة والمعاني المختصة به، فإن كل شى عدم فعله المختص به لا يكاد يستحق اسمه
(نوش) : النوش التناول، قال الشاعر:
تنوش البرير حيث طاب اهتصارها
البرير ثمر الطلح والاهتصار الإمالة، يقال هصرت الغصن إذا أملته، وتناوش القوم كذا تناولوه، قال: وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ أي كيف يتناولون الإيمان من مكان بعيد ولم يكونوا يتناولونه عن قريب فى حين الاختيار والانتفاع بالإيمان إشارة إلى قوله: يَوْمَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها الآية ومن همز فإما أنه أبدل من الواو همزة نحو، أقتت فى وقتت، وأدؤر فى أدور، وإما أن يكون من النأش وهو الطلب.
(نوص) : ناص إلى كذا التجأ إليه، وناص عنه ارتد ينوص نوصا والمناص الملجأ، قال: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ.
(نيل) : النيل ما يناله الإنسان بيده، نلته أناله نيلا، قال: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ- وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا- لَمْ يَنالُوا خَيْراً والنول التناول يقال نلت كذا أنول نولا وأنلته أوليته وذلك مثل عطوت كذا تناولت وأعطيته أنلته ونلت أصله نولت على فعلت، ثم نقل إلى فلت. ويقال ما كان نولك أن تفعل كذا أي ما فيه نوال صلاحك، قال الشاعر:
جزعت وليس ذلك بالنوال
قيل معناه بصواب. وحقيقة النوال ما يناله الإنسان من الصلة وتحقيقه ليس ذلك مما تنال منه مرادا، وقال تعالى: لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ.
وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ- وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً- لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ والنومة أيضا خامل الذكر، واستنام فلان إلى كذا اطمأن إليه، والمنامة الثوب الذي ينام فيه، ونامت السوق كسدت، ونام الثوب أخلق أو حلق معا، واستعمال النوم فيهما على التشبيه.
(نون) : النون الحرف المعروف، قال تعالى: ن وَالْقَلَمِ والنون الحوت العظيم وسمى يونس ذا النون فى قوله: وَذَا النُّونِ لأن النون كان قد التقمه، وسمى سيف الحارث ابن ظالم: ذا النون.
(ناء) : يقال ناء بجانبه ينوء ويناء، قال أبو عبيدة: ناء مثل ناع أي نهض، وأنأته أنهضته. قال لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ وقرىء: (ناء) مثل ناع أي نهض به عبارة عن التكبر كقولك شمخ بأنفه وازور جانبه.
(نأى) : قال أبو عمرو: نأى مثل نعى أعرض، وقال أبو عبيدة:
تباعد، ينأى وانتأى افتعل منه والمنتأى الموضع البعيد، ومنه النؤى لحفيرة حول الخباء تباعد الماء عنه وقرىء: (ناء بجانبه) أي تباعد به. والنية تكون مصدرا واسما من نويت وهى توجه القلب نحو العمل وليس من ذلك بشىء.
(وبل) : الوبل والوابل المطر الثقيل القطار، قال تعالى: فَأَصابَهُ وابِلٌ- كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ ولمراعاة الثقل قيل للأمر الذي يخاف ضرره وبال، قال تعالى: فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ، ويقال طعام وبيل، وكلأ وبيل يخاف وباله، قال فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا.
(وبر) : الوبر معروف وجمعه أوبار، قال: وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وقيل سكان الوبر لمن بيوتهم من الوبر، وبنات أوبر للكمء الصغار التي عليها مثل الوبر، ووبرت الأرنب غطت بالوبر الذي على زمعاتها أثرها، ووبر الرجل فى منزله أقام فيه تشبيها بالوبر الملقى، نحو تلبد بمكان كذا ثبت فيه ثبوت اللبد، ووبار قيل أرض كانت لعاد.
(وبق) : وبق إذا تثبط فهلك، وبقا وموبقا، قال: وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً وأوبقه كذا، قال: أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا.
(وتن) : الوتين عرق يسقى الكبد وإذا انقطع مات صاحبه، قال: ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ والموتون المقطوع الوتين، والمواتنة أن يقرب منه قربا كقرب الوتين وكأنه أشار إلى نحو ما دل عليه قوله تعالى: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ واستوتن الإبل إذا غلظ وتينها من السمن.
(وتد) : الوتد وقد وتدته أتده وتدا، قال: وَالْجِبالَ أَوْتاداً وكيفية كون الجبال أوتادا يختص بما بعد هذا الباب وقد يسكن التاء ويدغم فى الدال فيصير ودا، والوتدان من الأذن تشبيها بالوتد للنتو فيهما.
(وتر) : الوتر فى العدد خلاف الشفع وقد تقدم الكلام فيه فى قوله:
وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وأوتر فى الصلاة. والوتر والوتر، والترة: الذحل، وقد وترته إذا أصبته بمكروه، قال: وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ والتواتر تتابع الشيء وترا وفرادى وجاءوا تترى: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا ولا وتيرة فى كذا ولا غميزة ولا غيرة، والوتيرة السجية من التواتر، وقيل للحلقة التي يتعلم عليها الرمي الوتيرة وكذلك للأرض المنقادة، والوتيرة الحاجز بين المنخرين.
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وقالوا رجل ثقة وقوم ثقة ويستعار للموثوق به، وناقة موثقة الخلق محكمته.
(وثن) : الوثن واحد الأوثان وهو حجارة كانت تعبد، قال: إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وقيل أوثنت فلانا أجزلت عطيته، وأوثنت من كذا أكثرت منه.
(وجب) : الوجوب الثبوت. والواجب يقال على أوجه: الأول فى مقابلة الممكن وهو الحاصل الذي إذا قدر كونه مرتفعا حصل منه محال نحو وجود الواحد مع وجود الاثنين فإنه محال أن يرتفع الواحد مع حصول الاثنين. الثاني:
يقال فى الذي إذا لم يفعل يستحق به اللوم، وذلك ضربان: واجب من جهة العقل كوجوب معرفة الوحدانية ومعرفة النبوة، وواجب من جهة الشرع كوجوب العبادات الموظفة. ووجبت الشمس إذا غابت كقولهم سقطت ووقعت، ومنه قوله تعالى: فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها ووجبت القلب وجيبا كل ذلك اعتبار بتصور الوقوع فيه، ويقال فى كله أوجب. وعبر بالموجبات عن الكبائر التي أوجب اللَّه عليها النار. وقال بعضهم الواجب يقال على وجهين، أحدهما: أن يراد به اللازم الوجوب فإنه لا يصح أن لا يكون موجودا كقولنا فى اللَّه جل جلاله واجب وجوده. والثاني: الواجب بمعنى أن حقه أن يوجد. وقول الفقهاء الواجب ما إذا لم يفعله يستحق العقاب وذلك وصف له بشىء عارض له لا بصفة لازمة له ويجرى مجرى من يقول الإنسان الذي مشى مشى برجلين منتصب القامة.
(وجد) : الوجود أضرب: وجود بإحدى الحواس الخمس نحو:
وجدت زيدا، ووجدت طعمه. ووجدت صوته، ووجدت خشونته، ووجود بقوة الشهوة نحو: وجدت الشبع ووجود بقوة الغضب كوجود الحزن
وما ينسب إلى اللَّه تعالى من الوجود فبمعنى العلم المجرد إذ كان اللَّه منزها عن الوصف بالجوارح والآلات نحو: وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ- وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ وكذلك المعدوم يقال على هذه الأوجه. فأما وجود اللَّه تعالى للأشياء فبوجه أعلى من كل هذا ويعبر عن التمكن من الشيء بالوجود نحو: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ أي حيث رأيتموهم، وقوله: فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ أي تمكن منهما وكانا يقتتلان، وقوله: وَجَدْتُ امْرَأَةً إلى قوله:
يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ فوجود بالبصر والبصيرة فقد كان منه مشاهدة بالبصر واعتبار لحالها بالبصيرة، ولولا ذلك لم يكن له أن يحكم بقوله: وَجَدْتُها وَقَوْمَها الآية، وقوله: فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فمعناه فلم تقدروا على الماء، وقوله: مِنْ وُجْدِكُمْ أي تمكنكم وقدر غناكم، ويعبر عن الغنى بالوجدان والجدة، وقد حكى فيه الوجد والوجد والوجد، ويعبر عن الحزن والحب بالوجد، وعن الغضب بالموجدة، وعن الضالة بالوجود. وقال بعضهم الموجودات ثلاثة أضرب: موجود لا مبدأ له ولا منتهى، وليس ذلك إلا الباري تعالى، وموجود له مبدأ ومنتهى كالناس فى النشأة الأولى وكالجواهر الدنيوية، وموجود له مبدأ وليس له منتهى، كالناس فى النشأة الآخرة.
(وجس) : الوجس الصوت الخفي والتوجس التسمع والإيجاس وجود ذلك فى النفس، قال: فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً فالوجس قالوا هو حالة تحصل من النفس بعد الهاجس لأن الهاجس مبتدأ التفكير ثم يكون الواجس الخاطر.
(وجل) : الوجل استشعار الخوف، يقال وجل يوجل وجلا فهو وجل، قال: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ- إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ- قالُوا لا تَوْجَلْ- وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ.
(وجه) : أصل الوجه الجارحة، قال: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ- وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ولما كان الوجه أول ما يستقبلك، وأشرف ما فى ظاهر البدن استعمل فى مستقبل كل شىء وفى أشرفه ومبدئه فقيل وجه كذا ووجه النهار. وربما عبر عن الذات بالوجه فى قول اللَّه: وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ قيل ذاته وقيل أراد بالوجه هاهنا التوجه إلى اللَّه تعالى بالأعمال
ومعناه كل شىء من أعمال العباد هالك وباطل إلا ما أريد به اللَّه، وعلى هذا الآيات الأخر، وعلى هذا قوله: يُرِيدُونَ وَجْهَهُ- يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وقوله:
وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ فقد قيل أراد به الجارحة واستعارها كقولك فعلت كذا بيدي، وقيل أراد بالإقامة تحرى الاستقامة، وبالوجه التوجه، والمعنى أخلصوا العبادة للَّه فى الصلاة. وعلى هذا النحو قوله: فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وقوله: وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى - وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وقوله: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فالوجه فى كل هذا كما تقدم، أو على الاستعارة للمذهب والطريق. وفلان وجه القوم كقولهم عينهم ورأسهم ونحو ذلك. وقال: وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى وقوله: آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ أي صدر النهار.
ويقال واجهت فلانا جعلت وجهى تلقاء وجهه. ويقال للقصد وجه، وللمقصد جهة ووجهة وهى حيثما نتوجه للشىء، قال: لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها
إشارة إلى الشريعة كقوله شرعة، وقال بعضهم: الجاه مقلوب عن الوجه لكن الوجه يقال فى العضو والحظوة، والجاه لا يقال إلا فى الحظوة. ووجهت الشيء أرسلته فى جهة واحدة فتوجه وفلان وجيه ذو جاه، قال: وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وأحمق ما يتوجه به: كناية عن الجهل بالتفرط، وأحمق ما يتوجه، بفتح الياء وحذف به عنه، أي لا يستقيم فى أمر من الأمور لحمقه والتوجيه فى الشعر الحرف الذي بين ألف التأسيس وحرف الروى.
(وجف) : الوجيف سرعة السير، وأوجفت البعير أسرعته، قال:
فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وقيل أدل فأمل، وأوجف فأعجف أي حمل الفرس على الإسراع فهزله بذلك، قال: قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ أي مضطربة كقولك طائرة وخافقة، ونحو ذلك من الاستعارات لها.
الرابع: ما كان واحدا لامتناع التجزى فيه إما لصغره كالهباء، وإما لصلابته كالألماس، الخامس: للمبدأ إما لمبدأ العدد كقولك واحد اثنان، وإما لمبدأ الخط كقولك النقطة الواحدة. والوحدة فى كلها عارضة، وإذا وصف اللَّه تعالى بالواحد فمعناه هو الذي لا يصح عليه التجزى ولا التكثر، ولصعوبة هذه الوحدة قال تعالى: وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ، والوحد المفرد ويوصف به غير اللَّه تعالى، كقول الشاعر:
على مستأنس وحد
وأحد مطلقا لا يوصف به غير اللَّه تعالى. وقد تقدم فيما مضى، ويقال فلان لا واحد له، كقولك هو نسيج وحده، وفى الذم يقال هو عيير وحده وجحيش وحده، وإذا أريد ذم أقل من ذلك قيل رجيل وحده.
(وحش) : الوحش خلاف الإنس وتسمى الحيوانات التي لا أنس لها بالإنس وحشا وجمعه وحوش، قال: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ، والمكان الذي لا أنس فيه وحش، يقال لقيته بوحش اصمت أي ببلد قفر، وبات فلان وحشا إذا لم يكن فى جوفه طعام وجمعه أو حاش وأرض موحشة من الوحش، ويسمى المنسوب إلى المكان الوحش وحشيّا، وعبر بالوحشى عن الجانب الذي يضاد الإنسى، والإنسى هو ما يقبل منهما على الإنسان، وعلى هذا وحشي القوس وإنسيه.
(وحي) : أصل الوحى الإشارة السريعة ولتضمن السرعة قيل أمر وحي وذلك يكون بالكلام على سبيل الرمز والتعريض، وقد يكون بصوت مجرد
وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وقوله: وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ فذلك بالوسواس المشار إليه بقوله: مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ
وبقوله عليه الصلاة والسلام: «وإن للشيطان لمة الخير»
ويقال للكلمة الإلهية التي تلقى إلى أنبيائه وأوليائه وحي وذلك أضرب حسبما دل عليه قوله: وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً- إلى قوله- بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ وذلك إما برسول مشاهد ترى ذاته ويسمع كلامه كتبليغ جبريل عليه السلام للنبى فى صورة معينة، وإما بسماع كلام من غير معاينة كسماع موسى كلام اللَّه، وإما بإلقاء فى الروع كما
ذكر عليه الصلاة والسلام: «إن روح القدس نفث فى روعى»
، وإما بالإلهام نحو: وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ وإما بتسخير نحو قوله: وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أو بمنام كما
قال عليه الصلاة والسلام: «انقطع الوحى وبقيت المبشرات رؤيا المؤمن فالإلهام والتسخير والمنام»
دل عليه قوله: إِلَّا وَحْياً وسماع الكلام معاينة دل عليه قوله: أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ وتبليغ جبريل فى صورة معينة دل عليه قوله:
أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ وقوله: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ فذلك لمن يدعى شيئا من أنواع ما ذكرناه من الوحى أي نوع ادعاه من غير أن حصل له، وقوله: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ الآية فهذا الوحى هو عام فى جميع أنواعه وذلك أن معرفة وحدانية اللَّه تعالى ومعرفة وجوب عبادته ليست مقصورة على الوحى المختص بأولى العزم من الرسل بل يعرف ذلك بالعقل والإلهام كما يعرف بالسمع. فإذا القصد من الآية تنبيه أنه من المحال أن يكون رسول لا يعرف وحدانية اللَّه ووجوب عبادته، وقوله تعالى: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ فذلك وحي بوساطة عيسى عليه السلام، وقوله: وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ فذلك وحي إلى الأمم بوساطة الأنبياء. ومن الوحى المختص بالنبي عليه الصلاة والسلام: اتَّبِعْ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ- إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ- قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ وقوله: وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ فوحيه إلى موسى بوساطة جبريل، ووحيه تعالى إلى هرون بوساطة جبريل وموسى، وقوله: إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ
وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها فإن كان الوحى إلى أهل السماء فقط فالموحى إليهم محذوف ذكره كأنه قال أوحى إلى الملائكة لأن أهل السماء هم الملائكة، ويكون كقوله: إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ وإن كان الموحى إليه هى السموات فذلك تسخير عند من يجعل السماء غير حى، ونطق عند من جعله حيا، وقوله: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها فقريب من الأول وقوله: وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ فحث على التثبت فى السماع وعلى ترك الاستعجال فى تلقيه وتلقنه.
(ودد) : الود محبة الشيء وتمنى كونه، ويستعمل فى كل واحد من المعنيين على أن التمني يتضمن معنى الود لأن التمني هو تشهى حصول ما توده، وقوله: وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً وقوله: سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فإشارة إلى ما أوقع بينهم من الألفة المذكورة فى قوله: لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ الآية. وفى المودة التي تقتضى المحبة المجردة فى قوله: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وقوله: وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ- إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ فالودود يتضمن ما دخل فى قوله: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ وتقدم معنى محبة اللَّه لعباده ومحبة العباد له، قال بعضهم: مودة اللَّه لعباده هى مراعاته لهم.
روى أن اللَّه تعالى قال لموسى: أنا لا أغفل عن الصغير لصغره ولا عن الكبير لكبره، وأنا الودود الشكور
فيصح أن يكون معنى:
سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا معنى قوله: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ومن المودة التي تقتضى معنى التمني: وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وقال: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ وقال:
وَدُّوا ما عَنِتُّمْ- وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ- وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ- وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا- يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وقوله: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فنهى عن موالاة الكفار وعن مظاهرتهم كقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ إلى قوله: بِالْمَوَدَّةِ أي بأسباب المحبة من النصيحة ونحوها: كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ وفلان وديد فلان:
مواده، والود صنم سمى بذلك إما لمودتهم له أو لاعتقادهم أن بينه وبين الباري
(ودع) : الدعة الخفض يقال ودعت كذا أدعه ودعا نحو تركته وادعا وقال بعض العلماء، لا يستعمل ماضيه واسم فاعله وإنما يقال يدع ودع، وقد قرىء: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وقال الشاعر:
ليت شعرى عن خليلى ما الذي | غاله فى الحب حتى ودعه |
ودعت نفسى ساعة التوديع
(ودق) : الودق قيل ما يكون من خلال المطر كأنه غبار وقد يعبر به عن المطر، قال: فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ويقال لما يبدو فى الهواء عند شدة الحر وديقة، وقيل ودقت الدابة واستودقت، وأتاق وديق وودوق إذا أظهرت رطوبة عند إرادة الفحل، والمودق المكان الذي يحصل فيه الودق وقول الشاعر:
تعفى بذيل المرط إذ جئت مودقى
تعفى أي تزيل الأثر، والمرط لباس النساء فاستعارة وتشبيه لأثر موطىء القدم بأثر موطىء المطر.
(ودى) : قال: إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ أصل الوادي الموضع الذي يسيل فيه الماء، ومنه سمى المفرج بين الجبلين واديا، وجمعه أودية، نحو ناد وأندية وناج وأنجية، ويستعار الوادي للطريقة كالمذهب والأسلوب فيقال فلان فى واد
إذا ما قطعنا واديا من حديثنا | إلى غيره زدنا الأحاديث واديا |
، وقال تعالى: فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها أي بقدر مياهها. ويقال ودى يدى وكنّى بالودى عن ماء الفحل عند الملاعبة وبعد البول فيقال فيه أودى نحو أمدى وأمنى. ويقال ودى وأودى ومنى وأمنى، والودي صغار الفسيل اعتبارا بسيلانه فى الطول، وأوداه أهلكه كأنه أسال دمه، ووديت القتيل أعطيت ديته، ويقال لما يعطى فى الدم دية، قال تعالى: فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ.
(وذر) : يقال فلان يذر الشيء أي يقذفه لقلة اعتداده به ولم يستعمل ماضيه، قال تعالى: قالُوا أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا- وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ- فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ- وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إلى أمثاله وتخصيصه فى قوله: وَيَذَرُونَ أَزْواجاً ولم يقل يتركون ويخلفون فإنه يذكر فيما بعد هذا الكتاب إن شاء اللَّه. والوذرة قطعة من اللحم وتسميتها بذلك لقلة الاعتداد بها نحو قولهم فيما لا يعتد به هو لحم على وضم.
(ورث) : الوراثة والإرث انتقال قنية إليك عن غيرك من غير عقد ولا ما يجرى مجرى العقد، وسمى بذلك فقلبت عن الميت فيقال للقنية الموروثة ميراث وإرث. وتراث أصله وراث فقلبت الواو ألفا وتاء، قال: وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ
وقال عليه الصلاة والسلام: «اثبتوا على مشاعركم فإنكم على إرث أبيكم»
أي أصله وبقيته، قال الشاعر:
فينظر فى صحف كالربا | ط فيهن إرث كتاب محى |
قال عليه الصلاة والسلام «إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة»
نصب على الاختصاص فقد قيل ما تركناه هو العلم وهو صدقة تشترك فيها الأمة، وما
روى عنه عليه الصلاة والسلام من قوله: «العلماء ورثة الأنبياء»
فإشارة إلى ما ورثوه من العلم. واستعمل لفظ الورثة لكون ذلك بغير ثمن ولا منة،
وقال لعلى رضى اللَّه عنه: «أنت أخى ووارثي، قال: وما أرثك؟ قال. ما ورثت الأنبياء قبلى، كتاب اللَّه وسنتى»
ووصف اللَّه تعالى نفسه بأنه الوارث من حيث إن الأشياء كلها صائرة إلى اللَّه تعالى، قال اللَّه تعالى: وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وقال: وَنَحْنُ الْوارِثُونَ وكونه تعالى وارثا لما
روى: «أنه ينادى لمن الملك اليوم؟ فيقال للَّه الواحد القهار»
ويقال ورثت علما من فلان أي استفدت منه، قال تعالى: وَرِثُوا الْكِتابَ- أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ- ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ- يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ فإن الوراثة الحقيقية هى أن يحصل للإنسان شىء لا يكون عليه فيه تبعة ولا عليه محاسبة، وعباد اللَّه الصالحون لا يتناولون شيئا من الدنيا إلا بقدر ما يجب وفى وقت ما يجب وعلى الوجه الذي يجب ومن تناول الدنيا على هذا الوجه لا يحاسب عليها ولا يعاقب بل يكون ذلك له عفوا صفوا كما
روى أنه: «من حاسب نفسه فى الدنيا لم يحاسبه اللَّه فى الآخرة».
(ورد) : الورود أصله قصد الماء ثم يستعمل فى غيره يقال وردت الماء أرد ورودا، فأنا وارد والماء مورود، وقد أوردت الإبل الماء، قال: وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ والورد الماء المرشح للورود، والورد خلاف الصدر، والورد يوم الحمى إذا وردت واستعمل فى النار على سبيل الفظاعة، قال: فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ- إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً- أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ- ما وَرَدُوها والوارد الذي يتقدم القوم فيسقى لهم، قال: فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ أي ساقيهم من الماء المورود، ويقال لكل من يرد الماء وارد، وقوله: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها فقد قيل منه وردت ماء كذا إذا حضرته وإن لم تشرع فيه، وقيل بل يقتضى ذلك الشروع ولكن من كان من أولياء اللَّه الصالحين لا يؤثر فيهم بل يكون حاله فيها كحال إبراهيم عليه السلام حيث قال: قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ والكلام فى هذا الفصل إنما هو لغير هذا النحو الذي نحن بصدده الآن ويعبر عن المحموم بالمورود، وعن إتيان الحمى بالورد، وشعر وارد
والورد قيل هو من الوارد وهو الذي يتقدم إلى الماء وتسميته بذلك لكونه أول ما يرد من ثمار السنة، ويقال لنور كل شجرة ورد، ويقال ورد الشجر خرج نوره، وشبه به لون الفرس فقيل فرس ورد وقيل فى صفة السماء إذا احمرت احمرارا كالورد أمارة للقيامة، قال تعالى: فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ.
(ورق) : ورق الشجر جمعه أوراق الواحدة ورقة، قال تعالى:
وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها، وورقت الشجرة: أخذت ورقها، والوارقة الشجرة الخضراء الورق الحسنة، وعام أورق لا مطر له، وأورق فلان إذا أخفق ولم ينل الحاجة كأنه صار ذا ورق بلا ثمر، ألا ترى أنه عبر عن المال بالثمر فى قوله: وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ قال ابن عباس رضى اللَّه عنه: هو المال وباعتبار لونه فى حال نضارته قيل بعير أورق إذا صار على لونه، وبعير أورق:
لونه لون الرماد، وحمامة ورقاء. وعبر به عن المال الكثير تشبيها فى الكثرة بالورق كما عبر عنه بالثرى وكما شبه بالتراب وبالسيل كما يقال: له مال كالتراب والسيل والثرى، قال الشاعر:
واغفر خطاياى وثمّر ورقى
والورق بالكسر الدراهم، قال تعالى: فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ وقرىء: (بورقكم وبورقكم)، ويقال ورق وورق، نحو كبد وكبد.
(ورى) : يقال واريت كذا إذا سترته، قال تعالى: قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وتوارى استتر، قال: حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ
وروى أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا أراد غزوا ورى بغيره، وذلك إذا ستر خبرا وأظهر غيره.
والورى، قال الخليل: الورى الأنام الذين على وجه الأرض فى الوقت، ليس من مضى ولا من يتناسل بعدهم، فكأنهم الذين يسترون الأرض بأشخاصهم، ووراء إذا قيل وراء زيد كذا فإنه يقال لمن خلفه نحو قوله: وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ- ارْجِعُوا وَراءَكُمْ- فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ ويقال لما كان قدامه نحو قوله: وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ وقوله:
ككمون النار فى حجره
يقال ورى يرى مثل ولى يلى، قال تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ويقال فلان وارى الزند إذا كان منجحا، وكابى الزند إذا كان مخفقا، واللحم الواري السمين. والوراء ولد الولد وقولهم وراءك للإغراء ومعناه تأخر، يقال وراءك أوسع لك، نصب بفعل مضمر أي ائت وقيل تقديره يكن أوسع لك أي تنح، وائت مكانا أوسع لك. والتوراة الكتاب الذي ورثوه عن موسى وقد قيل هو فوعلة ولم يجعل تفعلة لقلة وجود ذلك والتاء بدل من الواو نحو تيقور لأن أصله ويقور، التاء بدل الواو من الوقار وقد تقدم.
(وزر) : الوزر الملجأ الذي يلتجأ إليه من الجبل، قال تعالى: كَلَّا لا وَزَرَ إِلى رَبِّكَ والوزر الثقل تشبيها بوزر الجبل ويعبر بذلك عن الإثم كما يعبر عنه بالثقل، قال: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً الآية، كقوله: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ وحمل وزر الغير فى الحقيقة هو على نحو ما
أشار إليه صلّى اللَّه عليه وسلّم بقوله: «من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجره شىء، ومن سن سنة سيئة كان له وزرها ووزر من عمل بها»
أي مثل وزر من عمل بها. وقوله تعالى: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى أي لا يحمل وزره من حيث يتعرى المحمول عنه، وقوله: وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ أي ما كنت فيه من أمر الجاهلية فأعفيت بما خصصت به عن تعاطى ما كان عليه قومك، والوزير المتحمل ثقل أميره وشغله، والوزارة على بناء الصناعة. وأوزار الحرب واحدها وزر: آلتها من السلاح. والموازرة المعاونة، يقال وازرت فلانا موازرة أعنته على أمره، قال: وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي- وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ.
(وزن) : الوزن معرفة قدر الشيء، يقال وزنته وزنا وزنة، والمتعارف فى الوزن عند العامة ما يقدر بالقسط والقبان. وقوله: وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ- وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ إشارة إلى مراعاة المعدلة فى جميع ما يتحراه الإنسان من الأفعال والأقوال. وقوله تعالى: وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ فقد قيل هو المعادن كالفضة والذهب، وقيل بل ذلك إشارة إلى كل ما أوجده اللَّه تعالى وأنه خلقه باعتدال كما قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ وقوله: وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فإشارة إلى العدل فى محاسبة الناس كما قال: وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ وذكر فى مواضع الميزان بلفظ الواحد اعتبارا بالمحاسب وفى مواضع بالجمع اعتبارا بالمحاسبين ويقال وزنت لفلان ووزنته كذا، قال تعالى: وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ، ويقال قام ميزان النهار إذا انتصف.
(وسوس) : الوسوسة الخطرة الرديئة وأصله من الوسواس وهو صوت الحلي والهمس الخفي، قال تعالى: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ وقال: مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ ويقال لهمس الصائد وسواس.
(وسط) : وسط الشيء ماله طرفان متساويا القدر ويقال ذلك فى الكمية المتصلة كالجسم الواحد إذا قلت وسطه صلب وضربت وسط رأسه بفتح السين، ووسط بالسكون. يقال فى الكمية المنفصلة كشىء يفصل بين جسمين
الصلاة خير من النوم،
ومن قال صلاة العصر فقد روى ذلك عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم
فلكون وقتها فى أثناء الأشغال لعامة الناس بخلاف سائر الصلوات التي لها فراغ إما قبلها وإما بعدها ولذلك توعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عليها
فقال: «من فاته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله».
(وسع) : السعة تقال فى الأمكنة وفى الحال وفى الفعل كالقدرة والجود ونحو ذلك، ففى المكان نحو قوله: إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ
- أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً وفى الحال قوله تعالى: لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وقوله: عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ والوسع من القدرة ما يفضل عن قدر المكلف، قال:
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها تنبيها أنه يكلف عبده دوين ما ينوء به قدرته، وقيل معناه يكلفه ما يثمر له السعة أي جنة عرضها السموات والأرض كما قال:
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وقوله: وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً فوصف له نحو قوله: أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وقوله: وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ- وَكانَ اللَّهُ واسِعاً حَكِيماً فعبارة عن سعة قدرته وعلمه ورحمته وإفضاله كقوله: وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً- وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وقوله:
وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ فإشارة إلى نحو قوله: الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى ووسع الشيء اتسع والوسع الجدة والطاقة، ويقال ينفق على قدر وسعه. وأوسع فلان إذا كان له الغنى، وصار ذا سعة، وفرس وساع الخطو شديد العدو.
وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ قيل وما جمع من الظلام، وقيل عبارة عن طوارق الليل، ووسقت الشيء جمعته، والوسيقة الإبل المجموعة كالرفقة من الناس، والاتساق الاجتماع والاطراد، قال اللَّه تعالى: وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ.
(وسل) : الوسيلة التوصل إلى الشيء برغبة وهى أخص من الوصيلة لتضمنها لمعنى الرغبة، قال تعالى: وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وحقيقة الوسيلة إلى اللَّه تعالى مراعاة سبيله بالعلم والعبادة وتحرى مكارم الشريعة وهى كالقربة، والواسل الراغب إلى اللَّه تعالى، ويقال إن التوسل فى غير هذا: السرقة، يقال أخذ فلان إبل فلان توسلا أي سرقة.
(وسم) : الوسم التأثير والسمة الأثر، يقال وسمت الشيء وسما إذا أثرت فيه بسمة، قال تعالى: سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ وقال:
تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ وقوله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ أي للمعتبرين العارفين المتعظين، وهذا التوسم هو الذي سماه قوم الزكانة وقوم الفراسة وقوم الفطنة،
قال عليه الصلاة والسلام: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللَّه»
وقال: سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ أي نعلمه بعلامة يعرف بها كقوله: تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ والوسمى ما يسم من المطر الأول بالنبات وتوسمت تعرفت بالسمة، ويقال ذلك إذا طلبت الوسمى، وفلان وسيم الوجه حسنه، وهو ذو وسامة عبارة عن الجمال، وفلانة ذات ميسم إذا كان عليها أثر الجمال، وفلان موسوم بالخير، وقوم وسام، وموسم الحاج معلمهم الذي يجتمعون فيه، والجمع المواسم ووسموا شهدوا الموسم كقولهم عرفوا وحصبوا وعيدوا: إذا شهدوا عرفة، والمحصب هو الموضع الذي يرمى فيه الحصباء.
(وسن) : الوسن والسنة الغفلة والغفوة، قال تعالى: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ورجل وسنان، وتوسنها غشيها نائمة، وقيل وسن وأسن إذا غشى عليه من ريح البئر، وأرى أن وسن يقال لتصور النوم منه لا لتصور الغشيان.
(وشى) : وشيت الشيء وشيا جعلت فيه أثرا يخالف معظم لونه، واستعمل الوشي فى الكلام تشبيها بالمنسوج، والشية فعلة من الوشي، قال تعالى:
مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها وثور موشى القوائم. والواشي يكنى به عن النمام، ووشى فلان كلامه عبارة عن الكذب نحو موهه وزخرفه.
(وصب) : الوصب السقم اللازم، وقد وصب فلان فهو وصب وأوصبه كذا فهو يتوصب نحو يتوجع، قال تعالى: وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ- وَلَهُ الدِّينُ واصِباً فتوعد لمن اتخذ إلهين، وتنبيه أن جزاء من فعل ذلك عذاب لازم شديد، ويكون الدين هاهنا الطاعة، ومعنى الواصب الدائم أي حق الإنسان أن يطيعه دائما فى جميع أحواله كما وصف به الملائكة حيث قال: لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ويقال: وصب وصوبا دام، ووصب الدين وجب، ومفازة واصبة بعيدة لا غاية لها.
(وصد) : الوصيدة حجرة تجعل للمال فى الجبل، يقال أوصدت الباب وآصدته أي أطبقته وأحكمته، وقال تعالى: عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ وقرىء بالهمز مطبقة، والوصيد المتقارب الأصول.
(وصف) : الوصف ذكر الشيء بحليته ونعته، والصفة الحالة التي عليها الشيء من حليته ونعته كالزنة التي هى قدر الشيء، والوصف قد يكون حقا باطلا، قال تعالى: وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ تنبيها على كون ما يذكرونه كذبا، وقوله عز وجل: رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ تنبيه على أن أكثر صفاته ليس على حسب ما يعتقده كثير من الناس لم يتصور عنه تمثيل وتشبيه وأنه يتعالى عما يقول الكفار، ولهذا قال عزّ وجلّ: وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى ويقال اتصف الشيء فى عين الناظر إذا احتمل الوصف، ووصف البعير وصوفا إذا أجاد السير، والوصيف الخادم والوصيفة الخادمة، ويقال وصف الجارية.
(وصل) : الاتصال اتحاد الأشياء بعضها ببعض كاتحاد طرفى الدائرة، ويضاد الانفصال ويستعمل الوصل فى الأعيان وفى المعاني، يقال وصلت فلانا،
وهو أن أحدهم كان إذا ولدت له شاته ذكرا وأنثى قالوا وصلت أخاها فلا يذبحون أخاها من أجلها، وقيل الوصيلة العمارة والخصب والوصيلة الأرض الواسعة، ويقال هذا وصل هذا أي صلته.
(وصى) : الوصية التقدم إلى الغير بما يعمل به مقترنا بوعظ من قولهم أرض واصية متصلة النبات، ويقال أوصاه ووصاه، قال تعالى: وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ وقرىء: (وأوصى) قال اللَّه عزّ وجلّ: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ- وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ- مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها- حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ووصى أنشأ فضله وتواصى القوم إذا أوصى بعضهم إلى بعض، قال: وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ- أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ.
(وضع) : الوضع أعم من الحط ومنه الموضع، قال تعالى: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ ويقال ذلك فى الحمل والحمل ويقال وضعت الحمل فهو موضوع، قال تعالى: وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ- وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ فهذا الوضع عبارة عن الإيجاد والخلق، ووضعت المرأة، الحمل وضعها، قال: فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ فأما الوضع والتضع فأن تحمل فى آخر طهرها فى مقبل الحيض. ووضع البيت بناؤه، قال اللَّه تعالى:
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ- وَوُضِعَ الْكِتابُ هو إبراز أعمال العباد نحو قوله: وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً ووضعت الدابة تضع فى سيرها أسرعت ودابة حسنة الموضوع وأوضعتها حملتها على الإسراع، قال اللَّه عزّ وجلّ: وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ والوضع فى السير استعارة كقولهم ألقى باعه وثقله ونحو ذلك، والوضيعة الحطيطة من رأس المال، وقد وضع الرجل فى تجارته يوضع إذا خسر، ورجل وضيع بين الضعة فى مقابلة رفيع بين الرفعة.
(وضن) : الوضن نسج الدرع، ويستعار لكل نسج محكم، قال تعالى: عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ومنه الوضين وهو حزام الرحل وجمعه وضن.
(وطأ) : وطؤ الشيء فهو وطئ بين الوطاءة والطاة والطئة، والوطاء ما توطأت به، ووطأت له بفراشه. ووطأته برجلي أطؤه وطأ ووطاءة ووطأة وتوطأته، قال اللَّه تعالى: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وقرىء وطاء
وفى الحديث: «اللهم اشدد وطأتك على مضر»
أي ذللهم. ووطئ امرأته كناية عن الجماع، صار كالتصريح للعرف فيه، والمواطأة الموافقة وأصله أن يطأ الرجل برجله موطىء صاحبه، قال اللَّه عزّ وجلّ: إِنَّمَا النَّسِيءُ إلى قوله:
لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ.
(وعد) : الوعد يكون فى الخير والشر، يقال وعدته بنفع وضر وعدا وموعدا وميعادا، والوعيد فى الشر خاصة يقال منه أوعدته ويقال واعدته وتواعدنا، قال اللَّه عزّ وجلّ: إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ- أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً- وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ- وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا إلى غير ذلك. ومن الوعد بالشر. وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وكانوا إنما يستعجلونه بالعذاب، وذلك وعيد، قال تعالى: قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا- إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ- فَأْتِنا بِما تَعِدُنا- وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ- فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ- الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ومما يتضمن الأمرين قول اللَّه عزّ وجلّ: أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فهذا وعد بالقيامة وجزاء العباد إن خيرا فخير وإن شرا فشر. والموعد والميعاد يكونان مصدرا واسما، قال تعالى: فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً-لْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً
- مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ- بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ- قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ- وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ- إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ أي البعث: إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ- بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ومن المواعدة قوله: وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا- وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً- وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وأربعين وثلاثين مفعول لا ظرف أي انقضاء ثلاثين وأربعين، وعلى هذا قوله:
وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ- وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وإشارة إلى القيامة كقوله عزّ وجلّ: لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ومن الإيعاد قوله: وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وقال: ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي
- فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ- لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ورأيت أرضهم واعدة إذا رجى خيرها من النبت، ويوم واعد حر أو برد، وعيد الفحل هديره، وقوله عز وجل: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا إلى قوله: لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ وقوله: لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ تفسير لوعد كما أن قوله عزّ وجلّ: لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ تفسير الوصية. وقوله: وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ فقوله: أَنَّها لَكُمْ بدل من قوله إحدى الطائفتين، تقديره وعدكم اللَّه أن إحدى الطائفتين لكم، إما طائفة العير وإما طائفة النفير.
والعدة من الوعد ويجمع على عدات، والوعد مصدر لا يجمع. ووعدت يقتضى مفعولين الثاني منهما مكان أو زمان أو أمر من الأمور نحو وعدت زيدا يوم الجمعة، ومكان كذا، وأن أفعل كذا، فقوله أربعين ليلة لا يجوز أن يكون المفعول الثاني من: واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لأن الوعد لم يقع فى الأربعين بل انقضاء الأربعين وتمامها لا يصح الكلام إلا بهذا.
(وعظ) : الوعظ زجر مقترن بتخويف. قال الخليل هو التذكير بالخير فيما يرق له القلب والعظة والموعظة الاسم، قال تعالى: يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ- قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ- ذلِكُمْ تُوعَظُونَ- قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ- وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى - وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ- وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا- فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ.
(وعى) : الوعى حفظ الحديث ونحوه، يقال وعيته فى نفسه، قال تعالى: لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ
والإيعاء حفظ الأمتعة فى الوعاء، قال تعالى: وَجَمَعَ فَأَوْعى، قال الشاعر:
والشر أخبث ما أوعيت من زاد
وقال تعالى: فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ ولا وعى عن كذا أي لا تماسك للنفس دونه ومنه مالى عنه وعى أي بدّ، ووعى الجرح يعى وعيا جمع المدة، ووعى العظم اشتد وجمع القوة، والواعية الصارخة، وسمعت وعى القوم أي صراخهم.
(وفد) : يقال وفد القوم تفد وفادة وهم وفد ووفود وهم الذين
(وفر) : الوفر المال التام، يقال وفرت كذا تممته وكملته، أوفره وفرا ووفورا وفرة ووفرته على التكثير، قال تعالى: فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً ووفرت عرضة إذا لم تنتقصه، وأرض فى نبتها وفرة إذا كان تامّا، ورأيت فلانا ذا وفارة أي تام المروءة والعقل، والوافر ضرب من الشعر.
(وفض) : الإيفاض الإسراع، وأصله أن يعدو من عليه الوفضة وهى الكنانة تتخشخش عليه وجمعها الوفاض، قال تعالى: كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ أي يسرعون، وقيل الأوفاض الفرق من الناس المستعجلة، يقال لقيته على أوفاض أي على عجلة، الواحد وفض.
(وفق) : الوفق المطابقة بين الشيئين، قال تعالى: جَزاءً وِفاقاً يقال وافقت فلانا ووافقت الأمر صادفته، والاتفاق مطابقة فعل الإنسان القدر ويقال ذلك فى الخير والشر، يقال اتفق لفلان خير، واتفق له شر. والتوفيق نحوه لكنه يختص فى المتعارف بالخير دون الشر، قال تعالى: وما توفاقى إلا بالله، ويقال أتانا لتيفاق الهلال وميفاقه أي حين اتفق إهلاله.
(وفى) : الوافي الذي بلغ التمام يقال درهم واف وكيل واف وأوفيت الكيل والوزن، قال تعالى: وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وفى بعهده يفى وفاء وأوفى إذا تمم العهد ولم ينقض حفظه، واشتقاق ضده وهو الغدر يدل على ذلك وهو الترك والقرآن جاء بأوفى، قال تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ- وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ- بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى - وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا- يُوفُونَ بِالنَّذْرِ- وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ وقوله: وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى فتوفيته أنه بذل المجهود فى جميع ما طولب به مما أشار إليه فى قوله تعالى:
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ من بذل ماله بالإنفاق فى طاعته، وبذل ولده الذي هو أعز من نفسه للقربان، وإلى ما نبه عليه بقوله:
(وفى) أشار بقوله تعالى: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ وتوفية الشيء بذله وافيا واستيفاؤه تناوله وافيا، قال تعالى: وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وقال: وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ- ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ- إِنَّما يُوَفَّى
- مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها- وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ- فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وقد عبر عن الموت والنوم بالتوفى، قال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها- وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ- قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ- اللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ- الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ- تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا- أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ- وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ- وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ- تَوَفَّنِي مُسْلِماً- يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ. وقد قيل توفى رفعة واختصاص لا توفى موت. قال ابن عباس: توفى موت لأنه أماته ثم أحياه.
(وقب) : الوقب كالنقرة فى الشيء ووقب إذا دخل فى وقب ومنه وقبت الشمس غابت، قال تعالى: وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ تغييبه، والوقيب صوت قنب الدابة وقببة وقبه.
(وقت) : الوقت نهاية الزمان المفروض للعمل ولهذا لا يكاد يقال إلا مقدرا نحو قولهم وقت كذا جعلت له وقتا، قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً- وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ والميقات الوقت المضروب للشىء والوعد الذي جعل له وقت، قال عز وجل: إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ- إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً- إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ وقد يقال الميقات للمكان الذي يجعل وقتا للشىء كميقات الحج.
(وقد) : يقال وقدت النار تقد وقودا ووقدا، والوقود، يقال للحطب المجعول للوقود ولما حصل من اللهب، قال تعالى: وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ- أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ- النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ واستوقدت النار إذا ترشحت لإيقادها، وأوقدتها، قال تعالى: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً- وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ- فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ- نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ومنه وقدة الصيف أشد حرا، واتقد فلان غضبا. ويستعار وقد واتقد للحرب كاستعارة النار والاشتغال ونحو ذلك لها، قال تعالى: كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وقد يستعار ذلك للتلألؤ، فيقال اتقد الجوهر والذهب.
(وقذ) : قال تعالى: وَالْمَوْقُوذَةُ أي المقتولة بالضرب.
(وقر) : الوقر الثقل فى الأذن، يقال وقرت أذنه تقر وتوقر، قال أبو
ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً وفلان ذو وقرة، وقوله: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ قيل هو من الوقار. وقال بعضهم هو من قولهم وقرت أقر وقرأ أي جلست، والوقير القطيع العظيم من الضأن كأن فيها وقارا لكثرتها وبطء سيرها.
(وقع) : الوقوع ثبوت الشيء وسقوطه، يقال وقع الطائر وقوعا، والواقعة لا تقال إلا فى الشدة والمكروه، وأكثر ما جاء فى القرآن من لفظ وقع جاء فى العذاب والشدائد نحو قوله: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ. لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ وقال: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ- فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ووقوع القول حصول متضمنه، قال تعالى: وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا أي وجب العذاب الذي وعدوا لظلمهم، فقال عز وجل: وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ أي إذا ظهرت أمارات القيامة التي تقدم القول فيها. قال تعالى: قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ وقال: أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ وقال: فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ واستعمال لفظة الوقوع هاهنا تأكيد للوجوب كاستعمال قوله تعالى: كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
- كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ وقوله عز وجل: فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فعبارة عن مبادرتهم إلى السجود، ووقع المطر نحو سقط، ومواقع الغيث مساقطه، والمواقعة فى الحرب ويكنى بالمواقعة عن الجماع، والإيقاع يقال فى الإسقاط وفى شن الحرب بالوقعة ووقع الحديد صوته. يقال وقعت الحديدة أوقعها وقعا إذا حددتها بالميقعة، وكل سقوط شديد يعبر عنه بذلك، وعنه استعير الوقيعة فى الإنسان. والحافر الوقع الشديد الأثر، ويقال للمكان الذي يستقر الماء فيه الوقيعة، والجمع الوقائع، والموضع الذي يستقر فيه الطير موقع، والتوقيع أثر الدبر بظهر البعير، وأثر الكتابة فى الكتاب، ومنه استعير التوقيع فى القصص.
(وقف) : يقال وقفت القوم أقفهم وقفا وواقفوهم وقوفا، قال تعالى:
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ومنه استعير وقفت الدار إذا سبلتها، والوقف سوار من عاج، وحمار موقف بأرساغه مثل الوقف من البياض كقولهم فرس محجل إذا كان به مثل الحجل، وموقف الإنسان حيث يقف، والمواقفة أن يقف كل واحد
(وقى) : الوقاية حفظ الشيء مما يؤذيه ويضره، يقال وقيت الشيء أقيه وقاية ووقاء، قال تعالى: فَوَقاهُمُ اللَّهُ- وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ- وَما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ
- ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ- قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً والتقوى جعل النفس فى وقاية مما يخاف، هذا تحقيقه، ثم يسمى الخوف تارة تقوى، والتقوى خوفا حسب تسمية مقتضى الشيء بمقتضيه والمقتضى بمقتضاه، وصار التقوى فى تعارف الشرع حفظ النفس عما يؤثم، وذلك بترك المحظور، ويتم ذلك بترك بعض المباحات لما
روى: «الحلال بين، والحرام بين، ومن رتع حول الجمى فحقيق أن يقع فيه»
قال اللَّه تعالى: فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ- إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا- وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً ولجعل التقوى منازل قال تعالى: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ- وَ- اتَّقُوا رَبَّكُمُ- وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ- وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ- اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وتخصيص كل واحد من هذه الألفاظ له ما بعد هذا الكتاب. ويقال اتقى فلان بكذا إذا جعله وقاية لنفسه، وقوله تعالى:
أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ تنبيه على شدة ما ينالهم، وإن أجدر شىء يتقون به من العذاب يوم القيامة هو وجوههم، فصار ذلك كقوله:
وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ- يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ.
(وكد) : وكدت القول والفعل وأكدته أحكمته، قال تعالى:
وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها والسير الذي يشد به القربوس يسمى التأكيد، ويقال توكيد، والوكاد حبل يشد به البقر عند الحلب، قال الخليل: أكدت فى عقد الأيمان أجود، ووكدت فى القول أجود، تقول إذا عقدت: أكدت، وإذا حلفت وكدت ووكد وكده إذا قصد قصده وتخلق بخلقه.
(وكز) : الوكز الطعن والدفع والضرب بجميع الكف، قال تعالى:
فَوَكَزَهُ مُوسى.
(وكل) : التوكيل أن تعتمد على غيرك وتجعله نائبا عنك، والوكيل فعيل بمعنى المفعول، قال تعالى: وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا أي اكتف به أن يتولى
أي من يتوكل عنهم؟ والتوكل يقال على وجهين، يقال توكلت لفلان بمعنى توليت له، ويقال وكلته فتوكل لى: وتوكلت عليه بمعنى اعتمدته، قال عز وجل:
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ- وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ- رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا- وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا- وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا- وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ- وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وواكل فلان إذا ضيع أمره متكلا على غيره. وتواكل القوم إذا اتكل كل على الآخر، ورجل وكلة تكلة إذا اعتمد غيره فى أمره، والوكال فى الدابة أن لا يمشى إلا بمشى غيره، وربما فسر الوكيل بالكفيل، والوكيل أعم لأن كل كفيل وكيل، وليس كل وكيل كفيلا.
(ولج) : الولوج الدخول فى مضيق، قال تعالى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وقوله: يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ فتنبيه على ما ركب اللَّه عز وجل عليه العالم من زيادة الليل فى النهار وزيادة النهار فى الليل وذلك بحسب مطالع الشمس ومغاربها. والوليجة كل ما يتخذه الإنسان معتمدا عليه وليس من أهله، من قولهم فلان وليجة فى القوم إذا لحق بهم وليس منهم إنسانا كان أو غيره، قال تعالى: وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وذلك مثل قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ ورجل خرجة ولجة: كثير الخروج والولوج.
(وكأ) : الوكاء رباط الشيء وقد يجعل الوكاء اسما لما يجعل فيه الشيء فيشد به ومنه أو كأت فلانا جعلت له متكأ، وتوكأ على العصا اعتمد بها وتشدد بها، قال تعالى: هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها،
وفى الحديث: «كان يوكى بين الصفا والمروة»
قال معناه يملأ ما بينهما سعيا. كما يوكى السقاء بعد الملء، ويقال أوكيت السقاء ولا يقال أو كأت.
(ولد) : الولد المولود يقال للواحد والجمع والصغير والكبير، قال اللَّه تعالى: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ- أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ ويقال للمتبنى ولد، قال
والأب يقال له والد والأم والدة ويقال لهما والدان، قال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ والوليد يقال لمن قرب عهده بالولادة وإن كان فى الأصل يصح لمن قرب عهده أو بعد كما يقال لمن قرب عهده بالاجتناء جنى فإذا كبر الولد سقط عنه هذا الاسم وجمعه ولدان، قال: يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً والوليدة مختصة بالإماء فى عامة كلامهم، واللدة مختصة بالترب، يقال فلان لدة فلان، وتربه، ونقصانه الواو لأن أصله ولدة، وتولد الشيء من الشيء حصوله عنه بسبب من الأسباب وجمع الولد أولاد قال: أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
- إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فجعل كلهم فتنة وبعضهم عدوّا. وقيل الولد جمع ولد نحو أسد وأسد، ويجوز أن يكون واحدا نحو بخل وبخل وعرب وعرب، وروى ولدك من دمى عقبيك وقرىء:
مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ.
(ولق) : الولق الإسراع، ويقال ولق الرجل يلق كذب، وقرىء:
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ أي تسرعون الكذب من قولهم جاءت الإبل تلق، والأولق من فيه جنون وهوج ورجل مألوق ومؤلق وناقة ولقى سريعة، والوليقة طعام يتخذ من السمن، والولق أخف الطعن.
(وهب) : الهبة أن تجعل ملكك لغيرك بغير عوض، يقال وهبته هبة وموهبة وموهبا، قال تعالى: وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ- إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا
فنسب الملك إلى نفسه الهبة لما كان سببا فى إيصاله إليها، وقد قرىء: (ليهب لك) فنسب إلى اللَّه تعالى فهذا على الحقيقة والأول على التوسع. وقال تعالى:
فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً- وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ- وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ- وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا- فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي- رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ- هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً- هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ويوصف اللَّه تعالى بالواهب والوهاب بمعنى أنه يعطى كلا على استحقاقه، وقوله: إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها والاتهاب قبول الهبة،
وفى الحديث: «لقد هممت أن لا أتهب إلا من قرشى أو أنصارى أو ثقفى».
(ولى) : الولاء والتوالي أن يحصل شيئان فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان ومن حيث النسبة ومن حيث الدين ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد، والولاية النصرة، والولاية تولى الأمر، وقيل الولاية والولاية نحو الدلالة والدلالة، وحقيقته نولى الأمر.
والولي والمولى يستعملان فى ذلك كل واحد منهما يقال فى معنى الفاعل أي الموالي، وفى معنى المفعول أي الموالي، يقال للمؤمن هو ولى اللَّه عز وجل ولم يرد مولاه، وقد يقال: اللَّه تعالى ولى المؤمنين ومولاهم، فمن الأول قال اللَّه تعالى:
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا- إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ- وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ- ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا- نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ- وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى قال عز وجل: قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ- وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ- ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ والوالي الذي فى قوله: وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ بمعنى الولي ونفى اللَّه تعالى الولاية بين المؤمنين والكافرين فى غير آية، فقال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ- إلى قوله- وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ- لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ- وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ- ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ- تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا- إلى قوله- وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ وجعل بين الكافرين والشياطين موالاة فى الدنيا ونفى بينهم الموالاة فى الآخرة، قال اللَّه تعالى فى الموالاة بينهم فى الدنيا: الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وقال: إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ- إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ- فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ فكما جعل بينهم وبين الشيطان موالاة جعل للشيطان فى الدنيا عليهم سلطانا فقال: إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ ونفى الموالاة بينهم فى الآخرة فقال فى موالاة الكفار بعضهم بعضا: يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً- يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ- قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا الآية، وقولهم
وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ- وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ وقوله: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا أي أبناء يكون من أوليائك، وقوله: خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي قيل ابن العم وقيل مواليه. وقوله: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ فيه نفى الولي بقوله عزّ وجلّ: مِنَ الذُّلِّ إذ كان صالحو عباده هم أولياء اللَّه كما تقدم لكن موالاتهم ليستولى هو تعالى بهم وقوله: وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا والولي المطر الذي يلى الوسمى، ى المولى يقال للمعتق والمعتق والحليف وابن العم والجار وكل من ولى أمر الآخر فهو وليه، ويقال فلان أولى بكذا أي أحرى، قال تعالى: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ- إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ- فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما- وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ وقيل:
أَوْلى لَكَ فَأَوْلى من هذا، معناه العقاب أولى لك وبك، وقيل هذا فعل المتعدى بمعنى القرب معناه انزجر. ويقال ولى الشيء الشيء وأوليت الشيء شيئا آخر أي جعلته يليه، والولاء فى العتق هو ما يورث به ونهى عن بيع الولاء وعن هبته، والموالاة بين الشيئين المتابعة.
(وهن) : الوهن ضعف من حيث الخلق أو الخلق، قال تعالى: قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي- فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ- وَهْناً عَلى وَهْنٍ أي كلما
(وهى) : الوهي شق فى الأديم والثوب ونحو هما ومنه يقال وهت عزالى السحاب بمائها، قال تعالى: وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ وكل شىء استرخى رباطه فقد وهى.
(وى) : وى كلمة تذكر للتحسر والتندم والتعجب، تقول وى لعبد اللَّه، قال تعالى: وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ- وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ وقيل وى لزيد، وقيل ويك كان ويلك فحذف منه اللام.
(ويل) : قال الأصمعي: ويل قبح، وقد يستعمل على التحسر، وويس استصغار، وويح ترحم. ومن قال ويل واد فى جهنم فإنه لم يرد أن ويلا فى اللغة هو موضوع لهذا، وإنما أراد من قال اللَّه تعالى ذلك فيه فقد استحق مقرا من النار وثبت ذلك له: فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ- وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ- وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ- فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا- فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا- وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ- وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ- يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا- يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ- يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ.
(هبط) : الهبوط الانحدار على سبيل القهر كهبوط الحجر، والهبوط بالفتح المنحدر، يقال هبطت أنا وهبطت غيرى، يكون اللازم والمتعدى على لفظ واحد، قال تعالى: وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ يقال هبطت وهبطته هبطا، وإذا استعمل فى الإنسان الهبوط فعلى سبيل الاستخفاف بخلاف الإنزال، فإن الإنزال ذكره تعالى فى الأشياء التي نبه على شرفها كإنزال الملائكة والقرآن والمطر وغير ذلك. والهبط ذكر حيث نبه على الغض نحو قوله: وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ- فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها- اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وليس فى قوله: فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ تعظيم وتشريف، ألا ترى أنه تعالى قال: وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وقال جل ذكره: قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً ويقال هبط المرض لحم العليل حطه عنه، والهبيط الضامر من النوق وغيرها إذا كان ضمره من سوء غذاء وقلة تفقد.
(هبا) : هبا الغبار يهبو ثار وسطع، والهبوة كالغبرة والهباء دقاق التراب وما نبت فى الهواء فلا يبدو إلا فى أثناء ضوء الشمس فى الكوة، قال تعالى:
فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً- فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا.
(هجد) : الهجود النوم والهاجد النائم، وهجدته فتهجد أزلت هجوده نحو مرضته. ومعناه أيقظته فتيقظ، وقوله تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ أي تيقظ بالقرآن وذلك حث على إقامة الصلاة فى الليل المذكور فى قوله: قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ والمتهجد المصلى ليلا، وأهجد البعير ألقى جرانه على الأرض متحريا للهجود.
(هجر) : الهجر والهجران مفارقة الإنسان غيره إما بالبدن أو باللسان أو بالقلب، قال تعالى: وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ كناية عن عدم قربهن، وقوله تعالى: إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً فهذا هجر بالقلب أو بالقلب واللسان. وقوله: وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا يحتمل الثلاثة ومدعو إلى أن يتحرى أي الثلاثة إن أمكنه مع تحرى المجاملة، وكذا قوله تعالى: وَاهْجُرْنِي
وقوله تعالى: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ فحث على المفارقة بالوجوه كلها.
والمهاجرة فى الأصل مصارمة العير ومتاركته من قوله عزّ وجلّ: وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا وقوله: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ وقوله: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ- فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فالظاهر منه الخروج من دار الكفر إلى دار الإيمان كمن هاجر من مكة إلى المدينة، وقيل مقتضى ذلك هجران الشهوات والأخلاق الذميمة والخطايا وتركها ورفضها، وقوله: إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي أي تارك لقومى وذاهب إليه. وقوله: أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها وكذا المجاهدة تقتضى مع العدى مجاهدة النفس كما
روى فى الخبر: «رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر»
وهو مجاهدة النفس،
وروى: «هاجروا ولا تهجروا»
أي كونوا من المهاجرين ولا تتشبهوا بهم فى القول دون الفعل، والهجر الكلام القبيح المهجور لقبحه.
وفى الحديث «ولا تقولوا هجرا»
وأهجر فلان إذا أتى بهجر من الكلام عن قصد، وهجر المريض إذا أتى ذلك من غير قصد وقرىء:
مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ وقد يشبه المبالغ فى الهجر بالمهجر فيقال أهجر إذا قصد ذلك، قال الشاعر:
كما جدة الأعراق قال ابن ضرة | عليها كلاما جار فيه وأهجرا |
(هجع) : الهجوع: النوم ليلا، قال تعالى: كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وذلك يصح أن يكون معناه كان هجوعهم قليلا من أوقات الليل، ويجوز أن يكون معناه لم يكونوا يهجعون والقليل يعبر به عن النفي والمشارف لنفيه لقلته، ولقيته بعد هجعة أي بعد نومة وقولهم رجل هجع كقولك نوم للمستنيم إلى كل شىء.
كهداهد كسر الرماة جناحه | يدعو بقارعة الطريق هديلا |
(هدى) : الهداية دلالة بلطف ومنه الهدية وهوادى الوحش أي متقدماتها الهادية لغيرها، وخص ما كان دلالة بهديت وما كان إعطاء بأهديت نحو أهديت الهدية وهديت إلى البيت إن قيل كيف جعلت الهداية دلالة بلطف وقد قال اللَّه تعالى: فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ- وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ قيل ذلك استعمل فيه استعمال اللفظ على التهكم مبالغة فى المعنى كقوله: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ وقول الشاعر:
تحية بينهم ضرب وجيع
وهداية اللَّه تعالى للإنسان على أربعة أوجه، الأول: الهداية التي عم بجنسها كل مكلف من العقل والفطنة والمعارف الضرورية التي أعم منها كل شىء بقدر فيه حسب احتماله كما قال تعالى: رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى الثاني: الهداية التي جعل للناس بدعائه إياهم على ألسنة الأنبياء وإنزال القرآن ونحو ذلك وهو المقصود بقوله تعالى: وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا الثالث:
التوفيق الذي يختص به من اهتدى وهو المعنى بقوله تعالى: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وقوله: مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وقوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ وقوله: وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا- وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً- فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا- وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ
، الرابع: الهداية فى الآخرة إلى الجنة المعنى بقوله:
سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ- وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إلى قوله:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وهذه الهدايات الأربع مترتبة فإن من لم تحصل له الأولى لا تحصل له الثانية بل لا يصح تكليفه، ومن لم تحصل له الثانية لا تحصل له الثالثة والرابعة، ومن حصل له الرابع فقد حصل له الثلاث التي قبلها، ومن حصل له الثالث فقد حصل له اللذان قبله. ثم ينعكس فقد تحصل الأولى ولا يحصل له الثاني ولا يحصل الثالث، والإنسان لا يقدر أن يهدى أحدا إلا بالدعاء وتعريف الطرق دون سائر أنواع الهدايات وإلى الأول أشار بقوله:
وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ- يَهْدُونَ بِأَمْرِنا- وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ أي داع، وإلى سائر الهدايات أشار بقوله تعالى: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وكل هداية ذكر اللَّه عزّ وجلّ أنه منع الظالمين والكافرين فهى الهداية الثالثة وهى التوفيق الذي يختص به المهتدون، والرابعة التي هى الثواب فى الآخرة وإدخال الجنة نحو قوله عزّ وجلّ: كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً إلى قوله: وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ وكقوله: ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ وكل هداية نفاها اللَّه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وعن البشر، وذكر أنهم غير قادرين عليها فهى ما عدا المختص من الدعاء وتعريف الطريق، وذلك كإعطاء العقل والتوفيق وإدخال الجنة، كقوله عز ذكره: لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ- وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى - وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ- إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ- وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ- وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ- إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وإلى هذا المعنى أشار بقوله تعالى: أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وقوله: مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ أي طالب الهدى ومتحريه هو الذي يوفقه ويهديه إلى طريق الجنة لا من ضاده فيتحرى طريق الضلال والكفر كقوله: وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ وفى أخرى: الظَّالِمِينَ وقوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ الكاذب الكفار هو الذي لا يقبل هدايته، فإن ذلك راجع إلى هذا وإن لم يكن لفظه موضوعا لذلك، ومن لم يقبل هدايته لم يهده، كقولك من لم يقبل هديتى لم أهد له ومن لم يقبل عطيتى لم أعطه، ومن رغب عنى لم أرغب فيه، وعلى هذا النحو قوله تعالى: وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ وفى أخرى: الْفاسِقِينَ وقوله: أَفَمَنْ يَهْدِي
وقد قرىء: (يهدى إلى أن يهدى) أي لا يهدى غيره ولكن يهدى أي لا يعلم شيئا ولا يعرف أي لا هداية له ولو هدى أيضا لم يهتد لأنها موات من حجارة ونحوها، وظاهر اللفظ أنه إذا هدى اهتدى لإخراج الكلام أنها أمثالكم كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ وإنما هى أموات. وقال فى موضع آخر: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ وقوله عزّ وجلّ:
إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ- وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ- وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ فذلك إشارة إلى ما عرف من طريق الخير والشر وطريق الثواب والعقاب بالعقل والشرع.
وكذا قوله: فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ- إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ- وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ فهو إشارة إلى التوفيق الملقى فى الروع فيما يتحراه الإنسان وإياه عنى بقوله عزّ وجلّ: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وعدى الهداية فى مواضع بنفسه وفى مواضع باللام وفى مواضع بإلى، قال تعالى: وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ- وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ وقال تعالى: أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ وقال: هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى، وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى وما عدى بنفسه نحو: وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً- وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ- اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ- أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ- وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً- أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ- وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً.
ولما كانت الهداية والتعليم يقتضى شيئين: تعريفا من المعرف، وتعرفا من المعرف، وبهما تم الهداية والتعليم فإنه متى حصل البذل من الهادي والمعلم ولم يحصل القبول صح أن يقال لم يهد ولم يعلم اعتبارا بعدم القبول وصح أن يقال هدى وعلم اعتبارا ببذله، فإذا كان كذلك صح أن يقال إن اللَّه تعالى لم يهد الكافرين والفاسقين من حيث إنه لم يحصل القبول الذي هو تمام الهداية والتعليم، وصح أن يقال هداهم وعلمهم من حيث إنه حصل البذل الذي هو مبدأ الهداية.
فعلى الاعتبار بالأول يصح أن يحمل قوله تعالى: وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ- وَالْكافِرِينَ وعلى الثاني قوله عزّ وجلّ: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى والأولى حيث لم يحصل القبول المفيد فيقال: هداه اللَّه فلم يهتد كقوله:
وَأَمَّا ثَمُودُ الآية، وقوله: لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إلى قوله:
وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فهم الذين قبلوا هداه واهتدوا به وقوله
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ وقيل إن ذلك دعاء بحفظنا عن استغواء الغواة واستهواء الشهوات، وقيل هو سؤال للتوفيق الموعود به فى قوله: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وقيل سؤال للهداية إلى الجنة فى الآخرة وقوله عزّ وجلّ: وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فإنه يعنى به من هداه بالتوافق المذكور فى قوله عزّ وجلّ: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً.
والهدى والهداية فى موضوع اللغة واحد لكن قد خص اللَّه عزّ وجلّ لفظة الهدى بما تولاه وأعطاه واختص هو به دون ما هو إلى الإنسان نحو قوله تعالى:
هُدىً لِلْمُتَّقِينَ- أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ- وَهُدىً لِلنَّاسِ- فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ- قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى - وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ- وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى - إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ- أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى.
والاهتداء يختص بما يتحراه الإنسان على طريق الاختيار إما فى الأمور الدنيوية أو الأخروية قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها وقال: إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا. ويقال ذلك لطلب الهداية نحو قوله تعالى: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وقال: فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ- فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا- فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا.
ويقال المهتدى لمن يقتدى بعالم نحو قوله تعالى: أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ تنبيها أنهم لا يعلمون بأنفسهم ولا يقتدون بعالم وقوله تعالى: فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها فإن الاهتداء هاهنا يتناول وجوه الاهتداء من طلب الهداية ومن الاقتداء ومن تحريها، وكذا قوله: وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ وقوله: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى فمعناه ثم أدام طلب الهداية ولم يفتر عن تحريه ولم يرجع إلى المعصية. وقوله: الَّذِينَ إِذا
إلى قوله: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ أي الذين تحروا هدايته وقبلوها وعملوا بها، وقال مخبرا عنهم: وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ.
والهدى مختص بما يهدى إلى البيت. قال الأخفش والواحدة هدية، قال:
ويقال للأنثى هدى كأنه مصدر وصف به، قال اللَّه تعالى: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ- هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ- وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ- وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً.
والهدية مختصة باللطف الذي يهدى بعضنا إلى بعض، قال تعالى: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ- بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ والمهدى الطبق الذي يهدى عليه، والمهداء من يكثر إهداء الهدية، قال الشاعر:
وإنك مهداء الخنا نطف الحشا
والهدى يقال فى الهدى، وفى العروس يقال هديت العروس إلى زوجها، وما أحسن هدية فلان وهديه أي طريقته، وفلان يهادى بين اثنين إذا مشى بينهما معتمدا عليهما، وتهادت المرأة إذا مشت مشى الهدى.
(هرع) : يقال هرع وأهرع ساقه سوقا بعنف وتخويف، قال اللَّه تعالى: وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وهرع برمحه فتهرع إذا أشرعه سريعا، والهرع السريع المشي والبكاء، قيل والهريع والهرعة القملة الصغيرة.
(هرت) : قال تعالى: وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ قيل هما الملكان وقال بعض المفسرين هما اسما شيطانين من الإنس أو الجن وجعلهما نصبا بدلا من قوله تعالى: وَلكِنَّ الشَّياطِينَ بدل البعض من الكل كقولك القوم قالوا إن كذا زيد وعمرو. والهرت سعة الشدق، يقال فرس هريت الشدق وأصله من هرت ثوبه إذا مزقه ويقال الهريت المرأة المفضاة.
(هرن) : هرون اسم أعجمى ولم يرد فى شىء من كلام العرب.
(هزز) : الهز التحريك الشديد، يقال هززت الرمح فاهتز وهززت فلانا للعطاء، قال تعالى: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ- فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ واهتز
(هزل) : قال تعالى: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَما هُوَ بِالْهَزْلِ الهزل كل كلام لا تحصيل له ولا ريع تشبيها بالهزال.
(هزؤ) : الهزء مزح فى خفية وقد يقال لما هو كالمزح، فما قصد به المزح قوله: اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً- وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً- وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً- وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً- أَتَتَّخِذُنا هُزُواً- وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً، فقد عظم تبكيتهم ونبه على خبثهم من حيث إنه وصفهم بعد العلم بها، والوقوف على صحتها بأنهم يهزءون بها، يقال هزئت به واستهزأت، والاستهزاء ارتياد الهزؤ وإن كان قد يعبر به عن تعاطى الهزؤ، كالاستجابة فى كونها ارتيادا للإجابة، وإن كان قد يجرى مجرى الإيجاب. قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ- وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ- ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ- إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها- وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ والاستهزاء من اللَّه فى الحقيقة لا يصح كما لا يصح من اللَّه اللهو واللعب، تعالى اللَّه عنه.
وقوله: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ أي يجازيهم جزاء الهزء. ومعناه أنه أمهلهم مدة ثم أخذهم مغافصة فسمى إمهاله إياهم استهزاء من حيث إنهم اغتروا به اغترارهم بالهزء، فيكون ذلك كالاستدراج من حيث لا يعلمون، أو لأنهم استهزءوا فعرف ذلك منهم، فصار كأنه يهزأ بهم كما قيل من خدعك وفطنت له ولم تعرفه فاحترزت منه فقد خدعته.
وقد روى: أن المستهزئين فى الدنيا يفتح لهم باب من الجنة فيسرعون نحوه فإذا انتهوا إليه سد عليهم
فذلك قوله: فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ وعلى هذه الوجوه قوله عزّ وجلّ: سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.
(هزم) : أصل الهزم غمز الشيء اليابس حتى ينحطم كهزم الشن، وهزم القثاء والبطيخ ومنه الهزيمة لأنه كما يعبر عنه بذلك يعبر عنه بالحطم والكسر، قال تعالى: فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ- جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ وأصابته هازمة الدهر أي كاسرة كقولهم: فاقرة، وهزم الرعد
(هشش) : الهش يقارب الهز فى التحريك ويقع على الشيء اللين كهش الورق أي خبطه بالعصا. قال تعالى: وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وهش الرغيف فى التنور يهش وناقة هشوش لينة غزيرة اللبن، وفرس هشوش ضد الصلود، والصلود الذي لا يكاد يعرق. ورجل هش الوجه طلق المحيا، وقد هششت، وهش للمعروف يهش وفلان ذو هشاش.
(هشم) : الهشم كسر الشيء الرخو كالنبات قال تعالى: فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ- فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ يقال هشم عظمه ومنه هشمت الخبز قال الشاعر:
عمرو العلا هشم الثريد لقومه | ورجال مكة مسنتون عجاف |
(هضم) : الهضم شدخ ما فيه رخاوة، يقال هضمته فانهضم وذلك كالقصبة المهضومة التي يزمر بها ومزمار مهضم، قال تعالى: وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ أي داخل بعضه في بعض كأنما شدخ، والهاضوم ما يهضم من الطعام وبطن هضوم وكشح مهضم وامرأة هضيمة الكشحين واستعير الهضم للظلم، قال تعالى: فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً.
(هطع) : هطع الرجل ببصره إذا صوبه، وبعير مهطع إذا صوب عنقه، قال تعالى: مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ- مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ.
(هلل) : الهلال القمر في أول ليلة والثانية، ثم يقال له القمر ولا يقال له هلال وجمعه أهلة، قال اللَّه تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وقد كانوا سألوه عن علة تهلله وتغيره. وشبه به فى الهيئة السنان الذي يصاد به وله شعبتان كرمى الهلال، وضرب من الحيات والماء المستدير القليل في أسفل الركي وطرف الرحا، فيقال لكل واحد منهما هلال، وأهل الهلال رؤى،
(هل) : هل حرف استخبار، إما على سبيل الاستفهام وذلك لا يكون من اللَّه عزّ وجلّ قال تعالى: قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا وإما على التقرير تنبيها أو تبكيتا أو نفيا نحو قوله تعالى: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً. وقوله: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا- فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ كل ذلك تنبيه على النفي. وقوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ- هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ- هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ- هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ- هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ قيل ذلك تنبيه على قدرة اللَّه، وتخويف من سطوته.
(هلك) : الهلاك على ثلاثة أوجه: افتقاد الشيء عنك وهو عند غيرك موجود كقوله تعالى: هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ وهلك الشيء باستحالة وفساد كقوله: وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ويقال هلك الطعام. والثالث: الموت كقوله: إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ وقال تعالى مخبرا عن الكفار: وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ ولم يذكر اللَّه الموت بلفظ الهلاك حيث لم يقصد الذم إلا فى هذا الموضع وفى قوله: وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا وذلك لفائدة يختص ذكرها بما بعد هذا الكتاب. والرابع: بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسا وذلك المسمى فناء المشار إليه بقوله: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ويقال للعذاب والخوف والفقر والهلاك وعلى هذا قوله: وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ- وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ- وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها- فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها- أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ- أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا. وقوله: فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ
وهو الهلاك الأكبر الذي دل
النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بقوله: «لا شر كشر بعده النار»
، وقوله تعالى: ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ والهلك بالضم الإهلاك، والتهلكة ما يؤدى إلى الهلاك، قال تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وامرأة هلوك كأنها تتهالك فى مشيها كما قال الشاعر:
مريضات أوبات التهادي كأنما | تخاف على أحشائها أن تقطعا |
(هلم) : هلم دعاء إلى الشيء وفيه قولان: أحدهما أن أصله هالم من قولهم لممت الشيء أي أصلحته فحذف ألفها فقيل هلم، وقيل أصله هل أم كأنه قيل هل لك فى كذا أمه أي قصده فركبا، قال عز وجل: وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا فمنهم من تركه على حالته فى التثنية والجمع وبه ورد القرآن، ومنهم من قال هلما وهلموا وهلمى وهلممن.
(همم) : الهم الحزن الذي يذيب الإنسان، يقال هممت الشحم فانهم والهم ما هممت به فى نفسك وهو الأصل ولذا قال الشاعر:
وهمك ما لم تمضه لك منصب
قال اللَّه تعالى: إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا- وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها- إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ- لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ
- وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا- وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ- وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ وأهمنى كذا أي حملنى على أن أهم به، قال اللَّه تعالى: وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ ويقال هذا رجل همك من رجل، وهمتك من رجل كما تقول ناهيك من رجل. والهوام حشرات الأرض، ورجل هم وامرأة همة أي كبير، قد همه العمر أي أذابه.
(همد) : يقال همدت النار طفئت ومنه أرض هامدة لا نبات فيها ونبات هامد يابس، قال تعالى: وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً والإهماد الإقامة بالمكان كأنه صار ذا همد، وقيل الإهماد السرعة فإن يكن ذلك صحيحا فهو كالإشكاء فى كونه تارة لإزالة الشكوى وتارة لإثبات الشكوى.
(همر) : الهمر صب الدمع والماء، يقال همره فانهمر قال تعالى:
فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وهمر ما فى الضرع حلبه كله، وهمر الرجل
(همز) : الهمز كالعصر، يقال همزت الشيء فى كفى ومنه الهمز فى الحرف وهمز الإنسان اغتيابه، قال تعالى: هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ يقال رجل هامز وهماز وهمزة، قال تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ وقال الشاعر:
وإن اغتيب فأنت الهامز اللمزة
وقال تعالى: وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ.
(همس) : الهمس الصوت الخفي وهمس الأقدام أخفى ما يكون من صوتها، قال تعالى: فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً.
(هنا) : هنا يقع إشارة إلى الزمان والمكان القريب، والمكان أملك به، يقال هنا وهناك وهنالك كقولك ذا وذاك وذلك، قال اللَّه تعالى: جُنْدٌ ما هُنالِكَ- إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ- هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ
- هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ- هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ- فَغُلِبُوا هُنالِكَ.
(هن) : هن كناية عن الفرج وغيره مما يستقبح ذكره وفى فلان هنات أي خصال سوء وعلى هذا ما روى: «سيكون هنات»، قال تعالى: إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ.
(هنأ) : الهنيء كل مالا يلحق فيه مشقة ولا يعقب وخامة وأصله فى الطعام يقال هنىء الطعام فهو هنىء، قال عز وجل: فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً- كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ- كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، والهناء ضرب من القطران، يقال هنأت الإبل فهى مهنوءة.
(هود) : الهود الرجوع برفق ومنه التهويد وهو مشى كالدبيب وصار الهود فى التعارف التوبة. قال تعالى: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ أي تبنا، قال بعضهم:
يهود فى الأصل من قولهم هدنا إليك، وكان اسم مدح ثم صار بعد نسخ شريعتهم لازما لهم وإن لم يكن فيه معنى المدح كما أن النصارى في الأصل من قوله تعالى:
مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ ثم صار لازما لهم بعد نسخ شريعتهم. ويقال هاد فلان إذا تحرى طريقة اليهود فى الدين، قال اللَّه عزّ وجلّ: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ
والاسم العلم قد يتصور منه معنى ما يتعاطاه المسمى به أي المنسوب إليه ثم يشتق منه نحو قولهم تفرعن فلان وتطفل إذا فعل فعل فرعون فى الجور، وفعل طفيل فى إتيان الدعوات من غير استدعاء، وتهود فى مشيه إذا مشى مشيا رفيقا تشبيها باليهود فى حركتهم عند القراءة، وكذا هود الرائض الدابة سيرها برفق، وهود فى الأصل جمع هائد أي تائب وهو اسم نبى عليه السلام.
(هار) : يقال هار البناء وتهور إذا سقط نحو انهار، قال تعالى: عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وقرىء: هار يقال بئر هائر وهار وهار، ومهار، ويقال انهار فلان إذا سقط من مكان عال، ورجل هار وهائر ضعيف فى أمره تشبيها بالبئر الهائر، وتهور الليل اشتد ظلامه، وتهور الشتاء ذهب أكثره، وقيل تهير، وقيل تهيره فهذا من الياء، ولو كان من الواو لقيل تهوره.
(هيت) : هيت قريب من هلم وقرىء: هَيْتَ لَكَ: أي تهيأت لك، ويقال هيت به وتهيت إذا قالت هيت لك، قال اللَّه تعالى: وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ.
(هات) : يقال هات وهاتيا وهاتوا، قال تعالى: قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ قال الفراء: ليس فى كلامهم هاتيت وإنما ذلك فى ألسن الخبرة، قال ولا يقال لا تهات. وقال الخليل المهاتاة والهتاء مصدر هات.
(هيهات) : هيهات كلمة تستعمل لتبعيد الشيء، يقال هيهات هيهات وهيهاتا ومنه قوله عزّ وجلّ: هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ قال الزجاج: البعد لما توعدون، وقال غيره غلط الزجاج واستهواه اللام فإن تقديره بعد الأمر والوعد لما توعدون أي لأجله، وفى ذلك لغات: هيهات وهيهات وهيهاتا وهيها، وقال الفسوي: هيهات بالكسر، جمع هيهات بالفتح.
(هاج) : يقال هاج البقل يهيج اصفر وطاب، قال عزّ وجلّ: ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا وأهيجت الأرض صار فيها كذلك، وهاج الدم والفحل هيجا وهياجا وهيجت الشر والحرب والهيجاء الحرب وقد يقصر، وهيجت البعير: أثرته.
(هون) : الهوان على وجهين، أحدهما تذلل الإنسان فى نفسه لما لا يلحق به غضاضه فيمدح به نحو قوله: وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ونحو ما
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «المؤمن هين لين»
الثاني: أن يكون من جهة متسلط مستخف به فيذم به. وعلى الثاني قوله تعالى: فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ- فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ- وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ- وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ- فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ- وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ويقال هان الأمر على فلان سهل. قال اللَّه تعالى: هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ- وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ- وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً والهاوون فاعول من الهون ولا يقال هاون لأنه ليس فى كلامهم فاعل.
(هوى) : الهوى ميل النفس إلى الشهوة. ويقال ذلك للنفس المائلة إلى الشهوة، وقيل سمى بذلك لأنه يهوى بصاحبه فى الدنيا إلى كل داهية وفى الآخرة إلى الهاوية، والهوى سقوط من علو إلى سفل، وقوله عزّ وجلّ: فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ قيل هو مثل قولهم هوت أمه أي ثكلت وقيل معناه مقره النار والهاوية هى النار، وقيل: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ أي خالة كقوله: وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً وقد عظم اللَّه تعالى ذم اتباع الهوى فقال تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ- وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى - وَاتَّبَعَ هَواهُ وقوله: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ فإنما قاله بلفظ الجمع تنبيها على أن لكل واحد هوى غير هوى الآخر، ثم هوى كل واحد لا يتناهى، فإذا اتباع أهوائهم نهاية الضلال والحيرة، وقال عزّ وجلّ: وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ- كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ أي حملته على اتباع الهوى: وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا- قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ- وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ- وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ
والهوى ذهاب فى انحدار، والهوى ذهاب فى ارتفاع، قال الشاعر:
يهوى محارمها هوى الأجدل
والهواء ما بين الأرض والسماء، وقد حمل على ذلك قوله: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ إذ هى بمنزلة الهواء فى الخلاء، ورأيتهم يتهاوون فى المهواة أي يتساقطون بعضهم فى إثر بعض، وأهواه أي رفعه فى الهواء وأسقطه، قال تعالى: وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى.
(هيأ) : الهيئة الحالة التي يكون عليها الشيء محسوسة كانت أو معقولة لكن فى المحسوس أكثر، قال تعالى: أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ والمهايأه ما يتهيأ القوم له فيتراضون عليه على وجه التخمين، قال تعالى:
وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً- وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً وقيل هياك أن تفعل كذا بمعنى إياك، قال الشاعر:
هياك هياك وحنواء العنق
(ها) : ها للتنبيه فى قولهم هذا وهذه وقد ركب مع ذا وذه وأولاء حتى صار معها بمنزلة حرف منها، وها فى قوله تعالى: ها أَنْتُمْ استفهام، قال تعالى: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ- ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ- هؤُلاءِ جادَلْتُمْ
- ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ- لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وها كلمة فى معنى الأخذ وهو نقيض هات أي أعط، يقال هاؤم وهاؤما وهاؤموا وفيه لغة أخرى: هاء وهاآ، وهاؤا، وهائى، وهأن، نحو خفن وقيل هاك، ثم يثنى الكاف ويجمع ويؤنث قال تعالى: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ وقيل هذه أسماء الأفعال، يقال هاء يهاء نحو خاف يخاف، وقيل هانى يهانى مثل نادى ينادى، وقيل إهاء نحو إخال.
(يبس) : يبس الشيء ييبس، واليبس يابس النبات وهو ما كان فيه رطوبة فذهبت، واليبس المكان يكون فيه ماء فيذهب، قال تعالى: فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً والأيبسان ما لا لحم عليه من الساقين إلى الكعبين.
(يتم) : اليتم انقطاع الصبى عن أبيه قبل بلوغه وفى سائر الحيوانات من قبل أمه، قال تعالى: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى - وَيَتِيماً وَأَسِيراً وجمعه يتامى:
وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ- إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى - وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى وكل منفرد يتيم، يقال درة يتيمة تنبيها على أنه انقطع مادتها التي خرجت منها وقيل بيت يتيم تشبيها بالدرة اليتيمة.
(يد) : اليد الجارحة، أصله يدى لقولهم فى جمعه أيد ويدى. وأفعل فى جمع فعل أكثر نحو أفلس وأكلب، وقيل يدى نحو عبد وعبيد، وقد جاء فى جمع فعل نحو أزمن وأجبل، قال تعالى: إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ- أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها وقولهم يديان على أن أصله يدى على وزن فعل، ويديته ضربت يده، واستعير اليد للنعمة فقيل يديت إليه أي أسديت إليه، وتجمع على أياد، وقيل يدى. قال الشاعر:
فإن له عندى يديا وأنعما
وللحوز والملك مرة يقال هذا فى يد فلان أي فى حوزه وملكه، قال تعالى:
إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وقولهم وقع فى يدى عدل.
وللقوة مرة، يقال لفلان يد على كذا ومالى بكذا يد ومالى به يدان. قال الشاعر:
فاعمد لما تعلو فما لك بالذي | لا تستطيع من الأمور يدان |
بيد الشمال زمامها
لما له من القوة، ومنه قيل أنا يدك ويقال وضع يده فى كذا إذا شرع فيه. ويده مطلقة عبارة عن إيتاء النعيم، ويد مغلولة عبارة عن إمساكها. وعلى ذلك قيل:
وقوله: أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها وقوله: أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ إشارة إلى القوة الموجودة لهم. وقوله: وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ أي القوة.
وقوله: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ أي يعطون ما يعطون عن مقابلة نعمة عليهم فى مقارتهم. وموضع قوله: عَنْ يَدٍ فى الإعراب حال وقيل بل اعتراف بأن أيديكم فوق أيديهم أي يلتزمون الذل. وخذ كذا أثر ذى يدين، ويقال فلان يد فلان أي وليه وناصره، ويقال لأولياء اللَّه هم أيدى اللَّه وعلى هذا الوجه قال عزّ وجلّ: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فإذا يده عليه الصلاة والسلام يد اللَّه وإذا كان يده فوق أيديهم فيد اللَّه فوق أيديهم، ويؤيد ذلك ما روى: «لا يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها» وقوله تعالى: مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا وقوله: لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ فعبارة عن توليه لخلقه باختراعه الذي ليس إلا له عزّ وجلّ. وخص لفظ اليد ليتصور لنا المعنى إذ هو أجل الجوارح التي يتولى بها الفعل فيما بيننا ليتصور لنا اختصاص المعنى لا لنتصور منه تشبيها، وقيل معناه بنعمتي التي رشحتها لهم، والباء فيه ليس كالباء فى قولهم قطعته بالسكين بل هو كقولهم خرج بسيفه أي معه سيفه، معناه خلقته ومعه نعمتاى الدنيوية والأخروية اللتان إذا رعاهما بلغ بهما السعادة الكبرى. وقوله: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ أي نصرته ونعمته وقوته، ويقال رجل يدى وامرأة يدية أي صناع وأما قوله تعالى: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ أي ندموا، يقال سقط فى يده وأسقط عبارة عن المتحسر أو عمن يقلب كفيه كما قال عزّ وجلّ: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وقوله:
فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ أي كفوا عما أمروا بقبوله من الحق، يقال رد يده فى فمه أي أمسك ولم يجب، وقيل ردوا أيدى الأنبياء فى أفواههم أي قالوا ضعوا أناملكم على أفواهكم واسكتوا، وقيل ردوا نعم اللَّه بأفواههم بتكذيبهم.
(يأس) : اليأس انتفاء الطمع، يقال يئس واستيأس مثل عجب واستعجب وسخر واستسخر، قال تعالى: فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا- حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ- قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ- إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ وقوله: أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا قيل معناه أفلم يعلموا ولم يرد أن اليأس موضوع فى كلامهم للعلم وإنما قصد أن يأس الذين آمنوا من ذلك يقتضى أن يحصل بعد العلم بانتفاء ذلك فإذا ثبوت يأسهم يقتضى ثبوت حصول علمهم.
(يقن) : اليقين من صفة العلم فوق المعرفة والدراية وأخواتها، يقال علم يقين ولا يقال معرفة يقين، وهو سكون الفهم مع ثبات الحكم، وقال علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين وبينها فروق مذكورة فى غير هذا الكتاب، يقال استيقن وأيقن، قال تعالى: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ- وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ- لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وقوله عزّ وجلّ: وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً أي ما قتلوه قتلا تيقنوه بل إنما حكموا تخمينا ووهما.
(اليم) : اليم البحر، قال تعالى: فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ويممت كذا
(يمن) : اليمين أصله الجارحة واستعماله فى وصف اللَّه تعالى فى قوله:
وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ على حد استعمال اليد فيه وتخصيص اليمين فى هذا المكان والأرض بالقبضة حيث قال جل ذكره: وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ يختص بما بعد هذا الكتاب. وقوله: إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ أي عن الناحية التي كان منها الحق فتصرفوننا عنها، وقوله: لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ أي منعناه ودفعناه فعبر عن ذلك الأخذ باليمين كقولك خذ بيمين فلان عن تعاطى الهجاء، وقيل معناه بأشرف جوارحه وأشرف أحواله، وقوله جل ذكره:
وَأَصْحابُ الْيَمِينِ أي أصحاب السعادات والميامن وذلك على حسب تعارف الناس فى العبارة عن الميامن باليمين وعن المشائم بالشمال. واستعير اليمين للتيمن والسعادة، وعلى ذلك: وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ- فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ، وعلى هذا حمل:
إذا ما راية رفعت لمجد | تلقاها عرابة باليمين |
وقوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «الحجر الأسود يمين اللَّه»
أي به يتوصل إلى السعادة المقربة إليه. ومن اليمين تنوول اليمن، يقال هو ميمون النقيبة أي مبارك، والميمنة: ناحية اليمين.
(ينع) : ينعت الثمرة تينع ينعا وينعا وأينعت إيناعا وهى يانعة ومونعة، قال
(يوم) : اليوم يعبر به عن وقت طلوع الشمس إلى غروبها. وقد يعبر به عن مدة من الزمان أي مدة كانت، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ- وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وقوله عزّ وجلّ: وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ فإضافة الأيام إلى اللَّه تعالى تشريف لأمرها لما أفاض اللَّه عليهم من نعمه فيها. وقوله عزّ وجلّ: قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ الآية، فالكلام فى تحقيقه يختص بغير هذا الكتاب. ويركب يوم مع إذ فيقال يومئذ نحو قوله عزّ وجلّ: فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ وربما يعرب ويبنى، وإذا بنى فللإضافة إلى إذ.
(يس) : يس قيل معناه يا إنسان، والصحيح أن يس هو من حروف التهجي كسائر أوائل السور.
(ياء) : يا حرف النداء، ويستعمل فى البعيد وإذا استعمل فى اللَّه نحو يا رب فتنبيه للداعى أنه بعيد من عون اللَّه وتوفيقه.
الباب الثالث عشر التفسير والمفسرون
(ا) التفسير
التفسير، تفعيل من الفسر، وهو البيان والكشف.
ويقال: هو مقلوب السفر، تقول: أسفر الصبح، إذا أضاء.
وقيل: مأخوذ من التفسرة، وهى اسم لما يعرف به الطبيب المرض.
والتأويل: أصله من الأول، وهو الرجوع. فكأنه صرف الآية إلى ما تحتمله من المعاني.
وقيل: من الإيالة، وهى السياسة، كأن المؤوّل للكلام ساس الكلام ووضع المعنى فيه موضعه.
واختلف فى التفسير والتأويل.
فقال أبو عبيد وطائفة: هما بمعنى.
وقيل: التفسير أعم من التأويل، وأكثر استعماله فى الألفاظ ومفرداتها، وأكثر استعمال التأويل فى المعاني والجمل، وأكثر ما يستعمل فى الكتب الإلهية، والتفسير يستعمل فيها وفى غيرها.
وقيل: التفسير بيان لفظ لا يحتمل إلا وجها واحدا، والتأويل: توجيه لفظ متوجه إلى معان مختلفة إلى واحد منها بما ظهر من الأدلة.
وقيل: التفسير القطع على أن المراد من اللفظ هذا، والشهادة على الله أنه عنى باللفظ هذا، فإن قام دليل مقطوع به فصحيح، وإلا فتفسير بالرأى، وهو المنهي عنه.
والتأويل: ترجيح أحد المحتملات بدون القطع والشهادة على الله.
وقيل: التفسير بيان وضع اللفظ، إما حقيقة أو مجازا، كتفسير الصراط بالطريق، والصيب بالمطر.
والتأويل: تفسير باطن اللفظ، مأخوذ من الأول، وهو الرجوع لعاقبة الأمر.
تفسيره: أنه من الرصد، يقال: رصدته: رقبته، والمرصاد، مفعال منه.
وتأويله: التحذير من التهاون بأمر الله، والغفلة عن الأهبة والاستعداد للعرض عليه.
وقواطع الأدلة تقتضى بيان المراد منه على خلاف وضع اللفظ فى اللغة.
وقيل: إن التفسير فى عرف العلماء كشف معانى القرآن، وبيان المراد أعم من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره، وبحسب المعنى الظاهر وغيره، والتأويل أكثره فى الجمل. والتفسير إما أن يستعمل فى غريب الألفاظ، نحو البحيرة والسائبة والوصيلة، أو فى وجيز تبيين لشرح. نحو: أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ، وإما فى كلام متضمن لقصة لا يمكن تصويره إلا بمعرفتها، كقوله:
إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ وقوله: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها.
وأما التأويل فإنه يستعمل مرة عاما ومرة خاصا، نحو الكفر المستعمل تارة فى الجحود المطلق، وتارة فى الجحود بالباري عز وجل خاصة، والإيمان المستعمل فى التصديق المطلق تارة، وفى تصديق الحق أخرى.
وإما فى لفظ مشترك بين معان مختلفة، نحو لفظ، وجد: المستعمل فى الجدة والوجد والوجود.
وقيل: التفسير يتعلق بالرواية، والتأويل يتعلق بالدراية.
وقيل: التفسير، مقصود على الاتباع والسماع والاستنباط مما يتعلق بالتأويل.
وقال قوم: ما وقع مبينا فى كتاب الله ومعينا فى صحيح السنة سمى تفسيرا، لأن معناه قد ظهر ووضح، وليس لأحد أن يتعرض إليه باجتهاد ولا غيره، بل يحمله على المعنى الذي ورد لا يتعداه.
وقال بعضهم: التفسير فى الاصطلاح: علم نزول الآيات وشؤونها وأقاصيصها والأسباب النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها، وحلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها.
وقال أبو حيان: التفسير: علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية، ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب وتتمات لذلك.
ثم قال: فقولنا: علم، جنس.
وقولنا: يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن. هو علم القراءة.
وقولنا: ومدلولاتها: أي مدلولات تلك الألفاظ، وهذا متن علم اللغة الذي يحتاج إليه فى هذا العلم.
وقولنا: أحكامها الإفرادية والتركيبية، هذا يشمل على التصريف والبيان والبديع:
وقولنا: ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب، يشمل ما دلالته بالحقيقة وما دلالته بالمجاز. فإن التركيب، قد يقتضى بظاهره شيئا. ويصدّ عن الحمل عليه صاد، فيحمل على غيره، وهو المجاز.
وقولنا: وتتمات لذلك، هو مثل معرفة النسخ وسبب النزول وقصة توضح بعض ما أبهم فى القرآن، ونحو ذلك.
وقال الزركشي: التفسير: علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلّى الله عليه وآله وسلم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه، واستمداد ذلك من علم اللغة، والنحو، والتصريف، وعلم البيان، وأصول الفقه والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.
ولكى تعلم لم احتيج إلى التفسير، فاعلم أن كل من وضع من البشر كتابا فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح، وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة:
أحدها: كمال فضيلة المصنف، فإن لقوّته العلمية يجمع المعاني الدقيقة فى اللفظ الوجيز، فربما عسر فهم مراده فقصد بالشرح ظهور تلك المعاني الخفية، ومن هنا كان شرح بعض الأئمة تصنيفه أدل على المراد من شرح غيره له.
وثانيها: إغفاله بعض تتمات المسألة أو شروط لها اعتمادا على وضوحها، أو لأنها من علم آخر فيحتاج الشارح لبيان المحذوف ومراتبه.
وثالثها: احتمال اللفظ لمعان. كما فى المجاز والاشتراك ودلالة الالتزام، فيحتاج الشارح إلى بيان غرض المصنف وترجيحه. وقد يقع فى التصانيف ما لا يخلو عنه بشر من السهو والغلط، أو تكرار الشيء أو حذف المبهم وغير ذلك، فيحتاج الشارح للتنبيه على ذلك.
لهذا إن القرآن إنما نزل بلسان عربى فى زمن أفصح العرب، وكانوا يعلمون ظواهره وأحكامه، أما دقائق باطنه فإنما كان يظهر لهم بعد البحث والنظر مع سؤالهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فى الأكثر،
كسؤالهم لما نزل قوله: وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ فقالوا: وأينا لم يظلم نفسه، ففسره النبي صلّى الله عليه وآله وسلم بالشرك، واستدل عليه بقوله: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.
وكسؤال عائشة عن الحساب اليسير فقال: ذلك العرض.
وكقصة عدىّ بن حاتم فى الخيط الأبيض والأسود، غير ذلك مما سألوا عن آحاد منه.
ونحن محتاجون إلى ما كانوا يحتاجون إليه وزيادة على ذلك مما لم يحتاجوا إليه من أحكام الظواهر لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلم، فنحن أشد الناس احتياجا إلى التفسير. ومعلوم أن تفسير بعضه يكون من قبل الألفاظ الوجيزة وكشف معانيها، وبعضه من قبل ترجيح بعض الاحتمالات على بعض.
أما عسره فظاهر من وجوه: أظهرها أنه كلام متكلم لم تصل الناس إلى مراده بالسماع منه ولا إمكان الوصول إليه، بخلاف الأمثال والأشعار ونحوها، فإن الإنسان يمكن علمه منه إذا تكلم بأن يسمع منه أو ممن سمع منه.
وأما القرآن فتفسيره على وجه القطع لا يعلم إلا بأن يسمع من الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم، وذلك متعذر إلا فى آيات قلائل.
فالعلم بالمراد يستنبط بأمارات ودلائل، والحكمة فيه أن الله تعالى أراد أن يتفكر عباده فى كتابه فلم يأمر نبيه بالتنصيص على المراد فى جميع آياته.
وأما شرفه فلا يخفى، قال تعالى: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً فعن ابن عباس فى قوله تعالى: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ قال: المعرفة بالقرآن، ناسخه ومنسوخه، ومحكمه، ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله. وعنه: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ قال: يعنى تفسيره، فإنه قد قرأه البرّ والفاجر.
وعن أبى الدرداء: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ قال: قراءة القرآن والفكرة فيه.
وعن عمرو بن مرة قال: ما مررت بآية فى كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنتني، لأنى سمعت الله يقول: وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ.
وعن الحسن قال: ما أنزل الله آية إلا وهو يحبّ أن تعلم فيما أنزلت وما أراد بها.
وعن ابن عباس قال: الذي يقرأ القرآن ولا يحسن تفسيره كالأعرابى يهذ الشعر هذا وعن أبى هريرة: «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه» وعن أبى بكر الصديق قال: لأن أعرب آية من القرآن أحبّ إلىّ من أن أحفظ آية.
وعن رجل من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلم قال: لو أنى أعلم إذا سافرت أربعين ليلة أعربت آية من كتاب الله لفعلت.
وقال عمر: من قرأ القرآن فأعربه كان له عند الله أجر شهيد. ومعنى هذه إرادة البيان والتفسير، لأن إطلاق الإعراب على الحكم النحوي اصطلاح حادث، ولأنه كان فى سليقتهم لا يحتاجون إلى تعلمه.
وقيل أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان تفسير القرآن. فإن شرف الصناعة:
إما بشرف موضوعها مثل الصياغة فإنها أشرف من الدباغة، لأن موضوع الصياغة الذهب والفضة، وهما أشرف من موضوع الدباغة الذي هو جلد الميتة.
وإما بشرف غرضها، مثل صناعة الطب، فإنها أشرف من صناعة الكناسة، لأن غرض الطب إفادة الصحة وغرض الكناسة تنظيف المستراح.
وإما بشدة الحاجة إليها كالفقه، فإن الحاجة إليه أشد من الحاجة إلى الطب، إذ ما من واقعة فى الكون فى أحد من الخلق إلا وهى مفتقرة إلى الفقه، لأن به انتظام صلاح أحوال الدنيا والدين، بخلاف الطب فإنه يحتاج إليه بعض الناس فى بعض الأوقات.
وإذا عرف ذلك فصناعة التفسير قد حازت الشرف من الجهات الثلاث:
أما من جهة الموضوع فلأن موضوعه كلام الله تعالى الذي هو ينبوع كل حكمة ومعدن كل فضيلة، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، لا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضى عجائبه.
وأما من جهة الغرض، فلأن الغرض منه هو الاعتصام بالعروة الوثقى والوصول إلى السعادة الحقيقة التي لا تفنى.
وأما من جهة شدة الحاجة. فلأن كل كمال دينى أو دنيوى عاجلى أو آجلى مفتقر إلى العلوم الشرعية والمعارف الدينية، وهى متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى.
وقد اشترطوا فى المفسر شروطا وألزموه بآداب.
قال العلماء: من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه أولا من القرآن، فما أجمل منه فى مكان فقد فسر فى موضع آخر، وما اختصر فى مكان فقد بسط فى موضع آخر منه. فإن أعياه ذلك طلبه من السنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له.
وقال صلّى الله عليه وآله وسلم: ألا إنى أتيت القرآن ومثله معه، يعنى السنة.
فإن لم يجده من السنة رجع إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرائن والأحوال عند نزوله ولما اختصوا به من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح.
ومما ألزموا المفسر به من آداب: صحة الاعتقاد أولا ولزوم سنة الدين، فإن من كان مغموصا عليه فى دينه لا يؤتمن على الدنيا فكيف على الدين؟ ثم لا يؤتمن فى الدين على الأخبار عن عالم فكيف يؤتمن فى الأخبار عن أسرار الله تعالى؟ ولأنه لا يؤمن إن كان متهما بالإلحاد أن يبغى الفتنة ويغرّ الناس بليه وخداعه كدأب الباطنية وغلاة الرافضة.
وإن كان متهما بهوى لم يؤمن أن يحمله هواه كلما يوافق بدعته كدأب القدرية، فإن أحدهم يصنف الكتاب فى التفسير ومقصوده منه الإيضاح الساكن ليصدّهم عن اتباع السلف ولزوم طريق الهدى.
ويجب أن يكون اعتماده على النقل عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وعن أصحابه ومن عاصرهم ويتجنب المحدثات، وإذا تعارضت أقوالهم وأمكن الجمع بينها فعل، نحو أن يتكلم على الصراط المستقيم.
وأقوالهم فيه ترجع إلى شىء واحد فيدخل منها ما يدخل فى الجمع، فلا تنافى بين القرآن وطريق الأنبياء، فطريق السنة وطريق النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وطريق أبى بكر وعمر، فأىّ هذه الأقوال أفرده كان محسنا. وإن تعارضت ردّ الأمر إلى ما ثبت فيه السمع، فإن لم يجد سمعا وكان للاستدلال طريق إلى تقوية أحدهما رجح ما قوى الاستدلال فيه، كاختلافهم فى معنى حروف الهجاء، يرجح قول من قال: إنها قسم.
وإن تعارضت الأدلة فى المراد علم أنه قد اشتبه عليه فيؤمن بمراد الله تعالى، ولا يتهجم على تعيينه، وينزله منزلة المجمل قبل تفصيله، والمتشابه قبل تبيينه.
وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وإنما يخلص له القصد إذا زهد فى الدنيا لأنه إذا رغب فيها لم يؤمن أن يتوسل به إلى غرض يصده عن صواب قصده ويفسد عليه صحة علمه.
وتمام هذه الشرائط أن يكون ممتلئا من عدّة الإعراب لا يلتبس عليه اختلاف وجوه الكلام، فإنه إذا خرج بالبيان عن وضع اللسان إما حقيقة أو مجازا فتأويله تعطيله، ويجب أن يعلم أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم بين لأصحابه معانى القرآن كما بين لهم ألفاظه، فقوله تعالى: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ يتناول هذا وهذا. وقد قال أبو عبد الرحمن السلمى: حدثنا الذين كانوا يقرءون القرآن. كعثمان بن عفان. وعبد الله بن مسعود، وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلّى الله عليه وآله وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا. ولهذا كانوا يبقون مدة فى حفظ السورة.
وقال أنس: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فى أعيننا.
ولقد أقام ابن عمر على حفظ البقرة ثمان سنين. وذلك أن الله تعالى قال:
كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وقال: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن.
وأيضا فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا فى فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحونه، فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم؟
ولهذا كان النزاع بين الصحابة فى تفسير القرآن قليلا جدا، وهو إن كان بين التابعين أكثر منه بين الصحابة فهو قليل بالنسبة إلى من بعدهم، ومن التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة. وربما تكلموا فى بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال.
والخلاف بين السلف فى التفسير قليل، وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوّع لا اختلاف تضادّ، وذلك صنفان:
أحدهما: أن يعبر واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى، فى المسمى، غير المعنى الآخر، مع اتحاد المسمى، كتفسيرهم الصراط
وكذلك قول من قال: هو السنة والجماعة، وقول من قال: هو طريق العبودية، وقول من قال: هو طاعة الله ورسوله، وأمثال ذلك.
فهؤلاء كلهم أشاروا إلى ذات واحدة لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها.
الثاني: أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل، وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود فى عمومه وخصوصه، مثاله ما نقل فى قوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا الآية، فمعلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهك للحرمات، والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات، والسابق يدخل فيه من سبق فتقرّب بالحسنات مع الواجبات. فالمقتصدون أصحاب اليمين، وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ.
ثم إن كلا منهم يذكر هذا فى نوع من أنواع الطاعات كقول القائل:
السابق الذي يصلى فى أول الوقت، والمقتصد الذي يصلى فى أثنائه، والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار.
أو يقول: السابق المحسن بالصدقة مع الزكاة، والمقتصد الذي يؤدى الزكاة المفروضة فقط، والظالم مانع الزكاة.
وهذان الصنفان اللذان ذكرنا هما فى تنوع التفسير تارة لتنوّع الأسماء والصفات، وتارة لذكر بعض أنواع المسمى، وهو الغالب فى تفسير سلف الأمة الذي يظن أنه مختلف.
ومن التنازع الموجود منهم ما يكون اللفظ فيه محتملا للأمرين:
إما لكون مشتركا فى اللغة كلفظ القصورة، الذي يراد به الرامي ويراد به الأسد، ولفظ عسعس الذي يراد به إقبال الليل وإدباره.
وإما لكونه متواطئا فى الأصل لكن المراد به أحد النوعين أو أحد
فمثل ذلك قد يجوز أن يراد به كل المعاني التي قالها السلف، وقد لا يجوز ذلك.
فالأول إما لكون الآية نزلت مرتين فأريد بها هذا تارة وهذا تارة.
وإما لكون اللفظ المشترك يجوز أن يراد به معنياه.
وإما لكون اللفظ متواطئا فيكون عاما إذا لم يكن لمخصصه موجب.
فهذا النوع إذا صح فيه القولان كان من الصنف الثاني.
ومن الأقوال الموجودة عنهم ويجعلها بعض الناس اختلافا، أن يعبروا عن المعاني بألفاظ متقاربة، كما إذا فسر بعضهم تبسل بتحبس، وبعضهم بترتهن، لأن كلا منهما قريب من الآخر.
والاختلاف فى التفسير على نوعين:
منه ما مستنده النقل فقط.
ومنه ما يعلم بغير ذلك.
والمنقول إما عن المعصوم أو غيره.
ومنه ما يمكن معرفة الصحيح منه من غيره.
ومنه ما لا يمكن ذلك.
وهذا القسم الذي لا يمكن معرفة صحيحه من ضعيفه عامته مما لا فائدة فيه ولا حاجة بنا إلى معرفته، وذلك كاختلافهم فى لون كلب أصحاب الكهف واسمه، وفى البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، وفى قدر سفينة نوح وخشبها، وفى اسم الغلام الذي قتله الخضر، ونحو ذلك.
فهذه الأمور طريق العلم بها النقل، فما كان منه منقولا نقلا صحيحا عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم قبل، وما لا، بأن نقل عن أهل الكتاب، ككعب ووهب، وقف عن تصديقه وتكذيبه
لقوله صلّى الله عليه وآله وسلم: «إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم».
وإن لم يذكر أنه أخذه عن أهل الكتاب، فمتى اختلف التابعون لم يكن بعض أقوالهم حجة على بعض، وما نقل فى ذلك عن الصحابة نقلا صحيحا فالنفس إليه أسكن مما ينقل عن التابعين، ولأن احتمال أن يكون سمعه من النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، أو من بعض من سمعه منه أقوى، ولأن نقل الصحابة عن أهل الكتاب أقل من نقل التابعين، ومع جزم الصحابي بما يقوله كيف يقال إنه أخذه عن أهل الكتاب، وقد نهوا عن تصديقهم.
وأما القسم الذي يمكن معرفة الصحيح منه، فهذا موجود كثير.
وأما ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل فهذا أكثر ما فيه الخطأ من جهتين:
أحدها: قوم اعتقدوا معانى ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها.
والثاني: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به.
فالأولون راعوا المعنى الذي رآوه من غير نظر إلى ما بستحقه ألفاظ القرآن من الدلالة والبيان.
والآخرون راعوا مجرد اللفظ وما يجوز أن يراد به العربي من غير نظر إلى ما يصلح للمتكلم وسياق الكلام.
ثم هؤلاء كثيرا ما يغلطون فى احتمال اللفظ لذلك المعنى فى اللغة كما يغلط فى ذلك الذين قبلهم.
كما أن الأولين كثيرا ما يغلطون فى صحة المعنى الذي فسروا به القرآن كما يغلط فى ذلك الآخرون.
وإن كان نظر الأولين إلى المعنى أسبق ونظر الآخرين إلى اللفظ أسبق.
والأولون صنفان:
تارة يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به.
وتارة يحملونه على ما لم يدل عليه ولم يرد به.
وفى كلا الأمرين قد يكون ما قصدوا نفيه أو إثباته من المعنى باطلا فيكون خطؤهم فى الدليل والمدلول.
فالذين أخطئوا فيهما مثل طوائف من أهل البدع اعتقدوا مذاهب باطلة وعمدوا إلى القرآن فتأولوه على رأيهم، وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لا فى رأيهم ولا فى تفسيرهم، فإن من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئا فى ذلك بل مبتدعا، لأنهم كانوا أعلم بتفسيره ومعانيه، كما أنهم أعلم بالحق الذي بعث الله به رسوله.
وأما الذين أخطئوا فى الدليل لا فى المدلول كمثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء يفسرون القرآن بمعان صحيحة فى نفسها لكن القرآن لا يدل عليها، فإن كان فيما ذكروه معان باطلة دخل فى القسم الأول.
وللناظر فى القرآن لطلب التفسير مآخذ كثيرة، أمهاتها أربعة:
الأول: النقل عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، وهذا هو الطراز المعلم، لكن يجب الحذر من الضعيف منه والموضوع فإنه كثير، ولهذا قال أحمد: ثلاث كتب لا أصل لها: المغازي، والملاحم، والتفسير: يعنى أن الغالب أنه ليس لها أسانيد صحاح متصلة، وإلا فقد صح من ذلك كثير كتفسير الظلم بالشرك فى آية الأنعام، والحساب اليسير بالعرض، والقوة بالرمي فى قوله: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ.
الثاني: الأخذ بقول الصحابي، فإن تفسيره عندهم بمنزلة المرفوع إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم.
وفى الرجوع إلى قول التابعي روايتان، واختار ابن عقيل المنع، لكن عمل المفسرين على خلافه، فقد حكوا فى كتبهم أقوالهم لأن غالبها تلقوها من الصحابة، وربما يحكى عنهم عبارات مختلفة الألفاظ فيظن من لا فهم عنده أن ذلك اختلاف محقق فيحكيه أقوالا وليس كذلك، بل يكون كل واحد منهم ذكر معنى من الآية لكونه أظهر عنده أو أليق بحال السائل.
فإن لم يمكن الجمع فالمتأخر من القولين عن الشخص الواحد مقدم إن استويا فى الصحة عنه، وإلا فالصحيح المقدم.
الثالث: الأخذ بمطلق اللغة، فإن القرآن نزل بلسان عربىّ، وهذا قد ذكره جماعة ونص عليه أحمد فى مواضع.
لكن نقل الفضل بن زياد عنه أنه سئل عن القرآن يمثل له الرجل ببيت من الشعر فقال: ما يعجبنى، فقيل: ظاهره المنع. ولهذا قال بعضهم فى جواز تفسير القرآن بمقتضى اللغة روايتان عن أحمد.
وقيل: الكراهة تحمل على من صرف الآية عن ظاهرها إلى معان خارجة محتملة يدل عليها القليل من كلام العرب، ولا يوجد غالبا إلا فى الشعر ونحوه ويكون المتبادر خلافها.
وعن مالك قال: لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالا.
الرابع: التفسير بالمقتضى من معنى الكلام والمقتضب من قوّة الشرع، وهذا هو الذي
دعا به النّبى صلّى الله عليه وآله وسلم لابن عباس حيث قال: اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل
والذي عناه علىّ بقوله: إلا فهما يؤتاه الرجل فى القرآن.
ومن هنا اختلف الصحابة فى معنى الآية، فأخذ كل برأيه على منتهى نظره. ولا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأى والاجتهاد من غير أصل، قال تعالى:
وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ وقال: وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ وقال: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ أضاف البيان إليه.
وقال صلّى الله عليه وآله وسلم: «من تكلم فى القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ».
وقال: «من قال فى القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار».
وتأويله أن من تكلم فى القرآن بمجرد رأيه ولم يعرج على سوى لفظه وأصاب الحق فقد أخطأ الطريق وإصابته اتفاق، إذ الغرض أنه مجرد رأى لا شاهد له،
وفى الحديث: «القرآن ذلول ذو وجوه فاحملوه على أحسن وجوهه»
، فقوله: ذللول: يحتمل معنيين:
والثاني: أنه موضح لمعانيه حتى لا يقصر عنه أفهام المجتهدين.
وقوله: ذو وجوه: يحتمل معنيين:
أحدهما: أن من ألفاظه ما يحتمل وجوها من التأويل.
والثاني: قد جمع وجوها من الأوامر والنواهي والترغيب والترهيب والتحريم.
وقوله: فاحملوه على أحسن وجوهه، يحتمل معنيين:
أحدهما: الحمل على أحسن معانيه.
والثاني: أحسن ما فيه من العزائم دون الرخص والعفو دون الانتقام.
وفيه دلالة ظاهرة على جواز الاستنباط والاجتهاد فى كتاب الله تعالى.
والنهى إنما انصرف إلى المتشابه منه لا إلى جميعه كما قال تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ لأن القرآن إنما نزل حجة على الخلق فلو لم يجب التفسير لم تكن الحجة بالغة.
فإذا كان كذلك لجاز لمن عرف لغات العرب وأسباب النزول أن يفسره.
وأما من لم يعرف وجوه اللغة فلا يجوز أن يفسره إلا بمقدار ما سمع، فيكون ذلك على وجه الحكاية لا على وجه التفسير، ولو أنه يعلم التفسير وأراد أن يستخرج من الآية حكما أو دليل الحكم فلا بأس. ولو قال المراد كذا من غير أن يسمع فيه شيئا فلا يحل، وهو الذي نهى عنه.
وقيل فى الحديث الأول: حمله بعض أهل العلم على أن الرأى معنى به الهوى. فمن قال فى القرآن قولا يوافق هواه فلم يأخذه عن أئمة السلف وأصاب فقد أخطأ، لحكمه على القرآن بما لا يعرف أصله ولا يقف على مذاهب أهل الأثر والنقل فيه.
وقيل فى الحديث الثاني: له معنيان:
أحدهما: من قال فى مشكل القرآن بما لا يعرف من مذاهب الأوائل من الصحابة والتابعين فهو متعرّض لسخط الله تعالى.
وقال البغوي: التأويل: صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وبعدها، تحتمله الآية غير مخالف للكتاب والسنة من طريق الاستنباط. غير محظور على العلماء بالتفسير كقوله تعالى: انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا قيل: شبابا وشيوخا، وقيل: أغنياء وفقراء، وقيل: عزابا ومتأهلين، وقيل: نشاطا وغير نشاط، وقيل: أصحاء ومرضى، وكل ذلك سائغ والآية تحتمله.
وأما التأويل المخالف للآية والشرع فمحظور لأنه تأويل الجاهلين مثل تأويل الروافض، قوله تعالى: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ إنهما علىّ وفاطمة. يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ يعنى الحسن والحسين.
وقد اختلف فى تفسير القرآن: هل يجوز لكل أحد الخوض فيه؟.
فقال قوم: لا يجوز لأحد أن يتعاطى تفسير شىء من القرآن وإن كان عالما أديبا متسعا فى معرفة الأدلة والفقه والنحو والأخبار والآثار، وليس له إلا أن ينتهى إلى ما روى عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فى ذلك.
ومنهم من قال: يجوز تفسيره لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج المفسر إليها، وهى خمسة عشر علما:
أحدها: اللغة، لأن بها يعرف شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع، قال مجاهد: لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم فى كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب. ولا يكفى فى حقه معرفة اليسير منها فقد يكون اللفظ مشتركا وهو يعلم أحد المعنيين والمراد الآخر.
الثاني: النحو، لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب فلا بد من اعتباره. وعن الحسن أنه سئل عن الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن النطق ويقيم بها قراءته، فقال: حسن فتعلمها، فإن الرجل يقرأ الآية فيعيا بوجهها فيهلك فيها.
الثالث: التصريف، لأن به تعرف الأبنية والصيغ. ومن فاته علمه فاته المعظم، لأن وجد مثلا كلمة مبهمة فإذا صرفناها اتضحت بمصادرها.
وقال الزمخشري: من بدع التفاسير قول من قال: إن الإمام فى قوله
قال: وهذا غلط أوجبه جهله بالتصريف، فإنا أما لا تجمع على إمام.
الرابع: الاشتقاق، لأن الاسم إذا كان اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف باختلافهما، كالمسيح هل هو من السياحة أو المسح.
الخامس، والسادس، والسابع: المعاني، والبيان، والبديع، لأنه يعرف بالأول خواص تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعنى، وبالثاني خواصها من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها، وبالثالث وجوه تحسين الكلام.
وهذه العلوم الثلاثة هى علوم البلاغة، وهى من أعظم أركان المفسر لأنه لا بد له من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز، وإنما يدرك بهذه العلوم.
وقال السكاكي: اعلم أن شأن الإعجاز عجيب، يدرك ولا يمكن وصفه، كاستقامة الوزن تدرك ولا يمكن وصفها وكالملاحة، ولا طريق إلى تحصيله لغير ذوى الفطرة السليمة إلا التمرّن على علمى المعاني والبيان.
وقال ابن الحديد: اعلم أن معرفة الفصيح والأفصح والرشيق والأرشق من الكلام أمر لا يدرك إلا بالذوق، ولا يمكن إقامة الدلالة عليه، وهو بمنزلة جاريتين إحداهما بيضاء مشربة بحمرة دقيقة الشفتين نقية الثغر كحلاء العين أسيلة الخد دقيقة الأنف معتدلة القامة، والأخرى دونها فى هذه الصفات والمحاسن لكنها أحلى فى العيون والقلوب منها، ولا يدرى سبب ذلك ولكنه يعرف بالذوق والمشاهدة ولا يمكن تعليله، وهكذا الكلام، نعم يبقى الفرق بين الوصفين أن حسن الوجوه وملاحتها وتفضيل بعضها على بعض يدركه كل من له عين صحيحة. وأما الكلام فلا يدرك إلا بالذوق، وليس كل من اشتغل بالنحو واللغة والفقه يكون من أهل الذوق وممن يصلح لانتقاد الكلام، وإنما أهل الذوق هم الذين اشتغلوا بعلم البيان وراضوا أنفسهم بالرسائل والخطب والكتابة والشعر وصارت لهم بذلك دراية وملكة تامة، فإلى أولئك ينبغى أن يرجع فى معرفة الكلام وفضل بعضه على بعض.
وقال الزمخشري: من حق مفسر كتاب الله الباهر وكلامه المعجز أن يتعاهد بلقاء النظم على حسنه والبلاغة على كمالها وما وقع به التحدي سليما من القادح.
الثامن: علم القراءات، لأنه به يعرف كيفية النطق بالقرآن، وبالقراءات يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض.
التاسع: أصول الدين بما فى القرآن من الآية الدالة بظاهرها على ما لا يجوز على الله تعالى، فالأصولى يؤول ذلك ويستدل على ما يستحيل وما يجب وما يجوز.
العاشر: أصول الفقه، إذ به يعرف وجه الاستدلال على الأحكام والاستنباط.
الحادي عشر: أسباب النزول والقصص، إذ بسبب النزول يعرف معنى الآية المنزلة فيه بحسب ما أنزلت فيه.
الثاني عشر: الناسخ والمنسوخ ليعلم المحكم من غيره.
الثالث عشر: الفقه.
الرابع عشر: الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم.
الخامس عشر: علم الموهبة، وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم، وإليه الإشارة
بحديث: «من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم».
قال ابن أبى الدنيا: وعلوم القرآن وما يستنبطه منه بحر لا ساحل له.
قال: فهذه العلوم التي هى كالآلة للمفسر لا يكون مفسرا إلا بتحصيلها، فمن فسر بدونها كان مفسرا بالرأى المنهي عنه، وإذا فسر مع حصولها لم يكن مفسرا بالرأى المنهي عنه.
قال: والصحابة والتابعون كان عندهم علوم العربية بالطبع لا بالاكتساب، واستفادوا العلوم الأخرى من النبي صلّى الله عليه وآله وسلم.
قال فى البرهان: اعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معانى الوحى ولا يظهر له أسراره وفى قلبه بدعة أو كبر أو هوى أو حبّ الدنيا أو وهو مصرّ على ذنب أو غير متحقق بالإيمان أو ضعيف التحقيق أو يعتمد على قول مفسر ليس عنده علم أو راجع إلى معقوله، وهذه كلها حجب وموانع بعضها آكد من بعض.
قال سفيان بن عيينة: يقول أنزع عنهم فهم القرآن.
وعن ابن عباس قال: التفسير أربعة أوجه:
وجه تعرفه العرب من كلامها.
وتفسير لا يعذر أحد بجهالته.
وتفسير تعرفه العلماء.
وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى.
وفى الحديث: «أنزل القرآن على أربعة أحرف: حلال وحرام لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير تفسره العرب، وتفسير تفسره العلماء، ومتشابه لا يعلمه إلا الله تعالى، ومن ادعى علمه سوى الله تعالى فهو كاذب».
قال الزركشي فى البرهان فى قول ابن عباس: هذا تقسيم صحيح.
فأما الذي تعرفه العرب، فهو الذي يرجع فيه إلى لسانهم، وذلك اللغة والإعراب.
فأما اللغة فعلى المفسر معرفة معانيها ومسميات أسمائها، ولا يلزم ذلك القارئ، ثم إن كان ما يتضمنه ألفاظها يوجب العمل دون العلم كفى فيه خبر الواحد والاثنين والاستشهاد بالبيت والبيتين. وإن كان يوجب العلم لم يكف ذلك، بل لا بد أن يستفيض ذلك اللفظ وتكثر شواهده من الشعر.
وأما الإعراب فما كان اختلافه محيلا للمعنى وجب على المفسر والقارئ تعلمه ليوصل المفسر إلى معرفة الحكم ويسلم القارئ من اللحن، وإن لم يكن محيلا للمعنى وجب تعلمه على القارئ ليسلم من اللحن، ولا يجب على المفسر لوصوله إلى المقصود بدونه.
وأما ما لا يعذر أحد بجهله فهو ما تتبادر الأفهام إلى معرفة معناه من النصوص المتضمنة شرائع الأحكام ودلائل التوحيد، وكل لفظ أفاد معنى واحدا جليا يعلم أنه مراد الله تعالى.
فهذا القسم لا يلتبس تأويله إذ كل أحد يدرك معنى التوحيد من قوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وأنه لا شريك له فى الإلهية، وإن لم يعلم أن
فما كان من هذا القسم لا يعذر أحد يدعى الجهل بمعاني ألفاظه لأنها معلومة لكل أحد بالضرورة.
وأما ما لا يعلمه إلا الله تعالى فهو ما يجرى مجرى الغيوب، نحو الآي المتضمنة لقيام الساعة وتفسير الروح والحروف المقطعة، وكل متشابه فى القرآن عند أهل الحق، فلا مساغ للاجتهاد فى تفسيره، ولا طريق إلى ذلك إلا بالتوقيف بنص من القرآن أو الحديث أو إجماع الأمة على تأويله.
وأما ما يعلمه العلماء ويرجع إلى اجتهادهم فهو الذي يغلب عليه إطلاق التأويل، وذلك استنباط الأحكام وبيان المجمل وتخصيص العموم.
وكل لفظ احتمل معنيين فصاعدا فهو الذي لا يجوز لغير العلماء الاجتهاد فيه، وعليهم اعتماد الشواهد والدلائل دون مجرد الرأى.
فإن كان أحد المعنيين أظهر وجب الحمل عليه إلا أن يقوم دليل على أن المراد هو الخفي.
وإن استويا والاستعمال فيهما حقيقة لكن فى أحدهما حقيقة لغوية أو عرفية وفى الآخر شرعية، فالحمل على الشرعية أولى إلا أن يدل دليل على إرادة اللغوية كما فى: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ.
ولو كان فى أحدهما عرفية والآخر لغوية فالحمل على العرفية أولى وإن اتفقا فى ذلك أيضا.
فإن تنافى اجتماعهما ولم يمكن إرادتهما باللفظ الواحد كالقرء للحيض والطهر. اجتهد فى المراد منهما بالأمارات الدالة عليه، فما ظنه فهو مراد الله تعالى فى حقه وإن لم يظهر له شىء، فهل يتخير فى الحمل على أيهما شاء ويأخذ بالأغلظ حكما أو بالأخف؟ أقوال، وإن لم يتنافيا وجب الحمل عليهما عند المحققين ويكون ذلك أبلغ فى الإعجاز والفصاحة، إلا إن دلّ دليل على إرادة أحدهما، إذا عرف ذلك فينزل حديث: «من تكلم بالقرآن برأيه» على قسمين من هذه الأربعة:
والثاني: حمل اللفظ المحتمل على أحد معنييه لاحتياج ذلك إلى معرفة أنواع من العلوم والتبحر فى العربية واللغة.
ومن الأصول ما يدرك به حدود الأشياء وصيغ الأمر والنهى والخبر والمجمل والمبين والعموم والخصوص والمطلق والمقيد والمحكم والمتشابه والظاهر والمؤول والحقيقة والمجاز والصريح والكناية.
ومن الفروع ما يدرك به الاستنباط.
هذا أقل ما يحتاج إليه، ومع ذلك فهو على خطر، فعليه أن يقول، يحتمل كذا: ولا يجزم إلا فى حكم اضطر إلى الفتوى به فأدى اجتهاده إليه فيجزم مع تجويز خلافه.
وقال ابن النقيب: جملة ما تحصل فى معنى حديث التفسير بالرأى خمسة أقوال:
أحدهما: التفسير من غير حصول العلوم التي يجوز معها التفسير.
الثاني: تفسير المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.
الثالث: التفسير المقرر للمذهب الفاسد بأنه يجعل المذهب أصلا والتفسير تابعا فيرد إليه بأيّ طريق أمكن وإن كان ضعيفا.
الرابع: التفسير أن مراد الله كذا على القطع من غير دليل.
الخامس: التفسير بالاستحسان والهوى.
وعلوم القرآن ثلاثة أقسام:
الأول: علم لم يطلع الله عليه أحدا من خلقه وهو ما استأثر به من علوم أسرار كتابه من معرفة كنه ذاته وغيوبه التي لا يعلمها إلا هو، وهذا لا يجوز لأحد الكلام فيه بوجه من الوجوه إجماعا.
الثاني: ما أطلع الله عليه نبيه من أسرار الكتاب واختصه به، وهذا لا يجوز الكلام فيه إلا له صلّى الله عليه وآله وسلم أو لمن أذن له. وأوائل السور من هذا القسم، وقيل من القسم الأول.
الثالث: علوم علمها الله نبيه مما أودع كتابه من المعاني الجلية والخفية وأمره بتعليمها.
منه ما لا يجوز الكلام فيه إلا بطريق السمع، وهو أسباب النزول والناسخ والمنسوخ والقراءات واللغات وقصص الأمم الماضية وأخبار ما هو كائن من الحوادث وأمور الحشر والمعاد.
ومنه ما يؤخذ بطريق النظر والاستدلال والاستنباط والاستخراج من الألفاظ، وهو قسمان:
قسم اختلفوا فى جوازه، وهو تأويل الآيات المتشابهات فى الصفات.
وقسم اتفقوا عليه، وهو استنباط الأحكام الأصلية والفرعية والإعرابية، لأن مبناها على الأقيسة.
وكذلك فنون البلاغة وضروب المواعظ والحكم والإرشادات لا يمتنع استنباطها منه واستخراجها لمن له أهلية.
وقال الزركشي: الحق أن علم التفسير منه ما يتوقف على النقل، كسبب النزول والنسخ وتعيين المبهم وتبيين المجمل.
ومنه ما لا يتوقف ويكفى فى تحصيله الثقة على الوجه المعتبر.
قال: وكان السبب فى اصطلاح كثير على التفرقة بين التفسير والتأويل التمييز بين المنقول والمستنبط ليحيل على الاعتماد فى المنقول وعلى النظر فى المستنبط.
قال: واعلم أن القرآن قسمان:
قسم ورد تفسيره بالنقل.
وقسم لم يرد.
والأول إما أن يرد عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أو الصحابة أو رؤوس التابعين.
فالأول يبحث فيه عن صحة السند.
والثاني ينظر فى تفسير الصحابي.
فإن فسره من حيث اللغة فهم أهل اللسان، فلا شك فى اعتماده، أو بما شاهده من الأسباب والقرائن فلا شك فيه.
وحينئذ إن تعارضت أقوال جماعة من الصحابة، فإن أمكن الجمع فذاك، وإن تعذر قدّم ابن عباس، لأن
النبي صلّى الله عليه وآله وسلم بشره بذلك حيث قال: اللهم علمه
وأما ما لم يرد فيه نقل فهو قليل وطريق التوصل إلى فهمه النظر إلى مفردات الألفاظ من لغة العرب ومدلولاتها واستعمالها بحسب السياق.
وأما كلام الصوفية فى القرآن فليس بتفسير.
قال النسفي فى عقائده: النصوص على ظاهرها والعدول عنها إلى معان يدعيها أهل الباطن إلحاد.
قال التفتازانيّ فى شرحه: سميت الملاحدة باطنية لادّعائهم أن النصوص ليست على ظاهرها بل لها معان باطنية لا يعرفها إلا المعلم، وقصدهم بذلك نفى الشريعة بالكلية.
قال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان.
وعن الحسن قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: «لكل آية ظهر وبطن، ولكل حرف حدّ، ولكل حدّ مطلع»
وعن عبد الرحمن بن عوف: «القرآن تحت العرش له ظهر وبطن يحاج العباد».
وعن ابن مسعود: إن هذا القرآن ليس منه حرف إلا له حدّ، ولكل حدّ مطلع.
وقيل: اما الظهر والبطن ففى معناه أوجه:
أحدها: أنك إذا بحثت عن باطنها وقسته على ظاهرها وقفت على معناها.
والثاني: أن ما من آية إلا عمل بها قوم ولها قوم سيعلمون بها.
الثالث: أن ظاهرها لفظها وباطنها تأويلها.
الرابع: أن القصص التي قصها الله تعالى عن الأمم الماضية وما عاقبهم به ظاهرها الإخبار بهلاك الأولين إنما هو حديث حدّث به عن قوم، وباطنها وعظ الآخرين وتحذيرهم أن يفعلوا كفعلهم فيحل بهم مثل ما حلّ بهم.
وقيل: إن ظهرها ما ظهر من معانيها لأهل العلم بالظاهر، وبطنها ما تضمنته من الأسرار التي أطلع الله عليها أرباب الحقائق.
ومعنى قوله: «ولكل حرف حدّ» أي منتهى فيما أراد الله من معناه.
وقيل: لكل حكم مقدار من الثواب والعقاب.
ومعنى قوله: «ولكل حدّ مطلع» : الكل غامض من المعاني والأحكام مطلع يتوصل به إلى معرفته ويوقف على المراد به.
وقال بعضهم: الظاهر التلاوة، والباطن الفهم، والحدّ أحكام الحلال والحرام، والمطلع: الإشراف على الوعد والوعيد.
ويؤيد هذا ما روى عن ابن عباس قال: إن القرآن ذو شجون وفنون وظهور وبطون، لا تنقضى عجائبه، ولا تبلغ غايته، فمن أو غل فيه برفق نجا، ومن أوغل فيه بعنف هوى: أخبار وأمثال وحلال وحرام وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه وظهر وبطن، فظهره التلاوة، وبطنه التأويل، فجالسوا به العلماء، وجانبوا به السفهاء.
وورد عن أبى الدرداء أنه قال: لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يجعل للقرآن وجوها.
وقال ابن مسعود: من أراد علم الأولين والآخرين فليثوّر القرآن.
وقال بعض العلماء: لكل آية ستون ألف فهم.
فهذا يدل على أن فهم معانى القرآن مجالا رحبا ومتسعا بالغا، وأن المنقول من ظاهر التفسير ليس ينتهى الإدراك فيه بالنقل والسماع لا بد منه فى ظاهر التفسير لينتفى به مواضع الغلط، ثم بعد ذلك يتسع الفهم والاستنباط، ولا يجوز التهاون فى حفظ التفسير الظاهر بل لا بد منه أولا، إذ لا يطمع فى الوصول إلى الباطن قبل أحكام الظاهر، ومن ادّعى فهم أسرار القرآن ولم يحكم التفسير الظاهر فهو كمن ادّعى البلوغ إلى صدر البيت قبل أن يجاوز الباب.
وقيل: اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله وكلام رسوله بالمعاني الغريبة ليس إحالة للظاهر عن ظاهره، ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له ودلت عليه فى عرف اللسان، وثم أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله قلبه، وقد جاء
فى الحديث: «لكل آية ظهر وبطن»
، فلا يصدنك عن تلقى هذه المعاني منهم. وأن يقول لك ذو جدل معارضة هذا إحالة لكلام الله وكلام رسوله، فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قالوا لا معنى للآية إلا هذا. وهم لم يقولوا ذلك بل يقرءون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها، ويفهمون عن الله تعالى ما أفهمهم.
ويجب على المفسر أن يتحرّى فى التفسير مطابقة المفسر، وأن يتحرز فى ذلك من نقص لما يحتاج إليه فى إيضاح المعنى أو زيادة لا تليق بالغرض، ومن
وأول ما يجب البداءة به منها تحقيق الألفاظ المفردة فيتكلم عليها من جهة اللغة ثم التصريف ثم الاشتقاق، ثم يتكلم عليها بحسب التركيب، فيبدأ بالإعراب ثم بما يتعلق بالمعاني ثم البيان ثم البديع، ثم يبين المعنى المراد ثم الاستنباط ثم الإشارة.
وقال الزركشي فى أوائل البرهان: قد جرت عادة المفسرين أن يبدءوا بذكر سبب النزول، ووقع البحث فى أنه أيما أولى بالبداءة به لتقدم السبب على المسبب أو بالمناسبة لأنها المصححة لنظم الكلام وهى سابقة على النزول.
قال: والتحقيق. التفصيل بين أن يكون وجه المناسبة متوقفا على سبب النزول كآية: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها فهذا ينبغى فيه تقديم ذكر السبب لأنه حينئذ من باب تقديم الوسائل على المقاصد، وإن لم يتوقف على ذلك فالأولى تقديم وجه المناسبة.
وقال فى موضع آخر: جرت عادة المفسرين ممن ذكر فضائل القرآن أن يذكرها فى أول كل سورة لما فيها من الترغيب والحثّ على حفظها.
وقال كثير من الأئمة: لا يقال كلام محكى ولا يقال حكى الله، لأن الحكاية الإتيان بمثل الشيء وليس لكلامه مثل. وتساهل قوم فطلقوا لفظ الحكاية بمعنى الإخبار، وكثيرا ما يقع فى كلامهم إطلاق الزائد على بعض الحروف.
وعلى المفسر أن يتجنب ادعاء التكرار ما أمكنه.
وقال الزركشي فى البرهان: ليكن محط نظر المفسر مراعاة نظم الكلام الذي سيق له وإن خالف أصل الوضع اللغوي لثبوت التجوّز.
وقال فى موضع آخر: على المفسر مراعاة مجازى الاستعمالات فى الألفاظ التي يظن بها الترادف والقطع بعدم الترادف ما أمكن، فإن للتركيب معنى غير معنى الإفراد، ولهذا منع كثير من الأصوليين وقوع أحد المترادفين موقع الآخر فى التركيب وإن اتفقوا على جوازه فى الإفراد.
وعن علىّ رضى الله عنه أنه قال: لو شئت أن أوقر سبعين بعيرا من تفسير أم القرآن لفعلت.
وبيان ذلك أنه إذا قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ يحتاج تبيين معنى الحمد وما يتعلق به الاسم الجليل الذي هو الله وما يليق به من التنزيه، ثم يحتاج إلى بيان العالم وكيفيته على جميع أنواعه وأعداده وهى ألف عالم: أربعمائة فى البرّ، وستمائة فى البحر، فيحتاج إلى بيان ذلك كله.
فإذا قال: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يحتاج إلى بيان الاسمين الجليلين وما يليق بهما من الجلال وما معناهما.
ثم يحتاج إلى بيان جميع الأسماء والصفات.
ثم يحتاج إلى بيان الحكمة فى اختصاص هذا الموضع بهذين الاسمين دون غيرهما.
فإذا قال: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. يحتاج إلى بيان ذلك اليوم وما فيه من المواطن والأهوال وكيفية مستقره. فإذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ يحتاج إلى بيان المعبود من جلالته والعبادة وكيفيتها وصفتها وأدائها على جميع أنواعها والعابد فى صفته والاستعانة وأدائها وكيفيتها.
فإذا قال: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ، إلى آخر السورة يحتاج إلى بيان الهداية ما هى والصراط المستقيم وأضداده، وتبيين المغضوب عليهم والضالين وصفاتهم وما يتعلق بهذا النوع، وتبيين المرضىّ عنهم وصفاتهم وطريقتهم.
فعلى هذه الوجوه يكون ما قاله علىّ من هذا القبيل.
بسم الله الرحمن الرحيم
(ب) المفسرونوهؤلاء هم من اشتغلوا بالتفسير على مر العصور:
مرتبة أسماؤهم على حروف الهجاء.
١- إبراهيم بن أحمد بن محمد (٤٩٦ هـ).
٢- إبراهيم بن على بن الحسين (٥٢٣ هـ).
٣- أحمد بن إسماعيل بن يوسف (٥٩٠ هـ).
٤- أحمد بن على بن أحمد (٥٤٢ هـ).
٥- أحمد بن على بن أبى جعفر (٥٤٤ هـ).
٦- أحمد بن فارس بن زكريا (٣٩٥ هـ) وله:
ا- جامع التأويل فى تفسير القرآن.
ب- غريب إعراب القرآن.
٧- أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، (٤٢٧ هـ).
صاحب التفسير المشهور.
٨- أحمد بن محمد بن عبد الله (٤٢٩ هـ).
٩- أحمد بن عمارة المهدوى، (٤٣٠ هـ).
صاحب التفسير.
١٠- أحمد بن فرج بن جبريل (٣٠٣ هـ).
١١- أحمد بن محمد بن أيوب الفارسي (٣٦٤ هـ).
١٢- أحمد بن محمد بن شارك الهروي (٣٥٥ هـ).
١٣- أحمد بن محمد بن برد الأندلسى (٤٤٠ هـ) وله:
ا- التحصيل فى تفسير القرآن.
ب- التفصيل فى تفسير القرآن.
١٤- أحمد بن محمد بن عمر، وله تفسير القرآن (٥٨٦ هـ).
١٦- أحمد بن موسى بن أبى عطاء (٣٢٥ هـ).
١٧- أحمد بن مغيث بن أحمد (٤٥٩ هـ).
١٨- أحمد بن يوسف بن أصبغ (٤٧٩ هـ).
١٩- أحمد بن إسماعيل بن عيسى (٥٢٠ هـ).
٢٠- أحمد بن ناصر بن ظاهر، (٦٨٦ هـ).
وله: تفسير فى سبعة مجلدات.
٢١- إسماعيل بن أحمد بن عبد الله (٤٣٠ هـ).
٢٢- إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد (٤٤٩ هـ).
٢٣- إسماعيل بن محمد بن الفضل (٥٣٥ هـ) وله:
ا- الإيضاح فى التفسير، أربعة مجلدات.
ب- الموضح فى التفسير، ثلاثة مجلدات.
ج- المعتمد فى التفسير، عشرة مجلدات.
د- التفسير باللسان الأصبهانى، عدة مجلدات.
وإعراب القرآن.
٢٤- بشير بن حامد بن سليمان، (٦٤٦ هـ).
وله تفسير فى عدة مجلدات.
٢٥- بقي بن مخلد بن يزيد الأندلسى، (٢٧٦ هـ).
وله تفسير.
٢٦- بكير بن معروف (١٧٦ هـ).
٢٧- بيبش بن محمد بن على (٥٨٢ هـ).
٢٨- جعفر بن محمد بن الحسن (٢٧٩ هـ).
٢٩- الحسن بن عبد الله بن سهل، أبو هلال العسكري، (٤٠٠ هـ).
وله تفسير فى خمس مجلدات.
٣٠- الحسن بن الفتح بن حمزة (٥٠٠ هـ) وله:
البديع فى البيان عن غوامض القرآن.
٣١- الحسن بن على بن خلف (٤٨٤ هـ).
وله: المقنع فى تفسير القرآن.
وله تفسير.
٣٣- الحسين بن الفضل بن عمير (٢٨٢ هـ).
٣٤- الحسين بن محمد بن على، (٣٦٩ هـ).
وله تفسير.
٣٥- الحسين بن مسعود بن محمد (٥١٦ هـ).
وله: معالم التنزيل فى التفسير.
٣٦- الخضر بن نصر بن عقيل، (٥٦٧ هـ).
وله تفسير.
٣٧- سلمان بن عبد الله بن محمد (٤٩٣ هـ). وله:
تفسير القرآن.
٣٨- سلمان بن ناصر بن عمران (٥١١ هـ).
٣٩- سليمان بن خلف بن سعد (٤٧٤ هـ) وله:
تفسير القرآن.
٤٠- سليمان بن عبد الله بن يوسف (٦١٣ هـ).
٤١- عبد الله بن عبد الكريم بن هوزان (٤٧٧ هـ).
٤٢- عبد الله بن طلحة بن محمد (٥١٦ هـ).
٤٣- عبد الله بن عطية بن عبد الله (٣٨٣ هـ).
٤٤- عبد الله بن يوسف بن عبد الله (٤٣٨ هـ). وله:
التفسير الكبير.
٤٥- عبد الله بن محمد بن على (٤٨١ هـ).
٤٦- عبد الجبار بن عبد الخالق بن محمد (٦٨١ هـ). وله:
مشكاة البيان فى تفسير القرآن.
٤٧- عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار، (٤١٥ هـ).
وله تفسير.
٤٨- عبد الجليل بن موسى بن عبد الجليل (٦٠٨ هـ).
وله: تفسير القرآن.
٤٩- عبد الحق بن غالب بن عبد الملك (٥٤١ هـ).
٥٠- عبد الرحمن بن على بن محمد (القرن السادس).
جامع العلوم فى التفسير.
٥٢- عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (٣٢٧ هـ) وله:
التفسير المسند اثنا عشر مجلدا.
٥٣- عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه (٥٤٣ هـ).
٥٤- عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن (٤١٣ هـ). وله:
مختصر تفسير القرآن، لابن سلام.
٥٥- عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوزان (٥١٤ هـ).
٥٦- عبد الرزاق بن رزق الله، (٦٦١ هـ).
له تفسير.
٥٧- عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بندار (٤٨٨ هـ) وله:
التفسير الكبير.
٥٨- عبد السلام بن عبد الرحمن بن محمد (٥٣٦ هـ) وله:
تفسير القرآن.
٥٩- عبد الصمد بن عبد الرحمن (٦١٩ هـ) وله:
٦٠- عبد الغنى بن القاسم بن الحسن (٥٨٢ هـ) وله:
اختصار تفسير سليم الرازي.
٦١- عبد الكريم بن محمد بن عيسى (٦١٧ هـ) وله:
تفسير، جمع فيه بين تفسير ابن عطية وتفسير الزمخشري.
٦٢- عبد الكريم بن الحسن بن المحسن (٥٢٥ هـ).
٦٣- عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم.
٦٤- عبد الكريم بن هوزان بن عبد الملك (٤٦٥ هـ) وله:
التفسير الكبير.
٦٥- عبيد الله بن محمد بن جرو (٣٨٧ هـ) وله:
تفسير القرآن.
٦٦- عبد الله بن إبراهيم (٥٥٠ هـ).
٦٧- عبيد الله بن محمد بن مالك (٤٦٠ هـ).
٦٨- على بن أحمد بن الحسن (٦٣٠ هـ) وله:
تفسير القرآن.
ا- التفسير الكبير فى ثلاثين مجلدا.
ب- التفسير الأوسط، عشرة مجلدات.
ج- التفسير الصغير، ثلاث مجلدات.
٧٠- على بن أحمد بن محمد (٤٦٨ هـ) وله التفاسير الثلاثة:
ا- البسيط.
ب- الوسيط.
ج- الوجيز.
٧١- على بن عبد الله بن خلف (٥٦٧ هـ) وله:
رى الظمآن فى تفسير القرآن، وهو كبير.
٧٢- على بن عبد الله بن المبارك، (٦٢٥ هـ).
وله تفسير.
٧٣- على بن عبد الله بن وهب (٥٣٢ هـ) وله:
تفسير القرآن.
٧٤- على بن عيسى الرماني، (٣٨٤ هـ).
وله تفسير.
٧٥- على بن فضال بن على (٤٧٩ هـ) وله:
ا- برهان العميدي، فى التفسير، عشرون مجلدا.
ب- الإكسير فى علم التفسير، خمسة وثلاثون مجلدا.
٧٦- على بن إبراهيم بن سعيد (٤٣٠ هـ) وله:
ا- تفسير القرآن.
ب- إعراب القرآن، عشرة مجلدات.
٧٧- على بن محمد بن حبيب (٤٥٠ هـ) وله:
النكت، فى تفسير القرآن.
٧٨- على بن محمد بن عبد الصمد (٦٤٣ هـ) وله:
تفسير القرآن، وصل فيه إلى الكهف.
٧٩- على بن المسلم بن محمد، (٥٣٣ هـ).
وله تفسير.
أحكام القرآن.
٨١- عمر بن إبراهيم بن محمد (٥٣٩ هـ).
٨٢- عمر بن محمد بن أحمد، (٥٣٧ هـ).
وله تفسير.
٨٣- عمر بن عثمان بن الحسين (٥٥٠ هـ).
قيل إنه شرع فى إملاء تفسير لو تم لم يوجد مثله.
٨٤- القاسم بن الفتح بن يوسف (٤٥١ هـ).
٨٥- قتيبة بن أحمد بن شريح (٣١٦ هـ) وله:
التفسير الكبير.
٨٦- محمد بن إبراهيم بن المنذر (٣١٨ هـ) وله:
التفسير، يقول السيوطي: وقفت عليه.
٨٧- محمد بن أحمد بن الحسن (٤٨٠ هـ).
٨٨- محمد بن أحمد بن أبى فرح القرطبي (٦٧١ هـ) وله:
التفسير المشهور.
٨٩- محمد بن أسعد بن محمد، (٥٦٧ هـ).
وله تفسير.
٩٠- محمد بن الحسين بن الحسن (٥٣٣ هـ).
٩١- محمد بن الحسن بن على (٤٦٠ هـ) وله:
تفسير كبير، عشرون مجلدا.
٩٢- محمد بن الحسن بن محمد (٣٥١ هـ) وله:
ا- شفاء الصدور، تفسير.
ب- الإشارة فى غريب القرآن.
ج- الموضح فى معانى القرآن.
د- القراءات، بعللها.
٩٣- محمد بن جرير بن يزيد الطبري (٣١٠ هـ) وله:
ا- تفسير القرآن.
ب- القراءات.
٩٤- محمد بن الحسين بن موسى (٤١٢ هـ) وله:
حقائق التفسير.
التفسير، فى عشرين مجلدا.
٩٦- محمد بن الخضر بن محمد، (٦٢٢ هـ).
كان إماما فى التفسير.
٩٧- محمد بن سليمان بن الحسن ابن النقيب (٦٩٨ هـ) وله:
تفسير، فى نحو مائة مجلد.
٩٨- محمد بن طيفور الغزنوي، وله:
ا- تفسير.
ب- علل القراءات.
ج- الوقف والابتداء.
٩٩- محمد بن عبد الله بن جعفر (٣٨٠ هـ) وله:
كتاب فى التفسير لم يتمه.
١٠٠- محمد بن عبد الوهاب بن سلام (٣٢١ هـ) وله:
تفسير، قال السيوطي، رأيت منه جزءا.
١٠١- محمد بن عبد الله بن سليمان، وله:
ا- مجتنى التفسير، جمع فيه الصغير والكبير والقليل والكثير، مما أمكنه.
ب- الجامع الصغير فى مختصر التفسير.
ج- المهذب فى التفسير.
١٠٢- محمد بن عبد الله بن عيسى بن أبى زمتين (٣٩٩ هـ) وله:
مختصر تفسير ابن سلام.
١٠٣- محمد بن عبد الله بن محمد، ابن العربي (٥٤٣ هـ) وله:
ا- التفسير.
ب- أحكام القرآن.
١٠٤- محمد بن عبد الله بن محمد المرسى، وله:
تفسير القرآن.
١٠٥- محمد بن عبد الحميد بن الحسين، (٥٥٢ هـ).
وكان يملى التفسير.
١٠٦- محمد بن عبد الرحمن بن موسى، (٥١٩ هـ).
كان إماما فى التفسير.
صنف كتابا فى التفسير.
١٠٨- محمد بن عبد الرحمن بن أحمد البخاري (٥٤٦ هـ) :
صنف كتابا فى التفسير أكثر من ألف جزء.
١٠٩- محمد بن على بن إسماعيل القفال (٣٦٥ هـ).
نقل عنه الإمام الرازي فى تفسيره كثيرا مما يوافق مذهب المعتزلة.
١١٠- محمد بن على بن شهر آشوب (٥٨٨ هـ).
تقدم فى علوم القرآن: التفسير، والقراءات.
١١١- محمد بن عبد الله بن عمر (٣٨١ هـ).
له تفسير.
١١٢- محمد بن إبراهيم، أبو الفرج الشنبوذى.
كان عالما بالتفسير.
١١٣- محمد بن على بن أحمد الأدفوى (٣٨٨ هـ) وله:
تفسير القرآن، فى مائة وعشرين مجلدا.
١١٤- محمد بن المفضل الرواس (٤١٥ هـ).
صنف التفسير الكبير.
١١٥- محمد بن على بن محمد الأندلسى (٦٣٨ هـ).
١١٦- محمد بن على بن يحيى النسفي (٥١٠ هـ).
كان خبيرا بالتفسير.
١١٧- محمد بن على بن ممويه الحمال (٤١٤ هـ).
١١٨- محمد بن أبى على بن أبى نصر (٥٩٢ هـ) :
كانت له يد طول فى التفسير.
١١٩- محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين الرازي: (٦٠٦ هـ) وله:
ا- التفسير الكبير.
ب- إعجاز القرآن.
١٢٠- محمد بن عمر بن يوسف بن مغايظ (٦٣١ هـ) :
له يد طولى فى التفسير.
ا- تفسير القرآن.
ب- مفتاح التنزيل.
١٢٢- محمد بن موسى الواسطي (٣٢٠ هـ).
كان عالما بالتفسيسر.
١٢٣- محمد بن النضر بن مر (٣٤١ هـ) :
كان عارفا بالتفسير، وعلل القراءات أخذ عنه عبد الله بن عطية المفسر.
١٢٤- محمد بن عبد الرحمن بن الفضل (٣٦٠ هـ).
صاحب التفاسير والقراءات.
١٢٥- محمود بن أحمد بن عبد المنعم (٥٣٦ هـ).
إمام مفسر.
١٢٦- محمود بن أحمد بن الفرج (٥٥٥ هـ).
إمام فى التفسير.
١٢٧- محمود بن عمر الزمخشري (٥٣٨ هـ) وله:
الكشاف فى التفسير.
١٢٨- محمود بن محمد بن داود (٦٧١ هـ).
١٢٩- مسعود بن محمود بن أحمد (٥٧٦ هـ).
كان إماما فى التفسير.
١٣٠- منصور بن الحسين محمد النيشابوري (٤٢٢ هـ).
١٣١- منصور بن سررا بن عيسى (٦٥٤ هـ).
صنف تفسيرا.
١٣٢- هبة الله بن سلامة (٤٢٠ هـ).
كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن.
١٣٣- يحيى بن مجاهد بن عوانة (٣٦٦ هـ).
عنى بعلمي التفسير والقراءات.
١٣٤- يحيى بن محمد بن موسى (٦٥٤ هـ).
صنف التفسير.
مفسر.
١٣٦- يحيى بن الربيع بن سليمان (٦٠٦ هـ).
كان عالما بالتفسير.
وقرأ بالعشرة على ابن تركان.
مستسقى من جميع أمهات كتب التفسير ويجمع كل ما هو جوهرى دون ما هو عرضى ويجد فيه المقبل على كتاب الله تعالى كل ما يعنيه ويغنى به عن الرجوع إلى غيره ويتميز بعرض ينفرد به عن كتب التفسير مطولها وموجزها فهو قد جمع بين اللغة والإعراب والأحكام، وهو لم يترك آية دون أن يتوفيها بيانا، وهو قد ساق هذا البيان فى إيجاز غير مخل حتى يكون القارئ على بينة من كل لفظ من ألفاظ الآية!.
وتسمى:
١- سورة الحمد، لأن فيها ذكر الحمد.
٢- فاتحة الكتاب، لأنه تفتتح قراءة القرآن بها لفظا.
٣- أم الكتاب، لأنها أوله.
٤- أم القرآن، لأنها أوله.
٥- المثاني، لأنها تثنى فى كل ركعة.
٦- القرآن العظيم لتضمنها جميع علوم القرآن، إذ هى تشتمل على الثناء على الله عز وجل، وعلى الأمر بالعبادات، وعلى الابتهال إليه تعالى فى الهداية إلى الصراط المستقيم.
٧- الشفاء،
لقوله، صلّى الله عليه وآله وسلم: فاتحة الكتاب شفاء من كل داء.
٨- الرقية، لما جاء فى الأثر أنه رقى بها.
٩- الأساس، لقول الشعبي لرجل شكا خاصرته: عليك بأساس القرآن فاتحة الكتاب.
١٠- الوافية، لأنها لا تحتمل الاختزال.
١١- الكافية، لأنها تكفى عن سواها ولا يكفى سواها عنها.
والإجماع على أنها سبع آيات.
وهى مكية.
وقيل: مدينية.
وقيل: نزل نصفها بمكة ونصفها بالمدينة.
وقراءتها فى الصلاة متعينة للإمام والمنفرد فى كل ركعة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الناس (١١٤) : الآيات ١ الى ٦]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤)الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦)
١- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ:
قل أعتصم برب الناس ومدبر شئونهم.
٢- مَلِكِ النَّاسِ:
مالك الناس ملكا تاما حاكمين ومحكومين.
٣- إِلهِ النَّاسِ:
القادر على التصرف الكامل فيهم.
٤- مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ:
الْوَسْواسِ الشيطان الموسوس للناس.
الْخَنَّاسِ الذي يمتنع إذا استعنت عليه بالله.
٥- الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ:
الذي يلقى فى خفية فى صدور الناس ما يصرفها عن سبيل الرشاد.
٦- مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ:
مِنَ الْجِنَّةِ من الجن.
سورة الناس
سورة (الناس) من السُّوَر المكية، وتسمى مع سورة (الفَلَق) بـ(المُعوِّذتَينِ)، ومحورها يدور حول تعليمِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين الالتجاءَ إلى الله عز وجل؛ ليَحمِيَهم ويُعِيذَهم من شرِّ الخلق الظاهر والباطن، وقد أمَر صلى الله عليه وسلم بقراءتها في غير موضع: بعد كل صلاةٍ، وصباحًا ومساءً، وكان صلى الله عليه وسلم إذا تأذى أحدٌ من أهلِ بيته قرأ عليه (المُعوِّذتَينِ)، وفيها الاستعاذة من الشيطان الذي يوسوس ليُفسِدَ الأعمال.
ترتيبها المصحفي
114نوعها
مكيةألفاظها
20ترتيب نزولها
21العد المدني الأول
6العد المدني الأخير
6العد البصري
6العد الكوفي
6العد الشامي
7* سورة (النَّاس):
سُمِّيت سورة (النَّاس) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقول الله عزَّ وجلَّ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اْلنَّاسِ} [الناس: 1].
* وتُسمَّى مع سورة (الفَلَق) بـ(المُعوِّذتَينِ):
عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يَتعوَّذُ مِن عينِ الجانِّ، وعينِ الإنسِ، فلمَّا نزَلتِ المُعوِّذتانِ، أخَذَ بهما، وترَكَ ما سِوى ذلك». أخرجه النسائي (٥٥٠٩).
* أمَر صلى الله عليه وسلم بقراءة (المُعوِّذتَينِ) بعد كل صلاة:
عن عُقْبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه، قال: «أمَرَني النبيُّ ﷺ أن أقرَأَ المُعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ». أخرجه أبو داود (١٥٢٣).
* كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَرقِي أهلَه بـ(المُعوِّذات):
عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا مَرِضَ أحدٌ مِن أهلِ بيتِه، نفَثَ عليه بالمُعوِّذاتِ...». أخرجه مسلم (٢١٩٢).
* وصفهنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنْ لا مثيلَ لهن:
عن عُقْبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «ألَمْ ترَ آياتٍ أُنزِلتِ اللَّيلةَ لم يُرَ مِثْلُهنَّ قطُّ؟! {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اْلْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اْلنَّاسِ}». أخرجه مسلم (٨١٤).
قرأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم (المُعوِّذتَينِ) في غير موضع:
* في صلاة الفجر:
عن عُقْبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه: «أنَّ النبيَّ ﷺ أَمَّهم بالمُعوِّذتَينِ في صلاةِ الصُّبْحِ». أخرجه ابن حبان (١٨١٨).
* في الوتر:
عن عبدِ العزيزِ بن جُرَيجٍ، قال: «سألتُ عائشةَ أمَّ المؤمنين: بأيِّ شيءٍ كان يُوتِرُ رسولُ اللهِ ﷺ؟ قالت: كان يَقرأُ في الركعةِ الأُولى بـ {سَبِّحِ اْسْمَ رَبِّكَ اْلْأَعْلَى}، وفي الثانيةِ بـ{قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}، وفي الثالثةِ بـ{قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}، والمُعوِّذتَينِ». أخرجه أحمد (25906).
* قبل النوم:
عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها: «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أوَى إلى فراشِه، جمَعَ كفَّيْهِ، ثم نفَثَ فيهما، وقرَأَ فيهما بـ {قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اْلْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اْلنَّاسِ}، ثمَّ يَمسَحُ بهما ما استطاعَ مِن جسدِه، يَفعَلُ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ». أخرجه ابن حبان (٥٥٤٤).
* أمَر صلى الله عليه وسلم بقراءة (المُعوِّذتَينِ) صباحًا ومساءً:
عن عبدِ اللهِ بن خُبَيبٍ رضي الله عنه، قال: «خرَجْنا في ليلةِ مطَرٍ وظُلْمةٍ شديدةٍ نطلُبُ رسولَ اللهِ ﷺ ليُصلِّيَ لنا، فأدرَكْناه، فقال: «أصلَّيْتم؟»، فلَمْ أقُلْ شيئًا، فقال: «قُلْ»، فلَمْ أقُلْ شيئًا، ثم قال: «قُلْ»، فلَمْ أقُلْ شيئًا، ثم قال: «قُلْ»، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما أقولُ؟ قال: {قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ} والمُعوِّذتَينِ حينَ تُمسِي وحينَ تُصبِحُ ثلاثَ مرَّاتٍ: تَكفِيك مِن كلِّ شيءٍ»». أخرجه أبو داود (٥٠٨٢).
* أمَر صلى الله عليه وسلم بقراءة (المُعوِّذتَينِ) بعد كل صلاة:
عن عُقْبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه، قال: «أمَرَني النبيُّ ﷺ أن أقرَأَ المُعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ». أخرجه أبو داود (١٥٢٣).
الاستعاذة بالله من شرِّ الخلق الباطن (١-٦).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /481).
إرشاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن يَتعوَّذَ من شرِّ الوسواس الذي يُفسِد الأعمالَ؛ فالله هو المُجِيرُ والحافظ من الشرور كلِّها.
ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /632)