تفسير سورة الفتح

إعراب القرآن للدعاس

تفسير سورة سورة الفتح من كتاب إعراب القرآن المعروف بـإعراب القرآن للدعاس.
لمؤلفه مجموعة من المؤلفين .

سورة الفتح
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ١ الى ٥]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٢) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً (٣) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (٤)
لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً (٥)
«إِنَّا» إن واسمها «فَتَحْنا» ماض وفاعله «لَكَ» متعلقان بالفعل «فَتْحاً» مفعول مطلق «مُبِيناً» صفة والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية ابتدائية «لِيَغْفِرَ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام «لَكَ» متعلقان بالفعل «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل «ما» مفعول به والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلقان بفتحنا «تَقَدَّمَ» ماض فاعله مستتر والجملة صلة «مِنْ ذَنْبِكَ» متعلقان بمحذوف حال «وَما تَأَخَّرَ» معطوفة على ما تقدم «وَيُتِمَّ» معطوفة على يغفر «نِعْمَتَهُ» مفعول به «عَلَيْكَ» متعلقان بالفعل «وَيَهْدِيَكَ» معطوفة على يغفر والكاف مفعول به أول والفاعل مستتر «صِراطاً» مفعول به ثان «مُسْتَقِيماً» صفة «وَيَنْصُرَكَ» معطوف على ما قبله والكاف مفعول به «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل «نَصْراً» مفعول مطلق «عَزِيزاً» صفة «هُوَ الَّذِي» مبتدأ وخبره والجملة مستأنفة «أَنْزَلَ السَّكِينَةَ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة «فِي قُلُوبِ» متعلقان بالفعل «الْمُؤْمِنِينَ» مضاف إليه «لِيَزْدادُوا» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل «إِيماناً» تمييز والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلقان بأنزل «مَعَ» ظرف مكان «إِيمانِهِمْ» مضاف إليه «وَلِلَّهِ» حرف استئناف وجار ومجرور خبر مقدم «جُنُودُ» مبتدأ مؤخر «السَّماواتِ» مضاف إليه «وَالْأَرْضِ» معطوف على السموات والجملة مستأنفة «وَكانَ» الواو حالية وماض ناقص «اللَّهُ» لفظ الجلالة اسمها «عَلِيماً حَكِيماً» خبران لكان والجملة حال «لِيُدْخِلَ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والفاعل مستتر والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلقان بمحذوف تقديره أمر بالجهاد ليدخل «الْمُؤْمِنِينَ» مفعول به «وَالْمُؤْمِناتِ» معطوفة على المؤمنين «جَنَّاتٍ» مفعول به ثان «تَجْرِي» مضارع مرفوع «مِنْ تَحْتِهَا» متعلقان بالفعل «الْأَنْهارُ» فاعل والجملة صفة جنات «خالِدِينَ» حال «فِيها» متعلقان بخالدين «وَيُكَفِّرَ» حرف عطف ومعطوف على يدخل «عَنْهُمْ» متعلقان بالفعل «سَيِّئاتِهِمْ» مفعول به «وَكانَ» واو الحال وماض ناقص «ذلِكَ» اسمه «عِنْدَ» ظرف مكان «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «فَوْزاً» خبر كان «عَظِيماً» صفة والجملة حال.

[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ٦ الى ٩]

وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً (٦) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (٧) إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٩)
«وَيُعَذِّبَ» حرف عطف ومضارع فاعله مستتر «الْمُنافِقِينَ» مفعول به «وَالْمُنافِقاتِ» معطوف على المنافقين «وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ» عطف على ما قبله «الظَّانِّينَ» صفة «بِاللَّهِ» متعلقان بالظانين «ظَنَّ» مفعول مطلق «السَّوْءِ» مضاف إليه «عَلَيْهِمْ» خبر مقدم «دائِرَةُ» مبتدأ مؤخر «السَّوْءِ» مضاف إليه والجملة الاسمية مستأنفة «وَغَضِبَ اللَّهُ» حرف عطف وماض وفاعله «عَلَيْهِمْ» متعلقان بالفعل «وَلَعَنَهُمْ» عطف على ما قبله والهاء مفعول به «وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ» عطف على ما قبله «وَساءَتْ» حرف استئناف وماض للذم فاعله مستتر «مَصِيراً» تمييز والجملة مستأنفة «وَلِلَّهِ» الواو حرف استئناف وخبر مقدم «جُنُودُ» مبتدأ مؤخر «السَّماواتِ» مضاف إليه «وَالْأَرْضِ» معطوف على السموات والجملة الاسمية مستأنفة «وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً» الواو حالية وكان واسمها وخبراها والجملة حال «إِنَّا» إن واسمها «أَرْسَلْناكَ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية مستأنفة «شاهِداً» حال «وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً» عطف على شاهدا «لِتُؤْمِنُوا» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والجار والمجرور متعلقان بأرسلناك «بِاللَّهِ» متعلقان بتؤمنوا «وَرَسُولِهِ» معطوف على ما قبله «وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ» عطف على تؤمنوا «بُكْرَةً وَأَصِيلًا» ظرفا زمان.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ١٠ الى ١١]
إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (١٠) سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (١١)
«إِنَّ الَّذِينَ» إن واسمها «يُبايِعُونَكَ» مضارع وفاعله ومفعوله والجملة صلة «إِنَّما» كافة ومكفوفة «يُبايِعُونَ اللَّهَ» مضارع وفاعله ولفظ الجلالة مفعوله والجملة خبر إن والجملة الاسمية مستأنفة «يَدُ» مبتدأ «اللَّهَ» لفظ الجلالة مضاف إليه «فَوْقَ» ظرف مكان «أَيْدِيهِمْ» مضاف إليه والجملة الاسمية خبر ثان لإن «فَمَنْ» الفاء حرف استئناف واسم شرط جازم مبتدأ «نَكَثَ» ماض «فَإِنَّما» الفاء واقعة في جواب الشرط وإنما كافة ومكفوفة «يَنْكُثُ» مضارع فاعله مستتر والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر من «عَلى نَفْسِهِ» متعلقان بالفعل «وَمَنْ» حرف عطف واسم شرط جازم مبتدأ
«أَوْفى» ماض فاعله مستتر «بِما» متعلقان بالفعل «عاهَدَ» ماض فاعله مستتر «عَلَيْهُ» متعلقان بالفعل «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به والجملة الفعلية صلة «فَسَيُؤْتِيهِ» الفاء واقعة في جواب الشرط والسين للاستقبال ومضارع ومفعوله الأول «أَجْراً» مفعوله الثاني «عَظِيماً» صفة والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر من «سَيَقُولُ» السين للاستقبال ومضارع مرفوع «لَكَ» متعلقان بالفعل «الْمُخَلَّفُونَ» فاعل والجملة مستأنفة «مِنَ الْأَعْرابِ» متعلقان بالمخلفون «شَغَلَتْنا أَمْوالُنا» ماض ومفعوله وأموالنا فاعله «وَأَهْلُونا» معطوف على أموالنا والجملة مقول القول «فَاسْتَغْفِرْ» حرف عطف وأمر فاعله مستتر «لَنا» متعلقان بالفعل «يَقُولُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة حال «بِأَلْسِنَتِهِمْ» متعلقان بالفعل «ما» مفعول به «لَيْسَ» ماض ناقص اسمه مستتر «فِي قُلُوبِهِمْ» متعلقان بمحذوف خبر ليس والجملة صلة «قُلْ» أمر فاعله مستتر «فَمَنْ» الفاء الفصيحة واسم استفهام مبتدأ «يَمْلِكُ» مضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية مقول القول وجملة قل مستأنفة «لَكُمْ» متعلقان بيملك «مِنَ اللَّهِ» متعلقان بيملك «شَيْئاً» مفعول به «إِنْ» حرف شرط جازم «أَرادَ» ماض فاعله مستتر «بِكُمْ» متعلقان بالفعل والجملة ابتدائية «ضَرًّا» مفعول به «أَوْ» حرف عطف «أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً» معطوف على ما قبله «بَلْ» حرف إضراب «كانَ اللَّهُ» كان واسمها «بِما» متعلقان بخبيرا «تَعْمَلُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة صلة «خَبِيراً» خبر كان وجملة كان مستأنفة.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ١٢ الى ١٤]
بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً (١٢) وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً (١٣) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (١٤)
«بَلْ» حرف إضراب انتقالي «ظَنَنْتُمْ» ماض وفاعله «أَنْ» مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف «لَنْ يَنْقَلِبَ» مضارع منصوب بلن «الرَّسُولُ» فاعل «وَالْمُؤْمِنُونَ» معطوف على الرسول والجملة الفعلية خبر أن «إِلى أَهْلِيهِمْ» متعلقان بالفعل «أَبَداً» ظرف زمان والمصدر المؤول من أن وما بعدها سد مسد مفعولي ظننتم وجملة ظننتم مستأنفة «وَزُيِّنَ ذلِكَ» حرف عطف وماض مبني للمجهول ونائب فاعل «فِي قُلُوبِكُمْ» متعلقان بالفعل «وَظَنَنْتُمْ» حرف عطف وماض وفاعله «ظَنَّ» مفعول مطلق «السَّوْءِ» مضاف إليه «وَكُنْتُمْ» الواو حرف عطف وكان واسمها «قَوْماً» خبرها «بُوراً» صفة والجملة معطوفة على ما قبلها «وَمَنْ» حرف استئناف واسم شرط جازم مبتدأ «لَمْ يُؤْمِنْ» مضارع مجزوم بلم والفاعل مستتر «بِاللَّهِ» متعلقان بالفعل «وَرَسُولِهِ» معطوف على ما قبله «فَإِنَّا» الفاء حرف تعليل وإن واسمها «أَعْتَدْنا» ماض وفاعله «لِلْكافِرِينَ» متعلقان بالفعل «سَعِيراً» مفعول به والجملة خبر إن والجملة الاسمية تعليل وجملتا الشرط والجواب خبر من «وَلِلَّهِ» حرف استئناف وجار ومجرور خبر مقدم
«مُلْكُ» مبتدأ مؤخر «السَّماواتِ» مضاف إليه «وَالْأَرْضِ» معطوف على السموات «يَغْفِرُ» مضارع فاعله مستتر «لِمَنْ» متعلقان بالفعل «يَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة وجملة يغفر مستأنفة «وَيُعَذِّبُ» معطوف على يغفر والفاعل مستتر «مَنْ» مفعول به «يَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً» الواو حالية وكان واسمها وخبراها والجملة حال.
[سورة الفتح (٤٨) : آية ١٥]
سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٥)
«سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ» السين حرف استقبال ومضارع وفاعله المرفوع بالواو والجملة مستأنفة «إِذَا» ظرفية شرطية غير جازمة «انْطَلَقْتُمْ» ماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة «إِلى مَغانِمَ» متعلقان بالفعل «لِتَأْخُذُوها» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو فاعله وها مفعوله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بانطلقتم «ذَرُونا» أمر مبني على حذف النون والواو فاعله ونا مفعوله «نَتَّبِعْكُمْ» مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب والكاف مفعول به والفاعل مستتر وجملة ذرونا مقول القول «يُرِيدُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة مستأنفة «أَنْ يُبَدِّلُوا» مضارع منصوب بأن والواو فاعله «كَلامَ» مفعول به «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه والمصدر المؤول من أن والفعل مفعول يريدون «قُلْ» أمر فاعله مستتر «لَنْ تَتَّبِعُونا» مضارع منصوب بلن والواو فاعله ونا مفعوله والجملة مقول القول وجملة قل مستأنفة «كَذلِكُمْ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف «قالَ اللَّهُ» ماض وفاعله «مِنْ قَبْلُ» متعلقان بالفعل «فَسَيَقُولُونَ» الفاء حرف استئناف والسين حرف استقبال ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة مستأنفة «بَلْ» حرف إضراب أو عطف «تَحْسُدُونَنا» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله ونا مفعوله والجملة معطوفة على سيقولون «بَلْ» حرف إضراب «كانُوا» كان واسمها «لا» نافية «يَفْقَهُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة خبر كانوا وجملة كانوا مستأنفة «إِلَّا» حرف حصر «قَلِيلًا» صفة مفعول مطلق محذوف.
[سورة الفتح (٤٨) : آية ١٦]
قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٦)
«قُلْ» أمر فاعله مستتر «لِلْمُخَلَّفِينَ» متعلقان بالفعل «مِنَ الْأَعْرابِ» متعلقان بالمخلفين والجملة مستأنفة «سَتُدْعَوْنَ» السين للاستقبال ومضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة مقول القول «إِلى قَوْمٍ» متعلقان بتدعون «أُولِي» صفة قوم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم «بَأْسٍ» مضاف إليه «شَدِيدٍ» صفة بأس «تُقاتِلُونَهُمْ»
مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والهاء مفعوله والجملة
حال «أَوْ» حرف عطف «يُسْلِمُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «فَإِنْ» الفاء حرف استئناف وإن حرف شرط جازم «تُطِيعُوا» مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعله والجملة ابتدائية «يُؤْتِكُمُ» مضارع مجزوم بأنه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة والكاف مفعول به أول «اللَّهُ» فاعله «أَجْراً» مفعول به ثان «حَسَناً» صفة والجملة جواب الشرط لا محل لها «وَإِنْ» الواو حرف عطف وإن شرطية جازمة «تَتَوَلَّوْا» مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعله «كَما» الكاف حرف تشبيه وجر وما مصدرية «تَوَلَّيْتُمْ» ماض وفاعله والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف «مِنْ قَبْلُ» متعلقان بتوليتم «يُعَذِّبْكُمْ» مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط والكاف مفعول به والفاعل مستتر «عَذاباً» مفعول مطلق «أَلِيماً» صفة والجملة جواب شرط جازم لم تقترن بالفاء لا محل لها.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ١٧ الى ١٨]
لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً (١٧) لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (١٨)
«لَيْسَ» فعل ماض ناقص «عَلَى الْأَعْمى» خبر ليس المقدم «حَرَجٌ» اسمها المؤخر والجملة مستأنفة «وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ» معطوف على ما قبله «وَمَنْ» الواو حرف استئناف ومن اسم شرط جازم مبتدأ «يُطِعِ» مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط والفاعل مستتر «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به «وَرَسُولَهُ» معطوف على لفظ الجلالة «يُدْخِلْهُ» مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط والهاء مفعول به أول «جَنَّاتٍ» مفعول به ثان وجملتا الشرط والجواب خبر من وجملة يدخله جواب الشرط لا محل لها لأنها لم تقترن بالفاء «تَجْرِي» مضارع «مِنْ تَحْتِهَا» متعلقان بالفعل «الْأَنْهارُ» فاعل والجملة صفة جنات والجملة الاسمية من.. مستأنفة «وَمَنْ» الواو حرف عطف «مَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً» معطوف على ما قبله «لَقَدْ» اللام واقعة في جواب القسم وقد حرف تحقيق «رَضِيَ اللَّهُ» ماض ولفظ الجلالة فاعله «عَنِ الْمُؤْمِنِينَ» متعلقان بالفعل والجملة جواب القسم «إِذْ» ظرف زمان «يُبايِعُونَكَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والكاف مفعوله والجملة في محل جر بالإضافة «تَحْتَ» ظرف مكان «الشَّجَرَةِ» مضاف إليه «فَعَلِمَ» الفاء حرف عطف وماض فاعله مستتر «ما» مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها «فِي قُلُوبِهِمْ» متعلقان بمحذوف صلة الموصول «فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ» الفاء حرف عطف وماض ومفعوله والفاعل مستتر «عَلَيْهِمْ» متعلقان بالفعل «وَأَثابَهُمْ» ماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر «فَتْحاً» مفعوله الثاني «قَرِيباً» صفة والجملة معطوفة على ما قبلها.

[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ١٩ الى ٢١]

وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٩) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٢٠) وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (٢١)
«وَمَغانِمَ» حرف عطف ومعطوف على فتحا «كَثِيرَةً» صفة «يَأْخُذُونَها» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله وها مفعوله والجملة صفة مغانم «وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً» الواو حرف استئناف وكان واسمها وخبراها والجملة مستأنفة «وَعَدَكُمُ» ماض ومفعوله «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل مؤخر «مَغانِمَ» مفعول به ثان «كَثِيرَةً» صفة والجملة مستأنفة «تَأْخُذُونَها» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والهاء مفعوله والجملة صفة مغانم «فَعَجَّلَ» ماض فاعله مستتر «لَكُمْ» متعلقان بالفعل «هذِهِ» مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها «وَكَفَّ» ماض فاعله مستتر «أَيْدِيَ» مفعول به «النَّاسِ» مضاف إليه «عَنْكُمْ» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها «وَلِتَكُونَ» الواو حرف عطف ومضارع ناقص منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل واسمه مستتر «آيَةً» خبره «لِلْمُؤْمِنِينَ» متعلقان بمحذوف صفة والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بكف «وَيَهْدِيَكُمْ» حرف عطف ومضارع ومفعوله والفاعل مستتر «صِراطاً» مفعول به ثان «مُسْتَقِيماً» صفة والجملة معطوفة «وَأُخْرى» حرف عطف ومبتدأ «لَمْ تَقْدِرُوا» مضارع مجزوم بلم والواو فاعله «عَلَيْها» متعلقان بالفعل والجملة صفة أخرى «قَدْ» حرف تحقيق «أَحاطَ اللَّهُ» ماض وفاعله «بِها» متعلقان بالفعل والجملة خبر المبتدأ «وَكانَ اللَّهُ» الواو حرف استئناف وكان ولفظ الجلالة اسمها «عَلى كُلِّ» متعلقان بقديرا «شَيْءٍ» مضاف إليه «قَدِيراً» خبر كان والجملة مستأنفة.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ٢٢ الى ٢٤]
وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٢٢) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً (٢٣) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (٢٤)
«وَلَوْ» الواو حرف استئناف ولو شرطية غير جازمة «قاتَلَكُمُ» ماض ومفعوله «الَّذِينَ» فاعله والجملة ابتدائية «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «لَوَلَّوُا» اللام واقعة في جواب الشرط وماض وفاعله والجملة جواب الشرط لا محل لها «الْأَدْبارَ» مفعول به «ثُمَّ» حرف عطف «لا» نافية «يَجِدُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله «وَلِيًّا» مفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها «وَلا» الواو حرف عطف ولا زائدة «نَصِيراً» معطوف على وليا «سُنَّةَ» مفعول مطلق لفعل محذوف «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «الَّتِي» صفة سنة «قَدْ» حرف تحقيق «خَلَتْ» ماض فاعله مستتر «مِنْ قَبْلُ» متعلقان بالفعل والجملة صلة «وَلَنْ تَجِدَ» الواو حرف عطف ومضارع منصوب بلن والفاعل مستتر «لِسُنَّةِ» متعلقان بتبديلا «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «تَبْدِيلًا» مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها «وَهُوَ الَّذِي» الواو حرف استئناف ومبتدأ وخبره والجملة مستأنفة «كَفَّ» ماض فاعله مستتر
«أَيْدِيَهُمْ» مفعول به «عَنْكُمْ» متعلقان بالفعل والجملة صلة «وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ» عطف على ما قبله «بِبَطْنِ» متعلقان بمحذوف حال «مَكَّةَ» مضاف إليه «مِنْ بَعْدِ» متعلقان بكف «أَنْ» حرف مصدري ونصب «أَظْفَرَكُمْ» ماض في محل نصب والكاف مفعول به والفاعل مستتر «عَلَيْهِمْ» متعلقان بالفعل والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل جر بالإضافة «وَكانَ اللَّهُ» الواو حرف استئناف وكان ولفظ الجلالة اسمها «بِما» متعلقان ببصيرا «تَعْمَلُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله «بَصِيراً» خبر كان والجملة صلة وجملة كان مستأنفة.
[سورة الفتح (٤٨) : آية ٢٥]
هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (٢٥)
«هُمُ الَّذِينَ» مبتدأ وخبره والجملة مستأنفة «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «وَصَدُّوكُمْ» معطوف على كفروا «عَنِ الْمَسْجِدِ» متعلقان بالفعل «الْحَرامِ» صفة المسجد «وَالْهَدْيَ» مفعول معه والواو للمعية «مَعْكُوفاً» حال «أَنْ يَبْلُغَ» مضارع منصوب بأن وفاعله مستتر «مَحِلَّهُ» مفعول به والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب بنزع الخافض «وَلَوْلا» الواو حرف عطف ولولا حرف شرط غير جازم «رِجالٌ» مبتدأ خبره محذوف «مُؤْمِنُونَ» صفة «وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ» معطوف على رجال مؤمنون «لَمْ تَعْلَمُوهُمْ» مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعله والهاء مفعول به «أَنْ تَطَؤُهُمْ» مضارع منصوب بأن والواو فاعله والهاء مفعوله والمصدر المؤول من أن والفعل بدل من الهاء في تعلموهم «فَتُصِيبَكُمْ» الفاء حرف عطف ومضارع معطوف على ما قبله والكاف مفعوله «مِنْهُمْ» متعلقان بالفعل «مَعَرَّةٌ» فاعل «بِغَيْرِ» متعلقان بمحذوف حال من مفعول يصيبكم «عِلْمٍ» مضاف إليه «لِيُدْخِلَ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله «فِي رَحْمَتِهِ» متعلقان بالفعل «مَنْ» مفعول به والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بمحذوف مقدر «يَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «لَوْ» شرطية غير جازمة «تَزَيَّلُوا» ماض وفاعله والجملة ابتدائية لا محل لها «لَعَذَّبْنَا» اللام واقعة في جواب الشرط وماض وفاعله والجملة جواب لولا محل لها «الَّذِينَ» مفعول به «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «مِنْهُمْ» متعلقان بمحذوف حال «عَذاباً» مفعول مطلق «أَلِيماً» صفة.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ٢٦ الى ٢٧]
إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (٢٦) لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (٢٧)
«إِذْ» ظرف زمان «جَعَلَ» ماض «الَّذِينَ» فاعله والجملة في محل جر بالإضافة «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «فِي قُلُوبِهِمُ» متعلقان بجعل «الْحَمِيَّةَ» مفعول به «حَمِيَّةَ» بدل «الْجاهِلِيَّةِ» مضاف إليه
«فَأَنْزَلَ» الفاء حرف عطف وماض «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله «سَكِينَتَهُ» مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها «عَلى رَسُولِهِ» متعلقان بالفعل «وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ» معطوف على ما قبله «وَأَلْزَمَهُمْ» ماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر «كَلِمَةَ» مفعوله الثاني «التَّقْوى» مضاف إليه والجملة معطوفة على ما قبلها «وَكانُوا» الواو حرف عطف وكان واسمها «أَحَقَّ» خبرها «بِها» متعلقان بأحق «وَأَهْلَها» معطوف على أحق «وَكانَ اللَّهُ» الواو حرف استئناف وكان واسمها «بِكُلِّ» متعلقان بعليما «شَيْءٍ» مضاف إليه «عَلِيماً» خبر كان والجملة استئنافية لا محل لها «لَقَدْ» اللام واقعة في جواب قسم محذوف وقد حرف تحقيق «صَدَقَ» ماض «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله «رَسُولَهُ» مفعول به «الرُّؤْيا» منصوب بنزع الخافض «بِالْحَقِّ» متعلقان بصدق والجملة جواب القسم لا محل لها «لَتَدْخُلُنَّ» لام جواب القسم المحذوف ومضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال والواو المحذوفة فاعله والنون للتوكيد والجملة جواب قسم محذوف لا محل لها «الْمَسْجِدَ» مفعول به «الْحَرامَ» صفة «إِنْ» شرطية جازمة «شاءَ» ماض «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله والجملة الفعلية ابتدائية لا محل لها وجواب الشرط محذوف لدلالة الكلام عليه «آمِنِينَ» حال «مُحَلِّقِينَ» حال ثانية «رُؤُسَكُمْ» مفعول به «وَمُقَصِّرِينَ» معطوف على محلقين «لا» نافية «تَخافُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة حالية «فَعَلِمَ» الفاء حرف عطف وماض فاعله مستتر «ما» مفعوله والجملة معطوفة على صدق «لَمْ تَعْلَمُوا» مضارع مجزوم بلم والواو فاعله والجملة صلة «فَجَعَلَ» ماض فاعله مستتر «مِنْ دُونِ» متعلقان بالفعل «ذلِكَ» مضاف إليه «فَتْحاً» مفعول به «قَرِيباً» صفة.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ٢٨ الى ٢٩]
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (٢٨) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٢٩)
«هُوَ» مبتدأ «الَّذِي» خبره والجملة مستأنفة «أَرْسَلَ» ماض فاعله مستتر «رَسُولَهُ» مفعول به والجملة صلة «بِالْهُدى» متعلقان بالفعل «وَدِينِ» معطوف على الهدى «الْحَقِّ» مضاف إليه «لِيُظْهِرَهُ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والهاء مفعول به «عَلَى الدِّينِ» متعلقان بالفعل «كُلِّهِ» توكيد للدين والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بأرسل «وَكَفى» الواو حرف استئناف وماض «بِاللَّهِ» مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى «شَهِيداً» تمييز والجملة مستأنفة لا محل لها «مُحَمَّدٌ رَسُولُ» مبتدأ وخبره «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة مستأنفة «وَالَّذِينَ» مبتدأ «مَعَهُ» ظرف مكان «أَشِدَّاءُ» خبر والجملة معطوفة على ما قبلها «عَلَى الْكُفَّارِ» متعلقان بأشداء «رُحَماءُ» خبر
248
ثان «بَيْنَهُمْ» ظرف مكان متعلق برحماء «تَراهُمْ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة حال «رُكَّعاً سُجَّداً» حالان «يَبْتَغُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة مستأنفة «فَضْلًا» مفعول به «مِنَ اللَّهِ» متعلقان بفضلا «وَرِضْواناً» معطوف على فضلا «سِيماهُمْ» مبتدأ «فِي وُجُوهِهِمْ» متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ والجملة حال «مِنْ أَثَرِ» متعلقان بالخبر المحذوف «السُّجُودِ» مضاف إليه «ذلِكَ مَثَلُهُمْ» مبتدأ وخبره «فِي التَّوْراةِ» حال والجملة مستأنفة «وَمَثَلُهُمْ» مبتدأ «فِي الْإِنْجِيلِ» حال «كَزَرْعٍ» جار ومجرور خبر والجملة معطوفة على ما قبلها «أَخْرَجَ شَطْأَهُ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صفة زرع «فَآزَرَهُ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة معطوفة على أخرج «فَاسْتَغْلَظَ» عطف على ما قبله «فَاسْتَوى» معطوف على ما قبله أيضا «عَلى سُوقِهِ» متعلقان باستوى «يُعْجِبُ» مضارع «الزُّرَّاعَ» مفعول به «لِيَغِيظَ» مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل والفاعل مستتر «بِهِمُ» متعلقان بالفعل «الْكُفَّارِ» مفعول به والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بوعد «وَعَدَ اللَّهُ» ماض وفاعله «الَّذِينَ» مفعول به «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة وجملة وعد مستأنفة «وَعَمِلُوا» معطوف على آمنوا «الصَّالِحاتِ» مفعول به «مِنْهُمْ» متعلقان بمحذوف حال «مَغْفِرَةً» مفعول به ثان لوعد «وَأَجْراً» معطوف على مغفرة «عَظِيماً» صفة.
249
سورة الفتح
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الفتح) من السُّوَر المدنية، نزلت في صلحِ (الحُدَيبيَة)، الذي كان بدايةً لفتحِ مكَّة الأعظم، وتحدَّثت عن جهاد المؤمنين، وعن (بَيْعة الرِّضوان)، وعن الذين تخلَّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعراب والمنافقين، كما تحدثت عن صدقِ الرُّؤيا التي رآها الرسولُ صلى الله عليه وسلم؛ وهي دخوله والمسلمين مكَّةَ مطمئنين، وقد تحقَّقت تلك الرؤيا الصادقةُ، وخُتمت بالثناء على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأصحابِه الأخيار الأطهار.

ترتيبها المصحفي
48
نوعها
مدنية
ألفاظها
560
ترتيب نزولها
111
العد المدني الأول
29
العد المدني الأخير
29
العد البصري
29
العد الكوفي
29
العد الشامي
29

* نزَلتْ سورةُ (الفتح) يوم (الحُدَيبيَة):

عن أبي وائلٍ شَقِيقِ بن سلَمةَ رحمه الله، قال: «كنَّا بصِفِّينَ، فقامَ سهلُ بنُ حُنَيفٍ، فقال: أيُّها الناسُ، اتَّهِموا أنفسَكم؛ فإنَّا كنَّا مع رسولِ اللهِ ﷺ يومَ الحُدَيبيَةِ، ولو نرى قتالًا لقاتَلْنا، فجاءَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ، فقال: يا رسولَ اللهِ، ألَسْنا على الحقِّ وهم على الباطلِ؟ فقال: «بلى»، فقال: أليس قَتْلانا في الجنَّةِ وقَتْلاهم في النارِ؟ قال: «بلى»، قال: فعَلَامَ نُعطِي الدَّنيَّةَ في دِينِنا؟ أنَرجِعُ ولمَّا يحكُمِ اللهُ بَيْننا وبَيْنهم؟ فقال: «يا بنَ الخطَّابِ، إنِّي رسولُ اللهِ، ولن يُضيِّعَني اللهُ أبدًا»، فانطلَقَ عُمَرُ إلى أبي بكرٍ، فقال له مِثْلَ ما قال للنبيِّ ﷺ، فقال: إنَّه رسولُ اللهِ، ولن يُضيِّعَه اللهُ أبدًا؛ فنزَلتْ سورةُ الفتحِ، فقرَأَها رسولُ اللهِ ﷺ على عُمَرَ إلى آخِرِها، فقال عُمَرُ: يا رسولَ اللهِ، أوَفَتْحٌ هو؟ قال: «نعم»». صحيح البخاري (٣١٨٢).

* قوله تعالى: {لِّيُدْخِلَ اْلْمُؤْمِنِينَ وَاْلْمُؤْمِنَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا اْلْأَنْهَٰرُ} [الفتح: 5]:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحٗا مُّبِينٗا} [الفتح: 1]، قال: الحُدَيبيَةُ، قال أصحابُه: هنيئًا مريئًا، فما لنا؟ فأنزَلَ اللهُ: {لِّيُدْخِلَ اْلْمُؤْمِنِينَ وَاْلْمُؤْمِنَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا اْلْأَنْهَٰرُ} [الفتح: 5]». قال شُعْبةُ: «فقَدِمْتُ الكوفةَ، فحدَّثْتُ بهذا كلِّه عن قتادةَ، ثم رجَعْتُ فذكَرْتُ له، فقال: أمَّا {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ} [الفتح: ١]: فعن أنسٍ، وأمَّا «هنيئًا مريئًا»: فعن عِكْرمةَ». أخرجه البخاري (٤١٧٢).

* قوله تعالى: {وَهُوَ اْلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنۢ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْۚ} [الفتح: 24]:

عن المِسْوَرِ بن مَخرَمةَ ومَرْوانَ بن الحَكَمِ، قالا: «خرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زمَنَ الحُدَيبيَةِ، حتى إذا كانوا ببعضِ الطريقِ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ خالدَ بنَ الوليدِ بالغَمِيمِ في خيلٍ لقُرَيشٍ طليعةً؛ فَخُذُوا ذاتَ اليمينِ، فواللهِ، ما شعَرَ بهم خالدٌ حتى إذا هُمْ بقَتَرةِ الجيشِ، فانطلَقَ يركُضُ نذيرًا لقُرَيشٍ، وسارَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان بالثَّنيَّةِ التي يَهبِطُ عليهم منها، برَكتْ به راحِلتُه، فقال الناسُ: حَلْ حَلْ، فألحَّتْ، فقالوا: خلَأتِ القَصْواءُ، خلَأتِ القَصْواءُ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما خلَأتِ القَصْواءُ، وما ذاكَ لها بخُلُقٍ، ولكنْ حبَسَها حابسُ الفيلِ»، ثم قال: «والذي نفسي بيدِه، لا يَسألوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرُماتِ اللهِ إلا أعطَيْتُهم إيَّاها»، ثم زجَرَها فوثَبتْ.

قال: فعدَلَ عنهم حتى نزَلَ بأقصى الحُدَيبيَةِ على ثَمَدٍ قليلِ الماءِ، يَتبرَّضُه الناسُ تبرُّضًا، فلَمْ يُلبِثْهُ الناسُ حتى نزَحوه، وشُكِيَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم العطَشُ، فانتزَعَ سهمًا مِن كِنانتِه، ثم أمَرَهم أن يَجعَلوه فيه، فواللهِ، ما زالَ يَجِيشُ لهم بالرِّيِّ حتى صدَرُوا عنه.

فبينما هم كذلك، إذ جاءَ بُدَيلُ بنُ وَرْقاءَ الخُزَاعيُّ في نَفَرٍ مِن قومِه مِن خُزَاعةَ، وكانوا عَيْبةَ نُصْحِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن أهلِ تِهامةَ، فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لُؤَيٍّ وعامرَ بنَ لُؤَيٍّ نزَلوا أعدادَ مياهِ الحُدَيبيَةِ، ومعهم العُوذُ المَطَافِيلُ، وهم مُقاتِلوك وصادُّوك عن البيتِ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّا لم نَجِئْ لِقتالِ أحدٍ، ولكنَّا جِئْنا معتمِرِينَ، وإنَّ قُرَيشًا قد نَهِكَتْهم الحربُ، وأضَرَّتْ بهم، فإن شاؤوا مادَدتُّهم مُدَّةً، ويُخَلُّوا بَيْني وبَيْنَ الناسِ، فإنْ أظهَرْ: فإن شاؤوا أن يدخُلوا فيما دخَلَ فيه الناسُ فعَلوا، وإلا فقد جَمُّوا، وإنْ هم أبَوْا، فوالذي نفسي بيدِه، لَأُقاتِلَنَّهم على أمري هذا حتى تنفرِدَ سالفتي، وَلَيُنفِذَنَّ اللهُ أمرَه»، فقال بُدَيلٌ: سأُبلِّغُهم ما تقولُ.

قال: فانطلَقَ حتى أتى قُرَيشًا، قال: إنَّا قد جِئْناكم مِن هذا الرَّجُلِ، وسَمِعْناه يقولُ قولًا، فإن شِئْتم أن نَعرِضَه عليكم فعَلْنا، فقال سفهاؤُهم: لا حاجةَ لنا أن تُخبِرَنا عنه بشيءٍ، وقال ذَوُو الرأيِ منهم: هاتِ ما سَمِعْتَه يقولُ، قال: سَمِعْتُه يقولُ كذا وكذا، فحدَّثَهم بما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم.

فقام عُرْوةُ بنُ مسعودٍ، فقال: أيْ قومِ، ألَسْتم بالوالدِ؟ قالوا: بلى، قال: أوَلَسْتُ بالولدِ؟ قالوا: بلى، قال: فهل تتَّهِموني؟ قالوا: لا، قال: ألَسْتم تَعلَمون أنِّي استنفَرْتُ أهلَ عُكَاظَ، فلمَّا بلَّحُوا عليَّ، جِئْتُكم بأهلي وولَدي ومَن أطاعني؟ قالوا: بلى، قال: فإنَّ هذا قد عرَضَ لكم خُطَّةَ رُشْدٍ، اقبَلوها ودَعُوني آتِيهِ، قالوا: ائتِهِ، فأتاه، فجعَلَ يُكلِّمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم نحوًا مِن قولِه لبُدَيلٍ، فقال عُرْوةُ عند ذلك: أيْ مُحمَّدُ، أرأَيْتَ إنِ استأصَلْتَ أمرَ قومِك، هل سَمِعْتَ بأحدٍ مِن العرَبِ اجتاحَ أهلَه قَبْلَك؟ وإن تكُنِ الأخرى، فإنِّي واللهِ لَأرى وجوهًا، وإنِّي لَأرى أوشابًا مِن الناسِ خليقًا أن يَفِرُّوا ويدَعُوك، فقال له أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ: امصَصْ ببَظْرِ اللَّاتِ، أنَحْنُ نَفِرُّ عنه وندَعُه؟! فقال: مَن ذا؟ قالوا: أبو بكرٍ، قال: أمَا والذي نفسي بيدِه، لولا يدٌ كانت لك عندي لم أَجْزِكَ بها، لَأجَبْتُك، قال: وجعَلَ يُكلِّمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فكلَّما تكلَّمَ أخَذَ بلِحْيتِه، والمُغِيرةُ بنُ شُعْبةَ قائمٌ على رأسِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومعه السَّيْفُ، وعليه المِغفَرُ، فكلَّما أهوى عُرْوةُ بيدِه إلى لِحْيةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ضرَبَ يدَه بنَعْلِ السَّيْفِ، وقال له: أخِّرْ يدَكَ عن لِحْيةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فرفَعَ عُرْوةُ رأسَه، فقال: مَن هذا؟ قالوا: المُغِيرةُ بنُ شُعْبةَ، فقال: أيْ غُدَرُ، ألَسْتُ أسعى في غَدْرتِك؟ وكان المُغِيرةُ صَحِبَ قومًا في الجاهليَّةِ فقتَلَهم، وأخَذَ أموالَهم، ثم جاءَ فأسلَمَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أمَّا الإسلامَ فأقبَلُ، وأمَّا المالَ فلَسْتُ منه في شيءٍ»، ثم إنَّ عُرْوةَ جعَلَ يرمُقُ أصحابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بعَيْنَيهِ، قال: فواللهِ، ما تنخَّمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نُخَامةً إلا وقَعتْ في كَفِّ رجُلٍ منهم، فدلَكَ بها وجهَه وجِلْدَه، وإذا أمَرَهم ابتدَرُوا أمرَه، وإذا توضَّأَ كادوا يقتتِلون على وَضوئِه، وإذا تكلَّمَ خفَضوا أصواتَهم عنده، وما يُحِدُّون إليه النَّظَرَ تعظيمًا له ، فرجَعَ عُرْوةُ إلى أصحابِه، فقال: أيْ قومِ، واللهِ، لقد وفَدتُّ على الملوكِ، ووفَدتُّ على قَيصَرَ وكِسْرَى والنَّجاشيِّ، واللهِ، إنْ رأَيْتُ مَلِكًا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّمُ أصحابُ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُحمَّدًا، واللهِ، إنْ تَنخَّمَ نُخَامةً إلا وقَعتْ في كَفِّ رجُلٍ منهم، فدلَكَ بها وجهَه وجِلْدَه، وإذا أمَرَهم ابتدَرُوا أمرَه، وإذا توضَّأَ كادُوا يقتتِلون على وَضوئِه، وإذا تكلَّمَ خفَضوا أصواتَهم عنده، وما يُحِدُّون إليه النَّظَرَ تعظيمًا له، وإنَّه قد عرَضَ عليكم خُطَّةَ رُشْدٍ فاقبَلوها.

فقال رجُلٌ مِن بني كِنانةَ: دَعُوني آتِيهِ، فقالوا: ائتِهِ، فلمَّا أشرَفَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هذا فلانٌ، وهو مِن قومٍ يُعظِّمون البُدْنَ، فابعَثوها له»، فبُعِثتْ له، واستقبَلَه الناسُ يُلَبُّون، فلمَّا رأى ذلك، قال: سُبْحانَ اللهِ! ما ينبغي لهؤلاء أن يُصَدُّوا عن البيتِ! فلمَّا رجَعَ إلى أصحابِه، قال: رأَيْتُ البُدْنَ قد قُلِّدتْ وأُشعِرتْ، فما أرى أن يُصَدُّوا عن البيتِ.

فقامَ رجُلٌ منهم يقالُ له: مِكْرَزُ بنُ حَفْصٍ، فقال: دعُوني آتِيهِ، فقالوا: ائتِهِ، فلمَّا أشرَفَ عليهم، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «هذا مِكْرَزٌ، وهو رجُلٌ فاجرٌ»، فجعَلَ يُكلِّمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فبَيْنما هو يُكلِّمُه، إذ جاءَ سُهَيلُ بنُ عمرٍو، قال مَعمَرٌ: فأخبَرَني أيُّوبُ، عن عِكْرمةَ: أنَّه لمَّا جاءَ سُهَيلُ بنُ عمرٍو، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لقد سهُلَ لكم مِن أمرِكم».

قال مَعمَرٌ: قال الزُّهْريُّ في حديثِه: فجاء سُهَيلُ بنُ عمرٍو، فقال: هاتِ اكتُبْ بَيْننا وبَيْنكم كتابًا، فدعَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم الكاتبَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ»، قال سُهَيلٌ: أمَّا الرَّحْمنُ، فواللهِ ما أدري ما هو، ولكنِ اكتُبْ باسمِك اللهمَّ كما كنتَ تكتُبُ، فقال المسلمون: واللهِ، لا نكتُبُها إلا بسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اكتُبْ باسمِك اللهمَّ»، ثم قال: «هذا ما قاضَى عليه مُحمَّدٌ رسولُ اللهِ»، فقال سُهَيلٌ: واللهِ، لو كنَّا نَعلَمُ أنَّك رسولُ اللهِ، ما صدَدْناك عن البيتِ، ولا قاتَلْناك، ولكنِ اكتُبْ: مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «واللهِ، إنِّي لَرسولُ اللهِ، وإن كذَّبْتموني، اكتُبْ: مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ»، قال الزُّهْريُّ: وذلك لقولِه: «لا يَسألوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرُماتِ اللهِ إلا أعطَيْتُهم إيَّاها»، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «على أن تُخَلُّوا بَيْننا وبَيْنَ البيتِ فنطُوفَ به»، فقال سُهَيلٌ: واللهِ، لا تَتحدَّثُ العرَبُ أنَّا أُخِذْنا ضُغْطةً، ولكنْ ذلك مِن العامِ المقبِلِ، فكتَبَ، فقال سُهَيلٌ: وعلى أنَّه لا يأتيك منَّا رجُلٌ - وإن كان على دِينِك - إلا ردَدتَّه إلينا، قال المسلمون: سُبْحانَ اللهِ! كيف يُرَدُّ إلى المشركين وقد جاء مسلِمًا؟!

فبَيْنما هم كذلك، إذ دخَلَ أبو جَنْدلِ بنُ سُهَيلِ بنِ عمرٍو يرسُفُ في قيودِه، وقد خرَجَ مِن أسفَلِ مكَّةَ حتى رمَى بنفسِه بين أظهُرِ المسلمين، فقال سُهَيلٌ: هذا - يا مُحمَّدُ - أوَّلُ ما أُقاضيك عليه أن ترُدَّه إليَّ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّا لم نَقْضِ الكتابَ بعدُ»، قال: فواللهِ، إذًا لم أُصالِحْك على شيءٍ أبدًا، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «فأجِزْهُ لي»، قال: ما أنا بمُجيزِهِ لك، قال: «بلى فافعَلْ»، قال: ما أنا بفاعلٍ، قال مِكْرَزٌ: بل قد أجَزْناه لك.

قال أبو جَنْدلٍ: أيْ معشرَ المسلمين، أُرَدُّ إلى المشركين وقد جِئْتُ مسلِمًا؟! ألَا ترَوْنَ ما قد لَقِيتُ؟! وكان قد عُذِّبَ عذابًا شديدًا في اللهِ.

قال: فقال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ: فأتَيْتُ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: ألَسْتَ نبيَّ اللهِ حقًّا؟! قال: «بلى»، قلتُ: ألَسْنا على الحقِّ، وعدُوُّنا على الباطلِ؟! قال: «بلى»، قلتُ: فلِمَ نُعطِي الدَّنيَّةَ في دِينِنا إذًا؟ قال: «إنِّي رسولُ اللهِ، ولستُ أعصيه، وهو ناصري»، قلتُ: أوَليس كنتَ تُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ فنطُوفُ به؟ قال: «بلى، فأخبَرْتُك أنَّا نأتيه العامَ؟!»، قال: قلتُ: لا، قال: «فإنَّك آتِيهِ، ومُطَّوِّفٌ به»، قال: فأتَيْتُ أبا بكرٍ، فقلتُ: يا أبا بكرٍ، أليس هذا نبيَّ اللهِ حقًّا؟ قال: بلى، قلتُ: ألَسْنا على الحقِّ وعدُوُّنا على الباطلِ؟ قال: بلى، قلتُ: فلِمَ نُعطِي الدَّنيَّةَ في دِينِنا إذًا؟ قال: أيُّها الرَّجُلُ، إنَّه لَرسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وليس يَعصِي ربَّه، وهو ناصِرُه؛ فاستمسِكْ بغَرْزِه؛ فواللهِ، إنَّه على الحقِّ، قلتُ: أليس كان يُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ ونطُوفُ به؟ قال: بلى، أفأخبَرَك أنَّك تأتيه العامَ؟ قلتُ: لا، قال: فإنَّك آتِيهِ ومطَّوِّفٌ به.

قال الزُّهْريُّ: قال عُمَرُ: فعَمِلْتُ لذلك أعمالًا.

قال: فلمَّا فرَغَ مِن قضيَّةِ الكتابِ، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأصحابِه: «قُومُوا فانحَروا، ثم احلِقوا»، قال: فواللهِ، ما قامَ منهم رجُلٌ، حتى قال ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ، فلمَّا لم يقُمْ منهم أحدٌ، دخَلَ على أمِّ سلَمةَ، فذكَرَ لها ما لَقِيَ مِن الناسِ، فقالت أمُّ سلَمةَ: يا نبيَّ اللهِ، أتُحِبُّ ذلك؟! اخرُجْ ثم لا تُكلِّمْ أحدًا منهم كلمةً حتى تَنحَرَ بُدْنَك، وتدعوَ حالِقَك فيَحلِقَك، فخرَجَ فلم يُكلِّمْ أحدًا منهم حتى فعَلَ ذلك؛ نحَرَ بُدْنَه، ودعَا حالِقَه فحلَقَه، فلمَّا رأَوْا ذلك قامُوا فنحَرُوا، وجعَلَ بعضُهم يَحلِقُ بعضًا، حتى كادَ بعضُهم يقتُلُ بعضًا غمًّا.

ثم جاءَه نِسْوةٌ مؤمِناتٌ؛ فأنزَلَ اللهُ تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا جَآءَكُمُ اْلْمُؤْمِنَٰتُ مُهَٰجِرَٰتٖ فَاْمْتَحِنُوهُنَّۖ} [الممتحنة: 10] حتى بلَغَ {بِعِصَمِ اْلْكَوَافِرِ} [الممتحنة: 10]، فطلَّقَ عُمَرُ يومَئذٍ امرأتَينِ كانتا له في الشِّرْكِ، فتزوَّجَ إحداهما مُعاويةُ بنُ أبي سُفْيانَ، والأخرى صَفْوانُ بنُ أُمَيَّةَ.

ثم رجَعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينةِ، فجاءَه أبو بَصِيرٍ - رجُلٌ مِن قُرَيشٍ - وهو مسلِمٌ، فأرسَلوا في طلَبِه رجُلَينِ، فقالوا: العهدَ الذي جعَلْتَ لنا، فدفَعَه إلى الرَّجُلَينِ، فخرَجَا به حتى بلَغَا ذا الحُلَيفةِ، فنزَلوا يأكلون مِن تَمْرٍ لهم، فقال أبو بَصِيرٍ لأحدِ الرَّجُلَينِ: واللهِ، إنِّي لَأرى سَيْفَك هذا يا فلانُ جيِّدًا، فاستَلَّه الآخَرُ، فقال: أجَلْ، واللهِ، إنَّه لَجيِّدٌ، لقد جرَّبْتُ به، ثم جرَّبْتُ، فقال أبو بَصِيرٍ: أرِني أنظُرْ إليه، فأمكَنَه منه، فضرَبَه حتى برَدَ، وفَرَّ الآخَرُ حتى أتى المدينةَ، فدخَلَ المسجدَ يعدو، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حينَ رآه: «لقد رأى هذا ذُعْرًا»، فلمَّا انتهى إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: قُتِلَ - واللهِ - صاحبي، وإنِّي لَمقتولٌ، فجاءَ أبو بَصِيرٍ، فقال: يا نبيَّ اللهِ، قد - واللهِ - أوفى اللهُ ذِمَّتَك، قد ردَدتَّني إليهم، ثم أنجاني اللهُ منهم، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَيْلُ أُمِّهِ! مِسْعَرَ حَرْبٍ لو كان له أحدٌ»، فلمَّا سَمِعَ ذلك، عرَفَ أنَّه سيرُدُّه إليهم، فخرَجَ حتى أتى سِيفَ البحرِ.

قال: وينفلِتُ منهم أبو جَنْدلِ بنُ سُهَيلٍ، فلَحِقَ بأبي بَصِيرٍ، فجعَلَ لا يخرُجُ مِن قُرَيشٍ رجُلٌ قد أسلَمَ إلا لَحِقَ بأبي بَصِيرٍ، حتى اجتمَعتْ منهم عِصابةٌ؛ فواللهِ، ما يَسمَعون بِعِيرٍ خرَجتْ لقُرَيشٍ إلى الشَّأمِ إلا اعترَضوا لها، فقتَلوهم وأخَذوا أموالَهم، فأرسَلتْ قُرَيشٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم تُناشِدُه باللهِ والرَّحِمِ، لَمَا أرسَلَ: فمَن أتاه فهو آمِنٌ، فأرسَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليهم؛ فأنزَلَ اللهُ تعالى: {وَهُوَ اْلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنۢ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْۚ} [الفتح: 24] حتى بلَغَ {اْلْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ اْلْجَٰهِلِيَّةِ} [الفتح: 26]، وكانت حَمِيَّتُهم أنَّهم لم يُقِرُّوا أنَّه نبيُّ اللهِ، ولم يُقِرُّوا ببِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، وحالُوا بَيْنَهم وبَيْنَ البيتِ». أخرجه البخاري (٢٧٣١).

* سورة (الفتح):

سُمِّيت سورةُ (الفتح) بهذا الاسم؛ لأنها افتُتحت بذكرِ بشرى الفتح للمؤمنين؛ قال تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحٗا مُّبِينٗا} [الفتح: 1].

* وصَف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سورة (الفتح) يومَ نزلت بأنها أحَبُّ إليه مما طلَعتْ عليه الشمسُ:

عن أسلَمَ مولى عُمَرَ بن الخطابِ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كان يَسِيرُ في بعضِ أسفارِه، وعُمَرُ بنُ الخطَّابِ يَسِيرُ معه ليلًا، فسألَه عُمَرُ عن شيءٍ، فلم يُجِبْهُ رسولُ اللهِ ﷺ، ثم سألَه فلم يُجِبْهُ، ثم سألَه فلم يُجِبْهُ، فقال عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أمُّك؛ نزَرْتَ رسولَ اللهِ ﷺ ثلاثَ مرَّاتٍ، كلَّ ذلك لا يُجِيبُك، قال عُمَرُ: فحرَّكْتُ بعيري حتى كنتُ أمامَ الناسِ، وخَشِيتُ أن يَنزِلَ فيَّ قرآنٌ، فما نَشِبْتُ أنْ سَمِعْتُ صارخًا يصرُخُ بي، قال: فقلتُ: لقد خَشِيتُ أن يكونَ نزَلَ فيَّ قرآنٌ، قال: فجِئْتُ رسولَ اللهِ ﷺ، فسلَّمْتُ عليه، فقال: «لقد أُنزِلتْ عليَّ الليلةَ سورةٌ لَهِيَ أحَبُّ إليَّ ممَّا طلَعتْ عليه الشمسُ»، ثم قرَأَ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحٗا مُّبِينٗا} [الفتح: 1]». أخرجه البخاري (٥٠١٢).

1. صلحُ (الحُدَيبيَة)، وآثارُه (١-٧).

2. مهامُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومغزى (بَيْعة الرِّضوان) (٨-١٠).

3. أحوال المتخلِّفين عن (الحُدَيبيَة) (١١-١٧).

4. (بَيْعة الرِّضوان)، وآثارها الخَيِّرة (١٨-٢٤).

5. أسباب وآثار الصلح (٢٥-٢٦).

6. تحقيق رؤيا النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأوصافُه، وأصحابه (٢٧-٢٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /288).

يقول البِقاعيُّ: «مقصودها: اسمُها الذي يعُمُّ فَتْحَ مكَّةَ، وما تقدَّمَه من صلح الحُدَيبيَة، وفتحِ خَيْبَرَ، ونحوِهما، وما تفرَّعَ عنه من إسلامِ أهل جزيرة العرب، وقتالِ أهل الرِّدة، وفتوح جميع البلاد، الذي يجمعه كلَّه إظهارُ هذا الدِّين على الدِّين كله.

وهذا كلُّه في غاية الظهور؛ بما نطق به ابتداؤها وأثناؤها، في مواضعَ منها: {لَّقَدْ صَدَقَ اْللَّهُ رَسُولَهُ اْلرُّءْيَا بِاْلْحَقِّۖ}[الفتح:27].

وانتهاؤها: {لِيُظْهِرَهُۥ عَلَى اْلدِّينِ كُلِّهِ}[الفتح:28]، {مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ اْللَّهِۚ} [الفتح: 29] إلى قوله: {لِيَغِيظَ بِهِمُ اْلْكُفَّارَۗ} [الفتح:29]؛ أي: بالفتحِ الأعظم، وما دُونَه من الفتوحات». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /492).