تفسير سورة القارعة

تفسير السمعاني

تفسير سورة سورة القارعة من كتاب تفسير السمعاني المعروف بـتفسير السمعاني.
لمؤلفه أبو المظفر السمعاني . المتوفي سنة 489 هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة القارعة، وهي مكية.

قَوْله تَعَالَى: ﴿القارعة مَا القارعة﴾ هِيَ الْقِيَامَة، سميت قَارِعَة؛ لِأَنَّهَا تقرع الْقُلُوب بالهول والشدة.
وَقَوله: ﴿مَا القارعة﴾ مَذْكُور على وَجه التَّعْظِيم والتهويل، وَكَذَلِكَ ﴿وَمَا أَدْرَاك مَا القارعة﴾.
وقوله :﴿ ما القارعة ) ﴾ مذكور على وجه التعظيم والتهويل، وكذلك ﴿ وما أدراك ما القارعة ﴾.
قَوْله تَعَالَى: ﴿يَوْم يكون النَّاس كالفراش المبثوث﴾ الْفراش هُوَ صغَار الْحَيَوَان من البق والبعوض وَالْجَرَاد وَمَا يجْتَمع عِنْد ضوء السراج، والمبثوث سَمَّاهُ مبثوثا؛ لِأَنَّهُ يركب بعضه بَعْضًا، وَقيل: يمرج بعضه فِي بعض، وَهُوَ مثل قَوْله تَعَالَى: ﴿كَأَنَّهُمْ جَراد منتشر﴾ وَشبه النَّاس عِنْد الْحَشْر بِهِ؛ لِأَنَّهُ يمرج بَعضهم فِي بعض.
وَقَوله: ﴿وَتَكون الْجبَال كالعهن﴾ أَي: الصُّوف الَّذِي يدف، والعهن هُوَ الصُّوف الْمَصْبُوغ، وَهُوَ أرْخى مَا يكون من الصُّوف، وَذكر هَذَا على معنى أَن الْجبَال من هول يَوْم الْقِيَامَة مَعَ صلابتها وقوتها تصير كالعهن المنفوش.
قَوْله تَعَالَى: ﴿فَأَما من ثقلت مَوَازِينه فَهُوَ فِي عيشة راضية﴾.
قَالَ الْفراء والزجاج: أَي ذَات رضَا.
وَقيل: مرضية.
قوله تعالى :﴿ فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ﴾. قال الفراء والزجاج : أي ذات رضا. وقيل : مرضية.
وَقَوله: ﴿وَأما من خفت مَوَازِينه﴾ فِي بعض التفاسير: أَن لكل إِنْسَان ميزانا على حِدة لعمله من الْخَيْر وَالشَّر.
وَقَوله: ﴿فأمه هاوية﴾ أَي مرجعه إِلَى الهاوية، وسماها أمه؛ لِأَن الْإِنْسَان يأوي إِلَى
273
﴿مَوَازِينه (٦) فَهُوَ فِي عيشة راضية (٧) وَأما من خفت مَوَازِينه (٨) فأمه هاوية (٩) وَمَا أَدْرَاك مَا هية (١٠) نَار حامية (١١) ﴾ أمه؛ فالهاوية تؤوي الْكفَّار، فَهِيَ أمّهم، وَفِي بعض الْأَخْبَار فِي نعت النَّار: فبئست الْأُم، وبئست المربية، وَيُقَال: الهاوية كل مَوضِع يهوى فِيهِ الْإِنْسَان وَيهْلك.
274
وَقَوله: ﴿وَمَا أَدْرَاك مَا هية﴾ الْهَاء فِي قَوْله: ﴿مَا هية﴾ هَاء الْوَقْف على فَتْحة الْيَاء.
وَقَوله: (نَار حامية) أَي: حامية على الْكفَّار محرقة لَهُم، وَالله أعلم.
274

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

﴿أَلْهَاكُم التكاثر (١) حَتَّى زرتم الْمَقَابِر (٢) كلا سَوف تعلون (٣) ثمَّ كلا سَوف تعلمُونَ (٤) كلا لَو تعلمُونَ علم الْيَقِين (٥) لترون الْجَحِيم (٦) ثمَّ﴾
تَفْسِير سُورَة التكاثر
وَهِي مَكِّيَّة
275
سورة القارعة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القارعة) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (قُرَيش)، وقد افتُتحت بذكرِ اسم من أسماء القيامة؛ وهو (القارعة)، وسُمِّيت بذلك لأنها تَقرَع القلوبَ من هولِها، وهولِ ما يسبقها من أحداث، وقد ذكرت السورةُ الكريمة مظاهرَ هذه الأهوال، وخُتمت بجزاء الناس على أعمالهم: بالإحسان إحسانًا وجِنانًا، وبالكفر عذابًا ونيرانًا.

ترتيبها المصحفي
101
نوعها
مكية
ألفاظها
36
ترتيب نزولها
30
العد المدني الأول
10
العد المدني الأخير
10
العد البصري
8
العد الكوفي
11
العد الشامي
8

* سورة (القارعة):

سُمِّيت سورة (القارعة) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بهذا اللفظ، و(القارعة): اسمٌ من أسماء يوم القيامة، وسُمِّيت بذلك لأنها تَقرَع القلوبَ من هولها.

1. أهوال يوم القيامة (١-٥).

2. وزنُ الأعمال صالحِها وفاسدِها (٦-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /309).

إثباتُ البعث وما يصاحِبُ يومَ القيامة من أهوال، وجزاءُ الناس على أعمالهم؛ فالصالحون من أهل الجِنان، والطَّالحون من أهل النيران.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /506).