تفسير سورة البلد

تفسير الجلالين

تفسير سورة سورة البلد من كتاب تفسير الجلالين المعروف بـتفسير الجلالين.
لمؤلفه المَحَلِّي . المتوفي سنة 864 هـ

﴿لَا﴾ زَائِدَة ﴿أُقْسِم بِهَذَا الْبَلَد﴾ مَكَّة
﴿وَأَنْتَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿حِلّ﴾ حَلَال ﴿بِهَذَا الْبَلَد﴾ بِأَنْ يَحِلّ لَك فَتُقَاتِل فِيهِ وَقَدْ أَنْجَزَ اللَّه لَهُ هَذَا الْوَعْد يَوْم الْفَتْح فَالْجُمْلَة اِعْتِرَاض بَيْن الْمُقْسَم بِهِ وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ
﴿وَوَالِد﴾ أَيْ آدَم ﴿وَمَا وَلَدَ﴾ أَيْ ذُرِّيَّته وَمَا بِمَعْنَى مِنْ
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان﴾ أَيْ الْجِنْس ﴿فِي كَبَد﴾ نَصَب وَشِدَّة يُكَابِد مَصَائِب الدُّنْيَا وَشَدَائِد الْآخِرَة
﴿أَيَحْسَبُ﴾ أَيَظُنُّ الْإِنْسَان قَوِيّ قُرَيْش وَهُوَ أَبُو الْأَشَدّ بْن كِلْدَة بِقُوَّتِهِ ﴿إنْ﴾ مُخَفَّفَة مِنْ الثَّقِيلَة وَاسْمهَا مَحْذُوف أَيْ أَنَّهُ ﴿لَنْ يَقْدِر عَلَيْهِ أَحَد﴾ وَاَللَّه قَادِر عَلَيْهِ
﴿يَقُول أَهْلَكْت﴾ عَلَى عَدَاوَة مُحَمَّد ﴿مَالًا لُبَدًا﴾ كَثِيرًا بَعْضه عَلَى بَعْض
﴿أَيَحْسَبُ أَنْ﴾ أَيْ أَنَّهُ ﴿لَمْ يَرَهُ أَحَد﴾ فِيمَا أَنْفَقَهُ فَيَعْلَم قَدْره وَاَللَّه عَالِم بِقَدْرِهِ وَأَنَّهُ لَيْسَ مِمَّا يَتَكَثَّر بِهِ وَمُجَازِيه عَلَى فعله السيء
﴿أَلَمْ نَجْعَل﴾ اِسْتِفْهَام تَقْرِير أَيْ جَعَلْنَا ﴿لَهُ عينين﴾
﴿ولسانا وشفتين﴾
١ -
﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ بَيَّنَّا لَهُ طَرِيق الْخَيْر وَالشَّرّ
١ -
﴿فَلَا﴾ فَهَلَّا ﴿اِقْتَحَمَ الْعَقَبَة﴾ جَاوَزَهَا
١ -
﴿وَمَا أَدْرَاك﴾ أَعْلَمَك ﴿مَا الْعَقَبَة﴾ الَّتِي يَقْتَحِمهَا تَعْظِيمًا لِشَأْنِهَا وَالْجُمْلَة اِعْتِرَاض وَبَيَّنَ سَبَب جَوَازهَا بقوله
١ -
﴿فَكّ رَقَبَة﴾ مِنْ الرِّقّ بِأَنْ أَعْتَقَهَا
١ -
﴿أَوْ إِطْعَام فِي يَوْم ذِي مَسْغَبَة﴾ مَجَاعَة
808
١ -
809
﴿يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَة﴾ قَرَابَة
١ -
﴿أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة﴾ لُصُوق بِالتُّرَابِ لِفَقْرِهِ وَفِي قِرَاءَة بَدَل الْفِعْلَيْنِ مَصْدَرَانِ مَرْفُوعَانِ مُضَاف الْأَوَّل لِرَقَبَةِ وَيُنَوَّن الثَّانِي فَيُقَدَّر قَبْل الْعَقَبَة اِقْتِحَام وَالْقِرَاءَة الْمَذْكُورَة بَيَانه
١ -
﴿ثُمَّ كَانَ﴾ عَطْف عَلَى اِقْتَحَمَ وَثُمَّ لِلتَّرْتِيبِ الذِّكْرِيّ وَالْمَعْنَى كَانَ وَقْت الِاقْتِحَام ﴿مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا﴾ أَوْصَى بَعْضهمْ بَعْضًا ﴿بِالصَّبْرِ﴾ عَلَى الطَّاعَة وَعَنْ الْمَعْصِيَة ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾ الرَّحْمَة عَلَى الخلق
١ -
﴿أُولَئِكَ﴾ الْمَوْصُوفُونَ بِهَذِهِ الصِّفَات ﴿أَصْحَاب الْمَيْمَنَة﴾ الْيَمِين
١ -
﴿وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَاب الْمَشْأَمَة﴾ الشِّمَال
٢ -
﴿عليهم نار مؤصدة﴾ بالمهمزة والواو بدله مطبقة = ٩١ سورة الشمس
سورة البلد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (البَلَد) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بالقَسَم بـ(البَلَد الحرام)، وهو (مكَّة المكرَّمة)، موطنُ نشأة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك تكريمًا للنبي صلى الله عليه وسلم، ورفعًا لشأنه، واشتملت السورةُ الكريمة على تثبيتِ المسلمين، وسُنَّةِ الله في هذه الحياة؛ من المكابدة والمشقَّة وعدم الراحة، وبيَّنتْ طريقَيِ الخير والشر؛ داعيةً إلى توحيد الله، واتباع طريق الخير.

ترتيبها المصحفي
90
نوعها
مكية
ألفاظها
82
ترتيب نزولها
35
العد المدني الأول
20
العد المدني الأخير
20
العد البصري
20
العد الكوفي
20
العد الشامي
20

* سورة (البَلَد):

سُمِّيت سورة (البَلَد) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(البَلَد الحرام)؛ قال تعالى: {لَآ أُقْسِمُ بِهَٰذَا اْلْبَلَدِ} [البلد: 1].

1. خلقُ الإنسان في كَبَدٍ (١-٤).

2. تكليف الإنسان وضعفُه (٥-٢٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /135).

غرضُ السورة هو التنويه بـ(مكَّة المكرَّمة)، وبمُقام النبي صلى الله عليه وسلم فيها، والتذكيرُ بأسلاف النبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء، وذمُّ الشرك وأهله.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /346).