تفسير سورة القارعة

فتح الرحمن في تفسير القرآن

تفسير سورة سورة القارعة من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن المعروف بـفتح الرحمن في تفسير القرآن.
لمؤلفه مجير الدين العُلَيْمي . المتوفي سنة 928 هـ

سُوْرَةُ الْقَارِعَةُ
مكية، وآيها: عشر آيات، وحروفها: مئة وستون حرفًا، وكلمها: ست وثلاثون كلمة.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿الْقَارِعَةُ (١)﴾.
[١] ﴿الْقَارِعَةُ﴾ هي القيامة نفسُها؛ لأنّها تقرع القلوبَ بهولها.
* * *
﴿مَا الْقَارِعَةُ (٢)﴾.
[٢] ﴿مَا الْقَارِعَةُ﴾ تهويل وتعظيم لأمرها.
* * *
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (٣)﴾.
[٣] ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾ الكلام في ذلك وفي إعرابه كما تقدّم في (الحاقة).
* * *
﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (٤)﴾.
[٤] ﴿يَوْمَ﴾ ظرفٌ العامل فيه: القارعةُ ﴿يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ﴾ شبه البعوض الّتي تراها تتهافت في النّار ﴿الْمَبْثُوثِ﴾ المفرَّق، شبهوا به؛ لكثرتهم وانتشارهم واختلاطهم بعضِهم ببعض عند البعث.
* * *
﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥)﴾.
[٥] ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ﴾ كالصوف (١) ﴿الْمَنْفُوشِ﴾ والنفشُ (٢): خلخلة الأجزاء وتفريقُها عن تراصِّها.
* * *
﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦)﴾.
[٦] ﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾ رَجَحَتْ بالحسنات، وميزان القيامة بعمود وكِفَّتين؛ ليبين الله أمرَ العباد بما عدوه، ويتيقنوه، وجمعت الموازين للإنسان؛ لما كانت له موزونات كثيرة متغايرة.
* * *
﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٧)﴾.
[٧] ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾ أي: مرضية في الجنَّة.
* * *
(١) "كالصوف" زيادة من "ت".
(٢) "والنفس" زيادة من "ت".
﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨)﴾.
[٨] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾ بعدم الحسنات.
* * *
﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩)﴾.
[٩] ﴿فَأُمُّهُ﴾ أي: مسكنه ﴿هَاوِيَةٌ﴾ اسمٌ من أسماء جهنم، وهي المهواة.
* * *
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠)﴾.
[١٠] ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ﴾ المعنى: أيُّ شيء أعلمك ما الهاوية؟ قرأ حمزة، ويعقوب: (مَا هِيَ) بغير هاء في الوصل، وقرأ الباقون: بالهاء في الحالين؛ لثبوتها في المصحف، ونقلها، والهاء للسكت (١).
* * *
﴿نَارٌ حَامِيَةٌ (١١)﴾.
[١١] ثمّ فسر (الهاويةَ) فقال: ﴿نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ شديدة الحرارة، والله أعلم.
* * *
(١) انظر: "التيسير" للداني (ص: ٢٢٥)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ١٤٢)، و"معجم القراءات القرآنية" (٨/ ٢٢٢).
سورة القارعة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القارعة) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (قُرَيش)، وقد افتُتحت بذكرِ اسم من أسماء القيامة؛ وهو (القارعة)، وسُمِّيت بذلك لأنها تَقرَع القلوبَ من هولِها، وهولِ ما يسبقها من أحداث، وقد ذكرت السورةُ الكريمة مظاهرَ هذه الأهوال، وخُتمت بجزاء الناس على أعمالهم: بالإحسان إحسانًا وجِنانًا، وبالكفر عذابًا ونيرانًا.

ترتيبها المصحفي
101
نوعها
مكية
ألفاظها
36
ترتيب نزولها
30
العد المدني الأول
10
العد المدني الأخير
10
العد البصري
8
العد الكوفي
11
العد الشامي
8

* سورة (القارعة):

سُمِّيت سورة (القارعة) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بهذا اللفظ، و(القارعة): اسمٌ من أسماء يوم القيامة، وسُمِّيت بذلك لأنها تَقرَع القلوبَ من هولها.

1. أهوال يوم القيامة (١-٥).

2. وزنُ الأعمال صالحِها وفاسدِها (٦-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /309).

إثباتُ البعث وما يصاحِبُ يومَ القيامة من أهوال، وجزاءُ الناس على أعمالهم؛ فالصالحون من أهل الجِنان، والطَّالحون من أهل النيران.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /506).