تفسير سورة البلد

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

تفسير سورة سورة البلد من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

لما ذكر بعض ابتلاءات الإنسان اتبعه بذكر نوع آخر منها فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * لاَ ﴾: صلة ﴿ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ﴾: مكة لعظمتها ﴿ وَأَنتَ ﴾: يا محمد ﴿ حِلٌّ ﴾: أي: حلال في المستقبل ساعة من نهار ﴿ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ﴾: فتفعل فيه ما تريد مع عظمته ﴿ وَوَالِدٍ ﴾: هو آدم ﴿ وَمَا وَلَدَ ﴾: ذريته ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ ﴾: جنسه ﴿ فِي كَبَدٍ ﴾: أي: تعب إلى آخر أمره، فاصبر على مكابدة قريش ﴿ أَيَحْسَبُ ﴾: جنسه كأبي الأشدين ﴿ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ﴾: فينتم منه لقوته ﴿ يَقُولُ ﴾ افتخاراً: ﴿ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً ﴾: كثيرا من معاداة محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ ﴾: من أين كسب وفيم أنفق فيجازيه عليه أو على كذبه؟! ﴿ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ ﴾: للنطق والأكل وغيرهما ﴿ وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ ﴾: طريق الخير والشر، أو الثديين ﴿ فَلاَ ٱقتَحَمَ ﴾: جاوز ﴿ ٱلْعَقَبَةَ ﴾: شكرا ﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ ﴾: أعلمك ﴿ مَا ٱلْعَقَبَةُ ﴾: لعظمتها وأصلها: طريق في الجبل استعير لقوله ﴿ فَكُّ رَقَبَةٍ ﴾: من الرق ﴿ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾: أي: جوع ﴿ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ ﴾: قرابة منه ﴿ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ ﴾: أي: افتقار ﴿ ثُمَّ كَانَ ﴾: وقت الاقتحام ﴿ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾: لأن الإيمان شرط الطاعات، وثم لمجرد تراخي رتبة الإيمان وتباعده في الفضل ﴿ وَتَوَاصَوْاْ ﴾: بعضهم بعضا ﴿ بِٱلصَّبْرِ ﴾: على الطاعة ﴿ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ ﴾: على الخلق ﴿ أُوْلَـٰئِكَ ﴾: الموصوفون ﴿ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ ﴾: اليمين أو اليمن ﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ ﴾: الشمال أو الشؤم ﴿ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ ﴾: مطبقة لا يخرجون منها أبدا.
سورة البلد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (البَلَد) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بالقَسَم بـ(البَلَد الحرام)، وهو (مكَّة المكرَّمة)، موطنُ نشأة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك تكريمًا للنبي صلى الله عليه وسلم، ورفعًا لشأنه، واشتملت السورةُ الكريمة على تثبيتِ المسلمين، وسُنَّةِ الله في هذه الحياة؛ من المكابدة والمشقَّة وعدم الراحة، وبيَّنتْ طريقَيِ الخير والشر؛ داعيةً إلى توحيد الله، واتباع طريق الخير.

ترتيبها المصحفي
90
نوعها
مكية
ألفاظها
82
ترتيب نزولها
35
العد المدني الأول
20
العد المدني الأخير
20
العد البصري
20
العد الكوفي
20
العد الشامي
20

* سورة (البَلَد):

سُمِّيت سورة (البَلَد) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(البَلَد الحرام)؛ قال تعالى: {لَآ أُقْسِمُ بِهَٰذَا اْلْبَلَدِ} [البلد: 1].

1. خلقُ الإنسان في كَبَدٍ (١-٤).

2. تكليف الإنسان وضعفُه (٥-٢٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /135).

غرضُ السورة هو التنويه بـ(مكَّة المكرَّمة)، وبمُقام النبي صلى الله عليه وسلم فيها، والتذكيرُ بأسلاف النبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء، وذمُّ الشرك وأهله.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /346).