تفسير سورة البلد

تفسير غريب القرآن للكواري

تفسير سورة سورة البلد من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري.
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ﴾ أي مَكَّةَ.
﴿وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ﴾ أي وَأَنْتَ يا نبيَّ اللهِ -محمد - ﷺ - حَلَالٌ بِمَكَّةَ.
﴿وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ﴾ أي: وَآدَمَ وَذُرِّيَّتِهُ.
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ أي: في نَصَبٍ وشدةٍ يُكَابِدُ مَصَائِبَ الدنيا، وشدائدَ الآخِرَةِ.
﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَّنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ﴾ أيظن الإنسانُ الكافرُ المفتونُ بقوته المغرورُ بشدته أنه بَلَغَ منزلةً لا يَتَوَقَّعُ أن يَقْدِرَ عَلَيْهِ قادرٌ فَيَأْخُذَهُ بعمله وَيُحَاسِبَهُ عَلَى طُغْيَانِهِ؟!
﴿أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا﴾ أَنْفَقْتُ مَالًا كَثِيرًا في عَدَاوَةِ مُحَمَّدٍ - ﷺ -، وَنَزَلَتْ في الوليدِ بنِ المُغِيرَةِ، وقيل: هُوَ عَامٌّ لكلِّ إِنْفَاقٍ في الشهواتِ والمعاصِي؛ لأنه لا يَنْفَعُ المُنْفِقَ بما أَنْفَقَ، ولا يعودُ إليه من إنفاقه إلا الندمُ والخسارةُ، والتعبُ والقِلَّةُ، لا كمن أَنْفَقَ في مرضاةِ اللهِ وفي سبيلِ الخيرِ؛ فإنَّ هذا قد تَاجَرَ مع اللهِ وَرَبِحَ أَضْعَافَ أَضْعَافِ مَا أَنْفَقَ.
﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾: أَيَظُنُّ أَنَّ اللهَ لا يَرَاهُ وَلَا يُحَاسِبُهُ عَلَى الصغيرةِ والكبيرةِ، بل قَدْ رَأَىهُ وَحَفِظَ أَعْمَالَهُ، وَوَكَّلَ به الكِرَامَ الكَاتِبِينَ، لِكُلِّ مَا عَمِلَ من خَيْرٍ وَشَرٍّ.
﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ أي: بَيَّنَا له طريقَ الخيرِ وطريقَ الشَّرِّ، وبَيَّنَا له الهُدَى من الضَّلَالِ.
﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾ أي: فلا هُوَ اقْتَحَمَ العقبةَ فَيَأْمَنُ، ولا هُوَ فَعَلَ ما يَنْفَعُهُ، والاقتحامُ: الدخولُ في الأمرِ الشديدِ، والعَقَبَةُ: الطَّرِيقُ الوَعِرُ في الجبلِ يصعب سُلُوكُهَا، وَكَنَّى باقتحامِ العقبةِ: عن مُجَاهَدَةِ النَّفْسِ وَالهَوَى والشيطانِ في أعمالِ الخيرِ والبِرِّ.
﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ أَعْتَقَ رَقَبَةً في سَبِيلِ اللهِ.
﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾ أي: في يومِ ذِي مَجَاعَةٍ وَشِدَّةٍ، وَالسَّغَبُ: الجُوعُ، وَالمَقْصُودُ أَنْ يُطْعِمَ وَقْتَ الحَاجَةِ.
﴿يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ﴾ أي: إِطْعَامُ يَتِيمٍ مِنْ ذَوِي قَرَابَتِهِ.
﴿مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ﴾ أي فَقِيرًا لَاصِقًا بالترابِ ليس له شَيْءٌ.
﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ أَوْصَى بعضُهم بعضًا بالصبرِ عَلَى طاعةِ اللهِ.
﴿وَتَوَاصَوْا بِالمَرْحَمَةِ﴾ وَأَوْصَى بعضُهم بعضًا بِرَحْمَةِ الفقراءِ والمساكينِ.
﴿أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ﴾ أصحابُ اليَمِينِ وَهُمُ المُتَّقُونَ المُؤْمِنُونَ.
﴿هُمْ أَصْحَابُ المَشْأَمَةِ﴾ أي: أصحابُ الشمالِ، وَهُمُ الْكُفَّارُ وَالْفُجَّارُ.
﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ﴾ مُطْبِقةٌ لا نَافِذَةَ لها وَلَا كُوَّةَ فلا يَدْخُلُهَا هَوَاءٌ.
20
سُورة الشَّمْس
سورة البلد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (البَلَد) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بالقَسَم بـ(البَلَد الحرام)، وهو (مكَّة المكرَّمة)، موطنُ نشأة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك تكريمًا للنبي صلى الله عليه وسلم، ورفعًا لشأنه، واشتملت السورةُ الكريمة على تثبيتِ المسلمين، وسُنَّةِ الله في هذه الحياة؛ من المكابدة والمشقَّة وعدم الراحة، وبيَّنتْ طريقَيِ الخير والشر؛ داعيةً إلى توحيد الله، واتباع طريق الخير.

ترتيبها المصحفي
90
نوعها
مكية
ألفاظها
82
ترتيب نزولها
35
العد المدني الأول
20
العد المدني الأخير
20
العد البصري
20
العد الكوفي
20
العد الشامي
20

* سورة (البَلَد):

سُمِّيت سورة (البَلَد) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(البَلَد الحرام)؛ قال تعالى: {لَآ أُقْسِمُ بِهَٰذَا اْلْبَلَدِ} [البلد: 1].

1. خلقُ الإنسان في كَبَدٍ (١-٤).

2. تكليف الإنسان وضعفُه (٥-٢٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /135).

غرضُ السورة هو التنويه بـ(مكَّة المكرَّمة)، وبمُقام النبي صلى الله عليه وسلم فيها، والتذكيرُ بأسلاف النبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء، وذمُّ الشرك وأهله.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /346).