تفسير سورة المسد

تفسير ابن أبي حاتم

تفسير سورة سورة المسد من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم.
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

أبا بكر اني اخترت أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي؟ قَالَ: لَا وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا هَجَاكِ، فَوَلَّتْ وَهِيَ تَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي ابْنَةُ سَيِّدِهَا «١».
١٩٥٢٣ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلِصِينَ، خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا فَهَتَفَ يَا صَبَاحَاهُ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَقَالَ: «أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكَنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قَالُوا مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا، قَالَ فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ إِنَّمَا جَمَعْتَنَا لِهَذَا؟
ثُمَّ قَامَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ «٢»
.
قَوْلُهُ تَعَالَى: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ
١٩٥٢٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ قَالَ خَسِرَتْ وَتَبَّ قَالَ خَسِرَ «٣».
١٩٥٢٥ - عَنِ الْحَسَنِ قَالَ إِنَّمَا سُمِّيَ أَبَا لَهَبٍ مِنْ حُسْنِهِ «٤».
١٩٥٢٦ - عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ أَطْيَبُ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَإِنَّ ابْنَهُ مِنْ كَسَبِهِ ثُمَّ قَرَأَتْ: مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ قَالَتْ وَمَا كَسَبَ وَلَدُهُ «٥».
قوله تعالى: امرأته حَمَّالَةَ الْحَطَبِ
١٩٥٢٧ - عَنِ ابْنِ زَيْدٍ قَوْلُهُ: وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ قَالَ: كَانَتْ تَأْتِي بِأَغْصَانِ الشَّوْكِ، وَتَطْرَحُهَا بِاللَّيْلِ فِي طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) «٦».
١٩٥٢٨ - عَنْ مُجَاهِدٍ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَوْلُهُ: وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ قَالَ كَانَتْ تَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ مِنْ نَارٍ «٧».
١٩٥٢٩ - عَنْ قَتَادَةَ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ قَالَ: كَانَتْ تَنْقُلُ الْأَحَادِيثَ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ إِلَى بَعْضٍ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ قَالَ عُنُقُهَا «٨».
١٩٥٣٠ - عَنِ الْحَسَنِ قَوْلُهُ: حَمَّالَةَ الْحَطَبِ كَانَتْ تَحْمِلُ النَّمِيمَةَ فَتَأْتِي بِهَا بُطُونَ قُرَيْشٍ
قَوْلُهُ تَعَالَى: حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ
١٩٥٣١ - عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي قَوْلِهِ: فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ قَالَ سِلْسِلَةٌ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ نَارٍ ذَرَعُهَا سبعون ذراعا.
(١) ابن كثير ٨/ ٥٣٦- ٥٣٧.
(٢) الدر ٨/ ٦٦٠- ٦٦٧.
(٣) الدر ٨/ ٦٦٠- ٦٦٧.
(٤) الدر ٨/ ٦٦٠- ٦٦٧.
(٥) الدر ٨/ ٦٦٠- ٦٦٧.
(٦) الدر ٨/ ٦٦٠- ٦٦٧.
(٧) الدر ٨/ ٦٦٠- ٦٦٧. [.....]
(٨) الدر ٨/ ٦٦٠- ٦٦٧.
عن عائشة، قالت : أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ابنه من كسبه، ثم قرأت :﴿ ما أغنى عنه ماله وما كسب ﴾ قالت : وما كسب ولده.
قوله تعالى :﴿ امرأته حمالة الحطب ﴾
عن ابن زيد قوله :﴿ وامرأته حمالة الحطب ﴾ قال : كانت تأتي بأغصان الشوك، وتطرحها بالليل في طريق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ).
عن مجاهد رضي الله عنه قوله :﴿ وامرأته حمالة الحطب ﴾ قال : كانت تمشي بالنميمة.
عن قتادة ﴿ وامرأته حمالة الحطب ﴾ قال : كانت تنقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض.
عن الحسن قوله :﴿ حمالة الحطب ﴾ كانت تحمل النميمة، فتأتي بها بطون قريش.
قوله تعالى :﴿ حبل من مسد ﴾
عن عروة بن الزبير في قوله :﴿ في جيدها حبل من مسد ﴾ قال : سلسلة من حديد من نار ذرعها سبعون ذراعا.
﴿ في جيدها حبل من مسد ﴾ من نار.
﴿ في جيدها حبل ﴾ قال : عنقها.
سورة المسد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المَسَدِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الفاتحة)، وقد افتُتحت بوعيدِ أبي لَهَبٍ عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاءِ عليه؛ بسبب مقالته للنبي صلى الله عليه وسلم: «تبًّا لك! ألهذا جمَعْتَنا؟!»، وفي ذلك بيانُ خسران الكافرين، ولو كان أقرَبَ قريب للنبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ ولذا خُتمت بوعيد زوجه؛ لأنها وافقت زوجَها، وأبغَضت النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

ترتيبها المصحفي
111
نوعها
مكية
ألفاظها
23
ترتيب نزولها
6
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
5
العد الكوفي
5
العد الشامي
5

* قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ} [المسد: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا نزَلتْ: {وَأَنذِرْ ‌عَشِيرَتَكَ ‌اْلْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، ورَهْطَك منهم المُخلَصِينَ؛ خرَجَ رسولُ اللهِ ﷺ حتى صَعِدَ الصَّفَا، فهتَفَ: «يا صَبَاحَاهْ»، فقالوا: مَن هذا؟ فاجتمَعوا إليه، فقال: «أرأَيْتم إن أخبَرْتُكم أنَّ خيلًا تخرُجُ مِن سَفْحِ هذا الجبَلِ، أكنتم مُصَدِّقِيَّ؟»، قالوا: ما جرَّبْنا عليك كَذِبًا، قال: «فإنِّي نذيرٌ لكم بَيْنَ يَدَيْ عذابٍ شديدٍ»، قال أبو لَهَبٍ: تبًّا لك! ما جمَعْتَنا إلا لهذا؟! ثم قامَ؛ فنزَلتْ: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ} [المسد: 1]، وقد تَبَّ»؛ هكذا قرَأَها الأعمَشُ يومَئذٍ. أخرجه البخاري (٤٩٧١).

* سورةُ (المَسَدِ):

سُمِّيت سورةُ (المَسَدِ) بهذا الاسم؛ لذِكْرِ (المَسَد) في خاتمتها.

* وتُسمَّى سورة {تَبَّتْ}؛ لافتتاحها بهذا اللفظِ.

وعيدٌ لأبي لَهَبٍ وزوجته، ومصيرُهما (١-٥).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /437).

الحُكْمُ بخسران الكافرين، وزجرُ أبي لَهَبٍ على قوله للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: «تبًّا لك! ألهذا جمَعْتَنا؟!»، ووعيدُ امرأته على انتصارها لزوجها، وبُغْضِها للنبيِّ صلى الله عليه وسلم.

ينظر: "مصاعد النظر إلى مقاصد السور" للبقاعي (3 /277)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /600).