تفسير سورة المسد

تفسير ابن عباس

تفسير سورة سورة المسد من كتاب تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المعروف بـتفسير ابن عباس.
لمؤلفه الفيروزآبادي . المتوفي سنة 817 هـ

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ﴾ وَذَلِكَ أَنه لما قَالَ الله لنَبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين فَقَالَ لَهُم بعد مَا دعاهم قُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله فَقَالَ لَهُ عَمه أَخُو أَبِيه من أمه واسْمه عبد الْعُزَّى كنيته أَبُو لَهب تَبًّا لَك يَا مُحَمَّد أَلِهَذَا دَعوتنَا فَأنْزل الله فِيهِ تبت يدا أبي لَهب يَقُول خسرت يدا أبي لَهب من كل خير ﴿وَتَبَّ﴾ خسر نَفسه عَن التَّوْحِيد
﴿مَآ أغْنى عَنْهُ﴾ فِي الْآخِرَة ﴿مَالُهُ﴾ كَثْرَة مَاله فِي الدُّنْيَا ﴿وَمَا كَسَبَ﴾ يَعْنِي كَثْرَة الْأَوْلَاد
﴿سيصلى﴾ سيدخل فِي الْآخِرَة ﴿نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ﴾ تشعل تغيظ
﴿وَامْرَأَته﴾ مَعَه أم جميلَة بنت حَرْب بن أُميَّة ﴿حَمَّالَةَ الْحَطب﴾ نقالة النميمة كَانَت تمشي بالنميمة بَين الْمُسلمين والكافرين وَيُقَال كَانَت تَأتي بالشوك فتطرحه فى طَرِيق النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَسْجِد وَطَرِيق الْمُسلمين
﴿فِي جِيدِهَا﴾ فِي عُنُقهَا فِي النَّار ﴿حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ﴾ سلسلة من حَدِيد وَيُقَال فِي عُنُقهَا رسن من لِيف الَّذِي اختنقت بِهِ وَمَاتَتْ
521
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْإِخْلَاص وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها أَربع وكلماتها خمس عشرَة كلمة وحروفها سَبْعَة وَأَرْبَعُونَ حرفا
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
522
سورة المسد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المَسَدِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الفاتحة)، وقد افتُتحت بوعيدِ أبي لَهَبٍ عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاءِ عليه؛ بسبب مقالته للنبي صلى الله عليه وسلم: «تبًّا لك! ألهذا جمَعْتَنا؟!»، وفي ذلك بيانُ خسران الكافرين، ولو كان أقرَبَ قريب للنبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ ولذا خُتمت بوعيد زوجه؛ لأنها وافقت زوجَها، وأبغَضت النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

ترتيبها المصحفي
111
نوعها
مكية
ألفاظها
23
ترتيب نزولها
6
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
5
العد الكوفي
5
العد الشامي
5

* قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ} [المسد: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا نزَلتْ: {وَأَنذِرْ ‌عَشِيرَتَكَ ‌اْلْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، ورَهْطَك منهم المُخلَصِينَ؛ خرَجَ رسولُ اللهِ ﷺ حتى صَعِدَ الصَّفَا، فهتَفَ: «يا صَبَاحَاهْ»، فقالوا: مَن هذا؟ فاجتمَعوا إليه، فقال: «أرأَيْتم إن أخبَرْتُكم أنَّ خيلًا تخرُجُ مِن سَفْحِ هذا الجبَلِ، أكنتم مُصَدِّقِيَّ؟»، قالوا: ما جرَّبْنا عليك كَذِبًا، قال: «فإنِّي نذيرٌ لكم بَيْنَ يَدَيْ عذابٍ شديدٍ»، قال أبو لَهَبٍ: تبًّا لك! ما جمَعْتَنا إلا لهذا؟! ثم قامَ؛ فنزَلتْ: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ} [المسد: 1]، وقد تَبَّ»؛ هكذا قرَأَها الأعمَشُ يومَئذٍ. أخرجه البخاري (٤٩٧١).

* سورةُ (المَسَدِ):

سُمِّيت سورةُ (المَسَدِ) بهذا الاسم؛ لذِكْرِ (المَسَد) في خاتمتها.

* وتُسمَّى سورة {تَبَّتْ}؛ لافتتاحها بهذا اللفظِ.

وعيدٌ لأبي لَهَبٍ وزوجته، ومصيرُهما (١-٥).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /437).

الحُكْمُ بخسران الكافرين، وزجرُ أبي لَهَبٍ على قوله للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: «تبًّا لك! ألهذا جمَعْتَنا؟!»، ووعيدُ امرأته على انتصارها لزوجها، وبُغْضِها للنبيِّ صلى الله عليه وسلم.

ينظر: "مصاعد النظر إلى مقاصد السور" للبقاعي (3 /277)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /600).