تفسير سورة الحديد

غريب القرآن

تفسير سورة سورة الحديد من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أخبرنا أبو جعفر. قال : حدّثنا علي بن أحمد. قال : حدّثنا عطاء بن السّائب عن أبي خالد عن زيد بن علي عليهما السّلامُ في قولهِ تعالى :﴿ سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي السَّمَوَتِ وَالأَرْضِ ﴾ معناه خَضعَ وذَلَّ.
وقوله تعالى :﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ فالأولُ : الذي كان ولا شيء غَيرهُ. والأَخِرُ : الذي يكون ولا شيء مَعهُ. والظَّاهرُ : الذي ليس ما ظَهرَ من الأَشياءِ بأقرب إليهِ مما بَطَنَ. والبَاطنُ : الذي ليس ما بَطنَ من الأَشياءِ بأبعد عنهُ مما ظَهرَ.
وقوله تعالى :﴿ وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ ﴾ معناه أَهلَكتُموها.
وقوله تعالى :﴿ وَارْتَبْتُمْ ﴾ أي شَكَكتم.
وقوله تعالى :﴿ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ أي الشّيطان.
وقوله تعالى :﴿ هِيَ مَوْلاَكُمْ ﴾ معناه أَولى بكُمْ.
وقوله تعالى :﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ معناه ألم يدركْ.
وقوله تعالى :﴿ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ ﴾ معناه الغَايةُ.
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ يَهِيجُ ﴾ معناه ييبسُ.
وقوله تعالى :﴿ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ ﴾ معناه نَخلُقُها.
وقوله تعالى :﴿ لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ ﴾ أي لا تَحزَنوا ﴿ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ ﴾ ليس من أحدٍ إلاّ ويَحزنُ ويَفرحُ. ولكن من أصابهُ خيرٌ فليجعلهُ شكراً. ومن أصابتهُ مصيبةٌ فَليَجْعَلْها صبراً.
وقوله تعالى :﴿ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ معناه مُتكبرٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ ﴾ معناه العَدلُ ليقوموا بهِ.
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا ﴾ معناه أَتبعنا.
وقوله تعالى :﴿ مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ ﴾ معناه ما أمرناهم بهَا.
وقوله تعالى :﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ ﴾ معناه ضعفان بلسان الحَبشةِ.
وقوله تعالى :﴿ لِّئَلاَّ يَعْلَمَ ﴾ معناه ليعلمَ.
سورة الحديد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الحديد) من السُّوَر المدنية، وهي من السُّوَر (المسبِّحات)، التي تبدأ بالتسبيح، جاءت بالتذكيرِ بجلال الله وعظمته، وسلطانه وقوته، ومن ذلك خَلْقُه الحديدَ الذي فيه بأسٌ شديد ومنافعُ للناس؛ فهو الخالق المتصرِّف في الكون كيف شاء سبحانه وتعالى، وجاءت السورة بدلائلِ وَحْدانية الله، ووَحْدة ما دعَتْ إليه الرسالاتُ السماوية.

ترتيبها المصحفي
57
نوعها
مدنية
ألفاظها
575
ترتيب نزولها
94
العد المدني الأول
28
العد المدني الأخير
28
العد البصري
29
العد الكوفي
29
العد الشامي
28

* سورة (الحديد):

سُمِّيت سورة (الحديد) بذلك؛ لوقوعِ لفظ الحديد فيها؛ قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا اْلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٞ شَدِيدٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اْللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِاْلْغَيْبِۚ إِنَّ اْللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ} [الحديد: 25].

1. الإيمان بالله تعالى، ودلائلُه، وآثاره (١-١٥).

2. الدعوة إلى خشيةِ الله تعالى (١٦-٢٤).

3. وَحْدة الرسالات السماوية (٢٥-٢٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /8).

يشير ابنُ عاشور إلى مقصدِ السورة فيقول: «التذكيرُ بجلال الله تعالى، وصفاتِه العظيمة، وسَعة قُدْرته وملكوته، وعموم تصرُّفه، ووجوب وجوده، وسَعة علمه.

والأمرُ بالإيمان بوجوده، وبما جاء به رسولُه صلى الله عليه وسلم، وما أُنزِلَ عليه من الآيات البيِّنات.

والتنبيه لِما في القرآن من الهَدي وسبيل النجاة.

والتذكير برحمة الله، ورأفته بخَلْقه.

والتحريض على الإنفاق في سبيل الله، وأن المالَ عرَضٌ زائل، لا يَبقَى منه لصاحبه إلا ثوابُ ما أنفَقَ منه في مرضاة الله.

والتخلُّص إلى ما أعد اللهُ للمؤمنين والمؤمنات يوم القيامة من خيرٍ، وضد ذلك للمنافقين والمنافقات». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /356).