تفسير سورة الحديد

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة الحديد من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن.
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة الحديد» (٥٧)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«هِيَ مَوْلاكُمْ» (١٥) أولى بكم «١» قال لبيد:
مولى المخافة خلفها وأمامها
«٢» [٩٠٢].
«وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ» (١٦) يقع خبره على لفظ الجميع وعلى الواحد..
«ثُمَّ يَهِيجُ» (٢٠) ييبس..
«مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها» (٢٢) نخلقها، الخالق البارئ..
«ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ» (٢٧) أتبعناه..
«ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ» (٢٧) ما كلّفنا هموها..
«يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ» (٢٨) أي مثلين..
«لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ» (٢٩) مجازها ليعلم أهل الكتاب «٣».
(١). - ٣ «أولى بكم» : كما فى البخاري ذكره ابن حجر وقال وكذا قال أبو عبيدة وفى بعض نسخ البخاري: هو أولى بكم، وكذا هو كلام أبى عبيدة أيضا (فتح الباري ٨/ ٤٨٢).
(٢). - ٩٠٢: هذا عجز بيت من معلقته صدره: فعدت كلا الوجهين تحسب أنه انظره فى شرح العشر ص ٧٩ والقرطين ٢/ ١٦٥.
(٣). - ١١ «لئلا يعلم... الكتاب» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٤٨٢.
سورة الحديد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الحديد) من السُّوَر المدنية، وهي من السُّوَر (المسبِّحات)، التي تبدأ بالتسبيح، جاءت بالتذكيرِ بجلال الله وعظمته، وسلطانه وقوته، ومن ذلك خَلْقُه الحديدَ الذي فيه بأسٌ شديد ومنافعُ للناس؛ فهو الخالق المتصرِّف في الكون كيف شاء سبحانه وتعالى، وجاءت السورة بدلائلِ وَحْدانية الله، ووَحْدة ما دعَتْ إليه الرسالاتُ السماوية.

ترتيبها المصحفي
57
نوعها
مدنية
ألفاظها
575
ترتيب نزولها
94
العد المدني الأول
28
العد المدني الأخير
28
العد البصري
29
العد الكوفي
29
العد الشامي
28

* سورة (الحديد):

سُمِّيت سورة (الحديد) بذلك؛ لوقوعِ لفظ الحديد فيها؛ قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا اْلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٞ شَدِيدٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اْللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِاْلْغَيْبِۚ إِنَّ اْللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ} [الحديد: 25].

1. الإيمان بالله تعالى، ودلائلُه، وآثاره (١-١٥).

2. الدعوة إلى خشيةِ الله تعالى (١٦-٢٤).

3. وَحْدة الرسالات السماوية (٢٥-٢٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /8).

يشير ابنُ عاشور إلى مقصدِ السورة فيقول: «التذكيرُ بجلال الله تعالى، وصفاتِه العظيمة، وسَعة قُدْرته وملكوته، وعموم تصرُّفه، ووجوب وجوده، وسَعة علمه.

والأمرُ بالإيمان بوجوده، وبما جاء به رسولُه صلى الله عليه وسلم، وما أُنزِلَ عليه من الآيات البيِّنات.

والتنبيه لِما في القرآن من الهَدي وسبيل النجاة.

والتذكير برحمة الله، ورأفته بخَلْقه.

والتحريض على الإنفاق في سبيل الله، وأن المالَ عرَضٌ زائل، لا يَبقَى منه لصاحبه إلا ثوابُ ما أنفَقَ منه في مرضاة الله.

والتخلُّص إلى ما أعد اللهُ للمؤمنين والمؤمنات يوم القيامة من خيرٍ، وضد ذلك للمنافقين والمنافقات». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /356).