تفسير سورة الحديد

تفسير القرآن

تفسير سورة سورة الحديد من كتاب تفسير القرآن
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة الحديد ( وهي مدنية )

بسم الله الرحمن الرحيم١
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ من قبل الفتح ﴾ فتح مكة.
١ قوله: وهي مدنية، والبسملة من (م)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يسعى نورهم بين أيديهم ﴾ قال : بلغنا أن المؤمنين يوم القيامة منهم من يضيء له نوره ما بين المدينة إلى عدن إلى وصنعاء فدون ذلك حتى أن من المؤمنين من لا يضيء له نوره إلا موضع قدميه، والناس منازلهم بأعمالهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ﴾ قال : كان شداد بن أوس يقول : أول ما يرفع من الناس الخشوع.
عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش، قال : لما قدموا المدينة أصابوا من لين العيش ورفاهيته ففتروا عن بعض ما كانوا عليه، فعوتبوا، فنزل في ذلك :﴿ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ﴾.
عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله :﴿ أولئك هم الصديقون والشهداء ﴾ قال : كل مؤمن شهيد، ثم تلا :﴿ والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء ﴾. عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن أبي الضحى١ عن مسروق قال : هي خاصة للشهداء.
١ في (م) عن أبي العلا. وفي الطبري: كالتي أثبتناها..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ما أصاب من مصيبة في الأرض ﴾ قال : هي السنون، قال :﴿ ولا في أنفسكم ﴾ يقول : الأوجاع والأمراض قال : بلغنا أنه ليس أحد يصيبه خدش عود ولا نكبة قدم ولا خلجان عرق إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ الكتاب والميزان ﴾ قال : الميزان العدل. قال سلمة كفة الميزان على جهنم والكفة الأخرى على الجنة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ ورهبانية ابتدعوها ﴾ قال : لم تكتب عليهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ كفلين من رحمته ﴾ قال : بلغنا أنها حين نزلت حسدها أهل الكتاب على المسلمين١، فأنزل الله تعالى :﴿ لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله ﴾. قال معمر وسمعت آخر يقول لما نزلت :﴿ أولئك يؤتون أجرهم مرتين ﴾ أنزل الله تعالى :﴿ يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ﴾.
١ سقطت كلمة (على) من (ق)..
سورة الحديد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الحديد) من السُّوَر المدنية، وهي من السُّوَر (المسبِّحات)، التي تبدأ بالتسبيح، جاءت بالتذكيرِ بجلال الله وعظمته، وسلطانه وقوته، ومن ذلك خَلْقُه الحديدَ الذي فيه بأسٌ شديد ومنافعُ للناس؛ فهو الخالق المتصرِّف في الكون كيف شاء سبحانه وتعالى، وجاءت السورة بدلائلِ وَحْدانية الله، ووَحْدة ما دعَتْ إليه الرسالاتُ السماوية.

ترتيبها المصحفي
57
نوعها
مدنية
ألفاظها
575
ترتيب نزولها
94
العد المدني الأول
28
العد المدني الأخير
28
العد البصري
29
العد الكوفي
29
العد الشامي
28

* سورة (الحديد):

سُمِّيت سورة (الحديد) بذلك؛ لوقوعِ لفظ الحديد فيها؛ قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا اْلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٞ شَدِيدٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اْللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِاْلْغَيْبِۚ إِنَّ اْللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ} [الحديد: 25].

1. الإيمان بالله تعالى، ودلائلُه، وآثاره (١-١٥).

2. الدعوة إلى خشيةِ الله تعالى (١٦-٢٤).

3. وَحْدة الرسالات السماوية (٢٥-٢٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /8).

يشير ابنُ عاشور إلى مقصدِ السورة فيقول: «التذكيرُ بجلال الله تعالى، وصفاتِه العظيمة، وسَعة قُدْرته وملكوته، وعموم تصرُّفه، ووجوب وجوده، وسَعة علمه.

والأمرُ بالإيمان بوجوده، وبما جاء به رسولُه صلى الله عليه وسلم، وما أُنزِلَ عليه من الآيات البيِّنات.

والتنبيه لِما في القرآن من الهَدي وسبيل النجاة.

والتذكير برحمة الله، ورأفته بخَلْقه.

والتحريض على الإنفاق في سبيل الله، وأن المالَ عرَضٌ زائل، لا يَبقَى منه لصاحبه إلا ثوابُ ما أنفَقَ منه في مرضاة الله.

والتخلُّص إلى ما أعد اللهُ للمؤمنين والمؤمنات يوم القيامة من خيرٍ، وضد ذلك للمنافقين والمنافقات». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /356).