تفسير سورة التغابن

المجتبى من مشكل إعراب القرآن

تفسير سورة سورة التغابن من كتاب المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم المعروف بـالمجتبى من مشكل إعراب القرآن.
لمؤلفه أحمد بن محمد الخراط .

سورة التغابن
1326
١ - ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
جملة «له الملك» حالية من الجلالة، وجملة «وهو على كل شيء قدير» معطوفة على جملة «له الملك».
1326
٢ - ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾
جملة «هو الذي» مستأنفة، جملة «فمنكم كافر» معطوفة على جملة «هو الذي»، وجملة «والله بصير» مستأنفة، الجار «بما» متعلق بـ «بصير».
٣ - ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾
جملة «خلق» مستأنفة، الجار «بالحق» متعلق بحال من فاعل «خلق»، جملة «وصوَّركم» معطوفة على جملة «خلق»، وجملة «فأحسن» معطوفة على جملة «صوَّركم»، وجملة «وإليه المصير» معطوفة على جملة «خلق».
٤ - ﴿يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾
جملة «والله عليم» مستأنفة، الجار «بذات» متعلق بـ «عليم».
٥ - ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
الجار «من قبل» متعلق بـ «يأتكم»، جملة «فذاقوا» معطوفة على جملة «كفروا»، جملة «ولهم عذاب» معطوفة على جملة «ذاقوا».
٦ - ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى -[١٣٢٧]- اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾
المصدر المؤول المجرور متعلق بالخبر، والهاء للشأن، واسم «كانت» ضمير القصة، وجملة «تأتيهم رسلهم» خبر «كانت»، ويضعف تقدير «رسلهم» اسم كانت، وجملة «تأتيهم» الخبر؛ لأن خبر المبتدأ إذا كان جملة فعلية لا يتقدم على المبتدأ. الجار «بالبينات» متعلق بـ «تأتيهم»، جملة «فقالوا» معطوفة على «كانت»، وجملة «يهدوننا» خبر المبتدأ، وإن كان الأغلب أن يتلو الهمزة فعل، جملة «فكفروا» معطوفة على جملة «قالوا»، وجملة «واستغنى الله» معطوفة على جملة «تولَّوا»، وجمع الضمير في «يهدوننا» ؛ لأن البشر اسم جنس.
٧ - ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾
«أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وجملة «لن يبعثوا» خبر «أن»، والمصدر المؤول من «أن» وما بعدها سدَّ مسدَّ مفعولَيْ زعم، جملة «بلى وربي لتبعثن» مقول القول، وجملة «لتبعثن» جواب القسم، وجملة «وذلك على الله يسير» مستأنفة.
٨ - ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾
جملة «فآمنوا» مستأنفة، «الذي» نعت، وجملة «والله خبير» مستأنفة.
٩ - ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ -[١٣٢٨]- سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
«يوم» مفعول لـ اذكر مقدرا، وجملة «ذلك يوم» حال من «يوم الجمع»، وجملة الشرط مستأنفة، «جنات» مفعول ثان، «أبدا» ظرف متعلق بـ «خالدين»، جملة «ذلك الفوز» معترضة.
١٠ - ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾
جملة «والذين كفروا..» معطوفة على جملة ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ﴾ لا محل لها، وجملة «أولئك أصحاب» خبر «الذين»، جملة «وبئس المصير» مستأنفة، والمخصوص محذوف أي: النار.
١١ - ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾
قوله «مصيبة» : فاعل «أصاب»، و «من» زائدة، والمفعول محذوف تقديره «أحدًا»، الجار «بإذن» متعلق بحال من «مصيبة»، وجملة الشرط مستأنفة، وكذا جملة «والله بكل شيء عليم».
١٢ - ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾
جملة «وأطيعوا» مستأنفة، وجملة الشرط معطوفة على المستأنفة، الجار «على رسولنا» متعلق بخبر المبتدأ «البلاغ».
١٣ - ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾
جملة التنزيه خبر، وجملة «وعلى الله فليتوكل» مستأنفة، والفاء زائدة، والجار متعلق بـ «يتوكل».
١٤ - ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
جملة «إن من أزواجكم» جواب النداء مستأنفة، الجار «لكم» متعلق بـ «عدوا»، وجملة «فاحذروهم» معطوفة على جملة جواب النداء، وجملة الشرط معطوفة على جواب النداء، «رحيم» خبر ثان.
١٥ - ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾
«إنما» كافة ومكفوفة، جملة «والله عنده أجر» مستأنفة، جملة «عنده أجر» خبر.
١٦ - ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
جملة «فاتقوا» مستأنفة، «ما» مصدرية ظرفية، والمصدر المؤول «ما استطعتم» منصوب على الظرفية متعلق بـ «اتقوا»، والتقدير: مدة استطاعتكم، «خيرا» : نائب مفعول مطلق أي: إنفاقا خيرا، ناب عنه صفته. «شح» مفعول ثان، «هم» ضمير فصل لا محل له.
١٧ - ﴿إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ﴾ -[١٣٣٠]-
«قرضا» نائب مفعول مطلق، جملة «والله شكور» مستأنفة.
١٨ - ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾
قوله «عالم» : خبر ثالث للفظ الجلالة، و «العزيز الحكيم» أخبار أخرى.
سورة التغابن
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التغابُنِ) من السُّوَر المدنية، وقد افتُتحت بتعظيم الله عزَّ وجلَّ، وجاءت مُحذِّرةً الناسَ من يوم القيامة وهولِه؛ للعودة إلى طريق النجاح؛ وهو صراط الله المستقيمُ الذي بيَّنه صلى الله عليه وسلم، و(التغابُنُ): اسمٌ من أسماء يوم القيامة.

ترتيبها المصحفي
64
نوعها
مدنية
ألفاظها
242
ترتيب نزولها
108
العد المدني الأول
18
العد المدني الأخير
18
العد البصري
18
العد الكوفي
18
العد الشامي
18

* قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَٰجِكُمْ وَأَوْلَٰدِكُمْ عَدُوّٗا لَّكُمْ فَاْحْذَرُوهُمْۚ} [التغابن: 14]:

سأل رجُلٌ ابنَ عباسٍ عن هذه الآيةِ، فقال رضي الله عنه: «هؤلاء رجالٌ أسلَموا مِن أهلِ مكَّةَ، وأرادوا أن يأتُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأبى أزواجُهم وأولادُهم أن يَدَعوهم أن يأتوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا أتَوْا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رأَوْا أصحابَهم قد فَقِهوا في الدِّينِ، هَمُّوا أن يُعاقِبوهم؛ فأنزَلَ اللهُ: {يَٰٓأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَٰجِكُمْ وَأَوْلَٰدِكُمْ عَدُوّٗا لَّكُمْ فَاْحْذَرُوهُمْۚ} [التغابن: 14] الآيةَ». أخرجه الترمذي (٣٣١٧).

* سورة (التغابُنِ):

سُمِّيت سورة (التغابن) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (التغابن) فيها؛ قال تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ اْلْجَمْعِۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ اْلتَّغَابُنِۗ وَمَن يُؤْمِنۢ بِاْللَّهِ وَيَعْمَلْ صَٰلِحٗا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُدْخِلْهُ جَنَّٰتٖ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا اْلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ اْلْفَوْزُ اْلْعَظِيمُ} [التغابن: 9].

يقول القُرْطُبيُّ: «وسُمِّي يومُ القيامة يومَ التغابن؛ لأنه غبَنَ فيه أهلُ الجنَّةِ أهلَ النار؛ أي: إن أهلَ الجنَّة أخذوا الجنَّةَ، وأخذ أهلُ النارِ النارَ، على طريقِ المبادَلة؛ فوقَع الغَبْنُ لأجلِ مبادَلتِهم الخيرَ بالشرِّ، والجيِّدَ بالرديءِ، والنعيمَ بالعذاب.

يقال: غبَنْتُ فلانًا: إذا بايَعْتَه أو شارَيْتَه، فكان النقصُ عليه، والغلَبةُ لك، وكذا أهلُ الجنَّة وأهلُ النار». "تفسير القرطبي" (18 /136).

1. الإيمان بالله تعالى (١-٤).

2. المَغْبُونون (٥-٧).

3. التغابُنُ (٨-١٠).

4. على طريق النجاح (١١-١٣).

5. فتنة الأهل والمال (١٤-١٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /191).

اشتملت سورةُ (التغابُنِ) على تنزيهِ الله عز وجل من النقائص، واتصافِه بالعدل والكمال المطلق، وأتت السورة بالمبالغة في تحذيرِ الناس من يوم القيامة الذي يَفصِل اللهُ فيه بين الخلائق؛ لإحقاق الحق؛ ففيه يُقتصُّ لكل مخلوق، وتُرَدُّ كلُّ الحقوق، و(التغابن): اسمٌ من أسماء يوم القيامة.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /90)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (28 /259).