تفسير سورة المسد

أوضح التفاسير

تفسير سورة سورة المسد من كتاب أوضح التفاسير المعروف بـأوضح التفاسير.
لمؤلفه محمد عبد اللطيف الخطيب . المتوفي سنة 1402 هـ

﴿تَبَّتْ﴾ أي هلكت ﴿يَدَآ أَبِي لَهَبٍ﴾ وهو عم الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه؛ وسبب ذلك أن الرسول عليه السلام لما دعا قومه للإسلام، وقال لهم: ﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾ فقال أبو لهب: تباً لك، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت هذه السورة؛ دعاءًا عليه بمثل ما دعا به على الرسول ﴿وَتَبَّ﴾ أي وقد كان ذلك وحصل، يؤيده قراءة ابن مسعود رضي الله تعالى عنه «وقد تب»
﴿مَآ أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ﴾ أي لم يفده ماله الذي جمعه، ولا عمله الذي اكتسبه
﴿سَيَصْلَى﴾ سيدخل ﴿نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ﴾ هي جهنم أعاذنا الله تعالى منها وقد كانت تمشي في القوم بالنميمة، ويعبر عن الواشي بحمال الحطب في لغة العرب؛ قال الشاعر:
إن بني الأدرم حمالوا الحطب
هم الوشاة في الرضاء والغضب
وقد ذهب كثير من المفسرين إلى أنها كانت تحمل الحطب حقيقة، لتضعه في طريق رسولالله؛ وهو بعيد؛ لأنها كانت موسرة ذات خدم وحشم، فلا تعدم خادماً يقوم لها بما تريد: من إذاية الرسول، ووضع الحطب في طريقه
﴿فِي جِيدِهَا﴾ في عنقها يوم القيامة ﴿حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ﴾ المسد: الذي فتل من الحبال فتلاً شديداً، من ليف وجلد وغيرهما. وليس كحبال الدنيا، كما أن النار ليست كنار الدنيا، وإنما هو على سبيل التمثيل.
765
سورة الإخلاص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

765
سورة المسد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المَسَدِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الفاتحة)، وقد افتُتحت بوعيدِ أبي لَهَبٍ عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاءِ عليه؛ بسبب مقالته للنبي صلى الله عليه وسلم: «تبًّا لك! ألهذا جمَعْتَنا؟!»، وفي ذلك بيانُ خسران الكافرين، ولو كان أقرَبَ قريب للنبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ ولذا خُتمت بوعيد زوجه؛ لأنها وافقت زوجَها، وأبغَضت النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

ترتيبها المصحفي
111
نوعها
مكية
ألفاظها
23
ترتيب نزولها
6
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
5
العد الكوفي
5
العد الشامي
5

* قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ} [المسد: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا نزَلتْ: {وَأَنذِرْ ‌عَشِيرَتَكَ ‌اْلْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، ورَهْطَك منهم المُخلَصِينَ؛ خرَجَ رسولُ اللهِ ﷺ حتى صَعِدَ الصَّفَا، فهتَفَ: «يا صَبَاحَاهْ»، فقالوا: مَن هذا؟ فاجتمَعوا إليه، فقال: «أرأَيْتم إن أخبَرْتُكم أنَّ خيلًا تخرُجُ مِن سَفْحِ هذا الجبَلِ، أكنتم مُصَدِّقِيَّ؟»، قالوا: ما جرَّبْنا عليك كَذِبًا، قال: «فإنِّي نذيرٌ لكم بَيْنَ يَدَيْ عذابٍ شديدٍ»، قال أبو لَهَبٍ: تبًّا لك! ما جمَعْتَنا إلا لهذا؟! ثم قامَ؛ فنزَلتْ: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ} [المسد: 1]، وقد تَبَّ»؛ هكذا قرَأَها الأعمَشُ يومَئذٍ. أخرجه البخاري (٤٩٧١).

* سورةُ (المَسَدِ):

سُمِّيت سورةُ (المَسَدِ) بهذا الاسم؛ لذِكْرِ (المَسَد) في خاتمتها.

* وتُسمَّى سورة {تَبَّتْ}؛ لافتتاحها بهذا اللفظِ.

وعيدٌ لأبي لَهَبٍ وزوجته، ومصيرُهما (١-٥).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /437).

الحُكْمُ بخسران الكافرين، وزجرُ أبي لَهَبٍ على قوله للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: «تبًّا لك! ألهذا جمَعْتَنا؟!»، ووعيدُ امرأته على انتصارها لزوجها، وبُغْضِها للنبيِّ صلى الله عليه وسلم.

ينظر: "مصاعد النظر إلى مقاصد السور" للبقاعي (3 /277)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /600).