تفسير سورة المسد

التيسير في أحاديث التفسير

تفسير سورة سورة المسد من كتاب التيسير في أحاديث التفسير
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ
ومن هنا ننتقل إلى سورة " المسد ".

وهذه السورة وعيد شديد من الله " لفرعون قريش " المكنى ﴿ بأبي لهب ﴾ لإشراق وجهه ووضاءته في البداية، ولتعذيبه " بلهيب " النار في النهاية، واسمه عبد العزى، وقد كان كثير الإذاية لرسول الله صلى الله عليه وسلم والبغض له ولدينه، والدعاية ضده في الأسواق والمجتمعات يلاحقه في كل مكان يحل به للدعوة إلى دين الله، وكان أحول العينين، ذا غديرتين، ففي شأنه وشأن زوجته يقول الله تعالى :﴿ بسم الله الرحمن الرحيم تبت يدا أبي لهب وتب١ ﴾، أي : خسرت يداه، وضل سعيه وعمله، ﴿ ما أغنى عنه ماله وما كسب٢ ﴾، أي : ما أغنى عنه ذلك كله شيئا، ﴿ سيصلى نارا ذات لهب٣ وامرأته حمالة الحطب٤ ﴾، إشارة إلى أنها كانت تحمل الشوك وتلقيه في طريق الرسول عليه السلام وصحبه الكرام، وإذا كانت في الدنيا عونا لزوجها على كفره وعناده، فستكون في الآخرة عونا عليه في عذابه، تحمل الحطب وتلقيه على زوجها في النار. ﴿ في جيدها ﴾، أي : في عنقها، ﴿ حبل من مسد٥ ﴾، قال مجاهد : " أي في جيدها طوق من حديد. وقال سعيد بن المسيب : " كانت لها قلادة فاخرة، فقالت لأنفقنّها في عداوة محمد، فأعقبها الله منها حبلا في جيدها من مسد النار "، و " المسد " في الأصل ليف يتخذ من جريد النخل ومن الجلد أو غيرهما " فيمسد " أي يفتل.
سورة المسد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المَسَدِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الفاتحة)، وقد افتُتحت بوعيدِ أبي لَهَبٍ عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاءِ عليه؛ بسبب مقالته للنبي صلى الله عليه وسلم: «تبًّا لك! ألهذا جمَعْتَنا؟!»، وفي ذلك بيانُ خسران الكافرين، ولو كان أقرَبَ قريب للنبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ ولذا خُتمت بوعيد زوجه؛ لأنها وافقت زوجَها، وأبغَضت النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

ترتيبها المصحفي
111
نوعها
مكية
ألفاظها
23
ترتيب نزولها
6
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
5
العد الكوفي
5
العد الشامي
5

* قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ} [المسد: 1]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا نزَلتْ: {وَأَنذِرْ ‌عَشِيرَتَكَ ‌اْلْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، ورَهْطَك منهم المُخلَصِينَ؛ خرَجَ رسولُ اللهِ ﷺ حتى صَعِدَ الصَّفَا، فهتَفَ: «يا صَبَاحَاهْ»، فقالوا: مَن هذا؟ فاجتمَعوا إليه، فقال: «أرأَيْتم إن أخبَرْتُكم أنَّ خيلًا تخرُجُ مِن سَفْحِ هذا الجبَلِ، أكنتم مُصَدِّقِيَّ؟»، قالوا: ما جرَّبْنا عليك كَذِبًا، قال: «فإنِّي نذيرٌ لكم بَيْنَ يَدَيْ عذابٍ شديدٍ»، قال أبو لَهَبٍ: تبًّا لك! ما جمَعْتَنا إلا لهذا؟! ثم قامَ؛ فنزَلتْ: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ} [المسد: 1]، وقد تَبَّ»؛ هكذا قرَأَها الأعمَشُ يومَئذٍ. أخرجه البخاري (٤٩٧١).

* سورةُ (المَسَدِ):

سُمِّيت سورةُ (المَسَدِ) بهذا الاسم؛ لذِكْرِ (المَسَد) في خاتمتها.

* وتُسمَّى سورة {تَبَّتْ}؛ لافتتاحها بهذا اللفظِ.

وعيدٌ لأبي لَهَبٍ وزوجته، ومصيرُهما (١-٥).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /437).

الحُكْمُ بخسران الكافرين، وزجرُ أبي لَهَبٍ على قوله للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: «تبًّا لك! ألهذا جمَعْتَنا؟!»، ووعيدُ امرأته على انتصارها لزوجها، وبُغْضِها للنبيِّ صلى الله عليه وسلم.

ينظر: "مصاعد النظر إلى مقاصد السور" للبقاعي (3 /277)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /600).