تفسير سورة الصافات

تفسير الجلالين

تفسير سورة سورة الصافات من كتاب تفسير الجلالين المعروف بـتفسير الجلالين.
لمؤلفه المَحَلِّي . المتوفي سنة 864 هـ

﴿وَالصَّافَّات صَفًّا﴾ الْمَلَائِكَة تَصُفّ نُفُوسهَا فِي الْعِبَادَة أَوْ أَجْنِحَتهَا فِي الْهَوَاء تَنْتَظِر مَا تُؤْمَر به
﴿فَالزَّاجِرَات زَجْرًا﴾ الْمَلَائِكَة تَزْجُر السَّحَاب أَيْ تَسُوقهُ
﴿فَالتَّالِيَات﴾ أَيْ قُرَّاء الْقُرْآن يَتْلُونَهُ ﴿ذِكْرًا﴾ مَصْدَر مِنْ مَعْنَى التَّالِيَات
﴿إن إلهكم﴾ يا أهل مكة ﴿لواحد﴾
﴿رَبّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَيْنهمَا وَرَبّ الْمَشَارِق﴾ أي والمغارب للشمس ولها كُلّ يَوْم مَشْرِق وَمَغْرِب
﴿إنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِب﴾ أَيْ بِضَوْئِهَا أَوْ بِهَا وَالْإِضَافَة لِلْبَيَانِ كَقِرَاءَةِ تَنْوِين زِينَة الْمُبَيَّنَة بِالْكَوَاكِبِ
﴿وَحِفْظًا﴾ مَنْصُوب بِفِعْلٍ مُقَدَّر أَيْ حَفِظْنَاهَا بِالشُّهُبِ ﴿مِنْ كُلّ﴾ مُتَعَلِّق بِالْمُقَدَّرِ ﴿شَيْطَان مَارِد﴾ عَاتٍ خَارِج عَنْ الطَّاعَة
﴿لَا يَسَّمَّعُونَ﴾ أَيْ الشَّيَاطِين مُسْتَأْنَف وَسَمَاعهمْ هُوَ فِي الْمَعْنَى الْمَحْفُوظ عَنْهُ ﴿إلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى﴾ الْمَلَائِكَة فِي السَّمَاء وَعُدِّيَ السَّمَاع بِإِلَى لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَى الْإِصْغَاء وَفِي قِرَاءَة بِتَشْدِيدِ الْمِيم وَالسِّين أَصْله يَتَسَمَّعُونَ أُدْغِمَتْ التَّاء فِي السِّين ﴿وَيُقْذَفُونَ﴾ أَيْ الشَّيَاطِين بِالشُّهُبِ ﴿مِنْ كُلّ جَانِب﴾ مِنْ آفاق السماء
﴿دُحُورًا﴾ مَصْدَر دَحَرَهُ أَيْ طَرَدَهُ وَأَبْعَدَهُ وَهُوَ مَفْعُول لَهُ ﴿وَلَهُمْ﴾ فِي الْآخِرَة ﴿عَذَاب وَاصِب﴾ دائم
587
١ -
588
﴿إلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَة﴾ مَصْدَر أَيْ الْمَرَّة وَالِاسْتِثْنَاء مِنْ ضَمِير يَسَّمَعُونَ أَيْ لَا يَسْمَع إلَّا الشَّيْطَان الَّذِي سَمِعَ الْكَلِمَة مِنْ الْمَلَائِكَة فَأَخَذَهَا بِسُرْعَةٍ ﴿فَأَتْبَعهُ شِهَاب﴾ كَوْكَب مُضِيء ﴿ثَاقِب﴾ يَثْقُبهُ أَوْ يُحْرِقهُ أَوْ يَخْبِلهُ
١ -
﴿فَاسْتَفْتِهِمْ﴾ اسْتَخْبِرْ كُفَّار مَكَّة تَقْرِيرًا أَوْ تَوْبِيخًا ﴿أَهُمْ أَشَدّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا﴾ مِنْ الْمَلَائِكَة وَالسَّمَاوَات وَالْأَرْضِينَ وَمَا فِيهِمَا وَفِي الْإِتْيَان بِمِنْ تَغْلِيب الْعُقَلَاء ﴿إنَّا خَلَقْنَاهُمْ﴾ أَيْ أَصْلهمْ آدَم ﴿مِنْ طِين لَازِب﴾ لَازِم يُلْصَق بِالْيَدِ الْمَعْنَى أَنَّ خَلْقهمْ ضَعِيف فَلَا يَتَكَبَّرُوا بِإِنْكَارِ النَّبِيّ وَالْقُرْآن الْمُؤَدِّي إلَى هَلَاكهمْ الْيَسِير
١ -
﴿بَلْ﴾ لِلِانْتِقَالِ مِنْ غَرَض إلَى آخَر وَهُوَ الْإِخْبَار بِحَالِهِ وَحَالهمْ ﴿عَجِبْت﴾ بِفَتْحِ التَّاء خِطَابًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ مِنْ تكذيبهم إياك ﴿و﴾ هم ﴿يسخرون﴾ من تعجبك
١ -
﴿وَإِذَا ذُكِّرُوا﴾ وُعِظُوا بِالْقُرْآنِ ﴿لَا يَذْكُرُونَ﴾ لَا يتعظون
١ -
﴿وَإِذَا رَأَوْا آيَة﴾ كَانْشِقَاقِ الْقَمَر ﴿يَسْتَسْخِرُونَ﴾ يُسْتَهْزَءُونَ بها
١ -
﴿وَقَالُوا﴾ فِيهَا ﴿إنْ﴾ مَا ﴿هَذَا إلَّا سِحْر مبين﴾ بين وقالوا منكرين للبعث
١ -
﴿أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لَمَبْعُوثُونَ﴾ فِي الْهَمْزَتَيْنِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ التَّحْقِيق وَتَسْهِيل الثَّانِيَة وَإِدْخَال أَلِف بَيْنهمَا عَلَى الْوَجْهَيْنِ
١ -
﴿أَوْ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ﴾ بِسُكُونِ الْوَاو عَطْفًا بِأَوْ وَبِفَتْحِهَا وَالْهَمْزَة لِلِاسْتِفْهَامِ وَالْعَطْف بِالْوَاوِ وَالْمَعْطُوف عَلَيْهِ مَحَلّ إنَّ وَاسْمهَا أَوْ الضَّمِير فِي لَمَبْعُوثُونَ وَالْفَاصِل هَمْزَة الِاسْتِفْهَام
١ -
﴿قُلْ نَعَمْ﴾ تُبْعَثُونَ ﴿وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ﴾ أَيْ صَاغِرُونَ
١ -
﴿فَإِنَّمَا هِيَ﴾ ضَمِير مُبْهَم يُفَسِّرهُ ﴿زَجْرَة﴾ أَيْ صَيْحَة ﴿وَاحِدَة فَإِذَا هُمْ﴾ أَيْ الْخَلَائِق أَحْيَاء ﴿يَنْظُرُونَ﴾ مَا يُفْعَل بِهِمْ
٢ -
﴿وقالوا﴾ أي الكفار ﴿يَا﴾ لِلتَّنْبِيهِ ﴿وَيْلنَا﴾ هَلَاكنَا وَهُوَ مَصْدَر لَا فِعْل لَهُ مِنْ لَفْظه وَتَقُول لَهُمْ الْمَلَائِكَة ﴿هَذَا يَوْم الدِّين﴾ يَوْم الْحِسَاب وَالْجَزَاء
٢ -
﴿هذا يوم الفصل﴾ بين الخلائق ﴿الذي كنتم به تكذبون﴾ ويقال للملائكة
588
٢ -
589
﴿اُحْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ أَنْفُسهمْ بِالشِّرْكِ ﴿وَأَزْوَاجهمْ﴾ قُرَنَاءَهُمْ من الشياطين ﴿وما كانوا يعبدون﴾
٢ -
﴿مِنْ دُون اللَّه﴾ أَيْ غَيْره مِنْ الْأَوْثَان ﴿فَاهْدُوهُمْ﴾ دُلُّوهُمْ وَسُوقُوهُمْ ﴿إلَى صِرَاط الْجَحِيم﴾ طَرِيق النار
٢ -
﴿وَقِفُوهُمْ﴾ احْبِسُوهُمْ عِنْد الصِّرَاط ﴿إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾ عَنْ جَمِيع أَقْوَالهمْ وَأَفْعَالهمْ وَيُقَال لَهُمْ تَوْبِيخًا
٢ -
﴿مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ﴾ لَا يَنْصُر بَعْضكُمْ بَعْضًا كَحَالِكُمْ فِي الدُّنْيَا وَيُقَال لَهُمْ
٢ -
﴿بَلْ هُمُ الْيَوْم مُسْتَسْلِمُونَ﴾ مُنْقَادُونَ أَذِلَّاء
٢ -
﴿وَأَقْبَلَ بَعْضهمْ عَلَى بَعْض يَتَسَاءَلُونَ﴾ يَتَلَاوَمُونَ وَيَتَخَاصَمُونَ
٢ -
﴿قَالُوا﴾ أَيْ الْأَتْبَاع مِنْهُمْ لِلْمَتْبُوعِينَ ﴿إنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِين﴾ عَنْ الْجِهَة الَّتِي كُنَّا نَأْمَنكُمْ مِنْهَا لِحَلِفِكُمْ أَنَّكُمْ عَلَى الْحَقّ فَصَدَّقْنَاكُمْ وَاتَّبَعْنَاكُمْ الْمَعْنَى أَنَّكُمْ أَضْلَلْتُمُونَا
٢ -
﴿قَالُوا﴾ أَيْ الْمُتَّبِعُونَ لَهُمْ ﴿بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ وَإِنَّمَا يَصْدُق الْإِضْلَال مِنَّا أَنْ لَوْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَرَجَعْتُمْ عَنْ الْإِيمَان إلَيْنَا
٣ -
﴿وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَان﴾ قُوَّة وَقُدْرَة تَقْهَركُمْ عَلَى مُتَابَعَتنَا ﴿بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ﴾ ضَالِّينَ مِثْلنَا
٣ -
﴿فَحَقَّ﴾ وَجَبَ ﴿عَلَيْنَا﴾ جَمِيعًا ﴿قَوْل رَبّنَا﴾ بِالْعَذَابِ أَيْ قَوْله ﴿لَأَمْلَأَن جَهَنَّم مِنْ الْجِنَّة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ﴾ ﴿إنَّا﴾ جَمِيعًا ﴿لَذَائِقُونَ﴾ الْعَذَاب بِذَلِكَ الْقَوْل وَنَشَأَ عَنْهُ قَوْلهمْ
٣ -
﴿فأغويناكم﴾ المعلل بقولهم ﴿إنا كنا غاوين﴾
٣ -
قال تعالى ﴿فَإِنَّهُمْ يَوْمئِذٍ﴾ يَوْم الْقِيَامَة ﴿فِي الْعَذَاب مُشْتَرِكُونَ﴾ أَيْ لِاشْتِرَاكِهِمْ فِي الْغَوَايَة
٣ -
﴿إنَّا كَذَلِكَ﴾ كَمَا نَفْعَل بِهَؤُلَاءِ ﴿نَفْعَل بِالْمُجْرِمِينَ﴾ غَيْر هَؤُلَاءِ أَيْ نُعَذِّبهُمْ التَّابِع مِنْهُمْ وَالْمَتْبُوع
٣ -
﴿إنهم﴾ أي هؤلاء بقرينة ما بعده ﴿كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون﴾
٣ -
﴿ويقولون أئنا﴾ فِي هَمْزَتَيْهِ مَا تَقَدَّمَ ﴿لَتَارِكُوا آلِهَتنَا لِشَاعِرٍ مجنون﴾ أي لأجل محمد
٣ -
قال تعالى ﴿بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ﴾ الْجَائِينَ بِهِ وَهُوَ أَنْ لَا إلَه إلَّا اللَّه
589
٣ -
590
﴿إنكم﴾ فيه التفات ﴿لذائقوا العذاب الأليم﴾
٣ -
﴿وَمَا تُجْزَوْنَ إلَّا﴾ جَزَاء ﴿مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
٤ -
﴿إلَّا عِبَاد اللَّه الْمُخْلَصِينَ﴾ أَيْ الْمُؤْمِنِينَ اسْتِثْنَاء منقطع أي ذكر جزاؤهم في قوله
٤ -
﴿أُولَئِكَ لَهُمْ﴾ فِي الْجَنَّة ﴿رِزْق مَعْلُوم﴾ بُكْرَة وعشيا
٤ -
﴿فَوَاكِه﴾ بَدَل أَوْ بَيَان لِلرِّزْقِ وَهُوَ مَا يُؤْكَل تَلَذُّذًا لَا لِحِفْظِ صِحَّة لِأَنَّ أَهْل الْجَنَّة مُسْتَغْنَوْنَ عَنْ حِفْظهَا بِخَلْقِ أَجْسَامهمْ لِلْأَبَدِ ﴿وهم مكرمون﴾ بثواب الله سبحانه وتعالى
٤ -
﴿في جنات النعيم﴾
٤ -
﴿عَلَى سُرَر مُتَقَابِلِينَ﴾ لَا يَرَى بَعْضهمْ قَفَا بعض
٤ -
﴿يُطَاف عَلَيْهِمْ﴾ عَلَى كُلّ مِنْهُمْ ﴿بِكَأْسٍ﴾ هُوَ الْإِنَاء بِشَرَابِهِ ﴿مِنْ مَعِين﴾ مِنْ خَمْر يَجْرِي عَلَى وَجْه الْأَرْض كَأَنْهَارِ الْمَاء
٤ -
﴿بَيْضَاء﴾ أَشَدّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَن ﴿لَذَّة﴾ لَذِيذَة ﴿لِلشَّارِبِينَ﴾ بِخِلَافِ خَمْر الدُّنْيَا فَإِنَّهَا كَرِيهَة عِنْد الشرب
٤ -
﴿لَا فِيهَا غَوْل﴾ مَا يَغْتَال عُقُولهمْ ﴿وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ﴾ بِفَتْحِ الزَّاي وَكَسْرهَا مِنْ نَزَفَ الشَّارِب وَأَنْزَفَ أَيْ يَسْكَرُونَ بِخِلَافِ خَمْر الدنيا
٤ -
﴿وَعِنْدهمْ قَاصِرَات الطَّرْف﴾ حَابِسَات الْأَعْيُن عَلَى أَزْوَاجهنَّ لَا يَنْظُرْنَ إلَى غَيْرهمْ لِحُسْنِهِمْ عِنْدهنَّ ﴿عِين﴾ ضِخَام الْأَعْيُن حِسَانهَا
٤ -
﴿كَأَنَّهُنَّ﴾ فِي اللَّوْن ﴿بِيض﴾ لِلنَّعَامِ ﴿مَكْنُون﴾ مَسْتُور بِرِيشِهِ لَا يَصِل إلَيْهِ غُبَار وَلَوْنه وَهُوَ الْبَيَاض فِي صُفْرَة أَحْسَن أَلْوَان النِّسَاء
٥ -
﴿فَأَقْبَلَ بَعْضهمْ﴾ بَعْض أَهْل الْجَنَّة ﴿عَلَى بَعْض يَتَسَاءَلُونَ﴾ عَمَّا مَرَّ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا
٥ -
﴿قَالَ قَائِل مِنْهُمْ إنِّي كَانَ لِي قَرِين﴾ صاحب ينكر البعث
٥ -
﴿يقول﴾ لي تبكيتا ﴿أئنك لمن المصدقين﴾ بالبعث
٥ -
﴿أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا﴾ فِي الْهَمْزَتَيْنِ فِي الثَّلَاثَة مَوَاضِع مَا تَقَدَّمَ ﴿لَمَدِينُونَ﴾ مَجْزِيُّونَ وَمُحَاسَبُونَ أَنْكَرَ ذَلِكَ أَيْضًا
590
٥ -
591
﴿قَالَ﴾ ذَلِكَ الْقَائِل لِإِخْوَانِهِ ﴿هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ﴾ مَعِي إلَى النَّار لِنَنْظُر حَاله فَيَقُولُونَ لَا
٥ -
﴿فَاطَّلَعَ﴾ ذَلِكَ الْقَائِل مِنْ بَعْض كُوَى الْجَنَّة ﴿فَرَآهُ﴾ أَيْ رَأَى قَرِينه ﴿فِي سَوَاء الْجَحِيم﴾ فِي وَسَط النَّار
٥ -
﴿قَالَ﴾ لَهُ تَشْمِيتًا ﴿تَاللَّهِ إنْ﴾ مُخَفَّفَة مِنْ الثقيلة ﴿كدت﴾ قاربت ﴿لتردين﴾ لتهلكني بإغوائك
٥ -
﴿وَلَوْلَا نِعْمَة رَبِّي﴾ عَلَيَّ بِالْإِيمَانِ ﴿لَكُنْت مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾ مَعَك فِي النَّار وَتَقُول أَهْل الْجَنَّة
٥ -
﴿أفما نحن بميتين﴾
٥ -
﴿إلَّا مَوْتَتنَا الْأُولَى﴾ أَيْ الَّتِي فِي الدُّنْيَا ﴿وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ هُوَ اسْتِفْهَام تَلَذُّذ وَتَحَدُّث بِنِعْمَةِ اللَّه تَعَالَى مِنْ تَأْبِيد الْحَيَاة وَعَدَم التعذيب
٦ -
﴿إن هذا﴾ الذي ذكرت لأهل الجنة ﴿لهو الفوز العظيم﴾
٦ -
﴿لمثل هذا فليعمل العاملون﴾ قيل يقال لَهُمْ ذَلِكَ وَقِيلَ هُمْ يَقُولُونَهُ
٦ -
﴿أَذَلِكَ﴾ الْمَذْكُور لَهُمْ ﴿خَيْر نُزُلًا﴾ وَهُوَ مَا يُعَدّ لِلنَّازِلِ مِنْ ضَيْف وَغَيْره ﴿أَمْ شَجَرَة الزَّقُّوم﴾ الْمُعَدَّة لِأَهْلِ النَّار وَهِيَ مِنْ أَخْبَث الشَّجَر الْمُرّ بِتُهَامَة يُنْبِتهَا اللَّه فِي الْجَحِيم كما سيأتي
٦ -
﴿إنَّا جَعَلْنَاهَا﴾ بِذَلِكَ ﴿فِتْنَة لِلظَّالِمِينَ﴾ أَيْ الْكَافِرِينَ مِنْ أَهْل مَكَّة إذْ قَالُوا النَّار تُحْرِق الشَّجَر فَكَيْفَ تُنْبِتهُ
٦ -
﴿إنَّهَا شَجَرَة تَخْرُج فِي أَصْل الْجَحِيم﴾ أَيْ قَعْر جَهَنَّم وَأَغْصَانهَا تَرْتَفِع إلَى دَرَكَاتهَا
٦ -
﴿طلعها﴾ المشبه بطلع النخل ﴿كأنه رؤوس الشَّيَاطِين﴾ الْحَيَّات الْقَبِيحَة الْمَنْظَر
٦ -
﴿فَإِنَّهُمْ﴾ أَيْ الْكُفَّار ﴿لَآكِلُونَ مِنْهَا﴾ مَعَ قُبْحهَا لشدة جوعهم ﴿فمالئون منها البطون﴾
٦ -
﴿ثُمَّ إنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيم﴾ أَيْ مَاء حَارّ يَشْرَبُونَهُ فَيَخْتَلِط بِالْمَأْكُولِ مِنْهَا فَيَصِير شَوْبًا لَهُ
٦ -
﴿ثُمَّ إنَّ مَرْجِعهمْ لَإِلَى الْجَحِيم﴾ يُفِيد أَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْهَا لِشُرْبِ الْحَمِيم وَأَنَّهُ خَارِجهَا
٦ -
﴿إنهم ألفوا﴾ وجدوا ﴿آباءهم ضالين﴾
٧ -
﴿فَهُمْ عَلَى آثَارهمْ يُهْرَعُونَ﴾ يُزْعَجُونَ إلَى اتِّبَاعهمْ فيسرعون إليه
٧ -
﴿وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلهمْ أَكْثَر الْأَوَّلِينَ﴾ مِنْ الْأُمَم الماضية
٧ -
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ﴾ مِنْ الرُّسُل مُخَوِّفِينَ
591
٧ -
592
﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَة الْمُنْذَرِينَ﴾ الْكَافِرِينَ أَيْ عاقبتهم العذاب
٧ -
﴿إلَّا عِبَاد اللَّه الْمُخْلَصِينَ﴾ أَيْ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُمْ نَجَوْا مِنْ الْعَذَاب لِإِخْلَاصِهِمْ فِي الْعِبَادَة أَوْ لِأَنَّ اللَّه أَخْلَصَهُمْ لَهَا عَلَى قِرَاءَة فَتْح اللام
٧ -
﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوح﴾ بِقَوْلِهِ رَبّ إنِّي مَغْلُوب فَانْتَصِرْ ﴿فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ لَهُ نَحْنُ أَيْ دَعَانَا عَلَى قَوْمه فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِالْغَرَقِ
٧ -
﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْله مِنَ الْكَرْب الْعَظِيم﴾ أَيْ الْغَرَق
٧ -
﴿وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّته هُمُ الْبَاقِينَ﴾ فَالنَّاس كُلّهمْ مِنْ نَسْله عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ لَهُ ثَلَاثَة أَوْلَاد سَام وَهُوَ أَبُو الْعَرَب وَالْفُرْس وَالرُّوم وَحَام وَهُوَ أَبُو السُّودَان ويافث وَهُوَ أَبُو التُّرْك وَالْخَزْر وَيَأْجُوج وَمَأْجُوج وَمَا هُنَالِكَ
٧ -
﴿وَتَرَكْنَا﴾ أَبْقَيْنَا ﴿عَلَيْهِ﴾ ثَنَاء حَسَنًا ﴿فِي الْآخِرِينَ﴾ مِنْ الْأَنْبِيَاء وَالْأُمَم إلَى يَوْم الْقِيَامَة
٧ -
﴿سلام﴾ منا ﴿على نوح في العالمين﴾
٨ -
﴿إنا كذلك﴾ كما جزيناهم ﴿نجزي المحسنين﴾
٨ -
﴿إنه من عبادنا المؤمنين﴾
٨ -
﴿ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ﴾ كُفَّار قَوْمه
٨ -
﴿وَإِنَّ مِنْ شِيعَته﴾ أَيْ مِمَّنْ تَابَعَهُ فِي أَصْل الدِّين ﴿لِإِبْرَاهِيم﴾ وَإِنْ طَالَ الزَّمَان بَيْنهمَا وَهُوَ أَلْفَانِ وَسِتّمِائَةِ وَأَرْبَعُونَ سَنَة وَكَانَ بَيْنهمَا هود وصالح
٨ -
﴿إذْ جَاءَ رَبّه﴾ أَيْ تَابَعَهُ وَقْت مَجِيئِهِ ﴿بِقَلْبٍ سَلِيم﴾ مِنْ الشَّكّ وَغَيْره
٨ -
﴿إذْ قَالَ﴾ فِي هَذِهِ الْحَالَة الْمُسْتَمِرَّة لَهُ ﴿لأبيه وقومه﴾ موبخا ﴿ماذا﴾ ما الذي ﴿تعبدون﴾
٨ -
﴿أئفكا﴾ فِي هَمْزَتَيْهِ مَا تَقَدَّمَ ﴿آلِهَة دُون اللَّه تُرِيدُونَ﴾ وَإِفْكًا مَفْعُول لَهُ وَآلِهَة مَفْعُول بِهِ لتُرِيدُونَ وَالْإِفْك أَسْوَأ الْكَذِب أَيْ أَتَعْبُدُونَ غَيْر الله
٨ -
﴿فَمَا ظَنّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ إذْ عَبَدْتُمْ غَيْره أَنَّهُ يَتْرُككُمْ بِلَا عِقَاب لَا وَكَانُوا نَجَّامِينَ فَخَرَجُوا إلَى عِيد لَهُمْ وَتَرَكُوا طَعَامهمْ عِنْد أَصْنَامهمْ زَعَمُوا التَّبَرُّك عَلَيْهِ فَإِذَا رَجَعُوا أَكَلُوهُ وَقَالُوا لِلسَّيِّدِ إبْرَاهِيم اُخْرُجْ مَعَنَا
592
٨ -
593
﴿فَنَظَرَ نَظْرَة فِي النُّجُوم﴾ إيهَامًا لَهُمْ أَنَّهُ يَعْتَمِد عَلَيْهَا لِيَعْتَمِدُوهُ
٨ -
﴿فَقَالَ إنِّي سَقِيم﴾ عَلِيل أَيْ سَأَسْقَمُ
٩ -
﴿فَتَوَلَّوْا عنه﴾ إلى عيدهم ﴿مدبرين﴾
٩ -
﴿فَرَاغَ﴾ مَالَ فِي خُفْيَة ﴿إلَى آلِهَتهمْ﴾ وَهِيَ الْأَصْنَام وَعِنْدهَا الطَّعَام ﴿فَقَالَ﴾ اسْتِهْزَاء ﴿أَلَا تَأْكُلُونَ﴾ فلم ينطقوا
٩ -
فَقَالَ ﴿مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ﴾ فَلَمْ يُجَبْ
٩ -
{فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ بِالْقُوَّةِ فَكَسَرَهَا فَبَلَغَ قَوْمه مِمَّنْ رَآهُ
٩ -
﴿فَأَقْبَلُوا إلَيْهِ يَزِفُّونَ﴾ أَيْ يُسْرِعُونَ الْمَشْي فَقَالُوا لَهُ نَحْنُ نَعْبُدهَا وَأَنْت تَكْسِرهَا
٩ -
﴿قَالَ﴾ لَهُمْ مُوَبِّخًا ﴿أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ﴾ مِنْ الْحِجَارَة وَغَيْرهَا أَصْنَامًا
٩ -
﴿وَاَللَّه خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ مِنْ نَحْتكُمْ وَمَنْحُوتكُمْ فَاعْبُدُوهُ وَحْده وَمَا مَصْدَرِيَّة وَقِيلَ مَوْصُولَة وَقِيلَ موصوفة
٩ -
﴿قالوا﴾ بينهم ﴿ابنوا له بنيانا﴾ فاملأوه حَطَبًا وَأَضْرِمُوهُ بِالنَّارِ فَإِذَا الْتَهَبَ ﴿فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيم﴾ النَّار الشَّدِيدَة
٩ -
﴿فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا﴾ بِإِلْقَائِهِ فِي النَّار لِتُهْلِكهُ ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ الْأَسْفَلِينَ﴾ الْمَقْهُورِينَ فَخَرَجَ مِنْ النَّار سَالِمًا
٩ -
﴿وَقَالَ إنِّي ذَاهِب إلَى رَبِّي﴾ مُهَاجِر إلَيْهِ من دار الكفر ﴿سيهدين﴾ إلَى حَيْثُ أَمَرَنِي رَبِّي بِالْمَصِيرِ إلَيْهِ وَهُوَ الشَّام فَلَمَّا وَصَلَ إلَى الْأَرْض الْمُقَدَّسَة قَالَ
١٠ -
﴿رَبّ هَبْ لِي﴾ وَلَدًا ﴿مِنَ الصَّالِحِينَ﴾
١٠ -
﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيم﴾ أَيْ ذِي حِلْم كَثِير
١٠ -
﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْي﴾ أَيْ أَنْ يَسْعَى مَعَهُ وَيُعِينهُ قِيلَ بَلَغَ سَبْع سِنِينَ وَقِيلَ ثَلَاث عَشْرَة سَنَة ﴿قَالَ يَا بُنَيّ إنِّي أَرَى﴾ أَيْ رَأَيْت ﴿فِي الْمَنَام أَنِّي أَذْبَحك﴾ وَرُؤْيَا الْأَنْبِيَاء حَقّ وَأَفْعَالهمْ بِأَمْرِ اللَّه تَعَالَى ﴿فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى﴾ مِنْ الرَّأْي شَاوَرَهُ لِيَأْنَس بِالذَّبْحِ وَيَنْقَاد لِلْأَمْرِ بِهِ ﴿قَالَ يَا أَبَتِ﴾ التَّاء عِوَض عَنْ يَاء الْإِضَافَة ﴿افْعَلْ مَا تُؤْمَر﴾ بِهِ ﴿سَتَجِدُنِي إنْ شَاءَ اللَّه مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ عَلَى ذَلِكَ
593
١٠ -
594
﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا﴾ خَضَعَا وَانْقَادَا لِأَمْرِ اللَّه تَعَالَى ﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ صَرَعَهُ عَلَيْهِ وَلِكُلِّ إنْسَان جَبِينَانِ بَيْنهمَا الْجَبْهَة وَكَانَ ذَلِكَ بِمِنًى وَأَمَرَّ السِّكِّين عَلَى حَلْقه فَلَمْ تَعْمَل شَيْئًا بِمَانِعٍ مِنْ القدرة الإلهية
١٠ -
﴿وناديناه أن يا إبراهيم﴾
١٠ -
﴿قَدْ صَدَّقْت الرُّؤْيَا﴾ بِمَا أَتَيْت بِهِ مِمَّا أَمْكَنَك مِنْ أَمْر الذَّبْح أَيْ يَكْفِيك ذَلِكَ فَجُمْلَة نَادَيْنَاهُ جَوَاب لِمَا بِزِيَادَةِ الْوَاو ﴿إنَّا كَذَلِكَ﴾ كَمَا جَزَيْنَاك ﴿نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ لِأَنْفُسِهِمْ بِامْتِثَالِ الْأَمْر بِإِفْرَاجِ الشِّدَّة عَنْهُمْ
١٠ -
﴿إنَّ هَذَا﴾ الذَّبْح الْمَأْمُور بِهِ ﴿لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِين﴾ أَيْ الِاخْتِبَار الظَّاهِر
١٠ -
﴿وَفَدَيْنَاهُ﴾ أَيْ الْمَأْمُور بِذَبْحِهِ وَهُوَ إسْمَاعِيل أَوْ إسْحَاق قَوْلَانِ ﴿بِذِبْحٍ﴾ بِكَبْشٍ ﴿عَظِيم﴾ مِنْ الْجَنَّة وَهُوَ الَّذِي قَرَّبَهُ هَابِيل جَاءَ بِهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَذَبَحَهُ السَّيِّد إبْرَاهِيم مُكَبِّرًا
١٠ -
﴿وَتَرَكْنَا﴾ أَبْقَيْنَا ﴿عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ﴾ ثَنَاء حَسَنًا
١٠ -
﴿سلام﴾ منا ﴿على إبراهيم﴾
١١ -
﴿كذلك﴾ كما جزيناه ﴿نجزي المحسنين﴾ لأنفسهم
١١ -
﴿إنه من عبادنا المؤمنين﴾
١١ -
﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ﴾ اُسْتُدِلَّ بِذَلِكَ عَلَى أَنَّ الذَّبِيح غَيْره ﴿نَبِيًّا﴾ حَال مُقَدَّرَة أَيْ يُوجَد مُقَدَّرًا نبوته ﴿من الصالحين﴾
١١ -
﴿وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ﴾ بِتَكْثِيرِ ذُرِّيَّته ﴿وَعَلَى إسْحَاق﴾ وَلَده بِجَعْلِنَا أَكْثَر الْأَنْبِيَاء مِنْ نَسْله ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتهمَا مُحْسِن﴾ مُؤْمِن ﴿وَظَالِم لِنَفْسِهِ﴾ كَافِر ﴿مُبِين﴾ بَيِّن الْكُفْر
١١ -
﴿وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ﴾ بِالنُّبُوَّةِ
١١ -
﴿وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمهمَا﴾ بَنِي إسْرَائِيل ﴿مِنَ الْكَرْب الْعَظِيم﴾ أَيْ استعباد فرعون إياهم
١١ -
﴿ونصرناهم﴾ على القبط ﴿فكانوا هم الغالبين﴾
١١ -
﴿وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَاب الْمُسْتَبِين﴾ الْبَلِيغ الْبَيَان فِيمَا أَتَى بِهِ مِنْ الْحُدُود وَالْأَحْكَام وَغَيْرهَا وَهُوَ التَّوْرَاة
١١ -
﴿وهديناهما الصراط﴾ الطريق ﴿المستقيم﴾
١١ -
﴿وَتَرَكْنَا﴾ أَبْقَيْنَا ﴿عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ﴾ ثَنَاء حَسَنًا
١٢ -
﴿سلام﴾ منا ﴿على موسى﴾ وهارون
١٢ -
﴿إنا كذلك﴾ كما جزيناهما ﴿نجزي المحسنين﴾
١٢ -
﴿إنهما من عبادنا المؤمنين﴾
١٢ -
﴿وَإِنَّ إلْيَاس﴾ بِالْهَمْزَةِ أَوَّله وَتَرَكَهُ ﴿لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ قيل هو بن أَخِي هَارُونَ أَخِي مُوسَى وَقِيلَ غَيْره أُرْسِلَ إلَى قَوْم بِبَعْلَبَكّ وَنَوَاحِيهَا
594
١٢ -
595
﴿إذْ﴾ مَنْصُوب بِاُذْكُرْ مُقَدَّرًا ﴿قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تتقون﴾ الله
١٢ -
﴿أَتَدْعُونَ بَعْلًا﴾ اسْم صَنَم لَهُمْ مِنْ ذَهَب وَبِهِ سُمِّيَ الْبَلَد أَيْضًا مُضَافًا إلَى بَكّ أَيْ أَتَعْبُدُونَهُ ﴿وَتَذَرُونَ﴾ تَتْرُكُونَ ﴿أَحْسَن الْخَالِقِينَ﴾ فَلَا تعبدونه
١٢ -
﴿اللَّه رَبّكُمْ وَرَبّ آبَائِكُمْ الْأَوَّلِينَ﴾ بِرَفْعِ الثَّلَاثَة عَلَى إضْمَار هُوَ وَبِنَصْبِهَا عَلَى الْبَدَل مِنْ أحسن
١٢ -
﴿فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ﴾ فِي النَّار
١٢ -
﴿إلَّا عِبَاد اللَّه الْمُخْلَصِينَ﴾ أَيْ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ فَإِنَّهُمْ نَجَوْا مِنْهَا
١٢ -
﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ﴾ ثَنَاء حَسَنًا
١٣ -
﴿سَلَام﴾ مِنَّا ﴿عَلَى إلْ يَاسِين﴾ قِيلَ هُوَ إلْيَاس الْمُتَقَدِّم ذِكْره وَقِيلَ هُوَ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ فَجَمَعُوا مَعَهُ تَغْلِيبًا كَقَوْلِهِمْ لِلْمُهَلِّبِ وَقَوْمه الْمُهَلِّبُونَ وَعَلَى قِرَاءَة آل يَاسِين بِالْمَدِّ أَيْ أَهْله الْمُرَاد بِهِ إلْيَاس أَيْضًا
١٣ -
﴿إنا كذلك﴾ كما جزيناه ﴿نجزي المحسنين﴾
١٣ -
﴿إنه من عبادنا المؤمنين﴾
١٣ -
﴿وإن لوطا لمن المرسلين﴾
١٣ -
اذكر ﴿إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ﴾
١٣ -
﴿إلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ﴾ أَيْ الْبَاقِينَ فِي الْعَذَاب
١٣ -
﴿ثُمَّ دَمَّرْنَا﴾ أَهْلَكْنَا ﴿الْآخَرِينَ﴾ كُفَّار قَوْمه
١٣ -
﴿وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ﴾ عَلَى آثَارهمْ وَمَنَازِلهمْ فِي أَسْفَاركُمْ ﴿مُصْبِحِينَ﴾ أَيْ وَقْت الصَّبَاح يَعْنِي بِالنَّهَارِ
١٣ -
﴿وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ يَا أَهْل مَكَّة مَا حل بهم فتعتبرون به
١٣ -
﴿وإن يونس لمن المرسلين﴾
١٤ -
﴿إذْ أَبَقَ﴾ هَرَبَ ﴿إلَى الْفُلْك الْمَشْحُون﴾ السَّفِينَة الْمَمْلُوءَة حِين غَاضَبَ قَوْمه لَمَّا لَمْ يَنْزِل بِهِمْ الْعَذَاب الَّذِي وَعَدَهُمْ بِهِ فَرَكِبَ السَّفِينَة فَوَقَفَتْ فِي لُجَّة الْبَحْر فَقَالَ الْمَلَّاحُونَ هُنَا عَبْد أَبَقَ مِنْ سَيِّده تُظْهِرهُ الْقُرْعَة
١٤ -
﴿فَسَاهَمَ﴾ قَارَعَ أَهْل السَّفِينَة ﴿فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ﴾ الْمَغْلُوبِينَ بِالْقُرْعَةِ فَأَلْقَوْهُ فِي الْبَحْر
١٤ -
﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوت﴾ ابْتَلَعَهُ ﴿وَهُوَ مُلِيم﴾ أَيْ آتٍ بِمَا يُلَام عَلَيْهِ مِنْ ذَهَابه إلَى الْبَحْر وَرُكُوبه السَّفِينَة بِلَا إذْن مِنْ رَبّه
١٤ -
﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ الذَّاكِرِينَ بِقَوْلِهِ كَثِيرًا فِي بَطْن الْحُوت لَا إلَه إلَّا أَنْتَ سُبْحَانك إنِّي كُنْت مِنَ الظَّالِمِينَ
595
١٤ -
596
﴿لَلَبِثَ فِي بَطْنه إلَى يَوْم يُبْعَثُونَ﴾ لَصَارَ بَطْن الْحُوت قَبْرًا لَهُ إلَى يَوْم الْقِيَامَة
١٤ -
﴿فَنَبَذْنَاهُ﴾ أَيْ أَلْقَيْنَاهُ مِنْ بَطْن الْحُوت ﴿بِالْعَرَاءِ﴾ بِوَجْهِ الْأَرْض أَيْ بِالسَّاحِلِ مِنْ يَوْمه أَوْ بَعْد ثَلَاثَة أَوْ سَبْعَة أَيَّام أَوْ عِشْرِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ﴿وَهُوَ سَقِيم﴾ عَلِيل كَالْفَرْخِ الممعط
١٤ -
﴿وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَة مِنْ يَقْطِين﴾ وَهِيَ الْقَرْع تُظِلّهُ بِسَاقٍ عَلَى خِلَاف الْعَادَة فِي الْقَرْع مُعْجِزَة لَهُ وَكَانَتْ تَأْتِيه وَعِلَّة صَبَاحًا وَمَسَاء يَشْرَب مِنْ لَبَنهَا حَتَّى قَوِيَ
١٤ -
﴿وَأَرْسَلْنَاهُ﴾ بَعْد ذَلِكَ كَقَبْلِهِ إلَى قَوْم بِنِينَوَى مِنْ أَرْض الْمُوصِل ﴿إلَى مِائَة أَلْف أَوْ﴾ بَلْ ﴿يَزِيدُونَ﴾ عِشْرِينَ أَوْ ثَلَاثِينَ أَوْ سَبْعِينَ ألفا
١٤ -
﴿فَآمَنُوا﴾ عِنْد مُعَايَنَة الْعَذَاب الْمَوْعُودِينَ بِهِ ﴿فَمَتَّعْنَاهُمْ﴾ أبقيناهم ممتعين بما لهم ﴿إلى حين﴾ تَنْقَضِي آجَالهمْ فِيهِ
١٤ -
﴿فَاسْتَفْتِهِمْ﴾ اسْتَخْبِرْ كُفَّار مَكَّة تَوْبِيخًا لَهُمْ ﴿أَلِرَبِّك الْبَنَات﴾ بِزَعْمِهِمْ أَنَّ الْمَلَائِكَة بَنَات اللَّه ﴿وَلَهُمْ الْبَنُونَ﴾ فَيَخْتَصُّونَ بِالْأَسْنَى
١٥ -
﴿أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون﴾ خلقنا فَيَقُولُونَ ذَلِكَ
١٥ -
﴿ألا إنهم من أفكهم﴾ كذبهم ﴿ليقولون﴾
١٥ -
﴿وَلَدَ اللَّه﴾ بِقَوْلِهِمْ الْمَلَائِكَة بَنَات اللَّه ﴿وَإِنَّهُمْ لكاذبون﴾ فيه
١٥ -
﴿أَصْطَفَى﴾ بِفَتْحِ الْهَمْزَة لِلِاسْتِفْهَامِ وَاسْتُغْنِيَ بِهَا عَنْ هَمْزَة الْوَصْل فَحُذِفَتْ أَيْ أَخْتَار ﴿الْبَنَات عَلَى البنين﴾
١٥ -
﴿مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ هَذَا الْحُكْم الْفَاسِد
١٥ -
﴿أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ بِإِدْغَامِ التَّاء فِي الذَّال أَنَّهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى مُنَزَّه عَنْ الْوَلَد
١٥ -
﴿أَمْ لَكُمْ سُلْطَان مُبِين﴾ حُجَّة وَاضِحَة أَنَّ لله ولدا
١٥ -
﴿فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ﴾ التَّوْرَاة فَأَرُونِي ذَلِكَ فِيهِ ﴿إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ فِي قَوْلكُمْ ذَلِكَ
١٥ -
﴿وَجَعَلُوا﴾ أَيْ الْمُشْرِكُونَ ﴿بَيْنه﴾ تَعَالَى ﴿وَبَيْن الْجِنَّة﴾ أَيْ الْمَلَائِكَة لِاجْتِنَانِهِمْ عَنْ الْأَبْصَار ﴿نَسَبًا﴾ بِقَوْلِهِمْ إنَّهَا بَنَات اللَّه ﴿وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّة إنَّهُمْ﴾ أَيْ قَائِلِي ذَلِكَ ﴿لَمُحْضَرُونَ﴾ لِلنَّارِ يُعَذَّبُونَ فِيهَا
١٥ -
﴿سُبْحَان اللَّه﴾ تَنْزِيهًا لَهُ ﴿عَمَّا يَصِفُونَ﴾ بِأَنَّ لله ولدا
١٦ -
﴿إلَّا عِبَاد اللَّه الْمُخْلَصِينَ﴾ أَيْ الْمُؤْمِنِينَ اسْتِثْنَاء مُنْقَطِع أَيْ فَإِنَّهُمْ يُنَزِّهُونَ اللَّه تَعَالَى عَمَّا يصفه هؤلاء
596
١٦ -
597
﴿فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ﴾ مِنْ الْأَصْنَام
١٦ -
﴿مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ﴾ أَيْ عَلَى مَعْبُودكُمْ وَعَلَيْهِ مُتَعَلِّق بِقَوْلِهِ ﴿بِفَاتِنِينَ﴾ أَيْ أَحَدًا
١٦ -
﴿إلا من هو صال الجحيم﴾ فِي عِلْم اللَّه تَعَالَى
١٦ -
قال جبريل للنبي ﷺ ﴿وَمَا مِنَّا﴾ مَعْشَر الْمَلَائِكَة أَحَد ﴿إلَّا لَهُ مَقَام مَعْلُوم﴾ فِي السَّمَاوَات يَعْبُد اللَّه فِيهِ لَا يَتَجَاوَزهُ
١٦ -
﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ﴾ أَقْدَامنَا فِي الصَّلَاة
١٦ -
﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ﴾ الْمُنَزِّهُونَ اللَّه عَمَّا لَا يَلِيق به
١٦ -
﴿وَإِنْ﴾ مُخَفَّفَة مِنْ الثَّقِيلَة ﴿كَانُوا﴾ أَيْ كُفَّار مكة ﴿ليقولون﴾
١٦ -
﴿لَوْ أَنَّ عِنْدنَا ذِكْرًا﴾ كِتَابًا ﴿مِنَ الْأَوَّلِينَ﴾ أَيْ مِنْ كُتُب الْأُمَم الْمَاضِيَة
١٦ -
﴿لكنا عباد الله المخلصين﴾ العبادة له
١٧ -
قال تعالى ﴿فَكَفَرُوا بِهِ﴾ بِالْكِتَابِ الَّذِي جَاءَهُمْ وَهُوَ الْقُرْآن الْأَشْرَف مِنْ تِلْكَ الْكُتُب ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ عَاقِبَة كفرهم
١٧ -
﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتنَا﴾ بِالنَّصْرِ ﴿لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ﴾ وَهِيَ لَأَغْلِبَن أَنَا وَرُسُلِي
١٧ -
أو هي قوله ﴿إنهم لهم المنصورون﴾
١٧ -
﴿وَإِنَّ جُنْدنَا﴾ أَيْ الْمُؤْمِنِينَ ﴿لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ الْكُفَّار بِالْحُجَّةِ وَالنُّصْرَة عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا وَإِنْ لَمْ يَنْتَصِر بَعْض مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا فَفِي الْآخِرَة
١٧ -
﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ﴾ أَيْ أَعْرِضْ عَنْ كُفَّار مَكَّة ﴿حَتَّى حِين﴾ تُؤْمَر فِيهِ بِقِتَالِهِمْ
١٧ -
﴿وَأَبْصِرْهُمْ﴾ إذْ نَزَلَ بِهِمْ الْعَذَاب ﴿فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ﴾ عاقبة كفرهم
١٧ -
﴿فَقَالُوا اسْتِهْزَاء مَتَى نُزُول هَذَا الْعَذَاب قَالَ تَعَالَى تَهْدِيدًا لَهُمْ {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ﴾
١٧ -
﴿فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ﴾ بِفِنَائِهِمْ قَالَ الْفَرَّاء الْعَرَب تَكْتَفِي بِذِكْرِ السَّاحَة عَنْ الْقَوْم ﴿فَسَاءَ﴾ بِئْسَ صَبَاحًا ﴿صَبَاح الْمُنْذَرِينَ﴾ فِيهِ إقَامَة الظَّاهِر مَقَام المضمر
١٧ -
﴿وتول عنهم حتى حين﴾
١٧ -
﴿وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ﴾ كُرِّرَ تَأْكِيدًا لِتَهْدِيدِهِمْ وَتَسْلِيَة لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
١٨ -
﴿سُبْحَان رَبّك رَبّ الْعِزَّة﴾ الْغَلَبَة ﴿عَمَّا يَصِفُونَ﴾ بِأَنَّ لَهُ وَلَدًا
١٨ -
﴿وَسَلَام عَلَى الْمُرْسَلِينَ﴾ الْمُبَلِّغِينَ عَنْ اللَّه التَّوْحِيد والشرائع
١٨ -
﴿وَالْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ﴾ عَلَى نَصْرهمْ وَهَلَاك الْكَافِرِينَ = ٣٨ سُورَة ص
597
مَكِّيَّة وَآيَاتهَا ٨٦ أَوْ ٨٨ آيَة نَزَلَتْ بَعْد الْقَمَر بسم الله الرحمن الرحيم
598
سورة الصافات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الصَّافَّات) من السُّوَر المكِّية، افتُتِحت بإثبات وَحْدانية الله عزَّ وجلَّ، المتصفِ بكلِّ كمال، المُنزَّهِ عن كلِّ نقص، مُبدِعِ العوالِمِ السماوية، وقد تعرَّضتِ السورةُ لإثبات البعث والجزاء وقُدْرة الله تعالى من خلال ذِكْرِ قِصَص الكثير من الأنبياء، مختتمةً بنصرِ الله عزَّ وجلَّ لأوليائه بعد أن بيَّنتْ جزاءَ كلٍّ من الأبرار والكفار في الدَّارَينِ، و(الصَّافَّات) هم جموعُ الملائكة الذين يعبُدون اللهَ في صفوف.

ترتيبها المصحفي
37
نوعها
مكية
ألفاظها
865
ترتيب نزولها
56
العد المدني الأول
182
العد المدني الأخير
182
العد البصري
181
العد الكوفي
182
العد الشامي
182

* سورة (الصَّافَّات):

سُمِّيت سورةُ (الصَّافَّات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بالقَسَمِ الإلهيِّ بهذا اللفظ، و(الصَّافَّات): هم جموعُ الملائكة الذين يعبُدون اللهَ في صفوف.

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورةَ (الصَّافَّات) في صلاة الفجر:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: «إن كان رسولُ اللهِ ﷺ لَيؤُمُّنا في الفجرِ بـ: {اْلصَّٰٓفَّٰتِ}». أخرجه ابن حبان (١٨١٧).

اشتمَلتْ سورة (الصَّافَّات) على الموضوعات الآتية:

1. إعلان وَحْدانية الله تعالى (١-١٠).

2. إثبات المَعاد (١١-٢١).

3. مسؤولية المشركين في الآخرة (٢٢-٣٧).

4. جزاء الكافرين والمؤمنين (٣٨-٦١).

5. جزاء الظالمين، وألوان العذاب (٦٢-٧٤).

6. عبادُ الله المُخلَصِينَ {إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي اْلْمُحْسِنِينَ} (٧٥-١٤٨).

7. قصة نُوحٍ ودعاؤه (٧٥-٨٢).

8. قصة إبراهيمَ والذَّبح (٨٣-١١٣).

9. قصة موسى وهارون (١١٤-١٢٢).

10. قصة إلياسَ (١٢٣-١٣٢).

11. قصة لُوطٍ (١٣٣-١٣٨).

12. قصة يونُسَ (١٣٩-١٤٨).

13. مناقشة عقائدِ المشركين (١٤٩-١٧٠).

14. نصرُ جندِ الله تعالى (١٧١- ١٨٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /347).

جاءت سورةُ (الصَّافَّات) بإثبات وَحْدانية الله عزَّ وجلَّ، المستحِقِّ للعبادة، المُنزَّه عن كلِّ نقص، المتصِفِ بكلِّ كمال مطلق، المتفرِّدِ بصُنْعِ العوالِمِ السماوية وإبداعها، ويَلزم من هذا الكمال ردُّ العباد ليوم الفصل، وحسابُهم بالعدل.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /409)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (23 /81).