تفسير سورة الصافات

غريب القرآن

تفسير سورة سورة الصافات من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أخبرنا أبو جعفر. قال : حدّثنا علي بن أحمد. قال : حدّثنا عطاء بن السائب عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي عليهما السَّلامُ في قولهِ تعالى :﴿ وَالصَّافَّاتِ صَفَّا ﴾ أي الملائكة
﴿ فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً ﴾ أي الملائكة.
﴿ فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً ﴾ أي الملائكة. والتالي : القَارئ.
وقوله تعالى :﴿ وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴾ معناه متمردٌ عاتٍ.
وقوله تعالى :﴿ لاَّ يَسَّمَّعُونَ ﴾ معناه يَتَسمَّعون ولا يَسمَعون.
وقوله تعالى :﴿ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً ﴾ معناه يُرمون من كُلِّ جَانبٍ.
دُحوراً. أي إبعاداً. وقوله تعالى :﴿ وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ ﴾ معناه دائمٌ.
وقوله تعالى :﴿ إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ ﴾ معناه استلَبَ ﴿ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴾ معناه مُضيءٌ بَيّنٌ.
وقوله تعالى :﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ ﴾ معناه فسَلْهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ ﴾ معناه لاَزمٌ لاَزقٌ. واللازبُ من الطينِ اللزجُ. ويقال : الجَيدُ.
وقوله تعالى :﴿ بَلْ عَجِبْتَ ﴾ معناه استعظمتَ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ ﴾ معناه صَاغرُونَ أَذلاء.
وقوله تعالى :﴿ هَذَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾ معناه يَومُ الجَزاءِ.
وقوله تعالى :﴿ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ﴾ معناه يَومُ قَطعِ القَضاءِ.
وقوله تعالى :﴿ احْشُرُواْ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ ﴾ معناه وأمثالُهُمْ وأَشباهُهُم وضُرباؤهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ فَاهْدُوهُمْ ﴾ معناه دلُّوهُم.
وقوله تعالى :﴿ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ﴾ معناه يُعْطُونَ بأيدِيهِم.
وقوله تعالى :﴿ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ ﴾ فالكأسُ : الإِناءُ بما فيها من الخَمرِ.
وقوله تعالى :﴿ لاَ فِيهَا غَوْلٌ ﴾ معناه أَذى وذهابُ عَقلٍ. وقال : وجعُ البَطنِ ﴿ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ ﴾ معناه لا ينقطعُ ذلك عنهم، ولا تَنْزِفُ عُقُولُهُم.
وقوله تعالى :﴿ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ [ عِينٌ ] ﴾ معناه راضياتٌ بأزواجهنَّ لا تطمحُ عُيونُهُنّ إلى غَيرِهم. والعِينُ : الواسعاتُ العَينِ، واحدها عيناءٌ.
وقوله تعالى :﴿ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ﴾ معناه مَصونٌ.
وقوله تعالى :﴿ قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ﴾ معناه صاحبٌ.
وقوله تعالى :﴿ أَءِنَّا لَمَدِينُونَ ﴾ معناه لَمَجزِيونَ.
وقوله تعالى :﴿ فِي سَوَآءِ الْجَحِيمِ ﴾ معناه وسطُ الجَحيمِ.
وقوله تعالى :﴿ تَاللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ ﴾ معناه تَهْلِكُني.
وقوله تعالى :﴿ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴾ وهو نبتٌ قَبيحُ المَنظرِ.
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ ﴾ فالشَّوبُ : الخَلطُ بينَ الشَّيئينِ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ ضَآلِّينَ ﴾ معناه وَجَدُوا.
وقوله تعالى :﴿ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ﴾ معناه يَستَحَثْون، ويُسرعُ بهم.
وقوله تعالى :﴿ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ﴾ معناه في السَّماءِ.
وقوله تعالى :﴿ إِنِّي سَقِيمٌ ﴾ معناه مَطعون. والسَّقيمُ : الهَالكُ.
وقوله تعالى :﴿ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ ﴾ معناه احتالَ عليهم ضرباً باليمينِ التي حَلَفَ بها. وهو قوله تعالى :
﴿ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ مُدْبِرِينَ ﴾ [ الأنبياء : ٥٧ ]. وقال : باليمينِ : أي بالقوةِ والقُدرةِ.
وقوله تعالى :﴿ فَأَقْبَلُواْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ ﴾ معناه يُسرِعونَ.
وقوله تعالى :﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ ﴾ معناه أطاقَ العَملَ.
وقوله تعالى :﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ معناه صَرعهُ. فالجبينُ ها هنا الجَبهةُ عن يمينٍ وشِمالٍ. وأسلما : معناه إتفقَ أَمرُهما.
وقوله تعالى :﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ فالذَّبحُ : المَذبُوحُ. والذَّبحُ : الفِعلُ. والعَظيمُ : المُتقبلُ.
وقوله تعالى :﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ ﴾ معناه الثَّناءُ الحَسنُ.
وقوله تعالى :﴿ أَتَدْعُونَ بَعْلاً ﴾ يعني رباً وهي لُغةٌ يَمانيةٌ. والبَعلُ في غَيرِ هذا المَوضِعِ : الزَّوجُ. والبَعلُ : العِذْيّ مِنَ الأَرضِ. والبَعلُ : اليَابسُ من التمرِ.
وقوله تعالى :﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴾ فأَبَقَ : قَرَع. والفُلْك : السَّفينةُ والمَشحونُ : المملوءُ المُوقرُ.
فَساهمَ فكانَ مِنَ المُدْحَضِين : أَي قَارَعَ والمُدحضُ : المُبْطلُ الحُجةُ.
وقوله تعالى :﴿ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴾ معناه أتى أمراً يُلامُ عليه. وقال التَقمهُ الحُوتُ غدوةً ولَفَظهُ عَشيةً ويقال : لَبِثَ فِي بَطنهِ سَبعةَ أيامٍ. ويقالُ : أربعُون يوماً.
وقوله تعالى :﴿ فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴾ معناه من المُصلين.
وقوله تعالى :﴿ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَآءِ ﴾ معناه بالفَضاءِ من الأَرضِ.
قوله تعالى :﴿ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ﴾ : معناه من قَرْعٍ، وقال : إنَّ اليَقطينَ كُلُّ شَجرةٍ لاَ تَقومُ عَلَى سَاقٍ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴾ معناه ويَزيدون.
سورة الصافات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الصَّافَّات) من السُّوَر المكِّية، افتُتِحت بإثبات وَحْدانية الله عزَّ وجلَّ، المتصفِ بكلِّ كمال، المُنزَّهِ عن كلِّ نقص، مُبدِعِ العوالِمِ السماوية، وقد تعرَّضتِ السورةُ لإثبات البعث والجزاء وقُدْرة الله تعالى من خلال ذِكْرِ قِصَص الكثير من الأنبياء، مختتمةً بنصرِ الله عزَّ وجلَّ لأوليائه بعد أن بيَّنتْ جزاءَ كلٍّ من الأبرار والكفار في الدَّارَينِ، و(الصَّافَّات) هم جموعُ الملائكة الذين يعبُدون اللهَ في صفوف.

ترتيبها المصحفي
37
نوعها
مكية
ألفاظها
865
ترتيب نزولها
56
العد المدني الأول
182
العد المدني الأخير
182
العد البصري
181
العد الكوفي
182
العد الشامي
182

* سورة (الصَّافَّات):

سُمِّيت سورةُ (الصَّافَّات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بالقَسَمِ الإلهيِّ بهذا اللفظ، و(الصَّافَّات): هم جموعُ الملائكة الذين يعبُدون اللهَ في صفوف.

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورةَ (الصَّافَّات) في صلاة الفجر:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: «إن كان رسولُ اللهِ ﷺ لَيؤُمُّنا في الفجرِ بـ: {اْلصَّٰٓفَّٰتِ}». أخرجه ابن حبان (١٨١٧).

اشتمَلتْ سورة (الصَّافَّات) على الموضوعات الآتية:

1. إعلان وَحْدانية الله تعالى (١-١٠).

2. إثبات المَعاد (١١-٢١).

3. مسؤولية المشركين في الآخرة (٢٢-٣٧).

4. جزاء الكافرين والمؤمنين (٣٨-٦١).

5. جزاء الظالمين، وألوان العذاب (٦٢-٧٤).

6. عبادُ الله المُخلَصِينَ {إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي اْلْمُحْسِنِينَ} (٧٥-١٤٨).

7. قصة نُوحٍ ودعاؤه (٧٥-٨٢).

8. قصة إبراهيمَ والذَّبح (٨٣-١١٣).

9. قصة موسى وهارون (١١٤-١٢٢).

10. قصة إلياسَ (١٢٣-١٣٢).

11. قصة لُوطٍ (١٣٣-١٣٨).

12. قصة يونُسَ (١٣٩-١٤٨).

13. مناقشة عقائدِ المشركين (١٤٩-١٧٠).

14. نصرُ جندِ الله تعالى (١٧١- ١٨٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /347).

جاءت سورةُ (الصَّافَّات) بإثبات وَحْدانية الله عزَّ وجلَّ، المستحِقِّ للعبادة، المُنزَّه عن كلِّ نقص، المتصِفِ بكلِّ كمال مطلق، المتفرِّدِ بصُنْعِ العوالِمِ السماوية وإبداعها، ويَلزم من هذا الكمال ردُّ العباد ليوم الفصل، وحسابُهم بالعدل.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /409)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (23 /81).