تفسير سورة الصافات

معاني القرآن

تفسير سورة سورة الصافات من كتاب معاني القرآن
لمؤلفه الأخفش . المتوفي سنة 215 هـ

قال ﴿ رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ ( ٥ ) على " أَنَّ ألَهَكُمْ رَبُّ " ونصب بعضهم ﴿ رَبَّ السَّماَواَتِ ﴾ ( ٥ ) ﴿ وَرَبُّ الْمَشَارِقِ ﴾ فجعله صفة للاسم الذي وقعت عليه " إِنَّ " والأول أجود لأن الأول في هذ المعنى وهو متناول بعيد في التفسير.
وقال ﴿ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴾ ( ٦ ) فجعل ﴿ الكواكب ﴾ بدلا من " الزينة " وبعضهم يقول ﴿ بِزينةِ الكواكبِ ﴾ وليس يعني بعضها ولكن زينتها حسنها.
وقال ﴿ وَحِفْظاً ﴾ ( ٧ ) لأنه بدل من اللفظ بالفعل كأنه قال : " وَحَفَظْناَهَا حِفْظاً ".
وقال ﴿ مِنَ الْمُصَدِّقِينَ ﴾ ( ٥٢ ) وثقل بعضهم وليس للتثقيل معنى إنما معنى التثقيل " المُتَصَدِّقِين " وليس هذا بذاك المعنى. إنما معنى هذا من " التَّصْديق " [ و ] ليس** من " التَصَدُّقِ " [ و ] إنما تضعّف هذه ويخفف ما سواها [ ١٦٣ ء ] " والصَّدَقَةُ " تضعّف صادها وتلك غير هذه. إنما سئل رجل من صاحبه فحكى عن قرينه في الدنيا فقال :﴿ كَانَ لِي قَرِينٌ ﴾ [ ٥١ ] يقول :﴿ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ﴾ ( ٥٢ ) إنا لنبعث بعد الموت. أي : أتؤمن بهذا ؟ أي : تصدق بهذا.
وقال ﴿ وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ ( ١٠٣ ) كما تقول : " أكبَّهُ* لوجهه " و " أَكْبَبْتُهُ لِوَجْهِه " لأنه في المعنى شبه " أَقْصَيْتهُ ".
وقال ﴿ مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴾، يقول : كانوا كذاك عندكم.
سورة الصافات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الصَّافَّات) من السُّوَر المكِّية، افتُتِحت بإثبات وَحْدانية الله عزَّ وجلَّ، المتصفِ بكلِّ كمال، المُنزَّهِ عن كلِّ نقص، مُبدِعِ العوالِمِ السماوية، وقد تعرَّضتِ السورةُ لإثبات البعث والجزاء وقُدْرة الله تعالى من خلال ذِكْرِ قِصَص الكثير من الأنبياء، مختتمةً بنصرِ الله عزَّ وجلَّ لأوليائه بعد أن بيَّنتْ جزاءَ كلٍّ من الأبرار والكفار في الدَّارَينِ، و(الصَّافَّات) هم جموعُ الملائكة الذين يعبُدون اللهَ في صفوف.

ترتيبها المصحفي
37
نوعها
مكية
ألفاظها
865
ترتيب نزولها
56
العد المدني الأول
182
العد المدني الأخير
182
العد البصري
181
العد الكوفي
182
العد الشامي
182

* سورة (الصَّافَّات):

سُمِّيت سورةُ (الصَّافَّات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بالقَسَمِ الإلهيِّ بهذا اللفظ، و(الصَّافَّات): هم جموعُ الملائكة الذين يعبُدون اللهَ في صفوف.

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورةَ (الصَّافَّات) في صلاة الفجر:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: «إن كان رسولُ اللهِ ﷺ لَيؤُمُّنا في الفجرِ بـ: {اْلصَّٰٓفَّٰتِ}». أخرجه ابن حبان (١٨١٧).

اشتمَلتْ سورة (الصَّافَّات) على الموضوعات الآتية:

1. إعلان وَحْدانية الله تعالى (١-١٠).

2. إثبات المَعاد (١١-٢١).

3. مسؤولية المشركين في الآخرة (٢٢-٣٧).

4. جزاء الكافرين والمؤمنين (٣٨-٦١).

5. جزاء الظالمين، وألوان العذاب (٦٢-٧٤).

6. عبادُ الله المُخلَصِينَ {إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي اْلْمُحْسِنِينَ} (٧٥-١٤٨).

7. قصة نُوحٍ ودعاؤه (٧٥-٨٢).

8. قصة إبراهيمَ والذَّبح (٨٣-١١٣).

9. قصة موسى وهارون (١١٤-١٢٢).

10. قصة إلياسَ (١٢٣-١٣٢).

11. قصة لُوطٍ (١٣٣-١٣٨).

12. قصة يونُسَ (١٣٩-١٤٨).

13. مناقشة عقائدِ المشركين (١٤٩-١٧٠).

14. نصرُ جندِ الله تعالى (١٧١- ١٨٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /347).

جاءت سورةُ (الصَّافَّات) بإثبات وَحْدانية الله عزَّ وجلَّ، المستحِقِّ للعبادة، المُنزَّه عن كلِّ نقص، المتصِفِ بكلِّ كمال مطلق، المتفرِّدِ بصُنْعِ العوالِمِ السماوية وإبداعها، ويَلزم من هذا الكمال ردُّ العباد ليوم الفصل، وحسابُهم بالعدل.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /409)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (23 /81).