تفسير سورة الصافات

المصحف المفسّر

تفسير سورة سورة الصافات من كتاب المصحف المفسّر
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة الصافات مكية وآياتها ثنتان وثمانون ومائة

تفسير الألفاظ :
﴿ والصافات ﴾ أي الملائكة الصافين أي المصطفين في العبودية لله.
تفسير المعاني
أقسم بالملائكة المصطفين للعبادة صفا.
تفسير الألفاظ :
﴿ فالزاجرات ﴾ أي فالملائكة الزاجرين للأجرام العلوية والسفلية بالتدبير أو الزاجرين الناس عن المعاصي، أو الزاجرين الشياطين عن التعرض للناس.
تفسير المعاني :
فالزاجرين للشياطين عن بني آدم زجرا.
تفسير الألفاظ :
﴿ فالتاليات ذكرا ﴾ أي فالملائكة القارئين ذكر الله.
تفسير المعاني :
فالقارئين في عبادة الله ذكرا.
تفسير المعاني :
إن إلهكم لواحد.
تفسير المعاني :
رب السماوات والأرض وما بينهما ورب مشارق الكواكب، وقد اكتفى بالمشارق عن المغارب لأنها أدل على القدرة.
تفسير المعاني :
إنا زينا السماء القربى بزينة الكواكب وخلقنا وخلقنا هذه الكواكب حفظا من كل شيطان متمرد.
تفسير الألفاظ :
﴿ مارد ﴾ لا خير فيه، أو متمرد خارج عن الطاعة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦:تفسير المعاني :
إنا زينا السماء القربى بزينة الكواكب وخلقنا وخلقنا هذه الكواكب حفظا من كل شيطان متمرد.

تفسير الألفاظ :
﴿ لا يسمعون ﴾ التسمع طلب السمع. ﴿ الملأ الأعلى ﴾ عالم الملائكة وأشرافهم.
تفسير المعاني :
لا يستطيعون استراق السمع من عالم الملائكة، ويقذفون متى أرادوا التسمع من كل جانب.
تفسير الألفاظ :
﴿ دحورا ﴾ أي طردا، وهو مصدر دحره يدحره. ﴿ واصب ﴾ أي دائم. يقال وصب يصب وصوبا أي دام.
تفسير المعاني :
فيطردون طردا ولهم عذاب دائم.
تفسير الألفاظ :
﴿ شهاب ثاقب ﴾ الشهاب ما يرى كأنه كوكب منقض، وثاقب أي يثقب ما ينزل عليه.
تفسير المعاني :
إلا من خطف الخطفة من كلام الملائكة فأتبعه شهاب يثقب ما ينزل عليه.
تفسير الألفاظ :
﴿ فاستفتهم ﴾ أي فاستخبرهم والضمير لمشركي مكة. ﴿ أم من خلقنا ﴾ يعني ما ذكر من الملائكة والسماوات والأرض. ﴿ لازب ﴾ أي شديد متماسك. يقال لزب يلزب أي اشتد ولزق.
تفسير المعاني :
فاستخبر يا محمد مشركي مكة، أهم أصعب على الله خلقا على ضعفهم وضئولة أجسامهم، أم من خلقنا من صنوف الملائكة والسماوات والأرض ؟ إنا خلقناهم من طين متماسك.
تفسير الألفاظ :
﴿ بل عجبت ﴾ من قدرة الله. ﴿ ويسخرون ﴾ أي ويستهزئون من تعجبك. تفسير المعاني :
بل عجبت من جلالة هذا الإيداع التكويني وهم من تعجبك يستهزئون.
تفسير الألفاظ :
﴿ يستسخرون ﴾ أي يبالغون في السخرية.
تفسير المعاني :
وإذا رأوا آية يبالغون في السخرية.
تفسير الألفاظ :
﴿ إن هذا ﴾ أي ما هذا.
تفسير المعاني :
وقالوا : ما هذا الذي نراه إلا سحر مبين.
تفسير المعاني :
أإذا متنا واستحلنا إلى عظام وتراب أإنا لمعادون إلى الحياة أو آباؤنا الأقدمون ؟
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:تفسير المعاني :
أإذا متنا واستحلنا إلى عظام وتراب أإنا لمعادون إلى الحياة أو آباؤنا الأقدمون ؟

تفسير الألفاظ :
﴿ داخرون ﴾ أي صاغرون ذليلون. يقال دخر ودخر دخورا ذل وصغر.
تفسير المعاني :
قل : نعم وأنتم صاغرون ذليلون.
تفسير الألفاظ :
﴿ زجرة ﴾ أي صيحة.
تفسير المعاني :
فإنما هي صيحة واحدة فإذا هم أحياء ينظرون.
تفسير الألفاظ :
﴿ يا ويلنا ﴾ الويل الهلاك والعذاب.
تفسير المعاني :
فيقولون : يا ويلنا هذا هو يوم الدين.
تفسير المعاني :
يوم الحكم بين الخلائق والفصل في أمرهم الذي كنتم به تكذبون.
تفسير الألفاظ :
﴿ احشروا ﴾ أي اجمعوا، وأصل الحشر جمع الناس للحرب.
تفسير المعاني :
ويقول له الملائكة : اجمعوا الذين ظلموا أنفسهم وأزواجهم وما كانوا يعبدونهم من الآلهة فقودوهم إلى طريق الجحيم.
تفسير المعاني :
ويقول له الملائكة : اجمعوا الذين ظلموا أنفسهم وأزواجهم وما كانوا يعبدونهم من الآلهة فقودوهم إلى طريق الجحيم.
تفسير المعاني :
وقفوهم أمامنا إنهم مسئولون عما كانوا يعملون.
تفسير الألفاظ :
﴿ لا تناصرون ﴾ أي لا تتناصرون حذفت إحدى التاءين تخفيفا.
تفسير المعاني :
ويقال لهم : مالكم اليوم لا ينصر بعضكم بعضا كما كنتم في الدنيا تفعلون.
تفسير المعاني :
بل هم اليوم مستسلمون.
تفسير المعاني :
وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ليوبخ الضالون من أضلوهم وأغووهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ تأتوننا عن اليمين ﴾ كان العرب يتفاءلون بالطير إذا أطاروه فجاءهم من جهة اليمين. والمعنى في الآية إنكم يا أيها الذين أضللتمونا كنتم تأتوننا من أحب الجهات إلينا أقواها لتخدعونا.
تفسير المعاني :
يقول الضالون لمضليهم تبكيتا لهم يوم القيامة : إنكم كنتم تأتوننا من أحب الجهات إلينا وأقواها لخدعنا.
تفسير المعاني :
فأجابوهم قائلين : لا، لم تكونوا أنتم مؤمنين فأضللناكم بل كنتم كافرين.
تفسير الألفاظ :
﴿ سلطان ﴾ أي تسلط. ﴿ طاغين ﴾ أي متجاوزين الحدود، من طغى يطغى طغيانا.
تفسير المعاني :
وما كان لنا عليكم تسلط بل كنتم أنتم متجاوزين الحدود في الضلال.
تفسير الألفاظ :
﴿ فحق علينا ﴾ فثبت علينا. يقال حق عليه القول يحق ويحق حقا أي ثبت ووجب.
تفسير المعاني :
فوجبت علينا جميعا كلمة العذاب وإننا لذائقوه.
تفسير المعاني :
وكل ما فعلناه بكم أننا دعوناكم لتكونوا مثل ما نحن عليه.
تفسير المعاني :
ألا إنهم في العذاب مشتركون.
تفسير المعاني :
إنا على هذا الوجه نعامل المجرمين.
تفسير المعاني :
إنهم كانوا إذا دعوا إلى توحيد الله يستكبرون.
تفسير المعاني :
ويقولون : أنترك آلهتنا لقول شاعر مجنون ؟ إنه ليس بشاعر ولا مجنون.
تفسير المعاني :
بل رسول جاء بالحق وآمن بمن قبله من المرسلين.
تفسير المعاني :
إنكم لذائقوا العذاب الأليم.
تفسير المعاني :
وما تجزون إلا ما كنتم تعملون.
تفسير الألفاظ :
﴿ المخلصين ﴾ أي الذين أخلصهم الله لنفسه.
تفسير المعاني :
إلا عباد الله الذين أخلصهم الله لعبادته فلهم رزق معلوم أمره من الدوام والخلود..
تفسير المعاني :
إلا عباد الله الذين أخلصهم الله لعبادته فلهم رزق معلوم أمره من الدوام والخلود..
تفسير المعاني :
فواكه وهم مكرمون في جنات ليس فيها إلا النعيم.
سورة الصافات مكية وآياتها ثنتان وثمانون ومائة
تفسير الألفاظ :
﴿ سرر ﴾ جمع سرير.
تفسير المعاني :
على أسرة جالسين متقابلين يطاف عليهم بكئوس من خمر نابعة كأنها نهر. هذه الخمر لا تسكر ولا تغتال العقل.
تفسير الألفاظ :
﴿ من معين ﴾ أي من شراب معين، أو نهر معين أي ظاهر للعيون، أو نابع من العيون. يقال عان الماء يعين أي جرى، وصف بها خمر الجنة لأنها تجري كالماء.
تفسير المعاني :
على أسرة جالسين متقابلين يطاف عليهم بكئوس من خمر نابعة كأنها نهر. هذه الخمر لا تسكر ولا تغتال العقل.
تفسير الألفاظ :
﴿ لذة ﴾ أي لذيذة. يقل هو لذ وهي لذة.
تفسير المعاني :
على أسرة جالسين متقابلين يطاف عليهم بكئوس من خمر نابعة كأنها نهر. هذه الخمر لا تسكر ولا تغتال العقل.
تفسير الألفاظ :
﴿ لا فيها غول ﴾ أي لا غائلة فيها تغتال العقل. يقال غاله يغوله غولا أي اغتاله، واغتاله معناه أخذه غيلة أي خسلة وهو غافل. ﴿ ينزفون ﴾ أي يسكرون، من أنزف الشارب أي ذهب عقله.
تفسير المعاني :
على أسرة جالسين متقابلين يطاف عليهم بكئوس من خمر نابعة كأنها نهر. هذه الخمر لا تسكر ولا تغتال العقل.
تفسير الألفاظ :
﴿ قاصرات الطرف ﴾ أي قاصرات العيون قصرن نظرهن على أزواجهن. ﴿ عين ﴾ جمع عيناء مؤنث أعين. والأعين من عنده عين، وهو كبر سواد العين مع سعة.
تفسير المعاني :
وعندهم زوجات قد قصرن أعينهن عليهم، واسعات العيون سوداواتها.
تفسير المعاني :
كأنهن في نقاء لونهن بيض مكنون أي مصون.
تفسير المعاني :
فأخذ بعضهم يسأل بعضا.
تفسير المعاني :
فقال أحدهم : إنه كان لي صاحب.
تفسير المعاني :
يقول لي استهزاء : أأنت من المؤمنين بأننا إذا متنا وتحللت أجسادنا رجعنا أحياء وجوزينا على أعمالنا ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ لمدينون ﴾ أي لمجزيون. يقال دانه يدينه دينا أي جازاه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٢:تفسير المعاني :
يقول لي استهزاء : أأنت من المؤمنين بأننا إذا متنا وتحللت أجسادنا رجعنا أحياء وجوزينا على أعمالنا ؟

تفسير المعاني :
فهل تطلعون معي على أهل النار لأريكم ذلك الصاحب ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ في سواء ﴾ أي في وسط.
تفسير المعاني :
فنظر فرآه في وسط الجحيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ لتردين ﴾ أي لترديني أي تسقطني. يقال ردى يردي أي سقط، وأرداه أسقطه.
تفسير المعاني :
قال : والله لقد كدت تسقطني في الهاوية.
تفسير الألفاظ :
﴿ من المحضرين ﴾ أي من المحضرين الذين تحضرهم الملائكة للعذاب.
تفسير المعاني :
ولولا فضل ربي لكنت الآن محضرا للعذاب.
تفسير المعاني :
أفما نحن بميتين إلا موتتنا التي متناها في الدنيا ولسنا بمعذبين ؟
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٨:تفسير المعاني :
أفما نحن بميتين إلا موتتنا التي متناها في الدنيا ولسنا بمعذبين ؟

تفسير المعاني :
إن هذا لهو الفوز العظيم.
تفسير المعاني :
لمثل هذا المآل فليعمل العاملون.
تفسير الألفاظ :
﴿ نزلا ﴾ النزل ما يقدم للضيف. ﴿ الزقوم ﴾ اسم شجرة في تهامة صغيرة الورق مرة.
تفسير المعاني :
أهذا أفضل تقدمة من الله لعبده يوم القيامة أم شجرة الزقوم التي جعلناها عذابا للظالمين ؟
تفسير المعاني :
أهذا أفضل تقدمة من الله لعبده يوم القيامة أم شجرة الزقوم التي جعلناها عذابا للظالمين ؟
تفسير المعاني :
إنها شجرة تنبت في قاع جهنم ثمرها كأنه رءوس الشياطين.
تفسير الألفاظ
﴿ طلعها ﴾ أي حملها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٤:تفسير المعاني :
إنها شجرة تنبت في قاع جهنم ثمرها كأنه رءوس الشياطين.

تفسير المعاني :
فإن الكافرين لآكلون من شجرة الزقوم فمالئون منها البطون.
تفسير الألفاظ :
﴿ لشوبا ﴾ الشوب مصدر شاب الشراب أو غيره يشوبه أي خلطه. والمراد إن لهم لشرابا مخلوطا بماء حار. ﴿ من حميم ﴾ أي من ماء حار.
تفسير المعاني :
ثم إن لهم على هذا الأكل لشرابا من صديد أو غيره مخلوطا بماء حار. هذا هو النزل الذي يقدم للكافرين.
تفسير الألفاظ :
﴿ الجحيم ﴾ هي جهنم. وجحمة النار تأججها.
تفسير المعاني :
ثم يصيرون بعد هذا إلى الجحيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ ألفوا ﴾ أي وجدوا. يقال ألفاه يلفيه إلفاء أي وجده.
تفسير المعاني :
إنهم وجدوا آباءهم ضالين.
تفسير الألفاظ :
﴿ يهرعون ﴾ يسرع بهم من أهرع أي أسرع به. ثلاثية هرع يهرع هرعا أي أسرع.
تفسير المعاني :
فهم يترسمون آثارهم جادين.
تفسير المعاني :
ولقد ضل قبلهم أكثر الأقدمين.
تفسير المعاني :
وأرسلنا فيهم منذرين.
تفسير الألفاظ :
﴿ المنذرين ﴾ أي الذين أنذروا ولم ينتفعوا.
تفسير المعاني :
فانظر كيف كانت عاقبتهم لما لم ينتفعوا بإنذارهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ المخلصين ﴾ أي الذين أخلصهم الله لنفسه.
تفسير المعاني :
إلا الذين تنبهوا بإنذارهم. فأخلصهم الله لدينه.
تفسير المعاني :
ولقد دعانا نوح لما يئس من قومه فنجيناه وأهله من الكرب العظيم الذي كان فيه فأهلكنا الكافرين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٥:تفسير المعاني :
ولقد دعانا نوح لما يئس من قومه فنجيناه وأهله من الكرب العظيم الذي كان فيه فأهلكنا الكافرين.

تفسير المعاني :
وجعلنا ذريته هم الباقين.
تفسير الألفاظ :
﴿ وتركنا عليه في الآخرين ﴾ مفعوله محذوف تقديره : وتركنا عليه ثناء. وقيل تركنا عليه في الآخرة قولهم سلام على نوح في العالمين، وهي الآية التالية.
تفسير المعاني :
وتركنا عليه ثناء في الأمم المتأخرة.
تفسير المعاني :
سلام من الله على نوح في العالمين.
تفسير المعاني :
إننا كذلك نكافئ المحسنين.
تفسير المعاني :
إنه من عبادنا المؤمنين.
تفسير الألفاظ :
﴿ شيعته ﴾ أي حزبه. جمعه شيع.
تفسير المعاني :
وإن من حزبه إبراهيم.
تفسير المعاني :
إذ جاء ربه بقلب سليم من آفات القلوب.
تفسير المعاني :
فاذكر إذ قال لأبيه وقومه : أي شيء تعبدون ألا تعقلون ؟
تفسر الألفاظ :
﴿ أإفكا ﴾ الإفك الكذب، مأخوذ من أفك الشيء يأفكه أفكا أي صرفه عن وجهه.
تفسير المعاني :
قال إبراهيم لقومه : أتريدون من دون الله إفكا ظاهرا بطلانه ببداهة العقل ؟
تفسير المعاني :
فما ظنكم بمن هو حقيق بالعبادة حتى تركتم عبادته أو أشركتم به ؟
تفسير المعاني :
فنظر نظرة في النجوم ليوهمهم أنه يتعرف ما سيصير إليه حاله لأنهم كانوا يشتغلون بالتنجيم.
تفسير المعاني :
ثم قال لهم : إني سقيم.
تفسير المعاني :
وكانوا كثيرا ما يصابون بالطاعون، فهربوا منه.
تفسير الألفاظ :
﴿ فراغ ﴾ أي مال بحيلة. مضارع يروغ.
تفسير المعاني :
فمال إلى آلهتهم فقال لهم يخاطبهم : ألا تأكلون ؟
تفسير المعاني :
مالكم لا تنطقون ؟
تفسير المعاني :
ثم مال عليهم ضربا بيده اليمنى، وإنما قيد الضرب بها للدلالة على شدته. وقيل باليمين أي بسبب اليمين التي كان حلفها بقوله : تالله لأكيدن أصنامكم.
تفسير الألفاظ :
﴿ يزفون ﴾ أي يسرعون من زفيف النعام.
تفسير المعاني :
فرجع قومه إليه يسرعون.
تفسير المعاني :
فقال لهم : أيها الحمقى أتعبدون ما تنحتونه بأيديكم وأدواتكم.
تفسير المعاني :
والله خلقكم وخلق أعمالكم ؟
تفسير المعاني :
فثاروا عليه وقالوا : ابنوا له بنيانا فاجعلوا فيه نارا متأججة وارموه فيها جزاء له على استهانته بآلهتنا.
تفسير المعاني :
فأرادوا به كيدا فجعلناهم هم الأسفلين الأذلين بإبطال كيدهم.
تفسير المعاني :
ثم قال لهم : إني ذاهب إلى ربي، أي حيث أمرني وهو الشام، أو حيث أتجرد فيه لعبادته، إنه سيهديني.
تفسير المعاني :
رب هب لي ولدا من الصالحين.
تفسير المعاني :
فبشرناه بغلام سيكون حليما.
تفسير المعاني :
فلما بلغ ابنه السن التي يسعى فيها معه في أعماله قال له : يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك قربانا لله، فانظر ماذا ترى ؟ قال : يا أبت افعل ما يأمرك الله به ستجدني إن شاء الله من الصابرين.
تفسير الألفاظ :
﴿ وتله ﴾ أي وصرعه على وجهه. يقال تل يتل تلا أي صرع. ﴿ للجبين ﴾ أي على جبينه.
تفسير المعاني :
فلما استسلما لأمر الله، وصرعه على وجهه ليذبحه.
تفسير المعاني :
وناديناه قائلين : يا إبراهيم قد حققت الرؤيا، فكان من سرورهما وشكرهما لله على ما أنعم عليهما " في الآية جواب لما محذوف تقديره ما ذكرناه من قولنا فكان ما كان إلخ ". إنا كذلك نكافئ المحسنين.
تفسير الألفاظ :
﴿ صدقت الرؤيا ﴾ أي جعلتها صادقة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٤:تفسير المعاني :
وناديناه قائلين : يا إبراهيم قد حققت الرؤيا، فكان من سرورهما وشكرهما لله على ما أنعم عليهما " في الآية جواب لما محذوف تقديره ما ذكرناه من قولنا فكان ما كان إلخ ". إنا كذلك نكافئ المحسنين.

تفسير الألفاظ :
﴿ البلاء المبين ﴾ أي الامتحان البين الذي يتميز فيه المستسلم لله من غيره. يقال بلاه يبلوه بلاء أي امتحنه.
تفسير الألفاظ :
﴿ بذبح ﴾ الذبح هو ما يذبح بدل الإنسان.
تفسير المعاني :
وفديناه بكبش يذبح بدله عظيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ وتركنا عليه في الآخرين ﴾ المفعول هنا محذوف وتقديره وتركنا عليه ثناء، وقيل وتركنا عليه في الآخرين قولهم سلام على إبراهيم.
تفسير المعاني :
وتركنا عليه في الأمم المتأخرة قولهم سلام على إبراهيم.
تفسير المعاني :
وتركنا عليه في الأمم المتأخرة قولهم سلام على إبراهيم.
تفسير المعاني :
إننا على هذا النحو نثيب المحسنين.
تفسير المعاني :
إنه من عبادنا المؤمنين.
تفسير المعاني :
وبشرناه بإسحق نبيا من الصالحين وباركنا عليهما، ومن ذريتهما من هو محسن في أعماله كريم، وظالم لنفسه ذميم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٢:تفسير المعاني :
وبشرناه بإسحق نبيا من الصالحين وباركنا عليهما، ومن ذريتهما من هو محسن في أعماله كريم، وظالم لنفسه ذميم.

تفسير المعاني :
ولقد تفضلنا على موسى وهارون.
تفسير المعاني :
ونجيناهما وقومهما من فرعون وقومه بعد أن كانوا من اضطهادهم في كرب شديد.
تفسير المعاني :
ونصرناهم على الكافرين.
تفسير الألفاظ :
﴿ المستبين ﴾ أي البليغ في بيانه.
تفسير المعاني :
وآتينا موسى وهارون التوراة ذات البيان العظيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ الصراط ﴾ الطريق، جمعه صرط وأصله السراط.
تفسير المعاني :
وهديناهما إلى الطريق القويم.
تفسير المعاني :
وتركنا عليهما في الأمم الأخيرة قولهم سلام على موسى وهارون.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٩:تفسير المعاني :
وتركنا عليهما في الأمم الأخيرة قولهم سلام على موسى وهارون.

تفسير المعاني :
إننا على هذا النحو نكافئ المحسنين.
تفسير المعاني :
إنهما من عبدنا المؤمنين. نقول : الرؤيا التي رآها إبراهيم تتعلق بابنه إسماعيل فهو الملقب بالذبيح. وقال بعضهم : بل الرؤيا تتعلق بابنه إسحق. والقول الأول أرجح وعليه جمهور المسلمين.
تفسير المعاني :
وإن إلياس من المرسلين.
تفسير المعاني :
فنصح قومه أن يتركوا عبادة صنمهم بعل ويتجردوا لعبادة الله.
تفسير الألفاظ :
﴿ أتدعون بعلا ﴾ أي أتعبدون الصنم المسمى بعلا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٤:تفسير المعاني :
فنصح قومه أن يتركوا عبادة صنمهم بعل ويتجردوا لعبادة الله.

تفسير الألفاظ :
﴿ لمحضرون ﴾ أي لمحضرون تحضرهم الملائكة للعذاب.
تفسير المعاني :
فكذبوه، إلا عباد الله المخلصين.
تفسير الألفاظ :
﴿ المخلصين ﴾ أي الذين أخلصهم الله.
تفسير المعاني :
فكذبوه، إلا عباد الله المخلصين.
تفسير الألفاظ :
﴿ وتركنا عليه في الآخرين ﴾ المفعول محذوف هنا، وتقديره وتركنا عليه ثناء في الأمم المتأخرة. وقيل : وتركنا عليه قولهم سلام على إل ياسين.
تفسير المعاني :
وتركنا عليه في الأمم المتأخرة ثناء.
تفسير الألفاظ :
﴿ إل ياسين ﴾ لغة في إلياس.
تفسير المعاني :
إنا كذلك نجزي المحسنين.
تفسير المعاني :
وقد نجينا لوطا وأهله.
تفسير الألفاظ :
﴿ في الغابرين ﴾ في الباقين مع الهالكين. يقال غبر يغبر غبورا أي بقي ومضى.
تفسير المعاني :
إلا امرأته العجوز إنها بقيت مع الهالكين.
تفسير المعاني :
ثم دمرنا قومه.
تفسير الألفاظ :
﴿ مصبحين ﴾ أي وأنتم داخلون في وقت الصبح.
تفسير المعاني :
وإنكم لتمرون على أطلال بيوتهم بسدوم في طريق الشام وأنتم داخلون في وقت الصبح وبالليل أيضا أفلا تعقلون فتقلعوا عما تعملون ؟
تفسير المعاني :
وإنكم لتمرون على أطلال بيوتهم بسدوم في طريق الشام وأنتم داخلون في وقت الصبح وبالليل أيضا أفلا تعقلون فتقلعوا عما تعملون ؟
تفسير المعاني :
وإن يونس لمن المرسلين.
تفسير الألفاظ :
﴿ أبق ﴾ أي هرب. يقال أبق العبد يأبق ويأبق أي هرب. ﴿ الفلك ﴾ السفينة. وهذا اللفظ يستعمل مفردا وجمعا.
تفسير المعاني :
إذ يئس من هداية قومه فهرب منهم قبل أن يأذن له الله إلى السفينة الملأى بالمسافرين والأمتعة، فوقفت السفينة ولم تتحرك، فقال ركابها : إن هنا عبدا هرب من سيده، فاقترعوا فخرجت القرعة على يونس، فقال : نعم أنا الآبق ورمى بنفسه في الماء.
تفسير الألفاظ :
﴿ فساهم ﴾ أي فقارع بالقرعة. ﴿ المدحضين ﴾ أي المغلوبين، والمراد المغلوبين بالقرعة. وأصل الدحض الزلق عن مقام الظفر.
تفسير المعاني :
إذ يئس من هداية قومه فهرب منهم قبل أن يأذن له الله إلى السفينة الملأى بالمسافرين والأمتعة، فوقفت السفينة ولم تتحرك، فقال ركابها : إن هنا عبدا هرب من سيده، فاقترعوا فخرجت القرعة على يونس، فقال : نعم أنا الآبق ورمى بنفسه في الماء.
تفسير الألفاظ :
﴿ مليم ﴾ آت بما يلام عليه.
تفسير المعاني :
فالتقمه الحوت وهو فاعل ما يلام عليه.
تفسير المعاني :
فلولا أنه كان من الذاكرين الله كثيرا لبقي في بطنه إلى يوم يبعثون.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٣:تفسير المعاني :
فلولا أنه كان من الذاكرين الله كثيرا لبقي في بطنه إلى يوم يبعثون.

تفسير الألفاظ :
﴿ فنبذناه ﴾ : أي فلفظناه بأن حملنا الحوت على لفظه من جوفه.
﴿ بالعراء ﴾ : أي بالمكان الخالي مما يغطيه من نبات.
تفسير المعاني :
فلفظنا يونس بحمل الحوت على لفظه بالأرض الخالية من النبات وهو سقيم من شدة ما لقي في بطن الحوت.
تفسير الألفاظ :
﴿ يقطين ﴾ : اليقطين شجر ينبسط على وجه الأرض.
تفسير المعاني :
وأنبتنا عليه من شجرة من يقطين وهو القرع لتغطيه بورقها.
تفسير المعاني :
وأرسلناه إلى أهل نينوى عاصمة بابل وهم مئة ألف أو أكثر.
تفسير المعاني :
فآمنوا به فمتعناهم إلى أن جاء أجلهم.
تفسير المعاني :
فسألهم مبكتا إياهم : ألربك البنات، إذ قالوا إن الملائكة بنات الله، ولهم البنون ؟
تفسير المعاني :
أم خلقنا الملائكة إناثا وهم حاضرون ؟
تفسير المعاني :
لا. إنهم من إفكهم أي كذبهم، ليقولن ولد الله وإنهم لكاذبون.
تفسير الألفاظ :
﴿ اصطفى البنات على البنين ﴾ : أي اختار لنفسه البنات على البنين.
تفسير المعاني :
هل اختار البنات على البنين ؟
تفسير المعاني :
ماذا أصابكم كيف تحكمون بما لا يقبله عقل أفلا تتذكرون ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ سلطان مبين ﴾ حجة واضحة.
تفسير المعاني :
أم عندكم حجة دامغة من كتاب أنزل عليكم فائتوا به إن كنتم صادقين.
تفسير الألفاظ :
﴿ الجنة ﴾ : الجنة هنا يراد بهم الملائكة، وقيل المراد الجن لأنهم قالوا : إن الله صاهر الجن فخرجت الملائكة.
﴿ لمحضرون ﴾ : أي لمحضرون للعذاب.
تفسير المعاني :
وجعلوا بينه وبين الملائكة نسبا، ولقد علمت الملائكة أنهم أي الكفرة لمقودون إلى العذاب المهين.
تفسير الألفاظ :
﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾ : هذا استثناء من المحضرين.
تفسير المعاني :
إلا عباد الله المخلصين.
تفسير المعاني :
فتنزيها لله عما يصفونه به من الولد والنسب. فإنكم أيها الكفرة، وما تعبدون.
تفسير الألفاظ :
﴿ ما أنتم عليه ﴾ أي ما أنتم على الله. ﴿ بفاتنين ﴾ أي بمفسدين.
تفسير المعاني :
ما أنتم عليه، أي على الله، بمفسدين بالإغواء والتغرير.
تفسير الألفاظ :
﴿ صال الجحيم ﴾ : أي صالى الجحيم بمعنى داخل الجحيم. يقال صلى النار يصلاها صليا أي دخلها.
تفسير المعاني :
إلا من سبق في علمه أنه من أهل الجحيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ وما منا ﴾ : أي معشر الملائكة.
تفسير المعاني :
وما منا معشر الملائكة إلا له مقام في المعرفة والعبادة، وهذا اعتراف منهم لعبدتهم بالعبودية.
تفسير الألفاظ :
﴿ الصافون ﴾ : أي المصطفون في أداء الطاعة.
تفسير المعاني :
وإنا لنحن المصطفون في أداء طاعته وتنفيذ أوامره.
تفسير المعاني :
وإنا المسبحون أي المنزهون له عن النقائص.
تفسير الألفاظ :
﴿ وإن كانوا ليقولون ﴾ أي المشركون.
تفسير المعاني :
وإن كان المشركون ليقولون.
تفسير الألفاظ :
﴿ ذكرا من الأولين ﴾ أي كتابا من الكتب التي أنزلت عليهم.
تفسير المعاني :
لو أن عندنا كتابا من الكتب التي أنزلت للأمم السابقة.
تفسير الألفاظ :
﴿ المخلصين ﴾ أي الذين أخلصهم الله لنفسه.
تفسير المعاني :
لكنا عباد الله الذين أخلصهم لنفسه.
تفسير المعاني :
فكفروا به أي بالذكر لما جاءهم فسوف يعلمون.
تفسير الألفاظ :
﴿ سبقت كلمتنا ﴾ أي وعدنا لهم بالنصر.
تفسير المعاني :
ولقد وعدنا عبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧١:تفسير الألفاظ :
﴿ سبقت كلمتنا ﴾ أي وعدنا لهم بالنصر.

تفسير المعاني :

ولقد وعدنا عبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون.

تفسير المعاني :
وإن جندنا لهم الغالبون.
تفسير المعاني :
فأعرض عنهم حتى يتحقق الوعد بنصرك.
تفسير المعاني :
وأبصرهم على ما ينالهم حينئذ من خزي فسوف يبصرون هم ما ينالك من التأييد.
تفسير المعاني :
أفبعذابنا يستعجلون ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ بساحتهم ﴾ : أي بفنائهم.
تفسير المعاني :
فإذا حل بفنائهم فقد ساء صباح الذين أنذروا ولم ينتفعوا بالإنذار.
تفسير المعاني :
وأعرض عنهم حتى يجيء الوعد.
تفسير المعاني :
وأبصرهم ما يصيبهم فسوف يبصرون ما قضيناه لك من النصر. " وقد كرره للتأكيد والدلالة على أنه سيبصر وهم سيبصرون ما لا يسعه القول من صنوف المسرة وأنواع المساءة ".
تفسير المعاني :
تنزيها لربك رب المنعة والقوة عما يصفه المشركون به.
تفسير المعاني :
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨١:تفسير المعاني :
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

سورة الصافات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الصَّافَّات) من السُّوَر المكِّية، افتُتِحت بإثبات وَحْدانية الله عزَّ وجلَّ، المتصفِ بكلِّ كمال، المُنزَّهِ عن كلِّ نقص، مُبدِعِ العوالِمِ السماوية، وقد تعرَّضتِ السورةُ لإثبات البعث والجزاء وقُدْرة الله تعالى من خلال ذِكْرِ قِصَص الكثير من الأنبياء، مختتمةً بنصرِ الله عزَّ وجلَّ لأوليائه بعد أن بيَّنتْ جزاءَ كلٍّ من الأبرار والكفار في الدَّارَينِ، و(الصَّافَّات) هم جموعُ الملائكة الذين يعبُدون اللهَ في صفوف.

ترتيبها المصحفي
37
نوعها
مكية
ألفاظها
865
ترتيب نزولها
56
العد المدني الأول
182
العد المدني الأخير
182
العد البصري
181
العد الكوفي
182
العد الشامي
182

* سورة (الصَّافَّات):

سُمِّيت سورةُ (الصَّافَّات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بالقَسَمِ الإلهيِّ بهذا اللفظ، و(الصَّافَّات): هم جموعُ الملائكة الذين يعبُدون اللهَ في صفوف.

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورةَ (الصَّافَّات) في صلاة الفجر:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: «إن كان رسولُ اللهِ ﷺ لَيؤُمُّنا في الفجرِ بـ: {اْلصَّٰٓفَّٰتِ}». أخرجه ابن حبان (١٨١٧).

اشتمَلتْ سورة (الصَّافَّات) على الموضوعات الآتية:

1. إعلان وَحْدانية الله تعالى (١-١٠).

2. إثبات المَعاد (١١-٢١).

3. مسؤولية المشركين في الآخرة (٢٢-٣٧).

4. جزاء الكافرين والمؤمنين (٣٨-٦١).

5. جزاء الظالمين، وألوان العذاب (٦٢-٧٤).

6. عبادُ الله المُخلَصِينَ {إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي اْلْمُحْسِنِينَ} (٧٥-١٤٨).

7. قصة نُوحٍ ودعاؤه (٧٥-٨٢).

8. قصة إبراهيمَ والذَّبح (٨٣-١١٣).

9. قصة موسى وهارون (١١٤-١٢٢).

10. قصة إلياسَ (١٢٣-١٣٢).

11. قصة لُوطٍ (١٣٣-١٣٨).

12. قصة يونُسَ (١٣٩-١٤٨).

13. مناقشة عقائدِ المشركين (١٤٩-١٧٠).

14. نصرُ جندِ الله تعالى (١٧١- ١٨٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /347).

جاءت سورةُ (الصَّافَّات) بإثبات وَحْدانية الله عزَّ وجلَّ، المستحِقِّ للعبادة، المُنزَّه عن كلِّ نقص، المتصِفِ بكلِّ كمال مطلق، المتفرِّدِ بصُنْعِ العوالِمِ السماوية وإبداعها، ويَلزم من هذا الكمال ردُّ العباد ليوم الفصل، وحسابُهم بالعدل.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /409)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (23 /81).