تفسير سورة إبراهيم

تفسير القرآن

تفسير سورة سورة إبراهيم من كتاب تفسير القرآن
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة إبراهيم

بسم الله الرحمن الرحيم

عبد الرزاق عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وذكرهم بأيام الله ﴾ قال : بنعم الله.
عبد الرزاق عن الثوري عن عبيد عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ وذكرهم بأيام الله ﴾ قال : بنعم الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فردوا أيديهم في أفواههم ﴾ قال : ردوا على الرسل ما جاءت به.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال في قوله تعالى :﴿ فردوا أيديهم في أفواههم ﴾ قال : هكذا، ورد يده فيه١، قال : غيظا وعض يده.
١ في (م) في فيه..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ واستفتحوا ﴾ قال : استنصرت الرسل على قومها ﴿ وخاب كل جبار عنيد ﴾ عن الحق معرضا عنه١ أبي أن يقول : لا إله إلا الله.
١ في (م) معرض عنه، والنصب على الحالية ويجر على الوصف وكلاهما صحيح..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ويسقى من ماء صديد ﴾ قال : ماء يسيل من بين جلده ولحمه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ﴿ ما أنا بمصرخكم ﴾ قال : ما أنا بمغيثكم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كشجرة طيبة ﴾ قال : يذكرون أنها النخلة ﴿ تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ﴾ قال : تؤكل ثمارها في الشتاء والصيف، قال معمر، وقال الحسن : ما بين الستة الأشهر والسبعة.
عبد الرزاق عن معمر عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك قال : الشجرة الطيبة النخلة، والشجرة الخبيثة الحنظلة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ اجتثت من فوق الأرض ﴾ قال : استؤصلت من فوق الأرض ما لها من قرار.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى :﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ﴾ قال : لا إله إلا الله، ﴿ وفي الآخرة ﴾ المسألة في القبر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ قال : بلغنا أن هذه الأمة تبتلي١ في قبورها، فيثبت الله المؤمن في قبره حين يسأل.
١ في (م) تسأل..
[ عبد الرزاق عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل عليا، قال : من الذين ﴿ بدلوا نعمت الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار ﴾ قال : الأفجران، وقال : قريش أو قال : أهل مكة، بنو مخزوم، وبنو أمية وكفيتهم عبد يوم بدر ]١.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء، قال : سمعت ابن عباس يقول : هم والله ﴿ الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ﴾ فقال : قريش أو قال : أهل مكة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وأحلوا قومهم دار البوار ﴾ قال : هم قادة المشركين يوم بدر، ﴿ وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها ﴾ هي دارهم في الآخرة.
١ ما بين المعكوفتين سقط من (م)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وآتاكم عليه من كل ما سألتموه ﴾ قال : لم تسألوه كل الذي آتاكم، قال معمر، وقال الحسن : آتاكم من كل الذي سألتموه.
معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ بواد غير ذي زرع ﴾ قال : مكة لم يكن بها زرع يومئذ.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أفئدة من الناس تهوي إليهم ﴾ قال : تنزع إليهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ مهطعين ﴾ قال : مسرعين ﴿ مقنعي رؤوسهم ﴾ قال : المقنع : الذي يرفع رأسه شاخصا بصره١ لا يطرف.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وأفئدتهم هواء ﴾ قال : ليس فيها٢ شيء، خرجت من صدورهم فنشبت في حلوقهم.
١ كلمة (بصره) من (ق)..
٢ قوله (ليس فيها شيء) من (ق)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ﴾ قال : ذلك حين دعوا لله ولدا، وقال في آية أخرى ﴿ تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا ﴾ قال : معمر عن الحسن : ما كان مكرهم لتزول منه الجبال.
عبد الرزاق : قال معمر، وأخبرني الكلبي : أن نمرود عمد إلى صندوق فجعل فيه رجلا، وجعل في نواحيه نسورا، وجعل في وسطه رمحا، وفي طرف الرمح لحما١ فكانت النسور تلحق اللحم وهي تصعد بالصندوق، حتى خالط الرجل الظلمة فلم ير شيئا، نكس الرمح، فانحطت النسور حتى وقعت قريبا من جبل، فظن الجبل أنه حدث شيء، فزال الجبل عن مكانه. ٢
١ في (م) وفي الرمح لحما، فكانت النسور تروم تلحق اللحم..
٢ مثل هذه الروايات ظاهر فيها الوضع وكان ينبغي تنزيه التفسير منه..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ﴾ قال : بلغنا أن عائشة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية، فقالت : أين الناس يومئذ ؟ قال : " هم على الصراط " ١.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون٢ الأودي في قوله تعالى :﴿ يوم تبدل الأرض غير الأرض ﴾ قال : تبدل أرضا بيضاء كالفضة لم تعمل فيها خطيئة، ولم يسفك فيها دم حرام.
١ رواه الترمذي ج ٤ ص ٣٥٩ في باب التفسير، ومسلم في كتاب القيامة ج ٨ ص ١٢٧..
٢ في (م) عن عمرو بن معدي الأودي، والروايات في الطبري تؤيد ما أثبتناه..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ مقرنين في الأصفاد ﴾ قال : مقرنين في القيود وفي الأغلال.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ سرابيلهم من قطران ﴾ قال : من نحاس، قال معمر، وقال الحسن : قطران الإبل.
سورة إبراهيم
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (إبراهيمَ) مِن السُّوَر المكية، وجاءت هذه السورةُ الكريمة على ذِكْرِ مسائل الاعتقاد، والتوحيد، وآياتِ الله عز وجل في هذا الكونِ، كما دعَتْ إلى اتباع الدِّين الخالص: {مِلَّةَ ‌إِبْرَٰهِيمَ ‌حَنِيفٗاۖ}، وقد سُمِّيتْ باسمه عليه السلام، ودعت إلى اتباع الطريق الحقِّ التي دعا إليها كلُّ الأنبياء، كما أورَدتْ ذِكْرَ الجنة والنار، وحال كلٍّ من الفريقين؛ ترغيبًا في الاتباع والطاعة، وترهيبًا عن المعصية والمخالفة، واحتوت على ذِكْرِ عظمة الله في هذا الكونِ الفسيح؛ تثبيتًا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومَن والاه.

ترتيبها المصحفي
14
نوعها
مكية
ألفاظها
831
ترتيب نزولها
72
العد المدني الأول
54
العد المدني الأخير
54
العد البصري
51
العد الكوفي
52
العد الشامي
55

* قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اْللَّهُ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاْلْقَوْلِ اْلثَّابِتِ فِي اْلْحَيَوٰةِ اْلدُّنْيَا وَفِي اْلْأٓخِرَةِۖ} [إبراهيم: 27]:

عن البَراءِ بن عازبٍ رضي الله عنهما، قال: «نزَلتْ في عذابِ القَبْرِ، فيقال له: مَن رَبُّك؟ فيقول: رَبِّي اللهُ، ونَبيِّي محمَّدٌ ﷺ؛ فذلك قولُهُ عز وجل: {يُثَبِّتُ اْللَّهُ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاْلْقَوْلِ اْلثَّابِتِ فِي اْلْحَيَوٰةِ اْلدُّنْيَا وَفِي اْلْأٓخِرَةِۖ} [إبراهيم: 27]». أخرجه مسلم (٢٨٧١).

* سورة (إبراهيمَ):

سُمِّيتْ سورة (إبراهيمَ) بذلك؛ لأنها تحدَّثتْ - بشكل رئيسٍ - عن سيدنا (إبراهيمَ) عليه السلام، وعَلاقةِ ذلك بالتوحيد.

جاءت موضوعاتُ سورة (إبراهيم) على النحوِ الآتي:

1. منزلة القرآن الكريم، وحُجِّيته على الناس جميعًا (١-٤).

2. دعوة الرُّسل في الإخراج من الظُّلمات إلى النور (٥-٨).

3. استفتاح الرسل بالنصر على أعدائهم (للدعاة) (٩-١٨).

4. نعيم أهل الجنة، وعذاب أهل النار (١٩- ٣١).

5. عظمة الله في الكون، ونِعَمُه على خَلْقه (٣٢- ٣٤).

6. نبأ إبراهيم عليه السلام في دعوته (٣٥- ٤١).

7. صُوَر من مشاهدِ يوم القيامة (٤٢-٥٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (4 /1).

مقصودُ سورة (إبراهيمَ) هو التوحيدُ، وبيانُ أن هذا الكتابَ غايةُ البلاغ إلى الله؛ لأنه كافل ببيان الصراط الدالِّ عليه، المؤدي إليه، وأدلُّ ما فيها على هذا المَرامِ: قصةُ (إبراهيم) عليه السلام.

أما أمرُ التوحيد في قصة (إبراهيم) عليه السلام: فواضحٌ في آيات كثيرة من القرآن، والتوحيدُ هو ملَّةُ (إبراهيمَ) عليه السلام، التي حكَم اللهُ تعالى على مَن رَغِب عنها بقوله: {وَمَن ‌يَرْغَبُ ‌عَن مِّلَّةِ إِبْرَٰهِـۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُۥۚ} [البقرة: 130]. وقال الله تعالى في هذه السُّورةِ مبينًا حِرْصَ (إبراهيمَ) عليه السلام على التوحيد: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَٰهِيمُ رَبِّ اْجْعَلْ هَٰذَا اْلْبَلَدَ ءَامِنٗا وَاْجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ اْلْأَصْنَامَ (35) ​رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرٗا مِّنَ اْلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (36)} [إبراهيم: 35-36].

وأما أمرُ الكتاب: فلأنه من جملةِ دعائه لذريتِه الذين أسكَنهم عند البيت المُحرَّم؛ ذريةِ (إسماعيلَ) عليه السلام: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ}[سورة البقرة: 129].

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السُّور" للبقاعي (2 /198).