تفسير سورة الحجر

تفسير ابن خويز منداد

تفسير سورة سورة الحجر من كتاب تفسير ابن خويز منداد
لمؤلفه ابن خويزمنداد . المتوفي سنة 390 هـ

٦٦- قوله تعالى :﴿ لَعَمْرِكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ ( ٧٢ ).
٧٤- ( قال ابن خويز منداد : من جوز الحلف بغير الله تعالى مما يجوز تعظيمه بحق من الحقوق فليس يقول إنها يمين تتعلق بها كفارة ؛ إلا أنه من قصد الكذب كان ملوما : لأنه في الباطن مستخف بما وجب عليه تعظيمه. قالوا : وقوله تعالى ﴿ لَعَمْرِكَ ﴾ أي وحياتك. وإذا أقسم الله تعالى بحياة نبيه فإنما أراد بيان التصريح لنا أنه يجوز لنا أن نحلف بحياته. وعلى مذهب مالك معنى قوله :﴿ لَعَمْرِكَ ﴾ و﴿ التِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴾١ ﴿ وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ ﴾٢ ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ﴾٣ ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴾٤ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا اَلْبَلَدِ وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا اَلْبِلَدِ، وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ﴾٥ كل هذا معناه : وخالق التين والزيتون، وبرب الكتاب المسطور، وبرب البلد الذي حللت به، وخالق عيشك وحياتك، وحَق محمد، فاليمين والقسم حاصل به لا بالمخلوق. قال ابن خويز منداد : ومن جور اليمين بغير الله تعالى تأول قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تحلفوا بآبائكم " ٦ وقال : إنما نهى عن الحلف بالآباء الكفار، ألا ترى أنه قال لما حلفوا بآبائهم : " للجبل عند الله أكرم من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية " ٧. ومالك حمل الحديث على ظاهره. قال ابن خويز منداد : واستدل أيضا من جوز ذلك بأن أيمان المسلمين جرت منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا أن يحلفوا بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى إن أهل المدينة إلى يومنا هذا إذا حاكم أحدهم صاحبه قال : احلف لي بحق ما حواه هذا القبر، وبحق ساكن هذا القبر، يعني النبيّ صلى الله عليه وسلم، وكذلك بالحَرَم والمشاعر العظام والركن والمقام والمحراب وما يتلى فيه )٨.
١ - التين: ١..
٢ - الطور: ١..
٣ - النجم: ١..
٤ - الشمس: ١..
٥ - البلد: ١-٢-٣..
٦ - أخرجه البخاري في كتاب الأيمان والنذور، باب لا تحلفوا بآبائكم، ومسلم في كتاب الأيمان باب النهي عن الحلف بغير الله تعالى ٣/١٢٦٦، كلاهما بألفاظ قريبة منه. وأحمد في مسنده ١/٥٨٠، بلفظه. ومالك في الموطأ في كتاب النذور والأيمان، جامع الأيمان ص : ٣٢٠ بلفظ مشابه..
٧ - لم أقف على هذا الحديث..
٨ - الجامع لأحكام القرآن: ١٠/٤١-٤٢.
.

سورة الحجر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الحِجْرِ) مِن السُّوَر المكية، وقد سعَتْ هذه السورةُ إلى إقامةِ الحُجَّة على الكافرين في سنَّةِ الله في إرسال الرُّسُل، الذين أوضَحوا طريق الحقِّ والهداية ودعَوْا إليه، وبيَّنُوا طريقَ الغَوايةِ وحذَّروا منه، وجاءت هذه السورةُ بأمرٍ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم بالاستمرار في طريق الدعوة، والدَّلالة على الله عز وجل؛ فالله ناصرُه وكافيه: {فَاْصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر: 94].

ترتيبها المصحفي
15
نوعها
مكية
ألفاظها
658
ترتيب نزولها
54
العد المدني الأول
99
العد المدني الأخير
99
العد البصري
99
العد الكوفي
99
العد الشامي
99

سورةُ (الحِجْرِ):

سُمِّيتْ سورةُ (الحِجْرِ) بذلك؛ لذِكْرِ (الحِجْرِ) فيها، ولم يُذكَرْ في أيِّ سورة أخرى.

جاءت موضوعاتُ السورة على النحو الآتي:

1. سُنَّة الله تعالى في إرسال الرسل (١-١٥).

2. إقامة الحُجة على الكافرين (١٦- ٢٥).

3. بيان أصل الغَواية والهِداية (٢٦- ٤٨).

4. مَصارِعُ الغابرين (٤٩-٨٤).

5. الخطاب للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالمُضيِّ في أمرِ الدعوة (٨٥- ٩٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (4 /93).

مِن مقاصدِ السورة: وصفُ الكتاب بأنه في الذِّروة من الجمعِ للمعاني، الموضِّحةِ للحق من غير اختلافٍ أصلًا، وأقرَبُ ما فيها وأمثَلُه وأشبَهُه بهذا المعنى: قصةُ أصحاب (الحِجْرِ).

وكذا مِن مقاصدها: تثبيتُ الرسول صلى الله عليه وسلم، وانتظارُ ساعة النَّصر، وأن يَصفَحَ عن الذين يؤذونه، ويَكِلَ أمرهم إلى الله، ويشتغِلَ بالمؤمنين، وأن اللهَ كافِيهِ أعداءَه.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /20) ، "التَّحرير والتنوير" لابن عاشور (14 /7).