تفسير سورة الحجر

أحكام القرآن

تفسير سورة سورة الحجر من كتاب أحكام القرآن
لمؤلفه ابن الفرس . المتوفي سنة 595 هـ
سورة الحجر ١
مكية وفيها مواضع من ٢ النسخ والأحكام ٣.
١ في (ح): "سورة ربحا"..
٢ "من" ساقط في (ح)..
٣ أوصلها ابن الفرس إلى أربع آيات..

قوله تعالى :﴿ ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ( ٣ ) ﴾ :
هذه الآية فيها وعيد وتهديد ومهادنة ما ١، فهي منسوخة بآية السيف ٢. وفي هذه الآية جاء حديث الرافضين الذي في صدر الأمالي ومقتضاه أنه ارتد ونسي القرآن إلا هذه الآية.
١ "ما" ساقط في (أ)، (د)، (ز)..
٢ وهي قوله تعالى: ﴿فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم....﴾ [التوبة: ٥]..
قوله تعالى :﴿ لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ( ٧٢ ) ﴾ :
في هذه الآية شرف للنبي صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى أقسم بحياته ولم يفعل ذلك مع أحد سواه، قاله ابن عباس. واختلف في لعمري ولعمرك هل هي يمين يلزم من حلف بها أن يكفر أم ليست بيمين ولا يلزم الحالف بها كفارة. والجمهور على أنها ليست بيمين ولا كفارة فيها ١. وقال الحسن البصري هي يمين يلزم الحانث بها الكفارة ومن حجته هذه الآية لأن الله تعالى قد أقسم بها. قال ابن حبيب ينبغي أن يصرف لعمرك في الكلام اقتداء بهذه الآية. وهذا من ابن حبيب جنوح إلى قول الحسن. وكذلك اختلف في لعمر الله هل يجوز أن يقسم بها وهل فيها كفارة على من حلف فيها أم لا على قولين في المذهب، والأشهر الجواز وأن فيها الكفارة لأن العمر البقاء والحياة، وبذلك فسرت هذه الآية. والبقاء والحياة صفتان ٢ من صفات الله تعالى فيجوز القسم بها. وقد كره قوم الحلف بغير الله. قال أبو الحسن : وقد ورد فيه خبر وإن لم يقو إسناده، وكرهوا أيضا أن يقول : وحق الكعبة، وحق الرسل ٣.
١ من قوله: "أن يكفر.... إلى: ولا كفارة فيها" ساقط في (ح)..
٢ في غير (ج)، (ح): "صفة"..
٣ راجع القول في أحكام القرآن للكيا الهراسي ٤/ ٢٣٩..
قوله تعالى :﴿ فاصفح الصفح الجميل ﴾ :
وهذه الآية تقتضي مهادنة ونسختها آية السيف. قاله قتادة.
قوله تعالى :﴿ وأعرض عن المشركين ﴾ :
هذه الآية أيضا تقتضي مهادنة. والناسخ لها آية السيف. قاله ابن عباس.
سورة الحجر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الحِجْرِ) مِن السُّوَر المكية، وقد سعَتْ هذه السورةُ إلى إقامةِ الحُجَّة على الكافرين في سنَّةِ الله في إرسال الرُّسُل، الذين أوضَحوا طريق الحقِّ والهداية ودعَوْا إليه، وبيَّنُوا طريقَ الغَوايةِ وحذَّروا منه، وجاءت هذه السورةُ بأمرٍ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم بالاستمرار في طريق الدعوة، والدَّلالة على الله عز وجل؛ فالله ناصرُه وكافيه: {فَاْصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر: 94].

ترتيبها المصحفي
15
نوعها
مكية
ألفاظها
658
ترتيب نزولها
54
العد المدني الأول
99
العد المدني الأخير
99
العد البصري
99
العد الكوفي
99
العد الشامي
99

سورةُ (الحِجْرِ):

سُمِّيتْ سورةُ (الحِجْرِ) بذلك؛ لذِكْرِ (الحِجْرِ) فيها، ولم يُذكَرْ في أيِّ سورة أخرى.

جاءت موضوعاتُ السورة على النحو الآتي:

1. سُنَّة الله تعالى في إرسال الرسل (١-١٥).

2. إقامة الحُجة على الكافرين (١٦- ٢٥).

3. بيان أصل الغَواية والهِداية (٢٦- ٤٨).

4. مَصارِعُ الغابرين (٤٩-٨٤).

5. الخطاب للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالمُضيِّ في أمرِ الدعوة (٨٥- ٩٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (4 /93).

مِن مقاصدِ السورة: وصفُ الكتاب بأنه في الذِّروة من الجمعِ للمعاني، الموضِّحةِ للحق من غير اختلافٍ أصلًا، وأقرَبُ ما فيها وأمثَلُه وأشبَهُه بهذا المعنى: قصةُ أصحاب (الحِجْرِ).

وكذا مِن مقاصدها: تثبيتُ الرسول صلى الله عليه وسلم، وانتظارُ ساعة النَّصر، وأن يَصفَحَ عن الذين يؤذونه، ويَكِلَ أمرهم إلى الله، ويشتغِلَ بالمؤمنين، وأن اللهَ كافِيهِ أعداءَه.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /20) ، "التَّحرير والتنوير" لابن عاشور (14 /7).