تفسير سورة الحج

تفسير سفيان الثوري

تفسير سورة سورة الحج من كتاب تفسير سفيان الثوري
لمؤلفه عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي .

٦٦١: ١: ١٦- سفين عن منصور عن إبراهيم عن علقمة في قوله ﴿ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ قال، هذا شيء يكون دون الساعة. [الآية ١].
٦٦٢: ٢: ٣٢- سفين ﴿ وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ ﴾.
[الآية ٢].
٦٦٣: ٣: ٦- سفين عن أبي إسحق عن التميمي عن بن عباس في قوله ﴿ مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى ٱلسَّمَآءِ ﴾ قال من كان يظن أن لن ينصر الله محمداً صلى الله عليه وسلم، فليمدد بحبل في سماء بيته، فليختنق به. [الآية ١٥].
٦٦٤: ٤: ٥- سفين عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال، سمعت أبا ذر يقسم بالله، لنزلت هذه الآية في ستة من قريش: حمزة ابن عبدالمطلب، وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحرث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، هذان خاصمان (اختصموا) في ربهم إلى آخر الآية. [الآية ١٩].
٦٦٥: ٥: ١٨- سفين عن أبي حصين قال، أردت أن أعتكف - فقلت، سألت سعيد بن جبير، " أنت عاكف "، ثم قرأ ﴿ سَوَآءً ٱلْعَاكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ ﴾ [الآية ٢٥].
٦٦٦: ٦: ١٩- سفين عن السدي عن مرة عن بن مسعود أنه قال، من هم بخطية ولم يعملها، لم تكتب عليه حتى يعملها. ولو أن رجلاً هم، وهو يقدر، أن يقتل رجلاً عند البيت، لأذاقه الله عذاباً أليماً - ثم قرأ ﴿ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾.
[الآية ٢٥].
٦٦٧: ٧: ٧- سفين عن ليث عن مجاهد في قوله ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ ﴾ قال، من الشرك. [الآية ٢٦].
٦٦٨: ٨: ٨- سفين عن بن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير قال، من الآفات والريب. ٦٦٩: ٩: ٢٦- سفين في قوله ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلْقَآئِمِينَ ﴾ قال، القايم المصلي.
٦٧٠: ١٠: ٢٧- سفين في قوله ﴿ وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ ﴾ [الآية ٢٧].
٦٧١: ١١: ١- سفين عن منصور عن مجاهد قال، أمر إبراهيم، صلى الله عليه وسلم أن يؤذن بالحج، فقام على المقام، فتطاول به حتى صار كأطول جبل، فنادى: " يا أيها الناس، أجيبوا ربكم " مرتين. فأجابوه من تحت البحور السبع: " لبيك أجبنا - لبيك أطعنا ". فمن حج إلى يوم القيامة، فهو من استجاب له. " فوقرت في نفس كل مسلم. [الآية ٢٧].
٦٧٢: ١٢: ٢- سفين عن سلمة بن كهيل عن مجاهد، (مثله) إلا أنه لم يذكر " فوقرت في قلب كل مسلم ".
٦٧٣: ١٣: ٣- سفين عن واقد مولى زيد بن خليدة عن سعيد ﴿ لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ قال، التجارة، [الآية ٢٨].
٦٧٤: ١٤: ٤- سفين عن بن أبي نجيح عن مجاهد ﴿ لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ قال، فيما يرضا الله لهم من الدنيا والآخرة.
٦٧٥: ١٥: ١٢- سفين عن ليث عن مجاهد ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ ﴾ قال، حلق الرأس، ورمي الجمار، ونتف الإبط، وقصر الشارب، والأظفار، وحلق العانة. [الآية ٢٩].
٦٧٦: ١٦: ١٣- سفين عن إبراهيم الخوزي عن عطاء أو مجاهد قال، نذور كانت عليهم، فأمروا بالذبح. [الآية ٢٩].
٦٧٧: ١٧: ٣٠- سفين قال.
﴿ بِٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ ﴾ قال، عتق من الجبارة، ليس لأحد فيه شيء. [الآية ٢٩].
٦٧٨: ١٨: ١٤- سفين عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال ﴿ حُنَفَآءَ ﴾ قال، متبعين. [الآية ٣١].
٦٧٩: ١٩: ١٥- سفين عن السدي قال، الحجاج.
٦٨٠: ٢٠: ٩- سفين عن بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ﴿ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾ قال، ألبانها وأصوافها وأشعارها وركوبها. فإِذا صارت بدنا، ذهبت المنافع. [الآية ٣٣].
٦٨١: ٢١: ٣١- سفين في قوله ﴿ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾ قال، إذا دعيت وسميت البدن.
٦٨٢: ٢٢: ١٧- سفين عن سعيد بن مسروق عن عكرمة ﴿ وَلِكُلِّ (أُمَّةٍ) جَعَلْنَا مَنسَكاً ﴾ قال، ذبايح هم ذابحوها. [الآية ٣٤].
٦٨٣: ٢٣: ٢٥- سفين عن بن أبي نجيح عن مجاهد ﴿ وَبَشِّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ ﴾ قال، المطمينين. [الآية ٣٤].
٦٨٤: ٢٤: ١٠- سفين عن منصور عن إبراهيم ﴿ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ﴾ قال، هي البدنة. إن احتاج إليها ركب، وإن احتاج إلى لبنها شرب. [الآية ٣٦].
٦٨٥: ٢٥: ١١- سفين عن الأعمش عن أبي ظبيان قال، سأل رجل عن بن عباس.
﴿ فَٱذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا صَوَآفَّ ﴾ قال، قياما معقولة. فقيل له: " ما يقولون عند النحر؟ " قال، يقولون: " الله أكبر، لا إلَه إلا الله، اللهم منك ولك ". [الآية ٣٦].
٦٨٦: ٢٦: ٢٠- سفين عن منصور عن إبراهيم في قوله ﴿ ٱلْقَانِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ ﴾ قال، القانع المتعفف الذي لا يسئل شيئاً. والمعتر الذي يتعرض الأحيان. [الآية ٣٦].
٦٨٧: ٢٧: ٢١- سفين عن منصور عن مجاهد مثله. ٦٨٨: ٢٨: ٢٢- سفين عن يونس بن عبيد عن الحسن قال، أن القانع المتعفف الذي لا يسئل - والمعتر الذي يتعرض لك. ٦٨٩: ٢٩: ٢٤- سفين عن فرات القزاز عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ ٱلْقَانِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ ﴾ قال القانع الذي يسئلك. والمعتر الذي يزورك ولا يسئلك.
٦٩٠: ٣٠: ٢٣- سفين عن الأعمش في قوله ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ ﴾ قال، هي أول آية نزلت في القتال. [الآية ٣٩].
٦٩١: ٣١: ٢٨- سفين في قوله ﴿ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ﴾ يوم بدر. [الآية ٥٥].
٦٩٢: ٣٢: ٢٩- سفين في قوله ﴿ هُوَ سَمَّاكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ ﴾ قال، الله تبارك وتعالى سماكم المسلمين. [الآية ٧٨].
سورة الحج
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الحَجِّ) من السُّوَر المدنيَّة، ومع ذلك فإنها جاءت على ذِكْرِ كثيرٍ من موضوعات السُّوَر المكِّية؛ مثل: بيان مسائلِ الاعتقاد والتوحيد، وما يَتعلَّق بمَشاهِدِ يوم القيامة وحسابِ الله عز وجل للخَلْقِ، إلا أن مِحوَرَها الرئيس كان حول رُكْنِ (الحَجِّ)، وما يتعلق به من أحكامٍ تشريعية، ودَوْرِ هذا الرُّكن في بناء الأمَّة ووَحْدتها، وجاءت بأحكامٍ تشريعية تتعلق بالجهاد وقتال المشركين؛ فقد مزَجتِ السورةُ بين موضوعات السُّوَر المكِّية والمدنيَّة، إلا أن مِحوَرَها تشريعيٌّ؛ كما أشرنا.

ترتيبها المصحفي
22
نوعها
مدنية
ألفاظها
1281
ترتيب نزولها
103
العد المدني الأول
76
العد المدني الأخير
76
العد البصري
75
العد الكوفي
78
العد الشامي
74

* قوله تعالى: {هَٰذَانِ خَصْمَانِ اْخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْۖ فَاْلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٞ مِّن نَّارٖ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ اْلْحَمِيمُ} [الحج: 19]:

عن قيسِ بن عُبَادٍ، عن عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه، قال: «أنا أوَّلُ مَن يجثو بين يدَيِ الرَّحمنِ للخُصومةِ يومَ القيامةِ».

قال قيسٌ: «وفيهم نزَلتْ: {هَٰذَانِ خَصْمَانِ اْخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْۖ}، قال: هم الذين بارَزوا يومَ بَدْرٍ: عليٌّ، وحَمْزةُ، وعُبَيدةُ، وشَيْبةُ بنُ ربيعةَ، وعُتْبةُ بنُ ربيعةَ، والوليدُ بنُ عُتْبةَ». أخرجه البخاري (٤٧٤٤).

* قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ اْللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا خرَجَ النبيُّ ﷺ من مكَّةَ، قال أبو بكرٍ: أخرَجوا نبيَّهم! إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعون! لَيَهلِكُنَّ؛ فنزَلتْ: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ اْللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39]، قال: فعرَفْتُ أنَّها ستكونُ».

قال ابنُ عباسٍ: «فهي أوَّلُ آيةٍ نزَلتْ في القتالِ». أخرجه ابن حبان (٤٧١٠).

* سورة (الحَجِّ):

سُمِّيت سورة (الحَجِّ) بذلك؛ لأنها جاءت على ذِكْرِ رُكْنِ (الحَجِّ).

* فُضِّلتْ سورةُ (الحَجِّ) بأنها السورةُ الوحيدة من سُوَرِ القرآن الكريم التي جاء فيها سجدتانِ:

عن عُقْبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، فُضِّلتْ سورةُ الحَجِّ بأنَّ فيها سجدتَيْنِ؟ قال: «نَعم، ومَن لم يسجُدْهما فلا يَقرَأْهما». أخرجه الترمذي (٥٧٨).

جاءت سورة (الحَجِّ) على ذِكْرِ الكثير من الموضوعات؛ وهي:

1. الأمر بالتقوى، والإيمان بالساعة (١-٢).

2. المجادلة بغير علم (٣-٤).

3. الأدلة على البعث (٥-٧).

4. المجادلة بغير علم (٨-١٦).

5. الفصل بين الأُمَم، والاعتبار (١٧-٢٤).

6. الصد عن سبيل الله والمسجدِ الحرام (٢٥-٣٧).

7. الإذن بالقتال والدفاع عن المؤمنين (٣٨-٤١).

8. الاعتبار بهلاك الأُمَم السابقة (٤٢-٤٨).

9. إحكام الوعيِ للنبي صلى الله عليه وسلم (٤٩ - ٦٠).

10. من دلائلِ قدرة الله تعالى (٦١-٦٦).

11. بطلان شريعة ومنهاج المشركين (٦٧-٧٦).

12. أوامر الله للمؤمنين (٧٧-٧٨). ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /87).

ويقول شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّةَ: «سورة الحَجِّ ‌فيها ‌مكِّيٌّ ومدَنيٌّ، وليليٌّ ونهاريٌّ، وسفَريٌّ وحضَريٌّ، وشِتائيٌّ وصَيْفيٌّ.

وتضمَّنتْ منازلَ المسيرِ إلى الله؛ بحيث لا يكون منزلةٌ ولا قاطع يَقطَع عنها.

ويوجد فيها ذِكْرُ القلوبِ الأربعة: الأعمى، والمريض، والقاسي، والمُخبِتِ الحيِّ المطمئنِّ إلى الله.

وفيها من التوحيد والحِكَم والمواعظ - على اختصارها - ما هو بَيِّنٌ لمَن تدبَّرَه.

وفيها ذِكْرُ الواجبات والمستحَبَّات كلِّها؛ توحيدًا، وصلاةً، وزكاةً، وحَجًّا، وصيامًا؛ قد تضمَّنَ ذلك كلَّه قولُه تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ اْرْكَعُواْ وَاْسْجُدُواْۤ وَاْعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَاْفْعَلُواْ اْلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩} [الحج: 77]،  فيدخُلُ في قوله: {وَاْفْعَلُواْ اْلْخَيْرَ} كلُّ واجبٍ ومستحَبٍّ؛ فخصَّصَ في هذه الآيةِ وعمَّمَ، ثم قال: {وَجَٰهِدُواْ فِي اْللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦۚ} [الحج: 78]، فهذه الآيةُ وما بعدها لم تترُكْ خيرًا إلا جمَعَتْهُ، ولا شرًّا إلا نفَتْهُ». "مجموع الفتاوى" (15 /266).

وهذه السورةُ مِن أعاجيبِ السُّوَرِ؛ كما ذكَر ابنُ سلامةَ البَغْداديُّ، وأبو بكرٍ الغَزْنويُّ، وابنُ حزمٍ الأندلسيُّ، وابنُ تيميَّةَ.

ومِن عجائبِ هذه السورةِ الكريمة: أنه اجتمَع فيها سجودانِ، وهذا لم يحدُثْ في سورةٍ أخرى، بل قال بعضُ العلماء: «إن السجودَ الثاني فيها هو آخِرُ سجودٍ نزَل في القرآنِ الكريم». انظر: "الناسخ والمنسوخ" للبغدادي (ص126)، و"الناسخ والمنسوخ" لابن حزم (ص46)، و"تفسير القرطبي" (21/1)، و"مجموع الفتاوى" (15/266)، و"بغية السائل" (ص548).

جاءت سورة (الحَجِّ) بمقصدٍ عظيم؛ وهو دورُ رُكْنِ (الحَجِّ) العظيمُ في بناء الأمَّة ووَحْدتها، وجاءت بالحثِّ على التقوى، وخطابِ الناس بأمرهم أن يتَّقُوا اللهَ ويَخشَوْا يومَ الجزاء وأهوالَه، والاستدلالِ على نفيِ الشرك، وخطابِ المشركين بأن يُقلِعوا عن المكابرة في الاعتراف بانفراد الله تعالى بالإلهية، وعن المجادلة في ذلك اتباعًا لوساوسِ الشياطين، وأن الشياطينَ لا تُغني عنهم شيئًا، ولا ينصرونهم في الدنيا ولا في الآخرة.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /296)، والتحرير والتنوير (17 /184).