تفسير سورة الحجر

تفسير الإمام مالك

تفسير سورة سورة الحجر من كتاب تفسير الإمام مالك
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ من كل شيء موزون ﴾ [ الحجر : ١٩ ].
٥٥٤- ابن العربي : قال المخزومي : سمعت مالكا يقول في تفسيره : معلوم. ١
١ - القبس: ٣/١٠٧٠، كتاب التفسير. وعقب عليه ابن العربي قائلا: "معنى تفسير مالك. الموزون بالمعلوم: أن الله تعالى جعل الوزن طريقا إلى معرفة الخلق لجميع الأشياء..
الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ وأرسلنا الرياح لواقح ﴾ [ الحجر : ٢٢ ].
٥٥٥- ابن العربي : روى ابن وهب، وابن القاسم وأشهب، وابن عبد الحكم، عن مالك، واللفظ لأشهب، قال مالك : قال الله تعالى :﴿ وأرسلنا الرياح لواقح ﴾. فلقاح القمح عندي، أن يحبب ويسنبل، ولا أدري ما ييبس في أكمامه، ولكن يحبب حتى يكون له يبس حينئذ لم يكن فسادا لا خير فيه، ولقاح الشجر كلها أن يثمر الشجر ويسقط منه ما يسقط، ويثبت ما يثبت، وليس ذلك بأن تورد الشجر. ١
١ - أحكام القرآن لابن العربي وزاد ٣/ ١١٢٦ معلقا على تفسير مالك: "قال: إنما عدل مالك في هذا التفسير على تشبيه لقاح الشجر بلقاح الحمل، وأن الولد إذا عقد وخلق ونفخ فيه الروح كان بمنزلة تحبب الثمر وسنبلته، ولأنه سمي باسم تشترك فيه كل حاملة، وهو اللقاح، وعليه جاء الحديث: نهي النبي صلى الله عليه وسلم: عن بيع الحب حتى يشتد". وينظر: القبس: ٣/١٠٧٠، كتاب التفسير، والجامع: ١٠/١٦..
الآية الثالثة : قوله تعالى :﴿ لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ﴾ [ الحجر : ٧٢ ].
٥٥٦- ابن العربي : قال مالك : إن المستضعفين من الرجال : والمؤمنين منهم يقسمون بحياتك وبعيشك وليس من كلام أهل الذكر، وإن كان الله أقسم به في هذه القصة فذلك بيان لشرف المنزلة وشرف المكانة فلا يحمل عليه سواه، ولا يستعمل في غيره. ١
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١١٣٠، وينظر: المحرر: ١٠/١٤٣، والجامع: ١٠/٤٠..
الآية الرابعة : قوله تعالى :﴿ للمتوسمين ﴾ [ الحجر : ٧٥ ].
٥٥٧- ابن كثير : قال مالك عن بعض أهل المدينة :﴿ للمتوسمين ﴾ قال : للمتأملين. ١
١ - تفسير القرآن العظيم: ٢/٥٥٦..
الآية الخامسة : قوله تعالى :﴿ ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين ﴾ [ الحجر : ٨٠ ].
٥٥٨- ابن العربي : روى مالك عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحاب الحجر : لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين، إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم حذرا أن يصيبكم ما أصابهم. ١
١ -أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١١٣٢..
الآية السادسة : قوله تعالى :﴿ ولقد آتيناك سبعا من المثاني ﴾ [ الحجر : ٨٧ ].
٥٥٩- ابن رشد : قال ابن القاسم : سمعت مالكا يقول : السبع المثاني : أم القرآن، قال الله تعالى :﴿ ولقد آتيناك سبعا من المثاني ﴾. ١
٥٦٠- ابن جرير : حدثنا أبو كريب، قال : ثنا زيد بن حباب الحكلي قال : ثنا مالك بن أنس، قال : أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى لعروة، عن أبي سعيد مولى عامر ابن فلان، أو ابن فلان، عن أبي بن كعب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له :( إذا افتتحت الصلاة بم تفتتح ؟ ) قال : الحمد لله رب العالمين، حتى ختمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي ( السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت ). ٢
١ - البيان والتحصيل: ١٧/١٢٨. وينظر: المحرر: ١٠/١٤٩..
٢ - جامع البيان: م٨ ج١٤/٥٨..
سورة الحجر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الحِجْرِ) مِن السُّوَر المكية، وقد سعَتْ هذه السورةُ إلى إقامةِ الحُجَّة على الكافرين في سنَّةِ الله في إرسال الرُّسُل، الذين أوضَحوا طريق الحقِّ والهداية ودعَوْا إليه، وبيَّنُوا طريقَ الغَوايةِ وحذَّروا منه، وجاءت هذه السورةُ بأمرٍ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم بالاستمرار في طريق الدعوة، والدَّلالة على الله عز وجل؛ فالله ناصرُه وكافيه: {فَاْصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر: 94].

ترتيبها المصحفي
15
نوعها
مكية
ألفاظها
658
ترتيب نزولها
54
العد المدني الأول
99
العد المدني الأخير
99
العد البصري
99
العد الكوفي
99
العد الشامي
99

سورةُ (الحِجْرِ):

سُمِّيتْ سورةُ (الحِجْرِ) بذلك؛ لذِكْرِ (الحِجْرِ) فيها، ولم يُذكَرْ في أيِّ سورة أخرى.

جاءت موضوعاتُ السورة على النحو الآتي:

1. سُنَّة الله تعالى في إرسال الرسل (١-١٥).

2. إقامة الحُجة على الكافرين (١٦- ٢٥).

3. بيان أصل الغَواية والهِداية (٢٦- ٤٨).

4. مَصارِعُ الغابرين (٤٩-٨٤).

5. الخطاب للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالمُضيِّ في أمرِ الدعوة (٨٥- ٩٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (4 /93).

مِن مقاصدِ السورة: وصفُ الكتاب بأنه في الذِّروة من الجمعِ للمعاني، الموضِّحةِ للحق من غير اختلافٍ أصلًا، وأقرَبُ ما فيها وأمثَلُه وأشبَهُه بهذا المعنى: قصةُ أصحاب (الحِجْرِ).

وكذا مِن مقاصدها: تثبيتُ الرسول صلى الله عليه وسلم، وانتظارُ ساعة النَّصر، وأن يَصفَحَ عن الذين يؤذونه، ويَكِلَ أمرهم إلى الله، ويشتغِلَ بالمؤمنين، وأن اللهَ كافِيهِ أعداءَه.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /20) ، "التَّحرير والتنوير" لابن عاشور (14 /7).