تفسير سورة الحجر

جهود ابن عبد البر في التفسير

تفسير سورة سورة الحجر من كتاب جهود ابن عبد البر في التفسير
لمؤلفه ابن عبد البر . المتوفي سنة 463 هـ

٢٧٥- روي عن ابن عباس في قوله :﴿ ولقد آتيناك سبعا من المثاني ﴾، أنها فاتحة الكتاب، وروي عنه أنها السبع الطول : البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، وبراءة، وهو قول مجاهد، وسعيد بن جبير، لأنها تثنى فيها حدود القرآن، والفرائض، والقول الأول أثبت عنه، وهو الصحيح في تأويل الآية، لأنه قد ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- من وجوه صحاح، أحسنها حديث شعبة عن حبيب بن عبد الرحمان، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى، وقد ذكرناه في الباب قبل هذا١، وعند شعبة في هذا حديث آخر رواه عن العلاء بن عبد الرحمان : حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ، قال : حدثنا محمد بن عبد جعفر، قال حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا : حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة، قال : سمعت العلاء بن عبد الرحمان يحدث عن أبيه، عن أبي ابن كعب، قالا : السبع المثاني :﴿ الحمد لله رب العالمين ﴾، وهو قول قتادة.
وروى معمر عن قتادة :﴿ سبعا من المثاني ﴾، قال : هي فاتحة الكتاب، تثنى في كل ركعة مكتوبة وتطوع. ( ت : ٢٠/٢٢١. وانظر س : ٤/١٨٧-١٨٨ )
٢٧٦- قال عبد الرزاق : وأخبرنا ابن جريج قال : أخبرني أبي، أخبرنا سعيد بن جبير أن ابن عباس قال في قوله :﴿ ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرءان العظيم ﴾ قال : أم القرآن٢. ( س : ٤/٢١٨ )
١ روى ابن عبد البر قال: حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن عبد السلام، قال: حدثنا محمد بن بشار، وحدثنا عبد الرحمان بن عبد الله بن خالد، قال: حدثنا عبد الرحمان بن محمد بن شيبة البغدادي، حدثنا أبو خليفة الجمحي الفضل بن الحباب، قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، قالا: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثني حبيب بن عبد الرحمان، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد ابن المعلى، قال: مر بي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأنا في المسجد فدعاني فلم أته. فقال: (ما منعك أن تجيبني؟ قلت: إني كنت أصلي، قال: الم يقل الله- عز وجل-: ﴿يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم﴾-الأنفال: ٢٤. ثم قال: ألا أعلمك أفضل سورة في القرآن قبل أن أخرج؟ قال: فلما ذهب يخرج، ذكرت له، فقال: ﴿الحمد لله رب العالمين﴾. هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته). التمهيد: ٢٠/٢١٥-٢١٦.
٢ المصنف: ٢/٩٠..
سورة الحجر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الحِجْرِ) مِن السُّوَر المكية، وقد سعَتْ هذه السورةُ إلى إقامةِ الحُجَّة على الكافرين في سنَّةِ الله في إرسال الرُّسُل، الذين أوضَحوا طريق الحقِّ والهداية ودعَوْا إليه، وبيَّنُوا طريقَ الغَوايةِ وحذَّروا منه، وجاءت هذه السورةُ بأمرٍ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم بالاستمرار في طريق الدعوة، والدَّلالة على الله عز وجل؛ فالله ناصرُه وكافيه: {فَاْصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر: 94].

ترتيبها المصحفي
15
نوعها
مكية
ألفاظها
658
ترتيب نزولها
54
العد المدني الأول
99
العد المدني الأخير
99
العد البصري
99
العد الكوفي
99
العد الشامي
99

سورةُ (الحِجْرِ):

سُمِّيتْ سورةُ (الحِجْرِ) بذلك؛ لذِكْرِ (الحِجْرِ) فيها، ولم يُذكَرْ في أيِّ سورة أخرى.

جاءت موضوعاتُ السورة على النحو الآتي:

1. سُنَّة الله تعالى في إرسال الرسل (١-١٥).

2. إقامة الحُجة على الكافرين (١٦- ٢٥).

3. بيان أصل الغَواية والهِداية (٢٦- ٤٨).

4. مَصارِعُ الغابرين (٤٩-٨٤).

5. الخطاب للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالمُضيِّ في أمرِ الدعوة (٨٥- ٩٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (4 /93).

مِن مقاصدِ السورة: وصفُ الكتاب بأنه في الذِّروة من الجمعِ للمعاني، الموضِّحةِ للحق من غير اختلافٍ أصلًا، وأقرَبُ ما فيها وأمثَلُه وأشبَهُه بهذا المعنى: قصةُ أصحاب (الحِجْرِ).

وكذا مِن مقاصدها: تثبيتُ الرسول صلى الله عليه وسلم، وانتظارُ ساعة النَّصر، وأن يَصفَحَ عن الذين يؤذونه، ويَكِلَ أمرهم إلى الله، ويشتغِلَ بالمؤمنين، وأن اللهَ كافِيهِ أعداءَه.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /20) ، "التَّحرير والتنوير" لابن عاشور (14 /7).