تفسير سورة إبراهيم

تفسير الإمام مالك

تفسير سورة سورة إبراهيم من كتاب تفسير الإمام مالك
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ وذكرهم بأيام الله ﴾ [ إبراهيم : ٥ ].
٥٥٠- ابن العربي : قال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : يريد بلاءه الحسن وأياديه عندهم. ١
١ - القبس: ٣/١٠٦٩، كتاب التفسير، وعقب عليه ابن العربي قائلا: "وهذا التفسير يستمد من بحر النعم": وينظر الهداية خ ع ق ٥٨: ١٣٦، وأحكام القرآن لابن العربي: ٣/١١١٦، والجامع: ٩/٣٤٢، وتفسير عبد الله بن وهب: ٢/١٣٠..
الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ﴾ [ إبراهيم : ٢١ ].
٥٥١- مكي : روى مالك رضي الله عنه، عن زيد بن أسلم أنه قال : صبروا مائة عام، ثم بكوا مائة عام، فقالوا :﴿ سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ﴾. ١
١ -الهداية: ١٤٣م. خ ع ق: ٥٨. وينظر: البيان والتحصيل: ١٨/٢٠٢، وتفسير ابن وهب: ٢/١٣٦..
الآية الثالثة : قوله تعالى :﴿ تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ﴾ [ إبراهيم : ٢٥ ].
٥٥٢- ابن العربي : روى أشهب. عن مالك، قال : الحين، الذي يعرف من الثمرة إلى الثمرة. قال الله تعالى :﴿ تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ﴾. ١
وروى ابن وهب وابن القاسم، عن مالك : من نذر أن يصوم حينا، ليصم سنة، قال الله تعالى :﴿ تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ﴾.
١ -أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١١١٩، وينظر: الهداية: ١٤٦ م. خ ع ق: ٥٨. وزاد قائلا: "وهو قول مجاهد". وينظر: تفسير مجاهد: ٤١١..
الآية الرابعة : قوله تعالى :﴿ ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ﴾ [ إبراهيم : ٢٨ ].
٥٥٣- ابن كثير : روى مالك في تفسيره، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه في قوله :﴿ ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ﴾ قال : هم كفار قريش الذين قتلوا يوم بدر. ١
١ - تفسير القرآن العظيم: ٢/٥٤٠، وأخرجه السيوطي في الدر: ٥/٤٢..
سورة إبراهيم
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (إبراهيمَ) مِن السُّوَر المكية، وجاءت هذه السورةُ الكريمة على ذِكْرِ مسائل الاعتقاد، والتوحيد، وآياتِ الله عز وجل في هذا الكونِ، كما دعَتْ إلى اتباع الدِّين الخالص: {مِلَّةَ ‌إِبْرَٰهِيمَ ‌حَنِيفٗاۖ}، وقد سُمِّيتْ باسمه عليه السلام، ودعت إلى اتباع الطريق الحقِّ التي دعا إليها كلُّ الأنبياء، كما أورَدتْ ذِكْرَ الجنة والنار، وحال كلٍّ من الفريقين؛ ترغيبًا في الاتباع والطاعة، وترهيبًا عن المعصية والمخالفة، واحتوت على ذِكْرِ عظمة الله في هذا الكونِ الفسيح؛ تثبيتًا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومَن والاه.

ترتيبها المصحفي
14
نوعها
مكية
ألفاظها
831
ترتيب نزولها
72
العد المدني الأول
54
العد المدني الأخير
54
العد البصري
51
العد الكوفي
52
العد الشامي
55

* قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اْللَّهُ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاْلْقَوْلِ اْلثَّابِتِ فِي اْلْحَيَوٰةِ اْلدُّنْيَا وَفِي اْلْأٓخِرَةِۖ} [إبراهيم: 27]:

عن البَراءِ بن عازبٍ رضي الله عنهما، قال: «نزَلتْ في عذابِ القَبْرِ، فيقال له: مَن رَبُّك؟ فيقول: رَبِّي اللهُ، ونَبيِّي محمَّدٌ ﷺ؛ فذلك قولُهُ عز وجل: {يُثَبِّتُ اْللَّهُ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاْلْقَوْلِ اْلثَّابِتِ فِي اْلْحَيَوٰةِ اْلدُّنْيَا وَفِي اْلْأٓخِرَةِۖ} [إبراهيم: 27]». أخرجه مسلم (٢٨٧١).

* سورة (إبراهيمَ):

سُمِّيتْ سورة (إبراهيمَ) بذلك؛ لأنها تحدَّثتْ - بشكل رئيسٍ - عن سيدنا (إبراهيمَ) عليه السلام، وعَلاقةِ ذلك بالتوحيد.

جاءت موضوعاتُ سورة (إبراهيم) على النحوِ الآتي:

1. منزلة القرآن الكريم، وحُجِّيته على الناس جميعًا (١-٤).

2. دعوة الرُّسل في الإخراج من الظُّلمات إلى النور (٥-٨).

3. استفتاح الرسل بالنصر على أعدائهم (للدعاة) (٩-١٨).

4. نعيم أهل الجنة، وعذاب أهل النار (١٩- ٣١).

5. عظمة الله في الكون، ونِعَمُه على خَلْقه (٣٢- ٣٤).

6. نبأ إبراهيم عليه السلام في دعوته (٣٥- ٤١).

7. صُوَر من مشاهدِ يوم القيامة (٤٢-٥٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (4 /1).

مقصودُ سورة (إبراهيمَ) هو التوحيدُ، وبيانُ أن هذا الكتابَ غايةُ البلاغ إلى الله؛ لأنه كافل ببيان الصراط الدالِّ عليه، المؤدي إليه، وأدلُّ ما فيها على هذا المَرامِ: قصةُ (إبراهيم) عليه السلام.

أما أمرُ التوحيد في قصة (إبراهيم) عليه السلام: فواضحٌ في آيات كثيرة من القرآن، والتوحيدُ هو ملَّةُ (إبراهيمَ) عليه السلام، التي حكَم اللهُ تعالى على مَن رَغِب عنها بقوله: {وَمَن ‌يَرْغَبُ ‌عَن مِّلَّةِ إِبْرَٰهِـۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُۥۚ} [البقرة: 130]. وقال الله تعالى في هذه السُّورةِ مبينًا حِرْصَ (إبراهيمَ) عليه السلام على التوحيد: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَٰهِيمُ رَبِّ اْجْعَلْ هَٰذَا اْلْبَلَدَ ءَامِنٗا وَاْجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ اْلْأَصْنَامَ (35) ​رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرٗا مِّنَ اْلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (36)} [إبراهيم: 35-36].

وأما أمرُ الكتاب: فلأنه من جملةِ دعائه لذريتِه الذين أسكَنهم عند البيت المُحرَّم؛ ذريةِ (إسماعيلَ) عليه السلام: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ}[سورة البقرة: 129].

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السُّور" للبقاعي (2 /198).