تفسير سورة محمد

تفسير ابن أبي حاتم

تفسير سورة سورة محمد من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم.
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ مُحَمَّدٍ
٤٧
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ
١٨٥٨٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ قَالَ: غَيْرُ مُتَغَيِّرٍ «١».
١٨٥٨٥ - عَنْ عِكْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانُوا يَدْخُلُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا خَرَجُوا مِنْ، عِنْدِهِ قَالُوا لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. مَاذَا قَالَ آنِفًا؟ فَيَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا
١٨٥٨٦ - عَنِ الحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا قَالَ: مُحَمَّدٌ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَشْرَاطِهَا «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ
١٨٥٨٧ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لاسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً» «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ
١٨٥٨٨ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ في الدنيا ومثواكم في الآخرة «٥».
١٨٥٨٩ - عن سلمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ظَهَرَ الْقَوْلُ، وخزن العمل، وائتلفت الألسن، وأخلفت الْقُلُوبُ، وَقُطَعَ كُلُّ ذِي رَحْمٍ رَحِمَةٍ فَعِنْدَ ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم «٦».
(١) الدر ٧/ ٤٦٦- ٥٠٢.
(٢) الدر ٧/ ٤٦٦- ٥٢٠.
(٣) الدر ٧/ ٤٦٦- ٥٢٠.
(٤) الدر ٧/ ٤٦٦- ٥٢٠. [.....]
(٥) الدر ٧/ ٤٦٦- ٥٢٠.
(٦) الدر ٧/ ٤٦٦- ٥٢٠.
قوله تعالى :﴿ فقد جاء أشراطها ﴾ آية ١٨
عن الحسن رضي الله عنه في قوله :﴿ فقد جاء أشراطها ﴾ قال : محمد صلى الله عليه وسلم من أشراطها.
قوله تعالى :﴿ واستغفر لذنبك ﴾ آية ١٩
عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله :﴿ واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة ".
قوله تعالى :﴿ والله يعلم متقلبكم ﴾
عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ والله يعلم متقلبكم ﴾ في الدنيا ﴿ ومثواكم ﴾ في الآخرة. عن سلمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ظهر القول، وخزن العمل، وائتلف الألسن، واختلف القلوب، وقطع كل ذي رحم رحمه فعند ذلك ﴿ لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ﴾.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ
١٨٥٩٠ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ قَالَ: أَعْمَالَهُمْ خُبْثَهُمْ، وَالْحَسَدَ الَّذِي فِي قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ دَلَّ اللَّهُ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدُ عَلَى الْمُنَافِقِينَ فَكَانَ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ
١٨٥٩١ - عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَرَوْنَ أَنَّهُ لَا يَضُرُّ مَعَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ذَنْبٌ كَمَا لَا يَنْفَعُ مَعَ الشِّرْكِ عَمَلٌ، حَتَّى نَزَلَتْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ فَخَافُوا أَنْ يُبْطِلَ الذَّنْبُ الْعَمَلَ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ
١٨٥٩٢ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ قِيلَ مَنْ هَؤُلاءُ وَسَلَّمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هُمُ الْفُرْسُ وَهَذَا وَقَوْمُهُ» «٣».
١٨٥٩٣ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: تَلا رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَذِهِ الْآيَةَ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ هَؤُلاءُ الَّذِينَ إِنَّ تَوَلَّيْنَا اسْتُبْدِلُوا بِنَا ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَنَا، فَضَرَبَ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مَنْكِبِ سَلَّمَانَ ثُمَّ قَالَ: «هَذَا وَقَوْمُهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ الْإِيْمَانُ منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس» «٤».
(١) الدر ٧/ ٥٠٢- ٥٠٥.
(٢) الدر ٧/ ٥٠٢- ٥٠٥.
(٣) الدر ٧/ ٥٠٢- ٥٠٥.
(٤) الدر ٧/ ٥٠٢- ٥٠٥.
قوله تعالى :﴿ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ﴾ آية ٣٣
عن أبي العالية قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل، حتى نزلت ﴿ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ﴾ فخافوا أن يبطل الذنب العمل.
قوله تعالى :﴿ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ﴾ آية ٣٨
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت ﴿ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ﴾ قيل من هؤلاء وسلمان رضي الله عنه إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هم الفرس وهذا وقومه ".
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ﴿ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ﴾ فقالوا يا رسول الله : من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكب سلمان ثم قال : " هذا وقومه والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس ".
سورة محمد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (مُحمَّد) أو سورة (القِتال) من السُّوَر المدنية، وقد نزلت بعد سورة (الحديد)، وحثَّتْ على الجهاد؛ لحفظِ بيضة هذا الدِّين، ولإعلاء كلمة الله بهذه الوسيلة المشروعة، وقد بيَّنتْ حقيقةَ الصراع بين الكفر والإيمان، وبين مَن يُقِيم العدلَ والطُّمأنينة ومن يُقِيم الجَوْرَ والخوف، ولا يكون ذلك إلا بما شرعه اللهُ من الوسائل.

ترتيبها المصحفي
47
نوعها
مدنية
ألفاظها
542
ترتيب نزولها
96
العد المدني الأول
39
العد المدني الأخير
39
العد البصري
40
العد الكوفي
38
العد الشامي
39

* سورة (مُحمَّد):

سُمِّيت سورة (مُحمَّد) بهذا الاسم؛ لأنَّه جاء فيها اسمُ النبي صلى الله عليه وسلم في الآية الثانية منها؛ قال تعالى: {وَاْلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اْلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ اْلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّـَٔاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} [محمد: 2].

* سورة (القِتال):

سُمِّيت بهذا الاسم؛ لأنه جاء فيها هذا اللفظُ؛ قال تعالى: {وَيَقُولُ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٞۖ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٞ مُّحْكَمَةٞ وَذُكِرَ فِيهَا اْلْقِتَالُ رَأَيْتَ اْلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ اْلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ اْلْمَوْتِۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ} [محمد: 20]، ولأنها بيَّنتْ أحكامَ قتالِ الكفار ومشروعيَّتَه.

1. تعريف لطرَفَيِ الصراع، وحثُّ المؤمنين على القتال (١-٦).

2. سُنَّة الله التي لا تتبدل في المؤمنين والكافرين (٧-١٥).

3. التعريف بالمنافقين، والموازنة بينهم وبين المؤمنين (١٦-٣٠).

4. تهديد الضالِّين، ودفعُ المؤمنين لتحمُّل تكاليف الإيمان (٢٩-٣٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /234).

مقصدُ هذه السورة هو دعوةُ المؤمنين إلى حفظِ حظيرة الدِّين؛ بإقامة الجهاد وإدامته؛ فلا بد من الاستعداد الجيد، والتضحية لنشر هذا الدِّين بكل الوسائل المشروعة المطلوبة؛ ومن ذلك: الجهاد في سبيل الله؛ دفعًا للشر، ودعوة إلى الخير، ومن ذلك: تسميتُها بسورة (القِتال).

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /487).