تفسير سورة محمد

جهود القرافي في التفسير

تفسير سورة سورة محمد من كتاب جهود القرافي في التفسير
لمؤلفه القرافي . المتوفي سنة 684 هـ

١١٢٦- المأخوذ من الغنيمة سبعة أقسام : الأموال، والرجال، والنساء، والصبيان، والأرضون، والأطعمة، والأشربة، فالأموال تخمس للآية المتقدمة١. والرجال يخير الإمام فيهم بين خمسة أشياء : القتل، والمن، والفداء، والجزية، والاسترقاق، يفعل الأصلح من ذلك بالمن والفداء. ( الذخيرة : ٣/٤١٤ )
١ - وهي قوله تعالى :﴿واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه﴾ : الأنفال : ٤١..
١١٢٧- أي : لا ناصر لهم. ( الفروق : ٣/١٠٢ )
١١٢٨- الشرط في اللغة : العلامة، ومنه قولاه تعالى :﴿ فقد جاء أشراطها ﴾ أي : علاماتها. ( الذخيرة : ٢/٨٠ و ١١/٢٩٥ )
١١٢٩- أمر بالعلم دون التقليد١. ( شرح التنقيح : ٤٣٠-٤٣١ )
١ - ساق القرافي هذا الدليل على عدم جواز التقليد في أصول الاعتقاد. وهو مذهب الجمهور. ن : شرح التنقيح : ٤٣٠. وفي هذا الصدد يقول د: العربي اللوه :"مذهب الجمهور من العلماء كأبي الحسن الأشعري والقاضي الباقلاني، وأبي إسحاق الاسفراييني وإمام الحرمين، ونسب إلى الإمام مالك بن أنس ورجحه الإمام الرازي، وسيف الدين الآمدي، قالوا: لا يجوز التقليد في أصول الدين بل يجب النظر، لأن المطلوب فيه اليقين..." الرائد في علم العقائد : ٢٧..
١١٣٠- جعل الله سبحانه الردة مسببة عن المعصية المذكورة، لأن قوله تعالى :﴿ ذلك ﴾ إشارة إلى الردة، وقوله :﴿ بأنهم ﴾ : الباء سببية ومنه قوله عليه السلام : " إن الرجل ليحتم له بالكفر بسبب كثرة ذنوبه ". ١ ( الفروق : ٢/١٤٦ )
١ - لم أعثر على هذا الحديث في كتب ومعاجم الحديث..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٥:١١٣٠- جعل الله سبحانه الردة مسببة عن المعصية المذكورة، لأن قوله تعالى :﴿ ذلك ﴾ إشارة إلى الردة، وقوله :﴿ بأنهم ﴾ : الباء سببية ومنه قوله عليه السلام :" إن الرجل ليحتم له بالكفر بسبب كثرة ذنوبه ". ١ ( الفروق : ٢/١٤٦ )
١ - لم أعثر على هذا الحديث في كتب ومعاجم الحديث..

١١٣١- لحن الخطاب أصله في اللغة : إفهام الشيء من غير تصريح، ومنه قوله تعالى :﴿ ولتعرفنهم في لحن القول ﴾ أي : في فلتات الكلام من غير تصريح بالنفاق ولذلك قال المامون : " أيها الناس، لا تضمروا لنا بغضا، فإنه والله من يضمر لنا بغضا ندركه في فلتات كلامه وصفحات وجهه ولمحات عينه. ومن ذلك قول الشاعر :
وحديث ألذه وهو مما*** يشتهى الناعتون يوزن وزنا
منطق صائب وتلحين أحيا*** نا وأحلى الحديث ما كان لحنا
أي : تعريضا وتشوقا من غير تصريح.
وقال ابن دريد : " اللحن : الفطنة، ومنه قوله عليه السلام : " ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض " ١ أي : افطن لها ".
قال ابن يونس : " ذكر أهل اللغة اللحن بإسكان الحاء أنه الخطأ، وبفتحها الصواب ". وقال عبد الحق٢ في النكت : " اللحن من أسماء الأضداد للصواب والخطإ ". ( شرح التنقيح : ٥٤ و الذخيرة : ١/٢٦٣-٢٦٤ )
١ - خرجه البخاري في كتاب الحيل، باب من أقام البينة بعد اليمين. وفي كتاب الأحكام، باب موعظة الإمام، كما خرجه مسلم في الأقضية، باب الحكم بالظاهر واللحن بالحجة، والترمذي في كتاب الأحكام باب ما جاء في التشديد على من يقضى له بشيء ليس له أن يأخذه..
٢ - هو عبد الحق بن محمد بن هارون القرشي السهمي الصقلي، المكنى بأبي محمد (ت : ٤٦٦هج) من مصنفاته :"النكت والفروق" و"تهذيب الطالب". ن : ترجمته في المدارك : ٤/٧٧٤. والديباج : ٢/٥٦. وشجرة النور : ١١٦..
١١٣٢- النهي عن الإبطال يوجب الأداء. ( الذخيرة : ٢/٥٢٨ )
١١٣٣- إن وجوب التطوعات- عند مالك- مأخوذ من قوله تعالى :﴿ ولا تبطلوا أعمالكم ﴾ نهى سبحانه وتعالى عن الإبطال، فيكون الإكمال واجبا مكلفا به. ١ ( الفروق : ٣/١٩٩ )
١ - قال الإمام مالك رحمه الله: "إذا تطوع بالصوم أو بالصلاة ونحوهما مما يجب بالشروع، وعرض عارض يقتضي فساده ناسيا أو مجتهدا لم يجب قضاء الصوم والصلاة، وإن أفطر متعمدا أو أبطل الصلاة وجب القضاء على قاعدة الوجوب بالشروع..." الفروق : ٣/١٩٩).
١١٣٤- حصرها في اللعب مع أنها مزرعة الآخرة، وفيها تحصل الولاية والصديقية وتكتسب المراتب العلية والدرجات الرفيعة، وكل خير مكتسب في الآخرة فهو من هذه الدار، وهذه الدار، وهذه خيرات حسان وفضائل علية للدنيا، فكيف تحصر في اللعب ؟ وإنما ذلك باعتبار من أثرها، فإنها في حقه لعب صرف، وتلك المحاسن لا ينال هذا منها شيئا، فهو حصر بحسب بعض الاعتبارات، وهو كثير في القرآن الكريم. ( شرح التنقيح : ٦١ )
سورة محمد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (مُحمَّد) أو سورة (القِتال) من السُّوَر المدنية، وقد نزلت بعد سورة (الحديد)، وحثَّتْ على الجهاد؛ لحفظِ بيضة هذا الدِّين، ولإعلاء كلمة الله بهذه الوسيلة المشروعة، وقد بيَّنتْ حقيقةَ الصراع بين الكفر والإيمان، وبين مَن يُقِيم العدلَ والطُّمأنينة ومن يُقِيم الجَوْرَ والخوف، ولا يكون ذلك إلا بما شرعه اللهُ من الوسائل.

ترتيبها المصحفي
47
نوعها
مدنية
ألفاظها
542
ترتيب نزولها
96
العد المدني الأول
39
العد المدني الأخير
39
العد البصري
40
العد الكوفي
38
العد الشامي
39

* سورة (مُحمَّد):

سُمِّيت سورة (مُحمَّد) بهذا الاسم؛ لأنَّه جاء فيها اسمُ النبي صلى الله عليه وسلم في الآية الثانية منها؛ قال تعالى: {وَاْلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اْلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ اْلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّـَٔاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} [محمد: 2].

* سورة (القِتال):

سُمِّيت بهذا الاسم؛ لأنه جاء فيها هذا اللفظُ؛ قال تعالى: {وَيَقُولُ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٞۖ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٞ مُّحْكَمَةٞ وَذُكِرَ فِيهَا اْلْقِتَالُ رَأَيْتَ اْلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ اْلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ اْلْمَوْتِۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ} [محمد: 20]، ولأنها بيَّنتْ أحكامَ قتالِ الكفار ومشروعيَّتَه.

1. تعريف لطرَفَيِ الصراع، وحثُّ المؤمنين على القتال (١-٦).

2. سُنَّة الله التي لا تتبدل في المؤمنين والكافرين (٧-١٥).

3. التعريف بالمنافقين، والموازنة بينهم وبين المؤمنين (١٦-٣٠).

4. تهديد الضالِّين، ودفعُ المؤمنين لتحمُّل تكاليف الإيمان (٢٩-٣٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /234).

مقصدُ هذه السورة هو دعوةُ المؤمنين إلى حفظِ حظيرة الدِّين؛ بإقامة الجهاد وإدامته؛ فلا بد من الاستعداد الجيد، والتضحية لنشر هذا الدِّين بكل الوسائل المشروعة المطلوبة؛ ومن ذلك: الجهاد في سبيل الله؛ دفعًا للشر، ودعوة إلى الخير، ومن ذلك: تسميتُها بسورة (القِتال).

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /487).