تفسير سورة محمد

جهود ابن عبد البر في التفسير

تفسير سورة سورة محمد من كتاب جهود ابن عبد البر في التفسير
لمؤلفه ابن عبد البر . المتوفي سنة 463 هـ

٤٣٦- قال مالك : إن أحسن ما سمع في الرقاب الواجبة، أنه لا يجوز أن يعتق فيها نصراني ولا يهودي، ولا يعتق فيها مكاتب ولا مدبر١، ولا أم ولد، ولا معتق إلى سنين، ولا أعمى، ولا بأس أن يعتق النصراني واليهودي والمجوسي تطوعا، لأن الله تبارك وتعالى قال في كتابه :﴿ فإما منا بعد وإما فداء ﴾، فالمن : العتاقة٢. ( س : ٢٣/١٧٧-١٧٨ )
١ المدبر هو العبد الذي يعلق سيده عنقه على موته، انظر القوانين الفقهية: ٣٢٧..
٢ الموطأ، كتاب العتق والولاء، باب ما لا يجوز من العتق في الرقاب الواجبة: ٥١٢. ونقله الأستاذ حميد لحمر ضمن ما جمعه من نصوص التفسير المنسوب لمالك- رضي الله عنه: ٣٥٤..
٤٣٧- روى أبو سنان١، عن الضحاك عن النزل بن سبرة قال : قيل لعلي : يا أمير المؤمنين إن ههنا قوما يقولون : إن الله لا يعلم ما يكون حتى يكون، فقال : ثكلتهم أمهاتهم، من أين قالوا ذلك، قيل : يتأولون القرآن في قوله- عز وجل- :﴿ ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم ﴾، فقال علي – رضي الله عنه- : من لم يعلم هلك، ثم صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال : أيها الناس، تعلموا العلم واعملوا به، ومن أشكل عليه شيء من كتاب الله فليسألني عنه، وإنه بلغني أن قوما يقولون : إن الله لا يعلم ما يكون حتى يكون، لقوله – عز وجل- :﴿ ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم ﴾-الآية، وإنما قوله عز وجل- :﴿ حتى نعلم ﴾، يقول : حتى نرى من كتب عليه الجهاد والصبر إن جاهد وصبر على ما نابه وأتاه مما قضيت عليه. ( جامع بيان العلم وفضله : ١/١٣٨-١٣٩ )
١ هو الشيخ الإمام، الزاهد، المحدث، أبو سنان سعيد بن سنان البرجمي الشيباني، شيخ كوفي سكن الري. حدث عن الضحاك، وطاووس، والشعبي، وعمرو بن مرة... وعنه إسحاق بن سليمان، وأبو داود الطيالسي. وأبو أحمد الزبير، وأبو نعيم، وغيرهم. انظر أعلام النبلاء: ٦/٤٠٦. والتهذيب: ٤/٤٥-٤٦..
سورة محمد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (مُحمَّد) أو سورة (القِتال) من السُّوَر المدنية، وقد نزلت بعد سورة (الحديد)، وحثَّتْ على الجهاد؛ لحفظِ بيضة هذا الدِّين، ولإعلاء كلمة الله بهذه الوسيلة المشروعة، وقد بيَّنتْ حقيقةَ الصراع بين الكفر والإيمان، وبين مَن يُقِيم العدلَ والطُّمأنينة ومن يُقِيم الجَوْرَ والخوف، ولا يكون ذلك إلا بما شرعه اللهُ من الوسائل.

ترتيبها المصحفي
47
نوعها
مدنية
ألفاظها
542
ترتيب نزولها
96
العد المدني الأول
39
العد المدني الأخير
39
العد البصري
40
العد الكوفي
38
العد الشامي
39

* سورة (مُحمَّد):

سُمِّيت سورة (مُحمَّد) بهذا الاسم؛ لأنَّه جاء فيها اسمُ النبي صلى الله عليه وسلم في الآية الثانية منها؛ قال تعالى: {وَاْلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اْلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ اْلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّـَٔاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} [محمد: 2].

* سورة (القِتال):

سُمِّيت بهذا الاسم؛ لأنه جاء فيها هذا اللفظُ؛ قال تعالى: {وَيَقُولُ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٞۖ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٞ مُّحْكَمَةٞ وَذُكِرَ فِيهَا اْلْقِتَالُ رَأَيْتَ اْلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ اْلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ اْلْمَوْتِۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ} [محمد: 20]، ولأنها بيَّنتْ أحكامَ قتالِ الكفار ومشروعيَّتَه.

1. تعريف لطرَفَيِ الصراع، وحثُّ المؤمنين على القتال (١-٦).

2. سُنَّة الله التي لا تتبدل في المؤمنين والكافرين (٧-١٥).

3. التعريف بالمنافقين، والموازنة بينهم وبين المؤمنين (١٦-٣٠).

4. تهديد الضالِّين، ودفعُ المؤمنين لتحمُّل تكاليف الإيمان (٢٩-٣٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /234).

مقصدُ هذه السورة هو دعوةُ المؤمنين إلى حفظِ حظيرة الدِّين؛ بإقامة الجهاد وإدامته؛ فلا بد من الاستعداد الجيد، والتضحية لنشر هذا الدِّين بكل الوسائل المشروعة المطلوبة؛ ومن ذلك: الجهاد في سبيل الله؛ دفعًا للشر، ودعوة إلى الخير، ومن ذلك: تسميتُها بسورة (القِتال).

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /487).